Professional Documents
Culture Documents
مذكرة دور الرقمنة في تحسين الخدمة العمومية
مذكرة دور الرقمنة في تحسين الخدمة العمومية
الموسم الجامعي0200/0202:
شك ـ ـ ـ ــر
الحمد هلل أوال وأخرا وظاهرا وباطنا كما يحب ربنا يرضى
نشكر اهلل تعالى ونحمده على أن وفقنا وأعاننا في انجاز هذا العمل
ومن باب قوله صلى اهلل عليه وسلم ”:من ال يشكر الناس ال يشكر اهلل ”
وانطالقـا من العرفـان بالجميل فـإنه ال يسعني إال أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى األستاذة
المشرفة ».معزوزي نوال » على قبولها اإلشراف على هذه المذكرة وعلى
توجيهاتها القيمة.
نوجه شكرنا أيضا إلى موظفي إدارة جامعة الجياللي بونعامة على تقديم يد العون لي.
أهدي هذا العمل إلى أتقى وأقوى حب أحس به قـلبي ،إلى التي سهرت الليالي من أجلي ،إلى
السند المتين في حياتي ،إلى من منحتني وتمنحني من غير أن تسألني عطاء ،إلى زهرة الحب
والحنان إلى الغالية الحبيبة أمي أطال اهلل في عمرها.
إلى من تحمل مشاق الدنيا وعنائها من أجل أن أعيش محترم ومعزز ومكرم إلى من علمني
وشجعني كثيرا حتى كبرى ومنحني بكل ما لديه من أجلي إلى أبي العزيز الغالـي.
إلى األستاذة المشرفة التي كان لها الدور الفعال والفضل على مساعدتي في إنجاز هذا العمل
األستاذة " معزوزي نوال "
إلى كل من عرفني من قريب ومن بعيد ،وإن لم تسعهم مذكرتي ففي القـلب لهم مكان.
ياسين
اإلهداء
الحمد هلل الذي هدانا بهذا وما كنا لنهتدي لوال هدانا اهلل ،اللهم لك الحمد
إلى التي جعل اهلل الجنة تحت أقدامها ،ريحانة حياتي و بهجتها التي غمرتني بعطفها و حنانها،
أنارت لي درب حياتي و كانت لي عونا ،سر نجاحي و توفيقي بعد اهلل أمي حفظها اهلل و أطال
في عمرها.
إلى من علمني و لقنني أولى أبجديات الحياة ،إلى أبي أطال في عمره.
إلى األستاذة المشرفة التي كان لها الدور الفعال والفضل على مساعدتي في إنجاز هذا العمل
األستاذة " معزوزي نوال "
كما أهدي ثمرة جهدي هذه إلى إخوتي وأخواتي حفظهم اهلل.
إلى كل من عرفني من قريب ومن بعيد ،وإن لم تسعهم مذكرتي ففي القـلب لهم مكان.
ادامكم اهلل و حفظكم في رعايته
محمد األمين
مقدمة
مقدمة
مقدمة:
تطور تشهد العديد من الدول في العالم على إختالفها تطور الكبير في تقنيات الحاسبات
والبرمجيات واالتصاالت ،باعتبارها فضاء واسع تسعى من خالله الدول عبر وسائل تكنولوجية حديثة،
بعد ظهور الشبكات بمختلف أنواعها وآفاقه الواسعة ،إلى رفع وتحسين الخدمة العمومية تماشيا مع
التحوالت والتطورات االقتصادية الجديدة في العالم ،إال أن هذا التوجه السريع نحو رقمنة الخدمة
العمومية في العديد من الدول المتقدمة أو تلك التي مازالت في طريق النمو ،يرجع إلى مدى استعداد
األجهزة الحكومية لتبني هذه األنظمة التكنولوجية الحديثة التي تتفاوت درجة نجاحها من دولة إلى
أخرى ،ونتيجة المتطلبات المادية واإلدارية والبشرية والتقنية وخاصة األمنية ،والتي تعمل بدورها لتوفير
االحتياجات المتزايدة للمواطن ذات جودة وسرعة وكفاءة األداء في الخدمة العمومية ،الذي أصبح محل
ضغط لحكومات كثيرة إلزدياد عدده وارتفاع مستوى معيشته وتغيير نمط حياته ووعيه الثقافي
المستمر ،وبالتالي إن تطبيق نظام الرقمنة في تحسين وتطوير األداء الفعلي للخدمة العمومية له
مبررات سياسية واجتماعية تتوقف على مدى استعداد حكومات هذه الدول وكيفية تطبيقها الفعلي.
إن التجربة الجزائرية على غرار العديد من الدول من خالل تطبيقها نظام الرقمنة لتحسين
الخدمة العمومية كنموذج على قطاع العدالة ،مع إمكانية تحليل وتقييم مدى نجاحه في ترقية هذا
القطاع مقارنة مع القطاعات األخرى.
ويكتسي موضوع الرقمنة أهمية كبيرة ،كونه ليس مجرد انتقال من نظام تقليدي روتيني بطئ إلى
نظام عصري حديث قائم على التكنولوجيا المتطورة ،أو توفير أجهزة ومعدات حديثة وبرامج مختلفة،
دون النظر إلى اعتبارات ما أدخلت من اجله هذه التكنولوجيا ،ولهذا فأهمية الدراسة تكمن االهتمام
العالمي الكبير لموضوع الرقمنة في القرنين االخيرين والتطورات السريعة لتكنولوجيا المعلومات
واالتصاالت أو ما يعرف باالنفجار التكنولوجي عبر شبكاته المختلفة ،نتيجة االكتشافات العلمية وما
حققته من توفير للوقت والجهد ،والسعي لتزويد المجتمع بالمعرفة والعلم.
ونظ ار ألهمية موضوع الرقمنة إنبثقت عنه عدة أهداف التي شملت مفهوم جامع للرقمنة ،وابراز
دور الرقمنة في تحسين الخدمة العمومية من خالل تبسيط وسرعة اإلجراءات اإلدارية وتخفف األعباء
والقيود على المواطن ،حسب اإلستراتيجية متبعة من طرف األنظمة الحكومية.
أ
مقدمة
حيث قمنا بدراسة موضوع دور رقمنة في تحسين الخدمة العمومية في حدود دولة الجزائر
وعلى أرضي واقعها .
ولقد إعترضتنا مجموعة من الصعوبات ،والمتعلقة بجمع المعلومات والمتمثلة في ندرة المراجع
التي تتناول موضوع الرقمنة ،نظ ار لحداثة هذا الموضوع من جهة ،وتداخله مع موضوع اإلدارة
اإللكترونية من جهة أخرى ،وقلة الدراسات التي تناولت عالقة الرقمنة بالخدمة العمومية باعتبار هذه
التقنية مازالت لم تعمم على كل المرافق.
حيث أن الحياة االجتماعية ورفاهية للمواطنين متوقفة على فعالية اإلدارة المسئولة في القيام
بشؤونهم وتحسين خدماتهم والسهر على قضاء شؤونهم ،لذلك نجد أن معيار التقدم والتخلف بين الدول
المتقدمة والدول المتخلفة هو العدالة االجتماعية بين أفرادها ،وال يمكن للعدالة أن تتحقق في غياب
التنظيم ،بدلك تتفشى البيروقراطية والمحسوبية والجهوية وكل ما يعرقل السير الحسن للخدمات
االجتماعية واالهتمام بكل المواطنين ،واألمر كان نفس الشيء بالنسبة للدول المتقدمة في عصور
مضت ،بحيث كان عصر الظالم يسود أوربا نتيجة غياب التنظيم الناتج عن الجهل ،الذي يتولد عنه
كل شيء وتضيع الحقوق ،فقط قلة قليلة من لها القدرة على تحقيق كل المتطلبات ،لكن مع التقدم
وتطور التكنولوجيا أصبح المجتمع أكثر تنظيما وأكثر بساطة في التسيير وتحقيق العدالة والتنمية.
ومن هنا يمكن طرح التساؤالت الفرعية والتي تمثلت في ما لمقصود برقمنة الخدمة العمومية ؟ ،ما
دور الرقمنة في الخدمة العمومية ؟ ،هل حققت التجربة الجزائر المستوى المطلوب في أداء الخدمة
العمومية ،بعد تبنيها لنظام الرقمنة لعصرنة قطاع العدالة؟.
واالستجابة لمتطلبات البحث اخترنا المنهج التحليلي كطريقة عملية للوصف والتحليل عن طريق
جمع المعلومات وتصنيفها ،انطالقا من معطيات ومبادئ قانونية يمكن البرهنة على صحتها وتلك التي
لها صلة بالموضوع ،من أجل التعرف على دور الرقمنة في تحسين الخدمة العمومية في الجزائر.
ب
مقدمة
ولقد قسمنا بحثنا من خالل دراستنا للنقاط والمفاهيم األساسية الى فصلين ،الفصل األول اإلطار
النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية ،تم دراسته من خالل مبحثين ،المبحث األول خصصناه مدخل
عام حول الرقمنة ،تطرقنا فيه الى ثالث مطالب شملت كل من نشأة ومفهوم الرقمنة ،أشكالها،
عناصرها وعوامل نجاحها ،أما المبحث الثاني خصصناه ماهية الخدمة العمومية وقسمناه لثالث
مطالب وشملت كل من نشأة ومفهوم الخدمة العمومية ،ومبادئها وأساليبها ،واألساس القانوني لقدرة
تحسين الخدمة العمومية.
أما الفصل الثاني كان تحت عنوان فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية ،تم دراسته من
خالل مبحثين ،المبحث األول خصصناه ألساسيات تطبيق الرقمنة في مجال الخدمة العمومية ،تطرقنا
فيه في المطلب األول واقع تطبيق الرقمنة في ميدان الخدمة العمومية ودوافعها ،أما المطلب الثاني
فتطرقنا الى متطلبات تطبيق الرقمنة في الخدمة العمومية ،أما المطلب الثالث تطبيق الرقمنة في قطاع
العدالة ،أما بالنسبة للمبحث الثاني خصصناه مساهمة دخول الرقمنة على الخدمة العمومية ،تطرقنا
فيه في المطلب األول الى دور الرقمنة في تحسين الخدمة العمومية ،أما مطلب الثاني مظاهر تطبيق
الرقمنة على الخدمة العمومية ،والمطلب الثالث خصص فيه معوقات تطبيق الرقمنة على الخدمة
العمومية.
ت
الفصل األول
اإلطار النظري حول الرقمنة
والخدمة العمومية
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
أصبح موضوع الرقمنة نقطة تحول ينظر من خالله لمفهوم الخدمة العمومية ،نتيجة التطورات
الكبيرة في الخدمات المقدمة للمواطن ،من قبل المنظمات والمؤسسات الحكومية ،بعد دخول الرقمنة
كآلية حديثة ،تساهم في تحسين وترشيد الخدمة العمومية ،وبالتالي أصبحت مفاهيم الخدمة العمومية
والرقمنة تشمل عدة جوانب متكاملة ،من أساليب عمل وتنوع العنصر البشري وتكنولوجيا حديثة تتكيف
ومتطلبات البيئة المحيطة ،وتساير التحوالت التكنولوجية المتطورة ،وبالتالي فإن عالقة الرقمنة بالخدمة
العمومية ليست مجرد مفاهيم تتطلب االستجابة للمستجدات المحيطة بهم ،وانما تواجه التحديات
الكبيرة ،التي تحول دون الوصول إلى ضبط مختلف الجوانب ،التي ينظر من خاللها إلى تصور
وأضح يشمل كل األعمال واألنشطة الموجهة للمواطن ،واإلدارة والمؤسسات الحكومية المختلفة.
ومن هذا سنتطرق في هذا الفصل إلى المباحث التالية والتي تمثلت فيما يلي:
5
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
لقد أدى ظهور الرقمنة إلى بروز نموذج إداري جديد ،فرضه التنافس والتحدي المتزايد أمام النظم
اإلدارية البيروقراطية لتحسين أعمالها وجودة خدماتها وهو ما يعرف بالرقمنة ،حيث يتناول هذا الجزء
من الدراسة التطورات التي مر بها مفهوم الرقمنة عبر محطات عدة ،لتباين الرؤى واألفكار حسب
الصيغ والجوانب التي ينظر إليها منها ،إضافة الى أشكال الرقمنة والفوائد المحققة منها ،ثم أهم
العناصر التي تعتمدها الرقمنة من خالل انظمة المعلومات واالتصاالت ،وصوال الى إبراز عوامل
نجاح الرقمنة من النظام التناظري إلى النظام الرقمي.
6
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
إن مفهوم الرقمنة اإلدارية مرتبط كثي ار باإلدارة اإللكترونية ،حيث يشير الكثير من الباحثين إلى
نفس المعنى للمفهومين ،ومن هنا سنقوم في هذا المطلب توضيح كل من نشأة الرقمنة ومفهومها
وخصائصها.
يرجع مفهوم الرقمنة الى تطورات تاريخية عديدة في مرافق ومؤسسات المعلومات ،لتسيير بعض
األنشطة المكتبية بعد إدخال الحاسب اآللي فيها ،في كل من الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا ،مند
الخمسينات حسب هرتر من خالل النتائج المحققة إلختفاء السجالت البطاقية الورقية لتحل محلها
السجالت اإللكترونية والتي تسمح للمكتبات المشاركة في شبكات السجالت وتبادلها في مجال الفهرسة
التعاونية ،و كذلك فوي االعارات بوين المكتبات حسب مشروع المكتبة الكونية مفاده (غير مفهومة
يرجى إعادة صياغتها) توحيد الفهارس ونصوصها في كل مكتبات العالم من طور القوى العظمى
1
الغربية أو ما تعرف بمجموعة السبع في جويلية .4991
بغرض جعل كل المصادر قابلة للبحوث فيها عبر شبكة االنترنت باعتبارها فضاء للمعلومات
والمعرفة في المكتبات ،ليمتد بعدها الى اجتماعات عديدة بين القوى العظمى ،لرقمنة المكتبات بتكثيف
الربط الرقمي بين مختلف المكتبات بنية توسيع المعرفة الى أوسع الحدود ،جاءت بعد العديد من
اإلجتماعات بين هذه القوى ،من أهمها اجتماع بروكسل 4991لدعم التنمية في المجال االقتصادي
واإلجتماعي والعلمي والثقافي الذي تبنته الواليات المتحدة األمريكية بتمويل من المؤسسة القومية للعلوم
والوكالة الفضائية التابعة لو ازرة الدفاع ليشمل هذا المشروع إقامة ستة مكتبات رقمية تساهم في البحث
2
العلمي للتعليم العالي بدعم من المؤسسات الفاعلة في الواليات المتحدة األمريكية.
1
أحمد الكبيسي ،تطور النظم االلية في المكتبات من الحوسبة إلى الرقمنة االفتراضية ،المجلة العربية،033
العدد ،9332 ،99ص31
2
أحمد الكبيسي ،نفس المرجع ،ص.31
7
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
تنتقل بعدها الى أوروبا بمشاريع مماثلة أطلق عليها إسم ذاكرة ميموريا ) ،(mimoriaبمشاركة
المكتبة الوطنية الفرنسية )واكسفورد تاكست ارشيف( ومعهد) تولون( لألبحاث العلمية ومؤسسات في
المعلوماتية ،أو ما يعرف بالتوجه نحو حفظ االنتاج الفكري االلكتروني لقطاعات نوعية وموضوعية،
1
ليرتبط بعدها بمكتبات العديد من الدول المتقدمة من خالل مشروعات عمالقة للمكتبات الرقمية.
إن المتتبع لمسار الرقمنة يدرك أن هذا التحول جاء نتيجة تحديات عرفتها تقنيات المعلومات
واالتصال الذي مكن من تدعيم استراتيجيات لتنمية أدائها ،هذا التطور الهائل للمعلومات التي حققته
في مجاالت عديدة نتيجة توظيف البرمجيات واالنترنت ليصل إلى المفردات والمصطلحات.
أما فيما يكتبه ويقوله الباحثين والمتخصصين في مجال الصيفات الرقمية التي تطور استخدامها
في اختزان البيانات الببليوغرافية واسترجاعها وبثها إلى الجهات المستفيدة االخرى.
