Professional Documents
Culture Documents
قائمة المراجع
الخاتمــة
المقدمـة
.ان الوصف الذي يمكن ان يلحق االلتزام إما ان يلحقه في الرابطة ذاتها فيؤثر وجودها او نفاذها
فإذا اثر في وجودها فجعل وجودها غير مؤكد فهو "الشرط" و إذا اثر في نفاذها فجعلها غير نافذة فهو
" .األجل"
وعليه فإن المشرع الجزائري قد حدد لنا كل من الشرط و األجل في المواد من 203إلى 212قانون مدني
ومن خالل هذا نطرح االشكال المتمثل في ما هو الشرط ؟ و ما هو األجل ؟ و ما هي انواع كل منهما ؟
الشرطالواقف :هو الذي يترتب على تحققه وجود إلتزام ،بحيث انه إذا تحقق الشرط وانعقد العقد و نشات)1
التزامات في ذمة كل من طرفيه ،أو نشا التزام في ذمةالواعد إذا كنا امام ارادة منفردة كمصدر لاللتزام مثال ان
.يعد والد ابنهبهدية إذا نجح في االمنتحان فإذا نجح استحق االبن الجائزة
و إذا تخلف الشرط ال ينشاالعقد وال الالتزام و هذا ما اكدته المادة 205قانون مدني
إذاكان الشرط الواقف المستحيل و المخالف لنظام العام و االذاب العامة كانالعقد باطال وال ينشأ عنه أي التزام
.المادة 204فانون مدني
و سبب ذلك ان الشرط ال يمكن ان يتحقق الستحالة مادية او قانونية و يقصد باالستحالة هنا استحالة مطلقة ال
.نسبية
أماالشرط الواقف المخالف لنظام العام و االداب العامة هو الشرط الذي يسلباالنسان احدى الحريات التي يعترف
.له القانون بها مثل عدم الزواج او عدمالطالق فهذا الشرط باطل أال إذا كا هناك غرض مشروع يراد تحقيقه
الشرطالفاسخ :هو الذي يترتب على وقوعه زوال االلتزام مثال إذا باع شخص شيئا واشترط على المشتري ان)2
يكون له استرداد المبيع في خالل مدة معينة بعد ردالثمن وهذا هو بيع الوفاء فهنا العقد موجود و صحيح و لكن
.فسخه و زوالهمعلق على شرط هو رد الثمن :فإذا تحقق الشرط فسخ العقد و زال
اذاكان الشرط مخالفا لنظام العام و االداب العامة فال يمكن ان يتحقق المادة 204ق مدني و يرجع عدم امكانية
تحققه إلى اإلستحالة القانونية ،فالقانونال يعترف بشرط مخالف لنظام العام و االداب العامة مثال إذا وهب شخص
ألخرشيئا واشترط عليه ان ال يطلق زوجته ،فهذا الشرط مخالف لنظام العام ،فإذاطلقها استرد منه الشيء ،و إذا
وهب شخص المراة شيء على ان تعاشره معاشرةغير مشرعة فهذا الشرط مخلف لل؟أداب العامة ،فإذا انقطعت
.عن معاشرته استردمنها ذلك الشيء
تنص المادة 203من قانون المدني على " :يكون االلتزام معلقا إذا كان وجوده أو زواله مترتبا على أمر مستقبلي
".وممكن وقوعه
وتنص المادة 204ق مدني على :فقرة " 1ال يكون االلتزام قائما إذا علق علىشرط غير ممكن ،أو على شرط
".مخالف لنظام العام و االداب العامة ،هذا إذا كانالشرط واقفا ،أما إذا كان فاسخا فهو نفسه الذي يعتبر قائم
فقرة" 2غير أنه ال يقوم االلتزام الذي علق على شرط فاسخ مخالف لنظام العام واالداب العامة ،إذا كا هذا الشرط
".هو سبب الموجب لإللتزام
و تنص الكادة 205ق مدني على" :ال يكون اإللتزام قائما إذا علق على شرط واقف يجعل وجود اإللتزام متوقفا
".على محض ارادة الملتزم
وعليه نستخلص من النصوص القانونية أن للشرط ثالث مقومات وهي :أنه أمرمستقبل ،غير محقق الوقوع ،و
.غير مخالف للنظام العام و االداب العامة
.و هناك مقوم رابع وهو أن الشرط أمر عارض إضافي يمكن تصور اإللتزام بدونه
يجبأن يكون الشرط أمرا مستقبال ،فإذا وعد شخص اخر بجائزة إذا عثر على المااللمغقود أو وعد اب ابنه إذا
نجح في االمتحان بجائزة ،فكل من العثور علىجائزة و النجاح في االمتحان كان معلقا على شرط و هو االلتزام
.بالجائزة ،إذ يتوقف وجوده على تحقق هذا الشرط
ال يجوز ان يطون الشرط أمرا ماضياأو حاضرا فال بد إذن ان يكون مستقبال .أما إذا كان ماضيا أو حاضرا فهو-
ليسبشرط ،حتى لو كانا طرفا اإللتزام يجهالن وقت التعامل ما إذا كان االمرالماضي وقع او لم يقع ،او ما إذا كان
االمر الحاضر واقعا ام غير واقع ،فلوأن الواعد بالجائزة في المثال المتقدم وقت أن وعد بها كان الموعود له
قدعثر على المال المفقود وال يعلم الواعد ذلك ،فالتزم الواعد بالجائزةالتزام المنجز غير معلق على شرط و هو
واجب الوفاء في الحال فاالب الذي وعدبالجائزة كان وقت الوعد بها ال يعلم ان نتيجة االمتحان قد ظهرت و ان
ابنهقد رسب ،فإلتزم االب بإعطاء الجائزة التزام لم يوجد ولن يوجد ،فهو التزامغير موجود أصال منذ البداية و
.ليس إلتزاما معلقا على شرط
قد يكون امرالمسقبل أمرا ايجابيا أو أمرا سلبيا فاألب الذي التزم بان يهدي لبنه جائزةقد علق إلتزامه على شرط-
و هو النجاح و هذا أمر إيجابي .و الزوج الذي يوصيإلمرأته بدار على ان ال تتزوج بعده قد علق الوصية على
.شرط عدم الزواج،وهذا أمر سلبي
وال فرق ما إذا كان امر المستقبل امرا ايجابيا أوسلبيا إال من ناحية تقدير الوقت الذي يعتبر فيه الشرط قد تحقق أو
تخلف.ففي الشرط االيجاي المدة عادة قصيرة إذا لم يتحقق الشرط فيها اعتبرمتخلفا .و في الشرط السلبي تكون
.المدة طويلة
:ب)الشرط الغير محقق الوقوع
.فالشرط يجب ان يكون أمرا غير محقق الوقوع و هذا الشك فب وقوع األمر هو لب الشرط و صميم فيه
فإذا كان امرا محقق الوقوع ،فإنه ال يكون شرطا ،بل إنه يكون شرطا محتمل الوقوع ،ال محققا و ال مستحيال
اليكون شرطا امرا محقق الوقوع فإذا كان األمر مستقبال و لكنه محفف الوقوعفإنه ال يكون شرطا بل يكون أجال-
كما سبق القول ،فإذا اضاف الملتزم إلتزامهإال موسم الحصاد كا االلتزام مقترنا بأجل ال معلقا على شرط .و
يكون االمرمحقق الوقوع أجال حتى لو لم يكن موعد وقوعه محققا كالموت .كإلتزام شركةالتأمين على الحياة بأن
تدفع للورثة المؤمن عليه عند موته هو إلتزام مضافإلى أجل واقف ال معلق على شرط واقف
