Professional Documents
Culture Documents
Chapitre 1
Chapitre 1
تمهيد:
شهد العامل تطورات اقتصادية متالحقة خالل الربيع األخري من القرن احلايل كان هلا انعكاسات واضحة على
بيئة األعمال والتنظيمات االقتصادية اليت تضمها واملمارسات احملاسبية ومن خالل العديد من التفاعالت والتبادالت اليت
حدثت والزالت يف خمتلف امليادين وأدى ذلك اىل ظهور العديد من املشاكل والصعوبات مما استلزم الدول االهتمام
باحملاسبة فكان على منظري احملاسبة وضع أسس وقواعد حتكم العمل احملاسيب.
ومنذ استقالل اجلزائر شهد جمال احملاسبة العديد من التغريات بغية مواكبة التطورات الداخلية واخلارجية على
السواء ،كان آخرها االنتقال يف النظام احملاسيب من استعمال املخطط احملاسيب الوطين اىل تبين النظام احملاسيب املايل حبيث
وعليه جاء هذا الفصل الذي مسي باألدبيات النظرية والدراسات السابقة ليعرض علينا النظام احملاسيب املايل وما حيمله يف
طياته وكذا تناول خمتلف الدراسات السابقة اليت تناولت املوضوع أو هلا عالقة به.
5
األدبيات النظرية والدراسات السابقة الفصل األول:
نتج عن اإلصالحات اليت قامت هبا اجلزائر يف اجملال احملاسيب املايل ،الذي استمدت مبادئه وقواعده من املعايري احملاسبية
سنتطرق يف هذا املبحث إىل اإلطار املفاهيمي للنظام احملاسيب املايل وأهدافه ويف األخري قواعد التسجيل والتقييم اليت
جاء هبا.
قدم النظام احملاسيب املايل إطار مفاهيمي بني خمتلف املفاهيم الضمنية لتحضري وتقدمي القوائم املالية ،حيث يقسم اإلطار
املفاهيمي إىل:
عرف القانون 11- 07الصادر بتاريخ 25نوفمرب 2007النظام احملاسيب يف املادة 03منه ،ومسي يف صلب هذا
ت" احملاسبة املالية نظام لتنظيم املعلومات املالية يسمح بتخزين معطيات قاعدية عديدة وتصنيفها ،وتقييمها،
وتسجيلها ،وعرض كشوف تعكس صورة صادقة عن الوضعية املالية وممتلكات الكيان ،وجناعته ،ووضعية خزينته يف
1
هناية السنة املالية"
.2مجال التطبيق:
لقد حدد النظام احملاسيب املايل وفقا للمواد 05 ،04 ،02من القانون 11- 07املؤرخ يف 25نوفمرب 2007
* كل شخص طبيعي أو معنوي ملزم مبوجب نص قانوين أو تنظيمي مبسك حماسبة ماليه ،مع مراعاة األحكام
1ا لجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،الجريدة الرسمية ،العدد ،74بتاريخ 25نوفمبر ،2007القانون 11-07المتعلقة بالنظام
المحاسبي المالي ،المادة ،03صفحة 3
5
األدبيات النظرية والدراسات السابقة الفصل األول:
* التعاونيات
* األشخاص الطبيعيني أو املعنويون املنتجون للسلع أو اخلدمات التجارية وغري التجارية ،إذا كانوا ميارسون
* كل األشخاص الطبيعيني أو املعنويني اخلاضعني لذلك مبوجب نص قانوين أو تنظيمي ،وميكن للكيانات
الصغرية اليت ال يتعدى رقم أعماهلا وعدد مستخدميها ونشاطها واحلد املعني ،أن متسك حماسبة مالية مبسطة.
