You are on page 1of 19

‫‪Faculty of Urban & Regional Planning, Cairo University‬‬ ‫‪Journal of Urban Research, Vol.

15, Jan 2015‬‬

‫تقويم سياسات إدارة النمو السكاني والعمراني بالمجتمعات العمرانية الجديدة في مصر‬

‫ا‪.‬م‪.‬د‪ .‬محمد شحاته‬


‫استاذ مساعد‪-‬قســـم التخطيـــط العمراني‬
‫كلية التخطيط العمراني‪-‬جامعة القاهرة‬

‫الملخص‪:‬‬
‫تتضافر جهود الدولة ومؤسساتها الرسمية وتنظيماتها التنفيذية على زيادة فعالية دور المدن والتجمعات العمرانية‬
‫الجديدة في منظومة التنمية الشاملة بمصر‪ ،‬حيث تمثل تلك المدن والتجمعات إحدى ركائز السياسة القومية للتنمية‬
‫الحضرية والتي تعمل على حل مشكالت زيادة معدالت النمو السكاني والعمراني المتركز في التجمعات القائمة‪ ،‬وتقليل‬
‫سلبيات اختالل التوزيع المكاني للسكان على المستوى القومي‪.‬‬

‫ولقد تعرضت دراسات عديدة (*) لتقويم تجربة المدن الجديدة في مصر حيث تناولتها من وجهات نظر متعددة‪ ،‬ولقد‬
‫اجمعت كل هذه الدراسات على تدنى معدالت النمو السكاني في مقابل ارتفاع معدالت النمو العمراني في بعضها‪ ،‬فحتى‬
‫تعداد عام ‪ 2006‬لم تحقق كل المدن والتجمعات الجديدة والتي انشئت خالل الربع االخير من القرن الماضي ‪-‬ما عدا‬
‫مدينة ‪ 15‬مايو لقربها الشديد من منطقة حلوان‪ ،-‬أي معدالت مستهدفة في مجاالت النمو السكاني والعمراني طبقا للبرامج‬
‫الزمنية التي انشئت على اساسها تلك المدن‪ .‬ففي عام ‪ 2006‬كانت نسبة عدد سكان المدن الجديدة الى المستهدف لم تصل‬
‫في المتوسط الى ‪ %10‬من اإلجمالي السكان لمعظم التجمعات‪ ،‬وبقراءة النسبة داخل مجموعات تلك المدن نجدها تتراوح‬
‫بين ‪ % 3.2‬لمدينة النوبارية‪ %33,5،‬لمدينة ‪ 6‬أكتوبر(**)‪ ،‬هذا عن النمو السكاني‪ ،‬أما عن النمو العمراني فلم تحقق أي‬
‫مدينة ايضا معدالت النمو العمراني المستهدف مع مالحظة اختالف تلك المعدالت داخل المدينة نفسها اذا ما قورن بين‬
‫االستعماالت المكونة لها فنجد ارتفاع نسبة النمو في المناطق الصناعية بل نجد توسع بعض المدن في انشاء مناطق‬
‫صناعية جديدة خارج نطاق المخطط العام – مثل مدينة العاشر من رمضان والسادس من اكتوبر– في مقابل تدنى‬
‫معدالت النمو في مناطق االسكان وبصفة خاصة اسكان األهالي ‪.‬وفى هذا الصدد رصدت دراسة تقييم المجتمعات‬
‫العمرانية الجديدة – كلية التخطيط العمراني – هذا الخلل " ان مظاهر الخلل في ادارة تنمية المدن الجديدة في مصر رغم‬
‫ضعف الموارد المالية والطاقات التشييدية تشير بوضوح الى ان هناك قصورا في اساليب العمل اإلداري بأجهزة المدن‬
‫الجديدة ‪،‬مما يحول دون تحقيق االستغالل االمثل للطاقات المتاحة حتى ولو كانت محدودة "‪.‬وتكمن مشكلة ادارة عمليات‬
‫النمو السكاني والعمراني بالتجمعات الجديدة في مدى قدرة سياسات ادارة التنمية على تفعيل ابعاد التوازن بين منظومة‬
‫التنمية الثالثية والمتمثلة في (القاعدة االقتصادية – البعد االجتماعي – البيئة العمرانية) وعلى ذلك فاألمر يتطلب مراجعة‬
‫االسلوب التنموي لإلدارة النمو السكاني والعمراني لمثل هذه المدن بحيث يحقق المرونة في مواجهة أي متغيرات‬
‫مستقبلية تؤثر على استدامة تنمية هذه التجمعات دون ان تفقد المدينة دورها التنموي‬

‫إشكاليه الدراسة‪ :‬تكمن إشكالية الدراسة في " كيفية تحقيق استدامة التنمية بالتجمعات العمرانية الجديدة في إطار إدارة‬
‫رشيدة لنموها السكاني والعمراني بما يساهم في تحقيق اهدافها"‪.‬‬

‫الهدف والمنهجية‪ :‬في إطار التقديم السابق وفى ضوء اشكالية الدراسة يمكن تحديد هدف الدراسة ومنهجيتها فيما يلي‪:‬‬

‫الهدف العام‪" :‬تقويم األسلوب التنموي إلدارة النمو السكاني والعمراني للتجمعات العمرانية الجديدة ومدى مرونة هذا‬
‫األسلوب في مواجهة التغيرات المؤثرة على استدامة تنميتها دون ان تفقد المدينة دورها التنموي‪.‬‬

‫المنهجية‪ :‬في إطار الهدف العام للدراسة تم بناء منهجية اعتمدت على األسلوب النظري والتحليلي من خالل الخطوات‬
‫التالية‪- :‬‬
‫اوال‪ :‬طرح وتحليل إطار الفكر التخطيطي لمراحل وعالقات النمو بالتجمعات العمرانية الجديدة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬رصد وتحليل اهم االسس واالستراتيجيات واالطر العامة التي يتم على اساسها تخطيط مراحل النمو بالتجمعات‬
‫الجديدة واهم المشاكل التي تعوق تحقيقها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اتجاهات ومالمح مستقبل النمو السكاني والعمراني في إطار االستدامة‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫‪Evaluating growth management policies in new urban settlements in Egypt‬‬ ‫‪Mohamed Shehata Darwish,P.60-78‬‬

‫إطار الفكر التخطيطي لمراحل وعالقات النمو بالتجمعات العمرانية الجديدة‬ ‫‪1‬‬

‫تقوم الفكرة االساسية للتجمعات العمرانية الجديدة على خلق تجمع يتحقق فيه مستقبل عمراني أفضل في مقوماته االساسية‬
‫مثل توفير الخدمات بمعدالت أفضل‪ ،‬جودة البيئة السكنية وقاعدة اقتصادية توفر للسكان فرص العمل واالستقرار‪ .‬ولقد‬
‫ظهر هذا التعبير العمراني "المدن الجديدة" ”‪ “the new towns‬مبكرا في إعمال المخطط االنجليزي "ابنزار هوارد‬
‫”‪ “E. Howard‬سنة ‪ 1929‬ثم توالت نفس الفكرة بعد ذلك في إعمال الكثير من المخططين بينما ظهرت فكرة المدن‬
‫الجديدة في مصر كسياسة للتعامل مع مشكالت القاهرة منذ عام ‪ 1965‬مع إعداد الخطة اإلقليمية لتطوير القاهرة بينما‬
‫ظهرت المدن الجديدة كسياسة عمرانية مع نهاية السبعينات من القرن الماضي انطالقا من رؤية عمرانية اعتمدت على‬
‫تطوير المدن القائمة و إنشاء جيل من المدن الجديدة خارج الوادي والدلتا بدءا من إنشاء مدينة العاشر من رمضان عام‬
‫‪. 1976‬ولقد مر فكر تخطيط التنمية بالتجمعات الجديدة بثالثة مراحل منذ الربع االخر من القرن العشرين فمع بداية‬
‫التجربة كانت مرحلة المخطط العام ثم مرحلة مخطط التنمية البعيد المدى واخيرا منهج التخطيط االستراتيجي‪.‬‬

‫‪1/1‬مراحل الفكر التخطيطي إلعداد المخططات التنموية للتجمعات الجديدة‬

‫‪ 1/1/1‬مرحلة المخطط العام‬

‫ولدت جميع مخططات التجمعات العمرانية الجديدة من رحم المخطط العام وتقوم فكرة هذا المخطط على " رسم الخطوط‬
‫العريضة التي توجه عمليات التنمية العمرانية موضحة االستعماالت الرئيسية لألراضي" (عالم‪ )1996،‬وعلى ذلك يرى‬
‫(عبد الباقى‪ )1999،‬ان المخطط العام "يرسم صورة مرحلية ثابتة لكائن حي لم يولد بعد دون االعتبار لطبيعة الحركة‬
‫العضوية لنمو المدينة والمرحلية هنا يصعب تحديدها حيث ان حركة النمو العمراني حركة مستمرة ال تخضع لمفهوم‬
‫المرحلية الزمنية"‪ .‬وكان االسلوب التقليدي في ادارة مراحل النمو العمراني والسكاني لهذا المخطط يتم بفكرة ادارة‬
‫المشروعات قصيرة االجل مما كان له أكبر االثر في فشل فكر المخطط العام كأداة للتنمية‪ ،‬ولقد كان من اهم مالمح ادارة‬
‫النمو السكاني والعمراني في هذه المرحلة‪:‬‬

‫‪ -‬التشتت‪ :‬حيث تنتشر مشروعات االسكان والخدمات في عدد كبير من المجاورات والمناطق دون ان تكتمل بشكل يحقق‬
‫االستفادة الرشيدة من االمكانيات المتاحة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم االتزان بين اجزاء المدينة وذلك لسرعة نمو بعض االستعماالت مثل المناطق الصناعية وبطء نمو البعض اآلخر‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وضوح التركيب العضوي لعدم اكتمال التركيب الداخلي للمدينة وعدم وضوح التدرج الهرمي لعناصر هذا التركيب‬
‫أدى الى عدم االستفادة من امكانيات المدينة ككل‪.‬‬
‫‪ -‬التدني الشديد في معدالت النمو السكاني والعمراني عن المستهدف فلم تحقق ‪ 22‬مدينة جديدة إال ‪ % 2.6‬من الحجم‬
‫السكان المستهدف و‪ 32,7‬من حجم المساحة المستهدفة لها حتى عام ‪ 2006‬كما في الجدول رقم (‪.)1‬‬

‫جدول رقم (‪ )1‬المدن الجاري تنفيذها وعدد السكان المقترح والمستهدف (المساحة باأللف فدان والسكان باأللف نسمة)‬
‫نسبة السكان من‬ ‫عدد السكان‬ ‫عدد السكان‬ ‫نسبة المساحة من‬ ‫مساحة الكتل‬ ‫المساحة اإلجمالية‬ ‫عدد المدن‬
‫المستهدف‪%‬‬ ‫الفعلي‬ ‫المستهدف‬ ‫المستهدف‪%‬‬ ‫العمرانية‬
‫‪2,6‬‬ ‫‪180000‬‬ ‫‪6934000‬‬ ‫‪32,7‬‬ ‫‪207.8‬‬ ‫‪636‬‬ ‫‪22‬‬
‫المصدر‪ :‬هيئة المتجمعات العمرانية الجديدة ‪.2008-‬‬