هذا التطور الطويل لحوالي نصف القرن تبين أن هناك تسميات فرضت نفسها على أدبيات
علوم أو الرقمنة أو االفتراضية والتي حصل خلط فيما بينها ينبغي توضيحه حسب ما تشمله هذه
المصطلحات من معاني إضافة إلى األشكال المختلفة واإلشارات التناظرية ،التي تشمل كل المواد
الرقمية من أصل الكتروني وتتطلب جهاز الكتروني لتصبح مقروءة ،ألن عبارة الكترونية تشير إلى
كيفية عمل األجهزة أكثر من أنها صفة للبيانات التي تحويها ،وعليه كل الموارد الموجودة التي دخلت
في أجهزة الكترونية توجد في الرقمنة وتضم كل جهود التي ترمي إلى استخدام اجهزة الكترونية مثل
آالت الفيديو وقارئات الميكرو فيلم والحاسوب وهي تشمل مواد الكترونية ورقمية غير أن هذه
المصطلحات ما تزال رغم شيوعها تعاني الكثير من الخلط واالضطراب ،بسبب عدم اهتمام عدد من
2
المنظرين العرب للكتابة الرقمية والمهتمين بها بتحديد داللة هذه المصطلحات وضبط حدودها.
1
أحمد الكبيسي ،مرجع سابق ،ص.2
2
سعيد بن عبد العزيز عثمان ،اقتصاديات الخدمات والمشروعات العامة ،دار الجامعية لنشر والتوزيع ،االسكندرية،
،9333ص.41
8
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
إختلف مصطلح الرقمنة عن غيره من مصطلحات االخرى من " الكتابة الرقمية" و" االبداع
الرقمي" و"الكتاب االلكتروني" و"الترقيم" ،وغيرها من المصطلحات التي تحيل إلى نمط جديد من
الكتابة التي تولدت نتيجة التطور الهائل الذي حدث في مجال تكنولوجيا.
تدل مادة رقم في المعاجم اللغوية العربية على جملة من المعاني أهمها التعجيم والتبيين والكتابة
والقلم والخط ،ويقول ابن منظور" الرقم والترقيم تعجيم الكتاب ورقم الكتاب يرقمه رقما أعجمه وبينه،
وكتاب مرقوم ،اي قد بينت حروفه بعالماتها من التنقيط" 1وقوله عز وجل" :كتاب مرقوم" كتاب مكتوب
والمرقم القلم ...والرقم :الكتابة والختم....والرقم :ضرب مخطط من الوشي...ورقم الثوب يرقمه رقما
ورقمه خططه.
يعرف سعيد يقطين التناظري النمط Numérisationبأنه " عملية نقل أي صنف من الوثائق
من (أي الورقي) إلى النمط الرقمي ،وبذلك يصبح النص والصورة الثابتة أو المتحركة والصوت أو
الملف مشف ار إلى أرقام ،ألن هذا التحويل هو الذي يسمح للوثيقة أيا كان نوعها بأن تصير قابلة
لالستقبال واالستعمال بواسطة األجهزة المعلوماتية" ،وهنا ،يتضح أن ترقيم النص هو عملية تحويل
النص المكتوب المطبوع او المخطوط من صيغته الورقية إلى صيغته الرقمية ليصبح قابال للمعاينة
2
شاشة الحاسوب.
1
محمد أحمد حسب اهلل ،لسان العرب البن منظور ،دار المعارف لنشر والتوزيع ،مصر ،9333 ،ص.92
2
أحمد فرج أحمد ،الرقمنة داخل مؤسسات المعلومات أم خارجها ،جامعة االمام محمد بن سعود االسالمية ،العدد،1
المملكة المتحدة ،9339 ،ص44
9
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
تعني الرقمنة أو التحول الرقمي :تحويل البيانات إلى شكل رقمي ،وذلك ألجل معالجتها
بواسطة الحاسب اإللكتروني ،وفي سياق نظم المعلومات عادة ما تشير الرقمنة إلى تحويل النصوص
المطبوعة أو الصور إلى إشارات ثنائية باستخدام نوع ما من أجهزة المسح الضوئي ،أما في سياق
االتصاالت فتشير إلى تحويل اإلشارات التناظرية المستمرة إلى إشارات رقمية ثنائية.1
وتعرف الرقمنة كذلك على أنها عملية استنساخ راقية تمكن من تحويل الوثيقة مهما كان نوعها
ووعاؤها إلى سلسلة رقمية ،يواكب هذا العمل التقني عمل فكري ومكتبي لتنظيم ما بعد المعلومات ،من
اجل فهرستها وجدولتها ،وتمثيل محتوى النص المرقمن.2
ويمكن تعريف عملية الرقمنة بأنها":أية عملية يتم عن طريقها تحويل المعلومات من شكلها
التقليدي الحالي إلى شكل رقمي ،سواء كانت هذه المعلومات صور أو بيانات نصية أو ملف صوتي
أو أي شكل آخر ،أو هي عملية تحويل المواد من األشكال التي يمكن أن تق ار بواسطة اإلنسان ،إلى
الشكل الذي يمكن أن يق ار فقط بواسطة الحاسبات ،ويمكن استخدام الماسحات المسطحة والكاميرات
3
الرقمية والعديد من األجهزة األخرى لرقمنة المواد المختلفة".
على ضوء ما تم تقديمه من تعاريف ،يمكن تعريف الرقمنة بأنها :عملية إلكترونية تقوم على
معالجة أو تحويل البيانات المكتوبة والمطبوعة ،باإلستناد إلى مجموعة من التقنيات واألجهزة
المتخصصة ،كالحاسبات والماسحات الضوئية ،للحصول على مخرجات رقمية.
1
الجزئر ، 2011 ،ص .29
ا منير الحمزة ،المكتبات الرقمية ،دار األلمعية للنشر والتوزيع،
2
جمال يوسف بدير ،المكتبات اإللكترونية والرقمية ،المكتبة الوطنية لنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ، 2008 ،ص
.940
3
سامح زينهم عبد الجواد ،المكتبات واألرشيفات الرقمية ،شركة ناس للطباعة ،القاهرة ،مصر ، 2012 ،ص.94
22
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
تقليص المكان :تتيح وسائل التخزين التي تستوعب حجما هائال من المعلومات المخزنة والتي يمكن
الوصول إليها بسهولة.
-أقسام المهام الفكرية مع اآللة :نتيجة حدوث التفاعل والحوار بين الباحث ونظام الذكاء الصناعي،
مما يجعل تكنولوجيا المعلومات تساهم في تطوير المعرفة وتقوية فرص تكوين المستخدمين من أجل
الشمولية والتحكم في عملية االنتاج.
-تكوين شبكات االتصال :تتوحد مجموعة التجهيزات المستندة على تكنولوجيا المعلومات من أجل
تشكيل شبكات اإل تصال ،وهذا ما يزيد من تدفق المعلومات بين المستعملين والصناعيين وكذا منتجي
اآلالت ويسمح بتبادل المعلومات مع بقية النشاطات االخرى.
-التفاعلية :أي أن المستعمل لهذه التكنولوجية يمكن أن يكون مستقبل ومرسل في نفس الوقت،
فالمشاركين في عملية اإلتصال يستطيعون تبادل األدوار وهو ما يسمح بخلق نوع من التفاعل بين
األنشطة.
-الالمركزية :وهي خاصية تسمح باستقاللية تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ،فاألنترنيت مثال تتمتع
باستم اررية عملها في كل االحوال ،فال يمكن ألي جهة أن تعطل األنترنيت.
-قابلية التوصيل :وتعني إمكانية الربط بين األجهزة اإلتصالية المتنوعة الصنع ،أي بغض النظر عن
1
الشركة أو البلد الذي تم فيه الصنع ،على مستوى العالم بأكمله.
-قابلية التحرك والحركية :أي أنه يمكن للمستخدم أن يستفيد من خدماتها أثناء تنقالته ،من أي مكان
2
عن طريق وسائل اتصال كثيرة من الحاسب اآللي النقال ،الهاتف النقال...الخ.
1
مرجعة المعلومات
مسفرة بنت دخيل اهلل الخثعمي ،مشاريع وتجارب التحويل الرقمي في مؤسسات المعلومات ،مجلة ا
العلمية والتقنية ، Ristالعدد ، 1جامعة اإلمام سعد بن سعود اإلسالمية ،الرياض ،السعودية ،2011،ص.90
2
مسفرة بنت دخيل اهلل الخثعمي ،نفس المرجع ،ص.90
22
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
-الالجماهرية :وتعني إمكانية توجيه الرسالة اإلتصالية إلى فرد واحد أو جماعة معينة بدل توجيهها
بالضرورة إلى جماهير ضخمة ،وهذا يعني أمكانية التحكم فيها حيث تصل مباشرة من المنتج إلى
المستهلك.
-الشيوع واالنتشار :وهو قابلية هذه الشبكة للتوسع لتشمل أكثر فأكثر مساحات غير محدودة من
العالم ،بحيث تكتسب قوتها من هذا االنتشار المنهجي لنمط المرن.
-العالمية والكونية :وهو المحيط الذي تنشط فيه هذه التكنولوجيا ،حيث تأخذ المعلومات مسارات
1
مختلفة ومعقدة تنتشر عبر مختلف مناطق العالم ،وهي تسمح لرأس المال بأن يتدفق إلكترونيا.
تتطور الرقمنة حسب تطور الزمن الوقت لذا تأخذ الرقمنة عدة األشكال ولها عدة فوائد تفيد بها
كل شخص في حياته العملية والقانونية.
تمثل مساحة كبيرة من حيث االستعمال في التخزين وتشمل كل من الكتب والمخطوطات القديمة
2
وخاصة في دراسة القيم الفنية ال النصية ،وتمثل عدة نقاط تدعى بيكسال ( )pixelوهي فيما يلي:
تمثل ببايت واحد بقمتين ابيض وأسود ،وهي طريقة جد اقتصادية من ناحية الحفظ وسهلة
التطبيق على الوثائق الحديثة وشديدة الوضوح وصعبة في التعامل للوثائق القديمة ،التي تعرضت
للرطوبة والتلف لقراءتها من طرف الماسح الضوئي.
يتطلب عدد كبير من البيكسال لمساحة أكبر على مستوى الذاكرة وهي تحفظ الوثائق القيمة جدا
عكس أحادي بايت.
هو األخر يتطلب عدد كبير من البيكسال لمساحة كبيرة في الذاكرة ،إال انه يختلف عنه كون
أن كل 4بيكسال يقابله في الترميز ثالثة الوان أساسية (أحمر ،أخضر ،أزرق) وكل لون يرمز بعدد
معين من البتيات ،وهذا لنوع حجم الملفات الكبيرة جدا مقارنة بالنوعين السابقين.
يسمح بالبحث داخل النص مباشرة مع الوثائق االلكترونية بواسطة برمجية التعريف الضوئي
على الحروف ،بداية من وثيقة في صورة مرقمة ،التي تقوم بتحول النقاط المكونة للصورة إلى رموز
وعالمات وحروف مع إمكانية تعديل وتصحيح األخطاء.
ويعتمد على العرض باستعمال الحسابات الرياضية خاصة في مجال الرسوم بوجود الحساب
األلي ،وبتحويل من شكل ورقي إلى شكل اتجاهي وهي عملية طويلة ومكلفة.
يعتبر pdfشكل من أشكال اتجاهي بهدف نشر وتبادل المعلومات المقروءة الكترونيا ،بشكل
1
يحفظ المادة التي يتم تبادلها وتأخذ الجوانب التالية:
الدقة :بالنسبة لتقنية pdfال يمكن إعادة تنسيقها من قبل القارئ عن طريق برنامج التصفح أو يعيده.
الحجم المضغوط( )pdfصغيرة الحجم يساعد على نقلها بسرعة عبر االنترنت.
1
سهيلة مهري ،مرجع سابق ،ص.21
21
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
التوافقية :يمكن قراءة ملف pdfعن طريق أي نظام تشغيل مجانا ألن pdfال يعتمد نظام تشغيل
واحد.
ملفات pdfيحفظ للمستخدم أعلى جودة عند قراءتها ،وبتركيز أجزاء من الصفحة دون تأثير الحرف
ودون تشويه لشكل الصفحة.
للرقمنة العديد من الفوائد الموجهة لتحسين الخدمة العمومية ألي مؤسسة العامة أو الخاصة أو
قانونية ونذكر منها:
-توفر المال والوقت والجهد على جميع األطراف المتعاملة إلكترونا ،وتوفير مصاريف مالية كبيرة
كانت تصرف اثناء العمل بالحكومة التقليدية.
-مساندة برامج التطوير االقتصادية ،وذلك عن طريق تسهيل التعامالت بين القطاع الحكومي
والقطاع الخاص ،وبالتالي زيادة العائد الربحي.
-اتاحة فرص وظيفية جديدة في مجاالت جديدة مثل إدخال البيانات ،وتشغيل وصيانة البنية التحتية
وأمن المعلومات.
-توحيد الجهود تحت بوابة الكترونية واحدة ،بدال من تشتيت الجهود وازدواجية بعض االجراءات في
الحكومة التقليدية.
-فتح قنوات استثمارية جديدة من خالل التكامل بين الحكومة االلكترونية والتجارة االلكترونية وذلك
1
عن طريق استخدام نفس التطبيقات والتقنيات والتبادل الداخلي للبيانات.
1
مريم خالص حسين ،الحكومة االلكترونية ،مجلة بغداد للعلوم السياسية ،و ازرة المالية ،العراق ،9341 ،ص.112
21
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
-إختصار الهرم االداري التسلسلي الطويل الذي عادة ما يتبع في الحكومة التقليدية ،واإلسراع في
تنفيذ اإلجراءات االدارية واختصارها.
1
-تنظيم قواعد عمل جديدة وبيئة عمل جديدة مختلفة تماما عن بيئة الحكومة التقليدية.
-إجاد مجتمع معلوماتي قادر على التعامل مع المعطيات التقنية ومواكبة عصر المعلومات.
-تسهيل وسرعة التواصل االجتماعي من خالل التطبيقات اإللكترونية الكثيرة كالبريد االلكتروني.
2
-تفعيل األنشطة اإلجتماعية المختلفة عن طريق استخدام التطبيقات اإللكترونية الكثيرة.
1
مريم خالص حسين ،مرجع سابق ،ص.112
2
مريم خالص حسين ،نفس المرجع ،ص .112
25
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
ثانيا :أنظمة التراسل الرقمي ونعني به أنظمة التراسل ( الليزر ،وصناعة األلياف البصرية والمضخات
البصرية) التي تساعد على استعمال أنظمة تراسل بصرية جديدة ،حيث تم إستخدامها في شبكات النفاد
لما تمتاز به هذه األنظمة من درجة عالية من الذكاء ،تمكن المشغل أو المستخدم لها من التحكم بها
1
وصيانتها واستغاللها بالشكل األمثل ،اضافة لما تمتاز به من مستوى تأمين رفيع.
ثالثا :شبكات النفاد الرقمي :وهي شبكات تعتمد على الكوابل ومن أهمها جهاز ( )DLSالذي يعتمد
على تقنيات الترميز حيث يستخدم في أنظمة التلفزة عن طريق خط مشترك ذو جودة عالية ،وجهاز
اختصار لكلمتي" Modulatorو "Demodulator المحول( )MODEMوتعد كلمةMODEM
وتعنيان بالعربية المعدل ومزيل التعديل ووظيفتها تتلخص بتحويل االشارات الرقمية المعبرة عن
الصوت المنقولة والتي تمثل مخرجات جهاز االرسال الرقمي إلى إشارات تناظرية يمكن نقلها عبر
الخطوط التلفزيونية السلكية ،بحيث تسمح هذه التقنيات في عملية التبادل.
رابعا :أنظمة التحويل :حيث تعتمد هذه األنظمة على آليات مراقبة ذات جدوى عالية تؤمن التقارب
2
بين المعلومات المرسلة والمعلومات المستقبلة ،لما تمتاز به من سرعة كبيرة في تدفق المعلومات.
خامسا :شبكات الهاتف المحمول :وتعرف بشبكات الجيل الثالث الذي يشهده القرن الحادي والعشرين،
حيث تعتمد استخدام عملية ترميز أحادية لكل مكالمة وبسرعة عالية تصل إلى 9ميغا بايت في
الثانية.
سادسا :تقنيات البث االعالمي :وهي المرحلة وصلت إليها التطورات في السنوات األخيرة بدمج
الشبكة العنكبوتية بشبكات الكوابل التلفزيونية وغيرها ،لتحقيق اإلرسال الرقمي الذي يوفر خدمة التلفزة
3
التفاعلية كنقل البرامج المتلفزة وتسجيلها رقميا وخدمة الفيديو.
