You are on page 1of 25

‫ملخص في مــادة أحكــام االلتزام لألستاذ كامل فؤاد‪ .

‬يوجــه هذا الملخص إلى طلبة السنة الثانية‬


‫حقوق‪ ،‬الفوجين المعنيين بالدراسة معي(ف ‪ 11‬و ف ‪.) 12‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬األوصاف المعدلة ألثر االلتزام‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الشـــرط واألجــــل‪:‬‬

‫أ‪ -‬الشــــرط‪ :‬هو أمر مستقبل غير محقق الوقوع‪ ،‬يترتب على حدوثه نشوء االلتزام( الشرط الواق‪--‬ف)‬
‫أو زواله(الشرط الفاسخ) بحسب ما نصت عليه المادة ‪ 203‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫يتبّين من هذا التعريف أن الشرط أمر مستقبل‪ ،‬غير مؤكد الوقوع‪.‬‬

‫‪ -1‬الشرط أمر مستقبل‪ :‬كمن يتعهد بتقديم جائزة لمن يعثر على شيء مفقود‪ .‬فااللتزام بإعطاء الجائزة‬
‫معّلق وجوده على العثور على الشيء المفقود‪.‬‬

‫‪ -2‬الشرط أمر غير محقق الوقوع‪ :‬الشرط على عكس األجل أمرا احتماليا‪ ،‬قد يقع في المس‪--‬تقبل أو ال‬
‫يقع‪ ،‬فالشيء المفقود قد يعثر أو ال يع‪--‬ثر علي‪--‬ه‪ ،‬أم‪--‬ا األج‪--‬ل‪ ،‬ف‪--‬أمر حدوث‪--‬ه في المس‪--‬تقبل ش‪--‬يء مؤك‪--‬د‪،‬‬
‫كموت البائع في عقد اإليراد المرتب مدى الحياة‪.‬‬

‫وحتى ينشأ الشرط صحيحا‪ ،‬يجب أن يكون غير مستحيل في ذاته‪ ،‬وأال يكون مخالف‪--‬ا للنظ‪--‬ام الع‪--‬ام‬
‫واآلداب العامة‪.‬‬

‫‪ -1‬الشرط الممكن غير المستحيل‪ :‬ال ينشأ االلتزام صحيحا إذا كان وجوده معلقا على شرط مس‪--‬تحيال‬
‫استحالة مطلقة س‪-‬واء ك‪--‬انت مادي‪--‬ة أو قانوني‪--‬ة‪ ،‬بحس‪-‬ب نص الم‪--‬ادة ‪ 204‬ق‪.‬م‪ .‬أم‪--‬ا الش‪-‬رط المس‪-‬تحيل‬
‫استحالة نسبية‪ ،‬فال يمنع نشوء االلتزام إلمكان تحققه ولو كان مستحيال على المدين‪.‬‬

‫ويقع باطال أيضا‪ ،‬االلتزام المعّلق على محض إرادة المدين‪ ،‬كأن يقول ش‪-‬خص آلخ‪-‬ر أبيع‪-‬ك م‪-‬نزلي‬
‫إذا شئت أنا‪ .‬فيبطل هنا الشرط وااللتزام كذلك‪ ،‬وهذا ما نصت عليه صراحة المادة ‪ 205‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫‪ -2‬عدم مخالفة الشرط للنظام العام أو اآلداب العامة‪ :‬وهذا م‪-‬ا نص‪-‬ت علي‪-‬ه الم‪-‬ادة ‪ 204‬ق‪.‬م‪ .‬ومث‪-‬ال‬
‫ذلك الهبة لقاء ارتكاب جريمة‪ ،‬واشتراط الزوج على زوجته عدم الزواج بعد وفاته‪.‬‬

‫ويتبين من تعريف الشرط على النحو المتقدم أنه واقف أو فاسخ‪.‬‬

‫‪ -1‬الشرط الواقف‪ :‬وهو الشرط الذي ال ينشأ االلتزام إال به‪ ،‬فااللتزام هنا متوق‪--‬ف وج‪--‬وده على تحق‪--‬ق‬
‫الشرط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -2‬الشرط الفاسخ‪ :‬وهو الشرط الذي ي‪--‬ؤدي تحقق‪--‬ه إلى زوال االل‪--‬تزام‪ ،‬واالل‪--‬تزام هن‪--‬ا موج‪--‬ود‪ ،‬لكن‪--‬ه‬
‫مهدد بالزوال‪ ،‬كأن يعلق الدائن عدم مطالبته بجزء مما هو مستحق له في ذمة مدين‪--‬ه إذا م‪--‬ا س‪--‬دد ه‪--‬ذا‬
‫األخير الديون المتبقية في اآلجال المحددة‪.‬‬

‫أ‪ -1-‬آثـــار الشـــرط‪ :‬تختلف آثاره خالل مرحلة التعليق عن آثاره بعد التعليق‪.‬‬
‫‪ -1‬أثر الشرط خالل مرحلة التعليق‪ :‬ونميز بشأنه بين الشرط الواقف والشرط الفاسخ‪.‬‬
‫‪ -‬الحق المعلق على شرط واقف حق موجود‪ ،‬لكنه غير نافذ(م‪ 206‬ق‪.‬م)‪ ،‬وال يستطيع الدائن المطالب‪--‬ة‬
‫به قبل تحقق الشرط الواقف‪ .‬غير أنه يجوز للدائن أن يتخذ من اإلجراءات ما يحاف‪--‬ظ ب‪--‬ه على حق‪--‬ه(م‪.‬‬
‫‪ 206‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬الحق المعّلق على شرط فاسخ حق موجود وبات‪ ،‬لكنه مهدد بالزوال‪ .‬فإذا تحقق الشرط الفاس‪--‬خ زال‬
‫حق الدائن بأثر رجعي‪.‬‬
‫‪ -2‬أثر الشرط بعد التعليق‪ :‬ونميز هنا أيضا بين الشرط الواقف والشرط الفاسخ‪.‬‬
‫‪ -‬يترتب على تحقق الشرط الواقف وجود االلتزام بصفة قطعية أي يصبح وجوده أمرا باتا‪.‬‬
‫‪ -‬أما تحقق الشرط الفاسخ‪ ،‬فيؤدي إلى زوال االلتزام المعلق عليه‪ ،‬إذ يعد كأن لم يكن‪ ،‬فيس‪--‬ترد الم‪--‬دين‬
‫ما أداه(م‪ 207.‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪ ،‬وتسقط جميع تصرفات المالك(الدائن) تحت شرط فاس‪--‬خ فيم‪--‬ا ع‪--‬دا أعم‪--‬ال‬
‫اإلدارة التي تصدر من الدائن كاإليجار‪ ،‬فتظل ناف‪--‬ذة(م‪ 207.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪ .‬وي‪--‬ترتب على تخلــف الش‪--‬رط‬
‫الفاسخ تأكد وجود االلتزام واستقراره‪.‬‬

