You are on page 1of 28

‫دور الجماعات المحلية في تحقيق التنمية المحلية المستدامة‬

‫في الجزائر‬
‫أسماء سالمي‬
‫إشراف أ‪.‬د‪ .‬رياض بوريش‬
‫كلية العلوم السياسية ‪ /‬جامعة قسنطينة ‪3‬‬
‫المخلص‪:‬‬
‫يعرف العامل اهتماما بالغا وواسعا بالتنمية املستدامة وأمام هذا التطور اهلائل‬
‫للحياة البشرية الذي مس مجيع اجملاالت وكنتيجة حتمية لتطور وظائف الدولة اليت‬
‫كانت منحسرة يف الدفاع واألمن إىل وظائف جديدة عجزت الدولة عن تلبيتها‬
‫وحدها مما أدى هبا إىل إحداث سبل جديدة لالستجابة ملختلف متطلبات املواطنني‪،‬‬
‫ومن هذه السبل إحداث النظم احمللية للتسيري وهو ما يعرف باجلماعات احمللية هذه‬
‫الوحدات اليت أخذت على عاتقها مسؤولية حتقيق التنمية املستدامة جنبا جلنب مع‬
‫الدولة من خالل خمتلف املخططات والربامج والوظائف اليت ختص الرتبية‪ ،‬التعليم‪،‬‬
‫الصحة واالقتصاد‪ ،‬الثقافة والبيئة‪ ...‬وهي اجملاالت اليت حتقق من خالهلا التنمية احمللية‬
‫وبتايل التنمية الوطنية باعتبار هذه الوحدات جزء ال يتجزأ من الدولة‪.‬‬

‫‪Résumé:‬‬
‫‪Face au développement massif qui a touché tous les domaines‬‬
‫‪de la vie humaine et à la faillite de l’Etat de répondre aux‬‬
‫‪nouvelles fonctions, l’Etat a créé des nouveaux moyens pour‬‬
‫‪répondre aux diverses exigences des citoyens.‬‬
‫‪Parmi ces moyens les systèmes territoriaux ou les collectivités‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫‪locales qui ont eu la responsabilité de développement local et‬‬


‫‪national à travers différents régimes, programmes et fonctions qui‬‬
‫‪font partie intégrante de l’état tels que l'éducation,‬‬
‫‪l’enseignement, la santé, l’économie, la culture, et‬‬
‫‪l'environnement.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫نتيجة لتعاظم أدوار الدولة وتزايد مهامها مل تعد الدول قادرة لوحدها بسلطاهتا‬
‫املركزية من االستجابة ملختلف متطلبات اجلماهري يف خمتلف ربوع الوطن‪ ،‬مما أدى‬
‫بغالبية دول العامل التوجه حنو ختفيف مركزيتها والتنازل لسلطات حملية المركزية عن‬
‫بعض املهام وذلك لتحسني اخلدمات وتسريع االستجابة الحتياجات املواطنني على‬
‫املستوى احمللي باعتبار الوحدات احمللية النواة الالمركزية األقرب للمواطن والوسيط بني‬
‫السلطات املركزية وبني املواطنني‪ ،‬ومن مجلة األهداف اليت ترمي إىل حتقيقها هذه‬
‫الدول بتوجهها حنو نظم التسيري احمللية حتقيق التنمية احمللية املستدامة‪.‬‬
‫ويف هذا الصدد نطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ما مدى مساهمة الجماعات المحلية في تحقق التنمية المستدامة في‬
‫الجزائر؟‬
‫ولمعالجة هذه اإلشكالية سنتناول المحاور التالية‬
‫‪ -‬ما المقصود بالجماعات المحلية؟‬
‫‪ -‬ما هي التنمية المحلية المستدامة؟‬
‫‪-‬ما هو دور الجماعات المحلية في تحقيق التنمية المحلية المستدامة‬
‫في الجزائر؟‬

‫المحور األول‪ :‬ماهية الجماعات المحلية‪:‬‬

‫‪804‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫عرف العامل نظم التسيري احمللية منذ القدم فمنذ وجود اإلنسان وهو يعيش‬
‫ويعمل يف إطار مجاعات حملية خمتلفة العشائر‪ ،‬القبائل‪ ،‬القرى‪ ...‬لكن مل تكن‬
‫بطابعها الرمسي القانوين كما هي عليه اآلن‪....‬وبتطور البشرية والتغريات اليت‬
‫طرأت علىمختلف النشاطات اإلنسانية فالحة‪ ،‬صناعة‪ ،‬جتارة‪ ...‬زاد ذلك‬
‫متطلبات األفراد يف خمتلف اجملتمعات وتنوعها‪ ،‬ويف ظل تلك املتغريات اجلديدة‬
‫باتت الدولة احلديثة غري قادرة على تسيري خمتلف مرافقها وتلبية متطلبات‬
‫مجاهريها يف كل أقاليمها‪ ،‬مما أدى هبا إىل التوجه حنو ختفيف مركزيتها وإنشاء‬
‫مرافق المركزية ومنحها سلطات ووظائف مبوجب قوانني حتكمها وتنظم عملها‬
‫وإعطائها هامش من االستقاللية املالية‪ ،‬اإلدارية واملرفقية‪ ...‬للقيام مبختلف‬
‫الوظائف اليت حيتاجها األفراد يف خمتلف أقاليمها وختتلف تسميتها من بلد ألخر‬
‫فهناك من يطلق عليها إسم الوحدات احمللية‪ ،‬اإلدارة احمللية‪...‬بينما يف اجلزائر فقد‬
‫أعطاها املشرع اجلزائري مصطلح اجلماعات احمللية كما نص عليها الدستور‬
‫اجلزائري وتتمثل يف البلدية والوالية‪.‬‬
‫حيث جتمع خمتلف الدراسات أن نظام اإلدارة احمللية مل يعرف كتنظيم‬
‫باملعىن احلقيقي وبالصورة اليت نراها اآلن واملتمثلة يف استقالليته كمنظمة إدارية إال‬
‫يف هناية القرن ‪ 84‬خاصة بعد أن تبلورت األفكار الداعية إىل تطبيق الدميقراطية‬
‫ومد أسسها وأحكامها للوسط اإلداري‪ ،‬وإذا كانت النظم القانونية قد اختلفت‬
‫فيما سبق بشأن األساس الفلسفي الذي تعتمد عليه إلقرار حق الشعب يف‬
‫تسيري شؤونه بنفسه عن طريق منتخبيه يف اجملالس احمللية‪ ،‬فإهنا أمجعت على‬
‫االستعانة باإلدارة احمللية‪.1‬‬

‫‪ 1‬عمار بوضياف‪ ،‬التنظيم اإلداري في الجزائر بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جسور للنشر والتوزيعع‪،‬‬
‫‪804‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫سنتطرق فيما يلي إىل جمموعة من التعاريف اليت تطرقت لتعريف اجلماعات‬
‫احمللية‪.‬‬
‫‪ - 0‬تعريف الجماعات الحلية‪ :‬تعترب اجلماعات اإلقليمية مبثابة اهليئات األساسية‬
‫للتنظيم اإلداري للدولة كما أن اهلدف من وجودها هو إشباع احلاجات العامة اليت‬
‫يف الغالب يعجز أو ميتنع القطاع اخلاص عن تلبيتها لقلة مرد وديتها أو طول‬
‫أجاهلا‪ ،‬من هذا املنظور فاجلماعات احمللية هي تعبري جغرايف حمدد إقليميا‪ ،‬جتمع‬
‫سكاين حمدد عدديا ووحدة إدارية مصغرة عن الدولة سيد األمثل لألهداف املركزية‬
‫أوكلت هلا مجلة من الصالحيات تأخذ يف احلسبان امتداد واتساع املهام املركزية على‬
‫املستوى احمللي من جهة وتزايد حجم احلاجات العامة احمللية لإلقليم من جهة‬
‫أخرى‪.1‬‬
‫عرفت كذلك اجلماعات احمللية على أهنا وحدات أهلية مستقلة هلا مصدرها‬
‫وإيراداهتا الذاتية ومتثل حلقة الوصل بني احلكومة واملواطن وتلعب الدور األبرز‬
‫واألهم يف اجملاالت التنموية وتقدم خدمات البنية التحتية للمجتمعات احمللية‪.2‬‬
‫أما األمم املتحدة واالحتاد الدويل للسلطات احمللية فقد استقر هبما الرأي على‬
‫تعريف اإلدارة احمللية باالرتكاز على ما يلي‪:3‬‬

