Professional Documents
Culture Documents
التعمي ر
ماسي العقار و التعمي عرض يف مادة
ر ر
بعنوان:
تأطي:
من ر من إعداد طلبة:
عيىس
2019/2018
مقدمة:
النست ،وكانت حت القرن التاسع ر
عش تتسم بالبطء لقد ظلت الزيادة السكانية ف العالم و ر
لفتة طويلة ر
ي ي
معدالت الزيادة السكانية ثابتة تقريبا ،ثم أخذت هذه الزيادة يف التطور بشكل كبت ،وهو ما يتم التعبت عنه
السكان.
ي اليوم باالنفجار
بحيث أن تدخالت السلطات العمومية يف ميدان التعمت و معالجة القضايا الحضية بالمغرب ،غالبا ما
تكون متأخرة ،و بعيدة عن الواقع و تشوب ها عدة ثغرات من قبيل االرتجال و عدم التنسيق بي الفاعلي و
الهيئات اإلدارية المكلفة برسم سياسة التعمت و التهيئة المجالية.
كما أن ضعف النظرة الشمولية و الدارسة المستقبلية و التوقعية ،يحول دون بلورة أهداف اإلدارة .وبما
أن المشاكل الحضية مرتبطة ببعضها البعض ارتباطا عضويا ووظيفيا ،فإن الحل الجز ئ ين و هيمنة النظرة
بالتاىل ستجد
ي األمنية يف تدبت المدن ،سيؤدي ال محالة إىل تفاقم هذه المشاكل و استفحال آثارها مستقبال و
الدولة نفسها غت قادرة عىل تلبية حاجيات المجال الحضي.
2
الت تقوم عىل ر
كل هذه األسباب وغتها جعلت من اإلدارة تفكر يف االنتقال من السياسة القطاعية ي
الت تهدف إىل تحسي إطار الحياة ر
تبت مقاربة جديدة تتجسد يف " سياسة المدينة" ي
المركزية يف التدبت ،إىل ي
بالمناطق الحضية ف وضعية صعبة أو هشة ،والحد من الفوارق بي المجاالت ر
التابية ،و ترتكز أساسا عىل ي
التجديد الحضي ،وتوفت األمن والوقاية من االنحراف ،واالهتمام بالتنمية االجتماعية والثقافية لألحياء
المستهدفة ،وكذلك ر
التبية والتعليم وخلق فرص الشغل.
_ ما الذي جعل االدارة المغربية رتتاجع عن اعتماد السياسات القطاعية كآلية لتدبت المجال؟
ر
ان؟ _ و ما ي
ه مظاهر عجز السياسات القطاعية يف معالجة قضايا تدبت المجال الت ي
_و ي
ماه أهم مبادئ ومرتكزات سياسة المدينة كمقاربة جديدة لتدبت المجال؟
التعمي
ر المبحث األول :السياسات القطاعية يف عالقتها بمجال
لتدبي المجال.
ر الثان :سياسة المدينة كمقاربة جديدة
ي المبحث
3
المبحث األول :السياسات القطاعية يف عالقتها بمجال
التعمي
ر
لقد ظلت سياسة التعمت يف المغرب بكل المتدخلي فيها ،من قطاعات حكومية كالفالحة والمالية و
التر ر ر
األمالك المخزنية و حت األوقاف والجماعات التابية ،حبيسة النظرة اإلدارية و التقنية و السوسيولوجية ي
ان ر ر
الفرنس ،مما أدى بالمشع إىل إعتماد سياسات قطاعية انعكست عىل المجال الت ي
ي خلفتها حقبة االستعمار
المجاىل وتوزي ع ساكنته.
ي المغرن من حيث التنظيم
ي
التبن
ي الفقرة األوىل :السياسات القطاعية وأسباب
سنحاول من خالل هذه الفقرة محاولة مقاربة السياسات القطاعية مفاهيميا ،وإعطاء لمحة تاريخية
عن أسباب تبنيها.
4
االجتماعيي يف إعداد السياسات العمومية وتفعيلها وتنفيذها
ر الفاعلي
ر للتشاور ،قصد رإشاك مختلف
وتقييميا ".1
واعتمادا عىل هذا التحليل المستند إىل مقتضيات دستور ،6099ترتبط السياسات القطاعية
الحكوم المكلف بالماء مثال يعمل عىل إعداد
ي بالقطاعات الحكومية بحسب تخصص كل قطاع ،فالقطاع
لحكوم المكلف
ي الحكوم المكلف بالتجهت يعد السياسة الطرقية ،والقطاع ا
ي السياسة المائية ،والقطاع
تبق سياسة قطاعية تعكس التوجهبالطاقة يعد السياسة الطاقية.....وكل سياسة من السياسات المذكورة ر
ولك تتحول هذه السياسة القطاعية إىل سياسة عمومية ،فال بد أن تسمح بتدخل فاعلي اجتماعيي
ي
مختلفي(حكوميي وغت حكوميي) ،فالسياسة العمومية للتعاقد مثال تعرف تدخل فاعلي حكوميي
متنوعي من قطاع المالية وقطاع الشغل ،إضافة إىل النقابات والمنظمات المهنية للمشغلي ...ومن تم فإذا
الرسىم تجاه قضايا محددة ،فإن السياسات العمومية يمكن أن
ي كانت السياسات القطاعية تعكس التوجه
المجتمىع تجاه نفس القضايا.2
ي حكوم ،وتعكس التوجه
ي تستدع تدخل أكت من قطاع
ي
فبالحديث عن قطاع الصحة وقطاع التعليم و قطاع الرياضة وعالقته بالمجال ،يمكن أن يبدوا بأن هذه
التاب ،لكن إعداد المجال و خلق المدينة بمفهومها الحديث القطاعات بعيدة كل البعد عن المجال وإعداد ر
يجب أن تراع فيه كل هذه القطاعات ،بل ويجب توفرها مع ما ينسجم و عدد الساكنة ،وأن تتوفر بشكل
حت ال يتم خلق تفاوتات مجالية بي رشائح المجتمع وبي الجهات ،وهذا ما
تراع فيه العدالة االجتماعية ر
ي
أغفلته اإلدارية المغربية لعدة سنوات ،نتجت عنه عدة أزمات أصبح من الصعب تجاوزها.
ثانيا :أسباب ي
تبن السياسات القطاعية
ان نظرة تنموية كما نصت عليها بنود معاهدة الحماية ر
إن االدارة الفرنسية لم تكن تنظر إىل المجال الت ي
كانت تهدف إىل امكانية استغالله واستنفاذ ختاته الطبيعية وتسخت موارده ر
البشية ،فالهدف بقدر ما
الوطت بصفة عامة لم يكن يستهدف فقط التحكم يف التجمعات من فرض الحماية عىل ر
التاب ر
الحقيق
ي ي
األهاىل ،وقد نتج ر
البشية وتسختها بل كذلك استغالل المجال وما يتوفر عليه من موارد مختلفة عىل حساب
ي
-1دستور ،6099صادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 9.99.19بتاريخ 61يوليوز ،6099منشور بالجريدة الرسمية عدد 0125يتاريخ 62
شعبان (9596الموافق 90يوليوز ،)6099ص 9200
-2ياسمين الصالحي ،مفهوم السياسة العامة والسياسات العمومية والسياسات القطاعية ،منشور بالموقع اإللكتروني
،www.chambredesconseillers.maتاريخ اإلطالع ،6091/00/09على الساعة 90.90
5
عن ذلك تعميق عوامل التهميش والفوارق االجتماعية والمجالية بي سكان المغرب النافع والمغرب غت
النافع.3
ر
الت خلفت سوء
كما ورث المغرب أيضا ظاهرة االختالالت الجهوية بي الجهات وداخل الجهة الواحدة ي
توزي ع السكان واألنشطة االقتصادية ،مما جعل االدارة المغربية بعد االستقالل أمام تحديات هذا االرث
ر
الت نهجتها سلطات الحماية.