‫ويترتب على تحقق الشرط وجود االلتزام أو زواله ب‪--‬أثر رجعي أي من وقت نشــوء االلــتزام وليس‬
‫من وقت تحقق الشرط م‪--‬ا لم يت‪--‬بين من إرادة المتعاق‪--‬دين أو من طبيع‪--‬ة العق‪--‬د أن ه‪--‬ذا األث‪--‬ر يك‪--‬ون من‬
‫الوقت الذي تحقق فيه الشرط بحسب نص المادة ‪ 208‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫وال يخفى ما في ذلك من آثر سلبي على استقرار المعامالت‪ ،‬وهو ما حذا ببعض القوانين إلى إلغاء‬
‫األثر الرجعي للشرط‪.‬‬
‫ولذلك استثنى المشرع الجزائري بعض الحاالت من قاعدة األثر الرجعي للشرط‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ -1‬تظل أعمال اإلدارة الصادرة من الدائن نافذة رغم تحقق الش‪--‬رط الفاس‪--‬خ بحس‪--‬ب الم‪--‬ادة ‪ 207‬ف‪2‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يكون للشرط أثر رجعي إذا كانت إرادة المتعاقدين الحقيقي‪-‬ة(وقت تحق‪-‬ق الش‪-‬رط) تتع‪-‬ارض م‪-‬ع‬
‫إرادتهما االحتمالية(وقت نشوء االلتزام) بحسب المادة ‪ 208‬ف‪ 1‬ق‪.‬م‪ .‬ويرتب الشرط أث‪--‬ره في الح‪--‬ال‬
‫أيضا إذا كانت طبيعة العقد تفرض ذلك‪ ،‬كما في العق‪--‬ود الزمني‪--‬ة‪ ،‬إذ ي‪--‬ؤدي تحق‪--‬ق الش‪--‬رط الفاس‪--‬خ إلى‬
‫زوالها بأثر فوري‪ ،‬أي بالنسبة للمستقبل فقط‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -3‬ال يكون للشرط أثر رجعي إذا أصبح تنفيذ االلتزام قبل تحقق الشرط غير ممكن بسبب ال يد للمدين‬
‫فيه بحسب المادة ‪ 208‬ف‪ 2‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫أ‪ -‬األجـــــل‪ :‬ه‪-‬و أم‪-‬ر مس‪-‬تقبل محق‪-‬ق الوق‪-‬وع‪ ،‬ي‪-‬ترتب على حلول‪-‬ه نف‪-‬اذ االل‪-‬تزام(األج‪-‬ل الواق‪-‬ف) أو‬
‫انقضائه(األجل الفاسخ) بحسب ما نصت عليه المادة ‪ 209‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫يتبين من تعريف األجل أنه أمر مستقبل محقق الوقوع‪.‬‬
‫‪ -1‬األجل أمر مستقبل‪ :‬هو ميعاد يحدد لنفاذ االلتزام أو النقضائه‪ .‬وغالبا ما يكون تاريخا محددا‪.‬‬
‫‪ -2‬األجل أمر محقق الوقوع‪ :‬ويعني هذا أن الحق المق‪-‬ترن بأج‪-‬ل ه‪-‬و ح‪-‬ق مؤك‪-‬د الوج‪-‬ود‪ .‬أم‪-‬ا الح‪-‬ق‬
‫المضاف إلى شرط‪ ،‬فهو حق غير مؤكد الوجود‪ .‬واألجل وإن كان أمرا محققا إال أن ميعاد وقوع‪--‬ه ق‪--‬د‬
‫يكون معروف أو غير معروف‪ ،‬فالتزام ش‪-‬ركة الت‪-‬امين ب‪-‬دفع مبل‪-‬غ الت‪-‬أمين عن الحي‪-‬اة‪ ،‬مق‪-‬ترن بأج‪-‬ل‬
‫واقف‪ ،‬هو وقوع الوفاة‪.‬‬
‫يتبين من تعريف األجل كذلك أنه واقف أو فاسخ‪.‬‬
‫‪ -1‬األجل الواقــف‪ :‬ويؤدي حلول‪--‬ه إلى نف‪--‬اذ االل‪--‬تزام‪ ،‬أي يص‪--‬بح االل‪--‬تزام مس‪--‬تحق األداء(م‪ 212.‬ف‪1‬‬
‫ق‪.‬م)‪ ،‬كالتزام المقترض برد مبلغ القرض عند حلول أجل استحقاقه‪.‬‬
‫‪ -2‬األجل الفاسخ‪ :‬ويؤدي حلوله إلى انقضاء االلتزام بالنسبة للمستقبل فقط(م‪ 212.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪ ،‬كما في‬
‫العقود الزمنية‪ ،‬كاإليجار وعقد العمل محدد المدة‪.‬‬
‫أ‪ -1-‬آثــار األجــــل‪ :‬تختلف هذه اآلثار في المرحلة الس‪--‬ابقة على حل‪--‬ول األج‪--‬ل عن المرحل‪--‬ة الالحق‪--‬ة‬
‫لحلوله‪.‬‬
‫‪ -1‬المرحلة السابقة على حلول األجل‪ :‬ونميز هنا بين األجل الواقف والفاسخ‪.‬‬
‫يكون االلتزام المقترن بأجل واقف خالل هذه المرحلة‪ ،‬موجودا وباتا‪ ،‬لكنــه غــير نافــذ(م‪ 212.‬ف‪1‬‬
‫ق‪.‬م)‪ .‬أما االلتزام المقترن بأجل فاسخ‪ ،‬فيكون نفاذه مؤكد الزوال‪.‬‬
‫‪ -2‬المرحلة الالحقة لحلول األجل‪ :‬ونميز بشأنها أيضا بين األجل الواقف والفاسخ‪.‬‬
‫يصبح االلتزام المقترن بأجل واقف‪ ،‬نافذا بعد حلول األجل(م‪ 212.‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪ .‬فالتزام شركة التأمين‬
‫بدفع مبلغ التأمين على الحياة‪ ،‬يص‪--‬بح بوف‪-‬اة الم‪--‬ؤمن ل‪--‬ه دين‪--‬ا مس‪-‬تحقا في ذمته‪--‬ا لورثت‪--‬ه‪ .‬أم‪--‬ا االل‪--‬تزام‬
‫المقترن بأجل فاسخ‪ ،‬فيزول بانقضاء األجل الفاسخ(م‪ 212.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪ ،‬وتزول جميع التص‪-‬رفات ال‪-‬تي‬
‫أجراها صاحب الحق المقترن بأجل فاسخ‪ ،‬كاإليجار من الباطن والتنازل عن اإليج‪--‬ار‪ ،‬النقض‪--‬اء ح‪--‬ق‬
‫المستأجر األصلي‪.‬‬
‫وليس لألجل أثر رجعي‪ ،‬فنفاذ االلتزام يكون من يوم حول األجل‪ ،‬وكذلك انقضاؤه(م‪ 212.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعــدد محـــل االلتـــزام‪:‬‬
‫قد يكون لاللتزام محل فحسب‪ ،‬كمن يقايض شيء بآخر‪ ،‬وقد يكون له عدد من المحال‪ ،‬كمن يقايض‬
‫سيارة بأخرى ومبلغ من النقود‪.‬‬
‫وفي الح‪-‬التين يل‪-‬زم الم‪-‬دين بتنفي‪-‬ذ التزام‪-‬ه س‪-‬واء ورد على ش‪-‬يء أو على ع‪-‬دة أش‪-‬ياء‪ .‬ولكن هن‪-‬اك‬
‫التزاما يتعدد فيه المحل‪ ،‬كااللتزام التخييري وااللتزام البدلي‪.‬‬
‫أ‪ -‬االلتـــزام التخييـــري‪ :‬هو االلتزام الذي يكون المحل فيه متعددا‪ ،‬أي أن محله يش‪--‬مل أش‪--‬ياء متع‪--‬ددة‬
‫كأن يبيع شخص آلخر إحدى سيارتيه‪ .‬وتبرأ ذمة المدين إذا أوفى بواحد منها(م‪ 213.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫ويكون الخيار للم‪--‬دين م‪--‬ا لم ينص الق‪--‬انون أو يتف‪--‬ق المتعاق‪--‬دان على عكس ذل‪--‬ك(م‪ 213.‬ق‪.‬م)‪ .‬وق‪--‬د‬
‫يمنح الخيار للغير‪.‬‬
‫وإذا امتنع من ل‪-‬ه الخي‪-‬ار عن اس‪-‬تعماله‪ ،‬عين القاض‪-‬ي ل‪-‬ه أجال الس‪-‬تعماله بن‪-‬اء على طلب الط‪-‬رف‬
‫اآلخر‪ ،‬فإذا انقضى هذا األجل دون أن يفصح عن إرادته‪ ،‬تولى القاضي تعيين المح‪--‬ل إذا ك‪--‬ان الخي‪--‬ار‬
‫للمدين‪ ،‬أو انتقل الخيار إلى المدين إذا كان الخيار للدائن(م‪ 214.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫وباستعمال حق الخيار‪ ،‬يصبح االلتزام بسيطا(غير موصوف)‪ ،‬محله شيء واحد منذ نشأته‪.‬‬
‫وإذا استحال تنفيذ أحد محلي االلتزام التخييري بسبب أجنبي‪ ،‬تحول هذا األخير إلى التزام بسيط ذي‬
‫محل واحد‪ .‬وإذا هلك المحالن معا لنفس السبب‪ ،‬انقضى االلتزام‪.‬‬
‫وإذا كانت االستحالة بخطأ المدين‪ ،‬فإنه يتحمل مسؤوليته بأداء قيمة آخر شيء منها(م‪ 215.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫ب‪ -‬االلتــــزام البدلــــي‪ :‬هو ال‪--‬تزام ذي مح‪--‬ل واح‪--‬د‪ ،‬أي أن محل‪--‬ه يش‪--‬مل ش‪--‬يئا واح‪--‬دا‪ ،‬غ‪--‬ير أن ذم‪--‬ة‬
‫المدين تبرأ إذا أدى بدال منه شيئا آخر(م‪ 116.‬ق‪.‬م)‪ .‬ومثال االلتزام البدلي أن يبيع شخص منزله آلخر‬
‫مع احتفاظه بالحق في إعطاء شيء آخر بدال منه‪ ،‬فالمنزل محل أصيل والشيء اآلخر بديال له‪.‬‬
‫ويعتبر الشيء األصيل ه‪-‬و مح‪-‬ل االل‪-‬تزام الب‪-‬دلي‪ ،‬وال‪-‬ذي تتح‪-‬دد طبيع‪-‬ة االل‪-‬تزام على أساس‪-‬ه دون‬
‫الشيء اآلخر الب‪--‬ديل ل‪--‬ه(م‪ 216.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪ ،‬بينم‪--‬ا تتح‪--‬دد طبيع‪--‬ة االل‪--‬تزام التخي‪--‬يري على أس‪--‬اس أح‪--‬د‬