‫‪ 1/1/2‬مرحلة مخطط التنمية بعيد المدى (تحديث المخططات)‬

‫في ضوء التغيرات التي أدت الى النمو غير المتوازن بالتجمعات الجديدة كنتيجة لعديد عوامل منها عدم مرونة منهج‬
‫المخطط العام كأداء لتنميتها تبنت الدولة االتجاه نحو تحديث المخططات العامة لهذه التجمعات في اطار منهج مخطط‬
‫التنمية بعيد المدى وهو "يعنى بتحديد االهداف واالستراتيجيات والسياسات طويلة المدى ومحددات النمو للمدينة والمناطق‬
‫المحيطة بها في اطار التخطيط اإلقليمي الشامل" (مها‪ )2006 ،‬وتعتمد فكرة هذا المخطط على استنباط اهم المؤشرات‬
‫من دراسة الوضع الراهن والتغييرات المؤثرة في هذا الوضع وتوقع اثر المتغيرات المستقبلية بحيث يعطى المرونة الكافة‬
‫لمواجهة مثل تلك المتغيرات ويمكننا استنتاج اهم مالمح النمو في هذه المرحلة فيما يلى‪:‬‬

‫‪61‬‬
‫‪Faculty of Urban & Regional Planning, Cairo University‬‬ ‫‪Journal of Urban Research, Vol. 15, Jan 2015‬‬

‫‪ -‬االعتماد على معدالت أكبر للنمو السكاني تصل الى حوالي ‪ %25‬سنويا في بدايات النشأة (مدينة السادات تم تخطيطها‬
‫الستيعاب ‪ 500‬على الرغم من تدنى المعدل نموها بعد أكثر من ‪ 30‬عام ليصل إلى‪ )*( %5,7‬هو ما يعنى استحالة‬
‫تحقيق هذه المعدالت في ظل آليات وسياسات إدارة النمو السكاني والعمراني السائدة‪.‬‬
‫‪ -‬استيعاب النمو المتاخم لتلك التجمعات في محاولة للسيطرة على النمو العشوائي المحيط بها‪.‬‬
‫‪ -‬التكثيف الداخلي للمناطق باستغالل األراضي التي لم يتم استعمالها‪.‬‬

‫‪ 1/1/3‬مرحلة تبنى منهج التخطيط االستراتيجي‬

‫اثبتت التجارب العالمية تعثر نموذج المخطط العام والهيكلي طويل المدى نتيجة لسرعة المتغيرات وصعوبة التنبؤ على‬
‫المدى البعيد‪ ،‬فكان التوجه األساسي لهذه المرحلة هو تبنى منهج التخطيط االستراتيجي والذي يسمح بالتجاوب مع‬
‫المتغيرات المستقبلية كما يتميز بانه ذات نهايات غير محددة تتيح الكثير من االختيارات المتعدة & ‪Open Ended‬‬
‫‪ Multichoice Strategy.‬ولقد تم اعداد المخططات االستراتيجية العامة لبعض التجمعات الجديدة مثل العاشر من‬
‫رمضان والسادس من أكتوبر والسادات حيث ركزت تلك المخططات على االدارة المجتمعية شاملة من خالل مشاركة‬
‫االطراف المؤثرة والقوى الفاعلة في عملية اعداد وتنفيذ برامج المخطط االستراتيجي للتنمية في إطار الرؤية التنموية‪ .‬إال‬
‫ان هذه المخططات تبنت زيادة الطاقة االستيعابية لهذه المدن لتصل الى إحجام سكانية بلغت في بعض المدن مثل مدينة‬
‫السادس من أكتوبر ثمانية إضعاف الحجم المخطط سابقا‪( ،‬الحجم المخطط عام ‪ 1979‬للمدينة ‪ 500‬ألف نسمة وفى‬
‫مخطط االستراتيجي المقترح عام ‪ 4 2010‬مليون نسمة)‪.‬‬

‫‪ 2/1‬القضايا الرئيسية‬

‫تعرضت الدراسات الخاصة بتقويم تجربة التجمعات العمرانية الجديدة بمصر لمجموعة كبيرة من القضايا المؤثرة بشكل‬
‫مباشر وغير مباشر في ظاهرة تباطؤ معدالت النمو السكاني والعمراني هذه التجمعات بدرجة واضحة عن المعدالت‬
‫المستهدفة منها على الرغم من الجهود واالستثمارات الضخمة التي يتم توظيفها لدفع عمليات التنمية ومن ثم النمو بها‪.‬‬
‫ولقد ادى االهتمام الواضح والمتزايد بهذه القضايا الى وجود رصيد ضخم من الدراسات تعرضت لتحليل هذه الظاهرة‬
‫على مستويات ومراحل مختلفة بدءا من مستوى الفكر وجدوى االنشاء وانتهاء بمستوى تقويم الوضع الراهن‪ ،‬ونتيجة لهذا‬
‫المدى بالغ االتساع كان البد من تصنيف هذه المستويات والمراحل بشكل محدد يمكن من خاللها تتبع مسار االشكالية‬
‫خالل المراحل المختلفة لنشأة ونمو تلك التجمعات‪ ،‬ويمكن تصنيفها الى اربعة محاور هي‪:‬‬
‫االول‪ :‬قضايا مرحلة التوجه نحو جدوى إنشاء التجمعات العمرانية الجديدة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬قضايا مرحلة الفكر النظري والتخطيطي‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬قضايا مرحلة النشأة والنمو‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬قضايا تأكيد الدور اإلقليمي والوظيفي‪.‬‬
‫وفيما يلي عرض الهم القضايا التي رصدتها هذه الدراسات‪- :‬‬

‫‪ 1/2/1‬قضايا مرحلة التوجه نحو إنشاء التجمعات العمرانية الجديدة‬

‫تعرضت بعض الدراسات لقضايا هذه المرحلة التي يمكن ايجازيها فيما يلي‪- :‬‬

‫أ‪ -‬قضية عدم مالئمة سياسة المدن الجديدة للدولة النامية‪:‬‬

‫اوصت دراسة للبنك الدولي عام ‪ 1979‬بتجنب برامج انشاء المدن الجديدة في الدول النامية لسببين رئيسيين هما‪- :‬‬
‫‪ -‬انه لم يحدث ابدا ان حققت سياسة المدن الجديدة اآلمال التي وعدت بها من امتصاص الزيادة السكانية‪ ،‬ولم يحدث ان‬
‫امتصت إال نسبا ضئيلة من هذه الزيادة‪ .‬ويوضح الجدول رقم (‪ )2‬هذه النتيجة فالطاقة االستيعابية للمدن الجديدة طبقا‬
‫للمخططات المقترحة لها لم تتحقق خالل مراحل نموها عد مرور أكثر من ‪ 25‬عام على إنشائها طبقا لتعداد عام‬
‫‪2006‬‬
‫‪ -‬انها أكثر الطرق اسرافا في استنزاف الموار لتحقيق التنمية الحضرية‪ ،‬فالتجربة في كل مكان تقول انها كثيفة االستخدام‬
‫لرأس المال‪ ،‬وتكلفة المعيشة فيها أكبر دائما من المدن القائمة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪Evaluating growth management policies in new urban settlements in Egypt‬‬ ‫‪Mohamed Shehata Darwish,P.60-78‬‬

‫جدول (‪ )2‬تعداد السكان لعام ‪ 2006‬لبعض المدن الجديدة مقارنة بالتعداد المستهدف (باأللف نسمة)‬

‫المصدر‪ :‬تحليل الباحث لنتائج تعداد عام ‪.2006‬‬

‫ب‪ -‬قضية جدول اإلنشاء والتوسع في إقامة التجمعات العمرانية الجديدة‪- :‬‬

‫اوضحت دراسة تقييم تجربة المجتمعات العمرانية الجديدة بمصر هذه القضية فيما يلي "كان من المفروض وفقا لما تم‬
‫استخالصه من التجارب العالمية ان تدخل المدن الجديدة في ضمن إطار استراتيجية قومية للتنمية الحضرية‪ ،‬ولكن ما‬
‫حدث هو ان الدولة توسعت في عدد المدن الجديدة التي يجرى العمل فيها االن والتي تزامن مع البدء في انشائها في وقت‬
‫واحد دون رؤية واضحة لحقائق االوضاع االقتصادية " (معهد التخطيط العمراني‪)1987 ،‬‬

‫ج‪ -‬قضية غياب سياسة وطنية لتوازن التوزيع المكاني للسكان‪:‬‬

‫وكان من نتائج غياب التنسيق والشراكة في إدارة النمو العمراني للمدن في مصر وطبقا لنتائج العديد من التجارب‬
‫العالمية "فان نمط التنمية الحضرية خارج المدن القائمة انما يعتمد على القرارات التي تتخذها العائالت والمؤسسات‬
‫االقتصادية بشكل فردى وبأسلوب مستقل بصفة عامة ومصالحها بصفة خاصة وفى اطار عمل قوى السوق واالستثمار‬
‫في القطاع العقاري "‪ (،‬البنك الدولي‪ ،)1979 ،‬ولكن سياسة المدن الجديدة في مصر قلبت هذه االعتبارات حيث قامت‬
‫على فريضة امكانيه اعادة توزيع السكان وتحفيز االنتقال لمجرد وجود تجمع يحقق الرفاهية واالستقرار بفرص عمل ‪-‬‬
‫غير مستقرة‪ -‬بمقارنة لوضع التجمعات القائمة بالوادي والدلتا ‪ .‬ومن نتائج غياب هذا التنسيق والشراكة في إدارة النمو‬
‫العمراني للمدن القائمة والجديدة في مصر ‪-‬خالل األربعين عاما الماضية ‪-‬ان ساهم القطاع الخاص واإلفراد ‪-‬بمشروعات‬
‫إسكان للفئات ذات الدخل المنخفض والمتوسط ‪-‬في الغالب إسكان بمناطق عشوائية‪-‬يقدر حجم االستثمار الخاص بها طبقا‬
‫لتقرير للمركز المصري للدراسات االقتصادية‪:(2007 ،ECES( ،‬‬
‫‪ -‬إجمالي اإلسكان غير الرسمي (حضري وريفي) ‪ 845‬مليار جنية مصري‪.‬‬
‫‪ -‬إجمالي اإلسكان غير الرسمي (لمنطقة القاهرة الكبرى) ‪ 280‬مليار جنية مصري‬

