You are on page 1of 12

‫اركان العقد وأثرها بالنسبة للمتعاقدين‬

‫‪ :‬مقدمة‬

‫المبحث االول ‪ :‬اركان العقد‬

‫المطب االول ‪ :‬التراضي و المحل‬

‫الفرع االول ‪ :‬التراضي‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المحل‬

‫المطب الثاني ‪ :‬السبب و الشكلية‬

‫الفرع االول ‪ :‬السبب‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الشكلية‬

‫‪ .‬المبحث الثاني ‪ :‬تأثير اركان العقد على المتعاقدين‬

‫المطب االول ‪ :‬في حالة استيفاء العقد لكل شروطه‬

‫المطب الثاني ‪ :‬في حالة تخلف شرط من شروط العقد‬

‫الفرع االول ‪ :‬حالة عدم توفر االهلية او وجود عيب في التراضي‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬حالة غياب شرط من شروط المحل‬

‫الفرع الثالث‪ :‬حالة غياب شرط السبب‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬حالة غياب الشكلية‬

‫الخاتمـــة‬

‫‪ :‬مقدمة‬

‫نظرا للقيمة البالغة التي يكتسيها العقد منذ أن يكون ايجابا الى القبول الى آخر مرحلة من مراحل تكوينه وهي افراغه في شكله‬
‫الرسمي ‪ ،‬من طرف الموظف المختص ‪ ،‬وكل مرحلة من هذه المراحل لها شروط يجب أن تتوفر حتى ينتج أثره على المتعاقدين‬
‫‪ .‬وعلى الغير‬

‫ولقيام العقد فمن الطبيعي ان يقوم على أركان اربع مثله مثل البناء الذي يبى على أساس صحيح ‪ ،‬احترمت فيه كل المقاييس و‬
‫المعايير ‪ ،‬ولما كان العقد كذلك ‪ ،‬كان لكل ركن من اركانه شروط وجب توفرها حتى ينتج أثره ‪ ،‬فهناك شروط بدونها يكون العقد‬
‫باطال والينتج أثاره و هناك شروط أخرى بدونها يكون باالمكان تصحيح العقد وذلك بتداركها ‪ ،‬ومنه فاننا نخلص لطرح االشكالية‬
‫‪ :‬التالية‬

‫‪ .‬ما موقف المشرع الجزائري من شروط ابرام العقد ‪ ،‬ومامدى تأثير كل شرط من شروط العقد على المتعاقدين ؟‬

‫المبحث االول ‪ :‬اركان العقد‬

‫المطلب االول ‪ :‬التراضي والمحل ‪ :‬من بين االركان االساسية في العقد والتي بغيابها يكون العقد باطال بطالنا مطلقا نذكر التراضي‬
‫‪ .‬و المحل ‪ ،‬وسنستعرضهما في فرعين منفصلين مع بيان تعريف وشروط كل منهما‬

‫الفرع االول ‪ :‬التراضي ‪ :‬التراضي هو تطابق االرادتين االيجاب و القبول حيث نصت المادة ‪ 59‬من القانون المدني ‪ ،‬على أنه "يتم‬
‫العقد بمجرد أن يتبادل الطرفان التعبير عن ارادتهما المتطابقتين دون االخالل بالنصوص القانونية" ‪ ،‬وحتى يكون التراضي صحيحا‬
‫يجب ان يكون صادرا من أشخاص يتمتعون باالهلية الكاملة أي أن يكونوا اشخاص أهل للتعاقد و أن تكون ارادتهما خالية من أي‬
‫‪ :‬عيب من عيوب االرادة وهي‬

‫‪ .‬أوال ‪ :‬الغلط ‪ :‬وهو وهم يقوم في ذهن المتعاقد يصور له أمر ا على غير حقيقته ويكون هو الدافع الى التعاقد‬

‫ثانيا ‪ :‬التدليس ‪ :‬هو استعمال طرق احتيالية بقصد ايقاع المتعاقد في غلط ‪ ،‬أي ايهامه بغير الحقيقة ودفع الى التعاقد بناء على هذا‬
‫‪ .‬الوهم‬

‫ثالثا ‪ :‬الغبن االستغاللي ‪ :‬هو التفاوت الكبير بين ما يعطيه أحد المتعاقدين وقيمة ما يحصل عليه نتيجة الستغالل المتعاقد االخر‬
‫طيشه البين او هواه‬

‫‪ .‬الجامح‬

‫رابعا ‪ :‬االكراه ‪ :‬هو رهبة تتولد في نفس االنسان نتيجة تهديده بايقاع اذى به او بغيره بدون حق اذا لم يبرم عقدا معينا ‪ ،‬فيحمله ذلك‬
‫‪ .‬على ابرام العقد‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المحل ‪ :‬المحل هو الشيئ او العمل المعقود عليه ‪ ،‬ففي عقد البيع مثال يتم التعاقد على البيع نظير الثمن فيكون الشيئ‬
‫المبيع او المحل و الثمن هو عوض المبيع و في عقد المقاولة يم التعاقد الى أن يضع المقاول شيئا او يقوم بعمل نظير اجر فكان هذا‬
‫‪ :‬العمل هو المحل و اجر هو عوض ذلك العمل ‪ ،‬لكي يكون المحل ركنا تاما من أركان العقد يجب ان تتوفر فيه شروط وهي‬

‫أوال ‪ :‬ان يكون موجودا او قابل للوجود ‪ :‬أي ان يكون محل التعاقد موجودا اثناء التعاقد او قابل للوجود مستقبال أي اليكون مستحيل‬
‫‪ .‬التحقق وقد نصت المادة ‪ 93‬من القانون المدني على أنه اذا كان محل االلتزام مستحيال في ذاته كان العقد باطال بطالنا مطلقا‬

‫ثانيا ‪ :‬ان يكون معينا او قابل للتعيين ‪ :‬وتعيين المحل ييسر على المتعاقدين معاينته و التاكد من قيمته فاذا كان المحل شيئ قيمي‬
‫وجب تعيينه بذاته ‪ ،‬وادا كان مثلى وجب تعيينه بجنسه و نوعه ومقداره كأن نقول قنطار من القمح االسترالي‬

‫‪ .‬عالي الجودة‬

‫ثالثا ‪ :‬ان يكون المحل مشروعا ‪ :‬ويكون المحل مشروعا اذا كان ال يتعارض مع أي نص من النصوص القانونية التي تمنع التعامل‬
‫به ‪ ،‬فيمنع مثال التعاقد على بيع المخدرات او الهواء في الجو او الطيور وهي حرة طليقة ‪ ،‬ويسمح التعامل في العقارات و المنقوالت‬
‫‪ .‬متى كانت ملكية خاصة اليتعارض التعامل فيها مع القانون ومنه فان المشروعية محددة بالقانون‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬السبب و الشكلية ‪ :‬نتطرق في هذا المطلب الى الركنين الباقين و هما سبب التعاقد و اعطاء العقد شكل رسمي يمكن‬
‫‪ .‬االحتجاج به‬

‫الفرع االول ‪ :‬السبب ‪ :‬سبب العقد هو الدافع او الباعث الذي حمل الشخص على قبول التعاقد ‪ ،‬والذي لواله لما ابرم العقد ‪ ،‬الذي‬
‫يشتري سيارة لالستعمال الشخصي او الغراض التجارة ‪ ،‬وحتى مصالح الضرائب تراعي سبب التعاقد فالذي يستأجر بيتا لغرض‬
‫السكن يعفى من دفع الرسوم النسبية والذي يستأجره لغرض تجاري فهو ملزم بدفع رسم نسبي أثناء تسجيل العقد بمفتشية الطابع و‬
‫‪ .‬التسجيل ‪ ،‬وللسبب شرط وحيد وهو أن يكون مشروعا ‪ ،‬فاذا كان سبب التعاقد غير مشروع كان العقد باطال بطالنا مطالقا‬

