You are on page 1of 7

‫جامعة ابن طفيل‬

‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫مسلك الجغرافيا‬
‫األسدس‪3‬‬

‫دينامية المجال الحضري‬

‫األستاذ محمد أيت ناصر‬


‫الدورة الخريفية‬
‫‪2021-2022‬‬
‫الدرس السابع‬

‫‪1‬‬
‫سياسة المدينة بالمغرب‬
‫أدى التطور السريع الذي عرفته المدن المغربية طيلة القرن العشرين‪ ،‬والمتمثل في النمو االقتصادي والسكاني‬
‫وارتفاع وتيرة التمدن‪ ،‬إلى بروز العديد من التحديات والمشكالت ذات أبعاد مجالية واقتصادية واجتماعية‬
‫وبيئية‪ .‬وقد نهجت الدولة سياسات عمومية استهدفت الطبقات الهشة والفقيرة بهدف محاربة اإلقصاء‬
‫والهشاشة ودعم االقتصاد االجتماعي‪ ،‬كما همت مجال السكن والصحة والتعليم وغيرها من الخدمات‬
‫األساسية‪ .‬إال أن الطابع القطاعي لهذه السياسات حد من نجاعتها لعدم أشراك الفاعلين المعنيين وضعف‬
‫التنسيق بين المتداخلين بالرغم من بعض المبادرات التي همت خلق المجموعات الحضرية ثم تعويضها فيما‬
‫بعد بنظام وحدة المدينة إلضفاء صبغة وحدوية على المدن الكبرى المغربية و تمكين أجهزتها التقريرية من‬
‫تتبع و م ارقبة تراب المدن و تتبع المشاريع (القنيطرة نموذجا)‪ .‬ولتجاوز هذه الوضعية وبحثا عن مقاربة‬
‫حضرية مندمجة‪ ،‬تم التفكير بداية من ‪ 2012‬في نموذج جديد من تدبير المجال الحضري سمي ب"سياسة‬
‫المدينة"‪.‬‬

‫فما هي إذن سياسة المدينة وماهي أهدافها وغاياتها وأبعادها؟ وماهي آليات تفعيلها وتنزيلها؟‬

‫‪ .1‬نشأة المدينة المغربية وبوادر السياسة الحضرية‬


‫رغم أن ظهور األشكال األولى للمدن المغربية يرجع إلى عصور قديمة في التاريخ (وليلي‪ ،‬تموسيدة إلخ‪،)..‬‬
‫إال أن بنيتها العمرانية الحالية وتطورها كان مرتبطا بالحضارة اإلسالمية‪ .‬بداية من مدينة فاس مع حكم‬
‫األدارسة (‪ )788-986‬ثم المرينيين والوطاسيين‪ ،‬ثم مراكش خالل الفترة المرابطية والموحدية وحكم‬
‫السعديين وأخي ار الرباط التي اتخذها العلويون عاصمة لهم بعد مدينة فاس‪ .‬وظل تطور المدن المغربية بطيئا‬
‫ومرتبطا على الخصوص بالعوامل الداخلية إلى غاية القرن ‪ 19‬في ظل شروط االتفاقيات األحادية الملزمة‬
‫التي فتحت المغرب على اوربا (اسبانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬إنكلت ار بالخصوص)‪ .‬وقد عرفت هذه البينة الحضرية التي‬
‫هيمنت فيها المدن الداخلية سياسيا واقتصاديا تحوال جذريا مع االحتاللين الفرنسي واالسباني‪ ،‬وبدأ االهتمام‬
‫ينصب في اتجاه مدن الساحل‪ ,‬وخاصة مدن الموانئ التي صارت تستحوذ على النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫بدأت أولى مظاهر دينامية حضرية تضفي طابعها األوربي على المدينة المغربية مع مخططات التهيئة التي‬
‫وضعها الليوطي الذي حاول الفصل بين المدينة العتيقة وامتدادها الحديث خارج االسوار بمساحات خض ارء‬
‫تتخللها منطقة عسكرية‪ .‬فظهرت أولى تصاميم استعمال األرض وقسمت المدينة إلى ثالثة مجاالت ‪ :‬نطاق‬
‫تجاري بالمركز‪ ،‬نط اق صناعي ثم نطاق إداري وترفيهي‪ .‬ومع بداية الثالثينات‪ ،‬أدى النمو الديمغرافي‬
‫والهجرات نحو مدن "المغرب النافع" الذي كرسه االحتالل‪ ،‬إلى نمو حضري متسارع وعشوائي حيث تكاثرت‬
‫دور الصفيح ولم تفلح تصاميم التهيئة وال مخططات المهندس إكوشار في التحكم وضبط هذا التوسع‬
‫واالختالالت الجهوية الترابية التي نتجت عنه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫غداة االستقالل‪ ،‬لم يحظ المجال الحضري بأولوية الدولة مما كرس االختالالت المجالية وضاعف من‬
‫المشكالت الحضرية‪ .‬وبالرغم من بعض المبادرات التي استهدفت مجال السكن‪ ،‬إال أن هذا األخير لم يكن‬
‫إال مظه ار ونتيجة للمشكل الذي هو األصل بنيوي‪ .‬ولم يتم الوعي بأهمية التنمية الحضرية لتحقيق التنمية‬
‫االقتصادية إال بداية السبعينات من خالل مشروع القانون اإلطار للتهيئة الحضرية والقروية الذي نص على‪:‬‬
‫‪ ‬إحداث مجموعة من الهياكل اإلدارية المتخصصة‪ ،‬واعداد وثائق التعمير من ضمنها‪ ،‬المخططات المديرية‪،‬‬
‫مخططات الهيكلة والتوجيه‪ ،‬تصاميم التنمية القروية‪ ،‬تصاميم استعمال األراضي‪.‬‬
‫‪ ‬اتخاذ اإلجراءات الكفيلة لمحاربة االحتكار العقاري‪،‬‬
‫‪ ‬تشجيع االستثمار الخاص في مجال السكن‪.‬‬
‫خالل الثمانينات‪ ،‬واصلت الدولة تنفيذ بنود القانون اإلطار من خالل إنشاء العديد من المؤسسات (الشركة‬
‫الجهوية للتجهيز والبناء‪ ،‬الوكالة الوطنية لمحاربة السكن غير الالئق‪ ،‬الوكاالت الحضرية‪.‬‬