‫الشيئين الذي وقع عليه االختيار‪ ،‬والذي يعد محال له‪.‬‬
‫والمدين وحده في االلتزام البدلي هو الذي يحل الشيء البديل محل الشيء األصلي‪ ،‬بينما يك‪--‬ون ح‪--‬ق‬
‫الخيار في االلتزام التخييري للمدين‪ ،‬وقد يكون للدائن‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ويترتب على استحالة الوفاء بالمح‪-‬ل األص‪-‬لي بس‪-‬بب أجن‪-‬بي‪ ،‬انقض‪-‬اء االل‪-‬تزام الب‪-‬دلي‪ ،‬بينم‪-‬ا يل‪-‬زم‬
‫المدين في االلتزام التخييري إذا استحال الوفاء بأحد الش‪--‬يئين بإعط‪--‬اء الش‪--‬يء اآلخ‪--‬ر‪ .‬ويظ‪--‬ل االل‪--‬تزام‬
‫البدلي قائما حتى ولو هلك الشيء البديل‪ ،‬ولكنه يتحول إلى التزام بسيط بهالكه‪.‬‬
‫‪:‬ثالثا‪ :‬تعــدد طرفــــي االلتـــزام‬
‫أ‪ -‬التضــــــامن‪ :‬ق‪--‬د يتع‪--‬دد أط‪--‬راف االل‪--‬تزام م‪--‬ع تض‪--‬امنهم‪ ،‬تض‪--‬امنا ايجابي‪--‬ا(تض‪--‬امن ال‪--‬دائنين) أو‬
‫سلبيا(تضامن المدينين)‪.‬‬
‫التضامن اإليجابي‪ :‬يتحقق التضامن االيجابي إذا كان الحق له أكثر من صاحب‪ ،‬بحيث يجوز لهم ‪1-‬‬
‫‪.‬مجتمعين أو منفردين المطالبة بالوفاء بكل الحق(م‪ 219.‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‬
‫والتض‪--‬امن االيج‪--‬ابي يك‪--‬ون بن‪--‬اء على اتف‪--‬اق أو نص في الق‪--‬انون(م‪ 217.‬ق‪.‬م)‪ .‬ومث‪--‬ال التض‪--‬امن‬
‫االيجابي بنص القانون‪ ،‬انتقال حق الدائن إلى ورثته المتعددين بعد وفاته‪.‬‬
‫وال يكسب الدائنون من وراء التضامن االيجابي إال تسهيل قبض الحــق‪ ،‬ويتحملون بالمقاب‪--‬ل خط‪--‬ر‬
‫إعسار الدائن الذي استوفى الحق عنهم‪.‬‬
‫‪ -2‬آثار التضامن اإليجابي‪:‬‬
‫تبرأ ذمة المدين إذا أوفى بالدين ألي واحد من الدائنين ما لم يعترض الباقين أو أح‪--‬دهم على ذل‪--‬ك(م‪.‬‬
‫‪ 219‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪ .‬وفي هذه الحالة‪ ،‬يجب على المدين الوفاء بالدين لهم مجتمعين‪.‬‬
‫وتؤدي فكرة تعدد الروابط التي تقوم بين المدين وكل واحد من الدائنين المتع‪--‬ددين إلى ع‪--‬دة نت‪--‬ائج‪،‬‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ -‬ال يجوز للمدين أن يتمسك في مواجهة كل ال‪--‬دائنين إال بأوج‪--‬ه ال‪--‬دفع الخاص‪--‬ة بك‪--‬ل واح‪--‬د منهم(م‪.‬‬
‫‪ 219‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪ ،‬كأن تكون العالقة التي تربطه بأحدهم باطلة بسبب عدم مشروعية محله‪--‬ا أو س‪--‬ببها‪،‬‬
‫أو مضافة إلى شرط أو مقترنة بأجل‪ ،‬لذلك يجب أن يراعى م‪-‬ا يلح‪-‬ق رابط‪-‬ة ك‪-‬ل دائن من وص‪-‬ف(م‪.‬‬
‫‪ 219‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬ال تبرأ ذمة المدين تجاه سائر الدائنين اآلخرين إذا ما برئت ذمته تجاه أح‪--‬دهم لس‪--‬بب غ‪--‬ير الوف‪--‬اء(م‪.‬‬
‫‪ 220‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫والتضامن االيجابي يقتضي االمتن‪--‬اع عن إتي‪--‬ان عم‪--‬ل يض‪--‬ر بال‪--‬دائنين اآلخ‪--‬رين(م‪ 220‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪،‬‬
‫فاإلبراء الصادر من أحدهم ال يسري على اآلخرين‪ .‬ولكن العمل النافع‪ ،‬يستفيد منه الدائنين اآلخ‪--‬رين‪،‬‬
‫كإع‪--‬ذار الم‪--‬دين والص‪--‬لح المتض‪--‬من االع‪--‬تراف ب‪--‬الحق‪ ،‬وه‪--‬ذا م‪--‬ؤدى النيابــة التبادليــة بين الــدائنين‬
‫المتضامنين تكون فيما ينفع ال فيما يضر‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫والدين المحصل من المدين يصبح ملكا لجميع الدائنين‪ ،‬ويقسم عليهم بقدر حصة كل واحد منهم إال‬
‫إذا كان هناك اتفاق أو نص في القانون يقضي بخالف ذلك‪.‬‬

‫‪ -3‬التضامن السلبي‪:‬‬
‫يتحقق التضامن السلبي إذا تعدد المدينون ب‪--‬دين واح‪--‬د‪ ،‬فيك‪--‬ون ك‪--‬ل منهم ملزم‪--‬ا بك‪--‬ل ال‪--‬دين‪ .‬ومث‪--‬ال‬
‫التضامن السلبي بنص القانون ما نصت عليه المادة ‪ 126‬من القانون المدني المعدل‪--‬ة بق‪--‬انون ‪10-05‬‬
‫ال‪--‬تي تلقي بالمس‪--‬ؤولية بالتض‪--‬امن على المتس‪--‬ببين المتع‪--‬ددين في إح‪--‬داث الض‪--‬رر للغ‪--‬ير بفعلهم غ‪--‬ير‬
‫المشروع‪ ،‬وكذلك ما نصت علي‪--‬ه الم‪--‬ادة ‪ 579‬ف‪ 1‬من ق‪.‬م بخص‪--‬وص مس‪--‬ؤولية ال‪--‬وكالء المتع‪--‬ددين‬
‫تجاه الموكل عن خطئهم المشترك‪.‬‬
‫‪ -4‬أحكام التضامن السلبي‪ :‬تختلف أحكام التضامن الس‪--‬لبي بحس‪--‬ب العالق‪--‬ة م‪--‬ا بين ال‪--‬دائن والم‪--‬دينين‬
‫المتضامنين‪ ،‬وعالقة المدينين فيما بينهم‪.‬‬
‫‪ -4-1‬عالقة الدائن بالمدينين المتضامنين‪:‬‬
‫يستطيع الدائن مطالبة أي من المدينين المتعددين بكل ال‪-‬دين(م‪ 223‬ق‪.‬م)‪ .‬وإذا أوفى أح‪-‬د الم‪-‬دينين‬
‫بالدين كله‪ ،‬برئت ذمة الباقين(‪ 222‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫ولكن ال يجب على المدين أن يتمسك في مواجه‪-‬ة ال‪-‬دائن إال بأوج‪-‬ه ال‪-‬دفع الخاص‪-‬ة ب‪-‬ه‪ ،‬أو بال‪-‬دفوع‬
‫التي يشترك فيها جميع المدينين(م‪ 223.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪ ،‬كالوفاء والتجديد‪ ،‬واستحالة التنفيذ لسبب أجنبي‪.‬‬
‫وإذا أبرأ الدائن أحد المدينين‪ ،‬فال تبرأ ذمة الباقين إال إذا كان اإلبراء يشملهم جميعا(م‪ 227.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫وال يجوز للمدين التمسك بالمقاصة بين الدائن ومدين متضامن آخ‪--‬ر إال بق‪--‬در حص‪--‬ة ه‪--‬ذا الم‪--‬دين(م‪.‬‬
‫‪ 225‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫ويمث‪--‬ل الم‪--‬دينون بعض‪--‬هم فيم‪--‬ا ينف‪--‬ع‪ ،‬ف‪--‬أثر الوف‪--‬اء مثال ينص‪--‬رف إليهم(م‪222.‬ق‪.‬م) ال فيم‪--‬ا يض‪--‬ر‪،‬‬
‫كاإلعذار الموجه إلى أحدهم(م‪ 231.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪ ،‬واإلقرار الصادر من أحدهم(‪ 232‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪ ،‬وكذلك‬
‫وقف التقادم وقطعه(م‪ 231.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫‪ -4-2‬عالقة المدينين المتضامنين فيما بينهم‪:‬‬
‫‪ -‬تحمل المسؤولية عن الدين بالتساوي‪ :‬ينقسم الدين بالتساوي بين المدينين المتض‪--‬امنين م‪--‬ا لم يوج‪--‬د‬
‫اتفاق أو نص يقضي بخالف ذل‪--‬ك (م‪234.‬ف ‪ 2‬ق‪.‬م)‪ .‬واالل‪--‬تزام ب‪--‬التعويض عن فع‪--‬ل ض‪--‬ار‪ ،‬يتحمل‪--‬ه‬
‫المسئولون بالتساوي بينهم(م‪ 126.‬ق‪.‬م)‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬رجوع المدين الموفي على باقي المدينين المتضامنين‪ :‬للمدين الذي وّفى بالدين كّله‪ ،‬ح‪--‬ق الرج‪--‬وع‬
‫على باقي الم‪--‬دينين المتض‪--‬امنين بق‪--‬در حص‪--‬ة ك‪--‬ل منهم في‪--‬ه ول‪--‬و ب‪--‬دعوى الحل‪--‬ول(م‪ 234.‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫فمسؤولية المدين المتضامن تكون في حدود خطئه الشخصي(م‪ 231.‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪.‬‬