‫ويكون سبب العقد غير مشروع اذا كان مخالف لالداب العامة و النظام العام ‪ ،‬كما اذا كان الدافع و راء استئجار مسكن او استعماله‬
‫في كمكان للعب القمار او اخفاء االشياء المسروقة او الممنوعة فان سبب العقد في هذه الحاالت غير مشروع و بالتالي فالعقد باطل‬
‫بطالنا مطلقا وقد نصت المادة ‪ 97‬من القانون المدني على أنه " اذا التزام المتعاقد لسبب غير مشروع او لسبب مخالف للنظام العام‬
‫‪ .‬و االداب العامة كان العقد باطال‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الشكلية ‪ :‬تستدعي المصلحة العامة افراغ العقود في شكل معين وهذا بسبب التطور الذي بلغته الدولة في كافة الميادين‬
‫القتصادية واالجتماعية وغيرها وكما أن الشكلية تراعي المصلحة العامة وهي حسب النظرية الحديثة تضيق من سلطان االرادة‬
‫لفائدة الجماعة على حساب الفرد فهي تحمي المتعاقد كذلك ‪ ،‬فالمتعاقدان لما يتوجهان الى الموثق الجل اضفاء الرسمية على اتفاقهما‬
‫يقوم الموثق بوضع ما اتفقا عليه في الميزان ويستخرج من اتفاقهما كل ما هو مشروع و غير مشروع ويصحح ما أخطآ فيه و يذكر‬
‫ما اغفاله ويحاول اقامة التوازن بين طرفي التعاقد حتى ال يكون هناك غبن او استغالل و تكون اردتهما مشوبة باي عيب من عيوب‬
‫‪ .‬االرداة وبالتالي يكون العقد مرتبا اثاره على المتعاقدين و على الغير‬
‫وبهذا فالشكليه هي الوعاء الذي يحوي كل االركان دون االخالل باي ركن ‪ ،‬ففي عقد البيع مثال وبعد تسمية الهيئة المحررة للقعد و‬
‫تاريخه و فهرسه ياتي ذكر طرفي التعاقد ورضاهما على البيع و المحل بتعيينه الكامل وسبب التعاقد وأصل ملكيته والثمن والتكاليف‬
‫‪.‬و الشروط وغيرها كل هذه االركان و الشروط ما كانت للتتم و تكتب لوال الركن الرابع في العقد والذي يعرف بالشكلية‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تأثير شروط العقد على المتعاقدين ‪ :‬من المعرف ان اركان العقد لها شروط تقوم عليها وهي واجبة حتى تستقر‬
‫المعامالت ولدراسة تأثير هذه الشروط على استقرار العقود وجب تحليلها في مطلبين نخصص المطلب األول لحالة استيفاء العقد لكل‬
‫‪ .‬شروطه و ما ينتج عنها ونخصص المطلب الثاني لحالة تخلف شرط من شروط العقد و ماينتج عنها كذلك‬

‫المطلب االول ‪ :‬حالة استيفاء العقد لكل شروطه ‪ :‬اذا توفرت شروط العقد كاملة غير منقوصة فالتراضي كان صحيحا وكان طرفيه‬
‫متمتعين باهلية التعاقد أي أنهما كان كامال االهلية او كان أحدهما ناقص االهلية وأجاز وليه او وصيه التعاقد ‪ ،‬وكانت اردتهما معبر‬
‫عنها بالطرق المتعارف عليها في التعبير عن االرادة وكانت خالية من أي عيب من عيوب االرادة التي سبق ذكرها في المبحث‬
‫االول ‪ ،‬والمحل كان موجودا او قابال للوجود ‪ ،‬ومعينا او قابال للتعيين وكان طبقا للقانون مشروعا ‪ ،‬والباعث او الدافع للتعاقد كان‬
‫كذلك مشروعا و اليخل بالنظام العام و االداب العامة و تم افراغ كل هذه الشروط في قالب رسمي و امام الشخص المكلف بذلك‬
‫والذي هو الموثق عادة وتم في ذلك مراعاة التسجيل بمفتشية التسجيل و الطابع و اكملت اجراءات االشهار اذا كان محل التعاقد‬
‫عقارا او سفينه ‪ ،‬في هذه الحالة نقول ان العقد انتج اثاره بالنسبة للمتعاقدين وبالنسبة للغير و اصبح كل طرف من طرفي العقد ملزم‬
‫‪ .‬بتنفيذ التزاماته التي تعهد بها وأصبح يحوز القوة االلزامية في التنقيذ ‪ ،‬الن العقد شريعة المتعاقدين‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬حالة تخلف شرط من شروط العقد ‪ :‬قد يحدث ان يتفق متعاقدان على ابرام عقد معين ويكون كامل االركان مع ذلك‬
‫فقد ينقص شرط من الشروط المكونة ألركانه فيكون العقد باطال تارة وقابال للبطالن تارة أخرى أي يمكن تداركه وتصحيحه خاصة‬
‫‪ :‬اذا تعلق االمر بعيوب االرادة مثال ‪ ،‬ونستعرض في هذا المطلب اربعة فروع نخصص كل فرع لشروط ركن من االركان االربع‬

‫الفرع االول ‪ :‬حالة عدم توفر االهلية او وجود عيب من عيوب االرادة ‪ :‬ففي هذه الحالة اذا كان احد طرفي العقد عديم االهلية فالعقد‬
‫يكون باطال بطالنا مطلقا اما اذا كان احد المتعاقدين ناقص االهلية فنميز ثالث حاالت اولها اذا كان التصرف نافع نفعا محضا فالعقد‬
‫صحيح و اذا كان ضارا فالعقد باطل و اذا كان يدور بين النفع و الضرر فتدخل الولي او الوصي ضروري التمام العقد او ابطاله‬
‫هذا ما يتعلق باالهلية ‪ ،‬اما بالنسبة لعيوب االرادة وأولها الغلط فيكون العقد قابال للالبطال و بتدخل المتعاقد او من له مصلحة ‪،‬‬
‫‪ .‬وكذلك الحال بالنسبة للتدليس اما بالنسبة للغبن االستغاللي فيمكن تصحيح العقد باعادة التفاوت الى الحالة العادلة‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬حالة غياب شرط من شروط المحل ‪ :‬كما أسلفنا فان للمحل شروط يجب ان تتوفر ليتم الركن و جوده و شروط المحل‬
‫هي شروط أساسية بدونها يبطل العقد وهذا طبقا للمواد من ‪ 92‬الى ‪ 95‬من القانون المدني ‪ ،‬اال أنه في حالة نقص في التعيين سيما‬
‫مايتعلق بالجودة أي يكون المحل مثليا معينا بنوعه و جنسه ولكن لم تذكر الجودة فيكن االخذ بالنوع المتوسط وهذا طبقا للمادة ‪94‬‬
‫من القانون المدني ‪ ،‬اما اذا كان المحل غير موجودا او كان مستحيال او كان غير مشروعا او يمنع التعامل به كان العقد باطال ومتى‬
‫كان المضرور هو الصالح العام كان البطالن مالزما للعقد‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬حالة غياب شرط السبب ‪ :‬الشرط الوحيد في سبب التعاقد هو المشروعية أي يجب ن يكوم الدافع مشروعا وقد نصت‬
‫المادة ‪ 97‬من القانون المدني على أنه اذا التزم المتعاقد لسبب غير مشروع او لسبب مخالف للنظام العام او لالداب العامة كان العقد‬
‫‪.‬باطال " ومنه متى انعقد العقد لدافع او باعث غير مشروع كان منعدما وعديم االثر‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬حالة غياب الشكلية ‪ :‬يقصد بغياب الشكلية أي ان اليتم افراغ العقد في شكل رسمي وتكون ورقة مكتوبة ومحررة من‬
‫طرف الموظف المكلف بذلك يوقع عليها االطراف تستعمل لالثبات و تسهيال للمعامالت خاصة في عصرنا الحالي ‪ ،‬الذي يتسم‬
‫بالسرعة ‪ ،‬فال مجال أن يدعي شخص ملكيته لقطعة ارض و هو ال يحوز على عقد الملكية علما ان المادة ‪ 12‬من قانون التوثيق‬
‫‪ .‬تنص على بطالن أي عقد يكون غير رسمي‬

