Professional Documents
Culture Documents
المقدمة
اصبحت األداة اإلعالمية هي الوسيلة االكثر تأثيرا وانتشاراً خالل القرن الحالي ،وقد فتح النمو السريع في
وسائل االتصال والتوسع الكبير في استخدامه آفاقا جديدة وزاد من حرية الوصول الى المعرفة و خلق بيئة
اجتماعية وثقافية جديدة.
وفي الوقت نفسه انعكس هذا النمو على الصحف واإلذاعة والتلفزيون والسينما وتفرعت عنها وسائل االتصال
الصغيرة أو المحلية التي اندمجت مع قنوات االتصال الشخصي التقليدية وأصبحت معا ً أداة لمساعدة وسائل
االتصال الجماهيرية في مجال المستحدثات الجديدة والتطوير.
ويعد اإلعالم التنموي الجهاز العصبي لعملية التنمية ،وهدف اإلعالم التنموي األساسي هو تعظيم مشاركة
المجتمع في كافة عمليات التنمية وتحويله إلى مجتمع مساند للعملية التنموية ،وتحويل أفراد هذا المجتمع إلى
وكالء التنمية والتغيير ،وذلك باستخدام أدوات المعرفة والوعي.لذا تستعرض هذه الورقة بشكل رئيس دور
“اإلعالم التنموي” في تحقيق التنمية المستدامة.
مجمل القول ،أن اإلعالم التنموي هو احد فروع االعالم المتخصص ويهدف إلى اإلسراع في تحول مجتمع
ما من حالة الفقر إلى حالة ديناميكية من النمو االقتصادي واالجتماعي والسياسي ،وذلك عن طريق وسائل
االتصال المختلفة عن طريق التخطيط والتنسيق الجيد ،وكذلك عمليات التثقيف والتعليم واكتساب المهارات
والرغبة في التحديث وايجاد االستراتيجيات والموارد المتاحة من أجل تحقيق التنمية عبر الرسائل اإلعالمية
التي تدعو إلي ذلك.
والشرط األساسي لتحقيق كل ذلك هو أن يكون لدينا إعالم واع ومطلع علي مختلف أفرع المعرفة ,إعالم
يعترف بأن المعرفة ليس لها حدود بشرط أن تتماشي مع التقاليد والدين .وهنا تظهر أهمية ايجاد مدخل إيجابي
يعمل علي تفعيل دور اإلعالم التنموي في عملية تحديث المجتمع العربي.
بدأت المراجعات النقدية للنظرية الليبرالية للصحافة ابتداء من العقد الثاني من القرن العشرين ،ولكنها بلغت
ذروتها عند نهاية الحرب العالمية الثانية عندما تشكلت لجنة لحرية الصحافة مكونة من اثني عشر أستاذا
أكاديميا يرأسهم البروفيسور روبرت هوتشنز وضمت بين أعضائها أبرز نقاد الصحافة األمريكية مثل وليم
ديفرز وتيودور بترسون .وقد أجرت اللجنة دراستها على الصحافة األمريكية بتمويل من مجلة تايم األمريكية
ودائرة المعارف البريطانية وقدمت تقريرها في كتاب أعدته اللجنة كاملة 1947بعنوان " :صحافة حرة و
مسئولة " وفي دراسة أخرى كتبها وليم هوكنج عضو اللجنة في مؤلف بعنوان "حرية الصحافة" وهي
الكتابات التي صاغت نظرية المسئولية االجتماعية .
ولقيت دعوة لجنة حرية الصحافة لصحافة حرة ومسئولة صدى داخل الواليات المتحدة وخارجها في بلدان
أوربا وعلى رأسها المملكة المتحدة ،فتشكلت اللجنة الملكية األولى للصحافة عام 1949ودعت إلى ضرورة
إحساس العاملين في الصحافة بمسئوليتهم االجتماعية ،حيث تقوم الفكرة المحورية ألفكار هذه النظرية على
التنظيم الذاتي االختياري لمهنة الصحافة فتقوم الصحافة بتنظيم نفسها وفقا لمعايير هذه النظرية إلى جانب
تشكيل مجلس للصحافة .ووافق الممارسون في الواليات المتحدة على أن الحرية السلبية في النظرية الليبرالية
غير مرغوبة في المجتمع الحديث ،وأن الحرية البد أن ترتبط بالمسئولية ،فاإلنسان ليس كائنا عاقال راشدا بل
عرضة لعمليات تأثير واسعة النطاق من قبل خبراء العالقات العامة.