‫ب‪ -‬عدم قابليـــة االلتــزام لالنقسام أو التجـــزئة‪:‬‬


‫تكمن أسباب عدم قابلية االلتزام لالنقسام إلى طبيع‪--‬ة المح‪--‬ل‪ ،‬والغ‪--‬رض من التعاق‪--‬د‪ ،‬باإلض‪--‬افة إلى‬
‫نص القانون‪ .‬وعليه‪:‬‬
‫االلتزام يكون قابال لالنقسام ما لم يرد على محل ي‪--‬أبى بطبيعت‪--‬ه ذل‪--‬ك‪ ،‬أو يك‪--‬ون غ‪--‬رض المتعاق‪--‬دين‬
‫تنفيذ االلتزام دون تجزئة‪ ،‬أو تكون نيتهما قد انصرفت إلى ذلك(م‪ 236.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫ومثال المحل غير القابل لالنقسام‪ ،‬تسليم حيوان حي‪ ،‬وااللتزام بعدم المنافس‪--‬ة‪ ،‬وغ‪--‬رض المتعاق‪--‬دين‬
‫الذي يفترض التنفيذ بال انقسام‪ ،‬مثاله من يشترى قطعة أرض من عدة مالك على الشيوع إلقامة بن‪--‬اء‪،‬‬
‫فال يصح الوفاء من كل مالك بقدر حصته الشائعة‪ ،‬بل يجب الوفاء بكل األرض‪.‬‬
‫وقد ينص القانون على تنفيذ االلتزام كامال‪ ،‬كما في حق الشفعة الذي يجب استعماله في كامل العق‪--‬ار‬
‫المشفوع فيه وإال سقط الحق في الشفعة(م‪ 801.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫‪ -1‬أثر عدم قابلية االلتزام لالنقسام‪:‬‬
‫يترتب على ذلك‪ ،‬وجوب الوفاء بااللتزام كله‪ .‬ويجب التمييز بشأن ذلك بين حالتين‪:‬‬
‫‪ -1-1‬تعدد المدينين‪ :‬يلزم كل مدين مشترك بوفاء الدين كامال(م‪ 237.‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪ .‬ويكون للمدين الذي‬
‫وّفى بالدين الرجوع على باقي المدينين كل بقدر حصته في الدين(م‪ 237.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫‪ -1-2‬تعــدد الــدائنين‪ :‬يج‪--‬وز لك‪--‬ل دائن أن يط‪--‬الب منف‪--‬ردا ب‪--‬أداء االل‪--‬تزام ك‪--‬امال م‪--‬ا لم يعترض‪--‬ه أح‪--‬د‬
‫الدائنين(م‪ 238.‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫ويحق للدائنين الرجوع على الدائن الذي استوفى الدين كل بقدر حصته(م‪ 238.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫انتقــــال االلتــــــــــزام‪:‬‬
‫يعت‪--‬بر انتق‪--‬ال االل‪-‬تزام أح‪-‬د أهم نت‪--‬ائج الم‪--‬ذهب الم‪--‬ادي في تعري‪--‬ف االل‪--‬تزام‪ .‬واالل‪--‬تزام حس‪-‬ب ه‪--‬ذا‬
‫المذهب‪ ،‬قيمة مالية مستقلة عن طرفيه(دائن ومدين)‪ ،‬مم‪-‬ا ي‪-‬ؤدي إلى إمك‪-‬ان انتقال‪-‬ه إلى غ‪-‬ير أطراف‪-‬ه‬
‫األصليين سواء من ناحية الدائن(حوالة الحق) أو من ناحية المدين(حوالة الدين)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حوالــــة الحــــق‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫هي عقد بين الدائن األصلي (المحيل) والدائن الجديد (المحيل له)‪ ،‬ينق‪--‬ل بموجب‪--‬ه األول للث‪--‬اني حق‪--‬ه‬
‫الشخصي قبل مدينة(المحال عليه)‪ .‬فال‪--‬دائن الجدي‪--‬د يح‪--‬ل مح‪--‬ل مدين‪--‬ة(المحي‪--‬ل) في اقتض‪--‬اء ح‪--‬ق ه‪--‬ذا‬
‫األخير من مدينه(المحال عليه)‪.‬‬
‫مثالــها كأن ينقل البائع حقه في الثمن أو جزءا منه إلى دائنه(المقرض)‪ .‬فالمحيل ه‪--‬و الب‪--‬ائع(ال‪--‬دائن)‪،‬‬
‫ودائنه هو المحال له(المقرض)‪ ،‬والمحال عليه هو المشتري(المدين)‪.‬‬
‫وق‪--‬د تك‪--‬ون الحوال‪--‬ة بع‪--‬وض أو بدون‪--‬ه‪ ،‬ومث‪--‬ال الحال‪--‬ة األولى‪ ،‬أن ينق‪--‬ل الب‪--‬ائع حق‪--‬ه في الثمن إلى‬
‫المقترض‪ ،‬ومثال الحالة الثانية‪ ،‬أن ينقل المشتري مجانا حقه(قطعة أرض) تجاه الب‪--‬ائع لفائ‪--‬دة مدرس‪--‬ة‬
‫قرآنية‪.‬‬
‫أ‪ -‬أركــان حوالة الحق‪ :‬هي عقد بين المحيل(الدائن األصلي) والمحال له(الدائن الجديد)‪ .‬ويشترط‬
‫النعقادها ما يشترط النعقاد أي عقد(التراضي‪ ،‬المحل‪ ،‬والسبب)‪.‬‬
‫‪ -1‬التراضي‪ :‬تتم الحوالة باتفاق طرفيها‪ ،‬المحي‪--‬ل والمح‪-‬ال ل‪--‬ه دون حاج‪-‬ة إلى رض‪--‬ا الم‪--‬دين(المح‪-‬ال‬
‫عليه)(م‪ 339.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫وإذا كانت الحوالة بدون عوض‪ ،‬فيشترط لصحتها‪ ،‬توافر أهلية التبرع لدى المحي‪--‬ل أي بلوغ‪--‬ه س‪--‬ن‬
‫الرشد‪.‬‬
‫‪ -2‬المحل‪ :‬محل الحوالة هو الحق المحال‪ ،‬ويشمل أي حق شخصي باستثناء ما نص القانون على عدم‬
‫جواز حوالته‪ ،‬أو اتفاق المتعاقدين على ذلك‪ ،‬أو كانت طبيعة االلتزام ال تسمح بذلك(م‪ 239.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫مثال نص القانون‪ ،‬الحقوق غير القابلة للحجز عليها‪ ،‬واتفــاق األطــراف مثاله‪ ،‬اش‪--‬تراط الم‪--‬ؤجر على‬
‫المستأجر عدم التنازل عن حقه تجاهه للغير‪ ،‬ومثال طبيعة االلتزام‪ ،‬حق النفقة‪.‬‬
‫‪ -3‬السبب‪ :‬سبب الحوالة هو غرض المحيل منها‪ ،‬وه‪--‬و ق‪--‬د يك‪--‬ون الوف‪--‬اء ب‪--‬دين علي‪--‬ه‪ ،‬أو منح ق‪--‬رض‬
‫بفائدة‪ ،‬أو التبرع بالحق المحال وغير ذلك‪.‬‬
‫ب‪ -‬نفــاذ حوالة الحق‪ :‬ال تكون الحوالة نافذة في حق المدين إال من يوم قبول‪--‬ه له‪--‬ا أو إعالنه‪--‬ا ل‪--‬ه(م‪.‬‬
‫‪ 241‬ق‪.‬م) عن طريق محضر قضائي أو عن طريق البري‪-‬د‪ .‬وال تك‪-‬ون الحوال‪-‬ة نافــذة في حــق الغــير‬
‫رغم قبول المدين لها إال إذا كان القبول ثابت التاريخ(م‪ 241.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫ومثال عن نفاذ الحوالة في حق الغير‪ ،‬كما لو أن المحي‪--‬ل أح‪--‬ال نفس الح‪--‬ق المح‪--‬ال ب‪--‬ه إلى ش‪--‬خص‬
‫آخر غير المحال له‪ ،‬أو رهن الحق المحال به آلخر‪ ،‬فيكون هناك ت‪--‬زاحم بين المح‪--‬ال لهم‪--‬ا الح‪--‬ق‪ ،‬أي‬
‫بين المحال له بالحق والدائن المرتهن لنفس الحق‪ .‬وفي ه‪-‬ذه الحال‪-‬ة‪ ،‬الع‪-‬برة تك‪-‬ون بالحوال‪-‬ة ال‪-‬تي له‪-‬ا‬
‫تاريخ ثابت ولو كان تاريخ إنشائها الحقا(جديدا)‪.‬‬
‫ج‪ -‬آثـــار حوالة الحق‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -1‬انتقال الحق المحال به من المحيل إلى المحال له من وقت إنش‪--‬اء الحوال‪--‬ة‪ ،‬بض‪--‬ماناته‪ ،‬وتوابع‪--‬ه(م‪.‬‬
‫‪ 243‬ق‪.‬م)‪ .‬ويمتنع عن المحيل التصرف في الحق المحال به أو قبضه‪ ،‬ويكون للمحال له أن يتخذ من‬
‫اإلجراءات التحفظية التي يحافظ بها عليه(م‪ 242.‬ق‪.‬م)‪ ،‬كقطع التقادم وقيد الرهن‪.‬‬
‫وال يستطيع المدين(المحال عليه) من وقت قبوله للحوالة أو إعالنها له من المحي‪--‬ل أو المح‪--‬ال ل‪--‬ه‪،‬‬
‫الوفاء بالحق المحال به إال للدائن الجديد(المحيل له) الذي انتقل إليه الحق‪.‬‬
‫ويعتبر الحق قد انتقل إلى المحال له بالنسبة للغير من ال‪--‬وقت ال‪--‬ذي تص‪--‬بح في‪--‬ه الحوال‪--‬ة لهــا تــاريخ‬
‫ثابت‪ ،‬وبالتالي ال يمكن االحتجاج بالحوالة في حق الغير قبل ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬التزام المحيل بضمان وجود الحق المحال ب‪-‬ه وقت الحوال‪-‬ة إذا ك‪-‬انت بع‪-‬وض(م‪ 244.‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪،‬‬
‫وال يضمن يسار المدين وقت الحوالة(م‪ 245.‬ق‪.‬م)‪ .‬وه‪--‬ذه هي أحك‪--‬ام الض‪--‬مان الق‪--‬انوني ال‪--‬ذي يج‪--‬وز‬
‫االتفاق على تعديل أحكامه‪ ،‬تشديدا‪ ،‬أو تخفيفا‪ ،‬أو إعفاءا‪ .‬وهذا ما أوردته المادت‪--‬ان ‪ 244‬ف‪.."1‬م‪--‬ا لم‬
‫يكن هناك اتفاق يقضي بغير ذلك"‪ 245 ،‬ف‪ 1‬ق‪.‬م"‪..‬إال إذا وجد اتفاق خاص بهذا الضمان"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حـــوالة الديـن‪:‬‬
‫حوالة الدين هي اتفاق بين المدين وشخص آخر‪ ،‬يتحمل عنه الدين بحسب المادة ‪ 251‬ق‪.‬م‪ .‬كم‪--‬ا تتم‬
‫حوالة الدين أيضا باتفاق بين الدائن والمدين الجديد(المحال عليه)‪ ،‬يتقّر ر فيه أن هذا األخير يحل مح‪--‬ل‬
‫المدين األصلي في التزامه بحس‪--‬ب الم‪--‬ادة ‪ 257‬ق‪.‬م‪ .‬فالم‪--‬دين الجدي‪--‬د(المح‪--‬ال علي‪--‬ه)ه‪--‬و أح‪--‬د ط‪--‬رفي‬
‫الحوالة سواء كان طرفها اآلخر هو المدين األصلي أو الدائن‪.‬‬
‫وبمقتض‪--‬اها يح‪--‬ل الم‪--‬دين الجدي‪--‬د(المح‪--‬ال علي‪--‬ه) مح‪--‬ل الم‪--‬دين األص‪--‬لي(المحي‪--‬ل) لس‪--‬داد ح‪--‬ق‬
‫الدائن(المستفيد)‪.‬‬
‫وحوالة الدين كسائر العقود يلزم النعقادها توافر‪ ،‬التراضي‪ ،‬المحل‪ ،‬والسب‪.‬‬
‫أ‪ -‬الحوالة باتفاق المدين والمدين الجديد‪ :‬ال تكون الحوالة نافذة في ح‪--‬ق ال‪--‬دائن إال إذا أقره‪--‬ا(م‪252.‬‬
‫ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪ .‬ويعتبر سكوت الدائن بعد انقضاء األج‪--‬ل المح‪--‬دد إلق‪--‬رار الحوال‪--‬ة رفض‪--‬ا له‪--‬ا(م‪ 252.‬ف‪2‬‬
‫ق‪.‬م)‪.‬‬
‫ويظل المدين الجديد ملزما ومسئوال نحو المدين األصلي عن الوف‪--‬اء بال‪--‬دين المح‪--‬ال إلى ال‪--‬دائن رغم‬
‫رفضه للحوالة(م‪ 253.‬ق‪.‬م)‪ .‬وعلى ذلك‪ ،‬فإقرار الدائن ليس إال شرطا لنفاذ الحوالة في حقه هو‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحوالة باتفاق الدائن والمدين الجديد‪:‬‬
‫ال يلزم لصحة الحوالة ونفاذها في هذه الحالة موافقة المدين األصلي‪ ،‬إذ يجوز للغير أن يوفي بال‪--‬دين‬
‫دون رضا المدين‪ .‬وللمدين الجدي‪-‬د الرج‪-‬وع بم‪-‬ا وّف اه على الم‪-‬دين األص‪-‬لي طبق‪-‬ا لقواع‪-‬د اإلث‪-‬راء بال‬
‫سبب‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ج‪ -‬آثــار حـــوالة الديـن‪:‬‬
‫‪ -1‬عالقة الدائن بالمدين الجديد‪ :‬يلزم المدين الجديد بالوفاء بالدين بجميع ضماناته إلى ال‪--‬دائن(م‪254.‬‬
‫ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪ .‬وب‪--‬األحرى‪ ،‬ينتق‪--‬ل ال‪--‬دين كم‪--‬ا ه‪--‬و بكام‪--‬ل ض‪--‬ماناته إلى الم‪--‬دين الجدي‪--‬د فيم‪--‬ا ع‪--‬دا الكفال‪--‬ة‬
‫الشخصية والعينية‪ ،‬إذ يلزم النتقالها موافقة الكفيل على الحوالة(م‪ 254 .‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫‪ -2‬عالقة الدائن بالمدين األصلي‪ :‬تبرأ ذمة المدين األص‪--‬لي من ال‪--‬دين المح‪--‬ال‪ ،‬خاص‪--‬ة وأن‪--‬ه يض‪--‬من‬
‫يسار المدين الجديد وقت إقرار الدائن للحوالة(م‪ 255.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫‪ -3‬عالقة المدينين ببعضهما‪:‬‬
‫وفاء المدين الجديد بالدين قد يكون على سبيل الق‪-‬رض أو ألداء دين علي‪-‬ه للم‪-‬دين األص‪-‬لي‪ ،‬أو‬
‫للتبرع له‪.‬‬
‫وال يجوز للمدين األصلي أن يطالب المدين الجديد بالوفاء لل‪--‬دائن إذا لم يقم ه‪--‬و بم‪--‬ا ال‪--‬تزام ب‪--‬ه نح‪--‬وه‬
‫بموجب الحوالة(م‪ 253.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫انقضــــاء االلتـــــزام‪:‬‬
‫أوال‪ :‬انقضــاء االلتـــزام بالوفـــاء‪:‬‬
‫الوفاء هو تنفيذ المدين اللتزامه‪ ،‬وهو الطريق الطبيعي النقض‪--‬اء االل‪--‬تزام‪ .‬والوف‪--‬اء يق‪--‬ع كأص‪--‬ل من‬
‫المدين‪ ،‬ولكن يجوز الوفاء من غير المدين بحسب ما صرحت به المادة ‪ 258‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫أ‪ -‬الوفــاء‪:‬‬
‫‪ -1‬طرفا الوفــاء‪:‬‬
‫الموفــي‪:‬‬
‫يصح الوفاء من المدين أو من الغير إذا لم يعترض المدين(م‪ 258.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪ ،‬غير أنه يجوز لل‪--‬دائن‬
‫رفض الوفاء من الغير إذا كانت له مصلحة في الوفاء من الم‪-‬دين نفس‪-‬ه‪ ،‬ك‪-‬أن تك‪-‬ون شخص‪-‬ية الم‪-‬دين‬
‫محل اعتبار خاص لديه(التعاقد مع فنان أو جراح)‪.‬‬
‫ويجوز للدائن رفض الوفاء من الغير كذلك إذا اعترض المدين(م‪ 258.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫وللغير الذي أدى الدين أن يرجع على الم‪--‬دين بق‪--‬در م‪--‬ا أداه(م‪ 259.‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪ ،‬على أس‪--‬اس دع‪--‬وى‬
‫الفضالة إذا تم الوفاء بدون علم المدين‪ ،‬أو على أس‪--‬اس دع‪--‬وى اإلث‪--‬راء بال س‪--‬بب إذا ك‪--‬ان الوف‪--‬اء رغم‬
‫اعتراض المدين‪.‬‬
‫وله أيضا الرجوع على المدين على أساس دعوى الحلول‪.‬‬

