Professional Documents
Culture Documents
الجهوية الموسعة 2
الجهوية الموسعة 2
مم ا الش ك في ه ان المج ال المحلي اص بح الي وم االط ار االنجح لط رح القض ايا االساس ية للتنمي ة ،كم ا ان ه
اضحى المجال المتميز للتعبير عن االشكاليات والسمات البارزة للسياسة االقتصادية في عالقاتها مع خصوصية
الجهات المكونة لالقتصاد الوطني.
فرغم اختالف البل دان في توزيع الوظيفة االدارية بين الدولة والهيئ ات المحلية ،حسب نمط وظروف كل بلد،
لك ون ك ل دول ة تاخ د باالس لوب ال ذي يتف ق م ع ظروفه ا السياس ية واالقتص ادية واالجتماعي ة ،ف ان جمي ع ال دول
اصبحت تطبق بشكل او باخر االسلوب الالمركزي من اجل تحقيق ديمقراطية محلية وتنمية اقتصادية ،وبذلك
اص بح الترك يز باالس اس يتمح ور على نقط تين اساس يتين وهم ا الالمركزي ة على مس توى اتخ اد الق رار ،ثم س ن
استراتيجيات مالئمة لجلب االستثمارات في المجاالت المحلية المعنية. 1
فم ع التح والت المتس ارعة ال تي يعرفه ا الع الم وتعق د المش اكل التنموي ة وص عوبة معالجته ا مركزي ا ،اص بح من
الالزم ان تتخ د التنمي ة ابع ادا مجالي ة ،وب ذلك ك ان لزام ا التفك ير في الوس ائل المؤسس اتية والقانوني ة والتنظيمي ة
والتمويلية لترجمتها على ارض الواقع ،وبذلك اصبحت الجهة باعتبارها جماعة محلية 2االطار المالئم لبلورة
استراتيجية بديلة للتنمية االقتصادية واالجتماعية والمجالية.
والمغ رب وعي ا من ه بأهمي ة ال دور التنم وي للجه ة ق ام جالل ة المل ك بتنص يب اللجن ة االستش ارية للجهوي ة بت اريخ
، 03/01/2010من اجل جهوية موسعة التي تعتبر توجها حاسما لتطوير وتحديث هياكل الدولة والنهوض
بالتنمية المندمجة . 3
فكيف يمكن للجهوية الموسعة ان تحقق لنا تنمية سوسيو اقتصادية متوازنة بالمغرب؟
وماهي االليات الجديدة التي يمكن االعتماد عليها ؟
لإلجاب ة على ه ذه االس ئلة سنقس م ه ذا الموض وع لمبح ثين اساس ين ،المبحث االول نخصص ه لواق ع ح ال الت دخل
االقتص ادي للجه ة ب المغرب ،في حين سنخص ص المبحث الث اني لش روط نج اح الجهوي ة الموس عة في تحقي ق
التنمية السوسيو اقتصادية المتوازنة بالمغرب.
المبحث االول :واقع حال التدخالت االقتصادية للجهة بالمغرب.
ان الجهوي ة الموس عة يجب ان تنطل ق من منظ ور اقتص ادي محض وواقعي ،بمع نى ان التخطي ط للجهوي ة
الموسعة يستلزم تشخيصا دقيقا للمؤهالت والمعيقات الطبيعية والمادية والمالية والبشرية ...لجميع الجهات ،
من اج ل الوق وف على نق اط الض عف والق وة ،في التجرب ة الجهوي ة الحالي ة ،والعم ل على تج اوز نق اط الض عف
وتقوية نقاط القوة أثناء عملية الدمج والتوسيع.