‫خالل فترة التسعينات‪ ،‬صدر القانون ‪ 12-90‬المتعلق بالتعمير والقانون ‪ 25-90‬المتعلق بالتجزئات‬
‫السكنية وتقسيم العقارات‪ .‬وأدرجت الدولة مجموعة من األدوات الحديثة الخاصة بالتهيئة العمرانية من بينها‬
‫مخططات الهيكلة والتنمية القروية \ الجهوية‪ ،‬مخططات توجيه التهيئة العمرانية وتصاميم التنطيق وتصاميم‬
‫التهيئة الحضرية إلخ‪.‬‬

‫وقد عرفت الفترة األخيرة تحقيق نتائج هامة في مجالي التعمير واإلسكان‪ ،‬تمثلت أساسا في تغطية المجال‬
‫الترابي للمملكة بوثائق التعمير (‪ %98‬في المجال الحضري و‪ %62‬في المجال القروي حسب معطيات‬
‫‪ .)2011‬كما تم تخفيض العجز السكني ودور الصفيح بنسبة مهمة‪ .‬إضافة إلى نهج مقاربة مندمجة من‬
‫خالل إحداث شركات ومقاوالت عمومية من أجل اإلشراف على بعض المشاريع التنموية الكبرى (ميناء‬
‫طنجة المتوسط‪ ،‬ميناء الناظور‪ ،‬تهيئة ضفتي أبي رقراق‪ ،‬كا از أنفا ‪ .)...‬لكن‪ ،‬بالمقابل‪ ،‬أخفقت بعض‬
‫اإلصالحات األخرى ولم تجد طريقها للتطبيق في الواقع (مشروع قانوني ‪ 42-00‬المتعلق بتأهيل العمران‪،‬‬
‫و‪ 04-04‬المتعلق بسن أحكام حول السكنى والتعمير) نظ ار لعدة أسباب أهمها‪ :‬تشعب المساطر اإلدارية‬
‫مقارنة بالدينامية العمرانية‪ ،‬غياب المنظور االقتصادي واالجتماعي والثقافي والبيئي في تصورات تدبير‬
‫المجاالت الحضرية إضافة إلى تغليب المصالح الخاصة الضيقة على المصلحة العامة‬