‫‪ :‬الخاتمة‬

‫في الختام ننوه بان المشرع الجزائري استعمل لفظ شروط العقد في تسميته للقسم الثاني من الفصل الثاني الذي يحمل عنوان العقد من‬
‫الكتاب الثاني الذي يحمل عنوان االلتزامات و العقود من القانون المدني الجزائري وخصه بـ ‪ 39‬مادة تناول فيها مختلف الشروط‬
‫الواجب توافرها ليكون العقد صحيحا منتج آلثاره على المتعاقدين ‪ ،‬وملزم لكل منهما بتنفيذ التزاماته التي التزم بها أثناء تحريره ‪،‬‬
‫واذا تخلف أي شرط من الشروط سيما ما تعلق بالمشروعية الخاصة بالمحل و السبب يكون العقد باطال بطالنا مطلقا بنص القانون ‪،‬‬
‫اما ركن الشكلية فلم يدرجه المشرع الجزائري بعد المحل و السبب بل ذكره في مواقع أخرى من القانون ‪ ،‬ونظرا الهمية كتابة العقد‬
‫في شكله الرسمي فعلى المشرع اظافة ركن الشكلية مباشرة بعد السبب وقبل القسم الخاص بالبطالن ‪ ،‬وعندها فقط يمكن أن يستعمل‬
‫‪.‬اركان العقد بدل شروط العقد‬

‫المصــــــادر‬

‫القرآن الكريم *‬

‫‪ :‬المراجع‬

‫‪ :‬أوال ‪ :‬الكتب‬

‫الدكتور بارش سليمان ـ مبدأ الشرعية في قانون العقوبات الجزائري ـ دار الهدى للطباعة و النشر والتوزيع ـ عين مليلة ‪1) ،‬‬
‫الجزائر ‪ ،‬سنة ‪2006‬‬

‫الدكتور عبد هللا سليمان ـ شرح قانون العقوبات الجزائري القسم العام ـ ديوان المطبوعات الجامعية ـ الجزائر ـ سنة ‪2) 1996‬‬

‫الدكتور عبد هللا اوهايبية ـ مطبوعة جامعية تمثل مجموعة محاضرات في شرح قانون العقوبات الجزائري القسم العام ـ جامعة )‪3‬‬
‫‪ .‬الجزائر ـ السنة الجامعية ‪2006-2005‬‬

‫الدكتور منصور رحماني ـ الوجيز في القانون الجنائي العام ‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع ـ عنابة ‪ ،‬الجزائر ـ سنة ‪4) 2006‬‬

‫ثانيا ‪ :‬النصوص القانونية‬

‫‪ .‬دستور الجزائر لسنة ‪1) 1996‬‬

‫األمر رقم ‪ 155 – 66‬المؤرخ في ‪ 08‬يونيو ‪ 1966‬المتضمن قانون االجراءات الجزائية المعدل و المتمم بالقانون رقم ‪2) -06‬‬
‫‪ 22 .‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪2006‬‬

‫األمر رقم ‪ 156 – 66‬المؤرخ في ‪ 08‬يونيو ‪ 1966‬المتضمن قانون العقوبات المعدل‬


‫تطبيق القانون من حيث المكان‬

‫خطـة البحث‬

‫المقدمة*‬

‫المبحث األول‪ :‬مبدأ إقليمية القوانين‬

‫المطلب األول ‪ :‬المقصود بمبدأ إقليمية القوانين‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أساس بمبدأ إقليمية القوانين‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مبدأ شخصية القوانين ومبدأ التطبيق العيني‬

‫المطلب األول‪ :‬المقصود بمبدأ شخصية القوانين‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أساس مبدأ شخصية القوانين‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مبدأ التطبيق العيني للقانون‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مجاالت تطبيق القانون في مبدأ ين‬

‫المطلب األول‪ :‬مدى سريان اإلقليمي للقانون الجزائري‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلستثناءات الواردة على مبدأ اإلقليمية‬

‫‪ :‬المـقـدمة‬

‫أمام إنتشار المدينة وازدياد العالقات بين األفراد في مختلف الدول ‪ ،‬ونظرا لتقدم وسائل المواصالت ‪ ،‬وما يترتب على ذلك من‬
‫إزدهار التجارة الدولية وإنتقال األفراد من دولة إلى أخرى بحيث يوجد على إقليم الدولة األجانب من رعايا الدول األخرى بجانب‬
‫مواطنيها‪ ،‬كما يوجد مواطنوها على اقاليم غيرها من الدول مما جعل العالم قرية صغيرة كما يقال‪ ،‬فإن سريان القاعدة القانونية من‬
‫‪:‬حيث المكان يثير هذين السؤالين‬

‫هل يطبق قانون الدولة في داخل إقليمها على كل من المقيمين فيها مواطنين كانوا أم أجانب؟‪-‬‬

‫أم هل أن قانون الدولة ينحصر بتطبيقه على مواطنيها أينما وجد ‪-‬‬

‫‪ :‬المبحث األول ‪ :‬مبدأ إقليمية القانونين‬

‫‪ :‬المطلب األول ‪ :‬المقصود بمبدأ اإلقليمية‬

‫يقصد بهذا المبدأ سريان القاعدة القانونية على كل ما يقع داخل الدولة وعلى كل األشخاص الموجودين فيه‪ ،‬فيخضع لحكم هذه القاعدة‬
‫كل من المواطن واألجنبي‬

‫ويقابل كل هذا المعنى عدم سريان هذه القاعدة القانونية في خارج حدود الدولة فإذا قلنا مثال أن القانون الجزائري إقليمي التطبيق فإنه‬
‫‪ :‬يترتب ذلك على مايلي‬

‫‪ .‬أ‌‪ -‬أنه دون سواه يسري على كل ما يقع في اإلقليم الجزائري‪ ،‬وعلى كل األشخاص الموجودين فيه بغض النظر عن جنسياتهم‬

‫‪ .‬ب‌‪ -‬أنه ال يمتد إلى خارج اإلقليم الجزائري‪ ،‬حتى ولو تعلق األمر بالجزائريين فإنهم يخضعون لقانون الدولة التي يقيمون فيها‬