1
عبير الرحباني ،االعالم الرقمي(االلكتروني) ،دار أسامة للنشر والتوزيع ،األردن ،9349 ،ص.19
2
عبير الرحباني ،نفس المرجع ،ص.19
3
عبير الرحباني ،نفس مرجع ،ص.10
26
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
تتماشى الرقمنة حسب الزمن والمكان ولهذا توجد عدة نماذج لها تتماشى حسب الواقع الحالي
1
وهي:
أوال :النموذج الفني :حيث يتم تحويل المنظمات التقليدية إلى منظمات رقمية باستخدام بحوث
العمليات وعلوم الحاسب وعلم اإلدارة دون التركيز على الجوانب السلوكية للمنظمة ،ويؤدي ذلك إلى
ارتفاع نسبة المقاومة ورفض التطبيقات االلكترونية في اتخاذ الق اررات.
ثانيا :النموذج السلوكي :وهنا يتم التركيز على المتغيرات السلوكية الفردية والجماعية والتنظيمية
والبيئة عند تحويل المنظمة التقليدية إلى منظمة رقمية ومن ثم ثقل أهمية اتخاذ الق اررات رقميا.
ثالثا :النموذج الفني االجتماعي :حيث يؤخذ اإلعتبار درجات التفاعل الفني والتنظيمي عند عمليات
التحويل والذي يركز على استراتيجية األعمال والبرمجيات الالزمة لتفعيل الحسابات وقاعدة البيانات
واإلتصاالت.
رابعا :النموذج المشاركة في المعلومات :يعتمد على اشتراك المؤسسة في أحد شبكات المعلومات
المحلية أو الدولية أو اعتماد أحد شركات المعلومات في توفير الخدمة بالمشاركة.
خامسا :نموذج إدارة األصول الرقمية :والذي يعتمد على مجموعة من شركات المعلومات واالتصاالت
بدال من شركة واحدة في إدارة الملفات الرقمية.
سادسا :نموذج التحويل التدريجي :يعتمد هذا النموذج على القدرات المالية للمؤسسات للتحول من
النموذج الورقي إلى النموذج الرقمي ،وال يعتمد هذا النموذج على دراسات جدوى تحليلية أو قياس
اإل حتياجات الرقمية مسبقا ويخضع هذا النموذج لمشكالت تقادم الحاسبات وصعوبة تحديث
البرمجيات.
سابعا :نموذج التنظيمي التطوير :يعتمد هذا النموذج على التحويل العضوي للمنظمات إلستقبال
التحول للمنظمة الرقمية من خالل التعليم والتدريب التحويلي بدال من فرصة حلول جامدة تقلل من
فرص النجاح.
1
فريد النجار ،دور تكنلوجيا المعلومات في التحول نحو المنظمات الرقمية ،المنظمة العربية للتنمية االدارية ،مصر،
،9343ص.933
27
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
ثامنا :نموذج األمثالية :يعتمد هذا النموذج على البحث عن الحلول المثالية لتطبيقات تكنولوجيا
المعلومات واإلتصاالت لتحويل المنظمة إلى منظمة رقمية ويعتمد هذا النموذج في عمليات المحاكاة.
تاسعا :نموذج التكلفة والمكاسب :وتلجأ بعض المؤسسات إلى مقارنة تكاليف التحول لمؤسسة رقمية
1
بالمكاسب المتوقعة من اقتناء منظومات المعلومات حيث يتم الرفض أحيانا في حالة زيادة التكلفة.
1
فريد النجار ،مرجع سابق ،ص.934
28
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
يحتل قطاع الخدمات العمومية مكانة هامة في معظم دول العالم بمختلف توجهاتها االقتصادية
والسياسية والقانونية الرتباط هذه الخدمات بحياة المواطنين ،وباعتبار انها ترتبط بتدخل الدولة من اجل
تحقيق المصلحة العمومية ،والعمل على إرساء المساواة والعدالة بين األفراد ،وعليه سنعرض في هذا
المبحث اهم المفاهيم المتعلقة بالخدمة العمومية ،ومتمثل في:
29
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
أضحى اإلهتمام بالخدمة العمومية واحدا من اإلتجاهات الحديثة ،وقد عرفت الخدمات توسعا
كبي ار في السنوات األخيرة حيث تزايد اإلهتمام بها في الوقت الحاضر نظ ار لتنوعها وتوسعها لتشمل كل
مرافق الحياة اليومية للمجتمعات ،وسنتطرق في هذه الفقرة إلى نشأة الخدمة العمومية وتطورها،
ومحاولة ذكر التعاريف المتعلقة بالخدمة العمومية .
رغم أن مفهوم الخدمة العمومية قد إرتبط بمفهوم الدولة الحديثة ،إال أنه كان موضوع أفكار
وفلسفات من قبل المفكرين األوائل في العهد اليوناني والروماني ،بإعتبارهم أول من ميز بين مفهوم
المصلحة العامة والمصلحة الخاصة ،وكانت أفكارهم ترمي إلى أولوية المصلحة الجماعية على
المصلحة الخاصة ،إن تصميم الدولة الحديثة الذي نشأ وتطور تدريجيا لتظهر بطريقة أنجع خاصة
بعد الثورة الفرنسية سنة 4229م التي بلورت فكرة اإلعتراف القانوني بأن الخدمة العمومية هي مهمة
1
الحكومات وتبرير سلطاتهم.
يقول الفقيه شوفالييه أن"الخدمة العمومية هي أساس وحدة سلطة الحكام على السواء" ،حيث
بلور إقتراب جديد لنظرية الدولة ،بمعنى أن السلطة في الماضي كانت تمارس لصالح الحاكم وتقوم
على مصدر إلهي ،فإنه بزوال هذه األفكار أصبحت السلطة تمارس لصالح األفراد مواطني الدولة.
فالخدمة العمومية حسب الفقيه شوفالييه إحدى مفاصل النظام الدوالتي وضمان لحسن إستعمال
القوة ،ومن الناحية اإليديولوجية ساهم ظهور الخدمة العمومية على إعادة تشكيل صورة الدولة عند
األفراد بإعتبارها تهتم وتسهر على راحة األفراد وخدمتهم ،فالخدمة العمومية كنشاط هي نظريا مبدأ
لحدود موضوعية للسلطة اإلدارية ،فهي موجودة ال لتسود ولكن للخدمة ،والسلطات التي تتوفر عليها
تستمد شرعيتها من خالل إرضائها وتلبيتها لرغبات األفراد ،لقد كانت وظائف الدولة تقتصر على
وظائف األمن والجيش) الدولة الحارسة( وذلك إلى غاية القرن 19م ،إال أن هذا الدور توسع ليشمل
1
رشيد بن عياش ،مفهوم المصلحة العامة ،متوفر على الموقع االلكتروني التالي www.ahewar.org :تاريخ
االطالع ،9399/30/31على الساعة .44:11
02
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
عدة مجاالت بما فيها التي ،كانت حك ار على األفراد ،حيث إتضح أن الدولة تتدخل في حدود تسمح
بإستقرار سياسي ،إقتصادي ،إجتماعي وترك المجال مفتوح للمبادرة والمنافسة فيما دون ذلك ،فالهيئات
العامة ال تمارس أعمالها ألغراض ذاتية لحسابها ،وانما من أجل تحقيق هذ أساسي هو الصالح العام،
والخدمة العامة أصبحت مهمة اإلدارة األساسية وال يمكن للدولة اإلستغناء عنها ألنها تستمد منها
شرعية وجودها ،ويعبر مفهوم الخدمة العمومية عن العالقة التي تجمع بين اإلدارة الحكومية من جهة
1
والمواطنين ،ومن جهة أخرى فيما يتعلق بإشباع الرغبات.
قبل تعريف الخدمة العمومية نعرج أوال على تعريف الخدمة والتي إختلفت وجهات النظر حول
تعريفها لدى الكتاب ،ثم خصائصها.
/2تعريف إصطالحا
يعرفها قاموس العلوم على أنها " منتج غير مادي نتيجة نشاط إنتاجي وهي مرتبطة أيضا بسلعة
2
وال يمكن تخزينها أي أن هناك تزامن بين عملية إنتاجها واستهالكها"
عرفها فليب كوتلر" على أنها أنشاط أو انجاز منفعة يقدمها طرف لطرف أخر وتكون غير
ملموسة ،وال ينتج عنها أي ملكية وان إنتاجها وتقديمها قد يكون مرتبط بمنتج مادي أو غير مرتبط
بمنتج مادي ملموس".
وهناك من عرفها على أنها " نشاط أو سلسلة من األنشطة التي تكون لحد ما غير ملموسة التي
تنطوي على تفاعل وتأثير بين الزبون من جهة والهياكل والموارد والسلع واألساليب المهيأة لالستجابة
لرغبات هذا الزبون من جهة أخرى."3
1
رشيد بن عياش ،مرجع سابق.
2
هاني عامد الضمور ،الخدمة العمومية ومصالحها،ط ،4دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان ، 2005 ،ص .49
3
حمد توفيق ماضي ،تطبيقات إدارة الجودة الشاملة في المنظمات الخدمية ،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة،
،2005ص.40
02
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
ويمكن أن نرجع الخدمة العمومية إلى كل أنشاط يقع فيه على الحكومة مسؤولية أدائه أو
مراقبته ،ألن أداء هذا النشاط يعتبر ضروريا من أجل القيام وتطوير التعاضد االجتماعي ،والذي
بطبيعته ال يمكن أن يؤدى بالشكل الكامل إال من خالل تدخل قوة الحكومة " فالعقيدة التي أسس لها
هذا المفهوم القانوني بقيت هي العقيدة المرجعية حيث يولى للدولة مكانة محورية ،فقبل 1920القانون
العام كان يقوم على معادلة أساسية وهي أن الخدمة العمومية )القانون العام( الشخصية العمومية،
فهذه العالقة تتعلق بمجال ضيق من الخدمة العمومية ألن في تلك الفترة وجدت الخدمة العمومية
اإلدارية فقط ،فبعد 1920تغير مفهوم الدولة فشهد مجال الخدمة العمومية اتساعا مع ظهور الخدمة
العمومية ذات الصفة الصناعية والتجارية ومع قبول مبدأ اللجوء إلى الخواص من أجل إدارة الخدمة
العامة.1
وأصبحت النظرة الحديثة للدولة تقوم على تحقيق الرفاهية االجتماعية وتحقيق أكبر قدر من
الخدمات العامة للمواطنين وال يمكن للدولة االستغناء عنها ألنها تستمد منها شرعيتها ما الحظناه انه
ال توجد تعاريف تجتمع حول مفهوم واضح ومحدد للخدمة العمومية ،فمن بين التعريفات التي قدمت ما
يلى:
يعرفها خبراء اإلدارة على أنها" الحاجات الضرورية لحفظ حياة اإلنسان وتأمين رفاهيته والتي
يجب توفيرها لغالبية الشعب وااللتزام في متهج توفيرها على أن تكون رفع مستوى المعيشة
للمواطنين".2
كما أن مدرسة الخدمة العمومية خصصت لها تعريفا كما يلى " هي كل وظيفة يكون أداؤها
مضمونا ومضبوطا ومراقبا من قبل الحاكمين الن تأدية هذه الوظيفة امر ضروري لتحقيق وتنمية
3
الترابط االجتماعي وهي من طبيعة ال نجعلها تتحقق كاملة اال بفضل تدخل قوة الحاكمين.
1
رفاع شريفة ،نحو ادماج مفهوم الخدمة العمومية في الدول النامية نحو تسيير عمومي جديد وفق نظرية االدارة
العمومية الحديثة ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في العلوم الحقوق والسياسة ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ، 03
،9343/9339ص.43
2
محمد أمين عودة ،إدارة المشروعات العامة) القضايا واالستراتجيات( ،جامعة الكويت لنشر والتوزيع ،الكويت،
9333ص .04
3
عبد القادر ،الخدمات العمومية ،مكتبة الوفاء القانونية لنشر والتوزيع ،االسكندرية ،9341 ،ص.12
00
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
وتعرف أيضا بأنها المنتجات التي تستهدف إشباع حاجات العامة ألفراد المجتمع وبصورة دائمة
والتي يحترم القائم على إدارتها المساواة واالستم اررية والموجه إلى عدد أكبر من الجمهور سواء على
المستوى الوطني أو الدولي وهذه الخدمات يمكن أن تقدم من طرف القطاعين العام والخاص.1
نجد محاولة من المشرع الجزائري لتعريف الخدمة العمومية في مجال السمعي البصري ،ذلك
بموجب القانون رقم 14 - 04المؤرخ في 24فبرير 2014المتعلق بقانون السمعي البصري ،حيث
عرفت المادة 32منه الفقرة 32الخدمة العمومية للسمعي البصري هي "نشاط لالتصال السمعي
البصري ذات المنفعة العامة التي يضمنها كل شخص معني يشغل خدمة االتصال السمعي البصري
2
في ظل إحترم مبادئ المساواة والموضوعية والتكييف واالستم اررية".
كما نصت المادة 8منه على أنه " يتشكل القطاع العمومي للسمعي البصري من الهيئات
والمؤسسات األخرى التي تمتلك فيها الدولة كافة االسهم ،وتضطلع في إطار المنفعة العامة بمهام
الخدمة العمومية".
وقد عرفها الميثاق اإلفريقي لقيم ومبادئ الخدمة العامة واإلدارة المعتمد بأديس أبابا بتاريخ 31
يناير 2011الخدمة العمومية في نص المادة األولى منه على أنها " أي خدمة أو نشاط متعلق
3
بالمصلحة العامة يتم القيام بها تحت سلطة اإلدارة "
ومن جهة أخرى فمصطلح الخدمة العمومية تناولته بعض النصوص المنظمة لعقود االمتياز
ننكر منها ،المرسوم التنفيذي رقم 10-32المؤرخ في 09فبرير 2008المتضمن المصادقة على
دفتر الشروط النموذجي للتسيير باالمتياز للخدمة للتطهير ونظام الخدمة المتعلق به ،والمرسوم
1
عبد اهلل ولد سيف احمد فال ،دور االدارة المحلية فى تسيير الخدمات العامة ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير
في العلوم السياسية ،جامعة باتنة ،9339/9332،ص.22
2
الجريدة الرسمية ،العدد ،16المؤرخة في 23مارس ، 2014ص.32
3
المرسوم الرئاسي رقم ،49/141المؤرخ في 11ديسمبر ، 2012يتضمن التصديق على الميثاق اإلفريقي لقيم و
مبادئ الخدمة العامة و اإلدارة المعتمد بأديس أبابا ،بتاريخ 31يناير ، 2011الجريدة الرسمية ،العدد ، 22ص .31
01
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
تتنوع الخدمات العمومية فالبعض منها ذو طابع إداري ،واالخر ذو طابع تجاري أو صناعي إال
انه توجد خصائص مشتركة تشترك فيها ونوجز أهم خاصيتين فيما يلي:
يعني لفظ المصلحة من الناحية اللغوية صالح الشيء و النفع التام الشامل معنويا وماديا والذي
2
اما من الناحية القانونية فيتحدد يستغرق ويعم الجماعة ،وهي إشارة للمجتمع صاحب المصلحة
المفهوم بناءا على تدخل جهة معينة و اإلعتراف بها ،فأحيانا يكون الدستور هو المحدد لها والمقرر
لوجودها ،واحيانا يكون المشرع العادي أو اإلدارة ،وقد عرف الفقيه الفرنسي أجاك شوفليا" المصلحة
العامة بأنها واقع اجتماعي ومؤسساتي ،وهي تشمل مختلف األنشطة الخاضعة للتبعية المباشرة أو غير
3
المباشرة للجماعات العمومية ألنها تنتمي إلى الحقل العمومي ومصدرها هو الدولة .
أما المصلحة العامة بالنسبة ل " السبينو از "هي القانون األعلى الذي ينبغي أن يخضع له كل قانون
4
آخر سواء أكان إلهيا أو بشريا.
1
الجريدة الرسمية ،العدد ،32المؤرخ في 13فبراير ، 2008ص.41
2
فوزي خليل ،المصلحة العامة بين الشرع والفقه والسياسة ،على الموقع ،www.onislam.netتاريخ اإلطالع
،9399/30/31ساعة .41:91
3
رشبد بن عيش ،المصلحة العامة ،مقال منشور على الموقع، www.ahewar.org،تاريخ الطالع ،9339/30/31
ساعة .41:33
4
محمد األزهر الناصر ،اخالقيات الوظيفة العامة فى مواجهة الفساد فى منظمة الشفافية الدولية ،المركز اللبناني
للدراسات ،بيروت ،9339 ،ص.941
01
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
ولكي يرتقي نشاط الخدمة العمومية لمستوى المصلحة العمومية يجب أن يتوفر على ثالثة
خصائص:1
-مبدأ المساواة :بمعنى يجب أن تكون متاحة للجميع وبصورة عادلة ،وهو وجه آخر لمبدأ المساواة
أمام القانون والتشريعات النابع عن إعالن حقوق اإلنسان لسنة. 1789
-مبدأ االستمرارية :الذي يعني ضمان استم اررية الخدمة العمومية بصورة منتظمة وبدون تمييز
وانقطاع مهما كانت الظروف ،فإذا كانت الخدمة المؤداة حقيقية وذات مصلحة عامة فانه من
الضروري ضمان استم ارريتها حتى وان كانت المؤسسة عاجزة ،لهذا فمبدأ االستم اررية مرتبط بتواجد
الدولة في حد ذاتها لذلك يتوجب على السلطات اإلدارية اتخاذ التدابير الالزمة لضمان السير المستمر
للخدمات العمومية.
