Professional Documents
Culture Documents
لجنة المناقشة:
األستاذ :بن دادة توفيق.......................................رئيسا
األستاذ :غزال عماد..........................................مشرفا
األستاذ :معرقب رفيق.......................................ممتحنا
مقدمة:
العمران هو علم ،فن ،وتقنية تنظيم المجال والمنشئات البشرية ،كما يعرف بأنه مجموعة المقاربات
المتكاملة والمتعلقة بدراسة األنظمة الحضرية ،حيث يضم جميع أنواع التدخالت المنظمة على المجال
المبني والقابل للبناء ،واهم أهدافه ضمان مجاالت لحياة وعمل السكان تتميز بالجمال ،األصالة ،مضمونة
وصحية وذات نوعية رفيعة ،يمكن لها أن تثير اإلحساس باالنتماء ،بالفخر ،باإلنصاف االجتماعي،
باالندماج وبالهوية.
كما تعتبر المدينة مركز الدراسات العمرانية بمختلف تشعباتها واختصاصاتها فالمدينة هي المنتج
اإلنساني األسمى الذي يعبر عن تطور المجتمع وآليات تفكيره وبنائه ،هذه المكانة التي تحتلها جعلت منها
عنصر جذب للسكان على اختالف أطيافهم ومشاريعهم حيث كانت ومازالت تعتبر مقرا للتطور في السلم
االجتماعي ،والدليل على ذلك أن الدراسات االستشرافية لمنظمة األمم المتحدة تتوقع أن تصير غالبية
سكان المعمور من الحضر بنسبة 60%في آفاق)ONU ,2012) 0202
حيث أن المتأمل في هذه اإلحصائيات ال يمكنه إال أن يفكر في المستقبل الذي ينتظر المدن ،إذ أنها
حاليا تعيش عدة أزمات ال تكاد تنتهي إحداها لتظهر أخرى ،وفي الحقيقة " إن نمو المدن يعني أنها ستكون
مسؤولة عن ضمان الخدمات لعدد غير مسبوق من األشخاص وخاصة من حيث السكن وتوفير التعليم
والمياه الصالحة للشرب واألغذية الصحية والهواء النقي ومحيط خال من الجريمة ويوفر وسائل النقل
1
الفعالة ".
وبالتالي فان مجموع هذه الرهانات البد أن يشكل عصب الحوار حول أشكال نمو المدن وتسييرها،
الن اإلشكالية التي تأتي في المقام األول من الطابع الديناميكي للمدينة وطريقة نموها ،هذه االعتبارات
وغيرها دفعت الى ظهور حركات وإيديولوجيات عمرانية تهدف الى التحكم في آليات نمو المدينة وتبحث
عن أنجع الوسائل لتسيير العمران والمجتمعات الحضرية.
هذه التيارات العمرانية في اغلبها لم تستطع مواكبة التحوالت السريعة على مستوى اإلنتاج العمراني
والنمو الديموغرافي خاصة في فترة الحرب العالمية الثانية ،ما أدى الى ظهور تيارات جديدة أهمها "
العمران الوظيفي" أو " عمران المخططات " الذي يعتمد على مجموعة من األدوات والمخططات في
عمله ،هذا العمران الذي بعد سنوات من تطبيقه بكل إيجابياته وسلبياته لم يستطع الصمود أمام التحوالت
العميقة التي عرفتها التجمعات البشرية في فترة ما بعد الحداثة ،ما استلزم مراجعته وتطعيمه بنظريات
1
القسم اإلعالمي لمنظمة األمم المتحدة ،المستقبل الذي نريده :المدن ،ندوة األمم المتحدة حول التنمية المستدامة ،rio+20جوان ،0200في :غزال
عماد ،مذكرة ماجستير االستدامة والتوسع على أطراف المدن :حالة مدينة حامة بوزيان ،0202ص .20
1
الفصل التمهيدي
جديدة تدعم التوجهات المعاصرة على شاكلة التنمية المستدامة ومشاركة السكان في التخطيط لمستقبل
مدنهم فكان المشروع الحضري من أبرز المفاهيم العملية في هذا االتجاه.
أما في الجزائر فان الحال ال يختلف عنه في باقي أنحاء العالم ،فرغم تاريخها الضارب في القدم إال
أننا لم نشهد ظهور سياسات معينة في العمران ،وإنما كانت هناك مدن خاضعة للشكل السائد في فترة
الحكم المعني ،فقبل االستعمار الفرنسي كان هناك تنظيم مجالي مبني على اعتبارات اجتماعية تتميز
بخصائص التضامن االجتماعي والتكامل المجالي الوظيفي لمختلف المناطق ،أما المدن فكانت بدورها
خاضعة لهذا التكوين المتداخل بين الخصائص االجتماعية والوظائف المجالية.
فكان البد من االنتظار الى غاية بداية االستعمار الفرنسي سنة 0302لتظهر أول محاوالت إنشاء
مخططات لتهيئة المجال عموما والمدن خصوصا ووفقا الحتياجات وظروف المستعمر ،هذه السياسة
جعلت من الجزائر وخاصة حواضرها الكبرى حقوال لتجربة مختلف التوجهات العمرانية لتك الفترة،
ولكنها من جهة أخرى أورثت البالد بعد االستقالل مشاكل ال حصر لها بسبب التركيز على مناطق تركز
الثورات والثروات والعوامل المناخية المالئمة ،بينما أهملت باقي المناطق.
أما بعد االستقالل فقد وجدت الدولة الفتية نفسها في مواجهة هذه الوضعية الصعبة ،فحاولت في البداية
مواصلة تطبيق المخططات الموروثة من الفترة االستعمارية مع محاولة إضفاء شيء من التوازن الجهوي
الذي يهدف الى تحقيق العدالة االجتماعية بين مختلف المناطق الوطنية ،وتمت ترجمة هذه السياسة الى
برامج خاصة ومخططات أخذت في اغلبها الطابع االقتصادي ،ولم يكن العمران والمدينة سوى تحصيل
حاصل فيها ،إال أن هذه السياسة جاءت بنتائج عكسية فقد زادت في الفوارق بين الشمال والجنوب وبين
المدن الكبرى والتجمعات الصغيرة.
هذا األمر أدى الى تأسيس وعي جديد بأهمية التهيئة اإلقليمية والعمرانية في اعلى هرم الدولة ،فتم تبني
سياسات أكثر وضوحا وأنشئت مؤسسات وإدارات متخصصة في المجال العمراني ،ولعل من أبرزها
إنشاء وزارة التخطيط والتهيئة العمرانية إضافة الى الوكالة الوطنية للتهيئة والتعمير ( )ANATوالتي
كانت مهمتها األساسية إعداد المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم ( )SNATوالمخططات اإلقليمية للتهيئة
والتعمير ( )SRATإنتهاءا بمخططات تهيئة الواليات (.)PAW
ليظهر سنة 0831القانون المتعلق بالتهيئة العمرانية والذي يوضح أدواتها على المستويين الوطني
والجهوي ويبين آليات التنسيق بينها ،لكن ورغم هذه المجهودات إال أن هذه القوانين لم تتجاوز حد
النصوص القانونية الى آليات التطبيق في الميدان كما أن هذه األدوات وعلى غرار سابقاتها أهملت بشكل
واضح المدينة باعتبارها الوحدة األساسية التي يمارس العمران على مستواها.
2
الفصل التمهيدي
وفي 0838تبنت الجزائر دستورا جديدا كان من اهم مخرجاته تبني الحرية االقتصادية وفق الملكية
الفردية في إطار التعددية السياسية واالنفتاح على اقتصاد السوق ،أما العمران واإلنتاج العمراني فلم يكن
بمنأى عن هذه التحوالت فظهرت قوانين جديدة لعل أبرزها قانون التوجيه العقاري رقم ،02-82 :وقانون
التهيئة والتعمير رقم ،08-82 :هذه القوانين الجديدة فرضت تبني نظرة أكثر حداثة للعمران وأدواته،
فجاءت بأول أدوات تعمل على المستوى المحلي القاعدي وتتعامل مع الفضاء المديني مباشرة وهو األمر
الذي كان غائبا منذ االستقالل عن مختلف البرامج المطبقة.
حيث صار المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ومخطط شغل األراضي مخططين يمثالن أداتي
التخطيط والتهيئة العمرانية في الجزائر الى يومنا هذا ،فالمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير مجال تدخله
بلدية أو مجموعة من البلديات ،وذلك من خالل تحديد توجهات التنمية بالنظر الى الوضع الديمغرافي
واالقتصادي واالجتماعي للبلدية ،كما يحدد القواعد المطبقة بالنسبة الى كل قطاع من قطاعات البلدية
ويضبط الصيغ المرجعية لمخطط شغل األراضي الذي يحدد مجال استعماله في قطاع واحد من المدينة
ويحدد بالتفصيل حقوق استخدام األراضي والبنايات ،أي يحدد بصفة دقيقة لكل قطاع حقوق البناء
واستعمال األرض و عليه فهو األقرب الى الواقع الميداني وبالتالي التدخل عليه سيكون اكثر فعالية ألنه
على ارتباط مباشر بمجمل الفعاليات التي يمارسها الفرد على األرض في سبيل سد حاجياته و تحقيق
رفاهيته.
لكن األسباب تسييرية كالقرارات اإلدارية التي غالبا ما تكون طاغية على القرارات التقنية ما يجعها
عبارة عن حبر على ورق وعدم التوعية المعمارية لدى الفرد من جهة أخرى ،وضعف أجهزة المراقبة
اإلدارية على مستوى البلديات ،قضت على مبدا التشاركية بين المواطن والسلطات في اتخاذ القرارات
وجعلت من الفرد بعيد كل البعد عن إبداء رايه واإلدالء باحتياجاته ما جعله ال يشعر باالنتماء الى محيطه
وبالتالي ال يشعر بالمسؤولية اتجاهه ،وهذا ما أدى الى عدم تطبيق نظرة مخطط شغل األراضي الجديدة
وبالتالي عدم فعالية السياسة العمرانية المنتهجة ووقوع العديد من المدن الجزائرية في مشاكل كثيرة منها:
هذه األسباب وغيرها جعلت الدولة تتجه نحو سياسة جديدة للمدينة الجزائرية تقوم على تطبيق
استراتيجيات حضرية أكثر فعالية ومواكبة للتطورات العالمية ،وتجعل من الفرد يشارك أكثر في تعمير
3
الفصل التمهيدي
المجال الذي يعيش فيه وبالتالي الرفع من إحساس الفرد باالندماج ومنه روح المسؤولية أكثر على شاكلة
المشروع الحضري.
حيث كان البد على الجزائر أن تعمل على دمج هذا المفهوم الجديد بالنسبة إليها في سياساتها العمرانية،
وذلك من خالل وضع إطار قانوني يكرس هذا المبدأ ،من أهم القوانين المؤطرة لهذا االتجاه الجديد القانون
التوجيهي للمدينة رقم 20-20المؤرخ في ،0220-20-02إال أن هذا القانون لم يرفق بعد بمراسيم تنفيذية
لتطبيقه رغم مرور 10سنوات من صدوره ،وهذا ما يحتجز تطلعات هذه السياسة العمرانية الجديدة في
اإلطار النظري ويبقي عليها مجرد سياسة حالمة.
إال انه وبالرغم من ذلك فأن القانون التوجيهي للمدينة يعتبر من الخطوات اإليجابية التي تؤكد تفطن
الدولة إلى ضرورة التقييم الشامل للتشريعات العمرانية المعمول بها حاليا والتي مر على صدورها أكثر
من 27سنة ،بهدف تحيينها مع المستجدات العالمية وسد الثغرات والنقائص التي برزت أثناء الممارسة.
أما مدينة أم البواقي فكغيرها من المدن الجزائرية قد تعرضت لهذه التأثيرات بكل حسناتها ومساوئها
على مختلف المستويات االجتماعية واالقتصادية وخاصة العمرانية ،فقد كانت ومنذ ترقيتها لتكون عاصمة
للوالية سنة 0812عرضة لضغوطات متعارضة بين نصوص قانونية ومخططات نظرية من جهة و بين
واقع مغاير تماما من جهة أخرى ،فكانت النتيجة أن النمو الحضري الذي عرفته هذه المدينة اخذ طابعا
توسعيا على حساب المحيط و البيئة دون أية عالقات وظيفية واضحة بين مختلف مناطق المدينة وخاصة
منذ ظهور أدوات التهيئة و التعمير الجديدة من مخطط توجيهي و مخططات شغل األراضي.
نتيجة لهذا فان الرهانات المستقبلية متركزة بشكل مباشر على تطوير آليات عمل أكثر ارتباطا بالواقع
وتأخذ بعين االعتبار كل المتغيرات االجتماعية واالقتصادية في عملية اإلنتاج العمراني.
اإلشكالية:
تعتبر التغيرات الديموغرافية و آليات تهيئة اإلقليم إضافة الى االعتبارات السياسيية فيي الجزائير اهيم
محركات الديناميكية الحضرية ،ورغم تعدد أدوات التهيئة و التعمير إال أن النتائج عليى ارض الواقيع تبيين
فشل هذه األدوات في تحقيق أهدافها و الدليل على ذلك إحصائيات و زارة السكن و العمران التيي تبيين انيه
و لغاية 02جوان 0228تمت مراجعة 0220مخطط توجيهي للتهيئة و التعمير من بين 0220إضافة الى
2811مخطط شغل أراضي على المستوى الوطني ،وهذا ما يطرح تساؤالت ملحية و شيرعية حيول ميدى
فعالية هذه األدوات و عن أسباب فشلها ،فهل هي أدوات فاشلة ؟ أم أن آليات إنجازها وتطبيقها هيي السيبب
في الفشل؟ واألهم لماذا فشلت هذه األدوات رغم أن بنائها النظري يضاهي مثيله في أرقي الدول العالمية؟
أسئلة تطرح نفسها بإلحاح وتزداد حدة كيل ييوم ،وميا ييدعو للتخميين أن الجزائير انتظيرت حتيى 0220
لوضع سياسة المدينة "...واستراتيجية تيأطير تتضيمن أوال مهمية تهيئية اإلقلييم بإنشياء وزارة وبعيدها بميدة
4
الفصل التمهيدي
الوزارة المنتدبة المكلفة بالمدينة التي ليم تيدم ميدة حياتهيا إال برهية مين الوقيت بميا يتييح – خربشية -قيانون
2
توجيهي للمدينة".
ومدينة أم البواقي تمثل نموذجيا واضيحا لتيدهور حالية السياسية العمرانيية المنتهجية وبياألحرى لعيدم
فعالييية أدوات التهيئيية والتعمييير فييي خلييق مجييال حضييري متناسييق ،كمييا أنهييا فشييلت فييي دمييج المفيياهيم
واالستراتيجيات الجديدة للنهوض بالنسيج الحضري وبتحسين الواقع المعيشي للسيكان مين خيالل إشيراكهم
في إنتاج وتسيير مجالهم الحضري ،هذا التناقض بين الواقع المعاش والتطلعات يدفعنا اليى طيرح التسياؤل
التالي :ما مدى فعالية مخطط شغل األراضي "د" في تخمين أهدافه؟
هل يوجد توافق بين ما تحتويه هذه المخططات والواقع أم أنها بقيت مجرد حبر على ورق؟
ما هي البدائل أو البرامج التكميلية التي يمكن أن تدعم تطبيق محتوى مخطط شغل األرض -د-؟
.1الفرضية:
إن الواقييع المييزري الييذي تعيشييه مدينيية أم البييواقي سييببه جمييود أدوات التهيئيية والتعمييير المعمييول بهييا
حاليا ،والتي ال تعتمد على مبدأ المشاورة والمشاركة عند تسيير المجال الحضري ،وال تأخذ بعين االعتبار
الخصائص المحلية للمجياالت العمرانيية المسيتقبلة للمشياريع .عليى العكيس مين ذليك فالمشيروع الحضيري
بإعتباره مشروع متفرد ومحلي الصنع ،يمكنه إستيعاب الظروف المحلية لكيل مدينية ،ويهيدف إليى ترجمية
رغبات وطموحات السكان يعتبر الحل األمثل لهذه المشاكل.
اذن فالحل يكمن في إيجاد الية تعمل على إيجاد تكامل بين مخطط شغل األرض والمشروع الحضري.
.2أسباب ومبررات اختيار موضوع الدراسة:
تعود أسباب اختيار الموضوع المتمثل في دراسة نقدية لمخطط شغل األراضيي ( )ZHUN Cاليى
أهمية هذه األداة في هرم أدوات التخطيط المجيالي والتسييير الحضيري ،والمعميول بهيا منيذ 01سينة رغيم
التطورات التي يشهدها ميدان التعمير لم يستبدل ،ولما له أهمية خاصة بالنسبة للجماعات المحليية إذ يعتبير
أداة جيدة في اتخاذ قرار تنظيم وتسيير المجال العمراني على المدى القريب ،المتوسط والبعيد.
حيث تعاني هذه األداة مين عيدم الفعاليية فيي الوقيت اليراهن وعيدم تطبييق محتواهيا اليذي بقيي حبييس
الوجهة النظرية رغم ما جاء به من أهداف للرقي بالنسيج الحضري ،ولهذا ارتأينا أن يكون موضوع بحثنا
محياولين اقتيراح آليية لليربط والتكاميل بيين المشيروع الحضيري ومخطيط شيغل األراضيي []ZHUN (C
ودمج جزء من مبادئ هذا المشروع عند اإلعداد والتطبيق لهذا المخطط.