وأدت التطورات في مجال اإلعالم إلى رؤية ترى أن حرية الصحافة ليست حقا ً طبيعيا ً لكنها امتياز منح على
أساس أن تشكل فائدة للمجتمع ولذا فإنها حتى تستمر البد أن تكون حرية مسئولة.
ونص تقرير لجنة حرية الصحافة لعام 1947على أن صناعة اإلعالم في الواليات المتحدة يجب أن تستمر
في يد القطاع الخاص واضعة في اعتبارها المصلحة العامة ،ووضعت اللجنة مجموعة تصورات حول
وظائف الصحافة في المجتمع الحديث ،وعددًا من التوصيات للحكومة ،وللمؤسسات .فمن حيث وظائف
وسائل اإلعالم في المجتمع المعاصر رأت اللجنة أن الصحافة يجب أن تقوم بالوظائف التالية:
-1إعطاء تقرير صادق وشامل وذكى عن األحداث اليومية في سياق يعطى لها مغزى.
-3أن تقدم صورة ممثلة للجماعات المتنوعة التى يتكون منها المجتمع.
-4أن تهدف إلى تحقيق أهداف المجتمع وقيمه وتوضيحها.
وأوصت لجنة حرية الصحافة الحكومة بتطبيق الضمانات الدستورية لحرية الصحافة ،وأن تعمل الحكومة
على تسهيل ظهور وسائل إعالم جديدة واستمرار المنافسة بين الوسائل الكبيرة القائمة ،كما طالبت اللجنة
بإلغاء التشريع الذي يحظر على األفراد مساندة إجراءات تهدف إلى إحداث تغييرات ثورية على المؤسسات
القائمة ألن هذا التشريع يهدد المناقشات السياسية واالقتصادية.
وأوصت لجنة حرية الصحافة المؤسسات اإلعالمية بتقديم خدمة تتسم بالتنوع والكم المالئم الحتياجات
الجماهير ،فضال عن زيادة مراكز الدراسة األكاديمية والبحث والنشر في مجال اإلعالم ،وإنشاء هيئة جديدة
مستقلة لتقييم أداء الصحافة لعملها وتقديم تقرير سنوي حول هذا األداء.
كما أوصت اللجنة العاملين في مجال اإلعالم بالنقد المتبادل واالستماع لبعضهم وأن يقبلوا مسئوليتهم كناقل
عام للمعلومات والمناقشة.
كما قدم أستاذ أمريكي هو كيرتس مونتجرى في كتابه مسئولية لرفع المعايير رؤية جديدة للمسئولية
تقول :إنه إذا قامت الصحافة بإعالم الناس والمحافظة على خصوصيتهم ومراعاة قيمهم فهذه نصف
المسئولية ،ولكن النصف اآلخر هو بيان مسئولية الجماهير تجاه المادة المذاعة التي هي بدورها تجاه
أنفسهم ،إذ يجب على الجمهور أال يتعامل مع ما يقدم من خالل الصحافة والتليفزيون على أنه وجبة كتلك
التي يشتريها من السوبر ماركت ،بل عليه أن يدرك الوقائع ،وال يتقبلها كما يقرأها أو يسمعها ،ويزن األفكار
التي تتفق مع ميوله والتي تختلف
ويضع افتراضاته األساسية محالً للنقاش .ويساوى روبرت رأى في كتابه مسئولية الجرائد بين المسئولية
االجتماعية وصدق األخبار والحيدة ألنها أساس حق القراء في المعرفة ،ثم المناقشة الديمقراطية الحقة في
جاء إطالق الرؤية االقتصادية 2030نتيجة لمباحثات مكثّفة استمرت ألربع سنوات بين مجموعة واسعة من
المعنيين من أصحاب القرار والمسئولين في القطاعين العام والخاص ،وبمشاركة المؤسسات الحكومية
ومؤسسات المجتمع المدني والمستشارين الدوليين وذلك لرسم األطر التي بنيت عليها الرؤية .وارتكزت
الرؤية على ثالث مبادئ هي :االستدامة والعدالة والتنافسية .