-مبدأ المالئمة :الذي يعني ضرورة تكيف وانسجام الخدمة مع رغبات الجمهور ،فإذا تغيرت الظروف
وتطورت الحاجات فان الخدمة يحب أن تتالءم مع المصلحة العمومية .
اإلستقاللية اتجاه السوق في الخدمات يقابلها في جانب مقابل غياب منطق السوق والمراقبة العمومية
اقل أو أكثر وسعا.
-غياب منطق السوق :يجب أوال التفريق بين الخدمات العمومية ذات الطابع الصناعي من جهة،
وبين الخدمات العمومية ذات الطابع اإلداري من جهة أخرى ،فالخدمات ذات الطابع اإلداري ليس لها
سوق ألنه ليس لها ما تبيع بالمعنى الحقيقي ،إذ ال يوجد تبادل بين مستعملي ومقدمي الخدمة،
فاألشخاص الذين يزورون البلدية يوميا لقضاء حاجاتهم ال يعتبرون معيا ار لمستوى نجاعة ونجاح هذه
اإلدارة .
1
عبد القادر برانس ،دور الخدمة في مؤسسات الخدمات العمومية ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في السياسية،
جامعة الجزائر ، 9343/9339،ص .21
05
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
-الرقابة العمومية :محدودية سلطة السوق من طرف زيادة حضور السلطات العمومية ،حيث تخضع
أنشطة الهيئات العمومية إلى رقابة متعددة األطراف منها الوصاية المباشرة لهيئات الدولة ،الشركاء
1
السياسيون ،المجتمع المدني.
إن تداول تحسين الخدمة العمومية في العديد من المواضيع و خاصة في الخطابات السياسية و
الدراسات المتعددة لرجال الفكر والقانون أدت إلى خلق مبادئ لها وأساليب تتماشى عليها.
2
إن الخدمة العمومية تقوم علي عدة مبادئ أساسية نذكر منها:
-معيار االستمرارية :إن على الدولة أن تحافظ على السير المنتظم للخدمة العمومية و إستم ارريتها
وهذا لمتطلبات المصلحة العامة و يعتبر ضرورة إلنشاء المؤسسة اإلدارية و كسب شرعيتها و تقديم
أدنى الخدمات في الحاالت االستثنائية أو الطارئة .
-معيار المساواة :وهو تقديم الخدمة في المرفق العام لكل من تتوفر فيه شروط االستفادة منها دون
تمييز في العرق أو الجنس أو اللون أو الدين أو المركز االجتماعي أو الثقافي ،و هذا ما تجسده
المواثيق الدولية و إعالن حقوق اإلنسان و الدساتير على المساواة أمام القانون بين كل أفراد المجتمع
و هذا ما يتعلق بسير المرفق العام.
-معيار التطور :إن هذا المعيار يتمثل في مسايرة الخدمة العمومية لتطور المجتمع في جميع
المجاالت و تلبية احتياجات طالبي الخدمة.
1
عبد القادر برانس ،مرجع سابق ،ص.29
2
مريزق عدمان ،التسيير العمومي بين االتجاهات الكالسيكية و االتجاهات الحديثة ،جسور للنشر و التوزيع ،عمان،
،9341ص.42
06
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
-معيار الشمولية :يعتبر معيا ار هاما للخدمة العمومية مكفوال لكل أفراد المجتمع و ذلك على أساس
الضرورة و عليه تكون في متناول جميع المواطنين و السماح لهم بالوصول إليها حسب الشروط
القائمة و قدراتهم ومستوياتهم.
-معيار المجانية النسبية :على ضوء ما جاء في معيار المساواة فإن تقديم الخدمة يصبح مختلف
من فرد آلخر و ذلك على حسب المستوى المعيشي و الدخل الفردي فهناك بعض الخدمات تكون
مجانية للجميع كالصحة و التعليم و غيرها المحددة قانونا و هناك خدمات تكون بمقابل.
-معيار الفعالية :إن توفير بعض الخدمات العمومية في جميع مناطق الدولة التي بها عجز في
منطقة دون أخرى كمجال النقل والكهرباء وغيرها من الخدمات التي تساهم في تهيئة و تنمية هذه
المناطق وتكون أكثر فعالية.
-معيار التضامن :بما أن الخدمة العمومية تعبر عن التضامن االجتماعي بين المواطنين فإن الدولة
تقوم بتجسيده ميدانيا وهذا حتى تقضي الدولة على ظاهرة الفقر والحرمان والتقليص من الفوارق
1
االجتماعية بين األفراد التي تنجم عن ضعف الدخل أو اإلعاقة أو غيرها من العوامل المسبب لذلك.
1
مريزق عدمان ،مرجع سابق ،ص.49
2
قاسم ميلود ،عالقة االدارة والمواطن في الجزائر بين االزمة ومحاوالت االصالح ،مجلة دفاتر السياسة والقانون ،العدد
،5جامعة ورقلة ،جوان ،9344ص .31
07
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
فالنتائج السلبية التي ترتبت عن تطبيق النظام البيروقراطي في اإلدارات العمومية جعل الدول تهتم
بشكل كبير بإصالح هياكلها وتفعيل مردودية الخدمات العمومية ،حيث برزت أنماط جديدة في التسيير
فكان التسيير العمومي كمفهوم جديد إلصالح اإلدارة العامة التقليدية وتوجيهها نحو تعزيز كفاءتها
وانتاجيتها وتحسين قدراتها في تقديم الخدمات والتقليص من البيروقراطية وزيادة االعتماد على القطاع
1
الخاص واستخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت الحديثة .
فنشوء التسيير العمومي جاء نتيجة التطور التدريجي ألساليب التسيير الخدمة العمومية خاصة
في الفترة ما بين الحربين العالميتين األولى والثانية في بداية القرن العشرين واضطرار تدخل الدولة في
2
تنظيم وتنشيط الميادين االقتصادية والقانونية التي كانت منوطة بالقطاع الخاص.
1
عاشور طارق ،مقاربة التسيير العمومي الجديد كآلية لتدعيم وتعزيز تنافسية وكفاءة المنظمات الحكومية ،مجلة
أداء المؤسسات الجزائرية العدد ،9341/9344 ،01ص.44
2
دكتوره في الحقوق ،كلية بن عكنون،
ا الجزئري ،مذكرة لنيل شهادة
سليمة غزالن ،عالقة اإلدارة بالمواطن في القانون ا
الجزئر ،9343/9344 ،34ص.41
ا
3
المرسوم الرئاسي 119-93المؤرخ في 03ديسمبر ،9339يتعلق بإصدار التعديل الدستوري المصادق عليه في
إستفتاء أول نوفمبر ،9393ج ر بتاريخ 03ديسمبر .9393
08
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
إن قانون 43-44المتعلق بالبلدية جاء في نص المادة 30في الفقرة الثانية منها على أن
البلدية تساهم مع الدولة بصفة خاصة في إدارة وتهيئة اإلقليم و التنمية االقتصادية و االجتماعية
واألمن وكذا الحفاظ على اإلطار المعيشي للمواطنين وتحسينه ،وهذا ما يبرز فكرة تحسين الخدمة
1
العمومية و دور الدولة و البلدية في ذلك.
هناك العديد من المراسيم التنظيمية التي جاء فيها فكرة تحسين الخدمة العمومية إال أننا نذكر
أهمها
2
أوال :المرسوم .212-88
وكذلك نصت المادة 12في نفس الصياغ في الفقرة الثانية منها ":ترتب اإلدارة ...يجب عليها
أن تستقبلهم أحسن استقبال ،وفي هذا اإلطار يجب أن تعمم إقامة هياكل مالئمة الستقبالهم".
إن نص المادة 40جاء في معناه تجسيد فكرة تحسين الخدمة العمومية ،و قد ورد فيه ما يلي:
"يجب أن تنظم هياكل االستقبال من حيث تجهيزها وتزويدها بالوسائل البشرية والمادية حتى يمكنها
التكفل بالمواطن منذ دخوله رحاب المصلحة أو الهيئة المعنية في أحسن الظروف الممكنة".
قد جاء في القسم الرابع بعنوان التحسين الدائم لنوعية الخدمة من نفس القانون في المادة 94
منه " :يجب على اإلدارة حرصا منها على تحسين نوعية خدمتها باستمرار وتحسين صورتها العامة
1
القانون رقم 43-44المتعلق بالبلدية ،المؤرخ في 93رجب عام 4109الموافق 99يونيو ،9344جريدة الرسمية،
العدد.02
2
المرسوم رقم 404-22المتضمن ينظم العالقات بين اإلدارة والمواطن ،المؤرخ في 99ذو القعدة عام 4130ه،
الموافق 2يوليو ،4922الجريدة الرسمية الجزائرية ،العدد ،92الصادر في 99ذو القعدة عام 4132ه.
09
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
باعتبارها تعبي ار عن السلطة العمومية أن تسهر على تبسيط إجراءاتها و طرقها ودوائر تنظيم عملها و
على تخفيف ذلك".
جسد أيضا هذا المرسوم فكرة تحسين الخدمة العمومية و ذلك من خالل ما نصت عليه المادة 30
في الفقرة الثانية التي ورد فيها أنه يكلف المرصد الوطني للمرفق العام إلى االقتصادية واالجتماعية و
1
التكنولوجية و كذا مع حاجات مستعملي المرفق العام.
جاء في أحكام هذا المرسوم تحديد صالحيات الوزير لدى الوزير األول المكلف بإصالح الخدمة
العمومية التي أخذت بفكرة تحسين الخدمة العمومية ،وهذا ما نصت عليه المادة " 39يتولى الوزير
األول المكلف بإصالح الخدمة العمومية في مجال إصالح الخدمة العمومية مهمة تصور و اقتراح
القواعد العامة المتعلقة بتنظيم الخدمة العمومية و سيرها ،بالتشاور مع الوزراء المعنيين ،لتكييفها مع
التطورات االقتصادية و االجتماعية ولتلبية حاجيات مستعملي المرفق العام".
2
ومن صالحيات التي جاءت لتجسيد الخدمة العمومية نذكر منها:
1
المرسوم الرئاسي رقم 30-42المتضمن إنشاء المرصد الوطني للمرفق العام ،المؤرخ في 92ربيع االول عام 4102
الموافق 2يناير 9342الجريدة الرسمية الجزائرية ،العدد ،40المؤرخة في 0ربيع االول عام 4102ه الموافق 40
يناير .9342
2
المرسوم التنفيذي رقم 024-40المؤرخ في 41محرم عام 4101الموافق 49نوفمبر 9340يحدد صالحيات الوزير
لدى الوزير االول المكلف بإصالح الخدمة العمومية ،الجريدة الرسمية ،العدد ،19المؤرخة في .9340-44-93
12
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
-مساعدة اإلدارات والمؤسسات والهيئات العمومية في إعداد برامجها الخاصة بعصرنة الخدمة
العمومية و تنفيذها.
-التشجيع على تطوير اإلدارة اإللكترونية بإدخال التكنولوجيا الحديثة لإلعالم واالتصال وتعميمها.
ربعا :المرسوم التنفيذي 291-21
جاءت مواد هذا المرسوم محددة لصالحيات المدير العام للوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري
والتي وضعها المشرع في مجالين مجال الوظيفة العمومية ومجال اإلصالح اإلداري وعليه فإننا أخدنا
بالصالحيات الرامية إلى تحسين الخدمة العمومية والتي نصت عليها المادة 39من المرسوم كاآلتي:1
-دراسة القواعد العامة التي تتعلق بتنظيم إدارات الدولة والجماعات اإلقليمية والهيئات والمؤسسات
العمومية وعملها واعداد ذلك واقتراحه باالتصال مع الو ازرات المعنية قصد التكيف مع التطورات
االقتصادية واالجتماعية و مع حاجات المواطنين.
-المبادرة بكل عمل لتجديد اإلدارة العمومية وعصرتنها باللجوء إلي التقنيات الحديثة في التسيير
والتكنولوجيا الجديدة لإلعالم و االتصال.
-دراسة سير اإلدارة العمومية و تقييمه و اقتراح كل تدبير يرمي إلى تحسين نجاعتها.
-السهر على التطابق بين حاجات التنمية االجتماعية و القتصادية و تنظيم الجهاز اإلداري.
-ترقية كل تدبير يرمي إلى تحسين العالقة بين اإلدارة و المواطن .
-دراسة كل اقتراح وتدبير يرمي إلي ترقية األعمال الحوارية واإلصغاء إلي مستعملي المرفق العام.
1
المرسوم التنفيذي رقم ،490-41المؤرخ في 31رمضان عام 4101الموافق 30يوليو ،9341يحدد صالحيات
المدير العام للوظيفة العمومية واالصالح االداري ،العدد ،14الجريدة الرسمية الجزائرية ،المؤرخة في 32رمضان عام
4101الموافق 32يوليو .9341
12
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
نأخذ في الجانب التشريعي الفرعي أهم التعليمات الو ازرية التي جاء فيها الحث والدعوة إلى
تحسين الخدمة العمومية لتلبية حاجيات الفرد و المجتمع بأكمله من تعليمات الوزير األول وتعليمات
وزير الداخلية والجماعات المحلية.
صدرت هذه التعليمة عن وزير الداخلية و الجماعات المحلية بتاريخ 25ماي ، 2111حيث
تتعلق بتخفيف الملفات اإلدارية و اإلجراءات و تحسين الخدمات الصادرة عن اإلدارات المحلية فمن
ناحية الوثائق تم تقليص أوراق الحالة المدنية بشكل كبير و إلغاء العديد منها ،وكذلك تمديد في مدة
1
الصالحية ،وكذلك تسهيل اإلجراءات فيما يخص تصحيح األخطاء.
صدرت هذه التعليمة عن الوزير األول موجهة إلي جهاز قطاع التربية جاء في موضوعها
إصالح الخدمة العمومية في قطاع التربية الوطنية و قد تصدر موضوع تحسين الخدمة و التكفل
الفعلي بقضايا المواطن نص هذه التعليمة ويعد من أهم انشغاالت الحكومة الوقت الراهن و سائر
أجهزتها و إدراج برنامج عمل حكومي لهذا الغرض وسعي كل هياكلها للتقدم السريع للخدمة العمومية
و تحسينها ،و هذا ما تراه الحكومة فيما يخص قطاع التربية الوطنية.
الذي يعتبر من أهم القطاعات وكذلك عالقته الكبيرة بالمواطن الستفادته من خدمات كبيرة في
المجال التعليمي ،من خالل المؤسسات التعليمية وجميع مصالح القطاع وعليه نصت هذه تعليمة
ليتكفل هذا الجهاز بانشغاالت المواطنين أن يقوم بما يلي:2
1
تعليمة وزير الداخلية والجماعات المحلية رقم ،4199المؤرخة في 52ماي ،5122تتعلق بتخفيف الملفات االدارية و
االجراءات تحسين الخدمات الصادرة عن االدارات المحلية.
2
النشرة الرسمية للتربية الوطنية ،العدد ،112المديرية الفرعية للتوثيق التربوي مكتب النشر ،المنشور رقم 029المؤرخ
في 03نوفمبر ،9340ص32
10
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
-تحسين استقبال المواطنين و ذلك بتشكيل خاليا استقبال دائمة في كل مستويات اإلدارة التعليمية
وذلك بتكليف موظفين مؤهلين للقيام بالمهمة و تخصيص مكان مالئم لذلك لتلبية متطلباتهم مع الراحة
التامة.
-تخفيف اإلجراءات اإلدارية وتبسيطها ،فيما يخض التقليل من وثائق الملفات المطلوبة و سرعة
تنفيذ اإلجراءات الالزمة.
-التكفل الفعلي بشكاوي الموظفين و انشغاالتهم في التعامل الفوري معها ومعالجتها ليقدموا عمل
أفضل ومردود جيد.
