You are on page 1of 83

‫وزارة التعليم العلمي والبحث العلمي‬

‫جامعة الجياللي بونعامة بخميس مليانة‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫دور الرقمنة في تحسين الخدمة العمومية‬

‫مذكرة لنيل شهادة الماستر‬


‫تخصص ‪ :‬قانون إداري‬

‫إعـداد ‪ :‬الطالبين‪ * :‬رودالي ياسين‬


‫* داود محمد األمين‬
‫إشراف‪ :‬نوال معزوزي‬

‫لجنة المناقشة من ‪:‬‬

‫أ ‪ /‬األستاذة ‪:‬ايت عبد المالك نادية‪.................................‬رئيسا‬


‫ب‪ /‬األستاذة‪ :‬معزوزي نوال‪......................................‬مشرفا ومقر ار‬
‫ج‪ /‬األستاذ‪ :‬لوناوسي زاكي‪ .......................................‬عضوا مناقشا‬

‫الموسم الجامعي‪0200/0202:‬‬
‫شك ـ ـ ـ ــر‬
‫الحمد هلل أوال وأخرا وظاهرا وباطنا كما يحب ربنا يرضى‬

‫اللهم لك الحمد حتى ترضى و لك الحمد إن رضيت و لك الحمد بعد الرضا‬

‫نشكر اهلل تعالى ونحمده على أن وفقنا وأعاننا في انجاز هذا العمل‬

‫ومن باب قوله صلى اهلل عليه وسلم ‪ ”:‬من ال يشكر الناس ال يشكر اهلل ”‬
‫وانطالقـا من العرفـان بالجميل فـإنه ال يسعني إال أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى األستاذة‬
‫المشرفة‪ ».‬معزوزي نوال » على قبولها اإلشراف على هذه المذكرة وعلى‬

‫توجيهاتها القيمة‪.‬‬

‫نوجه شكرنا أيضا إلى موظفي إدارة جامعة الجياللي بونعامة على تقديم يد العون لي‪.‬‬

‫وكل األساتذة الذين ساعدونا‪.‬‬

‫وكذلك نوجه الشكر الجزيل لي موظفي مؤسسة باتيميتال‪.‬‬


‫اإلهداء‬
‫بسم اهلل الرحمان الرحيم‬

‫أهدي هذا العمل إلى أتقى وأقوى حب أحس به قـلبي‪ ،‬إلى التي سهرت الليالي من أجلي‪ ،‬إلى‬
‫السند المتين في حياتي‪ ،‬إلى من منحتني وتمنحني من غير أن تسألني عطاء‪ ،‬إلى زهرة الحب‬
‫والحنان إلى الغالية الحبيبة أمي أطال اهلل في عمرها‪.‬‬

‫إلى من تحمل مشاق الدنيا وعنائها من أجل أن أعيش محترم ومعزز ومكرم إلى من علمني‬
‫وشجعني كثيرا حتى كبرى ومنحني بكل ما لديه من أجلي إلى أبي العزيز الغالـي‪.‬‬

‫إلى إخوتي وأخواتي حفظهم اهلل‪.‬‬

‫إلى األستاذة المشرفة التي كان لها الدور الفعال والفضل على مساعدتي في إنجاز هذا العمل‬
‫األستاذة " معزوزي نوال "‬

‫كما أهدي ثمرة جهدي هذه إلى كل أصديقـائي‪.‬‬

‫إلى كل من عرفني من قريب ومن بعيد‪ ،‬وإن لم تسعهم مذكرتي ففي القـلب لهم مكان‪.‬‬

‫ياسين‬
‫اإلهداء‬
‫الحمد هلل الذي هدانا بهذا وما كنا لنهتدي لوال هدانا اهلل ‪ ،‬اللهم لك الحمد‬

‫أهدي ثمرة جهدي و عملي هذا‬

‫إلى التي جعل اهلل الجنة تحت أقدامها‪ ،‬ريحانة حياتي و بهجتها التي غمرتني بعطفها و حنانها‪،‬‬
‫أنارت لي درب حياتي و كانت لي عونا‪ ،‬سر نجاحي و توفيقي بعد اهلل أمي حفظها اهلل و أطال‬
‫في عمرها‪.‬‬

‫إلى من علمني و لقنني أولى أبجديات الحياة‪ ،‬إلى أبي أطال في عمره‪.‬‬

‫إلى األستاذة المشرفة التي كان لها الدور الفعال والفضل على مساعدتي في إنجاز هذا العمل‬
‫األستاذة " معزوزي نوال "‬

‫كما أهدي ثمرة جهدي هذه إلى إخوتي وأخواتي حفظهم اهلل‪.‬‬

‫وإلى كل زمالئي وزميالتي‪.‬‬

‫إلى كل من عرفني من قريب ومن بعيد‪ ،‬وإن لم تسعهم مذكرتي ففي القـلب لهم مكان‪.‬‬
‫ادامكم اهلل و حفظكم في رعايته‬

‫محمد األمين‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تطور تشهد العديد من الدول في العالم على إختالفها تطور الكبير في تقنيات الحاسبات‬
‫والبرمجيات واالتصاالت‪ ،‬باعتبارها فضاء واسع تسعى من خالله الدول عبر وسائل تكنولوجية حديثة‪،‬‬
‫بعد ظهور الشبكات بمختلف أنواعها وآفاقه الواسعة‪ ،‬إلى رفع وتحسين الخدمة العمومية تماشيا مع‬
‫التحوالت والتطورات االقتصادية الجديدة في العالم‪ ،‬إال أن هذا التوجه السريع نحو رقمنة الخدمة‬
‫العمومية في العديد من الدول المتقدمة أو تلك التي مازالت في طريق النمو‪ ،‬يرجع إلى مدى استعداد‬
‫األجهزة الحكومية لتبني هذه األنظمة التكنولوجية الحديثة التي تتفاوت درجة نجاحها من دولة إلى‬
‫أخرى‪ ،‬ونتيجة المتطلبات المادية واإلدارية والبشرية والتقنية وخاصة األمنية‪ ،‬والتي تعمل بدورها لتوفير‬
‫االحتياجات المتزايدة للمواطن ذات جودة وسرعة وكفاءة األداء في الخدمة العمومية‪ ،‬الذي أصبح محل‬
‫ضغط لحكومات كثيرة إلزدياد عدده وارتفاع مستوى معيشته وتغيير نمط حياته ووعيه الثقافي‬
‫المستمر‪ ،‬وبالتالي إن تطبيق نظام الرقمنة في تحسين وتطوير األداء الفعلي للخدمة العمومية له‬
‫مبررات سياسية واجتماعية تتوقف على مدى استعداد حكومات هذه الدول وكيفية تطبيقها الفعلي‪.‬‬

‫إن التجربة الجزائرية على غرار العديد من الدول من خالل تطبيقها نظام الرقمنة لتحسين‬
‫الخدمة العمومية كنموذج على قطاع العدالة‪ ،‬مع إمكانية تحليل وتقييم مدى نجاحه في ترقية هذا‬
‫القطاع مقارنة مع القطاعات األخرى‪.‬‬

‫ويكتسي موضوع الرقمنة أهمية كبيرة‪ ،‬كونه ليس مجرد انتقال من نظام تقليدي روتيني بطئ إلى‬
‫نظام عصري حديث قائم على التكنولوجيا المتطورة‪ ،‬أو توفير أجهزة ومعدات حديثة وبرامج مختلفة‪،‬‬
‫دون النظر إلى اعتبارات ما أدخلت من اجله هذه التكنولوجيا‪ ،‬ولهذا فأهمية الدراسة تكمن االهتمام‬
‫العالمي الكبير لموضوع الرقمنة في القرنين االخيرين والتطورات السريعة لتكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت أو ما يعرف باالنفجار التكنولوجي عبر شبكاته المختلفة‪ ،‬نتيجة االكتشافات العلمية وما‬
‫حققته من توفير للوقت والجهد‪ ،‬والسعي لتزويد المجتمع بالمعرفة والعلم‪.‬‬

‫ونظ ار ألهمية موضوع الرقمنة إنبثقت عنه عدة أهداف التي شملت مفهوم جامع للرقمنة‪ ،‬وابراز‬
‫دور الرقمنة في تحسين الخدمة العمومية من خالل تبسيط وسرعة اإلجراءات اإلدارية وتخفف األعباء‬
‫والقيود على المواطن‪ ،‬حسب اإلستراتيجية متبعة من طرف األنظمة الحكومية‪.‬‬

‫أ‬
‫مقدمة‬

‫حيث قمنا بدراسة موضوع دور رقمنة في تحسين الخدمة العمومية في حدود دولة الجزائر‬
‫وعلى أرضي واقعها ‪.‬‬

‫ولقد إعترضتنا مجموعة من الصعوبات‪ ،‬والمتعلقة بجمع المعلومات والمتمثلة في ندرة المراجع‬
‫التي تتناول موضوع الرقمنة‪ ،‬نظ ار لحداثة هذا الموضوع من جهة‪ ،‬وتداخله مع موضوع اإلدارة‬
‫اإللكترونية من جهة أخرى‪ ،‬وقلة الدراسات التي تناولت عالقة الرقمنة بالخدمة العمومية باعتبار هذه‬
‫التقنية مازالت لم تعمم على كل المرافق‪.‬‬

‫حيث أن الحياة االجتماعية ورفاهية للمواطنين متوقفة على فعالية اإلدارة المسئولة في القيام‬
‫بشؤونهم وتحسين خدماتهم والسهر على قضاء شؤونهم‪ ،‬لذلك نجد أن معيار التقدم والتخلف بين الدول‬
‫المتقدمة والدول المتخلفة هو العدالة االجتماعية بين أفرادها‪ ،‬وال يمكن للعدالة أن تتحقق في غياب‬
‫التنظيم‪ ،‬بدلك تتفشى البيروقراطية والمحسوبية والجهوية وكل ما يعرقل السير الحسن للخدمات‬
‫االجتماعية واالهتمام بكل المواطنين‪ ،‬واألمر كان نفس الشيء بالنسبة للدول المتقدمة في عصور‬
‫مضت‪ ،‬بحيث كان عصر الظالم يسود أوربا نتيجة غياب التنظيم الناتج عن الجهل‪ ،‬الذي يتولد عنه‬
‫كل شيء وتضيع الحقوق‪ ،‬فقط قلة قليلة من لها القدرة على تحقيق كل المتطلبات‪ ،‬لكن مع التقدم‬
‫وتطور التكنولوجيا أصبح المجتمع أكثر تنظيما وأكثر بساطة في التسيير وتحقيق العدالة والتنمية‪.‬‬

‫ومن كل هذا يتسنى لنا طرح التساؤل التالي‪:‬‬

‫ما دور الرقمنة في تحسين الخدمة العمومية؟‬

‫ومن هنا يمكن طرح التساؤالت الفرعية والتي تمثلت في ما لمقصود برقمنة الخدمة العمومية ؟‪ ،‬ما‬
‫دور الرقمنة في الخدمة العمومية ؟‪ ،‬هل حققت التجربة الجزائر المستوى المطلوب في أداء الخدمة‬
‫العمومية‪ ،‬بعد تبنيها لنظام الرقمنة لعصرنة قطاع العدالة؟‪.‬‬

‫واالستجابة لمتطلبات البحث اخترنا المنهج التحليلي كطريقة عملية للوصف والتحليل عن طريق‬
‫جمع المعلومات وتصنيفها‪ ،‬انطالقا من معطيات ومبادئ قانونية يمكن البرهنة على صحتها وتلك التي‬
‫لها صلة بالموضوع‪ ،‬من أجل التعرف على دور الرقمنة في تحسين الخدمة العمومية في الجزائر‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‬

‫ولقد قسمنا بحثنا من خالل دراستنا للنقاط والمفاهيم األساسية الى فصلين‪ ،‬الفصل األول اإلطار‬
‫النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‪ ،‬تم دراسته من خالل مبحثين‪ ،‬المبحث األول خصصناه مدخل‬
‫عام حول الرقمنة‪ ،‬تطرقنا فيه الى ثالث مطالب شملت كل من نشأة ومفهوم الرقمنة‪ ،‬أشكالها‪،‬‬
‫عناصرها وعوامل نجاحها‪ ،‬أما المبحث الثاني خصصناه ماهية الخدمة العمومية وقسمناه لثالث‬
‫مطالب وشملت كل من نشأة ومفهوم الخدمة العمومية ‪،‬ومبادئها وأساليبها‪ ،‬واألساس القانوني لقدرة‬
‫تحسين الخدمة العمومية‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني كان تحت عنوان فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‪ ،‬تم دراسته من‬
‫خالل مبحثين‪ ،‬المبحث األول خصصناه ألساسيات تطبيق الرقمنة في مجال الخدمة العمومية‪ ،‬تطرقنا‬
‫فيه في المطلب األول واقع تطبيق الرقمنة في ميدان الخدمة العمومية ودوافعها‪ ،‬أما المطلب الثاني‬
‫فتطرقنا الى متطلبات تطبيق الرقمنة في الخدمة العمومية‪ ،‬أما المطلب الثالث تطبيق الرقمنة في قطاع‬
‫العدالة‪ ،‬أما بالنسبة للمبحث الثاني خصصناه مساهمة دخول الرقمنة على الخدمة العمومية‪ ،‬تطرقنا‬
‫فيه في المطلب األول الى دور الرقمنة في تحسين الخدمة العمومية‪ ،‬أما مطلب الثاني مظاهر تطبيق‬
‫الرقمنة على الخدمة العمومية‪ ،‬والمطلب الثالث خصص فيه معوقات تطبيق الرقمنة على الخدمة‬
‫العمومية‪.‬‬

‫ت‬
‫الفصل األول‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة‬
‫والخدمة العمومية‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫مقدمة الفصل االول‬

‫أصبح موضوع الرقمنة نقطة تحول ينظر من خالله لمفهوم الخدمة العمومية‪ ،‬نتيجة التطورات‬
‫الكبيرة في الخدمات المقدمة للمواطن‪ ،‬من قبل المنظمات والمؤسسات الحكومية‪ ،‬بعد دخول الرقمنة‬
‫كآلية حديثة‪ ،‬تساهم في تحسين وترشيد الخدمة العمومية‪ ،‬وبالتالي أصبحت مفاهيم الخدمة العمومية‬
‫والرقمنة تشمل عدة جوانب متكاملة‪ ،‬من أساليب عمل وتنوع العنصر البشري وتكنولوجيا حديثة تتكيف‬
‫ومتطلبات البيئة المحيطة‪ ،‬وتساير التحوالت التكنولوجية المتطورة‪ ،‬وبالتالي فإن عالقة الرقمنة بالخدمة‬
‫العمومية ليست مجرد مفاهيم تتطلب االستجابة للمستجدات المحيطة بهم‪ ،‬وانما تواجه التحديات‬
‫الكبيرة‪ ،‬التي تحول دون الوصول إلى ضبط مختلف الجوانب‪ ،‬التي ينظر من خاللها إلى تصور‬
‫وأضح يشمل كل األعمال واألنشطة الموجهة للمواطن‪ ،‬واإلدارة والمؤسسات الحكومية المختلفة‪.‬‬

‫ومن هذا سنتطرق في هذا الفصل إلى المباحث التالية والتي تمثلت فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬مدخل عام حول الرقمنة وشمل كل من‪:‬‬

‫‪ -‬نشأة ومفهوم الرقمنة‬

‫‪ -‬اشكال الرقمنة وفوائدها‬

‫‪ -‬عناصر الرقمنة وعوامل نجاحها‬

‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬مدخل عام حول الخدمة العمومية وشمل كل من‪:‬‬

‫‪ -‬نشأة ومفهوم الخدمة العمومية‬

‫‪ -‬مبادئ وأساليب الخدمة العمومية‬

‫‪ -‬األساس القانوني لقدرة تحسين الخدمة العمومية‬

‫‪5‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول ‪ :‬مدخل عام حول الرقمنة‬

‫لقد أدى ظهور الرقمنة إلى بروز نموذج إداري جديد‪ ،‬فرضه التنافس والتحدي المتزايد أمام النظم‬
‫اإلدارية البيروقراطية لتحسين أعمالها وجودة خدماتها وهو ما يعرف بالرقمنة‪ ،‬حيث يتناول هذا الجزء‬
‫من الدراسة التطورات التي مر بها مفهوم الرقمنة عبر محطات عدة‪ ،‬لتباين الرؤى واألفكار حسب‬
‫الصيغ والجوانب التي ينظر إليها منها‪ ،‬إضافة الى أشكال الرقمنة والفوائد المحققة منها‪ ،‬ثم أهم‬
‫العناصر التي تعتمدها الرقمنة من خالل انظمة المعلومات واالتصاالت‪ ،‬وصوال الى إبراز عوامل‬
‫نجاح الرقمنة من النظام التناظري إلى النظام الرقمي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة ومفهوم الرقمنة‬

‫إن مفهوم الرقمنة اإلدارية مرتبط كثي ار باإلدارة اإللكترونية‪ ،‬حيث يشير الكثير من الباحثين إلى‬
‫نفس المعنى للمفهومين‪ ،‬ومن هنا سنقوم في هذا المطلب توضيح كل من نشأة الرقمنة ومفهومها‬
‫وخصائصها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نشأة الرقمنة‬

‫يرجع مفهوم الرقمنة الى تطورات تاريخية عديدة في مرافق ومؤسسات المعلومات‪ ،‬لتسيير بعض‬
‫األنشطة المكتبية بعد إدخال الحاسب اآللي فيها‪ ،‬في كل من الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا‪ ،‬مند‬
‫الخمسينات حسب هرتر من خالل النتائج المحققة إلختفاء السجالت البطاقية الورقية لتحل محلها‬
‫السجالت اإللكترونية والتي تسمح للمكتبات المشاركة في شبكات السجالت وتبادلها في مجال الفهرسة‬
‫التعاونية‪ ،‬و كذلك فوي االعارات بوين المكتبات حسب مشروع المكتبة الكونية مفاده (غير مفهومة‬
‫يرجى إعادة صياغتها) توحيد الفهارس ونصوصها في كل مكتبات العالم من طور القوى العظمى‬
‫‪1‬‬
‫الغربية أو ما تعرف بمجموعة السبع في جويلية ‪.4991‬‬

‫بغرض جعل كل المصادر قابلة للبحوث فيها عبر شبكة االنترنت باعتبارها فضاء للمعلومات‬
‫والمعرفة في المكتبات‪ ،‬ليمتد بعدها الى اجتماعات عديدة بين القوى العظمى‪ ،‬لرقمنة المكتبات بتكثيف‬
‫الربط الرقمي بين مختلف المكتبات بنية توسيع المعرفة الى أوسع الحدود‪ ،‬جاءت بعد العديد من‬
‫اإلجتماعات بين هذه القوى‪ ،‬من أهمها اجتماع بروكسل ‪ 4991‬لدعم التنمية في المجال االقتصادي‬
‫واإلجتماعي والعلمي والثقافي الذي تبنته الواليات المتحدة األمريكية بتمويل من المؤسسة القومية للعلوم‬
‫والوكالة الفضائية التابعة لو ازرة الدفاع ليشمل هذا المشروع إقامة ستة مكتبات رقمية تساهم في البحث‬
‫‪2‬‬
‫العلمي للتعليم العالي بدعم من المؤسسات الفاعلة في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد الكبيسي‪ ،‬تطور النظم االلية في المكتبات من الحوسبة إلى الرقمنة االفتراضية‪ ،‬المجلة العربية‪،033‬‬
‫العدد‪ ،9332 ،99‬ص‪31‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد الكبيسي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪7‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫تنتقل بعدها الى أوروبا بمشاريع مماثلة أطلق عليها إسم ذاكرة ميموريا )‪ ،(mimoria‬بمشاركة‬
‫المكتبة الوطنية الفرنسية )واكسفورد تاكست ارشيف( ومعهد) تولون( لألبحاث العلمية ومؤسسات في‬
‫المعلوماتية‪ ،‬أو ما يعرف بالتوجه نحو حفظ االنتاج الفكري االلكتروني لقطاعات نوعية وموضوعية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ليرتبط بعدها بمكتبات العديد من الدول المتقدمة من خالل مشروعات عمالقة للمكتبات الرقمية‪.‬‬

‫إن المتتبع لمسار الرقمنة يدرك أن هذا التحول جاء نتيجة تحديات عرفتها تقنيات المعلومات‬
‫واالتصال الذي مكن من تدعيم استراتيجيات لتنمية أدائها‪ ،‬هذا التطور الهائل للمعلومات التي حققته‬
‫في مجاالت عديدة نتيجة توظيف البرمجيات واالنترنت ليصل إلى المفردات والمصطلحات‪.‬‬

‫أما فيما يكتبه ويقوله الباحثين والمتخصصين في مجال الصيفات الرقمية التي تطور استخدامها‬
‫في اختزان البيانات الببليوغرافية واسترجاعها وبثها إلى الجهات المستفيدة االخرى‪.‬‬

‫هذا التطور الطويل لحوالي نصف القرن تبين أن هناك تسميات فرضت نفسها على أدبيات‬
‫علوم أو الرقمنة أو االفتراضية والتي حصل خلط فيما بينها ينبغي توضيحه حسب ما تشمله هذه‬
‫المصطلحات من معاني إضافة إلى األشكال المختلفة واإلشارات التناظرية‪ ،‬التي تشمل كل المواد‬
‫الرقمية من أصل الكتروني وتتطلب جهاز الكتروني لتصبح مقروءة‪ ،‬ألن عبارة الكترونية تشير إلى‬
‫كيفية عمل األجهزة أكثر من أنها صفة للبيانات التي تحويها‪ ،‬وعليه كل الموارد الموجودة التي دخلت‬
‫في أجهزة الكترونية توجد في الرقمنة وتضم كل جهود التي ترمي إلى استخدام اجهزة الكترونية مثل‬
‫آالت الفيديو وقارئات الميكرو فيلم والحاسوب وهي تشمل مواد الكترونية ورقمية غير أن هذه‬
‫المصطلحات ما تزال رغم شيوعها تعاني الكثير من الخلط واالضطراب‪ ،‬بسبب عدم اهتمام عدد من‬
‫‪2‬‬
‫المنظرين العرب للكتابة الرقمية والمهتمين بها بتحديد داللة هذه المصطلحات وضبط حدودها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد الكبيسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪2‬‬
‫سعيد بن عبد العزيز عثمان‪ ،‬اقتصاديات الخدمات والمشروعات العامة‪ ،‬دار الجامعية لنشر والتوزيع‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،9333‬ص‪.41‬‬
‫‪8‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الرقمنة وخصائصها‬