ال يكون أمرا مستحيل الوقوع فإذاعلق الملتزم وجود التزامه على أمر مستحيل إستحالة مطلقة ،فإن االلتزام-
.اليوجد أصال .فإذا وعد شخص أخر بأن يعطيه جائزة إذا وصل إلى الشمس كانت هذهإستحالة مطلقة
أما إذا كانت اإلستحالة نسبية فإنها ال تعيب اإللتزامبل يكون في هذه الحالة قائما يتوقف وجوده او زواله على
تحقق الشرط مثاليجوز لشخص أو هيئة أن تعد بمنح جائزة إذا استطاع الموعود له أن يجد عالجالبعض
.االمراض المستعصية التي ال يوجد لها عالج
كما تكون اإلستحالةطبيعية ،و قد تكون كذلك قانونية فاإللتزام المعلق على الشرط ان بيعالمشترط عليه تركة
مستقبلية أو ان يتزوج محرما ،ال يكون إلتزاما قائماألنه علق على شرط مستحيل إستحالة مطلقة ،واالستحالة هنا
.قانونية الطبيعية الن بيع تركة مستقبلية باطل ،و باطل كذلك الزاج بمحرم
الشرطاإلرادي و هناك شرط ممكن الوقوع ،ولكن وقوعه يتعلق بأحد طرفي اإللتزام،الدائن أو المدين .ذلك أن-
الشرط من حيث تعلقه باحد طرفي اإللتزام قد يكونشرطا ال عالقة له بهذه اإلرادة أصال فهو شرط متروك
للصدفة مثل تعليق شرطعلى وصول الطائرة سليمة إلى المطار ،وقد يكون شرطا متعلقا باحد طرفياإللتزام
كالزواج فهو متعلق بإرادة من يشترط عليه الزواج .وقد يكون شرطامختلطا يتعلق بإرادة أحد طرفي اإللتزام و
بعامل خارجي كمجرد صدفة او ارادةالغير كالزواج من شخص معين فهذا الشرط منعلق بإرادة من اشترط عليه
.الزواجو إرادة من اشترط الزواج منه
و كل من الشرط المتروط للصدفة و الشرط المختلط شرط صحيح ،الن االمر ال هو محقق الوقوع و ال هو
.مستحيل الوقوع ،أي ؟أنه محتمل الوقوع
أماالشرط اإلرادي فهو إما شرطا إراديا بسيطا أو شرطا إراديا محظا .فالشرطاإلرادي البسيط يتعلق بإرادة أحد
طرفي االلتزام ،ولكن هذه اإلرادة ليستمطلقة بل هي مفيدة بظروفها و مالبساتها .فالزواج شرط إرادي يتعلق
بإرادةالدائن و المدينـ ولكم إرادة المشترط عليه ليست مطلقة ،إذ الزاج أمر تحوطبه ظروف و مالبسات إجتماعية
.و اقتصادية
أما الشرط االرادي المحض وهذاإما يتعلق بمحض إرادة الدائن او المدين ،فإذا تعلق بمحض إرادة الدائن
كانشرطا صحيحا ،وكان اإلرلتزام قائما معلقا على شرط إرادة الدائن .أما إنتعلق الشرط بمحض إرادة المدين كان
شرطا فاسخا كأن يلتزم المدين حاال ويجعل فسخ هذا االلتزام معلقا على إرادته المحضى كان الشرط صحيحا و
كانااللتزام قائما ،الن االلتزام لم يعلق وجوده على محض ارادة المدين ،وإنمااستبقى المدين زمامه في يده إن
شاء أبقاه و إن شاء فسخه .وإن كان الشرطمتعلقا بمحض ارادة المدينـ شرطا واقفا كان يلتزم إذا أراد أو إذا راى
ذلكمعقوال أو مناسبا فهذا الشرط يجعل عقدة االلتزام منحلة منذ البداية أي انهان شاء حقق الشرط و بالتالي يصبح
محقق الوقوع ،وان شاء تخلف عنه وبالتالي يصبح مستحيل الوقوع ،ومن ثم يكون هذا الشرط باطال وهذا ما
تقرهالمادة 205ق مدني بقولها "ال يكون اإللتزام قائما إذا علق على شرط واقفيجعل وجود اإللتزام متوقفا على
".محض ارادة الملتزم
.الشرط المخالف للنظام العام :فيكون في هذه الحالة باطال وال يقوم اإللتزام الذي علق وجوده عليه-
أمثلة:إذا علق الملتزم التزامه على ان ال يتزوج الدائن اطالقا كان الشرط مخالفاللنظام العام إذا لم يكن هناك
غرض مشروع يرمي إليه المشترط من وراء هذاالشرط .فإذا رمى مثال إلى منع زوجته من زواج بعد موته غيرة
منه فهذا شرطمخالف للنظام العام ،أما إذا رمى الشرط إلى جعل زوجته بعد موته تتفرخلتربية أوالده
.منها ،فالشرط صحيح و اإللتزام قائم
إذا اشترطت زوجة على زوجها ان ال يطلقا فهذا الشرط مخالف للنظام العام
وشرط عدم تعدد الزوجات إذا اشترط الزوجة على زوجها ذلك و إال أصبحت مطلقةمنه أو يعطيها تعويض هذا
.شرط صحيح و غير مخالف للنظام العام في نظرالدكتور عبد الرزاق السنهوري
و يمكن التمييز بين الشرط المخالف للنظامالعام و الشرط المستحيل استحالة قانونية ،و إن كان كل من الشرطين
باطال ،فاشتراط عدم الزواج قد يكون شرطا مخالفا للنظام العام و لكنه شرط غيلرمستحيل ،أما اشتراتط الزواج
.من محرم فهو شرط مستحيل استحالة قانونية وهوفي الوقت ذاته مخالف للنظام العام
الشرط المخالف لألداب العامة :يكون باطال أيضا ،ويسقط االلتزام الذي علق من عليه قيامه ،فإذا التزم-
شخصنحو اخر بمبلغ مالي بشرط أن يقوم بارتكاب عمل غير مشروع ،فإن الشرط يكونمخالفا لألداب و يكون
.باطال
يدخل في مقومات الشرط بحكم أنه وصف يلحق الحق بعد تكوينه ،و أنه أمر عارض يلحق عنصرا جوهريا من
.عناصر الحق
ويترتب على أن الشرط يلحق عنصرا جوهريا من عناصر الحق أن كال من الحقالمضمون برهن و الحق غير
معين القيمة و الحق التبعي ال يعتبر حقا معلقاعلى شرط ،ألن الوصف هنا ال يلحق عنصرا جوهريا من عناصر
.الحق
أما شرطأمر عارض فمعناه أنه وصف يدخل على الحق بعد تمام هذا الحق و تكامل عناصرهفيكون الشرط أمرا
عارضا ال يساهم في تكوين الحق ذاته ،بل يضاف إليه بعدتكوينه و يمكن تصور قيام الحق بدونه .فالشرط إذن
باعتباره امرا عارضا قديوجد و قد ال يوجد ،فإذا وجد فالحق يصبح موصوفا ،و إذا لم يوجد فالحق يقومبالرغم
.من ذلك ألنه استكمل عناصره ويكون حقا غير موصوف أي حقا بسيطا منجزا
.و هنا يجب ان نميز بين اثار الشرط الواقف و اثار الشرط الفاسخ
تنصالمادة 206من التقنين المدني على ":إذا كان االلتزام معلقا على شرط واقف،فال يكون نافذا إال إذا تحقق
الشرط .فال يكون اإللتزام قابال للتنفيذالجبري ،وال التنفيذ االختياري .على أنه يجوز للدائن أن يتخذ من
".االجراءاتما يحافظ به على حقه
الشرط الواقف هو الشرط الذي عليه يتوقف وجودااللتزام بحيث إذا تحقق وجد االلتزام :و إذا تخلف لم يوجد.