‫‪ :‬المطلب الثاني ‪ :‬أساس مبدأ اإلقليمية‬


‫يسند مبدأ السريان اإلقليمي للقاعدة القانونية إلى فكرة سيادة الدولة على إقليمها‪ ،‬مما يعد معه تطبيق تشريعات الدول األخرى على ما‬
‫يقع في إقليمها إعتداء على سيادتها‪ ،‬لذا يعتبر تطبيق قانون الدولة في إقليمها على كل األشخاص الموجودين فيه من أهم مظاهر‬
‫السيادة‪ ،‬وعليه فإن للدولة أن تفرض النظام الذي تريده على جميع القاطنين في إقليمها ويعتبر حق الدولة في السيادة على إقليمها‬
‫‪ .‬نتيجة طبيعية لوجودها‪ ،‬فالدولة ال يكون لها وجود إال على إقليم معين‪ ،‬واإلقليم هو أحد أركان الدولة‪ ،‬وهو مكان وجودها‬

‫‪ :‬المبحث الثاني ‪ :‬مبدأ شخصية القوانين‬

‫‪ :‬المطلب األول ‪ :‬المقصود بمبدأ الشخصية‬

‫يقصد بهذا المبدأ سريان القاعدة القانونية على األشخاص المنتمين إلى الدولة‪ ،‬سواء كانوا موجودين على إقليمها أم كانوا مقيمين في‬
‫خارج هذا اإلقليم‪ ،‬وعدم سريان هذه القاعدة على المنتمين للدول األخرى حتى ولو كانوا مقيمين في إقليمها‪ ،‬فإذا قلنا مثال أن القانون‬
‫‪ :‬الجزائري شخصي التطبيق فمعنى ذلك مايلي‬

‫‪ .‬أ‪ -‬أنه يطبق على الجزائريين ولو وجدوا خارج اإلقليم الجزائري‬

‫‪ .‬ت‌‪ -‬أنه يسري على األجانب ولو وجدوا بالجزائر‬

‫‪ :‬المطلب الثاني ‪ :‬أساس مبدأ الشخصية‬

‫يقوم مبدأ السريان الشخصي للقاعدة القانونية على أساس ما للدولة من سيادة على رعاياها أينما وجدوا‪،‬وذلك نظرا للعالقة التي‬
‫تربطهم بها‪ ،‬وهي عالقة ال تتقيد بمكان معين‪ ،‬بل تتسع لتشمل جميع األمكنة التي توجد بها أحد من رعاياها‪ ،‬فهؤالء الرعايا هم‬
‫الذين وضعت التشريعات من أجلهم ومن ثم يجب أن يخضعوا لها حيثما وجدوا‪ ،‬ويعتبر حق الدولة في السيادة على رعاياها نتيجة‬
‫طبيعية لكون هؤالء الرعايا يمثلون عنصر الشعب في الدولة التي ال تقوم لها قائمة بغيره فالدولة كيان بشري وليست مجرد كيان‬
‫‪ .‬إقليمي‬

‫‪ :‬المطلب الثالث‪ :‬مبدأ التطبيق العيني للقانون‬

‫يقضي هذا المبدأ بسريان القانون الوطني على األشخاص أو األفعال خارج إقليم الدولة‬

‫سواء كان مرتكبوها وطنيين أو أجانب‪ ،‬وذلك بالنظر إلى نوع الجريمة لهذا يسمى هذا المبدأ بالتطبيق العيني للقانون إذا أخذ بعين‬
‫اإلعتبار جنسية األشخاص مرتكبي الجريمة‪ ،‬بل يأخذ فقط بعين اإلعتبار نوعا معينا من الجرائم‪ ،‬فإذا كانت الجرائم تخل بأمن الدولة‬
‫واقتصادها‪ ،‬كجرائم التزوير في النقود واألوراق الرسمية فيطبق القانون الوطني بصددها ويعد هذا المبدأ استثناءا من مبدأ إقليمية‬
‫القوانين ألن الجريمة ترتكب في الخارج ولكن يطبق عليها قانون البلد المتضرر أو الذي كان من الممكن أن يتضرر منها‪ ،‬ويعد‬
‫‪ .‬أيضا إستثناءا من مبدأ شخصية القوانين إذ يطبق قانون الدولة المتضررة على المجرم سواءا كان أجنبيا أو وطنيا‬

‫‪ :‬المبحث الثالث ‪ :‬مجاالت تطبق القانون في المبدأين‬

‫‪ :‬المطلب األول ‪ :‬مدى السريان اإلقليمي للقانون الجزائري‬

‫‪:‬األصل في القانون الجزائري هو سريانه إقليما‬

‫أكد تقين العقوبات الجزائري مبدأ السريان اإلقليمي بنص صريح هو ينص الفقرة األولى من المادة الثالثة منه‪ ،‬فطبقا لهذا النص فإن‬
‫تعينين العقوبات الجزائري يسري على كل الجرائم التي ترتكب في الجزائر بغض النظر عن جنسية مرتكبها جزائريا كان أو أجنبيا‪،‬‬
‫وبصرف النظر عن جنسية المجني عليه وبصرف النظر أيضا عن طبيعة الجريمة‪ ،‬وبمفهوم المخالفة فإن هذا التقين ال يسري على‬
‫‪ .‬ما يرتكب من جرائم خارج اإلقليم الجزائري‪ ،‬وقد سار المشرع الجزائري بهذا المبدأ على ما يسير عليه سائر مشرعي دول العالم‬

‫‪ :‬ويجد مبدأ السريان اإلقليمي لقواعد تقنين العقوبات منطقة في سببين‬

‫أولهما نظري‪ :‬وهو أن القانون الجنائي بإعتباره أداة كل دولة في فرض سيادتها داخل إقليمها وتأمين الحقوق الجديرة بالحماية‪-‬‬
‫‪ .‬للمجتمع وأفراده‪ ،‬يعد أحد مظاهر سيادة الدولة على إقليمها‬
‫وثانيهما عملي‪ :‬وهو أن مكان وقوع الجريمة هو أنسب مكان لمحاكمة المتهم‪ ،‬بسبب توفر أدلة إثبات الجريمة فيه‪ ،‬كما أن إعتبارات‪-‬‬
‫تحقيق الردع العام تدعوا إلى صدور الحكم في مكان وقوع الجريمة كما أن مبدأ التطبيق اإلقليمي للقانون يستفاد من نص الفقرة‬
‫‪ .‬األولى من المادة الرابعة من التقنين المدني الجزائري‬

‫أضف إلى ذلك أن التقنين المدني هذا جاء بتطبيقات لمبدأ السريان اإلقليمي للقانون فيما يتعلق بالعالقات المشتملة على عنصر‬
‫‪ .‬أجنبي‪ ،‬منها مثال إخضاع الحيازة والملكية والحقوق العينية األخرى لقانون موقع العقار‪ ،‬وإخضاع شكل العقد لقانون بلد إبرام العقد‬

‫‪ :‬المطلب الثاني‪ :‬اإلستثناءات الواردة على مبدأ اإلقليمية‬

‫لو أخذنا بمبدأ اإلقليمية على إطالقه لما قام تنازع بين قوانين دول مختلفة إذ حينئذ تطبق كل دولة قانونها في إقليمها واليمتد سريان‬
‫هذا القانون إلى ألقاليم غيرها من الدول‪ ،‬غير أن هذا الفرض ال يمكن أن يتحقق في العالم اليوم إذ ال وجود لدولة تعيش في عزلة‬
‫‪ .‬عن الدول األخرى‪ ،‬بحيث ال يوجد على إقليمها غير مواطنيها وال يوجد أحد من مواطنيها على إقليم دولة أخرى‬

