Professional Documents
Culture Documents
المقدمة
أضحت تحتل الجماعات مكانة دستورية 1وتنظيمية 2ووظيفية 3مهمة ،وتعد شريكا
ترابي للدولة ،في بلورة وتنفيذ المشاريع التنموية واالستثمارية على المستوى الترابي،
وتشكل البنية األساسية في النظام الالمركزي بالمغرب باعتبارها وحدة ترابية تتمحور حولها
المشاريع التنموية االقتصادية واالجتماعية والثقافية.4
: 1خصص لها دستور 2011بابا تحث عنوان الجماعات الترابية والجهات ،ونص على مبادئ دستورية ،كمبدأ التدبير
الحر ،والتفريع ،ومبدأ التعاون ،والتدبير التشاركي ،الفصل 135و.137 .136
: 2عبر إصدار ثالثة قوانين تنظيمية التي تعتبر مكملة ومفسرة للمبادئ الدستورية الترابية ثم مترجمة للمكانة الدستورية
التي أضحت تحتلها الجماعات الترابية.
: 3منحها المشرع المغربي عدة وظائف واختصاصات ذاتية ومشتركة ومحولة ،وعدة اليات لتحقيق التنمية الترابية،
:4نجيب المصمودي :القانون التنظيمي الجديد للجماعات ،نحو تدبير عمومي ترابي جديد بالمغرب ،منشورات سلسلة
الحكامة الترابية ودراسة السياسات العدد 2مطبعة االمنية الرباط الطبعة األولى سنة 2017ص .50
المطلب األول :األدوار التنموية للجماعات في ضوء اختصاصاتها الذاتية.
تتعدد مجاالت تدخل الفاعل الترابي على المستوى المحلي ،وذلك راجع الى تعدد
وتنامي حاجيات األفراد ،وتتوزع مجاالت التنمية المحلية على المستوى االقتصادي
واالجتماعي والثقافي والبيئي.5
يعد المجال الفالحي والنشاط السياحي والصناعة التقليدية مجاالت حيوية للجماعات
الترابية للمساهمة في تحقيق التنمية المحلية.
يشكل دعم وتشجيع القطاع الفالحي مدخال نحو تحقيق التنمية المحلية ومن تجلياته
نذكر برنامج سقي مليون هكتار ،ثم إحداث صندوق القرض الفالحي ومراكز االستثمار
الفالحي ،وذلك من أجل تقديم مختلف المساعدات والتسهيالت واإلرشادات والقروض،
إضافة إلى اإلعفاءات الضريبية الممنوحة للقطاع الفالحي ،زيادة على المخطط األخضر
للفالحة الذي جاء ليواكب التطورات وتحسين مردودية الفالحة بصفة عامة والفالح بصفة
خاصة.
وتعتبر الجماعات عضوا فاعال في تسيير مراكز التجهيز الفالحي حيث تتدخل من أجل
إعداد وتهيئة القطاع الفالحي السقوي ،عن طريق تخصيص اعتمادات في الميزانيات لبناء
:5سعيد جفري :قانون الجماعات الترابية ،مطبعة األمنية – الرباط ،نشر وتوزيع مكتبة الرشاد سطات ،الطبعة األولى
سنة ،2017ص .170
قنوات الري لترشيد استعمال عمليات السقي ،كما أن مجالس الجماعات يمكنها كذلك مساعدة
المزارعين في تطوير طرق ووسائل الري أمام ندرة المياه.6
كما يعتبر رؤساء المجالس أعضاء في المجلس اإلداري لمراكز األشغال للمجلس
اإلقليمي للغابات ،حيث يتم إخبارهم وإشراكهم في جميع األنشطة الفالحية وتربية المواشي
واإلعداد الهيدرو مائي واالستثمار الغابوي بالجماعة.7
سواء تعلق األمر بالجهة والعمالة أو األقاليم أو الجماعات ،فإنها أصبحت من الفاعلين
والمتعاملين االقتصاديين إلى جانب الدولة والخواص في إطار التوجهات الجديدة لدعم
وتثبيت الالمركزية ،وتفعيل سياسة القرب واالستجابة لمتطلبات المجهود الوطني الخاص
بالتنمية الشاملة.
