You are on page 1of 4

‫الميكانيزمات السياسية واإلدارية للحكامة المحلية‪.

‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المشاركة الفاعلة‪.‬‬

‫يق وم مفه وم الحكام ة‪ ،‬ال ذي تم تبني ه في تق ارير التنمي ة اإلنس انية العربي ة‬

‫المتعاقب ة‪ ،‬على أس اس أن المجتم ع الق ائم على المش اركة الفاعل ة‪ ،‬في جمي ع من احي‬

‫الحي اة‪ ،‬ش رط مس بق للتنمي ة المس تدامة والش املة المرتك زة على المعرف ة في عالمن ا‬

‫المعاصر‪ .‬فالمشاركة الفاعلة تمّك ن المجتمع من االستخدام األمثل لطاقات وقدرات‬

‫أف راده وجماعات ه المنظم ة وذل ك على نح و يمكن من خالل ه الوص ول إلى مجتم ع‬

‫المعرف ة‪ .‬فالمش اركة تتطلب إعط اء دور أك بر للمجتم ع الم دني‪ ،‬وت وجب تط بيق‬

‫الالمركزية المالية واإلدارية على صعيد اإلدارة العامة أو الحكومية‪ ،‬بما يسمح في‬

‫األخير بقيام المواطنين بواجب المشاركة في بنية السلطة وفي إمكانية التأثير على‬

‫السياسات االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫ويتألف مفهوم التنمية اإلنسانية الذي يقدمه برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‬

‫والذي يشكل األساس لمجتمع المعرفة الوراد في تقرير التنمية اإلنسانية العربية من‬

‫ثالثة عناصر رئيسية هي‪:‬‬


‫تنمي ة االنس ان‪ :‬من خالل تعزي ز الق درات البش رية المادي ة والمعرفي ة لكي‬

‫يتمكن الناس من المشاركة الكاملة في مختلف نواحي الحياة ومن اكتساب المعارف‬

‫الجديدة بسهولة ويسر‪.‬‬

‫التنمية من أجل االنسان‪ :‬عن طري ق توف ير الفرص ة لك ل الن اس للحص ول‬

‫على أو اكتساب حصة عادلة من المنافع الناتجة عن النمو االقتص ادي ومن المنافع‬

‫الناتجة عن ثورة المعلومات ومجتمع المعرفة‪.‬‬

‫التنمي ة باالنس ان‪ :‬من خالل توف ير الفرص ة المناس بة لجمي ع أعض اء‬

‫المجتم ع للمش اركة في تنمي ة مجتمعهم وفي االغ تراف من نه ر المعرف ة ال ذي‬

‫الينقطع‪.‬‬

‫فاإلنسان‪ ،‬في منظور التنمية اإلنسانية‪ ،‬هو وسيلة التنمية وغايتها ذلك أن‬

‫اكتساب المعرفة هو القدرة البشرية األساس في مفهوم التنمية اإلنسانية‪.‬‬

‫وبطبيعة الحال‪ ،‬ترى هذه الرؤية المستنيرة للتنمية البشرية أن للناس الحق‬

‫في أن تت اح أم امهم س بل متنوع ة لممارس ة الس لطة والكتس اب المزي د من مص ادر‬

‫المعرفة‪ .‬وهكذا‪ ،‬تصبح المشاركة الفاعلة وسيلة وغاية في آن واحد‪.‬‬

‫والحقيق ة‪ ،‬أن اآللي ات ال تي يم ارس الن اس نف وذهم من خالله ا ق د تتف اوت‬

‫بصورة كبيرة بحسب الظروف الخاصة بكل مجتمع‪ ،‬فيمكن للناس كأفراد أن يدلوا‬

‫بأصواتهم في االنتخابات أو أن يمارسوا األنشطة التجارية‪ ،‬كما يمكنهم كجماعات‬


‫أن يؤسس وا منظم ات مجتمعي ة مختلف ة األن واع أو أن ينض موا إلى االتح ادات‬

‫المهنية‪ .‬األمر الذي يجعل مستويات المشاركة المرتفعة للقدرات واإلبداع البشري‬

‫تعب يرا طبيعي ا عن الحاج ات األص يلة في النفس البش رية‪ ،‬في ال وقت ال ذي تس مح‬

‫المشاركة للجماعات ولألفراد بأن يحققوا ذاتهم وأن يشعروا باإلنجاز الذي شاركو‬

‫فيه‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المجتمع المدني‬

‫ي ذكر تقري ر التنمي ة اإلنس انية العربي ة لع ام ‪ 2003‬أن ه يت وافر ل دى معظم‬

‫الدول العربية أطر قانونية خاصة بالجمعيات والهيئ ات السياسية وغير السياسية‪،‬‬

‫وبالمنظم ات غ ير الحكومي ة‪ ،‬وهيئ ات القط اع الخ اص‪ ،‬والنقاب ات العمالي ة‪ .‬وعلى‬

‫وجه الخصوص‪ ،‬قوانين تأسيس الجمعيات ‪ ،‬وقوانين الصحافة‪ ،‬وقوانين األحزاب‬

‫السياسية في كل دولة‪ .‬ومع ذل ك‪ ،‬يشكو التقري ر من أن الدول ة في الوطن العربي‬

‫تح اول أن تلتهم بص ورة متزاي دة المس احات ال تي يجب يحتله ا المجتم ع الم دني‪.‬‬

‫فالدول ة في المجتمع ات العربي ة تس عى للس يطرة على جمي ع مي ادين النش اط‬

‫االجتم اعي والتحكم به ا وتوجيهه ا التوجي ه ال ذي يخ دم مص الحها في المق ام األول‪.‬‬

‫وت أتي المؤسس ات البحثية الخاص ة والنقاب ات ومنظم ات المجتمع الم دني في مقدمة‬

‫الفعالي ات الش عبية ال تي تس عى األنظم ة العربي ة إلى الهيمن ة عليه ا‪ ،‬أو على األق ل‬

‫تطويعها لمصالح هذا النظام السياسي أو ذاك‪.‬‬

You might also like