‫ولو أخذ بمبدأ الشخصية ألدى ذلك إلى تعارض مع ما للدولة من سيادة على إقليمها إذ يسمح هذا التطبيق لألجنبي بان يخالف القواعد‬
‫المتعلقة بالنظام العام واآلداب في الدولة التي يقيم فيها‪ ،‬مما يتعين معه أن يحتفظ بقانون الدولة بنطاق معين يطبق فيه دون غيره من‬
‫‪ .‬قوانين الدول األخرى‬

‫وتأسيا على ما تقدم‪ ،‬فقد تم األخذ بالمبدأين معا كل منهما في نطاق معين‪ ،‬فنشأ تنازع بين قوانين دول مختلفة‪،‬وإزاء التعارض‬
‫الحتمي بين مبدأي اإلقليمية والشخصية كان البد ألحدهما أن ينتصر‪ ،‬وما دامت الدولة ال تملك سلطة حقيقية إال على إقليمها فإن مبدأ‬
‫اإلقليمية هم الذي إنتصر على مبدأ الشخصية غير أن هذا اإلنتصار لم يكن حاسما نظرا لما قلنا من تقدم البشرية وإزدهار وسائل‬
‫المواصالت واإلتصال وقد أسفر ذلك عن بقاء مبدأ الشخصية ولو بصورة محتشمة إلى جانب مبدأ اإلقليمية‪ ،‬فأخذت تشريعات الدول‬
‫‪ .‬الحديثة بمبدأ إقليمية القانون كأصل‪ ،‬وجعلت من مبدأ السريان الشخصي للقانون إستثناء‪ ،‬وذلك هو مسلك القانون الجزائري‬

‫‪ :‬الخـاتـمة‬

‫وفي األخير يبقى القانون هو السيد سواء كان داخل الوطن أو خارجه ويبقى ساري المفعول على المواطنين أو األجانب أو األجانب‬
‫‪ .‬أو على الرعايا الجزائرين المتواجدين في الخارج‬

‫ولذلك للحفاظ على أمن وسيادة الدولة واألشخاص‬

‫‪ .‬ولضمان اإلستقرار واالطمئنانية لدى الجميع رغم إختالف المكان واألشخاص‬

‫المــراجع‬

‫محمد سعيد جعفور – مدخل إلى العلوم القانونية *‬

‫)وجيز في نظرية القانون(‬

‫دار األمل للطباعة والنشر المدينة الجديدة تيزي وزو ‪1998‬‬

‫فريدة محمدي – المدخل للعلوم القانونية *‬

‫‪ .‬الجزائر ‪) 2000‬نظرية القانون(‬


‫أوضحنا فيما سبق أن أركان العقد ثالث ‪ :‬الرضا ‪ ،‬المحل ‪ ،‬السبب حيث يعرف محل العقد بأنه عملية قانونية التي تراضى الطرفان‬
‫‪ .‬على تحقيقها حيث أن محل العقد هو المنشأ لمحل االلتزام الذي يلتزم بموجبه المدين بالقيام به لصالح الدائن‬

‫‪ :‬كما أن فكرة السبب ينبغي أن نفرق في هذا المقام بين سبب االلتزام و سبب العقد ‪ .‬و من خالل هنا يمكن طرح اإلشكالية التالية‬

‫ما مفهوم المحل و السبب ؟‬

‫‪ :‬و لإلجابة عن اإلشكالية اتبعنا الخطة التالية‬

‫المبحث األول ‪ :‬المحل‬

‫‪ .‬المطلب األول ‪ :‬تعريف المحل *‬

‫‪ .‬المطلب الثاني ‪ :‬شروط المحل *‬

‫الفرع األول‪ :‬أن يكون محل االلتزام ممكنا غير مستحيل *‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أن يكون المحل معينا أوقابال للتعيين *‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أن يكون المحل مشروعا *‬

‫‪ .‬المبحث الثاني ‪ :‬السبب‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف السبب *‬

‫‪ .‬المطلب الثاني ‪ :‬النظرية التقليدية في السبب *‬

‫‪ .‬الفرع األول ‪ :‬مضمون النظرية *‬

‫‪ .‬الفرع الثاني ‪ :‬نقد النظرية *‬

‫‪ .‬المطلب الثالث ‪ :‬النظرية الحديثة في السبب *‬

‫‪ .‬المطلب الرابع ‪:‬موقف المشرع الجزائري من ذلك *‬

‫‪.‬الخاتمة‬

‫‪ :‬المبحث األول ‪ :‬المحل‬

‫أوضحنا فيما سبق أن أركان العقد الثالث الرضا ‪ ،‬المحل و السبب ‪ ،‬و البد من توافرها حتى يقوم العقد ‪ ،‬وركن الرضا سبق دراسته‬
‫‪ ، .‬ونتناول فيما يلي الركن الثاني من العقد و هو المحل‬

‫‪ :‬المطلب األول ‪ :‬تعريف المحل‬

‫محل العقد لم يتضمن القانون المدني الجزائري تعريفا محدد لمحل االلتزام ‪ ،‬حيث أن محل االلتزام هو الذي ينشئه محل العقد الذي‬
‫هو العملية القانونية التي تراضى الطرفان على تحقيقها ( كالبيع ‪ ،‬اإليجار ‪ ،‬التأمين ) ‪ ،‬أما محل االلتزام فهو ما يتعهد به المدين في‬
‫مواجهة الدائن و هذا األداء قد يكون نقل حق عيني لصالح الدائن ‪ ،‬و قد يكون قيام بعمل معين أو االمتناع عن عمل بنقل حق عيني‬
‫لصالح الدائن ‪ ،‬وقد يكون قيام بعمل معين أو االمتناع عن عمل ومثال االلتزام بإعطاء نقل أو إنشاء حق عيني ‪ ،‬كالتزام البائع بنقل‬
‫‪ .‬حق عيني كحق الرهن أو حق االرتفاق‬
‫مثال االلتزام بعمل كالتزام ممثل بالقيام بتمثيل دور معين في تمثيلية معينة ‪ ،‬و التزام مهندس معماري بعمل تصميمات هندسية ‪-‬‬
‫لمستشفى و مثال االلتزام بامتناع عن العمل التزم ممثل بعدم التمثيل في فرقة أخرى و التزام تاجر بعدم مناقشة تاجر آخر ‪ ،‬و التزام‬
‫‪ .‬من يشتري قطعة أرض بعدم بناءه مصنع عليها‬

‫‪ :‬المطلب الثاني ‪ :‬شروط المحل‬

‫‪ :‬و يلزم في محل االلتزام توافر شروط معينة تضمنها المواد ‪ 96 ، 92‬من القانون المدني الجزائري و هذه الشروط هي‬