2
صالح بو شمال ،اإلنتاج الحضري في الجزائر بين التخطيط والممارسات ،في :التمدد الحضري :عملية غير قابلة للسيطرة! المنشورات
الجامعية ،ران ،فرنسا ،0202 ,ص 042
5
الفصل التمهيدي
-3منهجية البحث:
بالنظر الى أهمية هذا الموضوع وتشعب امتداداته على مختلف المجاالت ،العمرانية واالجتماعية
وحتى االقتصادية فقد حاولنا االعتماد على منهجية متدرجة تقسم عملنا هذا الى عدة مراحل
مرحلة األولى :كانت مرحلة تحضيرية ،تمثلت أساسا في تحديد اهداف الدراسة بدقة وبلورة
الهدف منها ،بعد ذلك شكلنا قاعدة بيانات بيبليوغرافية تتكون من مختلف الوثائق المرتبطة
باإلشكالية المطروحة من كتب ومجالت وتقارير.
المرحلة الثانية :يتمثل الهدف الرئيسي من هذه المرحلة في وضع أساس نضري لمختلف
المفاهيم المرتبطة بموضوعنا ،انتهاءا بعرض مجموعة من التجارب العالمية الستخراج
ايجابياتها ومحاولة االستلهام منها لتطبيقها على مجال دراستنا.
المرحلة الثالثة :تعتبر هذه المرحلة تطبيقا عمليا لما تم عمله في المرحلة السابقة باستنباط
النتائج المستخرجة على مجال دراستنا أي مخطط شغل األراضي "د" او [ ]ZHUN (Cبعد
المراجعة.
فقمنا بتقديم مخطط شغل األراضي ودراسته وتحليله اعتمادا على ما استطعنا جمعه من
وثائق ومعلومات مع محاولة وضع دراسة نقدية نظرية لما جاء في هذا المخطط.
بعد ذلك عرضنا النتائج المتوصل اليها على الواقع الميداني لكشف مدى مصداقيتها وما إذا
كانت هناك حقائق أخرى لم تنكشف من خالل التحليل النظري للوثائق.
في النهاية قمنا بالتركيب بين مجموع النتائج المتوصل اليها من المرحلة األولى النظرية
الدراسة التحليلية لمجال الدراسة للخروج بالنتيجة المعبر عنها بالية التنسيق ومن
بين مخطط شغل األرض والمشروع الحضري مع محاولة تطبيقها من خالل مشروع
تنفيذي.
-4مخطط البحث:
الفصل التمهيدي :تم فيه طرح إشكالية البحث ووضع الفرضيات المحتملة ،مع توضيح موضوع
البحث وبشكل مختصر ضمن مقدمة عامة شملت أبرز األفكار.
الجزء النظري للبحث :والذي يضم الفصل األول وهو يحتوي على تحليل للمفاهيم النظرية األساسية
للبحث المتمثلة في مفهوم مخطط شغل األرض والمشروع الحضري ،حيث حاولنا توضيح العالقة
بين هاته المفاهيم ،وفي آخر الفصل قمنا بدراسة بعض التجارب العالمية القريبة من نفس السياسة
المتبعة في الجزائر من اجل دعم البحث واالستفادة منها بشكل عام.
الجزء التطبيقي للبحث :الذي يضم الفصل الثاني للبحث ،وهو يتناول:
6
الفصل التمهيدي
-تقديم لمدينة أم البواقي مع اإلطار العام لتوجيهات المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير . PDAU
-دراسة نظرية لمخطط شغل األراضي [.]ZHUN (C
-دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي [ ]ZHUN (Cمن اجل تأكيد الفرضية الرئيسية
للبحث ثم الخروج بجملة من االقتراحات والتوصيات التي تستعمل كآلية للترابط والتكامل بين
المشروع الحضري ومخطط شغل األراضي [.]ZHUN (C
-تقديم مشروع في إطار اآللية المقترحة.
7
الفصل التمهيدي
الفصل التمهيدي
طرح إشكالية البحث ما مدى فعالية مخطط شغل األراضي " "ZHUN Cفي تخمين أهدافه؟
مع وضع الفرضيات المحتملة.
الفصل األول
الفصل الثاني
في إطار اآللية المقترحة الحضري ومخطط شغل األراضي []ZHUN C
8
الباب األول :مخطط شغل األرض POS الفصل األول
مخطط شغل األرض هو أداة حديثة للتخطيط المجالي والتسيير الحضري من أدوات التهيئة
والتعمير ،ظهر بموجب قانون 90/09المؤرخ في 90ـ09ـ 0009م ،حيث عرفه المشرع الجزائري
على النحو التالي" :هو ذلك المخطط الذي يحدد بالتفصيل وفي إطار توجيهات المخطط التوجيهي للتهيئة
والتعمير قوام استخدام األراضي والبناء عليها وفقا للتوجيهات المحددة المنظمة من طرف المخطط
التوجيهي للتهيئة والتعمير".
وبالتالي فقد جاء للتحكم في تسيير المجال ،من اجل ضمان النوعية الحضرية والمعمارية للمدينة
من خالل االستجابة للمشاكل والخيارات ،كما أن له أهمية خاصة بالنسبة للجماعات المحلية ،إذ يعتبر أداة
جيدة لالمركزية في اتخاذ القرار في تنظيم المجال.
- 1تطور النظام التشريعي العمراني وصوال الى القانون التوجيهي للمدينة:
لقد مثلت المرحلة االستعمارية مرحلة فارقة في ظهور وتطور السياسات العمرانية في الجزائر فال
يمكن دراسة تطور في هذه السياسات دون التطرق لهذه الفترة.
الفترة االستعمارية من سنة 1381إلى :1691مع بدء العهد االستعماري بدأت معه أولى 1- 1
السياسات التخطيطية حيث مر تخطيط المدن في هذه الفترة بثالث مراحل:
1- 1- 1مرحلة ما قبل :1616
في بداية هذه المرحلة لم توضع سياسة واضحة لتخطيط المدن بل كانت اغلب المحاوالت تصب في
اتجاه تهيئة المجال الحضري ووضع نظام ملكي جديد يتيح للفرنسيين السيطرة على األرض ،كما تميزت
هذه المرحلة فيما بعد بظهور المدن االستعمارية ذات الطابع األوروبي الفردي بينما المدن ذات األغلبية
الجزائرية عاشت في إهمال تام.
عرفت هذه المرحلة تبني مخطط التنمية واالحتياطات وهو نفسه الذي كان مطبقا في فرنسا وكل
مستعمراتها ،حيث تعود األسس النظرية لهذا المخطط الى مجموعة من القواعد العامة وكذا قواعد
الصحة العامة.
1-1-1مرحلة ما بين :1693-1616بدايات عمران المخططات:
بعد الحرب العالمية األولى ومع ظهور الحاجة الى مخططات تسير تطور المدن وتهيئتها
وخصوصا مع تطور الصناعة والتجارة والنمو الرهيب للطلب السكاني على السكن والخدمات أسست
فرنسا لها ولمستعمراتها -مخطط التهيئة والتوسع والتجميل – هذا األخير دخل حيز التطبيق في الجزائر
منذ سنة 0099ليتم إعداد مخطط خاص بالجزائر العاصمة وفقا لدراسة سنة 0090إضافة الى اهتمام
1
الباب األول :مخطط شغل األرض POS الفصل األول
هذه المخططات باألبعاد الجمالية فقد جاءت بعناصر جديدة على غرار التحليل العمراني ،التنطيق
والبرمجة.
8-1-1مرحلة ما بين :1691-1693تطبيق التخطيط الحضري الحديث:
عرفت هذه المرحلة تطبيق مخططات متعددة بأدوات تعمير جديدة خضعت في مهامها لقواعد ميثاق
أثينا من اهم هذه المخططات والبرامج مخطط التعمير الموجه مع البرنامج العام والمخططات التفصيلية
البلدية ،وفي نهاية هذه الفترة االستعمارية ظهرت "برامج التعمير" ومناطق التعمير ذات األولوية
( )ZUPولعل من أهمها "مخطط قسنطينة" الذي جاء بعد اندالع الثورة هذ المخطط الذي استمر العمل به
1
حتى السنوات األولى لالستقالل ولينجح لعدة اعتبارات سياسية منها واجتماعية.
1-1فترة ما بعد االستقالل من 1691الى يومنا هذا:
بعد االستقالل خرجت فرنسا ومعها كل المخططات والوثائق ،ما وضع الدولة في مازق كبير أدى
الى تخطيط كبير في مختلف المجاالت وعلى راسها التخطيط الحضري وتنظيم المجال أضف الى ذلك
تعدد السياسات وتضاربها في كثير من األحيان مرت هذه الفترة بمرحلتين أساسيتين:
المرحلة األولى من 0099الى .0090
المرحلة الثانية من 0009الى يومنا هذا.
حيث تميزت كل مرحلة بتوجيهات سياسية واقتصادية واجتماعية خاصة أثرت بدورها على العمران
2
وتنظيم المجال عموما.
1-1-1المرحلة األولى من 1691الى :1636استمر العمل أثناء هذه المرحلة بالمخططات
الموروثة عن االستعمار الفرنسي خصوصا مخطط التعمير الموجه .- PUD-
تميزت هذه المرحلة أيضا وخصوصا مع بداية سنوات السبعينات بتبني توجه عام يقتضي بمركزية
التخطيط أو ما يعرف ب " الكل مخطط" ،حيث أن كل المخططات الموضوعة ركزت أساسا على تنمية
الصناعات ،ما كان له آثار كبيرة على تهيئة اإلقليم الوطني وعلى الحركة السكانية هذه األخيرة كانت
أساس ظهور االختالالت في المدن الجزائرية التي لم تكن متهيئة الستقبال أعداد كبيرة من السكان.
إضافة الى مخططات التعمير الموجه ،تم تبني مجموعة أدوات أخرى المخطط البلدي للتنمية
( )PCDومخطط التحديث الحضري ( )PMUوالمخططات الخاصة بالتجمعات الكبرى للمناطق
الحضرية الجديدة (.)ZHUN
وفي أواخر سنوات السبعينات نجد أن مختلف األزمات االقتصادية واالجتماعية ساهمت في التأثير
وبشكل كبير ومحسوس في إظهار مدى محدودية العمل بسياسة " الكل مخطط " ،التي فشلت لعدة أسباب
1Maouia Saïdouni, Les éléments d’introduction à l’urbanisme, casbah -Editions, 2011
2بركاني فاطمة الزهراء ،دور المشروع الحضري في تحقيق االستدامة بالمدينة الجزائرية حالة مدينة عين البيضاء ،مذكرة تخرج لنيل شهادة
الماجستير في العمران ،تخصص عمران ،تسيير المدن والتنمية المستدامة ،جامعة العربي بن مهيدي ،9902,ص.90-99 :
2
الباب األول :مخطط شغل األرض POS الفصل األول
أهمها اقتصارها على التجمعات الرئيسية للبلديات ،وعدم إلزامية تطبيقها مع غياب آليات الرقابة
والمتابعة.
حيث أن التحوالت الكبرى بدأت مع إنشاء "وزارة التخطيط والتهيئة اإلقليمية" التي كانت مهمتها
األولى التوفيق بين المخططات القطاعية والتوجهات الكبرى لتهيئة اإلقليم ،وفي نفس اإلطار أنشئت كذلك
"الوكالة الوطنية لتهيئة اإلقليم -ANAT-التي عهد لها بإنجاز "مونوغرافيا" للواليات ،أما أبرز هذه
التحوالت فقد جاءت مع تبني "تهيئة اإلقليم" –قانون 98-99ومن اهم ما جاء به، SRAT،SNAT :
.PAW
وبالتالي فان هذه المرحلة لها إيجابيات وعليها وسلبيات ،إال أنها تميزت بانتهائها باالستفاقة الى
أهمية التحكم في المجال أو اإلقليم بصفة عامة ولكن الوحدة الرئيسية التي هي المدينة لم تظهر في هذه
1
األدوات والمخططات.
1-1-1المرحلة الثانية من 1636الى يومنا هذا :المنظومة القانونية للتهيئة والتعمير في ضل
السياسات الجديدة:
بتحول الجزائر الى التعددية الحزبية واقتصادها الى اقتصاد السوق وما ينص عليه من اعتراف
بحق الملكية الفردية ،صدرت قوانين جديدة في مجال العمران وفقا لدستور 0090من أهمها:
قانون التوجيه العقاري رقم 92-09
قانون التهيئة والتعمير رقم 90-09
هذا القانون الذي يضم األحكام الخاصة بتخطيط المدن في إطار العمران الوظيفي كما جاء بأداتي
التهيئة والتعمير المعمول بهما الى غاية اليوم وهي المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ()PDAU
ومخطط شغل األراضي ( )POSالتي تعمل ضمن توجهات المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم - SNAT-
والمخططات الجهوية لتنمية اإلقليم (-SRAT-التي أصبحت بعد سنة 9909تسمى مخططات تهيئة
فضاءات البرمجة اإلقليمية ،)-SEPT-وهي األدوات المعمول بها في الجزائر الى غاية اليوم ،رغم تغير
2
المعطيات في المراحل التالية.
وبعد سنوات من تطبيق األدوات الجديدة للتهيئة والتعمير ومع توجه الجزائر نحو الالمركزية،
وضعت أدوات جديدة و اطر حديثة للتحكم في تسيير المدينة و إعادة االعتبار إليها كنظام ديناميكي يحتاج
إلى عقالنية في استعمال الفضاء ،كمحاولة لتطبيق سياسة المدينة والعودة إلى النوعية الحضرية في إطار
المشروع الحضري نظرا إلى التطورات العالمية التي شهدتها األلفية الجديدة في ميدان التعمير ،وذلك من
1
Maouia Saïdouni, op.cit. , p: 02.
3
الباب األول :مخطط شغل األرض POS الفصل األول
خالل وضع إطار قانوني يكرس هذا المبدأ من خالل القانون التوجيهي للمدينة 19-19المؤرخ في 11
محرم عام 1911الموافق ل 11فيفري .1119
هذا القانون الذي يندرج في سياق استكمال المنظومة التشريعية وترقيتها ،حيث يقوم على جملة من
المبادئ واالعتبارات هدفها وضع إطار تشريعي منسجم يضمن ترقية المدينة ويكرس مبدأ التشاور
والتكامل في إعداد االستراتيجيات المتعلقة بسياسة المدينة واإلسهام في إنجاحها وترقية االقتصاد
الحضري ،وتجسيد مهام المراقبة ومتابعة كافة النشاطات المتعلقة بسياسة المدينة ،مع التركيز على الخدمة
العمومية والشفافية والعمل والتضامن وتعزيز حضور الدولة وتطبيق القانون وتحديد إطار مؤسساتي
وتنظيمي لتسيير المدينة وتحديد صالحيات الفاعلين ودورهم ،باإلضافة الى التقليل من االختالالت في
المناطق الحضرية ومراقبة توسع المدن واعتماد قواعد التسيير والتدخل واالستشارة التي تقوم على مبادئ
التعاقد والشراكة.
حيث تعتبر المادة 11من اهم مواد هذا القانون والتي تكمل أدوات التهيئة والتعمير:
المادة :11يـوضع إطـار للـتـشاور والـتـنسـيق بـغرض ضـمان الـتطـبيق المـتـفق علـيه والتـناسق
الـناجع ألدوات الــتـخــطـيط والــتـوجــيه الــقـطــاعـيــة عـلى مــسـتــوى المدينة السـيـمـا تـلك المتعلقة
بـحـمـايـة البـيـئـة والـتـراث الـثـقافي والـــعـــمـــران والـــنـــقل والمياه والـــتـــجـــهـــيـــزات
والمنشئات ويـكـلف هـذا اإلطـار بـاقـتـراح اإلجـراءات غـيـر الـواردة في أدوات التخطيط والتوجيه
القطاعية.1
إال أن هذا القانون الذي يمثل أول خطوة نحو تطبيق سياسة المدينة ،لم يرفق بعد بمراسيم تنفيذية
لتطبيقه ،رغم مرور 00سنة من صدوره ،وهذا ما يحتجزه في اإلطار النظري ،إال أنه وبالرغم من ذلك
فهو يعتبر من الخطوات اإليجابية التي تؤكد تفطن الدولة إلى ضرورة تجديد آليات التخطيط الحضري،
وضرورة التقييم الشامل للتشريعات العمرانية الحالية التي مر على صدورها 98سنة ،بهدف تحيينها مع
المستجدات العالمية وسد الثغرات والنقائص التي برزت أثناء الممارسة.2
فقد جاء قانون المدينة بأهداف من شأنها أن تعطي وجها آخر للمدينة قد يوصلها الى مصاف المدن
العالمية ،وان كان مجيء هذا القانون كحتمية للعولمة إال انه مولود يحتاج الى السهر على تطبيقه للخروج
بالمدن الجزائرية إلى بر األمان والرفاهية.
- 1مخطط شغل األراضي:
على عكس مخططات التهيئة العمرانية التي وضعت سنة 0082والتي لم ترفق بقانون يجعل
تطبيقها إلزامي ،فان المادة رقم 09من قانون البلدية رقم 99-09المؤرخ في 0009- 92– 98تجبر كل
4
الباب األول :مخطط شغل األرض POS الفصل األول
البلديات على إعداد أدوات التهيئة التعمير المعرفة في قانون التهيئة والتعمير رقم 90- 09المؤرخ في 90
.0009-09-
وعلى عكس القانون التوجيهي للمدينة رقم 99-99الذي لم يتبع بمراسيم تنفيذية فان قانون التهيئة
والتعمير اتبع بالعديد من المراسيم التنفيذية التي توضح مراحل وكيفية إعداد هذه المخططات ،كما توضح
جملة القواعد العامة للتهيئة والتعمير والتي يتم العمل بها في حالة غياب أدوات التهيئة والتعمير واألكثر
من ذلك فقد أعطت لهذه األدوات ( ) POS،PDAUقوة القانون.
