You are on page 1of 96

‫الجمهورية الجزائرية الشعبية الديمقراطية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة " العربي بن مهيدي" ام البواقي‬

‫كلية علوم األرض والهندسة المعمارية‬


‫قسم الجغرافية والتهيئة العمرانية‬

‫مذكرة لنيل شهادة ماستر تخصص تهيئة ومشاريع المدينة‬


‫تحت عنوان‪:‬‬

‫دراسة نقدية لمخطط شغل األرض في إطار المشروع الحضري‬


‫لمدينة أم البواقي‬
‫دراسة حالة مخطط شغل األرض ‪ZHUN-C-‬‬

‫من إعداد الطالبة‪ :‬بركاني سارة‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫األستاذ‪ :‬بن دادة توفيق‪.......................................‬رئيسا‬
‫األستاذ‪ :‬غزال عماد‪..........................................‬مشرفا‬
‫األستاذ‪ :‬معرقب رفيق‪.......................................‬ممتحنا‬

‫السنة الجامعية ‪6102- 6102‬‬


‫الفصل التمهيدي‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫العمران هو علم‪ ،‬فن‪ ،‬وتقنية تنظيم المجال والمنشئات البشرية‪ ،‬كما يعرف بأنه مجموعة المقاربات‬
‫المتكاملة والمتعلقة بدراسة األنظمة الحضرية‪ ،‬حيث يضم جميع أنواع التدخالت المنظمة على المجال‬
‫المبني والقابل للبناء‪ ،‬واهم أهدافه ضمان مجاالت لحياة وعمل السكان تتميز بالجمال‪ ،‬األصالة‪ ،‬مضمونة‬
‫وصحية وذات نوعية رفيعة‪ ،‬يمكن لها أن تثير اإلحساس باالنتماء‪ ،‬بالفخر‪ ،‬باإلنصاف االجتماعي‪،‬‬
‫باالندماج وبالهوية‪.‬‬

‫كما تعتبر المدينة مركز الدراسات العمرانية بمختلف تشعباتها واختصاصاتها فالمدينة هي المنتج‬
‫اإلنساني األسمى الذي يعبر عن تطور المجتمع وآليات تفكيره وبنائه‪ ،‬هذه المكانة التي تحتلها جعلت منها‬
‫عنصر جذب للسكان على اختالف أطيافهم ومشاريعهم حيث كانت ومازالت تعتبر مقرا للتطور في السلم‬
‫االجتماعي‪ ،‬والدليل على ذلك أن الدراسات االستشرافية لمنظمة األمم المتحدة تتوقع أن تصير غالبية‬
‫سكان المعمور من الحضر بنسبة ‪ 60%‬في آفاق‪)ONU ,2012) 0202‬‬

‫حيث أن المتأمل في هذه اإلحصائيات ال يمكنه إال أن يفكر في المستقبل الذي ينتظر المدن‪ ،‬إذ أنها‬
‫حاليا تعيش عدة أزمات ال تكاد تنتهي إحداها لتظهر أخرى‪ ،‬وفي الحقيقة " إن نمو المدن يعني أنها ستكون‬
‫مسؤولة عن ضمان الخدمات لعدد غير مسبوق من األشخاص وخاصة من حيث السكن وتوفير التعليم‬
‫والمياه الصالحة للشرب واألغذية الصحية والهواء النقي ومحيط خال من الجريمة ويوفر وسائل النقل‬
‫‪1‬‬
‫الفعالة "‪.‬‬

‫وبالتالي فان مجموع هذه الرهانات البد أن يشكل عصب الحوار حول أشكال نمو المدن وتسييرها‪،‬‬
‫الن اإلشكالية التي تأتي في المقام األول من الطابع الديناميكي للمدينة وطريقة نموها‪ ،‬هذه االعتبارات‬
‫وغيرها دفعت الى ظهور حركات وإيديولوجيات عمرانية تهدف الى التحكم في آليات نمو المدينة وتبحث‬
‫عن أنجع الوسائل لتسيير العمران والمجتمعات الحضرية‪.‬‬

‫هذه التيارات العمرانية في اغلبها لم تستطع مواكبة التحوالت السريعة على مستوى اإلنتاج العمراني‬
‫والنمو الديموغرافي خاصة في فترة الحرب العالمية الثانية‪ ،‬ما أدى الى ظهور تيارات جديدة أهمها "‬
‫العمران الوظيفي" أو " عمران المخططات " الذي يعتمد على مجموعة من األدوات والمخططات في‬
‫عمله‪ ،‬هذا العمران الذي بعد سنوات من تطبيقه بكل إيجابياته وسلبياته لم يستطع الصمود أمام التحوالت‬
‫العميقة التي عرفتها التجمعات البشرية في فترة ما بعد الحداثة‪ ،‬ما استلزم مراجعته وتطعيمه بنظريات‬

‫‪1‬‬
‫القسم اإلعالمي لمنظمة األمم المتحدة‪ ،‬المستقبل الذي نريده‪ :‬المدن‪ ،‬ندوة األمم المتحدة حول التنمية المستدامة ‪ ،rio+20‬جوان ‪ ،0200‬في‪ :‬غزال‬
‫عماد‪ ،‬مذكرة ماجستير االستدامة والتوسع على أطراف المدن‪ :‬حالة مدينة حامة بوزيان ‪ ،0202‬ص ‪.20‬‬

‫‪1‬‬
‫الفصل التمهيدي‬

‫جديدة تدعم التوجهات المعاصرة على شاكلة التنمية المستدامة ومشاركة السكان في التخطيط لمستقبل‬
‫مدنهم فكان المشروع الحضري من أبرز المفاهيم العملية في هذا االتجاه‪.‬‬

‫أما في الجزائر فان الحال ال يختلف عنه في باقي أنحاء العالم‪ ،‬فرغم تاريخها الضارب في القدم إال‬
‫أننا لم نشهد ظهور سياسات معينة في العمران‪ ،‬وإنما كانت هناك مدن خاضعة للشكل السائد في فترة‬
‫الحكم المعني‪ ،‬فقبل االستعمار الفرنسي كان هناك تنظيم مجالي مبني على اعتبارات اجتماعية تتميز‬
‫بخصائص التضامن االجتماعي والتكامل المجالي الوظيفي لمختلف المناطق‪ ،‬أما المدن فكانت بدورها‬
‫خاضعة لهذا التكوين المتداخل بين الخصائص االجتماعية والوظائف المجالية‪.‬‬

‫فكان البد من االنتظار الى غاية بداية االستعمار الفرنسي سنة ‪ 0302‬لتظهر أول محاوالت إنشاء‬
‫مخططات لتهيئة المجال عموما والمدن خصوصا ووفقا الحتياجات وظروف المستعمر‪ ،‬هذه السياسة‬
‫جعلت من الجزائر وخاصة حواضرها الكبرى حقوال لتجربة مختلف التوجهات العمرانية لتك الفترة‪،‬‬
‫ولكنها من جهة أخرى أورثت البالد بعد االستقالل مشاكل ال حصر لها بسبب التركيز على مناطق تركز‬
‫الثورات والثروات والعوامل المناخية المالئمة‪ ،‬بينما أهملت باقي المناطق‪.‬‬

‫أما بعد االستقالل فقد وجدت الدولة الفتية نفسها في مواجهة هذه الوضعية الصعبة‪ ،‬فحاولت في البداية‬
‫مواصلة تطبيق المخططات الموروثة من الفترة االستعمارية مع محاولة إضفاء شيء من التوازن الجهوي‬
‫الذي يهدف الى تحقيق العدالة االجتماعية بين مختلف المناطق الوطنية‪ ،‬وتمت ترجمة هذه السياسة الى‬
‫برامج خاصة ومخططات أخذت في اغلبها الطابع االقتصادي‪ ،‬ولم يكن العمران والمدينة سوى تحصيل‬
‫حاصل فيها‪ ،‬إال أن هذه السياسة جاءت بنتائج عكسية فقد زادت في الفوارق بين الشمال والجنوب وبين‬
‫المدن الكبرى والتجمعات الصغيرة‪.‬‬

‫هذا األمر أدى الى تأسيس وعي جديد بأهمية التهيئة اإلقليمية والعمرانية في اعلى هرم الدولة‪ ،‬فتم تبني‬
‫سياسات أكثر وضوحا وأنشئت مؤسسات وإدارات متخصصة في المجال العمراني‪ ،‬ولعل من أبرزها‬
‫إنشاء وزارة التخطيط والتهيئة العمرانية إضافة الى الوكالة الوطنية للتهيئة والتعمير (‪ )ANAT‬والتي‬
‫كانت مهمتها األساسية إعداد المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم (‪ )SNAT‬والمخططات اإلقليمية للتهيئة‬
‫والتعمير (‪ )SRAT‬إنتهاءا بمخططات تهيئة الواليات (‪.)PAW‬‬

‫ليظهر سنة ‪ 0831‬القانون المتعلق بالتهيئة العمرانية والذي يوضح أدواتها على المستويين الوطني‬
‫والجهوي ويبين آليات التنسيق بينها‪ ،‬لكن ورغم هذه المجهودات إال أن هذه القوانين لم تتجاوز حد‬
‫النصوص القانونية الى آليات التطبيق في الميدان كما أن هذه األدوات وعلى غرار سابقاتها أهملت بشكل‬
‫واضح المدينة باعتبارها الوحدة األساسية التي يمارس العمران على مستواها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل التمهيدي‬

‫وفي ‪ 0838‬تبنت الجزائر دستورا جديدا كان من اهم مخرجاته تبني الحرية االقتصادية وفق الملكية‬
‫الفردية في إطار التعددية السياسية واالنفتاح على اقتصاد السوق‪ ،‬أما العمران واإلنتاج العمراني فلم يكن‬
‫بمنأى عن هذه التحوالت فظهرت قوانين جديدة لعل أبرزها قانون التوجيه العقاري رقم‪ ،02-82 :‬وقانون‬
‫التهيئة والتعمير رقم‪ ،08-82 :‬هذه القوانين الجديدة فرضت تبني نظرة أكثر حداثة للعمران وأدواته‪،‬‬
‫فجاءت بأول أدوات تعمل على المستوى المحلي القاعدي وتتعامل مع الفضاء المديني مباشرة وهو األمر‬
‫الذي كان غائبا منذ االستقالل عن مختلف البرامج المطبقة‪.‬‬

‫حيث صار المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ومخطط شغل األراضي مخططين يمثالن أداتي‬
‫التخطيط والتهيئة العمرانية في الجزائر الى يومنا هذا‪ ،‬فالمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير مجال تدخله‬
‫بلدية أو مجموعة من البلديات‪ ،‬وذلك من خالل تحديد توجهات التنمية بالنظر الى الوضع الديمغرافي‬
‫واالقتصادي واالجتماعي للبلدية‪ ،‬كما يحدد القواعد المطبقة بالنسبة الى كل قطاع من قطاعات البلدية‬
‫ويضبط الصيغ المرجعية لمخطط شغل األراضي الذي يحدد مجال استعماله في قطاع واحد من المدينة‬
‫ويحدد بالتفصيل حقوق استخدام األراضي والبنايات‪ ،‬أي يحدد بصفة دقيقة لكل قطاع حقوق البناء‬
‫واستعمال األرض و عليه فهو األقرب الى الواقع الميداني وبالتالي التدخل عليه سيكون اكثر فعالية ألنه‬
‫على ارتباط مباشر بمجمل الفعاليات التي يمارسها الفرد على األرض في سبيل سد حاجياته و تحقيق‬
‫رفاهيته‪.‬‬

‫لكن األسباب تسييرية كالقرارات اإلدارية التي غالبا ما تكون طاغية على القرارات التقنية ما يجعها‬
‫عبارة عن حبر على ورق وعدم التوعية المعمارية لدى الفرد من جهة أخرى‪ ،‬وضعف أجهزة المراقبة‬
‫اإلدارية على مستوى البلديات‪ ،‬قضت على مبدا التشاركية بين المواطن والسلطات في اتخاذ القرارات‬
‫وجعلت من الفرد بعيد كل البعد عن إبداء رايه واإلدالء باحتياجاته ما جعله ال يشعر باالنتماء الى محيطه‬
‫وبالتالي ال يشعر بالمسؤولية اتجاهه‪ ،‬وهذا ما أدى الى عدم تطبيق نظرة مخطط شغل األراضي الجديدة‬
‫وبالتالي عدم فعالية السياسة العمرانية المنتهجة ووقوع العديد من المدن الجزائرية في مشاكل كثيرة منها‪:‬‬

‫‪ -‬عدم قدرتها على التحكم في النمو الحضري والعمراني‪.‬‬


‫‪ -‬التوسع العشوائي للمدن ما أدى الى انهيار العديد من األنسجة الحضرية وتريف المدينة‪.‬‬
‫‪ -‬بروز العديد من المشاكل الحضرية منها أزمة السكن بفعل اختالل التوازن بين العرض والطلب‪.‬‬
‫‪ -‬اإلستغالل المفرط لألراضي الفالحية وتلوث البيئة وتخريب األوساط الحيوية الطبيعية‪.‬‬

‫هذه األسباب وغيرها جعلت الدولة تتجه نحو سياسة جديدة للمدينة الجزائرية تقوم على تطبيق‬
‫استراتيجيات حضرية أكثر فعالية ومواكبة للتطورات العالمية‪ ،‬وتجعل من الفرد يشارك أكثر في تعمير‬

‫‪3‬‬
‫الفصل التمهيدي‬

‫المجال الذي يعيش فيه وبالتالي الرفع من إحساس الفرد باالندماج ومنه روح المسؤولية أكثر على شاكلة‬
‫المشروع الحضري‪.‬‬
‫حيث كان البد على الجزائر أن تعمل على دمج هذا المفهوم الجديد بالنسبة إليها في سياساتها العمرانية‪،‬‬
‫وذلك من خالل وضع إطار قانوني يكرس هذا المبدأ‪ ،‬من أهم القوانين المؤطرة لهذا االتجاه الجديد القانون‬
‫التوجيهي للمدينة رقم ‪ 20-20‬المؤرخ في ‪ ،0220-20-02‬إال أن هذا القانون لم يرفق بعد بمراسيم تنفيذية‬
‫لتطبيقه رغم مرور ‪ 10‬سنوات من صدوره‪ ،‬وهذا ما يحتجز تطلعات هذه السياسة العمرانية الجديدة في‬
‫اإلطار النظري ويبقي عليها مجرد سياسة حالمة‪.‬‬
‫إال انه وبالرغم من ذلك فأن القانون التوجيهي للمدينة يعتبر من الخطوات اإليجابية التي تؤكد تفطن‬
‫الدولة إلى ضرورة التقييم الشامل للتشريعات العمرانية المعمول بها حاليا والتي مر على صدورها أكثر‬
‫من ‪ 27‬سنة‪ ،‬بهدف تحيينها مع المستجدات العالمية وسد الثغرات والنقائص التي برزت أثناء الممارسة‪.‬‬
‫أما مدينة أم البواقي فكغيرها من المدن الجزائرية قد تعرضت لهذه التأثيرات بكل حسناتها ومساوئها‬
‫على مختلف المستويات االجتماعية واالقتصادية وخاصة العمرانية‪ ،‬فقد كانت ومنذ ترقيتها لتكون عاصمة‬
‫للوالية سنة ‪ 0812‬عرضة لضغوطات متعارضة بين نصوص قانونية ومخططات نظرية من جهة و بين‬
‫واقع مغاير تماما من جهة أخرى‪ ،‬فكانت النتيجة أن النمو الحضري الذي عرفته هذه المدينة اخذ طابعا‬
‫توسعيا على حساب المحيط و البيئة دون أية عالقات وظيفية واضحة بين مختلف مناطق المدينة وخاصة‬
‫منذ ظهور أدوات التهيئة و التعمير الجديدة من مخطط توجيهي و مخططات شغل األراضي‪.‬‬
‫نتيجة لهذا فان الرهانات المستقبلية متركزة بشكل مباشر على تطوير آليات عمل أكثر ارتباطا بالواقع‬
‫وتأخذ بعين االعتبار كل المتغيرات االجتماعية واالقتصادية في عملية اإلنتاج العمراني‪.‬‬
‫اإلشكالية‪:‬‬
‫تعتبر التغيرات الديموغرافية و آليات تهيئة اإلقليم إضافة الى االعتبارات السياسيية فيي الجزائير اهيم‬
‫محركات الديناميكية الحضرية‪ ،‬ورغم تعدد أدوات التهيئة و التعمير إال أن النتائج عليى ارض الواقيع تبيين‬
‫فشل هذه األدوات في تحقيق أهدافها و الدليل على ذلك إحصائيات و زارة السكن و العمران التيي تبيين انيه‬
‫و لغاية ‪02‬جوان ‪ 0228‬تمت مراجعة ‪ 0220‬مخطط توجيهي للتهيئة و التعمير من بين ‪ 0220‬إضافة الى‬
‫‪ 2811‬مخطط شغل أراضي على المستوى الوطني‪ ،‬وهذا ما يطرح تساؤالت ملحية و شيرعية حيول ميدى‬
‫فعالية هذه األدوات و عن أسباب فشلها‪ ،‬فهل هي أدوات فاشلة ؟ أم أن آليات إنجازها وتطبيقها هيي السيبب‬
‫في الفشل؟ واألهم لماذا فشلت هذه األدوات رغم أن بنائها النظري يضاهي مثيله في أرقي الدول العالمية؟‬
‫أسئلة تطرح نفسها بإلحاح وتزداد حدة كيل ييوم‪ ،‬وميا ييدعو للتخميين أن الجزائير انتظيرت حتيى ‪0220‬‬
‫لوضع سياسة المدينة "‪...‬واستراتيجية تيأطير تتضيمن أوال مهمية تهيئية اإلقلييم بإنشياء وزارة وبعيدها بميدة‬

‫‪4‬‬
‫الفصل التمهيدي‬

‫الوزارة المنتدبة المكلفة بالمدينة التي ليم تيدم ميدة حياتهيا إال برهية مين الوقيت بميا يتييح – خربشية ‪ -‬قيانون‬
‫‪2‬‬
‫توجيهي للمدينة"‪.‬‬
‫ومدينة أم البواقي تمثل نموذجيا واضيحا لتيدهور حالية السياسية العمرانيية المنتهجية وبياألحرى لعيدم‬
‫فعالييية أدوات التهيئيية والتعمييير فييي خلييق مجييال حضييري متناسييق‪ ،‬كمييا أنهييا فشييلت فييي دمييج المفيياهيم‬
‫واالستراتيجيات الجديدة للنهوض بالنسيج الحضري وبتحسين الواقع المعيشي للسيكان مين خيالل إشيراكهم‬
‫في إنتاج وتسيير مجالهم الحضري‪ ،‬هذا التناقض بين الواقع المعاش والتطلعات يدفعنا اليى طيرح التسياؤل‬
‫التالي‪ :‬ما مدى فعالية مخطط شغل األراضي "د" في تخمين أهدافه؟‬
‫‪ ‬هل يوجد توافق بين ما تحتويه هذه المخططات والواقع أم أنها بقيت مجرد حبر على ورق؟‬
‫‪ ‬ما هي البدائل أو البرامج التكميلية التي يمكن أن تدعم تطبيق محتوى مخطط شغل األرض ‪-‬د‪-‬؟‬
‫‪ .1‬الفرضية‪:‬‬
‫إن الواقييع المييزري الييذي تعيشييه مدينيية أم البييواقي سييببه جمييود أدوات التهيئيية والتعمييير المعمييول بهييا‬
‫حاليا‪ ،‬والتي ال تعتمد على مبدأ المشاورة والمشاركة عند تسيير المجال الحضري‪ ،‬وال تأخذ بعين االعتبار‬
‫الخصائص المحلية للمجياالت العمرانيية المسيتقبلة للمشياريع‪ .‬عليى العكيس مين ذليك فالمشيروع الحضيري‬
‫بإعتباره مشروع متفرد ومحلي الصنع‪ ،‬يمكنه إستيعاب الظروف المحلية لكيل مدينية‪ ،‬ويهيدف إليى ترجمية‬
‫رغبات وطموحات السكان يعتبر الحل األمثل لهذه المشاكل‪.‬‬
‫اذن فالحل يكمن في إيجاد الية تعمل على إيجاد تكامل بين مخطط شغل األرض والمشروع الحضري‪.‬‬
‫‪ .2‬أسباب ومبررات اختيار موضوع الدراسة‪:‬‬
‫تعود أسباب اختيار الموضوع المتمثل في دراسة نقدية لمخطط شغل األراضيي (‪ )ZHUN C‬اليى‬
‫أهمية هذه األداة في هرم أدوات التخطيط المجيالي والتسييير الحضيري‪ ،‬والمعميول بهيا منيذ ‪ 01‬سينة رغيم‬
‫التطورات التي يشهدها ميدان التعمير لم يستبدل‪ ،‬ولما له أهمية خاصة بالنسبة للجماعات المحليية إذ يعتبير‬
‫أداة جيدة في اتخاذ قرار تنظيم وتسيير المجال العمراني على المدى القريب‪ ،‬المتوسط والبعيد‪.‬‬
‫حيث تعاني هذه األداة مين عيدم الفعاليية فيي الوقيت اليراهن وعيدم تطبييق محتواهيا اليذي بقيي حبييس‬
‫الوجهة النظرية رغم ما جاء به من أهداف للرقي بالنسيج الحضري‪ ،‬ولهذا ارتأينا أن يكون موضوع بحثنا‬
‫محياولين اقتيراح آليية لليربط والتكاميل بيين المشيروع الحضيري ومخطيط شيغل األراضيي [‪]ZHUN (C‬‬
‫ودمج جزء من مبادئ هذا المشروع عند اإلعداد والتطبيق لهذا المخطط‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫صالح بو شمال‪ ،‬اإلنتاج الحضري في الجزائر بين التخطيط والممارسات‪ ،‬في‪ :‬التمدد الحضري‪ :‬عملية غير قابلة للسيطرة! المنشورات‬
‫الجامعية‪ ،‬ران‪ ،‬فرنسا‪ ،0202 ,‬ص ‪042‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل التمهيدي‬

‫‪-3‬منهجية البحث‪:‬‬
‫بالنظر الى أهمية هذا الموضوع وتشعب امتداداته على مختلف المجاالت‪ ،‬العمرانية واالجتماعية‬
‫وحتى االقتصادية فقد حاولنا االعتماد على منهجية متدرجة تقسم عملنا هذا الى عدة مراحل‬

‫‪ ‬مرحلة األولى‪ :‬كانت مرحلة تحضيرية‪ ،‬تمثلت أساسا في تحديد اهداف الدراسة بدقة وبلورة‬
‫الهدف منها‪ ،‬بعد ذلك شكلنا قاعدة بيانات بيبليوغرافية تتكون من مختلف الوثائق المرتبطة‬
‫باإلشكالية المطروحة من كتب ومجالت وتقارير‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الثانية‪ :‬يتمثل الهدف الرئيسي من هذه المرحلة في وضع أساس نضري لمختلف‬
‫المفاهيم المرتبطة بموضوعنا‪ ،‬انتهاءا بعرض مجموعة من التجارب العالمية الستخراج‬
‫ايجابياتها ومحاولة االستلهام منها لتطبيقها على مجال دراستنا‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الثالثة‪ :‬تعتبر هذه المرحلة تطبيقا عمليا لما تم عمله في المرحلة السابقة باستنباط‬
‫النتائج المستخرجة على مجال دراستنا أي مخطط شغل األراضي "د" او [‪ ]ZHUN (C‬بعد‬
‫المراجعة‪.‬‬
‫فقمنا بتقديم مخطط شغل األراضي ودراسته وتحليله اعتمادا على ما استطعنا جمعه من‬
‫وثائق ومعلومات مع محاولة وضع دراسة نقدية نظرية لما جاء في هذا المخطط‪.‬‬
‫بعد ذلك عرضنا النتائج المتوصل اليها على الواقع الميداني لكشف مدى مصداقيتها وما إذا‬
‫كانت هناك حقائق أخرى لم تنكشف من خالل التحليل النظري للوثائق‪.‬‬
‫في النهاية قمنا بالتركيب بين مجموع النتائج المتوصل اليها من المرحلة األولى النظرية‬
‫الدراسة التحليلية لمجال الدراسة للخروج بالنتيجة المعبر عنها بالية التنسيق‬ ‫ومن‬
‫بين مخطط شغل األرض والمشروع الحضري مع محاولة تطبيقها من خالل مشروع‬
‫تنفيذي‪.‬‬
‫‪ -4‬مخطط البحث‪:‬‬
‫‪ ‬الفصل التمهيدي‪ :‬تم فيه طرح إشكالية البحث ووضع الفرضيات المحتملة‪ ،‬مع توضيح موضوع‬
‫البحث وبشكل مختصر ضمن مقدمة عامة شملت أبرز األفكار‪.‬‬
‫‪ ‬الجزء النظري للبحث‪ :‬والذي يضم الفصل األول وهو يحتوي على تحليل للمفاهيم النظرية األساسية‬
‫للبحث المتمثلة في مفهوم مخطط شغل األرض والمشروع الحضري‪ ،‬حيث حاولنا توضيح العالقة‬
‫بين هاته المفاهيم‪ ،‬وفي آخر الفصل قمنا بدراسة بعض التجارب العالمية القريبة من نفس السياسة‬
‫المتبعة في الجزائر من اجل دعم البحث واالستفادة منها بشكل عام‪.‬‬
‫‪ ‬الجزء التطبيقي للبحث‪ :‬الذي يضم الفصل الثاني للبحث‪ ،‬وهو يتناول‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل التمهيدي‬

‫‪ -‬تقديم لمدينة أم البواقي مع اإلطار العام لتوجيهات المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ‪. PDAU‬‬
‫‪ -‬دراسة نظرية لمخطط شغل األراضي [‪.]ZHUN (C‬‬
‫‪ -‬دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي [‪ ]ZHUN (C‬من اجل تأكيد الفرضية الرئيسية‬
‫للبحث ثم الخروج بجملة من االقتراحات والتوصيات التي تستعمل كآلية للترابط والتكامل بين‬
‫المشروع الحضري ومخطط شغل األراضي [‪.]ZHUN (C‬‬
‫‪ -‬تقديم مشروع في إطار اآللية المقترحة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل التمهيدي‬

‫الفصل التمهيدي‬

‫طرح إشكالية البحث ما مدى فعالية مخطط شغل األراضي "‪ "ZHUN C‬في تخمين أهدافه؟‬
‫مع وضع الفرضيات المحتملة‪.‬‬

‫الفصل األول‬

‫‪-POS -‬‬ ‫مخطط شغل األراضي‬


‫ضرورة إيجاد آلية عمل تضمن‬
‫التنسيق بين مخطط شغل‬
‫األراضي‬ ‫المشروع الحضري‬
‫الجزء‬
‫والمشروع الحضري‬ ‫النظري‬

‫دراسة أمثلة تجارب عالمية‬

‫الفصل الثاني‬

‫تقديم لمدينة أم البواقي مع اإلطار العام لتوجيهات‬ ‫دراسة نظرية‬


‫المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ‪PDAU‬‬ ‫لمخطط شغل األراضي [‪]ZHUN (C‬‬

‫دراسة نقدية للمخطط‬ ‫الجزء‬


‫التطبيقي‬
‫من أجل تأكيد الفرضية الرئيسية للبحث‬

‫ثم الخروج بجملة من االقتراحات والتوصيات التي‬


‫تقديم مشروع‬ ‫تستعمل كآلية للترابط والتكامل بين المشروع‬

‫في إطار اآللية المقترحة‬ ‫الحضري ومخطط شغل األراضي [‪]ZHUN C‬‬

‫‪8‬‬
‫الباب األول‪ :‬مخطط شغل األرض ‪POS‬‬ ‫الفصل األول‬

‫مخطط شغل األرض هو أداة حديثة للتخطيط المجالي والتسيير الحضري من أدوات التهيئة‬
‫والتعمير‪ ،‬ظهر بموجب قانون ‪ 90/09‬المؤرخ في ‪ 90‬ـ‪09‬ـ ‪ 0009‬م‪ ،‬حيث عرفه المشرع الجزائري‬
‫على النحو التالي‪" :‬هو ذلك المخطط الذي يحدد بالتفصيل وفي إطار توجيهات المخطط التوجيهي للتهيئة‬
‫والتعمير قوام استخدام األراضي والبناء عليها وفقا للتوجيهات المحددة المنظمة من طرف المخطط‬
‫التوجيهي للتهيئة والتعمير"‪.‬‬
‫وبالتالي فقد جاء للتحكم في تسيير المجال‪ ،‬من اجل ضمان النوعية الحضرية والمعمارية للمدينة‬
‫من خالل االستجابة للمشاكل والخيارات‪ ،‬كما أن له أهمية خاصة بالنسبة للجماعات المحلية‪ ،‬إذ يعتبر أداة‬
‫جيدة لالمركزية في اتخاذ القرار في تنظيم المجال‪.‬‬
‫‪- 1‬تطور النظام التشريعي العمراني وصوال الى القانون التوجيهي للمدينة‪:‬‬

‫لقد مثلت المرحلة االستعمارية مرحلة فارقة في ظهور وتطور السياسات العمرانية في الجزائر فال‬
‫يمكن دراسة تطور في هذه السياسات دون التطرق لهذه الفترة‪.‬‬

‫الفترة االستعمارية من سنة ‪ 1381‬إلى ‪ :1691‬مع بدء العهد االستعماري بدأت معه أولى‬ ‫‪1- 1‬‬
‫السياسات التخطيطية حيث مر تخطيط المدن في هذه الفترة بثالث مراحل‪:‬‬
‫‪ 1- 1- 1‬مرحلة ما قبل ‪:1616‬‬

‫في بداية هذه المرحلة لم توضع سياسة واضحة لتخطيط المدن بل كانت اغلب المحاوالت تصب في‬
‫اتجاه تهيئة المجال الحضري ووضع نظام ملكي جديد يتيح للفرنسيين السيطرة على األرض‪ ،‬كما تميزت‬
‫هذه المرحلة فيما بعد بظهور المدن االستعمارية ذات الطابع األوروبي الفردي بينما المدن ذات األغلبية‬
‫الجزائرية عاشت في إهمال تام‪.‬‬