االستدامة
يعتبر الجانب األكبر من حجم النمو الذي تم تحقيقه في البحرين خالل العقود الماضية في القطاع العام،
ويصب التوجه بحلول عام ،2030لتحقيق االستدامة في القطاع الخاص الذي يتعين عليه أن يكون قادراً على
إدارة النشاط االقتصادي بشكل يضمن استدامة االزدهار .إن رؤية البحرين االقتصادية تعتمد على تثبيت
ازدهار المملكة على أسس صلبة ،عبر اتباع سياسة التمويل الحكومي لتحقيق مبدأ االستدامة الذي تقوم عليه
التطلعات المستقبلية .وستقوم البحرين باستخدام مواردها في المستقبل لتطوير رأس المال البشري ،والتعليم
والتدريب ،وعلى األخص في مجاالت العلوم التطبيقية ،وتشجيع الريادة واالبتكار لتأمين االستدامة لقطاع
خاص مزدهر .وفي عالم تؤدي فيه التقنيات الحديثة وزيادة المنافسة على اإلنتاج إلى تقصير عمر المنتج،
يسهم االبتكار في النجاح المتواصل لالقتصاد .غير أن النمو االقتصادي يجب أال يتحقق على حساب البيئة
وسالمة المواطنين على المدى الطويل ،مما يستوجب بذل الجهد في سبيل حماية البيئة وحفظ التراث الثقافي.
التنافسية
إن رؤيتنا هي أن تحقق البحرين قدرة تنافسية عالية في االقتصاد العالمي ،وتحقق زيادة اإلنتاجية بشكل
طبيعي أكثر في ظل مناخ تنافسي يدفع عجلة التنمية االقتصادية ،ويضاعف األرباح ،ويرفع مستويات
األجور ،فالمعدل المرتفع لإلنتاجية يجعل السلع والخدمات أكثر قدرة على المنافسة في السوق العالمي،
وتحقق دخالً أكبر ،مما يملي على الشركات تقديم أفضل الخدمات ،والبحث الدائم عن أفضل الطرق لإلنتاج.
ومن أجل زيادة اإلنتاجية ،تتجلى الحاجة إلى مواطنين يمتلكون المهارات واإلمكانيات المناسبة لكل وظيفة
يعملون فيها ،ولذلك البد من السعي للحفاظ على العاملين المهرة ،باإلضافة إلى تطوير وإعادة تدريب القوى
العاملة البحرينية ،ودعمها بالمهارات األجنبية الالزمة.
وتضافرت عوامل كثيرة للشركات المحلية واألجنبية على حد سواء ،منها الخدمات الحكومية ذات النوعية
العالية والبنية التحتية المتطورة والمناخ االستثماري الجذاب ،لتكون عناصر أساسية وحيوية تحولت بفضلها
المملكة إلى مكان متميز لممارسة األنشطة االقتصادية ،وبلد جذاب للصناعات والخدمات ذات القيمة المضافة
العالية التي تستهدفها المملكة.
العدالة
سيؤثر النجاح االقتصادي المستقبلي للمملكة على المجتمع بشكل أوسع ،ويؤدي إلى إيجاد قاعدة عريضة
لالزدهار ،إيمانا ً بأن كل فرد يستطيع أن يقدم إسهاما قيما ً للمجتمع إذا توفرت له الوسائل وأتيحت له الفرصة
المناسبة .ولتحفيز وتعزيز العدالة ،يلتزم القطاعان العام والخاص بالشفافية ،وتوفير أجواء التنافس الحر
العادل في كافة المعامالت ،سواء أكان ذلك مرتبطا بالتوظيف أم بمزاد عام لبيع أراض أو ترسية مناقصة.