السلت لسياسة التعمت وتدبت المجال ي
ي
كما عانت االدارة المغربية من سوء توزي ع األنشطة االقتصادية ،حيث كان ر
التكت عىل المنطقة
الساحلية الرابطة بي الدار البيضاء والقنيطرة ،يف حي ظلت معظم المناطق األخرى تعرف نوعا من التهميش
وغياب التجهتات األساسية والبنيات التحتية ،مما ترتب عنه تركت الساكنة يف المناطق الصناعية بحثا عن
فرص الشغل وتكرست بذلك ظاهرة الهجرة القروية.
-3حيمود المختار ،دور سياسة التعمير في تنمية وتنظيم المجال الحضري"مساهمة في دراسة المجال الحضري المغربي :نموذج عمالة ابن
مسيك سيدي عثمان ،أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق العلوم اإلدارية ،جامعة الحسن الثاني كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و اإلجتماعية
الدارالبيضاء عين الشق ،سنة ، 6009/6000ص05
6
نتيجة رلتاكم المشاكل و استفحالها ،حيث ورث المغرب عن عهد الحماية ظاهرة االختالالت الجهوية بي
الجهات ،وكذا داخل الجهة الواحدة سواء عىل مستوى توزي ع السكان و األنشطة االقتصادية.4
و يمكن الحديث عن السياسات القطاعية و أزمتها يف تدبت المجال من خالل نموذج نظام المجموعة
الحضية ،حيث أنه ف ر
الفتة الممتدة بي تاري خ االستقالل و سنة 9152كان المغرب يعرف تغيتات كبتة ي
االجتماع ،وتبعا لذلك أصبح النظام البلدي التقليدي غت قادر عىل مواكبة التغيتات
ي عىل المستوي البنيوي و
و أصبح واضحا قصور المحلس البلدي الواحد عن تقديم الخدمات لكل أحياء المدينة ،ر
والت بدت تنموا
ي
بوتتة متسارعة منذ بداية السبعينات ،باإلضافة إىل عدم قدرة هذا األخت عىل استيعاب التناقضات العمرانية
ر
الت أصبحت تشهدها المدينة بفعل ارتفاع عدد سكانها نتيجة الهرجة القروية مما
و االقتصادية و االجتماعية ،ي
أدى إىل اختالالت واسعة دفعت بالمسؤولي بالتفكت يف نضام جديد يساير كل ما سلف ذكره .
لكن ر
حت التقطيع اإلداري لم يكن كافيا للنهوض بهذه األزمة مما جع ل الحكومة تتدخل بعدة أليات
أخرى ستاها يف الفقرة الموالية.
-رشكات المساهمة الجهوية المسمات العمران :مع تزايد أزمة السكن و تهور المجال بادرت
السلطات العامة بهدف التلطيف من أزمة المجال و التحكم يف السوق العقارية إىل خلق رشكات المساهمة
الشكات الجهوية للتجهت والبناء " " ERACSو ذلك بمقتض والت حلت محل ر ر
الجهوية المسمات العمران ي
ظهت 95أبريل 6005بتنفيذ القانون رقم 65.09ومن بي أهم االختصاصات الموكلة لهذه األختة :
- 6عبد الحق الصافي ،بيع العقار في طور االنجاز ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء الطبعة األولى ،6099ص 99
8
ان :صدر بتاري خ 92يونيو 6002و ينص عىل خلق رشكة التهيئة العمران تامسنة و ذلك
_ المرسوم الث ي
بهدف إنجاز ( بناء المدينة الجديدة .تسويق المحالت غت المكتملة التجهت .مراقبة و تنسيق أشغال البنية
التحتية و التهيئة).
_ ر
الشكة العامة العقارية :و قد أنشأها صندوق اإليداع و التدبت سنة 9120فش شكل رشكة مساهمة
وتعمل بدورها عىل إنجاز مشاري ع سكنية مخصصة للتملك و تتدخل هذه ر
الشكة إما لحسابها الخاص او
لحساب بعض المؤسسات العمومية أو شبه العمومية أو لحساب وزارة السكت و التجهت و إعداد ر
التاب
الوطت .
ي
-مكتب للمساكن العسكرية :أنشأ هذا المكتب بظهت 2 7أبريل 9156و هو مؤسسة عمومية تتمتع
الوطت ،و تقوم بإنجاز برامج سكنية و
ي الماىل تحت وصاية وزارة الدفاع
ي بالشخصية االعتبارية و االستقالل
تجزئات لفائدة أفراد القوات المسلحة الملكية.
ان: ر
_2المؤسسات ذات الصلة بضبط المجال الي ي
للتعمي والهندسة المعمارية :هذه المديرية تابعة لوزارة الداخلية تم انشاؤها سنة
ر _ المديرية العامة
الوطت. 9120بهدف تحديد سياسة التعمت واعداد ر
التاب
ي
_ الوكالة الحضية :8مؤسسة عمومية ذات مهام واختصاصات مرتبطة بمعالجة قضايا التعمت
ومشاكله داخل تراب الجماعات الحضية والقروية وتخضع بدورها لوصاية وزير الداخلية ،وقد أحدثت أول
وكالة بمدينة الدار البيضاء.
التعمي والهندسة المعمارية بالعماالت واألقاليم :تقوم هذه األقسام بضمان تدبت ومراقبة
ر _ أقسام
تشف عليه. منح الرخص ف ميدان التعمت داخل النطاق ر
التان للعمالة أو االقليم الذي ر
ي ي
-7ظهير شريف رقم 9.56.016بتاريخ 69صفر (9916الموافق 2أبريل )9156القاضي باحداث مكتب للمساكن العسكرية ،منشور
بالجريدة الرسمية عدد 9906بتاريخ 96أبريل ،9156ص 226
-8أحدثت بظهير شريف رقم ،9.19.09بتاريخ 66ربيع األول 90 (9595شتنبر ،)9119الجريدة الرسمية عدد ،5660ص 9265
9
وتبن سياسة
ي الثان :مظاهر فشل السياسات القطاعية
ي المطلب
جديدة( سياسة المدينة)
ر
االستاتيجيات المعتمدة من قبل الدولة يف التدبت الحضي عمودية وقطاعية يغيب لقد كانت مختلف
فيها عنض التقاطع و االلتقائية بي مختلف التامج الحكومية ذات العالقة الوطيدة بتخطيط و تدبت الشأن
يىل:
الحضي ،ويغلب عليها طابع المركزية وهو ما أبان عىل مجموعة من االختالالت ،سنحضها فيما ي
ر
المؤسسان؛
ي القانون؛
ي التدبيي؛
ر الفقرة األوىل :اختالالت عىل المستوى
الماىل والعقاري
ي
إن تعت مختلف السياسات المعتمدة سابقا يعود أساسا إىل إكراهات قانونية ومؤسساتية ومالية
وعقارية ،إضافة إىل تعدد المتدخلي وتعدد أشكال اللوبيات ،وتداخل الرهانات اآلنية والمستقبلية ،وكل ذلك
انعكس سلبا عىل تطور الحواض وقدرتها التنافسية وجلب االستثمارات وخلق فرص الشغل والرفع من إيقاع
التنمية الحضية المستدامة .هذه االختالالت ساهمت إىل حد كبت يف تفكيك مرفولوجية المدن وتجزئتها
وبلقنة وحدتها الحضية والسوسيومجالية والرفع من وتتة التذمر واإلحساس بعدم االندماج واإلقصاء عىل
ر
الت واجهت سياسات الدولة القطاعية لحل أزمة المدن تلك المتعلقة:
كل المستويات ،ومن أهم اإلكراهات ي
بالمستوى القانون ،حيث كانت ر
التشيعات المعمول بها متجاوزة نسبيا بسبب عدم تمكنها من احتواء ي
ر
الت تعرفها جل الحواض ،وكان من الضوري العمل
مظاهر العشوائية ومواكبة التحوالت الشيعة والمتالحقة ي
عىل تحيينها.
