You are on page 1of 2

‫االختيارات الكبرى لسياسة اعداد التراب الوطني‬

‫مقدمة‪ :‬يعاني المجال المغربي من الهشاشة ومن سوء تدبير الموارد الطبيعية والبشرية‪ ،‬لذا تم سن سياسة اعداد التراب الوطني منذ‬
‫‪ 2003‬من اجل تعبئة تلك الموارد وحسن تدبيرها ومعالجة التباينات السوسيو مجالية والسوسيو‪-‬اقتصادية للحد من الفوارق بين‬
‫مختلف الجهات وتحقيق تنمية مندمجة وشاملة‪.‬‬
‫ما مفهوم وتحديات ومبادئ سياسة اعداد التراب الوطني؟‬
‫ما اختياراتها الكبرى؟‬
‫ما توجهاتها المجالية؟‬
‫ما دور االختيارات الكبرى لسياسة اعداد التراب الوطني في التخفيف من التباينات المجالية؟‬
‫سياسة اعداد التراب الوطني‪ :‬المفهوم‪ ،‬التحديات‪ ،‬المبادئ‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫‪ )1‬مفهوم سياسة اعداد التراب الوطني‪:‬‬
‫يقصد بسياسة اعداد التراب الوطني تدخل الدولة لتنظيم المجال الجغرافي من خالل االعداد الفالحي وتطوير الصناعة والتهيئة‬
‫الحضرية في المدن‪ ،‬بهدف التحكم في توزيع السكان واألنشطة االقتصادية وتحقيق تنمية جهوية متوازنة اقتصاديا واجتماعيا‪،‬‬
‫وتفعيل اشكال التضامن بين المناطق‪.‬‬
‫‪ )2‬تواجه سياسة اعداد التراب الوطني عدة تحديات‪:‬‬
‫✓ التحدي الديموغرافي‪ :‬تزايد السكان بوتيرة سريعة‪ ،‬ارتفاع الساكنة النشيطة‪ ،‬البطالة‪ ،‬اشتداد مظاهر االقصاء االجتماعي‪.‬‬
‫✓ التحدي االقتصادي‪ :‬ضعف البنية اإلنتاجية (غياب شركات كبرى‪ ،‬ضعف تأهيل اليد العاملة‪ ،‬ضعف راس المال)‪ ،‬ضعف‬
‫وتيرة النمو االقتصادي‪ ،‬ضعف اإلنتاجية‪ ،‬تحديات العولمة‪.‬‬
‫✓ التحدي البيئي‪ :‬خصاص في الموارد المائية‪ ،‬تزايد الضغط على الموارد الطبيعية‪ ،‬تدهور األوساط الطبيعية الهشة‪ ،‬تواتر‬
‫التقلبات المناخية‪ ،‬التلوث‪.‬‬
‫‪ )3‬ترتكز سياسة اعداد التراب الوطني على عدة مبادئ‪:‬‬
‫تدعيم الوحدة الوطنية‪ :‬استكمال الوحدة الترابية‪ ،‬توزيع الموارد العمومية بشكل متوازن بين الجهات‪ ،‬تنمية تنافسية‬ ‫✓‬
‫المجاالت‪ ،‬تدعيم التضامن بين المجاالت المغربية وبين مكونات المجتمع‪.‬‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ :‬رصد حاجيات السكان في الميادين االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬إعطاء األولوية للشرائح‬ ‫✓‬
‫الفقيرة وللمناطق المعوزة‪ ،‬تحسين العالقات بين مختلف مكونات النظام اإلنتاجي‪.‬‬
‫المحافظة على البيئة وترشيد استغالل الموارد الطبيعية في إطار التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫✓‬
‫اشراك السكان في التسيير‪ :‬استشارة المواطنين واشراكهم في تحديد وإنجاز المشاريع التي تهم مستقبلهم‪ ،‬العمل بمبدأ‬ ‫✓‬
‫تكافؤ الفرص في استعمال المجال‪.‬‬
‫االختيارات الكبرى والتوجهات المجالية لسياسة اعداد التراب الوطني‪:‬‬ ‫‪.II‬‬
‫‪ )1‬االختيارات الكبرى لسياسة اعداد التراب الوطني‪:‬‬
‫تأهيل االقتصاد الوطني‪ :‬تحسين محيط االستثمار‪ ،‬تقوية البنيات االقتصادية‪ ،‬البحث عن أسس جديدة للتنمية في المجال‬
‫القروي بتنمية األنشطة غير الفالحية وفي المجال الحضري بتأهيل الصناعة الوطنية وإعادة انتشارها‪.‬‬
‫تنمية العالم القروي‪ :‬لتقليص التفاوت بين األرياف والمدن‪.‬‬
‫تدبير الموارد الطبيعية والمحافظة على التراث‪ :‬ترشيد استغالل الموارد الطبيعية وتوثيق التراث وحمايته‪.‬‬
‫تأهيل الموارد البشرية‪ :‬محو االمية ومحاربة تشغيل األطفال‪ ،‬تعميم التعليم وإصالح مناهجه‪ ،‬الرفع من مهارات‬
‫الفالحين والحرفيين‪ ،‬تطوير البحث العلمي‪ ،‬تحقيق توزيع جغرافي أكثر تكافؤ لمؤسسات التعليم العالي‪.‬‬