- 1الكراوي (رشيد) :االقتصاد المغربي ،التحوالت والرهانات ،دار النشر المغربية ،1996 ،ص.61 :
- 2الفصل 100من دستور المملكة المغربية لسنة .www.maroc.ma 1996
- 3خطاب جاللة الملك المتعلق بتنصيب اللجنة االستشارية للجهوية بتاريخ .www.maroc.ma 03/01/2010
1
ومن اجل تشخيص واقع حال التدخالت االقتص ادية للجهة بالمغرب سنتطرق لمراحل تطور التجربة الجهوية
ب المغرب( المطلب االول) من جه ة ورص د مختل ف اكراه ات الت دخالت االقتص ادية ال تي تع اني منه ا ( المطلب
الثاني) من جهة اخرى .
المطلب االول :تطور التجربة الجهوية بالمغرب .
بعد حصول المغرب على استقالله وجد نفسه أمام تركة استعمارية جسيمة على صعيد الفوارق الجهوية
على كاف ة األص عدة االقتص ادية ،االجتماعي ة والسياس ية ،وبع د م ا ت بين العج ز الواض ح لإلقليم كإط ار لمح و تل ك
الفوارق والتفاوتات حيث أن اإلطار اإلقليمي كوحدة جغرافية لم تعد كافية وقادرة بأن تستعمل كحقل للتخطيط
االقتص ادي واالجتم اعي ،فظه رت ض رورة االعتم اد على تنظيم جدي د وفع ال ،فك انت الجه ة الوس يلة المالئم ة
الختيارات إعداد التراب الوطني والتنمية الجهوية 4والتي يفترض فيها أن تكون وحدة ترابية قادرة على تقديم
إطار للنمو االقتصادي واالجتماعي.
وادا كان من الصعب التحدت في مرحلة مابعد االستقالل الى سنة 1971عن المركزية الجهوية ,فان اشكالية
التنمي ة الجهوي ة ط رحت من خالل المخطط ات ال تي عرفته ا البالد من د الس تينات واكتس ت درج ات متفاوت ة ،من
مخطط الخر بهدف تخطي صعوبة االختالالت المجالية وعدم التوازن بين مختلف الجهات والمناطق. 5
ففي مرحلة الستينات تم تسجيل تجربتين اعتبرتا مدخال حقيقيا نحو ظهور تجربة المناطق االقتصادية التي جاء
بها ظهير 16يونيو ،1971وهما :مشروع تهيئة حوض سبو ،ومشروع التنمية االقتصادية القروية للريف
الغ ربي 6،اال ان اهم العراقي ل ال تي ح الت دون تحقي ق اه داف المخطط ات الس ابقة هي ع دم المعرف ة بالحق ائق
المحلي ة وبالت الي ض رورة اقح ام البع د المج الي لعملي ات التنمي ة في المخطط ات ،وفي ه ذا االط ار ص در الظه ير
الشريف بتاريخ 16/06/1971بشان احداث الجهات االقتصادية السبعة ،7كلبنة اولى لتنظيم حقيقي للجهة في
المغرب ،حيث وضعها في اطار قانوني مؤسساتي مبينا وظيفتها وحدود مشاركتها في المسلسل الوطني للتنمية،
وج اء لي ترجم التوج ه الجه وي ال ذي اص بح من ص ميم االختي ارات االقتص ادية للمغ رب ،وبالت الي اع ادة تقس يم
المغرب جهويا على اسس جدي دة تاخد بعين االعتب ار المستجدات والمعطي ات السوسيو -اقتص ادية ،خصوصا
بعد ترقية الجهة الى جماعة محلية وفق الفصل 94من دستور 1992والفصل 100من دستور .1996
وفي سنة 1997ومن اجل تعزيز الدور التنموي للجهة تم اصدار القانون رقم 47.96المتعلق بتنظيم الجهات
، 8ال ذي مكن الجه ة من جه از تش ريعي ه و المجلس الجه وي ،وجه از تنفي دي على رأس عام ل الجه ة ورئيس
- 4لبكر(رشيد) :اعداد التراب الوطني ورهان التنمية الجهوية ،منشورات عكاظ ،الرباط ،2003 ،ص.150 :