ويكمن دور الحكومة في توفير اإلطار القانوني والتنظيمي الذي يضمن حماية المستهلكين والمعاملة العادلة
ألصحاب األعمال بمن فيهم المستثمرون األجانب .وتطبق المملكة العدالة في المجتمع عبر معاملة الجميع
بالتساوي بموجب القانون وتطبيق المعايير الدولية لحقوق اإلنسان وإعطاء الفرصة المتكافئة للحصول على
التعليم ،والرعاية الصحية ،وتقديم الدعم للمحتاجين من خالل توفير التدريب المناسب على الوظائف وتوفير
الضمان االجتماعي.
يعتبر الملتقى الحكومي لقاء سنوي رفيع المستوى ،يجمع القادة ،وصنّاع القرار ،والموظفين التنفيذيين في
حكومة مملكة البحرين ،لمناقشة القضايا ،والتحديات الرئيسية ،والتوجهات المستقبلية ،لتعزيز وتطوير كفاءة
اإلنتاج ،وجودة األداء ،في إطار العمل الحكومي الموحد الذي يتفق مع رؤى وتطلعات مملكة البحرين.
يقام الملتقى تحت رعاية صاحب السمو الملكي األمير خليفة بن سلمان آل خليفة ،رئيس وزراء مملكة
البحرين وبقيادة صاحب السمو الملكي األمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد األعلى رئيس
الوزراء ،ويهدف إلى رسم التوجهات التنموية الحكومية بما يخدم المواطنين والمقيمين بمملكة البحرين.
وتصب نتائج الملتقى في وضع األسس لبرنامج عمل الحكومة وتوجيهها التوجيه الصحيح ،حيث يعتبر
الملتقى منصة لمناقشة التحديات الراهنة في العجلة التنموية وبحث سبل تخطيها وذلك في سبيل تحقيق الرؤية
االقتصادية لمملكة البحرين وأهداف التنمية المستدامة .
المحور الثالث :إعداد خطة إعالمية للترويج لخطة التنمية المستدامة البحرين ٢٠٣٠م
وتتطلب التزاما ً جديا ً من مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة بتنفيذها ومتابعة التقدم المحرز فيها على
المستويات الوطنية واإلقليمية والعالمية.
كانت الخطة ،منذ اعتمادها في عام ،2015 ولم تزل قوةً دافعة رئيسية للحكومات وجميع الجهات المعنية
بالتنمية ،وإطاراً مرجعيا ً تشترشد به في سعيها إلى النهوض بالتنمية المستدامة .تتسم الخطة بالتكامل ،وتش ّدد
على أهميّة التغيير المنهجي لتحقيق التحوّل المنشود؛ وتستبعد أي طرح يبقي على خيار "العمل كالمعتاد"
ضمن طرق العمل.
تتولّى اإلسكوا تنظيم المنتدى العربي للتنمية المستدامة وهو اآللية اإلقليمية الرئيسية السنوية لمتابعة
واستعراض تنفيذ خطة عام 2030 في المنطقة العربية .والمنتدى هو صوت المنطقة العربية ،ينقل النتائج
التي تخلص إليها إلى المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة .وتنظيم المنتدى هو حصيلة
شراكة وطيدة مع جامعة الدول العربية ،وجهد مشترك مع وكاالت األمم المتحدة والصناديق والبرامج
األخرى التابعة لها العاملة في المنطقة العربية .
وإذ تدعو خطة عام 2030 إلى إشراك المزيد من الجهات الفاعلة للعمل يداً بيد مع الحكومات على تنفيذ
أهداف التنمية المستدامة ورصد التقدم المحرز ،لبّت اإلسكوا الدعوة فح ّددت مسارات إلشراك البرلمانيين
والمجتمع المدني ،وهي حريصة على إشراك مجموعات أخرى تشمل القطاع الخاص ،ومؤسسات التدقيق،
والشباب ،واألوساط األكاديمية .
