Professional Documents
Culture Documents
يعت بر االل تزام ج وهر الم ادة مح ل الدراس ة ،و يمكن أن يح دد المقص ود بق انون
االلتزامات بصور متعددة و مختلفة ،سواء من قبل القانونيين أو غيرهم ،فالبعض يعتبرون
أنهم خاضعين اللتزامات دينية ،اجتماعية ،مالية ،أخالقية ،سياسية ،دولية ،تج اه الدول ة
أو الغير أو أنفسهم ،وبذلك يتم الخلط بين االلتزام و الواجب (كالواجب تج اه ال وطن ) ،أي
بين األثر اإللزامي و األثر المعياري ( الذي يسند إلى قاعدة ما) ،أو بين االل تزام و التعه د
(التعهد األخالقي ،التعهد الشرفي) أي بين األثر اإللزامي و األثر اإلرادي (الذي يستند إلى
اإلرادة).
و يستخدم مصطلح "االلتزام" بالنسبة لرجل القانون في مجاالت متعددة ،فهن اك التزام ات
بين الزوجين ،تنشأ عن الروابط الزوجية ،االل تزام ب احترام ق انون الم رور والق انون الجن ائي
عموما ،االلتزام بالتصريح الضريبي...الخ ،فالمصطلح ليس مقتصرا على ق انون االلتزام ات .
ومع ذلك فإن جملة هذه "االلتزامات" ال تتوافق مع مفهوم االلتزام بالمعنى الذي يتضمنه ق انون
االلتزام ات ،إنم ا تعكس ح يز معت بر من الواجب ات و المتطلب ات ال تي تش كل أساس ا للحي اة
االجتماعية ،وفي الواقع يستخدم مصطلح "االلتزام " في قانون االلتزامات بمعنى ج د ض يق ،
فيعرف االلتزام بأن ه رابط ة أو عالق ة قانوني ة بين شخص ين ،بموجبه ا يل تزم ش خص يس مى
الم دين ب أن يق دم لش خص آخ ر يس مى ال دائن إم ا أداء معين أو متن اع عن أداء ،فال دائن ه و
الشخص ال ذي نل تزم بفع ل ش يء معين لص الحه ،فه و المس تفيد من ال دين (الدائني ة) و يتمت ع
بإمكانية المتابع ة أم ام القض اء ،أم ا الم دين فه و من يل تزم بفع ل ش يء ويك ون ملزم ا بال دين
(المديونية) و يمكن متابعته قضائيا ،فااللتزام يجسد فك رتين ،فمن جه ة هن اك المديوني ة ال تي
يلتزم بموجبها الم دين ،ومن جه ة أخ رى توج د الدائني ة ال تي يس تفيد منه ا ال دائن ويتمكن من
خاللها بمطالبة الم دين بالتنفي ذ ،و به ذا ينش ئ االل تزام رابط ة قانوني ة بين شخص ين أو ع دة
أشخاص.
النص رقم 02
/1بداية يعتبر االلتزام " حق شخصي " إذ أن له طابعا شخصيا ،وهذا ما يفسر تسمية حق
الدائن تجاه مدينه بالحق الشخصي أو حق الدائنية ،و ما ذلك إال تحديد للرابطة القانونية
الموجودة بين شخصين ،و التي بموجبها يكون ألحدهما ( الدائن) أن يطالب اآلخر (المدين)
بشيء معين .وبذلك يتميز حق الدائنية أو الحق الشخصي عن الحق العيني الذي يمنح للشخص
حقا يمكن االحتجاج به في مواجهة الكافة ،و تتم ممارسة هذا الحق مباشرة على الشيء دون
الحاجة لوساطة الشخص ،و هو الحال بالنسبة لحق الملكية و حق االرتفاق و االنتفاع وحق
الرهن الرسمي.