‫‪ 1/2/2‬القضايا الخاصة بمرحلة الفكر التخطيطي والدراسات االولية‪- :‬‬

‫من خالل استعراض الدراسات التي رصدت قضايا هذه المرحلة لوحظ ان معظم هذه الدراسات تعرضت الى المفاهيم‬
‫النظرية والتطبيقية لعناصر الفكر التخطيطي النظري المرتبط بهذه المرحلة حيث ركزت على محورين‪- :‬‬
‫المحور االول‪ :‬عناصر الفكر النظري والدراسات األولية المتمثلة في‪:‬‬
‫‪ -‬اختيار الموقع‪.‬‬
‫‪ -‬الوظيفة والقاعدة االقتصادية‪.‬‬
‫ـ الحجم السكاني‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬محور الفكر التخطيطي والمتمثل في‪- :‬‬
‫‪ -‬اختيار المنهج التخطيطي للمنتج النهائي (المخطط العام‪ ،‬االستراتيجي)‪.‬‬
‫‪ -‬التركيب والتشكيل العمراني‪.‬‬
‫وفيما يلي عرض موجز لهذه المحاور‪:‬‬

‫• المحور االول‪ :‬عناصر الفكر النظري والدراسات االولية‪ :‬وتشمل دراسة كل من‪- :‬‬
‫‪ -‬الموقع (الموقع المقترح للمدينة الجديدة وعالقاته االقليمية)‪.‬‬
‫‪ -‬الوظيفة (دور المدينة الجديدة في التنمية القومية واإلقليمية والمحلية)‪.‬‬
‫‪ -‬الحجم (عدد السكان المقترح للمدينة الجديدة)‪.‬‬
‫ويالحظ ان المالمح الرئيسية لهذه العناصر في تجربة المدن الجديدة بمصر يمكن تلخيصها فيما يلي‪- :‬‬

‫‪63‬‬
‫‪Faculty of Urban & Regional Planning, Cairo University‬‬ ‫‪Journal of Urban Research, Vol. 15, Jan 2015‬‬

‫‪ -‬الموقع‪ :‬على الرغم من انشاء جميع التجمعات العمرانية الجديدة في مناطق صحراوية خارج الوادي والدلتا اال ان‬
‫العالقة االقليمية والمكانية بين هذه التجمعات وظهيرها العمراني‪-‬بشكل خاص المدينة االم افرزت كل من‪:‬‬
‫‪ -‬مدن تابعة تقع حول المدن الرئيسية أو بالقرب منها وتهدف من هذا الموقع جذب وتخفيض حدة الكثافة السكانية‬
‫المرتفعة بالمدينة الرئيسية الى جانب االستفادة منها في توفير فرص العمل والخدمات (‪ 15‬مايو‪ 6،‬اكتوبر)‬
‫‪ -‬مدن توأم وهي تجمعات تقع متاخمة للمدن القائمة ومن هذه المدن (مدينة اسيوط وبنى سويف الجديدة)‪ .‬وهذه المدن تعد‬
‫توأم لمدن قائمة تعمل على حل مشاكلها وبصفة خاصة االمتداد على األراضي الزراعية‪.‬‬
‫‪ -‬مدن مستقلة تبتعد عن مواقع التجمعات القائمة بمسافات تدعم استقاللها الذاتي اقتصاديا وخدميا‪( .‬السادات)‬
‫‪ -‬الوظيفة والقاعدة االقتصادية‪- :‬‬
‫تتنوع القاعدة االقتصادية بالتجمعات العمرانية الجديدة (زراعة – صناعة ‪-‬نقل ومواصالت – خدمات) بحيث يمكن من‬
‫خاللها تحقيق أكبر حجم ممكن من فرص العمل‪ ،‬مع مالحظة ان النشاط األساسي لمعظم التجمعات الجديدة هو النشاط‬
‫الصناعي الى جانب وجود نشاط او نشاطين ثانويين الى جانب الصناعة لتصبح المدينة صناعية خدمية وسياحية‬

‫– الحجم السكاني‪- :‬‬


‫تنوعت االحجام السكانية المقترحة ‪-‬عند النشأة ‪-‬للتجمعات العمرانية الجديدة حيث تراوحت بين ‪ 70‬ألف نسمة لمدينة‬
‫الصالحية الجديدة و‪ 500‬ألف نسمة لكل من العاشر من رمضان والسادات‪ ،‬وذلك لمدن الجيل االول‪ ،‬بينما تتراوح بين‬
‫‪ 60‬ألف لمدينة المنيا ‪ 250،‬ألف لمدينة العبور وذلك لمدن الجيل الثاني‪ ،‬اما مدن الجيل الثالث تتراوح بين ‪ 50‬ألف‬
‫لمدينة االقصر ‪ 130‬ألف لمدينة اسيوط الجديدة‪.‬‬
‫ومن العوامل التي ادت الى هذا التباين‪- :‬‬
‫‪ -‬تنوع القاعدة االقتصادية بما يحقق نوعا من التوازن بين السكان وفرص العمل‪.‬‬
‫‪ -‬الموقع والدور اإلقليمي‪.‬‬

‫• قضايا المحور األول (الفكر النظري والدراسات األولية)‪:‬‬

‫أ‪-‬قضية مدى مالئمة الموقع لتحقيق االهداف المنوطة بالقامة التجمعات الجديدة‪.‬‬
‫تباينت اآلراء حول قضية مدى مالئمة المواقع المقترحة لتحقيق االهداف المنوطة بإقامة التجمعات العمرانية الجديدة حيث‬
‫يرى بعضها ان المواقع المقترحة إلنشاء المدن الجديدة التابعة مثل تجمعات شرق القاهرة أدى الى تحويلها الى مجرد‬
‫ضواحي للقاهرة الكبرى‪ ،‬كما يضع المزيد من الضغوط عليها‪ ،‬كما أنها تمثل منافسا اشد جذبا للسكان عن المدن المستقلة‬
‫مثل مدينة السادات ويوضح الجدول رقم (‪ .)4‬الطاقات االستيعابية للتجمعات العمرانية الجديدة بشرق القاهرة قبل وبعد‬
‫التحديث والتي ساهمت في التضخم الحضري لإلقليم‪ .‬بالمقابل يرى البعض اآلخر ان التجمعات المستقلة يجب اال تكون‬
‫في مواقع بعيدة بدرجة كبيرة عن المراكز الحضرية حتى ال تحد من إمكانيات نموها‪ .‬كما هو الحال في مدينة السادات‬
‫وفى هذا الصدد يرى (عبد الباقي‪" )1999 ،‬ان اختيار مواقع المدن الجديدة في مصر كان اجتهادا أكثر منه علميا حيث‬
‫يجب ان يتم هذا االختيار في إطار تخطيط إقليمي يتحد فيه توزيع المستويات المختلفة من المستوطنات البشرية الجديدة‬
‫خارج الوادي واختيار انسب المواقع لهذه المستوطنات التي تتخذ فيها العالقات الوظيفية بين المستويات المختلفة سواء‬
‫الكبرى منها او المتوسطة والصغيرة " ويوضح الشكل رقم (‪ )2‬مواقع التجمعات العمرانية الجديدة بخريطة التنمية‬
‫والتعمير لعام ‪.2017‬‬

‫جدول (‪ )4‬الطاقات االستيعابية للمدن والتج ّمعات العمرانية شرق القاهرة قبل وبعد التحديث‬

‫المصدر‪ :‬هيئة المتجمعات العمرانية الجديدة ‪.2010-‬‬

‫‪64‬‬
‫‪Evaluating growth management policies in new urban settlements in Egypt‬‬ ‫‪Mohamed Shehata Darwish,P.60-78‬‬

‫الشكل (‪ )2‬مواقع التجمعات العمرانية الجديدة بخريطة التنمية والتعمير لعام ‪.2017‬‬

‫المصدر‪ :‬وزارة اإلسكان والتنمية العمرانية‬

‫ب‪-‬قضية إخفاق التنمية االقتصادية في المدن الجديدة‪:‬‬


‫تشير دراسة للمجلس القومي للخدمات والتنمية االجتماعية عن سياسة تنمية التجمعات العمرانية الجديدة في مصر عام‬
‫‪ ،1999‬الى ضعف إمكانيات التنمية بالتجمعات الجديدة بشكل جعلها تعتمد بشكل مباشر على التجمعات القائمة حيث ترى‬
‫الدراسة ان "المدن الجديدة تجمعات حضرية بالصحراء في مناطق محددوه اإلمكانيات أو ذات موارد طبيعية غير كافية‬
‫يمكن ان تقام على استغاللها‪ ،‬ولكنها تعتمد في تنميتها بالكامل على "االستيراد" الداخلي والخارجي‪ ،‬بجانب استيراد‬
‫الموارد األولية والخامات لتصنيعها‪ ،‬واستيراد العمالة من المدن القديمة للعمل بها‪ ،‬بجانب استيراد رأس المال المستثمر‬
‫في مصانعها وشركاتها‪ ،‬أي انها اقيمت في مناطق خالية تماما من ايه امكانيات مادية او وجود بشرى"‪.‬‬

‫ج‪-‬قضية الحجم السكاني للتجمعات الجديدة‪:‬‬


‫تعد عملية تحديد الحجم السكاني للتجمعات الجديدة من اكثر القضايا تعرضا للخالف بين المهتمين من المخططين‬
‫واالجتماعيين واالقتصاديين ويرجع هذا االختالف الى اهداف كل فريق حيث يمثل الحجم االقتصادي هدف االقتصاديين‬
‫بينما يمثل الحجم الذى يحقق التماسك االجتماعي هدف االجتماعيين‪ ،‬البعض ان الحجم الذى المحدد في الكثير من تلك‬
‫التجمعات كان مبالغا فيه الى حد الطموح ويوضح (عبد الغنى‪ )1996 ،‬انعكاس هذه القضية على إدارة عمليات المرافق‬
‫والخدمات فيما يلي‪" :‬وهذا يعنى ان اإلحجام المستهدفة لهذه المدن خالل الفترة الزمنية التي ال تتعدى الــ‪ 25‬عام قد فاقت‬
‫كل التصورات رغم انه سيتم التعامل مع هذا الحجم لتوفير المرافق والخدمات الالزمة لهذا الحجم السكاني والمتوقع‬
‫الكتمال هذا الحجم ان يتعد المائة عام وليس ‪ 25‬عام كما هو مخطط لها "‬

