Professional Documents
Culture Documents
تحت شعار
" الديمقراطية التشاركية رهان التنمية المندمجة"
اسمحوا لي أن أبدأ مداخلتي بشعار اخترناه بالفضاء الجمعوي للتربية والتنمية وهو التفاؤل-
األمل -التحدي ،كما اخترنا بالفضاء الجمعوي االصطفاف إلى جانب ثلة من الفاعلين بالمدينة
بغية إعادة بناء الثقة بين المواطنين والمواطنات وبين المنتخبين وكذا اإلدارات العمومية،
فاختيارنا السم الفضاء الجمعوي للتربية والتنمية ليس من باب الصدفة لكن لما لهذه الكلمة من
دالالت عميقة في قلوبنا ،إذ تختزل كل معاني التربية والتضامن والتكافل والتعايش والمواطنة
إضافة إلى تجسيده لمفهوم األمن واألمان داخل األحياء والمدن.
وانسجاما مع روح دستور المملكة الجديد وخصوصا منها الفصول 14 T،13 T،12و 15الذي
أعطت مساحات أكبر للفاعل المدني من خالل المساهمة في إعداد القرارات والمشاريع لدى
المؤسسات المنتخبة والسلطات العمومية وكذا تفعيلها وتقييمها ،كذا من خالل الملتمسات
والعرائض وكل هذا في إطار ما اصطلح عليه بالديمقراطية التشاركية.
فالمغرب حقق فعال تطورا في دينامية العمل الجمعوي سواء على مستوى الكم أو الكيف وهنا
اسمحوا لي أيها الحضور الكريم بطرح سؤالين جوهريين:
• هل للمجالس المنتخبة رغبة فعال في تنزيل مضامين الدستور وتفعيل ما جاء به القانون
التنظيمي 113.14فيما يتعلق بتفعيل وإعمال مبادئ الديمقراطية التشاركية؟
• هل طموح ورغبة جمعيات المجتمع المدني كفيالن بإرساء وتفعيل هذه الديمقراطية
التشاركية؟
ان بناء نموذج تنموي ناجع وتمكين المجتمع المدني من اآلليات الضرورية للمساهمة في
التنمية المحلية والجهوية رهين بتعزيز الشراكة بين السلطات العمومية والمجتمع المدني
واالعتراف بهذا األخير كشريك أساسي في التنمية وتعزيز قدراته وتقوية برامج التكوين
واعتماد مراجعة عميقة للمنظومة الضريبية والمحاسباتية للجمعيات.
فالتحوالت الجوهرية التي نعيشها اليوم جميعا مند إقرار دستور ،2011هي نتيجة طبيعية
لخيارات استراتيجية لحكامة ترابية برهانات متعددة أساسها التنمية المحلية المندمجة
والمستدامة ،وأداتها تقوية دور المنتخبين ،لهذا يعد دور المواطنين والمجتمع المدني عن
طريق هذه اآلليات التشاركية من أبرز المستجدات المؤطرة لهذه المقاربة التي جاءت بها
القوانين التنظيمية الثالثة ،خاصة القانون التنظيمي المتعلق بالجهات ،والذي ينص على تمكين
الجهات من إحداث ثالث هيئات استشارية إحداها بشراكة مع فعاليات المجتمع المدني وأخرى
مع الفاعلين االقتصادين وبالتالي تهتم بقضايا الشباب عالوة على تمكين المواطنين
والمواطنات والجمعيات من حق تقديم العرائض ،إلدراج نقطة في جدول أعمال مجالس
الجماعات الترابية.
بالقول للجميع ،إننا نتواجد اليوم من أجلكم ،من أجل الوطن ،من أجل الترافع على حقوقنا
الدستورية في ظل اإلحترام التام للقانون وااللتزام بواجباتنا ومن خالل هذا المنبر أؤكد على
انخراطنا في العمل الجمعوي الجاد بتجربتنا وكفاءتنا سيزيدنا فخرا في دعم هذا المسلسل
التنموي الهادف والمساهمة في تأطيره وجعله رائدا وقاطرة للتنمية المستدامة ببالدنا.