ر
المؤسسان ،فرغم مسارعة الوزارة الوصية منذ أكت من عقد من الزمن إىل إدخال
ي و عىل المستوى
الت تقع تحت وصايتها ،وخلق المزيد من الوكاالت الحضية ر
مجموعة من اإلصالحات عىل المؤسسات ي
والملحقات التابعة لها بأهم المدن لتوفت المناخ المالئم للتدبت الحضي إال أن ذلك لم يكن قادرا عىل تجاوز
اإلكراهات البتوقراطية واتخاذ القرارات التوافقية الصائبة يف ظل السياسة القطاعية.
تسيي المدينة:
ر _ تعدد المتدخلون يف
إن المجال الحضي يعتت المكان األنسب لعمل مختلف القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية
والجماعات ر
التابية بمختلف مستوياتها ،لكن وجود عدد كبت من المتدخلي داخل نفس المدينة ،بل داخل
قطاعات محددة بعينها ،من شأنه أن يؤدي إىل تنازع االختصاص بي مختلف هذه السلطات ،خاصة يف ظل
غياب إسناد واضح لالختصاصات لمختلف المتدخلي ،مما يؤدي يف كثت من األحيان إىل عدم معرفة الجهة
المسؤولة عن النشاط من طرف المسؤولي أنفسهم فما بالك بالمواطن العادي.
- 9ألفة حاج علي و دمحم حزوي ،سياسة المدينة بالمغرب من تدبير األزمة الحضرية إلى إرساء مقومات التنمية الترابية ،مقال مشترك
منشور بمجلة المصباحية ،إصدار جامعة سيدي دمحم بن عبد هللا كلية اآلداب والعلوم االنسانية سايس_فاس ،العدد ،90سنة ،6099صفحة2
-10راضية اليعقوبي ،المدينة المغربية من السياسة القطاعية إلى سياسة المدينة ،بحث نيل دبلوم الماستر في القانون العام تخصص القانون
والعلوم االدارية للتنمية،جامعة عبد المالك السعدي كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية طنجة ،6096/6099ص 21
11
ر
الت من شأنها مساعدة المستثمر وتشجيع
ورغم القول بأن المغرب أحدث المراكز الجهوية لالستثمار ي
العمىل يبي أن هذه المراكز ال تستطيع تغيت النصوص القانونية الموجودة بالقطاعات
ي االستثمار ،لكن الواقع
المختلفة ،فالمستثمر قد تعط له رخصة من قبل سلطة معينة ،وعند إقامة ر
مشوعه يفاجأ بأن سلطة أخرى
تطالبه برخصة أخرى أو القيام بأجراء معي وذلك بالرغم من وجود المركز الجهوي لالستثمار ،الذي ال
تنظيىم جاري به قانون أو ر
الت تطالب بتلك الرخصة تستند إىل نص
ي ي يستطيع تجاوز هذا االشكال ألن االدارة ي
العمل.11
فالجماعة لم تكن تتوفر عىل آليات تقنية تسمح لها بدفع مخططاتها التنموية ،بل كانت تلجأ لمساعدة
ر
الت تقوم بذلك ،مما يعتت أداة للتدخل المركزي يف الشؤون الجماعية ووسيلة للحد
المصالح الخارجية للدولة ي
من المبادرة الحرة للجماعة.
الجماعة عاجزة عن دراسة وبرمجة مشاريعها وهو األمر الذي يضطرها إىل التنقل إىل العاصمة قصد تقديم
مشاريعها وملفاتها للدراسة هناك أو استقدام األطر إىل عي المكان ،مما قد يكلف متانيات الجماعات ر
التابية
أمواال باهظة ويجعلها دائما يف تبعية لمنظور غريب عن معايشة المشاكل الحقيقية للسكان ودراسة األبعاد
المختلفة للمشاري ع المقدمة.
- 11أحمد بوعشيق ،الحكامة المحلية على ضوء الميثاق الجماعي الجديد ،المجلة المغربية لالدارة المحلية والتنمية ،السلسلة العادية ،عدد 20
نونبر دجنبر ،6000ص92
-12حيمود المختار ،أضواء على جوانب من إشكالية تدبير المدن الكبرى بالمغرب ،المجلة المغربية لالدارة المحلية و التنمية ،عدد 59
مارس-أبريل ،6006ص02
12
كما أنه يف ظل غياب النظرة الشمولية لدى المنتخبي والتمسك بالمقاربة المحدودة ،تمت التضحية
ر
الت لم تعد بالنفع عىل المدينة فيما
بالتجهتات والمشاري ع الكتى لفائدة التجهتات والمشاري ع الصغرى ي
يخص مجال تنميتها.
وعموما ،لقد كان لهذه الوضعية انعكاس كبت عىل المردودية الجماعية عىل مستوى تحقيق التنمية
االجتماعية يف ظل غياب أدن رشوط التحفت عىل العمل واالبتكار ،بل إن األطر الكفأة وذات المستويات العليا
تفضل العمل بالقطاع العام التابع للدولة أو القطاع الخاص نظرا للتحفت الذي يلقونه ،مما يحرم الجماعة
الحضية والقروية من كفاءات مهمة كان باإلمكان استغاللها لصالحها خصوصا أمام تحديات تدبت الشأن
االجتماع.13
ي
ومن جهة أخرى فوثائق التعمت لم تكن قادرة عىل مواكبة تزايد عدد السكان الحضيي ،كما أن الرخص
االستثنائية لم تحقق النتائج المرجوة من إحداثها ،بل ساهمت عىل العكس من ذلك يف إثراء بعض المضاربي
ر
الت انزلقت مكرهة نحو الهوامش للبحث عن
العقاريي وإغنائهم عىل حساب الطبقات المتوسطة والضعيفة ي
ر
السء الذي ترتب عنه تفكك
سكن قد يكون يف متناولها رغم غياب أو ضعف التجهتات األساسية والحيوية ،ي
كبت للمجال الحضي وتفاقم ر
مؤشات الهشاشة والفقر.
كما أن هذه الدينامية أدت بدورها إىل توسع المجاالت العمرانية وصعوبة ضبطها وإخضاعها لقواعد
القانون ،وضاعفت من الطلب عىل السكن والتجزئات العقارية والبنيات التحتية والتجهتاتي التعمت
الت كانت متبعة نتيجة لضعف ر
الخدماتية وهذا ما لم تستطع تحقيقه سياسة التخطيط والتدبت الحضيي ي
الموارد وتعدد المطالب والحاجيات وسوء الحكامة المحلية.