وعلى الصعد الوطنية ،تعمل اإلسكوا على تقديم الدعم الفني والمشورة وأنشطة بناء القدرات للبلدان في
مختلف مراحل تنفيذ خطة عام ،2030 بما فيها دمج أهداف التنمية المستدامة في عمليات التخطيط،
وتوطينها ،ومتابعة تنفيذها في االستعراضات الوطنية الطوعية .كذلك تجري اإلسكوا بحوثا ً وتنتج معارف
حول أهداف التنمية المستدامة ،وقد أصدرت في عام 2020 التقرير العربي للتنمية المستدامة ،األوّل من
نوعه في المنطقة الذي يتناول بالتحليل واإلحصاء جميع أهداف التنمية المستدامة في البلدان العربية .ويحدد
التقرير التحديات والعوائق الهيكلية ،ويركز على الفئات األكثر عرضة لإلهمال ،ويقترح لكل هدف من
األهداف مجموعة من التوصيات في مجال السياسات .
تستند أهداف التنمية المستدامة على ما قد تم تحقيقه من نجاحات على صعيد األهداف اإلنمائية لأللفية 2015
كما ترتكز أيضا على التعرف على مواضع القصور بغرض التعامل معها عبر مفهوم تكامل األهداف.
وتتمحور أهداف التنمية المستدامة نحو المضي قدما ً للقضاء على الفقر بجميع أشكاله ،وتعتبر األهداف
الجديدة فريدة من نوعها من حيث أنها تدعو جميع البلدان الفقيرة والغنية والمتوسطة الدخل إلى اتخاذ
اإلجراءات الالزمة من أجل تعزيز الرخاء والعمل في الوقت نفسه على حماية كوكب األرض.
اعتمدت أهداف التنمية المستدامة الـ 17وخطة " تحويل عالمنا :خطة التنمية المستدامة لعام " " 2030من
قبل قادة العالم في سبتمبر 2015في قمة أممية تاريخية ودخلت حيز التنفيذ مطلع العام ،2016وستعمل
البلدان خالل السنوات الخمس عشرة المقبلة -واضعة نصب أعينها هذه األهداف الجديدة التي تنطبق عالميا
على الجميع -على حشد الجهود للقضاء على الفقر بجميع أشكاله ومكافحة عدم المساواة ومعالجة تغير المناخ،
مع كفالة اشتمال الجميع بتلك الجهود.
وعلى الرغم من أن أهداف التنمية المستدامة ليست ملزمة قانونا ،فإن من المتوقع أن تأخذ الحكومات زمام
ملكيتها وتضع أطر وطنية لتحقيقها .ولذا فالدول هي التي تتحمل المسؤولية الرئيسية عن متابعة التقدم المحرز
واستعراضه ،مما يتطلب جمع بيانات نوعية -يسهل الوصول إليها -في الوقت المناسب ،بحيث تستند
المتابعة واالستعراض على الصعيد اإلقليمي إلى التحليالت التي تجري على الصعيد الوطني ،وبما يساهم في
المتابعة واالستعراض على الصعيد العالمي .ستُرصد أهداف التنمية المستدامة الـ 17وغاياتها الـ 169من
خالل استخدام مجموعة من المؤشرات العالمية ( 241مؤشر) التي تعتمدها اللجنة اإلحصائية ،ولقد وافقت في
العام 2015م 193دولة على األهداف السبعة عشر التالية:
.1القضاء على الفقر.
.2القضاء التام على الجوع
.3الصحة الجيدة والرفاه
.4التعليم الجيد
.5المساواة بين الجنسين
.6المياه النظيفة والمياه الصحية.
.7طاقة نظيفة وبأسعار معقولة.
.8العمل الالئق ونمو االقتصاد
.9الصناعة واالبتكار والهياكل األساسية
.10الحد من أوجه عدم المساواة
.11مدن ومجتمعات محلية مستدامة.