فالجماعة الترابية يبقى على عاتقها عبء التدخل لتهيئ الظروف المالئمة لجلب
االستثمار في القطاع الصناعي ،وأيضا خلق مناطق األنشطة االقتصادية التي تشمل المناطق
الصناعية ،كما تقوم بتجهيز هذه المناطق بالتجهيزات الضرورية من طرق وكهرباء...
ونظرا لضعف ميزانية أغلب الجماعات بالمغرب وعدم كفاية فائضها أو انعدامه ،يتم
تجهيز وإعداد المناطق الصناعية عن طريق الحسابات الخصوصية خارج الميزانية
االعتيادية ،عن طريق القروض سواء صندوق التجهيز الجماعي أو من األبناك الوطنية
والدولية.8
هذا التعدد في التدخل يرجع إلى عدة فاعلين ،فمن حيث الموافقة على هذه المناطق
تكون الجهة المختصة هي لجنة حكومية يرأسها رئيس الحكومة ،وعضوية كل من وزير
الداخلية باعتباره الوصي على الجماعة الترابية ووزير المالية والسكنى ومدير مكتب التنمية
الصناعية ،ومدير صندوق اإليداع والتدبير ،والوكالة العقارية ،وتقوم هذه اللجنة بتحديد ثمن
البيع وبالتالي دراسة المشاريع المزمع إحداثها داخل هذه المناطق ،ثم حجم هذه االستثمارات
المراد توظيفها.
والمالحظ هو غياب تمثيلية الجماعات عن هذه اللجنة رغم أن المناطق الصناعية تقع
داخل تراب الجماعة الترابية المعنية ،لكن رغم ذلك يبقى للجماعة الترابية دورها وتأثيرها
في إحداث المناطق الصناعية وذلك لوقوعها داخل النفوذ الترابي للجماعة المعنية ،هذا
إضافة إلى المستثمر سيدخل في عالقات وإجراءات إدارية مع الجماعة ،ورغم هذه
الصالحيات التي خولت للجماعات فيما يخص إحداث المناطق الصناعية أو المناطق ذات
األنشطة االقتصادية فإنها تبقى غير كافية ،ويجب أن تمنح لها المزيد من الصالحيات
وإشراكها في كل ما يتعلق بإحداث هذه المناطق وفي كل عمليات اتخاذ القرار بشأن إنجازها.
يتجلى دور الجماعات هنا من خالل إبرام اتفاقيات الدعم والتعاون مع الجمعيات العاملة
في حقل الصناعات التقليدية سواء منها تلك المتعلقة بالرجال (كالبناء ،النجارة ،صباغة
المباني ،الزليج ،الزجاج ،الترصيص الدباغة ،الخرازة ،المصنوعات الجلدية ،الخزف،
النقش على الجبص ،النقش على العود ،الفخار ،صناعة األجور ،منتوجات النباتات المتجددة
كالحصير والقنب والصابة )...أو تلك المتعلقة بالنساء (كالطرز ،الحالقة ،الحلويات.9)...
:9محمد بوجيدة :تداخل اختصاصات الدولة والجماعات المحلية بين القانون والممارسة العملية منشورات المجلة المغربية
لإلدارة المحلية والتنمية سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية عدد ،78الطبعة األولى ،2008ص.509
د :الجماعات وتشجيع المجال التجاري المحلي.