‫عرفت هذه المرحلة تبني مخطط التنمية واالحتياطات وهو نفسه الذي كان مطبقا في فرنسا وكل‬
‫مستعمراتها‪ ،‬حيث تعود األسس النظرية لهذا المخطط الى مجموعة من القواعد العامة وكذا قواعد‬
‫الصحة العامة‪.‬‬
‫‪ 1-1-1‬مرحلة ما بين ‪ :1693-1616‬بدايات عمران المخططات‪:‬‬
‫بعد الحرب العالمية األولى ومع ظهور الحاجة الى مخططات تسير تطور المدن وتهيئتها‬
‫وخصوصا مع تطور الصناعة والتجارة والنمو الرهيب للطلب السكاني على السكن والخدمات أسست‬
‫فرنسا لها ولمستعمراتها ‪-‬مخطط التهيئة والتوسع والتجميل – هذا األخير دخل حيز التطبيق في الجزائر‬
‫منذ سنة ‪0099‬ليتم إعداد مخطط خاص بالجزائر العاصمة وفقا لدراسة سنة ‪ 0090‬إضافة الى اهتمام‬

‫‪1‬‬
‫الباب األول‪ :‬مخطط شغل األرض ‪POS‬‬ ‫الفصل األول‬

‫هذه المخططات باألبعاد الجمالية فقد جاءت بعناصر جديدة على غرار التحليل العمراني‪ ،‬التنطيق‬
‫والبرمجة‪.‬‬
‫‪ 8-1-1‬مرحلة ما بين ‪ :1691-1693‬تطبيق التخطيط الحضري الحديث‪:‬‬
‫عرفت هذه المرحلة تطبيق مخططات متعددة بأدوات تعمير جديدة خضعت في مهامها لقواعد ميثاق‬
‫أثينا من اهم هذه المخططات والبرامج مخطط التعمير الموجه مع البرنامج العام والمخططات التفصيلية‬
‫البلدية‪ ،‬وفي نهاية هذه الفترة االستعمارية ظهرت "برامج التعمير" ومناطق التعمير ذات األولوية‬
‫(‪ )ZUP‬ولعل من أهمها "مخطط قسنطينة" الذي جاء بعد اندالع الثورة هذ المخطط الذي استمر العمل به‬
‫‪1‬‬
‫حتى السنوات األولى لالستقالل ولينجح لعدة اعتبارات سياسية منها واجتماعية‪.‬‬
‫‪ 1-1‬فترة ما بعد االستقالل من ‪ 1691‬الى يومنا هذا‪:‬‬
‫بعد االستقالل خرجت فرنسا ومعها كل المخططات والوثائق‪ ،‬ما وضع الدولة في مازق كبير أدى‬
‫الى تخطيط كبير في مختلف المجاالت وعلى راسها التخطيط الحضري وتنظيم المجال أضف الى ذلك‬
‫تعدد السياسات وتضاربها في كثير من األحيان مرت هذه الفترة بمرحلتين أساسيتين‪:‬‬
‫‪ ‬المرحلة األولى من ‪ 0099‬الى ‪.0090‬‬
‫‪ ‬المرحلة الثانية من ‪ 0009‬الى يومنا هذا‪.‬‬
‫حيث تميزت كل مرحلة بتوجيهات سياسية واقتصادية واجتماعية خاصة أثرت بدورها على العمران‬
‫‪2‬‬
‫وتنظيم المجال عموما‪.‬‬
‫‪ 1-1-1‬المرحلة األولى من ‪ 1691‬الى ‪ :1636‬استمر العمل أثناء هذه المرحلة بالمخططات‬
‫الموروثة عن االستعمار الفرنسي خصوصا مخطط التعمير الموجه ‪.- PUD-‬‬
‫تميزت هذه المرحلة أيضا وخصوصا مع بداية سنوات السبعينات بتبني توجه عام يقتضي بمركزية‬
‫التخطيط أو ما يعرف ب " الكل مخطط"‪ ،‬حيث أن كل المخططات الموضوعة ركزت أساسا على تنمية‬
‫الصناعات‪ ،‬ما كان له آثار كبيرة على تهيئة اإلقليم الوطني وعلى الحركة السكانية هذه األخيرة كانت‬
‫أساس ظهور االختالالت في المدن الجزائرية التي لم تكن متهيئة الستقبال أعداد كبيرة من السكان‪.‬‬
‫إضافة الى مخططات التعمير الموجه‪ ،‬تم تبني مجموعة أدوات أخرى المخطط البلدي للتنمية‬
‫(‪ )PCD‬ومخطط التحديث الحضري (‪ )PMU‬والمخططات الخاصة بالتجمعات الكبرى للمناطق‬
‫الحضرية الجديدة (‪.)ZHUN‬‬
‫وفي أواخر سنوات السبعينات نجد أن مختلف األزمات االقتصادية واالجتماعية ساهمت في التأثير‬
‫وبشكل كبير ومحسوس في إظهار مدى محدودية العمل بسياسة " الكل مخطط "‪ ،‬التي فشلت لعدة أسباب‬
‫‪1Maouia‬‬ ‫‪Saïdouni, Les éléments d’introduction à l’urbanisme, casbah -Editions, 2011‬‬
‫‪2‬بركاني فاطمة الزهراء‪ ،‬دور المشروع الحضري في تحقيق االستدامة بالمدينة الجزائرية حالة مدينة عين البيضاء‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة‬
‫الماجستير في العمران‪ ،‬تخصص عمران‪ ،‬تسيير المدن والتنمية المستدامة‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي ‪ ،9902,‬ص‪.90-99 :‬‬

‫‪2‬‬
‫الباب األول‪ :‬مخطط شغل األرض ‪POS‬‬ ‫الفصل األول‬

‫أهمها اقتصارها على التجمعات الرئيسية للبلديات‪ ،‬وعدم إلزامية تطبيقها مع غياب آليات الرقابة‬
‫والمتابعة‪.‬‬
‫حيث أن التحوالت الكبرى بدأت مع إنشاء "وزارة التخطيط والتهيئة اإلقليمية" التي كانت مهمتها‬
‫األولى التوفيق بين المخططات القطاعية والتوجهات الكبرى لتهيئة اإلقليم‪ ،‬وفي نفس اإلطار أنشئت كذلك‬
‫"الوكالة الوطنية لتهيئة اإلقليم ‪-ANAT-‬التي عهد لها بإنجاز "مونوغرافيا" للواليات‪ ،‬أما أبرز هذه‬
‫التحوالت فقد جاءت مع تبني "تهيئة اإلقليم" –قانون ‪ 98-99‬ومن اهم ما جاء به‪، SRAT،SNAT :‬‬
‫‪.PAW‬‬
‫وبالتالي فان هذه المرحلة لها إيجابيات وعليها وسلبيات‪ ،‬إال أنها تميزت بانتهائها باالستفاقة الى‬
‫أهمية التحكم في المجال أو اإلقليم بصفة عامة ولكن الوحدة الرئيسية التي هي المدينة لم تظهر في هذه‬
‫‪1‬‬
‫األدوات والمخططات‪.‬‬
‫‪ 1-1-1‬المرحلة الثانية من‪ 1636‬الى يومنا هذا‪ :‬المنظومة القانونية للتهيئة والتعمير في ضل‬
‫السياسات الجديدة‪:‬‬
‫بتحول الجزائر الى التعددية الحزبية واقتصادها الى اقتصاد السوق وما ينص عليه من اعتراف‬
‫بحق الملكية الفردية‪ ،‬صدرت قوانين جديدة في مجال العمران وفقا لدستور ‪ 0090‬من أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬قانون التوجيه العقاري رقم ‪92-09‬‬
‫‪ ‬قانون التهيئة والتعمير رقم ‪90-09‬‬
‫هذا القانون الذي يضم األحكام الخاصة بتخطيط المدن في إطار العمران الوظيفي كما جاء بأداتي‬
‫التهيئة والتعمير المعمول بهما الى غاية اليوم وهي المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير (‪)PDAU‬‬
‫ومخطط شغل األراضي (‪ )POS‬التي تعمل ضمن توجهات المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم ‪- SNAT-‬‬
‫والمخططات الجهوية لتنمية اإلقليم ‪(-SRAT-‬التي أصبحت بعد سنة ‪ 9909‬تسمى مخططات تهيئة‬
‫فضاءات البرمجة اإلقليمية ‪ ،)-SEPT-‬وهي األدوات المعمول بها في الجزائر الى غاية اليوم‪ ،‬رغم تغير‬
‫‪2‬‬
‫المعطيات في المراحل التالية‪.‬‬
‫وبعد سنوات من تطبيق األدوات الجديدة للتهيئة والتعمير ومع توجه الجزائر نحو الالمركزية‪،‬‬
‫وضعت أدوات جديدة و اطر حديثة للتحكم في تسيير المدينة و إعادة االعتبار إليها كنظام ديناميكي يحتاج‬
‫إلى عقالنية في استعمال الفضاء‪ ،‬كمحاولة لتطبيق سياسة المدينة والعودة إلى النوعية الحضرية في إطار‬
‫المشروع الحضري نظرا إلى التطورات العالمية التي شهدتها األلفية الجديدة في ميدان التعمير‪ ،‬وذلك من‬

‫‪1‬‬
‫‪Maouia Saïdouni, op.cit. , p: 02.‬‬

‫‪2‬بركاني فاطمة الزهراء‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪98:‬‬

‫‪3‬‬
‫الباب األول‪ :‬مخطط شغل األرض ‪POS‬‬ ‫الفصل األول‬

‫خالل وضع إطار قانوني يكرس هذا المبدأ من خالل القانون التوجيهي للمدينة ‪ 19-19‬المؤرخ في ‪11‬‬
‫محرم عام ‪ 1911‬الموافق ل ‪ 11‬فيفري ‪.1119‬‬
‫هذا القانون الذي يندرج في سياق استكمال المنظومة التشريعية وترقيتها‪ ،‬حيث يقوم على جملة من‬
‫المبادئ واالعتبارات هدفها وضع إطار تشريعي منسجم يضمن ترقية المدينة ويكرس مبدأ التشاور‬
‫والتكامل في إعداد االستراتيجيات المتعلقة بسياسة المدينة واإلسهام في إنجاحها وترقية االقتصاد‬
‫الحضري‪ ،‬وتجسيد مهام المراقبة ومتابعة كافة النشاطات المتعلقة بسياسة المدينة‪ ،‬مع التركيز على الخدمة‬
‫العمومية والشفافية والعمل والتضامن وتعزيز حضور الدولة وتطبيق القانون وتحديد إطار مؤسساتي‬
‫وتنظيمي لتسيير المدينة وتحديد صالحيات الفاعلين ودورهم‪ ،‬باإلضافة الى التقليل من االختالالت في‬
‫المناطق الحضرية ومراقبة توسع المدن واعتماد قواعد التسيير والتدخل واالستشارة التي تقوم على مبادئ‬
‫التعاقد والشراكة‪.‬‬
‫حيث تعتبر المادة ‪ 11‬من اهم مواد هذا القانون والتي تكمل أدوات التهيئة والتعمير‪:‬‬
‫المادة ‪ :11‬يـوضع إطـار للـتـشاور والـتـنسـيق بـغرض ضـمان الـتطـبيق المـتـفق علـيه والتـناسق‬
‫الـناجع ألدوات الــتـخــطـيط والــتـوجــيه الــقـطــاعـيــة عـلى مــسـتــوى المدينة السـيـمـا تـلك المتعلقة‬
‫بـحـمـايـة البـيـئـة والـتـراث الـثـقافي والـــعـــمـــران والـــنـــقل والمياه والـــتـــجـــهـــيـــزات‬
‫والمنشئات ويـكـلف هـذا اإلطـار بـاقـتـراح اإلجـراءات غـيـر الـواردة في أدوات التخطيط والتوجيه‬
‫القطاعية‪.1‬‬
‫إال أن هذا القانون الذي يمثل أول خطوة نحو تطبيق سياسة المدينة‪ ،‬لم يرفق بعد بمراسيم تنفيذية‬
‫لتطبيقه‪ ،‬رغم مرور ‪ 00‬سنة من صدوره‪ ،‬وهذا ما يحتجزه في اإلطار النظري‪ ،‬إال أنه وبالرغم من ذلك‬
‫فهو يعتبر من الخطوات اإليجابية التي تؤكد تفطن الدولة إلى ضرورة تجديد آليات التخطيط الحضري‪،‬‬
‫وضرورة التقييم الشامل للتشريعات العمرانية الحالية التي مر على صدورها‪ 98‬سنة‪ ،‬بهدف تحيينها مع‬
‫المستجدات العالمية وسد الثغرات والنقائص التي برزت أثناء الممارسة‪.2‬‬
‫فقد جاء قانون المدينة بأهداف من شأنها أن تعطي وجها آخر للمدينة قد يوصلها الى مصاف المدن‬
‫العالمية‪ ،‬وان كان مجيء هذا القانون كحتمية للعولمة إال انه مولود يحتاج الى السهر على تطبيقه للخروج‬
‫بالمدن الجزائرية إلى بر األمان والرفاهية‪.‬‬
‫‪- 1‬مخطط شغل األراضي‪:‬‬
‫على عكس مخططات التهيئة العمرانية التي وضعت سنة ‪ 0082‬والتي لم ترفق بقانون يجعل‬
‫تطبيقها إلزامي‪ ،‬فان المادة رقم ‪ 09‬من قانون البلدية رقم ‪ 99-09‬المؤرخ في ‪ 0009- 92– 98‬تجبر كل‬

‫‪1‬القانون التوجيهي للمدينة ‪ 99-99‬المؤرخ في ‪ 90‬محرم عام ‪ 0298‬الموافق ل ‪ 99‬فيفري ‪9999‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪Maouia Saïdouni, op.cit. , p: 02.‬‬

‫‪4‬‬
‫الباب األول‪ :‬مخطط شغل األرض ‪POS‬‬ ‫الفصل األول‬

‫البلديات على إعداد أدوات التهيئة التعمير المعرفة في قانون التهيئة والتعمير رقم ‪ 90- 09‬المؤرخ في ‪90‬‬
‫‪.0009-09-‬‬
‫وعلى عكس القانون التوجيهي للمدينة رقم ‪ 99-99‬الذي لم يتبع بمراسيم تنفيذية فان قانون التهيئة‬
‫والتعمير اتبع بالعديد من المراسيم التنفيذية التي توضح مراحل وكيفية إعداد هذه المخططات‪ ،‬كما توضح‬
‫جملة القواعد العامة للتهيئة والتعمير والتي يتم العمل بها في حالة غياب أدوات التهيئة والتعمير واألكثر‬
‫من ذلك فقد أعطت لهذه األدوات (‪ ) POS،PDAU‬قوة القانون‪.‬‬
‫‪ 1-1‬تعريف مخطط شغل األراضي‪:‬‬
‫يعتبر مخطط شغل األراضي أداة للتخطيط المجالي والتسيير الحضري‪ ،‬يحتل الطابق األخير في‬
‫المنظومة التخطيط العمراني‪ ،‬ويعتبر أداة قانونية غير قابلة للمعارضة أمام الغير‪ ،‬كما أن له أهمية خاصة‬
‫بالنسبة للجماعات المحلية‪ ،‬إذ يعتبر أداة جيدة في اتخاذ قرار تنظيم وتسيير المجال العمراني على المدى‬
‫القريب‪ ،‬المتوسط والبعيد‪.‬‬
‫ولقد أقرّ المشرع الجزائري مخطط شغل األراضي في القانون رقم ‪ 90-09‬المؤرخ في ‪ 90‬ديسمبر‬
‫‪ 0009‬المعدل والمتمم بموجب القانون ‪ 92-92‬المؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪ 9992‬الذي جاء بعد زلزال‬
‫بومرداس ‪ ،9999‬والمرسوم التنفيذي رقم ‪ 089-00‬المؤرخ في ‪ 99‬ماي ‪ 0000‬الذي يحدد إجراءات‬
‫إعداد المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير والمصادقة عليه ومحتوى الوثائق المتعلقة به‪ ،‬المعدل والمتمم‬
‫‪1‬‬
‫بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 909-92‬المؤرخ في ‪.9992/90/09‬‬
‫‪ 1-1‬محتوى مخطط شغل األرض‪ :‬يضم ملف مخطط شغل األراضي الئحة التنظيم والوثائق‬
‫البيانية كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬الئحة تنظيم‪ :‬تتضمن‪:‬‬


‫‪ -‬مذكرة تقديم يشار فيها أن ‪ POS‬يتطابق مع توجهات مخطط التهيئة والتعمير‪ ،‬كما يتم فيها تحليل‬
‫الوضع القائم للمنطقة (دراسة فيزيائية وسوسيواقتصادية)‪.‬‬
‫‪ -‬التقنين الذي يضم القواعد المطبقة في كل منطقة متجانسة‪ ،‬وهي ‪ 02‬قاعدة‪:‬‬
‫‪ ‬نوع المباني المرخص بها والممنوعة‪.‬‬
‫‪ ‬البنايات الخاضعة لشروط‪.‬‬
‫‪ ‬تموقع المباني بالنسبة للطرقات واألماكن العامة‪.‬‬
‫‪ ‬تموقع المباني بالنسبة للحدود الفاصلة‪.‬‬
‫‪ ‬تموقع المباني بالنسبة لبعضها البعض على ملكية واحدة‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة‪ 11‬من القانون رقم ‪.89-88‬‬

‫‪5‬‬
‫الباب األول‪ :‬مخطط شغل األرض ‪POS‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬علو البنايات المسموح به‪.‬‬


‫‪ ‬المظهر الخارجي للبنايات‪.‬‬
‫‪ ‬مواقف السيارات‪.‬‬
‫‪ ‬المساحات الحرة والمساحات الخضراء‪.‬‬
‫‪ ‬معامل شغل األرض (‪. )COS‬‬
‫‪ ‬معامل استغالل األرض (‪.)CES‬‬
‫‪ ‬مداخل البنايات بالنسبة للطرقات‪.‬‬
‫‪ ‬مختلف الشبكات (الطرقات بمختلف أصنافها والقنوات النفعية المتواجدة والمبرمجة) وتحديد‬
‫الشبكات التي يقع إنجازها على عاتق الدولة أو البلدية‪.‬‬
‫‪ ‬خصائص األرضيات أي يضبط المساحات وتخصيصها من مرافق عمومية وسكن وأماكن‬
‫الترفيه ومختلف المنشآت القاعدية‪.‬‬
‫‪ ‬االرتفاقات‪.‬‬
‫‪ ‬وثائق بيانية‪ :‬تتكون من‪:‬‬
‫‪ -‬مخطط الموقع ‪ 0/9999‬أو ‪0/2999‬‬
‫‪ -‬مجموعة من المخططات ‪ 0/299‬بالنسبة للقطاع المعمر أو ‪ 0/0999‬لبقية القطاعات هي‪:‬‬
‫مخطط طوبوغرافيا‬ ‫‪‬‬
‫خارطة جيوتقنية‬ ‫‪‬‬
‫مخطط الوضعية الحالية‬ ‫‪‬‬
‫مخطط التهيئة العامة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مخطط التراكيب العمرانية يوضح القواعد المحددة في التقنين و (‪)axonométrie‬‬ ‫‪‬‬
‫إسقاطات للواجهات واألشكال العمرانية والمعمارية‪.‬‬

‫‪ 8-1‬أهداف مخطط شغل األراضي‪:‬‬


‫تتمثل أهداف مخطط شغل األراضي والتي حددها القانون رقم ‪ 90-09‬المتعلق بالتهيئة والتعمير المعدل‬
‫والمتمم في توضيح اإلجراءات التفصيلية والدقيقة لعمليات التعمير نذكر فيما يلي أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد بصفة مفصلة الشكل الحضري وحقوق البناء واستعمال األراضي‪ ،‬المظهر الخارجي‬
‫للبنايات وأنماطها وكذا استعماالتها المسموح بها‪.‬‬
‫‪ -‬تعيين الكمية القصوى والدنيا المسموح بها في البناء‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الباب األول‪ :‬مخطط شغل األرض ‪POS‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬تحديد المساحات العمومية والمساحات الخضراء والمواقع المخصصة للمنشآت العمومية‬


‫والمنشآت ذات المصلحة العامة وكذا الشبكات المختلفة ومميزات طرق المرور والمنافذ‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد اإلرتفاقات‪ ،‬واألحياء والشوارع والنصب التذكارية والمواقع والمناطق الواجب حمايتها‬
‫وتجديدها وإصالحها‪.‬‬
‫‪ -‬تعيين مواقع األراضي الفالحية الواجب وقايتها وحمايتها‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد األراضي المعرضة لألخطار الناتجة عن الكوارث الطبيعية أو تلك المعرضة لالنزالق‬
‫والتي تخضع إلجراءات تحديد أو منع البناء‪.‬‬

‫‪ 9-1‬الفاعلون في إعداد وتطبيق مخططات شغل األرض‪:‬‬


‫لتحقيق األهداف المرجوة من مخططات شغل األراضي يتدخل مجموعة من الفاعلين في كل‬

‫السلطة التنفيذية (وزارة السكن العمران‬


‫والمدينة)‬

‫الجمعيات‬ ‫الجماعات المحلية‬

‫المديريات والهيئات المستشارة‬

‫المراحل من إعداد المخطط إلى تطبيق محتواه على الواقع كل حسب الدور الذي ضبطه له المشرع‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ :11‬الفاعلون في إعداد وتطبيق مخططات شغل األرض‪.‬‬


‫المصدر‪ :‬إعداد الطالبة‬

‫‪7‬‬
‫الباب األول‪ :‬مخطط شغل األرض ‪POS‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 1-9-1‬السلطة التنفيذية (وزارة السكن العمران والمدينة)‪:‬‬

‫تعتبر الدولة ممثلة في وزارة السكن العمران والمدينة المنتج والمنظم والمتحكم األول في إعداد‬
‫المجال وضبط توجهات التنمية‪ ،‬من خالل سن القوانين والفاعل الرئيسي في تطبيق أدوات التهيئة‬
‫والتعمير ال سيما مخططات شغل األراضي ومن مهامها‪:‬‬
‫‪ -‬تسجيل الدراسة وتخصيص المبالغ المالية لها بناءا على تقارير يعدها صاحب المشروع (مديرية‬
‫التعمير‪ ،‬الهندسة المعمارية والبناء) حول مبررات الدراسة وأهميتها بالنسبة للبلدية المعنية‪.‬‬
‫‪ -‬تبليغ صاحب المشروع بالتسجيل‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان تطبيق تهيئة متجانسة ومتالحمة وذلك بمساعدة البلديات في تكوين احتياطاتها العقارية عن‬
‫طريق إصدار قرارات نزع الملكية من اجل المنفعة العمومية‪.‬‬
‫‪ 1-9-1‬الجماعات المحلية‪:‬‬
‫تعد الجماعات المحلية الممثلة في الوالية والبلدية دستوريا وتشريعيا هيئات إقليمية تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية والذمة المالية المستقلة‪ ،‬فال تقتصر مهامها على إدارة الشؤون المحلية للسكان وتسييرها فحسب‬
‫بل أصبحت مطالبة بالقيام بتهيئة مجالها الجغرافي واالقتصادي في إطار احترام توجيهات السياسة‬
‫الوطنية للتهيئة والتعمير‪ ،‬وتعد البلدية الهيئة األساسية المكلفة بإعداد وتطبيق المخططات التنموية ال سيما‬
‫مخططات شغل األراضي والسهر على تجسيدها على ترابها‪.‬‬
‫و قداعترف المشرع للبلدية بممارسة الرقابة الدائمة على حركية التعمير داخل حدود إقليمها‪ ،‬من‬
‫خالل المشاركة في إعداد وتطبيق مخططات شغل األراضي‪ ،‬و من ادوارها‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد وتبليغ مداوالت التسجيل‪ ،‬التبني والمصادقة على المخططات ووضعها تحت تصرف الجمهور‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد وتبليغ قرار تعيين المديريات والهيئات الواجب استشارتها أثناء إعداد المخطط‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم اجتماعات عرض مراحل دراسة المخططات مع الهيئات المستشارة‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على تنفيذ محتوى المخطط الذي تعتبر أداة قانونية من أجل توجيه وتنظيم استعمال األرض بعد‬
‫المصادقة عليه‪.‬‬
‫‪ 8-9-1‬المديريات والهيئات المستشارة‪:‬‬
‫تتمثل خصوصا في مديرية التعمير‪ ،‬الهندسة المعمارية والبناء وباقي الهيئات التي حدد القانون لكل‬
‫منها دوره في إعداد وتطبيق مخططات شغل األراضي‪.‬‬
‫‪ ‬مديرية التعمير‪ ،‬الهندسة المعمارية والبناء‪ :‬تلعب دورا أساسيا في ضبط التهيئة المقترحة ألنها‬
‫المتدخل الرئيسي في إعداده وتطبيقه وتمثل في نفس الوقت صاحب المشروع‬

‫‪8‬‬
‫الباب األول‪ :‬مخطط شغل األرض ‪POS‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬الهيئات المستشارة‪ :‬حدد التشريع الهيئات والمصالح الواجب استشارتها منها الخاضعة‬
‫لالستشارة وجوبا وفتح لها مجال المشاركة الواسعة عند إعداد المخطط في جميع مراحله وصوال‬
‫إلى المرحلة النهائية‪.‬‬
‫‪ 9-9-1‬الجمعيات‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫يعتبر القانون ‪ 90-09‬الجمعيات أحد الفاعلين الممكن استشارتهم أثناء إعداد مخطط شغل األراضي‪.‬‬

‫‪ 5-1‬آليات اإلنجاز والتطبيق‪ :‬تمر عملية إنجاز وتطبيق مخطط شغل األراضي بعديد المراحل‬
‫القانونية وعلى مختلف المستويات بحيث يتدخل خاللها مجموعة من الفاعلين على المستوى المحلي‬
‫وفي بعض األحيان على المستوى المركزي قصد الوصول الى أفضل النتائج كما في المخطط التالي‪:‬‬

‫‪1 1‬هواري سعاد‪ ،‬مخططات شغل األراضي بين المنظومة القانونية والتطبيقات الميدانية حالة " الدقسي عبد السالم‪ ،‬سركينة وتافرنت "مدينة‬
‫قسنطينة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في التهيئة العمرانية‪ ،5119،‬ص‪89:‬‬

‫‪9‬‬
‫الباب األول‪ :‬مخطط شغل األرض ‪POS‬‬ ‫الفصل األول‬

‫من رئيس المجلس الشعبي البلدي أو المجالس الشعبية البلدية‬

‫الوالي‬
‫تبليغ المداولة‬ ‫اعداد مداولة تسجيل‬

‫إصدار قرار يحدد محيط تدخل‬


‫ينشر لمدة شهر كامل‬

‫اصدار قرار تعيين اإلدارات والهيئات الواجب‬


‫استشارتها‬
‫حسب‬
‫الحاالت‬

‫ينشر لمدة شهر كامل‬

‫اعداد مداولة تبني مشروع المخطط من رئيس المجلس‬


‫قرار والئي‪ :‬إذا شمل تراب والية واحد‪.‬‬ ‫الشعبي البلدي أو المجالس الشعبية البلدية‬

‫قرار وزاري مشترك‪ :‬إذا شمل تراب عدة واليات‬

‫تبليغ‬

‫إبالغ المؤسسات والهيئات العمومية والجمعيات بالقرار‬ ‫فتح التحقيق العمومي‬

‫‪ 06‬يوما إلبداء مالحظاتها وأراءها حول مشروع‬


‫مدة ‪ 06‬يوما‬
‫غلق المحضر‬
‫تبليغ‬ ‫جمع اآلراء ورفع التحفظات‬

‫المصادقة النهائية على مخطط شغل األراضي‬

‫تبليغه إلى كل الهيئات والمصالح العمومية‬ ‫وضعه تحت تصرف الجمهور‬

‫الشكل رقم ‪ :11‬آليات إنجاز مخطط شغل األراضي‬


‫المصدر‪ :‬هواري سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪22:‬‬

‫‪ 9-1‬مراجعة مخطط شغل األراضي‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫الباب األول‪ :‬مخطط شغل األرض ‪POS‬‬ ‫الفصل األول‬