الصفيح
ي ولقد أفرزت هذه الوضعية المعقدة مجموعة من االختالالت الحضية ،كانتشار السكن
المبان اآليلة للسقوط ،وإذكاء نار المضاربات
ي والسكن غت الالئق وتدهور المدن العتيقة وتضخم ظاهرة
العقارية ،صاحبتها كذلك عدة اضطرابات و أزمات اجتماعية لم تفلح مختلف التامج القطاعية والتدابت
ر
الت تم إطالقها ،مما
اإلدارية يف الحد من تفاعالتها واستفحال سلبياتها ،وذلك رغم كثافة المشاري ع السكنية ي
وتشكل قضية السكن اآليل للسقوط وجه آخر من أوجه القصور يف تأهيل العديد من المجاالت
بق البعض بدونر
الحضية ،حيث لم تكتمل الكثت من مشاري ع اعادة ايواء السكان القاطني بها ،وبذلك ي
المبان المفرغة معلقة ومجهولة المصت عوض استغاللها واستعمالها بشكل مندمج
ي مأوى ،كما بقيت بعض
مع محيطها ،واألمثلة عديدة يف هذا الصدد من أحياء المدن العتيقة لكل من الدار البيضاء والصويرة وأزمور.
الت رتتاكم انعكاساتها السلبية
ر
والواقع أن عدم اكتمال مشاري ع اعادة االيواء يفتح الباب للعديد من الممارسات ي
الت تم احصاؤها يف البداية .ومن أهم هذه الممارسات ر
ساكت الدور المهددة باالنهيار ي
ي بتباطؤ تنفيذ ايواء
ع ،وتزايد ظاهرة الكراء ،وارتفاع عدد األش وتناسل ر
بالمبان المفرغة والمتدهورة بشكل غت ش ي
ي العودة للسكن
أخرى بهدف االستفادة من مشاري ع اعادة االيواء ،مما يعيق مجهود مؤسسات الدولة يف توفت سكن الئق ،ما
مجان.17
ي دامت هذه المساكن تمنح لصاحبها امتياز الحصول عىل سكن يكاد يكون
-16عبد المجيد هالل و عبد الرحمان الدكاري ،اعادة التأهيل الحضري بالمغرب :اجراءات التنزيل ومظاهر االختالل ،مقال منشور بمجلة
التعمير والبناء" مجلة أكاديمية دولية تعنى بنشر البحوث والدراسات في المجال العمراني ،العدد األول مارس ،6095ص 950
-17عبد المجيد هالل و عبد الرحمان الدكاري ،مرجع سابق ،ص 952
15
لتدبي
ر الثان :سياسة المدينة كمقاربة جديدة
ي المبحث
المجال.
سنتطرق من خالل هذا المبحث إىل الحديث عن مفهوم سياسة المدينة و أهم مبادئها عت (المطلب
الثان ).
األول) ،ثم االنتقال لتحديد أهم أهداف هذه الرؤية الجديدة و معيقات تتيلها ( المطلب ي
وسياسة المدينة كمفهوم يف إطار التجربة الفرنسية ،هو عبارة عن تدخل إرادي للسلطات العمومية
بهدف تحسي إطار الحياة بالمناطق الحضية يف وضعية صعبة أو هشة ،والحد من الفوارق بي المجاالت
وه ترتكز أساسا عىل التجديد الحضي ،وتوفت األمن والوقاية من االنحراف ،واالهتمام بالتنمية ر
التابية ،ي
التبية والتعليم وخلق فرص الشغل.االجتماعية والثقافية لألحياء المستهدفة ،وكذلك ر
16
غت أن ما يمت هذه السياسة ه كونها ال تشمل جميع المدن وال ر
حت كامل المدينة أحيانا ،بل ترتكز ي
االجتماع ،18وإذا كان هدا التعريف يخص التجربة تعان من سوء االندماج والغليان ر
ي الت ي
عىل األحياء الهامشية ي
الحكوم للمملكة
ي الفرنسية ،فان المغ رب لم يعرف هذا المفهوم إال مع الحكومة السابقة 19من خالل التنامج
المغربية لسنة 6099الذي جاء فيه بأنها سياسة عمومية إرادية جديدة إدماجية تشاركيه ،تقوم عىل مقاربة
االجتماع ،ذلك يف المناطق
ي أفقية ،20وتهدف إىل التقليص من مظاهر العجز والهشاشة ،والتهميش واإلقصاء
ر
الت تعرف ضغطا اجتماعيا ،وخصوصا عىل مستويات متعددة ،من ضعف يف التجهتات األساسية
الحضية ي
ونقص يف الولوج إىل الخدمات العمومية ،وما يعانيه المجال من فقدان االستقطاب ،وكل ذلك يف إطار رؤية
شمولية مندمجة وتعاقدية تقوم عىل مبدأ القرب ،وتكفل إلتقائية مختلف التدخالت القطاعية.
كما تهدف هذه السياسة إىل تعزيز أدوار المدن باعتبارها مراكز أساسية إلنتاج التوة ،وتحقيق النمو.21
كما يمكن تعريف سياسة المدينة بأنها رزمة ملصقة ومدمجة من تدخالت الدولة تستهدف من خاللها
تستدع
ي هذه األختة ،أحياء ومجاالت حضية "حساسة "تتسم بهشاشتها ،وبعزلتها أو بمؤهالت خاصة
تثمينها وإبرازها.
كما تهدف هذه السياسة المتسمة بطابعها اإلرادي إىل تقليص الفوارق االجتماعية بي المكونات
ر
التابية للمجال الحضي ،وذلك من خالل رؤية تتوح المعالجة الشمولية لإلشكاالت ،خصوصا بالمدن بكل
تصنيفاتها ( الكتى ،المتوسطة والصغرى ) ،باعتبار ها البؤر الرئيسية لالستقبال واإلنتاج والمحركات
األساسية للمجال.22
ه مجموعة من المشاري ع و التدابت القانونية وبمعت آخر يمكن القول أن السياسة المدنية يي
يسىع عتها كل المتدخلون المعنيون بالمدينة إىل بلورتها وتطبيقها بما يؤدي ر
الت
ي والمقتضيات التنظيمية ،ي
فه بهذا ر ر
الت مرت أو تمر منها الفضاءات الحضية الحساسة ،ي إىل تجاوز الصعوبات المتتبة عن األزمات ي
- 18الفة حاج على و دمحم حزو ،سياسة المدينة بالمغرب من تدبير األزمة الحضرية إلى إرساء مقومات التنمية الترابية ،المصاحبة ،م س،
ص 8و. 9
-19عهد السيد عبد اإلله بنكيران رئيس الحكومة من 99نوفمبر 5_ 9122أبريل . 9122
-20اعتماد مقاربة أفقي ة ،في إطار رؤية شمولية مندمجة وتعاقدية تعتمد على مبادئ الحكامة الجيدة والتشاور ،يتدخل في صنعها مختلف
الفرقاء السياسيين و التقنيين المتواجدين في نسيج حضري معين ،من دولة وجماعات ترابية ومجتمع مدني وقطاع خاص ،من أجل التوافق
حول مشروع حضري يجعل من المدينة فضاء إلنتاج الثروة وتحقيق النمو ،وللتضامن االجتماعي والتوازن بين مختلف الفئات االجتماعية
من خالل العدالة االجتماعية وبين األحياء المكونة لهذه المدن عبر االهتمام بالمرافق والخدمات العمومية والتنقالت الحضرية
-21المملكة المغربية ،رئس الحكومة ،البرنامج الحكومى ،يناير ،9129ص .99
22هيشام زوبير ،سياسة المدينة في ضوء متطلبات التدبير العمومي الجديد ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام الداخلي وتنظيم
الجماعات الترابية ،جامعة القاضي عياض ،مراكش السنة الجامعية 9125- 9122