‫‪ .‬أن يكون محل االلتزام ممكنا غير مستحيل م ‪• 93‬‬

‫‪ .‬أن يكون معينا أو قابال للتعيين ‪ .‬م ‪• 94‬‬

‫‪.‬أن يكون الحل مشروعا ‪ ،‬أي غير مخالف للنظام للنظام العام و اآلداب م ‪• 96‬‬

‫أن يكون محل االلتزام ممكنا غير مستحيل ‪ :‬و يعني أن يكون محل االلتزام موجودا أن يكون شيء الذي يرد عليه الحق أو يتعلق ‪1-‬‬
‫به العمل موجودا وقت إبرام العقد ‪ ،‬يترتب على ذلك بطالن العقد بطالنا في خالة ما يتعاقد الطرفان على اعتبار أن هذا الشيء‬
‫موجود وقت العقد ‪ ،‬و يتبين أنه ملك قبل التعاقد ‪ ،‬كما في بيع منزل تبين أنه هلك قبل العقد بفعل صاعقة ‪ ،‬لكن إذا هلك الشيء محل‬
‫االلتزام بعد نشوء االلتزام ‪ ،‬فإن االلتزام ينشأ صحيحا و ينعقد العقد ‪ ،‬و إنما نكون في هذه الحالة بصدد استحالة تنفيذ االلتزام ‪،‬‬
‫بالتالي إذا كانت االستحالة هذه ليست راجعة لعمل المدين هو إنما لقوة قاهرة ‪ ،‬فإن العقد ينفسخ من تلقاء نفسه ‪ ،‬أما إذا كانت راجعة‬
‫‪ .‬إلى فعل المدين ‪ ،‬فإن االلتزام ال ينقضي و يلتزم بالتالي المدين بالتعويض‬

‫و يدخل ضمنه هذا الشرط إمكان وجود االلتزام ‪ ،‬أي ال يكون محل االلتزام مستحيال م ‪ 93‬ق‪.‬م‪.‬ج و االستحالة قد تكون مطلقة حيث‬
‫يعجز كل الناس على القيام بمحل االلتزام كأن يتعهد محام برفع استئناف عن حكم و اتضح أن ميعاد االستئناف قد انقضى ‪ ،‬و قد‬
‫‪ .‬تكون االستحالة نسبية ‪ ،‬أي بالنظر إلى شخص المدين ‪ ،‬كأن يتعهد أحد األشخاص برسم لوحة فنية و هو يجهل الرسم‬

‫كما يجوز أن يكون محل االلتزام مستقبال و هذا ما جاء في نص م ‪ 92‬ق‪.‬م‪.‬ج " يجوز أن يكون محل االلتزام مستقبال و محققا " إذا‬
‫أصبح باإلمكان بيع المحصوالت المستقبلية قبل أن تنضج ‪ ،‬سواء بثمن جزافا أو بسعر الوحدة ‪ ،‬و كذلك في حالة ما يشترط شخص‬
‫دار من شخص آخر لم يبدأ البناء فيها بعد ‪ ،‬فالدار هنا أمر مستقبل حيث يشترط القانون في جواز التعامل باألشياء المستقبلية أن‬
‫‪ .‬تكون محققة الوجود ‪،‬و إال اعتبر العقد باطال بطالنا مطلقا‬

‫و على الرغم من هذا إال أن القانون المدني الجزائري ‪ ،‬استثنى من قاعدة جواز التعامل باألموال المستقبلية التعامل في تركة إنسان ‪-‬‬
‫حي حتى و لو برضاه إال في األحوال المنصوص عليها في القانون ‪ ،‬وهذا ما يتضح في نص المادة ‪ " 92/02‬غير أن التعامل في‬
‫تركة إنسان على قيد الحياة باطل و لو كان برضاه إال في االحوال المنصوص عليها في القانون " ألن ذلك يعتبر مخالف لألداب‬
‫‪ .‬العامة‬

‫أن يكون المحل معينا أو قابال للتعيين ‪ :‬البد من توافر هذا الشرط أيا كانت صورته أو ما تفرضه طبيعة االشياء ‪ ،‬فإذا ورد ‪2-‬‬
‫االلتزام على شيء معين بالذات يجب ان تحدد ذاتية الشيء على وجه يميزها عن غيرها و يمنع اإلخالط بغيرهما فإذا كانت أغراضا‬
‫مثال يعين موقعها و تاريخ صنعها و لونها ‪ ،‬أما إذا ورد االلتزام على شيء معين بنوعه و صنفه و مقداره ‪ ،‬كأن يذكر مثال أنه‬
‫‪ .‬حبوب ‪ ،‬نوعه قمح ‪ ،‬مقداره ‪ 70‬قنطارا ‪ .‬و إال اعتبر العقد باطال بطالنا مطلقا ‪ .‬و هذا طبقا لنص المادة ‪ 01 /94‬ق‪.‬م‪.‬ج‬

‫و إذا كان الشيء محل االلتزام نقودا يجب تعيين مقداره ‪ ،‬يلتزم المدين بقدر عددها المذكور في العقد دون أن يكون الرتفاع قيمة ‪-‬‬
‫‪ .‬هذه النقود أو انخفاضها وقت الوفاء أي أثر وفقا لنص المادة ‪ 95‬ق‪.‬م‪.‬ج‬

‫أما إذا كان محل االلتزام عمال أو امتناعا عن عمل فيجب أن يكون هذا العمل االمتناع معينا ‪ ،‬أو قابال للتعيين ‪ ،‬فإذا تعهد مقاول‬
‫ببناء منزل ‪ ،‬فالبد تحديد أوصافه على األقل ‪ ،‬أو أن يكون قابال للتعيين من مالبسات على األقل ‪ ،‬أو أن يكون قابال للتعيين من‬
‫‪ .‬مالبسات التعاقد مثل إذا كان المحل بناء مدرسة أو مستشفى أو مصنع أو ما إلى ذلك‬

‫أن يكون مشروعا ‪ :‬تنص المادة ‪ 96‬ق‪.‬م‪.‬ج على أنه " إذا كان محل االلتزام مخالفا للنظام العام ‪ ،‬و اآلداب كان العقد باطال " و ‪3-‬‬
‫يتضح من هذا النص يلزم توافر شرط المشروعية في محل االلتزام ‪ ،‬بمعنى أن يكون سائغا قانونيا فإذا كان المحل غير مشروع ال‬
‫يقوم االلتزام و بطل العقد النتفاء محله‬
‫‪ .‬النظام العام و اآلداب ‪ :‬و مناط مشروعية محل االلتزام مشروعيتهم ‪ ،‬هو مخالفته للنظام العام و حسن اآلداب‬

‫‪ .‬و أساس النظام العام ‪ ،‬المصلحة العامة ‪ ،‬التي تتضمن المصلحة االجتماعية و السياسية و السياسية و األدبية و االقتصادية‬

‫و أساس حسن اآلداب هو الرأي العام ‪ ،‬و ما يتأثر به منه مثل العليا ‪ ،‬و مبادئ أخالقية و اجتماعية مبنية على الدين و العرف و‬
‫‪ .‬التقاليد‬

‫و من المعروف أن النظام العام و حسن اآلداب هما من األفكار المبنية و المتطورة و تختلف من مجتمع إلى آخر في نفس المجتمع *‬
‫‪ ،‬فهما يتأثران بالظروف السياسية و االقتصادية و االجتماعية و الخلقية ‪ ،‬ومن أبرز األمثلة على ذلك عقد التأمين على الحياة ‪ ،‬فقد‬
‫اعتبر في أول ظهوره مخالفا للنظام العام و اآلداب ‪ ،‬و في العصر الحديث نجده أكثر شيوعا و االسترقاق الذي أصبح مخالفا لآلداب‬
‫‪ . .‬و زواج المتعة الذي تجيزه المذاهب الشيعية و عدم جوازه في المذاهب السنية‬