مثال ذلك انيلتزم اب بأن يهب ابنه ماال معينا إذا ولد له ولد .فالشرط الواقف يوقفااللتزام إلى ان تتحقق الواقعة
المشروطة .وعلى ذلك فليس للدائن حق مؤكدإذ ال يدري أيتحقق الشرط ام ال :لكن ليس معني هذا أنه ال توجد
رابطةقانونية بين الدائن و المدينـ أثناء فترة التعليق :فال شك أنه ليس للمدينأن يعدل عما تعهد به و لو كان قد علق
.التزامه على شرط لم يتحقق بعد .فليسللدائن مجرد أمل للمدين أن يخلفه :بل له حق و لكنه حق غير مؤكد الوجود
:و يترتب على ذلك عدة نتائج
أنه ال يجوز للدائن أثاء فترة التعليق ان يباشر أي اجراء من االجراءاتالتنفيذ في مواجهة المدين .بل إذا أوفى)1
المدينـ الدائن أثناء فترة التعليقحقه وفاء اختياري فله أن يسترد ما وفاه النه يكون قد ادى غير المستحق،فااللتزام
.المعلق على شرط الواقف ال يقبل التنفيذ الجبري او التنفيذاالختياري المادة 206ق مدني
.ليس للدائن أن يتمسك بالمقاصة في مواجهة المدين أثناء مرحلة التعليق الن المقاصة طريق الستفاء الحق )2
ليسللدائن ان يباشر الدعوي البوليصية النها ال تستلزم ان يكون الحق الدائنموجود فحسب بل تتطلب عالوة)3
.على ذلك ان يكون حقه مستحق االداء
ال يسري التقادم اثناء فترة التعليق بالنسبة اللتزام المدين المعلق على شرط واقف ألنه ال يستحق األداء إال من )4
.وقت تحقق الشرط
إذا كان االلتزام المعلق التزاما بنقل ملكية شيء معين بالذات فال تنتقاللملكية إلى الدائن إال معلقة على شرط)5
.ولقف ،وذلك شواء أكان الشيء منقوالو عقار وتم تسجيل التصرف و يكون المدين مالكا تحت شرط فاسخ
إذاكانت هذه االثار تترتب على اعتبار ان للدائن حقا غير مؤكد الوجود إال انهعلى اية حال لهذا الدائن حق و -
:ليس مجرد أمل و يترتب على ذلك ما يلي
ان للدائن ان يتخذ بمقتضاه من االجراءات ما يكفل له المحافظة على حقهم206مدني فإذا كان االلتزام بنقل)1
ملكية عقار جاز للدائن ان يسجل العقد حتيتنتقل الملكية إليه الملكية معلقة على شرط واقف ،كما يجوز له ان
يقيدالرهن المقرر لضمان هذا الحق و يجوز له رفع دعوى صحة التوقيع ،و دعوى غيرمباشرة و دعوى
الصورية و له عالوة على ذلك ان يتدخل في اجراءات القسمة وفي الدعاوى التي يكون المدين طرفا فيها و يجوز
له طلب تعيينحارس على العينالمملوكة تحت شرط واقف ،إذا كان المدينـ ينازع في هذا الحق و يخشى علىالعين
.بسسب هذه المنازعة
ان حق الذائن ينتقل بوصفه إلى الورثة إذا توفى أثناء فترة التعليق .كما يجوز له أن يتصرف فيه حال حياته2) ،
.وان يوصي به
:و يترتب على اعتبار ان التزام المعلق على الشرط الفاسخ ،التزام موجود و نافذة في مرحلة التعليق النتائج التالية
أنللدائن ان يباشر أي اجراء من اجراءات التنفيذ في مواجهة المدين و إذا قامالمدين بالواء بالتزامه المعلق على)1
.شرط فاسخ يعتبر وفاؤه وفاء بالتزاممستحق االداء
.يجوز للدائن ان يتمسك بالمقاصة بين حقه و بين ما قد ينشأ في ذمته لصاح مدينه ولو كان هذا االلتزام باتا )2
.و يسري التقادم أثناء فترة التعليق بالنسبة لاللتزام المعلق على الشرط الفاسخ النه التزام مستحق األداء )3
.يجوز للدائن ان يباشر الدعوى البةليصية إذ ان حقه مستحق األداء )4
إذا كان االلتزام بنقل ملكية شيئ فان الملكية تنتقل إلى الدائن بمجرداالفراز في المنقول و بالتسجيل في العقار5)،
فيكون مالكا تحت شرط فاسخ كماكان دائنا بنفس الشرط.وبذلك يكون مصير تصرفاته معقودا بمصير الشرط.
أماالمدين فهو مالك تحت شرط واقف إذ يترتب على تحقق الواقعة المشروطة ان تزواللملكية عن الدائن و تثبت
.الملكية للمدين
بعد انتهاء مرحلة التعليق فإن مال الشرط يتبين إما يتحقق أو يتخلف
:أ-انتهاء التعليق بتحقق الشرط أو تخلفه
تنتهيمرحلة التعليق إذا تحدد مصير الشرط بان تحقق أو تخلف وال يعتبر الشرط قدتحقق إال إذا وقعت الواقعة
المشروطة على النحو المتفق عليه بينالمتعاقدين ،فإذا تحدد ميعاد معين لوقوعها فان الشرط يعتبر متخلفا إذا لمتقع
الواقعة المشروطة قبل انقضاء الميعاد ولو وقعت بعدـ ذلك .أما إذا لميحدد ميعاد فإن االلتزام يظل معلقا مهما
.طالت المدة دون ان يقع االمرالمشروط إال إذا كان من المؤكد أنه لن يقع فيعتبر الشرط قد تخلف منذ هذاالوقت
و يالحظ ان الشرط يعتبر متحققا حكما و لو تخلف إذا كان الطرفالذي له مصلحة في ان يتخلف كالمدين في
الشرط الواقف و الدائن في الشرطالفاسخ .و يعتبر متخلفا حكما و لو تحقق إذا كان تحققه راجعا إلى فعل منجانب
.طرف الذي له مصلحة في ان يتحقق كالدائن في الشرط الواقف و المدين فيالشرط الفاسخ
:ب -أثار انتهاء التعليق
.ينتهي بتحقق الشرط او تخلفه و يترتب على ذلك عدة اثار سواء بالنسبة للشرط الواقف أو الفاسخ
:اثر تخلف الشرط )1
إذاكان الشرط واقفا و تخلف:فان حق الدائن يصبح عديما أي امتنع وجوده .ويترتبعلى ذلك زوال كل االجراءات-
.التحفضية التي اتخذها الدائن اثناء فترةالتعليق ،و زاوال التصرفات التي صدرت منه في شأن هذا الحق
إذا كانالشرط فاسخا و تخلف :فإن التزام الذي كان مهددا بالزوال أثناء فترةالتعليق يزول عنه هذا الخطر و يتأيد -
.نهائيا ،و تتأيد بالتالي جميعالتصرفات التي يكون قد اجرها الدائن اثناء فترة التعليق
:اثار تحقق الشرط )2
إذاكان الشرط واقفا و تحقق :فان حق الدائن يتأكد وجوده و يصبح حقا نافذامستحق االداء ،ويكون للدائن مباشرة-
االجراءات التنفيذية :و يكون الوفاءاليه صحيحا ال سبيل إلى استرداده كما يكون له رفع الدعوى البةليصية و
يسريالتقادم من وقت تحققه و له ان يتمسك بالمقاصة إذا توافرت شروطها االخرى ويعتبر حق الدائن حقا موجودا
و نافذا مستحق االداء ليس فقط منذـ تحقق الشرطبل من وقت االتفاق على انشائه عمال بفكرة االثر الرجعي للشرط
.
إذاكان الشرط فاسخا وتحقق :فإن حق الدائن الذي كان موجودا اثناء فترة التعليقيزول و يعتبر كانه لم يوجد-
.اصال .عمال بفكرة االثر الرجعي للشرط
:االثر الرجعي للشرط )3
المادة 208ق مدني تنص على " إذا تحق الشرط يرجع اثره إلى اليوم الذي نشأ فيهااللتزام.إال إذا تبين من ارادة
.المتعاقدينـ او طبيعة العقد أن وجودااللتزام او زواله إنما يكون في الوقت الذي تحقق فيه الشرط
.غير انه ال يكون للشرط اثر رجعي ،إذا اصبح تنفيذ االلتزام قبل تحقق الشرط غير ممكن لسبب ال يد للمدين فيه
منخالل نص المادة نجد ان االثر الرجعي مجاز او افتراض قانوني فمن حيث الواقعو الحقيقة لم يكن لاللتزام
المعلق على شرط واقف وجودا مؤكد في فترةالتعليق كما ان االلتزام المعلق على شرط فايخ كان قائما بالفعل
اثناء فترةالتعليق .فالقول بانه بتحقق الشرط الواقف يعتبر ان االلتزام كان باتا ونافذا من وقت االتفاق على انشاءه
و بانه بتخلف الشرط الفاسخ يعتبر كأنااللتزام لم ينشأ اصال ،قول يجري على خالف الحقيقة فهو يقوم على مجاز
.اوافتراض قانوني
و كما يبدو من النص ان االثر الرجعي يعتبر تفسير الرادةالمتعاقدين .و لذلك يستبعدـ االثر الرجعي إذا تبين من
.هذه االرادة او طبيعةالعقد ان وجود االلتزام او زواله انما يكون في وقت الذي تحقق فيه الشرط