-تعميم تكنولوجيا اإلعالم و االتصال كاستعمال البريد اإللكتروني في المراسالت و التواصل المباشر
على الهواء عن طريق المحاضرة المرئية ،استغالل المواقع اإللكترونية مع المتعاملين معها وغيره من
العمليات التي تستدعي ذلك.
جاء موضوع هذه التعليمة بخصوص إصدار بطاقة التعريف الوطنية التي ورد فيها ":أنه في
إطار إعادة التأهيل للمرفق العام و تقريب اإلدارة من المواطن ،أنه تقرر تحويل إصدار البطاقة
التعريف الوطنية من المقاطعات اإلدارية و الدوائر إلى البلدية ،يعد هذا اإلجراء إعادة تأهيل المرفق
العام و تخفيف اإلجراءات اإلدارية".1
1
تعليمة وزير الداخلية رقم ،9090تتعلق بتحويل إصدار بطاقة التعريف الوطنية على مستوى البلديات.
11
اإلطار النظري حول الرقمنة والخدمة العمومية الفصل األول
نستخلص من هذا الفصل أن مفهوم الرقمنة مفهوم غير واضح ،وهذا بسبب حداثته فعلى الرغم
من التعاريف المقدمة لها إال أنني وجدت بأنه ال يمكن إعطاء تعريف دقيق ونهائي ،ولقد اجتمعت جل
التعاريف في نقطة واحدة وهي أن الرقمنة هي تنفذ كامل المعامالت والخدمات ،وتعتبر آلية فعالة في
مساعدة االدارة في تنظيم أعمالها.
وتعتبر الرقمنة الركيزة األساسية للخدمة العمومية ومن أهم وظائف الدولة منذ نشأتها إلى يومنا
هذا ،والسعي إليجاد أفضل اآلليات لتحسين الخدمة العمومية يعني السعي إلى إستقرار المجتمع بصفة
عامة ،وذلك من خالل تسهيل اتصال بالمواطن وسرعة استجابة ،ومن جهة أخرى الجزائر سعت إلى
تطبيقها في القطاعات المهمة مثل و ازرة الداخلية التي تهدف إلى تفعيل جميع اآلليات العصرية لتجسيد
اإلدارة ،ومن ثم المساهمة في تخفيف حجم الملفات المطلوبة من المواطن ،وذلك عن طريق رقمنة
السجالت.
11
الفصل الثاني
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة
العمومية
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
أصبح للرقمنة دو ار كبير في تحسين الخدمة العمومية ،بفضل تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت
من جهة ومتطلبات العمل في البيئة المعرفية من جهة أخرى ،األمر الذي أدى إلى حصول تطورات
جذرية على مستوى الهياكل التنظيمية للمنظمات ،واألنشطة والمهام التي تقوم بها ،وكذا القائمين
عليها ،من حيث العالقات واألنماط السلوكية ،فضال عن اإلمكانات والموارد التي يجري استخدامها من
أجل تحقيق أهداف محددة ،من خالل إعطاء صورة واضحة عن أهمية المعلومات في هيكلها وبنائها
التنظيمي ،وبالتالي كيف سينعكس ذلك من خالل إعطاء على طبيعة أدوار منفذي تلك األنشطة فضال
عن طبيعة مهارتهم في ضوء الممارسات الرقمية المطلوبة منهم ،وبالتالي يكمن دور الرقمنة كألية
لتحسين الخدمة العمومية.
ومن هذا سنتطرق في هذا الفصل إلى المباحث التالية والتي تمثلت فيما يلي:
المبحث األول :أساسيات تطبيق الرقمنة في مجال الخدمة العمومية وشمل كل من:
المبحث الثاني :مساهمة دخول الرقمنة على الخدمة العمومية وشمل كل من:
16
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
إن المؤسسات العمومية كغيرها من المؤسسات الخدمية األخرى تسعى دوما نحو تقديم خدمات
أفضل للمواطنين من خالل مواكبة التغيرات الطارئة في البيئة التي تنشط بها والتطورات الحاصلة على
مستوى التكنولوجيات المستخدمة ،حيث توجهت نحو رقمنة إدارتها وتعامالتها وتقديم الكثير من
الخدمات إلكترونيا ،األمر الذي ساهم في تحسين جودة خدماتها.
وأصبح للرقمنة دو ار كبي ار في تحسين الخدمة العمومية ،بفضل تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت
من جهة ومتطلبات العمل في البيئة المعرفية من جهة أخرى ،األمر الذي أدى إلى حصول تطورات
جذرية على مستوى الهياكل التنظيمية للمنظمات ،واألنشطة والمهام التي تقوم بها ،وكذا القائمين
عليها ،من حيث العالقات واألنماط السلوكية ،فضال عن اإلمكانيات والموارد التي يجري استخدامها
من أجل تحقيق أهداف محددة ،من خالل إعطاء صورة واضحة عن أهمية المعلومات في هيكلها
وبنائها التنظيمي ،وبالتالي كيف سينعكس ذلك على طبيعة أدوار منفذي تلك األنشطة فضال عن
طبيعة مهارتهم في ضوء ممارسات الرقمنة المطلوبة منهم ،ومن هذا المنطلق سيشمل هذا المبحث
على كل من:
17
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
1
عبد الصمد بدوي ،اإلدارة الرقمنة كإبداع في التسيير وتميز منظمات األعمال مع اإلشارة لنموذج لإلدارة الرقمية في
المنظمات العربية ،رسالة بحث جامعية ،جامعة بشار ،9343 ،ص.23
18
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
ولهذا أضحى التغير ضرورة ملحة نحو التحول إلى نموذج تنظيمي رقمي في كافة مؤسسات
المجتمع نتيجة تحديات العولمة واقتصاديات السوق المفتوحة ،وبالتالي بعدما عرفنا المشاكل التي
تعاني منها اإلدارة وخاصة في البالد العربية ال يمكننا الحديث عن إدارة رقمية من دون تحول إداري
بإعتباره عملية مستمرة لتحسين األوضاع الراهنة وتطويرها في ظل وجود إرادة سياسية قوية من السلطة
1
السياسية ومسؤولية وطنية لنجاح التحول اإلداري.
تتنوع الدوافع التي تؤدي إلى تنفيذ مشروع رقمنة مصادر المعلومات ،أو بشكل أدق عملية
التحويل الرقمي لموارد غير رقمية ،وبالتالي فإن اتخاذ القرار ،بهذا الشأن ،يمكن إحالته لألسباب
التالية:2
-تعزيز الوصول ،وهو أحد أهم أسباب رقمنة مصادر المعلومات ،حيث ان هناك حاجة ملحة من
قبل المستفيدين ،للحصول على هذه المصادر ،وبالمقابل لدى المكتبات ومراكز األرشيف الرغبة أيضا
في تعزيز الوصول إليها ،وتلبية احتياجات المستفيدين.
-تحسين الخدمات ،وذلك من خالل توفير الوصول إلى مصادر المعلومات الرقمية لهذه المؤسسات،
مع ما يتناسب مع التعليم ،والتعلم مدى الحياة.
-الحد من تداول استخدام النسخ األصلية المهددة بالتلف ،لكثرة استخدامها ،أو لهشاشتها ،وبالتالي
إنشاء نسخ احتياطية للمحافظة عليها.
-تقديم الفرص للمؤسسة ،لتطوير البنى التحتية والتقنية ،والقدرات الفنية لفريق العمل.
-الرغبة في تنمية العمل التعاوني ،ومشاركة مؤسسات أخرى في إنتاج مصادر معلومات رقمية،
واتاحتها على شبكة اإلنترنت.
1
عبد الصمد بدوي ،مرجع سابق ،ص.24
2
ومركز األرشيف ،االتحاد الدولي
عبد اللطيف صوفي ،إرشادات مشاريع رقمنة مجموعات الحق العام في المكتبات ا
لجمعيات ومؤسسات المكتبات ،9340 ،ص.32
19
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
-اإلفادة من الفرص المالية ،على سبيل المثال :احتمال توفير تمويل آمن لتنفيذ البرامج ،أو مشاريع
معينة ،قادرة على توليد حجم هام من المداخيل المادية المطلوبة.
-تسارع التقدم التكنولوجي والثروة المعرفية :فالتكنولوجيا الحديثة تمكن المجتمع من الحصول على
فوائد كبيرة ،وذلك من خالل تحسين أداء المؤسسات واتاحة فرص االستثمار لها في قطاع
التكنولوجيا ،لتسهيل اإلجراءات واالستفادة من الميزات التقنية الموجودة على المستوى الدولي.
-توجهات العولمة نحو تقوية الروابط اإلنسانية ،التي دفعت العديد من الدول إلى تطور خدماتها
للوصول إلى مستويات عليا من أجل الحصول على شهادة الجودة العالمية لخدماتها وإلرضاء
الموطنين ،وذلك بعد أن أصبح امامه مقياس عالميا يستطيع من خالله مقارنة ما تقدمه دولة من
خدمات محلية بما تقدمه الدول المتقدمة من خدمات راقية لمواطنيها.
يجب ان يتم توضيح دوافع تطبيق الرقمنة ألنها تؤدي إلى تنفيذ مشروع رقمنة المصادر ،ومعرفة
الهدف التي تؤدي إلى تحديد العمليات والتكاليف ،وبما أن عملية الرقمنة تتطلب على حد سواء ،توفير
الجهود العمالية والتكاليف المالية ،فإنه من الضروري إنتاج صورة رقمية ،يمكن االستفادة منها لتلبية
العديد من االحتياجات.1
حتى نتمكن من تطبيق الرقمنة و التحول السريع من اإلدارة التقليدية ،يجب أن تتوفر الظروف
المالئمة و المرور بمراحل عديدة وهامة لتوفير متطلبات تطبيق وتنظيم اإلدارة رقمية لتحقيق األهداف
المرجوة منها ،و حتى تتمكن المرافق العامة والمؤسسات االستفادة من التقنيات الحديثة ومواكبة التطور
وتقديم مردود أفضل وتلبية احتياجات المواطن و تقديم له الخدمات بصورة راقية وجيدة وقد تنجم عن
هذا التطبيق بعض السلبيات المحتمل حدوثها.
1
عبد اللطيف صوفي ،مرجع سابق ،ص.39
12
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
1
ويمكن تلخصها في ما يلي:
-عتاد الحاسوب :يعتبر أهم وسيلة من المتطلبات وتتمثل هذه العتاد في المكونات المادية ونظمه
وشبكاته و ملحقاته.
-البرمجيات :و تعني الشق الذهني من نظم وشبكات الحاسوب مثل البرامج المعمول بها في جهاز
البريد و الرقمنة في البلدية و الضمان االجتماعي.
-شبكة االتصاالت :هي الوصالت اإللكترونية الممتد عبر نسيج اتصالي لشبكات األنترنت و
اإلكسترانت.
-صناع المعرفة :إن العمل بكل هذه المكونات و العناصر يجب أن يكون هناك القيادات الرقمية و
المديرون و المحللون للموارد المعرفية ،ورأس المال الفكري في المنظمة.
2
ويمكن عرض هذه المتطلبات في مجموعات نذكر منها:
1
فاطمة الزهراء طلحى ،رحايلية سيف الدين ،معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية باإلدارات العمومية الجزائرية )
دراسة ميدانية لمجموعة من اإلدارات بوالية سوق أهراس( ،الملتقى الدولي األول المؤسسة الخدمية العمومية و إدارة
الموارد البشرية مقاربات نظرية و تجارب بشرية ،جامعة السلطان محمد الفاتح ،اسطنبول ،تركيا ،ليومي 42-42
نوفمبر ،9341ص.31
2
الجزئر،
ا عبد الكريم عاشور ،دور اإلدارة اإللكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات المتحدة األمريكية و
الديمقرطية والرشادة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم العلوم السياسية
ا مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،تخصص
والعالقات الدولية ،جامعة منتوري قسنطينة ،9344/9343 ،ص.91
12
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
-وضع إستراتيجيات و خطط التأسيس التي تشمل اإلدارة و كل هيئة على المستوى الوطني التي لها
وظائف التخطيط والمتابعة والتنفيذ لمشاريع الحكومة اإللكترونية وتوفير الدعم وتخصيص الجانب
المالي لذلك.
-توفير البنية التحتية الرقمية و ذلك بتوفير مختلف شبكات االتصاالت و تطويرها ،تكون في حجم
التحول اإللكتروني واستعاب الكم الهائل من االتصاالت من معدات متطورة وكافية لهذا الغرض لألفراد
والمؤسسات.
-وضع التنظيمات والتشريعات القانونية الالزمة لتطبيق الرقمنة حتى ال يكون هناك فراغ قانوني و
كذلك وضع قواعد ونصوص قانونية ضامنة ألمن المعامالت اإللكترونية واجراءات رادعة للجرائم
المرتكب في حقها.1
-متطلب اإلصالح اإلداري و هذا ما يقترحه الدكتور السيد الباز ضرورة اإلصالح اإلداري و الذي
يشمل التخصص الوظيفي في تشغيل البرامج اإللكترونية و خبراء لتأمين المعلومات و حماية البرامج
والتعامالت والوثائق و محاولة إحداث تغيير جدري للمفاهيم اإلدارية و الفنية باإلضافة إلى قيادات
واعية ولها القدرة اإلدارية.
-0المتطلبات السياسية
حيث تترجمها وجود إرادة سياسية داعمة إلستراتجية التحول اإللكتروني و تفعيل المشاريع اإلدارة
2
اإللكترونية بتقديم الدعم المادي و المعنوي لتخطي العقبات و تحقيق األهداف.
1
عبد الكريم عاشور ،المرجع السابق ،ص.92
2
عبد الكريم عاشور ،نفس المرجع ،ص.92
10
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
تحتاج الدولة المعاصرة التي ترغب في نجاح وتحقيق فعاليات تطبيق أعمال و معامالت اإلدارة
اإللكترونية أن تدعمها من الجانب التشريعي و القانوني ،الذي يعتبر بر األمان للمرافق العامة للدولة
و مؤسساتها ألي خلل أو عراقيل في تطبيق هذه األعمال و معامالت ،لهذا يتطلب تعديل واصدار
قوانين جديدة لمواجهة المستجدات على أن يراعي المشرع فيها الشمولية بالنسبة لكل نشاط و استقرارها
و وضوحها ،واشراك المختصين في وضع هذه التشريعات ،كذلك يجب أن يغلب عليها طابع المرونة
الذي يعتبر أهم ركيزة تتماشى و التطور التقني و الفني.
-1المتطلبات البشرية
ال يكفي تعليم العاملين باإلدارة و تدريبهم على أساليب العمل الجديد وتحفيزهم على ذلك وحسب
بل ينبغي أيضا توعية وتثقيف المتعاملين أو الفئة المستهدفة وتهيئها نفسيا لتلقي هذه الخدمة و
التعاطي معها بأريحية و تبصيرهم بمزاياها و خدماتها.
تعد مشاريع الرقمنة من األعمال التي ال يمكن أن تعطي ثمارها على أحسن وجه ،إال بتضافر
وانصهار الكثير من الشروط الموضوعية والعلمية وحتى الذاتية ،فوجود اإلرادة البشرية المقترنة
بالمهارات العالية ،وتوفر الموارد المالية الكافية ،لتجهيز متطلبات العمل المادية تعد ضرورية وأساسية،
ويزداد األمر أهمية بتوفر المحيط االجتماعي والسياسي الذي يحتضن هذه النوايا واإلرادات ويعطيها
دفعا قويا وشحنة تدفعها إلى التجسيد ،ويمكن إبراز أهم هذه أسس في:
1
بوزكري جياللي ،اإلدارة اإللكترونية في المؤسسات الجزائرية واقع وأفاق ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الجزائر ،9342/9341 ،34ص.29
11
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
-وصف الرقمنة باألعمال االلكترونية بأنها (توليفة) شبكة إلكترونية تتكون من البني التحتية
لتكنولوجيا المعلومات ،والتطبيقات البرمجية وتكنولوجيا األنترنت وغيرها ،بما يتيح تبادل المعلومات،
وتنفيذ النشاطات والعمليات وصول إستراتجيات األعمال وتطبيقها بكفاءة وفاعلية.
-إن منظومة األعمال اإللكترونية ومفهومها يعني إدارة األعمال إلكترونيا او رقميا على مستوى
المشروعات أو منظمات الخاصة ،بينما تعني الحكومة اإللكترونية اإلدارة العامة االلكترونية ،أي
الوظائف العامة والخدمات الحكومية التي يجري تنفيذها بالوسائل اإللكترونية لتصل إلى الجمهور العام
1
بهدف تقديم الخدمة الحكومية والمنفعة العامة.