‫‪ ،0080‬ص‪.830‬‬
‫نصر الدين بن شعيب وشريف مصطفى‪ ،‬الجماعات المحلية ومفارقات التنمية المحلية في‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائر‪ ،‬جملة الباحث‪ ،‬العدد ‪ 0080 ،80‬ص ‪.868‬‬


‫صفوان املبيضني حسني الطراونة‪ ،‬توفيق عبد اهلادي‪ ،‬المركزية والالمركزية في تنظيم اإلدارة‬ ‫‪2‬‬

‫المحلية‪ ،‬األردن‪ :‬دار اليازوين العلمية للنشر والتوزيع‪ ،0088 ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪3‬شراف عقون‪ ،‬سياسات تسير الموارد البشرية بالجماعات المحلية‪ ،‬دراسة حالة بوالية ميلة‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف علوم التسيري‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫‪880‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫‪ -‬تقسيم جغرايف سياسي لدولة موحدة بسيطة ودون مستوى الوالية أو‬
‫اجلمهورية أو املقاطعة يف الفيدرالية املركبة‪.‬‬
‫‪ -‬وجود هيئات منتخبة من أهل الوحدة احمللية‪ ،‬إما بانتخاب يشمل مجيع‬
‫أعضائها أو حيتوي على أكثر منهم‪ ،‬وإما خمتارة حمليا من قبل اإلدارة املركزية‬
‫هبدف إدارة كل أو بعض املرافق والشؤون احمللية وتكون هلا شخصية معنوية‬
‫وذمة مالية مستقلة وأجهزهتا احمللية اخلاصة هبا‪.‬‬
‫‪ -‬رقابة أو وصاية من السلطة املركزية اليت تتوىل اإلشراف على هذه اهليئات‬
‫احمللية‬
‫‪ -‬أسلوب من أساليب التنظيم اإلداري للدولة تقوم على فكرة توزيع السلطات‬
‫والواجبات بني األجهزة املركزية واحمللية‪ ،‬وذلك بغرض أن تتفرغ األوىل لرسم‬
‫السياسات العامة للدولة وإدارة املرافق القومية وأن تتمكن األجهزة احمللية من‬
‫تسيري املرافق احمللية بكفاءة لتحقيق األهداف املشروعة‪.‬‬
‫تعد اجلماعات احمللية وحدات جغرافية مقسمة من إقليم الدولة‪ ،‬وهي عبارة‬
‫عن هيئات مستقلة يف الواليات واملدن والقرى‪ ،‬وتتوىل شؤون هذه الوحدات‬
‫بالطرق املناسبة هلا‪ ،‬وتتمتع بالشخصية املعنوية واالستقالل املايل‪.1‬‬
‫الجماعات المحلية هي الوحدات الالمركزية للدولة لها الصفة الشرعية‬
‫تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي واإلداري‪ ،‬تقوم بالعديد من‬
‫الوظائف والمهام التي يحتاجها المواطنوهي بمثابة الخط الرابط أو الوسيط‬

‫وعلوم التسيري‪ ،0002-0006 ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.886‬‬


‫‪1‬عادل حممود محدي‪ ،‬االتجاهات المعاصرة في نظم اإلدارة المحلية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار‬
‫الفكر العريب‪ .8423 ،‬ص‪.82‬‬
‫‪888‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫بين السلطات المركزية "الدولة" والمواطن‪.‬‬


‫واجلماعات احمللية يف اجلزائر هي هيئتان حددامها الدستور اجلزائري أال ومها‬
‫البلدية والوالية‬
‫تعريف البلدية‪ :‬يعرف قانون ‪ 80-88‬البلدية يف املادة األوىل على أهنا‬
‫اجلماعة اإلقليمية القاعدية للدولة‪ ،‬وتتمتع بالشخصية املعنوية والذمة املالية املستقلة‬
‫وحتدث مبوجب قانون‪.‬‬
‫تعريف الوالية‪ :‬الوالية هي اجلماعة اإلقليمية للدولة وتتمتع بالشخصية املعنوية‬
‫والذمة املالية املستقلة‪ ،‬وهي أيضا الدائرة اإلدارية غري املمركزة للدولة وتشكل هبذه‬
‫الصفة فضاء لتنفيذ السياسات العمومية التضامنية والتشاورية بني اجلماعات اإلقليمية‬
‫والدولة وتساهم مع الدولة يف إدارة وهتيئة اإلقليم والتنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية ومحاية البيئة وكذا محاية وترقية وحتسني اإلطار املعيشي للمواطنني وتتدخل يف‬
‫كل جماالت االختصاص املخولة هلا مبوجب القانون‪ ،‬شعارها هو بالشعب وللشعب‬
‫وحتدث مبوجب القانون‪. 1‬‬
‫كان التوجه حنو نظم اجلماعات احمللية العديد من األسباب الداخلية اخلاصة‬
‫بالدولة يف حد ذاهتا وأسباب خارجية دولية‪ ،‬مثل تزايد عدد السكان‪ ،‬التفاوت بني‬
‫األقاليم‪ ،‬جتسيد مبادئ الدميقراطية‪ ،‬الدعوة العاملية لتبين مبادئ الرشادة واحلاكمية‪،‬‬
‫التطور التكنولوجي والثورة التقنية اليت يعيشها العامل‪...‬‬

‫‪ - 2‬خصائص الجماعات المحلية ‪:‬‬

‫‪1‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية‪ ،‬القانون رقم ‪ 02-80‬املؤرخ يف ‪ 08‬فيفري ‪ 0080‬املتعلق بالوالية‪،‬‬


‫اجلريدة الرمسية رقم ‪ 80‬الصادرة يف ‪ 04‬فيفري ‪ ،0080‬املادة األوىل‪.‬‬

‫‪880‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫للجماعات احمللية خصائص عديدة تتمثل يف‪:‬‬