‫‪ .2‬السياق العام لسياسة المدينة‬


‫ظهر مفهوم سياسة المدينة خالل األربعين سنة األخيرة كرد فعل سياسي على استفحال مشاكل المدن‪،‬‬
‫مرور‬
‫ا‬ ‫خاصة مع تفاقم أزمات الضواحي‪ .‬وقد برزت على سبيل المثال بفرنسا ظاهرة العنف والميز العنصري‬
‫بالعزلة واإلقصاء ثم الهدر المدرسي وتنامي الجريمة‪ .‬وقد حملت البرامج البديلة األولى أسماء ك"المدينة‬
‫االجتماعية"‪" ،‬عقد التنمية االجتماعية لألحياء"‪" ،‬ميثاق جودة المدن"‪ "،‬التديد الحضري" إلخ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وقد ارتبط ظهور المفهوم على الصعيد الدولي أيضا من خالل تنامي الدعوة إلى تقليص دور السلطات‬
‫العمومية وتعويضه بمقاربة تشاركية للفاعلين المحليين على اعتبار أن األجهزة الحكومية هي المسؤولة‬
‫بالدرجة األولى عن التدهور الذي تعيشه المدن‪.‬‬

‫من هذا المنطلق‪ ،‬يمكن اعتبار تداول مفهوم سياسة المدينة بمثابة تجاوز السلوب تحكم الدولة في تدبير‬
‫الشأن العمومي‪ ،‬كما يترجم في الوقت ذاته رغبة هذه األخيرة للتخلص من مواجهة المشاكل المستفحلة التي‬
‫تعيق التنمية الحضرية سيما أن هذه األخيرة أضحت قاعدة للتنمية المحلية ككل‪.‬‬
‫مفهوم سياسة المدينة‬
‫يختلف مفهوم سياسة المدينة وتعريفه الرتباطه بمفوم مركب ومتحول هو المدينة وأشكال تدبيرها والمتداخلين‬
‫في هذا التدبير‪ .‬ويمكن أن ندرج في هذا الصدد مجموعة من التعاريف كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬سياسة تعتمد مقاربات إجرائية واضحة تسعى من وراء التدخل العمومي الرفع من مستوى المدينة‬
‫بشكل عام يجعلها منظومة لخلق الثروات وتوزيعها بشكل عادل‪.‬‬
‫‪ -‬سياسة ترتكز على مقاربة شمولية تتوخى التنسيق واالنسجام بين مختلف التدخالت القطاعية أو‬
‫الو ازرية من خالل اعتماد برامج مندمجة على صعيد مجال ترابي محدد هدفها ليس فقط محاربة‬
‫كافة أشكال البناء العشوائي‪ ،‬بل وأيضا وضع استراتيجيات متكاملة من أجل مدينة مندمجة‪.‬‬
‫‪ -‬سياسة عمومية بين و ازرية مندمجة وتشاورية وتشاركية وتعاقدية‪ ،‬يتم وضعها من طرف الدولة‬
‫والجماعات الترابية بإشراك القطاع الخاص والمجتمع المدني في إطار يضمن تناسق وانسجام‬
‫مختلف الرؤى والتدخالت في المدينة مع احترام صالحيات كل طرف‪ ،‬وذلك من أجل تطوير مدن‬
‫مستدامة واندماجية ومنتجة ومتضامنة‪.‬‬
‫‪ -‬سياسة عمومية اندماجية تشاركية تتوخى االنسجام في التدخالت القطاعية لتسهيل معالجة‬
‫االختالالت التي تعيشها المدينة المغربية بمرجعية دستورية وبرامج حكومية‪.‬‬

‫من خالل هذه التعاريف‪ ،‬يمكن القول أن سياسة المدينة هي سياسة للتدبير العمومي تستهدف باألساس‬
‫تصحيح االختالالت واعادة اإلدماج والتهيئة العمرانية‪ ،‬وتسعى لرد االعتبار لإلنسان واألحياء الفقيرة‬
‫المهمشة‪ .‬وتقوم على المشاركة بين الدولة والجماعات الترابية والقطاع الخاص والمجتمع المدني بناء على‬
‫ثالثة قواعد أساسية ‪ :‬التنافس‪ ،‬االندماج‪ ،‬االستم اررية‪.‬‬