‫إذا أصبحت توجيهات مخطط شغل األراضي ال تستجيب لمتطلبات المنطقة التي يغطيها‪ ،‬أمكن‬
‫مراجعته حيت تتم بنفس الطريقة واإلجراءات التي تمت بها المصادقة عليه‪ ،‬وال يمكن إجراء هذه‬
‫المراجعة إالّ إذا توفرت الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إذا لم ينجز في األجل المقرر إلتمامه سوى ثلث حجم البناء المسموح به من المشروع الحضري‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان اإلطار المبني الموجود في حالة خراب أو في حالة من القدم تستدعي تجديده‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان اإلطار المبني قد تعرض لتدهورات ناتجة عن ظواهر طبيعية‪.‬‬
‫‪ -‬إذا طلب ذلك وبعد مرور خمس سنوات من المصادقة عليه أغلبية مالك البنايات البالغين على‬
‫األقل نصف حقوق البناء التي يحددها مخطط شغل األراضي الساري المفعول‪.‬‬
‫‪ -‬إذا استدعت ذلك الحاجة إلى إنشاء مشروع ذو مصلحة وطنية لم ينص عليه المخطط‪.‬‬
‫‪- 8‬مخططات شغل األرض بين الواقع والمأمول‪:‬‬
‫‪ ‬اإليجابيات‪:‬‬
‫‪ ‬يضمن التواصل بين مختلف الفاعلين في المدينة من أجل إنجاح المخططات الموضوعة‪.‬‬
‫‪ ‬من إيجابيات مخططات شغل األراضي أنها تعمل على إيجاد مجال حضري متجانس في عمرانه‬
‫متناسق في بنيانه متكامال في بنياته التحتية والفوقية‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين اإلطار المعيشي‪ ،‬فهو أداة تقنن استعمال المجال وتحرص على عدم تشوهه وتضبط‬
‫تعميره‪.‬‬
‫‪ ‬يعمل على المستوى النقطي فهو على اتصال مباشر بالمجتمع الذي سيطبق على مستواه ما يعطيه‬
‫مزيدا من الفاعلية‪.‬‬
‫‪ ‬يعتبر أداة جيدة في اتخاذ قرار تنظيم وتسيير المجال العمراني على المدى القريب‪ ،‬المتوسط‬
‫والبعيد كما انه يضمن إنتاج العقار الحضري المخصص للتوسع مع المحافظة على التراث‬
‫الطبيعي من أراضي فالحية وغابية ومناطق بيئية محمية‪.‬‬
‫‪ ‬السلبيات‪:‬‬
‫رغم األساس التنظيمي المثالي لمخطط شغل األراضي إال انه بقي حبيس اإلطار النضري ولم يجد‬
‫طريق الى التطبيق‪ ،‬حيث أن تواجد مخطط شغل األراضي في أدنى سلم ترتيب أدوات التهيئة والتعمير‬
‫يجعله يخضع الى إمالءات كثيرة ومتعددة تصل الى المستوى المركزي رغم انه جاء في األساس‬
‫لمحاربة التخطيط المركزي وترقية األدوات المحلية للتعمير‪ ،‬هذا ما يجعل من مخطط شغل األراضي‬
‫مجرد تحصيل حاصل في اغلب األحيان‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الباب األول‪ :‬مخطط شغل األرض ‪POS‬‬ ‫الفصل األول‬

‫من جهة أخرى فان اإلرث الثقيل من الممارسات البيروقراطية للتخطيط العمراني والمجالي من‬
‫طرف اإلدارة أدى الى تطبيق نفس األساليب السابقة على مخطط شغل األراضي ما جعل منه مجرد‬
‫صورة جديدة لما سبقه من آليات‪ ،‬كما دفع أيضا الى تعطيل ميكانزماته وأحكامه‪ ،‬يمكننا أيضا أن نذكر‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬القرار السياسي أقوى فعالية من مخطط شغل األراضي أي أننا نجد أنه على مستوى تحقيق أدوار‬
‫الفاعلين‪ ،‬فإن السلطة التنفيذية الممثلة في الوزارة الوصية والمديريات التابعة لها ال يتعدى دورها‬
‫في تسجيل المخطط وإرصاد المبالغ المالية له أما المتابعة فهي مجرد تقارير تبلغ من طرف‬
‫صاحب المشروع‪ ،‬وهذا ما يالحظ في تعدد مخططات شغل األراضي التي تجاوزت مدة دراستها‬
‫وتمت مراجعتها‪ ،‬ما كان له أثر كبير على مصداقية نتائج الدراسة وانعكاساتها المباشرة على‬
‫تنظيم المجال‪.‬‬
‫ورغم القوة القانونية التي تتمتع بها مخططات شغل األراضي وإلزامية تطبيقها من الناحية‬
‫النظرية نجد أن الفاعل الرئيسي (الدولة) هي المتعدي األول على هذه األداة من ناحية التطبيق‬
‫وذلك من خالل إصدار القرارات السياسية المفاجئة التي ال تتماشى في الغالب مع التهيئة المقترحة‬
‫دون الرجوع في ذلك إلى التهيئة المصادق عليها في مخطط شغل األراضي إلى أن يتم مراجعته‬
‫لتنظيم وتقنين كل هذه التجاوزات‪.‬‬
‫كما أن تعرض فريق الدراسة المكون من تقنيين مختصين في المجال من هندسة معمارية‬
‫وعمران وعلم اجتماع حضري واقتصاد حضري الى ضغوطات كبيرة من السلطة اإلدارية يؤدي‬
‫غالبا الى نتائج كارثية على نوعين الدراسة ونتائجها‪.‬‬
‫‪ ‬مشاركة البلدية في رسم نسيجها العمراني تقتصر على إبداء رأي فقط‪ ،‬فمديرية التعمير الهندسة‬
‫المعمارية والبناء صاحبة المشروع هي التي تقوم بتحديد التهيئة وترسم معالمها التي غالبا ما‬
‫تكون غير منسجمة مع الواقع االجتماعي واالقتصادي فاغلب المخططات تأتي على شكل‬
‫إمالءات إدارية ال تشجع باقي الفاعلين على العمل بها بإيجابية‪.‬‬
‫‪ ‬مسؤولية مديرية التعمير في اختيار مكاتب دراسات كفأة للقيام بمثل هذه الدراسات المهمة تغيب‬
‫في معظم األحيان‪ ،‬فرغم مسؤولياتها في مراقبة مكاتب الدراسات أثناء إعداد الدراسة ال تحترم‬
‫االتفاقية المبرمة ال سيما فيما يتعلق باآلجال التعاقدية للدراسة حيث كثيرا ما يرجع طول مدة‬
‫الدراسة إلى افتقاد صاحب المشروع إلى قاعدة بيانات متكاملة وحديثة تسهل عمل مكاتب‬
‫الدراسات مما يضطرها في كثير من األحيان إلى االعتماد على معطيات قديمة أو غير مبينة‬
‫ومنافية لواقع الميدان ما ينجز عنه نتائج دراسة خاطئة‬

‫‪12‬‬
‫الباب األول‪ :‬مخطط شغل األرض ‪POS‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬غياب المشاركة الفعلية لجميع الهيئات واإلدارات يعيق وضع تصور متناسق ويوقع في أخطاء‬
‫قد تعيق تطبيق مخططات شغل األراضي‪.‬‬
‫‪ ‬تغييب المواطن وعدم إدماجه أثناء إقرار هذه المخططات على ارض الواقع‪ ،‬الن دور الجمعيات‬
‫غالبا منعدم تماما في الدراسات لعدم وجودها وفي حال إبداء رأيها مجرد إجراء صوري ال يؤخذ‬
‫به وهو غير ملزم‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫تعتبر الجزائر من البلدان القليلة في العالم‪ ،‬التي عرفت في مدة وجيزة نسبيا من تاريخها سياسات‬
‫ونظريات متعددة ومتضاربة في بعض األحيان في مجال تهيئة اإلقليم والتعمير‪ ،‬ولما كانت هذه األدوات‬
‫هي ترجمة مجالية للواقع السياسي واالقتصادي واالجتماعي للبالد فإنها قد لعبت الدور الكبير في خلق‬
‫محيط معيشي متباين في مختلف أبعاده‪.‬‬
‫حيث أن مخطط شغل األراضي شكل قفزة نوعية في مجال تقنين التعمير وآلياته من جهة‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى فانه يشكل الحد الدنى من ضمان الحقوق العامة في مجال التعمير خاصة بعد تخلي الدولة عن‬
‫دورها كمتعامل وحيد في المجال‪.‬‬
‫لكن لألسف فان العناصر اإليجابية التي جاء بها "مخطط شغل األراضي" غرقت في بحر من المشاكل‬
‫المتعلقة باليات التطبيق وأولوية اإلداري على التقني في اتخاذ القرار مع تهميش هيئات المجتمع المدني‬
‫والمواطنين وإبعادهم عن دائرة التأثير الفعلي‪.‬‬
‫كل هدا قضى على مبدا التشاركية بين المواطن والسلطات في اتخاذ القرارات وجعل من الفرد بعيد‬
‫كل البعد عن إبداء رايه واإلدالء باحتياجاته ما جعله ال يشعر باالنتماء الى المكان الذي يعيش فيه وبالتالي‬
‫ال يشعر بالمسؤولية اتجاهه ولهذه األسباب بقيت آليات تطبيق أدوات التهيئة والتعمير قديمة ما أدى الى‬
‫عدم تطبيق نظرة مخطط شغل األراضي الجديدة وما أدى الى التوجه نحو تطلعات سياسية جديدة‬
‫وإيديولوجيات حديثة منها المشروع الحضري‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬المشروع الحضري‬ ‫الفصل األول‬

‫بعدما أثبتت الوقائع فشل السياسات السابقة إضافة الى تراكم األزمات والمشاكل داخل المدن‪،‬‬
‫ولبلوغ األهداف المرجوة والمأمولة من أدوات التهيئة والتعمير‪ ،‬والمتمثلة في إرساء سياسة حضرية تكون‬
‫فيها روح المسؤولية والعقالنية والرقابة المستمرة والمتواصلة لألهداف والخطط الضامن الرئيسي‬
‫والمحرك الديناميكي لتحقيق التنمية الحضرية‪.‬‬
‫جاء المشروع الحضري كترجمة عملية ألهداف القانون التوجيهي للمدينة حيث يمثل الجانب‬
‫والنموذج األكثر اكتماال للتخطيط الحضري‪ ،‬نظرا إلى النظرة المستقبلية التي يتميز بها وإلى قدرته على‬
‫وضع األهداف التي تعمل على توجيه التحوالت المستقبلية للمجال الحضري على المستوى المحلي إضافة‬
‫الى وضوح ميكانيزمات تدخله على المجال‪.‬‬
‫‪- 1‬المشروع الحضري‪:‬‬
‫يعد المشروع الحضري نقلة من تعمير تقني وتنظيمي نحو تعمير تفاوضي وتشاركي بين القطاع‬
‫العمومي والخاص‪ ،‬وبمساهمة الهيئات المنتخبة ومكونات المجتمع المدني وذلك في إطار تطبعه الشفافية‬
‫والديمقراطية أثناء اإلعداد والمناقشات واتخاذ القرارات التي تهم التهيئة وتدبير الشأن المحلي‪.‬‬

‫‪ 1- 1‬مفهوم المشروع الحضري‪:‬‬


‫يمكن تعريف المشروع الحضري بأنه أسلوب جديد لتسيير المدينة‪ ،‬ومقاربة حديثة للتدخل المجالي‪،‬‬
‫تعمل على إدماج مختلف الفاعلين وعلى التنسيق والدمج بين مختلف القطاعات‪ ،‬حيث تعرفه‬
‫‪ MASBONG ARIELLA‬بأنه استراتيجية تفكر في المدينة وترسمها‪ ،‬وهو تعبير معماري عمراني‬
‫‪CHRISTIAN‬‬ ‫لتشكيل المدينة التي تضم تحديات إجتماعية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬حضرية وإقليمية‪ ،‬أما‬
‫‪1‬‬
‫‪ DEVILLERS‬فترى أنه ‪":‬يعالج تهيئة الفضاء في ميدان الواقع"‪.‬‬
‫أما في التقرير النهائي للمخطط األزرق ل سنة‪ ،1022‬الذي جاء تحت عنوان " تحديد معايير‬
‫المشاريع الحضرية المستدامة في إطار بلدان حوض البحر المتوسط " ‪ ،‬فقد تم وضع ثالثة شروط‬
‫لتعريف ما يمكن أن يكون مشروع حضري وهي‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن يتموقع في الوسط الحضري‪ ،‬في قلب المدينة‪ ،‬في ضاحيتها‪ ،‬أو في اإلقليم الخاضع لتأثيرها‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون مقياسه جزء من المقياس الحضري‪ ،‬أي أقل من المقياس الوظيفي لإلقليم الحضري‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون متعدد القطاعات‪ ،‬يفضل المقاربات النظامية واإلقليمية على المقاربات القطاعية‪. 2‬‬
‫‪ 2-1‬عوامل ظهور المشروع الحضري‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪DARLEY Amélie, L’urbanisme de projet, Les cahiers de l’institut d’aménagement et d’urbanisme, Île-de-‬‬
‫‪France, n° 162 - mai 2012, p :2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪: Rapport final Plan Bleu، Identification de critères de mise à l’examen de projets urbains durables dans le‬‬
‫‪cadre de l’Union pour la Méditerranée Antipolis، 2011، p: 5-6.‬‬

‫‪1‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬المشروع الحضري‬ ‫الفصل األول‬

‫إذا كان المشروع مقاربة قديمة بالنسبة إلى المهندس المعماري‪ ،‬فقد أصبح يخص العمراني في بداية‬
‫السبعينات ‪،‬وهو يهدف إلى الخروج من المنطق القطاعي للعمران الوظيفي والربط بين األفكار‬
‫والمقاربات من خالل إنتهاج عمران المشاريع‪ ،‬الذي يسمح بتجسيد المشاريع على كل اإلقليم‪ ،‬لكنه ليس‬
‫مرادف إلنعدام التنظيم وإنجاز مشاريع ال تتماشى مع القوانين‪ ،‬بل يهدف إلى المرونة في إنجاز هذه‬
‫‪1‬‬
‫المشاريع التي يجب أن تكون مبتكرة ومثالية مثل ) األحياء والمدن المستدامة(‪.‬‬

‫التمدد‬
‫الحضري‬
‫البحث عن‬
‫أدوات‬ ‫التجزئة‬
‫عمرانية‬ ‫الحضرية‬
‫جديدة‬

‫التخطيط‬ ‫عوامل ظهور‬ ‫المركزية‬


‫االستراتيجي‬ ‫المشروع‬ ‫العالمية‬
‫للمدينة‬ ‫الحضري‬

‫تراجع‬
‫المقاربة‬ ‫ظاهرة‬
‫العملية‬ ‫العولمة‬
‫المركزية‬ ‫البحث عن‬
‫مقاربة‬
‫حضرية‬
‫جديدة‬

‫الشكل رقم ‪ :04‬عوامل ظهور المشروع الحضري‬


‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة‬

‫‪ 3-1‬خصائص المشروع الحضري‪:‬‬

‫‪1‬بركاني فاطمة الزهراء وآخرون‪ ،‬من عمران المخططات إلى عمران المشاريع‪ ،‬دراسة حالة مدينة قسنطينة‪ ،‬مذكرة تخرج مقدمة لنيل شهادة‬
‫مهندس دولة في تسيير المدن‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،1002 ،‬ص‪46-49. :‬‬

‫‪2‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬المشروع الحضري‬ ‫الفصل األول‬

‫يضمن عملي مستدام و فعال‬ ‫تطوري‬


‫الخدمات األساسية ومجدي‬ ‫ال يهدف إلى اإلنتهاء من‬
‫إقتصاديا في ميدان التهيئة‬ ‫المشروع بل يهدف إلى‬
‫اإلنطالق و اإللتزام به‬

‫خصائص‬
‫المشروع الحضري‬

‫يمتص ويترجم تطلعات السكان‬ ‫يدمج مختلف المقاييس‬


‫في شكل مشاريع يسمح لإلنسان‬ ‫أبعاد مجالية جد مختلفة من‬
‫بالعيش في ما يتمناه‬ ‫الحي الى التخطيط‬
‫االستراتيجي‬

‫متفرد ومحلي‬
‫يتناول كل مكان على أساس‬
‫أنه متفرد‪ ،‬أي أنه ليس منتج‬
‫حضري قابل للتبادل من‬
‫مدينة إلى أخرى‬

‫‪1‬‬
‫للمشروع الحضري عدة خصائص وهي مرتبطة مع بعضها البعض وهي‪:‬‬
‫الشكل رقم ‪ :05‬خصائص المشروع الحضري‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب‬

‫‪1‬‬
‫‪VERDIER Philippe, Le projet urbain participatif : apprendre à faire la ville avec ses habitants, Yves‬‬
‫‪Michel et adels, 2009, p : 170 et 271.‬‬

‫‪3‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬المشروع الحضري‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 4-1‬أهداف المشروع الحضري‪ :‬تتمثل في‪:‬‬


‫‪ -‬تحسين اإلستعمال‪ ،‬النوعية‪ ،‬الديناميكية اإلقتصادية والثقافية‪ ،‬والعالقات اإلجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان سهولة الوصول إلى الفضاءات العمومية والتجهيزات من خالل مبدأ المساواة والتعاون‪.‬‬
‫‪ -‬اإلهتمام بنوعية المجال الحضري العمومي وتحقيق مبادئ التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق ديناميكية وحدة المدينة من خالل تحضير سياسي قوي يجنب المدينة اإلنقطاعات‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬الحد من التمدد الغير عقالني للمجال الحضري‪ ،‬والعودة إلى بناء المدينة فوق المدينة‬
‫‪ 5-1‬تحديات المشروع الحضري ‪:‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬التحدي االجتماعي ‪:‬مبدأ ظهور المشروع الحضري هو إجتماعي بالدرجة األولى‪ ،‬هدفه حل المشاكل‬
‫اإلجتماعية‪ ،‬ومصالحة الفرد مع محيطه وضع حوار ومشاركة حقيقية بين مختلف الفاعلين‪.‬‬
‫‪ ‬التحدي الثقافي ‪:‬بإستغالل القيم الثقافية للمدينة ولسكانها‪ ،‬وترسيخ قيمها التاريخية‪.‬‬
‫‪ ‬التحدي اإلقتصادي والمالي ‪:‬بدعم المنافسة اإلقتصادية بين المدن من أجل جعل المدينة أكثر جاذبية‬
‫بالنسبة للفاعلين االقتصاديين‪ ،‬والذي ال يتم إال عبر تثمين الخصائص المحلية اإلقتصادية لكل مدينة‪،‬‬
‫كما أنه يعمل على تمويل العمليات الثقيلة من التدخل الحضري التي تطرح مشاكل مثل المصاريف‬
‫األولية المرتفعة لقيم بعض األراضي الحضرية والتموينات اإلضافية التي يمكن أن تظهر‪.‬‬
‫‪ ‬التحدي السياسي ‪:‬بالتوجه نحو مبدأ التضامن تشجيع اإلستثمار والبحث عن فاعلين جدد‪ ،‬أي إتباع‬
‫نظام قرارات ال مركزي وتصحيح أخطاء الماضي‪ ،‬الهروب من صالبة أدوات التعمير القانونية وذلك‬
‫ال يتم إال من خالل تفعيل مبدأ الحكم الراشد الذي تكون بموجبه اإلدارة مهتمة بإنشغاالت المواطنين‪،‬‬
‫وتعمل للمصلحة العامة في إطار الشفافية‪.‬‬
‫‪ ‬التحديات العمرانية للمشروع الحضري ‪:‬يهدف إلى تحسين الصورة الحضرية للمدينة وذلك من خالل‬
‫خلق وسيط بين التقنيات الحضرية المطبقة وبين ثقافة المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬التحديات العقارية للمشروع الحضري ‪:‬إن تعدد الفاعلين في إستراتيجية المشروع الحضري فتح‬
‫المجال أمام وضعية عقارية جديدة يصعب فيها التحكم في العقار‪ ،‬وهذا ما يستدعي تدخل الدولة‬
‫بتدابير قانونية ومالية لتسهيل التدخل على العقار ودمج إدارات التهيئة والعمران والعقار من أجل دعم‬
‫‪2‬‬
‫التجانس بين التدخالت‪ ،‬وخلق أدوات عمرانية تحدد الحقوق المطبقة لإلجراءات العقارية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪BOUCHERIT Sihem, L’utilisation du Projet Urbain dans la requalification des grands ensembles. (Un passage‬‬
‫‪d’une gestion traditionnelle vers une gestion stratégique), mémoire pour l’obtention du diplôme de magistère,‬‬
‫‪université mentouri de constantine ; département architecture et urbanisme ; 2004 ; p :.12‬‬
‫‪2‬‬
‫‪BACHOFEN Charles, élément pour comprendre le projet urbain, ministère de l’équipement des transports et‬‬
‫‪du tourisme , le remu recherche et maitrise d’œuvre urbaine , strasbourg , p : 25-30 .‬‬

‫‪4‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬المشروع الحضري‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 6-1‬مراحل المشروع الحضري ‪:‬يمكن تلخيص مراحل المشروع الحضري كما يلي‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :01‬المراحل الخمسة للمشروع الحضري‬

‫البعد االجتماعي‬ ‫التقدم السياسي‬ ‫البعد المجالي‬ ‫المرحلة‬


‫‪ -‬التاريخ االجتماعي للمكان‬ ‫المطلب األولي‬ ‫‪ -I‬اإلستكشاف و ‪ -‬التجول التنزه والتصميم‪.‬‬
‫ومحيطه‬ ‫‪ -‬قراءة الموضع‪.‬‬ ‫التشخيص‬
‫‪ -‬تحديد الفاعلين االجتماعيين‬ ‫‪ -‬تحليل تاريخ‪ ،‬التضاريس‬
‫تحديد األماكن التي يجب‬ ‫العقارية‪ ،‬والعالقة مع المحيط‬
‫تثمينها أو تهديمها‬ ‫البيئي ‪.‬‬
‫مجموعة عمل ضيقة تقوم‬ ‫‪ -‬وضع فرضيات البرنامج‬ ‫‪ -II‬فرضيات‬
‫سيناريوهات بالبرمجة (منتخبين –خبراء و‬ ‫وضع‬ ‫‪-‬‬ ‫البرنامج و‬
‫‪ -‬اإلشكالية االجتماعية‬ ‫مواطنين )‬ ‫ومخططات استكشافية ‪.‬‬ ‫مخططات‬
‫انطالقا من المقابلة و‬ ‫‪ -‬وضع فرضيات جديدة ‪.‬‬ ‫إستكشافية‬
‫االستمارات ‪.‬‬ ‫‪ -‬وضع ميزانية أولية للعملية‪.‬‬
‫تكرين الطلب االجتماعي ‪.‬‬
‫البدا في التوجه نحو المجال و في‬
‫‪ -‬اختبار السيناريوهات ‪.‬‬
‫إعداد ميزاني العمليات‬

‫وضع توقيت أولي للبرنامج‬


‫‪ -‬التشاور حول الصورة‬ ‫‪ -‬تصميم صور تمثيلية واضحة‬ ‫‪ -III‬صور‬
‫اإلجمالية و الصور التفصيلية‬ ‫و صادقة ‪.‬‬ ‫تمثيلية و‬
‫للمشروع‪.‬‬ ‫‪ -‬وضع صور شاملة توضح‬ ‫المشاورة‬
‫‪ -‬التشاور حول البرامج‬ ‫مجمل المشروع ‪.‬‬
‫المساحات‬ ‫وتسيير‬ ‫‪ -‬عرض صور تفصيلية ‪.‬‬
‫المصادقة على البرامج وتعديل والتجهيزات العمومية ‪.‬‬ ‫‪ -‬عرض ميزانية جديدة‬
‫المطلب‬
‫‪ -‬متابعة فريق البرمجة‬ ‫‪ -‬عرض الجزء المصادق عليه‬ ‫‪ -IV‬مخططات‬
‫‪ -‬التشاور مع الفريق الضيق‬ ‫من المشروع في شكل مخطط‬ ‫ترشيدية‬
‫األولى‬ ‫البرامج‬ ‫حول‬ ‫إرشادي أو مخطط مرجعي‬ ‫‪،‬التواصل و‬
‫للتحصيصات ‪.‬‬ ‫يضم قواعد المشروع المرئية و‬ ‫التفاوض‬
‫‪ -‬العودة إلى فريق البرمجة ‪.‬‬ ‫التعليمية و التي تشير إلى‪:‬‬
‫‪ -‬انتشار واسع عبر كل وسائل‬
‫االتصال الحديثة ‪.‬‬
‫‪ -‬تحرير دفاتر الشروط التي‬
‫تنقل التحصيصات إلى المرقيين التفاوض على الميزانية و على‬
‫مهام المطور‬
‫أولى‬ ‫‪ -‬متابعة سكان‬ ‫‪ -‬انجاز الهياكل القاعدية‬ ‫‪ -V‬أولى‬
‫المجموعات السكانية ‪.‬‬ ‫‪ -‬انجاز الساحات العمومية‬ ‫اإلنجازات و‬
‫‪ -‬متابعة سير خدمة المجاالت‬ ‫والتجهيزات العمومية ‪.‬‬ ‫العودة إلى‬
‫والتجهيزات العمومية ‪.‬‬ ‫العودة إلى صاحب المشروع ‪،‬‬ ‫‪ -‬انجاز برامج السكنات ‪.‬‬ ‫المشروع‬
‫أقلمة البرنامج و متابعة االنجاز‬

‫‪5‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬المشروع الحضري‬ ‫الفصل األول‬

‫المصدر‪Philippe verdier , 2009 , 179.:‬‬

‫‪ 7-1‬مقاييس المشروع الحضري‪:‬‬


‫يمكن للمشروع الحضري التأقلم مع مختلف المقاييس‪ ،‬إنطالقا من الحواضر الكبرى‪ ،‬مرورا بالمدن‬
‫واألحياء‪ ،‬وحتى األماكن العمومية‪ ،‬حيث يعمل على تجسيد مبدأ الذهاب واإلياب بين هذه المقاييس‪ ،‬وهذا‬
‫التقاطع في المقاييس يؤدي إلى تغذية وإثراء األفكار والتوجهات‪ ،‬باإلشتراك مع التخطيط اإلستراتيجي‬

‫المشروع الحضري العملي المحلي على مستوى المدينة أو القطاع‪ :‬يدوم هذا النوع‬
‫من العمليات على األقل ‪ 11‬سنة منها ‪ :‬إعادة إستعمال الجيوب الحضرية ‪,‬المدن‬
‫الجديدة‪ ,‬المدن التوابع‬

‫مقاييس المشروع الحضري‬


‫مشروع حضري سياسي (مشروع المدينة)‪:‬مشروع المدينة على مستوى البلدية أو‬
‫التجمعات الحضرية‪،‬ينص على تحسين التخطيط وذلك بإجراء دراسة إستراتجية‬
‫توضح الوضعية الحالية واألهداف المستقبلية ‪ ،‬وحتى نصل إليه يجب أن نعرف‬
‫المدينة تعريفا دقيقا وأيضا معرفة مختلف العراقيل والعناصر المتحكمة في المجال ‪.‬‬

‫المشروع الحضري المعماري والعمراني (مشروع حضري نقطي)‪:‬لمقياس الحي أو‬


‫المشاريع الجوارية‪ ،‬ويبقى هدفه أقل أهمية من العمليات السابقة فهو يسعى إلى‬
‫البحث عن إستمرارية في نسيج المدينة ‪،‬وخلق عالقات مورفولوجية بين اإلطار‬
‫المبني وغير المبني‪ ،‬وترقية نوعية الحياة الحضرية داخل المدينة‪.‬‬

‫الذي يضمن التجانس بين مقاييس هذه المشاريع‪.1‬‬

‫الشكل رقم ‪ :06‬مقاييس المشروع الحضري‬


‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة‬

‫‪2‬‬
‫‪ 8-1‬تسيير المشروع الحضري‪:‬‬
‫إن تجسيد سياسة المدينة في ميدان اإلنتاج الحضري يكون من خالل الربط بين عدة عمليات‬
‫ومقاييس وتنظيمها بهدف تحقيق التوافق بين المشروع الحضري والمجتمع المحلي‪ ،‬ومن أجل ضمان‬
‫حسن سيرورة ومتابعة المشروع الحضري تتدخل ثالث مستويات من هيئات التسيير‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪DARLEY Amélie, op.cit. , p: 21.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪BACHOFEN Charles, op.cit. , p : 7.‬‬

‫‪6‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬المشروع الحضري‬ ‫الفصل األول‬

‫هيئات تسييرالمشروع الحضري‬

‫لجنة المشاورة‪:‬‬ ‫لجنة تسيير المشروع‪:‬‬ ‫لجنة المتابعة التقنية‪:‬‬ ‫لجنة المتابعة السياسية‪:‬‬
‫تتكون من مسيرين وخبراء‬ ‫تتكون من متخذي القرار‬
‫دورها دعم المواطنين‪،‬‬ ‫تتكون من مختلف الوزارات‬
‫تعينهم لجنة المتابعة‬ ‫(الجماعات المحلية) والتي‬
‫تتكون من مستشارين‬ ‫المعنية‪ ،‬الفاعلين الخواص‪،‬‬
‫السياسية حيث تعمل على‬ ‫تحدد طبيعة وأهداف‬
‫متعددي الوظائف هدفهم‬ ‫وممثلي السكان‪ ،‬وتتدخل هذه‬
‫الربط بين تدخالت الفاعلين‬ ‫القرارات المتخذة‪ ،‬كما‬
‫اإللمام بطموحات وإقتراحات‬ ‫اللجنة بهدف الربط بين‬
‫المعنيين ‪.‬‬ ‫تضمن المتابعة السياسية‬
‫المواطنين وضمان ترقية‬ ‫مختلف وجهات النظر لمختلف‬
‫المشروع الحضري باستغالل‬ ‫الفاعلين‪.‬‬ ‫والمؤسساتية والقانونية‬
‫التواصل بين الفاعلين‪.‬‬ ‫للمشروع ‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ :07‬مقاييس المشروع الحضري‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة‬


‫وللتسيير الجيد للمشروع الحضري البد أن تقوم وتلتزم كل لجنة من هذه اللجان بدورها وعلى أتم وجه‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫من خالل الدراسة السابقة لمخطط شغل األراضي وكذا المشروع الحضري نالحظ أن هناك تمازج فيي‬
‫األهداف من خالل سعي كليهما بالدرجة األولى لتحقيق التنمية الحضيرية والمضيي نحيو التقيدم والرفاهيية‬
‫الفردية والجماعيية داخيل الميدن والتجمعيات السيكانية‪ ،‬أي أن كالهميا قرييب اليى الطيرف الميدني وبالتيالي‬
‫سيكون أكثر فعالية ألنه على ارتباط مباشر بمجمل الفعالييات التيي يمارسيها الفيرد عليى األرض فيي سيبيل‬
‫سد حاجياته وتحقيق رفاهيته‪.‬‬
‫لكن األسباب التسييرية اإلدارية التي غلبا ما تكون طاغية على القرارات التقنية‪ ،‬جعلت القرار السياسي‬
‫أقوى فعالية من مخطط شغل األراضي ما جعلها تحيد عن مبتغاها إضافة الى عدم وجيود عقوبيات ردعيية‬
‫لجميع الفاعلين في إعيداد مخططيات شيغل األراضيي فيي حيال عيدم القييام بواجبياتهم فيان هيذه المخططيات‬
‫بقيت في غالب األحيان مجرد أداة نظرية‬
‫كل هذا قضى على مبدا التشاركية بين المواطن والسلطات في اتخاذ القرارات وجعل من الفرد بعييد كيل‬
‫البعد عن إبداء رايه واإلدالء باحتياجاته ما جعله ال يشعر باالنتماء الى المكان اليذي يعييش فييه وبالتيالي ال‬