‫أما عن تطبيقات فكرة النظام العام ‪ ،‬فهي متناثرة هنا و هناك‪ .‬جميع العالقات التي ينظمها القانون العام ‪ .‬جميع العالقات التي ترتبط‬
‫معها اإلنسان مع مجتمعه و مع األفراد و في نطاق القانون العام‪ .‬جميع العالقات التي ينظمها القانون العام تتعلق بالنظام العام و‬
‫بالتالي ال يجوز مخالفتها ‪ ،‬فبالنسبة لما يقرره القانون الدستوري من قواعد دستورية و حريات عامة تتعلق بالنظام العام ‪ ،‬كحق‬
‫الترشح و العمل و حرية التجارة و بالنسبة للقانون اإلداري فتعتبر كل قواعده المنظمة للوظيفة و تنظيم المرافق العامة و غير ذلك‬
‫من المسائل التي ينظمها هذا القانون من النظام العام ‪ ،‬و بالتالي كل اتفاق يخالف أحكام القانون الدستوري و اإلداري يعتبر باطال‬
‫بطالنا مطلقا لمخالفته للنظام العام ‪ .‬و كذلك القوانين المتعلقة بالضرائب أو تنظيم النقد أو تحديد سعر العملة ‪ ،‬وكذلك أحكام القانون‬
‫الجنائي ‪ ،‬يضاف إلى ذلك النظام القضائي من حيث تحديد االختصاص النوعي للمحاكم و طرق الطعن في الحكم إلى غير ذلك من‬
‫‪ .‬اإلجراءات‬

‫أما في نطاق روابط ال القانون الخاص ‪ ،‬فنجد أن غالبيتها تتلق بفكرة النظام العام و من ثم ال يجوز االتفاق بما يخالفها ‪ ،‬فالحالة ‪-‬‬
‫الشخصية لإلنسان من حيث الحالة المدنية له ‪ :‬اسمه و جنسيته و من حيث أهليته ‪ ،‬و عالقته بأسرته كلها تتعلق بالنظام العام ‪ ،‬فال‬
‫يجوز االتفاق على تعديل الجنسية أو التنازل عنها و كذلك االسم أو أحكام األهلية و أحكام األسرة فكل اتفاق يخالف ذلك يعتبر باطال‬
‫‪ .‬بطالنا مطلقا‬

‫أما تطبيقات اآلداب العامة فهي كثيرة من أمثلتها ‪ :‬العالقات الجنسية غير المشروعة فكل اتفاق على مواصلة عالقة أو إقامة عالقة‬
‫جنسية غير مشروعة يعتبر باطال بطالنا مطلقا كذلك فيما يتعلق ببيوت الدعارة ‪ ،‬فكل االتفاقات المتعلقة بالبيوت تعتبر باطلة‬
‫‪ .‬لمخالفتها لآلداب العامة ‪ ،‬وكذلك المقامرة‪ .‬و يستثنى منه الرهان الرياضي و السباق و ما شابه ذلك‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬السبب‬

‫‪.‬عالجنا فيما سبق من أركان العقد ‪ ،‬الرضاء و المحل نتناول ركن الثالث و األخير في العقد و هو السبب‬

‫‪ :‬المطلب األول ‪ :‬تعريف السبب‬

‫يقصد بعد أن نص المشرع الجزائري على الشروط الواجب توافرها في محل االلتزام في المواد ‪ 92‬إلى المادة ‪ 96‬ق‪.‬م تناول‬
‫السبب في المادتين ‪ 97‬و ‪ 981‬و هو الغرض الذي يقصد الملتزم الوصول إليه وراء رضائه التحمل بااللتزام ‪ ،‬ومعه آخر الغاية‬
‫التي يستهدف الملتزم تحقيقها نتيجة التزامه ‪ ،‬و في عقد البيع مثال البائع التحمل بااللتزام بنقل ملكية المبيع إلى المشتري و بتسليمه‬
‫‪ .‬إياه يهدف الحصول على الثمن رغبة منه في الحصول على المبيع و بالتالي يعتبر السبب عنصرا من عناصر اإلرادة ‪2‬‬

‫‪ :‬المطلب الثاني ‪ :‬النظرية التقليدية في السبب‬

‫ترجع فكرة السبب إلى القوانين الرومانية ‪ ،‬الذي يقصد به الغرض القريب المباشر ‪ ،‬دون النظر إلى غيره من األسباب البعيدة ‪،‬‬
‫حيث تصور فقهاء الرومان أن السبب في العقود الملتزمة لجانبين كالبيع ‪ ،‬التزام كل متعاقد بالنسبة إلى المتعاقد اآلخر ‪ ،‬فسبب التزام‬
‫البائع بتسليم المبيع هو التزام المشتري بدفع الثمن ‪ ،‬و سبب التزام المشتري بدفع الثمن هو التزام البائع بتسليم المبيع و انتقلت فكرة‬
‫السبب من الرومان إلى فقهاء القانون الكنسي ‪ ،‬حيث عمموها على كل العقود ‪ ،‬وتعمقوا فيها ‪ ،‬فجعلوا السبب يتعدى الغرض المباشر‬
‫الذي يسعى المتعاقد إلى تحقيقه الى الباعث الذي دفع المتعاقد الى التعاقد‪3.‬‬

‫‪:‬الفرع األول‪ :‬مضمون النظرية‬


‫‪ domat‬السبب في هذه النظرية هو الغرض المباشر المجرد الذي يريد المدين تحقيقه بالتزامه ‪ ،‬ولقد وضح الفقيه الفرنسي الكبير‬
‫أسس النظرية التقليدية في السبب في القرن ‪ 17‬م فاعتمد السبب التصدي و الغرض المباشر ‪ ،‬و أغفل الباعث الدافع ‪ ،‬فالعقد قد‬
‫‪ .‬يكون له دوافع متعددة ‪ ،‬أما التزام فليس له إال سبب واحد بالنسبة لنوع واحد من االلتزام‬

‫أ‪ -‬و في عقود المعاوضة ‪ :‬سبب التزام كل متعاقد هو التزام متعاقد اآلخر فنجد إنه في عقد البيع مثال ‪ ،‬سبب التزام البائع بنقل الملكية‬
‫و تسليم المبيع ‪ ،‬هو التزام المشتري بدفع الثمن ‪ ،‬و سبب االلتزام المشتري بدفع الثمن هو التزام البائع بنقل الملكية ‪ ،‬وينطبق هذا‬
‫‪.‬الحكم على كل العقود الملزمة للجانبين‬

‫ب‪ -‬العقود الملزمة لجانب واحد ‪ :‬يجب التمييز بين العود العينية و السبب فيها هو التسليم ( عقود القرض ‪ ،‬الوديعة ‪ ،‬العارية ‪ )...‬و‬
‫‪ .‬بين العقود الرضائية ( عقود الوعد بالبيع و اإليجار وسبب التزام هو تمام العقد الموعود به‬

‫‪ .‬ج‪ -‬و في عقود التبرع ‪ :‬كالهبة مثال بسبب هو االلتزام نية التبرع‬

‫‪ .‬د‪ -‬و في عقود التفضل ‪ :‬كالوكالة دون أجر أو الكفالة ‪ ،‬السبب هو إسداء خدمة للموكل أو للمدين‬

‫و على هذا األساس تميز النظرية التقليدية بين السبب المنشأ لاللتزام و السبب القصدي ال الباعث على التعاقد ‪ ،‬و أن السبب القصدي‬
‫عنصر موضوعي داخل في العقد ‪ ،‬وال يتغير بالنوع النوع واحد من العقود بحيث يخلف السبب في ألي نوع من العقود يؤدي إلى‬
‫‪ .‬بطالنها ‪،‬و هو األساس بينما الباعث أمر شخصي يتعلق بنوايا الملتزم و خارج العقد سواء كان مشروعا أو غير مشروع‬