‫‪ -‬الالمركزية‪ :‬من أهم ما مييز اجلماعات احمللية هو الالمركزية بكل أنواعها‬
‫الالمركزية اإلدارية‪ ،‬الالمركزية الوظيفية‪ ،‬الالمركزية االقتصادية‪ ،‬وهي تعين توزيع‬
‫واملهام بني السلطات املركزية واملرافق الالمركزية البلدية والوالية ومع خضوعها‬
‫دوما لرقابة السلطات املركزية‪.‬‬
‫‪ -‬االستقاللية المالية‪ :‬حيث حتظى الوحدات احمللية باستقاللية مالية هبدف‬
‫تسري وجتهيز خمتلف مرافقها احمللية من أجل تلبية خمتلف متطلبات املواطنني وجتسيد‬
‫الربامج واخلطط التنموية والنهوض مبختلف األوضاع‪.‬‬
‫‪ -‬الشخصية المعنوية‪ :‬هي اكتساب املنظمة أو املؤسسة الصفة القانونية فهي‬
‫هلا حقوق وعليها واجبات مثلها مثل األفراد العادين هلا ذمة مالية‪ ،‬وتقوم مبختلف‬
‫الوظائف املخول هلا من طرف القانون‪.‬‬
‫‪ -‬االستقاللية اإلدارية‪ :‬مبعىن اكتساب البلدية والوالية احلق واالستقاللية يف‬
‫القيام مبختلف الوظائف اإلدارية اليت تنهض بأعبائها اإلدارات احمللية اليت وجدت من‬
‫أجلها يف األصل‪ ،‬وهي تعين بذلك توزيع املهام اإلدارية بني احلكومة املركزية‬
‫واإلدارات الالمركزية‪.‬‬
‫‪ - 3‬تطور الجماعات المحلية في الجزائر‪:‬‬
‫لقد مر تطور اجلماعات احمللية يف اجلزائر بالعديد من املراحل فقبل التأصيل‬
‫الرمسي والقانوين للجماعات احمللية عرف اجملتمع اجلزائري احلياة احمللية اإلقليمية‬
‫حيث عاشت اجملتمعات اجلزائر هذا النوع من احلياة منذ ظهور اجملتمع اجلزائري‬
‫من خالل التجمعات البشرية املختلفة اليت كانت تطبق نظام حملي معني متفق‬
‫عليه من طرف اجلماعة مثل حياة العروش اليت يكون على رأس العرش إنسان‬
‫يعرف عادة باحلكمة والرزانة يسري أمور عرشه ويرجع إليه يف أغلب األمور ونفس‬
‫‪883‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫الشيء بالنسبة للقبيلة والعديد من التنظيمات احمللية األخرى ولكن هذا دائما‬
‫يكون وفق قانون العادات‪ ،‬األعراف والتقاليد‪...‬ولكن التشكيل الرمسي والقانوين‬
‫للجماعات احمللية يف اجلزائر كان يف العهد العثماين حيث قسمت اجلزائر إىل‬
‫دار‬ ‫مقاطعات عرفت ببايلك حيث قسمت آنذاك إىل أربعة مقاطعات‬
‫السلطان‪ -‬بايلك لتيطري ‪ -‬بايلك الغرب ‪ -‬بايلك الشرق" هذا فيما خيص‬
‫العهد الرتكي أما فيما خيص املرحلة االستعمارية فقد عرفت اجلزائر نظام اإلدارة‬
‫احمللية حيث مت إنشاء بلديات متثلت فيما يلي البلديات كاملة االختصاص‬
‫والبلديات المختلطة أو األهلية ويف عام ‪ 8488‬مت إنشاء املكاتب العربية‬
‫وذلك لالقرتاب أكثر من املواطن والوصول إىل كافة املناطق اجلزائرية ويف عام‬
‫‪ 8496‬مت إلغاء هذه البلديات وتطبيق القانون الفرنسي الصادر يف فرنسا عام‬
‫‪844‬س ودائما كان السبب الرئيسي وراء انتهاج هنج النظم احمللية هو حتقيق‬
‫املصاحل الفرنسية واستغالل الثروات اجلزائرية حىت ولو كانت يف أصغر وأبعد رقعة‬
‫جغرافية‪.‬‬
‫وخبروج املستدمر من اجلزائر ورثت اجلزائر نظام حملي غري متوازن حيث‬
‫خرجت اجلزائر بعدد كبري من البلديات العاجزة وهو ما وضع اجلزائر أمام وضع‬
‫صعب وال ننسى الوضع اليت عرفته اجلزائر آنذاك الفقر – األمية – هشاشة‬
‫البنية االقتصادية – أجهزة إدارية شبه ميتة ‪ ...‬وهو ما جعل اجلزائر تلجأ إىل‬
‫ختفيض عدد البلديات وذلك وفقا للمرسوم املتعلق بإعادة تنظيم احلدود اإلقليمية‬
‫للبلديات عام ‪ 8463‬كل هذا اإلجراء كان اهلدف منه هو القضاء على‬
‫البلديات العاجزة واإلبقاء على البلديات اليت هلا ضرورة البقاء واالستمرار ويف عام‬
‫‪ 8462‬كان أول قانون للبلدية وعام ‪ 8464‬كان أول قانون للوالية ومن مث‬
‫توالت القوانني والتشريعات اليت خصت اجلماعات احمللية يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪888‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫حيث أخذت اجلزائر مببدأ الالمركزية اإلدارية يف إدارة الشأن العمومي احمللي‬
‫مستلهمة هذا األسلوب من النظام اإلداري الفرنسي املتجذر يف الفكر القانوين‬
‫والفلسفي لرواد اإلدارة اجلزائرية غداة االستقالل وطعم هذا النمط نسبيا بالتجربة‬
‫اليوغسالفية يف أول قانون عرفته اجلزائر ‪ 8462‬من خالل املنطلقات‬
‫األيديولوجية واالشرتاكية‪.1‬‬
‫وقد كان أول تشريع خاص باجلماعات احمللية بعد االستقالل اخلاص‬
‫باجلماعات احمللية عام ‪ 8462‬املتعلق بالبلدية‪ ،‬وعام ‪ 8464‬كان القانون املتعلق‬
‫بالوالية والذي كانا متأثران جدا بالنظام الفرنسي‪ ،‬لتعيد اجلزائر من جديد تنظيم‬
‫البلدية والوالية عام ‪ 8440‬من أجل حتديث النصوص التشريعية القدمية وسد‬
‫الثغرات التنظيمية والتسيريية اليت ظهرت يف تطبيق القوانني القدمية‪ ،‬ويف عام‬
‫‪ 0088‬مت وضع قانون جديد للبلدية وعام ‪ 0080‬قانون للوالية اللذان تضمنا‬
‫يف طياهتما مبادئ الدميقراطية واحلكم الراشد‪ ،‬وكل هذا االجتهاد القانون يدل‬
‫على مكانة اجلماعات احمللية للدولة اجلزائرية‪.‬‬
‫‪ - 4‬الموارد المالية للجماعات المحلية‪ :‬للجماعات احمللية يف اجلزائر نوعني‬
‫من املوارد‪ ،‬موارد مالية ذاتية وهي ختتلف من إقليم إىل آخر فلكل منطقة جغرافية‬
‫خصوصية متيزها عن غريها‪ ،‬وتتمثل عموما يف الضرائب والرسوم املباشرة مثل الرسوم‬
‫على القيمة املضافة‪ ...‬وموارد خارجية ختتلف باختالف الدوافع والظهور ومتثل يف‬
‫اإلعانات‪ ،‬القروض‪ ،‬التربعات واهلبات والوصايا‪. ...‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬مفهوم التنمية المحلية المستدامة‪:‬‬

‫‪1‬بش ععري فري ععك‪ ،‬منتخب ووو البل ووديات مفس وودون أو ض ووحايا‪ ،‬ط‪ ،8‬اجلزائ ععر‪ ،‬مرك ععز الش ععروق لإلنت ععاج والنش ععر‬
‫اإلعالمي‪ ،0088 ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪889‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫كثر احلديث يف القرون املاضية على ضرورة اخلروج من بؤرة التخلف وحتقيق‬
‫نقلة يف مجيع اجملاالت ولكن بصفة دائمة أي التحرر من الربامج ذات الطابع‬
‫اآلين احملدود بفرتة حالية معينة وبتايل احلديث عن مصطلحات عديدة كالتنمية‬
‫املستدامة‪ ،‬الرشادة‪ ،‬احلاكمية أو احلوكمة‪ ،‬هذه املصطلحات اليت تنادي خمتلف‬
‫املنظمات العاملية واإلقليمية وحىت الوطنية من انتهاجها لتحقيق التنمية الدائمة‬
‫وحتقيق التقدم‪.‬‬
‫‪ -8‬تعريف التنمية‪ :‬لطاملا ركزت التعاريف اليت تناولت مفهوم التنمية على اجلانب‬
‫االقتصادي وذلك ألن مفهوم التنمية ظهر يف بادئ األمر يف اجملال االقتصادي‬
‫ولكن ومبرور الوقت ومازامنه من تغريات وتطورات انتقل مفهوم التنمية إىل‬
‫ميادين أخرى بشرية‪ ،‬بيئية‪ ،‬ثقافية واجتماعية‪.‬‬
‫مر مفهوم التنمية بأربعة مراحل متثلت املرحلة األوىل يف الرتكيز على النمو‬
‫االقتصادي ويف املرحلة الثانية على التنمية البشرية والثالثة على التنمية املستدامة ويف‬
‫املرحلة الرابعة على التنمية االنسانية مبعناها الشامل واقرتن هذا التطور بإدخال مفهوم‬
‫احلكامة يف أدبيات األمم املتحدة ومؤسسات برتن وودز ويعترب مفهوم التنمية البشرية‬
‫املستدامة األكثر قبوال يف الوقت احلايل‪ ،‬إذ مل يعد النمو االقتصادي غاية يف حد ذاته‬
‫وإمنا وسيلة لتحقيق التنمية الشاملة‪ ،‬كما أن التنمية االقتصادية مل تعد كافية كذلك‬
‫حىت وإن اقرتنت جبان بسياسي يدعمه ويكملها‪،‬ولكن الضروري إدخال اجلوانب‬
‫االجتماعية والثقافية كما أصبح من الضروري إدخال ضرورة تواصل التنمية بني‬
‫األجيال واشرتاط ربط العالقة بينها وبني احلرية‪.1‬‬

‫مليكة فرميش‪ ،‬دور الدولة في التنمية دراسة حالة الجزائر‪ ،‬حبث مقدم لنيل شهادة دكتوراه علوم يف‬ ‫‪1‬‬