‫‪7‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬المشروع الحضري‬ ‫الفصل األول‬

‫يشعر بالمسؤولية اتجاهه ولهذه األسباب بقيت آليات تطبيق أدوات التهيئة والتعمير قديمة ميا أدى اليى عيدم‬
‫تطبيق نظرة مخطط شغل األراضي الجديدة‪.‬‬

‫لكن يمكن خلق تكامل بين المشروع الحضري و مخططات شغل األرض و ذلك من خالل القضاء‬
‫على سلبيات مخطط شغل األرض ودعم ايجابياتها اكثر وجعلها متأقلمة مع وتيرة النمو المتسارعة و‬
‫المشاكل الناجمة عنها من خالل النظرة المستقبلية التي يتميز بها‪ ،‬و إلى قدرته على وضع األهداف التي‬
‫تعمل على توجيه التحوالت المستقبلية للمجال الحضري على المستوى المحلي‪ ،‬واإلعتماد على‬
‫الالمركزية التي تسمح بخلق ظروف جديدة للمراقبة المحلية لنمو المدن‪ ،‬والتي تترجم على أرض الواقع‬
‫من خالل زيادة أهمية الفاعلين المحليين من منتخبين ومواطنين المرتبطين مباشرة بالواقع الخاص بكل‬
‫مدينة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أنه يراعي وفي نفس الوقت التراث‪ ،‬الهوية الحضرية والحداثة والعصرنة العالمية‪،‬‬
‫بهدف تجنب اإلنقطاع مع تاريخ المدينة وبالتالي العودة إلى الممارسات الحضرية المرتبطة بتاريخ وتقاليد‬
‫المدن‪.‬‬
‫إذا يجب إصدار قوانين تكون كأداة عملية ملموسة يتم من خاللها تجسيد مبادئ المشروع‬
‫الحضري خاصة مبدأ المشاورة والمشاركة للمواطنين عند إعداد أدوات الــتـخــطـيط والــتـوجــيه‬
‫الــقـطــاعـيــة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التجارب العالمية‬ ‫الباب األول‬

‫إلثراء هذا البحث من الجانب النظري كان البد من التعرض إلى بعض التجارب العالمية في ميدان‬
‫المشروع الحضري ودورها في السياسة العمرانية‪ ،‬وأثناء إختيار هذه التجارب كان البد من مراعاة عدة‬
‫إعتبارات أهمها إشراكها مع التجربة الجزائرية في نقطة ما‪ ،‬وعليه تم اختيار التجربة الفرنسية كنموذج‬
‫عن البلدان المتقدمة والتجربة المغربية كنموذج عن المشروع الحضري في البلدان العالم النامي‪ ،‬وكالهما‬
‫من البلدان المتوسطية‪.‬‬
‫ومنه اختيار التجربة الفرنسية ألنها القدوة واألسوة والجزائرية في شتى السياسات على غرار السياسة‬
‫العمرانية وذلك طبعا نتيجة التبعية االستعمارية التي ال تزال الجزائر تعاني منها حتى وقتنا هذا‪ ،‬أما‬
‫التجربة المغربية فقد كانت نتيجة العوامل المشتركة بين المغرب والجزائر والتي ال يمكن تحديدها في‬
‫مجال واحد‪ ،‬فالمغرب وبحكم موقعها الجغرافي والتاريخي تشترك مع الجزائر في نفس الظروف المناخية‬
‫والجغرافية‪ ،‬وفي نفس التاريخ اإلستعماري الذي جعلها إلى غاية اليوم تعاني تبعية هي األخرى فأحسن‬
‫واصح مقارنة‪ ،‬هي المقارنة مع المثيل أي نفس التاريخ‪ ،‬الظروف والتطلعات‪.‬‬
‫‪- 1‬التجربة الفرنسية‪:‬‬
‫فرنسا كمثيالتها من الدول المتقدمة سباقة نحو االستراتيجيات الحديثة في شتى المجاالت ومنه‬
‫اختيارنا لها كمثال لدراسة سيمكناننا من االستفادة واإللمام بمعلومات ثرية في مجال النهوض بالسياسة‬
‫العمرانية والتوجه بها نحو مواكبة التطورات العالمية‪ ،‬من خالل دراسة مراحل التطور الحضري في‬
‫فرنسا بين سنة ‪ 1491‬وسنة ‪ ،6112‬محاولين في ذلك تقسيم هذه الفترة حسب السياسة الغالبة والتوجهات‬
‫المسيطرة في كل مرحلة‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 1- 1‬مرحلة إعادة البناء من سنة ‪ 1491‬إلى ‪:1411‬‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية كان من الضروري إعادة بناء ما تهدم خالل الحربين‪ ،‬والتخلي عن‬
‫األساليب المتبعة آنذاك‪ ،‬حيث كانت الدولة تتدخل مباشرة متبنية بذلك سنوات من المركزية في القرارات‪،‬‬
‫بتوجيه كل السلطة إلى المهندسين الذين يعملون وفق العمران التقليدي‪ ،‬إال أن هذه السياسة أصبحت غير‬
‫نافعة‪ ،‬نتيجة‪:‬‬
‫‪ -‬وجود عجز في السكن قبل الحرب‪ ،‬في حين أن عمليات إعادة البناء أخذت بعين اإلعتبار ما هدم فقط‪.‬‬
‫‪ -‬أزمة اإلنفجار الديمغرافي‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة متسارعة لسكان الحضر نتيجة النزوح الريفي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بركاني فاطمة الزهراء وآخرون‪ ،‬من عمران المخططات إلى عمران المشاريع‪ ،‬دراسة حالة مدينة قسنطينة‪ ،‬مذكرة تخرج مقدمة لنيل شهادة‬
‫مهندس دولة في تسيير المدن‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،6114 ،‬ص‪.24- 26 :‬‬

‫‪1‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التجارب العالمية‬ ‫الباب األول‬

‫وهذا ما أدى إلى ظهور البيوت القصديرية في المدن الكبرى‪ ،‬ومن أجل معالجة هذه األزمة إتخذت‬
‫السلطة إجراءات تشريعية وتنظيمية أدت إلى تلبية اإلحتياجات في أواخر الخمسينات أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬قانون ‪ 1411‬الذي عوض سكنات السوق الجديدة (‪ )HBM‬التي كانت بسكنات الكراء(‪.)HLM‬‬
‫‪ -‬قانون المنشآت العمومية االجتماعية واالقتصادية المزدوجة للتهيئة الجهوية (‪.)SEM‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ 11‬أفريل ‪ 1411‬الذي دعم السكنات االقتصادية العائلية «‪.»Lolgeco‬‬
‫‪ -‬القانون العقاري المؤرخ في ‪ 12‬أوت ‪ 1411‬الذي سمح بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعالن عن قانون التعمير والسكن سنة‪.1419‬‬
‫ومنه فإن االهتمام بالجانب البيئي لم يؤخذ بعين االعتبار خالل هذه الفترة‪ ،‬بسبب المشاكل التي مست‬
‫كل الميادين‪ ،‬حيث تهدم النسيج العمراني بنسبة ‪ ،% 60‬ما أدى إلى استعجالية إعادة البناء لتلبية حاجيات‬
‫السكان‪ ،‬حيث تمكن من تغطية هذا العجز في مدة ال تتجاوز ‪ 12‬سنة‪ ،‬لكن كما فقط مع إهمال النوع‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 2-1‬مرحلة العمران القطاعي من سنة ‪ 1411‬إلى ‪:1492‬‬
‫‪ ‬مرحلة سيطرة المهندسين على المدينة (‪:) 1491-1955‬‬
‫مع رجوع المعمرين من الجزائر في بداية ‪ ،1421‬ظهرت من جديد أزمة السكن‪ ،‬ما أدى إلى دعم‬
‫الدولة للمراجع التشريعية والتنظيمية لحل هذه األزمة‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬قانون ‪7‬أوت‪ 1417‬للمناطق قابلة للتعمير بأولوية (‪.)ZUP‬‬
‫‪ -‬المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير لمنطقة باريس (‪ )SDAURP‬بين سنة‪ ،1964-1426‬الذي جاء‬
‫بمدن جديدة مثل مدينة ‪Evry‬‬
‫‪ -‬كما تم خلق مفوضية تهيئة اإلقليم للتدخل الجهوي (‪ )DATAR‬سنة ‪ ،1421‬من أجل وضع سياسة‬
‫إدارية لخلق التوازن بين األقاليم (بداية التفطن إلى أهمية البعد اإلقليمي)‪.‬‬

‫ومنه فقد تكفلت الدولة بحل هذا المشكل بتشجيع إنشاء شبكات مهندسين‪ ،‬يتلخص دورهم في وضع‬
‫ديكور حضري بسيط وسهل اإلنجاز‪ ،‬حيث كانت األولوية للسكن مع إهمال باقي التجهيزات ما أدى إلى‬
‫اإلنتهاء إلى عمران المخططات الذي ال يأخذ بعين االعتبار الحقائق الجغرافية والبشرية للمكان‪ ،‬هذه‬
‫السياسة كانت فعالة من الناحية الكمية لكنها بدأت بالفشل تدريجيا‪ ،‬نتيجة تحسن المستوى المعيشي للسكان‬
‫فتوجه القادرون منهم ماليا إلى ما يوفره القطاع الخاص‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬مرحلة العودة إلى مقياس المدينة (‪:)1492- 1491‬‬
‫‪1‬‬
‫‪DARLEY Amélie, L’urbanisme de projet , Les cahiers de l’institut d’aménagement et d’urbanisme, Île-de-‬‬
‫‪France , n° 162 - mai 2012 , p : 11 .‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التجارب العالمية‬ ‫الباب األول‬

‫هي مرحلة إعادة النظر نتيجة التغيرات الكبرى التي شملت الميدان الديمغرافي‪ ،‬اإلقتصادي والسياسي‪،‬‬
‫فالصدمة البترولية لسنة ‪ 1471‬واألزمة اإلقتصادية التي تبعتها‪ ،‬كان لها تأثير كبير على المجتمع الفرنسي‬
‫أين إرتفع معدل البطالة‪ ،‬وأصبحت التجهيزات العمومية غير كافية‪ ،‬باإلضافة إلى تطوير أحكام لعرض‬
‫السكن الفردي ذو السعر المنخفض والتي أدت إلى إخالء التجمعات الكبرى من السكان ذوي الدخل‬
‫المتوسط ودعمت اإلنعزال ما أدى بالدولة إلى‪:‬‬
‫‪ -‬خلق وزارة البيئة سنة ‪ 1471‬وإعتماد مبدأ إعالم المواطن فيما يخص المشاريع الحضرية سنة ‪.1471‬‬
‫‪ -‬وضع سقف قانوني للكثافة (‪ )PLD‬سنة ‪.1471‬‬
‫‪ -‬إنشاء القانون المتعلق بتنظيم العمران ومنع نهائيا إنشاء(‪ )ZUP‬سنة‪.1472‬‬
‫ومنه فإن هذه المعطيات اإلقتصادية واإلجتماعية الجديدة أثرت على التحكم في المشاريع التي‬
‫أصبحت ال تأخذ الجانب التقني فقط بعين االعتبار بل أصبحت متعددة اإلختصاصات تجمع كل المختصين‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 3-1‬مرحلة التوجه نحو سياسة المدينة وعمران المشاركة (‪:)2111-1492‬‬
‫إن تدهور إطار المعيشة في الضواحي أكد فشل المقاربات القطاعية وجعل المقاربة الشاملة هي الحل‬
‫هذا ما أدى إلى التوجه نحو سياسة المدينة‪ ،‬وخلق وزارة المدينة سنة ‪ 1441‬لدعم تجسيد هذه السياسة‪،‬‬
‫التي هدفت إلى خلق الروابط اإلجتماعية والمجالية بين مختلف أجزاء المدينة وبين المدن‪ ،‬تحسين الصورة‬
‫الحضرية للمدن والمظهر الخارجي للبنايات ودعم دور اإلعالم في مجال معالجة المشاكل الحضرية‪.‬‬
‫أما قانون الالمركزية لسنة ‪ 1466‬جعل الجماعات المحلية هي المسيطرة‪ ،‬ألنها أصبحت شريكة للدولة‬
‫في ميدان العمران‪ ،‬فتم وضع سياسة تعاقدية حول مشاريع معينة مع تمويل مشترك‪ ،‬وأصبح التحكم في‬
‫المنشآت استجابة لالحتياجات وظهور إرادة سياسية‪ ،‬وهذا ما أدى إلى دعم المنافسة بين المدن باإلضافة‬
‫إلى‪:‬‬
‫‪ ‬وضع قانون ‪ 11‬جويلية ‪ 1464‬والذي جاء بمبدأ المشاركة في إعداد المشاريع الحضرية على‬
‫شكل تعاقدي يسمى عقد المدينة‪.‬‬
‫‪ ‬سنة ‪ 1441‬فقد تم وضع قانون التضامن المالي‪ ،‬الذي خلق نوع من التضامن الحضري بين‬
‫البلديات الغنية والبلديات الفقيرة‬
‫‪ ‬القانون التوجيهي للمدينة‪ LOV‬الذي صدر سنة ‪ ،1441‬بحثا عن تحقيق تنمية متوازنة يبين‬
‫األقاليم الحضرية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪HAYOT Alain, le projet urbain, enjeux expérimentation et professions, Edition la villette, 3eme édition, 2004,‬‬
‫‪p : 46-111.‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد بهضوض‪ ،‬سياسة المدينة في المغرب‪ :‬تشارك وبناء تشاركي من أجل أجرأة مستدامة‪ ،‬وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة‪ ،‬المنتديات‬
‫الجهوية‪ ،‬الحوار الوطني سياسة المدينة‪ ،‬ماي ‪ ،6116‬ص‪.6:‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التجارب العالمية‬ ‫الباب األول‬

‫‪ 9-1‬مرحلة عمران المشاريع من سنة ‪ 2111‬إلى ‪:2114‬‬


‫إن أهم سبب في التوجه نحو عمران المشاريع هو التفطن إلى عدم قدرة المخططات العمرانية على‬
‫تسيير وتنظيم المجال الحضري بمفردها‪ ،‬بل تحتاج إلى أداة أخرى تعمل بالموازاة معها‪ ،‬تكون أكثر‬
‫مرونة وتفاعل مع المجتمع المدني‪ ،‬كما أنه وقبل الوصول إلى مرحلة إنجاز المخططات البد من تقييم‬
‫التحديات التي سوف تواجهها‪ ،‬تحديد األهداف المرجوة‪ ،‬وتقدير الوسائل الالزمة‪ ،‬أي أن وظيفة المخطط‬
‫تقتصر على تحديد‪ ،‬وضع‪ ،‬وصف‪ ،‬تشكيل‪ ،‬التقدير والربط بين األعمال والتدخالت‪.‬‬

‫وبالتالي فإن القيام بعملية التخطيط دون اإلستناد على مشروع منذ البداية هو مرادف للبدء بالنهاية‪.‬‬

‫ومنه فان السعي نحو تحقيق هدف تحويل المدينة الفرنسية وانهاج مقاربة المشروع الحضري فيها‬
‫لم يقتصر على العمل على الجانب القانوني فقط بل تعداه إلى إقتراح نماذج لمشاريع حضرية ممولة من‬
‫طرف الدولة‪ ،‬تحاول إختبار مدى نجاعة القوانين والنظريات الموضوعة في هذا المجال‪ ،‬أي أن التجربة‬
‫الفرنسية في ميدان المشروع الحضري هي تجربة جد متطورة تستحق الدراسة‪ ،‬فهي تجاوزت الجانب‬
‫النظري إلى الجانب التطبيقي ومرحلة تقييم النتائج‪.‬‬
‫‪- 2‬التجربة المغربية من التعمير اإلجباري الى التعمير التشاوري‪:‬‬
‫تشترك الجزائر والمغرب في عدة نقاط إال أن االختالف يكمن في الحكم السياسي‪ ،‬ألن المغرب ذات‬
‫حكم ملكي على عكس الجزائر وهذا ما سنالحظه خالل تحليل تطور السياسات الحضرية المغربية التي‬
‫تكون في الغالب راجعة ألحكام ملكية‪.‬‬

‫‪ 1-2‬مراحل تطور التنمية الحضرية في المغرب‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ ‬فترة التسعينات‪:‬‬

‫حيث ظهر العديد من الفاعلين في المجال الحضري مثل الوكاالت العمرانية‪ ،‬الوكالة الوطنية لمحاربة‬
‫السكنات الهشة (‪ )OPH‬والمنشئات الجهوية للتهيئة والبناء وغيرها‪ ،‬وقد رافقت هذه المؤسسات العمرانية‬
‫العديد من النصوص القانونية‪ ،‬إال أن ممارسات التخطيط الحضري خالل هذه الفترة كونت رؤية عن‬
‫المدينة المغربية تتميز باإلهتمام بالجانب المعماري والجمالي لمراكز المدن وإهمال الضواحي الفقيرة‪ ،‬ما‬
‫أدى إلى تفاقم ظاهرة أحياء الصفيح‪.‬‬

‫‪ ‬بداية األلفية الجديدة ‪،‬فترة التفطن إلى األبعاد اإلجتماعية والبيئية ‪:‬‬
‫‪1‬حيروش مبارك‪ ،‬قوانين ومؤسسات التخطيط الحضري بالمغرب‪ ،‬المصدر الصحفي‪ ،‬جريدة أسبوعية مغربية شاملة‪ ،‬االثنين ‪ 61‬سبتمبر ‪،6111‬‬
‫العدد‪ ،4 :‬ص‪.11-4 :‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التجارب العالمية‬ ‫الباب األول‬

‫إال أن السلطات العمومية وإنطالقا من األلفية الجديدة أبدت الرغبة في االتجاه نحو تناول المدينة‬
‫بطريقة أشمل ‪،‬بسبب التطورات العالمية في هذا المجال وبسبب المشاكل اإلجتماعية‪ ،‬فبعد سنة‪1446‬‬
‫اإلنفتاح السياسي النسبي سمح بظهور أفكار جديدة في ميدان السياسات العمومية الحضرية‪ ،‬وأحسن مثال‬
‫على ذلك هو التفطن إلى ضرورة المرافقة اإلجتماعية لمشاريع القضاء على األحياء العشوائية‪ ،‬هذه‬
‫الظروف أدت إلى خلق مؤسسة العمران التي تمثل أول مستثمر وطني مغربي في ميدان العمران‪،‬‬
‫باإلضافة إلى إنطالق برنامج مدن دون أحياء قصديرية (‪.)PVSB‬‬

‫‪ ‬فترة إلقاء الضوء على البعد اإلقتصادي‪ ،‬من سنة ‪ 2112‬إلى سنة ‪: 2114‬‬

‫في سنة ‪ 6112‬قام الملك بإلقاء خطاب أشار فيه إلى أن الهدف هو ليس فقط الوصول إلى مدن دون‬
‫أحياء عشوائية أو بناء مجسمات من الخرسانة دون روح وتفتقر إلى كل المظاهر اإلجتماعية‪ ،‬بل هو‬
‫تشييد مجاالت مناسبة للحياة بإستغالل المهارات المتوفرة‪ ،‬وصناعة أقطاب لإلستثمار منتجة‪ ،‬وتجمعات‬
‫عمرانية مرتبطة بخصائصها وبطابعها المحلي ‪،‬حيث أعتبر هذا الخطاب تأكيد على ضرورة إعداد‬
‫إستراتيجية وطنية للتنمية الحضرية الشاملة‪ ،‬فقد أدى إلى ظهور العديد من التقارير حول المدينة كما أنه‬
‫أشار إلى ضرورة عصرنة المدن المغربية لكي تستجيب إلى التنافسية الدولية‪ ،‬أي أنه لم يقتصر على‬
‫الجانب اإلجتماعي فقط ‪،‬بل تعداه إلى الجانب اإلقتصادي ‪.‬‬

‫‪ ‬مرحلة التأكيد على البعد االستراتيجي للتنمية الحضرية‪ ،‬من سنة ‪ 2114‬إلى‬
‫‪:2112‬‬

‫خالل سنة ‪ 6114‬تم مناقشة اإلستراتيجية الوطنية للتنمية الحضرية من طرف الوزارات الثالثة‬
‫‪،‬وزارة السكن والعمران‪ ،‬وزارة الداخلية ووزارة المالية‪ ،‬في إطار لجنة وزارية مشتركة للتنمية اإلقليمية‪،‬‬
‫كما إنبثق عن هذه اإلستراتيجية وثيقة بيان المدينة التي أعتبرت منعرج حاسم في طريقة تناول المجال‬
‫الحضري من طرف السلطات العمومية ‪،‬ألنه يرتكز على ظاهرة التمدد الحضري التي تمثل تحدي أساسي‬
‫‪،‬وبالتالي فقد جاء بوجهة نظر جديدة تحمل مفاهيم وتوجهات جديدة أهمها‪ :‬التجديد الحضري ‪،‬الخلط‬
‫الحضري الوظيفي واإلجتماعي‪ ،‬وأخذ بعين اإلعتبار كل مقاييس المدينة عند إعداد المخطط الوطني‬
‫‪1‬‬
‫للتهيئة اإلقليمية (‪.)SNAT‬‬

‫‪ 2-2‬سياسة المدينة في المغرب‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪BARTHEL pierre-Arnaud, expérimenter la ville durable au sud de la méditerranée (chercheurs et‬‬
‫‪professionnels en dialogue), l’aube, collection villes et territoires, 2011, p : 201-209.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التجارب العالمية‬ ‫الباب األول‬

‫منذ تسعينيات القرن الماضي ما فتئ المغرب يشيد ورشات لتحسين الظروف اإلجتماعية للسكان‪،‬‬
‫لكنها ظلت غير كافية لمعالجة التدهور الحضري الذي تشهده المدن المغربية‪ ،‬تعددت األجوبة في هذا‬
‫الصدد‪ ،‬لكن يبقى أبرزها ما عملت به عدد من دول العالم المتقدم )مثل فرنسا طبعا )‪ ،‬وإقترحته عدد من‬
‫‪1‬‬
‫الفعاليات في المغرب‪ ،‬وهو تبني" سياسة للمدينة "كمقاربة لحل هذه اإلشكاليات‪.‬‬
‫و منه فإن إقتراح وضع سياسة فعالة للمدينة المغربية كان نتيجة الوضع اإلجتماعي الكارثي الذي‬
‫آلت إليه المدينة المغربية‪ ،‬فقد صنف آخر تقرير لبرنامج األمم المتحدة للتنمية لسنة ‪ 6111‬المغرب في‬
‫المرتبة ‪ 131‬عالميا على مستوى التنمية البشرية‪ ،‬ومنه كان البد من التفكير في سياسة للمدينة‪.2‬‬
‫أما البرنامج الذي جاء من أجل تجسيد هذه السياسة فهو" برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية "‬
‫وهو ما أفضى إلى نتائج إيجابية دون شك‪ ،‬لكنها لم تكن كافية ما دفع الحكومة سنة ‪ 6116‬وفي سياق‬
‫الحراك السياسي واإلجتماعي الجديد‪ ،‬إلى إقتراح مقاربة أخرى تتعلق هذه المرة بسياسة المدينة ككل‪.3‬‬
‫ومنه فإن التهيئة الجهوية في المغرب تهدف بالدرجة األولى إلى الحد من المشاكل اإلجتماعية‬
‫التي تعاني منها المدن المغربية‪ ،‬وإلى التخلص من مشكل أحياء الصفيح الذي يؤرق السلطات العمومية‬
‫‪- 3‬الفوائد المستخرجة من التجارب‪:‬‬
‫‪ ‬بعد االطالع على مراحل التطور الحضري في الجزائر سوف نالحظ أن تطور اإلطار القانوني‬
‫والمؤسساتي العمراني في فرنسا هو نفسه في الجزائر مع فارق زمني يتراوح بين (‪ 11-11‬سنة)‬
‫ومنه األخذ بعين االعتبار ما يحدث في فرنسا‪ ،‬وهذا طبعا نتيجة التبعية االستعمارية حيث انه ليس من‬
‫الممنوع االستفادة من التجارب األجنبية سواء فرنسية أو غيرها ولكن يجب محاولة استنباط‬
‫اإليجابيات وتطبيقها‪.‬‬
‫‪ ‬التفطن للسلبيات وتجنبها حتى ال نعيد أخطاء هذه السياسات‪.‬‬
‫‪ ‬االستفادة من المغرب توجه كال البلدين نحو تجسيد سياسة المدينة‪ ،‬هذه السياسة التي يبدو أنها متطورة‬
‫نوعا ما في المغرب عن الجزائر‪ ،‬ألنها دخلت الجانب التنفيذي بينما في الجزائر ما زالت محتجزة في‬
‫الجانب القانوني النظري (القانون التوجيهي للمدينة)‪.‬‬
‫أما الجانب الذي تتقدم فيه الجزائر على المغرب فهو تنظيم الترسانة القانونية وجود مدونة تعمير‬ ‫‪‬‬
‫جزائرية‪ ،‬ما تزال المغرب تعمل على صناعتها‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫‪1‬محمد بهضوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.6 :‬‬


‫‪2‬محمد بهضوض ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.9 :‬‬
‫‪3‬زينب شكري‪ ،‬في ظل النقاش حول سياسة المدينة‪ ،‬نفحات الطريق‪ ،‬جريدة أسبوعية مغربية شاملة‪ ،‬يونيو ‪ ،6116‬العدد ‪ ،61‬ص‪.2 :‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التجارب العالمية‬ ‫الباب األول‬

‫بعد إستعراض التجارب يمكن أن نالحظ العديد من النقاط المشتركة ونقاط االختالف‪ ،‬إال أن الشيء‬
‫الذي أكدت عليه التجارب الثالث هو فشل التدخالت القطاعية بمختلف المقاييس‪ ،‬وعدم جدوى معالجة‬
‫المشاكل بطريقة منفصلة‪ ،‬وأكدت في نفس الوقت أن الحل األمثل هو المقاربة الشاملة والنظامية واالخذ‬
‫بعين االعتبار الخصائص المحلية للمدينة كما في التجربة الفرنسية واالبتعاد عن الحيز النظري بالمباشرة‬
‫في الدخول لحيز التنفيذ كما هو في المغرب‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لدراسة توسع المجال العمراني وكيفية نموه ينبغي التطرق للفترات التي مرت بها هذه المدينة منذ‬
‫نشأتها‪ ،‬ألن كل فترة تتميز بظروف اقتصادية وسياسية وثقافية معينة تترك أثار واضحة في نمط البناء‬
‫وكيفية تنظيم المجال‪ ،‬لذلك فان دراسة مراحل التطور العمراني لمدينة أم البواقي جد هامة‪ ،‬وهذا لمعرفة‬
‫ديناميكية واتجاه ونوعية توسعها‪ ،‬وستتم دراستها مرحلة بمرحلة باستخدام أهم التغيرات في كل مرحلة‬
‫وكذا الوتيرة التي نما بها المجال‪ ،‬ومدى تأثيرها في أحداث تغيرات بالمدينة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- 1‬الموقع‪:‬‬
‫يعتبر الموقع من أهم الضوابط المؤثرة في دراسة المراكز العمرانية أين نجد له تأثير مباشر أو غير‬
‫مباشر في حياة اإلنسان واستقراره في أماكن محددة‪.‬‬

‫الوالية‪:‬‬ ‫‪1- 1‬‬

‫تقع والية أم البواقي في الشرق الجزائري تقدر مساحتها بـ ‪ 62.6.26‬كلم‪ ²‬وعدد سكانها في سنة‬
‫‪ 2002‬ب ‪ 621 612‬نسمة وارتفاعها ما بين )‪600‬م– ‪ 0000‬م)‪ ،‬تحدها الواليات الموضحة في‬
‫الخريطة رقم (‪ )0‬وهي كالتالي‪ :‬قالمة وسوق أهراس من الشمال‪ ،‬ميلة من الشمال الغربي‪ ،‬خنشلة من‬
‫الجنوب‪ ،‬تبسة من الجنوب الشرقي‪ ،‬باتنة من الجنوب الغربي‪.‬‬

‫‪ 2-1‬البلديــــة‪:‬‬

‫تقع بلدية أم البواقي في شمال الوالية‪ ،‬مساحتها ‪ 132230‬كم‪ 2‬وعدد سكانها ‪ 80359‬نسمة حسب‬
‫إحصائيات ‪ ،2002‬تضم المركز و‪ 1‬تجمعات ثانوية (بئر خشبة وسيدي ارغيس وتوزلين وعباس لغرور)‬
‫باإلضافة إلى المنطقة الريفية التي تضم أربع مشتات‪ ،‬وتحدها البلديات التالية‪ :‬عين الديس وعين ببوش من‬
‫الشمال‪ ،‬بريش وفكرينة من الشرق‪ ،‬عين الزيتون من الجنوب‪،‬عين فكرون وبوغرارة السعودي من‬
‫الغرب‪.‬‬

‫‪ 3-1‬المدينــــة‪:‬‬

‫إن مدينة أم البواقي هي مقر البلدية والدائرة والوالية‪ ،‬تقع شمال البلدية‪ ،‬تتربع على مساحة ‪03.220‬‬
‫هكتار‪ ،‬وبلغ عدد سكانها ‪ 60661‬نسمة حسب إحصائيات ‪ ،2002‬يتراوح ارتفاعها ب‪220 :‬م على‬
‫مستوى سطح البحر يحدها قرية سيدي ارغيس وتوزلين من الغرب على محور الطريق الوطني رقم ‪،00‬‬