‫‪ .3‬أبعاد وأهداف سياسة المدينة‬

‫‪4‬‬
‫أن غاية سياسة المدينة هو تغيير فضاء المواطن بشكل يجعله يحس بنوع من الرضى وبالتالي الشعور‬
‫باالنتماء لفضائه مما يجعله ينخرط بشكل فعال في تنمية هذا الفضاء وخدمته‪ .‬لهذا فهذه السياسة تستهدف‬
‫المجاالت االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬التربوية‪ ،‬البيئية‪ .‬ويمكن أن يشمل مجال تدخلها المدينة‬
‫بشموليتها أو فقط مرك از حضريا أو حيا من األحياء‪ .‬أما أهدافها فهي‪:‬‬
‫القضاء أو التخفيف من االختالالت المجالية بهدف تحقيق نوع من االنسجام والتوازن الحضريين بين مختلف‬ ‫‪‬‬
‫مناطق المدينة‬
‫دعم التنمية االقتصادية واالجتماعية بالمناطق المتضررة والضواحي الهامشية عن طريق توفير فرص الشغل‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫تشجيع التكوينات والمبادرات النوعية واألنشطة المدرة للدخل‪.‬‬
‫‪ ‬تجهيز المجاالت المتضررة بالبنيات التحتية خاصة في ميادين الصحة‪ ،‬التكوين‪ ،‬السكن‪ ،‬النقل والشغل‬
‫اعتماد أسلوب الحكامة الحضرية والديمقراطية التشاركية في تدبير الشأن المحلي بما يسمح بتوسيع دائرة‬ ‫‪‬‬
‫المشاركة (فاعلين سياسيين‪ ،‬جمعويين‪ ،‬قطاع خاص‪ ،‬فاعلين مهنيين إلخ)‬
‫‪ ‬العمل على تقوية جاذبية المدينة وتحسين صورتها من خالل رؤية موحدة تشكل محور المشاريع والمقاربات‪.‬‬
‫هذه األخيرة‪ ،‬أي المقاربات تتمثل في‪:‬‬

‫تجعل من سياسة المدينة منطلقا لكل السياسات الحضرية بمختلف مصادرها‪ ،‬وتدخل‬ ‫مقاربة مشولية‬ ‫‪‬‬
‫ضمن إطار وحدة المدينة بمشروع شامل وعام يتمحور حول بعدين أساسيين‪ :‬مدن منتجة‪ ،‬مدن‬
‫تضامنية‪ .‬ويأخذ بعين االعتبار تثمين وتنمية المقومات الطبيعية والثقافية والتاريخية والعمرانية‪.‬‬
‫تركز على تنمية المدينة بوضع برامج طموحة تهدف إلى تغيير مظاهر التردي‬ ‫‪ ‬مقارية مدن منتجة‬
‫واالختالالت العميقة (مثال مشروع أبي رقراق الرباط سال‪ ،‬تهيئة المناطق الساحلية بالدار البيضاء‪،‬‬
‫طنجة أورو متسطية إلخ)‬
‫‪ ‬مقاربة إصالحية تستهدف كشف زمعالجة االختالالت الحضرية بالوحدات الترابية والتي تشكل‬
‫إطا ار لتدخل عمومي ناجع للفاعلين‪.‬‬

‫‪ .4‬تنزيل سياسة المدينة‬


‫يطرح وضع وتنفيذ سياسة المدينة إشكالية بنيوية وهيكلية تتمثل في الجهة المسؤولة والمشرفة على اإلعداد‬
‫والتنزيل‪ .‬هل هي أجهزة الدولة في إطار سلطتها التنفيذية واشرافها على السياسة العامة للدولة‪ ،‬أم قطاع‬
‫وزاري محدد أم المصالح الخارجية للدولة في إطار الالتركيز‪ ،‬أم الجماعات الترابية في إطار الجهوية‬
‫الموسعة والالمركزية‪ .‬وللحسم في هذا االشكال تباينت الحلول والمقاربات حسب ظروف كل بلد على حدة‬
‫لكن األساسي هو أن إنجاح سياسة المدينة لها مرجعيتان‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫‪-‬األولى أن عهد تولي الدولة واشرافها المطلق على وضع المخططات التدبيرية قد ثبت فشله على مستوى‬
‫الجهات إما لعدم مالءمته أو لمحدودية اإلمكانيات المادية والبشرية المرصودة‪ .‬االمر الذي استلزم نهج‬
‫مقاربة تشاركية باالنتقال من األسلوب المركزي التحكمي إلى تحديد التوجهات العامة وترك هامش التدبير‬
‫للجماعات الترابية بإشراك فعاليات المجتمع المدني القطاع الخاص‪ .‬على أن تواكب أجهزة الدولة العمليات‬
‫من خالل التأطير‪ ،‬المراقبة والتتبع‪.‬‬