‫وحتى يكون الوفاء صحيحا‪ ،‬يجب توافر الشروط اآلتية‪:‬‬


‫‪ -1‬أهلية التصرف لدى الموفي‪ -3 ،‬ملكية الموفي للشيء محل الوفاء(م‪ 260.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫الموفــي له‪ :‬يكون الوفاء للدائن أو نائبه‪ ،‬أو خلفه‪ .‬ويكون ذا صفة الس‪--‬تفاء ال‪--‬دين من يق‪--‬دم مخالص‪--‬ة‬
‫صادرة من الدائن ما لم يكن هناك اتفاق على وجوب الوفاء للدائن شخصيا(م‪ 267.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫وإذا كان الموفي له ناقص األهلية‪ ،‬فيتم الوفاء لممثله القانوني وإال ك‪-‬ان الوف‪-‬اء ب‪-‬اطال بطالن‪-‬ا نس‪-‬بيا‬
‫لمصلحة ناقص األهلية‪.‬‬
‫وال يجوز الوفاء للغير وإال فإن ذمة المدين ال تبرأ تجاه دائن‪--‬ه(م‪ 268.‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪ ،‬وتس‪--‬تثنى من ذل‪--‬ك‬
‫ما نصت عليه المادة ‪ 268‬ف‪ 2‬من ق‪.‬م من حاالت‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬إقرار الدائن الوفاء لغيره‪ -2 .‬إذا كان الوفاء فيه منفعة للدائن‪ ،‬وبقدر هذه المنفعة تبرأ ذم‪--‬ة الم‪--‬دين‪.‬‬
‫‪ - 3‬الوفاء للغير بحسن نية كالدائن الظاهر‪ ،‬مثاله الوارث غير الحقيقي بسبب حجب وارث آخر له‪ .‬في‬
‫هذه الحالة األخيرة‪ ،‬تبرأ ذمة المدين حسن النية تجاه دائنه وال يكون أمام ه‪--‬ذا األخ‪--‬ير س‪--‬وى الرج‪--‬وع‬
‫على الدائن الظاهر على أساس قواعد اإلثراء بال سبب‪.‬‬
‫ويجوز للدائن رفض الوفاء إذا كان ما يعرضه المدين أقل مما يستحقه أو يستحق شيئا آخر غ‪--‬ير م‪--‬ا‬
‫يعرضه المدين‪ ،‬أما إذا كان رفض الدائن للوفاء غير مبرر‪ ،‬تحمل تبعات هذا ال‪--‬رفض من ي‪--‬وم إع‪--‬ذار‬
‫المدين له(م‪ 269.‬ق‪.‬م)‪ ،‬فيلزم ال‪--‬دائن بتع‪--‬ويض الم‪--‬دين عم‪--‬ا أص‪--‬ابه من ض‪--‬رر‪ ،‬ويتحم‪--‬ل تبع‪--‬ة هالك‬
‫الشيء أو تلفه من يوم االعذار(م‪ 270.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫وإذا كان محل الوفاء شيئا معينا بالذات‪ ،‬ج‪--‬از للم‪--‬دين أن يطلب ت‪--‬رخيص من القض‪--‬اء بإيداع‪--‬ه على‬
‫نفقة الدائن‪ ،‬وإذا كان هذا الشيء عقارا أو ما هو معد للبقاء‪ ،‬جاز له استئذان قاضي األمور المستعجلة‬
‫لوضعه تحت الحراسة(م‪ 271.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫وإذا كان الشيء ق‪-‬ابال للتل‪--‬ف أو يكل‪--‬ف إيداع‪--‬ه وحراس‪-‬ته نفق‪--‬ات باهظ‪--‬ة‪ ،‬ج‪-‬از للم‪--‬دين بع‪--‬د اس‪-‬تئذان‬
‫القاضي بيعه بالمزاد العلني‪ ،‬وإيداع الثمن الخزينة العمومية(م‪ 272.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫وإذا أصر الدائن على رفض الوفاء رغم إع‪--‬ذاره‪ ،‬فللم‪--‬دين أن يستص‪--‬در حكم‪--‬ا من القض‪--‬اء بص‪--‬حة‬
‫العرض واإليداع‪ ،‬حيث تبرأ به ذمة المدين من يوم العرض‪ ،‬متى حاز هذا الحكم قوة الشيء المقض‪--‬ي‬
‫به(م‪ 274.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -2‬محـــل الوفـــاء‪:‬‬
‫يجب الوفاء بالشيء المستحق على المدين‪ ،‬وال يج‪--‬بر ال‪--‬دائن على قب‪--‬ول ش‪--‬يء آخ‪--‬ر غ‪--‬يره(م‪276.‬‬
‫ق‪.‬م)‪.‬‬
‫ويجب على المدين الوفاء بكل الشيء وليس بعضه‪.‬‬
‫وال يجوز جبر الدائن على قبول وفاء جزئي ما لم يوجد اتفاق أو نص في القانون يقضي بغير ذلك(م‪.‬‬
‫‪ 277‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪ ،‬وال يجوز للمدين رفض الوف‪--‬اء ب‪--‬الجزء غ‪--‬ير المتن‪--‬ازع في‪--‬ه م‪--‬تى واف‪--‬ق ال‪--‬دائن على‬
‫استيفائه(م‪ 277.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫وتستثنى من قاعدة عدم تجزئة الوفاء بالدين الواحد حاالت‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كان هناك اتفاق بين الدائن والمدين‪ -2 .‬المقاصة بين دي‪--‬نين متق‪--‬ابلين‪ ،‬إذ ينقض‪--‬يان بق‪--‬در األق‪--‬ل‬
‫منهما(م‪ 300.‬ق‪.‬م)‪ -3 .‬منح المدين المعسر أج‪-‬ل قض‪--‬ائي(‪ 210‬ق‪.‬م) أو وق‪-‬ف تنفي‪--‬ذ التزام‪--‬ه مراع‪--‬اة‬
‫لحالته(‪ 281‬ق‪.‬م)‪ -4 .‬يجوز للكفالء غير المتضامنين المتع‪--‬ددين ال‪--‬دفع بتجزئ‪--‬ة ال‪--‬دين(م‪ 644 .‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫‪ -5‬ال يمكن لحامل سند تجاري رفض وفاء جزئي(م‪ 415 .‬ق‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -3‬زمان ومكـــان الوفــــاء‪:‬‬
‫يكون االلتزام مستحقا بمجرد نشوئه ما لم يكن مؤجال باتفاق أو نص القانون‪ ،‬أو حكم قض‪--‬ائي‪ ،‬أم‪--‬ا‬
‫مكان الوفاء‪ ،‬فهو مكان وجود الشيء وقت نشوء االلــتزام‪ ،‬أو موطن الم‪--‬دين إذا ك‪--‬ان االل‪--‬تزام محل‪--‬ه‬
‫شيئا معينا بالذات(م‪ 282.‬ف‪ 1‬ق‪.‬م) ما لم يوجد اتفاق أو نص في القانون يقضي بغير ذلك‪.‬‬
‫ويكون الوفاء في موطن المدين وقت الوفاء (استحقاق الدين) إذا كان االلتزام محله شيء غير معين‬
‫بالذات أو كان عمال أو امتناع عن عمل(م‪ 282 .‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫‪ -4‬نفقات الوفـــاء وإثباتـه‪:‬‬
‫نفقات الوفاء يتحملها المدين ما لم يوجد اتفاق أو نص قانوني يقضي بخالف ذلك(م‪ 283.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫ويجب إثبات الوفاء كتابة إذا جاوزت قيمة الدين مبل‪--‬غ ‪ 100‬أل‪--‬ف د‪.‬ج وإال أمكن اإلثب‪--‬ات بالبين‪--‬ة أو‬
‫القرائن‪.‬‬
‫ويثبت الوفاء عادة بتسليم وصل التسديد للمدين‪.‬‬
‫ب‪ -‬الوفاء من غيـر المديــن مع الحـــلول‪:‬‬
‫الوفاء مع الحلول هو حلول الموفي محل الدائن في حقوقه تجاه مدين‪--‬ه‪ ،‬وه‪--‬و ن‪--‬وع من الوف‪--‬اء ال‪--‬ذي‬
‫ينقضي به الدين‪ ،‬ولكن ينشأ عنه دين آخر‪ ،‬طرفاه الموفي والمدين‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫وعليه‪ ،‬يكون للموفي الرجوع على المدين بحقه الشخصي بدعوى مؤسسة على الوكالة أو الفضالة‪،‬‬
‫أو اإلثراء بال سبب‪ ،‬ويكون له أيضا الرجوع على المدين‪ ،‬مستعمال نفس الدعوى ال‪-‬تي ك‪-‬انت لل‪-‬دائن‪،‬‬
‫وهذه هي دعوى الحلول‪.‬‬
‫فإذا كان الدائن صاحب حق رهن رسمي أو حيازي‪ ،‬حل الموفي محل‪--‬ه في ح‪--‬ق الض‪--‬مان ه‪--‬ذا‪ ،‬إلى‬
‫جانب دعواه الشخصية‪ .‬وباألحرى‪ ،‬للموفي أن يطالب المدين الراهن بما وّف اه(ال‪--‬دين المض‪--‬مون) عن‬
‫الدائن المرتهن بدعوى شخصية‪ ،‬أو عن طريق دعوى الحلول‪.‬‬
‫‪ -1‬حاالت الوفاء مع الحلول‪:‬‬
‫الحلول قد يكون باتفاق أو يكون بنص في القانون‪ .‬والحلول اإلتفاقي يكون باتفاق الموفي م‪--‬ع ال‪--‬دائن‬
‫أو مع المدين‪.‬‬
‫الحلول باتفاق الموفي مع الدائن‪:‬‬
‫حلول الموفي محل الدائن في حقوقه تجاه المدين يكون باتفاق صريح بينهما‪ ،‬ألنه استثناء‪ .‬وال يل‪--‬زم‬
‫موافقة المدين عليه‪ ،‬ولكن يلزم حصوله عند الوفاء(م‪ 262.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫الحلول باتفاق الموفي مع المدين‪:‬‬
‫للمدين أن يحل دائن محل دائنه األصلي الذي وّفاه حقه بمال أقرضه إياه الدائن الجديد‪ .‬فالمدين هن‪--‬ا‬
‫وّفى بدين قديم بعد أن أنشأ دينا جديدا‪ .‬فالمقرض(الدائن الجديد) يحل محل ال‪--‬دائن األص‪--‬لي في حقوق‪--‬ه‬
‫تجاه مدينه(المقترض)‪.‬‬
‫وال يل‪--‬زم له‪--‬ذا الحل‪--‬ول رض‪--‬ا ال‪--‬دائن األص‪--‬لي‪ ،‬ولكن يش‪--‬ترط أن ي‪--‬ذكر في عق‪--‬د الق‪--‬رض أن الم‪--‬ال‬
‫سيخصص للوفاء بدين‪ ،‬ويذكر في المخالصة أن الوفاء به كان من هذا الم‪-‬ال بحس‪-‬ب م‪-‬ا نص‪-‬ت علي‪-‬ه‬
‫المادة ‪ 263‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫الحــلول القانونــي‪:‬‬
‫وقد يحل الموفي محل الدائن في حقوقه تجاه مدينه بنص الق‪--‬انون‪ ،‬كم‪--‬ا ل‪--‬و ك‪--‬ان الم‪--‬وفي ملزم‪--‬ا إلى‬
‫جانب المدين بالدين‪ ،‬كالمدين المتضامن‪ ،‬أو ملزما بوفائه عن‪-‬ه‪ ،‬كالكفي‪-‬ل الشخص‪-‬ي أو العي‪-‬ني(م‪261.‬‬
‫ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫ومثاله كذلك‪ ،‬وفاء دائن لدائن آخر متقدم عليه في المرتبة‪ ،‬كوفاء الدائن العادي للدائن المرتهن(م‪261.‬‬
‫ف‪ 3‬ق‪.‬م)‪ ،‬ووفاء حائز العقار المرهون للدائن المرتهن(م‪ 261 .‬ف‪ 3‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫‪ -2‬آثـــار الوفـــاء مع الحلـــول‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫يؤدي الوفاء من غير المدين إلى انقضاء الدين‪ ،‬ونشوء دين جديد بين الغير الموفي والم‪--‬دين‪ .‬فيح‪--‬ل‬
‫الموفي(الدائن الجديد) محل الدائن(الدائن األصلي) لمطالبة مدين ه‪--‬ذا األخ‪--‬ير‪ ،‬بمق‪--‬دار م‪--‬ا أداه لدائن‪--‬ه‪.‬‬
‫ويكون للموفي حق الدائن ذاته بما له من خص‪--‬ائص‪ ،‬وم‪--‬ا يلحق‪--‬ه من تواب‪--‬ع‪ ،‬وم‪--‬ا يكفل‪--‬ه من تأمين‪--‬ات‪،‬‬
‫وما يرد عليه من دفوع(م‪ 264.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫‪ -3‬حـــدود الحـق فـي الحلــول‪:‬‬
‫‪ -1‬رجوع الموفي على المدين يكون بمقدار ما أداه للدائن وليس بمق‪--‬دار ال‪--‬دين األص‪--‬لي(م‪ 264.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كان الموفي ملزما بجانب المدين بالدين‪ ،‬فإن رجوعه عليه يكون بق‪--‬در نص‪--‬يب ه‪--‬ذا الم‪--‬دين في‬
‫الدين‪ ،‬كما في حالة المدين المتضامن(م‪ 234.‬ق‪.‬م)‪ -3 .‬ال يزاحم الموفي الدائن فيم‪--‬ا تبقى ل‪--‬ه في ذم‪--‬ة‬
‫المدين من دين(م‪ 265.‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪ ،‬ألنه ال يفترض أن أحدا أحّل غيره محّله ّض د نفسه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬انقضـــاء االلتـــزام بما يعــادل الوفــــاء‪:‬‬
‫أ‪ -‬الوفـــاء بمقابــــل‪:‬‬
‫قد يوفي المدين بشيء ب‪--‬دال من المح‪-‬ل األص‪--‬لي اللتزام‪--‬ه إذا واف‪-‬ق علي‪--‬ه ال‪--‬دائن‪ ،‬فيق‪--‬وم ه‪--‬ذا‪ ،‬مق‪--‬ام‬
‫الوفاء(م‪ 285.‬ق‪.‬م)‪ ،‬كأن يعجز المدين عن تنفيذ التزامه بنقل ملكية شيء‪ ،‬فيستعيض عنه بشي غيره‪،‬‬
‫يقبله الدائن‪.‬‬
‫والوفاء بمقابل هو عقد تمليك في مقابل دين‪ .‬ويترتب عليه‪ ،‬انتقال ملكي‪--‬ة عين إلى ال‪--‬دائن‪ ،‬وانقض‪--‬اء‬
‫دين المدين‪.‬‬
‫والوفاء بمقابل بهذا المفهوم‪ ،‬تسري عليه أحكام عقد البيع خصوصا ما تعلق منها بأهلية المتعاقدين‪،‬‬
‫وبضمان االستحقاق‪ ،‬وبضمان العيوب الخفية(م‪ 286 .‬ق‪.‬م)‪ ،‬وتس‪--‬ري علي‪--‬ه أحك‪--‬ام الوف‪--‬اء‪ ،‬النقض‪--‬اء‬
‫الدين به(م‪ 286.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫‪ -1‬شروط الوفـــاء بمقـــابل‪( :‬الرضا‪ ،‬المحل‪ ،‬السبب)‬
‫ولما كان الوفاء بمقابل وفاءا بما هو غير مستحق‪ ،‬فالبد من قبول الدائن ل‪--‬ه‪ ،‬وال‪--‬ذي يجب أن يك‪--‬ون‬
‫أهال للتصرف‪.‬‬
‫ويجب أن يكون محل الوفاء بمقابل شيئا أو حقا عينيا عليه‪ ،‬فإذا كان حق‪--‬ا شخص‪--‬يا‪ ،‬أعت‪--‬بر حوال‪--‬ة‬
‫حق أو إنابة في الوفاء‪.‬‬
‫ويجب أال يكون مقابل الوفاء عمال وإال أعتبر تجديدا للدين‪ ،‬بتغيير المح‪--‬ل‪ .‬ويجب أن يك‪--‬ون الوف‪--‬اء‬
‫بمقابل ناجزا غير مؤجل أي أن ينقل فعال الملكية إلى الدائن وإال أعتبر تجديدا للدين‪.‬‬
‫‪ -2‬آثـــار الوفـــاء بمقـــابل‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫آثار الوفاء بمقابل بوصفه وفاءا‪:‬‬
‫يؤدي إلى انقضاء الدين األصلي وضماناته‪ ،‬ومن حيث خصم المدفوعات‪ ،‬تطبق نفس أحك‪--‬ام الوف‪--‬اء‬
‫الخاصة بخصم المدفوعات عند تعدد ديون الدائن لدى المدين‪ ،‬ومن حيث استرداد المقابل إذا تبين عدم‬
‫وجود الدين‪ ،‬كان للموفي استرداد ما أداه دون وجه حق‪.‬‬
‫آثار الوفاء بمقابل بوصفه ناقال للملكية‪:‬‬
‫يتحمل المدين ضمان االستحقاق‪ ،‬وضمان العيب الخفي‪ ،‬وضمان توفر الصفات التي تعهد لل‪--‬دائن‬
‫بوجودها وقت البيع‪ ،‬وإذا كان مقابل الوفاء عقارا‪ ،‬وجب مراع‪--‬اة إج‪--‬راءات الش‪--‬هر‪ ،‬ويس‪--‬تفيد الم‪--‬وفي‬
‫كذلك من امتياز البائع إذا كان مقابل الوفاء عقارا‪ ،‬وكان المدين قد قدم معدال نقديا(م‪ 999.‬ق‪.).‬‬
‫ب‪ -‬التجــديد واإلنابــة‪:‬‬
‫التجديد هو اتفاق على استبدال دين أصلي بدين جديد‪ ،‬يختلف عنه في محله أو مصدره أو أطرافه(م‪.‬‬
‫‪ 287‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫تجديد االلتزام يحدث إذن بتغيير محله أو مصدره أو طرفي‪-‬ه س‪-‬واء باتف‪-‬اق ال‪-‬دائن والم‪-‬دين‪ ،‬أو باتف‪-‬اق‬
‫الدائن والغير‪ ،‬أو باتفاق الدائن والمدين والغير‪.‬‬
‫‪ -1‬شــروط التجــديد‪:‬‬
‫يلزم لقيام التجديد اتفاق أطراف االلتزام األص‪--‬لي على تجدي‪--‬ده س‪--‬واء بتغي‪--‬ير ركن المح‪--‬ل أو ح‪--‬تى‬
‫مصدر االلتزام(‪ 287‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪ .‬ويستلزم التجديد رض‪--‬ا ش‪--‬خص أجن‪--‬بي في حال‪--‬ة تغي‪--‬ير أح‪--‬د ط‪--‬رفي‬
‫االلتزام األصلي(م‪ 287.‬ف‪ 3 ،2‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫والتجديد من أعمال التصرف‪ ،‬لذلك يجب صدوره من راشد‪.‬‬
‫ولما كان أثر التجديد في إنهاء التزام وإنشاء دين جديد‪ ،‬وجب اإلفصاح عن‪--‬ه ص‪--‬راحة(م‪ 289 .‬ف‪1‬‬
‫ق‪.‬م)‪ ،‬فتحرير سند بدين موجود ليس تجديدا ل‪--‬ه‪ ،‬وك‪--‬ذلك ك‪--‬ل م‪--‬ا يط‪--‬رأ على االل‪--‬تزام من تع‪--‬ديالت ال‬
‫تتناول إال زمان أو مكان أو كيفية الوفاء به‪ ،‬وما يدخل عليه من تعديالت ال تتناول إال التأمينات إال إذا‬
‫كان هناك اتفاق صريح على ذلك(‪ 289‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫ويشترط لصحة التجديد إحالل التزام جديــد صــحيح محــل الــتزام قــديم صــحيح أيض‪--‬ا(م‪ 288.‬ف‪1‬‬
‫ق‪.‬م)‪ ،‬فال يجوز تجديد التزام قديم إذا كان العقد المنشئ له باطال‪ .‬ولكن االلتزام القاب‪-‬ل لإلبط‪-‬ال يص‪-‬ح‬
‫تجديده‪ ،‬ألنه التزام قائم وصحيح(م‪ 288.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫أما التعهد بالوفاء بالتزام طبيعي‪ ،‬فهو إنشاء التزام مدني وليس تجديدا(م‪ 163.‬ق‪.‬م)‪.‬‬