‫د‪-‬قضية مدى تحقيق مفاهيم التنمية العمرانية الشاملة في مراحل الفكر النظري والتخطيطي‪- :‬‬
‫تمثل هذه القضية المحور األساسي للتطور الفكر التخطيطي حيث يرتبط أي مخطط ارتباطا عضويا بتحقيق هذه المفاهيم‬
‫واإلبعاد الى مخططات تشكل ابعاد المنظومة العمرانية (االقتصادي – االجتماعي – البيئي العمراني)‪ .‬ويوضح (عفيفي‪،‬‬
‫‪ )2010‬هذه القضية في إطار العوامل الحاكمة لتحقيق الحجم السكاني في قوله "وكان من جراء عدم انسجام العالقة بين‬
‫الحجم والموقع والوظيفة ان كل المدن الجديدة لم تحقق اهدافها التنموية بالمعدالت المقترحة في مرحلة الدراسة االولية‬
‫رغم مرور أكثر من ‪ 25‬عام على إنشائها " ويوضح الجدول رقم (‪ )5‬موقف تنفيذ برامج التنمية بالمدن الجديدة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫‪Faculty of Urban & Regional Planning, Cairo University‬‬ ‫‪Journal of Urban Research, Vol. 15, Jan 2015‬‬

‫‪2‬‬
‫جدول (‪ )5‬استخدامات األراضي ببعض المدن والتج ّمعات الجديدة والمزود منها بالمرافق المساحة لعام ‪ 2010‬بال كم‬

‫المصدر‪ :‬هيئة المتجمعات العمرانية الجديدة‪.‬‬

‫قضايا المحور الثاني (مرحلة الفكر التخطيطي)‬ ‫•‬

‫تأتى قضايا هذه المرحلة كإحدى القضايا االساسية في عمليات تحليل تجارب المدن الجديدة بمصر حيث ان المنوط من‬
‫هذه المرحلة ترجمة كل االهداف واالبعاد النظرية الى مخططات تعمل على خلق المدينة ككائن حي‪ ،‬ولقد اجمعت معظم‬
‫الدراسات على ان المخططات العامة الثابتة والجامدة والتي تعد على اساس البيانات والمعلومات التي توفرت في فترة‬
‫اعداد المخططات لم تراع المتغيرات السياسية واالقتصادية واالجتماعية والتكنولوجيا السريعة‪ ،‬ولم تستعد الستقبالها‬
‫والتعامل معها االمر الذى اضطرت معه ادارات المدن الى تحديث هذه المخططات قبل اكتمال نموها‪.‬‬
‫ولقد تعددت الدراسات التي تناولت هذا المستوى‪ ،‬ويمكننا تحديد محورين لمناقشة قضايا هذه المرحلة وهما‪- :‬‬
‫‪ -‬اختيار المنهج التخطيطي للمنتج النهائي‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار التركيب والتشكيل العمراني للتجمع‪.‬‬

‫أ ‪-‬اختيار المنهج التخطيطي للمنتج النهائي‬

‫اعتمدت المخططات العمرانية للتجمعات الجديدة في مرحلة إنشائها على منهج المخطط العام ويجب مالحظة ان‬
‫المخطط العام للتنمية يختلف تماما في وظيفته ومفهومه عن المخطط العمراني للمدينة‪ ،‬فمن وجهة نظر التنمية العمرانية‬
‫ينظر الى التشكيل العمراني باعتباره مجرد وعاء مناسب للقيام باألنشطة الضرورية‪ ،‬وعلى ذلك فإعداد المخطط العام ال‬
‫يهدف لمجرد البرهنة على امكانية قيام مدينة جديدة في المكان المحدد‪ ،‬ولكن المخطط العام يوضع ليستخدم كدليل يتم‬
‫على هديه اتخاذ القرارات اليومية في الواقع العملي والتي سيؤدى تنفيذها مع الزمن الى احداث التنمية‪.‬‬

‫أ‪ 1/‬قضية عدم مالئمة منهجية المخطط العام الشامل لعملية التنمية بالتجمعات العمرانية الجديدة‪:‬‬
‫يبرهن على ذلك تقرير دراسة "التجمعات العمرانية الجديدة ‪ -‬دراسة مقارنة بين الواقع التنفيذي والفكر النظري" (معهد‬
‫التخطيط العمراني‪ )1987 ،‬ويرى أن " تخطيط المدن الجديدة بمصر يبدأ بتحديد حجم السكان المستهدف توطينه في‬
‫المدينة طبقا للقاعدة االقتصادية المقترحة من خالل أهداف مرحلية ويلى ذلك تخطيط األنشطة األساسية وغير األساسية‬
‫لمتغيرات تابعة لحجم السكان " والمالحظة البديهية هنا هي ان الخطأ في تحديد حجم السكان المستهدف البد ان يتبعه‬
‫بالضرورة عدم صالحية كل التحليالت والدراسات التي تشملها عملية التخطيط لوضع اهداف مرحلية ترسم المسار‬
‫التنفيذي لبرامج االنشطة والخدمات‪.‬‬

‫أ‪ 2/‬قضية االعتماد على التنمية الشاملة وليس التنمية المتدرجة‪:‬‬


‫اعتمدت تجربة المدن الجديدة على اسلوب التنمية الشاملة عند وضع برامج الخدمات واالسكان والبنية التحتية وذلك من‬
‫خالل اسلوب التقسيم القطاعي النوعي لمفردات التنمية مما ادى الى اهدار وفقد الكثير من الموارد المتاحة االعتماد على‬
‫تمويل الدولة ومن ثم زيادة مديونية هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لتصل إلى أكثر الهيئات االقتصادية مديونية لدى‬
‫بنك االستثمار القومي (االهرام‪ .)2001 ،‬اما فلسفة التنمية المتدرجة والتي ينادى بها الكثير من االقتصاديين واالداريين‬
‫فتعتمد على تخطيط وتنفيذ هذه البرامج بأسلوب متكامل يعتمد بالدرجة االولى على التكامل بين قطاعات التنمية المختلفة‬
‫بطريقة تنموية مرحلية تتوافق مع الموارد المتاحة من العوائد التمويلية‪ ،‬كما تتوافق مع المتطلبات المرحلية للفئات‬
‫المستهدف استيطانها بتلك المدن والتجمعات العمرانية‪.‬‬
‫ب‪ :‬محور التركيب الداخلي والتشكيل العمراني‪:‬‬
‫‪66‬‬
‫‪Evaluating growth management policies in new urban settlements in Egypt‬‬ ‫‪Mohamed Shehata Darwish,P.60-78‬‬

‫ب‪ 1/‬قضية مدى مالئمة التشكيل العمراني لظروف البيئة الصحراوية‪:‬‬


‫تعتمد التشكيالت العمرانية لمعظم التجمعات الجديدة على فكرة التباعد كأساس للنسق التخطيطي والتشكيل العمراني‬
‫وتكمن جوهرة هذه القضية في ان هذا النسق ال يحقق التوازن الداخلي لوحدات التشكيل العمراني خالل مراحل النمو‬
‫الى جانب زيادة استهالك الموارد والطاقة باإلضافة الى عدم تحقيق التوازن البيئي‪ ،‬ويرى (معاذ‪".)2003 ،‬ان تدنى‬
‫كفاءة األداء الحراري للتشكيل العمراني الحالي نتيجة لغياب التوجيه االمثل لكل من الشوارع والمباني واشتراطات تنفيذ‬
‫المباني متباعدة عن بعضها وبذلك فقد ثبت عدم جدوى تباعد المباني عن بعضها كنمط بنائي للبيئة الصحراوية "‬

‫‪ 3/2/1‬قضايا مرحلة النشأة والنمو‬

‫تكشف قضايا هذه المرحلة عن مدى وعمق الفرق بين الفكر النظري والواقع التنفيذي‪ ،‬ولقد أفاضت الكثير من الدراسات‬
‫في تحليل هذه المرحلة والكشف عن اهم القضايا التي يمكن تخليصها فيما يلي‪- :‬‬

‫‪ -‬قضية غياب استراتيجية التقييم والمتابعة (قبل البدء في التنفيذ)‪- :‬‬


‫اظهرت مشاكل التنفيذ ضرورة تجميع االنشطة المبعثرة افقيا على كامل المرحلة االولى بالمدينة وتركيزها في تتابع‬
‫مخطط الستكمال اجزاء متكاملة ويشير (سويكو‪ )1983 ،‬الى وجود عدم توازن خطير في نمو المدينة وان السياسات‬
‫المتبعة في ذلك الوقت سوف ال تؤدى لتعديل المسار ولقد اعتبر نشأة ونمو المدينة مهمة انشائية لتنفيذ المخطط العام‬
‫الموضوع لها اكثر منه كنمو تنموي طبقا للحاجة والضرورة ‪،‬مما ادى الى عدم التوازن في التنفيذ والقصور في برامج‬
‫االسكان وبالتالي االنتقال بطئ للسكان الى المدينة ويرى (عبد الباقي‪" ) 2002 ،‬ان النظام التقليدي المتبع في وضع‬
‫المخططات العمرانية للمدن الجديدة يعتمد على رسم صورة للمدينة وبذلك تنمو المدن الجديدة بهذا االسلوب التقليدي‬
‫مقطعة االوصار متباعدة المراحل‪ ،‬فتفقد بذلك قوامها العضوي المتكامل عمرانيا والمترابط مرحليا "‪.‬‬

‫‪ -‬قضية غياب مفهوم تقويم األداء‪:‬‬


‫تعرضت التجمعات الجديدة خالل فترة االنشاء والنمو الى العديد من التغيرات اخرجتها بعيدة عن المخططات االصلية‬
‫الموضوعة‪ ،‬ولقد اوضحت (غادة‪" )2001 ،‬ان تقويم االداء هو ايضا ضرورة في عمليات التنمية العمرانية المتواصلة‬
‫وذلك بهدف تطويع خطط التنمية لتتناسب مع التغيير وطبيعة النمو عبر الزمن ولتحديد القياسات التي تعكس اداء وجود‬
‫عمليات التنمية و ان المدن الجديدة منذ بدء انشائها وتشغيلها حدثت بها تغيرات ومستجدات كثيرة كان من الصعب التنبؤ‬
‫بها عند وضع مخططاتها مما افرز واقعا عما كان مخططا له خالل العشرين عاما الماضية"‬

‫‪ -‬قضية غياب الدراسات الحقلية والفورية عند إعداد المخططات‪:‬‬


‫ويسجل (إسالم‪ )1992 ،‬عن مخطط مدينة ‪ 6‬أكتوبر" وفى غياب بيانات المساحة الحقلية والطبوغرافيا المتوفرة قبل‬
‫اعداد المخطط العام للمدينة تم اكتشاف ان االتجاه المقترح للنمو المستقبلي يشتمل على مناطق اثرية وتراثا حضاريا كما‬
‫يخترق منتصف المنطقة السياحية للمدينة خط البترول (سوميد) مما يهدد من السالمة وامن المدينة عند اكتمال نموها‪،‬‬
‫ولصعوبة نقل الخط او تغيير الموقع مرة اخرى تم معالجة المشكلة"‪.‬‬