1-1تعريف مخطط شغل األراضي:
يعتبر مخطط شغل األراضي أداة للتخطيط المجالي والتسيير الحضري ،يحتل الطابق األخير في
المنظومة التخطيط العمراني ،ويعتبر أداة قانونية غير قابلة للمعارضة أمام الغير ،كما أن له أهمية خاصة
بالنسبة للجماعات المحلية ،إذ يعتبر أداة جيدة في اتخاذ قرار تنظيم وتسيير المجال العمراني على المدى
القريب ،المتوسط والبعيد.
ولقد أقرّ المشرع الجزائري مخطط شغل األراضي في القانون رقم 90-09المؤرخ في 90ديسمبر
0009المعدل والمتمم بموجب القانون 92-92المؤرخ في 02أوت 9992الذي جاء بعد زلزال
بومرداس ،9999والمرسوم التنفيذي رقم 089-00المؤرخ في 99ماي 0000الذي يحدد إجراءات
إعداد المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير والمصادقة عليه ومحتوى الوثائق المتعلقة به ،المعدل والمتمم
1
بموجب المرسوم التنفيذي رقم 909-92المؤرخ في .9992/90/09
1-1محتوى مخطط شغل األرض :يضم ملف مخطط شغل األراضي الئحة التنظيم والوثائق
البيانية كما يلي:
5
الباب األول :مخطط شغل األرض POS الفصل األول
-تحديد بصفة مفصلة الشكل الحضري وحقوق البناء واستعمال األراضي ،المظهر الخارجي
للبنايات وأنماطها وكذا استعماالتها المسموح بها.
-تعيين الكمية القصوى والدنيا المسموح بها في البناء.
6
الباب األول :مخطط شغل األرض POS الفصل األول
المراحل من إعداد المخطط إلى تطبيق محتواه على الواقع كل حسب الدور الذي ضبطه له المشرع.
7
الباب األول :مخطط شغل األرض POS الفصل األول
تعتبر الدولة ممثلة في وزارة السكن العمران والمدينة المنتج والمنظم والمتحكم األول في إعداد
المجال وضبط توجهات التنمية ،من خالل سن القوانين والفاعل الرئيسي في تطبيق أدوات التهيئة
والتعمير ال سيما مخططات شغل األراضي ومن مهامها:
-تسجيل الدراسة وتخصيص المبالغ المالية لها بناءا على تقارير يعدها صاحب المشروع (مديرية
التعمير ،الهندسة المعمارية والبناء) حول مبررات الدراسة وأهميتها بالنسبة للبلدية المعنية.
-تبليغ صاحب المشروع بالتسجيل.
-ضمان تطبيق تهيئة متجانسة ومتالحمة وذلك بمساعدة البلديات في تكوين احتياطاتها العقارية عن
طريق إصدار قرارات نزع الملكية من اجل المنفعة العمومية.
1-9-1الجماعات المحلية:
تعد الجماعات المحلية الممثلة في الوالية والبلدية دستوريا وتشريعيا هيئات إقليمية تتمتع بالشخصية
المعنوية والذمة المالية المستقلة ،فال تقتصر مهامها على إدارة الشؤون المحلية للسكان وتسييرها فحسب
بل أصبحت مطالبة بالقيام بتهيئة مجالها الجغرافي واالقتصادي في إطار احترام توجيهات السياسة
الوطنية للتهيئة والتعمير ،وتعد البلدية الهيئة األساسية المكلفة بإعداد وتطبيق المخططات التنموية ال سيما
مخططات شغل األراضي والسهر على تجسيدها على ترابها.
و قداعترف المشرع للبلدية بممارسة الرقابة الدائمة على حركية التعمير داخل حدود إقليمها ،من
خالل المشاركة في إعداد وتطبيق مخططات شغل األراضي ،و من ادوارها:
-إعداد وتبليغ مداوالت التسجيل ،التبني والمصادقة على المخططات ووضعها تحت تصرف الجمهور.
-إعداد وتبليغ قرار تعيين المديريات والهيئات الواجب استشارتها أثناء إعداد المخطط.
-تنظيم اجتماعات عرض مراحل دراسة المخططات مع الهيئات المستشارة.
-السهر على تنفيذ محتوى المخطط الذي تعتبر أداة قانونية من أجل توجيه وتنظيم استعمال األرض بعد
المصادقة عليه.
8-9-1المديريات والهيئات المستشارة:
تتمثل خصوصا في مديرية التعمير ،الهندسة المعمارية والبناء وباقي الهيئات التي حدد القانون لكل
منها دوره في إعداد وتطبيق مخططات شغل األراضي.
مديرية التعمير ،الهندسة المعمارية والبناء :تلعب دورا أساسيا في ضبط التهيئة المقترحة ألنها
المتدخل الرئيسي في إعداده وتطبيقه وتمثل في نفس الوقت صاحب المشروع
8
الباب األول :مخطط شغل األرض POS الفصل األول
الهيئات المستشارة :حدد التشريع الهيئات والمصالح الواجب استشارتها منها الخاضعة
لالستشارة وجوبا وفتح لها مجال المشاركة الواسعة عند إعداد المخطط في جميع مراحله وصوال
إلى المرحلة النهائية.
9-9-1الجمعيات:
1
يعتبر القانون 90-09الجمعيات أحد الفاعلين الممكن استشارتهم أثناء إعداد مخطط شغل األراضي.
5-1آليات اإلنجاز والتطبيق :تمر عملية إنجاز وتطبيق مخطط شغل األراضي بعديد المراحل
القانونية وعلى مختلف المستويات بحيث يتدخل خاللها مجموعة من الفاعلين على المستوى المحلي
وفي بعض األحيان على المستوى المركزي قصد الوصول الى أفضل النتائج كما في المخطط التالي:
1 1هواري سعاد ،مخططات شغل األراضي بين المنظومة القانونية والتطبيقات الميدانية حالة " الدقسي عبد السالم ،سركينة وتافرنت "مدينة
قسنطينة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في التهيئة العمرانية ،5119،ص89:
9
الباب األول :مخطط شغل األرض POS الفصل األول
الوالي
تبليغ المداولة اعداد مداولة تسجيل
تبليغ
10
الباب األول :مخطط شغل األرض POS الفصل األول
إذا أصبحت توجيهات مخطط شغل األراضي ال تستجيب لمتطلبات المنطقة التي يغطيها ،أمكن
مراجعته حيت تتم بنفس الطريقة واإلجراءات التي تمت بها المصادقة عليه ،وال يمكن إجراء هذه
المراجعة إالّ إذا توفرت الشروط التالية:
-إذا لم ينجز في األجل المقرر إلتمامه سوى ثلث حجم البناء المسموح به من المشروع الحضري.
-إذا كان اإلطار المبني الموجود في حالة خراب أو في حالة من القدم تستدعي تجديده.
-إذا كان اإلطار المبني قد تعرض لتدهورات ناتجة عن ظواهر طبيعية.
-إذا طلب ذلك وبعد مرور خمس سنوات من المصادقة عليه أغلبية مالك البنايات البالغين على
األقل نصف حقوق البناء التي يحددها مخطط شغل األراضي الساري المفعول.
-إذا استدعت ذلك الحاجة إلى إنشاء مشروع ذو مصلحة وطنية لم ينص عليه المخطط.
- 8مخططات شغل األرض بين الواقع والمأمول:
اإليجابيات:
يضمن التواصل بين مختلف الفاعلين في المدينة من أجل إنجاح المخططات الموضوعة.
من إيجابيات مخططات شغل األراضي أنها تعمل على إيجاد مجال حضري متجانس في عمرانه
متناسق في بنيانه متكامال في بنياته التحتية والفوقية.
تحسين اإلطار المعيشي ،فهو أداة تقنن استعمال المجال وتحرص على عدم تشوهه وتضبط
تعميره.
يعمل على المستوى النقطي فهو على اتصال مباشر بالمجتمع الذي سيطبق على مستواه ما يعطيه
مزيدا من الفاعلية.
يعتبر أداة جيدة في اتخاذ قرار تنظيم وتسيير المجال العمراني على المدى القريب ،المتوسط
والبعيد كما انه يضمن إنتاج العقار الحضري المخصص للتوسع مع المحافظة على التراث
الطبيعي من أراضي فالحية وغابية ومناطق بيئية محمية.
السلبيات:
رغم األساس التنظيمي المثالي لمخطط شغل األراضي إال انه بقي حبيس اإلطار النضري ولم يجد
طريق الى التطبيق ،حيث أن تواجد مخطط شغل األراضي في أدنى سلم ترتيب أدوات التهيئة والتعمير
يجعله يخضع الى إمالءات كثيرة ومتعددة تصل الى المستوى المركزي رغم انه جاء في األساس
لمحاربة التخطيط المركزي وترقية األدوات المحلية للتعمير ،هذا ما يجعل من مخطط شغل األراضي
مجرد تحصيل حاصل في اغلب األحيان.
11
الباب األول :مخطط شغل األرض POS الفصل األول
من جهة أخرى فان اإلرث الثقيل من الممارسات البيروقراطية للتخطيط العمراني والمجالي من
طرف اإلدارة أدى الى تطبيق نفس األساليب السابقة على مخطط شغل األراضي ما جعل منه مجرد
صورة جديدة لما سبقه من آليات ،كما دفع أيضا الى تعطيل ميكانزماته وأحكامه ،يمكننا أيضا أن نذكر
ما يلي:
القرار السياسي أقوى فعالية من مخطط شغل األراضي أي أننا نجد أنه على مستوى تحقيق أدوار
الفاعلين ،فإن السلطة التنفيذية الممثلة في الوزارة الوصية والمديريات التابعة لها ال يتعدى دورها
في تسجيل المخطط وإرصاد المبالغ المالية له أما المتابعة فهي مجرد تقارير تبلغ من طرف
صاحب المشروع ،وهذا ما يالحظ في تعدد مخططات شغل األراضي التي تجاوزت مدة دراستها
وتمت مراجعتها ،ما كان له أثر كبير على مصداقية نتائج الدراسة وانعكاساتها المباشرة على
تنظيم المجال.
ورغم القوة القانونية التي تتمتع بها مخططات شغل األراضي وإلزامية تطبيقها من الناحية
النظرية نجد أن الفاعل الرئيسي (الدولة) هي المتعدي األول على هذه األداة من ناحية التطبيق
وذلك من خالل إصدار القرارات السياسية المفاجئة التي ال تتماشى في الغالب مع التهيئة المقترحة
دون الرجوع في ذلك إلى التهيئة المصادق عليها في مخطط شغل األراضي إلى أن يتم مراجعته
لتنظيم وتقنين كل هذه التجاوزات.
كما أن تعرض فريق الدراسة المكون من تقنيين مختصين في المجال من هندسة معمارية
وعمران وعلم اجتماع حضري واقتصاد حضري الى ضغوطات كبيرة من السلطة اإلدارية يؤدي
غالبا الى نتائج كارثية على نوعين الدراسة ونتائجها.
مشاركة البلدية في رسم نسيجها العمراني تقتصر على إبداء رأي فقط ،فمديرية التعمير الهندسة
المعمارية والبناء صاحبة المشروع هي التي تقوم بتحديد التهيئة وترسم معالمها التي غالبا ما
تكون غير منسجمة مع الواقع االجتماعي واالقتصادي فاغلب المخططات تأتي على شكل
إمالءات إدارية ال تشجع باقي الفاعلين على العمل بها بإيجابية.
مسؤولية مديرية التعمير في اختيار مكاتب دراسات كفأة للقيام بمثل هذه الدراسات المهمة تغيب
في معظم األحيان ،فرغم مسؤولياتها في مراقبة مكاتب الدراسات أثناء إعداد الدراسة ال تحترم
االتفاقية المبرمة ال سيما فيما يتعلق باآلجال التعاقدية للدراسة حيث كثيرا ما يرجع طول مدة
الدراسة إلى افتقاد صاحب المشروع إلى قاعدة بيانات متكاملة وحديثة تسهل عمل مكاتب
الدراسات مما يضطرها في كثير من األحيان إلى االعتماد على معطيات قديمة أو غير مبينة
ومنافية لواقع الميدان ما ينجز عنه نتائج دراسة خاطئة
12
الباب األول :مخطط شغل األرض POS الفصل األول
غياب المشاركة الفعلية لجميع الهيئات واإلدارات يعيق وضع تصور متناسق ويوقع في أخطاء
قد تعيق تطبيق مخططات شغل األراضي.
تغييب المواطن وعدم إدماجه أثناء إقرار هذه المخططات على ارض الواقع ،الن دور الجمعيات
غالبا منعدم تماما في الدراسات لعدم وجودها وفي حال إبداء رأيها مجرد إجراء صوري ال يؤخذ
به وهو غير ملزم.
خاتمة:
تعتبر الجزائر من البلدان القليلة في العالم ،التي عرفت في مدة وجيزة نسبيا من تاريخها سياسات
ونظريات متعددة ومتضاربة في بعض األحيان في مجال تهيئة اإلقليم والتعمير ،ولما كانت هذه األدوات
هي ترجمة مجالية للواقع السياسي واالقتصادي واالجتماعي للبالد فإنها قد لعبت الدور الكبير في خلق
محيط معيشي متباين في مختلف أبعاده.
حيث أن مخطط شغل األراضي شكل قفزة نوعية في مجال تقنين التعمير وآلياته من جهة ،ومن
جهة أخرى فانه يشكل الحد الدنى من ضمان الحقوق العامة في مجال التعمير خاصة بعد تخلي الدولة عن
دورها كمتعامل وحيد في المجال.
لكن لألسف فان العناصر اإليجابية التي جاء بها "مخطط شغل األراضي" غرقت في بحر من المشاكل
المتعلقة باليات التطبيق وأولوية اإلداري على التقني في اتخاذ القرار مع تهميش هيئات المجتمع المدني
والمواطنين وإبعادهم عن دائرة التأثير الفعلي.
كل هدا قضى على مبدا التشاركية بين المواطن والسلطات في اتخاذ القرارات وجعل من الفرد بعيد
كل البعد عن إبداء رايه واإلدالء باحتياجاته ما جعله ال يشعر باالنتماء الى المكان الذي يعيش فيه وبالتالي
ال يشعر بالمسؤولية اتجاهه ولهذه األسباب بقيت آليات تطبيق أدوات التهيئة والتعمير قديمة ما أدى الى
عدم تطبيق نظرة مخطط شغل األراضي الجديدة وما أدى الى التوجه نحو تطلعات سياسية جديدة
وإيديولوجيات حديثة منها المشروع الحضري.
13
الباب الثاني :المشروع الحضري الفصل األول
بعدما أثبتت الوقائع فشل السياسات السابقة إضافة الى تراكم األزمات والمشاكل داخل المدن،
ولبلوغ األهداف المرجوة والمأمولة من أدوات التهيئة والتعمير ،والمتمثلة في إرساء سياسة حضرية تكون
فيها روح المسؤولية والعقالنية والرقابة المستمرة والمتواصلة لألهداف والخطط الضامن الرئيسي
والمحرك الديناميكي لتحقيق التنمية الحضرية.
جاء المشروع الحضري كترجمة عملية ألهداف القانون التوجيهي للمدينة حيث يمثل الجانب
والنموذج األكثر اكتماال للتخطيط الحضري ،نظرا إلى النظرة المستقبلية التي يتميز بها وإلى قدرته على
وضع األهداف التي تعمل على توجيه التحوالت المستقبلية للمجال الحضري على المستوى المحلي إضافة
الى وضوح ميكانيزمات تدخله على المجال.
- 1المشروع الحضري:
يعد المشروع الحضري نقلة من تعمير تقني وتنظيمي نحو تعمير تفاوضي وتشاركي بين القطاع
العمومي والخاص ،وبمساهمة الهيئات المنتخبة ومكونات المجتمع المدني وذلك في إطار تطبعه الشفافية
والديمقراطية أثناء اإلعداد والمناقشات واتخاذ القرارات التي تهم التهيئة وتدبير الشأن المحلي.
1
الباب الثاني :المشروع الحضري الفصل األول
إذا كان المشروع مقاربة قديمة بالنسبة إلى المهندس المعماري ،فقد أصبح يخص العمراني في بداية
السبعينات ،وهو يهدف إلى الخروج من المنطق القطاعي للعمران الوظيفي والربط بين األفكار
والمقاربات من خالل إنتهاج عمران المشاريع ،الذي يسمح بتجسيد المشاريع على كل اإلقليم ،لكنه ليس
مرادف إلنعدام التنظيم وإنجاز مشاريع ال تتماشى مع القوانين ،بل يهدف إلى المرونة في إنجاز هذه
1
المشاريع التي يجب أن تكون مبتكرة ومثالية مثل ) األحياء والمدن المستدامة(.
التمدد
الحضري
البحث عن
أدوات التجزئة
عمرانية الحضرية
جديدة
تراجع
المقاربة ظاهرة
العملية العولمة
المركزية البحث عن
مقاربة
حضرية
جديدة
1بركاني فاطمة الزهراء وآخرون ،من عمران المخططات إلى عمران المشاريع ،دراسة حالة مدينة قسنطينة ،مذكرة تخرج مقدمة لنيل شهادة
مهندس دولة في تسيير المدن ،جامعة العربي بن مهيدي ،1002 ،ص46-49. :
2
الباب الثاني :المشروع الحضري الفصل األول
خصائص
المشروع الحضري
متفرد ومحلي
يتناول كل مكان على أساس
أنه متفرد ،أي أنه ليس منتج
حضري قابل للتبادل من
مدينة إلى أخرى
1
للمشروع الحضري عدة خصائص وهي مرتبطة مع بعضها البعض وهي:
الشكل رقم :05خصائص المشروع الحضري
المصدر :من إعداد الطالب
1
VERDIER Philippe, Le projet urbain participatif : apprendre à faire la ville avec ses habitants, Yves
Michel et adels, 2009, p : 170 et 271.