‫كما ال يجوز إحالل التزام جديد محل االلتزام القديم إال إذا كان قائما وصحيحا كذلك‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وفضال عن شرط اإلحالل‪ ،‬يجب اختالف االلتزامين في عنصر على األقل (المحل‪ ،‬أو المصدر‪ ،‬أو‬
‫األطراف)‪.‬‬
‫التجديد بتغيير المحل أو المصدر‪ ،‬كاستبدال المحل بآخر‪ ،‬ومثال التجديد بتغيير المصدر‪ ،‬كأن يتف‪--‬ق‬
‫المؤجر والمستأجر على إبقاء على األجرة المتأخرة على سبيل القرض‪ ،‬فالمحل يظل نفسه رغم تغّي ر‬
‫مصدره‪ ،‬ويصبح الدين مستحقا على أساس القرض بعد ما كان مستحقا على أساس اإليجار‪.‬‬
‫التجديد بتغيير المدين‪ :‬ويحصل باتفاق الدائن مع شخص أجن‪--‬بي ليح‪-‬ل مح‪-‬ل الم‪--‬دين األص‪--‬لي ال‪--‬ذي‬
‫تبرأ ذمته من الدين(م‪ 287.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪ ،‬أو باتفاق المدين مع الدائن على حلول شخص أجن‪-‬بي محل‪-‬ه(م‪.‬‬
‫‪ 287‬ف‪ ،2‬م‪ 294.‬ف ‪1‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫وال تستلزم اإلنابة وجود مديوني‪--‬ة س‪-‬ابقة بين الم‪--‬دين األص‪--‬لي والغ‪--‬ير(الم‪--‬دين الجدي‪--‬د)(م‪ 294.‬ف‪2‬‬
‫ق‪.‬م)‪ .‬وال تبرأ ذمة المدين األص‪-‬لي تج‪-‬اه ال‪-‬دائن إال إذا ك‪-‬ان االل‪-‬تزام الجدي‪-‬د ص‪-‬حيحا‪ ،‬وك‪-‬ان الم‪-‬دين‬
‫الجديد موسرا وقت اإلنابة(م‪ 295.‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫التجديد بتغيير الدائن‪ :‬ويكون باتفاق الدائن والمدين األص‪--‬لي والغ‪--‬ير على حل‪--‬ول ه‪--‬ذا األخ‪-‬ير مح‪-‬ل‬
‫الدائن(م‪ 287.‬ف‪ 3‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫‪ -2‬آثـــار التجــديد‪:‬‬
‫يترتب على التجديد انقضاء االلتزام األصلي‪ ،‬وإنشاء التزاما جديدا محله(م‪ 291.‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫انقضاء االلتزام األصلي بتوابعه‪ ،‬وال تنتقل التأمينات التي تكفل تنفيذه إال بنص قانوني أو إذا ت‪--‬بين من‬
‫االتفاق أو من الظروف أن نية المتعاقدين قد اتجهت إلى ذلك(م‪ 291.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫إنشاء التزام جديد له خصائصه الذاتية من ضمانات تكفله وغيره‪--‬ا‪ ،‬فال يج‪--‬وز للم‪--‬دين أن يتمس‪--‬ك في‬
‫مواجهة الدائن الجديد بأوجه الدفع الخاصة بااللتزام األصلي(م‪ 296.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫والتجديد بتغيير المدين يؤدي إلى براءة ذمة هذا األخير تج‪--‬اه دائن‪--‬ه(‪ 287‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪ ،‬ويل‪--‬زم الم‪--‬دين‬
‫الجديد(المناب) بالوفاء للدائن(المناب لديه) ولو كان حق هذا األخير تجاه مدينه األصلي(المنيب) غ‪--‬ير‬
‫موجود‪ ،‬أو باطال‪ ،‬أو انقضى بالتقادم‪ ،‬ما لم يرجع المناب على المنيب أو يقضي االتفاق بغ‪--‬ير ذل‪--‬ك(م‪.‬‬
‫‪ 296‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫ج‪ -‬المقاصـــة‪:‬‬
‫هي سبب النقضاء االلتزام بما يعادل الوفاء‪ ،‬وهي إما قانوني‪--‬ة‪ ،‬أو قض‪--‬ائية‪ ،‬أو اتفاقي‪--‬ة‪ .‬والمقاص‪--‬ة‬
‫واقعة مادية وليست تصرفا قانونيا‪ ،‬وتقوم مقام الوفاء المزدوج‪ ،‬ومقام الضمان‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫وتؤدي المقاص‪-‬ة وظيفــة الوفــاء بــدون حاجــة إلى تــداول النقــود‪ ،‬ل‪-‬ذلك فهي كث‪-‬يرة االس‪-‬تعمال في‬
‫المعامالت التجارية والمصرفية‪ ،‬وهي بمثابة ضــمان بالنس‪--‬بة لل‪--‬دائن‪ ،‬إذ تس‪--‬مح ل‪--‬ه باس‪--‬تيفاء حق‪--‬ه من‬
‫مدينه باألفضلية على غيره من الدائنين لوجود حق له في ذمته‪.‬‬
‫وللمدين بحسب المادة ‪ 297‬ف‪ 1‬ق‪.‬م حق المقاصة بين ما هو مستحق عليه لدائنه‪ ،‬وما هو مس‪--‬تحق‬
‫له تجاهه‪ ،‬إذا كان الدينان متماثلين في المحل‪ ،‬أي نقودا أو مثليات من نفس الن‪--‬وع والج‪--‬ودة‪ ،‬وثابت‪--‬ان‪،‬‬
‫وغير متنازع عليهما‪ ،‬مستحقان‪ ،‬ويمكن المطالبة بهما أمام القضاء‪.‬‬
‫وال يمنع إج‪--‬راء المقاص‪--‬ة اختالف مص‪--‬در ك‪--‬ل من ال‪--‬دينين(م‪ 297.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪ ،‬كالمقاص‪--‬ة بين دين‬
‫ناشي عن قرض وآخر ناشئ عن بيع‪.‬‬
‫‪ -1‬المقاصــة القانونيــة‪:‬‬
‫ومن نص المادة ‪ 297‬ق‪.‬م‪ ،‬يتضح بأن إعمال المقاصة القانونية يتطلب توافر الشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون الدينان متقابلين‪ ،‬فيكون كل من طرفيهم‪--‬ا دائن‪--‬ا وم‪--‬دينا في ال‪--‬وقت نفس‪--‬ه‪ ،‬فال مقاص‪--‬ة بين‬
‫حق الموصي على الغير وحق هذا األخير على القاصر‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن يكون الدينان متماثلين في المحل ولو كان لكل منهما مصدرا مختلفا عن اآلخر‪ ،‬فال مقاص‪--‬ة إال‬
‫بين النقود أو المثليات متحّد ة الّنوع والجوّد ة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون الدينان مستحقي األداء‪ ،‬فال مقاصة في دين مؤجل‪.‬‬
‫‪ - 4‬أن يكون الدينان محققي الوجود ومعيني المقدار‪ ،‬فال مقاصة في دين معلق على شرط واقف‪ ،‬ألن‪--‬ه‬
‫غير محقق الوجود‪ ،‬أما الدين المعلق على شرط فاسخ‪ ،‬فتجوز فيه المقاصة‪ ،‬ألنه موجود‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يكون الدينان صالحين للمطالب‪--‬ة بهم‪--‬ا قض‪--‬ائيا‪ ،‬فال مقاص‪--‬ة في دين س‪--‬قط بالتق‪--‬ادم أو في ال‪--‬تزام‬
‫طبيعي‪ ،‬إذ ال إجبار فيهما على الوفاء‪.‬‬

‫وتستثنى من المقاصة بعض الحاالت بحسب المادة ‪ 299‬ق‪.‬م‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا كان أحد الدينين شيئا نزع دون وجه حق من مالكه‪ ،‬وك‪--‬ان مطلوب‪--‬ا رده‪ ،‬وه‪--‬ذا لمن‪--‬ع ال‪--‬دائن من‬
‫أخذ حقه بي‪--‬ده‪ -2 .‬إذا ك‪--‬ان أح‪--‬د ال‪--‬دينين ش‪--‬يئا مودع‪--‬ا أو مع‪--‬ارا لالس‪--‬تعمال‪ ،‬وك‪--‬ان مطلوب‪--‬ا رده‪ ،‬ألن‬
‫االمتناع عن الرد هنا يعد خيانة لألمانة‪ -3 .‬إذا كان أحد الدينين غير قابل للحجز‪.‬‬
‫إعمــال المقاصــة القانونيـــة‪:‬‬
‫ال يجوز للقاضي الحكم بالمقاصة من تلقاء نفسه إال إذا تمسك بها من ل‪--‬ه مص‪--‬لحة فيه‪--‬ا(م‪ 300.‬ف‪1‬‬
‫ق‪.‬م) بإبداء دفع‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وال يج‪--‬وز التن‪--‬ازل عن المقاص‪--‬ة إال بع‪--‬د ثب‪--‬وت الح‪--‬ق فيه‪--‬ا(م‪ 300.‬ف‪ 2‬قم‪.‬م)‪ ،‬حماي‪--‬ة للم‪--‬دين من‬
‫اشتراط تنازله عنها مقدما‪.‬‬