أعطيت للجماعات صالحيات بموجب القانون التنظيمي رقم 113/14في هذا المجال،
حيث لم يعد هناك مجال للجماعة للتملص من واجباتها ،بل أصبح يتحتم عليها اإلشراف على
األسواق التجارية كأسواق الجملة والحبوب والسمك والمواشي والمجازر باعتبارها مرافق
جماعية اقتصادية ومصدر موارد مالية لميزانياتها ،وال ينحصر تدخل الجماعات في
اإلشراف فقط بل وإحداث األسواق سواء تعلق األمر باألسواق الممتازة بالنسبة للمدينة ،وهو
ما من شأنه أن يدر مداخيل هامة للجماعة من خالل كراء المحالت التجارية أو االحتالل
المؤقت للملك العمومي بالنسبة لألسواق األسبوعية ،كما أن قلة مناصب الشغل في القطاع
العمومي والخاص والزيادة الديمغرافية وقلة االستثمارات أدت النتشار البطالة ،وبالتالي تفاقم
ظاهرة الباعة المتجولين مما أدى إلى فوضى التجارة الصغيرة ،مما حتم على الجماعة
التدخل إلحداث أسواق مختلفة المتصاص العديد من العاطلين.10
يتوفر المغرب على مؤهالت سياحية مهمة ،ومن أجل استغالل هذه األخيرة وتوظيفها في
خدمة التنمية االقتصادية واالجتماعية تم تأسيس وزارة خاصة بالسياحة إضافة إلى التشجيع
الذي يلقاه االستثمار الخاص في هذا القطاع بحيث لم يعد من الممكن معه تهميش دور
الجماعات في هذا المجال ،خاصة وأن أي مشروع سياحي أقيم بأي مكان البد أن يوجد
داخل الحيز الترابي لجماعة من الجماعات ،وهو ما يجعلها معنية بكيفية أو بأخرى بالقطاع
السياحي ،وعلى كل مشروع يعني إنجازه من طرف الدولة أو أي جماعة أو مؤسسة عمومية
أخرى بتراب الجماعة ،باإلضافة إلى إعطاء صالحية اتخاذ أي قرار أو تدبير يتعلق بتنمية
الجماعة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ،وهذه دعوة صريحة للجماعات للعمل على إحداث
11
المشاريع التنموية بترابها
تعتبر الصحة العامة مكونا من مكونات النظام العام ،بحيث ال يمكن أن يتحقق ويستقر
هذا النظام داخل أي مجتمع أو دولة دون إعطاء العناية الالزمة لصحة المجتمع ،ومحاربة
كل األوبئة واألمراض ،حيث أصبح إشباع الحقوق االجتماعية كالحق في الصحة والحق في
التعليم يعتبر من طرف البنك الدولي عنصرا من عناصر التنمية البشرية ومحفزا للتنمية
االقتصادية.
كما أن المشرع المغربي منح لرؤساء الجماعات صالحية ممارسة مهام الشرطة
اإلدارية الجماعية التي كانت من قبل من اختصاص رجال السلطة ،حيث أصبحت للجماعة
دور في إنجاز وتجهيز المستوصفات والمراكز االستشفائية ،حيث يتجلى الدور المهم
ويتحدد دور هذه المكاتب من خالل مراقبة المواد الغذائية والتأكد من صالحيتها عن
طريق التحليالت والفحوص ومراقبة المياه المخصصة للشرب أو االستعمال أو السقي،
وكذلك المؤسسات العمومية والمقاهي والفنادق والمطاعم والحمامات ودور السينما وكل
المحالت العمومية وحتى الخصوصية ،إضافة إلى االختصاص العام في ميدان الوقاية
الصحية والتطهير كمحاربة الحشرات والحيوانات الضالة وداء الكلب ،وإذا كان المتتبع
لوضعية الصحة العمومية يرى أن هناك توجهات حالية تميل إلى إشراك الخواص في هذا
القطاع.
وفي اعتقادنا المتواضع أن ضبط أمور الصحة العمومية سيظل بيد الدولة والجماعات
الترابية ،والسيما أن الصحة العمومية تدخل ضمن مكوناته النظام العام ،وتفويتها للخواص
من شأنه أن يحدث خلخلة بالنظام العام خاصة وأن القطاع الخاص يطغى عليه هاجس الربح،
مما يعرض فئات اجتماعية كبيرة إلى فقدان حقها في التطبيب والصحة ،وهذا يتجلى في
تلقيح األطفال والنساء اللواتي في سن الحمل ضد األمراض الفتاكة ،وكذا القيام بحمالت
التوعية ضد السلوكات التي تضر بالصحة العمومية ،غير أن ضعف اإلمكانيات والوسائل
المالية والبشرية من شأنه أن يقلص دورها.14
ثانيا :السكن.