3
الباب الثاني :المشروع الحضري الفصل األول
1
BOUCHERIT Sihem, L’utilisation du Projet Urbain dans la requalification des grands ensembles. (Un passage
d’une gestion traditionnelle vers une gestion stratégique), mémoire pour l’obtention du diplôme de magistère,
université mentouri de constantine ; département architecture et urbanisme ; 2004 ; p :.12
2
BACHOFEN Charles, élément pour comprendre le projet urbain, ministère de l’équipement des transports et
du tourisme , le remu recherche et maitrise d’œuvre urbaine , strasbourg , p : 25-30 .
4
الباب الثاني :المشروع الحضري الفصل األول
6-1مراحل المشروع الحضري :يمكن تلخيص مراحل المشروع الحضري كما يلي:
الجدول رقم :01المراحل الخمسة للمشروع الحضري
5
الباب الثاني :المشروع الحضري الفصل األول
المشروع الحضري العملي المحلي على مستوى المدينة أو القطاع :يدوم هذا النوع
من العمليات على األقل 11سنة منها :إعادة إستعمال الجيوب الحضرية ,المدن
الجديدة ,المدن التوابع
2
8-1تسيير المشروع الحضري:
إن تجسيد سياسة المدينة في ميدان اإلنتاج الحضري يكون من خالل الربط بين عدة عمليات
ومقاييس وتنظيمها بهدف تحقيق التوافق بين المشروع الحضري والمجتمع المحلي ،ومن أجل ضمان
حسن سيرورة ومتابعة المشروع الحضري تتدخل ثالث مستويات من هيئات التسيير:
1
DARLEY Amélie, op.cit. , p: 21.
2
BACHOFEN Charles, op.cit. , p : 7.
6
الباب الثاني :المشروع الحضري الفصل األول
لجنة المشاورة: لجنة تسيير المشروع: لجنة المتابعة التقنية: لجنة المتابعة السياسية:
تتكون من مسيرين وخبراء تتكون من متخذي القرار
دورها دعم المواطنين، تتكون من مختلف الوزارات
تعينهم لجنة المتابعة (الجماعات المحلية) والتي
تتكون من مستشارين المعنية ،الفاعلين الخواص،
السياسية حيث تعمل على تحدد طبيعة وأهداف
متعددي الوظائف هدفهم وممثلي السكان ،وتتدخل هذه
الربط بين تدخالت الفاعلين القرارات المتخذة ،كما
اإللمام بطموحات وإقتراحات اللجنة بهدف الربط بين
المعنيين . تضمن المتابعة السياسية
المواطنين وضمان ترقية مختلف وجهات النظر لمختلف
المشروع الحضري باستغالل الفاعلين. والمؤسساتية والقانونية
التواصل بين الفاعلين. للمشروع .
7
الباب الثاني :المشروع الحضري الفصل األول
يشعر بالمسؤولية اتجاهه ولهذه األسباب بقيت آليات تطبيق أدوات التهيئة والتعمير قديمة ميا أدى اليى عيدم
تطبيق نظرة مخطط شغل األراضي الجديدة.
لكن يمكن خلق تكامل بين المشروع الحضري و مخططات شغل األرض و ذلك من خالل القضاء
على سلبيات مخطط شغل األرض ودعم ايجابياتها اكثر وجعلها متأقلمة مع وتيرة النمو المتسارعة و
المشاكل الناجمة عنها من خالل النظرة المستقبلية التي يتميز بها ،و إلى قدرته على وضع األهداف التي
تعمل على توجيه التحوالت المستقبلية للمجال الحضري على المستوى المحلي ،واإلعتماد على
الالمركزية التي تسمح بخلق ظروف جديدة للمراقبة المحلية لنمو المدن ،والتي تترجم على أرض الواقع
من خالل زيادة أهمية الفاعلين المحليين من منتخبين ومواطنين المرتبطين مباشرة بالواقع الخاص بكل
مدينة.
باإلضافة إلى أنه يراعي وفي نفس الوقت التراث ،الهوية الحضرية والحداثة والعصرنة العالمية،
بهدف تجنب اإلنقطاع مع تاريخ المدينة وبالتالي العودة إلى الممارسات الحضرية المرتبطة بتاريخ وتقاليد
المدن.
إذا يجب إصدار قوانين تكون كأداة عملية ملموسة يتم من خاللها تجسيد مبادئ المشروع
الحضري خاصة مبدأ المشاورة والمشاركة للمواطنين عند إعداد أدوات الــتـخــطـيط والــتـوجــيه
الــقـطــاعـيــة.
8
الفصل الثالث :التجارب العالمية الباب األول
إلثراء هذا البحث من الجانب النظري كان البد من التعرض إلى بعض التجارب العالمية في ميدان
المشروع الحضري ودورها في السياسة العمرانية ،وأثناء إختيار هذه التجارب كان البد من مراعاة عدة
إعتبارات أهمها إشراكها مع التجربة الجزائرية في نقطة ما ،وعليه تم اختيار التجربة الفرنسية كنموذج
عن البلدان المتقدمة والتجربة المغربية كنموذج عن المشروع الحضري في البلدان العالم النامي ،وكالهما
من البلدان المتوسطية.
ومنه اختيار التجربة الفرنسية ألنها القدوة واألسوة والجزائرية في شتى السياسات على غرار السياسة
العمرانية وذلك طبعا نتيجة التبعية االستعمارية التي ال تزال الجزائر تعاني منها حتى وقتنا هذا ،أما
التجربة المغربية فقد كانت نتيجة العوامل المشتركة بين المغرب والجزائر والتي ال يمكن تحديدها في
مجال واحد ،فالمغرب وبحكم موقعها الجغرافي والتاريخي تشترك مع الجزائر في نفس الظروف المناخية
والجغرافية ،وفي نفس التاريخ اإلستعماري الذي جعلها إلى غاية اليوم تعاني تبعية هي األخرى فأحسن
واصح مقارنة ،هي المقارنة مع المثيل أي نفس التاريخ ،الظروف والتطلعات.
- 1التجربة الفرنسية:
فرنسا كمثيالتها من الدول المتقدمة سباقة نحو االستراتيجيات الحديثة في شتى المجاالت ومنه
اختيارنا لها كمثال لدراسة سيمكناننا من االستفادة واإللمام بمعلومات ثرية في مجال النهوض بالسياسة
العمرانية والتوجه بها نحو مواكبة التطورات العالمية ،من خالل دراسة مراحل التطور الحضري في
فرنسا بين سنة 1491وسنة ،6112محاولين في ذلك تقسيم هذه الفترة حسب السياسة الغالبة والتوجهات
المسيطرة في كل مرحلة:
1
1- 1مرحلة إعادة البناء من سنة 1491إلى :1411
بعد الحرب العالمية الثانية كان من الضروري إعادة بناء ما تهدم خالل الحربين ،والتخلي عن
األساليب المتبعة آنذاك ،حيث كانت الدولة تتدخل مباشرة متبنية بذلك سنوات من المركزية في القرارات،
بتوجيه كل السلطة إلى المهندسين الذين يعملون وفق العمران التقليدي ،إال أن هذه السياسة أصبحت غير
نافعة ،نتيجة:
-وجود عجز في السكن قبل الحرب ،في حين أن عمليات إعادة البناء أخذت بعين اإلعتبار ما هدم فقط.
-أزمة اإلنفجار الديمغرافي.
-زيادة متسارعة لسكان الحضر نتيجة النزوح الريفي.
1
بركاني فاطمة الزهراء وآخرون ،من عمران المخططات إلى عمران المشاريع ،دراسة حالة مدينة قسنطينة ،مذكرة تخرج مقدمة لنيل شهادة
مهندس دولة في تسيير المدن ،جامعة العربي بن مهيدي ،6114 ،ص.24- 26 :
1
الفصل الثالث :التجارب العالمية الباب األول
وهذا ما أدى إلى ظهور البيوت القصديرية في المدن الكبرى ،ومن أجل معالجة هذه األزمة إتخذت
السلطة إجراءات تشريعية وتنظيمية أدت إلى تلبية اإلحتياجات في أواخر الخمسينات أهمها:
-قانون 1411الذي عوض سكنات السوق الجديدة ( )HBMالتي كانت بسكنات الكراء(.)HLM
-قانون المنشآت العمومية االجتماعية واالقتصادية المزدوجة للتهيئة الجهوية (.)SEM
-قانون 11أفريل 1411الذي دعم السكنات االقتصادية العائلية «.»Lolgeco
-القانون العقاري المؤرخ في 12أوت 1411الذي سمح بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة.
-اإلعالن عن قانون التعمير والسكن سنة.1419
ومنه فإن االهتمام بالجانب البيئي لم يؤخذ بعين االعتبار خالل هذه الفترة ،بسبب المشاكل التي مست
كل الميادين ،حيث تهدم النسيج العمراني بنسبة ،% 60ما أدى إلى استعجالية إعادة البناء لتلبية حاجيات
السكان ،حيث تمكن من تغطية هذا العجز في مدة ال تتجاوز 12سنة ،لكن كما فقط مع إهمال النوع.
1
2-1مرحلة العمران القطاعي من سنة 1411إلى :1492
مرحلة سيطرة المهندسين على المدينة (:) 1491-1955
مع رجوع المعمرين من الجزائر في بداية ،1421ظهرت من جديد أزمة السكن ،ما أدى إلى دعم
الدولة للمراجع التشريعية والتنظيمية لحل هذه األزمة ،وذلك من خالل:
-قانون 7أوت 1417للمناطق قابلة للتعمير بأولوية (.)ZUP
-المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير لمنطقة باريس ( )SDAURPبين سنة ،1964-1426الذي جاء
بمدن جديدة مثل مدينة Evry
-كما تم خلق مفوضية تهيئة اإلقليم للتدخل الجهوي ( )DATARسنة ،1421من أجل وضع سياسة
إدارية لخلق التوازن بين األقاليم (بداية التفطن إلى أهمية البعد اإلقليمي).
ومنه فقد تكفلت الدولة بحل هذا المشكل بتشجيع إنشاء شبكات مهندسين ،يتلخص دورهم في وضع
ديكور حضري بسيط وسهل اإلنجاز ،حيث كانت األولوية للسكن مع إهمال باقي التجهيزات ما أدى إلى
اإلنتهاء إلى عمران المخططات الذي ال يأخذ بعين االعتبار الحقائق الجغرافية والبشرية للمكان ،هذه
السياسة كانت فعالة من الناحية الكمية لكنها بدأت بالفشل تدريجيا ،نتيجة تحسن المستوى المعيشي للسكان
فتوجه القادرون منهم ماليا إلى ما يوفره القطاع الخاص
1
مرحلة العودة إلى مقياس المدينة (:)1492- 1491
1
DARLEY Amélie, L’urbanisme de projet , Les cahiers de l’institut d’aménagement et d’urbanisme, Île-de-
France , n° 162 - mai 2012 , p : 11 .
2
الفصل الثالث :التجارب العالمية الباب األول
هي مرحلة إعادة النظر نتيجة التغيرات الكبرى التي شملت الميدان الديمغرافي ،اإلقتصادي والسياسي،
فالصدمة البترولية لسنة 1471واألزمة اإلقتصادية التي تبعتها ،كان لها تأثير كبير على المجتمع الفرنسي
أين إرتفع معدل البطالة ،وأصبحت التجهيزات العمومية غير كافية ،باإلضافة إلى تطوير أحكام لعرض
السكن الفردي ذو السعر المنخفض والتي أدت إلى إخالء التجمعات الكبرى من السكان ذوي الدخل
المتوسط ودعمت اإلنعزال ما أدى بالدولة إلى:
-خلق وزارة البيئة سنة 1471وإعتماد مبدأ إعالم المواطن فيما يخص المشاريع الحضرية سنة .1471
-وضع سقف قانوني للكثافة ( )PLDسنة .1471
-إنشاء القانون المتعلق بتنظيم العمران ومنع نهائيا إنشاء( )ZUPسنة.1472
ومنه فإن هذه المعطيات اإلقتصادية واإلجتماعية الجديدة أثرت على التحكم في المشاريع التي
أصبحت ال تأخذ الجانب التقني فقط بعين االعتبار بل أصبحت متعددة اإلختصاصات تجمع كل المختصين.
2
3-1مرحلة التوجه نحو سياسة المدينة وعمران المشاركة (:)2111-1492
إن تدهور إطار المعيشة في الضواحي أكد فشل المقاربات القطاعية وجعل المقاربة الشاملة هي الحل
هذا ما أدى إلى التوجه نحو سياسة المدينة ،وخلق وزارة المدينة سنة 1441لدعم تجسيد هذه السياسة،
التي هدفت إلى خلق الروابط اإلجتماعية والمجالية بين مختلف أجزاء المدينة وبين المدن ،تحسين الصورة
الحضرية للمدن والمظهر الخارجي للبنايات ودعم دور اإلعالم في مجال معالجة المشاكل الحضرية.
أما قانون الالمركزية لسنة 1466جعل الجماعات المحلية هي المسيطرة ،ألنها أصبحت شريكة للدولة
في ميدان العمران ،فتم وضع سياسة تعاقدية حول مشاريع معينة مع تمويل مشترك ،وأصبح التحكم في
المنشآت استجابة لالحتياجات وظهور إرادة سياسية ،وهذا ما أدى إلى دعم المنافسة بين المدن باإلضافة
إلى:
وضع قانون 11جويلية 1464والذي جاء بمبدأ المشاركة في إعداد المشاريع الحضرية على
شكل تعاقدي يسمى عقد المدينة.
سنة 1441فقد تم وضع قانون التضامن المالي ،الذي خلق نوع من التضامن الحضري بين
البلديات الغنية والبلديات الفقيرة
القانون التوجيهي للمدينة LOVالذي صدر سنة ،1441بحثا عن تحقيق تنمية متوازنة يبين
األقاليم الحضرية.
1
HAYOT Alain, le projet urbain, enjeux expérimentation et professions, Edition la villette, 3eme édition, 2004,
p : 46-111.
2
محمد بهضوض ،سياسة المدينة في المغرب :تشارك وبناء تشاركي من أجل أجرأة مستدامة ،وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة ،المنتديات
الجهوية ،الحوار الوطني سياسة المدينة ،ماي ،6116ص.6:
3
الفصل الثالث :التجارب العالمية الباب األول
وبالتالي فإن القيام بعملية التخطيط دون اإلستناد على مشروع منذ البداية هو مرادف للبدء بالنهاية.
ومنه فان السعي نحو تحقيق هدف تحويل المدينة الفرنسية وانهاج مقاربة المشروع الحضري فيها
لم يقتصر على العمل على الجانب القانوني فقط بل تعداه إلى إقتراح نماذج لمشاريع حضرية ممولة من
طرف الدولة ،تحاول إختبار مدى نجاعة القوانين والنظريات الموضوعة في هذا المجال ،أي أن التجربة
الفرنسية في ميدان المشروع الحضري هي تجربة جد متطورة تستحق الدراسة ،فهي تجاوزت الجانب
النظري إلى الجانب التطبيقي ومرحلة تقييم النتائج.
- 2التجربة المغربية من التعمير اإلجباري الى التعمير التشاوري:
تشترك الجزائر والمغرب في عدة نقاط إال أن االختالف يكمن في الحكم السياسي ،ألن المغرب ذات
حكم ملكي على عكس الجزائر وهذا ما سنالحظه خالل تحليل تطور السياسات الحضرية المغربية التي
تكون في الغالب راجعة ألحكام ملكية.
حيث ظهر العديد من الفاعلين في المجال الحضري مثل الوكاالت العمرانية ،الوكالة الوطنية لمحاربة
السكنات الهشة ( )OPHوالمنشئات الجهوية للتهيئة والبناء وغيرها ،وقد رافقت هذه المؤسسات العمرانية
العديد من النصوص القانونية ،إال أن ممارسات التخطيط الحضري خالل هذه الفترة كونت رؤية عن
المدينة المغربية تتميز باإلهتمام بالجانب المعماري والجمالي لمراكز المدن وإهمال الضواحي الفقيرة ،ما
أدى إلى تفاقم ظاهرة أحياء الصفيح.
بداية األلفية الجديدة ،فترة التفطن إلى األبعاد اإلجتماعية والبيئية :
1حيروش مبارك ،قوانين ومؤسسات التخطيط الحضري بالمغرب ،المصدر الصحفي ،جريدة أسبوعية مغربية شاملة ،االثنين 61سبتمبر ،6111
العدد ،4 :ص.11-4 :
4
الفصل الثالث :التجارب العالمية الباب األول
إال أن السلطات العمومية وإنطالقا من األلفية الجديدة أبدت الرغبة في االتجاه نحو تناول المدينة
بطريقة أشمل ،بسبب التطورات العالمية في هذا المجال وبسبب المشاكل اإلجتماعية ،فبعد سنة1446
اإلنفتاح السياسي النسبي سمح بظهور أفكار جديدة في ميدان السياسات العمومية الحضرية ،وأحسن مثال
على ذلك هو التفطن إلى ضرورة المرافقة اإلجتماعية لمشاريع القضاء على األحياء العشوائية ،هذه
الظروف أدت إلى خلق مؤسسة العمران التي تمثل أول مستثمر وطني مغربي في ميدان العمران،
باإلضافة إلى إنطالق برنامج مدن دون أحياء قصديرية (.)PVSB
فترة إلقاء الضوء على البعد اإلقتصادي ،من سنة 2112إلى سنة : 2114
في سنة 6112قام الملك بإلقاء خطاب أشار فيه إلى أن الهدف هو ليس فقط الوصول إلى مدن دون
أحياء عشوائية أو بناء مجسمات من الخرسانة دون روح وتفتقر إلى كل المظاهر اإلجتماعية ،بل هو
تشييد مجاالت مناسبة للحياة بإستغالل المهارات المتوفرة ،وصناعة أقطاب لإلستثمار منتجة ،وتجمعات
عمرانية مرتبطة بخصائصها وبطابعها المحلي ،حيث أعتبر هذا الخطاب تأكيد على ضرورة إعداد
إستراتيجية وطنية للتنمية الحضرية الشاملة ،فقد أدى إلى ظهور العديد من التقارير حول المدينة كما أنه
أشار إلى ضرورة عصرنة المدن المغربية لكي تستجيب إلى التنافسية الدولية ،أي أنه لم يقتصر على
الجانب اإلجتماعي فقط ،بل تعداه إلى الجانب اإلقتصادي .