.12االستهالك واإلنتاج المسؤوالن.
.13العمل المناخي.
.14الحياة تحت الماء.
.15الحياة في البر.
.16السالم والعدل والمؤسسات القوية.
.17عقد الشراكات لتحقيق األهداف.
قالت وزيرة التنمية االجتماعية فائقة الصالح مملكة البحرين ستحتضن المؤتمر الوزاري حول تنفيذ خطة
التنمية المستدامة لعام 2030في الدول العربية ،الذي سيعقد تحت رعاية صاحب السمو الملكي األمير خليفة
بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء يومي 6و 7ديسمبر القادم.
جاء ذلك خالل مؤتمر صحفي عقد يوم أمس «األحد» بالتعاون بين مركز األمم المتحدة لإلعالم لبلدان الخليج
العربي مع وزراتي الخارجية والتنمية االجتماعية وبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي ،إللقاء الضوء على مؤتمر
األمم المتحدة للتنمية المستدامة (الذي سيعقد في مقرها بنيويورك خالل الفترة 27-25سبتمبر الجاري إلقرار
أجندة جديدة للتنمية) ،والمشاركة البحرينية فيه والتزامها باألجندة التنموية لما بعد .2015
وأوضحت أن البحرين من أوائل الدول العربية التي تشارك في قمة العمل االجتماعي الالئق ،إذ ستنظم
التنمية بالتعاون مع برنامج األمم المتحدة اإلنمائي في مركز المنامة االجتماعي جلسة نقاشية للجمعيات
الشبابية في البحرين مساء يوم األحد الموافق 27سبتمبر الجاري ،وهو الوقت ذاته الذي سيجتمع فيه قادة
العالم في نيويورك إلطالق خطة التنمية المستدامة لعام ،2015وتهدف إلى إشراك ممثلي تلك الجمعيات
بالحدث وتعريفهم بأهداف التنمية المستدامة الجديدة ومناقشة آرائهم فيما يتعلق بتلك األهداف.
وأشارت إلى أن الحدث يعنى بالتعريف بأهداف التنمية المستدامة ،وسيحظى بتغطية خاصة من وزارة
اإلعالم ،واهتمام إعالمي كبير على المستوى المحلي ،بهدف نشر ثقافة التنمية المستدامة بين الشباب
والتعريف بخطة التنمية لعام .2030وأكدت أن البحرين اعتمدت برنامج عمل جديد يعالج األبعاد االجتماعية
واالقتصادية والبيئية للتنمية المستدامة ضمن منظومة قابلة للتنفيذ والمراقبة أطلق عليه «نحو مجتمع العدل
واألمن والرفاه ،»2018-2015وجاءت خطة برنامج عمل الحكومة متوائمة مع أهداف التنمية المستدامة
وغاياتها.بدوره ،قال وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية الشيخ عبدهللا بن أحمد آل خليفة إن رؤساء وقادة
العالم سيعتمدون في قمة األمم المتحدة التي ستعقد في نيويورك الوثيقة الختامية المعنونة :تحويل عالمنا
وخطة التنمية المستدامة لعام ،2030والتي تمثل جوهر جدول أعمال التنمية المستدامة الجديدة.
وأكد أن البحرين ستستمر في تنفيذ الخطط الرامية إلى توفير الرفاهية والعيش الكريم لمواطنيها ،وإدماج
أهداف التنمية المستدامة في خططها الوطنية ،وتحمل مسئوليها في تنفيذ األهداف الجديدة ،والتي سيتم
اعتمادها في القمة التي ستعقد األسبوع القادم في األمم المتحدة.