ونجد ان المشرع باسناد اثر الشرط الى الماضي حماية لحقوق الطرف الذي تحققالشرط لمصلحته و هو الدائن
.في الشرط الواقف و المديم في الشرط الفاسخ
:االستثناءات من االثر الرجعي
يجوز للمتعاقدين االتفاق على استبعاد االثر الرجعي للشرط)1
يستبعد االثر الرجعي للشرط إذا كانت طبيعة العقد تقضي ان يكون وجودااللتزام او زواله من وقت تحقق)2
.الشرط ال من وقت االتفاق عليه.كما هو الحالفي العقود الزمنية
اعمال االدارة التي تصدر من الدائن تبقى نافذة رغم تحقق الشرط الفاسخ المادة 207فقرة 2مدني )3
ال يكون لشرط اثر رجعي إذا اصبح تنفيذ االلتزام قبل تحقق الشرط غير ممكن لسبب اجنبي ال يد للمدين فيه م )4
208.فقرة 2مدني
األجلهو أمر مستقبل محقق الوقوع يترتب عليه نفاذ االلتزام او انقضاءه دون انيكون لذلك اثر رجعي و كما هو
واضح من هذا أن األجل اما ان يكون واقفايترتب عليه ارجاء نفاذ االلتزام ،واما ان يكون فاسخا فيؤدي إلى
انقضاءااللتزام .و األجل الفاسخ ال يعتبر وصفا لإللتزام بالمعني الدقيق النه اليعدل من اثار اللتزام إذ ال يجوز
للدائن ان يطلب تنفيذ االلتزام المضافإلى أجل فاسخ فور نشوئه فاالجل الفاسخ هو الذي يحدد النطاق
.الزمنيلاللتزام
.أ -من حيث أثره :ينقسم إلى أجل واقف و أجل فاسخ
األجاللواقف :يكون االجل واقفا إذا اضيف إلى حلوله نفاذ العقد .فالعقد موجود ومستكمل لعاناصره و اركانه)1
بدون اجل،ولكن نفاذه اضيف الى االجل ،فال يمكنمطالبة بتنفيذه في الحال فإذا حل االجل امكن مطالبة المدين
بتنفيذالتزامه.مثال ذلك عقد القرض فالمقترض يلتزم برد ما اقترضهبعدـ مدة من تسلمهله .فإذا حل االجل المعين
.وجب عليه الوفاء
األجل الفاسخ :يكوناألجل فاسخا إذا اضيف إليه انقضاء العقد .مثال ذلك عقد اإليجار فهو ينقضيعندـ انتهاء )2
.مدته و يزول حق المستأجر في االنتغاع بالعين المؤجرة
.ب -من حيث المصدر :ينقسم إلى أجل اتفاقي و قانوني و قضائي
األجالالتفاقي :االصل في االجل ان يتفق عله المتعاقدان .فيتفق البائع و المشتريمثال على تأجيل دفع الثمن الى)1
ميعاد معين ،أو على تاخير تسليم المبيع .وقديكون االتفاق على االجل ضمنيا ،وعندئذـ يستخلص من طبيعة
.المعاملة مثال ذلكاتفاق في الشتاء على عمل ال فائدة منه ّإال في الصيف ،كاالتفاق على تبريدالمحل
.وقد يصعب احيانا تحديد االجل ،كما إذا تعهد مقاول ببناء عمارة ولم تحدد مدة النجاز العمل
األجاللقانوني :وقد يتولى القانون تحديد االجل .وذلك بتحديدـ موت االجل او الحداألقصى له كالتأمين على)2
.الحياة فبالموت يحل دفع مبلغ التأمين
.و قد يحدد القانون األجل بمدة معينةـ من الزمن
.وقد يصدر المشرع قوانيين استثنائية في اوقات ازمات االقتصادية يمنح فيها للمدنيينـ أجال للوفاء بديونهم
األجل القضائي :وقد يسمى بالنظرة الميسرة ،و اصل فيها ان المدين إذا كانعله الوفاء بدينه في الميعاد المتفق)3
عليه ،إال أنه إذا استدعت حالتهالرأفة به ولم يلحق الدائن من ضرر جسيم ولم يوجد نص في القانون يمنع
.ذلك،يجوز للقاضي في هذه الحالة ان يمنع للمدين أجال معقوال يفي فيها بدينهـ
.ونظرة الميسرة كنظرية الظروف الطارئة يراد بها تخفيف من عبء التزام المدين الجدير بالرأفة
تنص المادة 209من القانون المدني على ":يكون االلتزام الجل إذا آان نفاذه أو انقضاؤه مترتبا على أمر مستقبل
".محقق الوقوع
الفقرة الثانية تنص على ":ويعتبر األمر محقق الوقوع متى كان وقوعه محتما ،ولو لم يعرف الوقت الذي يقع
".فيه
وتنص المادة 210على " :إذا تبن من االلتزام أن المدين ال يقوم بوفائه إالعند المقدرة أو الميسرة ،عين القاضي
ميعادا مناسبا لحلول األجل.مراعيا فيذلك موارد المدين الحالية و المستقبلية مع اشتراط عناية الرجل الحريص
".علىالوفاء بالتزامه
يستخلص من هذه النصوص أن لألجل ثالث مقومات فهوأمر مستقبل ،محقق الوقوع ،أمر عارض يضاف الى
.االلتزام بعد ان يستوفيعناصره الجوهرية و هو بذلك شرط النه وصف مثله
يجبأن يكون األجل محقق الوقوع تقول المادة 209مدني أن األجل يجب أن يكونأمرا مستقبال محقق الوقوع -،
فاألجل يكون ميعاد في التقويم .وكون األجألمر محقق الوقوع هو فرق جوهري ما بين األجل و الشرط .فالشرط
أمرغير محققالوقوع كما راينا أما األجل فهو أمر محقق الوقوع فالحق مقترن باالجل حقموجود كامل ،و ليس
.لألجل اثر رجعي
يصح أن يكون ميعاد األجل مجهوالإذا كان االجل ضروريا أن يكون محقق الوقوع ،فليس من الضروي أن -
يكون ميعادوقوعه معلوما .فقد يكون هذا المياد مجهوال ،ومع ذلك يبقى األجل محققالوقوع ،فيكون أجال ال شرطا
وهذا ما تقضي به المادة 209فقرة 2ويسمى فيهذه الحالة األجل الغير معين .و االجل المعين هو الذي يعرف
.ميعاده و مثالذلك في االجل الغير معين الموت فهو أمر محقق الوقوع لكن ال أحد يدري متىيأتي
األجل عنصر عارض في االلتزام العنصر جوهري فاألجل كالشرط فهو عنصر عارض في االلتزام ال عنصر-
جوهري وهو اليقترن بااللتزام إال بعد أن يستوفي االلتزام جميع عناصره الجوهرية .ويأتياالجل بعد ذلك عنصرا
.اضافيا يقوم االلتزام بغيره ،ويتصور بدونه وال يحتاجإليه في قيامه بذاته
االجل في العقود الزمنية إن العقود الزمنية هيعقود مقترنة باجل و بعودة إلى القاعدة ان األجل عنصر عارض ال-
جوهري تبينان العقد الزمني ال يمكن ان يكون عقد مقترن بأجل الن اجل عنص جوهري فيه ،و بالتالي فإن العقد
.الزمني إذا انعدم فيه األجل يكون باطال النعدام المحل
تنصالمادة 212من التقنين المدني على ":إذا كان االلتزام مقترنا بأجل واقففإنه ال يكون نافذا إال في الوقت الذي
ينقضي فيه األجل على أنه يجوزللدائن حتى قبل انقضاء األجل أن يتخذ من االجراءات ما يحافظ به على
".حقوقهوله بوجه خاص أن يطالب بتأمين إذا خشي افالس المدين أو عسره واسند إلى ذلكبسبب معقول
".الفقرة الثانية " ويتطب انقضاء االجل الفاسخ زوال االلتزام ،دون ان يكون لهذا الزوال اثر رجعي
.ويتبين من النص أنه يجب أن نميز بين مرحلتين مرحلة قبل حلول األجل ،و مرحلة عند حلول األجل
حقمقترن باجل واقف حق موجود وهو كامل الوجود هو حق غير نافذ وهذا ما أكدتهالمادة 212فقرة " 1فإنه ال
"يكون نافذا إال في الوقت الذي ينقضي فيهاألجل
:و يترتب على ذلك نتائج وهي
ال يجوز للدائن أن يجبر المدينـ على أداء الدين المؤجل قبل حلول األجل ،فإن هذا الدين ال يقبل التنفيذ الجبري -
.ما دام األجل قائما
ال يقبل الدين المؤجل التنفيذ االختياري فإذا اداه المدين عن غلط معتقداأن األجل قد حل جاز له أن يسترده من-
.الدائن ما دام أن األجل لم يحل بعد
ال يجوز للدائن إذا كان حقه مؤجال ؟أن يتسعمل الدعوى البوليصية الن هذه الدعوى تقضي ان يكون الدائن -
.مستحق األداء
إذا كان الدين المؤجل ال يستحق األداء إال عند حلول األجل ،فإن التقادمالمسقط ال يسري في حقه مادام األجل-
.قائما وال يسري إال من حلول األجل
.ال يجوز للدائن إذا كان حقه مؤجال أن يحبس حقا للمدين عنده ،فإن الحبس ال يكون إال لدين مستحقق األداء -
كيف يحل األجل :يحل األجل ب :انقضاءه سقوطه أو النزول عنه ممن له مصلحة فيه
حلول األجل بانقضائه :أول سبب لحلول األجل سواء كان واقفا أو فاسخا هوانقضاءه وهذا هو السبب الطبيعي)1