مرحلة التأكيد على البعد االستراتيجي للتنمية الحضرية ،من سنة 2114إلى
:2112
خالل سنة 6114تم مناقشة اإلستراتيجية الوطنية للتنمية الحضرية من طرف الوزارات الثالثة
،وزارة السكن والعمران ،وزارة الداخلية ووزارة المالية ،في إطار لجنة وزارية مشتركة للتنمية اإلقليمية،
كما إنبثق عن هذه اإلستراتيجية وثيقة بيان المدينة التي أعتبرت منعرج حاسم في طريقة تناول المجال
الحضري من طرف السلطات العمومية ،ألنه يرتكز على ظاهرة التمدد الحضري التي تمثل تحدي أساسي
،وبالتالي فقد جاء بوجهة نظر جديدة تحمل مفاهيم وتوجهات جديدة أهمها :التجديد الحضري ،الخلط
الحضري الوظيفي واإلجتماعي ،وأخذ بعين اإلعتبار كل مقاييس المدينة عند إعداد المخطط الوطني
1
للتهيئة اإلقليمية (.)SNAT
1
BARTHEL pierre-Arnaud, expérimenter la ville durable au sud de la méditerranée (chercheurs et
professionnels en dialogue), l’aube, collection villes et territoires, 2011, p : 201-209.
5
الفصل الثالث :التجارب العالمية الباب األول
منذ تسعينيات القرن الماضي ما فتئ المغرب يشيد ورشات لتحسين الظروف اإلجتماعية للسكان،
لكنها ظلت غير كافية لمعالجة التدهور الحضري الذي تشهده المدن المغربية ،تعددت األجوبة في هذا
الصدد ،لكن يبقى أبرزها ما عملت به عدد من دول العالم المتقدم )مثل فرنسا طبعا ) ،وإقترحته عدد من
1
الفعاليات في المغرب ،وهو تبني" سياسة للمدينة "كمقاربة لحل هذه اإلشكاليات.
و منه فإن إقتراح وضع سياسة فعالة للمدينة المغربية كان نتيجة الوضع اإلجتماعي الكارثي الذي
آلت إليه المدينة المغربية ،فقد صنف آخر تقرير لبرنامج األمم المتحدة للتنمية لسنة 6111المغرب في
المرتبة 131عالميا على مستوى التنمية البشرية ،ومنه كان البد من التفكير في سياسة للمدينة.2
أما البرنامج الذي جاء من أجل تجسيد هذه السياسة فهو" برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية "
وهو ما أفضى إلى نتائج إيجابية دون شك ،لكنها لم تكن كافية ما دفع الحكومة سنة 6116وفي سياق
الحراك السياسي واإلجتماعي الجديد ،إلى إقتراح مقاربة أخرى تتعلق هذه المرة بسياسة المدينة ككل.3
ومنه فإن التهيئة الجهوية في المغرب تهدف بالدرجة األولى إلى الحد من المشاكل اإلجتماعية
التي تعاني منها المدن المغربية ،وإلى التخلص من مشكل أحياء الصفيح الذي يؤرق السلطات العمومية
- 3الفوائد المستخرجة من التجارب:
بعد االطالع على مراحل التطور الحضري في الجزائر سوف نالحظ أن تطور اإلطار القانوني
والمؤسساتي العمراني في فرنسا هو نفسه في الجزائر مع فارق زمني يتراوح بين ( 11-11سنة)
ومنه األخذ بعين االعتبار ما يحدث في فرنسا ،وهذا طبعا نتيجة التبعية االستعمارية حيث انه ليس من
الممنوع االستفادة من التجارب األجنبية سواء فرنسية أو غيرها ولكن يجب محاولة استنباط
اإليجابيات وتطبيقها.
التفطن للسلبيات وتجنبها حتى ال نعيد أخطاء هذه السياسات.
االستفادة من المغرب توجه كال البلدين نحو تجسيد سياسة المدينة ،هذه السياسة التي يبدو أنها متطورة
نوعا ما في المغرب عن الجزائر ،ألنها دخلت الجانب التنفيذي بينما في الجزائر ما زالت محتجزة في
الجانب القانوني النظري (القانون التوجيهي للمدينة).
أما الجانب الذي تتقدم فيه الجزائر على المغرب فهو تنظيم الترسانة القانونية وجود مدونة تعمير
جزائرية ،ما تزال المغرب تعمل على صناعتها.
خاتمة:
6
الفصل الثالث :التجارب العالمية الباب األول
بعد إستعراض التجارب يمكن أن نالحظ العديد من النقاط المشتركة ونقاط االختالف ،إال أن الشيء
الذي أكدت عليه التجارب الثالث هو فشل التدخالت القطاعية بمختلف المقاييس ،وعدم جدوى معالجة
المشاكل بطريقة منفصلة ،وأكدت في نفس الوقت أن الحل األمثل هو المقاربة الشاملة والنظامية واالخذ
بعين االعتبار الخصائص المحلية للمدينة كما في التجربة الفرنسية واالبتعاد عن الحيز النظري بالمباشرة
في الدخول لحيز التنفيذ كما هو في المغرب.
7
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
لدراسة توسع المجال العمراني وكيفية نموه ينبغي التطرق للفترات التي مرت بها هذه المدينة منذ
نشأتها ،ألن كل فترة تتميز بظروف اقتصادية وسياسية وثقافية معينة تترك أثار واضحة في نمط البناء
وكيفية تنظيم المجال ،لذلك فان دراسة مراحل التطور العمراني لمدينة أم البواقي جد هامة ،وهذا لمعرفة
ديناميكية واتجاه ونوعية توسعها ،وستتم دراستها مرحلة بمرحلة باستخدام أهم التغيرات في كل مرحلة
وكذا الوتيرة التي نما بها المجال ،ومدى تأثيرها في أحداث تغيرات بالمدينة.
1
- 1الموقع:
يعتبر الموقع من أهم الضوابط المؤثرة في دراسة المراكز العمرانية أين نجد له تأثير مباشر أو غير
مباشر في حياة اإلنسان واستقراره في أماكن محددة.
تقع والية أم البواقي في الشرق الجزائري تقدر مساحتها بـ 62.6.26كلم ²وعدد سكانها في سنة
2002ب 621 612نسمة وارتفاعها ما بين )600م– 0000م) ،تحدها الواليات الموضحة في
الخريطة رقم ( )0وهي كالتالي :قالمة وسوق أهراس من الشمال ،ميلة من الشمال الغربي ،خنشلة من
الجنوب ،تبسة من الجنوب الشرقي ،باتنة من الجنوب الغربي.
2-1البلديــــة:
تقع بلدية أم البواقي في شمال الوالية ،مساحتها 132230كم 2وعدد سكانها 80359نسمة حسب
إحصائيات ،2002تضم المركز و 1تجمعات ثانوية (بئر خشبة وسيدي ارغيس وتوزلين وعباس لغرور)
باإلضافة إلى المنطقة الريفية التي تضم أربع مشتات ،وتحدها البلديات التالية :عين الديس وعين ببوش من
الشمال ،بريش وفكرينة من الشرق ،عين الزيتون من الجنوب،عين فكرون وبوغرارة السعودي من
الغرب.
3-1المدينــــة:
إن مدينة أم البواقي هي مقر البلدية والدائرة والوالية ،تقع شمال البلدية ،تتربع على مساحة 03.220
هكتار ،وبلغ عدد سكانها 60661نسمة حسب إحصائيات ،2002يتراوح ارتفاعها ب220 :م على
مستوى سطح البحر يحدها قرية سيدي ارغيس وتوزلين من الغرب على محور الطريق الوطني رقم ،00
1
خليفي سمية ،ساحل حليمة ،الديناميكية الحضرية وأثرها على التوسع العمراني بمدينة أم البواقي ،مذكرة تخرج لنيل شهادة مهندس دولة في تسيير
المدن دفعة جوان 2002ص .0
1
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
بئر خشبة من الشرق على طول الطريق رقم ،32قرية عباس لغرور من الجنوب على محور الطريق
الوطني رقم ،32أما من الجهة الشمالية فيحدها جبل سيدي ارغيس.
1
2
موقع والية أم البواقي في الشرق الجزائري موقع دائرة أم البواقي في والية أم البواقي
3
0
2
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
1-2مراحل التطور العمراني لمدينة ام البواقي :مرت مدينة أم البواقي في تطورها العمراني
بعدة مراحل وفترات أدت إلى تغيير وتيرة نمو المدينة وزيادة توسع المجال.
وصل االستعمار الفرنسي الى منطقة أم البواقي سنة 0220حيث ظهرت خالل هذه الفترة النواة
األولى للمدينة بمحاذاة الطريق الوطني رقم(2 )00ففي سنة 0002تم االنتهاء من بناء المركز االستعماري
وكان يحتوي على المرافق التالية (مدرستين ابتدائيتين هي مدرسة البنات المعروفة حاليا بمدرسة الخنساء
ومدرسة الذكور المعروفة حاليا بمتوسطة حمو بوزيد التي كانت إدارة للفرنسيين 2سوق 2كنيستين 2محطة
للسكة الحديدية 2ونافورة متوسطة للمركز الذي يضم حوالي 6.0سكن ،كما تم إنشاء برج إداري يشرف
المركز ألغراض أمنية وعسكرية للمدينة الذي يعرف حاليا بالقبة).
كما كانت مساحة المدينة تقدر ب 31هكتار وكانت مادة بناء المساكن في هذه الفترة هي الحجارة
والسقف من القرميد ،أما الفضاء الحضري المخصص للسكان المحليين فيتحدد في بضعة بيوت ريفية
وحواش أين نجد سوق للمواشي موجود في طرف المدينة بمحاذاة الطريق الوطني رقم 00والطريق
1
الرابط بينه وبين محطة القطار جنوب المدينة.
1
بن حيزية ايمان ،بوطالب ياسمينة :تحديث مركز المدينة من اجل تنشيط ديناميكيتها الوظيفية ،حالة مدينة ام البواقي ،مذكرة تخرج لنيل شهادة
الماستر ،2010ص00:
3
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
فترة :1223-1291
شهدت المدينة خالل هذه الفترة نموا عشوائيا نتيجة غياب السلطات المعنية ،وانعدام اهلية هذه
السلطات في مجال القوانين والشروط المعمول بها لتنظيم البناء والتحكم فيه ،باإلضافة الى النزوح الريفي
الذي اشتد خالل الحرب التحريرية وتواصل بعد االستقالل ،حيث وصل عدد السكان سنة 0066الى
1
جوامع هيثم ،مدور عبد المومن :تهيئة الفضاءات العمومية في االحياء السكنية الجماعية بأم البواقي ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر2015 ،
ص55
4
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
2020نسمة ،حيث أصبحت مساحة المدينة خالل هذه الفترة 60هكتار (نسبة %6..6من المساحة الحالية
1
المبنية).
المرحلة الثانية ما بعد الترقية العقارية (مرحلة النمو السريع للمجال):
فترة :1282-1221
لقد كانت المدينة في سنة 0061عبارة عن مخلفات استعمارية ،ثم عرفت الجزائر في هذه الفترة
تقسيما إداريا ثانيا في ظل االستقالل والذي على أثره ارتقت مدينة أم البواقي إلى مقر والية ،كما تزامنت
هذه الفترة مع تطبيق عدة برامج استثمارية نذكر منها على وجه الخصوص المخطط الخماسي األول
( )0021-0020حيث استفادة مدينة أم البواقي من نسبة عالية من االستثمارات الموجهة نحو كافة إقليم
الوالية.
حيث ظهرت أحياء سكنية جديدة للسكن الجماعي كحي العربي بن لمهيدي وحي حيي المكي اللذان
يشكالن المنطقة السكنية الحضرية الجديدة ،وسنة 006.أنشأت المنطقة الصناعية شرق المدينة بمساحة
066..هكتار ،سنة ، 0020و قدر طول الطرقات في هذه السنة حوالي 221620هكتار أي بنصيب يقدر
ب 320206متر /هكتار بالنسبة للمساحة العمرانية ،و بنصيب يقدر ب 2160200متر 0000 /ساكن
بالنسبة لعدد السكان.
والمركز الجامعي الذي بمساحة 06هكتار 2و خالل هذه المرحلة أصبحت مساحة المدينة تقدر بـ :
206هكتار ،كما تم تزويد المدينة بمخطط التحديث الحضري سنة 0066الذي ساهم في تهيئة المدينة
وتزويدها بالهياكل القاعدية مثل شبكات المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي ,وتهيئة األراضي
2
الموجهة للتعمير وبناء بعض المرافق المختلفة.
كما تم القضاء على التجمعين الفوضويين بالمدينة ( بالدشرتين الشمالية والجنوبية) حيث أنه حسب
التعداد العام للسكن والسكان لسنة 0066كانتا تضمان % 10من الخطيرة السكنية بما يعادل 022مسكن
و % .0من التجمع السكاني للمدينة بما يقدر بـ 6000ساكن 2تم ترحيلهم إلى احياء السكن الجماعي
3
الجديدة السابقة الذكر.
1
بن حيزية ايمان ،نفس المرجع السابق ،ص00
2
بن حيزية ايمان ،مرجع سابق ،ص 01:
3
المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير بلدية ام البواقي.2002 ،
5
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
صورة رقم( :)12صورة للمناطق السكنية الحضرية الجديدة التي بنيت في مدينة ام البواقي
المصدرwww. farm1.static.flickr.com:
فترة :1221-1281
خالل هذه الفترة برمج بناء 0.00مسكن جماعي حيث انتقل عدد المساكن إلى 6333مسكن سنة
،0000وباإلضافة إلى السكنات الجماعية استفادت المدينة من عدة تحصيصات خالل هذه الفترة منها:
النسيم ،الحديقة ،األمل ،البستان ،األمل ،األفاق ،الحرية ،االستقالل ،والتي ساهمت في النمو العمراني
للمدينة 2خاصة في الجهة الشرقية والجنوبية للمدينة ،حيث قدرت مساحة المدينة في سنة 0000ب
001.هكتار ،و قدر طول الطرقات في هذه السنة حوالي 022.662هكتار أي بنصيب يقدر ب 020231
متر /هكتار بالنسبة للمساحة العمرانية و بنصيب يقدر ب 26632.2متر 0000 /ساكن بالنسبة لعدد
1
السكان.
فترة :2111-1221
في هذه الفترة انتقل عدد المساكن إلى 00666مسكن سنة ،0002كما تزامنت هذه الفترة مع تطبيق
برامج استثمارية نذكر منها :المخطط الخماسي ( )0020-002.والمخططات السنوية (،)0000-0000
فترة :2118-2111
في سنة 2002وصل الى 06122مسكن أي بزيادة في حضيرة السكن بــ 3320مسكن ،حيث قدرت
مساحة المدينة سنة 2000ب 0362262هكتار ،ويقدر طول شبكة الطرقات ب 203.60231متر أي
بنصيب يقدر ب 3متر /هكتار بالنسبة للمساحة العمرانية وبنصيب يقدر ب 3000230متر 0000 /ساكن
2
بالنسبة لعدد السكان.
فما يمكن استنتاجه من دراسة التطور العمراني لمدينة أم البواقي أنها مرت بمرحلتين أساسيتين
تفصلهما مرحلة الترقية اإلدارية سنة 0061والتي ارتقت فيها المدينة إلى مقر عاصمة الوالية ،وهنا
نالحظ التطور العمراني الواضح للمدينة وهذا من خالل الزيادة المعتبرة للمساحة المبنية على طول هذه
الفترات الزمنية ،وذلك بالتوسع العمراني نحو الشق والغرب واالمتداد الواضح على طول الطريق وهذا
راجع للزيادة السكانية المعتبرة والنزوح الريفي و منه محاولة مواكبة ها التنامي السريع للمدينة ببرمجة
مخططات شغل أراضي جديدة على محيط المدينة.
1
المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير بلدية ام البواقي.2002 ،
2
نفس المرجع السابق.
6
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
المفتاح:
7
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
1
2-2المحاور المهيكلة للمدينة:
انطالقا من المخطط العام للمدينة ،تم تحديد أهم المحاور المهيكلة للمدينة وكذلك درجة التأثير وأهمية
كل من هذه المحاور على المجال الحضري ،وتتمثل فيما يلي:
-المحور الخطي (عين البيضاء -أم البواقي -قسنطينة) :يمثله الطريق الوطني رقم ( )00الذي يمثل
المحور والشريان األساسي للمدينة ،حيث انه يخترقها في الوسط ويقسمها إلى جزئيين (شمالي،
جنوبي) كما يشهد تركز كبير لألنشطة الحيوية (تجاري -خدمات -تجهيزات) وحركة مرور مكثفة من
خالل استقطاب األفراد من داخل وخارج المجال الحضري للمدينة.
-المحور الرابط بين (خنشلة -أم البواقي) :ويمثل الطريق الوالئي رقم ( ،)32ويعتبر البوابة الجنوبية
للمدينة ويتوطن على جانبيه سكنات جماعية وفردية وتوجد به كذلك عدة نشاطات تجارية وخدماتية
وتجهيزات عمومية.