17
التعريف سياسة إصالحية ،إرادية متعددة األبعاد وبي وزارية تتطلب تشبيك المتدخلي وترتيب وتنسيق
تدخالتهم يف اتجاه تحقيق حكامة جيدة وتنمية بالمدن.23
ومن التعريفات كذلك لهذا المفهوم اعتبارها سياسة عمومية بي وزارية مندمجة وتشاوريه وتشاركيه
المدن يف إطار بإشاك القطاع الخاص والمجتمع وتعاقدية ،يتم وضعها من طرف الدولة والجماعات ر
التابية ر
ي
احتام صالحيات كل طرف ،وذلك من أجل يضمن تناسق وانسجام مختلف الرؤى والتدخالت ف المدينة مع ر
ي
تطوير مدن مستدامة واندماجية ومنتجة ومتضامنة من خالل :
_دعم دور ها كأقطاب للتنمية ومجاالت إلنتاج التوة وخلق فرص الشغل؛
ر
الت تعرف عجزا يف السكن والتجهتات ونقصا يف الولوج
_تحسي إطار العيش يف المناطق الحضية ي
إىل الخدمات؛
ر
الت تفتقد للتنافسية.24
_إعادة إحياء القطاعات الحضية ي
انطالقا من مفهوم سياسة المدينة ،يتبي أن هذا المفهوم يتمت بمجموعة من الخصائص الجوهرية
يىل:
يمكن إجمالها فيما ي
ر
استشافية : _ سياسة استثنائية و
تتمت سياسة المدينة بكونها سياسة استثنائية ،من خالل طبيعتها االستعجالية والعرضية والمؤقتة
والمحدودة يف الزمان والمكان ،ألنها معدة لالستجابة االستعجالية لمشاكل تعانيها مجاالت حضية دون
_ سياسة عمومية:
تعتت سياسة المدينة بكونها سياسة شمولية ،من خالل العمل بطريقة أفقية وعرضية وتأخذ بعي
االعتبار جميع أبعاد الظاهرة العمرانية ،ومختلف مظاهر الحياة داخل المدن ،ومثل هذا العمل ر
يفتض
ر
وباف إسهام جميع المتدخلي يف الشأن الحضي من سلطات عمومية ومؤسسات الدولة المعينة،
ي
الفاعلي والفرقاء ومختلف التنظيمات المرتبطة ،بشكل أو بآخر بسياسة المدينة ومن تم فالبد لهذه
األختة أن تشكل وعاء التجمع لكل المبادرات والرؤى والتامج .27
إذا كانت سياسة المدينة تتمت بجملة من الخصائص السالف ذكرها ،فإنها تقوم كذلك عىل
ر
الت تستمد مرجعيتها من دستور المملكة المغربية لسنة 6099وتجعل من سياسة
مجموعة من المبادئ ي
إىل افراغها من محتواها ،وهذه
المدينة ،سياسة متكاملة ومتناسقة ،كما أن افتقارها ألحد المبادئ يؤدي ي
يىل :
المبادئ تتجىل فيما ي
ر
الت تقوم عليها سياسة المدينة ،وخاصة أن 29 28
يعتت مبدأ المشاركة والتعددية من أهم المبادئ ي
األساس الشط الجماعات ر
للتابية أصبحت البديل األنجع واألداة األساسية لتحقيق التنمية المستدامة ،بل ر
ي
والجوهري لتوفت مستلزمات التنمية االقتصادية و االجتماعية ،ومنح السكان فرص أفضل لتست شؤونهم بما
المدن يف بلورة السياسة يستجيب وتطلعاتهم نحو النمو و االزدهار ،ومن تم فان ر
اشتاك فعاليات المجتمع
ي
العمومية بصفة عامة وسياسة المدينة بصفة خاصة يعد رشطا ضوريا لنجاح أي سياسة عمومية .30
-28تعني التعددية بمفهومها التقليدي أن الجهة المسؤولة عن وضع السياسات وصناعة القرارات هي الحكومة في األساس ،لكن
الكثير من المجموعات غير الحكومية تستغل مواردها في الوقت نفسه من أجل التأثير على هذه السياسات والقرارات .والمسألة
كل من السلطة والتأثير في ال عملية السياسية .فتحاول المجموعات تحقيق أقصى األساسيَّة في التعددية التقليدية هي كيفية توزيع ٍ
نظرا ألن السلطة هي عملية مساومة مستمرة بين الجهات المتنافسة .وقدقدر ممكن من مصالحها .وتتعدد خطوط الصراع وتتبدل ً
تكون هناك بعض صور عدم المساواة ،لكنها تُوزَ ع عادة ً بالتساوي على الجميع عن طريق أنواع الموارد وصور توزيعها
المختلفة .وأي تغفعيل جيل جديد من الحقوق التى تنص يير في هذا الوضع يكون بطيئًا وتدريجيًا؛ إذ إن المجموعات تختلف في
مصالحها ،وقد تتصرف "كجماعات تملك حق االعتراض" من أجل القضاء على التشريع الذي ال توافق عليه
-29المشاركة أو "التقاسم" ،هو االستخدام المشت رك للمورد أو المساحة .بمعناها البسيط ،فإنها تشير إلى االستخدام المشترك او
تبادل سلعة محدودة بطبيعتها ،مثل المراعي ا لمشتركة أو اإلقامة المشتركة .وهي أيضا عملية تقسيم وتوزيع .وبصرف النظر
عن حاالت واضحة ،والتي يمكن أن نالحظها في النشاط البشري ،يمكن أن نجد أيضا أمثلة كثيرة من ذلك تحدث في الطبيعة.
فعلي سبيل المثال عندما يتغذي الكائن الحي او يستنشق األوكسجين ،فإن أعضاؤه الداخلية مصممة لتقسم و توزع الطاقة
المأخوذة ،لتزود أجزاء جسمه المحتاجة لتلك الطاقة .تنشر الزهور بذورها و توزعها .بمعنى أوسع ،يمكن للمشاركة أن تشمل
أيضا منح حقوق استخدام مجاني للبضائع التي يمكن أن تعامل كسلعة غير تنافسية ،مثل المعلومات .المعني فضفاض بشكل أكبر،
"المشاركة" تعني أيضا إعطاء شيء كهدية صريحة :على سبيل المثال" ،مشاركه" المرء للغذاء يعني في الحقيقة إعطاء بعض
منه كهدية [ .بحاجة لمصدر] المشاركة هي عنصر أساسي في التفاعل اإلنساني ,وهي مسؤولة عن تعزيز الروابط االجتماعية
وضمان رفاهيه االنسان.
-30هشام زوبير ،م س ،ص 22و 28
20
ان : ر
_ مبدأ العدالة االجتماعية والتضامن الي ي
ان
كما أن سياسة المدينة تشكل إطار عام أليجاد فضاء عيش ألغلبية سكان المغرب ،وإطار تر ي
المغرن الذي
ي النتمائهم وتجذرهم ،ومجال الستقبال جل األنشطة والتوات ،وتجاوز تناقضات المجتمع
ر
والت يتمركز فيها الفقر و التهميش إىل
يعيش يف مجاله الحضي مجموعة من التجمعات السكنية غت االئقة ،ي
المغرن حيث نجد الفصل 99منه
ي جوار بنايات سكنية فاخرة ،32ويجد هذا المبدأ أساسه يف إطار الدستور
بنص عىل:
ً 31
واجتماع يهدف إىل إزالة الفوارق االقتصادية الكبتة بي طبقات المجتمع .تسىم أحيانا العدالة
ي ه نظام اقتصادي
-العدالة االجتماعية ي
ً
المدنية ،وتصف فكرة المجتمع الذي تسود فيه العدالة يف كافة مناحيه ،بدال من انحصارها يف عدالة القانون فقط .بشكل عام ،تفهم
ّ
العدالة االجتماعية عىل أنها توفت معاملة عادلة و حصة تشاركية من ختات المجتمع.