‫‪ -2‬المقاصــة القضائيــة‪:‬‬
‫ويجريها القاضي إذا كان أحد الدينين متنازعا فيه‪ .‬وتقع المقاصة القضائية بطلب من المدعى علي‪--‬ه‬
‫(المدين) بدعوى فرعية أثناء سير الخصومة‪ .‬ومثال المقاص‪--‬ة القض‪--‬ائية‪ ،‬مقاض‪--‬اة الم‪--‬ؤجر للمس‪--‬تأجر‬
‫إللزامه بدفع األجرة المستحقة‪ ،‬فيقوم هذا األخير بتق‪--‬ديم طلب ب‪--‬دعوى فرعي‪--‬ة بتعويض‪--‬ه عن تع‪--‬رض‬
‫المؤجر له في انتفاعه بالعين المؤجرة‪ ،‬ف‪--‬إذا ق‪--‬در القاض‪--‬ي جدي‪--‬ة ه‪--‬ذا الطلب‪ ،‬فإن‪--‬ه يوق‪--‬ف الفص‪--‬ل في‬
‫ال‪-‬دعوى األص‪-‬لية‪ ،‬ويفص‪-‬ل في دع‪-‬وى المس‪-‬تأجر الفرعي‪-‬ة‪ ،‬وحينئ‪-‬ذ يص‪-‬بح ح‪-‬ق المس‪-‬تأجر خ‪-‬ال من‬
‫النزاع‪ ،‬فيجري مقاصة بين دين األجرة ودين التعويض‪ ،‬ويفصل في الدعويين بحكم واحد‪.‬‬
‫‪ -3‬المقاصــة االتفاقيــة‪ :‬وتقع باتفاق الطرفين رغم ع‪--‬دم ت‪--‬وفر الش‪--‬روط القانوني‪--‬ة إلجرائه‪--‬ا‪ .‬وأثره‪--‬ا‬
‫يستند إلى تاريخ إبرام االتفاق المنشئ لها‪.‬‬
‫‪ -4‬آثــار المقاصــــة‪:‬‬
‫يترتب على المقاصة‪ ،‬انقضاء الدينين بقدر األق‪--‬ل منهم‪--‬ا ب‪--‬أثر رجعي‪ ،‬أي من وقت ت‪--‬وفر ش‪--‬روطها‬
‫القانونية‪.‬‬
‫وال يجوز الدفع بتقادم الدين وقت التمسك بالمقاصة متى ك‪--‬انت ممكن‪--‬ة في وقت س‪--‬ابق(م‪ 301.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫أي العبرة بتقادم الدين وقت توافر شروط المقاصة‪.‬‬
‫وال تقع المقاصة إضرارا بحقوق الغير(م‪ 302.‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪ ،‬وذلك في حالتين‪:‬‬
‫‪ - 1‬إذا أوقع الغير حجزا لدى المدين‪ ،‬ثم أصبح هذا األخير دائنا لدائنه‪ ،‬فال يجوز له التمسك بالمقاصة‬
‫إضرارا بالحاجز(م‪ 302.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫‪ -2‬في حال‪--‬ة حوال‪--‬ة الح‪--‬ق(م‪ 303.‬ق‪.‬م)‪ ،‬ال يج‪--‬وز للم‪--‬دين(المح‪--‬ال لدي‪--‬ه) التمس‪--‬ك بالمقاص‪--‬ة قب‪--‬ل‬
‫الغير(المحال له) إذا قبل الحوالة دون تحفظ مع علمه بالمقاصة التي كان قد تمس‪--‬ك به‪--‬ا قب‪--‬ل الحوال‪--‬ة‪،‬‬
‫أما إذا لم يقبل الحوالة مع علمه بها‪ ،‬فيجوز له التمسك بالمقاصة في مواجهة الغير(المحال له)‪.‬‬
‫د‪ -‬إتحـــاد الذمـــة‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫ويحصل ذلك إذا اجتمعت صفتا الدائن والم‪--‬دين في ش‪-‬خص واح‪-‬د بش‪-‬أن دين‪ .‬فينقض‪--‬ي ه‪--‬ذا ال‪--‬دين‬
‫الستحالة مطالبة الشخص لنفسه‪.‬‬
‫واتح‪-‬اد الذم‪-‬ة واقع‪-‬ة مادي‪-‬ة وليس س‪-‬ببا من أس‪-‬باب انقض‪-‬اء االل‪-‬تزام‪ .‬إذ يح‪-‬ول ذل‪-‬ك دون المطالب‪-‬ة‬
‫بااللتزام‪.‬‬
‫واتحاد الذمة أكثر ما يقع بسبب الميراث والوص‪-‬ية‪ ،‬ف‪-‬الوارث في الق‪-‬انون الفرنس‪-‬ي يك‪-‬ون مس‪-‬ئوال‬
‫عن ديون التركة إذا قبلها دون الجرد‪ ،‬فإذا كان دائنا لمورثه(الهالك)‪ ،‬انقض‪-‬ى دين‪-‬ه بإتح‪-‬اد الذم‪-‬ة‪ .‬أم‪-‬ا‬
‫في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فإن القاعدة هي أال تركة إال بعد سداد الديون‪ ،‬وبالت‪--‬الي إذا ك‪--‬ان ال‪--‬وارث دائن‪--‬ا‬
‫لمورثه(الهالك)‪ ،‬فإنه يستوفي دينه من التركة‪ ،‬وينقضي بالوفاء ال بإتحاد الذمة‪.‬‬
‫ويقع اتحاد الذمة ما بين األحياء كذلك‪ ،‬فإذا اشترت ش‪--‬ركة مس‪--‬اهمة س‪--‬ندات أص‪--‬درتها من حامليه‪--‬ا‪،‬‬
‫فإن ديونها بتلك السندات‪ ،‬تنقضي باتحاد الذمة‪.‬‬
‫‪ -1‬أثــر اتحــاد الذمــة‪:‬‬
‫يؤدي اتحاد الذمة إلى انقضاء ال‪--‬دين بملحقات‪--‬ه بق‪--‬در اتح‪--‬اد الذم‪--‬ة(م‪ 304.‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪ .‬لكن إذا زال‬
‫السبب الذي أدى إلى اتحاد الذمة‪ ،‬وكان لهذا ال‪--‬زوال أث‪--‬را رجعي‪--‬ا‪ ،‬ع‪--‬اد ال‪--‬دين بملحقات‪--‬ه إلى الوج‪--‬ود‪،‬‬
‫ويعتبر اتحاد الذمة كأن لم يكن(م‪ 304.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫انقضـــاء االلتــزام دون الوفـــاء‪:‬‬
‫أ‪ :‬اإلبــــراء‪:‬‬
‫اإلبراء هو تصرف قانوني‪ ،‬يتنازل بموجبه الدائن عن حق‪--‬ه لمدين‪--‬ه ب‪--‬دون مقاب‪--‬ل‪ .‬وه‪--‬و من أعم‪--‬ال‬
‫التبرع التي تستلزم توافر أهلية التبرع(‪ 19‬سنة)‪.‬‬
‫واإلبراء تصرف بإرادة الدائن وحدها دون حاج‪--‬ة إلى قب‪--‬ول الم‪--‬دين‪ .‬أي يتم بــإرادة منفــردة‪ .‬وينتج‬
‫اإلبراء آثاره متى وصل إلى علم المدين(م‪ 305.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫واإلبراء بالرغم من كون‪--‬ه تص‪--‬رفا نافع‪--‬ا إال أن‪--‬ه ال يج‪--‬وز فرض‪--‬ه على الم‪--‬دين‪ .‬فالم‪--‬دين ل‪--‬ه الحري‪--‬ة‬
‫الكاملة في قب‪--‬ول اإلب‪--‬راء أو رفض‪--‬ه‪ .‬وإذا رفض‪--‬ه ك‪--‬ان اإلب‪--‬راء ب‪--‬اطال(م‪ 305.‬ق‪.‬م)‪ .‬ورفض اإلب‪--‬راء‬
‫تصرف مفقر‪ ،‬يستلزم أهلية التبرع لدى المدين‪ ،‬ويجوز بالتالي لدائنيه الطعن فيه بالدعوى البوليصية‪.‬‬
‫‪ -1‬شروط اإلبــــراء‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلبراء من أعمال التبرع‪ ،‬وبالتالي يسري على شروطه الموضوعية م‪--‬ا يس‪--‬ري على التبرع‪--‬ات من‬
‫أحكام(م‪ 306‬ف‪ 1.‬ق‪.‬م)‪ ،‬أما شكل اإلبراء‪ ،‬فال يخضع ألي شكل خاص ولو وقع على ال‪--‬تزام يش‪--‬ترط‬
‫لقيامه شكل يفرضه القانون أو اتفق عليه األطراف(م‪ 306.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫فإذا كان االلتزام محل اإلبراء مفرغا في محرر رسمي‪ ،‬فليس من الضروري إفراغ اإلبراء في ذات‬
‫الشكل‪ ،‬أي في محرر رسمي‪.‬‬
‫‪ -2‬أثــر اإلبــراء‪:‬‬
‫يترتب على اإلبراء انقضاء الدين بتوابعه(م‪ 305.‬ق‪.‬م)‪ .‬واإلبراء قد يشمل ال‪--‬دين كل‪--‬ه أو ق‪--‬در من‪--‬ه‪.‬‬
‫وفي حالة اإلبراء الجزئي تظل تأميناته ضامنة لوفاء الجزء المتبقي من الدين‪.‬‬
‫ب‪ -‬استحالـــة التنفيــذ‪:‬‬
‫إذا استحال على المدين تنفيذ التزامه بسبب أجنبي ال يد ل‪--‬ه في‪--‬ه‪ ،‬ف‪--‬إن ذمت‪--‬ه ت‪--‬برأ من‪--‬ه(م‪ 307.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫واالستحالة مادية‪ ،‬وقد تكون قانونية‪ .‬ومثال االستحالة المادية‪ ،‬هالك الشيء مح‪-‬ل االل‪-‬تزام كاحتراق‪-‬ه‬
‫أو تلفه‪ ،‬إذ تؤدي إلى انقضاء االلتزام إذا كان الشيء الذي يرد عليه من القيميات‪ ،‬وكان الهالك بس‪--‬بب‬
‫أجنبي ال يد للمدين في‪--‬ه‪ .‬أم‪--‬ا إذا ك‪--‬ان الهالك بخط‪--‬أ الم‪--‬دين‪ ،‬فال ينقض‪--‬ي االل‪--‬تزام‪ ،‬ويتعين حينئ‪--‬ذ على‬
‫المدين تعويض الدائن‪.‬‬
‫أما إذا ورد االلتزام على شيء من المثليات‪ ،‬فال يؤدي هالكه إلى انقضاء االلتزام‪ ،‬بل يظ‪--‬ل الم‪--‬دين‬
‫ملزما به‪ ،‬ألن المثليات ال تهلك لوجود مثيالتها في السوق‪.‬‬
‫ومثال االســتحالة القانونيــة‪ ،‬ن‪-‬زع ملكي‪-‬ة عق‪-‬ار للمنفع‪-‬ة العام‪-‬ة‪ ،‬ف‪-‬التزام الب‪-‬ائع بنق‪-‬ل الملكي‪-‬ة‪ ،‬يص‪-‬بح‬
‫مستحيال عليه‪ ،‬فينقضي التزامه عندئذ‪ .‬وال يلزم بأي تعويض‪.‬‬
‫‪ -1‬شروط انقضاء االلتــزام الستحالــة التنفيــذ‪:‬‬
‫يمكن استخالصها من نص المادة ‪ 307‬ق‪.‬م‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أن يكون تنفيذ االلتزام مستحيال استحالة مطلقة‪ :‬كهالك منزل بس‪--‬بب زل‪--‬زال مثال‪ .‬واالس‪--‬تحالة ال‪--‬تي‬
‫يصبح االلتزام بقيامه‪-‬ا مس‪-‬تحيال تنفي‪-‬ذه‪ ،‬هي االس‪-‬تحالة المطلق‪-‬ة ال‪-‬تي تط‪-‬رأ بع‪-‬د نش‪-‬وء االل‪-‬تزام‪ .‬أم‪-‬ا‬
‫االستحالة النسبية‪ ،‬فهي ال تؤدي إلى انقضاء االلتزام‪ ،‬ألنها تجعله مستحيال تنفيذه بالنسبة للمدين فق‪--‬ط‪.‬‬
‫واالستحالة المطلقة التي تكون قائمة منذ البداية‪ ،‬فتمنع وجود االلتزام أصال‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫أن تكــون االســتحالة بســبب أجنــبي‪ :‬كق‪--‬وة ق‪--‬اهرة‪ ،‬أو ح‪--‬ادث مف‪--‬اجئ‪ ،‬أو فع‪--‬ل الغ‪--‬ير‪ ،‬أو خط‪--‬أ‬
‫المضرور(ال‪--‬دائن)‪ ،‬أم‪--‬ا إذا ك‪--‬انت االس‪--‬تحالة راجع‪--‬ة إلى خط‪--‬أ الم‪--‬دين‪ ،‬فال ينقض‪--‬ي االل‪--‬تزام‪ ،‬ويل‪--‬زم‬
‫بالتعويض‪.‬‬
‫‪ -2‬جــزاء استحالــة التنفيــذ‪:‬‬
‫يترتب على استحالة التنفيذ بسبب أجن‪--‬بي‪ ،‬انقض‪--‬اء ال‪--‬تزام الم‪--‬دين(م‪ 307‬ق‪.‬م) بم‪--‬ا في ذل‪--‬ك توابع‪--‬ه‬
‫كضمانات تنفيذه(التأمينات العينة والشخصية)‪ .‬أما ما يكون للمدين من حق مرتبط بالشيء الذي هل‪--‬ك‪،‬‬
‫فإنه يلتزم بنقله إلى دائنه‪ ،‬كحقه في مبلغ التأمين إذا كان الشيء مؤمن عليه‪ ،‬وهلك‪.‬‬
‫‪ -3‬تحمل تبعة استحالة تنفيذ االلتزام لهالك محله بسبب أجنبي‪:‬‬
‫يتحمل الدائن تبعة ذل‪--‬ك في العق‪--‬ود الملزم‪--‬ة لج‪--‬انب واح‪--‬د‪ ،‬ك‪--‬المودع مثال‪ ،‬أم‪--‬ا في العق‪--‬ود الملزم‪--‬ة‬
‫لجانبين‪ ،‬فيتحمل التبعة‪ ،‬المدين‪ ،‬فالبائع هو الذي يتحمل تبعة هالك الشيء الم‪--‬بيع قب‪--‬ل التس‪--‬ليم(م‪369.‬‬
‫ق‪.‬م)‪.‬‬
‫ج‪ -‬التقــــادم‪:‬‬
‫التقادم هو مضي الوقت على استحقاق الدين(الحق) دون المطالبة به‪ .‬فينقض‪--‬ي ال‪--‬دين نتيج‪--‬ة ل‪--‬ذلك‪.‬‬
‫فعدم المطالبة بالحق بعد مرور مدة من الوقت‪ ،‬والتي يحددها القانون‪ ،‬يؤدي إلى سقوط الحق بالتقادم‪.‬‬
‫ومدة التقادم هي ‪ 15‬سنة فيما عدا الحاالت التي ورد فيها نص خ‪--‬اص‪ ،‬واالس‪--‬تثناءات المش‪--‬ار إليه‪--‬ا‬