‫‪-‬ا ألمر الثاني ينطلق من الخيار الجهوي الذي يستمد مرجعيته من الدستور‪ ،‬والذي أهل الجهات الترابية‬
‫الن تساهم بشكل فعال على إعداد مخططاتها وتشرف على تنزيلها في إطار سياسة القرب‪ .‬وتبقى اآلليات‬
‫التعاقدية األسلوب األكثر تطبيقا واألقرب فعالية إلنجاح هذا االنتقال‪.‬‬

‫بالنسبة للمغرب فبالرغم من وجود و ازرة خاصة باإلسكان والتعمير وسياسة المدينة‪ ،‬فقد صدر منذ ‪2013‬‬
‫المرسوم المتعلق باللجنة بين الو ازرية الدائمة لسياسة المدينة تحدث بموجبه وباقتراح من و ازرة السكنى التعمير‬
‫وسياسة المدينة لجنة دائمة وكل إليها‪:‬‬
‫‪ ‬تحديد التوجهات العامة لسياسة المدينة‬
‫‪ ‬تقييم السياسات الحضرية العمومية وكذا حصيلة المشاريع التي تم تنفيذها في مجال سياسة المدينة‬
‫‪ ‬حث القطاعات المعنية على االنخراط في التعاقدات المتعلقة بمشاريع سياسة المدينة والسهر على احترام مختلف‬
‫المتدخلين اللتزاماتهم‬
‫‪ ‬اقتراح التدابير التي من شأنها تحقيق االندماجية وااللتقائية يين مختلف المشاريع المنبثقة عن سياسة المدينة‪.‬‬
‫وتضم هذه اللجنة ممثلين عن ‪ 11‬قطاعا و ازريا (الداخلية‪ ،‬االقتصاد والمالية‪ ،‬السكنى والتعمير‪ ،‬التربية‬
‫الوطنية‪ ،‬الشباب والرياضة‪ ،‬الصحة‪ ،‬التجهيز والنقل إلخ‪).‬‬

‫ويتضح من خالل هذا لمرسوم أن وضع تصور لسياسة المدينة المغربية أمر يستلزم التنسيق بين جل‬
‫القطاعات الو ازرية على اعتبار طابعها الشمولي الذي يقتضي نهج مقاربة مندمجة‪ .‬فهي سياسة تمس كافة‬
‫المجاالت الحيوية للسكان والمواطنين بصفة عامة‪ ،‬وتشمل بالخصوص‪:‬‬

‫‪ ‬السياسة التي تباشر على الصعيد المركزي فيما يخص القطاعات اإلدارية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪،‬‬
‫الثقافية والبيئية وعلى مستوى المدينة وهي السياسة الحضرية‬
‫‪ ‬السياسة القطاعية التي تشرف عليها و ازرة السكنى والتعمير واعداد التراب الوطني وتهم البرامج التي‬
‫تنفذها هذه الو ازرة في المدن‪،‬‬
‫‪ ‬السياسات التي تباشرها المصالح الخارجية التابعة لمختلف الو ازرات في مجاالت الصحة والتعليم‬
‫والشغل التجهيز والنقل ‪...‬‬
‫‪ ‬سياسة الجماعات الترابية في حدود اختصاصاتها المنقولة‪،‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ ‬السياسات والبرامج الخاصة مثل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬برنامج مدن بدون صفيح‪ ،‬برنامج‬
‫التأهيل الحضري‪...‬‬

‫خاتمة‬

‫أن تحقيق التنمية الحضرية بالمدينة المغربية رهين بتطبيق مبادئ الحكامة الجيدة في جميع مراحل تصور‪،‬‬
‫إعداد وتنزيل سياسة المدينة‪ .‬بدءا بدقة وفعالية األهداف المرصودة في االستراتيجية العامة‪ ،‬مرو ار بتوفير‬
‫اإلمكانيات المادية‪ ،‬البشرية والتقنية واإلطار القانوني والمؤسساتي ووضع مؤشرات دقيقة لمراحل اإلنجاز‪،‬‬
‫وانتهاء بنهج مقاربة تعاقدية تشمل األطراف المعنية وتوزع األدوار والمهام بشكل يسمح بتتبع‪ ،‬تقييم ومراقبة‬
‫عمليات التنفيذ وبالتالي ترتيب المسؤوليات عند اإلخفاق‪.‬‬

‫‪7‬‬

You might also like