‫العلوم السياسية والعالقات الدولية ختصص تنظيم سياسي وإداري (جامعة اإلخوة منتوري‬
‫‪886‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫مفهوم التنمية ليس ثابتا ومتفقا عليه بني املختصني فكل يتناوله من زاويته وينظر‬
‫إليه انطالقا من الثقافة واخلربة احلاكمة لفكره واختصاصه ففي حني رآه االقتصاديون‬
‫الرأمساليون واالشرتاكيون ازديادا يف الناتج الوطين وزيادة يف دخل الفرد وإن اختلفت‬
‫سبل اإلمناء االقتصادي والقانون احلاكم له‪ ،‬يف حني ذهب االجتماعيون إىل أنه‬
‫وسيلة لتمكني اإلنسان من حتقيق منوه وحتقيق قدر أكرب من الرفاهية وتأمني مستوى‬
‫أرفع لنمط حياته‪.1‬‬
‫والتنمية ال تعين جمرد تنمية املوارد البشرية وال حىت تنمية بشرية حسب أي تلبية‬
‫احلاجات األساسية لكنها تنمية إنسانية شاملة يف البشر واملؤسسات اجملتمعية لتحقيق‬
‫احلرية والعدالة والكرامة اإلنسانية واملفهوم الواسع للتنمية اإلنسانية يضيف إىل‬
‫احلريات املدنية والسياسية مبعىن التحرر من القهر ومن مجيع أشكال احلط من الكرامة‬
‫اإلنسانية مثل اجلوع والفقر واملرض واخلوف واحلقوق االجتماعية واالقتصادية‬
‫والثقافية ليصل إىل قاعدة عريضة تعتمد على مبادئ حقوق اإلنسان‪.2‬‬
‫رغم اختالف وجهات النظر يف تعريف التنمية إال أهنا جتتمع يف جمملها على أهنا‬
‫عملية هتدف إىل إحداث تغيري حسن ينقل اجملتمع من حالة إىل حالة أفضل‪.‬‬
‫التنمية هي عملية موجهة‪ ،‬منظمة‪ ،‬جمتمعية هتدف إىل نقل اجملتمع من وضع إىل‬
‫وضع أحسن منه‪ ،‬وذلك باالستغالل األمثل والرشيد للموارد املتاحة‪.‬‬

‫قسنطينة‪ :‬كلية احلقوق والعلوم السياسية قسم العلوم السياسية)‪.84 ،0080-0088 ،‬‬
‫عابدين ع‪ .‬املصري‪ ،‬الفكر التنموي في مقدمة ابن خلدون دراسة تحليلية مقارنة لالتجاهات‬ ‫‪1‬‬

‫النظرية المفسرة لعملية التنمية الحضرية ولدراسة مؤشر تطور التنمية مع الزمن‪ ،‬جملة جامعة‬
‫دمشق للعلوم اهلندسية‪ ،‬اجمللد اخلامس والعشرون‪ ،‬العدد ‪ ،0004‬ص ‪.80‬‬
‫‪ 2‬حممد بوبوش‪ ،‬اجمللة الدولية العدد الثالث‪ ،0002 ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪882‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫‪ -0‬مفهوم التنمية المستدامة‪ :‬احنصر مفهوم التنمية يف بدايات ظهوره على اجلانب‬
‫االقتصادي فقط‪ ،‬ليتطور فيما بعد ليشمل اجلانب وبعد ذلك أدرج اإلنسان‬
‫كعنصر أساسي يف التنمية لتصل إىل الرتكيز على اجلانب البيئي وبتايل احلديث‬
‫عن التنمية املستدامة والشاملة‪.‬‬
‫التنمية املستدامة ليست فكرة جديدة‪ ،‬فقد حدث تطور سريع يف أطرها وسبل‬
‫تنفيذها منذ القرن املاضي نتيجة لبداية اصطدام مطالب محاية البيئة مبطالب التنمية‬
‫االقتصادية اليت مل تأخذ بعني االعتبار حاجات األجيال املستقبلية والعتبارات البيئة‬
‫ظهر مفهوم التنمية املستدامة كمفهوم جديد محل على عاتقه مهمة حتقيق تنمية‬
‫اقتصادية ورفع مستوى معيشة األفراد يف إطار بيئة نظيفة‪.1‬‬
‫للتنمية املستدامة جذور فكرية متتد إىل السبعينات من القرن املاضي‪ ،‬حيث جاء‬
‫يف تقرير نادي روما املعنون حدود النمو عام ‪ 8420‬أن احلدود البيئية للنمو‬
‫‪2‬‬
‫االقتصادي عامل هام يف التنمية االقتصادية‬
‫لكن الظهور الرمسي ملفهوم التنمية املستدامة كان يف بداية األمر من خالل‬
‫مؤتمر أستكهولم املنعقد عام‪ 8420‬والذي ركز بالضرورة على إعطاء أمهية وأولوية‬
‫بالغة لعنصر البيئة هذا العنصر اجلوهري الذي يؤثر تأثري بالغ على اإلنسان فالعالقة‬
‫بينهما هي عالقة تبادلية يؤثر كل منهما على اآلخر‪ ،‬فقد زاد االهتمام هبذا العنصر‬
‫من وقت آلخر وقد اقرتن مفهوم التنمية بالبيئة وذلك للحفاظ على البيئة من جهة‬

‫‪ 1‬عبععد احللععيم أوص عاحل‪ ،‬دور االتفاقي ووات البي ي ووة الدوليووة ف ووي حمايووة األنظم ووة البي ي ووة الهشووة ف ووي ظ و‬
‫ضوابط التنمية المستدامة " دراسة حالة الدول العربية التابعة لمنظمة األسكوا‪ ،‬جملعة ملفعات‬
‫األحباث يف االقتصاد العدد الرابع‪ ،‬ج‪ ،0089 ،8‬ص‪.848‬‬
‫حممد غريب‪ ،‬أي تنمية مستدامة في العالم العربي اإلسالمي؟ جملة أكادمييا‪ ،‬العدد األول جانفي‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،0083‬ص ‪.68‬‬
‫‪884‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫وحياة اإلنسان من جهة أخرى وبالتايل االرتقاء باحلياة اإلنسانية إىل وضع أحسن‬
‫وأفضل‪ .‬وتعزز مفهوم التنمية املستدامة أكثر من خالل املؤمتر الذي عقد يف‬
‫ريوديجانيرو بالربازيل ‪ 88‬جوان ‪.8440‬‬
‫مبادئ التنمية المستدامة‪:‬‬
‫تقوم التنمية املستدامة على جمموعة من املبادئ تتمثل عموما فيما يلي‪:1‬‬
‫‪ -‬االندماج بين الجوانب البي ية االقتصادية واالجتماعية‪ :‬إن احملافظة على‬
‫البيئة والتفاعل السليم معها‪ ،‬فيتماشى وأهداف التنمية االقتصادية املتمثلة‬
‫يف رفع مستوى املعيشة الذي ال ميكن حتقيقه إال عرب االستغالل املنظم‬
‫الرشيد ملصادر الثروة واملوارد املتاحة‪ ،‬ويستند العنصر االقتصادي إىل املبدأ‬
‫الذي يقتضي بزيادة رفاه اجملتمع إىل أقصى حد‪ ،‬والقضاء على الفقر من‬
‫خالل استغالل املوارد الطبيعية بشكل عقالين‪.‬‬
‫‪ -‬حماية التنوع البيولوجي والحفاظ على الموارد الطبيعية‪ :‬يتمثل هذا املبدأ‬
‫يف محاية الكائنات احلية النباتية واحليوانية من األمراض باإلضافة إىل منع‬
‫استنزاف املوارد الطبيعية وتشجيع استخدام الطاقة املتجددة النظيفة‪.‬‬
‫‪ -‬الحذر والوقاية والتخطيط‪ :‬قبل بداية أي مشروع تقوم املؤسسات بدراسة‬
‫أثاره على البيئة وعلى املدى الطويل فإذا ترقبت أثار سلبية فتحاول تعديله‬
‫أو إلغائه هنائيا إذا كان من الصعب التخلص منها‪.‬‬
‫‪ -‬الشراكة والمشاركة‪ :‬تكون الشراكة عن طريق توقيع وتطبيق االتفاقيات‬
‫العاملية والربوتوكوالت اخلاصة حبماية البيئة يف ظل التنمية املستدامةوجيب‬

‫‪1‬أوصاحل عبد احلليم مرجع سابق‪ ،‬ص‪.842‬‬


‫‪884‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫على احلكومات االعتماد على االرتباطات الثالثية اليت تشمل احلكومة‪،‬‬