يمكن للجماعات الترابية على العموم والمجالس الحكومية على الخصوص أن تتدخل في
الميادين التي تهم تعزيز تأطير الجماعات ،تهيئ المحالت للمستثمرين الشباب كإجراء أولي
لخلق مقاوالت ،برامج اإلنعاش الوطني.
تشجيع المستثمرين الشباب ،حيث يمكن للجماعات المساهمة في خلق فرص للشغل
عن طريق تهيئ محالت المستثمرين الشباب ،16خاصة بالمناطق ذات األنشطة
االقتصادية كإجراء أولي لخلق مقاوالت وذلك بتعاون مع وزارة الصناعة
والتجارة.
خلق فرص لشغل في القطع الخاص.17
تقوم الجماعات الترابية بمنح الشواهد والوثائق اإلدارية المختلفة التي يطلبها المواطنون،
منح الوثاق المتعلقة بالحالة المدنية ،تصحيح اإلمضاءات ومطابقة النسخ ألصولها ،منح
الرخص المتعلق بالمؤسسات المضرة أو المزعجة أو الخطيرة وأيضا تنظيم ومراقبة مرفق
النقل الحضري من خالل:
تنظيم ومراقبة المحطات الطرقية ومحطات وقوف حافالت المسافرين وحافالت النقل
العمومي وسيارات األجرة وعربات نقل البضائع.
تنظيم السير والجوالن والتشوير الطرقي.
المساهمة في تمويل العجز الذي تعاني منه وكاالت النقل الحضري لضمان توازنها
المالي من أجل تحسين خدماتها.
السهر على توفير أحسن وبأسعار منخفضة في مجال النقل المدرسي والجامعي.
تنظيم مرافق نقل اللحوم واألسماك والخضر.
تنظيم مرافق الجنائز ودفن الجثث
تنظيم مرافق نقل المرضى والجرحى.
م شاركة الجماعات الترابية المعنية في الخلية الجهوية المكلفة بتتبع قطاع النقل
الحضري على مستوى الجهة.
مشاركة الجماعات الترابية المعنية في الخلية اإلقليمية المكلفة بتتبع قطاع النقل
الحضري على مستوى العماالت واألقاليم.18
سادسا :في ميدان التجهيزات واألعمال االجتماعية والثقافية.
:18محمد بوجيدة :تداخل اختصاصات الدولة والجماعات المحلية بين القانون والممارسة العملية ،مرجع سابق
ص.507-506
المركبات الثقافية والمكتبات الجماعية والمتاحف والمسارح والمعاهد الفنية والموسيقية
وحضانة وروض األطفال.
يقوم بكل أعمال المساعدة والدعم والتضامن وكل عمل ذي طابع إنساني أو إحساني ولهذه
الغاية يبرم شراكة مع المؤسسات والمنظمات غير الحكومية والجمعيات ذات طابع اجتماعي
وإنساني.
يساهم في إنجاز برامج لمساعدة والدعم واإلدماج االجتماعي لألشخاص المعاقين وكل
الفئات التي توجد في وضع صعب ،يساهم في الحفاظ على خصوصيات التراث الثقافي
المحلي وإنعاشها.
هكذا يالحظ أن التعابير واأللفاظ المستعملة للداللة على االختصاصات الذاتية للجماعات
تبقى غامضة ،فما معنى التجهيز الجماعي؟ كما أن المناظرات الوطنية حول الجماعات
الترابية اختلفت في تحديدها لمحتوى التجهيز الجماعي ،نفس االختالف يحصل لدى الباحثين
والمهتمين بالشأن العام المحلي وعلى مستوى الممارسة العملية.
يضاف إلى ما سبق أن التبويب الجديد لميزانيات الجماعة الترابية بخصوص نفقاتها
(التبويب الوظيفي) يدرج بدون تمييز بين أصنافها ،وبينها وبين الدولة كل التجهيزات ضمن
التجهيزات التابعة لها بما في ذلك المساجد والسدود والمؤسسات التعليمية.19
الفقرة األولى :االختصاصات المشتركة بين الدولة والجماعات و ضمان للتنمية الترابية
أضف إلى ذلك صعوبة االكتفاء بتقديم اآلراء واالقتراحات أو الملتمسات بخصوص
مختلف القضايا لعدم الفصل بدقة بين اختصاصاتها واختصاصات غيرها ،وبتعبير آخر ال
تعرف متى تقرر ومتى تقترح أو تبدي الرأي ،علما أنه بإمكان المجلس االقتراح فقط.