2
ثانيا :الفروض والمبادئ المحاسبية
.1الفروض المحاسبية :إن معرفة الفروض واملبادئ احملاسبية اليت تعد على أساسها القوائم املالية مهمة جدا ،فهي تسهل
علينا قراءهتا وكذلك كيفية إعدادها ومبا أننا على علم بالفروض واملبادئ احملاسبية فإننا سنكتفي بذكرها فقط دون
5
األدبيات النظرية والدراسات السابقة الفصل األول:
3
.2الخصائص:
تتمثل اخلصائص النوعية يف الصفات اليت جتعل املعلومات الواردة يف القوائم املالية مفيدة للمستخدمني ،هناك أربعة
.1المالئمة :تعترب هذه اخلاصية من أهم اخلصائص الواجب توفرها يف املعلومة املالية ،ويقصد باملالئمة وجود عالقة
وثيقة بني املعلومة والغرض الذي أعده من أجله ،وتعترب املعلومات مالئمة ملستخدميها إذا كان هلا تأثري على متخذي
القرار.
.2المعلومات ذات المصداقية :جيب أن تكون املعلومة املقدمة من خالل الكشوف املالية خالية من األخطاء
والغموض حيث جيب أن نعكس الصورة الصادقة للوضعية املالية للمؤسسة من خالل:
* مبدأ الصورة العادلة :أن متثل املعلومات بصدق العمليات املالية واألحداث األخرى اليت من املفروض أهنا
متثلها أو تعرب عنها بشكل معقول اعتمادا على مقاييس وأسس االعرتاف.
* أسبقية الواقع االقتصادي على املظهر القانوين (اجلوهر فوق الشكل) :االعتماد يف احملاسبة على جوهر
العمليات واألحداث وحقيقتها االقتصادية وليس على شكلها القانوين فقط ،مثال بيع أصل مع االحتفاظ
باملنافع االقتصادية املستقبلية رغم وجود وثائق نقل امللكية ،فإن االعرتاف هبذه العملية بأهنا عملية بيع ال ميثل
* احليطة واحلذر :مراعاة درجة معقولة من احليطة يف القيام باألحكام الالزمة إلعداد التقديرات ضمن شروط
الشك ،بكيفية ال يتم تقييم األصول واملنتجات أكثر من قيمتها ،او تقييم اخلصوم او األعباء أقل من قيمتها.
.3القابلية للمقارنة :أن تسمح املعلومة املقدمة من خالل الكشوف املالية إلجراء مقارنات معتربة بني الدورات املالية
3
?لخضر عالوي ،نظام المحاسبة المالية ،متيجة للطباعة ،الجزائر ،2011ص ص 16 -15
5
األدبيات النظرية والدراسات السابقة الفصل األول:
.4قابلية الفهم :هي إحدى اخلصائص األساسية للمعلومات الواردة بالقوائم املالية ويقصد هبا سهولة فهم سهولة فهم
إن النظام احملاسيب املايل ينشأ القواعد العامة ملسك احملاسبة ،من أجل حتقيق األهداف التالية:4
إعطاء صورة صادقة للوضعية املالية ،وأداء وتغيريات الوضعية املالية للمؤسسة ،مبراعاة االلتزامات القانونية الصادرة يف
اجلزائر مبوجب القانون رقم 07/11املتضمن العناصر األساسية هلذا النظام وجيب على الوحدات احرتامها ،دون
املسامهة يف منو ومردودية الوحدات عن طريق أفضل معرفة للميكانيزمات االقتصادية واحملاسبية اليت تشرتط نوعية
وفعالية تسيريها.
سهولة التواصل واملقارنة بكل بساطة بني الوحدات يف ظرف زمين حمدد وهذا بسبب التوحد.
نشر معلومة أكيدة ،كاملة ،عادلة ،موثوق فيها ،ذات شفافية لكي تساهم يف تشجيع املستثمرين والضمان هلم متابعة
مرضية ألمواهلم.