-المحور الذي يمثله الشارع الرئيسي هواري بومدين :الذي يساهم في امتصاص الحركة المرورية
من الوزن الثقيل على الطريق رقم ( ،)00باإلضافة إلى تركز ألهم المنشآت واألنشطة على جانبيه
كمحطة الحافالت ومقر الوالية والمحالت التجارية كما يعد همزة وصل بين أطراف المدينة ،وهذا
المحور أنجز لتقليل الضغط على المركز وإحداث التوازن بين المنطقة الشمالية والجنوبية.
1
بلدية ام بواقي القسم التقني.
8
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
9
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
تعد الدراسة السكانية من أهم الدراسات الحضرية التي نستطيع من خاللها قياس مدى تطور المدن
وتوسعها ،كما يمكن تحديد وتقدير احتياجات ومتطلبات السكان الحالية والمستقبلية ،ومدينة أم البواقي
كغيرها من المدن الصغيرة التي توسعت بعامل أساسي الذي يمثل النمو الديمغرافي وزيادة السكان.
:
1-1-3مراحـل النمو السكاني
إن النمو السكاني هو أحد عوامل الظاهرة في المدينة ،وسنتطرق فيما يلي إلى مراحل النمو السكاني
وكذا عوامله وأسبابه إلى جانب تركيب السكان والخصائص االقتصادية لهم.
3000
2500
2000
1500
1000
500
0
1901 1921 1926 1936 1941 1954
Series 1 312 636 826 1388 1565 2881
الشكل البياني رقم :11التطور السكاني لمدينة أم البواقي خالل الفترة االستعمارية
10
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
في هذه الفترة ارتفع عدد السكان من 2320نسمة سنة 00.1إلى 2020نسمة سنة 0066بمعدل
نمو سنوي قدره ،%00260ويرجع هذا التزايد السكاني الواضح إلى النزوح والهجرة باتجاه المدينة من
طرف سكان األرياف المحيطة بها ،وخاصة بعد خروج المستعمر وتوفير ظروف المعيشة وتنصيبها
كبلدية كاملة الصالحيات.
في هذه المرحلة تزايد عدد السكان من 2020نسمة سنة 0066إلى 2.600نسمة سنة 0066بمعدل
نمو سنوي قدره ،%2222حيث تميزت هذه الفترة باالستقالل والدخول في مرحلة البناء والتشييد وخاصة
الترقية اإلدارية التي استفادت منها المدينة إلى مركز الوالية سنة 0061مما ساهم في ارتفاع نسبة
الهجرة.
خالل هذه الفترة ارتفع عدد السكان من 2.600نسمة سنة 0066إلى 11000نسمة سنة 0026
بمعدل نمو سنوي ،%00200وترجع هذه الزيادة الملحوظة إلى استفادة المدينة من المخططات والبرامج
التنموية الوطنية من خالل االستثمارات والمشاريع االقتصادية والمرافق والتجهيزات الجديدة ،مما أدى
إلى خلق مناصب شغل وظروف معيشية حسنة وبالتالي أصبحت منطقة مستقطبة.
11
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
والبحث عن الحماية والعمل خاصة لتوفير المنطقة على قطاعات ديناميكية تجارية وخدماتية وإدارية
في الجهة الشرقية كما هو موضح في المنحنى التالي:
90000
80000
70000
60000
50000
40000
30000
20000
10000
0
1954 1966 1977 1987 1999 2010
عدد السكان 2881 9880 16415 35261 47046 84631
الشكل البياني رقم :12التطور السكاني لمدينة أم البواقي ما بين 2111 1291ـ
المصدر :تقرير PDAUمدينة أم البواقي
ومنه نجد انه خالل .3سنة استوعبت مدينة أم البواقي حوالي 61036ساكن وذلك لعدة أسباب أهمها
اعتبارها القطب اإلداري األول في الوالية ،توفرها على مختلف مميزات الحياة الحضرية من سكن
ومرافق وخدمات ،ولم تعرف مشاكل أو ضغوطات في التسيير المحلي.
ولكن مع مرور الوقت أصبحت تعرف عدم كفاية ،بل وشبه عجز في تلبية االحتياجات مما خلق
1
مشكلة األداء وسوء التسيير.
2-3التركيب السكاني:
دراسة التركيب السكاني تساعد على رسم صورة المجتمع ومختلف الطبقات االجتماعية داخل
المدينة ،من خالل توزيع السكان ونموهم حسب الفئات العمرية والنوعية لما لهذين العنصرين من تأثير
على الزيادة الطبيعية والحضرية والهجرة ،وهي كلها ترتبط بالقوة اإلنتاجية للسكان ومن خاللها تتمكن
المخططات من تقرير الحاجيات المستقبلية لهؤالء السكان حسب كل فئة.
1-2-3التركيب العمري:
1
تقرير المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير ،بلدية ام البواقي2002 ،
12
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
إن التركيب العمري يعد من أهم العناصر التي ترتكز عليها الدراسة السكانية ،ألنه يسمح بمعرفة
الخصائص االقتصادية للسكان باإلضافة متابعة احتياجاتهم المستقبلية والتي خطط لها ،ومن خالل الهرم
السكاني لمدينة أم البواقي نالحظ ما يلي:
يرتكز على قاعدة كبيرة من األفراد الذين يقل عمرهم عن 20سنة و يقدر عددهم 23632نسمة ،
وهو ما يعادل %.0223من إجمالي السكان ،أما عند الفئة العمرية الوسطى فيضيق تدريجيا ،وهي
الفئات النشيطة و المتحملة لعبء الحياة االقتصادية بالمدينة ،حيث قدر عددهم ب 20130نسمة بنسبة
1
%1.2..من إجمالي السكان.
80 +
75 – 79
70 – 74
65 – 69
60 – 64
55 – 59
إنـــاث ذكــــور 50 – 54
45 – 49
40 – 44
35 – 39
30 – 34
25 – 29
20 – 24
15 – 19
10 – 14
من 5الى 9
من 0الى 4
13
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
من خالل الجدول نالحظ ان نسبة االمية في مدينة ام البواقي تبلغ % 0223وهي نسبة منخفضة
مقارنة بالنسبة الوطنية لسنة 2002والتي تبلغ % 2223والنسبة الوالئية التي تبلغ ، %232.وبالتالي
فإمكانية دمج سكان مدينة ام البواقي في عمليات اعادة التهيئة متاحة نظرا لمستواهم التعليمي المقبول
خاصة في مجال اقتراح الحلول المناسبة للمشاكل التي تعاني منها مخططات شغل االراضي في مدينتهم.
3-2-3التوزيع المجالي للسكان:
من خالل النتائج اإلحصائية لسنة 2002تبين بأن عدد سكان مدينة أم البواقي بلغ 21630نسمة
يتوزعون على مساحة قدرها 013.220هكتار ،أما المعدل السنوي للنمو السكاني فقد بلغ مؤخرا %0226
فهو قريب من المعدل الوطني المقدر ب ،%226حيث يتوزع سكان مدينة أم البواقي عبر مجالها بكثافات
متنوعة ومتباينة ،حيث يمكن تقسيم مناطق الكثافة السكانية إلى:
مناطق ذات كثافة عالية :وهي المناطق المتواجدة بمركز المدينة باعتبارها النواة األولى للمدينة
وكذلك بالجهة الشمالية ،حيث تصل الكثافة إلى 0.026.نسمة/هكتار.
مناطق ذات كثافة متوسطة :هذه المناطق توجد في الجهة الجنوبية باعتبارها منطقة التوسع العمراني
للمدينة ،إلى جانب تجهيزها بكم معتبر من التجهيزات العمومية ،فتصل الكثافة إلى 20230نسمة
/هكتار.
مناطق ذات كثافة ضعيفة :وهي المتركزة في الجهة الشرقية الجنوبية للمجال وذلك النتشار السكنات
الفردية بشكل واسع ،وكذلك الجهة الغربية لتواجد الجامعة ،حيث ال تتعدى الكثافة بهذه المناطق
22261نسمة /هكتار.
وعليه لبد من مراعاة التوزيع المجالي للسكان اثناء االعداد لمخططات شغل األراضي وذلك من
كثافة عالية
كثافة ضعيفة
كثافة متوسطة
14
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
خالل االخذ بعين االعتبار الكثافة السكانية في كل مخطط وربطها بتوجيهات هذه المخططات.
المخطط رقم :11التوزيع المجالي لسكان مدينة أم البواقي
المصدر :اعداد الطالبة
العوامل المتحكمة في توزيع السكان عبر المجال :نذكر منها ما يلي:
العوامل الطبيعية :فالوحدات الطبوغرافية من شأنها تحديد تمركز السكان في مناطق دون أخرى،
ومن الطبيعي أن يفضل السكان االستقرار في األراضي الخصبة ذات الرطوبة المعقولة وفي
المناطق المنبسطة دون غيرها من المناطق.
العوامل التاريخية :بحكم تموضع مدينة أم البواقي في منطقة سهلية تتوفر على أراضي زراعية،
ساعد ذلك على استقرار السكان بها منذ القدم ،وجعل سكان المنطقة يحتمون بجبل سيدي ارغيس،
ونذكر أن االستعمار الفرنسي كان قد وصل الى المدينة سنة 0212وهذا ما ساعد على إقامة
تجمعات سكانية وسط المدينة ،حيث بدأ التركز منذ هذه الفترة.
العوامـل االقتصاديــــة :لها شـأن مهم في جذب السكان خاصة إذا تعلق األمر بالصناعة ،فالتوطن
الصناعي له جاذبية كبيرة من طرف سكان المدينة وسكان الوالية حول هذه الوحدات الصناعية،
ومقابل هذا يحدث نزوح من المناطق المجاورة.
3-2-3الدراسة السكنية:
السكن هو الوظيفة األساسية للمجال الحضري بشكل عام ،وبالرغم من أن المدينة تحتوي على العديد
من التجهيزات اإلدارية السامية والنشاطات التجارية المختلفة ،إال أن الوظيفة السكنية تؤكد وجودها،
وللحضيرة السكنية بالمدينة مميزات قسمت حسب تعاقب عدة فترات ،ونذكر منها :فترة االستعمار والتي
تركت بصمات واضحة فيها وهذا عن طريق طابع خاص مميز عن باقي أحياء المدينة وهذا ما أدى إلى
تعدد أنماط البناء بها من أوروبي إلى تقليدي وتنوع السكن بين الفردي والجماعي والنصف جماعي.
15
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
تم تعيين أول مركز للمدينة والممثل بهيئة إدارية عسكرية وبعض مساكن المعمرين ،وتمثلت المبادئ
األساسية لهذا البناء في االنفتاح على الخارج ،وانفراد المساكن (فيال).
وبالتالي هي مجموعة السكنات التي تتواجد على مستوى مركز المدينة بمحاذاة الطريق الوطني رقم
.00
16
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
ومن خالل الجدول نالحظ أن الطابع الغالب من أنماط السكن هو السكن الجماعي وهذا راجع الى
سياسة الدولة الهادفة الى تغطية العجز المسجل في مجال السكن.
1-2-3الدراسة االقتصادية:
ان دراسة النشاط االقتصادي يعد ركيزة هامة ألي دراسة تخص المدينة أو منطقة ما وهذا
لمعرفة مواطن الضعف والقوة في توزيع األنشطة االقتصادية عبر المجال وعبر الفئات السكانية.
17
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
نالحظ من خالل هذا الجدول الذي يبرز نسبة البطالة في مدينة ام البواقي ان هذه النسبة
تبلغ % 03222من مجموع الفئة النشطة ،وهي تعتبر نسبة مرتفعة مقارنة بنسبة البطالة
الوطنية لسنة 2002والتي بلغت % 00وهذا ما يدعو الى محاولة خلق مناصب عمل
للشباب اثناء القيام بعمليات انجاز المشاريع في مدينة ام البواقي.
التجهيزات:
تعد التجهيزات من المؤشرات األساسية التي تخدم السكان وترتبط أساسا بمدى استقرارهم بذلك يحاول
السكان قطع مسافة للحصول على خدمة من الخدمات ،حيث تستقطب مدينة أم البواقي اعداد معتبرة من
السكان يوميا ألنها عاصمة للوالية حيث تمتلك عددا من التجهيزات والمرافق العمومية وخاصة اإلدارية.
18
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
وبالرغم من وجود بعض المرافق الثقافية والرياضية اال أن المدينة تعاني من نقص كبير سواء من حيث
العدد أو مستوى التسيير حيث المرافق الموجودة.
التجهيزات الدينية:
فهي تتوزع بنسبة ضئيلة بالمقارنة مع باقي التجهيزات التي يحتوي عليها المدينة
التجهيزات الصحية:
حيث يتمثل التجهيز الصحي االكثر اهمية بالمدينة هو مستشفى محمد بوضياف الذي يتوفر على 010
سرير وتبلغ مساحته 0.000م 2يستخدمه كل سكان المدينة باإلضافة الى سكان المناطق المجاورة ،حيث
ان هذه التجهيزات الصحية تتوزع بشكل غير متجانس في المدينة وهي غير كافية.
19
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
إن مجال تدخل مخطط التهيئة والتعمير هو بلدية أو مجموعة من البلديات ،وذلك من خالل تحديد
توجهات التنمية كما يحدد القواعد المطبقة بالنسبة الى كل قطاع ويضبط الصيغ المرجعية لمخطط شغل
األراضي الذي يحدد مجال استعماله في قطاع واحد من المدينة ويحدد بدقة حقوق البناء واستعمال
األرض.
20
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
عددها سبعة وهي مخططات شغل األراضي التي تمت مراجعتهما والمصادقة عليهما كجزء من
المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير السابق.
مخطط شغل األراضي األول C1,C, D A, B مخطط شغل
والثاني وسط المدينة األراضي
21
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
هذه هي مخططات شغل األرض الوحيدة التي تغطي مدينة أم البواقي من خالل المخطط التوجيهي السابق.
وهي تسعة عشرة مخطط شغل األراضي مقترحة والتي تسمح بجعل المدينة عبارة عن حلقة وتشمل
حسب الجدول التالي:
المساحة
الخصائص الموقع م2 المخطط
شمال غرب المدينة 15.34350 POS E
بين وسط المدينة القديمة وPOS A 92.6106 POS F
جنوب الطريق الوطني رقم 11 36.9716 POS على
التهيئة إعادة الهيكلة وتحسين اإلطار G المدى
المبني في الجيوب الفارغة وخلق غرب POS A 10981.88 POS القصير
مساحات خضراء ومرافق الترفيه H
وانشاء شبكة طرق منتظمة انشاء شرق POS Cغرب POS K 599589 POS
22
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
بعد دراسة المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير نالحظ أن أول مخططات شغل األراضي للمدينة تمثل
نواة المدينة " :مخطط شغل األراضي األول والثاني وسط المدينة " ثم تم اقتراح مخططات على محيط
السابقة لكن دون أي ربط أو تكامل وظيفي فغالب المخططات التي تم اقتراحها عشوائية كلما تم االنتهاء
من التعمير مخطط يقترح آخر بجواره أي نجد أن هناك تكامل مساحي فقط بين جميع المخططات ،ونتيجة
لعدم التكامل بين هذه المخططات جعل من هذه األداة تحيد عما تهدف إليه وبقائها هي األخرى مجرد أداة
نظرية ال غير.
خاتمة:
يعتمد مخطط التهيئة والتعمير في تحديد توجهاته التنموية على عدة معطيات وعوامل أهمها العامل
الديمغرافي ،وذلك من حيث وتيرة نموه وكذا توزيعه على هذا المجال وهذا األخير مرتبط ارتباطا وثيقا
ودائما بالنشاط االقتصادي.
23
الباب األول :تقديم المدينة في إطار التوجيهات العامة للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الفصل الثاني
كما أن الدراسة العمرانية من مراحل وأشكال التطور العمراني والمحاور المهيكلة للمدينة وكذا الدراسة
السوسيوديمواقتصادية تسمح لنا بتقييم العام لمخطط التهيئة والتعمير ،واالعتماد على تقييم المخطط
التوجيهي للمدينة يسمح لنا باالنطالق في الدراسة النظرية لمخطط شغل األراضي المردد دراسته.
24
الباب الثاني :دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)]ZHUN (C الفصل الثاني
تم تقسيم المحيط الحضري في مدينة أم البواقي المحدد في المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الى
أربعة قطاعات :القطاع المعمر ،القطاع الموجه لتعمير على المدى القصير والمتوسط (أو القطاع القابل
للتعمير) ،القطاع الموجه لتعمير على المدى البعيد ،القطاع الغير معمر.
وكل قطاع من هذه القطاعات هو اآلخر تم تقسيمه الى مخططات شغل األراضي وذلك لتغطية كامل
أراضي المحيط الحضري ،أي ما يعادل ستة وعشرون مخطط شغل أراضي منها ما هو مدروس ومنها
ما هو مقترح ،ومن بين هذه المخططات مخطط شغل األرض Dالمسمى ب [ ) ]ZHUN (Cبعد
المراجعة الواقع في اقصى جنوب شرق المدينة ،ونظرا لموقعه وخصائصه فهو يعتبر منطقة واعدة يمكن
لها المساهمة في النهوض بالواقع العمراني لمدينة أم البواقي ،وذلك في حالة العمل على معالجة النقائص
واالختالالت التي يعاني منها المخطط الذي يشرف على تسيير هذه المنطقة .