/2بعد ذلك االلتزام رابطة قانونية إجبارية أو إلزامية ،إذ يتميز بالطابع اإلجباري حيث يفرض
على الشخص فيكون ملزما بتنفيذه تحت طائلة تطبيق الجزاءات المدني ة ،وب ذلك يمنح االل تزام
الم دني لل دائن الح ق في مطالب ة مدين ه بتنفي ذ م ا ال تزم ب ه ،و عن د الحاج ة
يمكن اللج وء الى الق وة العمومي ة (ويقص د به ا إج راءات أو ت دابير التنفي ذ الج بري) ،إلجب ار
المدين على التنفيذ .وعلى العكس من ذلك يشكل االلتزام الطبيعي مج رد واجب أخالقي أو أن ه
ما يفرضه الضمير اإلنساني ،في دفع الف رد للقي ام ب أداء معين دون أن يك ون ملزم ا ب ذلك ،ولم
يغفل القانون المدني هذا االلتزام بل تناوله ضمن أحكامه .وبخالف االلتزامات المدنية ال يخول
االلتزام الطبيعي للدائن أية وسيلة لإلجبار ،فال يستطيع مطالبة المدين بالتنفيذ وال أن يطلب منه
ضمانة أو تأمينا .و مع ذلك إذا كان المدين قد شرع إراديا في تنفيذ االلتزام الطبيعي فال يمكن ه
التراجع عن ذلك لفوات األوان (يتحول االلتزام الطبيعي إلى التزام مدني).
/3أخيرا لاللتزام طابع مالي ،فااللتزام من منظور ق انوني يحم ل طابع ا مالي ا ،وبه ذا المع نى
يمكن تقييم ه ب النقود فيش كل عنص را في الذم ة المالي ة للش خص ،و له ذا الس بب تم تص نيف
االلتزامات ضمن فئة الحقوق المالي ة ( وذل ك إلى ج انب الحق وق غ ير المالي ة و أبرزه ا مثال
حقوق الشخصية كالحق في الحياة و حماية الشرف ،احترام الحياة الخاص ة).و الحق وق المالي ة
حقوق يمكن أن تنتقل بين األحياء (بموجب حوالة الدين) أو بسبب الموت.
النص رقم 03
يمكن أن ن برز كم ا ن رى ثالث ة أن واع من التص نيفات :فنم يز بين االلتزام ات بحس ب
مصادرها ،االلتزامات بحسب محلها ،االلتزامات بحسب قوتها.
ويقصد به التعبير عن اإلرادة الذي تترتب عنه آثار قانونية ،فنحن نلتزم بشيء ما ،نش تري
الخبز ،نأخذ السيارة إلى صاحب المرأب ،نريد بن اء مص نع ،إذن يوج د تعب ير عن اإلرادة بين
عدة أشخاص ،وهذا التعبير عن اإلرادة يشكل تص رفا قانوني ا إذا ك ان من ش أنه أن ي ؤدي إلى
ترتيب آثار قانونية.
الواقعة القانونية ح دث يمكن أن ت ترتب عن ه آث ار قانوني ة ،فس ائق المركب ة المته ور ال ذي
يصدم أحد المشاة يكون قد ارتكب حادث س ير ،وه و ح دث ،و ه ذا الح دث ت ترتب عن ه آث ارا
قانونية.
ويميز القانون المدني بين خمس ة مص ادر لاللتزام ات :العق د ،ش به العق د ،الجريم ة ،ش به
الجريمة ،القانون.
.1العقود :و باالستناد إلى (المادة )54من القانون المدني الجزائ ري هي اتفاق ات ( تص رفات
أو أعمال إرادية) يلتزم بموجبها شخص تجاه ش خص آخ ر بإعط اء أو منح ،فع ل ش يء م ا أو
االمتناع عن فعله.
.2شبه -العقد :و هي وقائع أو أفعال إرادية ومشروعة تترتب عنها آث ار قانوني ة لم تتج ه إرادة
األطراف إلحداثها.
.4شبه الجريمة :وهي أفعال غير مشروعة لكنها غير عمدية تنتج عن التهور و الرعونة.
.5القانون :يمكن أن يفرض القانون التزامات بش كل مس تقل عن اإلرادة الشخص ية (إلتزام ات
األوصياء ،إلتزامات الجوار ،اإللتزامات األبوية).
النص رقم 04
تقضي (الم ادة )54من الق انون الم دني الجزائ ري (الق انون رقم 05الم ؤرخ في 05
جوان )2005ب " :العقد اتفاق يلتزم بموجبه شخص أو عدة أشخاص تجاه ش خص أو
عدة أشخاص اخرين بمنح أو فعل أو عدم فعل شيء ما ".و عليه يعتبر توافق اإلرادتين
عقدا إذا اقترن بنية إنشاء التزام قانوني ،بينم ا ال يش كل ك ل تواف ق إرادتين بالض رورة
عقدا.