‫‪ -‬قضية النمو غير المتوازن في مستويات التنفيذ‪:‬‬


‫وظهرت هذه القضية لعدم اتباع سياسة التنمية المرحلية بحيث يمكن اعتبار كل مرحلة شبة مستقلة يمكن ان تعمل‬
‫بكفاءة دون الحاجة الى تنفيذ المراحل التالية‪ ،‬وحول هذه القضية يذكر (إسالم‪" )1992 ،‬ان عدم وجود ارتباط مخطط‬
‫بين نمو المشروعات الصناعية ومشروعات اإلسكان والخدمات أدت الى تشتت طاقة التشييد كما أدى الى تجميد‬
‫مدخرات المصريين في مباني ال يتم استعمالها "‪.‬‬

‫‪ 4/2/1‬قضايا تأكيد الدور اإلقليمي والوظيفي‬

‫ان اهم دوافع االخذ بسياسة المدن الجديدة في مصر هو العمل على التوسع العمراني في الظهير الصحراوي المتاخم‬
‫المعمور المصري حيث تساعد من خالل دورها اإلقليمي على ضبط وتصحيح النمو الزائد للتجمعات القائمة الى جانب‬
‫تحقيق التوازن البيئي بالحد من التلوث الصناعي‪ ،‬وتآكل األراضي الزراعية وذلك من خالل تشجيع المدن الجديدة على‬
‫التنمية االقليمية بالمناطق الواقعة فيها‪.‬‬

‫ويؤكد (عبد الباقي‪ )1999 ،‬ان اسباب اخفاق المدن الجديدة في تحقيق هذا البعد يرجع الى "ان عدم تحقيق المتوقع من‬
‫المدن الجديدة في مصر حتى االن يرجع لغياب الترابط بين منظومات القرار السياسي والتخطيط والتعمير والتنمية في‬
‫‪67‬‬
‫‪Faculty of Urban & Regional Planning, Cairo University‬‬ ‫‪Journal of Urban Research, Vol. 15, Jan 2015‬‬

‫اطار منظومة كلية متكاملة متناسقة االدوار ذات تتابع وظيفي عقالني"‪ ،‬كما يرى (غانم ‪ )2001 ،‬بعدا اخر لهذه القضايا‬
‫حيث يرى "ان االعتبارات التخطيطية والقومية واالقليمية مدخال اساسيا في اختيار المدن الجديدة وينبغي ان ال نقدر‬
‫المدن الجديدة على اساس كمها االجتماعي واالقتصادي والبيئي‪ ،‬وانما على اساس اثرها النوعي في تنمية اقليمها وقدرتها‬
‫على تسهيل حل المشكالت االقليمية والقومية مثل النمو االقتصادي والهجرة السكانية‪ ،‬فليس المهم ان توفر المدينة الجديدة‬
‫فرص عمل فقط وانما تساعد على تحقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي لإلقليم‪ ،‬فتجعله اقل عرضة للتقلبات"‪ .‬إال ان‬
‫تجربة المدن الجديدة لم تحقق هذا الدور اإلقليمي والوظيفي المنوط بها حيث ظهرت العديد من القضايا التي اوضحت‬
‫غياب هذا الدور مثل‪- :‬‬

‫‪ -‬قضية ازدواجية اإلدارة المحلية داخل النطاق اإلقليمي الواقعي للتجمع الجديد‪- :‬‬
‫تخضع ادارة المدن الجديدة الى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بوزارة االسكان والتجمعات الجديدة بينما تخضع‬
‫إدارة المدن والتجمعات القديمة لنظام الحكم المحلى وتسعى كل المحليات إلى جذب المزيد من االستثمارات لإلنفاق‬
‫على المرافق والخدمات العامة لمواجهة متطلبات الزيادة المطردة في اعداد السكان في التجمعات القائمة وفى ظل‬
‫غياب وتداخل االهداف السياسية بينما تسعى هيئة المجتمعات العمرانية إلى تنفيذ المخطط العام الموضوع مسبقا في‬
‫غياب عن االحتياجات والمتغيرات التي قد تطرق على محيطها اإلقليمي مثال على ذلك (ظل مجمع الوزارات قائم‬
‫بمدينة السادات منذ عام ‪ 1987‬دون استغالل على الرغم من احتياج بعض المؤسسات الخدمية بالمحافظات المحيطة‬
‫الى تلك المباني حتى تم تخصيصها كفرع لجامعة المنوفية في نهاية عام ‪. 2000‬‬

‫‪ -‬قضية التنافس على جذب االستثمار‪:‬‬


‫تواجه التجمع ات الجديدة تحديا كبيرا بظهور انشطة متاخمة لها وعلى اطرافها خارج حدود المخطط األصلي تتنافس‬
‫االنشطة التي اقترحها المخطط داخل المدينة الجديدة ويوضح الشكل رقم (‪ )3‬األنشطة المتاخمة لمدينة السادات‪،‬‬
‫ويوضح الجدول رقم (‪ )6‬مؤشرات قطاع الصناعة ببعض المدن الجديدة والمتاخمة للمناطق للتوطين الصناعي بإقليم‬
‫القاهرة‪ ،‬ولقد تعدد الجهات التي تنافسه المدن الجديدة على جذب االستثمار منها المحليات‪ ،‬الهيئات العامة الى جانب‬
‫بعض االفراد والشركات االستثمارية التي تعمل على االستفادة من وجود التجمع الجديد كمركز حضري‪ ،‬ولقد‬
‫رصدت دراسة (شحاتة‪ )2002 ،‬العوامل التي شجعت على جذب االستثمار فيما يلى‪-:‬‬

‫‪ -‬الفصل وعدم التنسيق بين أجهزة المدن الجديدة والجهات المختلفة من ذوي المصالح‪ ،‬وضعف التشريعات التي‬
‫تمنع ظهور مثل هذه االنشطة وعدم وجود جهة موحدة للتنسيق وتوحيد الجهود‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود نص يؤكد ضرورة تحديد حجم الخدمات في المدن القائمة بناء على اقصى طاقة استيعابيه للسكان داخل‬
‫الحيز العمراني المعتمد وكردونات المدن المعتمدة وتوطين باقي الخدمات في المدن الجديدة سواء كانت مشروعات‬
‫لإلسكان أو مشروعات صناعية‪.‬‬
‫‪ -‬وجود نص بقانون اإلدارة المحلية بإمكانية تحديد المناطق الصناعية داخل حدود الوحدات المحلية دون ان يشير‬
‫الى ضرورة التنسيق مع وزارة اإلسكان والهيئة التابعة لها‪.‬‬

‫جدول (‪ )6‬المؤشرات الصناعية للمدن الجديدة حتى ‪2006/6/30‬‬

‫المصدر‪ :‬هيئة المتجمعات العمرانية الجديدة‪.‬‬

‫‪ -‬في مجال تنظيم العمران على مستوى القومي نجد ان التشريعات قد حددت اختصاص كل جهة بالنسبة الستغالل‬
‫األراضي الصحراوية ولكن توجد حاجة ملحة الى جهة ادارية للتنسيق بين االطراف العديدة التي لها صالحيات‬
‫استغالل وادارة األراضي على المستوى القومي‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫‪Evaluating growth management policies in new urban settlements in Egypt‬‬ ‫‪Mohamed Shehata Darwish,P.60-78‬‬

‫شكل (‪ )3‬األنشطة المتاخمة لمدينة السادات‬

‫المصدر‪ :‬جهاز مدينة السادات‪.‬‬

‫‪ 2‬المتغيرات والتحوالت السياسية االقتصادية وآثرها على إدارة النمو العمراني والسكاني‬

‫صاحب التغيرات العالمية في مجاالت االقتصاد والسياسة تغير العديد من المفاهيم والمبادئ التي سادت في النصف االول‬
‫من القرن الــ ‪ ،20‬اال ان أثر هذه المتغيرات لم يؤثر في صياغة الفكر والسياسة المصرية اال مع نهاية القرن الـ ‪ 20‬ولقد‬
‫صاحب تلك التغيرات عدة مظاهر محلية انعكست على إدارة التجمعات العمرانية الجديدة مع بداية األخذ بسياسة المدن‬
‫الجديدة في نهاية السبعينات والتي تميزت بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تحول اإلدارة من فكرة اإلنشاء الى فكرة التنمية‪.‬‬
‫‪ -‬األخذ بأسلوب التمويل المشترك في إدارة االستثمارات‪.‬‬
‫‪ -‬األخذ بسياسة الخصخصة وزيادة دور القطاع الخاص في عمليات التنمية (القاعدة االقتصادية والخدمات واإلسكان)‪.‬‬
‫‪ -‬تأكيد الدور االقتصادي لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة كهيئة اقتصادية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من هذه التغيرات إال ان األجهزة التي أنشئت لتنمية التجمعات الجديدة – الهيئة وأجهزة تنمية المدن – ظلت‬
‫تعمل من خالل اطر مركزية ساهمت في تعثر بعض المدن‪ ،‬وفيما يلي عرض لألهم المتغيرات‪:‬‬

‫‪ 1/2‬المتغيرات والتحوالت السياسية االقتصادية‬

‫‪ -‬التحول من االقتصاد الموجه الى االقتصاد الحر‪:‬‬


‫شهدت بداية تبنى مصر لسياسة المدن الجديدة تحول سياسة الدولة من االقتصاد الموجه الى االقتصاد الحر والذي استمر‬
‫تطوره الى ان وصل لمرحلة الخصخصة مع نهاية القرن الـ ‪ 20‬ولقد أدى هذا التطور في الفكر السياسي الى تقليص دور‬
‫الدولة في تنمية التجمعات الجديدة في مجاالت اإلسكان والخدمات في بداية التجربة ثم اقتصر على البنية األساسية‬
‫وبعض مشروعات إسكان الشباب والخدمات األساسية وفى الوقت الحالي ومع زيادة دور القطاع الخاص تم إشراكه في‬
‫كل مجاالت التنمية بالتجمعات الجديدة‪.‬‬

‫‪ -‬تبنى سياسة تحفيز االستثمار لألنشطة خارج الوادي والدلتا‪:‬‬


‫سمعت الدولة الى زيادة وسرعة تنمية التجمعات الجديدة بتحفيز انتقال األنشطة والصناعات الى تلك التجمعات مما ساعد‬
‫على توطين العديد من الصناعات واألنشطة الجاذبة لعماله واالستثمارات الضخمة الى المدن الجديدة للحصول على‬
‫التسهيالت واإلعفاءات الضريبية وغيرها من حوافز االستثمار في التجمعات الجديدة‪.‬‬

‫‪ -‬تبنى سياسة تمليك األراضي لغير المصريين‪:‬‬


‫في إطار تنامي حجم وحرية تداول رأس المال وتزايد أهمية االستثمارات الخارجية وظهور مؤسسات متعددة الجنسيات‬
‫ومتعددة األنشطة االقتصادية ولجذب مثل هذه المؤسسات تبنت الدولة سياسة التمليك لغير المصريين لدفع معدالت التنمية‬
‫وبصفة خاصة بالتجمعات الجديدة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪Faculty of Urban & Regional Planning, Cairo University‬‬ ‫‪Journal of Urban Research, Vol. 15, Jan 2015‬‬