والبأس كذلك من ذكر تلك االختصاصات ،ذلك أن المجلس يقترح على الدولة واألشخاص
المعنوية األخرى الخاضعة للقانون العام األعمال الواجب القيام بها بإنعاش التنمية
االقتصادية واالجتماعية والثقافية للجماعة ،إذا كانت هذه األعمال تتجاوز نطاق
اختصاصاتها أو تفوق الوسائل المتوفرة لديها ،كما يطلع المجلس مسبقا على كل مشروع
ت قرر إنجازه من طرف الدولة أو جماعة أو هيئة عمومية أخرى بتراب الجماعة ،إذا كان من
شأن تحقيقه أن يرتب تحمالت على كاهل الجماعة أو يمس بالبيئة كما يبدي رأيه أيضا حول
سياسات وتصاميم إعداد التراب والتعمير في حدود التراب الجماعة.20
االختصاصات المحولة أو القابلة للنقل من الدولة الى الجماعات الترابية ليست مجرد
إعالن عن نية المشرع تحويل بعض اختصاصاته لفائدة الجماعات ،بل إن بعضها ورد كذلك
في مجال االختصاصات القابلة للنقل إلى العماالت أو األقاليم أو الجهات في النصوص
المنظمة لها ،ولم تخل بدورها من الغموض واإلبهام بسبب استعمال صيغ فضفاضة بشأنها،
بل إن بعضها تمارسه الجماعات منذ فترة قديمة كإنجاز التشجير وصيانة المنتزهات ،أضف
إلى ذلك أن المنتزهات وردت أيضا من االختصاصات الذاتية المنصوص عليها في المادة
90من القانون التنظيمي الجديد 14-113للجماعات.21
يتضح لنا من خالل عرضنا لمجاالت تدخل الجماعات الترابية والتي أصبحت أداة
حقيقية البد منها لتحقيق التنمية المحلية ،مع ضرورة إعادة توزيع وتنويع األهداف والوسائل
الكفيلة بصياغة تنمية مستدامة قادرة على الدفع بعجلة النمو والرخاء االقتصادي لجميع
المواطنين ،وذلك لتفادي القصور الكبير والعجز الواضح في إشباع الحاجيات العامة.23
الخاتمة
يتضح ان المبادئ الدستورية تعتبر بمثابة دستور ترابي مهيكل نمية للجماعات ثم دور
األلية التخطيطية في تحقيق التنمية المحلية بشكل تراعي فيه حاجيات وخصوصيات النطاق
الترابي المحلي ،ثم اهمية ودور المرتكز المالي للجماعات باعتباره ألية مادية تجعل
:22المادة 87من القانون التنظيمي الجديد 14-113للجماعات.
: 23سعيد جفري :الجماعات الترابية بالمغرب ،مرجع سابق ص .181
و األساس التنظيمي الجماعات قادرة على تنفيذ برامجها ،ودور المرجعية القانونية
للجماعات في رسم االختصاصات التنموية للجماعات ،والدي عرف تطورا ملموسا على
مستوى االختصاصات والمهام وذلك قصد تمكينها من أداء أدوارها التنموية واالستجابة
لحاجيات السكان ،حيث خولها المشرع عدة امكانيات مالية وبشرية وقانونية ألداء مهامها .
إال أنه رغم تقدم النص القانوني في الرفع من مكانة ودور الجماعات فإنها الزالت
تعرف عدة تحديات هيكلية وبنيوية تحد من فعاليتها في مجال التنمية المحلية ،سواء على
مستوى تقادم النصوص القانونية أو تداخل االختصاصات والمهام ،أو تعدد مظاهر
ومستويات الرقابة ،مما نتج عنه ضعف التنسيق وتضارب المواقف في معالجة االشكاالت
التنموية في واقع الجماعات سواء على مستوى التدبير أو التجهيزات أو التنسيق في
ممارستها الختصاصاتها.