ر
والبشية بغاية تحقيق التنمية ر
الت تهدف إىل ترشيد الموارد المالية
ه مجموعة من التدابت ي
فالحكامة ي
ه آلية فعالة إلدارة موارد المجتمع وتوجيهها نحو التنميةالمجتمعية يف شموليتها ،كما إن الحكامة ي
وه تتأسس عىل مجموعة من المبادئ :كالمشاركة والشفافية والمحاسبة
االقتصادية و االجتماعية والثقافية ي
33 ر
اإلستاتيجية والفاعلية والكفاءة. والمساواة وسيادة القانون ،و المساءلة والرؤية
بالتعمي
ر الثان :آليات تنفيذ سياسة المدينة وعالقتها
ي المطلب
تستثت قطاع التعمت ر
والت لم ر
ي الت عرفها المغرب خالل العقد األخت ،ي
يف سياق التحوالت والمستجدات ي
بكل تجلياته العامة والخاصة ،طرح مفهوم سياسة المدينة كمقاربة جديدة -ال تزال موضوع حوار وتبادل
ئ
نهان -تجسد نقلة نوعية تهدف إصالح المجال الحضي بالدرجة األوىل .ولما كانت ر
لآلراء دون وجود مشوع ي
الت خلصت جلها إىل أن ر 34
هذه السياسة عبارة عن نتاج لمجموعة من الخطابات الملكية والتوصيات ،ي
تحقيق متطلبات وتحديات سياسة المدينة مرتبطة باألساس بعنض النجاعة وعنض المواكبة العقارية .إذن
ر
الت تتوح تحقيقها تم ما مدى
ه األهداف ي ماه أليات تفعيل سياسة المدينة وما ي
ي ومن خالل ما تقدم،
الت ر
تعتض تطبيق هذه السياسة؟ ر
وماه مختلف المعيقات ي
ي تأثتها عىل قواني التعمت؟
هذا ما سنتناوله من خالل فقرتي سنتحدث يف (الفقرة األوىل) عن اليات تنفيذ سياسة المدينة
وأهدافها ،عىل أن نتطرق يف (الفقرة الثانية) لعالقة سياسة المدينة بقواني التعمت ومعيقاتها.
ظل واقع الدينامية الحضية وتعقدها ،مما دفع بالجهات القائمة عىل هذه السياسة تتبت مجموعة من
للدينامية المحلية.
ر
فاآلن: وتتجىل آليات تفعيل سياسة المدينة
ي
حيث ترتكز هذه اآللية عىل تفعيل الدور االقتصادي للمدينة عت االنتقال من الدور التسيتي إىل الدور
التدبتي ،حيث يعتت التدبت عملية معقدة ال تتوقف عىل التسيت بل هو أعم من ذلك ،فهو يفيد التنظيم
والتسيت والتخطيط والمراقبة.
فالمدينة لم تعد مجرد وحدة ترابية إدارية بل تحولت إىل جماعات اقتصادية تنافسية تقوم بتنشيط
الحركة االقتصادية ،لهذا وجدت المدينة نفسها مطالبة بوضع نموذجها التنموي الحضي والتأسيس القتصاد
وتنافس قادر عىل خلق التوة ومناصب الشغل ألفواج الشباب ،وذلك عت استعمال الوسائلي حضي
استاتيح وفق رؤيا ر
استاتيجية. واألليات التدبتية المقاوالتية القادرة عىل وضع مخطط ر
ي
الت تضع نصب أعينها الزيادة مواردها وكفاءة عنضها ر
البشي ،ومواردها ر
ه ي ومن تم فالمدينة المقاولة ي
العقالن للشأن الحضي.35
ي المادية ،مع األخذ بالتسيت
-2التسويق الحضي:
ظهر التسويق الحضي كتقنية خاصة يف القطاع التجاري أوال ،36ثم تطور لينتقل إىل حقل المؤسسات
الت أضحت ترتكز عىل آليات جديدة للتدبت ،مستمدة من تقنيات التسيت ر ر
العمومية والجماعات التابية ي
ر
المقاوالن .وعليه فكل األطراف والمستويات ر
التابية أصبحت مطالبة بأن تزيد من قدرتها التنافسية وتنخرط ي
اجتماع مطالب
ي مما يمكن القول معه ،أن التسويق الحضي هو وظيفة المدينة كفاعل اقتصادي و
باالنفتاح االقتصادي ،عت مجموعة من المبادرات و اإلجراءات التدبتية و األعمال التواصلية ،من أجل جعل
ان قطب جاذب لالستثمارات ،وذلك عت إبراز ما يمته من مكونات طبيعية و جغرافية و اقتصادية ر
مجالها الت ي
ر
باف المجاالت ر ر
التابية لجلب الرساميل الوطنية و العالمية ،غت أن تحقيق التسويق و بشية ،تؤهله لمنافسة ي
الحضي يتطلب باإلضافة إىل ما ذكر عرض امتيازات جبائية تحفتية و قواني استثمارية مشجعة ،وكذا
ضورة توظيف بنيات لالستقبال من شأنها أن تساهم و تزيد من قناعة المقاوالت لالستثمار بالوحدة المعنية.
اتيح الحضي أساس العملية اإلدارية ،ويرجع ذلك ألنه يساعد عىل تحديد ر
يعد التخطيط االست ي
األهداف ويبي مراحل العمل لبلوغها ،فهو دراسة متكاملة علمية ودقيقة لمشكلة ما ،بغرض تحديد حدودها
وأبعادها والبحث عن حلول لها مع إعداد وتنفيذ مخطط مؤقت ومحدد ومتناسق لها تتضمن التنبؤ
باألهداف المرتقبة .37
واألولويات،وتمكن مؤسسة المدينة من وضع سياسات بديلة للعمل وفق رؤية مستقبلية.
- 37دمحم المولودية ،التخطيط الحضري ورهانات التنمية الترابية بالمغرب ،مقال منشور بمجلة حكامة المدن ومسألة التنمية ،الطبعة األولى
،6090ص56
- 38هشام زبير ،م.س ،ص 999
24
ثانيا :أهداف سياسة المدينة
ر
تأن يف مقدمتها تجاوز
إن سياسة المدينة كمقاربة جديدة تتوح تحقيق مجموعة من األهداف ي
ر
الت أفرزتها كمجال حضي غت متجانس ومتناقض ،إضافة إىل تحقيق
إكراهات السياسات الحضية المتعاقبة ي
مجموعة من األهداف األخرى المتمثلة يف:
ر
المؤشات الحضية -4تقوية التكامل وتنافسية المدن انطالقا من ترتيب أولويات التدخل عىل حسب
واالقتصادية وتجاوز معيقات االستثمار وتوفت مناخ مالئم لألعمال تم تشجيع تبادل التجارب الناجحة
التعمي ومعيقاتها
ر الفقرة الثانية :عالقة سياسة المدينة بقانون
من المسلم به أن تفعيل سياسة للمدينة ،بمعزل عن تهيئة إطار قانون لها عت سياسة ر
تشيعية موازنة ي
تصب يف هذا االتجاه خاصة يف الشق الذي يهم تجسيد وثائق التعمت بمختلف توجهاته التخطيطية والتهيئة
والعملياتية (أوال) غت أن هذه السياسة وما تقوم عليه من مبادئ وأليات تصطدم بمجموعة من
المعيقات(ثانيا).