- 5الغيوبي (الشريف) :االسس القانونية والمعوقات المالية للتنمية الجهوية ،اطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية الحقوق ،اكدال ،الرباط ،السنة
الجامعية ،2003-2002 ،ص.7 :
- 6لمزيد من التفصيل انظر يحيا (عبد الكبير) :التقسيم الجهوي بالمغرب ورهان التنمية ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ،في القانون العام ،جامعة عبد المالك السعدي،
كلية الحقوق ،طنجة ،السنة الجامعية،2005-2004،ص.60:
- 7ظهير شريف رقم 1-71-77بتاريخ 22ربيع الثاني 1391الموافق ل 16يونيو ،1971المتعلق باحداث المناطق ،جريدة رسمية عدد 3060بتاريخ 29ربيع الثاني ،1391
الموافق ل 23يونيو ،1971ص.1352 :
- 8ظهير شريف رقم 1.97.84صادر في 23من ذي القعدة 1417الموافق ل 2ابريل 1997بتنفيد القانون رقم 47.96المتعلق بتنظيم الجهات ،جريدة رسمية عدد 4470
بتاريخ 24ذي القعدة 1417الموافق ل 3لبريل ، 1997ص.556 :
2
وتم تقس يم المغ رب الى 16جه ة ،10من اج ل االس تفادة من الفعالي ات والطاق ات المتنوع ة 9
المجلس الجه وي
عبر مختلف االقاليم المغربية وابراز االبعاد المتعددة للمجال المغربي ،وخلق توازن بين جميع الجهات بناء على
معطي ات جدي دة مستخلص ة من تجرب ة ، 1997لكن م اهي اهم االكراه ات ال تي تق ف حج ر ع ثرة ام ام تحقي ق
جهوية 1997لألهداف السوسيو اقتصادية المسطرة لها.
المطلب الثاني :اكراهات جهوية 1997في تحقيق التنمية السوسيو اقتصادية.
لق د اتخ ذت الجه ة مس ارا جدي دا م ع دس توري 1992و 1996وق انون 97-96المنظم للجه ات ،11حيث
جعلو من الجهة وحدة ترابية المركزية تتمتع بشخصيتها القانونية المستقلة من اجل نقلها من الطابع االداري ،
والتم ثيلي الى التنمي ة الجهوي ة ،اال ان واق ع الح ال ي بين ان التجرب ة الدس تورية الحالي ة تعتريه ا مجموع ة من
االكراهات في تطبيقاتها ساهمت في ابعادها عن تحقيق دورها االساسي وهو تحقيق التنمية السوسيو اقتصادية
بالمغرب ومن بين هذه االكراهات نجد مايلي:
-اوال :تعثر التقسيم الجهوي الحالي:
حيث تم ابق اء االعتم اد على االقليم كقاع دة للتقس يم م ع العلم أن هن اك العدي د من العم االت ال تي وض عت
ح دودها العتب ارات ال تنس جم دائم ا ومتطلب ات التنظيم الجه وي ،الس يما وأن اإلقليم أح دث على أس س إداري ة
وسياس ية محض ة ،ع وض أن يك ون مؤسس ا على معطي ات ومؤش رات اقتص ادية ،فالتقس يم الجه وي الح الي لم
يخ ترق الح دود اإلداري ة ألي إقليم في س بيل تحقي ق االن دماج االقتص ادي أو التكام ل ال وظيفي بين الجه ات مم ا
يص عب مع ه تحقي ق االه داف التنموي ة المس طرة ،ونس تدل ب ذلك على س بيل المث ال ال الحص ر ،جه ة الش اوية-
ورديغة التي تضم حدودها الترابية أقاليم سطات -خريبكة -وبن سليمـان ،فإذا ألقينا لمحة على الخريطة الترابية
واإلداري ة نج د أن ج زءا ص غيرا من ت راب إقليم خريبك ة ،ين درج في إط ار االس تقطاب الحض ري واالقتص ادي
إلقليم س طات ،في حين يبقى الج زء األك بر تابع ا ومتك امال م ع إقليم ب ني مالل ،حيث يش كل ه ذا الج زء امت دادا
طبيعيا لسفوح الجبال األطلسية ...من جهة.