‫القطاع اخلاص‪ ،‬ومنظمات اجملتمع املدين وغريها‪ ...‬وتنفيذ تدابري متضافرة‬
‫للتصدي لبعض القضايا البيئية سواء منها احمللية اإلقليمية والدولية أما‬
‫املشاركة فتكون مبسامهة مجيع أفراد اجملتمع للتصدي للمشكالت البيئية‪.‬‬
‫‪ -‬التعليم والتكوين والتوعية‪ :‬هذا عن طريق احلمالت التحسيسية لكيفية‬
‫احلفاظ على البيئة باإلضافة إىل إدماج البيئة يف الربامج التكوينية والتعليمية‬
‫يف كافة املستويات‪.‬‬
‫للتنمية المستدامة العديد من النماذج واإلستراتيجيات‪ :‬إسرتاتيجية النمو‬
‫الغري متوازن‪ ،‬إسرتاتيجية التنمية القطبية‪ ،‬إسرتاتيجية الصناعات التكاملية‪.‬‬
‫وللتنمية المستدامة أربع أبعاد إستراتيجية تتمث في‪ :‬البعد االجتماعي‪ ،‬البعد‬
‫البيئي‪ ،‬البعد االقتصادي‪ ،‬البعد التكنولوجي‪.‬‬
‫خصائص التنمية المستدامة‪:‬‬
‫للتنمية املستدامة العديد من املميزات تتمثل عموما يف‪:‬‬
‫‪ -‬هي عملية هتدف إىل إحداث تغري وحتسني يف اجملتمع ونقله من وضع إىل‬
‫وضع أفضل منه‪.‬‬
‫‪ -‬هي عملية متسلسلة ومستمرة تتميز بالدميومة واالستدامة‪.‬‬
‫‪ -‬هي عملية جمتمعية تشاركيه‪.‬‬
‫‪ -‬هي عملية شاملة متس مجيع اجملاالت اجملال االقتصادي‪ ،‬االجتماعي‪،‬‬
‫السياسي‪ ،‬الثقايف‪ ،‬البيئي‪...‬‬
‫‪ -‬عملية منظمة خمططة ومدروسة‪.‬‬

‫‪800‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫‪ -‬عملية متعددة األبعاد البعد البيئي‪ ،‬البعد التكنولوجي‪ ،‬البعد االقتصادي‪،‬‬


‫البعد االجتماعي‪...‬‬
‫مؤشرات التنمية المستدامة‪:‬‬
‫رغم اختالف وجهات النظر حول مؤشرات التنمية املستدامة إال أهنا تتفق حول‬
‫املؤشرات التالية كما هو موضح يف الشكل املوايل‪:‬‬

‫مؤشرات التنمية‬
‫المستدامة‬
‫المؤشرات االقتصادية‬ ‫المؤشرات البي ية‬ ‫المؤشرات االجتماعية‬

‫وهو و و و و ووو أول مؤشو و و و و وور حظو و و و و ووي‬ ‫وهووو موون أهووم المؤش ورات التووي‬ ‫تتمث في توفير ك ما له بعد‬
‫باالهتموام الواسوع‪ ،‬ويتمثو هوذا‬ ‫نص و و و و و عليهو و و و ووا المنظمو و و و ووات‬ ‫اجتماعي‪:‬‬
‫المؤش و وور عموم و ووا ف و ووي تحقي و ووق‬ ‫اإلقليميو و ووة والدوليو و ووة الرسو و وومية‬ ‫‪ -‬الصحة وذلك من خالل‬
‫التط و و ووور ال و و ووالزم ف و و ووي ال و و وودخ‬ ‫والغي و وور رس و وومية وتتمثو و و ه و ووذه‬ ‫توفير الرعاية الصحية الالزمة‬
‫القو و و ووومي والفو و و ووردي وبالت و و و ووالي‬ ‫المؤش وورات أهلبه ووا ف ووي احتو ورام‬ ‫والضرورية والعم على تطوير‬
‫تحسين مستوى معيشة األفوراد‬ ‫البي ووة وعوودم المسووا بهووا‪ ،‬مووع‬ ‫هذا القطاع مع مراعاة تحقيق‬
‫ومحارب ووة الفق وور باإلض ووافة إل ووى‬ ‫مراعاة توفير بي ة مالئمة يمكون‬ ‫العدالة دوما في تقديم هذه‬
‫النه وووض وتحس ووين كو و م ووا ل ووه‬ ‫ألي ف وورد الع وويش فيه ووا دون أن‬ ‫الخدمات باإلضافة إلى‬
‫عالقة بالجانب االقتصادي من‬ ‫تخلووف أي ضوورر علووى اإلنسووان‬ ‫الحرص على توفير بي ة صحية‬
‫صناعة‪ ،‬تجارة‪ ،...‬وتقوية البنية‬ ‫كمووا تركووز علووى ضوورورة ترشوويد‬ ‫ومالئمة للعيش‪.‬‬
‫االقتصادية‪.‬‬ ‫التعام مع الموارد البي يوة التوي‬ ‫‪ -‬التربية والتعليم والثقافة‪:‬‬
‫وفي هذا المجوال كوذلك ال بود‬ ‫تمكننو و ووا مو و وون الحفو و وواظ عليهو و ووا‬ ‫وذلك من خالل االهتمام‬
‫موون تحقيووق العدالووة والمسوواواة‬ ‫حاضرا ومستقبال‪.‬‬ ‫بالجانب التعليمي ومحاربة‬
‫فو ووي تحسو ووين مسو ووتوى معيشو ووة‬ ‫ه ووذا الجان ووب يض وومن الحماي ووة‬ ‫الجه واألمية وزيادة مستوى‬
‫المواطنين‪...‬‬ ‫الالزمو و ووة لك و و و مو و ووا هو و ووو بي و و ووي‬ ‫التعليم لدى األفراد وتحسين‬
‫الغ و و و ووالف الج و و و وووي‪ ،‬البح و و و وور‪،‬‬ ‫المناهج التربوية والتعليمية‪...‬‬
‫األرض‪ ،‬الحي و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و و وووان‪،‬‬ ‫االجتماعية‬ ‫العدالة‬ ‫‪-‬‬
‫النبات‪...‬إلخ‬ ‫والمساواة‬

‫‪808‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫المصدر‪ :‬من انجاز الباحثة‪.‬‬


‫‪ -3‬التنمية المحلية‪ :‬نتيجة للعديد من األسباب ومن أمهها االختالف بني األقاليم‬
‫واختالف املوارد والكثافة السكانية‪ ،‬حيث مل تعد املشاريع التنموية الوطنية‬
‫الشاملة تنسجم وتتناسب وكافة األقاليم مما أحدث تفاوت بني األقاليم‬
‫والوحدات احمللية من الناحية التنمية فقد متيزت اجلماعات احمللية بني واليات‬
‫فقرية وواليات غنية وجند هذا التفاوت حىت داخل الوالية يف حد ذاته بني‬
‫بلديات الوالية الواحدة‪ ،‬أدى إىل ضرورة التوجه حنو التنمية احمللية اليت تعترب‬
‫اخلصوصية احمللية واملوارد احمللية جوهرها‪.‬‬
‫ومن هنا بات احلديث عن ضرورة عن التنمية احمللية أمر جوهري وحاسم‬
‫لتحقيق التنمية املستدامة الشاملة‪ ،‬فما المقصود بالتنمية المحلية؟ من‬
‫المس ول عن تحقيقها؟‬
‫التنمية احمللية هي عملية تشجيع اجملتمع احمللي على اختاذ اخلطوات اليت‬
‫جتعل حياهتم املادية والروحية أكثر غين معتمدين يف ذلك على أنفسهم‪ ،‬فجوهر‬
‫التنمية هو الذي يعاجل هبا اجملتمع مشكالته‪.1‬‬
‫تعرف التنمية احمللية على أهنا تضافر اجلهود احمللية الذاتية واجلهود احلكومية‬
‫بغية حتسني األحوال االقتصادية واالجتماعية والثقافية واحلضارية للمجتمعات احمللية‪،‬‬
‫ودجمها يف التنمية القطرية ويعرفها آخرون على أهنا عبارة عن عملية التغيري اليت تتم‬
‫يف إطار سياسة عامة حملية تعرب عن احتياجات الوحدة احمللية وذلك من خالل‬
‫القيادات احمللية القادرة على استخدام واستغالل املوارد احمللية وإقناع املواطنني احملليني‬
‫باملشاركة الشعبية واالستفادة من الدعم املادي واملعنوي احلكومي وصوال إىل رفع‬