إن سياسة المدينة كمقاربة جديدة ال تعدو أن تكون جزءا من منظومة شاملة تهم قواعد التعمت
بالمغرب ،فاعتمادا عىل جاء به ر
المشع يف مواده من 0إىل 90والمتعلقة بمخطط توجيه العمران كمخطط
ر
وتحتم مقتضياته وتقف عند حدود موانعه مختلف شموىل تندرج يف إطاره جميع العمليات القطاعية،
ي
عمليات التعمت المحلية وفق شكل متكامل مع التصاميم المحلية ينطلق من المدينة كركتة للتخطيط
الحضي ،مما يجعل كل عملية تعمتية جزء من تنمية حضية متناسقة.
- 40مشروع مدونة التعمير بالمغرب بين الواقع والتطبيق ،مقال منشور بالموقع اإللكتروني ، www.for-cet.comتم االطالع عليه بتاريخ
6091-00- 05
- 41مذكرة تقديمية لمشروع قانون رقم 90-05المتعلق بمدونة التعمير
- 42دمحم زعاق ،أثار تعدد التشريعات و األنظمة العقارية والتوثيقية على السياسة العقارية بالمغرب ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون
الخاص ،جامعة دمحم األول كلية الحقوق بوجدة ،السنة الجامعية ،6092-6090ص099
- 43رضوان العلمي ،التعمير والتنمية المجالية بالمغرب ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية ،كلية الحقوق بسال ،السنة
الجامعية ،6090-6095ص625
26
وستا يف توضيح العالقة الرابطة بي سياسة المدينة ومقتضيات قواني التعمت ،فإن المادة الثامنة من
ر
مشوع الخاص بالمدن الجديدة 44تنص" إن أجل البت يف طلبات الحصول عىل رخص البناء سواء تعلق
األمر بالتجزئات أو المجموعات السكنية داخل محيط ال مدينة الجديدة ،يتم بمجرد صدور المرسوم
الخاص بإنشائها بعد إشهار قرار الموافقة عىل تصميم المدنية الجديدة المنصوص عليه يف الفصل الثالث
من هذا القانون."..
فمن خالل المادة أعاله فإن المدينة يف مجملها كوحدة ترابية ،ال تكاد أن تكون مجموعة من التجزئات
والمجموعات السكنية تحتاج رخص للبناء يتم استصدارها وفق قواعد التعمت ،وكذا فيما يتعلق بتصميم
التهيئة 45فإن إعداد تصاميم التهيئة الخاص بالمدن ال يخرج عما هو منصوص عليه يف المادة 91و 60من
قانون التعمت.
وهو الحال كذلك فيما يتعلق بتنفيذ تصميم المدن الجديدة ،وفق ما نصت عليه المادة 62من نفس
ر
المشوع أنه “يجب تطبيق مقتضيات القانون 25.52المتعلق بالتجزئات والمجموعات السكنية
والتقسيمات العقارية داخل المدن الجديدة".
إجماال لما سبق فإن عالقة سياسة المدنية كمقاربة جديدة ال يمكن تصورها دون تطبيق ومالئمة
ر
المشوع المرتقب للمدونة التعمت للقواني التعمت سواء قانون 96.10أو قانون 60.10أو من خالل
46
90.05
-1معيقات ر
بشية مؤثرة عىل نجاح سياسة المدينة
التابية تعكس بوضوح مدى الت أصبحت تتمتع بها الجماعات رر
حيث أن االختصاصات المهمة ي
ر
المشع عىل عاتقها ،فقد أصبحت مدعوة للمشاركة إىل جانب الدولة والقطاع ر
الت وضعها
المسؤوليات ي
44
Projet de loi ministère de l’habitat l’urbanisme et le développement spatial ; chapitre é ; article 2 : p2
-45في هذا الصدد فقد أعطيت االنطالقة لدراسة تصميم تهيئة العيون أواخر سنة 9112وقد كان لتأخر إنجاز الوثائق الطوبوغرافية اثر
سلبي على تقدم الدراسة ورغم ذلك قد وصلت ذه الوثيقة مراحل متقدمة ،جيت وصلت خيارات التهيئة على سلم 6000/9بتاريخ نونبر
6009وال تزال هذه الوثيقة إلى حد أالن في طور اإلعداد
- 46رضوان العلمي م .س ،ص 620و( 622بتصرف)
27
ع شخص ر ر
ان ،بل أصبحت الجماعات التابية ي
الخاص لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية عىل الصعيد الت ي
رؤسائها سلطة تقدير ومسؤولية النهوض بالمدينة ،إال أن الوقع أظهر عدم توفر هؤالء عىل المستوى الالزم
الجماع بالمقارنة مع
ي إلدارة شؤون هذه الوحدة ،باإلضافة إىل قصور وضعف الوضعية التكوينية للمنتخب
ر
الت تطمح إليها الالمركزية.
التطلعات ي
ر
الت أطرت تدبت و إدارة المدينة بالمغرب تعود بدايتها إىل القانون المتعلق
إن استحضار القواني ي
بالتعمت الذي سىع إىل ضبط المدينة كما حدد المبادئ األساسية المؤطرة لها ،فبالرغم من أن القانون المتعلق
ر
الت كان
بالتعمت المعمول به حاليا صدر يف نونت 9116فإنه اقتض عىل تكريس نفس المبادئ و المساطر ي
يتضمنها القانون السابق مع بعض االختالفات وما يعاب عىل هذا القانون هو باألساس عدم مواكبته للتطور
الحاصل عىل مستوى الواقع التعمت كما أشارنا سابقا ،إال أن ما يثت االستغراب حقا هو التأخت المبالغ فيه
ر
لمشوع مدونة التعمت الذي ظل حبيس األمانة العامة للحكومة منذ سنة .476005
التاريح للنظام العقاري مجموعة من األنظمة العقارية ذات خصائص مختلفة حسب
ي لقد أفرز التطور
كل نظام عىل حدة ،مقابل ما أصبحت تعانيه المدن المغربية اليوم من ندرة العقار لإلنشاء مختلف المشاري ع
االستثمارية.
إن األمر يتعلق بمجموعة من النصوص القانونية الجامدة لم يتم تحينها وال تعديلها لتتالءم وتساهل يف
إنجاح السياسات العمومية عامة وسياسة المدينة خاصة.
يثت اعتماد مصطلح سياسة المدينة ضمن مكونات إحدى الوزارات المشكلة للحكومة الحالية أي وزارة
السكت وسياسة المدينة المغربية ،عدة تساؤالت ترتبط بتدبت وإدارة المدن ،وباألخص مصادر تمويل هذه
السياسة ،فحداثة هذا التوجه ضمن السياسات العمومية المعتمدة بالمغرب يطرح تحدي التمويل ،وذلك يف
ظل ضعف الموارد المالية للجماعات ر
التابية واالعتمادات المخصصة للمشاري ع التنموية .48
إيجان واألخر
ي ريتتب عن كتة المتدخلي والفاعلي يف ميدان التخطيط الخضي عدة نتائج منها ما هو
سلت ،ويمكن القول أن النتائج اإليجابية يرجع الفضل فيها للوكاالت الحضية ،لكن رشيطة توفر المجاالت
ي
الت تتدخل فيها عىل وثائق التخطيط الحضية سارية المفعول ر
ي
ومن بي االنعكاسات السلبية لتعدد المتدخلي ف التخطيط الخضي ر
والت تعرقل التخطيط المعقل
ي ي
للمدن نجد يف المقام األول قلة الوثائق المصادق عليها وصعوبات تحديد مراكز المسؤولية وتعطيل التنمية
الحضية.