أما من جهة أخرى فتكامل إقليم الجديدة مع إقليم سطات يمنح الجهة أبعادا اقتصادية وتنموية ممتازة ،في
حين يبقى إقليم بن سليمان خاضعا الستقطاب محور الدار البيضاء الكبرى ،باإلضافة إلى أمثلة أخرى :فاس-
تاونات -والناظور -الحسيمة و ورزازات -مراكش ،12كما ان هناك جهات محظوظة بحكم احتوائها على
ع دد مهم من التجه يزات التحتي ة والمراف ق االقتص ادية واالجتماعي ة ،وجه ات يمكن ان يق ال عنه ا بانه ا معتدل ة
3
التوازن ات الى ح د م ا وذل ك ب النظر الى ك ون المرك ز االساس ي للجه ة يحت وي على بعض التجه يزات التحتي ة
الضرورية الستقبال االنشطة االقتصادية واالستثمارات ،وهناك جهات اخرى وهي كثيرة تفتقر الى التجهيزات
االساسية وتسجل بها كل االختالالت التي تقف في وجه البناء االقتصادي واالجتماعي على مستوى الجهة .
ثانيا :غموض االختصاصات:
ان اختصاص ات المجلس الجه وي غ ير واض حة ويس ودها غم وض كب ير مم ا يك ون مع ه مص درا لتش تت
الجهود وهدر الموارد .13
ثالثا :قلة الموارد وغياب التنسيق.
ويمكن القول أن اإلمكانيات المالية التي تحظى بها الجهة حاليا مازالت ضعيفة على مستوى الموارد
الذاتية ،فكلها تقريبا عبارة عن رسوم بمثابة نسب مضافة إلى ضرائب محلية 14 ،كالرسم المضاف إلى رسم
النظافة والبالغ نسبته من 5إلى ،% 10وكذا الرسم المضاف إلى الرسم المفروض على عقود التأمين ،الرسم
المفروض على رخصة الصيد البحري ،الرسم اإلضافي إلى الرسم الجماعي المفروض على رخصة الصيد
البري ،الرسم اإلضافي إلى الرسم الجماعي المفروض على استخراج مواد المقالع ،مع إحداث رسم على
الخدمات المقدمة بالموانئ ويحسب على أساس مبلغ رقم المعامالت المتخذ كأساس لحساب الضريبة على القيمة
المضافة وقد حدد المشرع سعره في حد أدنى هو % 2وسعرا أعلى ال يتجاوز ، % 5و جعل الرسم على
استغالل المناجم رسما خاصا بالجهة والملزمون به أصحاب االمتيازات ومستغلوا المناجم ،ويحدد هذا الرسم
حسب كل طن مستخرج من المنجم ،ومن طبيعة المادة المستخرجة على أساس أن سعره يحدد بموجب مرسوم
يقترح من طرف وزير الداخلية ووزير المعادن ،ويعدل كل ثالث سنوات .
إن هذه الوسائل المالية وان اعتبرت جديدة إال أنها ضعيفة بطبيعتها كون أغلبها مضافة إلى ضرائب
موجودة تستفيد منها الجماعات المحليـة (حضرية أو قروية) ،هذا من جهة ومن جهة أخرى يستشف أن هذه
المصادر قد تستفيد منها بعض الجهات في حين أن جهات أخرى لن تستفيد إال من بعضها ،مثال رسم المعادن
يمكن أن يكون مصدر دخل بالنسبة لجهة معينة ولكن هناك جهات ال تتوفر على معادن ،و هناك أيضا ضرائب
على الموانئ مقابل جهات ال موانئ لها.
وهكذا سنجد في آخر المطاف ،أنه من بين كل البنود المالية الجديدة ،هناك جهة معينة ستستفيد من بند أو
بندين ،و أخرى من ثالث أو أربع بنود بمعنى ليست هناك جهة يمكنها االستفادة من كل البنود.