- 1تقديم مخطط شغل األرض : ]ZHUN (C) [D
حسـب المخــطط التوجيهي للتهيئـة والتعمير السابق فإن مخـطط شغل األراضي [ ]ZHUN (Cكان
اسمه مخطط شغل األراضي -D-وتم تغييره خالل المراجعة األخيرة ،حيث يقـع بالجهـة الجنوبية
الشرقية لمدينة ويحتل مساحـة مقدرة بـ 93.00هكتار ،وتتميز أرضيته باالنبساط على العموم فهي تندرج
ضمن فئة % 3-0والمقاومة الديناميكية للتربة مرتفعة ابتداء من عمق 4.1م ،وبالتالـي فهي ال تمثل عائق
بالنسبة للبناء ولكن فقط يجب األخذ بعين االعتبار جميع التدابير الالزمة بعد إجراء دراسة التربة لموقع
المشروع.
كما أن أغلب أراضيه مشغولة بأنماط سكنية تتنوع بين الفردي والجماعي ،ويكتسي هذا المجال
أهميته نظرا لموقعه وهو ما سيؤهله ألن يصبح أحد أهم األقطاب الرئيسية بالمدينة ،وخص هذا القطاع
بالمراجعة من اجل تهيئة الفضاءات ،مع التركيز أكثر على تلبية احتياجات السكان من حيث التجهيزات
الضرورية.
1
الباب الثاني :دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)]ZHUN (C الفصل الثاني
2
الباب الثاني :دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)]ZHUN (C الفصل الثاني
A3
3
الباب الثاني :دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)]ZHUN (C الفصل الثاني
قسـم مخطط التنظيم المجالي ألرضية مخطط [) ]ZHUN (Cإلى مناطق متجانسة وظيفيا ونـوعيا
وذلك لتسهيل تقنينها وفق القـانون العمـراني المعمول به ،والجدول التالي يوضح مساحة ومكونات كل
منطقة.
الجدول رقم :83المناطق المتجانسة في مخطط شغل األرض [)]ZHUN (C
_2
المحتوى المساحة -م التسمية
4
الباب الثاني :دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)]ZHUN (C الفصل الثاني
هي أراضي مخصصة في هذه الدراسة الستقبال سكنات 01018.88 منطقـة السكن الجماعي المقترح
جديدة على هيئة سكنات جماعية تتوزع عبر مجال الدراسة ()UCB
وهذا من أجل تهيئة وتنظيم مجالي منظم
تتمثـل في مختلـف المرافـق العامـة الموجـودة بـمجال 32203.00 منطقـة المرافق الموجودة
الدراسـة والتي يستفيد منها سكـان مجال الدراسة ،وال نجد والمبرمجة ()ER
غير ثانوية ومتوسطة ،باإلضافة البتدائية في طور اإلنجاز
تشمل األراضي المخصصة لتوقيع المرافق العمومية 09822.88 منطقـة المرافق المقترحة ()EB
المقترحة بهذه الدراسة وذلك لمواكبة احتياجات السكان وهي
تتمثل في :روضة +حديقة أطفال ،احتياط عقاري مخصص
لمرفق ،فرع بلدي ،أمن حضري ،مؤسسة عمومية للصحة
الجوارية ،مدرسة ابتدائية ،مركز ثقافي ،مكتبة ،دار للشباب.
تتمثل في ساحتين عموميتين تتوسطا مجال الدراسة ،الغرض 7701.00 منطقة الساحات العمومية واللعب
منهما توفير مكان للراحة واالسترخاء وتكون بمثابة رئة المقترحة ()EP
يتنفس بها النسيج العمراني لمجال الدراسة
تتمثل في المساحات الخضراء المقترحة ضمن هذه الدراسة 10949.00 منطقـة المساحات الخضراء
المقترحة ()UV
5
الباب الثاني :دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)]ZHUN (C الفصل الثاني
A3
6
الباب الثاني :دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)]ZHUN (C الفصل الثاني
منه فان مخطط شغل األرض ) ZHUN (Cيكمل النسيج العمراني لمدينة أم البواقي ،إذ يمتص
جزء كبير من العجز المسجل في ميدان السكن من ناحية البرامج السكنية سواء التي تم إنجازها أو التي
هي في طور اإلنجاز أو المقترحة ،أما من ناحية التجهيزات العمومية الموجودة والمبرمجة وكذا المقترحة
فهي من المفروض أن تلبي حاجيات السكان كما يمكن أن يستفيد منها سكان المناطق المجاورة مثل
الروضة وحديقة األطفال واحتياط عقاري مخصص لفرع بلدي ،أمن حضري ،المؤسسة عمومية للصحة
الجوارية ،مدرسة إبتدائية ،مركز ثقافي ،مكتبة ،دار للشباب ،لكن في الواقع أغلبيتها غير موجود ،إضافة
الى أن الساحات العمومية وأماكن لعب األطفال المقترحة التي تتمثل في ساحتين عموميتين تتوسطا مجال
الدراسة هي األخرى يمكن االستفادة منها من طرف سكان المناطق المجاورة خاصة الجهة الجنوبية و
الجهة الغربية وكذا منطقة االستثمارات التي يمكن أن تشكل جزء مهم في األنشطة االقتصادية للمدينة
ككل.
وعليه فان مخطط شغل األرض ) ZHUN (Cويعتبر جزءا مهما من مخطط التهيئة والتعمير ألنه
حلقة وصل لما جاوره أي له عالقة ال يمكن نفيها مع باقي أجزاء المدينة عامة.
7
الباب الثاني :دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)]ZHUN (C الفصل الثاني
9-2التقنين التفصيلي:
جدول رقم :18تقنين تفصيلي للمناطق الكبرى للسكن في مخطط شغل األرض )ZHUN (C
8
الباب الثاني :دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)]ZHUN (C الفصل الثاني
9
الباب الثاني :دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)]ZHUN (C الفصل الثاني
بالنسبة للتجهيزات الموجودة تم إتمام البعض منها وهو في حالة جيدة مثل اإلكمالية والثانوية ،أما
الباقي فهو مؤجل الى اجل غير مسمى على الرغم من مرور أكثر من 40سنة على المصادقة
عليه كمخطط شغل األراضي ،Dأما المبرمجة فكلها تجهيزات مهمة يمكن أن تشكل قطب
مركزي تحيط به السكنات وتتعدى إمكانية االستفادة منه ل ZHUNبل قد تكون خادمة للمدينة
ككل وحلقة وصل لباقي أجزاء المدينة لكن بالرغم من المراجعة األخيرة ككل مرة البقاء في
العموميات حول التقنين وعدم وجود أي جديد على ارض الواقع.
موقع الساحات العمومية والمساحات الخضراء لم يجعلها كمنطقة وصل بين مختلف المناطق ولما
ال تكون المنطقة الرابطة بباقي أجزاء المدينة لتتعدى فائدتها مجال الدراسة ،خاصة منها
المساحات الخضراء فهي تعاني من عدم تعيين التباين في توزيعها الن كل منطقة لها احتياجاتها
الخاصة منها.
- 3دراسة نقدية لما جاء في مخطط شغل األراضي:
من خالل الدراسة التحليلية للنسيج العمراني لمجال الدراسة باإلضافة لتوجيهات ( ،)ZHUN Cهذه
التوجيهات هي ذات طبيعة نظرية يمكن أن تخضع للدراسة النقدية إيجابا وسلبا كما يلي:
1-9بالنسبة لإليجابيات:
وجود نوعين من األنسجة العمرانية األولى عبارة عن منطقة استثمارات مختلطة بين السكن
الفردي والتجارة ،والثانية عبارة عن سكن الجماعي سواء المنجز أو الذي في طور اإلنجاز.
تتنوع المساكـن بمجال الدراسة بين الفرديـة والجماعية.
التوفر على مختلف الشبكات التقنية بمجال الدراسة (ماء ،كهرباء ،صرف صحي ،الهاتف ،غاز
المدينة).
المرافق الضرورية خاصة التعليمية موجودة بشكل منتظم على كامل مجال الدراسة ،خاصة مع
انتهاء األشغال باالبتدائية.
2-9بالنسبة للسلبيات:
-المخطط عبارة عن ZHUNلكن هو يحتوي على سكنات فردية
-تعتبر الوظيفة السكنية الوظيفة الرئيسية أي تمتص جزء من العجز المسجل في مجال السكن للمدينة
بمجال الدراسة وقدر عدد المساكن بـ 4,مسكن فردي في حالة جيدة لكن في الحقيقة عددها أكبر،
وأغلبها األشغال بها جارية ال يوجد بوادر تدل على االنتهاء من اإلنجاز وعدم تقديم آليات إنجاز
مفصلة يجب تطبيقها من طرف الجميع وعدم فرض عقوبات التأخر في اإلنجاز.
10
الباب الثاني :دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)]ZHUN (C الفصل الثاني
-نفس النقص مسجل من ناحية عدم تقديم آليات انجاز مفصلة يجب تطبيقها من طرف شركات اإلنجاز
للسكنات الجماعية البقاء في العموميات واالشكال العمرانية الململة والمتعود عليها مستطيل يحتوي
على فتحات وعدم االهتمام بهندسة الواجهات خاصة وإعطائها الهوية المحلية للمنطقة.
-منطقة االستثمارات اهم الدعائم اإليجابية لمجال الدراسة إال أن هاته المنطقة لم يتم االهتمام بها في
المراجعات السابقة وحتى المراجعة األخيرة فهي خصت كمنقطة لإلستثمارت إلى أنه تم إستغالل
األغلب منها كمساكن فردية ذات مساحات كبيرة تفوق توجيهات ZHUN Cكما انه وبالرغم من
أهمية المنطقة بالنسبة ل ZHUN Cوللمدينة عامة إال أنها لم تحظى بأي اعتبار أثناء الدراسة انعدام
الموصولية منها الى داخل مجال الدراسة كما أن العلو المفروض والمسموح به غير خادم لمعنى
منشاة استثمار.
-غياب اغلب التجهيزات المبرمجة والمقترحة المهمة والتي يمكن أن تشكل قطب مركزي تحيط به
السكنات وتتعدى إمكانية االستفادة منه ل ZHUN Cبل قد تكون خادمة للمدينة ككل وحلقة وصل
لباقي أجزاء المدينة ،لكن بالرغم من المراجعة األخيرة ككل مرة البقاء في العموميات حول التقنين
وعدم وجود أي جديد على ارض الواقع من حيث اإلنجاز وإتمام البعض وهو في حالة جيدة اإلكمالية
والثانوية.
-الساحات العمومية لو تم تعيينها بطريقة أخرى حتى تكون كمنطقة وصل بين مختلف المناطق ولم ال
تكون المنطقة الرابطة بباقي أجزاء المدينة لتتعدى فائدتها مجال الدراسة.
-البقاء في العموميات وعدم تعيين التباين في توزيع المساحات الخضراء الن كل منطقة لها احتياجاتها
منها فالمساكن الجماعية لها احتياجات أكبر من المساحات الخضراء كما أن تعيينها مهم أثناء الدراسة
حتى تكون خادمة بأتم معنى الكلمة لمجال الدراسة.
-الطرق بالرغم من أهميتها البالغة أثناء إعداد أي دراسة نجد أنها لم تحظى باي اهتمام في هذه الدراسة
ولم يتم إنجاز أي طريق ثانوي أو ثالثي وسط مجال الدراسة إال طريق أو اثنان.
11
الباب الثاني :دراسة نقدية نظرية لمخطط شغل األراضي [)]ZHUN (C الفصل الثاني
بصفة عامة:
فإن مجال دراستنا في مجمله عبارة عن أراضي معمرة بنسبة غالبة ( ،)%,1وأن أراضيه مستغلة كما
هو موضح بالجدول التالي:
جدول رقم :11التوزيع المساحي لمكونات مخطط شغل األرض )ZHUN (C
من خالل هذه الدراسة نستنتج أن مخطط شغل األراضي [ ]ZHUN (Cلم يصل بعد إلى مرحلة
االكتمال واالستقرار والتطبيق الفعلي على ارض الواقع ،رغم ما شهده من مراجعة في الفترة األخيرة
والتدخل من أجل تحسين وجهه العمراني و هو مجرد جزء آخر ملتصق بالمدينة دون أي ارتكاز او
تكامل مع ما سبقه من اطار عمراني او ما سياتي بعده الى درجة ان التكامل غائب حتى من حيث
المناطق المتجانسة على مستواه مما يستلزم مراجعة واقعية لتوجيهاته ومالءمتها مع ما يتماشى مع
الواقع واإلسراع في وضع استراتيجية تهيئة متوازنة وآليات ترابط وتكامل بين المشروع الحضري
ومخطط شغل األراضي [ ]ZHUN (Cللحد من الظواهر السلبية التي أعاقت عمليات التنمية وإنجاز
المشاريع في المخطط وتطبيق توجيهاته على ارض الواقع.
12
الباب الثالث :دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي []ZHUN (C الفصل الثاني
بعد الدراسة النظرية التي قمنا بها لم جاء في محتوى مخطط شغل األرض [ ]ZHUN (Cال بد أن
نقارن مختلف النتائج التي خرجنا بها مع الواقع الميداني ،من خالل مختلف العناصر الموافقة لما جاء
أعاله في الدراسة النقدية النظرية.
1
الباب الثالث :دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي []ZHUN (C الفصل الثاني
ومرائب عدا مركز تعليمي خاص في طريق اإلنجاز ومركز طبي لتصفية الكلى تم االستفادة منه ال غير
صا
رت
في
اغل
بها
منط
قة
أخر
ى
للس
كن
الفر
دي.
2
الباب الثالث :دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي []ZHUN (C الفصل الثاني
المؤسسات التي تسبب اإلزعاج والمضرة للسكان على الرغم من إقرار عدم إنشائها.
إضافة الى وجود لقاعة للحفالت في منطقة االستثمار رغم بعدها كل البعد عن هذا المعنى.
زد على ذلك نجد أن السكنات الفردية هي األخرى محايدة لتوجهات المخطط فنالحظ:
أن غالب السكنات الفردية أنجزت بطريقة فوضوية.
عدم احترام معامل شغل األرض.
عدم احترام معامل االستيالء على األرض.
غياب الطرق الثالثية فكل المنشآت مرتبطة دون فواصل.
وجود المساكن الفردية مكان االستثمارات خالفا لما هو موجود حتى بعد المراجعة األخيرة.
غياب لمعنى االستثمارات عدا مركز صحي لتصفية الكلى ومجمع مدرسي ،إال انه لم يتم االنتهاء
3
الباب الثالث :دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي []ZHUN (C الفصل الثاني
من إنجازه على الرغم من مرور أكثر من 14سنوات من الشروع فيه ومركز تعليمي خاص
باإلعالم االلي لم يتم االنتهاء من إنجازها ،أما الباقي فهي عبارة عن محالت تجارية صغيرة
مقاهي في الطابق األرضي ومساكن في الطابق األول أو مرائب للشاحنات.
كاحترام مسافات الالزمة لفتح الشرفات وكذا بين المسكن والطريق وبين مسكن ومسكن.
استعمال األرصفة كمساحات تابعة للمسكن.
عدم احترام ارتفاع المباني حيث أقر مخطط شغل األراضي ب ط 5+ولكن على أرض الواقع
هناك سكنات تعدت هذا االرتفاع.
عدم احترام معامل شغل األرض.
عدم احترام معامل االستيالء على
األرض.
غياب مفهوم حديقة المنزل.
عدم احترام التراصف.
4
الباب الثالث :دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي []ZHUN (C الفصل الثاني
2112
صورة رقم :12غياب مفهوم حديقة المنزل. صورة رقم :10عدم احترام مسافات الالزمة
5
الباب الثالث :دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي []ZHUN (C الفصل الثاني
غياب الطرق الثالثية رغم االنتهاء من اإلنجاز منذ سنوات ،منها ما تم الشروع في إنجازه لكن
توقفت في الوقت الحالي.
وكل هذا نتيجة غياب الصيانة وعدم تحمل األفراد المسؤولية تجاه المحيط المعيشي وهذا
راجع لعدة أسباب أهمها مبدا التشاركية الغائب في واقع []ZHUN (C
صورة رقم :10التغييرات الحاصلة في الواجهات صورة رقم :10غياب الطرق الثالثية
6
الباب الثالث :دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي []ZHUN (C الفصل الثاني
بعد الزيارة الميدانية نجد على ارض الواقع أن السكنات الجماعية المقترحة منها السكنات االجتماعية
والتي تم االنتهاء منها وهي في طريق التوزيع ،ومنها ما تم الشروع فيه وهو في طور اإلنجاز ،وهي
السكنات ذات صيغة اجتماعية كذلك وهي في مراحل متقدمة من اإلنجاز وتيرة إنجازها سريعة بعدما
كانت متوقفة تماما ومنها ما لم يتم الشروع فيه نهائيا الى حد اآلن وبقيت مجرد مصب للنفايات.
هذه االحياء ال تترجم اهداف مخطط شغل األرض من الحفاظ على الهوية المحلية و غياب الفضلءات
التي تسمح بتقوية العالقات االجتماعية.
0-3منطقـة التجهيزات العمومية الموجودة والمبرمجة (:)ER
بعد البحث الميداني نجد أن المرافق الموجودة في حالة جيدة وهي الثانوية والمتوسطة ،إال أن المرافق
المبرمجة مثل مكتب البريد فقد تم الشروع فيه على الرغم من التأخير الواضح والمسجل في المشروع
على ارض الواقع أما المسجد فلم يتم الشروع فيه الى حد اآلن.
8
الباب الثالث :دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي []ZHUN (C الفصل الثاني
9
الباب الثالث :دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي []ZHUN (C الفصل الثاني
10
الباب الثالث :دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي []ZHUN (C الفصل الثاني
11
الباب الثالث :دراسة ميدانية لواقع مخطط شغل األراضي []ZHUN (C الفصل الثاني
الخاتمة:
من خالل ما تطرقنا إليه حول مدى التوافق بين ما هو مبرمج والواقع الحضري للمخطط شغل
األراضي [ ]ZHUN (Cفانه إجماال يمكن القول أن هناك تأخر في تطبيق توجهات واقتراحات مخطط
شغل األراضي ،وعدم التوافق بين ما هو مبرمج والواقع هذا باإلضافة الى عدم احترام قواعــد استغالل
األرض المحددة في مخطط شغل األراضي.