‫‪1‬‬
‫خليفي سمية‪ ،‬ساحل حليمة‪ ،‬الديناميكية الحضرية وأثرها على التوسع العمراني بمدينة أم البواقي‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة مهندس دولة في تسيير‬
‫المدن دفعة جوان ‪ 2002‬ص ‪.0‬‬

‫‪1‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بئر خشبة من الشرق على طول الطريق رقم ‪ ،32‬قرية عباس لغرور من الجنوب على محور الطريق‬
‫الوطني رقم ‪ ،32‬أما من الجهة الشمالية فيحدها جبل سيدي ارغيس‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪ 050‬كلم‬

‫موقع والية أم البواقي في الشرق الجزائري‬ ‫موقع دائرة أم البواقي في والية أم البواقي‬

‫‪3‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪ 15‬كلم‬

‫موقع بلدية أم البواقي في الدائرة‬ ‫موقع مدينة أم البواقي في البلدية‬

‫الخريطة رقم ‪ :11‬موقع مدينة أم البواقي‬ ‫‪0‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪ 00‬كلم‬

‫المصدر‪ :‬إعداد الطالبة ‪.2112‬‬

‫‪2‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪- 2‬الدراسة العمرانية للمدينة‪:‬‬

‫‪ 1-2‬مراحل التطور العمراني لمدينة ام البواقي‪ :‬مرت مدينة أم البواقي في تطورها العمراني‬
‫بعدة مراحل وفترات أدت إلى تغيير وتيرة نمو المدينة وزيادة توسع المجال‪.‬‬

‫‪ ‬المرحلة االولى ما قبل الترقية االدارية ‪:‬‬


‫امتازت بتطور عشوائي ونمط خاص للعمران النمط االستعماري الخاص بمكان إقامة المعمرين‬
‫الفرنسيين‪ ،‬الذي يتواجد في مركز المدينة (النواة األولى للمدينة)‪ ،‬وفي المقابل نجد النمط التقليدي‬
‫بالتجمعات الخاصة بالجزائر بين التي ظهرت في ظروف التشرد والفقر‪ ،‬حيث يمكن تمييز الفترات‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ ‬فترة ‪:1221-1881‬‬

‫وصل االستعمار الفرنسي الى منطقة أم البواقي سنة‪ 0220‬حيث ظهرت خالل هذه الفترة النواة‬
‫األولى للمدينة بمحاذاة الطريق الوطني رقم(‪2 )00‬ففي سنة‪ 0002‬تم االنتهاء من بناء المركز االستعماري‬
‫وكان يحتوي على المرافق التالية (مدرستين ابتدائيتين هي مدرسة البنات المعروفة حاليا بمدرسة الخنساء‬
‫ومدرسة الذكور المعروفة حاليا بمتوسطة حمو بوزيد التي كانت إدارة للفرنسيين ‪2‬سوق ‪2‬كنيستين ‪2‬محطة‬
‫للسكة الحديدية ‪2‬ونافورة متوسطة للمركز الذي يضم حوالي ‪ 6.0‬سكن‪ ،‬كما تم إنشاء برج إداري يشرف‬
‫المركز ألغراض أمنية وعسكرية للمدينة الذي يعرف حاليا بالقبة)‪.‬‬

‫كما كانت مساحة المدينة تقدر ب ‪31‬هكتار وكانت مادة بناء المساكن في هذه الفترة هي الحجارة‬
‫والسقف من القرميد‪ ،‬أما الفضاء الحضري المخصص للسكان المحليين فيتحدد في بضعة بيوت ريفية‬
‫وحواش أين نجد سوق للمواشي موجود في طرف المدينة بمحاذاة الطريق الوطني رقم ‪ 00‬والطريق‬
‫‪1‬‬
‫الرابط بينه وبين محطة القطار جنوب المدينة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بن حيزية ايمان‪ ،‬بوطالب ياسمينة‪ :‬تحديث مركز المدينة من اجل تنشيط ديناميكيتها الوظيفية‪ ،‬حالة مدينة ام البواقي‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة‬
‫الماستر ‪ ،2010‬ص‪00:‬‬

‫‪3‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الصورة (‪ :)11‬مدينة ام البواقي في بداية ‪1212‬‬

‫المخطط رقم ‪ :11‬التطور العمراني لمدينة أم البواقي ‪1293‬‬


‫المصدر‪PDAU ONS :‬‬

‫فترة ‪: 1293 -1221‬‬


‫كان التوسع العمراني في هذه الفترة في الجهة الشرقية أين تظهر عدة منازل تقليدية مبعثرة ذات نمط‬
‫أرضي‪ ،‬وتجمع للمساكن القصديرية الفوضوية أو ما يسمى بالدشرة الشمالية شمال شرق المركز‪ ،‬بعدها‬
‫نشأة الدشرة الجنوبية جنوب غرب المركز‪ ،‬وسبب هذه التجمعات السكنية العشوائية هو النزوح الريفي‬
‫حيث ارتفع عدد السكان في هذه الفترة إلى ‪ 2320‬ساكن (التعداد العام لنسبة ‪ )00.1‬اختلفت مادة بناء‬
‫المساكن في هذه الفترة من المساكن التقليدية التي بنيت من الحجارة والقرميد والطوب من التي كانت بنيت‬
‫‪1‬‬
‫من الطوب والخشب والقصدير‪.‬‬

‫‪ ‬فترة ‪:1223-1291‬‬
‫شهدت المدينة خالل هذه الفترة نموا عشوائيا نتيجة غياب السلطات المعنية‪ ،‬وانعدام اهلية هذه‬
‫السلطات في مجال القوانين والشروط المعمول بها لتنظيم البناء والتحكم فيه‪ ،‬باإلضافة الى النزوح الريفي‬
‫الذي اشتد خالل الحرب التحريرية وتواصل بعد االستقالل‪ ،‬حيث وصل عدد السكان سنة ‪0066‬الى‬

‫‪1‬‬
‫جوامع هيثم‪ ،‬مدور عبد المومن‪ :‬تهيئة الفضاءات العمومية في االحياء السكنية الجماعية بأم البواقي‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر‪2015 ،‬‬
‫ص‪55‬‬

‫‪4‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪2020‬نسمة‪ ،‬حيث أصبحت مساحة المدينة خالل هذه الفترة ‪60‬هكتار (نسبة ‪%6..6‬من المساحة الحالية‬
‫‪1‬‬
‫المبنية)‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الثانية ما بعد الترقية العقارية (مرحلة النمو السريع للمجال)‪:‬‬
‫‪ ‬فترة ‪:1282-1221‬‬
‫لقد كانت المدينة في سنة ‪0061‬عبارة عن مخلفات استعمارية‪ ،‬ثم عرفت الجزائر في هذه الفترة‬
‫تقسيما إداريا ثانيا في ظل االستقالل والذي على أثره ارتقت مدينة أم البواقي إلى مقر والية‪ ،‬كما تزامنت‬
‫هذه الفترة مع تطبيق عدة برامج استثمارية نذكر منها على وجه الخصوص المخطط الخماسي األول‬
‫(‪ )0021-0020‬حيث استفادة مدينة أم البواقي من نسبة عالية من االستثمارات الموجهة نحو كافة إقليم‬
‫الوالية‪.‬‬
‫حيث ظهرت أحياء سكنية جديدة للسكن الجماعي كحي العربي بن لمهيدي وحي حيي المكي اللذان‬
‫يشكالن المنطقة السكنية الحضرية الجديدة‪ ،‬وسنة ‪ 006.‬أنشأت المنطقة الصناعية شرق المدينة بمساحة‬
‫‪ 066..‬هكتار‪ ،‬سنة ‪ ، 0020‬و قدر طول الطرقات في هذه السنة حوالي ‪221620‬هكتار أي بنصيب يقدر‬
‫ب ‪ 320206‬متر‪ /‬هكتار بالنسبة للمساحة العمرانية ‪ ،‬و بنصيب يقدر ب ‪ 2160200‬متر‪ 0000 /‬ساكن‬
‫بالنسبة لعدد السكان‪.‬‬
‫والمركز الجامعي الذي بمساحة ‪ 06‬هكتار ‪2‬و خالل هذه المرحلة أصبحت مساحة المدينة تقدر بـ ‪:‬‬
‫‪ 206‬هكتار ‪ ،‬كما تم تزويد المدينة بمخطط التحديث الحضري سنة ‪ 0066‬الذي ساهم في تهيئة المدينة‬
‫وتزويدها بالهياكل القاعدية مثل شبكات المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي ‪,‬وتهيئة األراضي‬
‫‪2‬‬
‫الموجهة للتعمير وبناء بعض المرافق المختلفة‪.‬‬
‫كما تم القضاء على التجمعين الفوضويين بالمدينة ( بالدشرتين الشمالية والجنوبية) حيث أنه حسب‬
‫التعداد العام للسكن والسكان لسنة ‪ 0066‬كانتا تضمان ‪ % 10‬من الخطيرة السكنية بما يعادل ‪ 022‬مسكن‬
‫و‪ % .0‬من التجمع السكاني للمدينة بما يقدر بـ‪ 6000‬ساكن ‪2‬تم ترحيلهم إلى احياء السكن الجماعي‬
‫‪3‬‬
‫الجديدة السابقة الذكر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بن حيزية ايمان‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪00‬‬
‫‪2‬‬
‫بن حيزية ايمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪01:‬‬
‫‪3‬‬
‫المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير بلدية ام البواقي‪.2002 ،‬‬

‫‪5‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫صورة رقم(‪ :)12‬صورة للمناطق السكنية الحضرية الجديدة التي بنيت في مدينة ام البواقي‬
‫المصدر‪www. farm1.static.flickr.com:‬‬
‫‪ ‬فترة ‪:1221-1281‬‬
‫خالل هذه الفترة برمج بناء ‪ 0.00‬مسكن جماعي حيث انتقل عدد المساكن إلى ‪ 6333‬مسكن سنة‬
‫‪ ،0000‬وباإلضافة إلى السكنات الجماعية استفادت المدينة من عدة تحصيصات خالل هذه الفترة منها‪:‬‬
‫النسيم‪ ،‬الحديقة‪ ،‬األمل‪ ،‬البستان‪ ،‬األمل‪ ،‬األفاق‪ ،‬الحرية‪ ،‬االستقالل‪ ،‬والتي ساهمت في النمو العمراني‬
‫للمدينة ‪2‬خاصة في الجهة الشرقية والجنوبية للمدينة‪ ،‬حيث قدرت مساحة المدينة في سنة ‪ 0000‬ب‬
‫‪ 001.‬هكتار‪ ،‬و قدر طول الطرقات في هذه السنة حوالي ‪022.662‬هكتار أي بنصيب يقدر ب ‪020231‬‬
‫متر‪ /‬هكتار بالنسبة للمساحة العمرانية و بنصيب يقدر ب ‪ 26632.2‬متر‪ 0000 /‬ساكن بالنسبة لعدد‬
‫‪1‬‬
‫السكان‪.‬‬

‫‪ ‬فترة ‪:2111-1221‬‬
‫في هذه الفترة انتقل عدد المساكن إلى ‪ 00666‬مسكن سنة ‪ ،0002‬كما تزامنت هذه الفترة مع تطبيق‬
‫برامج استثمارية نذكر منها‪ :‬المخطط الخماسي (‪ )0020-002.‬والمخططات السنوية (‪،)0000-0000‬‬

‫‪ ‬فترة ‪:2118-2111‬‬

‫في سنة ‪ 2002‬وصل الى ‪ 06122‬مسكن أي بزيادة في حضيرة السكن بــ ‪ 3320‬مسكن‪ ،‬حيث قدرت‬
‫مساحة المدينة سنة ‪ 2000‬ب ‪ 0362262‬هكتار‪ ،‬ويقدر طول شبكة الطرقات ب ‪ 203.60231‬متر أي‬
‫بنصيب يقدر ب ‪ 3‬متر‪ /‬هكتار بالنسبة للمساحة العمرانية وبنصيب يقدر ب ‪ 3000230‬متر‪ 0000 /‬ساكن‬
‫‪2‬‬
‫بالنسبة لعدد السكان‪.‬‬

‫فما يمكن استنتاجه من دراسة التطور العمراني لمدينة أم البواقي أنها مرت بمرحلتين أساسيتين‬
‫تفصلهما مرحلة الترقية اإلدارية سنة ‪ 0061‬والتي ارتقت فيها المدينة إلى مقر عاصمة الوالية‪ ،‬وهنا‬
‫نالحظ التطور العمراني الواضح للمدينة وهذا من خالل الزيادة المعتبرة للمساحة المبنية على طول هذه‬
‫الفترات الزمنية‪ ،‬وذلك بالتوسع العمراني نحو الشق والغرب واالمتداد الواضح على طول الطريق وهذا‬
‫راجع للزيادة السكانية المعتبرة والنزوح الريفي و منه محاولة مواكبة ها التنامي السريع للمدينة ببرمجة‬
‫مخططات شغل أراضي جديدة على محيط المدينة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير بلدية ام البواقي‪.2002 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع السابق‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المفتاح‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المخطط رقم ‪ :12‬مراحل التطور العمراني لمدينة أم البواقي‬


‫المصدر‪ :‬مراجعة المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ‪2118‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ 2-2‬المحاور المهيكلة للمدينة‪:‬‬

‫انطالقا من المخطط العام للمدينة‪ ،‬تم تحديد أهم المحاور المهيكلة للمدينة وكذلك درجة التأثير وأهمية‬
‫كل من هذه المحاور على المجال الحضري‪ ،‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬المحور الخطي (عين البيضاء‪ -‬أم البواقي‪ -‬قسنطينة)‪ :‬يمثله الطريق الوطني رقم (‪ )00‬الذي يمثل‬
‫المحور والشريان األساسي للمدينة‪ ،‬حيث انه يخترقها في الوسط ويقسمها إلى جزئيين (شمالي‪،‬‬
‫جنوبي) كما يشهد تركز كبير لألنشطة الحيوية (تجاري‪ -‬خدمات‪ -‬تجهيزات) وحركة مرور مكثفة من‬
‫خالل استقطاب األفراد من داخل وخارج المجال الحضري للمدينة‪.‬‬
‫‪ -‬المحور الرابط بين (خنشلة‪ -‬أم البواقي)‪ :‬ويمثل الطريق الوالئي رقم (‪ ،)32‬ويعتبر البوابة الجنوبية‬
‫للمدينة ويتوطن على جانبيه سكنات جماعية وفردية وتوجد به كذلك عدة نشاطات تجارية وخدماتية‬
‫وتجهيزات عمومية‪.‬‬
‫‪ -‬المحور الذي يمثله الشارع الرئيسي هواري بومدين‪ :‬الذي يساهم في امتصاص الحركة المرورية‬
‫من الوزن الثقيل على الطريق رقم (‪ ،)00‬باإلضافة إلى تركز ألهم المنشآت واألنشطة على جانبيه‬
‫كمحطة الحافالت ومقر الوالية والمحالت التجارية كما يعد همزة وصل بين أطراف المدينة‪ ،‬وهذا‬
‫المحور أنجز لتقليل الضغط على المركز وإحداث التوازن بين المنطقة الشمالية والجنوبية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بلدية ام بواقي القسم التقني‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المخطط رقم ‪ :13‬المحاور المهيكلة لمدينة أم البواقي‬


‫المصدر‪ :‬القسم التقني للبلدية مع معالجة الطالبة‬

‫‪9‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪- 3‬الدراسة السوسيوديمواقتصادية‪:‬‬


‫‪ 1-3‬الدراسة السكانية‪:‬‬

‫تعد الدراسة السكانية من أهم الدراسات الحضرية التي نستطيع من خاللها قياس مدى تطور المدن‬
‫وتوسعها‪ ،‬كما يمكن تحديد وتقدير احتياجات ومتطلبات السكان الحالية والمستقبلية‪ ،‬ومدينة أم البواقي‬
‫كغيرها من المدن الصغيرة التي توسعت بعامل أساسي الذي يمثل النمو الديمغرافي وزيادة السكان‪.‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ 1-1-3‬مراحـل النمو السكاني‬

‫إن النمو السكاني هو أحد عوامل الظاهرة في المدينة‪ ،‬وسنتطرق فيما يلي إلى مراحل النمو السكاني‬
‫وكذا عوامله وأسبابه إلى جانب تركيب السكان والخصائص االقتصادية لهم‪.‬‬

‫‪ ‬المرحلـــة األولى قبل ‪:1291‬‬


‫كان عدد سكان المنطقة ضئيال‪ ،‬حيث قدر سنة ‪ 0220‬ب ‪ .6‬ساكن‪ ،‬ثم تضاعف بحوالي ‪ 0.‬مرات‬
‫حيث وصل إلى ‪ 302‬ساكن سنة ‪ 0000‬بمعدل سنوي قدره ‪ ،%2226‬وبعد هذه الفترة استمرت وتيرة نمو‬
‫السكان بمعدالت أقل من األولى‪ ،‬حيث تراوحت ما بين ‪ %2213‬إلى ‪ %..11‬حتى بلغ عدد السكان ‪2320‬‬
‫نسمة في سنة ‪ ،00.1‬ومن بين العوامل المؤثرة على النمو السكاني في هذه الفترة هي السياسة‬
‫االستعمارية القمعية‪ ،‬باإلضافة إلى الحروب والثورات التي قامت ضد اإلحتالل الفرنسي وانتشار عدة‬
‫أمراض وأوبئة‪.‬‬

‫‪3000‬‬
‫‪2500‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪1500‬‬
‫‪1000‬‬
‫‪500‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1901‬‬ ‫‪1921‬‬ ‫‪1926‬‬ ‫‪1936‬‬ ‫‪1941‬‬ ‫‪1954‬‬
‫‪Series 1‬‬ ‫‪312‬‬ ‫‪636‬‬ ‫‪826‬‬ ‫‪1388‬‬ ‫‪1565‬‬ ‫‪2881‬‬

‫الشكل البياني رقم ‪ :11‬التطور السكاني لمدينة أم البواقي خالل الفترة االستعمارية‬

‫‪10‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المصدر‪ :‬تقرير ‪ PDAU‬مدينة أم البواقي‬


‫‪ ‬المرحلــة الثانيـــــة‪ 1291 :‬ـ ‪:1211‬‬

‫في هذه الفترة ارتفع عدد السكان من ‪ 2320‬نسمة سنة ‪ 00.1‬إلى ‪ 2020‬نسمة سنة ‪ 0066‬بمعدل‬
‫نمو سنوي قدره ‪ ،%00260‬ويرجع هذا التزايد السكاني الواضح إلى النزوح والهجرة باتجاه المدينة من‬
‫طرف سكان األرياف المحيطة بها‪ ،‬وخاصة بعد خروج المستعمر وتوفير ظروف المعيشة وتنصيبها‬
‫كبلدية كاملة الصالحيات‪.‬‬

‫‪ ‬المرحلــة الثالثـــة‪ 1211 :‬ـ ‪:1222‬‬

‫في هذه المرحلة تزايد عدد السكان من ‪ 2020‬نسمة سنة ‪ 0066‬إلى ‪ 2.600‬نسمة سنة ‪ 0066‬بمعدل‬
‫نمو سنوي قدره ‪ ،%2222‬حيث تميزت هذه الفترة باالستقالل والدخول في مرحلة البناء والتشييد وخاصة‬
‫الترقية اإلدارية التي استفادت منها المدينة إلى مركز الوالية سنة ‪ 0061‬مما ساهم في ارتفاع نسبة‬
‫الهجرة‪.‬‬

‫‪ ‬المرحلـــة الرابعــة‪ 1222 :‬ـ ‪:1282‬‬

‫خالل هذه الفترة ارتفع عدد السكان من ‪ 2.600‬نسمة سنة ‪ 0066‬إلى ‪ 11000‬نسمة سنة ‪0026‬‬
‫بمعدل نمو سنوي ‪ ،%00200‬وترجع هذه الزيادة الملحوظة إلى استفادة المدينة من المخططات والبرامج‬
‫التنموية الوطنية من خالل االستثمارات والمشاريع االقتصادية والمرافق والتجهيزات الجديدة‪ ،‬مما أدى‬
‫إلى خلق مناصب شغل وظروف معيشية حسنة وبالتالي أصبحت منطقة مستقطبة‪.‬‬

‫‪ ‬المرحلــة الخامســة‪ 1282 :‬ـ ‪:1222‬‬


‫تميزت هذه المرحلة بارتفاع عدد السكان من ‪ 11000‬نسمة سنة ‪ 0026‬إلى ‪ .2600‬نسمة سنة‬
‫‪ 0000‬بمعدل نمو سنوي قدره ‪ ،%32.1‬ويسجل انخفاض في معدل النمو السنوي للسكان مقارنة‬
‫بالمراحل السابقة نظرا لتغير الظروف االقتصادية للمدينة من خالل توفير مناصب الشغل ألصحاب‬
‫النفوذ باإلضافة إلى ارتفاع مستوى المعيشة وزيادة النزوح الريفي إلى المدينة من المناطق‬
‫المجاورة‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلـة السادســـة‪ 1222 :‬ـ ‪:2010‬‬
‫ارتفع عدد السكان بنسبة ‪ %0226‬حيث كان ‪ .2600‬نسمة سنة ‪ 0000‬ووصل إلى ‪21630‬‬
‫نسمة والمالحظ أن هذه الفترة عرفت تزايد ملحوظ وهذا نظرا للهجرة السكانية من المناطق المجاورة‬

‫‪11‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫والبحث عن الحماية والعمل خاصة لتوفير المنطقة على قطاعات ديناميكية تجارية وخدماتية وإدارية‬
‫في الجهة الشرقية كما هو موضح في المنحنى التالي‪:‬‬

‫‪90000‬‬
‫‪80000‬‬
‫‪70000‬‬
‫‪60000‬‬
‫‪50000‬‬
‫‪40000‬‬
‫‪30000‬‬
‫‪20000‬‬
‫‪10000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1954‬‬ ‫‪1966‬‬ ‫‪1977‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪2010‬‬
‫عدد السكان‬ ‫‪2881‬‬ ‫‪9880‬‬ ‫‪16415‬‬ ‫‪35261‬‬ ‫‪47046‬‬ ‫‪84631‬‬

‫الشكل البياني رقم ‪ :12‬التطور السكاني لمدينة أم البواقي ما بين ‪2111 1291‬ـ‬
‫المصدر‪ :‬تقرير ‪ PDAU‬مدينة أم البواقي‬
‫ومنه نجد انه خالل ‪ .3‬سنة استوعبت مدينة أم البواقي حوالي ‪ 61036‬ساكن وذلك لعدة أسباب أهمها‬
‫اعتبارها القطب اإلداري األول في الوالية‪ ،‬توفرها على مختلف مميزات الحياة الحضرية من سكن‬
‫ومرافق وخدمات‪ ،‬ولم تعرف مشاكل أو ضغوطات في التسيير المحلي‪.‬‬

‫ولكن مع مرور الوقت أصبحت تعرف عدم كفاية‪ ،‬بل وشبه عجز في تلبية االحتياجات مما خلق‬
‫‪1‬‬
‫مشكلة األداء وسوء التسيير‪.‬‬

‫‪ 2-3‬التركيب السكاني‪:‬‬

‫دراسة التركيب السكاني تساعد على رسم صورة المجتمع ومختلف الطبقات االجتماعية داخل‬
‫المدينة‪ ،‬من خالل توزيع السكان ونموهم حسب الفئات العمرية والنوعية لما لهذين العنصرين من تأثير‬
‫على الزيادة الطبيعية والحضرية والهجرة‪ ،‬وهي كلها ترتبط بالقوة اإلنتاجية للسكان ومن خاللها تتمكن‬
‫المخططات من تقرير الحاجيات المستقبلية لهؤالء السكان حسب كل فئة‪.‬‬

‫‪ 1-2-3‬التركيب العمري‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫تقرير المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير‪ ،‬بلدية ام البواقي‪2002 ،‬‬

‫‪12‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن التركيب العمري يعد من أهم العناصر التي ترتكز عليها الدراسة السكانية‪ ،‬ألنه يسمح بمعرفة‬
‫الخصائص االقتصادية للسكان باإلضافة متابعة احتياجاتهم المستقبلية والتي خطط لها‪ ،‬ومن خالل الهرم‬
‫السكاني لمدينة أم البواقي نالحظ ما يلي‪:‬‬

‫يرتكز على قاعدة كبيرة من األفراد الذين يقل عمرهم عن ‪ 20‬سنة و يقدر عددهم ‪ 23632‬نسمة ‪،‬‬
‫وهو ما يعادل ‪ %.0223‬من إجمالي السكان‪ ،‬أما عند الفئة العمرية الوسطى فيضيق تدريجيا ‪ ،‬وهي‬
‫الفئات النشيطة و المتحملة لعبء الحياة االقتصادية بالمدينة ‪ ،‬حيث قدر عددهم ب ‪ 20130‬نسمة بنسبة‬
‫‪1‬‬
‫‪ %1.2..‬من إجمالي السكان‪.‬‬
‫‪80 +‬‬
‫‪75 – 79‬‬
‫‪70 – 74‬‬
‫‪65 – 69‬‬
‫‪60 – 64‬‬
‫‪55 – 59‬‬
‫إنـــاث‬ ‫ذكــــور‬ ‫‪50 – 54‬‬
‫‪45 – 49‬‬
‫‪40 – 44‬‬
‫‪35 – 39‬‬
‫‪30 – 34‬‬
‫‪25 – 29‬‬
‫‪20 – 24‬‬
‫‪15 – 19‬‬
‫‪10 – 14‬‬
‫من‪ 5‬الى ‪9‬‬
‫من‪ 0‬الى ‪4‬‬

‫الشكل البياني رقم ‪ :13‬الهرم العمري لسنة ‪2112‬‬


‫المصدر‪ :‬مديرية التخطيط والتهيئة العمرانية (‪)DPAT‬‬
‫ومنه فئة الشباب هي أكبر فئة وهذه الفئة لها دور كبير وفعال إذا تم اشراكها اثناء اعداد مخططات شغل‬
‫األراضي وذلك من المشاركة في انجاز المشاريع كيد عاملة لتسريع اإلنجاز في الفترات المحددة وكذا في‬
‫عمليات الصيانة التي تفتقد اليها غالبية المشاريع المنجزة‪.‬‬

‫‪ 2- 2- 3‬المستوى التعليمي للسكان‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :12‬المستوى التعليمي لسكان بلدية ام البواقي‬

‫بدون تعليم‬ ‫المؤلفب‬ ‫اإلبتدائي‬ ‫المتوسط‬ ‫الثانوي‬ ‫الجامعي‬ ‫غ م بها‬ ‫البلدية‬


‫‪18,3‬‬ ‫‪0,1‬‬ ‫‪22,5‬‬ ‫‪25,9‬‬ ‫‪22,4‬‬ ‫‪10,6‬‬ ‫‪0,3‬‬ ‫أم البواقي‬

‫‪1‬مديرية التخطيط والتهيئة العمرانية لوالية أم البواقي‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المصدر‪ :‬الديوان الوطني لإلحصاء ‪2118‬‬

‫من خالل الجدول نالحظ ان نسبة االمية في مدينة ام البواقي تبلغ ‪ % 0223‬وهي نسبة منخفضة‬
‫مقارنة بالنسبة الوطنية لسنة ‪ 2002‬والتي تبلغ ‪ % 2223‬والنسبة الوالئية التي تبلغ ‪ ، %232.‬وبالتالي‬
‫فإمكانية دمج سكان مدينة ام البواقي في عمليات اعادة التهيئة متاحة نظرا لمستواهم التعليمي المقبول‬
‫خاصة في مجال اقتراح الحلول المناسبة للمشاكل التي تعاني منها مخططات شغل االراضي في مدينتهم‪.‬‬
‫‪ 3-2-3‬التوزيع المجالي للسكان‪:‬‬
‫من خالل النتائج اإلحصائية لسنة ‪ 2002‬تبين بأن عدد سكان مدينة أم البواقي بلغ ‪ 21630‬نسمة‬
‫يتوزعون على مساحة قدرها ‪ 013.220‬هكتار‪ ،‬أما المعدل السنوي للنمو السكاني فقد بلغ مؤخرا ‪%0226‬‬
‫فهو قريب من المعدل الوطني المقدر ب ‪ ،%226‬حيث يتوزع سكان مدينة أم البواقي عبر مجالها بكثافات‬
‫متنوعة ومتباينة‪ ،‬حيث يمكن تقسيم مناطق الكثافة السكانية إلى‪:‬‬
‫‪ ‬مناطق ذات كثافة عالية‪ :‬وهي المناطق المتواجدة بمركز المدينة باعتبارها النواة األولى للمدينة‬
‫وكذلك بالجهة الشمالية‪ ،‬حيث تصل الكثافة إلى ‪ 0.026.‬نسمة‪/‬هكتار‪.‬‬
‫‪ ‬مناطق ذات كثافة متوسطة‪ :‬هذه المناطق توجد في الجهة الجنوبية باعتبارها منطقة التوسع العمراني‬
‫للمدينة‪ ،‬إلى جانب تجهيزها بكم معتبر من التجهيزات العمومية‪ ،‬فتصل الكثافة إلى ‪ 20230‬نسمة‬
‫‪/‬هكتار‪.‬‬
‫‪ ‬مناطق ذات كثافة ضعيفة‪ :‬وهي المتركزة في الجهة الشرقية الجنوبية للمجال وذلك النتشار السكنات‬
‫الفردية بشكل واسع‪ ،‬وكذلك الجهة الغربية لتواجد الجامعة‪ ،‬حيث ال تتعدى الكثافة بهذه المناطق‬
‫‪ 22261‬نسمة ‪/‬هكتار‪.‬‬
‫وعليه لبد من مراعاة التوزيع المجالي للسكان اثناء االعداد لمخططات شغل األراضي وذلك من‬