ناهيك ان هناك اشكالية غياب التنسيق الذي يؤدي الى تشابك وتداخل االختصاصات واالضرار بالتنمية،
بحيث ان هناك في بعض االحيان مشروع واحد يمكن أن يمول من طرف عدة جماعات او من طرفها والدولة
- 13بوجيدة (محمد) :الجهة وعالقاتها مع السلطات المحلية والجماعات المحلية ،المجلة المغربية لالدارة المحلية والتنمية ،عدد ، 26يناير –مارس ،1999ص.50 :
- 14لبكر (رشيد) :مرجع سابق ،ص.217 :
4
وغيرهما ،و النتيجة الحتمية المترتبة على هذه االوضاع والغموض الذي يسود االختصاصات هي تشتيت
جهود التنمية االقتصادية .
ان تشخيص واقح حال دور الجهوية في تحقيق تنمية سوسيو اقتصادية متوازنة بالمغرب يؤكد انه حان
الوقت للتفكير في نموذج جهوي بديل ،قادر على تحقيق تنمية سوسيو اقتصادية متوازنة بالمغرب وهو الجهوية
الموسعة التي اعلن عنها جاللة الملك في خطابه بتاريخ 03يناير 2010فكيف ذلك؟
المبحث الثاني :أليات نجاح الجهوية الموسعة في تحقيق تنمية سوسيو اقتصادية متوازنة بالمغرب
لقد كان خطاب صاحب الجاللة انطالقة حقيقية لورش كبير يهذف من خالله الى وضع المسلسل التنموي
بالمغرب في مساره الصحيح ،من خالل الخوض في تفعيل الجهوية الموسعة وتشكيل لجنة استشارية من اجل
الوصول الى بلورة تصور واضح المالمح لنموذج مغربي للجهوية الموسعة ،تشمل كل جهات المملكة.
ولنجاح الجهوية الموسعة في تحقيق تنمية سوسيو اقتصادية ،يجب التركيز على ضرورة اعادة النظر
في التقسيم الجهوي وتفادي التضارب في االختصاصات ( المطلب االول) والعمل على الزيادة في نسبة
المداخيل ( المطلب الثاني).
المطلب االول :اعادة النظر في التقسيم الجهوي وتفادي التضارب في االختصاصات.
سنتطرق في هذا المطلب لنقطتين اساسيتن االولى هي اعادة النظر في التقسيم الجهوي والثانية تفادي
التضارب في االختصاصات.
اوال :اعادة النظر في التقسيم الجهوي الحالي.
ان التقس يم الجه وي الح الي تعتري ه مجموع ة من العي وب تمت االش ارة اليه ا في المبحث االول وبالت الي وجب
اعادة النظر فيه وطرح تقسيم جديد موسع للجهوية يعتمد على تسع جهات فقط والتي تعتمد أساسا على تحقيق
الت وازن بين الجه ات ،وتحقي ق االنس جام ال داخلي لك ل جه ة والتكام ل االقتص ادي واالجتم اعي ،و تأخ د بعين
االعتبار الخصوصية الثقافية التي تدعم وتكرس وحدة وشمولية الثقافة الوطنية.
إن الحفاظ على الخصوصية الثقافية المحلية وتطويرها يؤدي للحفاظ على الهوية وترسيخ التماسك
االجتماعي ،الذي يجعله محركا للتنمية المحلية والجهوية ،وهو المجال األمثل لتوظيف التراث ،واستثماره في
مسلسل التنمية.