‫إختلف مصطلح الرقمنة عن غيره من مصطلحات االخرى من " الكتابة الرقمية" و" االبداع‬
‫الرقمي" و"الكتاب االلكتروني" و"الترقيم"‪ ،‬وغيرها من المصطلحات التي تحيل إلى نمط جديد من‬
‫الكتابة التي تولدت نتيجة التطور الهائل الذي حدث في مجال تكنولوجيا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الرقمنة‬

‫سنقوم بتعريف الرقمنة من ناحية اللغوية ومن ناحية االصطالحية‪.‬‬

‫أ‪ /‬تعريف الرقمنة لغة‬

‫تدل مادة رقم في المعاجم اللغوية العربية على جملة من المعاني أهمها التعجيم والتبيين والكتابة‬
‫والقلم والخط‪ ،‬ويقول ابن منظور" الرقم والترقيم تعجيم الكتاب ورقم الكتاب يرقمه رقما أعجمه وبينه‪،‬‬
‫وكتاب مرقوم‪ ،‬اي قد بينت حروفه بعالماتها من التنقيط"‪ 1‬وقوله عز وجل‪" :‬كتاب مرقوم" كتاب مكتوب‬
‫والمرقم القلم‪ ...‬والرقم‪ :‬الكتابة والختم‪....‬والرقم‪ :‬ضرب مخطط من الوشي‪...‬ورقم الثوب يرقمه رقما‬
‫ورقمه خططه‪.‬‬

‫ب‪ /‬تعريف الرقمنة اصطالحا‬

‫يعرف سعيد يقطين التناظري النمط ‪ Numérisation‬بأنه " عملية نقل أي صنف من الوثائق‬
‫من (أي الورقي) إلى النمط الرقمي‪ ،‬وبذلك يصبح النص والصورة الثابتة أو المتحركة والصوت أو‬
‫الملف مشف ار إلى أرقام‪ ،‬ألن هذا التحويل هو الذي يسمح للوثيقة أيا كان نوعها بأن تصير قابلة‬
‫لالستقبال واالستعمال بواسطة األجهزة المعلوماتية"‪ ،‬وهنا‪ ،‬يتضح أن ترقيم النص هو عملية تحويل‬
‫النص المكتوب المطبوع او المخطوط من صيغته الورقية إلى صيغته الرقمية ليصبح قابال للمعاينة‬
‫‪2‬‬
‫شاشة الحاسوب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد أحمد حسب اهلل‪ ،‬لسان العرب البن منظور‪ ،‬دار المعارف لنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،9333 ،‬ص‪.92‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد فرج أحمد‪ ،‬الرقمنة داخل مؤسسات المعلومات أم خارجها‪ ،‬جامعة االمام محمد بن سعود االسالمية‪ ،‬العدد‪،1‬‬
‫المملكة المتحدة‪ ،9339 ،‬ص‪44‬‬
‫‪9‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫تعني الرقمنة أو التحول الرقمي ‪ :‬تحويل البيانات إلى شكل رقمي‪ ،‬وذلك ألجل معالجتها‬
‫بواسطة الحاسب اإللكتروني‪ ،‬وفي سياق نظم المعلومات عادة ما تشير الرقمنة إلى تحويل النصوص‬
‫المطبوعة أو الصور إلى إشارات ثنائية باستخدام نوع ما من أجهزة المسح الضوئي‪ ،‬أما في سياق‬
‫االتصاالت فتشير إلى تحويل اإلشارات التناظرية المستمرة إلى إشارات رقمية ثنائية‪.1‬‬

‫وتعرف الرقمنة كذلك على أنها عملية استنساخ راقية تمكن من تحويل الوثيقة مهما كان نوعها‬
‫ووعاؤها إلى سلسلة رقمية‪ ،‬يواكب هذا العمل التقني عمل فكري ومكتبي لتنظيم ما بعد المعلومات‪ ،‬من‬
‫اجل فهرستها وجدولتها‪ ،‬وتمثيل محتوى النص المرقمن‪.2‬‬

‫ويمكن تعريف عملية الرقمنة بأنها‪":‬أية عملية يتم عن طريقها تحويل المعلومات من شكلها‬
‫التقليدي الحالي إلى شكل رقمي‪ ،‬سواء كانت هذه المعلومات صور أو بيانات نصية أو ملف صوتي‬
‫أو أي شكل آخر‪ ،‬أو هي عملية تحويل المواد من األشكال التي يمكن أن تق ار بواسطة اإلنسان‪ ،‬إلى‬
‫الشكل الذي يمكن أن يق ار فقط بواسطة الحاسبات‪ ،‬ويمكن استخدام الماسحات المسطحة والكاميرات‬
‫‪3‬‬
‫الرقمية والعديد من األجهزة األخرى لرقمنة المواد المختلفة"‪.‬‬

‫على ضوء ما تم تقديمه من تعاريف‪ ،‬يمكن تعريف الرقمنة بأنها ‪:‬عملية إلكترونية تقوم على‬
‫معالجة أو تحويل البيانات المكتوبة والمطبوعة‪ ،‬باإلستناد إلى مجموعة من التقنيات واألجهزة‬
‫المتخصصة‪ ،‬كالحاسبات والماسحات الضوئية‪ ،‬للحصول على مخرجات رقمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص الرقمنة‬

‫تتميز الرقمنة عن غيرها من التكنولوجيا األخرى بالخصائص التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تقليص الوقت‪ :‬فالتكنولوجية تجعل كل األمكان الكترونيا متجاورة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الجزئر‪ ، 2011 ،‬ص ‪.29‬‬
‫ا‬ ‫منير الحمزة‪ ،‬المكتبات الرقمية‪ ،‬دار األلمعية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫جمال يوسف بدير‪ ،‬المكتبات اإللكترونية والرقمية‪ ،‬المكتبة الوطنية لنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ، 2008 ،‬ص‬
‫‪.940‬‬
‫‪3‬‬
‫سامح زينهم عبد الجواد‪ ،‬المكتبات واألرشيفات الرقمية‪ ،‬شركة ناس للطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ، 2012 ،‬ص‪.94‬‬
‫‪22‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫تقليص المكان‪ :‬تتيح وسائل التخزين التي تستوعب حجما هائال من المعلومات المخزنة والتي يمكن‬
‫الوصول إليها بسهولة‪.‬‬

‫‪ -‬أقسام المهام الفكرية مع اآللة‪ :‬نتيجة حدوث التفاعل والحوار بين الباحث ونظام الذكاء الصناعي‪،‬‬
‫مما يجعل تكنولوجيا المعلومات تساهم في تطوير المعرفة وتقوية فرص تكوين المستخدمين من أجل‬
‫الشمولية والتحكم في عملية االنتاج‪.‬‬

‫‪ -‬تكوين شبكات االتصال‪ :‬تتوحد مجموعة التجهيزات المستندة على تكنولوجيا المعلومات من أجل‬
‫تشكيل شبكات اإل تصال‪ ،‬وهذا ما يزيد من تدفق المعلومات بين المستعملين والصناعيين وكذا منتجي‬
‫اآلالت ويسمح بتبادل المعلومات مع بقية النشاطات االخرى‪.‬‬

‫‪ -‬التفاعلية‪ :‬أي أن المستعمل لهذه التكنولوجية يمكن أن يكون مستقبل ومرسل في نفس الوقت‪،‬‬
‫فالمشاركين في عملية اإلتصال يستطيعون تبادل األدوار وهو ما يسمح بخلق نوع من التفاعل بين‬
‫األنشطة‪.‬‬

‫‪ -‬الالمركزية‪ :‬وهي خاصية تسمح باستقاللية تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬فاألنترنيت مثال تتمتع‬
‫باستم اررية عملها في كل االحوال‪ ،‬فال يمكن ألي جهة أن تعطل األنترنيت‪.‬‬

‫‪ -‬قابلية التوصيل‪ :‬وتعني إمكانية الربط بين األجهزة اإلتصالية المتنوعة الصنع‪ ،‬أي بغض النظر عن‬
‫‪1‬‬
‫الشركة أو البلد الذي تم فيه الصنع‪ ،‬على مستوى العالم بأكمله‪.‬‬

‫‪ -‬قابلية التحرك والحركية‪ :‬أي أنه يمكن للمستخدم أن يستفيد من خدماتها أثناء تنقالته‪ ،‬من أي مكان‬
‫‪2‬‬
‫عن طريق وسائل اتصال كثيرة من الحاسب اآللي النقال‪ ،‬الهاتف النقال‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مرجعة المعلومات‬
‫مسفرة بنت دخيل اهلل الخثعمي‪ ،‬مشاريع وتجارب التحويل الرقمي في مؤسسات المعلومات‪ ،‬مجلة ا‬
‫العلمية والتقنية ‪ ، Rist‬العدد‪ ، 1‬جامعة اإلمام سعد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪ ،2011،‬ص‪.90‬‬
‫‪2‬‬
‫مسفرة بنت دخيل اهلل الخثعمي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.90‬‬
‫‪22‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬الالجماهرية‪ :‬وتعني إمكانية توجيه الرسالة اإلتصالية إلى فرد واحد أو جماعة معينة بدل توجيهها‬
‫بالضرورة إلى جماهير ضخمة‪ ،‬وهذا يعني أمكانية التحكم فيها حيث تصل مباشرة من المنتج إلى‬
‫المستهلك‪.‬‬

‫‪ -‬الشيوع واالنتشار‪ :‬وهو قابلية هذه الشبكة للتوسع لتشمل أكثر فأكثر مساحات غير محدودة من‬
‫العالم‪ ،‬بحيث تكتسب قوتها من هذا االنتشار المنهجي لنمط المرن‪.‬‬
‫‪ -‬العالمية والكونية‪ :‬وهو المحيط الذي تنشط فيه هذه التكنولوجيا‪ ،‬حيث تأخذ المعلومات مسارات‬
‫‪1‬‬
‫مختلفة ومعقدة تنتشر عبر مختلف مناطق العالم‪ ،‬وهي تسمح لرأس المال بأن يتدفق إلكترونيا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اشكال الرقمنة وفوائدها‬

‫تتطور الرقمنة حسب تطور الزمن الوقت لذا تأخذ الرقمنة عدة األشكال ولها عدة فوائد تفيد بها‬
‫كل شخص في حياته العملية والقانونية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أشكال الرقمنة‬

‫تأخذ الرقمنة عدة أشكال منها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الرقمنة في شكل صورة‬

‫تمثل مساحة كبيرة من حيث االستعمال في التخزين وتشمل كل من الكتب والمخطوطات القديمة‬
‫‪2‬‬
‫وخاصة في دراسة القيم الفنية ال النصية‪ ،‬وتمثل عدة نقاط تدعى بيكسال (‪ )pixel‬وهي فيما يلي‪:‬‬

‫‪ /2‬أحادي بايت لصورة أبيض وأسود‬

‫تمثل ببايت واحد بقمتين ابيض وأسود‪ ،‬وهي طريقة جد اقتصادية من ناحية الحفظ وسهلة‬
‫التطبيق على الوثائق الحديثة وشديدة الوضوح وصعبة في التعامل للوثائق القديمة‪ ،‬التي تعرضت‬
‫للرطوبة والتلف لقراءتها من طرف الماسح الضوئي‪.‬‬

‫‪1‬مسفرة بنت دخيل اهلل الخثعمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91‬‬


‫‪2‬‬
‫سهيلة مهري‪ ،‬المكتبة الرقمية في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬العلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،9332/9332 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪20‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ /0‬بابت لصورة مستوى رمادي‬

‫يتطلب عدد كبير من البيكسال لمساحة أكبر على مستوى الذاكرة وهي تحفظ الوثائق القيمة جدا‬
‫عكس أحادي بايت‪.‬‬

‫‪ /1‬بايت أو أكثر لصورة ملونة‬

‫هو األخر يتطلب عدد كبير من البيكسال لمساحة كبيرة في الذاكرة‪ ،‬إال انه يختلف عنه كون‬
‫أن كل ‪ 4‬بيكسال يقابله في الترميز ثالثة الوان أساسية (أحمر‪ ،‬أخضر‪ ،‬أزرق) وكل لون يرمز بعدد‬
‫معين من البتيات‪ ،‬وهذا لنوع حجم الملفات الكبيرة جدا مقارنة بالنوعين السابقين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرقمنة في شكل نص‬

‫يسمح بالبحث داخل النص مباشرة مع الوثائق االلكترونية بواسطة برمجية التعريف الضوئي‬
‫على الحروف‪ ،‬بداية من وثيقة في صورة مرقمة‪ ،‬التي تقوم بتحول النقاط المكونة للصورة إلى رموز‬
‫وعالمات وحروف مع إمكانية تعديل وتصحيح األخطاء‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الرقمنة في شكل اتجاهي‬

‫ويعتمد على العرض باستعمال الحسابات الرياضية خاصة في مجال الرسوم بوجود الحساب‬
‫األلي‪ ،‬وبتحويل من شكل ورقي إلى شكل اتجاهي وهي عملية طويلة ومكلفة‪.‬‬

‫يعتبر ‪ pdf‬شكل من أشكال اتجاهي بهدف نشر وتبادل المعلومات المقروءة الكترونيا‪ ،‬بشكل‬
‫‪1‬‬
‫يحفظ المادة التي يتم تبادلها وتأخذ الجوانب التالية‪:‬‬

‫الدقة‪ :‬بالنسبة لتقنية ‪ pdf‬ال يمكن إعادة تنسيقها من قبل القارئ عن طريق برنامج التصفح أو يعيده‪.‬‬

‫الحجم المضغوط(‪ )pdf‬صغيرة الحجم يساعد على نقلها بسرعة عبر االنترنت‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سهيلة مهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪21‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫التوافقية‪ :‬يمكن قراءة ملف ‪pdf‬عن طريق أي نظام تشغيل مجانا ألن ‪ pdf‬ال يعتمد نظام تشغيل‬
‫واحد‪.‬‬

‫ملفات ‪ pdf‬يحفظ للمستخدم أعلى جودة عند قراءتها‪ ،‬وبتركيز أجزاء من الصفحة دون تأثير الحرف‬
‫ودون تشويه لشكل الصفحة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬فوائد الرقمنة‬

‫للرقمنة العديد من الفوائد الموجهة لتحسين الخدمة العمومية ألي مؤسسة العامة أو الخاصة أو‬
‫قانونية ونذكر منها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الفوائد االقتصادية‬

‫‪ -‬توفر المال والوقت والجهد على جميع األطراف المتعاملة إلكترونا‪ ،‬وتوفير مصاريف مالية كبيرة‬
‫كانت تصرف اثناء العمل بالحكومة التقليدية‪.‬‬
‫‪ -‬مساندة برامج التطوير االقتصادية‪ ،‬وذلك عن طريق تسهيل التعامالت بين القطاع الحكومي‬
‫والقطاع الخاص‪ ،‬وبالتالي زيادة العائد الربحي‪.‬‬
‫‪ -‬اتاحة فرص وظيفية جديدة في مجاالت جديدة مثل إدخال البيانات‪ ،‬وتشغيل وصيانة البنية التحتية‬
‫وأمن المعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬توحيد الجهود تحت بوابة الكترونية واحدة‪ ،‬بدال من تشتيت الجهود وازدواجية بعض االجراءات في‬
‫الحكومة التقليدية‪.‬‬
‫‪ -‬فتح قنوات استثمارية جديدة من خالل التكامل بين الحكومة االلكترونية والتجارة االلكترونية وذلك‬
‫‪1‬‬
‫عن طريق استخدام نفس التطبيقات والتقنيات والتبادل الداخلي للبيانات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفوائد االدارية‬

‫‪ -‬تنظيم العمليات االنتاجية وتحسين الخدمة الموظف‪.‬‬

‫‪ -‬القضاء على البيروقراطية والروتين الذي يوجد في الحكومة التقليدية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مريم خالص حسين‪ ،‬الحكومة االلكترونية‪ ،‬مجلة بغداد للعلوم السياسية‪ ،‬و ازرة المالية‪ ،‬العراق‪ ،9341 ،‬ص‪.112‬‬
‫‪21‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬الشفافية في التعامل والغاء الوساطة والمحسوبية والمجاملة‪.‬‬

‫‪ -‬إختصار الهرم االداري التسلسلي الطويل الذي عادة ما يتبع في الحكومة التقليدية‪ ،‬واإلسراع في‬
‫تنفيذ اإلجراءات االدارية واختصارها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬تنظيم قواعد عمل جديدة وبيئة عمل جديدة مختلفة تماما عن بيئة الحكومة التقليدية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الفوائد االجتماعية‬

‫‪ -‬إجاد مجتمع معلوماتي قادر على التعامل مع المعطيات التقنية ومواكبة عصر المعلومات‪.‬‬

‫‪ -‬تسهيل وسرعة التواصل االجتماعي من خالل التطبيقات اإللكترونية الكثيرة كالبريد االلكتروني‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬تفعيل األنشطة اإلجتماعية المختلفة عن طريق استخدام التطبيقات اإللكترونية الكثيرة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عناصر الرقمنة ونماذجها‬


‫لقد سعى الباحثون في معرفة كل ما يخص نماذج الرقمنة من ناحية ومن ناحية أخرى عناصرها‬
‫المتمثل في الترميز الرقمي‪ ،‬أنظمة التراسل الرقمي‪ ،‬شبكات النفاد الرقمي‪ ،‬أنظمة التحويل‪ ،‬شبكات‬
‫الهاتف المحمول‪ ،‬تقنيات البث االعالمي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عناصر الرقمنة‬
‫تمثلت عناصر الرقمنة فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الترميز الرقمي‪ :‬ويعتبر القاعدة الثنائية في مجال الرياضيات حيث يعمل على مسك المعلومة‬
‫بأشكالها المختلفة( النصوص‪ -‬الصورة‪ -‬الصوت) ووضعها على الخط ليتقبلها جهاز الكومبيوتر اثناء‬
‫عملية معالجتها على شكل نماذج خاضعة إلدارة الشخص المستخدم‪ ،‬من ثم إخراجها على شكل‬
‫معاني جديدة مختلفة عما كانت عليه‪ ،‬وقد تعددت هذه الخدمة التقنية ليتم إرسال المعلومة رقميا‬
‫واخضاعها للمعالجة اآللية أيضا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مريم خالص حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.112‬‬
‫‪2‬‬
‫مريم خالص حسين‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪25‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬أنظمة التراسل الرقمي ونعني به أنظمة التراسل ( الليزر‪ ،‬وصناعة األلياف البصرية والمضخات‬
‫البصرية) التي تساعد على استعمال أنظمة تراسل بصرية جديدة‪ ،‬حيث تم إستخدامها في شبكات النفاد‬
‫لما تمتاز به هذه األنظمة من درجة عالية من الذكاء‪ ،‬تمكن المشغل أو المستخدم لها من التحكم بها‬
‫‪1‬‬
‫وصيانتها واستغاللها بالشكل األمثل‪ ،‬اضافة لما تمتاز به من مستوى تأمين رفيع‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬شبكات النفاد الرقمي‪ :‬وهي شبكات تعتمد على الكوابل ومن أهمها جهاز (‪ )DLS‬الذي يعتمد‬
‫على تقنيات الترميز حيث يستخدم في أنظمة التلفزة عن طريق خط مشترك ذو جودة عالية‪ ،‬وجهاز‬
‫اختصار لكلمتي" ‪ Modulator‬و ‪"Demodulator‬‬ ‫المحول(‪ )MODEM‬وتعد كلمة‪MODEM‬‬
‫وتعنيان بالعربية المعدل ومزيل التعديل ووظيفتها تتلخص بتحويل االشارات الرقمية المعبرة عن‬
‫الصوت المنقولة والتي تمثل مخرجات جهاز االرسال الرقمي إلى إشارات تناظرية يمكن نقلها عبر‬
‫الخطوط التلفزيونية السلكية‪ ،‬بحيث تسمح هذه التقنيات في عملية التبادل‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أنظمة التحويل‪ :‬حيث تعتمد هذه األنظمة على آليات مراقبة ذات جدوى عالية تؤمن التقارب‬
‫‪2‬‬
‫بين المعلومات المرسلة والمعلومات المستقبلة‪ ،‬لما تمتاز به من سرعة كبيرة في تدفق المعلومات‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬شبكات الهاتف المحمول‪ :‬وتعرف بشبكات الجيل الثالث الذي يشهده القرن الحادي والعشرين‪،‬‬
‫حيث تعتمد استخدام عملية ترميز أحادية لكل مكالمة وبسرعة عالية تصل إلى ‪ 9‬ميغا بايت في‬
‫الثانية‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬تقنيات البث االعالمي‪ :‬وهي المرحلة وصلت إليها التطورات في السنوات األخيرة بدمج‬
‫الشبكة العنكبوتية بشبكات الكوابل التلفزيونية وغيرها‪ ،‬لتحقيق اإلرسال الرقمي الذي يوفر خدمة التلفزة‬
‫‪3‬‬
‫التفاعلية كنقل البرامج المتلفزة وتسجيلها رقميا وخدمة الفيديو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبير الرحباني‪ ،‬االعالم الرقمي(االلكتروني)‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،9349 ،‬ص‪.19‬‬
‫‪2‬‬
‫عبير الرحباني‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪3‬‬
‫عبير الرحباني‪ ،‬نفس مرجع ‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪26‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نماذج الرقمنة‬