‫كثافة عالية‬

‫كثافة ضعيفة‬

‫كثافة متوسطة‬

‫‪14‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالل االخذ بعين االعتبار الكثافة السكانية في كل مخطط وربطها بتوجيهات هذه المخططات‪.‬‬
‫المخطط رقم ‪ :11‬التوزيع المجالي لسكان مدينة أم البواقي‬
‫المصدر‪ :‬اعداد الطالبة‬
‫‪ ‬العوامل المتحكمة في توزيع السكان عبر المجال‪ :‬نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬العوامل الطبيعية‪ :‬فالوحدات الطبوغرافية من شأنها تحديد تمركز السكان في مناطق دون أخرى‪،‬‬
‫ومن الطبيعي أن يفضل السكان االستقرار في األراضي الخصبة ذات الرطوبة المعقولة وفي‬
‫المناطق المنبسطة دون غيرها من المناطق‪.‬‬
‫‪ ‬العوامل التاريخية‪ :‬بحكم تموضع مدينة أم البواقي في منطقة سهلية تتوفر على أراضي زراعية‪،‬‬
‫ساعد ذلك على استقرار السكان بها منذ القدم‪ ،‬وجعل سكان المنطقة يحتمون بجبل سيدي ارغيس‪،‬‬
‫ونذكر أن االستعمار الفرنسي كان قد وصل الى المدينة سنة ‪ 0212‬وهذا ما ساعد على إقامة‬
‫تجمعات سكانية وسط المدينة‪ ،‬حيث بدأ التركز منذ هذه الفترة‪.‬‬
‫‪ ‬العوامـل االقتصاديــــة‪ :‬لها شـأن مهم في جذب السكان خاصة إذا تعلق األمر بالصناعة‪ ،‬فالتوطن‬
‫الصناعي له جاذبية كبيرة من طرف سكان المدينة وسكان الوالية حول هذه الوحدات الصناعية‪،‬‬
‫ومقابل هذا يحدث نزوح من المناطق المجاورة‪.‬‬
‫‪ 3-2-3‬الدراسة السكنية‪:‬‬

‫السكن هو الوظيفة األساسية للمجال الحضري بشكل عام‪ ،‬وبالرغم من أن المدينة تحتوي على العديد‬
‫من التجهيزات اإلدارية السامية والنشاطات التجارية المختلفة‪ ،‬إال أن الوظيفة السكنية تؤكد وجودها‪،‬‬
‫وللحضيرة السكنية بالمدينة مميزات قسمت حسب تعاقب عدة فترات‪ ،‬ونذكر منها‪ :‬فترة االستعمار والتي‬
‫تركت بصمات واضحة فيها وهذا عن طريق طابع خاص مميز عن باقي أحياء المدينة وهذا ما أدى إلى‬
‫تعدد أنماط البناء بها من أوروبي إلى تقليدي وتنوع السكن بين الفردي والجماعي والنصف جماعي‪.‬‬

‫‪ ‬السكن الفردي‪ :‬وهو النمط السائد في المدينة بنسبة ‪ ،%.2200‬ويندرج ضمنه‪:‬‬


‫‪ ‬النمط التقليدي‪ :‬تتوفر المدينة على هذا النمط من البناء‪ ،‬و الذي يتركز بكثرة في المنطقة الشمالية‬
‫ومركز المدينة القديم و هي مساكن الجزائريين التي يعود تاريخها إلى الفترة االستعمارية‪ ،‬مبنية بمواد‬
‫بناء تقليدية و تتميز بأسقف من القرميد‪ ،‬عدد الطوابق يتراوح بين ‪ RDC‬و ‪ ، R+1‬كما يميزها وجود‬
‫فناء داخلي (الحوش)‪.‬‬
‫‪ ‬النمط األوروبي (النواة االستعمارية)‪ :‬عند دخول المعمر إلى المدينة لم يكن له مجال بناء مساكنه‬
‫فيها‪ ،‬ونظرا لتوفر المنطقة على األراضي الفالحية مما ساعد على تركز المعمرين في المنطقة حيث‬

‫‪15‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تم تعيين أول مركز للمدينة والممثل بهيئة إدارية عسكرية وبعض مساكن المعمرين‪ ،‬وتمثلت المبادئ‬
‫األساسية لهذا البناء في االنفتاح على الخارج‪ ،‬وانفراد المساكن (فيال)‪.‬‬
‫وبالتالي هي مجموعة السكنات التي تتواجد على مستوى مركز المدينة بمحاذاة الطريق الوطني رقم‬
‫‪.00‬‬

‫‪16‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المخطط رقم ‪:0.‬‬


‫‪ ‬التحصيصات الحديثة‪ :‬وهي السكنات المتشكلة بدراسة من طرف المصالح العمرانية المختصة‪ ،‬أما‬
‫مواد البناء المستعملة فهي من الخرسانة المسلحة وحجر الربط‪ ،‬وهي تمثل بنايات حديثة على ثالث‬
‫مستويات وممكن أكثر‪ ،‬أما الحالة الفيزيائية لهذه السكنات فهي حسنة‪.‬‬

‫الجدول رقم ‪ :13‬التوزيع العام للمساكن حسب النوع‬


‫العدد اإلجمالي‬
‫جماعي‬ ‫النصف جماعي‬ ‫الفردي‬
‫للمساكن‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫العدد‬
‫‪93.91‬‬ ‫‪1823‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪911‬‬ ‫‪12.12‬‬ ‫‪9112‬‬ ‫‪12822‬‬

‫المصدر‪ :‬مديرية التخطيط والتهيئة اإلقليمية (‪)DPAT‬‬

‫ومن خالل الجدول نالحظ أن الطابع الغالب من أنماط السكن هو السكن الجماعي وهذا راجع الى‬
‫سياسة الدولة الهادفة الى تغطية العجز المسجل في مجال السكن‪.‬‬

‫‪ 1-2-3‬الدراسة االقتصادية‪:‬‬

‫ان دراسة النشاط االقتصادي يعد ركيزة هامة ألي دراسة تخص المدينة أو منطقة ما وهذا‬
‫لمعرفة مواطن الضعف والقوة في توزيع األنشطة االقتصادية عبر المجال وعبر الفئات السكانية‪.‬‬

‫‪ ‬التركيبة االقتصادية للسكان‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :11‬نسبة البطالة في مدينة ام البواقي سنة ‪2118‬‬


‫عدد السكان البطاليــن‬ ‫عدد السكان المشتغليـــن‬ ‫عـــدد السكـــان العامليـــن‬ ‫عدد السكان‬
‫البلديــة‬
‫‪%‬النسبة‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬النسبة‬ ‫العـــــدد‬ ‫والباحثيــــن عــن العمــــل‬ ‫اإلجمالي‬

‫‪03.22‬‬ ‫‪1261‬‬ ‫‪26.02‬‬ ‫‪26612‬‬ ‫‪30006‬‬ ‫‪230.3‬‬ ‫أم البواقـــــــــــــي‬


‫المصدر‪ :‬االحصاء الوطني للسكن والسكان ل سنة‪2118‬‬

‫‪17‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫نالحظ من خالل هذا الجدول الذي يبرز نسبة البطالة في مدينة ام البواقي ان هذه النسبة‬
‫تبلغ ‪ % 03222‬من مجموع الفئة النشطة‪ ،‬وهي تعتبر نسبة مرتفعة مقارنة بنسبة البطالة‬
‫الوطنية لسنة ‪ 2002‬والتي بلغت ‪ % 00‬وهذا ما يدعو الى محاولة خلق مناصب عمل‬
‫للشباب اثناء القيام بعمليات انجاز المشاريع في مدينة ام البواقي‪.‬‬

‫التجهيزات‪:‬‬

‫تعد التجهيزات من المؤشرات األساسية التي تخدم السكان وترتبط أساسا بمدى استقرارهم بذلك يحاول‬
‫السكان قطع مسافة للحصول على خدمة من الخدمات‪ ،‬حيث تستقطب مدينة أم البواقي اعداد معتبرة من‬
‫السكان يوميا ألنها عاصمة للوالية حيث تمتلك عددا من التجهيزات والمرافق العمومية وخاصة اإلدارية‪.‬‬

‫التجهيزات الدينية‬ ‫التجهيزات‬ ‫التجهيزات الصحية‬ ‫التجهيزات‬ ‫التجهيزات التعليمية‬ ‫المرافق‬


‫الثقافية‬ ‫البيداغوجية‬
‫والرياضية‬ ‫العموميـــة‬
‫‪ 13 -‬مسجد منجز‬ ‫‪ -‬دور شباب‬ ‫‪ 12‬مستشفى‬ ‫‪-‬جامعة أم البواقي‪.‬‬ ‫‪ 12 -‬متوسطة‪.‬‬ ‫العدد‬
‫‪ 18 -‬في طور اإلنجاز‬ ‫‪ 13‬عيادة متعددة الخدمات ‪ -‬ملعب متعددة‬ ‫‪ 12 -‬مجمع بمقاعد‬ ‫‪ 31 -‬ابتدائية‪.‬‬
‫‪ 12 -‬مساجد مبرمجة‪.‬‬ ‫الرياضات‬ ‫‪ 11‬قاعات عالج‬ ‫بيداغوجية‬ ‫‪12 -‬ثانويات‬
‫‪19 -‬مدارس قرآنية‬ ‫‪ -‬قاعة متعددة‬ ‫‪ 11‬مصلحة تصفية دم‬ ‫‪ 19 -‬إقامات‬ ‫‪ 19 -‬معاهد الوطني‬
‫‪ 13 -‬زوايا‪.‬‬ ‫الرياضات‬ ‫‪ 11‬عيادة والدة حضرية‬ ‫جامعية‪.‬‬ ‫مختصة في التكوين‬
‫المركز الطبي البيداغوجي ‪ -‬مركب رياضي‬ ‫‪ -‬مركز سمعي‬ ‫المهني‬
‫‪11 -‬ساحة لعب‬ ‫للمتخلفين ذهنيا‬ ‫بصري‪.‬‬ ‫‪ 12-‬مؤسسة‬
‫‪ -‬قاعة سينما‬ ‫مركز استقبال اليتامى‬ ‫‪ 12-‬مركز طبي‬ ‫تكونية خاصة‬
‫مدرسة صغار المكفوفين ‪ 12 -‬مكتبة‬ ‫إجتماعي‬
‫مدرسة صغار الصم و‬ ‫‪ 12 -‬قاعات‬
‫البكم‬ ‫للمحاضرات‬
‫دار الطفولة المسعفة ا‬ ‫‪ -‬مكتبة مركزية‬
‫دار االشخاص‬

‫الجدول رقم ‪ :19‬التجهيزات العمومية بمدينة أم البواقي‬

‫المصدر‪ :‬تقرير ‪PDAU‬أم البواقي مع معالجة الطالبة‬


‫التجهيزات التعليمية والتكوينية‪ :‬يعتبر التعليم من الخدمات األساسية بالمدينة والتي تعمل على جلب‬
‫السكان هذه التجهيزات تهم مختلف األطوار والمستويات ومن خالل الجدول نالحظ تحقيق االكتفاء من‬
‫حيث التجهيزات التعليمية و التكوينية و البداغوجية‪.‬‬
‫التجهيزات الثقافية والرياضية‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وبالرغم من وجود بعض المرافق الثقافية والرياضية اال أن المدينة تعاني من نقص كبير سواء من حيث‬
‫العدد أو مستوى التسيير حيث المرافق الموجودة‪.‬‬
‫التجهيزات الدينية‪:‬‬
‫فهي تتوزع بنسبة ضئيلة بالمقارنة مع باقي التجهيزات التي يحتوي عليها المدينة‬
‫التجهيزات الصحية‪:‬‬
‫حيث يتمثل التجهيز الصحي االكثر اهمية بالمدينة هو مستشفى محمد بوضياف الذي يتوفر على ‪010‬‬
‫سرير وتبلغ مساحته ‪0.000‬م‪ 2‬يستخدمه كل سكان المدينة باإلضافة الى سكان المناطق المجاورة‪ ،‬حيث‬
‫ان هذه التجهيزات الصحية تتوزع بشكل غير متجانس في المدينة وهي غير كافية‪.‬‬

‫المخطط رقم ‪06‬‬

‫‪19‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪- 1‬تقسيم المخطط التوجيهي للمدينة‪:‬‬

‫إن مجال تدخل مخطط التهيئة والتعمير هو بلدية أو مجموعة من البلديات‪ ،‬وذلك من خالل تحديد‬
‫توجهات التنمية كما يحدد القواعد المطبقة بالنسبة الى كل قطاع ويضبط الصيغ المرجعية لمخطط شغل‬
‫األراضي الذي يحدد مجال استعماله في قطاع واحد من المدينة ويحدد بدقة حقوق البناء واستعمال‬
‫األرض‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المخطط رقم ‪ :12‬المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير لمدينة أم البواقي‬


‫‪ 1-1‬مخططات شغل األراضي المدروسة‪:‬‬

‫عددها سبعة وهي مخططات شغل األراضي التي تمت مراجعتهما والمصادقة عليهما كجزء من‬
‫المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير السابق‪.‬‬

‫جدول رقم ‪ :12‬مخططات شغل األراضي المدروسة‬

‫مخطط شغل األراضي األول‬ ‫‪C1,C, D‬‬ ‫‪A, B‬‬ ‫مخطط شغل‬
‫والثاني وسط المدينة‬ ‫األراضي‬

‫‪21‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تقع في الجزء الجنوبي والشرقي‬ ‫يغطيان مساحة ‪ .0.13‬هكتار‬


‫يشاامل النااواة العمرانيااة األولااى‬ ‫يقعان غرب المدينة على طول من المدينة‬ ‫الخصائص‬
‫للمديناااااة يترباااااع علاااااى ‪66213‬‬ ‫الطريق الوطني رقم ‪ 00‬جنوب ‪HA 75,30 : C‬‬
‫هكتار‬ ‫‪HA 18,56: C1‬‬ ‫الجامعة وتم اقتراح إنشاء‬
‫‪HA 25,21 : D‬‬ ‫مساكن جماعية كأكبر عدد‬
‫نااوع التاادخل عليااه هااو عمليااات‬ ‫للتجهيزات المقترحة إضافة الى نوع التدخل عليه هو إعاادة الهيكلاة‬
‫تنظااايم وتجدياااد وإعاااادة هيكلاااة‬ ‫الجزئية المبني وهيكلة شبكة الطرق‬ ‫إنشاء شبكة كاملة من الطرق‬
‫والهدم وتجدياد الشابكات للاتمكن‬ ‫وبااااقي الشااابكات األخااارى وربطهاااا‬ ‫والتي تكون مربوطة بالطرق‬
‫مااان ربطهاااا ماااع بااااقي أجااازاء‬ ‫بباقي أجزاء المدينة‪.‬‬ ‫الموجودة سابقا‪.‬‬
‫المدينة‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬تقرير المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير أم البواقي مع معالجة الطالبة‪.‬‬

‫هذه هي مخططات شغل األرض الوحيدة التي تغطي مدينة أم البواقي من خالل المخطط التوجيهي السابق‪.‬‬

‫‪ 2-1‬مخططات شغل األراضي المقترحة‪:‬‬

‫وهي تسعة عشرة مخطط شغل األراضي مقترحة والتي تسمح بجعل المدينة عبارة عن حلقة وتشمل‬
‫حسب الجدول التالي‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ :18‬مخططات شغل األراضي المقترحة‬

‫المساحة‬
‫الخصائص‬ ‫الموقع‬ ‫م‪2‬‬ ‫المخطط‬
‫شمال غرب المدينة‬ ‫‪15.34350‬‬ ‫‪POS E‬‬
‫بين وسط المدينة القديمة و‪POS A‬‬ ‫‪92.6106‬‬ ‫‪POS F‬‬
‫جنوب الطريق الوطني رقم ‪11‬‬ ‫‪36.9716‬‬ ‫‪POS‬‬ ‫على‬
‫التهيئة إعادة الهيكلة وتحسين اإلطار‬ ‫‪G‬‬ ‫المدى‬
‫المبني في الجيوب الفارغة وخلق‬ ‫غرب ‪POS A‬‬ ‫‪10981.88‬‬ ‫‪POS‬‬ ‫القصير‬
‫مساحات خضراء ومرافق الترفيه‬ ‫‪H‬‬
‫وانشاء شبكة طرق منتظمة انشاء‬ ‫شرق ‪POS C‬غرب ‪POS K‬‬ ‫‪599589‬‬ ‫‪POS‬‬

‫‪22‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشبكات القاعدية وتنظيم مناطق مختلفة‬ ‫‪I‬‬


‫من مخططات شغل االراضي‬ ‫اقصى جنوب شرق المدينة‬ ‫‪198417‬‬ ‫‪POS J‬‬
‫وسط المدينة غرب ‪POS N‬‬ ‫‪522982‬‬ ‫‪POS‬‬
‫‪K‬‬
‫شمال ‪ POS K‬و‪N POS‬‬ ‫‪528401‬‬ ‫‪POS L‬‬
‫شمال شرق وسط المدينة‬ ‫‪391427‬‬ ‫‪POS‬‬
‫‪M‬‬
‫شرق ‪ POS K‬جنوب ‪POS L‬‬ ‫‪893220‬‬ ‫‪POS‬‬
‫‪N‬‬
‫شمال غرب وسط المدينة‬ ‫‪74575‬‬ ‫‪POS‬‬
‫‪O‬‬
‫اقصى غرب المدينة وغرب ‪pos B‬‬ ‫‪039. 8408 POS P‬‬
‫‪POS C‬و جنوب شرق المدينة‬ ‫‪26.95759‬‬ ‫‪POS‬‬
‫‪Q‬‬ ‫على‬
‫تهيئة وبرمجة سكنات مختلطة وبرمجة‬ ‫اقصى غرب المدينة‬ ‫‪34.74016‬‬ ‫‪POS‬‬ ‫المدى‬
‫مرافق وخلق شبكات قاعدية مع باقي‬ ‫‪R‬‬ ‫الطويل‬
‫أجزاء المدينة‬ ‫شمال شرق المدينة‬ ‫‪21.12208‬‬ ‫‪POS S‬‬
‫شمال شرق المدينة وشمال‬ ‫‪35.62200‬‬ ‫‪POS T‬‬
‫اقصى شرق المدينة ‪POS S‬‬ ‫‪48.99821‬‬ ‫‪POS‬‬
‫‪U‬‬
‫المصدر‪ :‬تقرير المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير أم البواقي مع معالجة الطالبة‪.‬‬
‫نالحظ من خالل الجدول أن مخططات شغل األراضي المخطط لها على المدى الطويل موجهة الى‬
‫امتصاص احتياجات المدينة من السكن ومختلف التجهيزات‪ ،‬والى تعمير المواقع الفارغة تماما أما‬
‫المخطط لها على المدى القصير فهي موجهة الى إعادة الهيكلة والتنظيم والتحسين‪.‬‬

‫بعد دراسة المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير نالحظ أن أول مخططات شغل األراضي للمدينة تمثل‬
‫نواة المدينة‪ " :‬مخطط شغل األراضي األول والثاني وسط المدينة " ثم تم اقتراح مخططات على محيط‬
‫السابقة لكن دون أي ربط أو تكامل وظيفي فغالب المخططات التي تم اقتراحها عشوائية كلما تم االنتهاء‬
‫من التعمير مخطط يقترح آخر بجواره أي نجد أن هناك تكامل مساحي فقط بين جميع المخططات‪ ،‬ونتيجة‬
‫لعدم التكامل بين هذه المخططات جعل من هذه األداة تحيد عما تهدف إليه وبقائها هي األخرى مجرد أداة‬
‫نظرية ال غير‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫يعتمد مخطط التهيئة والتعمير في تحديد توجهاته التنموية على عدة معطيات وعوامل أهمها العامل‬
‫الديمغرافي‪ ،‬وذلك من حيث وتيرة نموه وكذا توزيعه على هذا المجال وهذا األخير مرتبط ارتباطا وثيقا‬
‫ودائما بالنشاط االقتصادي‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الباب األول‪ :‬تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما أن الدراسة العمرانية من مراحل وأشكال التطور العمراني والمحاور المهيكلة للمدينة وكذا الدراسة‬
‫السوسيوديمواقتصادية تسمح لنا بتقييم العام لمخطط التهيئة والتعمير‪ ،‬واالعتماد على تقييم المخطط‬
‫التوجيهي للمدينة يسمح لنا باالنطالق في الدراسة النظرية لمخطط شغل األراضي المردد دراسته‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تم تقسيم المحيط الحضري في مدينة أم البواقي المحدد في المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الى‬
‫أربعة قطاعات‪ :‬القطاع المعمر‪ ،‬القطاع الموجه لتعمير على المدى القصير والمتوسط (أو القطاع القابل‬
‫للتعمير)‪ ،‬القطاع الموجه لتعمير على المدى البعيد‪ ،‬القطاع الغير معمر‪.‬‬

‫وكل قطاع من هذه القطاعات هو اآلخر تم تقسيمه الى مخططات شغل األراضي وذلك لتغطية كامل‬
‫أراضي المحيط الحضري‪ ،‬أي ما يعادل ستة وعشرون مخطط شغل أراضي منها ما هو مدروس ومنها‬
‫ما هو مقترح‪ ،‬ومن بين هذه المخططات مخطط شغل األرض ‪ D‬المسمى ب [ )‪ ]ZHUN (C‬بعد‬
‫المراجعة الواقع في اقصى جنوب شرق المدينة‪ ،‬ونظرا لموقعه وخصائصه فهو يعتبر منطقة واعدة يمكن‬
‫لها المساهمة في النهوض بالواقع العمراني لمدينة أم البواقي‪ ،‬وذلك في حالة العمل على معالجة النقائص‬
‫واالختالالت التي يعاني منها المخطط الذي يشرف على تسيير هذه المنطقة ‪.‬‬
‫‪- 1‬تقديم مخطط شغل األرض ‪: ]ZHUN (C) [D‬‬

‫حسـب المخــطط التوجيهي للتهيئـة والتعمير السابق فإن مخـطط شغل األراضي [‪ ]ZHUN (C‬كان‬
‫اسمه مخطط شغل األراضي ‪ -D-‬وتم تغييره خالل المراجعة األخيرة‪ ،‬حيث يقـع بالجهـة الجنوبية‬
‫الشرقية لمدينة ويحتل مساحـة مقدرة بـ ‪ 93.00‬هكتار‪ ،‬وتتميز أرضيته باالنبساط على العموم فهي تندرج‬
‫ضمن فئة ‪ % 3-0‬والمقاومة الديناميكية للتربة مرتفعة ابتداء من عمق ‪ 4.1‬م‪ ،‬وبالتالـي فهي ال تمثل عائق‬
‫بالنسبة للبناء ولكن فقط يجب األخذ بعين االعتبار جميع التدابير الالزمة بعد إجراء دراسة التربة لموقع‬
‫المشروع‪.‬‬
‫كما أن أغلب أراضيه مشغولة بأنماط سكنية تتنوع بين الفردي والجماعي‪ ،‬ويكتسي هذا المجال‬
‫أهميته نظرا لموقعه وهو ما سيؤهله ألن يصبح أحد أهم األقطاب الرئيسية بالمدينة‪ ،‬وخص هذا القطاع‬
‫بالمراجعة من اجل تهيئة الفضاءات‪ ،‬مع التركيز أكثر على تلبية احتياجات السكان من حيث التجهيزات‬
‫الضرورية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪- 2‬تحليــل مجــال الدراســة‪:‬‬


‫وهنـا نتطـرق لقراءة محتوى مخطط شغل األرض [ )‪ ]ZHUN (C‬لتحديد اإليجابيـات والسلبيات‬
‫التي جاء بها‪ ،‬للوصول إلى الحلول المناسبة للمشاكل المطروحة بمنطقة الدراسة وتحسين مجالها‬
‫الحضري‪.‬‬
‫‪ 1-2‬موقع مجال الدراسة‪:‬‬
‫يمثل مخطط شغل األراضي [)‪ ]ZHUN (C‬لمدينة أم البواقي جزءا مهما يكمل النسيج العمراني‪ ،‬يقع‬
‫بالجهة الشرقية للمدينة يحده من الشمال نهج هواري بومدين‪ ،‬من الشرق مقر الدرك الوطني وتحصيصة‬
‫عمر بن الخطاب‪ ،‬من الغرب نهج زرداني حسونة‪ ،‬ومن الجنوب تحصيصة الجحفة والشروق‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مخطط رقم ‪ :80‬موقع مخطط شغل األراضي [)‪]ZHUN (C‬‬


‫المصدر‪ :‬تقرير دراسة [)‪]ZHUN (C‬‬

‫‪A3‬‬

‫‪3‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 2-2‬تقسيـم مخـطط شغل األراضي إلى مناطق متجانسة‪:‬‬

‫قسـم مخطط التنظيم المجالي ألرضية مخطط [)‪ ]ZHUN (C‬إلى مناطق متجانسة وظيفيا ونـوعيا‬
‫وذلك لتسهيل تقنينها وفق القـانون العمـراني المعمول به‪ ،‬والجدول التالي يوضح مساحة ومكونات كل‬
‫منطقة‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :83‬المناطق المتجانسة في مخطط شغل األرض [)‪]ZHUN (C‬‬

‫‪_2‬‬
‫المحتوى‬ ‫المساحة ‪ -‬م‬ ‫التسمية‬

‫‪4‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تتواجد على طول نهج هواري بومدين بمساحات متباينة بين‬


‫قطعة وأخرى‪ ،‬تتوزع بها العديد من األنشطة التجارية‬ ‫‪77451.00‬‬ ‫منطقـة مختلطة (‪)UM‬‬
‫والخدماتية باإلضافة إلى سكنات فردية أنجزت بطريقة‬ ‫(منطقة إستثمارات ‪ +‬سكنات فردية)‬
‫هي أراض مقترحة في هذه الدراسة الستقبال سكنات فردية‬
‫جديدة على هيئة تجزيئيات سكنية أو وحدات متصلة تتوسط‬ ‫‪99338.88‬‬ ‫منطقـة السكن الفردي المقترح‬
‫مجال الدراسة وهذا من أجل تهيئة وتنظيم مجالي منظم‬ ‫(‪)UB‬‬
‫هي أراضي مقترحة ومبرمجة في هذه الدراسة أنجزت بها‬
‫سكنات جماعية وكذا برمجت بها سكنات جديدة على هيئة‬ ‫‪123093.88‬‬ ‫منطقـة السكن الجماعي الموجود‬
‫سكنات جماعية تتوزع عبر مجال الدراسة وهذا من أجل‬ ‫والمبرمج (‪)UC‬‬
‫تهيئة وتنظيم مجالي‬

‫هي أراضي مخصصة في هذه الدراسة الستقبال سكنات‬ ‫‪01018.88‬‬ ‫منطقـة السكن الجماعي المقترح‬
‫جديدة على هيئة سكنات جماعية تتوزع عبر مجال الدراسة‬ ‫(‪)UCB‬‬
‫وهذا من أجل تهيئة وتنظيم مجالي منظم‬

‫تتمثـل في مختلـف المرافـق العامـة الموجـودة بـمجال‬ ‫‪32203.00‬‬ ‫منطقـة المرافق الموجودة‬
‫الدراسـة والتي يستفيد منها سكـان مجال الدراسة‪ ،‬وال نجد‬ ‫والمبرمجة (‪)ER‬‬
‫غير ثانوية ومتوسطة‪ ،‬باإلضافة البتدائية في طور اإلنجاز‬

‫تشمل األراضي المخصصة لتوقيع المرافق العمومية‬ ‫‪09822.88‬‬ ‫منطقـة المرافق المقترحة (‪)EB‬‬
‫المقترحة بهذه الدراسة وذلك لمواكبة احتياجات السكان وهي‬
‫تتمثل في‪ :‬روضة ‪ +‬حديقة أطفال‪ ،‬احتياط عقاري مخصص‬
‫لمرفق‪ ،‬فرع بلدي‪ ،‬أمن حضري‪ ،‬مؤسسة عمومية للصحة‬
‫الجوارية‪ ،‬مدرسة ابتدائية‪ ،‬مركز ثقافي‪ ،‬مكتبة‪ ،‬دار للشباب‪.‬‬

‫تتمثل في ساحتين عموميتين تتوسطا مجال الدراسة‪ ،‬الغرض‬ ‫‪7701.00‬‬ ‫منطقة الساحات العمومية واللعب‬
‫منهما توفير مكان للراحة واالسترخاء وتكون بمثابة رئة‬ ‫المقترحة (‪)EP‬‬
‫يتنفس بها النسيج العمراني لمجال الدراسة‬

‫تتمثل في المساحات الخضراء المقترحة ضمن هذه الدراسة‬ ‫‪10949.00‬‬ ‫منطقـة المساحات الخضراء‬
‫المقترحة (‪)UV‬‬

‫المصدر‪ :‬تقرير مخطط شغل األراضي [)‪]ZHUN (C‬‬

‫‪5‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مخطط رقم ‪ :83‬الوضعية الحالية في مخطط شغل األراضي [)‪]ZHUN (C‬‬


‫المصدر‪ :‬تقرير دراسة [)‪]ZHUN (C‬‬

‫‪A3‬‬

‫‪6‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫منه فان مخطط شغل األرض )‪ ZHUN (C‬يكمل النسيج العمراني لمدينة أم البواقي‪ ،‬إذ يمتص‬
‫جزء كبير من العجز المسجل في ميدان السكن من ناحية البرامج السكنية سواء التي تم إنجازها أو التي‬
‫هي في طور اإلنجاز أو المقترحة‪ ،‬أما من ناحية التجهيزات العمومية الموجودة والمبرمجة وكذا المقترحة‬
‫فهي من المفروض أن تلبي حاجيات السكان كما يمكن أن يستفيد منها سكان المناطق المجاورة مثل‬
‫الروضة وحديقة األطفال واحتياط عقاري مخصص لفرع بلدي‪ ،‬أمن حضري‪ ،‬المؤسسة عمومية للصحة‬
‫الجوارية‪ ،‬مدرسة إبتدائية‪ ،‬مركز ثقافي‪ ،‬مكتبة‪ ،‬دار للشباب‪ ،‬لكن في الواقع أغلبيتها غير موجود‪ ،‬إضافة‬
‫الى أن الساحات العمومية وأماكن لعب األطفال المقترحة التي تتمثل في ساحتين عموميتين تتوسطا مجال‬
‫الدراسة هي األخرى يمكن االستفادة منها من طرف سكان المناطق المجاورة خاصة الجهة الجنوبية و‬
‫الجهة الغربية وكذا منطقة االستثمارات التي يمكن أن تشكل جزء مهم في األنشطة االقتصادية للمدينة‬
‫ككل‪.‬‬