ويجب العلم أن بدون تشخيص للواقع الجهوي ومعرفة دقيقة بواقع الجهة ال يمكن معه وضع خطط دقيقة
وناجحة ،كما أنه ال يجب الفهم أن التنوع الثقافي عامل معرقل لوضع الخطط بل العكس ،خصوصا إذا تم
تصنيف وتخصيص كل فئة وكل ثقافة بما تستحقه من عناية واستجابة لمطالبها ، 15كما يجب على الجهوية
الموسعة ان تقوم على اساس تقسيم جهوي ياخد بعين االعتبار ،أن في المغرب مناطق غنية ومناطق فقيرة وان
يعمل على الدمج بينهم في اطار تسع جهات عوض 16جهة ،و ان تقوم على تالزم استثمار كل جهة لمؤهالتها
- 15بوعدين(لحسن):التسويق الترابي ودوره في التنمية الجهوية،نودج جهة طنجة تطوان ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة،جامعة عبد المالك السعدي ،كلية الحقوق
طنجة ،السنة الجامعية ،2006-2005،ص.54:
5
على الوجه االمثل مع ايجاد اليات ناجعة للتضامن المجسد للتكامل والتالحم بين المناطق في مغرب موحد ، 16إذ
ال بد من إعادة النظر في توزيع السلطات وهيكلتها بين المركز والجهات وفق تقسيم جهوي عادل ،اد اليمكن
الحديث عن عدالة اجتماعية بدون عدالة مجالية ،فالتكامل والتضامن بين الجهات سيضمن النمو االقتصادي
المتكافئ والذي بدوره سيضمن النمو واالستقرار االجتماعي .
ثانيا :تفادي التضارب وتوسيع االختصاصات .
يعتبر التنسيق ركنا أساسيا لنجاح تحقيق الجهة لالختصاصات المنوطة بها مع كافة الفاعلين حيث أكد
جاللة الملك في خطابه المؤرخ بتاريخ 03/01/2010على ضرورة التنسيق والتوازن في الصالحيات
واإلمكانات وتفادي تداخل االختصاصات أوتضاربها بين مختلف الجماعات المحلية والسلطات والمؤسسات . 17
فالجهوية الموسعة يجب أن تعطى لها صالحيات واسعة تتماشى واألهداف المسطرة لها ،فتوسيع
االختصاصات وتوفير الوسائل القانونية للجهوية الموسعة ستمكنها المحالة من التدخل في جميع الميادين التي
ترتبط بصفة مباشرة او غير مباشرة بجميع المجاالت التي لها عالقة بتنمية الجهة ،على الصعيد االقتصادي
واالجتماعي والثقافي االمر الذي سيمكنها من ان تلعب ادوارا طالئعية ،من خالل خلق كل الشروط المالئمة
لوضع نشاط اقتصادي جهوي كفيل بالنهوض بالجهة للمستوى الذي يتطلع سكانها ،مع التشبت بمقدسات األمة
وثوابتها في وحدة الدولة والوطن والتراب.
والشك في ان اقامة تنسيق افضل بين المصالح الخارجية لالدارة على المستوى المحلي تحت سلطة
العامل الذي هو في نفس الوقت عون الدولة في خدمة الجهة سيمكن هذه االخيرة من االستفادة من المؤهالت
االكيدة للقيام بمهامها على احسن وجه . 18
كما يجب أن تعتمد الجهوية الموسعة على نصوص تطبيقية تحدد بوضوح ماهية االختصاصات الجهوية
في الميادين االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،وتضع الحدود الفاصلة بين تدخالت كل من الدولة والجهة وباقي
الجماعات المحلية ،و أن تكون النصوص المنظمة الختصاصات الجهوية الموسعة تقريرية وواضحة ومحددة،
وتبتعد عن النصوص العامة والفضفاضة .
المطلب الثاني :الزيادة في الموارد المالية.
ان دور المتدخل االقتصادي للجهوية الموسعة لن يستقيم اال اذا توفرت الشروط المالية ،فالموارد المالية
تعثبر حجر الزاوية في اية عملية تنموية ،فمهما تعددت االختصاصات التي تعطى للجهوية الموسعة ،ومهما
كانت صالحياتها التقريرية على مجاالت اختصاصاتها ،فان عدم توفرها على الوسائل المالية الالزمة للنهوض
بهذه االختصاصات ،يفرغ االستقالل المالي المعترف به لها من كل محتوى ويبعدها عن كل دور مستقل في
مجال التنمية.