‫تتماشى الرقمنة حسب الزمن والمكان ولهذا توجد عدة نماذج لها تتماشى حسب الواقع الحالي‬
‫‪1‬‬
‫وهي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬النموذج الفني‪ :‬حيث يتم تحويل المنظمات التقليدية إلى منظمات رقمية باستخدام بحوث‬
‫العمليات وعلوم الحاسب وعلم اإلدارة دون التركيز على الجوانب السلوكية للمنظمة‪ ،‬ويؤدي ذلك إلى‬
‫ارتفاع نسبة المقاومة ورفض التطبيقات االلكترونية في اتخاذ الق اررات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬النموذج السلوكي‪ :‬وهنا يتم التركيز على المتغيرات السلوكية الفردية والجماعية والتنظيمية‬
‫والبيئة عند تحويل المنظمة التقليدية إلى منظمة رقمية ومن ثم ثقل أهمية اتخاذ الق اررات رقميا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬النموذج الفني االجتماعي‪ :‬حيث يؤخذ اإلعتبار درجات التفاعل الفني والتنظيمي عند عمليات‬
‫التحويل والذي يركز على استراتيجية األعمال والبرمجيات الالزمة لتفعيل الحسابات وقاعدة البيانات‬
‫واإلتصاالت‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬النموذج المشاركة في المعلومات‪ :‬يعتمد على اشتراك المؤسسة في أحد شبكات المعلومات‬
‫المحلية أو الدولية أو اعتماد أحد شركات المعلومات في توفير الخدمة بالمشاركة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬نموذج إدارة األصول الرقمية‪ :‬والذي يعتمد على مجموعة من شركات المعلومات واالتصاالت‬
‫بدال من شركة واحدة في إدارة الملفات الرقمية‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬نموذج التحويل التدريجي‪ :‬يعتمد هذا النموذج على القدرات المالية للمؤسسات للتحول من‬
‫النموذج الورقي إلى النموذج الرقمي‪ ،‬وال يعتمد هذا النموذج على دراسات جدوى تحليلية أو قياس‬
‫اإل حتياجات الرقمية مسبقا ويخضع هذا النموذج لمشكالت تقادم الحاسبات وصعوبة تحديث‬
‫البرمجيات‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬نموذج التنظيمي التطوير‪ :‬يعتمد هذا النموذج على التحويل العضوي للمنظمات إلستقبال‬
‫التحول للمنظمة الرقمية من خالل التعليم والتدريب التحويلي بدال من فرصة حلول جامدة تقلل من‬
‫فرص النجاح‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فريد النجار‪ ،‬دور تكنلوجيا المعلومات في التحول نحو المنظمات الرقمية‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية االدارية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،9343‬ص‪.933‬‬
‫‪27‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثامنا‪ :‬نموذج األمثالية‪ :‬يعتمد هذا النموذج على البحث عن الحلول المثالية لتطبيقات تكنولوجيا‬
‫المعلومات واإلتصاالت لتحويل المنظمة إلى منظمة رقمية ويعتمد هذا النموذج في عمليات المحاكاة‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬نموذج التكلفة والمكاسب‪ :‬وتلجأ بعض المؤسسات إلى مقارنة تكاليف التحول لمؤسسة رقمية‬
‫‪1‬‬
‫بالمكاسب المتوقعة من اقتناء منظومات المعلومات حيث يتم الرفض أحيانا في حالة زيادة التكلفة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فريد النجار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.934‬‬
‫‪28‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مدخل عام حول الخدمة العمومية‬

‫يحتل قطاع الخدمات العمومية مكانة هامة في معظم دول العالم بمختلف توجهاتها االقتصادية‬
‫والسياسية والقانونية الرتباط هذه الخدمات بحياة المواطنين‪ ،‬وباعتبار انها ترتبط بتدخل الدولة من اجل‬
‫تحقيق المصلحة العمومية‪ ،‬والعمل على إرساء المساواة والعدالة بين األفراد‪ ،‬وعليه سنعرض في هذا‬
‫المبحث اهم المفاهيم المتعلقة بالخدمة العمومية‪ ،‬ومتمثل في‪:‬‬

‫‪ ‬نشأة ومفهوم الخدمة العمومية‪.‬‬


‫‪ ‬مبادئ وأساليب الخدمة العمومية ‪.‬‬
‫‪ ‬األساس القانوني لقدرة تحسين الخدمة العمومية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب االول‪ :‬نشأة ومفهوم الخدمة العمومية‬

‫أضحى اإلهتمام بالخدمة العمومية واحدا من اإلتجاهات الحديثة‪ ،‬وقد عرفت الخدمات توسعا‬
‫كبي ار في السنوات األخيرة حيث تزايد اإلهتمام بها في الوقت الحاضر نظ ار لتنوعها وتوسعها لتشمل كل‬
‫مرافق الحياة اليومية للمجتمعات‪ ،‬وسنتطرق في هذه الفقرة إلى نشأة الخدمة العمومية وتطورها‪،‬‬
‫ومحاولة ذكر التعاريف المتعلقة بالخدمة العمومية ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نشأة الخدمة العمومية‬

‫رغم أن مفهوم الخدمة العمومية قد إرتبط بمفهوم الدولة الحديثة‪ ،‬إال أنه كان موضوع أفكار‬
‫وفلسفات من قبل المفكرين األوائل في العهد اليوناني والروماني‪ ،‬بإعتبارهم أول من ميز بين مفهوم‬
‫المصلحة العامة والمصلحة الخاصة‪ ،‬وكانت أفكارهم ترمي إلى أولوية المصلحة الجماعية على‬
‫المصلحة الخاصة‪ ،‬إن تصميم الدولة الحديثة الذي نشأ وتطور تدريجيا لتظهر بطريقة أنجع خاصة‬
‫بعد الثورة الفرنسية سنة ‪ 4229‬م التي بلورت فكرة اإلعتراف القانوني بأن الخدمة العمومية هي مهمة‬
‫‪1‬‬
‫الحكومات وتبرير سلطاتهم‪.‬‬

‫يقول الفقيه شوفالييه أن"الخدمة العمومية هي أساس وحدة سلطة الحكام على السواء"‪ ،‬حيث‬
‫بلور إقتراب جديد لنظرية الدولة‪ ،‬بمعنى أن السلطة في الماضي كانت تمارس لصالح الحاكم وتقوم‬
‫على مصدر إلهي‪ ،‬فإنه بزوال هذه األفكار أصبحت السلطة تمارس لصالح األفراد مواطني الدولة‪.‬‬

‫فالخدمة العمومية حسب الفقيه شوفالييه إحدى مفاصل النظام الدوالتي وضمان لحسن إستعمال‬
‫القوة‪ ،‬ومن الناحية اإليديولوجية ساهم ظهور الخدمة العمومية على إعادة تشكيل صورة الدولة عند‬
‫األفراد بإعتبارها تهتم وتسهر على راحة األفراد وخدمتهم‪ ،‬فالخدمة العمومية كنشاط هي نظريا مبدأ‬
‫لحدود موضوعية للسلطة اإلدارية‪ ،‬فهي موجودة ال لتسود ولكن للخدمة‪ ،‬والسلطات التي تتوفر عليها‬
‫تستمد شرعيتها من خالل إرضائها وتلبيتها لرغبات األفراد‪ ،‬لقد كانت وظائف الدولة تقتصر على‬
‫وظائف األمن والجيش) الدولة الحارسة( وذلك إلى غاية القرن ‪ 19‬م‪ ،‬إال أن هذا الدور توسع ليشمل‬

‫‪1‬‬
‫رشيد بن عياش‪ ،‬مفهوم المصلحة العامة‪ ،‬متوفر على الموقع االلكتروني التالي‪ www.ahewar.org :‬تاريخ‬
‫االطالع‪ ،9399/30/31‬على الساعة ‪.44:11‬‬
‫‪02‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫عدة مجاالت بما فيها التي‪ ،‬كانت حك ار على األفراد‪ ،‬حيث إتضح أن الدولة تتدخل في حدود تسمح‬
‫بإستقرار سياسي‪ ،‬إقتصادي‪ ،‬إجتماعي وترك المجال مفتوح للمبادرة والمنافسة فيما دون ذلك‪ ،‬فالهيئات‬
‫العامة ال تمارس أعمالها ألغراض ذاتية لحسابها‪ ،‬وانما من أجل تحقيق هذ أساسي هو الصالح العام‪،‬‬
‫والخدمة العامة أصبحت مهمة اإلدارة األساسية وال يمكن للدولة اإلستغناء عنها ألنها تستمد منها‬
‫شرعية وجودها‪ ،‬ويعبر مفهوم الخدمة العمومية عن العالقة التي تجمع بين اإلدارة الحكومية من جهة‬
‫‪1‬‬
‫والمواطنين‪ ،‬ومن جهة أخرى فيما يتعلق بإشباع الرغبات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الخدمة العمومية وخصائصها‬

‫قبل تعريف الخدمة العمومية نعرج أوال على تعريف الخدمة والتي إختلفت وجهات النظر حول‬
‫تعريفها لدى الكتاب‪ ،‬ثم خصائصها‪.‬‬

‫اوال‪ :‬تعريف الخدمة العمومية‬

‫‪ /2‬تعريف إصطالحا‬

‫يعرفها قاموس العلوم على أنها " منتج غير مادي نتيجة نشاط إنتاجي وهي مرتبطة أيضا بسلعة‬
‫‪2‬‬
‫وال يمكن تخزينها أي أن هناك تزامن بين عملية إنتاجها واستهالكها"‬

‫عرفها فليب كوتلر" على أنها أنشاط أو انجاز منفعة يقدمها طرف لطرف أخر وتكون غير‬
‫ملموسة‪ ،‬وال ينتج عنها أي ملكية وان إنتاجها وتقديمها قد يكون مرتبط بمنتج مادي أو غير مرتبط‬
‫بمنتج مادي ملموس‪".‬‬
‫وهناك من عرفها على أنها " نشاط أو سلسلة من األنشطة التي تكون لحد ما غير ملموسة التي‬
‫تنطوي على تفاعل وتأثير بين الزبون من جهة والهياكل والموارد والسلع واألساليب المهيأة لالستجابة‬
‫لرغبات هذا الزبون من جهة أخرى‪."3‬‬

‫‪1‬‬
‫رشيد بن عياش‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫هاني عامد الضمور‪ ،‬الخدمة العمومية ومصالحها‪،‬ط‪ ،4‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ، 2005 ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪3‬‬
‫حمد توفيق ماضي‪ ،‬تطبيقات إدارة الجودة الشاملة في المنظمات الخدمية‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص‪.40‬‬
‫‪02‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫ويمكن أن نرجع الخدمة العمومية إلى كل أنشاط يقع فيه على الحكومة مسؤولية أدائه أو‬
‫مراقبته‪ ،‬ألن أداء هذا النشاط يعتبر ضروريا من أجل القيام وتطوير التعاضد االجتماعي‪ ،‬والذي‬
‫بطبيعته ال يمكن أن يؤدى بالشكل الكامل إال من خالل تدخل قوة الحكومة " فالعقيدة التي أسس لها‬
‫هذا المفهوم القانوني بقيت هي العقيدة المرجعية حيث يولى للدولة مكانة محورية‪ ،‬فقبل ‪ 1920‬القانون‬
‫العام كان يقوم على معادلة أساسية وهي أن الخدمة العمومية )القانون العام( الشخصية العمومية‪،‬‬
‫فهذه العالقة تتعلق بمجال ضيق من الخدمة العمومية ألن في تلك الفترة وجدت الخدمة العمومية‬
‫اإلدارية فقط‪ ،‬فبعد ‪ 1920‬تغير مفهوم الدولة فشهد مجال الخدمة العمومية اتساعا مع ظهور الخدمة‬
‫العمومية ذات الصفة الصناعية والتجارية ومع قبول مبدأ اللجوء إلى الخواص من أجل إدارة الخدمة‬
‫العامة‪.1‬‬

‫وأصبحت النظرة الحديثة للدولة تقوم على تحقيق الرفاهية االجتماعية وتحقيق أكبر قدر من‬
‫الخدمات العامة للمواطنين وال يمكن للدولة االستغناء عنها ألنها تستمد منها شرعيتها ما الحظناه انه‬
‫ال توجد تعاريف تجتمع حول مفهوم واضح ومحدد للخدمة العمومية‪ ،‬فمن بين التعريفات التي قدمت ما‬
‫يلى‪:‬‬
‫يعرفها خبراء اإلدارة على أنها" الحاجات الضرورية لحفظ حياة اإلنسان وتأمين رفاهيته والتي‬
‫يجب توفيرها لغالبية الشعب وااللتزام في متهج توفيرها على أن تكون رفع مستوى المعيشة‬
‫للمواطنين"‪.2‬‬
‫كما أن مدرسة الخدمة العمومية خصصت لها تعريفا كما يلى " هي كل وظيفة يكون أداؤها‬
‫مضمونا ومضبوطا ومراقبا من قبل الحاكمين الن تأدية هذه الوظيفة امر ضروري لتحقيق وتنمية‬
‫‪3‬‬
‫الترابط االجتماعي وهي من طبيعة ال نجعلها تتحقق كاملة اال بفضل تدخل قوة الحاكمين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رفاع شريفة‪ ،‬نحو ادماج مفهوم الخدمة العمومية في الدول النامية نحو تسيير عمومي جديد وفق نظرية االدارة‬
‫العمومية الحديثة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في العلوم الحقوق والسياسة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪، 03‬‬
‫‪ ،9343/9339‬ص‪.43‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد أمين عودة‪ ،‬إدارة المشروعات العامة) القضايا واالستراتجيات(‪ ،‬جامعة الكويت لنشر والتوزيع‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫‪ 9333‬ص ‪.04‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد القادر‪ ،‬الخدمات العمومية‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية لنشر والتوزيع‪ ،‬االسكندرية‪ ،9341 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪00‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫وتعرف أيضا بأنها المنتجات التي تستهدف إشباع حاجات العامة ألفراد المجتمع وبصورة دائمة‬
‫والتي يحترم القائم على إدارتها المساواة واالستم اررية والموجه إلى عدد أكبر من الجمهور سواء على‬
‫المستوى الوطني أو الدولي وهذه الخدمات يمكن أن تقدم من طرف القطاعين العام والخاص‪.1‬‬

‫‪/0‬في التشريع الجزائري‬

‫نجد محاولة من المشرع الجزائري لتعريف الخدمة العمومية في مجال السمعي البصري‪ ،‬ذلك‬
‫بموجب القانون رقم ‪ 14 - 04‬المؤرخ في ‪ 24‬فبرير ‪ 2014‬المتعلق بقانون السمعي البصري‪ ،‬حيث‬
‫عرفت المادة ‪ 32‬منه الفقرة ‪ 32‬الخدمة العمومية للسمعي البصري هي "نشاط لالتصال السمعي‬
‫البصري ذات المنفعة العامة التي يضمنها كل شخص معني يشغل خدمة االتصال السمعي البصري‬
‫‪2‬‬
‫في ظل إحترم مبادئ المساواة والموضوعية والتكييف واالستم اررية"‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 8‬منه على أنه " يتشكل القطاع العمومي للسمعي البصري من الهيئات‬
‫والمؤسسات األخرى التي تمتلك فيها الدولة كافة االسهم‪ ،‬وتضطلع في إطار المنفعة العامة بمهام‬
‫الخدمة العمومية‪".‬‬

‫وقد عرفها الميثاق اإلفريقي لقيم ومبادئ الخدمة العامة واإلدارة المعتمد بأديس أبابا بتاريخ ‪31‬‬
‫يناير ‪ 2011‬الخدمة العمومية في نص المادة األولى منه على أنها " أي خدمة أو نشاط متعلق‬
‫‪3‬‬
‫بالمصلحة العامة يتم القيام بها تحت سلطة اإلدارة "‬

‫ومن جهة أخرى فمصطلح الخدمة العمومية تناولته بعض النصوص المنظمة لعقود االمتياز‬
‫ننكر منها‪ ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 10-32‬المؤرخ في ‪ 09‬فبرير ‪ 2008‬المتضمن المصادقة على‬
‫دفتر الشروط النموذجي للتسيير باالمتياز للخدمة للتطهير ونظام الخدمة المتعلق به‪ ،‬والمرسوم‬

‫‪1‬‬
‫عبد اهلل ولد سيف احمد فال‪ ،‬دور االدارة المحلية فى تسيير الخدمات العامة‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في العلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،9339/9332،‬ص‪.22‬‬
‫‪2‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،16‬المؤرخة في ‪ 23‬مارس ‪ ، 2014‬ص‪.32‬‬
‫‪3‬‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،49/141‬المؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر ‪ ، 2012‬يتضمن التصديق على الميثاق اإلفريقي لقيم و‬
‫مبادئ الخدمة العامة و اإلدارة المعتمد بأديس أبابا‪ ،‬بتاريخ ‪ 31‬يناير ‪ ، 2011‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد‪ ، 22‬ص ‪.31‬‬
‫‪01‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫التنفيذي رغم ‪ 11-32‬المؤخر في ‪ 09‬فبرير ‪ 2008‬المتضمن المصادقة على دفتر الشروط‬


‫النموذجي للتسيير باالمتياز للخدمة العمومية للتزويد بالماء الشروب ونظام الخدمة المتعلق به‪ ،1‬وذلك‬
‫من خالل تعريفا امتياز الخدمة العمومية‪ ،‬حيث اشترطا استم اررية تقديم الخدمة وعدم توقفها‪ ،‬مع‬
‫إمكانية تقديمها بمقابل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص الخدمة العمومية‬

‫تتنوع الخدمات العمومية فالبعض منها ذو طابع إداري‪ ،‬واالخر ذو طابع تجاري أو صناعي إال‬
‫انه توجد خصائص مشتركة تشترك فيها ونوجز أهم خاصيتين فيما يلي‪:‬‬

‫‪ /2‬منطق المصلحة العمومية‬

‫يعني لفظ المصلحة من الناحية اللغوية صالح الشيء و النفع التام الشامل معنويا وماديا والذي‬
‫‪2‬‬
‫اما من الناحية القانونية فيتحدد‬ ‫يستغرق ويعم الجماعة‪ ،‬وهي إشارة للمجتمع صاحب المصلحة‬
‫المفهوم بناءا على تدخل جهة معينة و اإلعتراف بها‪ ،‬فأحيانا يكون الدستور هو المحدد لها والمقرر‬
‫لوجودها‪ ،‬واحيانا يكون المشرع العادي أو اإلدارة‪ ،‬وقد عرف الفقيه الفرنسي أجاك شوفليا" المصلحة‬
‫العامة بأنها واقع اجتماعي ومؤسساتي‪ ،‬وهي تشمل مختلف األنشطة الخاضعة للتبعية المباشرة أو غير‬
‫‪3‬‬
‫المباشرة للجماعات العمومية ألنها تنتمي إلى الحقل العمومي ومصدرها هو الدولة ‪.‬‬

‫أما المصلحة العامة بالنسبة ل " السبينو از "هي القانون األعلى الذي ينبغي أن يخضع له كل قانون‬
‫‪4‬‬
‫آخر سواء أكان إلهيا أو بشريا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،32‬المؤرخ في ‪ 13‬فبراير‪ ، 2008‬ص‪.41‬‬
‫‪2‬‬
‫فوزي خليل‪ ،‬المصلحة العامة بين الشرع والفقه والسياسة‪ ،‬على الموقع‪ ،www.onislam.net‬تاريخ اإلطالع‬
‫‪ ،9399/30/31‬ساعة ‪.41:91‬‬
‫‪3‬‬
‫رشبد بن عيش‪ ،‬المصلحة العامة‪ ،‬مقال منشور على الموقع‪، www.ahewar.org،‬تاريخ الطالع ‪،9339/30/31‬‬
‫ساعة ‪.41:33‬‬
‫‪4‬‬
‫محمد األزهر الناصر‪ ،‬اخالقيات الوظيفة العامة فى مواجهة الفساد فى منظمة الشفافية الدولية‪ ،‬المركز اللبناني‬
‫للدراسات‪ ،‬بيروت‪ ،9339 ،‬ص‪.941‬‬
‫‪01‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫ولكي يرتقي نشاط الخدمة العمومية لمستوى المصلحة العمومية يجب أن يتوفر على ثالثة‬
‫خصائص‪:1‬‬

‫‪ -‬مبدأ المساواة ‪:‬بمعنى يجب أن تكون متاحة للجميع وبصورة عادلة‪ ،‬وهو وجه آخر لمبدأ المساواة‬
‫أمام القانون والتشريعات النابع عن إعالن حقوق اإلنسان لسنة‪. 1789‬‬

‫‪ -‬مبدأ االستمرارية ‪:‬الذي يعني ضمان استم اررية الخدمة العمومية بصورة منتظمة وبدون تمييز‬
‫وانقطاع مهما كانت الظروف‪ ،‬فإذا كانت الخدمة المؤداة حقيقية وذات مصلحة عامة فانه من‬
‫الضروري ضمان استم ارريتها حتى وان كانت المؤسسة عاجزة‪ ،‬لهذا فمبدأ االستم اررية مرتبط بتواجد‬
‫الدولة في حد ذاتها لذلك يتوجب على السلطات اإلدارية اتخاذ التدابير الالزمة لضمان السير المستمر‬
‫للخدمات العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ المالئمة ‪:‬الذي يعني ضرورة تكيف وانسجام الخدمة مع رغبات الجمهور‪ ،‬فإذا تغيرت الظروف‬
‫وتطورت الحاجات فان الخدمة يحب أن تتالءم مع المصلحة العمومية ‪.‬‬

‫‪ /0‬اإلستقاللية اتجاه السوق‪:‬‬

‫اإلستقاللية اتجاه السوق في الخدمات يقابلها في جانب مقابل غياب منطق السوق والمراقبة العمومية‬
‫اقل أو أكثر وسعا‪.‬‬

‫‪-‬غياب منطق السوق‪ :‬يجب أوال التفريق بين الخدمات العمومية ذات الطابع الصناعي من جهة‪،‬‬
‫وبين الخدمات العمومية ذات الطابع اإلداري من جهة أخرى‪ ،‬فالخدمات ذات الطابع اإلداري ليس لها‬
‫سوق ألنه ليس لها ما تبيع بالمعنى الحقيقي‪ ،‬إذ ال يوجد تبادل بين مستعملي ومقدمي الخدمة‪،‬‬
‫فاألشخاص الذين يزورون البلدية يوميا لقضاء حاجاتهم ال يعتبرون معيا ار لمستوى نجاعة ونجاح هذه‬
‫اإلدارة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد القادر برانس‪ ،‬دور الخدمة في مؤسسات الخدمات العمومية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في السياسية‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ، 9343/9339،‬ص ‪.21‬‬
‫‪05‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬الرقابة العمومية‪ :‬محدودية سلطة السوق من طرف زيادة حضور السلطات العمومية‪ ،‬حيث تخضع‬
‫أنشطة الهيئات العمومية إلى رقابة متعددة األطراف منها الوصاية المباشرة لهيئات الدولة‪ ،‬الشركاء‬
‫‪1‬‬
‫السياسيون‪ ،‬المجتمع المدني‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مبادئ وأساليب الخدمة العمومية‬

‫إن تداول تحسين الخدمة العمومية في العديد من المواضيع و خاصة في الخطابات السياسية و‬
‫الدراسات المتعددة لرجال الفكر والقانون أدت إلى خلق مبادئ لها وأساليب تتماشى عليها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مبادئ تقديم الخدمة العمومية‬

‫‪2‬‬
‫إن الخدمة العمومية تقوم علي عدة مبادئ أساسية نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬معيار االستمرارية‪ :‬إن على الدولة أن تحافظ على السير المنتظم للخدمة العمومية و إستم ارريتها‬
‫وهذا لمتطلبات المصلحة العامة و يعتبر ضرورة إلنشاء المؤسسة اإلدارية و كسب شرعيتها و تقديم‬
‫أدنى الخدمات في الحاالت االستثنائية أو الطارئة ‪.‬‬