.المؤلوف.فيحل بانقضاء الميعاد المتفق عليهبين طرفين
حلول األجل بسقوطه :وقد يحل األجل قبل انقضائه بسقوطه فتنص المادة 211من قانون المدني)2
:على ":ويسقط حق المدين في األجل
.إذا شهر افالسه وفقا لنصوص القانون-
إذاانقص بفعله إلى حد كبير ما أعطى الدائن من تأمين خاص ،ولوطان هذا التأمينقد أعطى بعقد الحق أو-
بمقنضى القانون هذا ما لم يفضل الدائن أن يطالببتكملة التأمين .أما إذا كان انقاص التأمين يرجع إلى سبب ال دخل
.للمدينفيهـ فإن األجل يسقط مالم يقدم المدين للدائن ظمانا كافيا
".إذا لم يقدم للدائن ما وعد في العقد بتقديمهـ من تأمينات-
و يتبين من هنا أن األجل الواقف يسقط ألسباب ثالث و هي :شهر إفالس المدين
انقاصالتأمينات وهذا يكون عندما يكون للدين المؤجل تأمين خاص و يكون التأمينالخاص قد نقص إلى حد كبير
وهذا ألن المدين قد قصر في المحافظة عليه حتىنقص
عدم تقديم التأمينات التي وعد بها المدينـ و هذا خطأ من المدين بحيث أنه وعد بتقديم تأمين خاص لدينه ثم أخل
.بذلك فهنا يسقط األجل
.ويضاف إلى هذه االسباب أسباب اخرى خاصة كالموت ،و تطهير العقار المرهون
حلول األجل بالنزول عنه ممن له مصلحة فيه :سواء للمدين أو الدائن فإذا كاناالجل مضروبا لمصلحة المدين و)3
.الدائن معا فال يجوز الحدهما ان ينفردبالتنازل عنه بل يشترط لذلك تراضهما
أ-األجل الواقف :إذا حل األجل الواقف بانقضائه أو بسقوطه أو بالتنزال عنهعلى نحو الذي رأيناه أصبح الحق
.نافذا ووجب على المدين القايام بتنفيذه بعدأن يعذره الدائن.ألن حلول األجل وحده ال يكفي إلعذار المدين
ويترتبعلى أن حق الدائن يصبح نافذا بحلول األجل عكس النتائج التي رايناها عندعدم نفاذ الحق قبل حلول األجل
فيجوز للدائن أن يجبر المدين على أداءالدين ،ويقبل من المدين الوفاء االختياري فال يسترد ما دفعه ألنه دفع
دينامستحق األداء ،و تقع المقاصة القانونية بينه و بين دين اخر مقابل له مستحقاألداء ،ويجوز للدائن أن يحجز
بموجبه تحت يد المدين الدين كما يجوز لهالتوقيع حجوز تحفظية اخرى ،و له ان يستعمل الدعوى
.البوليصية ،ويسري في حقالدين الذي حل أجله التقادم المسقط ،وللدائن أن يحبس به دينا في ذمةالمدينـ
.وليس لحلول األجل الواقف أثر رجعي فال يعتبر الحق نافذا من وقت اإلتفاق بل من وقت حلول األجل
ب-األجل الفاسخ :العقود الزمنية مرتبطة بأجل فاسخ فإذا حل األجل بانقضائه أوسقوطه أو التنازل عنه فإن الحق
ينقضي من تلقاء نفسه بحلول األجل دونالحاجة إلى حكم يصدر بذلك .ويجوز للطرفين مد األجل مرة واحدة و
.لكن يكونذلك باتفاق جديد
ويترتب على أن الحق يزول بحلول األجل أن جميع التصرفات التي أجراها صاحب الحق تزول بزوله
.و يزول الحق بحلول األجل حتى لو كان قد انتقل من الدائن إلى الخلف العام أو الخلف الخاص
.و يكون انقضاء الحق بحلول األجل دون اثر رجعي
الخاتمـــــــــــــة بق ذكره نخلص إلى قول أن كل من األجل و الشرط يعتبران من أوصاف االلتزام فبينا
و عرفنا كل واحد على حدا فكل منهما يتميز عن األخر ومن هنا نستطيع أن نضع مقارنة بسيطة
:بينهما،ـ فهما يتشابهان في أشياء و يختلفان في أشياء أخرى و من بين أوجه التشابه نجد
أن كل من األجل و الشرط أمر مستقبل ،و أن كال منهما ينقسم إلى أجل واقف و شرط واقف ،أجل
أن الشرط أمر غير محقق بينما األجل هو أمر محقق ،و الحق المعلق على شرط واقف حق موجود
ولكنه ناقص ،بينما الحق المقترن بأجل واقف فهو حق موجود كامل الوجود ،و الحق المعلق على
.شرط فاسخ حق موجود على خطر الزوال بينما الحق المقترن بأجل فاسخ فهو حق مؤكد الزوال
.و أخيرا لتحقق الشرط كقاعدة عامة أثر رجعي ،أما حلول األجل فليس به هذا األثر
قائمة المراجــــــــع][color=#FF0000
القانون المدني و أحكام اإللتزام ل أستاذ الدكتور عبد المجيد حكيم و األستاذ عبد الباقي
أحكام اإللتزام ل دكتور نبيل ابراهيم سعد و الدكتور محمد حسين منصور دار الجامعة
أوصاف االلتزام عبارة عن أمور عارضة تلحق االلتزام ،ولذلك يمكن تصور وجود
االلتزام بدونها ،ولما كان االلتزام عبارة عن رابطة قانونية بين شخصين ،فإن هذه
األوصاف قد تلحق أحد عناصر تلك الرابطة ،فقد تلحق بالرابطة في ذاتها ،أي
المديونية ذاتها ،بحيث يكون وجود المديونية مرتبط بأمر معين فنكون أمام شرط ،أو
يكون استحقاق الدين مرتبط بأمر ما فنكون أمام أجل ،وقد تلحق األوصاف أطراف
الرابطة القانونية ،بحيث نجد تعدد إما في الدائنين أو في المدينين ،وقد تلحق
األوصاف محل الرابطة القانونية ،فنكون أمام تعدد في المحل بحيث تجب كلها أو
يجب أحدها على سبيل التخيير أو على اعتبار أنه بدل فقط عن المحل األصلي.
يقصد بالشرط أن يعلق وجود أو زوال االلتزام على أمر مستقبل ممكن الوقوع،
وعلى هذا األساس إن تعلق وجود االلتزام بالشرط ،كان الشرط واقفا (كأن تتعهد
شركة التأمين بدفع مبلغ التعويض في حالة ما إذا تحقق الخطر المؤمن ضده
كالحريق) أما أن تعلق زوال االلتزام بتحقق الشرط ،كان الشرط فاسخا (كأن يتنازل
الدائن لمدينه عن جزء من الدين متى وفى المدين باألقساط الباقية للدائن في
ميعادها).
مما سبق ،نتبين أنه يشترط في الشرط أن يكون أمرا مستقبال ،ال أن يكون قد تحقق
وقت التعهد ،ألن االلتزام في هذه الحالة يكون منجزا ال معلقا على شرط (كمن يعد
بجائزة لمن يعثر له على حقيبة ،في حين يتبين أنه عثر عليها قبل التعهد ذاته) كما
يجب أن ال يكون الشرط مستحيال ،وإال بطل االلتزام والشرط معا متى كان هذا
األخير واقف ،أو بطل الشرط وحده متى كان فاسخا (كمن يعد بجائزة لمن يكتشف
دواءا يحي الموتى ،أو أن يقطع عن الدائن اإليراد إن لمس هذا األخير السماء بيديه)،
وقد يحصل البطالن ال لكون الشرط مستحيال ،بل لكونه مخالفا للنظام العام أو لآلداب
العامة ،وفي مثل هذه الحالة يسري نفس الحكم السابق (الخاص باالستحالة) ،غير أنه
بالنسبة للشرط الفاسخ يبطل االلتزام والشرط أيضا (على خالف الحالة السابقة) إن
كان الشرط هو الدافع إلى االلتزام (كأن يعلق دفع مبالغ مالية بصفة دورية المرأة
على شرط استمرار المعاشرة غير الشرعية) ،ويبطل الشرط وااللتزام المعلق عليه
متى كان الشرط واقفا لكن تعلق بإرادة المدين وحده ،إن شاء أنشأ االلتزام وإن شاء
أبقاه غير ناشئ (كمن يعلق نشأة االلتزام (بالبيع مثال) بإرادته المحضة ويطلق على
هذا الشرط بالشرط اإلرادي المحض وهو يدل على غياب اإلرادة الحقيقية في
االلتزام لذلك أبطال معا (أي الشرط وااللتزام).ـ
المطلب الثاني :أحكام الشرط
تختلف أحكام الشرط بحسب ما إذا كان واقفا أو فاسخا ،وبحسب الفترة التي تسبق أو
تلي تحقق الشرط.
أ ) الشرط الواقف:
في هذه الحالة وجود االلتزام ذاته مرتبط بتحقق الشرط (كمن يعلق هبة مبلغ مالي
آلخر على زواجه من امرأة معينة ،وكتعهد شركة التأمين بدفع مبلغ التعويض إن
حدث الخطر المؤمن ضده )..والحق الذي علق على الشرط ليس موجودا تماما ،كما
أنه ليس منعدما ،ويترتب على ما قيل أنه يجوز لصاحب الحق المعلق على شرط
واقف أن يتصرف فيه بالبيع أو الهبة أو الوصية كما أنه يقبل لتوريث.