تضمن الرتقية وتعلم احملاسبة وأصوهلا والسري احلسن وكذا فهم القيم املتفق عليها لضمان التطور احملاسيب لكافة
املتخصصني (احملاسبني ،املهنيني ،املتكونني ،املوظفني ،اجلامعيني )...... ،وكذا ضمان عدم توقف حركة الشغل
املسامهة يف إعداد اإلحصائيات واحلسابات االقتصادية للقطاع (املؤسسات) على املستوى الوطين انطالقا من
تستفيد الشركات املتعددة اجلنسيات من أحسن تناسق للتقارير الداخلية بفضل توحيد اإلجراءات احملاسبية ملختلف
الدول.
Samir merouni,le projet du nouveau system comptable financier algérien «antcipier et preparier le 4
passages du PCN 1975 aux normes IFRS,mémoire de magistére,ESC ,année 2007/2008 p 94
5
األدبيات النظرية والدراسات السابقة الفصل األول:
السماح بتسجيل بطريقة شاملة وموثق فيها لكل املعامالت والعقود االقتصادية للمؤسسة حىت تسمح بإعداد
تستفيد الشركات املتعددة اجلنسيات من أحسن تناسق للتقارير الداخلية بفضل توحيد اإلجراءات احملاسبية ملختلف
الدول.
يوفر معلومات مالية واضحة ،ومتوافقة وقابلة للمقارنة ،وهذا تلبية حلاجة املسامهني خاصة احلاليني منهم أو
املستقبليني وهلذا فإن النظام احملاسيب املايل حيتوي على اإلطار التصوري أو املفاهيمي ،وهو نفسه اإلطار التصوري الذي
-االتفاقيات احملاسبية.
لذا فإن هذا النظام يسهل ويساعد على شرح قواعد املعاجلة لبعض األحداث غري املدرجة يف املخطط الوطين احملاسيب.
-إعطاء مناذج يف القوائم املالية :امليزانية ،جدول حسابات النتائج ،جدول تدفقات اخلزينة ،جدول حركة التغري
5
األدبيات النظرية والدراسات السابقة الفصل األول:
.1دراسة عمر لشهب :بعنوان تقييم تطبيق النظام احملاسيب املايل اجلزائري (دراسة حالة عينة من املؤسسات مبدينة
ورقلة) لسنة ،2012 / 2011دراسة لنيل شهادة املاسرت يف العلوم املالية واالقتصادية:
_ إبراز التطورات اليت شهدهتا احملاسبة استجابة للتحوالت االقتصادية املتالحقة والناجتة عن التوسع الكبري
_ كشف مالمح احمليط احملاسيب الدويل وتقدمي سياق ظهور احلاجة إلقامة توافق للتطبيقات احملاسبية ،واجلهود
املبذولة لتحقيقه.
_ وكذلك تناول أهم اخلطوات لتهيئة وحتضري احمليط للنظام احملاسيب املايل (أي التحضريات السابقة للتطبيق)
ولتحقيق هذه األهداف فقد بادر الباحث جبمع ومعاجلة وحتليل 20استبيان واملوزع على أحناء الوالية املدروسة
وحتليلها باستخدام برنامج التحليل اإلحصائي SPSSباإلضافة للمقابلة الشخصية بغية تقصي معلومات حول
التحضريات املتخذة من املؤسسات يف اجلزائر ،وتوصلت الدراسة إىل النتائج التالية واليت خنصص الذكر منها ما
يلي:
_ صعوبة االنتقال للنظام احملاسيب املايل اجلديد وذلك من ناحية التكاليف وأهم شيء هو إصدار القوانني
والتعليمات اليت تشرح وتفسر مواد النظام للتأخر يف إصدارها لتبني طريقة االنتقال والتسجيل الصحيحة.
_ عدم تطبيق وفعالية النظام احملاسيب املايل بشكل كبري على املؤسسات االقتصادية لعدة اعتبارات.
_ مسامهة النظام احملاسيب املايل يف حتسني فعالية املمارسات اجلبائية غري امللموسة يف املؤسسات االقتصادية.