ما نريد قوله في هذا الصدد هو أن اإلدارة الرقمنة هي مفهوم ومنظومة وبنية وظائف ونشاطات
تتفوق على كل النشاطات والعمليات في مستوى األعمال االلكترونية أوال ،واألعمال الحكومية القانونية
اإللكترونية ثانيا ،فالرقمنة هي تكوين أشمل وأوسع من االعمال االلكترونية مثلما أن األعمال
اإللكترونية نفسها هي أوسع وأشمل من التجارية اإللكترونية ،وشكل التالي يوضح كيفية بناء الرقمنة
تحتويها أعمل اإللكترونية ، 2والشكل التالي يوضح ما يلي:
1
بشير عباس العالق وسعد غالب التكريتي ،التجارة اإللكترونية ،دار المناهج للنشر والتوزيع ،عمان،9343 ،
ص.44
2
بشير عباس العالق وسعد غالب التكريتي ،نفس المرجع ،ص.44
11
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
ومن الشكل يتضح أن الرقمنة لها بعدين رئيسيين في إدارة الخدمة العمومية وهي األعمال
اإللكترونية غير التجارية وتشمل القوانين والتجارة اإللكترونية.
ومن هنا تشمل الرقمنة االعمال والوظائف الحكومية الموجهة إلى المواطنين أو قطاع االعمال
أو بين مؤسسات الدولة ووكاالتها وأجهزتها عبر استخدام منظومات تكنولوجيا المعلومات والشبكات،
أي ان الحكومة اإللكترونية ببساطة هي انتاج الخدمة العامة وتقديمها باستخدام الوسائل اإللكترونية.
وتعتبر الرقمنة إدارة التحالفات اإلستراتجية ما بين منافسي األمس القريب ،أي أن واقع الرقمنة
هي دعوة العمل مع المنافسين لتحقيق المصالح المشتركة ضمن سياق يحترم خصوصيات القانونية
1
ضمن عقود قانونية كل حليف.
أما التحالف االلكتروني مبني أساسا على الرقمنة الذي أصبح له عدة طرائق جديدة وعملية
تعاضد متطورة جدا ،وبهذا تصبح منظمات رائدة وناجحة حقا ،واال فإن هذه المنظمات لن تكون قادرة
2
على اقتناص الفرص التي يتيحها االقتصاد الرقمي وعصر األنترنت.
الفرع الثاني :العوامل التي تتحكم في تبني الرقمنة داخل إدارة الخدمة العمومية
1
نعيم حافظ أبوجمعة ،إدارة الرقمنة ،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة ،9344 ،ص.42
2
نعيم حافظ أبوجمعة ،نفس المرجع ،ص.12
15
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
-إنشاء مراكز تدريب في حقول تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات لتطوير الموارد البشرية في
مؤسسات القطاع العام والخاص.
-تضامن الجهود بين القطاعين العام والخاص لتوجيه االستثمارات الخاصة بتطوير البنية التحتية
التقنية.
-العمل على خلق بيئة مهنية الستثمار شركات تكنولوجيا المعلومات العالمية سواء من خالل
االستثمار المباشر أو التحالفات اإلستراتجية والمشروعات المشتركة.
-تشجيع األبحاث والدراسات العلمية والتطبيقية في الجامعات والمعاهد والمؤسسات العلمية التي
تتناول األبعاد االقتصادية والقانونية والتشريعية لتكنولوجيا المعلومات.
-تقديم الدعم الحكومي المباشر لمؤسسات األعمال الصغيرة التي تعمل في مجال صناعة البرمجيات
وخدمات تكنولوجيا المعلومات.
-بما أن األنترنت هي تكنولوجيا تمكينية بمعنى أنها قادرة على إحداث تغيرات إيجابية في مسار حياة
الكثير من الناس ممن يرغبون في إستخدامها لمواكبة كل ما هو جديد ومبتكر في عصر األنترنت
واإلقتصاد الرقمي ،فإن التوسع في تطبيقاتها في المجاالت الحكومية هذا سيؤدي إلى تشجيع الجماهير
على إستخدامها وهذا بدوره سيؤدي إلى حالة من قبول الجماهير للبيئة التكنولوجية الجديدة بكل
1
تفاصيلها.
شهد قطاع العدالة عدة إصالحات عميقة في إطار العصرنة في مجال الخدمة العمومية من
خالل االستغالل األمثل لتكنولوجيات الحديثة لإلعالم واالتصال وتكريسها في المجال القضائي،
لتحقيق أهداف رئيسية منها:
-تحسين و ترقية أداء الخدمة العمومية لمرفق العدالة تماشيا و تطلعات القطاع.
1
بوميلة سعاد ،فارس بوبكور ،تسيير إدارة الرقمنة وتنميتها ،مجلة العلوم السياسية ،جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان،
كلية الحقوق والعلوم السياسة ،عدد 40مارس ،9332 ،ص.939
16
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
1
-تجسيد مبدأ اإلدارة اإللكترونية .
إن استعمال األنظمة المعلوماتية في مجال التسيير القضائي وضعت لها عدة برامج وأنظمة آلية تتمثل
2
كالتالي:
-االعتماد على نظام الخريطة القضائية وهو نظام آلي يساعد على اتخاذ الق اررات ورسم السياسات و
ضبط احتياجات بالنسبة للقطاع فيما يخص القضاة و توزيعهم على مستوى التراب الوطني ،ويهدف
1
لزهر قدوم ،عبد الرحمان قروي ،اإلدارة اإللكترونية كآلية لتطوير أداء الجماعات المحلية بالجزائر ،الملتقى الوطني
حول التسيير المحلي بين إشكالية التمويل و ترشيد ق اررات التنمية المحلية ،كلية الحقوق والعلوم السياسة ،بجامعة 32
ماي 4911قالمة يومي 32و 39نوفمبر ، 9342ص .430
2
كريم سباغ ،عصرنة الخدمة العمومية لمرفق العدالة ،الملتقى الدولي الرابع حول ترقية الخدمة العمومية في الدول
العربية تحديات ورهانات ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة حمى لخضر الوادي ليومي 39و 43مارس ،9342
ص.30
17
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
إلى المساعدة في إعداد مخطط الحركة السنوية للقضاة في اآلجال قصيرة ،و تصنيف الجهات
القضائية حسب المعايير والمقاييس المعتمدة عالميا ،باإلضافة إلى المساهمة في تحديد االحتياجات
الجديدة من الجهات القضائية والمؤسسات العقابية ،و التوزيع الجغرافي لهما باالعتماد على المقاييس
علمية تضمن تغطية قضائية عادلة وفعالة.
-االعتماد على نظام الجدول التحليلي حيث يسمح هذا النظام بجمع كل اإلحصائيات المتعلق
بالقطاع و بها يتم رسم إستراتيجية مستقبلية من خالل كل المعطيات.
-االعتماد على النظام اآللي في مجال التسيير الذي يساهم في تطوير وعصرنة تسيير المسار
المهني للقضاة و موظفي قطاع العدالة و يساعد أيضا في اتخاذ الق اررات في شأنهم.
-االعتماد على نظام التسيير اإللكتروني للوثائق اإلدارية و رقمنتها مع المحررات اإلدارية بواسطة
جهاز مسح ضوئي لالستغالل األمثل ألرشيف القطاع و تسييره إلكترونيا و التقليل من تكلفة استخدام
المحررات في شكل أوراق.
-استعمال تقنية البريد اإللكتروني الداخلي لتبادل الوثائق و المراسالت اإلدارية الموقعة و المصادق
عليها إلكترونيا.1
شملت عدة تطورات منظمة المعلومات في أواخر هذه السنين في قطاع العدالة حيث تمثلت في
ما يلي:
2
الذي يعد هدفا من أهداف المتعلقة بعصرنة العدالة و تحسين الخدمة العمومية وتمثل في:
1
كريم سباغ ،مرجع سابق ،ص.30
2
سعيد مقدم ،تكنولوجيا اإلعالم و اإلتصال كدعامة ضرورية لتحسين الخدمة العمومية ،الملتقى الدولي الرابع حول
ترقية الخدمة العمومية في الدول العربية تحديات ورهانات ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة حمى للخضر الوادي
ليومي 39و 43مارس ،9342ص.43
18
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
-انجاز شبكة قطاعية تضمن االتصال اإللكتروني ما بين مختلف الهيئات التابعة للقطاع تسمح
بالتبادل الفوري والمؤمن للمعطيات بين مختلف المصالح القطاع واالطالع عن بعد والبحث والربط
المباشر بين الجهات القضائية والمؤسسات العقابية.
-إنجاز أرضية خدمات االنترنت بها مواقع لكل من و ازرة العدل والجهات القضائية و المحكمة العليا
ومجلس الدولة الهدف منها إعطاء معلومات حول القطاع وتنظيمه وبرامجه ونشاطاته والخدمات التي
يقدمها للناس.
-استفادة المواطن من هذا الموقع باإلطالع على خدمات صندوق النفقة وتحميل الوثائق وسحب
صحيفة السوابق العدلية القضائية الممضاة إلكترونيا وكذلك بالنسبة لشهادة الجنسية الجزائرية ،
اإلطالع على المنطوق األحكام القضائية وعدة خدمات مختلفة مقدمة للمواطن .
ثانيا :تطوير المنظومة المعلوماتية باالعتماد على قواعد معطيات مركزية لتعميم العمل عن بعد:
-إنشاء قاعدة معطيات مركزية خاصة بصحيفة السوابق القضائية تم استغاللها في .9341/39/91
-إنشاء قاعدة معطيات مركزية لألوامر بالقبض و اإلخطار بالكف عن الحث إبتداءا من تاريخ
.9341/39/91
-إنشاء تطبيقة مركزية للتسيير اآللي لطلبات الحصول على جنسية الجزائرية عن طريق التجنس.1
1
سعيد مقدم ،مرجع سابق ،ص.44
19
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
تعتبر الرقمنة إحدى أهم الرهانات التي تراهن عليها اإلدارة من اجل تطوير الخدمة العمومية،
حيث يتم التعرف على واقع اإلدارة العمومية في البيئة العربية بها ،باعتبارها فضاء خصب لدراسة
وتتبع مراحل التحول ،التي فرضتها التكنولوجيا الحديثة من تطورات في شتى المجاالت ومظاهر التغير
التي ظهرت على اإلدارة العمومية بعد دخول الرقمنة كتقنية حديثة ،إضافة إلى أهم المعوقات التي تحد
من تحقيق االهداف التي أدخلت من أجلها ،ومن هذا المنطلق سيشمل هذا المبحث كل من:
52
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
إن المؤسسات العمومية كغيرها من المؤسسات األخرى تسعى دوما نحو تقديم خدمات أفضل
للمواطنين من خالل مواكبة التغيرات الطارئة في البيئة التي تنشط بها والتطورات الحاصلة على
مستوى التكنولوجيات المستخدمة ،حيث توجهت نحو رقمنة إدارتها وتعامالتها وتقديم الكثير من
الخدمات إلكترونيا ،األمر الذي ساهم في تحسين الخدمة العمومية.
سنتطرق في هذا المطلب إلى كل من انعكاسات الرقمنة بالنسبة للموظفين والمواطن ،مهام
الرقمنة في تحقيق التنمية المحلية داخل المؤسسة العمومية.
-ربح الوقت والجهد وخلو الشبابيك بفضل سرعة انجاز العمليات وهذا ما الحظته مقارنة بمكان
سابقا.
-تطبيق هذا اإلجراء كان له استقباال واسعا للموظف داخل مؤسسة العمل ،فقد مثل قاعدة مضمونة
1
تحفظ الوثائق خاصة .
هذا اإلجراء لقي قبوال واستحسانا كبي ار من قبل المواطن واعتبره نقلة نوعية ال مثيل لها ،فقد كان
استخراج الوثائق هاجسا للمواطن طالب الخدمة لما يشكله هذا اإلجراء من متاعب:التأجيالت والوقوف
الساعات طويلة ،لكن مع إجراء تطبيق الرقمنة استحسن األمر وأصبح سهال .
1
سعد غالب ياسين ،اإلدارة الرقمنة وأفاق تطبيقها العربية ،دار المناهج للنشر والتوزيع ،السعودية ،9349،ص.11
52
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
-قضاء أوقات طويلة النتظار من أجل الحصول على الخدمة يجعل المواطن يخسر اليوم كامل من
أيام عمله ،فسرعة الرقمنة للحصول على الخدمة قضت على سوء هذه المعاملة.1.
لقد ترتب عن تطبيق الرقمنة داخل المؤسسة العمومية خاصة في العدالة عدة نتائج ،تبين
مساهمة الرقمنة في عملية تحقيق التنمية لألفراد.
-الرقمنة تحقق التنمية البشرية داخل المؤسسة العمومية تم إحياء القرى والمداشر وذلك بانجاز
مالحق إدارة توفر الخدمة العمومية وذلك عن طريق توفير الرقمنة من أجل تقديم خدمة في الوقت
المطلوب .
-الرقمنة تحقق التنمية الثقافية للمجتمع المحلي ويتجلى ذالك من خالل القضاء على األمية
المعلوماتية بحكم ما تتطلبه الرقمنة من إدخال الوسائل التكنولوجية واالستفادة من مجتمع المعلومات
وخدمة االتصاالت واالنترنت ثم إن تطبيقها يتطلب معرفة بأساسيات التعامل مع التكنولوجيا الحديثة
فالكثير من اإلدارات تعمد إلى تكوين الموظفين بإقامة دورات تكوينية من اجل تفعيل الرقمنة وعصرنة
اإلدارة وفي هذا السياق تم ادراج دورة تكوينية لمجموعة من الموظفين من أجل التعرف على كيفية
استخدام هذه الوسائل التقنية الحديثة في انتظار تعميمها على كافة المكاتب.
-الرقمنة تساهم في ترقية اإلدارات داخل المجتمع ويتجلى ذالك من خالل تقديم الخدمة في أسرع
وقت ممكن وتقليص اإلجراءات اإلدارية خاصة وان تطبيق نظام االتصال ما بين اإلدارات سهل
2
بدرجة كبيرة في تقليص اإلجراءات اإلدارية وتقديم الخدمة في أسرع وقت ممكن .
1
سعد غالب ياسين ،مرجع سابق ،ص.12
2
سعد غالب ،نفس المرجع ،ص.19
50
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
يتوقف تحديد الجاهزية الرقمنة في الجزائر على ضرورة الكشف عن جملة من المؤشرات والتي
تتمثل في اآلتي:
بالنظر إلى درجة وصول األفراد إلى الشبكة ،يمكن القول أن دخول الرقمنة إلى الجزائر مع
سنة 1994قد أعطى إمكانية جديدة إلعادة صياغة إستراتيجية حديثة ،وتنظيم الخدمات و المهام
بسرعة ووقت وجيز ،وبالتالي فبيئة التكنولوجيا الحديثة تسيطر عليها شبكة االنترنت كشبكة يمكن
الوصول إليها من طرف فئة كبيرة من المجتم ،فبالرغم من البدايات المحتشمة لتطور الشبكة مع أول
دخول لها ،وفي السنوات األولى من انطالق خدماتها في الجزائر ،إال أنه في الوقت الحالي أصبحت
شبكة أساسية في تقديم خدمات االتصال ،حيث كانت استفادة األفراد في البداية من خدمات الرقمنة
داخل نطاق المراكز العلمية والبحثية لتنتقل أين كان تواجدها األول في المركز العلمي والتقني
SERISTبعدها إلى جهات أخرى.
وبعد عامين من دخول االنترنت إلى الجزائر ،بلغ عدد الهيئات المشتركة باألنترنت
حوالي403هيئة وفي سنة 1999قدر عدد الهيئات المشتركة في الشبكة 800هيئة ،منها 100في
القطاع الجامعي 50في القطاع الطبي 500 ،في القطاع االقتصادي 150 ،في القطاعات
1
األخرى .
وفي سياق التحول نحو خدمات الرقمنة تحتاج الجزائر إلى االستفادة مما تتيحه بعض المبادرات
اإللكترونية من خبرات وهنا يمكن االستعانة بالمنظمة العربية لمعايير اإلنترنت ،حيث ينبغي على
المواقع أن تشارك في برنامج شهادات الجودة من المنظمة ،من أجل التمكن من تطبيق أفضل
الممارسات عالميا في مجال صناعة المواقع ،والذي يعود بعدة منافع على كل موقع مشترك ،أهمها
1
سهام بلقمري ،رؤية مستقبلية جديدة ،الجزائر نموذجا ،مجلة علوم السياسية ،العدد ،32جانفي ،9332متاح في
،www.ulum.nlتاريخ االطالع ،1411/40/21 ،ص.40
51
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
تسريع عملية نمو االقتصاد الرقمي وجعله يواكب التطور ،مع توفير بيئة الكترونية آمنة لكل من
1
مستخدمي الموقع وعمالئه ،التأكد من محتوى الموقع ضد القرصنة االلكترونية وسرقة البيانات.