‫‪1‬رشاد أمحد عبد اللطيف‪ ،‬أساليب التخطيط للتنمية‪ ،‬املكتبة اجلامعية‪ ،0000 ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪800‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫مستوى املعيشة لكل أفراد الوحدة احمللية ودمج مجيع الوحدات يف الدولة‪. 1‬‬
‫التنمية احمللية عموما هي استغالل املوارد احمللية إلقليم معني من خالل مشاركة‬
‫مجيع األطراف املعنية بصناعة القرار على املستوى احمللي إبتداءا من املواطن‪ ،‬القطاع‬
‫اخلاص‪ ،‬السلطات الالمركزية‪ ،‬اجملتمع املدين‪ ،‬كل ذلك من أجل االستجابة ملختلف‬
‫متطلبات اجلماهري احمللية بطريقة رشيدة‪ ،‬والعمل على النهوض مبختلف القطاعات‬
‫وفق خصوصية كل إقليم يف إطار سياسة حملية خاصة‪ ،‬ومدى انعكاس ذلك على‬
‫التنمية الشاملة‪.‬‬
‫مميزات وخصائص التنمية المحلية‪:‬‬
‫تتميز التنمية احمللية بالعديد من املميزات واخلصائص نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬املشاركة اجملتمعية للمجتمع احمللي يف عملية التنمية احمللية‪.‬‬
‫‪ -‬عملية منظمة ومقصودة‪.‬‬
‫‪ -‬االعتماد على القدرات واإلمكانيات احمللية‪.‬‬
‫‪ -‬هي عملية جوهرها اخلصوصية احمللية‪.‬‬
‫مبادئ ومرتكزات تنمية محلية‪:‬‬
‫تقوم التنمية احمللية على العديد من املبادئ واملرتكزات تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬االعتماد على االستغالل العقالين للموارد احمللية‪.‬‬
‫‪ -‬املشاركة كرهان إسرتاتيجي لتحقيق التنمية احمللية‪.‬‬
‫‪ -‬التخطيط الفعال‪.‬‬

‫‪1‬أمين عوده املعاين‪ ،‬اإلدارة المحلية‪ ،‬األردن‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،0080 ،‬ص ‪.886‬‬
‫‪803‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫‪ -‬التنسيق وخلق االنسجام بني خمتلف القطاعات‪.‬‬


‫‪ -‬الشمولية والتكامل‪.‬‬
‫أهداف التنمية المحلية‪:‬‬
‫هتدف التنمية احمللية إىل حتقيق مجلة من األهداف تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -‬النهوض مبختلف القطاعات على املستوى احمللي اجملال االقتصادي‪ ،‬اجملال‬
‫االجتماعي‪ ،‬اجملال الثقايف‪ ،‬اجملال التكنولوجي‪ ،‬اجملال التقين‪. ...‬‬
‫‪ -‬تعزيز قيم املشاركة الشعبية يف صناعة القرار وحتقيق تنمية حملية مستدامة‪.‬‬
‫‪ -‬بناء قدرات حملية فاعلة ووضع برامج وخطط إسرتاتيجية طويلة األمل‪.‬‬
‫‪ -‬حتقيق االنسجام والتوافق بني خمتلف املناطق‪.‬‬
‫‪ -‬القضاء على األزمات احمللية مثل أزمة اهلجرة الداخلية‪...‬‬
‫‪ -‬االستغالل العقالين الرشيد للموارد احمللية‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬دور الجماعات المحلية في تحقيق التنمية المحلية‬
‫المستدامة في الجزائر‪:‬‬
‫تعترب اجلماعات احمللية كفاعل أساسي يف حتقيق التنمية املستدامة وذلك وفق‬
‫املؤشرات املتفق عليها ويتضح ذلك من خالل ما أقره املشرع اجلزائري يف خمتلف‬
‫النصوص القانونية‪.‬‬
‫فهي تلعب دور هام يف جمال التنمية احمللية حيث منحت هلا كافة الصالحيات‬
‫اليت جيعل منها أداة خلدمة املواطن وحتقيق رغباته‪ ،‬وهذا لن يتأتى إال إذا كانت‬
‫البلدية متكاملة من حيث مواردها املادية والبشرية ال سيما املوارد املادية اليت تعترب‬
‫ضرورة لتمويل برامج التنمية احمللية‪ ،‬األمر الذي يدفع هذه اجلماعات إىل البحث‬

‫‪808‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫عن موارد إضافية‪ ،‬وترشيد النفقات بشكل يبعدها عن شبح العجز املايل لذا تعترب‬
‫برامج التنمية احمللية وسيلة أساسية يف تطبيق السياسة التنموية احمللية املنتهجة يف‬
‫ميدان التجهيز وتلبية االحتياجات االجتماعية املختلفة لسكان الوالية وهذا على‬
‫ضوء األهداف الوطنية الكربى املسطرة‪.1‬‬
‫ويتم تفعيل دور اجلماعات احمللية يف حتقيق التنمية احمللية من خالل تطبيق‬
‫مبادئ احلكم الراشد وذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪ -8‬المشاركة‪ :‬يعترب جوهر العملية التنموية هو املشاركة الشعبية لألفراد‬
‫احملليني يف صنع القرار احمللي باعتبارهم األدرى مبتطلبات األفراد‬
‫واحتياجاهتم‪ ،‬وكذا األدرى مبوارد املنطقة وخصوصيتها‪.‬‬
‫‪ -0‬الفعالية‪ :‬تعترب الفعالية ركن أساسي لنجاح أي عملية مهما كانت‬
‫بسيطة‪ ،‬لذافإنه ال بد فعالية أداء األفراد واملوظفني احمللني واملنظمات‬
‫احمللية‪.‬‬
‫‪ -3‬الشراكة‪ :‬مبعىن تشارك مجيع األطراف واملنظمات املركزية والالمركزية‪،‬‬
‫الرمسية وغري الرمسية حبيث جيب أن يكون تشارك وتعاون بني القطاع‬
‫اخلاص‪ ،‬احلكومة واجملتمع املدين‪ ،‬وجيب أن يتسم ذلك التشارك‬
‫بالفعالية‪.‬‬
‫‪ -8‬الرؤية اإلستراتيجية‪ :‬حبيث جيب أن تكون لدى صناع القرار احملليني‬
‫رؤى بعيدة األجل وعدم االكتفاء باخلطط والربامج اإلسرتاتيجية طويلة‬
‫املدى‪.‬‬

‫‪1‬سرير عبد اهلل رابح‪ ،‬المجالس المنتخبة كأداة التنمية المحلية‪ ،‬جملة املفكر‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪809‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫‪ -9‬العدل واإلنصاف‪ :‬حيث تنص كافة املواثيق الوطنية والدولية على‬


‫العدل واإلنصاف يف توزيع املوارد‪ ،‬وكذا حتقيق العدالة االجتماعية اليت‬
‫تعترب أساس التنمية املستدامة‪.‬‬
‫‪ -6‬الشفافية‪ :‬من اجل بلوغ األهداف وجناح املخططات بالصورة املطلوبة‬
‫ال بد من جتسيد بدأ الشفافية وإتاحة املعلومة للجميع يف الوقت‬
‫املناسب‪ ،‬ويعترب مبدأ الشفافية أساسا لتقريب املواطنني اإلدارة وتعزيز‬
‫الثقة بني احلاكم واحملكوم وكذا حماربة الفساد‪.‬‬
‫‪ -2‬المسائلة‪ :‬تعترب املسائلة سبيال لإلصالح وحماربة الفساد‪ ،‬حبيث جيب‬
‫أن خيضع كل مسئول أو صانع القرار من املسائلة باختالف أنواعها‪.‬‬
‫ويتمثل دور اجلماعات احمللية يف حتقيق التنمية احمللية يف خمتلف اجملاالت كما يلي‪:‬‬
‫‪ -8‬الميدان االجتماعي‪:‬‬
‫للبلدية والوالية دور فاعل ورئيسي يف امليدان االجتماعي وذلك من خالل‬
‫اخلدمات اليت تقدمها البلدية يف هذا امليدان وهي اخلدمات والوظائف اليت حيددها‬
‫القانون واليت من خالهلا حتقق التنمية احمللية اليت تنعكس بدورها على اجلانب القومي‬
‫والوطين وبتايل حتقيق التنمية املستدامة الشاملة ومن هذه اخلدمات ويدخل ذلك يف‬
‫إطار ما نص عليه التشريع اجلزائري من دستور وأوامر وقوانني خصت البلدية والوالية‪:‬‬
‫أ‪-‬التربية والتعليم ‪ :‬تقوم اجلماعات بدور رئيسي يف ميدان التعليم حيث تعمل‬
‫على توفري خمتلف اخلدمات اليت ختص ميدان الرتبية والتعليم واليت تدخل يف ميدان‬
‫اختصاصها وصالحياهتا من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬جتهيز خمتلف املؤسسات الرتبوية والتعليمية‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على دميومة واستمرارية هذه املؤسسات‪.‬‬

‫‪806‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫‪ -‬احلفاظ على نظافة وجتهيزات املؤسسات الرتبوية والتعليمية‪.‬‬