‫‪ -‬معيار المساواة ‪ :‬وهو تقديم الخدمة في المرفق العام لكل من تتوفر فيه شروط االستفادة منها دون‬
‫تمييز في العرق أو الجنس أو اللون أو الدين أو المركز االجتماعي أو الثقافي ‪ ،‬و هذا ما تجسده‬
‫المواثيق الدولية و إعالن حقوق اإلنسان و الدساتير على المساواة أمام القانون بين كل أفراد المجتمع‬
‫و هذا ما يتعلق بسير المرفق العام‪.‬‬

‫‪ -‬معيار التطور ‪ :‬إن هذا المعيار يتمثل في مسايرة الخدمة العمومية لتطور المجتمع في جميع‬
‫المجاالت و تلبية احتياجات طالبي الخدمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد القادر برانس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪2‬‬
‫مريزق عدمان‪ ،‬التسيير العمومي بين االتجاهات الكالسيكية و االتجاهات الحديثة‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪ ،9341‬ص‪.42‬‬
‫‪06‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬معيار الشمولية ‪ :‬يعتبر معيا ار هاما للخدمة العمومية مكفوال لكل أفراد المجتمع و ذلك على أساس‬
‫الضرورة و عليه تكون في متناول جميع المواطنين و السماح لهم بالوصول إليها حسب الشروط‬
‫القائمة و قدراتهم ومستوياتهم‪.‬‬

‫‪ -‬معيار المجانية النسبية‪ :‬على ضوء ما جاء في معيار المساواة فإن تقديم الخدمة يصبح مختلف‬
‫من فرد آلخر و ذلك على حسب المستوى المعيشي و الدخل الفردي فهناك بعض الخدمات تكون‬
‫مجانية للجميع كالصحة و التعليم و غيرها المحددة قانونا و هناك خدمات تكون بمقابل‪.‬‬

‫‪ -‬معيار الفعالية ‪ :‬إن توفير بعض الخدمات العمومية في جميع مناطق الدولة التي بها عجز في‬
‫منطقة دون أخرى كمجال النقل والكهرباء وغيرها من الخدمات التي تساهم في تهيئة و تنمية هذه‬
‫المناطق وتكون أكثر فعالية‪.‬‬

‫‪ -‬معيار التضامن ‪ :‬بما أن الخدمة العمومية تعبر عن التضامن االجتماعي بين المواطنين فإن الدولة‬
‫تقوم بتجسيده ميدانيا وهذا حتى تقضي الدولة على ظاهرة الفقر والحرمان والتقليص من الفوارق‬
‫‪1‬‬
‫االجتماعية بين األفراد التي تنجم عن ضعف الدخل أو اإلعاقة أو غيرها من العوامل المسبب لذلك‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أساليب الخدمة العمومية‬


‫لطالما ارتبط مفهوم البيروقراطية عند كثير من الجمهور بتلك التعقيدات واإلجراءات المتشابكة‬
‫التي تواجه المواطن اثناء طلب خدمة عامة من إدارته‪ ،‬وأضحى هذا المفهوم يتجلى في كثير من‬
‫الخطابات السياسية واالدبيات العامة‪ ،‬محذرين من خطورة الممارسات البيروقراطية وما قد ينجر عنها‬
‫من تأثيرات سلبية على النظام السياسي المتمثلة أساسا في فقدان الثقة والوالء‪ ،‬فالنمط البيروقراطي في‬
‫معظم الدول وخاصة دول العالم الثالث قد افرز مجموعة من الحواجز كانت بمثابة عائق أمام التنمية‪،‬‬
‫بقدر ما كانت السلطات العليا في هذه البلدان تعتمد إعتمادا كليا على الجهاز البيروقراطي مع بسط‬
‫سلطتها بقدر ما كان هذا الجهاز نفسه سالح تحول ضد ارادتها‪ ،‬ألنه يستجيب الى طموحات‬
‫المواطنين ويحقق رضاهم‪ ،‬لقد أنتج هذا النظام كما يرى الف ريد سايف عالم من األوراق والالمسوؤلية‬
‫‪2‬‬
‫والتباطؤ وهو نمط يركز صنع القرار عند مجموعة من محددة من يضعف من دور االدارات المحلية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مريزق عدمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪2‬‬
‫قاسم ميلود‪ ،‬عالقة االدارة والمواطن في الجزائر بين االزمة ومحاوالت االصالح‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،5‬جامعة ورقلة‪ ،‬جوان‪ ،9344‬ص ‪.31‬‬
‫‪07‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫فالنتائج السلبية التي ترتبت عن تطبيق النظام البيروقراطي في اإلدارات العمومية جعل الدول تهتم‬
‫بشكل كبير بإصالح هياكلها وتفعيل مردودية الخدمات العمومية‪ ،‬حيث برزت أنماط جديدة في التسيير‬
‫فكان التسيير العمومي كمفهوم جديد إلصالح اإلدارة العامة التقليدية وتوجيهها نحو تعزيز كفاءتها‬
‫وانتاجيتها وتحسين قدراتها في تقديم الخدمات والتقليص من البيروقراطية وزيادة االعتماد على القطاع‬
‫‪1‬‬
‫الخاص واستخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت الحديثة ‪.‬‬

‫فنشوء التسيير العمومي جاء نتيجة التطور التدريجي ألساليب التسيير الخدمة العمومية خاصة‬
‫في الفترة ما بين الحربين العالميتين األولى والثانية في بداية القرن العشرين واضطرار تدخل الدولة في‬
‫‪2‬‬
‫تنظيم وتنشيط الميادين االقتصادية والقانونية التي كانت منوطة بالقطاع الخاص‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األساس القانوني لقدرة تحسين الخدمة العمومية‬


‫إن فكرة الخدمة العمومية في الجزائر أخذت قسطا من االهتمام والعمل الجاد لدى السلطات‬
‫العمومية للنهوض بالخدمة العمومية وهذا ما تجلى في النصوص التشريعية والتنظيمية المجسد لذلك‬
‫والتي بدورها أكدت هذا التطور وسنوضح األساس القانوني لفكرة الخدمة العمومية و ذلك من خالل‬
‫األحكام التشريعية‪ ،‬واألحكام التنظيمية‪ ،‬واألحكام التشريع الفرعي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬األحكام التشريعية‬
‫أوال الدستور‬
‫لقد جاء في المادة ‪ 99‬من التعديل الدستوري ‪ 119-93‬والتي في فحواها على أن من‬
‫صالحيات الوزير األول‪ ،‬السهر على حسن سير اإلدارة العمومية و يتجلى ذلك من خالل سنه‬
‫للمراسيم التنظيمية التي تنظم سير اإلدارة العمومية و تقديمها لعملها على أكمل وجه لخدمة المجتمع‬
‫‪3‬‬
‫ورقيه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عاشور طارق‪ ،‬مقاربة التسيير العمومي الجديد كآلية لتدعيم وتعزيز تنافسية وكفاءة المنظمات الحكومية‪ ،‬مجلة‬
‫أداء المؤسسات الجزائرية العدد ‪ ،9341/9344 ،01‬ص‪.44‬‬
‫‪2‬‬
‫دكتوره في الحقوق‪ ،‬كلية بن عكنون‪،‬‬
‫ا‬ ‫الجزئري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫سليمة غزالن‪ ،‬عالقة اإلدارة بالمواطن في القانون ا‬
‫الجزئر ‪ ،9343/9344 ،34‬ص‪.41‬‬
‫ا‬
‫‪3‬‬
‫المرسوم الرئاسي ‪ 119-93‬المؤرخ في ‪ 03‬ديسمبر ‪ ،9339‬يتعلق بإصدار التعديل الدستوري المصادق عليه في‬
‫إستفتاء أول نوفمبر ‪ ،9393‬ج ر بتاريخ ‪ 03‬ديسمبر ‪.9393‬‬
‫‪08‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬أحكام القانون‪22-22‬‬

‫إن قانون ‪ 43-44‬المتعلق بالبلدية جاء في نص المادة ‪ 30‬في الفقرة الثانية منها على أن‬
‫البلدية تساهم مع الدولة بصفة خاصة في إدارة وتهيئة اإلقليم و التنمية االقتصادية و االجتماعية‬
‫واألمن وكذا الحفاظ على اإلطار المعيشي للمواطنين وتحسينه‪ ،‬وهذا ما يبرز فكرة تحسين الخدمة‬
‫‪1‬‬
‫العمومية و دور الدولة و البلدية في ذلك‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬األحكام التنظيمية‬

‫هناك العديد من المراسيم التنظيمية التي جاء فيها فكرة تحسين الخدمة العمومية إال أننا نذكر‬
‫أهمها‬

‫‪2‬‬
‫أوال‪ :‬المرسوم ‪.212-88‬‬

‫تجسدت فكرة تحسين الخدمة العمومية في المرسوم التنظيمي ‪ 404-22‬وذلك في ما نصت‬


‫عليه المادة ‪ 16‬منه‪ ":‬تسهر اإلدارة دوما على تكييف مهامها و هياكلها مع احتياجات المواطنين‪".‬‬

‫وكذلك نصت المادة ‪ 12‬في نفس الصياغ في الفقرة الثانية منها ‪ ":‬ترتب اإلدارة ‪ ...‬يجب عليها‬
‫أن تستقبلهم أحسن استقبال‪ ،‬وفي هذا اإلطار يجب أن تعمم إقامة هياكل مالئمة الستقبالهم‪".‬‬

‫إن نص المادة ‪ 40‬جاء في معناه تجسيد فكرة تحسين الخدمة العمومية‪ ،‬و قد ورد فيه ما يلي‪:‬‬
‫"يجب أن تنظم هياكل االستقبال من حيث تجهيزها وتزويدها بالوسائل البشرية والمادية حتى يمكنها‬
‫التكفل بالمواطن منذ دخوله رحاب المصلحة أو الهيئة المعنية في أحسن الظروف الممكنة"‪.‬‬

‫قد جاء في القسم الرابع بعنوان التحسين الدائم لنوعية الخدمة من نفس القانون في المادة ‪94‬‬
‫منه‪ " :‬يجب على اإلدارة حرصا منها على تحسين نوعية خدمتها باستمرار وتحسين صورتها العامة‬

‫‪1‬‬
‫القانون رقم ‪ 43-44‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬المؤرخ في ‪ 93‬رجب عام ‪ 4109‬الموافق ‪ 99‬يونيو ‪ ،9344‬جريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد‪.02‬‬
‫‪2‬‬
‫المرسوم رقم ‪ 404-22‬المتضمن ينظم العالقات بين اإلدارة والمواطن‪ ،‬المؤرخ في ‪ 99‬ذو القعدة عام ‪4130‬ه‪،‬‬
‫الموافق ‪ 2‬يوليو ‪ ،4922‬الجريدة الرسمية الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،92‬الصادر في ‪ 99‬ذو القعدة عام ‪4132‬ه‪.‬‬
‫‪09‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫باعتبارها تعبي ار عن السلطة العمومية أن تسهر على تبسيط إجراءاتها و طرقها ودوائر تنظيم عملها و‬
‫على تخفيف ذلك"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المرسوم الرئاسي ‪21-26‬‬

‫جسد أيضا هذا المرسوم فكرة تحسين الخدمة العمومية و ذلك من خالل ما نصت عليه المادة ‪30‬‬
‫في الفقرة الثانية التي ورد فيها أنه يكلف المرصد الوطني للمرفق العام إلى االقتصادية واالجتماعية و‬
‫‪1‬‬
‫التكنولوجية و كذا مع حاجات مستعملي المرفق العام‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المرسوم التنفيذي رقم ‪182-21‬‬

‫جاء في أحكام هذا المرسوم تحديد صالحيات الوزير لدى الوزير األول المكلف بإصالح الخدمة‬
‫العمومية التي أخذت بفكرة تحسين الخدمة العمومية ‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ " 39‬يتولى الوزير‬
‫األول المكلف بإصالح الخدمة العمومية في مجال إصالح الخدمة العمومية مهمة تصور و اقتراح‬
‫القواعد العامة المتعلقة بتنظيم الخدمة العمومية و سيرها‪ ،‬بالتشاور مع الوزراء المعنيين‪ ،‬لتكييفها مع‬
‫التطورات االقتصادية و االجتماعية ولتلبية حاجيات مستعملي المرفق العام"‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ومن صالحيات التي جاءت لتجسيد الخدمة العمومية نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة و تقييم تنظيم الخدمة العمومية وسيرها ‪.‬‬

‫‪ -‬إقتراح كل تدبير يهدف تحسين أداء الخدمة العمومية ‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة و اقتراح كل تدبير يهدف إلى تسهيل االستفادة من الخدمة العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬ترقية األعمال الموجهة لتحسين نوعية الخدمة العمومية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 30-42‬المتضمن إنشاء المرصد الوطني للمرفق العام‪ ،‬المؤرخ في ‪ 92‬ربيع االول عام ‪4102‬‬
‫الموافق ‪ 2‬يناير ‪ 9342‬الجريدة الرسمية الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،40‬المؤرخة في ‪ 0‬ربيع االول عام ‪4102‬ه الموافق ‪40‬‬
‫يناير ‪.9342‬‬
‫‪2‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم‪ 024-40‬المؤرخ في ‪ 41‬محرم عام ‪ 4101‬الموافق ‪ 49‬نوفمبر ‪ 9340‬يحدد صالحيات الوزير‬
‫لدى الوزير االول المكلف بإصالح الخدمة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،19‬المؤرخة في ‪.9340-44-93‬‬
‫‪12‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬تنسيق أعمال تبسيط اإلجراءات اإلدارية و تخفيفها‪.‬‬

‫‪ -‬مساعدة اإلدارات والمؤسسات والهيئات العمومية في إعداد برامجها الخاصة بعصرنة الخدمة‬
‫العمومية و تنفيذها‪.‬‬

‫‪ -‬التشجيع على تطوير اإلدارة اإللكترونية بإدخال التكنولوجيا الحديثة لإلعالم واالتصال وتعميمها‪.‬‬
‫ربعا ‪ :‬المرسوم التنفيذي ‪291-21‬‬
‫جاءت مواد هذا المرسوم محددة لصالحيات المدير العام للوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري‬
‫والتي وضعها المشرع في مجالين مجال الوظيفة العمومية ومجال اإلصالح اإلداري وعليه فإننا أخدنا‬
‫بالصالحيات الرامية إلى تحسين الخدمة العمومية والتي نصت عليها المادة ‪ 39‬من المرسوم كاآلتي‪:1‬‬
‫‪ -‬دراسة القواعد العامة التي تتعلق بتنظيم إدارات الدولة والجماعات اإلقليمية والهيئات والمؤسسات‬
‫العمومية وعملها واعداد ذلك واقتراحه باالتصال مع الو ازرات المعنية قصد التكيف مع التطورات‬
‫االقتصادية واالجتماعية و مع حاجات المواطنين‪.‬‬

‫‪ -‬المبادرة بكل عمل لتجديد اإلدارة العمومية وعصرتنها باللجوء إلي التقنيات الحديثة في التسيير‬
‫والتكنولوجيا الجديدة لإلعالم و االتصال‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة سير اإلدارة العمومية و تقييمه و اقتراح كل تدبير يرمي إلى تحسين نجاعتها‪.‬‬

‫‪ -‬السهر على التطابق بين حاجات التنمية االجتماعية و القتصادية و تنظيم الجهاز اإلداري‪.‬‬

‫‪ -‬ترقية كل تدبير يرمي إلى تحسين العالقة بين اإلدارة و المواطن ‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة كل اقتراح وتدبير يسمح بتحسين استقبال المواطنين واعالمهم و توجيههم‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة كل اقتراح وتدبير يرمي إلي ترقية األعمال الحوارية واإلصغاء إلي مستعملي المرفق العام‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،490-41‬المؤرخ في ‪ 31‬رمضان عام ‪ 4101‬الموافق ‪ 30‬يوليو ‪ ،9341‬يحدد صالحيات‬
‫المدير العام للوظيفة العمومية واالصالح االداري‪ ،‬العدد‪ ،14‬الجريدة الرسمية الجزائرية‪ ،‬المؤرخة في ‪ 32‬رمضان عام‬
‫‪ 4101‬الموافق ‪ 32‬يوليو ‪.9341‬‬
‫‪12‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬التشريع الفرعي‬

‫نأخذ في الجانب التشريعي الفرعي أهم التعليمات الو ازرية التي جاء فيها الحث والدعوة إلى‬
‫تحسين الخدمة العمومية لتلبية حاجيات الفرد و المجتمع بأكمله من تعليمات الوزير األول وتعليمات‬
‫وزير الداخلية والجماعات المحلية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعليمة الوزارية رقم ‪.0222/2599‬‬

‫صدرت هذه التعليمة عن وزير الداخلية و الجماعات المحلية بتاريخ ‪ 25‬ماي ‪ ، 2111‬حيث‬
‫تتعلق بتخفيف الملفات اإلدارية و اإلجراءات و تحسين الخدمات الصادرة عن اإلدارات المحلية فمن‬
‫ناحية الوثائق تم تقليص أوراق الحالة المدنية بشكل كبير و إلغاء العديد منها ‪ ،‬وكذلك تمديد في مدة‬
‫‪1‬‬
‫الصالحية‪ ،‬وكذلك تسهيل اإلجراءات فيما يخص تصحيح األخطاء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعليمة رقم ‪0221/102‬‬

‫صدرت هذه التعليمة عن الوزير األول موجهة إلي جهاز قطاع التربية جاء في موضوعها‬
‫إصالح الخدمة العمومية في قطاع التربية الوطنية و قد تصدر موضوع تحسين الخدمة و التكفل‬
‫الفعلي بقضايا المواطن نص هذه التعليمة ويعد من أهم انشغاالت الحكومة الوقت الراهن و سائر‬
‫أجهزتها و إدراج برنامج عمل حكومي لهذا الغرض وسعي كل هياكلها للتقدم السريع للخدمة العمومية‬
‫و تحسينها‪ ،‬و هذا ما تراه الحكومة فيما يخص قطاع التربية الوطنية‪.‬‬

‫الذي يعتبر من أهم القطاعات وكذلك عالقته الكبيرة بالمواطن الستفادته من خدمات كبيرة في‬
‫المجال التعليمي‪ ،‬من خالل المؤسسات التعليمية وجميع مصالح القطاع وعليه نصت هذه تعليمة‬
‫ليتكفل هذا الجهاز بانشغاالت المواطنين أن يقوم بما يلي‪:2‬‬

‫‪1‬‬
‫تعليمة وزير الداخلية والجماعات المحلية رقم‪ ،4199‬المؤرخة في ‪ 52‬ماي ‪ ،5122‬تتعلق بتخفيف الملفات االدارية و‬
‫االجراءات تحسين الخدمات الصادرة عن االدارات المحلية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫النشرة الرسمية للتربية الوطنية‪ ،‬العدد‪ ،112‬المديرية الفرعية للتوثيق التربوي مكتب النشر‪ ،‬المنشور رقم ‪ 029‬المؤرخ‬
‫في ‪ 03‬نوفمبر ‪ ،9340‬ص‪32‬‬
‫‪10‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬تحسين استقبال المواطنين و ذلك بتشكيل خاليا استقبال دائمة في كل مستويات اإلدارة التعليمية‬
‫وذلك بتكليف موظفين مؤهلين للقيام بالمهمة و تخصيص مكان مالئم لذلك لتلبية متطلباتهم مع الراحة‬
‫التامة‪.‬‬

‫‪ -‬تخفيف اإلجراءات اإلدارية وتبسيطها ‪ ،‬فيما يخض التقليل من وثائق الملفات المطلوبة و سرعة‬
‫تنفيذ اإلجراءات الالزمة‪.‬‬

‫‪ -‬التكفل الفعلي بشكاوي الموظفين و انشغاالتهم في التعامل الفوري معها ومعالجتها ليقدموا عمل‬
‫أفضل ومردود جيد‪.‬‬

‫‪ -‬تعميم تكنولوجيا اإلعالم و االتصال كاستعمال البريد اإللكتروني في المراسالت و التواصل المباشر‬
‫على الهواء عن طريق المحاضرة المرئية‪ ،‬استغالل المواقع اإللكترونية مع المتعاملين معها وغيره من‬
‫العمليات التي تستدعي ذلك‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬التعليمة رقم ‪0225/0191‬‬

‫جاء موضوع هذه التعليمة بخصوص إصدار بطاقة التعريف الوطنية التي ورد فيها‪ ":‬أنه في‬
‫إطار إعادة التأهيل للمرفق العام و تقريب اإلدارة من المواطن‪ ،‬أنه تقرر تحويل إصدار البطاقة‬
‫التعريف الوطنية من المقاطعات اإلدارية و الدوائر إلى البلدية‪ ،‬يعد هذا اإلجراء إعادة تأهيل المرفق‬
‫العام و تخفيف اإلجراءات اإلدارية"‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫تعليمة وزير الداخلية رقم ‪ ،9090‬تتعلق بتحويل إصدار بطاقة التعريف الوطنية على مستوى البلديات‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل االول‬

‫نستخلص من هذا الفصل أن مفهوم الرقمنة مفهوم غير واضح‪ ،‬وهذا بسبب حداثته فعلى الرغم‬
‫من التعاريف المقدمة لها إال أنني وجدت بأنه ال يمكن إعطاء تعريف دقيق ونهائي‪ ،‬ولقد اجتمعت جل‬
‫التعاريف في نقطة واحدة وهي أن الرقمنة هي تنفذ كامل المعامالت والخدمات‪ ،‬وتعتبر آلية فعالة في‬
‫مساعدة االدارة في تنظيم أعمالها‪.‬‬

‫وتعتبر الرقمنة الركيزة األساسية للخدمة العمومية ومن أهم وظائف الدولة منذ نشأتها إلى يومنا‬
‫هذا‪ ،‬والسعي إليجاد أفضل اآلليات لتحسين الخدمة العمومية يعني السعي إلى إستقرار المجتمع بصفة‬
‫عامة‪ ،‬وذلك من خالل تسهيل اتصال بالمواطن وسرعة استجابة‪ ،‬ومن جهة أخرى الجزائر سعت إلى‬
‫تطبيقها في القطاعات المهمة مثل و ازرة الداخلية التي تهدف إلى تفعيل جميع اآلليات العصرية لتجسيد‬
‫اإلدارة‪ ،‬ومن ثم المساهمة في تخفيف حجم الملفات المطلوبة من المواطن‪ ،‬وذلك عن طريق رقمنة‬
‫السجالت‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة‬
‫العمومية‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مقدمة الفصل الثاني‬