وأشار إلى أن البحرين أسهمت في الجهد الدولي المتعلق بالتفاوض حول الوثيقة الختامية ،إذ استضافت
المنتدى العربي رفيع المستوى حول التنمية المستدامة في مايو الماضي ،فضالً عن مشاركتها في المؤتمرات
التي أنتجت هذه الوثيقة.ولفت إلى أن البحرين وضعت أهداف التنمية المستدامة ضمن خططها الوطنية،
ونفذت كافة األهداف اإلنمائية ،كما أنها مستمرة في وضع البرامج والخطط لضمان تنفيذ األهداف التي تمثل
إطار شمولي للتنمية يتطابق مع إستراتيجية ورؤية البحرين االقتصادية واالجتماعية حتى عام ،2030وهو
التوجه ذاته ألهداف التنمية المستدامة لما بعد .2015من جانبه ،أفاد المنسق المقيم ألنشطة األمم المتحدة بيتر
غروهمان إلى أن من المتوقع أن يشارك أكثر من 150من قادة العالم في مؤتمر القمة للتنمية الذي ستعقده
األمم المتحدة خالل الفترة 27-25سبتمبر الجاري ،وسيتم اعتماد خطة جديدة طموحة للتنمية المستدامة ،تمثل
نقطة انطالق لعمل المجتمع الدولي على مدى الخمسة عشر عاما ً المقبلة.
وأشار إلى أن الخطة المقترحة التي وافق عليها 139من الدول األعضاء في األمم المتحدة تحمل عنوان
«تحويل عالمنا :خطة التنمية المستدامة لعام ،»2030وتتألف من إعالن و 17هدف و 169غاية للتنمية
المستدامة وفرع عن وسائل التنفيذ وإقامة شراكة عالمية جديدة ،وإطار عمل لالستعراض والمتابعة.
وأكد أن حكومات الدول ستضع مؤشرات وطنية خاصة بها لرصد التقدم المحرز لألهداف والغايات ،مشيراً
إلى أن الخطة تنفرد بما تضمنته من توجيه دعوة للعمل إلى جميع البلدان الغنية والفقيرة والمتوسطة الدخل،
وهي تقر بأن جهود القضاء على الفقر يجب أن تكون مصحوبة بخطة لتعزيز النمو االقتصادي ،وتلبية طائفة
من االحتياجات االجتماعية التي تشمل التعليم والصحة والحماية االجتماعية وتوفير فرص العمل ،في الوقت
الذي تتصدى فيه لمسائل تغير المناخ وحماية البيئة ،وتغطي الخطة قضايا متعلقة بانعدام المساواة والهياكل
األساسية ،الطاقة ،االستهالك ،التنوع البيولوجي ،المحيطات والتصنيع».
وأوضح أن «فريق الخبراء المشترك سيقوم بإعداد إطار المؤشرات العالمية الذي ستوافق عليه الحقا ً لجنة
األمم المتحدة اإلحصائية في مارس ،2016وسيكون هناك حوالي 300مؤشر لجميع الغايات ،فيما من
المتوقع أن تبدأ أهداف التنمية المستدامة في 1يناير ،2016وأن تتحقق بحلول 31ديسمبر ،2030أما
الغايات المرتبطة باتفاقيات دولية محددة فمن المتوقع أن تتحقق قبل ذلك».
وحول أسباب اتساع نطاق أهداف التنمية المستدامة ،أوضح أن «أهداف األلفية كانت ترتكز على خطة العمل
االجتماعي وكانت تستهدف البلدان النامية ،إال أهداف التنمية تتناول عناصر مترابطة وتنطبق على العالم
بأسره.
»وأشار إلى أن عملية التفاوض على أهداف التنمية المستدامة انطوت على مشاركة غير مسبوقة لمؤسسات
المجتمع المدني ،وشارك فيها الكثير من الشباب من مختلف أنحاء العالم سواء من خالل وسائل التواصل
االجتماعي أو استقصاء األمم المتحدة العالمي.
وتابع« :خطة التنمية بحاجة لحشد موارد مالية كبيرة محلية ودولية ،كما أن المساعدات اإلنمائية الرسمية
ضرورية لمساعدة البلدان األقل نمواً».وفيما يتعلق بالتغيرات المناخية ،قال« :ال يمكن أن تتحقق التنمية
المستدامة دون اتخاذ إجراءات بشأن المناخ والحد من االنبعاثات».