‫‪ -‬السهر على ترشيد تسيري املؤسسات التابعة هلذا امليدان واليت تدخل يف‬
‫ميدان اختصاصاهتا‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشراف والتقييم الدائم هلذه املؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬توفري اخلدمات الضرورية اليت حيتاجها قطاع الرتبية والتعليم مثل‪ :‬النقل‪،‬‬
‫اإلطعام املدرسي‪...‬‬
‫ب – السكن والتعمير‪ :‬تقوم اجلماعات احمللية يف ميدان السكن مبا يلي‪:‬‬
‫‪ -‬توفري السكن الالئق واملالئم ملختلف املواطنني‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على حتقيق العدالة والشفافية يف توزيع السكن‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير مشاريع السكن املختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬توفري السكنات اليت تتطابق ومعايري الوقاية والسالمة‪.‬‬
‫‪ -‬محاية الرتاث املعماري للمنطقة‪.‬‬
‫‪ -‬ترشيد التعامل مع املمتلكات العقارية واحلفاظ عليها‪.‬‬
‫ج ‪-‬الشباب والثقافة والسياحة‪ :‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬االهتمام بالرتاث الثقايف وصيانته‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء املرافق الثقافية الضرورية مثل دور الشباب‪ ،‬املسارح‪ ،‬املتاحف‪...‬‬
‫‪ -‬على التوعية الثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬تسيري خمتلف املرافق الثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع االبتكار واإلبداع‪.‬‬
‫‪ -‬توفري مناصب شغل للشباب‪.‬‬
‫‪802‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫‪ -‬توفري صيغ مالئمة لدعم الشباب‪.‬‬


‫‪ -‬متابعة خمتلف املشاريع والربامج الثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬احلفاظ على املواقع السياحية‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير ميدان السياحة وذلك ملا ميكن أن يقدمه هذا امليدان‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز احلوار والتعاون اجلواري‪.‬‬
‫د ‪-‬الصحة‪ :‬وتتمثل عموما يف‪:‬‬
‫‪ -‬احلفاظ على الصحة العمومية عن طريق توفري بيئة صحية مناسبة حلياة‬
‫طبيعية وصحية‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء املراكز واملؤسسات واملستشفيات احمللية واإلقليمية ومتابعة تسيريها‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على تطبيق واحرتام املعايري الصحية يف املاء‪ ،‬األكل‪ ،‬اجلو‪...‬‬
‫‪ -‬العمل على رفع مستوى الثقافة الصحية للمواطن عن طريق احلمالت‬
‫التوعوية‪.‬‬
‫‪ -‬احلفاظ على سالمة املواطنني من كل خطر صحي جديد انتشار فريوس‬
‫جديد مثال عن طريق التوعية والقيام بالتلقيح اليت تقوم هبا املصاحل القائمة‬
‫على الصحة يف اجلماعات احمللية‪.‬‬
‫‪ -‬التكفل ومساعدة األشخاص احملتاجة‪.‬‬
‫‪ -2‬المجال االقتصادي‪:‬‬
‫‪ -‬تسيري املرافق االقتصادية احمللية كاألسواق األسبوعية‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير الصناعات البديلة وتقوية القاعدة الصناعية للجماعات احمللية‪.‬‬
‫‪ -‬البحث عن موارد جديدة اليت تساهم يف تطوير اجلماعات احمللية‪.‬‬
‫‪804‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫‪ -‬االهتمام بتحقيق التنمية احمللية‪.‬‬


‫‪ -‬تطوير االهتمام بالزراعة وتشجيع املشاريع اليت تدخل يف هذا امليدان وذلك‬
‫لتحقيق التلبية احمللية للمواطنني إىل تزويد مناطق آخري‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام باألرياف والقرى عن طريق فك العزلة على املداشر والقرى من‬
‫خالل مد شبكة الطرقات واملواصالت‪ ،‬توفري املراكز القاعدية هلا املراكز‬
‫الطبية – املركز التعليمية‪-‬املساجد‪. ...‬‬
‫‪ -‬تشجيع التبادل واالستثمار اجلواري‪.‬‬
‫‪ -‬حماولة خلق مرافق للتمويل الذايت للبلديات والواليات أي خلق موارد مالية‬
‫جديدة‪.‬‬
‫‪ -3‬المجال البي ي‪ :‬تلعب الوالية والبلدية دورا كبريا يف حتقيق توازن بيئي مالئم‬
‫الذي من خالله ميكن لإلنسان أن حييا حياة بال أخطار وال أضرار وذلك من‬
‫خالل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬احلفاظ على البيئة الطبيعية الالزمة لعيش األفراد‪.‬‬
‫‪ -‬التوعية والرتبية البيئية‪.‬‬
‫‪ -‬احلفاظ على نظافة اجملال اجلوي‪ ،‬الربي والبحري من خالل احلفاظ على‬
‫النظافة الدائمة للبيئة‪.‬‬
‫‪ -‬احلفاظ على املساحات اخلضراء والعمل على خلق جماالت جديدة‬
‫كالغابات واحلدائق‪...‬‬
‫‪ -‬القيام بالعمل التوعوي وتشجيع املبادرات الفردية واجلماعية الرمسية والغري‬
‫رمسية للحفاظ على البيئة‪.‬‬

‫‪804‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫‪ -‬توفري املياه الصحية الصاحلة للشرب‪.‬‬


‫‪ -‬احلفاظ على نظافة احليز اجلغرايف للجماعات احمللية وترشيد التعامل مع‬
‫النفايات‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على محاية التوازن البيولوجي‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع املبادرات التطوعية اليت تعمل يف اجملال البيئي‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على حتقيق واحلفاظ على التهيئة اإلقليمية‪.‬‬
‫ميكن إختصار ما سبق ذكره يف الشكل املوايل‪:‬‬

‫دور الجماع ووات المحلي ووة ف ووي تحقي ووق التنمي ووة المحلي ووة‬
‫المستدامة‬

‫الجانب البي ي‬ ‫الجانب االقتصادي‬ ‫الجانب االجتماعي‬


‫تعتبو وور البي و ووة مو وون أولويو ووات‬ ‫مو و و و و وون خو و و و و ووالل قيو و و و و ووام‬ ‫ت وووفير مختل ووف المراف ووق‬
‫الجماع ووات المحلي ووة حي ووث‬ ‫الجماع و و و ووات المحلي و و و ووة‬ ‫الض و وورورية واالجتماعي و ووة‬
‫تعتبر سالمة صوحة اإلنسوان‬ ‫بتس و و و وويير المؤسسو و و و ووات‬ ‫القاعدية علوى المسوتوى‬
‫مو وون صو ووحة البي و ووة فالعالقو ووة‬ ‫االقتص و و و ووادية المحلي و و و ووة‬ ‫المحلي وتووفير مختلوف‬
‫بو ووين اإلنسو ووان والبي و ووة هو ووي‬ ‫كاألس و و و و و و ووواق م و و و و و و ووثال‪،‬‬ ‫الخو وودمات والمتطلبو ووات‬
‫عالقووة تووأوير وتووأور‪ ،‬انطالقووا‬ ‫باإلضو و ووافة إلو و ووى القيو و ووام‬ ‫االجتماعي و و و و و و ووة الت و و و و و و ووي‬
‫من هوذه العالقوة تعمو ج‪.‬م‬ ‫ببنو و وواء قاعو و وودة صو و ووناعية‬ ‫يحتاجه و ووا أي ف و وورد م و وون‬
‫عل و ووى تو و وووفير بي و و ووة صوو ووحية‬ ‫محليو و ووة وذلو و ووك بتطو و ووور‬ ‫س و ووكن‪ ،‬ص و ووحة‪ ،‬شو و ووغ‬
‫ونظيفو ووة مو وون خو ووالل القيو ووام‬ ‫المشو و وواريع االسو و ووتثمارية‬ ‫مؤسسو و و و ووات تعليميو و و و ووة‪،‬‬
‫بأعمو و ووال النظافو و ووة‪ ،‬حمايو و ووة‬ ‫واالهتم و ووام بالص و ووناعات‬ ‫ترفيهية‪...‬والس ووهر عل ووى‬
‫الغطاء النباتي‪.‬‬ ‫المحليو و و و و و ووة وبالتو و و و و و ووالي‬ ‫حوكمة تسييرها‬
‫المسو و وواهمة فو و ووي تو و وووفير‬
‫مناصب شغ ‪.‬‬
‫‪830‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫معيقات دور الجماعات المحلية في تحقيق التنمية المحلية في الجزائر‪:‬‬