على أن هذه المزايا التي لصاحب الحق المعلق على شرط واقف ال تصل إلى حد
إجبار المدين على الوفاء بذلك الحق وال يجوز اتخاذ اإلجراءات التنفيذية ضد المدين،
على اعتبار أن االلتزام لم يتأكد ثبوته بعد في ذمة المدين ،كون أن ذلك مرتبط بتحقق
الشروط ،وهو لم يحصل بعد.
ب) الشرط الفاسخ:
الحق المعلق على شرط فاسخ ،يعد موجودا تمام الوجود ونافذا ،إال أنه مهدد فقط
بالزوال بتحقق الشرط ،ويترتب على هذا القول ،أنه واجب األداء على المدين في
الحال إما اختيار أو جبرا عليه ،فضال عن حق الدائن في مطلق التصرف فيه.
األجل عبارة عن أمر مستقبل محقق الوقوع ،يترتب على حلوله إما استحقاق االلتزام
أو زواله ،وعلى هذا األساس نفرق بين األجل الواقف وهو الذي بحلوله يصبح
االلتزام مستحق األداء (كااللتزام برد مبلغ القرض بحلول تاريخ معين أو عند وفاة
شخص معين) ويكون األجل فاسخا ،متى ترتب على حلوله زوال االلتزام (كانقضاء
حق االنتفاع لوفاة المنتفع (م 852 :مدني) ،وتعهد شركة معينة بصيانة آالت معينة
لمدة سنة مثال .)...
ويترتب على ما قيل ،أن األجل أمر مستقبل من جهة (كتاريخ معين أو واقعة محققة)
ومحقق الوقوع من جهة ثانية ،وعليه لو أن األجل الذي ارتبط بااللتزام كان قد تحقق
من قبل فال نكون أمام التزام مؤجل بل حال األداء.
واألجل قد يكون مصدره االتفاق سواء نص عليه صراحة أو تم استخالصه ضمنا
من طبيعة االلتزام (كمن يتعهد بتوريد بضائع لمدرسة ،فهم ضمنا أن ذلك يكون مع
بداية العام الدراسي) ،وقد يكون مصدره القضاء (وهو ما يعرف بنظره المسيرة وفق
ما نصت عليه م 281/2 :مدني :أي منح المدين أجال للوفاء بالتزامه) وقد يكون
مصدره نص القانون (من ذلك اإليراد المرتب مدى الحياة (م 613/1 :مدني) وحق
االنتفاع (م 852:مدني) والوصيةـ (م 184 :أسرة).
تختلف أحكام األجل بين أن يكون واقفا أو فاسخا ،وبين أن يكون أثناء مرحلة التعليق
أو بعدها.
إذا ما كان االلتزام مقترنا بأجل واقف ،فإن ميزة هذا االلتزام أنه موجود بل ومؤكد،
مما يجيز بالتالي للدائن أن يتصرف فيه بالبيع والهبة ،بل وله أن يطلب من المدين
تقديم تأمين كاف متى خشي إعسار المدين أو إفالسه ،فإن لم يفعل المدين ذلك سقط
أجل التزامه وصار حال األداء ،ويسقط األجل أيضا في حالة إفالس المدين ،أو متى
أنقض بفعله التأمين الخاص الذي أعطاه للدائن ،أو حتى نقص ذلك بسبب أجنبي إال
أن يقدم تأمينا كافيا.
والميزة الثانية لاللتزام في هذه المرحلة ،أنه غير حال األداء بعد ،مما يمنع فيه على
الدائن جبر المدين على الوفاء به في الحال ،هذا مع مالحظة أن وفاء المدين بدينه
قبل حلول األجل ،ال يسمح باسترداد ما دفعه ،بل له فحسب المطالبة بالتعويض عن
الضرر الذي أصابه نتيجة هذا الوفاء المعجل بناءا على أحكام اإلثراء بال سبب (م:
145مدني).
أما بالنسبة لألجل الفاسخ فااللتزام فيه نافذ غير أن زواله مؤكد بحلول األجل وكل ما
كان ممتنع مع األجل الواقف فهو جائز في األجل الفاسخ.
واألجل متى حل (سواء بصفة طبيعية ( كحلول تاريخ معين) أو بسقوطه (كما مر
معنا بسبب إفالس المدين أو إعساره أو إخالله بتعهده بتقديم التأمينات أو إنقاصه
التأمين الخاص بفعله أو بسبب أجنبي (م 211 :مدني) أو حتى بالنزول عنه من
طرف من ضرب األجل لمصلحته) فإنه يترتب عن ذلك أن يصبح االلتزام مستحق
األداء ونافذا وهذا متى كان األجل واقفا ،ويصبح بذلك الحق قابال للتنفيذ االختياري
والجبري على السواء ،أما إن كان األجل فاسخا ،فسيرتب على حلوله زوال االلتزام
على أن ميزة األجل ،أنه ال يسري بأثر رجعي عند حلوله ،مما يعني أن الدين ال
يكون مستحقا إال من تاريخ حلول األجل ،أو ال يزول إال منذ ذلك التاريخ ففي إيجار
مثال ،متى حل األجل الذي به ينتهي العقد ،فإن زوال العقد ال يكون إال منذ حلول
األجل ،بحيث يبقى ما دفع من أجرة عن المدة السابقة صحيحا وكذلك الحكم مع
االنتفاع بالعين المؤجرة.
تمهيد:
قد نجد في االلتزام محال واحد معينا ،باإلضافة إلى دائن ومدين ،على أن هذه
الصورة البسيطة قد تتعقد حينما يصبح لاللتزام الواحد عدة محال ،قد تجب كلها أو
أحدها فقط أو بدلها ،كما أن ذات االلتزام قد يكون له عدة مدينين أو عدة دائنين قد
يكون بينهم تضامن وقد ال يكون ،فهذه الصور المعقدة هي التي سنتولى دراستها
اآلن.
يتخذ هذا التعدد صورا ثالثة( :األولى):ـ أن يتعدد األطراف (أي الدائن والمدين) دون
أن تكون بينهم رابطة معينة ويسمى االلتزام هنا بالمتعدد األطراف( :الثانية):ـ أن
يتعدد الدائنون أو المدينون (أي أطراف االلتزام) مع وجود ما يسمى بالتضامن بينهم،
فنكون حينئد أمام التزام تضامني (إيجابي إن تعلق بالدائنين ،وسلبي إن تعلق
بالمدينين) (الثالثة) :أن يتعدد أطراف االلتزام مع كون االلتزام ذاته غير قابل
لالنقسام أو التجزئة.
يقصد بااللتزام المتعدد األطراف أن يتعدد الدائنون أو المدينون بحيث أن الدين أو
االلتزام ينقسم على عدد رؤوس الدائنين أو المدينين ،أي ليس لكل دائن أن يطالب إال
بنصيبه في الدين كما أن كل مدين ال يلتزم إال بأداء نصيبه فحسب ،وهذه الصورة من
االلتزام هي األصل وهذا في غياب نص القانون أو االتفاق أو طبيعة المعاملة التي قد
تحتم أحيانا عدم إمكانية العمل بهذا المبدأ ،واألصل أيضا أن تكون أنصبة الدائنين أو
المدينين متساوية إال أن يقضي نص القانون بغير ذلك ،أما عن مصدر هذا التعدد في
الدائنين أو المدينين فقد يكون االتفاق (كأن يشتري عدة أشخاص أرضا ،أو يبيع
شركاء على الشيوع أرضا لهم ،فنكون أمام عدة مدينين أو دائنين بالثمن) وقد يكون
نص القانون (كحالة الورثة متى كان المورث دائنا للغير).
ثانيا – أحكامه:
ضا
شاهد أي ً
يترتب على التعدد أن ينقسم الدين على عدد مدينيه أو دائنيه ،بحيث ليس على كل
مدين وليس لكل دائن إال أداء والمطالبة بنصيبه في الدين فقط ،واألصل في األنصبة
التساوي إال أن يقضي بخالف ذلك ،هذا ومتى بطل التزام مدين معين اقتصر ذلك
على نصيبه فقط وال يتأثر البقية بذلك إال أن يكون سبب البطالن يشملهم جميعا،
ونفس الحكم ينطبق على الدائن ،كما إن إعذار مدين معين أو قطع تقادم دينه ،ال
يتعدى أثر ذلك إلى بقية المدينين بل ينحصر فيه فقط ،ولو أعسر أحد المدينين تحمل
الدائن وحده إعسار ذلك المدين.
