You are on page 1of 2

‫المجتمع المدني المغربي‪ :‬الوظائف‪ ،‬التحديات والرهانات‬

‫د‪ .‬العباس الوردي‬


‫الخميس ‪ 31‬ماي ‪13:55 - 2012‬‬
‫يمكن تعري ف المجتم ع الم دني بأن ه مجم وع المنظم ات واس عة النط اق" المنظم ات غ ير الحكومي ة وغ ير‬
‫الربحية‪ ,‬النقاب ات العمالي ة والمهني ة‪ ،‬المنظم ات الخيري ة والديني ة الخ‪ ، "..‬وال تي تض طلع بمهم ة التعب ير عن‬
‫اهتمامات المواط نين ‪ ,‬كم ا أنه ا تعت بر مكمل ة للعم ل الحك ومي في مجموع ة من المي ادين ذات الص لة الوثيق ة‬
‫بالحي اة اليومي ة للمواط نين ‪ ،‬الش يء ال ذي يتض ح من خالل ه ب أن المجتم ع الم دني ال ي برز كجه ة فاعل ة على‬
‫المستوى المجتمعي ولكنه يتسم كذلك بتنوع طبيعته‪.‬‬

‫إن المجتمع المدني ليمكن اعتباره قاطرة للتمنية المتعددة األبعاد ذلك ‪ ،‬ألنه يتطرق إلى ميادين تشكل العم ود‬
‫الفق ري لك ل مجتم ع ‪ ،‬والمتمثل ة في ك ل من مج ال التعليم ‪ ،‬الص حة ‪ ،‬الع دل ومحارب ة الفق ر والهشاش ة‬
‫االجتماعية‪ ،‬ومن هنا يتبين لنا بأن األدوار المنوطة به تنحصر باألس اس في ت أطير المواط نين وذل ك في أف ق‬
‫ته يئ نخب وفعالي ات ق ادرة على االض طالع بمهم ة اإلص الح ومن تمت تس يير الش أن الع ام الوط ني والمحلي‬
‫ت دبيرا يتالءم م ع تح ديات العولم ة المفرط ة ‪ ،‬ذل ك وب الرجوع إلى ال دور الحي وي ال ذي يلعب ه في مختل ف‬
‫المجتمعات نجد بأنه يعتبر فعال سلطة خامسة‪.‬‬

‫يبلغ عدد جمعيات المجتمع المدني بالمغرب ما ين اهز ‪ 30000‬جمعي ة بمع دل ‪ 100‬منخ رط مختلف ة مج االت‬
‫التدخل ‪ ،‬مما يضعنا أمام إشكالية فيما إذا كانت هذه المنظمات تستجيب فعال النتظارات المواطنين المختلفة‪.‬‬

‫لقد أصبحت منظم ات المجتم ع الم دني ‪ ،‬وبفض ل م ا أتيح له ا من إمكاني ات مادي ة ولوجس تية محرك ا أساس يا‬
‫لعجلة التنمية ببالدنا ‪ ،‬وذلك اعتبارا من أن الدولة أصبحت تحملها جزءا من المسؤوليات ال تي ك انت تض طلع‬
‫به ا من قب ل ‪ ،‬ومن ه ذا المنطل ق يتض ح لن ا ب أن اله دف المرج و من إش راك الف اعلين المجتمع يين في ت دبير‬
‫الشأن العام يتجلى باألساس في محاولة التخفيف من أعباء الدولة من جهة ‪ ،‬وكذا في التأس يس لمب دأ تس يير‬
‫المواطنين لشؤونهم أنفسهم بأنفسهم من جهة أخرى ‪ ,‬أضف الى ذلك بأن الدولة قد استطاعت من خالل ه ذه‬
‫التنظيمات التعرف عن قرب على انتظارات المواطنين ‪ ،‬وبالتالي بناء وصياغة سياسات استراتيجية منس جمة‬
‫مع واقعهم اليومي‪.‬‬

‫إن مجموع اإلصالحات السياسية االقتصادية واالجتماعية ال تي عرفته ا بالدن ا ‪ ،‬ال يمكن اس تثمارها اس تثمارا‬
‫حقيقي ا ‪ ،‬اال من خالل اإلش راك الحقيقي الفاع ل والمس ؤول لمختل ف الف اعلين في الحق ل االجتم اعي ‪ ،‬وك ذلك‬
‫بتوظيف مجموعة من االليات والتي نذكر من بينها على سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬

‫‪-‬الزيادة من حصص الدعم "المادي‪ ,‬اللوجستي والتكويني" المخصصة لمنظمات المجتمع المدني‬
‫‪-‬الحث على ض رورة اس تعمال هات ه المؤسس ات لوس ائل االعالم المكتوب ة ‪ ،,‬المرئي ة والمس موعة ‪ ،‬ولم ا ال‬
‫خل ق قن ا ة تلفزي ة خاص ة بتق ديم برامجه ا مم ا سيس مح لفئ ات عريض ة من المجتم ع ب االنخراط في الحي اة‬
‫االجتماعية‬

‫‪-‬ارساء مبادئ التسويق االجتماعي ‪ le marketing social‬الغير الربحي بطبيعة الح ال ض من األبج ديات‬
‫المكونة لهذا النوع من المؤسسات‬

‫‪-‬توس يع تط بيق الي تي الت دقيق المحاس باتي ال داخلي والخ ارجي ‪ ,‬وذل ك بغي ة ض مان قي ام ه ؤالء الف اعلين‬
‫بالخدمات المرجوة منهم أحسن قيام‬

‫‪-‬التوس يع من تمثيلي ة الف اعليين االجتم اعيين في المنظم ات الوطني ة‪ ,‬ك المجلس االقتص ادي واالجتم اعي‬
‫والمجلس الوطني لحقوق االنسان‬

‫إن بالدنا مطالبة بتوسيع صالحيات منظمات المجتمع المدني خاصة وأن دستور ‪ 2O11‬قد قام بتوسيع حقل‬
‫الحريات العامة‪ ,‬وبالتالي فلما ال نجعل من هاته المؤسسات سلطة خامسة فاعل ة وفعال ة ه دفها مواص لة بن اء‬
‫مغرب الديمقراطية الحقة‬

You might also like