.2دراسة مليكة توهامي بعنوان التنظيم احملاسيب يف املؤسسة االقتصادية اجلزائرية (دراسة وصفية ونقدية على ضوء
النظام احملاسيب املايل حالة بعض املؤسسات االقتصادية احلكومية يف والية ورقلة وحاسي مسعود) لسنة / 2010
5
األدبيات النظرية والدراسات السابقة الفصل األول:
_ معرفة كيف يتم التنظيم احملاسيب يف املؤسسات االقتصادية اجلزائرية وفق النظام احملاسيب املايل وما إذا كان هلذا
ولتحقيق هذا اهلدف فقد بادر الباحث جبمع ومعاجلة وحتليل 32استبيان واملوزع على أحناء الوالية املدروسة
وحتليلها باستخدام برنامج التحليل اإلحصائي SPSSوتوصلت الدراسة إىل النتائج التالية وخنصص الذكر منها ما
يلي:
_ يعتمد التنظيم احملاسيب يف املؤسسات االقتصادية اجلزائرية على القانون التجاري يف تنظيم احملاسبة وطريقة سريها
_ مستوى فهم النظام احملاسيب املايل يف املؤسسات االقتصادية اجلزائرية هو مستوى متوسط ومقبول،
_ إمكانية حتقيق جناح كبري بالنسبة للمؤسسات املطبقة هلذا النظام باإلضافة إىل تنظيمها.
_ يؤدي التنظيم احملاسيب وفق النظام احملاسيب املايل إىل دور إجيايب يف حتسني وضعية املؤسسة.
.3دراسة عبد الهادي بوقفة بعنوان أثر النظام احملاسيب املايل اجلديد على مكونات القوائم املالية للمؤسسات اجلزائرية
_ التعرف على أهم األسباب اليت أدت إىل اختالف املمارسات احملاسبية بني الدول،
_ دراسة املخطط احملاسيب وإبراز خصائصه وعيوبه وتقدمي النظام احملاسيب املايل.
ولتحقيق هذه األهداف فقد بادر الباحث جبمع ومعاجلة وحتليل 34إستبيان واملوزع على أحناء الوالية املدروسة
وحتليلها باستخدام برنامج التحليل اإلحصائي ،SPSSوتوصلت الدراسة إىل النتائج التالية واليت خنصص الذكر منها
ما يلي:
_ يعترب التوافق احملاسيب الدويل من املفاهيم املالزمة للمحاسبة الدولية هدفه األساسي هو احلد من الفروقات
واالختالفات احملاسبية بني األنظمة عن طريق جعل املعايري واملمارسات احملاسبية الوطنية متقاربة فيما بينهما.
5
األدبيات النظرية والدراسات السابقة الفصل األول:
_ معانة النظام الوطين احملاسيب من عدة نقائص يف البيئة احلالية اجلزائرية مما يستوجب اإلسراع يف إدراكه وإنقاض
احملاسبة،
_ مسامهة النظام احملاسيب املايل يف حتقيق املقاربة يف املمارسات احملاسبية اجلزائرية واملعايري احملاسبية الدولية.
متيزت الدراسة احلالية عن الدراسات السابقة بتكفلها باحلديث عن تقييم تطبيق النظام احملاسيب املايل يف جمموعة من
املؤسسات البرتولية حبيث مل يسبق تناول هذا املوضوع هبته الصورة وعليه فإن اشتمال الدراسة جملموعة من املؤسسات
يعطينا صورة أمثل وأقرب للواقع من تلك الدراسة اليت تكون يف مؤسسة واحدة .
5
األدبيات النظرية والدراسات السابقة الفصل األول:
خالصة الفصل:
حاولنا من خالل هذا الفصل التطرق اىل اإلطار النظري الذي جاء به النظام احملاسيب املايل ،وإبراز أهم التحسينات
اليت جاء هبا على مستوى املعلومات املالية و املميزات و اخلصائص ،ولقد إتضح لنا جليا أن النظام احملاسيب املايل كان
خطوة هامة انتهجتها اجلزائر هبدف حتقيق نوع من التوافق احملاسيب حيث أنه عمل على تلبية خمتلف إحتياجات
5