أ ) مفهومه:
يقصد به أن يتعدد الدائنون في دين واحد سواء في ذلك تعدد المدينون أو لم يتعددوا و
ميزته أن يؤدي إلى عدم تجزئة الدين على عدد الدائنين ،بل يحق لكل دائن أن يطالب
المدين بكل الدين،غير أن هذا التضامن اإليجابي نادر الوقوع في الواقع العملي ثم إنه
يمثل خطرا على بقية الدائنين ،فالدائنون يستطيعون الوصول إلى نفس نتيجة
التضامن اإليجابي عن طريق اللجوء إلى عقد الوكالة ،ثم إن هذا التضامن يمثل
خطرا عليهم فيما لو كان الدائن الذي استوفى الدين كله سيئ النية أو أعسر فيما بعد،
لهذا نجد أيضا أن التضامن اإليجابي ال يفترض بل ال بد من النص عليه صراحة أو
استخالصه ضمنا.
ب) أحكامه:
يترتب على التضامن اإليجابي أن لكل دائن أن يطالب المدين بأن يفي له بكل الدين
(إال أن يعترض على هذا الوفاء بقية الدائنين مما يستوجب معه على المدين الوفاء
بنصيب ذلك الدائن فحسب) ،وليس للمدين أن يدفع تلك المطالبة بأوجه دفع (كبطالن
التزامه أو فسخه ،أو انقضائه بالمقاصة أو اإلبراء )...غير متعلقة بذلك الدائن ،أما
أوجه الدفع المشتركة بين كل الدائنين (كبطالن االلتزام لعدم المشروعية ،أو لسبق
الوفاء) فله أن يدفع بها ،هذا ويطلق على هذه النتيجة األولى للتضامن اإليجابي بوحدة
الدين.
والنتيجة الثانية للتضامن اإليجابي ،ويطلق عليها تعدد الروابط ،تتمثل في أن أسباب
انقضاء االلتزام ،غير الوفاء ،كالمقاصة واإلبراء واتحاد الذمة إلخ ،ال تؤثر في بقية
الدائنين إال بقدر نصيب الدائن الذي قام في حقه سبب ذلك االنقضاء ،فذلك السبب
خاص بذلك الدائن فقط فال يضار منه بقية الدائنين.
والنتيجة الثالثة تتمثل في أن الدائنين يعتبرون نائبين عن بعضهم البعض فيما ينفع
فقط ال فيما يضر ،أي أن هناك نيابة تبادلية فيما بينهم ،لكن فيما ينفع ال فيما يضر،
ويترتب عن ذلك أن اإلعذار الذي يوجهه أحد الدائنين إلى المدين للوفاء مثال يستفيد
منه بقية الدائنين ،فيعد اإلعذار وكأنه صدر منهم جميعا ،وهذا على عكس اإلعذار
الذي يوجهه المدين ألحد الدائنين فإنه ال يسري على بقية الدائنين فال يضارون
منه،ونفس الحكم يصدق على اإلقرار بالدين والمصلحة فيه وقطع التقادم ، ...وإن
كانت األحكام التي ذكرناها تخص عالقة الدائنين المتضامنين بالمدين ،فإن عالقة
الدائنين المتضامنين ببعضهم البعض يحكمها أن الدين الذي استوفاه أحد الدائنين،
يفتح لبقية الدائنين حق الرجوع عليه لكن كل بحسب حصته في الدين ،مما يعني
انقسام الدين عليهم ،واألصل في حصص الدائنين التساوي إال أن يقضي االتفاق أو
القانون بغير ذلك.
أ ) مفهومه:
التضامن السلبي يخص حالة تعدد المدينين ،والتضامن الموجود بينهم ال يفترض،
ولكن يجب النص عليه صراحة أو استخالصه ضمنا ،أما مصدر هذا التضامن ،فقد
يكون نص االتفاق أو نص القانون (كما في المقاولة (م 1 / 554 :مدني) والوكالة (م:
579/1مدني) والعمل غير مشروع (م 126 :مدني) )..ويمثل التضامن السلبي
وسيلة فعالة بيد الدائن لذي يخشى إعسار أحد مدينيه ألنه يستطيع مطالبة أيا منهم
بكل الدين.
ب) أحكامه:
التضامن السلبي كاإليجابي تحكمه المبادئ الثالثة التي ذكرناها ،أي وحدة الدين
وتعدد الروابط والنيابة التبادلية فيما ينفع ،وهذا كله في عالقة المدينين المتضامنين
بالدائن.
فبالنظر إلى وحدة الدين ال يختلف ما قلناه في التضامن اإليجابي عن التضامن السلبي
:فيحق ألي مدين الوفاء بكل الدين بل ويلتزم بذلك متى رجع عليه الدائن ،وليس لهذا
المدين أن يحتج على الدائن بدفوع تخص غيره من المدينين ،في حين يستطيع
االحتجاج بالدفوع الخاصة به هو (ككونه قاصرا ،أو شاب رضاه عيبا ،أو تم إبراؤه
من الدين ،أو تمت مقاصة بين دينه ودين الدائن) ،وبتلك التي يشترك فيها كل
المدينين (كبطالن االلتزام بسبب عدم مشروعية أو غياب المحل أو السبب ،وغياب
شكل انعقاد التصرف وتقادم الدين ،وإبراء الدين عن كل المدينين).أماـ بالنظر إلى
تعدد الروابط ،فإن أسباب انقضاء االلتزام غير الوفاء (كالمقاصة واتحاد الذمة،
واإلبراء من الدين ،والتقادم) كلها يترتب عليها أن يسقط عن بقية المدينين قدر حصة
المدين الذي قام في حقه سبب ذلك االنقضاء ،أما بالنسبة لتجديد الدين (ويترتب عليه
انقضاء الدين القديم بكل مقوماته بما فيها التضامن وحلول دين جديد محله) فإنه يجب
على الدائن لئال ينقضي دينه كلية مع بقية المدينين الذين لم يحصل معهم تجديد للدين
أن يحتفظ بحقه قبلهم ،وبذلك يسقط عن بقية المدينين حصة المدين الذي حصل معه
التجديد للدين.
وأما النيابة التبادلية ،فهي فيما ينفع بقية المدينين (كإعذار الدائن ،وصدور حكم
قضائي لصالح أحد المدينين) ال فيما يضرهم (كاعذار مدين معين وإقراره بالدين،
والنكول عن حلف اليمين ،)..إذ في هذه الحالة األخيرة يقتصر أثر ذلك العمل على
المدين المعني فقط دون غيره.أما عن عالقة المدينين المتضامنين ببعضهم البعض،
فإن المدين الذي وفى بالدين له الرجوع على بقية المدينين كل بحسب نصيبه في
الدين ،على اعتبار أن الدين ينقسم عليهم هذه المرة ،وإن حدث أن اعسر أحد المدينين
حين رجوعه عليه ،فإن هذا اإلعسار يتحمله بقية المدينين الموسرين ،أما الرجوع
فيتم بموجب دعوى شخصية (مبنية على الوكالة أو الفضالة) أو بموجب دعوى
الحلول ،هذا واألصل في حصص المدينين أنها متساوية إال أن يقضي االتفاق أو نص
القانون بغير ذلك.
الفرع الثالث – عدم قابلية االلتزام لالنقسام (م 236 :إلى 238مدني)(
أوال – مفهومها:
يقصد بعدم قابلية االلتزام لالنقسام أو التجزئة أن يتم الوفاء به كمال وغير مجزء ،وال
تظهر أهمية عدم قابلية الدين لالنقسام إال حين تعدد الدائنين أو المدينين ذلك أنه في
حالة هذا التعدد سينقسم عليهم الدين بحسب األصل إال أن يكون الدين ذاته غير قابل
لالنقسام ،إذ في هذه الحالة يجب الوفاء أو استيفاؤه كامال ولو لم يكن هناك تضامن
بين الدائنين أو المدينين أما في الحالة التي ال نكون فيها أمام تعدد الدائنين أو المدينين
فال تظهر أهمية قابلية أو عدم قابلية االلتزام لالنقسام ألن المدين ال يقبل منه الوفاء
الجزئي بدينه (م 277/1 :مدني).
أما عن سبب عدم قابلية الدين لالنقسام فقد يكون طبيعة االلتزام ذاته أو اتفاق
األطراف فبحسب طبيعة االلتزام نجد أنه في االلتزام بعمل ال يمكن تجزئة تسليم مبيع
واحد معين بذاته من طرف البائع ،كما ال يمكن تجزئة التزام البائع بالضمان في حالة
تعدد البائعين كما أن االلتزام باالمتناع عن عمل يكون دائما غير قابل لالنقسام فهو
إما أن يكون أوال يكون ،أما في االلتزام بإعطاء شيء (أي نقل ملكية شىء أو نقل
حق عيني آخر) فإن نقل الملكية إن أمكن تصور قابلية التجزئة ،بحيث أن كل بائع
ينقل ملكية نصيبه في المبيع ،إال أن حقوقا عينية أخرى كاالرتفاق (م 877 :مدني) أو
الرهن الرسمي (م 892 :مدني) غير قابل لالنقسام.