إن تحليل مؤشر التعليم عبر الشبكة يدعو إلى ضرورة الكشف عن واقع وأثر تكنولوجيا اإلعالم
واالتصاالت في مجال التعليم ،ومحدداته ومدى االستفادة منه ،وتبيين حلوله والعقبات التي تحد من
نشره وتعميمه ،إذ تعمل تكنولوجيا االنترنت على توجيه مجال التعليم والبحث العلمي ،خدمة لمصالح
الطلبة واألساتذة ،فعن طريق شركة INFORMATIQUE SWANالتي تم إنشاؤها سنة 1991في
إطار تعزيز دور أكثر لرقمنة في تقديم الدعم لميدان التعليم والجامعة ،تم التكفل بوضع أنظمة
لالتصال بواسطة األقمار االصطناعية بسرعات عالية ،مع تكلفة منخفضة واقامة نظام يضطلع بمهمة
2
الربط بين الجامعات والمدارس ،لرفع مستوى االتصال وتقويته فيما بينها .
1
سهام بلقمري ،مرجع سابق ،ص.30
2
عماري عمار وآخرون ،واقع االقتصاد الجديد في العالم العربي واالسالمي ،مجلة الباحث ،عدد ،،31جامعة ورقلة
،2007ص. 130
51
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
أما دعم نشر تكنولوجيا المعلومات وسياسة تحرير االتصاالت فيالحظ هناك حرية كبيرة يتمتع
بها مستعملي الرقمنة في الجزائر ،و دون مضايقات على نطاق واسع من السلطة ،حيث وبالرغم من
غياب رقابة مركزية على تصفح شبكة االنترنت ،تقع المسؤولية القانونية على المحتوى الذي يتم نشره
مباشرة على مزودي الخدمة.
كما ترصد بعض التقارير أنه في الفترة األولى الستخدام الرقمنة في الجزائر شهدت بعض المدن
تشديدا على عمل مقاهي االنترنت ،من خالل طلب الشرطة من مديري المقاهي االحتفاظ بالمعلومات
1
الكاملة عن الزوار ،وتسليم القوائم يوميا لقسم الشرطة .
غير أن بعض الجهات المهتمة بقضايا األسرة طالبت بضرورة سن تشريع قانوني ينظم العمل
لتفادي التأثير السلبي لهذه الشبكة على األطفال ،من خالل إقامة رقابة أمنية عليها ،مع تحديد السن
القانوني الالزم لدخولها ،و فرض عقوبات صارمة على أصحاب مقاهي االنترنت إذا لم تطبق هذا
2
القانون.
أما تقييم سياسة الرقمنة في الجزائر ،فيمكن القول على أنها أهم العراقيل التي يواجهها المواطن
الحقيقية من خالل شبكة األنترنت "الرقمنة" هي سوء طرقة استخدامها ،والتي تنتج عن االنقطاع
المتكرر في الخدمات وتواصل ذلك أحيانا ليوم كامل ،مما يؤثر سلبا على بعض األعمال ويؤدي إلى
اضطرابات في انجاز المهام.
إن مجرد وجود إستراتيجية متكاملة للتحول إلى النمط الرقمي ال يعني أن الطريق ممهدة لتطبيق
وتنفيذ هذه اإلستراتيجية بسهولة وسالسة وبشكل سليم وذلك ألن العديد من العوائق والمشاكل وتحديات
ستواجه تطبيق الخطة إنشاء مشروع الرقمنة داخل مؤسسة عمومية.
1
الحجب ،والرقابة والمصادرة ،متاح في http// www.openarab.net/reports/net2006/algeria shtm،تاريخ
االطالع ،9399/31/40ص.34
2
ليلي كبير ،نحو أثر الرقمنة على مقاهي االنترنت ،متاح فيhttp// www.el-bilad.com/article.php ? codear
1
-2المعوقات التنظيمية والتشريعية :وتتمثل أهم المعوقات التنظيمية والتشريعية في:
-انعدام التخطيط والتنسيق على مستوى اإلدارة العليا لبرامج التحول الرقمي.
-غياب المتابعة من قبل السلطات العليا لتطبيق مشروع الرقمنة في اإلدارات الصغرى.
-غياب التنسيق بين األجهزة واإلدارات األخرى ذات العالقة بالنشاط حتى تمتلك نفس األنواع من
األجهزة والبرمجيات.
-قلة المعرفة الحاسوبية لدى اإلداريين الذين يملكون قرار إدخال هذه التقنية داخل المؤسسة.
-ضعف برامج التوعية اإلعالمية المواكبة لتطبيق مشاريع التحول الرقمي في البنيات التعليمية.
-االفتقار إلى وجود جهة مركزية لتبني مشروعات الرقمنة على مستوى الدولة مما يؤدي إلى ضعف
توافق األنظمة.
-صعوبة إيجاد بيئة تشريعية وقانونية تتناسب العمل الرقمي مما يتطلب جهد ووقت طويل.
2
-0المعوقات التقنية :وشملت ما يلي:
-ندرة وجود مواصفات ومعايير موحدة لألجهزة المستخدمة داخل اإلدارة الواحدة.
1
سهيلة مهري ،المكتبة الرقمية في الجزائر دراسة للواقع وتطلعات المستقبل ،مذكرة لنيل شهادة ماجستير ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قسنطينة ،9344/9343 ،ص.92
2
سهيلة مهري ،مرجع سابق ،ص.439
56
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
-قدم أجهزة وبرامج الحاسب اآللي المستخدمة في اإلدارة نظ ار للتطور السريع لها.
-ضعف البنية التحتية للكثير من الجامعات ونقص جاهزيتها الستقبال مثل هذه التقنية.
-ضعف قطاع التقنيات الحديثة في الدول النامية وذلك لمحدودية القدرة التصنيعية وقلة الخبرات
الفنية المؤهلة أو هجرتها.
1
-1المعوقات البشرية :وتتمثل في:
-ضعف الوعي الثقافي بتكنولوجيا المعلومات على المستوى االجتماعي والتنظيمي داخل اإلدارة.
-تنامي شعور بعض المديرين وذوي السلطة بأن التغيير يشكل تهديدا للسلطة.
-ضعف المعرفة الكافية بتقنيات الحاسب اآللي والرهبة والخوف الذي يمتلك بعض المديرين
والموظفين عند استعماله.
-ضعف الثقة في حماية وسرية المعلومات والتعامالت الشخصية داخل البيئة الرقمية.
-مقاومة العاملين لتطبيق التقنية وضعف الرغبة بها ،وعزوفهم عن استخدمها وضعف القناعة لديهم
بسبب مخاوف نفسية وصحية إضافة إلى ميل اإلنسان لمقاومة التغيير.
1
سليمة سعيدي ،معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية بالمكتبات الجامعية الجزائرية ،من وجهة نطر مسؤولي المكتبات
الجامعية لوالية قسنطينة ،المجلة األردنية للمكتبات والمعلومات ،مجلد،12عدد ،9340 ،31ص.94
57
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
1
-1معوقات مالية :وتتمثل في ما يلي:
-قلة الموارد المالية المخصصة لتنمية البنية التحتية الالزمة لتطبيق المشروع الرقمي وخاصة إنشاء
الشبكات وربط المواقع وتطوير األجهزة.
-قلة الموارد المتاحة للجامعة بسبب االرتباط بميزانيات ثابتة ومحددة لإلنفاق.
-قلة المخصصات المالية الموجهة لعمليات التدريب والتأهيل من أجل تطبيق المشاريع الرقمية.
-5المعوقات التكنولوجية
تقادم التكنولوجيات والمخاطر التي تهدد صحة البيانات وتنوع صيغ الملفات واألغلفة وبرمجيات
التشفير وملكية التكنولوجيات والبنى األساسية التكنولوجية وكذا عدم اتساق المعايير والمستودعات
الرقمية الموثوق بها ،وصون المواد السمعية البصرية والبيانات الوصفية وما إلى ذلك والخدمات
2
المتاحة من خالل وسائط متعددة.
دقة البيانات والوثائق والسجالت واصالتها وامكانية التحقق من أصالتهما وادارة حقوق الملكية
الفكرية والحقوق االقتصادية ومراقبة المواد المعهود بها إلى مقدمي خدمات" الحوسبة الحسابية"،
وحماية البيانات الشخصية(منع تتبع البيانات الشخصية) ،والحق في النسيان والحق في االنتفاع
بالمعلومات وجمع األدلة اإللكترونية والمحافظة على المعلومات الرقمية في إطار المنازعات القضائية
واإل يداع القانوني والمسؤولية المهنية والمؤسسية واليقين القانوني واالستثناءات التي تطبق على حقوق
3
المؤلف لضمان.
1
سليمة سعيدي ،مرجع سابق ،ص.99
2
سميرة مطر المسعودي ،معوقات تطبيق اإلدارة االلكترونية من وجهة نظر مديري وموظفي الموارد البشرية ،الجامعة
االفتراضية الدولية ،المملحة المتحدة ،9344 ،ص.11
3
سميرة مطر المسعودي ،مرجع سابق ،ص.19
58
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
-7معوقات السياسية
عدم استقرار النظم السياسية وعدم إعطاء الحكومات درجة عالية من األولوية للبنى األساسية
التكنولوجية ،والنطاق المحدود للسياسات الوطنية الخاصة بالمعلومات أو عدم توفر هذا النوع من
السياسات ،وتدني مستوى الوعي بالتحديات السياسية في صفوف صانعي الق اررات والتحديد الذاتي
1
للشؤون الرقمية لحقوق المواطنين.
على الرغم من أهمية عملية الرقمنة والمميزات التي تمنحها ،عادة ما تصطدم بكثير من
التحديات سواء كانت تحديات مالية خاصة بالميزانية واإلعتمادات المخصصة ،أو بالوسائل الفنية
المتعلقة بتبني أفضل المقاييس وأشكال ملفات مصادر المعلومات الناتجة عن الرقمنة ،أو القضايا
المرتبطة بالبنية التقنية لمشروع الرقمنة واإلتفاقيات الخاصة بتخطي اإلشكاليات المرتبطة بحقوق
المؤلفين والناشرين.
وتعتبر هذه التحديات جوهرية ولها تأثيرها المباشر في إعداد سياسة رقمنة مصادر المعلومات
وتبني معايير إختيار مصادر المعلومات التي يتم رقمنتها وأساليب حفظها و اختزانها ،وبناءا عليه
2
نستعرض في الفقرات التالية أبرز هذه التحديات:
ترتبط هذه اإلشكالية بالمسائل المتعلقة بحماية حقوق الناشرين والحقوق الفكرية للمؤلفين ،وحتى
يمكن أن تتفادى المكتبات الدخول في منازعات قضائية لجأت في البداية إلى قصر عمليات الرقمنة
على مصادر المعلومات التي ال تخضع لحقوق المؤلفين والناشرين وهي عامة تمثل مجموعات
المصادر المتعلقة بالتراث الثقافي والقومي.
1
المؤتمر الدولي بشأن ،ذاكرة العالم العصر الرقمي والصون ،المؤتمر الدولي ،9341 ،ص.39
2
الترث الرقمي ،القاهرة www.hrdoegypt.org ، 2102 ،تاريخ
مركز هردو لدعم التعبير الرقمي ،الرقمنة وحماية ا
االطالع ،9399/31/39ساعة ،41:49ص.39
59
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
تؤدي اإلمكانيات المادية دو ار بار از في تبني إستراتيجية عامة للرقمنة ،حيث تفرض بعض
الشروط والمقيدات الواجب أخدها في اإلعتبار خاصة فيما يرتبط باإلمكانيات المادية والتجهيزات
التقنية والفنية والبرمجيات المراد الحصول عليها.
ترتبط التحديات التقنية في المقام األول بالتجهيزات المادية والبرمجيات وجميع المكونات التي ال
غنى عنها من أجل تنظيم مصادر المعلومات اإللكترونية وحفظها و استرجاعها.
وتتمثل اإلشكالية الرئيسية في قضية التقادم السريع لتقنيات المعلومات حيث أنها تتطور بشكل
سريع ودون توقف ،األمر الذي تكتنفه صعوبة اإلطالع على المعلومات المسجلة على وسائط تخزين
متقادمة فعلى سبيل المثال ال تحتوي غالبية الحاسبات اآللية من الجيل الحديث على مشغل األقراص
المرنة نظ ار لضعف الطاقة التخزينية لألقراص المرنة وتعرضها للتلف السريع ،وبالرغم من ذلك فإن
التقنيات الحديثة لن تتوافر لها القدرة على عرض مصادر المعلومات المختزنة داخل مثل هذه
الوسائط.1
لقد صدر القانون الذي يتبنى وبصفة رسمية التوقيع والتصديق الرقمنة حتى يمكن التأثير
القانوني لإلدارة الرقمية في الجزائر ومنها الجماعات اإلقليمية ،فأما عن التوقيع الرقمي فقد تبنته
المادة 090من القانون المدني المعدل والمتمم ،غير أن المادة 1من هذا القانون حددت له شروطا
ومتطلبات حتى يكون صحيحا وناجحا أما عن المصادقة فقد أسندها هذا القانون لثالثة أنوع من
السلطة حسب التدرج والتخصص :أوال للسلطة الوطنية للتصديق اإللكتروني طبقا ألحكام المواد 42و
42من وأسند اإلشراف عليها للوزير األول ثم للسلطة الحكومية للتصديق اإللكتروني والتي وضعت
تحت سلطة و ازرة البريد وتكنولوجيا اإلعالم واإلتصال وفي األخير السلطة اإلقتصادية تحت إشراف
2
السلطة المكلفة بضبط البريد والمواصالت السلكية والالسلكية.
1
مركز هردو لدعم التعبير الرقمي ،مرجع سابق ،ص.30
2
عبد المجيد سالمة ،تطبيقات االدارة االلكترونية وأثرها على الجماعات المحلية ،مجلة الحقوق والحريات ،العدد،31
جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،9342 ،ص.29
62
فعالية الرقمة في تحسين الخدمة العمومية الفصل الثاني:
خالصة الفصل
وتعد تطبيق الرقمنة داخل إدارة الخدمة العمومية من تطبيقات الناجحة ومطورة لمستوى اإلدارة،
حيث أصبح توفرها ضرورة البد منها في جميع القطاعات ،فبفضل مؤشرات الرقمنة تمكنت العديد من
المؤسسات رفع كفاءة الموظفين في مختلف نشاطات الخدمة وبتالي توفير وتقديم أحسن وأرقى خدمة
للمواطن ،مما يوفر هذا تبادل المعلومات إلكترونيا بسهولة ودقة عالية وبأقل تكلفة وأقصر وقت وفي
أي مكان.
وعليه فالتوجه نحو الرقمنة وتطبيق هذه التكنولوجيا الحديثة أصبح ال زما على المؤسسات اليوم
كون مجتمعنا يتجه حاليا نحو الرقمنة العالمية.
62
خاتمة
خاتمة
خاتمة
لقد أصبحت الرقمنة ضرورة إلزامية على جميع المؤسسات الخدمية من أجل مواكبة التقدم
العلمي والتكنولوجيا الرقمية الحديثة وتعتبر هاته األخيرة اإلستراتيجية التي تساهم في عصرنة مصالح
اإلدارة وتقديم خدمات ذات جودة ونوعية والرفع في األداء اإلداري لبناء مختلف الهياكل اإلدارية
وتطويرها والتحديث فيها وهذا ما يؤدي باالرتقاء باإلدارة في كامل المجاالت وهذا ما توصلنا إليه من
خالل اإلجابة على االشكالية والتي توصلنا إليها بأن الرقمنة لها دور فعال في تحسين الخدمة
العمومية مقارنة بالسابق وتحقيق أهداف التي تشمل جميع النواحي ويتجلى ذلك من خالل توفير الوقت
والجهد فقد سمح إستخدام الرقمنة بتوفير الكثير من الوقت في إنجاز المعامالت اإلدارية وكذا
االستجابة السريعة للمتطلبات المواطنين وهذا في إطار تقريب اإلدارة من المواطن كما ساهمت الرقمنة
في تحسين مهارات الموظفين خاصة التحكم في تكنولوجيا المعلومات واكتساب مهارات جديدة من
التكوين بداية ثم الممارسة اليومية ،كما سهلت الرقمنة من تسهيل عملية الرقابة اإلدارية فكل التطبيقات
تحتوي على أسماء الموظفين المسموح لهم باستخدام هذه التطبيقات وكل موظف لديه رقم سري خاص
يمكنه من استخدام هذه التطبيقية وكل األعمال اإلدارية تؤشر بإسمه وهذا ما من شأنه تحلي الموظف
بالمسؤولية اتجاه العمل والجدية وبالتالي إضافة نوع من الشفافية والحد من الفساد اإلداري.