‫‪ 2/2‬آثر المتغيرات والتحوالت السياسية االقتصادية على حدود وحجم النمو المقترح‬

‫ولقد أسهمت تلك المتغيرات في العديد من الظواهر المرتبطة بالنمو السكاني والعمراني وبالتنمية الشاملة للتجمعات جديدة‬
‫ومن أهم تلك الظواهر ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ارتفاع معدالت الطلب على أراضي األنشطة االقتصادية بالتجمعات الجديدة وبصفة خاصة األراضي الصناعية وخدمات‬
‫اقتصاد المعرفة مما أدى الى زيادة مسطحات تلك األراضي في بعض المدن عن المسطح المخطط لتلك األنشطة كما ساهم‬
‫في زيادة معدالت النمو العشوائي بالنطاق المتاخم لهذه التجمعات‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع معدالت النمو العمراني بالمناطق الصناعية‪ ،‬وتدينها في االستعماالت األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬تخطيط مناطق صناعية خارج حدود المخطط العام األساسي – مثل مدينة العاشر من رمضان‪-‬وتضعف مساحات‬
‫األنشطة االقتصادية في مقابل عجز في توفير مناطق اإلسكان‪.‬‬
‫‪ -‬عدم التوازن بين حجم فرص العمل المتولدة من النمو الصناعي وبين النمو السكاني في تلك التجمعات‪.‬‬
‫‪ -‬النمو المتشتت للمناطق السكنية وانخفض نسب اإلشغال بها العتمادها على الطاقة التشييدية للقطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬أدى االتجاه الى سياسة تخصص مناطق إسكان للشركات االستثمارية في معظم مدن الجيل األول القريبة من التجمعات‬
‫الكبرى الى ظهور المنتجعات الخاصة مما ساهم في زيادة النمو المطرد في بعض مستويات اإلسكان (الفاخر) وتدنيه في‬
‫البعض األخر (االقتصادي) والذي تهتم به الدولة مما أدى الى تدنى معدالت النمو السكاني بشكل عام‪.‬‬
‫‪ -‬تدنى معدالت النمو السكاني في المدن المستقلة وارتفاعها في المدن التابعة نظرا لضعف مساهمة القطاع الخاص في‬
‫برامج الخدمات اإلقليمية مثل الجامعات الخاصة واألنشطة الترفيهية واإلسكان بتلك المدن مثل (مدينة السادات وبرج‬
‫العرب) وقوته في (‪ 6‬أكتوبر والقاهرة الجديدة)‪.‬‬
‫‪ -‬االتجاه الى سياسة تحديث المخططات العام لمعظم مدن الجيل األول لعالج مشاكل النمو المطرد وغير المتوازن بين‬
‫المدن الجديدة بعضها البعض أو داخل المدينة نفسها باستيعاب الطلب على بعض األنشطة‪.‬‬

‫‪ 3‬السياسات واألطر الداعمة لعمليات النمو العمراني والسكاني بالتجمعات الجديدة‬

‫وتتمثل هذه السياسات واألطر في التوجهات التي يقدمها المخطط لتحقيق النمو المقترح للتجمع الجديد وهي‪:‬‬
‫‪ 1-3‬سياسات إدارة العالقات اإلقليمية‪:‬‬
‫الظهير اإلقليمي للتجمع الجديد هو مجال العالقات التبادلية بين التجمع واقليمه حيث تمثل المدينة الجديدة مركزا لتركز‬
‫الفوائض االقليمية من السكان واالنشطة وهو يقوم على اساس التفاعل والترابط بين التجمع الجديد وما حوله‪ ،‬وتؤثر‬
‫سياسات إدارة العالقات االقليمية على معدالت النمو السكاني والعمران للتجمعات الجديدة من خالل ادارة العالقات‬
‫االقتصادية والسكانية بين التجمع واالقليم وذلك من خالل ما يلي‪:‬‬

‫العالقات االقتصادية‪ :‬وتنعكس أثر تلك العالقات على مدى الدور الذي يلعبه التجمع في اقليمه بتوفير فرص العمل الناتجة‬
‫من انشطة القاعدة االقتصادية كمدخالت (استخراج المواد الخام والطاقة واالنتاج الوسيط ‪ )...‬وكمخرجات (السلع‬
‫والخدمات) كما تشمل هذه العالقات حجم النشاط االقتصادي باإلقليم ومدى تأثير التجمع الجديد في هذا الحجم‪.‬‬
‫العالقات السكانية‪ :‬تنعكس أثر هذه العالقات في مدى قدرة التجمع الجديد على امتصاص الفائض السكاني لإلقليم والذي‬
‫يتحدد من خالل نوعية االعمال التي توفرها القاعدة االقتصادية بالتجمع الى جانب مساهم التجمع في توفير البيئة السكنية‬
‫المناسبة لجذب السكان‪.‬‬
‫• إما عن األطر فيجب تفعيل اإلطار القانوني والتشريعي في مجاالت االدارة المحلية وقانون التخطيط العمراني‬
‫والقرارات الخاصة بالمحافظة على األراضي الزراعية‪.‬‬

‫‪ 2/3‬سياسات وخطط جذب االنشطة‬

‫تؤثر سياسات وخطط جذب أنشطة القاعدة االقتصادية للتجمع الجديد احدى اهم عوامل الدافعة للتنمية ومن ثم النمو‬
‫السكاني والعمراني حيث تلعب هذه السياسات الدور األساسي في تشجيع انتقال وتوطن االنشطة االقتصادية المقترحة‪،‬‬
‫ومن العوامل االكثر اثرا على جذب االنشطة توفير عناصر البنية الصناعية وتسهيل روابط االتصال مع الموردين‬
‫والعمالء والعمالة –كما تعمل سهولة االجراءات على جذب هذه االنشطة‪.‬‬
‫• إما عن األطر فيجب تفعيل اإلطار القانوني والمؤسسي في مجاالت قانون حوافز االستثمار والبيئة وقانون البناء‬
‫والقرارات الخاصة بالمحافظة على األراضي الزراعية‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫‪Evaluating growth management policies in new urban settlements in Egypt‬‬ ‫‪Mohamed Shehata Darwish,P.60-78‬‬

‫‪ 3/3‬سياسات وخطط تشجيع الهجرة واالستيطان‬

‫إن العمل على جذب االنشطة واالستثمارات ما هو اال وسيلة لخلق فرص العمل التي هي المحرك األول لجذب السكان‬
‫فاجتذاب السكان الى المدينة شيء وتوطنهم فيها شيء أخر‪ ،‬وعلى ذلك يجب االعتماد على سياسات تحفيز تشجيع الهجرة‬
‫واالستيطان بالمدن الجديدة مثل‪:‬‬
‫‪ -‬سهولة الحصول على وظيفة مناسبة ومستقرة‪.‬‬
‫‪ -‬وجودة فرص لتملك قطعة ارض كاملة المرافق بأسعار مناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬سهولة االتصالية بين التجمع الجديدة ومراكز الخدمات اإلقليمية‪.‬‬
‫• إما عن األطر التي يجب تفعيلها في هذا المجال فهي مجموعة االسس واالعتبارات التي تساعد على جذب السكان الى‬
‫تلك التجمعات (غادة‪ )2002 ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬ارتباط المناطق السكنية ببعضها وبعناصر المدينة االخرى بما يحقق سهولة الوصول‪.‬‬
‫‪ -‬تسهيل اختالط وذلك من خالل توفير الخدمات الضرورية للسكان والتوجيه المالئم لشبكة الطرق والمباني وتنوع‬
‫مستويات االسكان ال تالئم جميع مستويات الدخول‪.‬‬
‫‪ -‬توفير مستلزمات االعاشة مثل المسكن المالئم والمراكز التجارية والمناطق الخضراء والمفتوحة بشبكة طرق مالءمة‬
‫وامداد المرافق وتوفير نظام مالئم للتخلص من المخلفات‪.‬‬
‫‪ -‬تقليل المخاطر وتوفير الشعور باألمان‪.‬‬
‫‪ -‬خلق بيئة تتميز بالتجانس والتماسك والتمييز والوضوح ومراعاة التوجيه المالئم للمباني ومراعاة العوامل المناخية‪.‬‬

‫‪ 4/3‬سياسات ومصادر التمويل‬

‫من الطبيعي ان تلعب سياسات ومصادر التمويل دورا اساسا في تفعيل التنمية والنمو بالتجمعات الجديدة‪ ،‬حيث تحتاج‬
‫التنمية والنمو الى استثمارات ضخمة في مجاالت تمويل البنية االساسية واالسكان والخدمات وغيرها من انشطة القاعدة‬
‫االقتصادية‪ ،‬وتقوم سياسة التمويل الحالية على اساس التمويل المشترك بين القطاع الخاص والدولة (إسالم – ‪)1992‬‬
‫والتي ظهرت بعض سلبياتها في الفترة السابقة مما ساعد على تبنى اتجاه بتحويل هذه التجمعات الى هيئات اقتصادية‪.‬‬
‫اما عن االطر التي يجب تفعيلها في هذا المجال فهي مجموعة الوسائل التي تساعد على زيادة مصادر التمويل المتاحة‬
‫لتلك التجمعات‪ :‬تشجيع المشاركة في صيانة المناطق بالتمويل اآلتي من خالل السماح بقيام بعض المشروعات الصغيرة‬
‫التي تساهم في تنمية الموارد للصيانة الى جانب توفير فرص عمل‪.‬‬

‫‪ 4‬اتجاهات ومالمح مستقبل النمو السكاني والعمراني بالتجمعات العمرانية الجديدة‬

‫تسارعت حركة التغييرات الناتجة عن تفاعل االفكار واالتجاهات الحديثة والتي شهد النصف الثاني من القرن الــ‪20‬‬
‫محاوالت التطبيق الفعلي لها ‪،‬ولقد تميزت هذه الفترة باالتجاهات التي تناولت النظر الى القضايا المستقبلية في اطار الفكر‬
‫االستراتيجي وذلك في ضوء التغيرات العالمية والمحلية المتسارعة والتي تنعكس تلقائيا على الفكر والمدى التخطيطي‬
‫وأصبح التوجه األساسي لهذه االفكار واالتجاهات هو" تبنى منهجية التخطيط االستراتيجي عالية المرونة تسمح بالتجاوب‬
‫مع والقوى الفاعلة والمتغيرات المستقبلية وهذه المنهجية تتميز بانها ذات نهايات غير محددة تتيح الكثير من االختيارات‬
‫المتعددة والمالئمة ‪( ".open ended & multichoices strategy‬الفولى‪ ،)1999 ،‬والمالحظ عند من العرض‬
‫السابق إلشكالية البحث ان إدارة النمو السكاني والعمراني بالتجمعات العمرانية الجديدة بمصر تتم الى حد بعيد في غياب‬
‫هذا التوجه في فكرة النمو ومراحله‪.‬‬