/1العقود الملزمة لجانبين و العقود الملزمة لجانب واحد:
العقد الملزم لجانبين ه و عق د يل تزم بموجب ه ك ل ط رف ب التزام معين في مواجه ة
الطرف اآلخر ،فالتزامات األطراف تكون متقابلة و مترابطة فيما بينها ،ومثال ذل ك في
عقد البيع حيث يقع االلتزام على عاتق البائع بنقل ملكية الشيء للمشتري مقاب ل ال تزام
المشتري بدفع الثمن.أما في العقد الملزم لج انب واح د فيك ون أح د المتعاق دين فق ط من
يتحمل التزامات في مواجهة الطرف اآلخر ،و مثال ذلك عقد الهبة حيث ال ال تزام على
الموهوب له في مواجهة الواهب.
/2عقود المعاوضة و عقود التبرع:
عقود المعاوضة هي تلك العقود التي يلتزم بموجبها كل طرف بمنح أو تحقيق منفعة
أو فائدة للطرف اآلخر ،في حين أن عقد التبرع يس مح باس تفادة أح د الط رفين فق ط من
منفعة مجانية بحتة.
و االختالف بين هذه الفئ ة من العق ود (عق ود المعاوض ة و عق ود الت برع ) و الفئ ة
السابقة (العقود الملزمة لجانبين و العقود الملزمة لجانب واحد) يبقى غ ير واض ح ،ف إن
كان من الثابت أن جميع العقود الملزمة لجانبين هي عقود معاوض ة ،ففي المقاب ل يمكن
أن توجد عقود ملزمة لجانب واحد و بعوض في الوقت نفس ه ،ففي عق د الق رض بفائ دة
يقع االلتزام على عاتق المقترض فقط ،إال أن المقرض من يحصل على الفوائد.
يقتضي تكوين العقد أو قيامه توفر عدة شروط وهي :التراضي ،المحل ،السبب.
/1تراضي المتعاقدين:
تنص (المادة )59من القانون المدني الجزائري على المبدأ " :يتم العق د بمج رد أن
يتبادل الطرفان التعبير عن إرادتيهما المتطابقتين دون اإلخالل بالنصوص القانونية".
و عليه يكفي عموما لقيام العقد مجرد تبادل تراضي الطرفين ،إال إذا اقتضى القانون
شرطا شكليا خاصا لقيامه ،فاإلرادات المعبر عنها أو الصادرة عن األطراف البد و أن
تكون متوافقة حتى تؤدي إلى إنشاء اتفاق حقيقي.
/2المحل:
محل العق د ه و إنش اء أو تع ديل الحق وق أو االلتزام ات ،و علي ه يك ون مح ل عق د
االيجار هو ضمان انتفاع المستأجر بالعين المؤجرة ،و بص ورة أخ رى أو على العم وم
يكون مح ل العق د ه و األداء المس تحق على الم دين ،و يمكن الق ول أن دالل ة مص طلح
"المحل" ال تقتصر على األشياء المادية فقط.
/3السبب:
يتوافق سبب االلتزام مع التعريف االتي ":السبب هو الهدف الفوري و المباشر الذي
يريد المدين الوصول إليه.
لماذا يلتزم الشخص و ماهي الفائدة من ذلك؟
ال تبرز أهمية اإلجاب ة على ه ذا الس ؤال أو ال يمكن إدراك و فهم اإلجاب ة على ه ذا
السؤال إال بالنظر إلى عقود المعاوضة (أي يكون سبب التزام المتعاقد هو العوض الذي
يتلقاه من الطرف اآلخر)،ذلك أنه في عقود التبرع يكون التزام المدين قائم ا أو يرض ى
المدين بااللتزام دون أن يقابل ه ال تزام بالنس بة للط رف اآلخ ر (في عق ود الت برع يث ور
االشكال حول تحديد سبب االلتزام و هناك من يرى ب أن س بب االل تزام في ه ذه الحال ة
هو نية التبرع)،أما في العقود الملزمة لج انبين فس بب ال تزام أح د الط رفين ليس س وى
التزام الطرف اآلخر.
و يش ترط الق انون فض ال عن م ا س بق ،أن يك ون الس بب مش روعا و أخالقي أي
متوافق مع النظام العام و اآلداب العامة وفقا لما نصت عليه (المادة /97الفق رة األولى)
. من القانون المدني الجزائري.