والجزائر على غرار الدول األخرى من خالل تجربتها لعصرنة الرقمنة داخل قطاع العدالة ،وما
وفرته السلطات الجزائرية من متطلبات لهذا المشروع من إمكانيات مادية هائلة قد تفوق ميزانيات دول
كبرى ومتقدمة ،وفعال حققت الجزائر تقدما كبي ار في العديد من االنجازات في هذا المجال ،مست
جوانب عدة غيرت من شكل وأداء هذا القطاع الحساس لخدمة المواطن والتقليل من معاناته وكسب
رضاه ،إضافة إلى فتح األفاق المستقبلية المبرمجة في أجندة الحكومة الجزائرية ،إال أن يبقى تعميم
هذه اإلنجازات على كل المؤسسات العقارية والفروع التابعة لها على مستوى إقليم الدولة ،مرتبط بعامل
الوقت وتكوين الموظفين والكوادر المؤهلة لهذا الغرض وثقافة المجتمع الجزائري لتبني هذه التكنولوجيا"
الرقمنة" وهنا يبرز دور الرقمنة في إعطاء صورة واضحة لمدى إسهامها في أداء وتحسين الخدمة
العمومية في الجزائر ،ولهذا يبقى نجاح وتطور أي مشروع في عصر التحوالت والتغيرات مرهون بمدى
تعامل السلطة بفعالية مع التحديات الداخلية والخارجية حتى نستطيع الحكم على مدى نجاح أي
المشروع.
61
خاتمة
-تتمثل الرقمنة في مجمل المعارف واألسس النظرية والعلمية التي تسخر لإلنسان الجهد والوقت
الرحة.
و ا
-تعد دور الرقمنة عامال مهما في تطوير جميع المؤسسات بصفة عامة والمؤسسة الخدمية بصفة
خاصة.
قرءته
-الرقمنة هي عملية تحويل المواد من شكلها التقليدي )المطبوع( إلى شكل رقمي يتم ا
واسترجاعه بشكل رقمي.
-إن عصرنة وتحسين الخدمة العمومية يعني بناء قطاع يتميز بالكفاءة والفعالية ،وقادر على تلبية
الحاجات العامة للجمهور بتقديم خدمة عمومية عالية المستوى.
-االهتمام أكثر بعنصر الترويج لتعريف المواطن بالخدمات وتحسين االتصال معه.
-نشر ثقافة الوعي لدى المواطنين ،ومحاولة تغيير نظرتهم السلبية الخاطئة حول خطر التعامل
بالرقمنة.
ومن جملة التوصيات التي يمكن أن نخرج بها من خالل هاته الدراسة هي أن الرقمية هي دائما
في تطور مستمر ولهذا وجب على السلطات مواكبة هذا التطور وذلك عن طريق:
-فتح بوابة الكترونية خاص تسمح للموطنين بالمشاركة الفعلية في صنع الق اررات وتقديم مقترحاته.
-انشغاالته عبر هذه البوابة والتي تسمح أيضا بسد الفجوة الموجودة بين المسؤول المحلي والمواطن.
61
خاتمة
-استكمال اإلجراءات الخاصة بالقاعدة اآللية االلكترونية والتي لم يتم تفعيلها لحد أالن والتي تسمح
بتقديم خدمات عمومية عن بعد وذلك لما تحتويه من تطبيقات حديثة كالتوقيع االلكتروني وذلك دون
تكليف المواطن .
65
قائمة المصادر
والمراجع
قائمة المصادر والمراجع
-القوانين:
-القانون رقم 43-44المتعلق بالبلدية ،المؤرخ في 93رجب عام 4109الموافق 99يونيو ،9344
جريدة الرسمية ،العدد.02
-المرسوم الرئاسي رقم 404-22المتضمن ينظم العالقات بين اإلدارة والمواطن ،المؤرخ في 99ذو
القعدة عام 4130ه ،الموافق 2يوليو ،4922الجريدة الرسمية الجزائرية ،العدد ،92الصادر في 99
ذو القعدة عام 4132ه.
-المرسوم الرئاسي رقم 30-42المتضمن إنشاء المرصد الوطني للمرفق العام ،المؤرخ في 92ربيع
االول عام 4102الموافق 2يناير 9342الجريدة الرسمية الجزائرية ،العدد ،40المؤرخة في 0ربيع
االول عام 4102ه الموافق 40يناير .9342
67
قائمة المصادر والمراجع
-التعليمات:
-تعليمة وزير الداخلية رقم ،9090تتعلق بتحويل إصدار بطاقة التعريف الوطنية على مستوى
البلديات.
-تعليمة وزير الداخلية والجماعات المحلية رقم ،4199المؤرخة في 91ماي ،9344تتعلق بتخفيف
الملفات االدارية و االجراءات تحسين الخدمات الصادرة عن االدارات المحلية.
-0الكتب
-أحمد الكبيسي ،تطور النظم االلية في المكتبات من الحوسبة إلى الرقمنة االفتراضية ،المجلة
العربية ،033العدد.9332 ،99
-أحمد فرج أحمد ،الرقمنة داخل مؤسسات المعلومات أم خارجها ،جامعة االمام محمد بن سعود
االسالمية ،العدد ،1المملكة المتحدة.9339 ،
-بشير عباس العالق وسعد غالب التكريتي ،التجارة اإللكترونية ،دار المناهج للنشر والتوزيع ،عمان،
.9343
-جمال يوسف بدير ،المكتبات اإللكترونية والرقمية ،المكتبة الوطنية لنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،
.2008
68
قائمة المصادر والمراجع
-حمد توفيق ماضي ،تطبيقات إدارة الجودة الشاملة في المنظمات الخدمية ،المنظمة العربية للتنمية
اإلدارية ،القاهرة.2005 ،
-سامح زينهم عبد الجواد ،المكتبات واألرشيفات الرقمية ،شركة ناس للطباعة ،القاهرة ،مصر،
.2012
-سعد غالب ياسين ،اإلدارة الرقمنة وأفاق تطبيقها العربية ،دار المناهج للنشر والتوزيع،
السعودية.9349،
-سعيد بن عبد العزيز عثمان ،اقتصاديات الخدمات والمشروعات العامة ،دار الجامعية لنشر
والتوزيع ،االسكندرية.9333 ،
-سميرة مطر المسعودي ،معوقات تطبيق اإلدارة االلكترونية من وجهة نظر مديري وموظفي الموارد
البشرية ،الجامعة االفتراضية الدولية ،المملكة المتحدة.9344 ،
-عبد القادر ،الخدمات العمومية ،مكتبة الوفاء القانونية لنشر والتوزيع ،االسكندرية.9341 ،
-عبد اللطيف صوفي ،إرشادات مشاريع رقمنة مجموعات الحق العام في المكتبات ومراكز
األرشيف ،االتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات.9340 ،
-عبير الرحباني ،االعالم الرقمي(االلكتروني) ،دار أسامة للنشر والتوزيع ،األردن.9349 ،
-فريد النجار ،دور تكنلوجيا المعلومات في التحول نحو المنظمات الرقمية ،المنظمة العربية للتنمية
االدارية ،مصر.9343 ،
-محمد أحمد حسب اهلل ،لسان العرب البن منظور ،دار المعارف لنشر والتوزيع ،مصر.9333 ،
-محمد األزهر الناصر ،اخالقيات الوظيفة العامة فى مواجهة الفساد فى منظمة الشفافية الدولية،
المركز اللبناني للدراسات ،بيروت.9339 ،
69
قائمة المصادر والمراجع
-محمد أمين عودة ،إدارة المشروعات العامة) القضايا واالستراتجيات( ،جامعة الكويت لنشر
والتوزيع ،الكويت. 9333 ،
-مريزق عدمان ،التسيير العمومي بين االتجاهات الكالسيكية و االتجاهات الحديثة ،جسور للنشر
والتوزيع ،عمان.9341 ،
-منير الحمزة ،المكتبات الرقمية ،دار األلمعية للنشر والتوزيع ،الجزائر. 2011 ،
-نعيم حافظ أبوجمعة ،إدارة الرقمنة ،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة.9344 ،
-هاني عامد الضمور ،الخدمة العمومية ومصالحها،ط ،4دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان. 2005 ،
-1المقاالت
-بوميلة سعاد ،فارس بوبكور ،تسيير إدارة الرقمنة وتنميتها ،مجلة العلوم السياسية ،جامعة أبو بكر
بلقايد تلمسان ،كلية الحقوق والعلوم السياسة ،عدد 40مارس.9332 ،
-سليمة سعيدي ،معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية بالمكتبات الجامعية الجزائرية ،من وجهة نطر
مسؤولي المكتبات الجامعية لوالية قسنطينة ،المجلة األردنية للمكتبات والمعلومات ،مجلد،12عدد،31
.9340
-سهام بلقمري ،رؤية مستقبلية جديدة ،الجزائر نموذجا ،مجلة علوم السياسية ،العدد ،32جانفي
،9332متاح في ،www.ulum.nlتاريخ االطالع.9399/31/49 ،
-عاشور طارق ،مقاربة التسيير العمومي الجديد كآلية لتدعيم وتعزيز تنافسية وكفاءة المنظمات
الحكومية ،مجلة أداء المؤسسات الجزائرية العدد .9341/9344 ، 01
-عبد المجيد سالمة ،تطبيقات االدارة االلكترونية وأثرها على الجماعات المحلية ،مجلة الحقوق
والحريات ،العدد ،31جامعة محمد خيضر ،بسكرة.9342 ،
72
قائمة المصادر والمراجع
-عماري عمار وآخرون ،واقع االقتصاد الجديد في العالم العربي واالسالمي ،مجلة الباحث ،عدد
،،31جامعة ورقلة .2007
-قاسم ميلود ،عالقة االدارة والمواطن في الجزائر بين االزمة ومحاوالت االصالح ،مجلة دفاتر
السياسة والقانون ،العدد ، 5جامعة ورقلة ،جوان.9344
-مريم خالص حسين ،الحكومة االلكترونية ،مجلة بغداد للعلوم السياسية ،و ازرة المالية ،العراق،
.9341
-مسفرة بنت دخيل اهلل الخثعمي ،مشاريع وتجارب التحويل الرقمي في مؤسسات المعلومات ،مجلة
مراجعة المعلومات العلمية والتقنية ، Ristالعدد ، 1جامعة اإلمام سعد بن سعود اإلسالمية ،الرياض،
السعودية.2011،
-1ملتقيات
-سعيد مقدم ،تكنولوجيا اإلعالم و اإلتصال كدعامة ضرورية لتحسين الخدمة العمومية ،الملتقى
الدولي الرابع حول ترقية الخدمة العمومية في الدول العربية تحديات ورهانات ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة حمى للخضر الوادي ليومي 39و 43مارس .9342
-فاطمة الزهراء طلحى ،رحايلية سيف الدين ،معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية باإلدارات العمومية
الجزائرية ) دراسة ميدانية لمجموعة من اإلدارات بوالية سوق أهراس( ،الملتقى الدولي األول
المؤسسة الخدمية العمومية و إدارة الموارد البشرية مقاربات نظرية و تجارب بشرية ،جامعة السلطان
محمد الفاتح ،اسطنبول ،تركيا ،ليومي 42-42نوفمبر.9341
-كريم سباغ ،عصرنة الخدمة العمومية لمرفق العدالة ،الملتقى الدولي الرابع حول ترقية الخدمة
العمومية في الدول العربية تحديات ورهانات ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة حمى لخضر
الوادي ليومي 39و 43مارس .9342
72
قائمة المصادر والمراجع
-لزهر قدوم ،عبد الرحمان قروي ،اإلدارة اإللكترونية كآلية لتطوير أداء الجماعات المحلية
بالجزائر ،الملتقى الوطني حول التسيير المحلي بين إشكالية التمويل و ترشيد ق اررات التنمية المحلية،
كلية الحقوق والعلوم السياسة ،بجامعة 32ماي 4911قالمة يومي 32و 39نوفمبر . 9342
-بوزكري جياللي ،اإلدارة اإللكترونية في المؤسسات الجزائرية واقع وأفاق ،أطروحة مقدمة لنيل
شهادة دكتوراه ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الجزائر.9342/9341 ،34
-رفاع شريفة ،نحو ادماج مفهوم الخدمة العمومية في الدول النامية نحو تسيير عمومي جديد وفق
نظرية االدارة العمومية الحديثة ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في العلوم الحقوق والسياسة،
كلية الحقوق ،جامعة الجزائر .9343/9339 ، 03
-سليمة غزالن ،عالقة اإلدارة بالمواطن في القانون الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة دكتوراه في الحقوق،
كلية بن عكنون ،الجزائر .9343/9344 ،34
-عبد القادر برانس ،دور الخدمة في مؤسسات الخدمات العمومية ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة
دكتوراه في السياسية ،جامعة الجزائر.9343/9339،
ب -المذكرات:
-سهيلة مهري ،المكتبة الرقمية في الجزائر دراسة للواقع وتطلعات المستقبل ،مذكرة لنيل شهادة
ماجستير ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قسنطينة.9344/9343 ،
-عبد الكريم عاشور ،دور اإلدارة اإللكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات المتحدة
األمريكية والجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،تخصص الديمقراطية والرشادة ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،قسم العلوم السياسية والعالقات الدولية ،جامعة منتوري قسنطينة.9344/9343 ،
70
قائمة المصادر والمراجع
-عبد اهلل ولد سيف احمد فال ،دور االدارة المحلية فى تسيير الخدمات العامة ،مذكرة مقدمة لنيل
شهادة الماجستير في العلوم السياسية ،جامعة باتنة.9339/9332،
-7الجرائد
-النشرة الرسمية للتربية الوطنية ،العدد ،112المديرية الفرعية للتوثيق التربوي مكتب النشر ،المنشور
رقم 029المؤرخ في 03نوفمبر .9340
-8مواقع األنترنت
www.ahewar.org -رشيد بن عياش ،مفهوم المصلحة العامة ،متوفر على الموقع االلكتروني التالي:
تاريخ االطالع ،9399/30/31على الساعة .44:11
-فوزي خليل ،المصلحة العامة بين الشرع والفقه والسياسة ،على الموقع ،www.onislam.netتاريخ
اإلطالع ،9399/30/31ساعة .41:91
في ? http// www.el-bilad.com/article.php -ليلي كبير ،نحو أثر الرقمنة على مقاهي االنترنت ،متاح
تاريخ االطالع .9393/31/40 codear
-مركز هردو لدعم التعبير الرقمي ،الرقمنة وحماية التراث الرقمي ،القاهرة،2102 ،
تاريخ االطالع ،9399/31/39ساعة .41:49 ww.hrdoegypt.org
71
الفهرس
الفهرس
الصفحة العنوان
كلمة شكر
اإلهداء
أ مقدمة
75
92 الفرع األول :مبادئ تقديم الخدمة العمومية
02 المطلب االول :واقع تطبيق الرقمنة في ميدان الخدمة العمومية ودوافعها
11 الفرع الثاني :العوامل التي تتحكم في تبني الرقمنة داخل إدارة الخدمة العمومية
12 المطلب الثالث :تطبيق الرقمنة في قطاع العدالة
12 الفرع االول :تطور األليات العمل بها داخل اإلدارة
12 الفرع الثاني :توسع منظمة المعلومات داخل قطاع العدالة
13 المبحث الثاني :مساهمة دخول الرقمنة على الخدمة العمومية
14 المطلب االول :دور الرقمنة في تحسين الخدمة العمومية
14 الفرع االول :إنعكاسات الرقمنة بالنسبة للموظفين والمواطن
19 الفرع الثاني :مهام الرقمنة في تحقيق التنمية المحلية
76
10 المطلب الثاني :مؤشرات الرقمنة في رفع كفاءة الموظفين
10 الفرع االول مؤشر الوصول إلى الشبكة
11 الفرع الثاني :مؤشر التعليم وانتشاره
11 الفرع الثالث :مؤشر سياسة الشبكة
11 المطلب الثالث :معوقات تطبيق مشاريع الرقمنة وتحدياتها
12 الفرع االول :معوقات تطبيق الرقمنة
19 الفرع الثاني :تحديات الرقمنة
24 خالصة الفصل الثاني
63 خاتمة
75 الفهرس
77