ويمكن القول أيضا بان المشاكل الكبرى تكمن في غياب آلية تضمن الرقابة والتنفيذ الدقيق لما جاء
.]ZHUN
مقترحة األراضي [
مساحة(C
خضراء شغلرقم :21 من توجيهات وأحكام في التقنين الخاص بمخطط
صورة
المشروع الحضري فإننا نجد عدم التقاط أبعاد
الطالبة .2112 األراضي الى
أما فيما يتعلق بمدى تعرض مخطط شغل المصدر:
تجسيد مخطط شغل األراضي لخطوات ومبادئ المشروع الحضري على الرغم من إمكانياته التي تؤهله
أن يكون قطب الهم االستثمارات في المدينة وفقا لمبادئ المشروع الحضري.
12
1 مقدمة
5 الفرضيات. 1
5 الهدف من الدراسة. 2
6 منهجية البحث 3
6 مخطط البحث 4
تمهيد.
تطور النظام التشريعي العمراني وصوال الى القانون التوجيهي للمدينة 1
الفترة االستعمارية من سنة 1331إلى 1662 1-1
فترة ما بعد االستقالل من 1662الى يومنا هذا 2-1
مخطط شغل األراضي. 2
تعريف 1-2
محتوى مخطط شغل االراضي. 2-2
اهداف مخطط شغل االراضي 3-2
الفاعلون في اعداد وتطبيق مخططات شغل االراضي. 4-2
اليات اإلنجاز والتطبيق 5-2
مراجعة مخطط شغل االراضي 6-2
مخطط شغل األراضي بين الواقع والمأمول. 3
اإليجابيات. 1-3
السلبيات 2-3
خاتمة
تمهيد
المشروع الحضري. 1
مفهوم المشروع الحضري 1-1
عوامل ظهور المشروع الحضري 2-1
خصائص المشروع الحضري 3-1
أهداف المشروع الحضري 4-1
تحديات المشروع الحضري 5-1
مراحل المشروع الحضري 6-1
مقاييس المشروع الحضري 7-1
تسيير المشروع الحضري 3-1
خاتمة
تمهيد
التجربة الفرنسية 1-3
التجربة المغربية. 2-3
الفوائد المستخرجة من التجارب 3-3
خاتمة
خالصة الفصل
تمهيد
الموقع 1
الوالية 1-1
البلدية 2-1
المدينة 3-1
الدراسة العمرانية للمدينة 2
مراحل وأشكال التطور العمراني 1-2
المحاور المهيكلة للمدينة 2-2
الدراسة السوسيوديمواقتصادية 3
الدراسة السكانية 1-3
التركيب السكاني 2-3
التركيب العمري 1-2-3
المستوى التعليمي للسكان 2-2-3
التوزيع المجالي للسكان 3-2-3
الدراسة السكنية 3-2-3
الدراسة االقتصادية 4-2-3
تقسيم المخطط التوجيهي للمدينة 4
مخططات شغل األراضي المدروسة 1-4
مخططات شغل األراضي المقترحة 2-4
خاتمة
تمهيد
تقديم مخطط شغل األرض ]ZHUN (C) [D 1
تحليــل مجــال الدراســة 2
موقع مجال الدراسة 1-2
تقسيـم مخـطط شغل األراضي إلى مناطق متجانسة 2-2
التقنين التفصيلي 3-2
دراسة نقدية لما جاء في مخطط شغل األراضي 3
االيجابيات 1-3
السلبيات 2-3
الخاتمة
تمهيد
العوائق والمخاطر الطبيعية والتكنولوجية 1
الطبيعـة العقاريــة لمجال الدراسـة 2
الدراسة النقدية للمناطق المتجانسة 3
منطقـة مختلطة (منطقة إستثمارات +سكنات فردية) ()UM 1-3
منطقـة السكن الفردي المقترح ()UB 2-3
منطقـة السكن الجماعي الموجود والمبرمج (:)UC 3-3
منطقـة السكن الجماعي المقترح ()UCB 4-3
منطقـة التجهيزات العمومية الموجودة والمبرمجة ()ER 5-3
منطقـة المرافق المقترحة ()EB 6-3
منطقة الساحات العمومية وأماكن العب المقترحة ()EP 7-3
منطقـة المساحات الخضراء المقترحة ()UV 3-3
الخاتمة
خالصة الفصل
الخاتمة العامة
الملخص
المراجع
جدول 01خارطة طريق لتسيير الفضاءات العمومية في مدينة قايس في إطار المشروع الحضري.
-وضع جدول إحصائي لمختلف الفضاءات العمومية و خصائصها في مدينة قايس. تتضمن: ها قيمة استشارية وتوجيهية
-وضع ميثاق ألسس تسيير الفضاءات العمومية في المدينة بالتوافق بين جميع األطراف الفاعلة في المدينة. خيارات واإلجراءات) ،الواجب
-تشجيع مباودرات المجتمع المدني المحلي في تسيير الفضاءات العمومية بما يتوافق مع حاجيات سكان ا من حيث التخطيط والتنمية على
المدينة. مختلف المستويات.
-وضع آلية لتثمين ،إعاودة تأهيل و تسيير الفضاءات العمومية في المدينة ،استناودا إلى ودراسة متعدودة األبعاود:
الديموغرافية واالقتصاودية والبيئية والمكانية.
-اعتماود أودوات التخطيط االستشرافي ،مثل "التصور الحضري" ( ) le visionning urbainما يوفر
سيناريوهات متعدودة لصناع القرار على ضوء ما سبق من أودوات و آليات.
-التخلي عن التخطيط القطاعي متعدود اإلودارات وتبني مؤسسة متعدودة التخصصات مسؤولة عن ضمان
التخطيط و التسيير المحلي للفضاءات العمومية في إطار مشروع حضري متكامل للمدينة.
توجيه األودوات المختلفة -إعاودة تهيئة و تأهيل مختلف الفضاءات العمومية بحيث تؤودي عدة وظائف في نفس
.0.1أودوات عقارية
لتحقيق مشروع حضري الوقت ،مع تحقيق أطول مدة استخدام ممكنة في اليوم لمختلف الفئات السكانية.
ل ترجمة تنظيمية لكيفيات إودارة
لتسيير الفضاءات ختلف الفضاءات العمومية في
العمومية لمدينة قايس. ينة .تؤطر هذه األودوات األهداف
.2.1أودوات ضريبية - -تقديم تسهيالت و إعفاءات ضريبية مباشرة وغير مباشرة للمستثمرين إلنشاء مرافق ودة في المرحلة السابقة .يجب أن
خدمية على مستوى مختلف الفضاءات العمومية. مالية وز هذه األودوات قوة القانون،
تطلب إطارا مؤسساتيا يضمن
الحظة ،االستشراف و تركيب
العمليات و تصحيحها.
-إشراك المواطنين في عملية صنع القرار حول خيارات التهيئة و التسيير عبر
.1.1أودوات االتصال
جمعيات األحياء مثل . ....
-إعداود سيناريو لتنفيذ المقترحات المتبناة مما سبق ،حسب المراحل التالية:
:00آلية عمل تضمن التنسيق والتكامل بين مخطط شغل األرض [ ]ZHUN Cومباودئ المشروع الحضري
وضع إطـار للـتـشاور حول الصورة اإلجمالية والصور التفصيلية للمشروع وحول البرامج وتسيير المساحات والتجهيزات
بـغرض ضـمان الـتطـبيق الم ـتـفق علـيه ويـكـلف هـذا اإلطـار بـاقـتـراح اإلجـراءات غـيـر الـوارودة في أودوات التخطيط والتوجيه القطاعية
بحيث يكون اإلطار المبني في [ ]ZHUN Cكمراءة عاكسة لتاريخ المدينة وانتمائها الحضاري
ربط مخطط شغل األراضي [ ]ZHUN (Cبباقي قطاعات المدينة لتحقيق وديناميكية ،وحدة المدينة ببرمجة تجهيزات تكون كحلقة
وصل بين المدينة و [ ]ZHUN (Cعلى سبيل المثال جعل منطقة المستثمرين تضمن نوعا متخصصا من الخدمات التي تكون
المدينة بحاجة اليها
ودعم مخطط شغل
األراضي بمباودئ
المشروع
استغالل إمكانيات [ ]ZHUN (Cوالتي تؤهله ان يكون قطب الهم االستثمارات في المدينة وفقا لمباودئ صورة للمستقبل المراود وتحديد
الحضري من اجل المشروع الحضري – منطقة االستثمارات – بحيث تكون متكاملة وظيفيا مثل المركز الطبي والمركز التعليمي وات الفعالة للوصول اليها
أكثر فعالية نبقى في هذا المجال باقتراح عياودات طبية متخصصة خاصة وكذا مدارس خاصة لتشكيل قطب صحي تعليمي خاودم .0.1أودوات هذه األودوات في رسم األسلوب
وواقعية للمدينة والوالية ككل عقارية ر العمليّات لتحقيق األهداف ،مع
ودمج اإلطار الخاص مقابل العقار وذلك بتقديم قطع أرضية مثال الستغاللها مقابل انجاز مشروع محدود او منح يات واالحتماالت التي قد تواجه
امتياز تسيير المشروع. ير العمليّات أثناء تنفيذ العمل
تقديم تسهيالت وإعفاءات ضريبية مباشرة وغير مباشرة للمستثمرين إلنشاء مرافق خدمية على مستوى منطقة حوز هذه األودوات قوة القانون،
االستثمارات التي تمثل اهم الدعائم الت ستعوود إيجابا [ ]ZHUN (Cخاصة والمدينة عامة وفي نفس الوقت را مؤسساتيا يضمن المالحظة،
فرض غرامات في حال عدم االلتزام بما جاء في ودفتر الشروط وتعميم فرض الضرائب ألي منشاة مخالفة وكذا .2.1أودوات ف وتركيب العمليات وتصحيحها
عند فوات المدة المحدودة إلنجاز المشروع ضريبية-مالية ب المعطيات والمتغيرات.
الخاتمة العامة:
إن هذا البحث الذي قمنا به هدف إلى اإلجابة عن التساؤل الرئيسي الذي إنطلقنا منه وهو كيف يمكن
جعل محتوى ومراحل اعداد وتنفيذ مخطط شغل األراضي موافقة لمبادئ المشروع الحضري؟
وذلك من خالل المرور بعدة مراحل تهدف إلى تأكيد الفرضية الرئيسية التي إنطلقنا منها ،والمتعلقة
بالقدرة على دمج مبادئ المشروع الحضري عند اعداد وتنفيذ مخططات شغل األرض ودعمها بها لتصبح
أكثر واقعية وذلك من خالل خلق اليات الترابط والتكامل بين المشروع الحضري ومخطط شغل األراضي
[.]ZHUN (C
فإنطالقا من تحليل المفاهيم النظرية األساسية في البحث والمتمثلة في مخطط شغل االراضي
والمشروع الحضري يتضح لنا أن المشروع الحضري هو المقاربة اإلستراتيجية المتكاملة التي تهدف إلى
تحسين نوعية الحياة الحضرية بكل أبعادها ،من خالل تفعيل دور المجتمع المدني ،ألن مستعمل المجال
هو فقط من يمكنه صناعة المجال المثالي لمتطلباته حيث أكدت التجارب العالمية التي تم التطرق لها على
أهمية هذه المقاربة النظامية.
أما فيما يتعلق بالمشاكل الحضرية التي تواجهها المدن الجزائرية بما فيها مدينة ام البواقي فهي
وليدة تراكمات لسنوات سابقة :حيث انه في مرحلة من المراحل كان هناك اهتمام بالجانب االقتصادي
ما أنتج عجز خاصة في مجال السكن والتجهيزات وخاصة الصناعي على حساب الجانب الحضري
الضرورية للسكان ،هذا العجز الذي إلى غاية اليوم لم تتمكن الدولة من تداركه رغم محاوالتها العديدة في
وضع وسن قوانين تعالج هذه المشاكل.
وقد أدى عدم قدرة الدولة على حل المشكلة وحدها إلى إشراك القطاع الخاص ،سواء المواطنين أو
المستثمرين بصفة فردية أو جماعية في إنتاج فضائهم الحضري وعمدت حينئذ إلى التوجه نحو سياسة
المدينة من خالل تطبيق مبدأ المشروع الحضري الذي يعتمد أساسا على مبدأ المشاورة والمشاركة
واالستغناء عن مركزية القرارات .إال أن سياسة المدينة لم تجد شرعيتها بعد في الوسط الجزائري هذه
الشرعية التي يحتاج تجسيدها إلى وضع مراسيم تنفيذية تخص تطبيق القانون التوجيهي للمدينة الذي جاء
بهذه السياسة ،أي أن توجه مدننا اليوم نحو المشروع الحضري هو مجرد توجه تلقائي فرضته الظروف
الراهنة.
وهذا التضارب في مجال تهيئة اإلقليم والتعمير واضح في مخططات شغل األراضي التي تشكل
الحد االدنى من ضمان الحقوق العامة في مجال التعميرو يتضح االختالل أكثر بين الجانب النظري
(توجيهات) ،والجانب التطبيقي (مشاريع)
وهو ما هو عليه حال مخطط شغل األراضي [ ]ZHUN (Cالذي بدراستنا له تبين لنا عدم تجسيد
مخطط شغل األراضي لخطوات ومبادئ المشروع الحضري على الرغم من إمكانياته التي تؤهله ان
يكون قطب الهم االستثمارات في المدينة وفقا لمبادئ المشروع الحضري.
كما ان واقع الميدان ال يتوافق مع ما جاء من توجيهات في الدراسة الخاصة بمخطط شغل األراضي هذا
باإلضافة الى عم استجابته كأداة الى مختلف الرهانات والتطلعات االجتماعية واالقتصادية الحالية ،ورغم
دراسة التحديث المعدة في سنة 6102التي واصلت في نفس النهج ولم تأخذ بعين االعتبار ضرورة
اشراك مختلف الفاعلين في المدينة للتوصل الى نتائج أفضل
وعليه قمنا باقتراح الية تضمن الترابط والتكامل بين المشروع الحضري ومخطط شغل األراضي
[]ZHUN (C
بركاني فاطمة الزهراء وآخرون ،من عمران المخططات إلى عمران المشاريع ،دراسة حالة مدينة قسنطينة ،مذكرة
تخرج مقدمة لنيل شهادة مهندس دولة في تسيير المدن ،جامعة العربي بن مهيدي ،أم البواقي.9002 ،
بركاني فاطمة الزهراء ،دور المشروع الحضري في تحقيق االستدامة بالمدينة الجزائرية حالة مدينة عين البيضاء ،مذكرة تخرج
لنيل شهادة الماجستير في العمران ،تخصص عمران ،تسيير المدن والتنمية المستدامة ،جامعة العربي بن مهيدي .9002,
1بن حيزية ايمان ،بوطالب ياسمينة :تحديث مركز المدينة من اجل تنشيط ديناميكيتها الوظيفية ،حالة مدينة ام البواقي ،مذكرة
تخرج لنيل شهادة الماستر .4102
جوامع هيثم ،مدور عبد المومن :تهيئة الفضاءات العمومية في االحياء السكنية الجماعية بأم البواقي ،مذكرة تخرج لنيل شهادة
الماستر.4102،
خليفي سمية ،ساحل حليمة ،الديناميكية الحضرية وأثرها على التوسع العمراني بمدينة أم البواقي ،مذكرة تخرج لنيل شهادة
مهندس دولة في تسيير المدن دفعة جوان .9002
هواري سعاد ،مخططات شغل األراضي بين المنظومة القانونية والتطبيقات الميدانية حالة " الدقسي عبد السالم ،سركينة
وتافرنت "مدينة قسنطينة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في التهيئة العمرانية.4102،
حيروش مبارك ،قوانين ومؤسسات التخطيط الحضري بالمغرب ،المصدر الصحفي ،جريدة أسبوعية مغربية شاملة ،االثنين 90سبتمبر
.9000
محمد بهضوض ،سياسة المدينة في المغرب :تشارك وبناء تشاركي من أجل أجرأة مستدامة ،وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة،
المنتديات الجهوية ،الحوار الوطني سياسة المدينة ،ماي .9009
زينب شكري ،في ظل النقاش حول سياسة المدينة ،نفحات الطريق ،جريدة أسبوعية مغربية شاملة ،يونيو ،9009العدد 92
VERDIER Philippe, Le projet urbain participatif : apprendre à faire la ville avec ses habitants, Yves Michel
et adels, 2009.
BACHOFEN Charles, élément pour comprendre le projet urbain, ministère de l’équipement des
transports et du tourisme , le remu recherche et maitrise d’œuvre urbaine , strasbourg.
Maouia Saïdouni, Les éléments d’introduction à l’urbanisme, casbah -Editions, 2011.
HAYOT Alain، le projet urbain، enjeux expérimentation ET professions، Edition la
villette, 3eme édition, 2004.
Les Rapport:
Rapport final Plan Bleu، Identification de critères de mise à l’examen de projets urbains durables dans
le cadre de l’Union pour la Méditerranée Antipolis، 2011.
DARLEY Amélie, L’urbanisme de projet, Les cahiers de l’institut d’aménagement et d’urbanisme, Île-
de-France, n° 162 - mai 2012
Les mémoires:
BOUCHERIT Sihem, L’utilisation du Projet Urbain dans la requalification des grands ensembles.
(Un passage d’une gestion traditionnelle vers une gestion stratégique), mémoire pour l’obtention
du diplôme de magistère, université mentouri de constantine ; département architecture et
urbanisme ; 2002