‫"قـانـون عــام ‪ :‬السداسي السادس"‬

‫مادة تنظيم المجال‬

‫‪ϊϗϭϣ΍ϭέϭί‬‬ ‫وإعداد التراب‬
‫‪H%RLNFRP‬‬
‫احملاضرة رقم ‪6‬‬
‫دة ‪ .‬مارية بوجداين‬ ‫السنة اجلامعية‪2021/2020 :‬‬
 ‫الهيئات المتدخلة على المستوى الترابي‬
‫البد من اإلقرار على أن الدولة التي كانت تخطط لكل شيء وكل القرارات تأتي من العاصمة‪،‬‬
‫أصبحت اليوم عاجزة عن القيام بذلك‬
‫ولهذا فإن المؤسسات المحلية‬ ‫ويرجع ذلك أيضا للنمو‬ ‫والعودة إلى الفاعلين المحليين‬
‫ملقى على عاتقها تنفيذ‬ ‫الديمغرافي واتساع المجال‪،‬‬ ‫أصبح ضرورة ملحة وذلك‬
‫التوجهات والسياسات المبرمجة‬ ‫وارتفاع الحاجيات والمطالب‪،‬‬ ‫طبعا راجع إلى عدة أسباب‬
‫على المستوى الوطني مع التمتع‬ ‫أدى كذلك إلى الوعي بمفاهيم‬ ‫منها تنامي المد الديمقراطي‬
‫بقدر كبير من الحرية في التنفيذ‬ ‫والديمقراطية‬ ‫المحلية‬ ‫الرافض للنظام الشمولي‬
‫مع هامش اإلبداع واالبتكار‬ ‫التشاركية‪ ،‬ومفهوم الجهوية‬ ‫والمناداة بضرورة إشراك‬
‫واإلجابة عن كل اإلشكاالت‬ ‫الذي بدأ يتنامى وينادي‬ ‫النخب المحلية في عملية‬
‫المحلية وذلك عند تبني مفاهيم‬ ‫بضرورة إعطاء الفرصة‬ ‫اتخاذ القرار وذلك بهدف‬
‫التآزر والتعاون والتشارك بين‬ ‫للمحلي والجهوي للتدبير‬ ‫الالمركزي‬ ‫تعميق البعد‬
‫كل المتدخلين المحليين وبتنسيق‬ ‫الديمقراطي لشؤونه‬ ‫كاختيار إستراتيجي ونهج‬
‫كذلك مع الفاعلين المركزيين في‬ ‫مبادئ‬ ‫لتجسيد‬ ‫سياسي‬
‫أفق التأسيس للتعاون بين‬ ‫الديمقراطية وانسجاما مع‬
‫المحيط والمركز‬ ‫روح الدستور‪.‬‬
 ‫الهيئات الترابية‬

‫الجماعات وتدبير المجال‬ ‫‪01‬‬

‫دور العماالت واألقاليم في تدبير‬
‫المجال‬ ‫‪02‬‬
‫دور الجهة في تدبير المجال‬ ‫‪03‬‬
 ‫الجماعات وتدبير المجال‬
‫‪02‬‬
‫فبعد هذا الميثاق‪ ،‬اتجهت اإلصالحات القانونية إلى‬
‫الجماعات الترابية‪ ،‬و ذلك بصدور القانون ‪78.00‬‬
‫سنة ‪ 2002‬و الذي تم تغييره و تتميمه بالقانون‬
‫‪ 17.08‬الصادر بموجب الظهير الشريف‬
‫‪ 1.08.153‬يوم ‪ 18‬فبراير سنة ‪ ،2009‬الذي‬
‫عمل على مشاريع إعداد التراب وتدبير المجال‬
‫المحلي‪ ،‬وذلك وفق مجموعة من النصوص‬
‫القانونية‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 38‬منه على توجيه‬
‫التهيئة العمرانية‪ ،‬و السهر على احترام كل الوثائق‬
‫المتعلقة بإعداد التراب و التعمير‬
‫‪01‬‬
‫الجماعات هي عبارة عن وحدة ترابية محلية تتمتع‬
‫بالشخصية القانونية واالستقاللي المالي واإلداري‪.‬‬
‫ولقد كانت الجماعة بالمغرب ومنذ زمن طويل ذات‬
‫اختصاص وحيد مرتبط أساسا بالتدبير مثال على‬
‫احترام االختيارات و الضوابط المقررة في المخطط‬
‫اإلداري دون اهتمام حقيقي بما هو اقتصادي يعني‬
‫أي اهتمام تنموي‪ .‬لكن وبعد المراجعة التي عرفها‬
‫الميثاق الجماعي لسنة ‪ ،1976‬أصبحت الجماعة‬
‫وبحكم القانون عامال داعما للتنميتين االجتماعية‬
‫واالقتصادية‪.‬‬
 ‫يتبين من خالل الفصلين ‪ 137‬و‪ 143‬من الدستور أن الجماعات الترابية بما فيها الجماعات‪ ،‬تتوفر على‬
‫أساس دستوري يحدد مجال تدخلها في تفصيل السياسات العامة للدولة‪ ،‬وكذا إعداد سياسات عمومية‬
‫ترابية‪ ،‬إضافة إلى تتبع وإعداد برامج التنمية الجهوية أو التصاميم الجهوية إلعداد التراب‪.‬‬