‫‪ 1/4‬القوى الفاعلة واألطراف المعنية بإدارة النمو العمراني والسكاني بالتجمعات العمرانية الجديدة بمصر‬

‫من خالل العرض السابق للتغيرات الفكرية والتوجهات السياسية واالقتصادية للدولة وتوصيات الدراسات السابقة في هذا‬
‫المجال يمكن تحديد مجموعة القوى الفاعلة والمؤثرة في إدارة النمو العمراني والسكاني من خالل رصد اآلثار المترتبة‬
‫على مجموعة القرارات التي اتخذتها أجهزة المدن أو الهيئة ذات صلة بعملية إدارة النمو واهم ما يالحظ هو انعكاس تأثير‬
‫قوى الضغط والمتمثلة في جماعات المصالح (المستثمرين) واألطراف المعنية (المحليات والجهات الحكومية) والقوى‬
‫السياسية (األحزاب وأعضاء المجالس) على طبيعة تنمية أراضي التجمع الجديد‪ ،‬مما يوثر على قرارات إدارة المدن‬
‫الجديدة بتعديل طبيعة أو حجم نمو نشاط أو استعمال معين‪ ،‬وترصد دراسة (غادة‪ )2002 ،‬هذه القوى من خالل تصنيفها‬
‫الى مجموعات ممثلة لألطراف المعنية بتنمية المدن الجديدة لتشمل كل من مجموعات رسمية ومنظمة وتشمل‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫‪Faculty of Urban & Regional Planning, Cairo University‬‬ ‫‪Journal of Urban Research, Vol. 15, Jan 2015‬‬

‫‪ -‬قوى حكومية‪ :‬تتمثل في المحليات – الوزارات المختلفة ذات الصلة (السياحة والزراعة ‪ )...‬حيث انعكاس تتدخل هذه‬
‫القوى على إدارة التنمية بالتجمعات الجديدة من خالل الهيمنة على األراضي المتاخمة لها واتخاذ قرارات تؤثر على‬
‫التنمية في داخلها‪.‬‬
‫‪ -‬قوى سياسية‪ :‬وتشمل مجموعات صانعي القرار (الحزب الحاكم – جماعات المصالح الداعمين للتوجه السياسي) والتي‬
‫تساهم في تغير السياسات العامة والقومية المؤثرة على تنمية التجمع الجديد (مدينة السادات)‪.‬‬
‫‪ -‬المخطط الذي يضع الخطة ويتحكم في تنفيذها وتعديالتها‪.‬‬
‫مجموعات غير رسمية وغير منظمة وتشمل‪:‬‬
‫‪ -‬المستعملين‪ :‬تتكون هذه المجموعات من (السكان والعمالة ‪ )....‬وينعكس تأثيرهم من خالل الضغط على ادارة المدينة في‬
‫اتجاهات توفير الخدمات أو اإلسكان بمستويات معينة‪.‬‬

‫‪ 2/4‬سيناريوهات الوضع المستقبلي لحدود وحجم النمو السكاني والعمراني للتجمعات الجديدة‬

‫تمثل عملية بناء السيناريوهات الخطوة المحورية في منهج التخطيط االستراتيجي ‪ scenario construction‬حيث‬
‫يتم فيها تشكيل تصورات حيوية لألوضاع المستقبلية المحتملة‪ ،‬نظرا لتعدد الدراسات المرتبطة بقضية تحديد النمو‬
‫العمراني والسكاني ومعدالتها ومراحلها في ضوء تأثيرات المتوقعة من القوى الفاعلة‪ ،‬وحيث ان الرؤية االستراتيجية‬
‫ليست مجرد سرد لنتائج تلك الدراسات ولكنها عملية صياغة وتشغيل رؤى مستقبلية يتم في اطارها تكامل جميع‬
‫المقترحات التي تم الوصول اليها من خالل الدراسات بحيث تنصهر جميعها في رؤية مستقبلية (‪)2003 ،GOPP‬‬
‫ترتبط بالقوى المؤثرة في تشكيل هذه الرؤية‪ ،‬فان سيناريوهات الوضع المستقبلي لحدود وحجم النمو السكاني والعمراني‬
‫للتجمعات الجديدة تبنى على الفروض االساسية التالية‪:‬‬

‫‪ 3/4‬الفروض األساسية‬

‫مع تحديات المستقبل وتغيراته وتأثيراتها المتشابكة وفى ضوء مفاهيم استدامة التنمية بالتجمعات الجديدة وفى إطار الفكر‬
‫االستراتيجي تناولت بعض الدراسات الحديثة مستقبل التنمية العمرانية في مصر ومن هذه الدراسات‪- :‬‬
‫‪ -‬عبد الباقي ابراهيم "تجربة المدن الجديدة في مصر‪ ،‬قصور النظرية في غياب استراتيجية وطنية لالستيطان " ‪.1999‬‬
‫‪ -‬الهيئة العامة للتخطيط العمراني‪ ،‬استراتيجية التنمية العمرانية إلقليم شمال الصعيد " – ‪.2003‬‬
‫ولقد اولت دراسة (استراتيجية التنمية العمرانية اقليم شمال الصعيد) اهتماما بالغا لمستقبل الوضع التنموي بمصر بشكل‬
‫عام واالقليم بشكل خاص في ضوء الفروض االساسية االتية‪:‬‬
‫• استمرار األوضاع السياسية العالمية واالقتصادية في غير صالح البالد (على االقل في المدى ال قصير‪ 15-10‬سنة)‬
‫مما يؤدى الى اثار سلبية وعدم قدرة الدولة والمجتمع على تحقيق تغييرات ملموسة‪.‬‬
‫• عدم قدرة الدولة على استمرار في كثير من مشروعاتها واالنفاق المتزايد على الخدمات‪.‬‬
‫• االعتماد على القدرات الذاتية في ادرأه التنمية والترشيد في التعامل مع القضايا المختلفة بشكل أفضل مما هو واقعي‬

‫‪ 4/4‬سيناريوهات الوضع المستقبلي لحدود وحجم النمو السكاني والعمراني‬

‫في ضوء الفروض االساسية السابقة وفى إطار قراءة وتحليل القوى المؤثرة في صياغة معدالت النمو بالتجمعات‬
‫العمرانية الجديدة بمصر ومن خالل العرض السابق لهذه االشكالية يمكننا اقتراح مجموعة سيناريوهات للوضع المستقبلي‬
‫لحدود وحجم النمو السكاني والعمراني والتي تؤدى الى صياغة الرؤية المستقبلية لحدود هذا النمو والعمل على تحقيق‬
‫استدامة التنمية في هذه المجتمعات هي‪:‬‬

‫السيناريو االول‪( :‬السيناريو المستقر) استمرار المعدالت الحالية للنمو‪.‬‬


‫السيناريو الثاني‪( :‬السيناريو المتحفظ) تحقيق معدالت نمو مقبولة في ضوء االوضاع الحالية والمستقبلية‪.‬‬
‫السيناريو الثالث‪( :‬السيناريو الطموح) تطور االوضاع ايجابيا لصالح تحقيق معدالت أفضل‪.‬‬

‫السيناريو االول‪( :‬السيناريو المستقر) استمرار المعدالت الحالية للنمو‪ :‬أتى هذا السيناريو كنتيجة الستمرار تأثير القوى‬
‫المؤثرة في مجمل االوضاع النسبية لتدنى معدالت النمو بالتجمعات الجديدة‪.‬‬

‫السيناريو الثاني‪( :‬السيناريو المتحفظ) تحقيق معدالت نمو مقبولة في ضوء االوضاع الحالية والمستقبلية‪ :‬في ظل‬
‫الضغوط الحالية والمستقبلية الواقعة على القوى المؤثرة يأتي هذا السيناريو كنتيجة لتبنى سياسات ايجابية تعمل على‬
‫تطور االوضاع لصالح تحقيق معدالت نمو مقبولة‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫‪Evaluating growth management policies in new urban settlements in Egypt‬‬ ‫‪Mohamed Shehata Darwish,P.60-78‬‬

‫السيناريو الثالث‪( :‬السيناريو الطموح) تطور االوضاع ايجابيا لصالح تحقيق معدالت أفضل‪ :‬يأتي هذا السيناريو كنتيجة‬
‫لقدرة القوى المؤثرة على التكامل بطريقة تنموية مرحلية تتوافق مع الموارد المتاحة من جانب الجهات التمويلية‪ ،‬كما‬
‫تتوافق مع المتطلبات المرحلية للفئات المستهدف استيطانها بتلك المدن والتجمعات العمرانية‪.‬‬

‫ويرى البحث ان حجم الضغوط الناتجة عن االوضاع الراهنة المتراكمة (االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬السياسية‪ ،‬البيئية) قد‬
‫تعمل على اتجاه ترجيح السيناريو الثاني‪.‬‬

‫‪ 5‬مستقبل النمو السكاني والعمراني بالتجمعات العمرانية الجديدة في إطار االستدامة‬

‫يمكن القول وفى ايجاز شديد ان مستقبل النمو السكاني والعمراني بالتجمعات العمرانية الجديدة يتوقف على تفاعل القوى‬
‫المؤثرة ‪-‬سلبيا او ايجابيا ‪-‬الى جانب قدرة استيعاب منظومة التنمية العمرانية بالنسق العمراني المصري لمتطلبات‬
‫ومقومات هذا التفاعل الن هذا المستقبل يتنازع في رؤيته اتجاهات تمثل مجموعة من التحديات حول مستقبل الحال‬
‫والمضمون‪.‬‬

‫‪ 1/5‬تحديات مستقبل النمو السكاني والعمراني بالتجمعات الجديدة‬

‫مازال الجدل قائما حول بعض معالم مستقبل النمو السكاني والعمراني بالتجمعات العمرانية الجديدة حيث تعدد االفكار‬
‫واالتجاهات حول دور ابعاد المنظومة العمرانية بالتجمعات الجديدة في صياغة مستقبل نمو هذه التجمعات‪ ،‬مما ادى الى‬
‫عديد من القضايا الجدلية حول عناصر تلك االبعاد ومدى مساهمتها في صياغة هذا المستقبل فنجد‪:‬‬