تدعم األمم المتحدة مملكة البحرين لتحقيق التزاماتها الوطنية والدولية بأجندة 2030وأهداف التنمية المستدامة
من خالل المشاركة الفعالة مع حكومة مملكة البحرين والمجتمع المدني واألوساط األكاديمية والقطاع الخاص.
يُعد إطار الشراكة االستراتيجية ،الذي يسترشد برؤية البحرين االقتصادية 2030وأجندة األمم المتحدة ،2030
استراتيجية شراكة شاملة تشكل األساس لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مملكة البحرين.
الخالصة
تبين من خالل عملية إعداد هذا االستعراض أن رفع الوعي بأهداف التنمية المستدامة أمر ضروري وهام
ويتطلب النجاح به العمل على عدة محاور أهمها قطاع التربية والتعليم عبر إدراجها في المناهج الدراسية
بمراحلها ومستوياتها .واالخر عبر قنوات االعالم وبالتعاون مع مركز االتصال الوطني والذي أنيط به مهمة
نشر الوعي بأهداف التنمية المستدامة ، 2030بالتعاون مع منظمات االمم المتحدة وبرامجها العاملة في
البحرين وخارجها .المحور الهام االخر يشمل أصحاب المصلحة من منظمات المجتمع المدني والبرلمانيين
والمجالس المحلية والمرأة والشباب لرفع الوعي بأهداف التنمية المستدامة وخلق الملكية لدى جميع فئات
المجتمع ودون استثناء لضمان أن ال يتخلف أحد خلف ركب التنمية.
يؤكد التقرير على أن تغير المناخ يمثل تحد كبير يواجه مملكة البحرين ويهدد قطاعات عدة فيها ،فمواردها
المائية والزراعية وتنوعها الحيوي ،ومنشآتها الساحلية التي يتركز فيها نحو 98%من سكان البحرين ً ،بتغير
المناخ؛ االمر الذي سيؤثر على االمن المائي والغذائي ويشكل ً ستتأثر سلبا وبنيتها التحتية المكلفة أصال ً
للصحة ومسعى المملكة لتحقيق التنمية المستدامة .والمملكة ملتزمة باتفاق باريس ، 2015وتؤكد على تهديدا
مخرجات المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة 2016بشأن“ تمكين الدول الجزرية
الصغيرة النامية من جني ثمار خطة عام ، 2030وتعبئة الموارد من جميع المصادر من أجل تنفيذ مسار ،
ومعالجة مواطن ضعفها ،الذي يدعو إلى تعزيز هذا التعاون ،وجدول أعمال أديس أبابا ً فعاال ساموا تنفيذا
الذي يهدف إلى تأمين مصادر تمويل لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام .2030
.
المصادر
-1حسن عماد مكاوي ،أخالقيات العمل اإلعالمي ،دراسة مقارنة (القاهرة :الدار المصرية اللبنانية١٩٩٤ ،
ص ص (١٢ .٧١ – ٦٨سليمان صالح ،أخالقيات اإلعالم (الكويت :مكتبة الفالح) ٢٠٠٢ ،
-2إبراهيم محمد أبو الفرج ،اعتماد الشباب الجامعي على وسائل اإلعالم أثناء األزمات "أزمة تفجيرات دهب
نموذجـا" ،المجلة المصرية لبحوث الرأي العام
-3أحمد أحمد عثمان ،حرية التعبير في برامج المشاركة بالراديو في إطار المسئولية االجتماعية لإلعالم
اإلذاعي ،دراسة مقدمة للمؤتمر العلمي الدولي الرابع عشر تحت عنوان" :اإلعالم بين الحرية والمسئولية،
يوليو 2007
-4مها عبد المجيد صالح ،المدونات المصرية بين الحرية والمسئولية ،دراسة تحليلية ،دراسة مقدمة للمؤتمر
العلمي الدولي الرابع عشر تحت عنوان" :اإلعالم بين الحرية والمسئولية ،يوليو ، ٢٠٠٨ص ص . ٩٠٥