‫حل إشكالية العقار‪ :‬التحكم في السوق العقارية بالمدن وإيجاد حلول للبنية العقارية المعقدة في البوادي‪.‬‬
‫السياسة الحضرية‪ :‬معالجة التباينات الحضرية بتنمية األساس االقتصادي للمدن‪ ،‬اعتماد التنمية االجتماعية كهدف واداة‬
‫للتنمية الحضرية‪ ،‬محاربة السكن غير الالئق‪ ،‬تفعيل قوانين التعمير والعمران‪.‬‬
‫‪ )2‬االختيارات المجالية إلعداد التراب الوطني‪:‬‬
‫بعد فشل التقسيمات الجهوية السابقة في خلق التوازن الكامل بين مختلف جهات المغرب‪ ،‬نهجت السلطات المغربية‬
‫سياسة اعداد التراب الوطني التي تهدف لتنظيم المجال وتخفيف التباينات بين الجهات ولكن بمنظور جديد يقتضي تجميع‬
‫المناطق المغربية عوض تقسيمها على الشكل التالي‪:‬‬
‫المناطق الشمالية والشرقية‪ :‬باعتبارها منفتحة على الخارج مما يستوجب تدعيم البعد االورومتوسطي وتأهيل‬
‫المجال الحدودي‬
‫المناطق الجبلية‪ :‬للحفاظ على مواردها الطبيعية وفك العزلة عن ساكنتها لتحقيق التضامن المجالي‪.‬‬
‫البحر والساحل‪ :‬عقلنة استغالل الموارد البحرية وتعزيز االنفتاح على الخارج‪.‬‬
‫المناطق الصحراوية‪ :‬تراهن السياسة على تحقيق االندماج الجهوي وتدبير المجاالت الهشة‪.‬‬
‫المدارات المسقية‪ :‬االهتمام بها من اجل كسب رهان االمن كسب رهان االمن الغذائي ومواجهة تحديات العولمة‪.‬‬
‫مناطق البور‪ :‬يستوجب االهتمام بها لتحقيق التوازن المجالي في التنمية‪.‬‬
‫الشبكة الحضرية‪ :‬تأهيل المجاالت الحضرية وتحقيق تنمية مندمجة وشاملة‪.‬‬
‫‪ -3‬دور سياسة إعداد التراب الوطني في تهيئة المجال الجغرافي وتحقيق التنمية‪.‬‬
‫تساعد سياسة إعداد التراب الوطني في تحقيق التنمية وتهيئة المجال من خالل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التهيئة الحضرية‪ :‬التحكم في التوسع الحضري من خالل قانون التعمير الذي يشمل الوثائق اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬التصميم المديري للتهيئة والتمدين ‪ :‬وثيقة تحدد التوجهات العامة للتوسع العمراني على المدى البعيد (أكثر من ‪ 25‬سنة)‪.‬‬
‫‪ -‬تصميم التنطيق ‪ :‬وثيقة تبرز تخصصات المناطق واألحياء داخل المدينة (سكنية‪ ،‬صناعية‪ ،‬تجارية‪ ،‬إدارية‪.)...‬‬
‫‪-‬مخطط التهيئة ‪ :‬وثيقة توضح بدقة استعماالت األراضي في المدينة والمراكز القروية المجاورة (شوارع‪ ،‬أزقة‪ ،‬ساحات)‪.‬‬
‫‪-‬تصميم التنظيم الوظيفي واإلعداد ‪ :‬وثيقة تبرز الوظائف األساسية للمدن الكبرى (إدارية‪ ،‬سياحية‪ ،‬صناعية‪ ،‬تجارية‪.)...‬‬
‫ب‪ -‬التهيئة الريفية‪ :‬تهيئة المجال الريفي من خالل برمجة مشاريع البنية التحتية مثل السدود والشبكة الطرقية والكهربائية‪ ،‬إلى‬
‫جانب تقنين السكن والملكيات العقارية‪ ،‬وخلق أنشطة اقتصادية‪.‬‬
‫ساعدت هذه السياسة على الحد من الهجرة القروية‪ ،‬وتخفيف االكتظاظ عن المدن‪ ،‬ورفع تنافسية االقتصاد الوطني‪ ،‬وخلق فرص‬
‫الشغل‪....‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫تعتبر سياسة اعداد التراب الوطني من اهم الخيارات االستراتيجية التي دشنتها الدولة لمواجهة التحديات غير ان تطبيقها تعترضه‬
‫مجموعة من العراقيل والصعوبات وهو ما أدى الى فشلها‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك تبقى قاعدة للتهيئة الحضرية والريفية‪.‬‬

‫مفاهيم الدرس‬
‫سياسة إعداد التراب الوطني ‪ :‬سياسة ارادية تستهدف تنظيم المجال للتخفيف من التباينات المجالية بين‬
‫الجهات‪ ،‬وتحقيق تنمية مندمجة وشاملة‪ ،‬وذلك بالتوزيع العادل للثروات البشرية والطبيعية‬

You might also like