‫وعليه فان مخطط شغل األرض )‪ ZHUN (C‬ويعتبر جزءا مهما من مخطط التهيئة والتعمير ألنه‬
‫حلقة وصل لما جاوره أي له عالقة ال يمكن نفيها مع باقي أجزاء المدينة عامة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 9-2‬التقنين التفصيلي‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ :18‬تقنين تفصيلي للمناطق الكبرى للسكن في مخطط شغل األرض )‪ZHUN (C‬‬

‫قواعــد استغالل األرض‬ ‫طبيعة شغل األرض‬ ‫منطقـة‬


‫‪COS :2840-48,0‬‬ ‫األغراض المسموحة‪:‬‬
‫‪CES :0800- 08,0‬‬ ‫‪ -‬السكنات الفردية‬ ‫(‪)UB‬‬
‫‪ -‬يمكن لهذه السكنات أن تحتوي على أنشطة حرة بالطوابق األرضية علو البنايات‪ :‬ط ‪2 +‬‬
‫مساحة القطعة األرضية‬ ‫لها‬ ‫عددها‬
‫بمنطقة السكن الفردي‬ ‫األغراض الممنوعة‪:‬‬ ‫‪70‬‬
‫المقترح تختلف من قطعة‬ ‫‪ -‬البنايات المستعملة كمخازن مهما كان نوعها‪.‬‬
‫إلى أخرى حسب التوزيع‬ ‫‪ -‬المؤسسات الصناعية مهما كانت درجتها‪.‬‬
‫المساحي وهي محصورة‬ ‫‪ -‬المؤسسات التي تسبب اإلزعاج والمضرة للسكان‪.‬‬
‫بين (‪ 300- 400‬م‪.)2‬‬ ‫‪ -‬مواقف اآلليات الثقيلة‪.‬‬
‫‪ -‬البنايات الفوضوية‪.‬‬
‫الواجهــات‪:‬‬
‫يجـب إنجـاز الواجهات العمرانية بصفة إنسجامية وإن تحتوي على كل‬
‫العناصر الهندسية المكملة للبنايـة وعرضها يختلف من بنايـة إلى أخـرى‬
‫‪COS :281‬‬ ‫األغراض المسموحة‪:‬‬
‫‪CES :08,0‬‬ ‫‪ -‬السكنــات الجماعية‪.‬‬ ‫(‪)UC‬‬
‫علو البنايات‪ :‬ط ‪4 +‬‬ ‫‪ -‬المحالت التجارية والخدمات ضمن الطابق األرضي‪.‬‬ ‫‪1909‬‬
‫‪ -‬إضافة إلى بعض المواقف األخرى والتي تتالءم مع طبيعة المنطقة‪.‬‬ ‫مسكن‬
‫األغراض الممنوعة‪:‬‬
‫‪ -‬السكنات الفردية‪.‬‬
‫‪ -‬السكنات النصف الجماعية‪.‬‬
‫‪ -‬البنايات المستعملة كمخازن مهما كان نوعها‪.‬‬
‫‪ -‬المؤسسات الصناعية مهما كانت درجتها‪.‬‬
‫‪ -‬المؤسسات التي تسبب اإلزعاج والمضرة للسكان‪.‬‬
‫الواجهــات‪:‬‬
‫‪ -‬عرض الواجهات بهذه المنطقة مقدر بـ (‪ 28‬م) ويجب أن تحتوي على‬
‫مختلف المتغيرات (شرفات‪ ،‬نوافذ أبواب‪.)...‬‬

‫‪COS :4800‬‬ ‫األغراض المسموحة‪:‬‬ ‫(‪)UCB‬‬


‫‪CES :0800‬‬ ‫‪ -‬السكنــات الجماعية‪.‬‬ ‫‪989‬‬
‫علو البنايات‪ :‬ط ‪4 +‬‬ ‫‪ -‬المحالت التجارية والخدمات ضمن الطابق األرضي‪.‬‬ ‫مسكن‬
‫‪ -‬إضافة إلى بعض المواقف األخرى والتي تتالءم مع طبيعة المنطقة‪.‬‬
‫األغراض الممنوعة‪:‬‬
‫‪ -‬السكنات الفردية‪.‬‬
‫‪ -‬السكنــات النصف الجماعية‪.‬‬
‫‪ -‬البنايات المستعملة كمخازن مهما كان نوعها‪.‬‬
‫‪ -‬المؤسسات الصناعية مهما كانت درجتها‪.‬‬
‫‪ -‬المؤسسات التي تسبب اإلزعاج والمضرة للسكان‪.‬‬
‫‪ -‬مواقف اآلليات الثقيلة‪.‬‬
‫الواجهــات‪:‬‬
‫‪ -‬عرض الواجهات بهذه المنطقة مقدر بـ (‪ 20‬م) ويجب أن تحتوي على‬
‫مختلف المتغيرات (شرفات‪ ،‬نوافذ أبواب‪.)...‬‬

‫غير محددة‬ ‫غير محددة‬ ‫(‪)UM‬‬

‫‪8‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في طور اإلنجاز‬


‫العلو ط او ط‪ 1+‬بالنسبة‬ ‫مجمع مدرسي‪ ،‬مسجد‪ ،‬مكتب بريدي‪ ،‬إكمالية‪ ،‬ثانوية‬ ‫)‪(UE‬‬
‫للثانوية و االكمالية‬
‫(‪ )CES‬و (‪)COS‬‬ ‫ابتدائية‪ ،‬روضة ‪ +‬حديقة لألطفال‪ ،‬المؤسسة العمومية للصحة الجوارية‪،‬‬
‫متغير حسب المرفق‬ ‫فرع بلدي‪ ،‬أمن حضري‪ ،‬دار للشباب‪ ،‬مركز ثقافي‪ ،‬مكتبة‪ ،‬احتياط عقاري‬ ‫)‪(UEB‬‬
‫العلو ط او ط‪1+‬‬ ‫مخصص لتجهيز‬
‫الخضراء‬ ‫كالمســاحـات‬ ‫األغـراض المسمـوحة‪:‬‬ ‫(‪)EP‬‬
‫الساحات‬ ‫في‬ ‫تكمن‬ ‫‪ -‬الساحة العمومية وهي تتوسط النسيج العمراني مســاحات للراحة‬
‫العمـومية بعض األكشـاك‬ ‫واالستجمام للكبار والصغار…‬
‫والمنشآت‬ ‫والمراحيض‬ ‫األغـراض الممنـوعة‪:‬‬
‫التقنية المالئمة لطبيعة‬ ‫‪ -‬كل المباني والمؤسسات واألكشاك والتي أغراضها مخالفة لما يسمح‬
‫الساحات العمومية‪ ،‬ومـا‬ ‫به‪.‬‬
‫عـدا ذلك فهو ممنـوع‪،‬‬ ‫‪ -‬األنشطة الملوثة والمزعجة للسكــان‪.‬‬
‫وتحدد معـامالت شغل‬
‫واستالء األرض بهـا ب‬
‫‪.8080‬‬
‫يمكن بناء بعض األكشـاك‬ ‫أغراض المسموحة‪:‬‬
‫والمراحيض‪ ،‬وما عدا ذلك‬ ‫مساحة لعب لألطفال والمراهقين‪.‬‬ ‫(‪)UV‬‬
‫ممنوع‪ ،‬وتحدد‬ ‫فهو‬ ‫مساحة لعب للرياضات المختلفة‪.‬‬
‫معـامالت شغل واستيالء‬ ‫غرس وإعـادة التشجير‪.‬‬
‫األرض بها ب ‪.8080‬‬ ‫األكشاك والمراحيض‪.‬‬
‫األغراض الممنوعة‪:‬‬
‫البنايات السكنية والوظيفية‪.‬‬
‫المؤسسات الصنـاعية‪.‬‬
‫األنشطة الملوثة والمزعجة للسكان‪.‬‬
‫وضعية األشجار على الرصيف‪:‬‬
‫عند تثبيت وغرس األشجـار على الرصيف ال بد أن يكـون الحاجز‬
‫المخصص لألشجار في نفس مستوى الرصيف مع استعمال الشباك‬
‫األرضي حول األشجار واختبار النوع الذي يتالءم مع العوامل المناخية‬
‫للمنطقة‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬تقرير دراسة مخطط شغل األراضي )‪ZHUN (C‬‬


‫‪ ‬بالنسبة لتقنين التفصيلي للمناطق الكبرى للسكن نالحظ أن المخطط عبارة عن منطقة سكنية‬
‫حضرية جديدة ‪ ZHUN‬أي وجود السكنات الفردية أصال امر غير وارد‪ ،‬والمساحات المفروضة‬
‫غير كافية‪ ،‬وعدم تقديم آليات إنجاز مفصلة يجب تطبيقها من طرف الجميع‪ ،‬وعدم فرض عقوبات‬
‫التأخر في اإلنجاز‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة لمنطقة السكنات الجماعية عدم تقديم آليات إنجاز مفصلة يجب تطبيقها من طرف شركات‬
‫اإلنجاز‪ ،‬أي البقاء في العموميات واالعتماد على األشكال العمرانية الململة والمتعود عليها‬
‫المتمثلة في مستطيل يحتوي على فتحات‪.‬‬
‫‪ ‬منطقة االستثمارات في األصل خصت كمنقطة لإلستثمارت إلى أنه في الواقع تم إستغالل األغلب‬
‫منها كمساكن فردية‪ ،‬وبالرغم من أهمية هذه المنطقة بالنسبة ل ‪ ZHUN‬وللمدينة عامة إال أنها لم‬
‫تحظى بأي اعتبار سواء في الدراسات القديمة أو المراجعة الجديدة وال نجد أي تقنين تفصيلي لها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬بالنسبة للتجهيزات الموجودة تم إتمام البعض منها وهو في حالة جيدة مثل اإلكمالية والثانوية‪ ،‬أما‬
‫الباقي فهو مؤجل الى اجل غير مسمى على الرغم من مرور أكثر من ‪ 40‬سنة على المصادقة‬
‫عليه كمخطط شغل األراضي ‪ ،D‬أما المبرمجة فكلها تجهيزات مهمة يمكن أن تشكل قطب‬
‫مركزي تحيط به السكنات وتتعدى إمكانية االستفادة منه ل ‪ ZHUN‬بل قد تكون خادمة للمدينة‬
‫ككل وحلقة وصل لباقي أجزاء المدينة لكن بالرغم من المراجعة األخيرة ككل مرة البقاء في‬
‫العموميات حول التقنين وعدم وجود أي جديد على ارض الواقع‪.‬‬
‫‪ ‬موقع الساحات العمومية والمساحات الخضراء لم يجعلها كمنطقة وصل بين مختلف المناطق ولما‬
‫ال تكون المنطقة الرابطة بباقي أجزاء المدينة لتتعدى فائدتها مجال الدراسة‪ ،‬خاصة منها‬
‫المساحات الخضراء فهي تعاني من عدم تعيين التباين في توزيعها الن كل منطقة لها احتياجاتها‬
‫الخاصة منها‪.‬‬
‫‪ - 3‬دراسة نقدية لما جاء في مخطط شغل األراضي‪:‬‬

‫من خالل الدراسة التحليلية للنسيج العمراني لمجال الدراسة باإلضافة لتوجيهات (‪ ،)ZHUN C‬هذه‬
‫التوجيهات هي ذات طبيعة نظرية يمكن أن تخضع للدراسة النقدية إيجابا وسلبا كما يلي‪:‬‬
‫‪ 1-9‬بالنسبة لإليجابيات‪:‬‬

‫‪ ‬وجود نوعين من األنسجة العمرانية األولى عبارة عن منطقة استثمارات مختلطة بين السكن‬
‫الفردي والتجارة‪ ،‬والثانية عبارة عن سكن الجماعي سواء المنجز أو الذي في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫‪ ‬تتنوع المساكـن بمجال الدراسة بين الفرديـة والجماعية‪.‬‬
‫‪ ‬التوفر على مختلف الشبكات التقنية بمجال الدراسة (ماء‪ ،‬كهرباء‪ ،‬صرف صحي‪ ،‬الهاتف‪ ،‬غاز‬
‫المدينة)‪.‬‬
‫‪ ‬المرافق الضرورية خاصة التعليمية موجودة بشكل منتظم على كامل مجال الدراسة‪ ،‬خاصة مع‬
‫انتهاء األشغال باالبتدائية‪.‬‬
‫‪ 2-9‬بالنسبة للسلبيات‪:‬‬
‫‪ -‬المخطط عبارة عن ‪ ZHUN‬لكن هو يحتوي على سكنات فردية‬
‫‪ -‬تعتبر الوظيفة السكنية الوظيفة الرئيسية أي تمتص جزء من العجز المسجل في مجال السكن للمدينة‬
‫بمجال الدراسة وقدر عدد المساكن بـ ‪ 4,‬مسكن فردي في حالة جيدة لكن في الحقيقة عددها أكبر‪،‬‬
‫وأغلبها األشغال بها جارية ال يوجد بوادر تدل على االنتهاء من اإلنجاز وعدم تقديم آليات إنجاز‬
‫مفصلة يجب تطبيقها من طرف الجميع وعدم فرض عقوبات التأخر في اإلنجاز‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬نفس النقص مسجل من ناحية عدم تقديم آليات انجاز مفصلة يجب تطبيقها من طرف شركات اإلنجاز‬
‫للسكنات الجماعية البقاء في العموميات واالشكال العمرانية الململة والمتعود عليها مستطيل يحتوي‬
‫على فتحات وعدم االهتمام بهندسة الواجهات خاصة وإعطائها الهوية المحلية للمنطقة‪.‬‬
‫‪ -‬منطقة االستثمارات اهم الدعائم اإليجابية لمجال الدراسة إال أن هاته المنطقة لم يتم االهتمام بها في‬
‫المراجعات السابقة وحتى المراجعة األخيرة فهي خصت كمنقطة لإلستثمارت إلى أنه تم إستغالل‬
‫األغلب منها كمساكن فردية ذات مساحات كبيرة تفوق توجيهات ‪ ZHUN C‬كما انه وبالرغم من‬
‫أهمية المنطقة بالنسبة ل ‪ ZHUN C‬وللمدينة عامة إال أنها لم تحظى بأي اعتبار أثناء الدراسة انعدام‬
‫الموصولية منها الى داخل مجال الدراسة كما أن العلو المفروض والمسموح به غير خادم لمعنى‬
‫منشاة استثمار‪.‬‬
‫‪ -‬غياب اغلب التجهيزات المبرمجة والمقترحة المهمة والتي يمكن أن تشكل قطب مركزي تحيط به‬
‫السكنات وتتعدى إمكانية االستفادة منه ل ‪ ZHUN C‬بل قد تكون خادمة للمدينة ككل وحلقة وصل‬
‫لباقي أجزاء المدينة‪ ،‬لكن بالرغم من المراجعة األخيرة ككل مرة البقاء في العموميات حول التقنين‬
‫وعدم وجود أي جديد على ارض الواقع من حيث اإلنجاز وإتمام البعض وهو في حالة جيدة اإلكمالية‬
‫والثانوية‪.‬‬
‫‪ -‬الساحات العمومية لو تم تعيينها بطريقة أخرى حتى تكون كمنطقة وصل بين مختلف المناطق ولم ال‬
‫تكون المنطقة الرابطة بباقي أجزاء المدينة لتتعدى فائدتها مجال الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬البقاء في العموميات وعدم تعيين التباين في توزيع المساحات الخضراء الن كل منطقة لها احتياجاتها‬
‫منها فالمساكن الجماعية لها احتياجات أكبر من المساحات الخضراء كما أن تعيينها مهم أثناء الدراسة‬
‫حتى تكون خادمة بأتم معنى الكلمة لمجال الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬الطرق بالرغم من أهميتها البالغة أثناء إعداد أي دراسة نجد أنها لم تحظى باي اهتمام في هذه الدراسة‬
‫ولم يتم إنجاز أي طريق ثانوي أو ثالثي وسط مجال الدراسة إال طريق أو اثنان‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬بصفة عامة‪:‬‬
‫فإن مجال دراستنا في مجمله عبارة عن أراضي معمرة بنسبة غالبة (‪ ،)%,1‬وأن أراضيه مستغلة كما‬
‫هو موضح بالجدول التالي‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ :11‬التوزيع المساحي لمكونات مخطط شغل األرض )‪ZHUN (C‬‬

‫النسبة (‪)%‬‬ ‫المساحة (م‪)2‬‬ ‫العدد‬ ‫عناصر التهيئة‬


‫‪86،91‬‬ ‫‪29611‬‬ ‫‪-‬‬ ‫منطقة استثمارات موجودة‬
‫‪89،60‬‬ ‫‪19261‬‬ ‫‪-‬‬ ‫منطقة استثمارات مبرمجة‬
‫‪82،06‬‬ ‫‪3331‬‬ ‫‪16‬‬ ‫فردي موجود‬ ‫السكن‬
‫‪11،88‬‬ ‫‪92328‬‬ ‫‪908‬‬ ‫جماعي موجود‬
‫‪10،06‬‬ ‫‪09102‬‬ ‫‪060‬‬ ‫جماعي في طور اإلنجاز‬
‫‪82،00‬‬ ‫‪11190‬‬ ‫‪108‬‬ ‫جماعي مبرمج‬
‫‪80،90‬‬ ‫‪28301‬‬ ‫‪82‬‬ ‫موجودة‬ ‫المرافق‬
‫‪81،83‬‬ ‫‪9291‬‬ ‫‪81‬‬ ‫في طور اإلنجاز‬
‫‪89،80‬‬ ‫‪11036‬‬ ‫‪89‬‬ ‫مبرمجة‬
‫‪83،96‬‬ ‫‪96098‬‬ ‫‪-‬‬ ‫طرق مبرمجة‬
‫‪96،88‬‬ ‫‪198233‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أراضي شاغرة‬
‫‪188‬‬ ‫‪938888‬‬ ‫‪-‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬تقرير دراسة [‪]ZHUN (C‬‬


‫خاتمة‪:‬‬

‫من خالل هذه الدراسة نستنتج أن مخطط شغل األراضي [‪ ]ZHUN (C‬لم يصل بعد إلى مرحلة‬
‫االكتمال واالستقرار والتطبيق الفعلي على ارض الواقع‪ ،‬رغم ما شهده من مراجعة في الفترة األخيرة‬
‫والتدخل من أجل تحسين وجهه العمراني و هو مجرد جزء آخر ملتصق بالمدينة دون أي ارتكاز او‬
‫تكامل مع ما سبقه من اطار عمراني او ما سياتي بعده الى درجة ان التكامل غائب حتى من حيث‬
‫المناطق المتجانسة على مستواه مما يستلزم مراجعة واقعية لتوجيهاته ومالءمتها مع ما يتماشى مع‬
‫الواقع واإلسراع في وضع استراتيجية تهيئة متوازنة وآليات ترابط وتكامل بين المشروع الحضري‬
‫ومخطط شغل األراضي [‪ ]ZHUN (C‬للحد من الظواهر السلبية التي أعاقت عمليات التنمية وإنجاز‬
‫المشاريع في المخطط وتطبيق توجيهاته على ارض الواقع‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي [‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بعد الدراسة النظرية التي قمنا بها لم جاء في محتوى مخطط شغل األرض [‪ ]ZHUN (C‬ال بد أن‬
‫نقارن مختلف النتائج التي خرجنا بها مع الواقع الميداني‪ ،‬من خالل مختلف العناصر الموافقة لما جاء‬
‫أعاله في الدراسة النقدية النظرية‪.‬‬

‫‪ - 1‬العوائق والمخاطر الطبيعية والتكنولوجية‪:‬‬


‫بعد البحث الميداني ودراسة إمكانية وجود عوائق أو مخاطر طبيعية وتكنولوجية‪ ،‬والتي يجب أخذها‬
‫بعين االعتبار واحترام المسافات األمنية الخاصة بها وجدنا عائق واحد فقط المتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬قناة صرف المياه القذرة ذات قطر ‪ 044‬ملم‪ ،‬يجب احترام مسافتها األمنية بـ ‪ 3‬متر من الجانبين‪.‬‬
‫‪ - 2‬الطبيعـة العقاريــة لمجال الدراسـة‪:‬‬
‫بعد إجراء التحقيق الميداني واالتصال بمديرية مسح األراضي تبين أن جزء من مخطط شغل األراضي‬
‫[)‪ ]ZHUN (C‬يوجد ضمن المحيط العمراني وترجع ملكيته ل‪:‬‬
‫‪ ‬أراضي ملك للدولة وتتمثل في فوج بلدي من مخطط إقليم أم البواقي رقم ‪Pie B .52‬‬
‫‪ ‬أراضي ملك للخواص وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬القطعة األرضية رقم ‪ 1 Pie A‬من التحقيق الجزئي رقم ‪.9338‬‬
‫‪ ‬القطعة األرضية رقم ‪ 1 Pie A‬من التحقيق الجزئي رقم ‪.13141‬‬
‫‪ ‬جزء من القطعة األرضية رقم ‪ 1 Pie A‬من التحقيق الجزئي رقم ‪.10343‬‬
‫‪ ‬القطعة الريفية رقم ‪.3 Pie A‬‬
‫‪ ‬أراضي ملك للوكالة العقارية وتتمثل في جزء من القطعة األرضية رقم ‪ Pie A 1‬من التحقيق الجزئي‬
‫رقم ‪.10343‬‬
‫‪ ‬أراضي تعود ملكيتها لديوان الترقية والتسيير العقاري وتتمثل في القطعة الريفية رقم ‪.Pie B 3‬‬
‫‪ - 3‬الدراسة النقدية للمناطق المتجانسة‪:‬‬

‫‪ 1-3‬منطقـة مختلطة (منطقة إستثمارات ‪ +‬سكنات فردية) (‪:)UM‬‬


‫وتعتبر هذه المنطقة اهم منطقة في مخطط شغل األراضي باعتبارها منطقة مختلطة‪ ،‬اهم ما يميزها‬
‫منطقة االستثمارات والتي إذا تم استغاللها بطريقة جيدة ستؤهله ألن يصبح أحد أهم األقطاب الرئيسية في‬
‫المدينة ككل‪ ،‬إال أن الواقع جعل من هذه المنطقة تحيد عن الوظيفة المؤهلة إليها ونجد أن ما هو موجود‬
‫بعيد كل البعد عن مفهوم االستثمار فال نجد إال محالت تجارية ومقاهي ومنها ما تحول الى مخازن‬

‫‪1‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي [‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومرائب عدا مركز تعليمي خاص في طريق اإلنجاز ومركز طبي لتصفية الكلى تم االستفادة منه ال غير‬
‫صا‬
‫رت‬
‫في‬
‫اغل‬
‫بها‬
‫منط‬
‫قة‬
‫أخر‬
‫ى‬
‫للس‬
‫كن‬
‫الفر‬
‫دي‪.‬‬

‫صورة رقم‪ :03‬سيطرة السكن الفردي على منطقة االستثمارات‬


‫المصدر‪ :‬التقاط الطالبة ‪.2112‬‬

‫‪2‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي [‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫صورة رقم ‪ :10‬قاعة الحفالت‬


‫المصدر‪ :‬التقاط الطالبة ‪2112‬‬

‫‪ ‬المؤسسات التي تسبب اإلزعاج والمضرة للسكان على الرغم من إقرار عدم إنشائها‪.‬‬

‫‪ ‬إضافة الى وجود لقاعة للحفالت في منطقة االستثمار رغم بعدها كل البعد عن هذا المعنى‪.‬‬

‫زد على ذلك نجد أن السكنات الفردية هي األخرى محايدة لتوجهات المخطط فنالحظ‪:‬‬
‫‪ ‬أن غالب السكنات الفردية أنجزت بطريقة فوضوية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم احترام معامل شغل األرض‪.‬‬
‫‪ ‬عدم احترام معامل االستيالء على األرض‪.‬‬
‫‪ ‬غياب الطرق الثالثية فكل المنشآت مرتبطة دون فواصل‪.‬‬

‫‪ ‬وجود المساكن الفردية مكان االستثمارات خالفا لما هو موجود حتى بعد المراجعة األخيرة‪.‬‬

‫‪ ‬غياب لمعنى االستثمارات عدا مركز صحي لتصفية الكلى ومجمع مدرسي‪ ،‬إال انه لم يتم االنتهاء‬

‫‪3‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي [‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من إنجازه على الرغم من مرور أكثر من ‪ 14‬سنوات من الشروع فيه ومركز تعليمي خاص‬
‫باإلعالم االلي لم يتم االنتهاء من إنجازها‪ ،‬أما الباقي فهي عبارة عن محالت تجارية صغيرة‬
‫مقاهي في الطابق األرضي ومساكن في الطابق األول أو مرائب للشاحنات‪.‬‬

‫صورة رقم ‪ :10‬مسكن فردي مكان استثمار‬

‫‪ 2-3‬منطقـة السكن الفردي المقترح (‪:)UB‬‬


‫على ارض الواقع وبعد البحث الميداني وجدنا وكأنها سكنات فوضوية لم يتم فيها احترام أدني قواعــد‬
‫استغالل األرض‪ ،‬اغلبها في طور اإلنجاز وجلها لن تنتهي فترة إنجازه بسبب عقلية الفرد التي دائما ترغب‬
‫في علو أكثر من المسموح به حتى مع انعدام اإلمكانيات وعدد المساكن الموجودة تفوق ‪ 34‬مسكن ما‬
‫يترجم عدم تطبيق لما هو وارد في توجيهات [‪ ]ZHUN (C‬وأهم ما تم مالحظته بعد البحث الميداني‪:‬‬

‫‪ ‬كاحترام مسافات الالزمة لفتح الشرفات وكذا بين المسكن والطريق وبين مسكن ومسكن‪.‬‬
‫‪ ‬استعمال األرصفة كمساحات تابعة للمسكن‪.‬‬
‫‪ ‬عدم احترام ارتفاع المباني حيث أقر مخطط شغل األراضي ب ط‪ 5+‬ولكن على أرض الواقع‬
‫هناك سكنات تعدت هذا االرتفاع‪.‬‬
‫‪ ‬عدم احترام معامل شغل األرض‪.‬‬
‫‪ ‬عدم احترام معامل االستيالء على‬
‫األرض‪.‬‬
‫‪ ‬غياب مفهوم حديقة المنزل‪.‬‬
‫‪ ‬عدم احترام التراصف‪.‬‬

‫صورة رقم ‪ :10‬نوعية البناء الرديئة واستعمال األرصفة‬


‫المصدر‪ :‬التقاط الطالبة ‪2112‬‬

‫‪4‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي [‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪2112‬‬
‫صورة رقم ‪ :12‬غياب مفهوم حديقة المنزل‪.‬‬ ‫صورة رقم ‪ :10‬عدم احترام مسافات الالزمة‬

‫المصدر‪ :‬التقاط الطالبة ‪2112‬‬ ‫المصدر‪ :‬التقاط الطالبة ‪2112‬‬

‫‪ 3-3‬منطقـة السكن الجماعي الموجود والمبرمج (‪ :)UC‬مكنتنا الدراسة الميدانية من أن نستنتج‪:‬‬


‫‪ ‬أحياء السكنات الجماعية الموجودة في حالة متدهورة‪.‬‬
‫‪ ‬فقدان المنطقة للصورة المعمارية )المظهر الخارجي( نتيجة مختلف التغييرات الحاصلة في‬
‫الواجهات هذا عكس ما نصت عليه توجيهات [‪.]ZHUN (C‬‬
‫‪ ‬غياب مفهوم الرصيف تحويل األرصفة الى مساحات خضراء‪.‬‬
‫‪ ‬تدهور حالة المساحات الخضراء الموجودة وغياب أي نوع من أنواع التهيئة‪ ،‬ونلمس ذلك في‬
‫غياب مساحات لعب األطفال والتي بقيت دون تهيئة غياب التأثيث الحضري‪ ،‬مواقف للسيارات‬
‫غير موجودة‪.‬‬
‫‪ ‬غياب المساحات الخضراء‪.‬‬
‫‪ ‬تدهور حالة العمارات بسبب غياب الصيانة وتدخالت سكانها التي جعلت من المظهر الخارجي‬
‫العام غير منسجم‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي [‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬غياب الطرق الثالثية رغم االنتهاء من اإلنجاز منذ سنوات‪ ،‬منها ما تم الشروع في إنجازه لكن‬
‫توقفت في الوقت الحالي‪.‬‬

‫وكل هذا نتيجة غياب الصيانة وعدم تحمل األفراد المسؤولية تجاه المحيط المعيشي وهذا‬
‫راجع لعدة أسباب أهمها مبدا التشاركية الغائب في واقع [‪]ZHUN (C‬‬

‫صورة رقم ‪ :10‬التغييرات الحاصلة في الواجهات‬ ‫صورة رقم ‪ :10‬غياب الطرق الثالثية‬

‫المصدر‪ :‬التقاط الطالبة ‪2112‬‬

‫المصدر‪ :‬التقاط الطالبة ‪2112‬‬

‫‪ 0-3‬منطقـة السكن الجماعي المقترح (‪:)UCB‬‬

‫‪6‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي [‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بعد الزيارة الميدانية نجد على ارض الواقع أن السكنات الجماعية المقترحة منها السكنات االجتماعية‬
‫والتي تم االنتهاء منها وهي في طريق التوزيع‪ ،‬ومنها ما تم الشروع فيه وهو في طور اإلنجاز‪ ،‬وهي‬
‫السكنات ذات صيغة اجتماعية كذلك وهي في مراحل متقدمة من اإلنجاز وتيرة إنجازها سريعة بعدما‬
‫كانت متوقفة تماما ومنها ما لم يتم الشروع فيه نهائيا الى حد اآلن وبقيت مجرد مصب للنفايات‪.‬‬