‫أصبح للرقمنة دو ار كبير في تحسين الخدمة العمومية‪ ،‬بفضل تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت‬
‫من جهة ومتطلبات العمل في البيئة المعرفية من جهة أخرى‪ ،‬األمر الذي أدى إلى حصول تطورات‬
‫جذرية على مستوى الهياكل التنظيمية للمنظمات‪ ،‬واألنشطة والمهام التي تقوم بها‪ ،‬وكذا القائمين‬
‫عليها‪ ،‬من حيث العالقات واألنماط السلوكية‪ ،‬فضال عن اإلمكانات والموارد التي يجري استخدامها من‬
‫أجل تحقيق أهداف محددة‪ ،‬من خالل إعطاء صورة واضحة عن أهمية المعلومات في هيكلها وبنائها‬
‫التنظيمي‪ ،‬وبالتالي كيف سينعكس ذلك من خالل إعطاء على طبيعة أدوار منفذي تلك األنشطة فضال‬
‫عن طبيعة مهارتهم في ضوء الممارسات الرقمية المطلوبة منهم‪ ،‬وبالتالي يكمن دور الرقمنة كألية‬
‫لتحسين الخدمة العمومية‪.‬‬

‫ومن هذا سنتطرق في هذا الفصل إلى المباحث التالية والتي تمثلت فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬أساسيات تطبيق الرقمنة في مجال الخدمة العمومية وشمل كل من‪:‬‬

‫‪ -‬واقع تطبيق الرقمنة في ميدان الخدمة العمومية ودوافعها‬

‫‪ -‬متطلبات تطبيق الرقمنة داخل إدارة الخدمة العمومية‬

‫‪ -‬تطبيق الرقمنة في قطاع العدالة‬

‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬مساهمة دخول الرقمنة على الخدمة العمومية وشمل كل من‪:‬‬

‫‪ -‬دور الرقمنة في تحسين الخدمة العمومية‬

‫‪ -‬مؤشرات الرقمنة في رفع كفاءة الموظفين‬

‫‪ -‬معوقات تطبيق مشاريع الرقمنة وتحدياتها‬

‫‪16‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث االول‪ :‬أساسيات تطبيق الرقمنة في مجال الخدمة العمومية‬

‫إن المؤسسات العمومية كغيرها من المؤسسات الخدمية األخرى تسعى دوما نحو تقديم خدمات‬
‫أفضل للمواطنين من خالل مواكبة التغيرات الطارئة في البيئة التي تنشط بها والتطورات الحاصلة على‬
‫مستوى التكنولوجيات المستخدمة‪ ،‬حيث توجهت نحو رقمنة إدارتها وتعامالتها وتقديم الكثير من‬
‫الخدمات إلكترونيا‪ ،‬األمر الذي ساهم في تحسين جودة خدماتها‪.‬‬

‫وأصبح للرقمنة دو ار كبي ار في تحسين الخدمة العمومية‪ ،‬بفضل تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬
‫من جهة ومتطلبات العمل في البيئة المعرفية من جهة أخرى ‪ ،‬األمر الذي أدى إلى حصول تطورات‬
‫جذرية على مستوى الهياكل التنظيمية للمنظمات‪ ،‬واألنشطة والمهام التي تقوم بها‪ ،‬وكذا القائمين‬
‫عليها‪ ،‬من حيث العالقات واألنماط السلوكية‪ ،‬فضال عن اإلمكانيات والموارد التي يجري استخدامها‬
‫من أجل تحقيق أهداف محددة‪ ،‬من خالل إعطاء صورة واضحة عن أهمية المعلومات في هيكلها‬
‫وبنائها التنظيمي‪ ،‬وبالتالي كيف سينعكس ذلك على طبيعة أدوار منفذي تلك األنشطة فضال عن‬
‫طبيعة مهارتهم في ضوء ممارسات الرقمنة المطلوبة منهم‪ ،‬ومن هذا المنطلق سيشمل هذا المبحث‬
‫على كل من‪:‬‬

‫‪ ‬واقع تطبيق الرقمنة في ميدان الخدمة العمومية ودوافعها‪.‬‬


‫‪ ‬متطلبات تطبيق الرقمنة داخل إدارة الخدمة العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬تطبيق الرقمنة في قطاع العدالة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب االول‪ :‬واقع تطبيق الرقمنة في ميدان الخدمة العمومية ودوافعها‬


‫نتعرف في هذا المطلب على واقع اإلدارة العمومية في البيئة العربية باعتبارها فضاء خصب‬
‫لدراسة وتتبع بدوافع التي أدت إلى تبني الرقمنة في مجال الخدمة العمومية‪ ،‬لتعزيز الوصول إلى‬
‫المعلومات‪ ،‬وتحسين الخدمة العمومية‪ ،‬وما تتطلبه من إمكانيات ومجهودات‪ ،‬ومن هنا سنقوم بشرح‬
‫مفصل لكال من واقع االدارة التقنية في البيئة العربية‪ ،‬و دوافع تطبيق الرقمنة في الخدمة العمومية‪.‬‬
‫الفرع االول‪ :‬واقع االدارة التقنية في البيئة العربية‬
‫يتطلب واقع اإلدارة التقنية في البيئة العربية بنية تحتية تقنية قوية لألعمال االلكترونية‪ ،‬بوجود‬
‫سلطات إدارية عليا داعمة لها‪ ،‬حيث ال تزال البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت في‬
‫المنظمات العربية تعاني نقصا فادحا في استخدام نظم المعلومات وعاجزة عن تلبية متطلبات األعمال‬
‫اإللكترونية على مستوى منظمات األعمال والحكومات والمؤسسات في القطاعات المختلفة‪ ،‬مما تأثر‬
‫سلبيا على تقديم خدمات إلكترونية وفي بعض الدول العربية‪.‬‬
‫أدت قلة عدد الشركات التي تستخدم النظم وادوات األعمال اإللكترونية وكذلك احتكار عمليات‬
‫تزويد خدمة األنترنت لدى مزودين محدودين إلى تردي مستوى هذه الخدمات وارتفاع تكلفتها في الوقت‬
‫نفسه‪ ،‬إضافة إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات وصناعة البرمجيات فإن معظم شركات تكنولوجيا‬
‫المعلومات واإلتصاالت العربية تعاني مشكالت كثيرة‪ ،‬مثل صغر الحجم وقلة عددها والتبعثر‬
‫ومحدودية رأس المال المستثمر اتجاه هذه الشركات نحو السوق المحلية بالدرجة األولى‪ ،‬والتفاوت‬
‫الكبير على مستوى التقدم ودرجة اإلندماج في العالم الرقمي وغيرها‪ ،‬إلى وجود فجوة رقمية تتسع بين‬
‫مجموعة الدول العربية المتطورة رقميا‪ ،‬حيث تحتاج الفجوة الرقمية العربية إلى مزيد من الدراسات‬
‫التحليلية للتعرف على أبعادها‪ ،‬ووضع استراتيجيات عربية لتجاوزها‪ ،‬كما تواجه الشركات في الدول‬
‫العربية مشكلة توجهها نحو أسواق دول الخليج ذاتها وتنافسها في النشاطات الرئيسية نفسها‪ ،‬في حين‬
‫تهتم شركات تكنولوجيا المعلومات في إيرلندة والهند ‪ ،‬مثال بتطوير النظم والتقنيات وبرامج األعمال‬
‫اإللكترونية والتجارة اإللكترونية وتطبيقات االنترنت والتزويد الخارجي وبرامج أمن موارد الشبكات‬
‫‪1‬‬
‫وحمايتها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الصمد بدوي‪ ،‬اإلدارة الرقمنة كإبداع في التسيير وتميز منظمات األعمال مع اإلشارة لنموذج لإلدارة الرقمية في‬
‫المنظمات العربية‪ ،‬رسالة بحث جامعية ‪ ،‬جامعة بشار‪ ،9343 ،‬ص‪.23‬‬
‫‪18‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ولهذا أضحى التغير ضرورة ملحة نحو التحول إلى نموذج تنظيمي رقمي في كافة مؤسسات‬
‫المجتمع نتيجة تحديات العولمة واقتصاديات السوق المفتوحة‪ ،‬وبالتالي بعدما عرفنا المشاكل التي‬
‫تعاني منها اإلدارة وخاصة في البالد العربية ال يمكننا الحديث عن إدارة رقمية من دون تحول إداري‬
‫بإعتباره عملية مستمرة لتحسين األوضاع الراهنة وتطويرها في ظل وجود إرادة سياسية قوية من السلطة‬
‫‪1‬‬
‫السياسية ومسؤولية وطنية لنجاح التحول اإلداري‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دوافع تطبيق الرقمنة في الخدمة العمومية‬

‫تتنوع الدوافع التي تؤدي إلى تنفيذ مشروع رقمنة مصادر المعلومات‪ ،‬أو بشكل أدق عملية‬
‫التحويل الرقمي لموارد غير رقمية‪ ،‬وبالتالي فإن اتخاذ القرار‪ ،‬بهذا الشأن‪ ،‬يمكن إحالته لألسباب‬
‫التالية‪:2‬‬

‫‪ -‬تعزيز الوصول‪ ،‬وهو أحد أهم أسباب رقمنة مصادر المعلومات‪ ،‬حيث ان هناك حاجة ملحة من‬
‫قبل المستفيدين‪ ،‬للحصول على هذه المصادر‪ ،‬وبالمقابل لدى المكتبات ومراكز األرشيف الرغبة أيضا‬
‫في تعزيز الوصول إليها‪ ،‬وتلبية احتياجات المستفيدين‪.‬‬

‫‪ -‬تحسين الخدمات‪ ،‬وذلك من خالل توفير الوصول إلى مصادر المعلومات الرقمية لهذه المؤسسات‪،‬‬
‫مع ما يتناسب مع التعليم‪ ،‬والتعلم مدى الحياة‪.‬‬

‫‪ -‬الحد من تداول استخدام النسخ األصلية المهددة بالتلف‪ ،‬لكثرة استخدامها‪ ،‬أو لهشاشتها‪ ،‬وبالتالي‬
‫إنشاء نسخ احتياطية للمحافظة عليها‪.‬‬

‫‪ -‬تقديم الفرص للمؤسسة‪ ،‬لتطوير البنى التحتية والتقنية‪ ،‬والقدرات الفنية لفريق العمل‪.‬‬

‫‪ -‬الرغبة في تنمية العمل التعاوني‪ ،‬ومشاركة مؤسسات أخرى في إنتاج مصادر معلومات رقمية‪،‬‬
‫واتاحتها على شبكة اإلنترنت‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الصمد بدوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪2‬‬
‫ومركز األرشيف‪ ،‬االتحاد الدولي‬
‫عبد اللطيف صوفي‪ ،‬إرشادات مشاريع رقمنة مجموعات الحق العام في المكتبات ا‬
‫لجمعيات ومؤسسات المكتبات‪ ،9340 ،‬ص‪.32‬‬
‫‪19‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬البحث عن شراكات مع مؤسسات أخرى‪ ،‬لالستفادة من المميزات اإلقتصادية لألعمال المشتركة‪.‬‬

‫‪ -‬اإلفادة من الفرص المالية‪ ،‬على سبيل المثال ‪ :‬احتمال توفير تمويل آمن لتنفيذ البرامج‪ ،‬أو مشاريع‬
‫معينة‪ ،‬قادرة على توليد حجم هام من المداخيل المادية المطلوبة‪.‬‬

‫‪ -‬تسارع التقدم التكنولوجي والثروة المعرفية‪ :‬فالتكنولوجيا الحديثة تمكن المجتمع من الحصول على‬
‫فوائد كبيرة‪ ،‬وذلك من خالل تحسين أداء المؤسسات واتاحة فرص االستثمار لها في قطاع‬
‫التكنولوجيا‪ ،‬لتسهيل اإلجراءات واالستفادة من الميزات التقنية الموجودة على المستوى الدولي‪.‬‬

‫‪ -‬توجهات العولمة نحو تقوية الروابط اإلنسانية‪ ،‬التي دفعت العديد من الدول إلى تطور خدماتها‬
‫للوصول إلى مستويات عليا من أجل الحصول على شهادة الجودة العالمية لخدماتها وإلرضاء‬
‫الموطنين‪ ،‬وذلك بعد أن أصبح امامه مقياس عالميا يستطيع من خالله مقارنة ما تقدمه دولة من‬
‫خدمات محلية بما تقدمه الدول المتقدمة من خدمات راقية لمواطنيها‪.‬‬

‫يجب ان يتم توضيح دوافع تطبيق الرقمنة ألنها تؤدي إلى تنفيذ مشروع رقمنة المصادر‪ ،‬ومعرفة‬
‫الهدف التي تؤدي إلى تحديد العمليات والتكاليف‪ ،‬وبما أن عملية الرقمنة تتطلب على حد سواء‪ ،‬توفير‬
‫الجهود العمالية والتكاليف المالية ‪ ،‬فإنه من الضروري إنتاج صورة رقمية‪ ،‬يمكن االستفادة منها لتلبية‬
‫العديد من االحتياجات‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬متطلبات تطبيق الرقمنة داخل إدارة الخدمة العمومية‬

‫حتى نتمكن من تطبيق الرقمنة و التحول السريع من اإلدارة التقليدية ‪ ،‬يجب أن تتوفر الظروف‬
‫المالئمة و المرور بمراحل عديدة وهامة لتوفير متطلبات تطبيق وتنظيم اإلدارة رقمية لتحقيق األهداف‬
‫المرجوة منها‪ ،‬و حتى تتمكن المرافق العامة والمؤسسات االستفادة من التقنيات الحديثة ومواكبة التطور‬
‫وتقديم مردود أفضل وتلبية احتياجات المواطن و تقديم له الخدمات بصورة راقية وجيدة وقد تنجم عن‬
‫هذا التطبيق بعض السلبيات المحتمل حدوثها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد اللطيف صوفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪12‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬متطلبات الرقمنة و وأسس بنائه‬

‫أوال‪ :‬متطلبات الرقمنة‬

‫‪1‬‬
‫ويمكن تلخصها في ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬عتاد الحاسوب‪ :‬يعتبر أهم وسيلة من المتطلبات وتتمثل هذه العتاد في المكونات المادية ونظمه‬
‫وشبكاته و ملحقاته‪.‬‬

‫‪ -‬البرمجيات‪ :‬و تعني الشق الذهني من نظم وشبكات الحاسوب مثل البرامج المعمول بها في جهاز‬
‫البريد و الرقمنة في البلدية و الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬شبكة االتصاالت‪ :‬هي الوصالت اإللكترونية الممتد عبر نسيج اتصالي لشبكات األنترنت و‬
‫اإلكسترانت‪.‬‬

‫‪ -‬صناع المعرفة ‪ :‬إن العمل بكل هذه المكونات و العناصر يجب أن يكون هناك القيادات الرقمية و‬
‫المديرون و المحللون للموارد المعرفية‪ ،‬ورأس المال الفكري في المنظمة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ويمكن عرض هذه المتطلبات في مجموعات نذكر منها‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫فاطمة الزهراء طلحى ‪ ،‬رحايلية سيف الدين‪ ،‬معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية باإلدارات العمومية الجزائرية )‬
‫دراسة ميدانية لمجموعة من اإلدارات بوالية سوق أهراس( ‪،‬الملتقى الدولي األول المؤسسة الخدمية العمومية و إدارة‬
‫الموارد البشرية مقاربات نظرية و تجارب بشرية ‪ ،‬جامعة السلطان محمد الفاتح‪ ،‬اسطنبول‪ ،‬تركيا‪ ،‬ليومي ‪42-42‬‬
‫نوفمبر‪ ،9341‬ص‪.31‬‬
‫‪2‬‬
‫الجزئر‪،‬‬
‫ا‬ ‫عبد الكريم عاشور‪ ،‬دور اإلدارة اإللكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات المتحدة األمريكية و‬
‫الديمقرطية والرشادة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم العلوم السياسية‬
‫ا‬ ‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص‬
‫والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،9344/9343 ،‬ص‪.91‬‬
‫‪12‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬المتطلبات اإلدارية واألمنية‬

‫‪ -‬وضع إستراتيجيات و خطط التأسيس التي تشمل اإلدارة و كل هيئة على المستوى الوطني التي لها‬
‫وظائف التخطيط والمتابعة والتنفيذ لمشاريع الحكومة اإللكترونية وتوفير الدعم وتخصيص الجانب‬
‫المالي لذلك‪.‬‬

‫‪ -‬توفير البنية التحتية الرقمية و ذلك بتوفير مختلف شبكات االتصاالت و تطويرها‪ ،‬تكون في حجم‬
‫التحول اإللكتروني واستعاب الكم الهائل من االتصاالت من معدات متطورة وكافية لهذا الغرض لألفراد‬
‫والمؤسسات‪.‬‬

‫‪ -‬تطوير التنظيم اإلداري والخدمات والمعامالت الحكومية‪.‬‬

‫‪ -‬متطلبات الكفاءة والمهارات المتخصصة‪.‬‬

‫‪ -‬وضع التنظيمات والتشريعات القانونية الالزمة لتطبيق الرقمنة حتى ال يكون هناك فراغ قانوني و‬
‫كذلك وضع قواعد ونصوص قانونية ضامنة ألمن المعامالت اإللكترونية واجراءات رادعة للجرائم‬
‫المرتكب في حقها‪.1‬‬

‫‪ -‬متطلب اإلصالح اإلداري و هذا ما يقترحه الدكتور السيد الباز ضرورة اإلصالح اإلداري و الذي‬
‫يشمل التخصص الوظيفي في تشغيل البرامج اإللكترونية و خبراء لتأمين المعلومات و حماية البرامج‬
‫والتعامالت والوثائق و محاولة إحداث تغيير جدري للمفاهيم اإلدارية و الفنية باإلضافة إلى قيادات‬
‫واعية ولها القدرة اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -0‬المتطلبات السياسية‬

‫حيث تترجمها وجود إرادة سياسية داعمة إلستراتجية التحول اإللكتروني و تفعيل المشاريع اإلدارة‬
‫‪2‬‬
‫اإللكترونية بتقديم الدعم المادي و المعنوي لتخطي العقبات و تحقيق األهداف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الكريم عاشور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الكريم عاشور‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪10‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬المتطلبات التشريعية والقانونية‬

‫تحتاج الدولة المعاصرة التي ترغب في نجاح وتحقيق فعاليات تطبيق أعمال و معامالت اإلدارة‬
‫اإللكترونية أن تدعمها من الجانب التشريعي و القانوني‪ ،‬الذي يعتبر بر األمان للمرافق العامة للدولة‬
‫و مؤسساتها ألي خلل أو عراقيل في تطبيق هذه األعمال و معامالت ‪،‬لهذا يتطلب تعديل واصدار‬
‫قوانين جديدة لمواجهة المستجدات على أن يراعي المشرع فيها الشمولية بالنسبة لكل نشاط و استقرارها‬
‫و وضوحها‪ ،‬واشراك المختصين في وضع هذه التشريعات ‪ ،‬كذلك يجب أن يغلب عليها طابع المرونة‬
‫الذي يعتبر أهم ركيزة تتماشى و التطور التقني و الفني‪.‬‬

‫‪ -1‬المتطلبات البشرية‬

‫ال يكفي تعليم العاملين باإلدارة و تدريبهم على أساليب العمل الجديد وتحفيزهم على ذلك وحسب‬
‫بل ينبغي أيضا توعية وتثقيف المتعاملين أو الفئة المستهدفة وتهيئها نفسيا لتلقي هذه الخدمة و‬
‫التعاطي معها بأريحية و تبصيرهم بمزاياها و خدماتها‪.‬‬

‫‪ -5‬مجموعة المتطلبات التقنية‬

‫تتمثل في كل التأسيسات والتوصيالت األرضية والخلوية )عن بعد( او الشبكات وتكنولوجيا‬


‫‪1‬‬
‫المعلومات المادية الضرورية لممارسة أعمال اإلدارة اإللكترونية و تبادل المعلومات إلكترونيا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسس بناء تطبيق الرقمنة داخل إدارة الخدمة العمومية‬

‫تعد مشاريع الرقمنة من األعمال التي ال يمكن أن تعطي ثمارها على أحسن وجه‪ ،‬إال بتضافر‬
‫وانصهار الكثير من الشروط الموضوعية والعلمية وحتى الذاتية‪ ،‬فوجود اإلرادة البشرية المقترنة‬
‫بالمهارات العالية‪ ،‬وتوفر الموارد المالية الكافية‪ ،‬لتجهيز متطلبات العمل المادية تعد ضرورية وأساسية‪،‬‬
‫ويزداد األمر أهمية بتوفر المحيط االجتماعي والسياسي الذي يحتضن هذه النوايا واإلرادات ويعطيها‬
‫دفعا قويا وشحنة تدفعها إلى التجسيد‪ ،‬ويمكن إبراز أهم هذه أسس في‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بوزكري جياللي‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية في المؤسسات الجزائرية واقع وأفاق‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،9342/9341 ،34‬ص‪.29‬‬
‫‪11‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬وصف الرقمنة باألعمال االلكترونية بأنها (توليفة) شبكة إلكترونية تتكون من البني التحتية‬
‫لتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬والتطبيقات البرمجية وتكنولوجيا األنترنت وغيرها‪ ،‬بما يتيح تبادل المعلومات‪،‬‬
‫وتنفيذ النشاطات والعمليات وصول إستراتجيات األعمال وتطبيقها بكفاءة وفاعلية‪.‬‬
‫‪ -‬إن منظومة األعمال اإللكترونية ومفهومها يعني إدارة األعمال إلكترونيا او رقميا على مستوى‬
‫المشروعات أو منظمات الخاصة‪ ،‬بينما تعني الحكومة اإللكترونية اإلدارة العامة االلكترونية‪ ،‬أي‬
‫الوظائف العامة والخدمات الحكومية التي يجري تنفيذها بالوسائل اإللكترونية لتصل إلى الجمهور العام‬
‫‪1‬‬
‫بهدف تقديم الخدمة الحكومية والمنفعة العامة‪.‬‬
‫ما نريد قوله في هذا الصدد هو أن اإلدارة الرقمنة هي مفهوم ومنظومة وبنية وظائف ونشاطات‬
‫تتفوق على كل النشاطات والعمليات في مستوى األعمال االلكترونية أوال‪ ،‬واألعمال الحكومية القانونية‬
‫اإللكترونية ثانيا‪ ،‬فالرقمنة هي تكوين أشمل وأوسع من االعمال االلكترونية مثلما أن األعمال‬
‫اإللكترونية نفسها هي أوسع وأشمل من التجارية اإللكترونية‪ ،‬وشكل التالي يوضح كيفية بناء الرقمنة‬
‫تحتويها أعمل اإللكترونية ‪ ، 2‬والشكل التالي يوضح ما يلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بشير عباس العالق وسعد غالب التكريتي‪ ،‬التجارة اإللكترونية‪ ،‬دار المناهج للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،9343 ،‬‬
‫ص‪.44‬‬
‫‪2‬‬
‫بشير عباس العالق وسعد غالب التكريتي‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪11‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ومن الشكل يتضح أن الرقمنة لها بعدين رئيسيين في إدارة الخدمة العمومية وهي األعمال‬
‫اإللكترونية غير التجارية وتشمل القوانين والتجارة اإللكترونية‪.‬‬