29
خاتمة:
نعط نظرة شمولية تجسد واقع المغرب بي السياسة
ي ختاما يمكن القول أننا حاولنا قدر المستطاع أن
ر
الت أدت إىل تراجع العمل بها ،وإعتماد سياسة
القطاعية كمرحلة أوىل ،ومختلف االختالالت واألسباب ي
ر
الت عرفها المغرب منذ إصدار قانون
المدينة كمقاربة جديدة لتجاوز مختلف االختالالت المجالية والحضية ،ي
التعمت بالمغرب سنة ،9195وذلك عت التطرق يف دارستنا هاته لمفهوم سياسة المدينة والوقوف عىل
ر
الت يقوم عليها دون أن إغفال األليات الكفيلة لتحقيق سياسة
مختلف الخصائص والمبادئ وكذا األهداف ي
المدينة .
إن عرضنا هذا هم باألساس توضيح العالقة بي سياسة المدينة وبي قواني التعمت سواء من خالل
ر
الت تحول دون ر
المدونة الحالية أو المشوع المرتقب إصداره ،كما حاولنا رصد مختلف المعيقات واإلكراهات ي
ر
الت ثم التطرق إليها .
اع مختلف األهداف ي
تصور سياسة فعالة تتوح تدبت المدينة وفق رؤى مستقبلية تر ي
يبق حلم صعب التحقيق مالم يتمكن الفعال المركزي وإن الحديث عن سياسات مدينية ناجعة ،ر
باف الفاعلي من أخد زمام المبادرة وطرح الحلول الهيكلية الكفيلة بتغيت واقع المدن وذلك ر
والمحىل بمعية ي
ي
وفق رؤية مندمجة وتشاركية تسىع إىل تحقيق اآل ر ين:
-القضاء عىل االختالالت السوسيو مجالية متمثلة يف الفرق الشاسع بي المدن الفقتة والمدن الغنية
وب هدف تحقيق نوع من االنسجام الحضي بي مختلف مناطق المدينة.
-تزويد المجاالت المتضرة بالبنيات والتجهتات األساسية ف ميادين ر
التبية والصحة والتعليم والسكن. ي
الوطت و ذلك باعتماد نظرة شمولية ومستقبلية للمجال
ي -إدماج المدينة يف محيطها الجهوي و
الحضي .
الشاكة الحقيقية والتعاون بي كل المتدخلي يف مجال التدبت الحضي ،وذلك بما تتمت به -تفعيل ر
ر
والبشية و التوفيق بي هذه األختة من إيجابيات جمة تتمثل يف ترشيد النفقات وتجاوز العراقيل المادية
القوى المعارضة .
وتبق متوقفة عىل ضورة تحي النصوص القانونية لمختلف األنظمةر -إن تحقيق سياسة للمدينة
العقارية بشكل يساهم يف إنجاح هذه المقاربة الجديدة.
30
الئحة المراجع:
الكتب:
الصاف ،بيع العقار يف طور االنجاز ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء الطبعة األوىل
ي _عبد الحق
6099
األطروحات والرسائل:
العلىم ،التعمت والتنمية المجالية بالمغرب ،أطروحة لنيل الدكتوراه يف القانون العام والعلوم
ي _ رضوان
السياسية ،كلية الحقوق بسال ،السنة الجامعية 6090-6095
_ حيمود المختار ،دور سياسة التعمت يف تنمية وتنظيم المجال الحضي"مساهمة يف دراسة المجال
المغرن :نموذج عمالة ابن مسيك سيدي عثمان ،أطروحة لنيل الدكتوراه يف الحقوق العلوم
ي الحضي
الثان كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و اإلجتماعية الدارالبيضاء عي الشق ،سنة
ي اإلدارية ،جامعة الحسن
.6009/6000
اليعقون ،المدينة المغربية من السياسة القطاعية إىل سياسة المدينة ،بحث نيل دبلوم
ي _ راضية
ر
الماست يف القانون العام تخصص القانون والعلوم االدارية للتنمية،جامعة عبد المالك السعدي كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية طنجة 6096/6099
_ عبد االاله بلزراق ،سياسة التعمت بي متطلبات التنمية وإكراهات الواقع ،رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا المعمقة ،شعبة القانون العام ،وحدة االدارة والتنمية ،جامعة عبد المالك السعدي كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية طنجة ،سنة6005/6002
ر
الماست العموم الجديد ،رسالة لنيل دبلوم _ هيشام زوبت ،سياسة المدينة يف ضوء متطلبات التدبت
ي
القاض عياض ،مراكش السنة الجامعية ف القانون العام الداخىل وتنظيم الجماعات ر
التابية ،جامعة
ي ي ي
91229125
31
ر
الماست يف القانون العام، _ حمادي البكاري ،سياسة المدينة " مدينة العيون" ،رسالة لنيل دبلوم
القاض عياض بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،مراكش .6090/6095
ي جامعة
المقاالت:
عىل و دمحم حزوي ،سياسة المدينة بالمغرب من تدبت األزمة الحضية إىل إرساء مقومات
_ ألفة حاج ي
التابية ،مقال ر
مشتك منشور بمجلة المصباحية ،إصدار جامعة سيدي دمحم بن عبد هللا كلية اآلداب التنمية ر
_ حيمود المختار ،أضواء عىل جوانب من إشكالية تدبت المدن الكتى بالمغرب ،المجلة المغربية
لالدارة المحلية و التنمية ،عدد 59مارس-أبريل 6006
عبد المجيد هالل و عبد الرحمان الدكاري ،اعادة التأهيل الحضي بالمغرب :اجراءات التتيل ومظاهر
االختالل ،مقال منشور بمجلة التعمت والبناء" مجلة أكاديمية دولية تعت ر
بنش البحوث والدراسات يف المجال
ان ،العدد األول مارس 6095
العمر ي
_ حمد المولودية ،التخطيط الحضي ورهانات التنمية ر
التابية بالمغرب ،مقال منشور بمجلة حكامة
المدن ومسألة التنمية ،الطبعة األوىل 6090
ر
االلكيونية: المواقع
www.chambredesconseillers.ma
www.for-cet.co
www.centremarocaindedeveloppementintellectuel.com
32
الفهرس
مقدمة6.......................................................................................................................... :
التبت 5...............................................................
ي الفقرة األوىل :السياسات القطاعية وأسباب
الفقرة الثانية :أزمة السياسات القطاعية ف تدبت المجال و ر
إستاتيجية الدولة للنهوض بها2............... ي
وتبت سياسة جدديدة( سياسة المدينة) 90 ...............
ي الثان :مظاهر فشل السياسات القطاعية
المطلب ي
الماىل والعقاري 90 ............... ر
المؤسسان؛ القانون؛ الفقرة األوىل :اختالالت عىل المستوى التدبتي؛
ي ي ي
الفقرة الثانية :اختالالت متعلقة بمجال التعمت و التخطيط الحضي99 .................................... :
الفقرة الثانية :عالقة سياسة المدينة بقانون التعمت ومعيقاتها 60 ..............................................
33