وقد يكون عدم قابلية االلتزام لالنقسام نتيجة اتفاق صريح أو ضمني ألطراف االلتزام
وخاصة الدائن حيث يكون من مصلحته النص عليه (كجعل بدفع مبلغ نقدي غير قابل
لالنقسام ،مع أنه بطبيعته يقبل التجزئة).
ثانيا – أحكامها:
يترتب على عدم قابلية الدين للتجزئة في عالقة المدينين بالدائن ،أن يستطيع الدائن أن
يطالب أي مدين بالوفاء بكل الدين ،ويكون بذلك قد برئت ذمة بقية المدينين ،على أن
لهذا المدين أن يحتج على الدائن بالدفوع الخاصة به (كعيب شاب رضاه مما يجعل
التزامه قابال لإلبطال) وبتلك المشتركة (كبطالن التزام كل المدينين لعدم مشروعية
المحل مثال أو لغياب السبب )...ال بتلك الخاصة بمدين آخر.
على أن أسباب انقضاء االلتزام األخرى غير الوفاء (كالمقاصة واإلبراء واتحاد الذمة
والتجديد) تؤدي كلها إلى انقضاء الدين بالنظر إلى المدينين وهذا بسبب طبيعة اللتزام
الذي ال يقبل االنقسام.
على أنه طالما ال توجد بين المدينين نيابة تبادلية كما في التضامن فاألعمال القانونية
الصادرة من أحد المدينين أو الدائن ،تسري على بقية المدينين بسبب وحدة الدين
(وهذا كوقف التقادم أو انقطاعه ،وصدور حكم قضائي ضد مدين معين متى تعلق
الحكم بالدين ذاته ،أما إعذار أحد المدينين أو إقرار أحدهم أو تصالحه مع الدائن فال
يسري على بقية المدينين لعدم تعلق ذلك بالدين في ذاته).
أما في عالقة المدينين ببعضهم فال يختلف الحكم عما سبق أن قررناه بصدد
التضامن ،فالمدين الذي وفى بالدين كامال له الرجوع – بدعوى شخصية أو بدعوى
الحلول – على بقية المدينين ،لكن كل بحسب نصيبه في الدين ،ألن الدين ينقسم عليهم
هذه المرة ،واألصل في الحصص التساوي إال إن يقضي االتفاق أو نص القانون
بخالف ذلك ،هذا وعسر أحد المدينين يتحمله البقية متى كانوا موسرين.
هذا وما سبق أن ذكرناه من أحكام عند تعدد المدينين ،يصدق أيضا في حالة تعدد
الدائنين والدين غير قابل للتجزئة مع مراعاة الفرق في أن أي دائن يستطيع مطالبة
المدين بكل الدين ،وأن ما استوفاه دائن معين ،يمكن بقية الدائنين اآلخرين من
الرجوع عليه ليستوفوا منه حصصهم التي تنقسم عليهم في هذه المرة في عالقتهم
ببعضهم البعض.
لتعدد المحل ثالث صور :فإما أن يكون المدين ملتزما بأداء عدة محال في أن واحد
(كأن يتقايض اثنان فيلتزم أحدهما بإعطاء سيارة ومبلغ نقدي) ،وإما إن يلتزم المدين
بأداء محل واحد من عدة محال ،وإما أن يلتزم بمحل واحد لكن يمكنه أن يبرئ ذمته
من الدين إن هو أدى بدال من االلتزام األصلي ،ويطلق على الصورة األولى االلتزام
المتعدد المحل ،وعلى الثانية االلتزام التخييري ،أما الثالثة فيطلق عليها االلتزام
البدلي.
أوال – مفهومه:
يقصد بااللتزام التخييري أن يكون محل التزام المدين عدة محال ،على أن تبرأ ذمته
إن هو أدى واحدا فقط من تلك المحال (من ذلك أن يلتزم الشريك في شركة بتقديم
حصة من مال أو أرض أو عمل ،أو أن يشترط الواهب على الموهوب له إسكانه أو
إطعامه أو ترتيب إيراد له )..والذي يظهر من هذا النوع من االلتزامات أن الدائن
يريد أن يضمن لنفسه التنفيذ العيني لاللتزام بحيث أنه حتى ولو تلف أحد المحال بقيت
األخرى قابلة للوفاء بها.
هذا وال نكون أمام التزام تخييري إال أن تكون هناك عدة محال ،منذ نشأة االلتزام
مستوفية لشروط المحل العامة ،وأن يكون الوفاء بواحد منها فحسب.
ثانيا – أحكامه:
األصل في االختيار بين المحال المتعددة أن يكون للمدين إال أن يقضي نص القانون
أو االتفاق بخالف ذلك ،ومتى كان االختيار للمدين ولم يفعل ،أو تعدد المدينون إال
أنهم لم يتفقوا ،فإن للدائن في هذه الحالة رفع األمر إلى القاضي الذي يحدد أجال
للمدين لمباشرة اختياره ،فإن لم يفعل بعدها تولى القاضي بنفسه االختيار ،هذا ويكيف
االختيار على أنه تصرف بإرادة منفردة ،مما يجب معه توافر شروط ذلك التصرفـ
القانوني المعهود ،ويترتب على حصول االختيار ،أن ينقلب االلتزام التخييري إلى
التزام بسيط وهذا منذ نشأة االلتزام ال من تاريخ وقوعه.
وفي الحالة التي يكون االختيار بين المحال المتعدد للدائن ولم يفعل ،أو تعدد الدائنون،
ولم يتفقوا فيما بينهم ،كان للمدين أن يطلب من القضاء تعيين أجل للدائن لمباشرة
االختيار ،فإن لم يحصل شيء من ذلك ،آل أمر االختيار إلى المدين باعتباره صاحب
الحق األصلي.
ومما يتصل باالختيار أن نواجه هالك إحدى المحال أو هالكها جميعا إما بسبب
أجنبي أو بخطأ أحد الطرفين ،وتناولت (م 215 :مدني) حالة هالك جميع المحال
بسبب المدين أو أنه السبب في هالك إحداها ،وفي مثل هذه الحالة يجب على المدين
أن يفي بقيمة آخر شيء هلك ،أما لو كان هالك جميع المحال بسبب أجنبي فقد برئت
ذمة المدين تماما ،أما إن هلك أحد المحال بسبب أجنبي أو بسبب المدين ،وجب على
األخير الوفاء بالمحل الباقي.
أوال – مفهومه:
وهو أن يقتصر محل التزام المدين في شيء واحد ،إال أنه يخول مع ذلك للمدين تبرئة
لذمته ،أن يؤدي بديال عن المحل األصلي (وهذا كأن يلتزم المقترض برد مبلغ
القرض ولكن يتم االتفاق أيضا أنه يستطيع الوفاء بشيء بديل وهذا كسيارة أو قطعة
أرض )...وميزة االلتزام البدلي ،أن التزام المدين يتحدد بالشيء األصلي فقط ككونه
عقارا أو منقوال من ذلك في االختصاص المحلي للقضاء ،ثم إنه حتى ولو اختار
المدين الوفاء بالبديل فإن التزامه ال ينقلب إلى التزام بسيط ،بل يبقى على طبيعته
األصلية.
ثانيا – أحكامه:
يترتب على القول أن التزام المدين يتحدد بالشيء األصلي (ال البديل) أنه متى هلك
المحل األصلي بسبب أجنبي برئت ذمة المدين ،أما إن كان سبب الهالك الدائن ،فيعد
كمن استوفى حقه ،أما في حالة هالك البدل فحسب ،وكان ذلك راجع إلى سبب
أجنبي ،فيجب على المدين الوفاء بالمحل األصلي ،أما إن كان بسبب الدائن فللمدين
أن يرجع على الدائن بقيمة ذلك البدل ،ولو أن المحل األصلي هلك بسبب المدين
فيكون في هذه الحالة مسؤوال عن التعويض إال أنه يملك – كما هو االتفاق – على
بذل البدل وبذلك تبرأ ذمته ،ونجد في القانون المدني أمثلة عن االلتزامات البدلية
(كتوقي دعوى اإلبطال بسبب االستغالل بعرض الثمن الذي يراه القاضي كافيا لرفع
الغبن (م 90/3 :مدني)،وتوقي البائع دعوى ضمان االستحقاق برد ما دفعه المشتري
للغير من نقود أو أداء آخر (م 374 :مدني) ودفع المتنازل ضده للثمن الذي تلقاه
المتنازل له من المتنازل عن الحقوق المتنازع فيها (م 400/1 :مدني).
المرجع:
أ .دربال عبد الرزاق ،الوجيز في أحكام االلتزام في القانون المدني .1
الجزائري ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2004 ،من ص 41إلى
ص .62