‫ومن هنا تشمل الرقمنة االعمال والوظائف الحكومية الموجهة إلى المواطنين أو قطاع االعمال‬
‫أو بين مؤسسات الدولة ووكاالتها وأجهزتها عبر استخدام منظومات تكنولوجيا المعلومات والشبكات‪،‬‬
‫أي ان الحكومة اإللكترونية ببساطة هي انتاج الخدمة العامة وتقديمها باستخدام الوسائل اإللكترونية‪.‬‬

‫وتعتبر الرقمنة إدارة التحالفات اإلستراتجية ما بين منافسي األمس القريب‪ ،‬أي أن واقع الرقمنة‬
‫هي دعوة العمل مع المنافسين لتحقيق المصالح المشتركة ضمن سياق يحترم خصوصيات القانونية‬
‫‪1‬‬
‫ضمن عقود قانونية كل حليف‪.‬‬

‫أما التحالف االلكتروني مبني أساسا على الرقمنة الذي أصبح له عدة طرائق جديدة وعملية‬
‫تعاضد متطورة جدا‪ ،‬وبهذا تصبح منظمات رائدة وناجحة حقا‪ ،‬واال فإن هذه المنظمات لن تكون قادرة‬
‫‪2‬‬
‫على اقتناص الفرص التي يتيحها االقتصاد الرقمي وعصر األنترنت‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العوامل التي تتحكم في تبني الرقمنة داخل إدارة الخدمة العمومية‬

‫صحيح أن مالمح التطورات في تقنيات المعلومات واإلتصاالت ستحدد مستقبل اإلدارة‬


‫اإللكترونية‪ ،‬إنها تطورات آتية حتما‪ ،‬لكنها تحتاج إلى استثمارات ربما ال تكون متوافرة لجميع منظمات‬
‫األعمال وخاصة في الدول النامية بسبب افتقار كثير من هذه البلدان اإلمكانيات المادية والبشرية‬
‫الالزمة لإلستثمار في حقول تقنيات اإلتصاالت والمعلومات‪ ،‬لذا يمكن إيجاز العوامل التي تتحكم في‬
‫تبني منظمات األعمال لإلدارة الرقمية بالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬استكمال الهيكل القانوني والتشريعي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وخصوصا في البلدان‬


‫النامية‪ ،‬والدول العربية جزءا منها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نعيم حافظ أبوجمعة‪ ،‬إدارة الرقمنة‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪ ،9344 ،‬ص‪.42‬‬
‫‪2‬‬
‫نعيم حافظ أبوجمعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪15‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬إنشاء مراكز تدريب في حقول تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات لتطوير الموارد البشرية في‬
‫مؤسسات القطاع العام والخاص‪.‬‬

‫‪ -‬تضامن الجهود بين القطاعين العام والخاص لتوجيه االستثمارات الخاصة بتطوير البنية التحتية‬
‫التقنية‪.‬‬

‫‪ -‬العمل على خلق بيئة مهنية الستثمار شركات تكنولوجيا المعلومات العالمية سواء من خالل‬
‫االستثمار المباشر أو التحالفات اإلستراتجية والمشروعات المشتركة‪.‬‬

‫‪ -‬تشجيع األبحاث والدراسات العلمية والتطبيقية في الجامعات والمعاهد والمؤسسات العلمية التي‬
‫تتناول األبعاد االقتصادية والقانونية والتشريعية لتكنولوجيا المعلومات‪.‬‬

‫‪ -‬تقديم الدعم الحكومي المباشر لمؤسسات األعمال الصغيرة التي تعمل في مجال صناعة البرمجيات‬
‫وخدمات تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬

‫‪ -‬بما أن األنترنت هي تكنولوجيا تمكينية بمعنى أنها قادرة على إحداث تغيرات إيجابية في مسار حياة‬
‫الكثير من الناس ممن يرغبون في إستخدامها لمواكبة كل ما هو جديد ومبتكر في عصر األنترنت‬
‫واإلقتصاد الرقمي‪ ،‬فإن التوسع في تطبيقاتها في المجاالت الحكومية هذا سيؤدي إلى تشجيع الجماهير‬
‫على إستخدامها وهذا بدوره سيؤدي إلى حالة من قبول الجماهير للبيئة التكنولوجية الجديدة بكل‬
‫‪1‬‬
‫تفاصيلها‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تطبيق الرقمنة في قطاع العدالة‬

‫شهد قطاع العدالة عدة إصالحات عميقة في إطار العصرنة في مجال الخدمة العمومية من‬
‫خالل االستغالل األمثل لتكنولوجيات الحديثة لإلعالم واالتصال وتكريسها في المجال القضائي‪،‬‬
‫لتحقيق أهداف رئيسية منها‪:‬‬

‫‪ -‬تحسين و ترقية أداء الخدمة العمومية لمرفق العدالة تماشيا و تطلعات القطاع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بوميلة سعاد‪ ،‬فارس بوبكور‪ ،‬تسيير إدارة الرقمنة وتنميتها‪ ،‬مجلة العلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسة‪ ،‬عدد‪ 40‬مارس‪ ،9332 ،‬ص‪.939‬‬
‫‪16‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬توفير الخدمات القضائية للموطنين عن بعد‪.‬‬

‫‪ -‬تبسيط اإلجراءات القضائية لفائدة المواطنين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬تجسيد مبدأ اإلدارة اإللكترونية ‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬تطور األليات العمل بها داخل اإلدارة‬

‫ومن اإلنجازات المحققة في مجال العصرنة للخدمة العمومية شملت مايلي‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬إنجاز و تطوير عدة أنظمة آلية‬

‫إن استعمال األنظمة المعلوماتية في مجال التسيير القضائي وضعت لها عدة برامج وأنظمة آلية تتمثل‬
‫‪2‬‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬النظام اآللي لتسيير صحيفة السوابق القضائية و متابعة الملف القضائي‪.‬‬

‫‪ -‬نظام التسيير والمتابعة اآللية لشريحة المحبوسين‪.‬‬

‫‪ -‬نظام تسيير األوامر بالقبض واإلخطار بالكف عن البحث واألرشيف التاريخي‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تطوير األنظمة اآللية األكثر حداثة في مجال التسيير اإلداري‬

‫تتمثل هذه اآلليات في‪:‬‬

‫‪-‬االعتماد على نظام الخريطة القضائية وهو نظام آلي يساعد على اتخاذ الق اررات ورسم السياسات و‬
‫ضبط احتياجات بالنسبة للقطاع فيما يخص القضاة و توزيعهم على مستوى التراب الوطني‪ ،‬ويهدف‬

‫‪1‬‬
‫لزهر قدوم ‪ ،‬عبد الرحمان قروي ‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية كآلية لتطوير أداء الجماعات المحلية بالجزائر‪ ،‬الملتقى الوطني‬
‫حول التسيير المحلي بين إشكالية التمويل و ترشيد ق اررات التنمية المحلية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسة‪ ،‬بجامعة ‪32‬‬
‫ماي ‪ 4911‬قالمة يومي ‪ 32‬و ‪ 39‬نوفمبر ‪ ، 9342‬ص ‪.430‬‬
‫‪2‬‬
‫كريم سباغ ‪ ،‬عصرنة الخدمة العمومية لمرفق العدالة ‪ ،‬الملتقى الدولي الرابع حول ترقية الخدمة العمومية في الدول‬
‫العربية تحديات ورهانات‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة حمى لخضر الوادي ليومي ‪ 39‬و ‪ 43‬مارس ‪،9342‬‬
‫ص‪.30‬‬
‫‪17‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إلى المساعدة في إعداد مخطط الحركة السنوية للقضاة في اآلجال قصيرة ‪،‬و تصنيف الجهات‬
‫القضائية حسب المعايير والمقاييس المعتمدة عالميا ‪،‬باإلضافة إلى المساهمة في تحديد االحتياجات‬
‫الجديدة من الجهات القضائية والمؤسسات العقابية ‪،‬و التوزيع الجغرافي لهما باالعتماد على المقاييس‬
‫علمية تضمن تغطية قضائية عادلة وفعالة‪.‬‬

‫‪ -‬االعتماد على نظام الجدول التحليلي حيث يسمح هذا النظام بجمع كل اإلحصائيات المتعلق‬
‫بالقطاع و بها يتم رسم إستراتيجية مستقبلية من خالل كل المعطيات‪.‬‬

‫‪ -‬االعتماد على النظام اآللي في مجال التسيير الذي يساهم في تطوير وعصرنة تسيير المسار‬
‫المهني للقضاة و موظفي قطاع العدالة و يساعد أيضا في اتخاذ الق اررات في شأنهم‪.‬‬

‫‪ -‬االعتماد على نظام التسيير اإللكتروني للوثائق اإلدارية و رقمنتها مع المحررات اإلدارية بواسطة‬
‫جهاز مسح ضوئي لالستغالل األمثل ألرشيف القطاع و تسييره إلكترونيا و التقليل من تكلفة استخدام‬
‫المحررات في شكل أوراق‪.‬‬

‫‪ -‬استعمال تقنية البريد اإللكتروني الداخلي لتبادل الوثائق و المراسالت اإلدارية الموقعة و المصادق‬
‫عليها إلكترونيا‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬توسع منظمة المعلومات داخل قطاع العدالة‬

‫شملت عدة تطورات منظمة المعلومات في أواخر هذه السنين في قطاع العدالة حيث تمثلت في‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬توسيع شبكة االتصال اإللكتروني التابعة لقطاع العدالة‬

‫‪2‬‬
‫الذي يعد هدفا من أهداف المتعلقة بعصرنة العدالة و تحسين الخدمة العمومية وتمثل في‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫كريم سباغ ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪2‬‬
‫سعيد مقدم ‪ ،‬تكنولوجيا اإلعالم و اإلتصال كدعامة ضرورية لتحسين الخدمة العمومية ‪ ،‬الملتقى الدولي الرابع حول‬
‫ترقية الخدمة العمومية في الدول العربية تحديات ورهانات‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة حمى للخضر الوادي‬
‫ليومي ‪ 39‬و ‪ 43‬مارس ‪ ،9342‬ص‪.43‬‬
‫‪18‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬انجاز شبكة قطاعية تضمن االتصال اإللكتروني ما بين مختلف الهيئات التابعة للقطاع تسمح‬
‫بالتبادل الفوري والمؤمن للمعطيات بين مختلف المصالح القطاع واالطالع عن بعد والبحث والربط‬
‫المباشر بين الجهات القضائية والمؤسسات العقابية‪.‬‬

‫‪ -‬إنجاز أرضية خدمات االنترنت بها مواقع لكل من و ازرة العدل والجهات القضائية و المحكمة العليا‬
‫ومجلس الدولة الهدف منها إعطاء معلومات حول القطاع وتنظيمه وبرامجه ونشاطاته والخدمات التي‬
‫يقدمها للناس‪.‬‬

‫‪ -‬استفادة المواطن من هذا الموقع باإلطالع على خدمات صندوق النفقة وتحميل الوثائق وسحب‬
‫صحيفة السوابق العدلية القضائية الممضاة إلكترونيا وكذلك بالنسبة لشهادة الجنسية الجزائرية ‪،‬‬
‫اإلطالع على المنطوق األحكام القضائية وعدة خدمات مختلفة مقدمة للمواطن ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تطوير المنظومة المعلوماتية باالعتماد على قواعد معطيات مركزية لتعميم العمل عن بعد‪:‬‬

‫‪ -‬إنشاء قاعدة معطيات مركزية خاصة بشهادة الجنسية من تاريخ ‪.9341/34/93‬‬

‫‪ -‬إنشاء قاعدة معطيات مركزية خاصة بصحيفة السوابق القضائية تم استغاللها في ‪.9341/39/91‬‬

‫‪ -‬إنشاء قاعدة معطيات مركزية خاصة باألرشيف التاريخي‪.‬‬

‫‪ -‬إنشاء قاعدة معطيات مركزية لألوامر بالقبض و اإلخطار بالكف عن الحث إبتداءا من تاريخ‬
‫‪.9341/39/91‬‬

‫‪ -‬إنشاء تطبيقة مركزية للتسيير اآللي لطلبات الحصول على جنسية الجزائرية عن طريق التجنس‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫سعيد مقدم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪19‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مساهمة دخول الرقمنة على الخدمة العمومية‬

‫تعتبر الرقمنة إحدى أهم الرهانات التي تراهن عليها اإلدارة من اجل تطوير الخدمة العمومية‪،‬‬
‫حيث يتم التعرف على واقع اإلدارة العمومية في البيئة العربية بها‪ ،‬باعتبارها فضاء خصب لدراسة‬
‫وتتبع مراحل التحول‪ ،‬التي فرضتها التكنولوجيا الحديثة من تطورات في شتى المجاالت ومظاهر التغير‬
‫التي ظهرت على اإلدارة العمومية بعد دخول الرقمنة كتقنية حديثة‪ ،‬إضافة إلى أهم المعوقات التي تحد‬
‫من تحقيق االهداف التي أدخلت من أجلها‪ ،‬ومن هذا المنطلق سيشمل هذا المبحث كل من‪:‬‬

‫‪ ‬دور الرقمنة في تحسين الخدمة العمومية‬


‫‪ ‬مؤشرات الرقمنة في رفع كفاءة الموظفين‬
‫‪ ‬معوقات تطبيق مشاريع الرقمنة وتحدياتها‬

‫‪52‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب االول‪ :‬دور الرقمنة في تحسين الخدمة العمومية‬

‫إن المؤسسات العمومية كغيرها من المؤسسات األخرى تسعى دوما نحو تقديم خدمات أفضل‬
‫للمواطنين من خالل مواكبة التغيرات الطارئة في البيئة التي تنشط بها والتطورات الحاصلة على‬
‫مستوى التكنولوجيات المستخدمة‪ ،‬حيث توجهت نحو رقمنة إدارتها وتعامالتها وتقديم الكثير من‬
‫الخدمات إلكترونيا‪ ،‬األمر الذي ساهم في تحسين الخدمة العمومية‪.‬‬

‫سنتطرق في هذا المطلب إلى كل من انعكاسات الرقمنة بالنسبة للموظفين والمواطن‪ ،‬مهام‬
‫الرقمنة في تحقيق التنمية المحلية داخل المؤسسة العمومية‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬إنعكاسات الرقمنة بالنسبة للموظفين والمواطن‬

‫لقد استطاع تطبيق هذا اإلجراء الخروج بعدة ايجابيات أهمها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إنعكاسات الرقمنة بالنسبة للموظف‬

‫‪ -‬تسهيل القيام باإلجراءات اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -‬ربح الوقت والجهد وخلو الشبابيك بفضل سرعة انجاز العمليات وهذا ما الحظته مقارنة بمكان‬
‫سابقا‪.‬‬

‫‪ -‬التقليل من الملل والروتين في أداء المهام‪.‬‬

‫‪ -‬تطبيق هذا اإلجراء كان له استقباال واسعا للموظف داخل مؤسسة العمل‪ ،‬فقد مثل قاعدة مضمونة‬
‫‪1‬‬
‫تحفظ الوثائق خاصة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إنعكاسات الرقمنة بالنسبة للمواطن‬

‫هذا اإلجراء لقي قبوال واستحسانا كبي ار من قبل المواطن واعتبره نقلة نوعية ال مثيل لها‪ ،‬فقد كان‬
‫استخراج الوثائق هاجسا للمواطن طالب الخدمة لما يشكله هذا اإلجراء من متاعب‪:‬التأجيالت والوقوف‬
‫الساعات طويلة‪ ،‬لكن مع إجراء تطبيق الرقمنة استحسن األمر وأصبح سهال ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سعد غالب ياسين‪ ،‬اإلدارة الرقمنة وأفاق تطبيقها العربية‪ ،‬دار المناهج للنشر والتوزيع‪ ،‬السعودية‪ ،9349،‬ص‪.11‬‬
‫‪52‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬ربح الوقت للمواطن بفضل سرعة تقديم الخدمة‪.‬‬

‫‪ -‬تجنب االكتظاظ والفوضى‪ ،‬وتجنب السرقات والشجارات داخل اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬قضاء أوقات طويلة النتظار من أجل الحصول على الخدمة يجعل المواطن يخسر اليوم كامل من‬
‫أيام عمله‪ ،‬فسرعة الرقمنة للحصول على الخدمة قضت على سوء هذه المعاملة‪.1.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مهام الرقمنة في تحقيق التنمية المحلية‬

‫لقد ترتب عن تطبيق الرقمنة داخل المؤسسة العمومية خاصة في العدالة عدة نتائج‪ ،‬تبين‬
‫مساهمة الرقمنة في عملية تحقيق التنمية لألفراد‪.‬‬

‫‪ -‬الرقمنة تحقق التنمية البشرية داخل المؤسسة العمومية تم إحياء القرى والمداشر وذلك بانجاز‬
‫مالحق إدارة توفر الخدمة العمومية وذلك عن طريق توفير الرقمنة من أجل تقديم خدمة في الوقت‬
‫المطلوب ‪.‬‬

‫‪ -‬الرقمنة تحقق التنمية الثقافية للمجتمع المحلي ويتجلى ذالك من خالل القضاء على األمية‬
‫المعلوماتية بحكم ما تتطلبه الرقمنة من إدخال الوسائل التكنولوجية واالستفادة من مجتمع المعلومات‬
‫وخدمة االتصاالت واالنترنت ثم إن تطبيقها يتطلب معرفة بأساسيات التعامل مع التكنولوجيا الحديثة‬
‫فالكثير من اإلدارات تعمد إلى تكوين الموظفين بإقامة دورات تكوينية من اجل تفعيل الرقمنة وعصرنة‬
‫اإلدارة وفي هذا السياق تم ادراج دورة تكوينية لمجموعة من الموظفين من أجل التعرف على كيفية‬
‫استخدام هذه الوسائل التقنية الحديثة في انتظار تعميمها على كافة المكاتب‪.‬‬

‫‪ -‬الرقمنة تساهم في ترقية اإلدارات داخل المجتمع ويتجلى ذالك من خالل تقديم الخدمة في أسرع‬
‫وقت ممكن وتقليص اإلجراءات اإلدارية خاصة وان تطبيق نظام االتصال ما بين اإلدارات سهل‬
‫‪2‬‬
‫بدرجة كبيرة في تقليص اإلجراءات اإلدارية وتقديم الخدمة في أسرع وقت ممكن ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سعد غالب ياسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪2‬‬
‫سعد غالب‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪50‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مؤشرات الرقمنة في رفع كفاءة الموظفين‬

‫يتوقف تحديد الجاهزية الرقمنة في الجزائر على ضرورة الكشف عن جملة من المؤشرات والتي‬
‫تتمثل في اآلتي‪:‬‬

‫الفرع االول مؤشر الوصول إلى الشبكة‬

‫بالنظر إلى درجة وصول األفراد إلى الشبكة ‪ ،‬يمكن القول أن دخول الرقمنة إلى الجزائر مع‬
‫سنة ‪ 1994‬قد أعطى إمكانية جديدة إلعادة صياغة إستراتيجية حديثة ‪ ،‬وتنظيم الخدمات و المهام‬
‫بسرعة ووقت وجيز‪ ،‬وبالتالي فبيئة التكنولوجيا الحديثة تسيطر عليها شبكة االنترنت كشبكة يمكن‬
‫الوصول إليها من طرف فئة كبيرة من المجتم ‪ ،‬فبالرغم من البدايات المحتشمة لتطور الشبكة مع أول‬
‫دخول لها ‪ ،‬وفي السنوات األولى من انطالق خدماتها في الجزائر ‪ ،‬إال أنه في الوقت الحالي أصبحت‬
‫شبكة أساسية في تقديم خدمات االتصال‪ ،‬حيث كانت استفادة األفراد في البداية من خدمات الرقمنة‬
‫داخل نطاق المراكز العلمية والبحثية لتنتقل أين كان تواجدها األول في المركز العلمي والتقني‬
‫‪ SERIST‬بعدها إلى جهات أخرى‪.‬‬

‫وبعد عامين من دخول االنترنت إلى الجزائر‪ ،‬بلغ عدد الهيئات المشتركة باألنترنت‬
‫حوالي‪403‬هيئة وفي سنة ‪ 1999‬قدر عدد الهيئات المشتركة في الشبكة ‪ 800‬هيئة ‪ ،‬منها ‪ 100‬في‬
‫القطاع الجامعي ‪ 50‬في القطاع الطبي ‪ 500 ،‬في القطاع االقتصادي ‪ 150 ،‬في القطاعات‬
‫‪1‬‬
‫األخرى ‪.‬‬

‫وفي سياق التحول نحو خدمات الرقمنة تحتاج الجزائر إلى االستفادة مما تتيحه بعض المبادرات‬
‫اإللكترونية من خبرات وهنا يمكن االستعانة بالمنظمة العربية لمعايير اإلنترنت‪ ،‬حيث ينبغي على‬
‫المواقع أن تشارك في برنامج شهادات الجودة من المنظمة‪ ،‬من أجل التمكن من تطبيق أفضل‬
‫الممارسات عالميا في مجال صناعة المواقع‪ ،‬والذي يعود بعدة منافع على كل موقع مشترك‪ ،‬أهمها‬

‫‪1‬‬
‫سهام بلقمري‪ ،‬رؤية مستقبلية جديدة ‪ ،‬الجزائر نموذجا ‪ ،‬مجلة علوم السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،32‬جانفي ‪،9332‬متاح في‬
‫‪ ،www.ulum.nl‬تاريخ االطالع‪ ،1411/40/21 ،‬ص‪.40‬‬
‫‪51‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تسريع عملية نمو االقتصاد الرقمي وجعله يواكب التطور‪ ،‬مع توفير بيئة الكترونية آمنة لكل من‬
‫‪1‬‬
‫مستخدمي الموقع وعمالئه‪ ،‬التأكد من محتوى الموقع ضد القرصنة االلكترونية وسرقة البيانات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مؤشر التعليم وانتشاره‬

‫اوال‪ :‬مؤشر التعليم عبر الشبكة‬

‫إن تحليل مؤشر التعليم عبر الشبكة يدعو إلى ضرورة الكشف عن واقع وأثر تكنولوجيا اإلعالم‬
‫واالتصاالت في مجال التعليم ‪ ،‬ومحدداته ومدى االستفادة منه‪ ،‬وتبيين حلوله والعقبات التي تحد من‬
‫نشره وتعميمه‪ ،‬إذ تعمل تكنولوجيا االنترنت على توجيه مجال التعليم والبحث العلمي ‪ ،‬خدمة لمصالح‬
‫الطلبة واألساتذة ‪ ،‬فعن طريق شركة ‪INFORMATIQUE SWAN‬التي تم إنشاؤها سنة ‪ 1991‬في‬
‫إطار تعزيز دور أكثر لرقمنة في تقديم الدعم لميدان التعليم والجامعة ‪ ،‬تم التكفل بوضع أنظمة‬
‫لالتصال بواسطة األقمار االصطناعية بسرعات عالية‪ ،‬مع تكلفة منخفضة واقامة نظام يضطلع بمهمة‬
‫‪2‬‬
‫الربط بين الجامعات والمدارس‪ ،‬لرفع مستوى االتصال وتقويته فيما بينها ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مؤشر انتشار الشبكة في المجتمع‬