‫و أخيرا يذهب أنصار النظرية التقليدية في السبب إلى أن السبب وفقا لهذه النظرية يجب أن تتوافر في شروط ثالثة و هي ‪ :‬أن يكون‬
‫‪ .‬موجودا – صحيحا و أن يكون مشروعا‬

‫‪ :‬الفرع الثاني ‪ :‬نقد النظرية‬

‫لعل من أهم االنتقادات التي وجهت لهذه النظرية ‪ ،‬أنها غير صحيحة و ال فائدة منها ‪ ،‬و غير منطقية يمكن االستغناء عنها و االكتفاء‬
‫بالمحل و الرضا ‪ ،‬و تظهر صحتها من استعراض السبب في الطوائف المختلفة للعقود ‪ ،‬أما أنها نظرية ال فائدة منها ‪ ،‬ذلك بأنه‬
‫يمكن الوصول إلى النتائج التي تهدف إليها بطرق أخرى ‪ ،‬طالما أن فكرة السبب يراد بها إبطال العقد إذا لم يكن االلتزام سبب أو‬
‫كان ذلك السبب غير مشروع‬

‫هذه النظرية عقيمة ال تضيف شيئا إلى الثورة القانون إذ تحدد السبب في أنواع العقود المختلفة تحديدات آليا ‪ .‬و تطلب فيه شروط ‪-‬‬
‫‪ .‬الثالثة ‪ ،‬و يمكن االستغناء عنها دون أي خسائر تلحق القانون‬

‫رغم االنتقادات العنيفة التي وجهت إلى النظرية إال أن الواقع غير ذلك ‪ ،‬فالقول باالرتباط في العقود الملزمة لجانبين هو بذاته ‪-‬‬
‫التسليم بفكرة السبب ‪ ،‬لذا ال يستغني عنه النظرية التقليد له في تلك العقود ‪ ،‬وكذلك عقود المعاوضة الملزمة لجانب واحد و يتضح‬
‫من خالل ما سبق أن هذه النظرية صحيحة و مقيدة ‪ ،‬إال أنها ال تتسع إلبطال التصرفات التي يرمي أصحابها إلى تحقيق أغراض‬
‫‪ .‬غير مشروعة ‪ ،‬إذا كانت هذه األغراض هي غير المباشرة و هذا ما قامت به النظرية الحديثة ‪ ،‬فأكملت النظرية التقليدية‬

‫‪ :‬المطلب الثالث ‪ :‬النظرية الحديثة في السبب‬

‫مؤدى النظرية التقليدية في السبب ‪ ،‬هو الوقوف عند الغرض المباشر األول الذي دفع المتعاقد إلى ارتضاء االلتزام الذي يتحمل به‬
‫بينما النظرية الحديثة في السبب على أساس الفكرة التي وضعناها فهي ال تقف منذ السبب القصدي ‪ ، ،‬بمعنى الغرض المباشر ‪،‬‬
‫ولكنها تدخل فيه الباعث الدافع إلى التعاقد كلما كان متصال بالمتعاقد اآلخر ‪ ،‬بمعنى أنه كان عالما به أو على األقل يستطيع أن يعلم‬
‫به ‪ ،‬فلو اشترى شخص منزال بغية إعداده للقمار ‪ ،‬و التزام بالتالي بدفع ثمنه ‪ ،‬فنحن نقصد الغرض الذي من أجله قبل أن يتحمل هذا‬
‫االلتزام ‪ ،‬وال شك أنه قصد الحصول على ملكية المبيع ‪ ،‬كغرض مباشر ‪ ،‬وهو غرض مشروع ‪،‬و لكن ال تقف عند هذا الغرض كما‬
‫تفعل النظرية التقليدية بل نتقص الغرض التي و تعتد به إذا كان دافعا للتعاقد ‪ ،‬وملحوظا عند إبرامه ‪ ،‬و في مثالنا نجد الغرض الثاني‬
‫الذي يستهدفه المشتري هو استعمال المنزل كناد للقمار ‪ ،‬و هو غرض يخالف النظام العام و حسن اآلداب ‪ ،‬وهكذا نستطيع ان نبطل‬
‫‪ .‬العقد‬

‫فليس كل باعث يدخل عنصرا في السبب دائما يلزم أن يكون هذا الباعث هو الدفع إلى التعاقد ‪ ،‬ومعنى ذلك أن يكون من األمور‬
‫الجوهرية التي أدت بالمتعاقد أن يتحمل بااللتزام ‪ ،‬و عالوة على ذلك ‪ ،‬يكون المتعاقد اآلخر و لم يكن في استطاعته العلم به ظل‬
‫غريبا عن العقد ‪ ،‬و لم يدخل عنصرا في تكوين السبب ‪ .‬ففي المثال السابق الخاص شراء منزل بغرض استعماله كناد لقمار ‪ ،‬ال‬
‫‪ .‬يدخل هذا الباعث عنصرا في السبب و يؤدي بالتالي إلى بطالن البيع إال إذا كان البائع عالما بذلك و كان يستطيع أن يعلم به‬

‫‪ :‬المطلب الرابع ‪ :‬موقف المشرع الجزائري من ذلك‬

‫و تفترض مشروعية السبب افتراضا ‪ ،‬و يعني هذا ‪ ،‬أن كل التزام في األصل يقوم على سبب مشروع ‪ ،‬إلى أن يقام الدليل على‬
‫عكس ذلك ‪ ،‬ومعنى أن القرينة التي وضعها المادة ‪ 98‬من ق‪.‬م‪.‬ج و التي تقرر بأن " كل التزام مفترض أن له سبب مشروعا ‪ ،‬ما لم‬
‫يقم الدليل على ذلك " تعتبر قرينة ضعيفة يجوز إثبات عكسها ‪ ،‬وعبء اإلثبات يقع على عاتق من يدعي عدم مشروعية السبب ‪،‬‬
‫وفي حالة ذكر السبب في العقد ‪ ،‬يعتبر هو السبب الحقيقي لالتفاق ‪ ،‬إال إذا قام الدليل على عكس ذلك ‪ ،‬و بهذا نقول الفقرة الثانية من‬
‫المادة ‪ 98‬من ق‪.‬م‪.‬ج " و يعتبر السبب المذكور في العقد هو السبب الحقيقي من يوم الدليل على ما يخالف ذلك " فإذا ثبتت صورته‬
‫السبب المذكور في العقد فعلى من يدعي أن لاللتزام سبب آخر مشروعا أن يقيم الدليل على ذلك ‪ ،‬و هذا ما قررته الفقرة ‪ 2‬من‬
‫المادة ‪ 98‬في الجزء الثاني منها على انه " إذا قام الدليل على صورته السبب فعلى من يدعيها أن لاللتزام سببا آخر مشروعا أن‬
‫‪ " .‬يثبت ما يدعيه‬

‫‪:‬الخاتمة‬

‫من خالل ما سبق يتضح لنا أن النحل و السبب ركنان من أركان العقد مثلهما مثل الرضا و يترتب على ذلك بطالن العقد بطالنا‬
‫‪ .‬مطلقا ‪ ،‬و في حالة عدم توافر هذين الركنين‬

You might also like