‫صورة رقم ‪ :12‬السكنات االجتماعية الجاهزة والتي في طور اإلنجاز‬


‫المصدر‪ :‬التقاط الطالبة ‪2112‬‬
‫‪7‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي [‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫هذه االحياء ال تترجم اهداف مخطط شغل األرض من الحفاظ على الهوية المحلية و غياب الفضلءات‬
‫التي تسمح بتقوية العالقات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ 0-3‬منطقـة التجهيزات العمومية الموجودة والمبرمجة (‪:)ER‬‬

‫بعد البحث الميداني نجد أن المرافق الموجودة في حالة جيدة وهي الثانوية والمتوسطة‪ ،‬إال أن المرافق‬
‫المبرمجة مثل مكتب البريد فقد تم الشروع فيه على الرغم من التأخير الواضح والمسجل في المشروع‬
‫على ارض الواقع أما المسجد فلم يتم الشروع فيه الى حد اآلن‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي [‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 0-3‬منطقـة المرافق المقترحة (‪:)EB‬‬


‫بالرغم من اقتراح تجهيزات في هذه‬
‫المنطقة‪ ،‬فإنها مازالت لحد اآلن لم تعرف تحقيق‬
‫على أرض الواقع‪ ،‬ما عدا المدرسة االبتدائية التي‬
‫هي في طور اإلنجاز وهذا استنادا على التحقيق‬
‫الميداني الذي أجريناه فهناك تأخير واضح في‬
‫البريدعديدة أهمها‬
‫أسباب‬‫الىمركز‬ ‫وهذا‪:10‬راجع‬
‫مشروع‬ ‫إنجاز جل المرافق المقترحة في توجيهات مخطط شغل األراضي‬
‫صورة رقم‬ ‫صورة رقم ‪ :10‬موقع مشروع المسجد‬
‫المصدر‪ :‬التقاط الطالبة ‪2112‬‬ ‫األسباب التسييرية وخاصة الرقابة الصارمة‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬التقاط الطالبة ‪2112‬‬

‫صورة رقم ‪ :12‬أرضية التجهيزات العمومية المقترحة‪.‬‬


‫المصدر‪ :‬التقاط الطالبة ‪.2112‬‬

‫‪9‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي [‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 2-3‬منطقة الساحات العمومية وأماكن العب المقترحة (‪:)EP‬‬


‫كان من المفروض أن تهيئ من أجل تنزه والتقاء السكان‪ ،‬وتشمل المساحات العمومية‪ ،‬الساحات‪،‬‬
‫مواقف الحافالت‪ ،‬حيث نص مخطط شغل األراضي على تهيئة هذه الفضاءات وتزويدها باألثاث‬
‫الحضري )كراسي‪ ،‬حاويات القمامات)‪ ،‬أعمدة اإلنارة العمومية وكذا تهيئة المساحات الخضراء ومناطق‬
‫لعب األطفال‪.‬‬
‫وذلك من أجل تحسين من صورة الحي‪ ،‬إال أن الواقع الحضري مغاير لتطلعات وتوجهات مخطط‬
‫شغل األراضي فانطالقا من نتائج التحقيق الميداني تبين أن أغلب األثاث الحضري التي تم اقتراحه لم‬
‫يطبق على أرض الواقع‪ ،‬فجل الفضاءات العمومية الحضرية الموجودة بقيت على حالها مساحات فارغة‬
‫تغيب منها حتى اإلضاءة العمومية ومع مرور الوقت أصبحت عبارة عن مفرغات عمومية‪.‬‬

‫صورة رقم ‪ :10‬موقع المساحات العمومية‪.‬‬


‫المصدر‪ :‬التقاط الطالبة ‪.2112‬‬

‫‪10‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي [‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 0-3‬منطقـة المساحات الخضراء المقترحة (‪:)UV‬‬


‫نجد أن المنطقة المتجانسة الخاصة بالمساحات الخضراء بقيت هي األخرى دون أي تدخل أو تحسين‬
‫رغم وجود برنامج وطني أقره رئيس الجمهورية‪ ،‬يقضي باإلهتمام بهذا النوع من المساحات لتكون بمثابة‬
‫رئة يتنفس بها النسيج العمراني‪.‬‬

‫صورة رقم ‪ :10‬حديقة الحي السكني‬


‫المصدر‪ :‬التقاط الطالبة ‪.2112‬‬

‫‪11‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي [‪]ZHUN (C‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫من خالل ما تطرقنا إليه حول مدى التوافق بين ما هو مبرمج والواقع الحضري للمخطط شغل‬
‫األراضي [‪ ]ZHUN (C‬فانه إجماال يمكن القول أن هناك تأخر في تطبيق توجهات واقتراحات مخطط‬
‫شغل األراضي‪ ،‬وعدم التوافق بين ما هو مبرمج والواقع هذا باإلضافة الى عدم احترام قواعــد استغالل‬
‫األرض المحددة في مخطط شغل األراضي‪.‬‬
‫ويمكن القول أيضا بان المشاكل الكبرى تكمن في غياب آلية تضمن الرقابة والتنفيذ الدقيق لما جاء‬
‫‪.]ZHUN‬‬
‫مقترحة‬ ‫األراضي [‬
‫مساحة‪(C‬‬
‫خضراء‬ ‫شغلرقم ‪:21‬‬ ‫من توجيهات وأحكام في التقنين الخاص بمخطط‬
‫صورة‬
‫المشروع الحضري فإننا نجد عدم‬ ‫التقاط أبعاد‬
‫الطالبة ‪.2112‬‬ ‫األراضي الى‬
‫أما فيما يتعلق بمدى تعرض مخطط شغل المصدر‪:‬‬

‫تجسيد مخطط شغل األراضي لخطوات ومبادئ المشروع الحضري على الرغم من إمكانياته التي تؤهله‬
‫أن يكون قطب الهم االستثمارات في المدينة وفقا لمبادئ المشروع الحضري‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪1‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪5‬‬ ‫الفرضيات‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪5‬‬ ‫الهدف من الدراسة‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪6‬‬ ‫منهجية البحث‬ ‫‪3‬‬
‫‪6‬‬ ‫مخطط البحث‬ ‫‪4‬‬

‫تمهيد‪.‬‬
‫تطور النظام التشريعي العمراني وصوال الى القانون التوجيهي للمدينة‬ ‫‪1‬‬
‫الفترة االستعمارية من سنة ‪ 1331‬إلى ‪1662‬‬ ‫‪1-1‬‬
‫فترة ما بعد االستقالل من ‪ 1662‬الى يومنا هذا‬ ‫‪2-1‬‬
‫مخطط شغل األراضي‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫تعريف‬ ‫‪1-2‬‬
‫محتوى مخطط شغل االراضي‪.‬‬ ‫‪2-2‬‬
‫اهداف مخطط شغل االراضي‬ ‫‪3-2‬‬
‫الفاعلون في اعداد وتطبيق مخططات شغل االراضي‪.‬‬ ‫‪4-2‬‬
‫اليات اإلنجاز والتطبيق‬ ‫‪5-2‬‬
‫مراجعة مخطط شغل االراضي‬ ‫‪6-2‬‬
‫مخطط شغل األراضي بين الواقع والمأمول‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫اإليجابيات‪.‬‬ ‫‪1-3‬‬
‫السلبيات‬ ‫‪2-3‬‬
‫خاتمة‬
‫تمهيد‬
‫المشروع الحضري‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫مفهوم المشروع الحضري‬ ‫‪1-1‬‬
‫عوامل ظهور المشروع الحضري‬ ‫‪2-1‬‬
‫خصائص المشروع الحضري‬ ‫‪3-1‬‬
‫أهداف المشروع الحضري‬ ‫‪4-1‬‬
‫تحديات المشروع الحضري‬ ‫‪5-1‬‬
‫مراحل المشروع الحضري‬ ‫‪6-1‬‬
‫مقاييس المشروع الحضري‬ ‫‪7-1‬‬
‫تسيير المشروع الحضري‬ ‫‪3-1‬‬
‫خاتمة‬

‫تمهيد‬
‫التجربة الفرنسية‬ ‫‪1-3‬‬
‫التجربة المغربية‪.‬‬ ‫‪2-3‬‬
‫الفوائد المستخرجة من التجارب‬ ‫‪3-3‬‬
‫خاتمة‬
‫خالصة الفصل‬

‫تمهيد‬
‫الموقع‬ ‫‪1‬‬
‫الوالية‬ ‫‪1-1‬‬
‫البلدية‬ ‫‪2-1‬‬
‫المدينة‬ ‫‪3-1‬‬
‫الدراسة العمرانية للمدينة‬ ‫‪2‬‬
‫مراحل وأشكال التطور العمراني‬ ‫‪1-2‬‬
‫المحاور المهيكلة للمدينة‬ ‫‪2-2‬‬
‫الدراسة السوسيوديمواقتصادية‬ ‫‪3‬‬
‫الدراسة السكانية‬ ‫‪1-3‬‬
‫التركيب السكاني‬ ‫‪2-3‬‬
‫التركيب العمري‬ ‫‪1-2-3‬‬
‫المستوى التعليمي للسكان‬ ‫‪2-2-3‬‬
‫التوزيع المجالي للسكان‬ ‫‪3-2-3‬‬
‫الدراسة السكنية‬ ‫‪3-2-3‬‬
‫الدراسة االقتصادية‬ ‫‪4-2-3‬‬
‫تقسيم المخطط التوجيهي للمدينة‬ ‫‪4‬‬
‫مخططات شغل األراضي المدروسة‬ ‫‪1-4‬‬
‫مخططات شغل األراضي المقترحة‬ ‫‪2-4‬‬
‫خاتمة‬

‫تمهيد‬
‫تقديم مخطط شغل األرض ‪]ZHUN (C) [D‬‬ ‫‪1‬‬
‫تحليــل مجــال الدراســة‬ ‫‪2‬‬
‫موقع مجال الدراسة‬ ‫‪1-2‬‬
‫تقسيـم مخـطط شغل األراضي إلى مناطق متجانسة‬ ‫‪2-2‬‬
‫التقنين التفصيلي‬ ‫‪3-2‬‬
‫دراسة نقدية لما جاء في مخطط شغل األراضي‬ ‫‪3‬‬
‫االيجابيات‬ ‫‪1-3‬‬
‫السلبيات‬ ‫‪2-3‬‬
‫الخاتمة‬

‫تمهيد‬
‫العوائق والمخاطر الطبيعية والتكنولوجية‬ ‫‪1‬‬
‫الطبيعـة العقاريــة لمجال الدراسـة‬ ‫‪2‬‬
‫الدراسة النقدية للمناطق المتجانسة‬ ‫‪3‬‬
‫منطقـة مختلطة (منطقة إستثمارات ‪ +‬سكنات فردية) (‪)UM‬‬ ‫‪1-3‬‬
‫منطقـة السكن الفردي المقترح (‪)UB‬‬ ‫‪2-3‬‬
‫منطقـة السكن الجماعي الموجود والمبرمج (‪:)UC‬‬ ‫‪3-3‬‬
‫منطقـة السكن الجماعي المقترح (‪)UCB‬‬ ‫‪4-3‬‬
‫منطقـة التجهيزات العمومية الموجودة والمبرمجة (‪)ER‬‬ ‫‪5-3‬‬
‫منطقـة المرافق المقترحة (‪)EB‬‬ ‫‪6-3‬‬
‫منطقة الساحات العمومية وأماكن العب المقترحة (‪)EP‬‬ ‫‪7-3‬‬
‫منطقـة المساحات الخضراء المقترحة (‪)UV‬‬ ‫‪3-3‬‬
‫الخاتمة‬
‫خالصة الفصل‬
‫الخاتمة العامة‬
‫الملخص‬
‫المراجع‬
‫جدول‪ 01‬خارطة طريق لتسيير الفضاءات العمومية في مدينة قايس في إطار المشروع الحضري‪.‬‬

‫‪ -‬وضع جدول إحصائي لمختلف الفضاءات العمومية و خصائصها في مدينة قايس‪.‬‬ ‫تتضمن‪:‬‬ ‫ها قيمة استشارية وتوجيهية‬
‫‪ -‬وضع ميثاق ألسس تسيير الفضاءات العمومية في المدينة بالتوافق بين جميع األطراف الفاعلة في المدينة‪.‬‬ ‫خيارات واإلجراءات)‪ ،‬الواجب‬
‫‪ -‬تشجيع مباودرات المجتمع المدني المحلي في تسيير الفضاءات العمومية بما يتوافق مع حاجيات سكان‬ ‫ا من حيث التخطيط والتنمية على‬
‫المدينة‪.‬‬ ‫مختلف المستويات‪.‬‬

‫‪ -‬وضع آلية لتثمين‪ ،‬إعاودة تأهيل و تسيير الفضاءات العمومية في المدينة‪ ،‬استناودا إلى ودراسة متعدودة األبعاود‪:‬‬
‫الديموغرافية واالقتصاودية والبيئية والمكانية‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماود أودوات التخطيط االستشرافي‪ ،‬مثل "التصور الحضري" (‪ ) le visionning urbain‬ما يوفر‬
‫سيناريوهات متعدودة لصناع القرار على ضوء ما سبق من أودوات و آليات‪.‬‬
‫‪ -‬التخلي عن التخطيط القطاعي متعدود اإلودارات وتبني مؤسسة متعدودة التخصصات مسؤولة عن ضمان‬
‫التخطيط و التسيير المحلي للفضاءات العمومية في إطار مشروع حضري متكامل للمدينة‪.‬‬

‫توجيه األودوات المختلفة‬ ‫‪ -‬إعاودة تهيئة و تأهيل مختلف الفضاءات العمومية بحيث تؤودي عدة وظائف في نفس‬
‫‪ .0.1‬أودوات عقارية‬
‫لتحقيق مشروع حضري‬ ‫الوقت‪ ،‬مع تحقيق أطول مدة استخدام ممكنة في اليوم لمختلف الفئات السكانية‪.‬‬
‫ل ترجمة تنظيمية لكيفيات إودارة‬
‫لتسيير الفضاءات‬ ‫ختلف الفضاءات العمومية في‬
‫العمومية لمدينة قايس‪.‬‬ ‫ينة‪ .‬تؤطر هذه األودوات األهداف‬
‫‪ .2.1‬أودوات ضريبية‪ - -‬تقديم تسهيالت و إعفاءات ضريبية مباشرة وغير مباشرة للمستثمرين إلنشاء مرافق‬ ‫ودة في المرحلة السابقة‪ .‬يجب أن‬
‫خدمية على مستوى مختلف الفضاءات العمومية‪.‬‬ ‫مالية‬ ‫وز هذه األودوات قوة القانون‪،‬‬
‫تطلب إطارا مؤسساتيا يضمن‬
‫الحظة‪ ،‬االستشراف و تركيب‬
‫العمليات و تصحيحها‪.‬‬
‫‪ -‬إشراك المواطنين في عملية صنع القرار حول خيارات التهيئة و التسيير عبر‬
‫‪ .1.1‬أودوات االتصال‬
‫جمعيات األحياء مثل ‪. ....‬‬

‫‪ -‬إعداود سيناريو لتنفيذ المقترحات المتبناة مما سبق‪ ،‬حسب المراحل التالية‪:‬‬
‫‪ :00‬آلية عمل تضمن التنسيق والتكامل بين مخطط شغل األرض [‪ ]ZHUN C‬ومباودئ المشروع الحضري‬

‫استشارية وتوجيهية حيث‬


‫وجيهنا الى اتخاذ قرارات مبدئية‬
‫– التي تقوودنا هي األخرى الى‬
‫‪ ‬المالحظة وهي نظـرة واعية إلى المشكـلة وما يتعلق بها والفهم العميق للمالحظات والمعلومات والحقائق بهدف استيعاب الحقائق‬
‫هائية – واقعية – ومنها الى‬
‫والربط بينها تتم عن مجموع من المتدخلين في ودراسة وانجاز [‪ ]ZHUN C‬وبالتنسيق الكامل بينهم‬
‫ت التنفيذية على ارض الواقع‬
‫‪ ‬وضع جداول إحصائية لالستغالل الحالي ألرض مخطط شغل األراضي [‪ ]ZHUN (C‬حسب المناطق المتجانسة منطقة االستثمارات‬
‫لف مستويات [‪.]ZHUN (C‬‬
‫خاصة‪ ،‬منطقة (السكن الفرودي والجماعي) وكذا منطقة التجهيزات العمومية ومنطقة الفضاءات العمومية لضمان توجيه أحسن‪.‬‬
‫لقوانين المسيرة لمخططات شغل‬
‫‪ ‬انشاء لجنة مشتركة خاصة ب [‪ ]ZHUN C‬متكونة من مجموع الفاعلين لهذا المخطط تكون مهمتها تقييم نتائج مختلف‬
‫جعل هذه األخيرة أكثر مرونة‬
‫التشخيصات المقدمة وتحظى بالصالحية الكاملة في اتخاذ القرار النهائي على ان يكون بالتوافق بين جميع األعضاء‪.‬‬
‫حيين حسب المستجدات مع جعل‬
‫ريع المخطط لها خاضعة لمباودئ‬
‫الحضري‬

‫‪ ‬وضع إطـار للـتـشاور حول الصورة اإلجمالية والصور التفصيلية للمشروع وحول البرامج وتسيير المساحات والتجهيزات‬
‫بـغرض ضـمان الـتطـبيق الم ـتـفق علـيه ويـكـلف هـذا اإلطـار بـاقـتـراح اإلجـراءات غـيـر الـوارودة في أودوات التخطيط والتوجيه القطاعية‬
‫بحيث يكون اإلطار المبني في [‪ ]ZHUN C‬كمراءة عاكسة لتاريخ المدينة وانتمائها الحضاري‬
‫‪ ‬ربط مخطط شغل األراضي [‪ ]ZHUN (C‬بباقي قطاعات المدينة لتحقيق وديناميكية‪ ،‬وحدة المدينة ببرمجة تجهيزات تكون كحلقة‬
‫وصل بين المدينة و [‪ ]ZHUN (C‬على سبيل المثال جعل منطقة المستثمرين تضمن نوعا متخصصا من الخدمات التي تكون‬
‫المدينة بحاجة اليها‬
‫ودعم مخطط شغل‬
‫األراضي بمباودئ‬
‫المشروع‬
‫‪ ‬استغالل إمكانيات [‪ ]ZHUN (C‬والتي تؤهله ان يكون قطب الهم االستثمارات في المدينة وفقا لمباودئ‬ ‫صورة للمستقبل المراود وتحديد‬
‫الحضري من اجل‬ ‫المشروع الحضري – منطقة االستثمارات – بحيث تكون متكاملة وظيفيا مثل المركز الطبي والمركز التعليمي‬ ‫وات الفعالة للوصول اليها‬
‫أكثر فعالية‬ ‫نبقى في هذا المجال باقتراح عياودات طبية متخصصة خاصة وكذا مدارس خاصة لتشكيل قطب صحي تعليمي خاودم‬ ‫‪ .0.1‬أودوات‬ ‫هذه األودوات في رسم األسلوب‬
‫وواقعية‬ ‫للمدينة والوالية ككل‬ ‫عقارية‬ ‫ر العمليّات لتحقيق األهداف‪ ،‬مع‬
‫‪ ‬ودمج اإلطار الخاص مقابل العقار وذلك بتقديم قطع أرضية مثال الستغاللها مقابل انجاز مشروع محدود او منح‬ ‫يات واالحتماالت التي قد تواجه‬
‫امتياز تسيير المشروع‪.‬‬ ‫ير العمليّات أثناء تنفيذ العمل‬
‫‪ ‬تقديم تسهيالت وإعفاءات ضريبية مباشرة وغير مباشرة للمستثمرين إلنشاء مرافق خدمية على مستوى منطقة‬ ‫حوز هذه األودوات قوة القانون‪،‬‬
‫االستثمارات التي تمثل اهم الدعائم الت ستعوود إيجابا [‪ ]ZHUN (C‬خاصة والمدينة عامة وفي نفس الوقت‬ ‫را مؤسساتيا يضمن المالحظة‪،‬‬
‫فرض غرامات في حال عدم االلتزام بما جاء في ودفتر الشروط وتعميم فرض الضرائب ألي منشاة مخالفة وكذا‬ ‫‪ .2.1‬أودوات‬ ‫ف وتركيب العمليات وتصحيحها‬
‫عند فوات المدة المحدودة إلنجاز المشروع‬ ‫ضريبية‪-‬مالية‬ ‫ب المعطيات والمتغيرات‪.‬‬
‫الخاتمة العامة‪:‬‬
‫إن هذا البحث الذي قمنا به هدف إلى اإلجابة عن التساؤل الرئيسي الذي إنطلقنا منه وهو كيف يمكن‬
‫جعل محتوى ومراحل اعداد وتنفيذ مخطط شغل األراضي موافقة لمبادئ المشروع الحضري؟‬

‫وذلك من خالل المرور بعدة مراحل تهدف إلى تأكيد الفرضية الرئيسية التي إنطلقنا منها‪ ،‬والمتعلقة‬
‫بالقدرة على دمج مبادئ المشروع الحضري عند اعداد وتنفيذ مخططات شغل األرض ودعمها بها لتصبح‬
‫أكثر واقعية وذلك من خالل خلق اليات الترابط والتكامل بين المشروع الحضري ومخطط شغل األراضي‬
‫[‪.]ZHUN (C‬‬

‫فإنطالقا من تحليل المفاهيم النظرية األساسية في البحث والمتمثلة في مخطط شغل االراضي‬
‫والمشروع الحضري يتضح لنا أن المشروع الحضري هو المقاربة اإلستراتيجية المتكاملة التي تهدف إلى‬
‫تحسين نوعية الحياة الحضرية بكل أبعادها‪ ،‬من خالل تفعيل دور المجتمع المدني‪ ،‬ألن مستعمل المجال‬
‫هو فقط من يمكنه صناعة المجال المثالي لمتطلباته حيث أكدت التجارب العالمية التي تم التطرق لها على‬
‫أهمية هذه المقاربة النظامية‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بالمشاكل الحضرية التي تواجهها المدن الجزائرية بما فيها مدينة ام البواقي فهي‬
‫وليدة تراكمات لسنوات سابقة‪ :‬حيث انه في مرحلة من المراحل كان هناك اهتمام بالجانب االقتصادي‬
‫ما أنتج عجز خاصة في مجال السكن والتجهيزات‬ ‫وخاصة الصناعي على حساب الجانب الحضري‬
‫الضرورية للسكان‪ ،‬هذا العجز الذي إلى غاية اليوم لم تتمكن الدولة من تداركه رغم محاوالتها العديدة في‬
‫وضع وسن قوانين تعالج هذه المشاكل‪.‬‬

‫وقد أدى عدم قدرة الدولة على حل المشكلة وحدها إلى إشراك القطاع الخاص‪ ،‬سواء المواطنين أو‬
‫المستثمرين بصفة فردية أو جماعية في إنتاج فضائهم الحضري وعمدت حينئذ إلى التوجه نحو سياسة‬
‫المدينة من خالل تطبيق مبدأ المشروع الحضري الذي يعتمد أساسا على مبدأ المشاورة والمشاركة‬
‫واالستغناء عن مركزية القرارات‪ .‬إال أن سياسة المدينة لم تجد شرعيتها بعد في الوسط الجزائري هذه‬
‫الشرعية التي يحتاج تجسيدها إلى وضع مراسيم تنفيذية تخص تطبيق القانون التوجيهي للمدينة الذي جاء‬
‫بهذه السياسة‪ ،‬أي أن توجه مدننا اليوم نحو المشروع الحضري هو مجرد توجه تلقائي فرضته الظروف‬
‫الراهنة‪.‬‬

‫وهذا التضارب في مجال تهيئة اإلقليم والتعمير واضح في مخططات شغل األراضي التي تشكل‬
‫الحد االدنى من ضمان الحقوق العامة في مجال التعميرو يتضح االختالل أكثر بين الجانب النظري‬
‫(توجيهات)‪ ،‬والجانب التطبيقي (مشاريع)‬
‫وهو ما هو عليه حال مخطط شغل األراضي [‪ ]ZHUN (C‬الذي بدراستنا له تبين لنا عدم تجسيد‬
‫مخطط شغل األراضي لخطوات ومبادئ المشروع الحضري على الرغم من إمكانياته التي تؤهله ان‬
‫يكون قطب الهم االستثمارات في المدينة وفقا لمبادئ المشروع الحضري‪.‬‬
‫كما ان واقع الميدان ال يتوافق مع ما جاء من توجيهات في الدراسة الخاصة بمخطط شغل األراضي هذا‬
‫باإلضافة الى عم استجابته كأداة الى مختلف الرهانات والتطلعات االجتماعية واالقتصادية الحالية‪ ،‬ورغم‬
‫دراسة التحديث المعدة في سنة ‪ 6102‬التي واصلت في نفس النهج ولم تأخذ بعين االعتبار ضرورة‬
‫اشراك مختلف الفاعلين في المدينة للتوصل الى نتائج أفضل‬
‫وعليه قمنا باقتراح الية تضمن الترابط والتكامل بين المشروع الحضري ومخطط شغل األراضي‬
‫[‪]ZHUN (C‬‬
‫بركاني فاطمة الزهراء وآخرون‪ ،‬من عمران المخططات إلى عمران المشاريع‪ ،‬دراسة حالة مدينة قسنطينة‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪‬‬
‫تخرج مقدمة لنيل شهادة مهندس دولة في تسيير المدن‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪.9002 ،‬‬
‫بركاني فاطمة الزهراء‪ ،‬دور المشروع الحضري في تحقيق االستدامة بالمدينة الجزائرية حالة مدينة عين البيضاء‪ ،‬مذكرة تخرج‬ ‫‪‬‬
‫لنيل شهادة الماجستير في العمران‪ ،‬تخصص عمران‪ ،‬تسيير المدن والتنمية المستدامة‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي ‪.9002,‬‬
‫‪1‬بن حيزية ايمان‪ ،‬بوطالب ياسمينة‪ :‬تحديث مركز المدينة من اجل تنشيط ديناميكيتها الوظيفية‪ ،‬حالة مدينة ام البواقي‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪‬‬
‫تخرج لنيل شهادة الماستر ‪.4102‬‬
‫جوامع هيثم‪ ،‬مدور عبد المومن‪ :‬تهيئة الفضاءات العمومية في االحياء السكنية الجماعية بأم البواقي‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة‬ ‫‪‬‬
‫الماستر‪.4102،‬‬
‫خليفي سمية‪ ،‬ساحل حليمة‪ ،‬الديناميكية الحضرية وأثرها على التوسع العمراني بمدينة أم البواقي‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة‬ ‫‪‬‬
‫مهندس دولة في تسيير المدن دفعة جوان ‪.9002‬‬
‫هواري سعاد‪ ،‬مخططات شغل األراضي بين المنظومة القانونية والتطبيقات الميدانية حالة " الدقسي عبد السالم‪ ،‬سركينة‬ ‫‪‬‬
‫وتافرنت "مدينة قسنطينة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في التهيئة العمرانية‪.4102،‬‬

‫حيروش مبارك‪ ،‬قوانين ومؤسسات التخطيط الحضري بالمغرب‪ ،‬المصدر الصحفي‪ ،‬جريدة أسبوعية مغربية شاملة‪ ،‬االثنين ‪ 90‬سبتمبر‬ ‫‪‬‬
‫‪.9000‬‬

‫محمد بهضوض‪ ،‬سياسة المدينة في المغرب‪ :‬تشارك وبناء تشاركي من أجل أجرأة مستدامة‪ ،‬وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫المنتديات الجهوية‪ ،‬الحوار الوطني سياسة المدينة‪ ،‬ماي ‪.9009‬‬

‫زينب شكري‪ ،‬في ظل النقاش حول سياسة المدينة‪ ،‬نفحات الطريق‪ ،‬جريدة أسبوعية مغربية شاملة‪ ،‬يونيو ‪ ،9009‬العدد ‪92‬‬ ‫‪‬‬

‫مديرية التخطيط والتهيئة العمرانية لوالية أم البواقي‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫القانون التوجيهي للمدينة ‪ 00-00‬المؤرخ في ‪ 90‬محرم عام ‪ 0291‬الموافق ل ‪ 90‬فيفري ‪9000‬‬ ‫‪‬‬
‫بلدية ام بواقي القسم التقني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقرير المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير‪ ،‬بلدية ام البواقي‪4112 ،‬‬ ‫‪‬‬
Les livres:

 VERDIER Philippe, Le projet urbain participatif : apprendre à faire la ville avec ses habitants, Yves Michel
et adels, 2009.

 BACHOFEN Charles, élément pour comprendre le projet urbain, ministère de l’équipement des
transports et du tourisme , le remu recherche et maitrise d’œuvre urbaine , strasbourg.
 Maouia Saïdouni, Les éléments d’introduction à l’urbanisme, casbah -Editions, 2011.
 HAYOT Alain، le projet urbain، enjeux expérimentation ET professions، Edition la
villette, 3eme édition, 2004.

Les Rapport:
 Rapport final Plan Bleu، Identification de critères de mise à l’examen de projets urbains durables dans
le cadre de l’Union pour la Méditerranée Antipolis، 2011.
 DARLEY Amélie, L’urbanisme de projet, Les cahiers de l’institut d’aménagement et d’urbanisme, Île-
de-France, n° 162 - mai 2012
Les mémoires:

 BOUCHERIT Sihem, L’utilisation du Projet Urbain dans la requalification des grands ensembles.
(Un passage d’une gestion traditionnelle vers une gestion stratégique), mémoire pour l’obtention
du diplôme de magistère, université mentouri de constantine ; département architecture et
urbanisme ; 2002

You might also like