‫يمكن االنطالق من السياسة الحكومية لمعرفة مدى وجود مبادرة نشر تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬والتي في‬
‫مقدمتها تمكين المواطنين من الوصول إلى خدمات الرقمنة ‪ ،‬والتزود بتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬إذ يمثل‬
‫برنامج جهاز كومبيوتر لكل عائلة في الجزائر أحد المنطلقات األساسية الرامية إلى توسيع إستخدام‬
‫الشبكات ‪ ،‬ونشر التكنولوجيا بين أف ار د المجتمع‪ ،‬إضافة إلى محاولة تعميم الربط باألنترنت‪ ،‬التي‬
‫أصبحت اليوم تتوفر في المنازل والمكاتب الخاصة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مؤشر سياسة الشبكة‬
‫بالنسبة للجزائر يمكن تحديد سياسة الشبكة انطالقا من المخطط االستراتيجي االلكتروني‬
‫‪ ،2013‬الرامي إلى تثمين‪ ،‬ودعم ترقية تحويل التكنولوجيا والمعرفة في مجال تكنولوجيا اإلعالم‬
‫واالتصال الحديثة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سهام بلقمري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪2‬‬
‫عماري عمار وآخرون ‪ ،‬واقع االقتصاد الجديد في العالم العربي واالسالمي ‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬عدد ‪ ،،31‬جامعة ورقلة‬
‫‪ ،2007‬ص‪. 130‬‬
‫‪51‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أما دعم نشر تكنولوجيا المعلومات وسياسة تحرير االتصاالت فيالحظ هناك حرية كبيرة يتمتع‬
‫بها مستعملي الرقمنة في الجزائر‪ ،‬و دون مضايقات على نطاق واسع من السلطة ‪ ،‬حيث وبالرغم من‬
‫غياب رقابة مركزية على تصفح شبكة االنترنت ‪ ،‬تقع المسؤولية القانونية على المحتوى الذي يتم نشره‬
‫مباشرة على مزودي الخدمة‪.‬‬

‫كما ترصد بعض التقارير أنه في الفترة األولى الستخدام الرقمنة في الجزائر شهدت بعض المدن‬
‫تشديدا على عمل مقاهي االنترنت‪ ،‬من خالل طلب الشرطة من مديري المقاهي االحتفاظ بالمعلومات‬
‫‪1‬‬
‫الكاملة عن الزوار‪ ،‬وتسليم القوائم يوميا لقسم الشرطة ‪.‬‬

‫غير أن بعض الجهات المهتمة بقضايا األسرة طالبت بضرورة سن تشريع قانوني ينظم العمل‬
‫لتفادي التأثير السلبي لهذه الشبكة على األطفال‪ ،‬من خالل إقامة رقابة أمنية عليها‪ ،‬مع تحديد السن‬
‫القانوني الالزم لدخولها‪ ،‬و فرض عقوبات صارمة على أصحاب مقاهي االنترنت إذا لم تطبق هذا‬
‫‪2‬‬
‫القانون‪.‬‬

‫أما تقييم سياسة الرقمنة في الجزائر‪ ،‬فيمكن القول على أنها أهم العراقيل التي يواجهها المواطن‬
‫الحقيقية من خالل شبكة األنترنت "الرقمنة" هي سوء طرقة استخدامها‪ ،‬والتي تنتج عن االنقطاع‬
‫المتكرر في الخدمات وتواصل ذلك أحيانا ليوم كامل‪ ،‬مما يؤثر سلبا على بعض األعمال ويؤدي إلى‬
‫اضطرابات في انجاز المهام‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬معوقات تطبيق مشاريع الرقمنة وتحدياتها‬

‫إن مجرد وجود إستراتيجية متكاملة للتحول إلى النمط الرقمي ال يعني أن الطريق ممهدة لتطبيق‬
‫وتنفيذ هذه اإلستراتيجية بسهولة وسالسة وبشكل سليم وذلك ألن العديد من العوائق والمشاكل وتحديات‬
‫ستواجه تطبيق الخطة إنشاء مشروع الرقمنة داخل مؤسسة عمومية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الحجب‪ ،‬والرقابة والمصادرة‪ ،‬متاح في‪ http// www.openarab.net/reports/net2006/algeria shtm،‬تاريخ‬
‫االطالع‪ ،9399/31/40‬ص‪.34‬‬
‫‪2‬‬
‫ليلي كبير‪ ،‬نحو أثر الرقمنة على مقاهي االنترنت‪ ،‬متاح في‪http// www.el-bilad.com/article.php ? codear‬‬

‫تاريخ االطالع ‪ ،9393/31/40‬ص‪.34‬‬


‫‪55‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع االول‪ :‬معوقات تطبيق الرقمنة‬

‫شملت عدة معوقات سنقوم بطرحها كالتالي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -2‬المعوقات التنظيمية والتشريعية‪ :‬وتتمثل أهم المعوقات التنظيمية والتشريعية في‪:‬‬

‫‪ -‬انعدام التخطيط والتنسيق على مستوى اإلدارة العليا لبرامج التحول الرقمي‪.‬‬

‫‪ -‬غياب المتابعة من قبل السلطات العليا لتطبيق مشروع الرقمنة في اإلدارات الصغرى‪.‬‬

‫‪ -‬غياب التنسيق بين األجهزة واإلدارات األخرى ذات العالقة بالنشاط حتى تمتلك نفس األنواع من‬
‫األجهزة والبرمجيات‪.‬‬

‫‪ -‬قلة المعرفة الحاسوبية لدى اإلداريين الذين يملكون قرار إدخال هذه التقنية داخل المؤسسة‪.‬‬

‫‪ -‬ندرة توفير التدريب المتخصص بشكل واسع ‪.‬‬

‫‪ -‬ضعف برامج التوعية اإلعالمية المواكبة لتطبيق مشاريع التحول الرقمي في البنيات التعليمية‪.‬‬

‫‪ -‬االفتقار إلى وجود جهة مركزية لتبني مشروعات الرقمنة على مستوى الدولة مما يؤدي إلى ضعف‬
‫توافق األنظمة‪.‬‬

‫‪ -‬صعوبة إيجاد بيئة تشريعية وقانونية تتناسب العمل الرقمي مما يتطلب جهد ووقت طويل‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -0‬المعوقات التقنية‪ :‬وشملت ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬صعوبات ومشكالت تشغيل الحاسب اآللي في البنيات داخل اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬ندرة وجود مواصفات ومعايير موحدة لألجهزة المستخدمة داخل اإلدارة الواحدة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سهيلة مهري‪ ،‬المكتبة الرقمية في الجزائر دراسة للواقع وتطلعات المستقبل‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،9344/9343 ،‬ص‪.92‬‬
‫‪2‬‬
‫سهيلة مهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.439‬‬
‫‪56‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬قدم أجهزة وبرامج الحاسب اآللي المستخدمة في اإلدارة نظ ار للتطور السريع لها‪.‬‬

‫‪ -‬ضعف البنية التحتية للكثير من الجامعات ونقص جاهزيتها الستقبال مثل هذه التقنية‪.‬‬

‫‪ -‬ضعف البنية التحتية لشبكات االتصال في الكثير من المناطق‪.‬‬

‫‪ -‬ضعف قطاع التقنيات الحديثة في الدول النامية وذلك لمحدودية القدرة التصنيعية وقلة الخبرات‬
‫الفنية المؤهلة أو هجرتها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -1‬المعوقات البشرية‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬ضعف الوعي الثقافي بتكنولوجيا المعلومات على المستوى االجتماعي والتنظيمي داخل اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬قلة البرامج التدريبية في مجال التقنية الحديثة المتطورة في اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬تنامي شعور بعض المديرين وذوي السلطة بأن التغيير يشكل تهديدا للسلطة‪.‬‬

‫‪ -‬ندرة تقديم الحوافز للعاملين للتوجه نحو النمط الرقمي‪.‬‬

‫‪ -‬ضعف المعرفة الكافية بتقنيات الحاسب اآللي والرهبة والخوف الذي يمتلك بعض المديرين‬
‫والموظفين عند استعماله‪.‬‬

‫‪ -‬ضعف الثقة في حماية وسرية المعلومات والتعامالت الشخصية داخل البيئة الرقمية‪.‬‬

‫‪ -‬مقاومة العاملين لتطبيق التقنية وضعف الرغبة بها‪ ،‬وعزوفهم عن استخدمها وضعف القناعة لديهم‬
‫بسبب مخاوف نفسية وصحية إضافة إلى ميل اإلنسان لمقاومة التغيير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سليمة سعيدي‪ ،‬معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية بالمكتبات الجامعية الجزائرية‪ ،‬من وجهة نطر مسؤولي المكتبات‬
‫الجامعية لوالية قسنطينة‪ ،‬المجلة األردنية للمكتبات والمعلومات‪ ،‬مجلد‪،12‬عدد‪ ،9340 ،31‬ص‪.94‬‬
‫‪57‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -1‬معوقات مالية‪ :‬وتتمثل في ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬قلة الموارد المالية المخصصة لتنمية البنية التحتية الالزمة لتطبيق المشروع الرقمي وخاصة إنشاء‬
‫الشبكات وربط المواقع وتطوير األجهزة‪.‬‬

‫‪ -‬قلة الموارد المتاحة للجامعة بسبب االرتباط بميزانيات ثابتة ومحددة لإلنفاق‪.‬‬

‫‪ -‬قلة المخصصات المالية الموجهة لعمليات التدريب والتأهيل من أجل تطبيق المشاريع الرقمية‪.‬‬

‫‪ -‬التكلفة العالية للبرمجيات واألجهزة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ -5‬المعوقات التكنولوجية‬

‫تقادم التكنولوجيات والمخاطر التي تهدد صحة البيانات وتنوع صيغ الملفات واألغلفة وبرمجيات‬
‫التشفير وملكية التكنولوجيات والبنى األساسية التكنولوجية وكذا عدم اتساق المعايير والمستودعات‬
‫الرقمية الموثوق بها‪ ،‬وصون المواد السمعية البصرية والبيانات الوصفية وما إلى ذلك والخدمات‬
‫‪2‬‬
‫المتاحة من خالل وسائط متعددة‪.‬‬

‫‪ -6‬المعوقات القانونية واألخالقية‬

‫دقة البيانات والوثائق والسجالت واصالتها وامكانية التحقق من أصالتهما وادارة حقوق الملكية‬
‫الفكرية والحقوق االقتصادية ومراقبة المواد المعهود بها إلى مقدمي خدمات" الحوسبة الحسابية"‪،‬‬
‫وحماية البيانات الشخصية(منع تتبع البيانات الشخصية)‪ ،‬والحق في النسيان والحق في االنتفاع‬
‫بالمعلومات وجمع األدلة اإللكترونية والمحافظة على المعلومات الرقمية في إطار المنازعات القضائية‬
‫واإل يداع القانوني والمسؤولية المهنية والمؤسسية واليقين القانوني واالستثناءات التي تطبق على حقوق‬
‫‪3‬‬
‫المؤلف لضمان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سليمة سعيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪2‬‬
‫سميرة مطر المسعودي‪ ،‬معوقات تطبيق اإلدارة االلكترونية من وجهة نظر مديري وموظفي الموارد البشرية‪ ،‬الجامعة‬
‫االفتراضية الدولية‪ ،‬المملحة المتحدة‪ ،9344 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪3‬‬
‫سميرة مطر المسعودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪58‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -7‬معوقات السياسية‬

‫عدم استقرار النظم السياسية وعدم إعطاء الحكومات درجة عالية من األولوية للبنى األساسية‬
‫التكنولوجية‪ ،‬والنطاق المحدود للسياسات الوطنية الخاصة بالمعلومات أو عدم توفر هذا النوع من‬
‫السياسات‪ ،‬وتدني مستوى الوعي بالتحديات السياسية في صفوف صانعي الق اررات والتحديد الذاتي‬
‫‪1‬‬
‫للشؤون الرقمية لحقوق المواطنين‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تحديات الرقمنة‬

‫على الرغم من أهمية عملية الرقمنة والمميزات التي تمنحها ‪ ،‬عادة ما تصطدم بكثير من‬
‫التحديات سواء كانت تحديات مالية خاصة بالميزانية واإلعتمادات المخصصة‪ ،‬أو بالوسائل الفنية‬
‫المتعلقة بتبني أفضل المقاييس وأشكال ملفات مصادر المعلومات الناتجة عن الرقمنة ‪،‬أو القضايا‬
‫المرتبطة بالبنية التقنية لمشروع الرقمنة واإلتفاقيات الخاصة بتخطي اإلشكاليات المرتبطة بحقوق‬
‫المؤلفين والناشرين‪.‬‬

‫وتعتبر هذه التحديات جوهرية ولها تأثيرها المباشر في إعداد سياسة رقمنة مصادر المعلومات‬
‫وتبني معايير إختيار مصادر المعلومات التي يتم رقمنتها وأساليب حفظها و اختزانها‪ ،‬وبناءا عليه‬
‫‪2‬‬
‫نستعرض في الفقرات التالية أبرز هذه التحديات‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إشكالية حقوق الملكية الفكرية‬

‫ترتبط هذه اإلشكالية بالمسائل المتعلقة بحماية حقوق الناشرين والحقوق الفكرية للمؤلفين‪ ،‬وحتى‬
‫يمكن أن تتفادى المكتبات الدخول في منازعات قضائية لجأت في البداية إلى قصر عمليات الرقمنة‬
‫على مصادر المعلومات التي ال تخضع لحقوق المؤلفين والناشرين وهي عامة تمثل مجموعات‬
‫المصادر المتعلقة بالتراث الثقافي والقومي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المؤتمر الدولي بشأن‪ ،‬ذاكرة العالم العصر الرقمي والصون‪ ،‬المؤتمر الدولي‪ ،9341 ،‬ص‪.39‬‬
‫‪2‬‬
‫الترث الرقمي‪ ،‬القاهرة‪ www.hrdoegypt.org ، 2102 ،‬تاريخ‬
‫مركز هردو لدعم التعبير الرقمي‪ ،‬الرقمنة وحماية ا‬
‫االطالع‪ ،9399/31/39‬ساعة ‪ ،41:49‬ص‪.39‬‬
‫‪59‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬إشكاليات مادية‬

‫تؤدي اإلمكانيات المادية دو ار بار از في تبني إستراتيجية عامة للرقمنة‪ ،‬حيث تفرض بعض‬
‫الشروط والمقيدات الواجب أخدها في اإلعتبار خاصة فيما يرتبط باإلمكانيات المادية والتجهيزات‬
‫التقنية والفنية والبرمجيات المراد الحصول عليها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إشكاليات تقنية وفنية‬

‫ترتبط التحديات التقنية في المقام األول بالتجهيزات المادية والبرمجيات وجميع المكونات التي ال‬
‫غنى عنها من أجل تنظيم مصادر المعلومات اإللكترونية وحفظها و استرجاعها‪.‬‬

‫وتتمثل اإلشكالية الرئيسية في قضية التقادم السريع لتقنيات المعلومات حيث أنها تتطور بشكل‬
‫سريع ودون توقف‪ ،‬األمر الذي تكتنفه صعوبة اإلطالع على المعلومات المسجلة على وسائط تخزين‬
‫متقادمة فعلى سبيل المثال ال تحتوي غالبية الحاسبات اآللية من الجيل الحديث على مشغل األقراص‬
‫المرنة نظ ار لضعف الطاقة التخزينية لألقراص المرنة وتعرضها للتلف السريع‪ ،‬وبالرغم من ذلك فإن‬
‫التقنيات الحديثة لن تتوافر لها القدرة على عرض مصادر المعلومات المختزنة داخل مثل هذه‬
‫الوسائط‪.1‬‬

‫رابعا‪ :‬االطار القانوني‬

‫لقد صدر القانون الذي يتبنى وبصفة رسمية التوقيع والتصديق الرقمنة حتى يمكن التأثير‬
‫القانوني لإلدارة الرقمية في الجزائر ومنها الجماعات اإلقليمية‪ ،‬فأما عن التوقيع الرقمي فقد تبنته‬
‫المادة‪ 090‬من القانون المدني المعدل والمتمم ‪ ،‬غير أن المادة ‪ 1‬من هذا القانون حددت له شروطا‬
‫ومتطلبات حتى يكون صحيحا وناجحا أما عن المصادقة فقد أسندها هذا القانون لثالثة أنوع من‬
‫السلطة حسب التدرج والتخصص ‪:‬أوال للسلطة الوطنية للتصديق اإللكتروني طبقا ألحكام المواد ‪ 42‬و‬
‫‪ 42‬من وأسند اإلشراف عليها للوزير األول ثم للسلطة الحكومية للتصديق اإللكتروني والتي وضعت‬
‫تحت سلطة و ازرة البريد وتكنولوجيا اإلعالم واإلتصال وفي األخير السلطة اإلقتصادية تحت إشراف‬
‫‪2‬‬
‫السلطة المكلفة بضبط البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مركز هردو لدعم التعبير الرقمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد المجيد سالمة‪ ،‬تطبيقات االدارة االلكترونية وأثرها على الجماعات المحلية‪ ،‬مجلة الحقوق والحريات‪ ،‬العدد‪،31‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،9342 ،‬ص‪.29‬‬
‫‪62‬‬
‫فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة الفصل‬

‫نستنتج من هذا الفصل أن اإلدارة الرقمنة هي كل ما توفيره من الخدمات للمواطن في وقت‬


‫وجيز وتساعده على الحصول الخدمة التي يريدها وبأحسن الطرق وفي الضرف والمكان الذي يريده‪،‬‬
‫أن تعتبر الرقمنة أساس بناء الخدمة العمومية للدولة في جميع القطاعات‪.‬‬

‫وتعد تطبيق الرقمنة داخل إدارة الخدمة العمومية من تطبيقات الناجحة ومطورة لمستوى اإلدارة‪،‬‬
‫حيث أصبح توفرها ضرورة البد منها في جميع القطاعات‪ ،‬فبفضل مؤشرات الرقمنة تمكنت العديد من‬
‫المؤسسات رفع كفاءة الموظفين في مختلف نشاطات الخدمة وبتالي توفير وتقديم أحسن وأرقى خدمة‬
‫للمواطن‪ ،‬مما يوفر هذا تبادل المعلومات إلكترونيا بسهولة ودقة عالية وبأقل تكلفة وأقصر وقت وفي‬
‫أي مكان‪.‬‬

‫وعليه فالتوجه نحو الرقمنة وتطبيق هذه التكنولوجيا الحديثة أصبح ال زما على المؤسسات اليوم‬
‫كون مجتمعنا يتجه حاليا نحو الرقمنة العالمية‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة‬

‫لقد أصبحت الرقمنة ضرورة إلزامية على جميع المؤسسات الخدمية من أجل مواكبة التقدم‬
‫العلمي والتكنولوجيا الرقمية الحديثة وتعتبر هاته األخيرة اإلستراتيجية التي تساهم في عصرنة مصالح‬
‫اإلدارة وتقديم خدمات ذات جودة ونوعية والرفع في األداء اإلداري لبناء مختلف الهياكل اإلدارية‬
‫وتطويرها والتحديث فيها وهذا ما يؤدي باالرتقاء باإلدارة في كامل المجاالت وهذا ما توصلنا إليه من‬
‫خالل اإلجابة على االشكالية والتي توصلنا إليها بأن الرقمنة لها دور فعال في تحسين الخدمة‬
‫العمومية مقارنة بالسابق وتحقيق أهداف التي تشمل جميع النواحي ويتجلى ذلك من خالل توفير الوقت‬
‫والجهد فقد سمح إستخدام الرقمنة بتوفير الكثير من الوقت في إنجاز المعامالت اإلدارية وكذا‬
‫االستجابة السريعة للمتطلبات المواطنين وهذا في إطار تقريب اإلدارة من المواطن كما ساهمت الرقمنة‬
‫في تحسين مهارات الموظفين خاصة التحكم في تكنولوجيا المعلومات واكتساب مهارات جديدة من‬
‫التكوين بداية ثم الممارسة اليومية‪ ،‬كما سهلت الرقمنة من تسهيل عملية الرقابة اإلدارية فكل التطبيقات‬
‫تحتوي على أسماء الموظفين المسموح لهم باستخدام هذه التطبيقات وكل موظف لديه رقم سري خاص‬
‫يمكنه من استخدام هذه التطبيقية وكل األعمال اإلدارية تؤشر بإسمه وهذا ما من شأنه تحلي الموظف‬
‫بالمسؤولية اتجاه العمل والجدية وبالتالي إضافة نوع من الشفافية والحد من الفساد اإلداري‪.‬‬

‫والجزائر على غرار الدول األخرى من خالل تجربتها لعصرنة الرقمنة داخل قطاع العدالة‪ ،‬وما‬
‫وفرته السلطات الجزائرية من متطلبات لهذا المشروع من إمكانيات مادية هائلة قد تفوق ميزانيات دول‬
‫كبرى ومتقدمة‪ ،‬وفعال حققت الجزائر تقدما كبي ار في العديد من االنجازات في هذا المجال‪ ،‬مست‬
‫جوانب عدة غيرت من شكل وأداء هذا القطاع الحساس لخدمة المواطن والتقليل من معاناته وكسب‬
‫رضاه‪ ،‬إضافة إلى فتح األفاق المستقبلية المبرمجة في أجندة الحكومة الجزائرية‪ ،‬إال أن يبقى تعميم‬
‫هذه اإلنجازات على كل المؤسسات العقارية والفروع التابعة لها على مستوى إقليم الدولة‪ ،‬مرتبط بعامل‬
‫الوقت وتكوين الموظفين والكوادر المؤهلة لهذا الغرض وثقافة المجتمع الجزائري لتبني هذه التكنولوجيا"‬
‫الرقمنة" وهنا يبرز دور الرقمنة في إعطاء صورة واضحة لمدى إسهامها في أداء وتحسين الخدمة‬
‫العمومية في الجزائر‪ ،‬ولهذا يبقى نجاح وتطور أي مشروع في عصر التحوالت والتغيرات مرهون بمدى‬
‫تعامل السلطة بفعالية مع التحديات الداخلية والخارجية حتى نستطيع الحكم على مدى نجاح أي‬
‫المشروع‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫خاتمة‬

‫توصلنا من خالل هذه الدراسة إلى جملة من النتائج‪:‬‬

‫‪ -‬تتمثل الرقمنة في مجمل المعارف واألسس النظرية والعلمية التي تسخر لإلنسان الجهد والوقت‬
‫الرحة‪.‬‬
‫و ا‬

‫‪ -‬تعد دور الرقمنة عامال مهما في تطوير جميع المؤسسات بصفة عامة والمؤسسة الخدمية بصفة‬
‫خاصة‪.‬‬

‫قرءته‬
‫‪ -‬الرقمنة هي عملية تحويل المواد من شكلها التقليدي )المطبوع( إلى شكل رقمي يتم ا‬
‫واسترجاعه بشكل رقمي‪.‬‬

‫‪ -‬إن عصرنة وتحسين الخدمة العمومية يعني بناء قطاع يتميز بالكفاءة والفعالية‪ ،‬وقادر على تلبية‬
‫الحاجات العامة للجمهور بتقديم خدمة عمومية عالية المستوى‪.‬‬

‫االقترحات الهادفة المتعلقة بالموضوع المدروس‬


‫ا‬ ‫وبناء على كل ما تقدم يمكن تقديم مجموعة من‬
‫والتي يمكن أن تفيد مؤسسات منها‪:‬‬

‫تطور وأمانا في‬


‫ا‬ ‫‪ -‬االهتمام أكثر باستخدام التكنولوجيا الحديثة من خالل اعتماد أجهزة ومعدات أكثر‬
‫تقديم خدماتها‪.‬‬

‫‪ -‬االهتمام أكثر بعنصر الترويج لتعريف المواطن بالخدمات وتحسين االتصال معه‪.‬‬

‫‪ -‬نشر ثقافة الوعي لدى المواطنين‪ ،‬ومحاولة تغيير نظرتهم السلبية الخاطئة حول خطر التعامل‬
‫بالرقمنة‪.‬‬

‫ومن جملة التوصيات التي يمكن أن نخرج بها من خالل هاته الدراسة هي أن الرقمية هي دائما‬
‫في تطور مستمر ولهذا وجب على السلطات مواكبة هذا التطور وذلك عن طريق‪:‬‬

‫‪ -‬فتح بوابة الكترونية خاص تسمح للموطنين بالمشاركة الفعلية في صنع الق اررات وتقديم مقترحاته‪.‬‬

‫‪ -‬انشغاالته عبر هذه البوابة والتي تسمح أيضا بسد الفجوة الموجودة بين المسؤول المحلي والمواطن‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ -‬استكمال اإلجراءات الخاصة بالقاعدة اآللية االلكترونية والتي لم يتم تفعيلها لحد أالن والتي تسمح‬
‫بتقديم خدمات عمومية عن بعد وذلك لما تحتويه من تطبيقات حديثة كالتوقيع االلكتروني وذلك دون‬
‫تكليف المواطن ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫‪ -2‬النصوص القانونية و التنظيمية‬
‫أ‪ -‬النصوص القانونية‬

‫‪ -‬القوانين‪:‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 43-44‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬المؤرخ في ‪ 93‬رجب عام ‪ 4109‬الموافق ‪ 99‬يونيو ‪،9344‬‬
‫جريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪.02‬‬

‫ب‪ -‬النصوص التنظيمية‬

‫‪ -‬المراسيم الرئاسية والتنفيذية‪:‬‬

‫‪ -‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،49/141‬المؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر ‪ ، 2012‬يتضمن التصديق على الميثاق‬


‫اإلفريقي لقيم و مبادئ الخدمة العامة و اإلدارة المعتمد بأديس أبابا‪ ،‬بتاريخ ‪ 31‬يناير ‪ ، 2011‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪ ،‬العدد‪.22‬‬

‫‪ -‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 404-22‬المتضمن ينظم العالقات بين اإلدارة والمواطن‪ ،‬المؤرخ في ‪ 99‬ذو‬
‫القعدة عام ‪4130‬ه‪ ،‬الموافق ‪ 2‬يوليو ‪ ،4922‬الجريدة الرسمية الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،92‬الصادر في ‪99‬‬
‫ذو القعدة عام ‪4132‬ه‪.‬‬

‫‪ -‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 30-42‬المتضمن إنشاء المرصد الوطني للمرفق العام‪ ،‬المؤرخ في ‪ 92‬ربيع‬
‫االول عام ‪ 4102‬الموافق ‪ 2‬يناير ‪ 9342‬الجريدة الرسمية الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،40‬المؤرخة في ‪ 0‬ربيع‬
‫االول عام ‪4102‬ه الموافق ‪ 40‬يناير ‪.9342‬‬

‫‪ -‬المرسوم الرئاسي ‪ 119-93‬المؤرخ في ‪ 03‬ديسمبر ‪ ،9339‬يتعلق بإصدار التعديل الدستوري‬


‫المصادق عليه في إستفتاء أول نوفمبر ‪ ،9393‬ج ر بتاريخ ‪ 03‬ديسمبر ‪.9393‬‬

‫‪67‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫المرسوم التنفيذي رقم‪ 024-40‬المؤرخ في ‪ 41‬محرم عام ‪ 4101‬الموافق ‪ 49‬نوفمبر ‪ 9340‬يحدد‬


‫صالحيات الوزير لدى الوزير االول المكلف بإصالح الخدمة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪،19‬‬
‫المؤرخة في ‪.9340-44-93‬‬

‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،490-41‬المؤرخ في ‪ 31‬رمضان عام ‪ 4101‬الموافق ‪ 30‬يوليو ‪،9341‬‬


‫يحدد صالحيات المدير العام للوظيفة العمومية واالصالح االداري‪ ،‬العدد‪ ،14‬الجريدة الرسمية‬
‫الجزائرية‪ ،‬المؤرخة في ‪ 32‬رمضان عام ‪ 4101‬الموافق ‪ 32‬يوليو ‪.9341‬‬

‫‪ -‬التعليمات‪:‬‬

‫‪ -‬تعليمة وزير الداخلية رقم ‪ ،9090‬تتعلق بتحويل إصدار بطاقة التعريف الوطنية على مستوى‬
‫البلديات‪.‬‬

‫‪ -‬تعليمة وزير الداخلية والجماعات المحلية رقم‪ ،4199‬المؤرخة في ‪ 91‬ماي ‪ ،9344‬تتعلق بتخفيف‬
‫الملفات االدارية و االجراءات تحسين الخدمات الصادرة عن االدارات المحلية‪.‬‬

‫‪ -0‬الكتب‬

‫‪ -‬أحمد الكبيسي‪ ،‬تطور النظم االلية في المكتبات من الحوسبة إلى الرقمنة االفتراضية‪ ،‬المجلة‬
‫العربية‪ ،033‬العدد‪.9332 ،99‬‬

‫‪ -‬أحمد فرج أحمد‪ ،‬الرقمنة داخل مؤسسات المعلومات أم خارجها‪ ،‬جامعة االمام محمد بن سعود‬
‫االسالمية‪ ،‬العدد‪ ،1‬المملكة المتحدة‪.9339 ،‬‬

‫‪ -‬بشير عباس العالق وسعد غالب التكريتي‪ ،‬التجارة اإللكترونية‪ ،‬دار المناهج للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.9343‬‬

‫‪ -‬جمال يوسف بدير‪ ،‬المكتبات اإللكترونية والرقمية‪ ،‬المكتبة الوطنية لنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2008‬‬

‫‪68‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -‬حمد توفيق ماضي‪ ،‬تطبيقات إدارة الجودة الشاملة في المنظمات الخدمية‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية‬
‫اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪.2005 ،‬‬

‫‪ -‬سامح زينهم عبد الجواد‪ ،‬المكتبات واألرشيفات الرقمية‪ ،‬شركة ناس للطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2012‬‬

‫‪ -‬سعد غالب ياسين‪ ،‬اإلدارة الرقمنة وأفاق تطبيقها العربية‪ ،‬دار المناهج للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫السعودية‪.9349،‬‬

‫‪ -‬سعيد بن عبد العزيز عثمان‪ ،‬اقتصاديات الخدمات والمشروعات العامة‪ ،‬دار الجامعية لنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬االسكندرية‪.9333 ،‬‬

‫‪ -‬سميرة مطر المسعودي‪ ،‬معوقات تطبيق اإلدارة االلكترونية من وجهة نظر مديري وموظفي الموارد‬
‫البشرية‪ ،‬الجامعة االفتراضية الدولية‪ ،‬المملكة المتحدة‪.9344 ،‬‬

‫‪ -‬عبد القادر‪ ،‬الخدمات العمومية‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية لنشر والتوزيع‪ ،‬االسكندرية‪.9341 ،‬‬

‫‪ -‬عبد اللطيف صوفي‪ ،‬إرشادات مشاريع رقمنة مجموعات الحق العام في المكتبات ومراكز‬
‫األرشيف‪ ،‬االتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات‪.9340 ،‬‬

‫‪ -‬عبير الرحباني‪ ،‬االعالم الرقمي(االلكتروني)‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.9349 ،‬‬

‫‪ -‬فريد النجار‪ ،‬دور تكنلوجيا المعلومات في التحول نحو المنظمات الرقمية‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية‬
‫االدارية‪ ،‬مصر‪.9343 ،‬‬

‫‪ -‬محمد أحمد حسب اهلل‪ ،‬لسان العرب البن منظور‪ ،‬دار المعارف لنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.9333 ،‬‬

‫‪ -‬محمد األزهر الناصر‪ ،‬اخالقيات الوظيفة العامة فى مواجهة الفساد فى منظمة الشفافية الدولية‪،‬‬
‫المركز اللبناني للدراسات‪ ،‬بيروت‪.9339 ،‬‬

‫‪69‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -‬محمد أمين عودة‪ ،‬إدارة المشروعات العامة) القضايا واالستراتجيات(‪ ،‬جامعة الكويت لنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الكويت‪. 9333 ،‬‬

‫‪ -‬مريزق عدمان‪ ،‬التسيير العمومي بين االتجاهات الكالسيكية و االتجاهات الحديثة‪ ،‬جسور للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪.9341 ،‬‬

‫‪ -‬منير الحمزة‪ ،‬المكتبات الرقمية‪ ،‬دار األلمعية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪. 2011 ،‬‬

‫‪ -‬نعيم حافظ أبوجمعة‪ ،‬إدارة الرقمنة‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪.9344 ،‬‬

‫‪ -‬هاني عامد الضمور‪ ،‬الخدمة العمومية ومصالحها‪،‬ط‪ ،4‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪. 2005 ،‬‬

‫‪ -1‬المقاالت‬

‫‪ -‬بوميلة سعاد‪ ،‬فارس بوبكور‪ ،‬تسيير إدارة الرقمنة وتنميتها‪ ،‬مجلة العلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر‬
‫بلقايد تلمسان‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسة‪ ،‬عدد‪ 40‬مارس‪.9332 ،‬‬

‫‪ -‬سليمة سعيدي‪ ،‬معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية بالمكتبات الجامعية الجزائرية‪ ،‬من وجهة نطر‬
‫مسؤولي المكتبات الجامعية لوالية قسنطينة‪ ،‬المجلة األردنية للمكتبات والمعلومات‪ ،‬مجلد‪،12‬عدد‪،31‬‬
‫‪.9340‬‬

‫‪ -‬سهام بلقمري‪ ،‬رؤية مستقبلية جديدة ‪ ،‬الجزائر نموذجا ‪ ،‬مجلة علوم السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،32‬جانفي‬
‫‪،9332‬متاح في ‪ ،www.ulum.nl‬تاريخ االطالع‪.9399/31/49 ،‬‬

‫‪ -‬عاشور طارق‪ ،‬مقاربة التسيير العمومي الجديد كآلية لتدعيم وتعزيز تنافسية وكفاءة المنظمات‬
‫الحكومية‪ ،‬مجلة أداء المؤسسات الجزائرية العدد ‪.9341/9344 ، 01‬‬

‫‪ -‬عبد المجيد سالمة‪ ،‬تطبيقات االدارة االلكترونية وأثرها على الجماعات المحلية‪ ،‬مجلة الحقوق‬
‫والحريات‪ ،‬العدد‪ ،31‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.9342 ،‬‬

‫‪72‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -‬عماري عمار وآخرون ‪ ،‬واقع االقتصاد الجديد في العالم العربي واالسالمي ‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،،31‬جامعة ورقلة ‪.2007‬‬

‫‪ -‬قاسم ميلود‪ ،‬عالقة االدارة والمواطن في الجزائر بين االزمة ومحاوالت االصالح‪ ،‬مجلة دفاتر‬
‫السياسة والقانون‪ ،‬العدد‪ ، 5‬جامعة ورقلة‪ ،‬جوان‪.9344‬‬

‫‪ -‬مريم خالص حسين‪ ،‬الحكومة االلكترونية‪ ،‬مجلة بغداد للعلوم السياسية‪ ،‬و ازرة المالية‪ ،‬العراق‪،‬‬
‫‪.9341‬‬

‫‪ -‬مسفرة بنت دخيل اهلل الخثعمي‪ ،‬مشاريع وتجارب التحويل الرقمي في مؤسسات المعلومات‪ ،‬مجلة‬
‫مراجعة المعلومات العلمية والتقنية ‪ ، Rist‬العدد‪ ، 1‬جامعة اإلمام سعد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫السعودية‪.2011،‬‬

‫‪ -1‬ملتقيات‬

‫‪ -‬سعيد مقدم ‪ ،‬تكنولوجيا اإلعالم و اإلتصال كدعامة ضرورية لتحسين الخدمة العمومية ‪ ،‬الملتقى‬
‫الدولي الرابع حول ترقية الخدمة العمومية في الدول العربية تحديات ورهانات‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية ‪ ،‬جامعة حمى للخضر الوادي ليومي ‪ 39‬و ‪ 43‬مارس ‪.9342‬‬

‫‪ -‬فاطمة الزهراء طلحى ‪ ،‬رحايلية سيف الدين‪ ،‬معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية باإلدارات العمومية‬
‫الجزائرية ) دراسة ميدانية لمجموعة من اإلدارات بوالية سوق أهراس(‪ ،‬الملتقى الدولي األول‬
‫المؤسسة الخدمية العمومية و إدارة الموارد البشرية مقاربات نظرية و تجارب بشرية ‪ ،‬جامعة السلطان‬
‫محمد الفاتح‪ ،‬اسطنبول‪ ،‬تركيا‪ ،‬ليومي ‪ 42-42‬نوفمبر‪.9341‬‬

‫‪ -‬كريم سباغ ‪ ،‬عصرنة الخدمة العمومية لمرفق العدالة ‪ ،‬الملتقى الدولي الرابع حول ترقية الخدمة‬
‫العمومية في الدول العربية تحديات ورهانات‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة حمى لخضر‬
‫الوادي ليومي ‪ 39‬و ‪ 43‬مارس ‪.9342‬‬

‫‪72‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -‬لزهر قدوم ‪ ،‬عبد الرحمان قروي ‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية كآلية لتطوير أداء الجماعات المحلية‬
‫بالجزائر‪ ،‬الملتقى الوطني حول التسيير المحلي بين إشكالية التمويل و ترشيد ق اررات التنمية المحلية‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسة‪ ،‬بجامعة ‪ 32‬ماي ‪ 4911‬قالمة يومي ‪ 32‬و ‪ 39‬نوفمبر ‪. 9342‬‬

‫‪ -6‬الرسائل العلمية والمذكرات‬

‫أ‪ -‬الرسائل العلمية‪:‬‬

‫‪ -‬بوزكري جياللي‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية في المؤسسات الجزائرية واقع وأفاق‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل‬
‫شهادة دكتوراه ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.9342/9341 ،34‬‬

‫‪ -‬رفاع شريفة‪ ،‬نحو ادماج مفهوم الخدمة العمومية في الدول النامية نحو تسيير عمومي جديد وفق‬
‫نظرية االدارة العمومية الحديثة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في العلوم الحقوق والسياسة‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.9343/9339 ، 03‬‬

‫‪ -‬سليمة غزالن‪ ،‬عالقة اإلدارة بالمواطن في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة دكتوراه في الحقوق‪،‬‬
‫كلية بن عكنون‪ ،‬الجزائر ‪.9343/9344 ،34‬‬

‫‪ -‬عبد القادر برانس‪ ،‬دور الخدمة في مؤسسات الخدمات العمومية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫دكتوراه في السياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.9343/9339،‬‬

‫ب‪ -‬المذكرات‪:‬‬

‫‪ -‬سهيلة مهري‪ ،‬المكتبة الرقمية في الجزائر دراسة للواقع وتطلعات المستقبل‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪.9344/9343 ،‬‬

‫‪ -‬عبد الكريم عاشور‪ ،‬دور اإلدارة اإللكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية والجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص الديمقراطية والرشادة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪.9344/9343 ،‬‬

‫‪70‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -‬عبد اهلل ولد سيف احمد فال‪ ،‬دور االدارة المحلية فى تسيير الخدمات العامة‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في العلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة‪.9339/9332،‬‬

‫‪ -7‬الجرائد‬

‫‪ -‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،16‬المؤرخة في ‪ 23‬مارس ‪. 2014‬‬

‫‪ -‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،32‬المؤرخ في ‪ 13‬فبراير‪2008‬‬

‫‪ -‬النشرة الرسمية للتربية الوطنية‪ ،‬العدد‪ ،112‬المديرية الفرعية للتوثيق التربوي مكتب النشر‪ ،‬المنشور‬
‫رقم ‪ 029‬المؤرخ في ‪ 03‬نوفمبر ‪.9340‬‬

‫‪ -8‬مواقع األنترنت‬

‫في‪http// www.openarab.net/reports/net2006/algeria shtm،‬‬ ‫‪ -‬الحجب‪ ،‬والرقابة والمصادرة‪ ،‬متاح‬


‫تاريخ االطالع‪.9399/31/40‬‬

‫‪www.ahewar.org‬‬ ‫‪ -‬رشيد بن عياش‪ ،‬مفهوم المصلحة العامة‪ ،‬متوفر على الموقع االلكتروني التالي‪:‬‬
‫تاريخ االطالع‪ ،9399/30/31‬على الساعة ‪.44:11‬‬

‫‪ -‬فوزي خليل‪ ،‬المصلحة العامة بين الشرع والفقه والسياسة‪ ،‬على الموقع‪ ،www.onislam.net‬تاريخ‬
‫اإلطالع ‪ ،9399/30/31‬ساعة ‪.41:91‬‬

‫في ? ‪http// www.el-bilad.com/article.php‬‬ ‫‪ -‬ليلي كبير‪ ،‬نحو أثر الرقمنة على مقاهي االنترنت‪ ،‬متاح‬
‫تاريخ االطالع ‪.9393/31/40‬‬ ‫‪codear‬‬

‫‪ -‬مركز هردو لدعم التعبير الرقمي‪ ،‬الرقمنة وحماية التراث الرقمي‪ ،‬القاهرة‪،2102 ،‬‬
‫تاريخ االطالع‪ ،9399/31/39‬ساعة ‪.41:49‬‬ ‫‪ww.hrdoegypt.org‬‬

‫‪71‬‬
‫الفهرس‬
‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫كلمة شكر‬
‫اإلهداء‬
‫أ‬ ‫مقدمة‬

‫الفصل االول‪ :‬االطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية‬


‫‪31‬‬ ‫مقدمة الفصل االول‬
‫‪32‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬مدخل عام حول الرقمنة‬

‫‪32‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬نشأة ومفهوم الرقمنة‬

‫‪32‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نشأة الرقمنة‬


‫‪32‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الرقمنة وخصائصها‬
‫‪49‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اشكال الرقمنة وفوائدها‬
‫‪49‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أشكال الرقمنة‬

‫‪41‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬فوائد الرقمنة‬

‫‪41‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬عناصر الرقمنة وعوامل نجاحها‬

‫‪41‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬عناصر الرقمنة‬

‫‪42‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عوامل نجاح الرقمنة‬

‫‪49‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مدخل العام الخدمة العمومية‬


‫‪93‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬نشأة ومفهوم الخدمة العمومية‬

‫‪93‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نشأة الخدمة العمومية‬

‫‪94‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الخدمة العمومية وخصائصها‬

‫‪92‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مبادئ وأساليب الخدمة العمومية‬

‫‪75‬‬
‫‪92‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مبادئ تقديم الخدمة العمومية‬

‫‪92‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أساليب الخدمة العمومية‬


‫‪92‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬األساس القانوني لقدرة تحسين الخدمة العمومية‬

‫‪92‬‬ ‫الفرع األول ‪:‬األحكام التشريعية‬


‫‪99‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬األحكام التنظيمية‬
‫‪09‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التشريع الفرعي‬
‫‪01‬‬ ‫خالصة الفصل االول‬

‫الفصل الثاني‪ :‬فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية‬


‫‪02‬‬ ‫مقدمة الفصل الثاني‬

‫‪02‬‬ ‫المبحث االول‪ :‬أساسيات تطبيق الرقمنة في مجال الخدمة العمومية‬

‫‪02‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬واقع تطبيق الرقمنة في ميدان الخدمة العمومية ودوافعها‬

‫‪02‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬واقع االدارة التقنية في البيئة العربية‬


‫‪09‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬دوافع تطبيق الرقمنة في الخدمة العمومية‬
‫‪13‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬متطلبات تطبيق الرقمنة داخل إدارة الخدمة العمومية‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬متطلبات الرقمنة و وأسس بنائه‬

‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬العوامل التي تتحكم في تبني الرقمنة داخل إدارة الخدمة العمومية‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تطبيق الرقمنة في قطاع العدالة‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬تطور األليات العمل بها داخل اإلدارة‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬توسع منظمة المعلومات داخل قطاع العدالة‬
‫‪13‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مساهمة دخول الرقمنة على الخدمة العمومية‬
‫‪14‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬دور الرقمنة في تحسين الخدمة العمومية‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬إنعكاسات الرقمنة بالنسبة للموظفين والمواطن‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مهام الرقمنة في تحقيق التنمية المحلية‬

‫‪76‬‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مؤشرات الرقمنة في رفع كفاءة الموظفين‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع االول مؤشر الوصول إلى الشبكة‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مؤشر التعليم وانتشاره‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مؤشر سياسة الشبكة‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬معوقات تطبيق مشاريع الرقمنة وتحدياتها‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬معوقات تطبيق الرقمنة‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تحديات الرقمنة‬
‫‪24‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬
‫‪63‬‬ ‫خاتمة‬

‫‪67‬‬ ‫قائمة المراجع‬

‫‪75‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪77‬‬

You might also like