‫في المواد من ‪ 309‬إلى ‪ 312‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫والتقادم يشمل الحقوق الشخصية والحقوق العينة كذلك‪ ،‬باستثناء حق الملكية‪ ،‬فهو حق دائم‪ ،‬يكتس‪--‬ب‬
‫بالتقادم وال يسقط به‪.‬‬
‫‪ -1‬أنــواع التقــادم المسقــط‪:‬‬
‫التقادم المسقط نوعان‪ ،‬تقادم مس‪-‬قط طوي‪-‬ل‪ ،‬ومدت‪-‬ه ‪ 15‬عام‪-‬ا(م‪ 308.‬ق‪.‬م)‪ ،‬وتق‪-‬ادم مس‪-‬قط قص‪-‬ير‪،‬‬
‫ومدته ما بين ‪ 5‬سنوات إلى سنة واحدة(م‪ 312-309 .‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫والتقادم المسقط الطويل تقّر ر لحماية الصالح العام‪ ،‬فمن ناحية‪ ،‬يهدف إلى قفل باب التقاض‪--‬ي أم‪--‬ام‬
‫الدائن الذي لم يطالب بحقه لمدة طويلة‪ ،‬ومن ناحية أخرى يهدف إلى استقرار المعامالت حتى ال يبقى‬
‫المدين وخلفاؤه مهددين بالمطالبة بديون قديمة ربما هم أنفسهم نسوها‪.‬‬
‫والتقادم الطويل ليس قرينة على الوف‪-‬اء‪ ،‬وال ه‪-‬و قرين‪-‬ة على اإلب‪-‬راء‪ ،‬وللم‪-‬دين أن يتمس‪-‬ك ب‪-‬ه رغم‬
‫إقراره بعدم الوفاء‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫والتقادم المسقط القصير قرينة على الوف‪--‬اء‪ ،‬فيس‪--‬مى بالتق‪--‬ادم االفتراض‪--‬ي‪ .‬ويب‪--‬نى ه‪--‬ذا التق‪--‬ادم على‬
‫نظام خاص مؤداه أن بعض الديون جــرت العــادة على تســويتها على وجــه الســرعة‪ ،‬بحيث يف‪--‬ترض‬
‫الوفاء بها‪.‬‬
‫ويجب تمييز التقادم المسقط عن ميعاد السقوط الذي يجب استكمال خالل‪--‬ه إج‪--‬راء قض‪--‬ائي م‪--‬ا تحت‬
‫طائلة عدم القبول‪ ،‬فيشترط القانون مثال رفع دعوى االستغالل خالل س‪--‬نة من إب‪--‬رام العق‪--‬د وإال ك‪--‬انت‬
‫غير مقبولة(م‪ 90.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫فمرور ميعاد السقوط ال يؤدي إلى تقادم االلتزام(الحق)‪ ،‬وتقضي ب‪--‬ه المحكم‪--‬ة من تلق‪--‬اء نفس‪--‬ها‪ ،‬وال‬
‫يرد عليه انقطاع وال وقف‪.‬‬
‫ومن المواعيد نذكر‪ ،‬ميعاد األخذ بالشفعة(م‪ 799.‬ق‪.‬م)‪ ،‬وميعاد استرداد الشيء المس‪--‬روق أو الض‪--‬ائع‬
‫من الحائز حسن النية(م‪ 836.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫ويسري التقادم المسقط الطويل على جميع االلتزام‪--‬ات إال م‪--‬ا ورد بش‪--‬أنها نص خ‪--‬اص(م‪ 308.‬ف‪1‬‬
‫ق‪.‬م‪ .‬ومدد التقادم القصير ما بين خمس سنوات إلى سنة واحدة(المواد ‪ 312 – 309‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫وتتقادم الحقوق الدورية المتجددة بـخمس سنوات(م‪ 309.‬ق‪.‬م)‪ ،‬وتتقادم حقوق األطباء‪ ،‬والص‪--‬يادلة‬
‫والمح‪--‬امين‪ ،‬والمهندس‪--‬ين‪ ،‬والخ‪--‬براء‪ ،‬ووكالء التفلس‪--‬ة‪ ،‬والسماس‪--‬رة‪ ،‬والمدرس‪--‬ين‪ ،‬بس‪--‬نتين(م‪3010.‬‬
‫ق‪.‬م)‪ ،‬وتتقادم مستحقات الضريبية‪ ،‬والرس‪-‬وم المس‪-‬تحقة للدول‪--‬ة بثالث س‪-‬نوات(م‪ 311.‬ق‪.‬م)‪ ،‬وتتق‪--‬ادم‬
‫حقوق التجار‪ ،‬والصناع‪ ،‬وأصحاب الفنادق‪ ،‬والمطاعم بسنة واحدة(م‪ 312.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫‪ -2‬حساب مدة التقادم‪:‬‬
‫يسري التقادم من اليوم الذي يص‪--‬بح في‪--‬ه ال‪--‬دين مس‪--‬تحق األداء(م‪ 315.‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪ .‬وب‪--‬األحرى يب‪--‬دأ‬
‫التقادم من يوم استحقاق الدين وليس من يوم نشوئه‪ ،‬ألن التق‪--‬ادم يق‪--‬وم على فك‪--‬رة ع‪--‬دم مطالب‪--‬ة ال‪--‬دائن‬
‫بحقه‪ ،‬وهو ال يستطيع ذلك إال إذا أصبح االلتزام مستحقا(واجب التنفيذ)‪.‬‬
‫ويبدأ سريان التقادم بالنسبة للحقوق الواردة في المواد من ‪ 311-309‬ق‪.‬م من الوقت ال‪--‬ذي يتم في‪--‬ه‬
‫الدائنون تقديم خدماتهم ولو استمروا في أداء خدمات أخ‪-‬رى(م‪ 313.‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪ ،‬وإذا ح‪-‬رر س‪-‬ند بح‪-‬ق‬
‫من هذه الحقوق‪ ،‬فيصبح التقادم هو ‪ 15‬سنة(م‪ 313.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫ويحسب التقادم باألي‪--‬ام ال بالس‪--‬اعات‪ ،‬وال يحس‪--‬ب الي‪--‬وم األول‪ ،‬وتنتهي م‪--‬دة التق‪--‬ادم بانقض‪--‬اء الي‪--‬وم‬
‫األخير منها(م‪ 314.‬ق‪.‬م)‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫وإذا صادف آخر يوم من التقادم‪ ،‬يوم عطلة رسمية‪ ،‬مدد التقادم إلى اليوم الذي يليه‪.‬‬
‫‪ -3‬وقــف التقــادم وانقطاعـــه‪:‬‬
‫ال يسري التقادم إذا كان هناك مانع يمنع الدائن من المطالبة بحقه‪ ،‬وعندئ‪-‬ذ يوقــف ســريان التقــادم‬
‫إلى حين زوال المانع‪ ،‬كما ال يسري التقادم بين األصيل ونائبه(م‪ 316‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫وال يسري التقادم دون الخمس سنوات بالنسبة لعديمي األهلية‪ ،‬والغائبين‪ ،‬والمحكوم عليهم بعقوب‪--‬ات‬
‫جنائية إذا لم يكن لهم نائب قانوني(م‪ 316.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪ .‬وباألحرى يوقف سريان التقادم بالنس‪--‬بة له‪--‬ؤالء‬
‫إلى أن يعين لهم نائب قانوني‪ ،‬يق‪-‬وم مق‪-‬امهم في المطالب‪-‬ة بحق‪-‬وقهم‪ ،‬أو ي‪-‬زول س‪-‬بب ع‪-‬دم اس‪-‬تطاعتهم‬
‫المطالبة بذلك بأنفسهم‪.‬‬
‫وال يسري التقادم الذي تزيد مدته عن خمس سنوات في حق عديمي األهلي‪--‬ة‪ ،‬والغ‪--‬ائبين‪ ،‬والمحك‪--‬وم‬
‫عليهم جنائيا ولو كان لهم نائب قانوني‪ ،‬طيلة مدة عدم أهليتهم(م‪ 316.‬ف‪ 3‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫أما قطع التقادم ‪ ،‬فيعني محو المدة المنقضية‪ ،‬وبداية تقادم جديد من نفس نوع التقادم الملغى فيما عدا‬
‫التقادم القصير السنوي الذي يترتب على انقطاعه‪ ،‬بدء تقادم طويل(م‪ 312.‬ف‪ 3‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫وأسباب انقطاع التقادم ال‪--‬تي ترج‪--‬ع لل‪--‬دائن‪ ،‬أوردته‪--‬ا الم‪--‬ادة ‪ 317‬ق‪.‬م‪ ،‬وهي مطالب‪--‬ة ال‪--‬دائن بحق‪--‬ه‪،‬‬
‫وتنبيه مدينه إلى وجوب التنفيذ‪ ،‬والحجز‪ ،‬أما السبب الذي يرجع للمدين‪ ،‬فيتمث‪--‬ل في إق‪--‬راره بال‪--‬دين(م‪.‬‬
‫‪ 318‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫أسباب انقطاع التقادم من جهة الدائن‪:‬‬
‫‪ - 1‬مطالبة الدائن لمدينه أمام القضاء ولو أمام محكمة غير مختصة‪ ،‬ولكن يشترط النقطاع التقادم لهذا‬
‫السبب أن تكون الدعوى مقبولة شكال‪ ،‬وأال يترك ال‪--‬دائن الخص‪--‬ومة‪ ،‬وأال يحكم بس‪--‬قوطها وإال اس‪--‬تمر‬
‫سريان التقادم‪.‬‬
‫وإذا صدر حكم نهائي في الدعوى بثبوت حق الدائن(المدعي)‪ ،‬بدأ تق‪-‬ادم جدي‪-‬د‪ .‬وإذا ص‪-‬در حكم في‬
‫الدعوى برفض طلب الدائن لعدم التأسيس‪ ،‬فليس هناك محل للتقادم‪.‬‬
‫‪ -2‬التنبيه‪ :‬هو إجراء يوجهه الدائن لمدينة يعذره فيه بوجوب آدائ‪--‬ه لل‪--‬دين في أج‪-‬ل معين إذا ك‪--‬ان بي‪--‬ده‬
‫سند تنفيذي(أمر‪ ،‬حكم‪ ،‬قرار‪ ،‬محرر رسمي)‪.‬‬
‫‪ -3‬الحجز سواء كان تنفيذيا أو تحفظيا‪ ،‬لتضمنه معنى المطالبة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ - 4‬كل إجراء قضائي يقوم به الدائن أثناء سير الدعوى إلثبات حقه‪ ،‬كتقديمه طلبا فرعيا‪ ،‬أو تدخله في‬
‫تفليسة المدين‪.‬‬
‫انقطاع التقادم من جهة المدين‪:‬‬
‫ينقطع التقادم إذا أقر المدين بالدين صراحة أو ضمنا‪ ،‬ك‪--‬أن يطلب من دائن‪--‬ه مهل‪--‬ة للوف‪--‬اء‪ ،‬أو تقس‪--‬يط‬
‫الدين‪ ،‬أو يقدم تأمينا أو كفيال ضمانا لهذا الدين(م‪ 318.‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫ويترتب على انقطاع التقادم كما جاء في تعريف‪--‬ه‪ ،‬مح‪--‬و الم‪--‬دة الس‪--‬ابقة على االنقط‪--‬اع‪ ،‬وبداي‪--‬ة م‪--‬دة‬
‫جديدة للتقادم‪ ،‬تسري من الوقت الذي ينتهي فيه أثر السبب الذي أدى إلى انقط‪--‬اع التق‪--‬ادم(م‪ 319.‬ق‪.‬م)‬
‫كحيازة الدائن للشيء المرهون أو تسليمه سند الدين‪.‬‬
‫‪ -4‬أثــر التقــادم المسقــط ‪:‬‬
‫يتمثل أثره كما يدل عليه اسمه في سقوط الح‪-‬ق وال‪--‬دعوى‪ ،‬أي ي‪--‬ؤدي التق‪--‬ادم إلى انقض‪--‬اء االل‪--‬تزام‪،‬‬
‫ولكن يتخلف عنه التزام طبيعي(م‪ 320.‬ق‪.‬م)‪(.‬راجع في االلتزام الطبيعي المواد ‪ 163-160‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫وال يجوز للمحكمة أن تقضي بالتقادم من تلقاء نفس‪--‬ها‪ ،‬وإنم‪--‬ا بن‪--‬اءا على طلب الم‪--‬دين أو دائني‪--‬ه عن‬
‫طريق الدعوى غير المباشرة‪ ،‬أو من كل شخص له مصلحة فيه(م‪ 321.‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪ ،‬كالخلف‪ ،‬والمدين‬
‫المتضامن‪ ،‬والكفيل‪ ،‬وحائز العقار المرهون‪.‬‬
‫ويج‪--‬وز التمس‪--‬ك بالتق‪--‬ادم في أي‪--‬ة مرحل‪--‬ة ك‪--‬انت عليه‪--‬ا ال‪--‬دعوى ول‪--‬و ألول م‪--‬رة أم‪--‬ام جه‪--‬ة‬
‫االستئناف(المجلس القضائي)(م‪ 321‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫وال يجوز للمدين التنازل عن التقادم قبل ثبوت حقه فيه(م‪ 322.‬ف‪ 1‬ق‪.‬م)‪ ،‬لكن يجوز ل‪--‬ه ذل‪--‬ك بع‪--‬د‬
‫ثبوت هذا الحق(م‪ 322.‬ف‪ 3‬ق‪.‬م)‪ ،‬غير أن هذا التنازل ال يكون ناف‪--‬ذا في ح‪--‬ق دائني‪--‬ه إذا ك‪--‬ان ض‪--‬ارا‬
‫بهم(م‪ 322.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫والتنازل عن التق‪--‬ادم يبقي االل‪--‬تزام قائم‪--‬ا‪ ،‬ويب‪--‬دأ ب‪--‬ه تق‪--‬ادم جدي‪--‬د‪ .‬وج‪--‬دير بال‪--‬ذكر أن ال‪--‬دعوى تس‪--‬قط‬
‫بالتقادم‪ ،‬لكن الدفع به ال يتقادم عمال بمبدأ أبدية الدفوع‪.‬‬
‫وال يجوز االتفاق على تعديل مدة التقادم (م‪ 322.‬ف‪ 2‬ق‪.‬م)‪ ،‬ألنها من النظام العام‪.‬‬

‫‪24‬‬
25

You might also like