‫‪ -‬العوام المادية والمالية‪ :‬مثل ضعف املوارد املالية لبعض الوحدات احمللية‪...‬‬
‫‪ -‬العوام الثقافية ‪ :‬املعتقدات واألعراف املرتسخة لدى أفراد اجملتمع احمللي مثل‬
‫الوالء ملن ال ميلكون الكفاءة والقدرة على التسيري والتنظيم‪.‬‬
‫‪ -‬العوام االجتماعية‪ :‬الرتكيبة غري املتجانسة للسكان‪ ،‬ارتفاع املفرط وغري‬
‫املنتظم الكثافة السكانية‪...‬‬
‫‪ -‬العوام السياسية‪ :‬مثل الصراعات الطائفية‪ ،‬الصراعات السياسية من أجل‬
‫الوصول للسلطة‪ ،‬ضعف دور الفواعل غري الرمسية‪ ،‬ضعف املشاركة السياسية‪.‬‬
‫‪ -‬العوام التنظيمية‪ :‬مثل عدم كفاءة اإلداريني الراجع للعديد من األسباب‬
‫التكوين‪ ،‬التدريب‪. ...‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫تلعب اجلماعات احمللية دورا بارزا يف حتقيق التنمية املستدامة واملسامهة يف‬
‫تطور الشعوب والدول وهو األمر الذي أثبتته العديد من الوحدات احمللية يف‬
‫العديد من الدول اليت تعترب منوذجا ناجحا يف هذا اجملال‪ ،‬وذلك العتبار‬
‫اجلماعات احمللية اخللية الالمركزية للدولة واليت تكون على قرب كايف من املواطن‬
‫من السلطة املركزية وبتايل فهي متلك القدرة الكافية على معرفة متطلبات املواطنني‪،‬‬
‫انشغاالهتم واحتياجاهتم هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى معرفة خصوصيات‬
‫ومميزات املقاطعات احمللية وبتايل معرفة كيفية استغالل والتعامل مع هذه املناطق‬
‫كل حسب خصوصيته وهو ما ينتج عن القدرة على االستجابة ملتطلبات‬
‫املواطنني وتوفري اخلدمات الضرورية ومن مت حتقيق التنمية احمللية اليت ستنعكس‬
‫حتما على املستوى الوطين وتكون عامال يف حتقيق التنمية املستدامة الشاملة‪.‬‬
‫‪838‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫أوالا‪ :‬النصوص التشريعية‬
‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية‪ ،‬دستور ‪.8446‬‬
‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية‪ ،‬القانون رقم ‪ 02-80‬املؤرخ يف ‪ 08‬فيفري ‪0080‬‬
‫املتعلق بالوالية اجلريدة الرمسية رقم ‪ 80‬الصادرة يف ‪ 04‬فيفري ‪ ،0080‬املادة‬
‫األوىل‪.‬‬
‫واني ا‪ :‬الكتب‬
‫امحد حميو‪ ،‬ت‪ :‬حممد عرب صاصيل‪ ،‬محاضرات في المؤسسات‬ ‫‪-8‬‬
‫اإلدارية‪ ،‬الجزائر‪ :‬ط‪ ،3‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪.8446،‬‬
‫أمحد عبد اللطيف رشاد‪ ،‬أساليب التخطيط للتنمية‪ ،‬املكتبة اجلامعية‪،‬‬ ‫‪-0‬‬
‫‪.0000‬‬
‫بوضياف عمار‪ ،‬التنظيم اإلداري في الجزائر بين النظرية والتطبيق‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الجزائر‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪.0080 ،‬‬
‫فريك بشري‪ ،‬منتخبو البلديات مفسدون أو ضحايا‪ ،‬ط‪ ،8‬اجلزائر‪ ،‬مركز‬ ‫‪-8‬‬
‫الشروق لإلنتاج والنشر اإلعالمي‪.0088 ،‬‬
‫حسني الطراونة صفوان املبيضني وعبد اهلادي توفيق‪ ،‬املركزية والالمركزية في‬ ‫‪-9‬‬
‫تنظيم اإلدارة المحلية األردن‪ ،‬دار اليازوين العلمية للنشر والتوزيع‪.0088 ،‬‬
‫عادل حممود محدي‪ ،‬االتجاهات المعاصرة في نظم اإلدارة المحلية‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العريب‪.8423 ،‬‬
‫‪ -2‬عبد الغين بسيوين عبد اهلل‪ ،‬التنظيم اإلداري دراسة مقارنة للتنظيم اإلداري‬
‫الرسمي والتنظيم هير الرسمي‪ ،‬إلسكندرية‪ :‬منشأة املعارف‪.0008 ،‬‬

‫‪830‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫‪ -4‬عبد الرمحن اهلييت نوزاد وإبراهيم املهندي حسن‪ ،‬التنمية المستدامة في دولة‬
‫قطر اإلنجازات والتحديات‪ ،‬ط‪ ،8‬قطر‪ ،‬اللجنة الدائمة للسكان ‪.0004،‬‬
‫‪ -4‬علي حممد الصغري‪ ،‬اإلدارة المحلية الجزائرية‪ ،‬اجلزائر‪ :‬دار العلوم للنشر‬
‫والتوزيع‪.0083 ،‬‬
‫والثا‪ :‬المقاالت‬
‫أوصاحل عبد احلليم‪ ،‬دور االتفاقيات البي ية الدولية في حماية األنظمة‬ ‫‪-8‬‬
‫البي ية الهشة في ظ ضوابط التنمية المستدامة " دراسة حالة الدول العربية‬
‫التابعة لمنظمة األسكوا‪ ،‬جملة ملفات األحباث يف االقتصاد العدد الرابع‪ ،‬ج‪،8‬‬
‫‪،0089‬‬
‫‪- 0‬بن شعيب نصر الدين مصطفى شريف‪ ،‬الجماعات المحلية ومفارقات التنمية‬
‫المحلية في الجزائر‪ ،‬جملة الباحث‪ :‬العدد ‪.0080 ،80‬‬
‫‪ – 3‬بوبوش حممد‪ ،‬اجمللة الدولية العدد الثالث‪.0002 ،‬‬
‫‪- 8‬عبد النور ناجي‪ ،‬نحو تفعي دور اإلدارة المحلية الجزائرية لتحقيق التنمية‬
‫الشاملة‪ ،‬جملة أكادمييا‪ ،‬العدد األول جانفي ‪.0083‬‬
‫‪- 9‬عابدين ع‪.‬املصري‪ ،‬الفكر التنموي في مقدمة ابن خلدون دراسة تحليلية‬
‫مقارنة لالتجاهات النظرية المفسرة لعملية التنمية الحضرية ولدراسة‬
‫مؤشر تطور التنمية مع الزمن‪ ،‬جملة جامعة دمشق للعلوم اهلندسية‪ ،‬اجمللد‬
‫اخلامس والعشرون‪ ،‬العدد ‪.0004‬‬
‫‪- 6‬عبد اهلل رابح سرير‪ ،‬المجالس المنتخبة كأداة التنمية المحلية‪ ،‬جملة املفكر‪،‬‬
‫العدد السابع‬

‫‪833‬‬
‫مجلة الشريعة والاقتصاد ‪ ..‬العدد ‪---------------------------------------------------- 01‬‬

‫‪- 2‬غريب حممد‪ ،‬أي تنمية مستدامة في العالم العربي اإلسالمي؟‪ ،‬جملة أكادمييا‪،‬‬
‫العدد األول جانفي ‪.0083‬‬
‫‪- 8‬التنمية المستدامة في الوطن العربي بين الواقع والمأمول‪ ،‬اإلصدار احلادي‬
‫عشر ملركز اإلنتاج العاملي جلامعة امللك عبد العزيز‪ ،‬جامعة امللك عبد العزيز‪،‬‬
‫وكالة اجلامعة للدراسات العليا والبحث العلمي‪ 8806 ،‬ه‪.‬‬
‫رابع ا‪ :‬المذكرات‬
‫‪- 8‬عقون شراف‪ ،‬سياسات تسير الموارد البشرية بالجماعات المحلية‪ ،‬دراسة‬
‫حالة بوالية ميلة‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف علوم التسيري‪،‬‬
‫جامعة منتوري قسنطينة‪ :‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪-0006 ،‬‬
‫‪.000‬‬
‫‪- 0‬فالح أمينة‪ ،‬دور النيباد في تفعي الحكم الراشد والتنمية المستدامة في‬
‫إفريقيا‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف العلوم السياسية والعالقات‬
‫الدولية جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬فرع دميقراطية ورشادة‪.0088 ،_0080 ،‬‬
‫‪ -8‬فرميش مليكة‪ ،‬دور الدولة في التنمية دراسة حالة الجزائر‪ :‬حبث مقدم لنيل‬
‫شهادة دكتوراه علوم يف العلوم السياسية والعالقات الدولية ختصص تنظيم‬
‫سياسي وإداري‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية قسم العلوم السياسية‪،‬‬
‫‪.0080-0088‬‬
‫خامسا‪ :‬التقارير‪ :‬تقرير التنمية اإلنسانية العربية لعام ‪.0000‬‬

‫‪838‬‬

You might also like