‫في اطار االختصاصات المنقولة يمكن للجماعة أن تقوم‬ ‫تختص الجماعة في ميدان التعمير بتنفيذ مقتضيات‬
‫بحماية و ترميم المآثر التاريخية و التراث الثقافي و الحفاظ‬ ‫تصميم التهيئة و مخطط التنمية القروية بخصوص فتح‬
‫على المواقع الطبيعية‪ ،‬وإحداث و صيانة المنشآت‬ ‫مناطق جديدة للتعمير وفقا لكيفيات و شروط تحدد‬
‫و التجهيزات المائية الصغيرة و المتوسطة‪.‬‬ ‫بقانون‬

‫تقوم الجماعة بإحداث وتدبير المرافق‬ ‫حيث تشتمل على اختصاصات ذاتية‬
‫والتجهيزات العمومية الالزمة لتقديم‬ ‫و اختصاصات مشتركة مع الدولة و أخرى‬
‫خدمات القرب في الميادين المعدودة في‬ ‫منقولة منها‪ ،‬و ذلك لتقديم خدمة القرب‬
‫هذه المادة‪.‬‬ ‫للمواطنين و المواطنات‪.‬‬

‫القانون التنظيمي‬
‫‪113.14‬‬
 ‫دور العماالت واألقاليم في إعداد التراب‬

‫دور الوالة والعمال‬

‫تتمثل أدوارهم في االنتقال من تمثيل الدولة إلى تمثيل السلطة المركزية حيث‬ ‫إن دور العمالة واإلقليم ال يقل أهمية‬
‫نصت المادة ‪ 145‬من دستور ‪ 2011‬على المهام التالية ‪:‬‬ ‫في مجال إعداد التراب الوطني‬
‫وتهيئة المجال المحلي عن باقي‬
‫❑ تمثل السلطة المركزية في الجماعات الترابية؛‬ ‫الجماعات الترابية‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫❑ العمل باسم الحكومة على تأمين تطبيق القانون‪ ،‬وتتكفل النصوص التنظيمية للحكومة‬ ‫المهام الموكولة إليها سواء من حيث‬
‫ومقرراتها؛‬ ‫الدور المركزي أو المحوري الذي‬
‫❑ القيام تحت سلطة الوزراء المعنيين‪ ،‬بتنسيق أنشطة المصالح الالممركزة لإلدارة‬ ‫يحتله العامل أو من خالل األدوار‬
‫المركزية‪ ،‬والسهر على حسن سيرها؛‬ ‫العامة المنوطة بمجالس العماالت‬
‫واألقاليم‪.‬‬
‫❑ وأيضا نجد هناك انتقال من الوصاية على الجماعات الترابية إلى دور المساعدة‬
‫وحصر تمثيلية الوالة والعمال في السلطة المركزية بعالقته مع المجالس المنتخبة‪،‬‬ ‫‪------------------‬‬
‫إلى مستوى العالقة بين سلط متوازنة‪ ،‬مع وجود لعالقة تراتبية أو إشراف بينها‪.‬‬
 ‫دور المجالس المنتخبة‬
‫هذا المجالس المنتخبة لها اختصاصات ترتبط بصفة مباشرة بكل القضايا والشؤون التي تهم تنمية اإلقليم‪.‬‬

‫تناط بالعمالة أو اإلقليم داخل دائرتها الترابية مهام النهوض‬

‫بالتنمية االجتماعية خاصة في الوسط القروي وكذا في المجالت‬
‫الواقع أن هذا الدور الممنوح لمجالس‬ ‫الحضرية‪ ،‬كما تتمثل هذه المهام في تعزيز النجاعة والتعاضد‬
‫العماالت واألقاليم وإن كانت أهميته‬ ‫والتعاون بين الجماعات المتواجدة بترابها‪ .‬المادة ‪78‬‬
‫تظهر من خالل االختصاصات الواسعة‬
‫في ميدان تنمية اإلقليم بما في ذلك‬ ‫يضع مجلس العمالة أو اإلقليم ‪ ،‬تحت إشراف رئيس مجلسها خالل‬
‫السنة األولى من انتداب المجلس‪ ،‬برنامج التنمية للعمالة أو لإلقليم‬
‫تهيئة التراب‪ ،‬إال أن الدستور الجديد‬ ‫وتعمل على تتبعه وتحيينه وتقييمه‪ .‬المادة ‪80‬‬ ‫القانون‬
‫قد حافظ بشكل تام للوالة والعمال على‬
‫موقع متميز على مستوى أدوارهم‬
‫‪112.14‬‬
‫ومهامهم‪ ،‬وقد جاء بالعديد من‬ ‫تمارس العمالة أو اإلقليم االختصاصات المشتركة بينها وبين‬
‫الدولة في المجاالت المنصوص عليها في المادة ‪ 86‬من القانون‬
‫المقتضيات والمتغيرات الهامة التي‬ ‫‪112.14‬‬
‫وجب أخذها بعين االعتبار‪ ،‬والمتمثلة‬
‫في االنتقال من تمثيل الدولة إلى تمثيل‬ ‫تمارس العمالة أو اإلقليم االختصاصات المنقولة إليها من الدولة‬
‫السلطة المركزية‪.‬‬ ‫في مجال التنمية االجتماعية وإحداث وصيانة المنشآت المائية‬
‫الصغيرة والمتوسطة خاصة بالوسط القروي‪ .‬المادة ‪89‬‬
 ‫"قـانـون عــام ‪ :‬السداسي السادس"‬

‫مادة تنظيم المجال‬

‫وإعداد التراب‬
‫بالتوفيق للجميع‬
‫دة ‪ .‬مارية بوجداين‬ ‫السنة اجلامعية‪2020/2021 :‬‬