‫‪ -‬جدليات البعد االقتصادي‪:‬‬


‫•نوع االقتصاد التقليدي ‪ /‬االقتصاد المؤسس على التكنولوجيا والمعلومات‪.‬‬
‫يؤثر شكل االقتصاد السائد تقليديا والمؤسس على التكنولوجيا بخصائصها (حجم راس المال ونوعية العمالة ومسطح‬
‫الوحدة االنتاجية والعائد) على حجم فرص العمل المتاحة للتجمع وما يترتب عليه من حجم سكاني وعمراني ومن ثم‬
‫معدالت نموهما‪.‬‬
‫• حجم العمالة من حيث انشطة كثيفة العمالة قليلة العائد ‪ /‬انشطة قليلة العمالة كبير العائد‪.‬‬
‫تشكل عالقة األنشطة وما توفره من عمالة وما تحققه من عائد قضية جدلية حيث يرى (الببالوي‪ ،)1999 ،‬ان تحديد هذه‬
‫السياسة تتوقف على خصائص السكان والموارد المتاحة ونوعية الصناعات‪ ،‬فالنوع االول يحقق فرص عمل أكثر لقطاع‬
‫من العمالة متوسطة المهارة مع عائد ودخل اقل وجذب عدد أكبر للسكان الفئات محددة ومتوسطة الدخل وهو ما يدفع‬
‫النمو السكاني للمدن الجديدة لسهولة هجرة هذه الفئات وهذا ما يناسب الدول النامية ومنها مصر‪ ،‬والعكس في النوع الثاني‬
‫ويطلب بعض االقتصاديين بالمزج بين النوعين‪.‬‬
‫• قاعدة اقتصادية ذات نشاط رائد ‪ /‬قاعدة اقتصادية ذات تنوع في االنشطة‪.‬‬
‫تبنت الدولة في سياستها لتحديد القاعدة االقتصادية للمدن الجديدة االعتماد على الصناعة كنشاط رائد ورئيسي في تنمية‬
‫هذه المدن‪ ،‬وبعد التغيرات العالمية وتطبيق الجات يرى البعض ان االعتماد على نشاط رئيسي ولذلك يرى هذا الفريق ان‬
‫تنوع في انشطة القاعدة االقتصادية يناسب التنمية العمرانية في الحالة المصرية‪.‬‬

‫‪ -‬جدليــــات البعد االجتماعي‪:‬‬


‫• الحجم السكاني‪:‬‬
‫ظهر خالل التجربة وجهتي نظر لحدود هذا الحجم‪ :‬االولى تتحيز لكبر الحجم والثانية تتحيز لصغر الحجم حيث يرى‬
‫أصحاب وجهة النظر األولى ان كبر حجم المدينة سوف يتاح لها درجة كبيرة من التنوع في الخدمات والوظائف‪ ،‬ويمكن‬
‫ان يولد هذا النوع من التنوع معدالت نمو مرتفعة‪ ،‬بينما يرى االتجاه األخر ان صغر حجم المدينة يساعد على زيادة‬
‫التفاعل االجتماعي بما يقوى الهوية االجتماعية للسكان كما يعمل على التوزيع العادل لدخل‪( .‬اسحاق‪)2000،‬‬
‫• خصائص السكان‪:‬‬
‫ترتبط خصائص السكان بالتجمعات الجديدة بكل من خصائص المناطق المصدرة‪ ،‬ونوعية الوظائف التي توفر القاعدة‬
‫االقتصادية‪ ،‬وتشكل قضية الخصائص ودورها في تنمية هذه التجمعات ونموها جدال متزايدا حول هذه الخصائص‬
‫ودورها في تنمية هذه التجمعات ونموها حيث يرى البعض انه وفى ضوء التغيرات الحالية يجب ان تتوافر في مثل هذه‬
‫التجمعات عمالة متنوعة قادرة على التعلم واستيعاب التكنولوجيا والمهارات‪ ،‬يرى البعض االخر ان التركيز على هذا‬
‫االتجاه قد يؤدى الى زيادة البطالة في اطار عدم جودة منظومة التعليم وامكانية االفراد الستيعاب تلك المهارات مما‬
‫يترتب علية تدنى فرص االنتقال والهجرة الى تلك التجمعات‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫‪Faculty of Urban & Regional Planning, Cairo University‬‬ ‫‪Journal of Urban Research, Vol. 15, Jan 2015‬‬

‫‪ -‬جدليات البعد البيئي ‪ /‬العمراني‪:‬‬


‫• تحديات التوزيع المكاني لألنشطة بين التركيز واالنتشار‪:‬‬
‫ظلت توزيع الخدمات واالنشطة في كل المخططات العامة للتجمعات العمرانية الجديدة طبقا ألسلوب تقليدي حيث تتركز‬
‫كافة الخدمات في تدرج هرمى تبعا للتركيب العمراني وحجم السكان اما االنشطة االنتاجية فهي تميل الى التركز تبعا‬
‫القتصاديات التجمع‪ ،‬وكنتيجة للتغيرات الهيكلية ‪ structural change‬في مفهوم نطاقات الخدمة واالتصالية ظهرت‬
‫فكرة التحرر من المكان وقيوده في ضوء امكانيات االتصالية التكنولوجية وسهولة الحركة اما االتجاه االخر فيرى ان‬
‫مراعاة البعد اإلنساني في كافة عناصر البيئة العمرانية وبما يناسب مع الخصائص البيئية واالجتماعية لمجتمع المهاجرين‬
‫الى التجمعات الجديدة يجب ان يكون اساس هذا التوزيع‪.‬‬
‫• تحديات التشكيل بين التضام والتباعد‪:‬‬
‫يالقى التشكيل الحالي للعمران والقائم على التباعد بالمجتمعات الجديدة جدال كبيرا حول مدى كفاءته لمالئمة الخصائص‬
‫البيئية (مناخ صحراوي) واالجتماعية (التواصل والتفاعل االجتماعي) وأحيانا االقتصادية (توفير الطاقة وتقليل من‬
‫استعمال السيارة) ويرى فريقا من المهتمين والمتخصصين ان التشكيل المتضام يحقق الكفاءة االجتماعية واالقتصادية‬
‫والبيئية المطلوبة لظروف هذه التجمعات الى جانب استدامة التنمية بها‪ ،‬بينما يرى الفريق االخر ان هذا التشكيل ال يتسم‬
‫بالمرونة الالزمة الستيعاب أي تغييرات مستقبليي في حجم السكان الى جانب تكدس السكان‪.‬‬

‫‪ 2/5‬مستقبل النمو واستدامة التنمية‬

‫طرحت ظاهرة تدنى معدالت النمو بالتجمعات العمرانية الجديدة العديد من التساؤالت عن مدى استدامة التنمية في هذه‬
‫التجمعات في ظل اخفاقها في تحقيق أي معدالت مستهدفة‪ ،‬ولقد عرض البحث جميع القضايا واالفكار واالتجاهات التي‬
‫حولت تفسر هذه الظاهرة وفى هذا الجزء يحول البحث قراءة مستقبل النمو السكاني والعمراني بتلك التجمعات في ضوء‬
‫سيناريوهات الوضع المستقبلي السابق عرضها وفى اطار مفهوم استدامة التنمية‪ ،‬فعلى الرغم من الصعوبة التنبؤ‬
‫المستقبلي لهذا النمو اال ان هناك مجموعة من المحددات التي تفرضها منظومة القوى المؤثرة على صياغة هذا المستقبل‬
‫مثل‪:‬‬

‫‪ -‬ازدياد دور القطاع الخاص وتقلص دور الدولة في جميع قطاعات التنمية‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة الضغوط والمنافسة العالمية وسيطرة الشركات متعددة الجنسيات واالنشطة على مجاالت االستثمار قد يؤدى الى‬
‫تقلص مساهمة القطاع الخاص الوطني في برامج التنمية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف اإلطار القانوني وازدواجية االدارة المحلية داخل النطاق اإلقليمي الواقعي للتجمع الجديد تؤدى الى المنافسة‬
‫على جذب االستثمار وتشتته‪.‬‬
‫‪ -‬السياسات التمويلية وزيادة حجم الدين الداخلي على هيئة تنمية التجمعات الجديدة قد يؤدى الى تقلص برامج الخدمات‬
‫والبنية االساسية‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظــــات حول المستقبل‪:‬‬
‫‪ -‬يجب التعامل مع حدود النمو السكاني الواقعي وليس االفتراضي حيث يمثل هذا الوضع االفتراضي اهدار للموارد‪.‬‬
‫‪ -‬يجب إعادة النظر في المدى الزمنى المقترح للتنمية بما يالءم طبيعة وخصائص المرحلة القادمة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب مراعاة النمو الفعلي لفرص العمل المتاحة من انشطة القاعدة االقتصادية عند تحديد معدالت النمو المقترحة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب اعادة النظر في الحجم السكاني المقترح (بعد التحديث) لتلك التجمعات في ضوء نتائج التجارب السابقة وبما يالئم‬
‫مدخل التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب التعامل مع مستقبل النمو في التجمعات الجديدة لكل تجمع على حد حيث ال تمثل التجمعات العمرانية الجديدة نمطا‬
‫واحدا يمكن ان يطبق عليه نفس السياسات‪.‬‬

‫وعلى ذلك يرى البحث ان مستقبل النمو بتلك التجمعات سوف ينطلق في إطار (السيناريو المتحفظ) والذي يقوم على‬
‫تحقيق معدالت مقبولة في ظل الضغوط الحالية والمستقبلية ودور القوى المؤثرة ويأتي هذا السيناريو كنتيجة لمحاولة‬
‫الدولة لتبنى سياسات ايجابية تعمل على تطور االوضاع لصالح تحقيق معدالت نمو مقبولة من خالل المراحل التالية‪:‬‬

‫المرحلة االولى ‪:‬في اطار المحددات السابقة سوف تسعى ادارة التنمية العمرانية بالتجمعات الجديدة الى االستفادة القصوى‬
‫من االستثمارات والطاقة التشييدية بها لدفع النمو السكاني والعمراني –كمرحلة أولى – داخل المناطق والمساحات‬
‫المتاحة بالمراحل السابق تنفيذها حيث تحقيق معدالت نمو مقبولة وتوجد مؤشرات حالية لهذا االتجاه في كثيرا من‬
‫التجمعات الجديدة مثل اعادة تخصص المناطق البينية أو إعادة التخصيص بعض المناطق من خالل طرحها لقطاع خاص‬
‫بدال من تنفيذيها من خالل الحكومة ‪،‬هذا على المستوى الداخلي إلدارة التنمية اما على المستوى اإلقليمي تسعى الدولة الى‬
‫ربط تلك التجمعات بشبكات اتصال قوية وسريعة وسائل نقل جماعي حيث ساهم القطاع في انشاء شركات للنقل بين‬
‫‪74‬‬
‫‪Evaluating growth management policies in new urban settlements in Egypt‬‬ ‫‪Mohamed Shehata Darwish,P.60-78‬‬

‫المدن الجديدة والمدن الرئيسية باإلقليم وحققت هذه الخطوة نمو سكاني سوف يؤدى لزيادة النمو الطبيعي للمدينة وتشجيع‬
‫الهجرة لها ‪ .‬واهم ما يميز هذه المرحلة هو تحقيق احدى اهداف االستدامة القائمة على استمرار تحقيق احتياجات الحاضر‬
‫واإلدارة الرشيدة للموارد المتاحة‪ ،‬إما عن النمو العمراني فسوف يعتمد على تعظيم االستفادة من األراضي المتاحة‬
‫والمساحات البينية الواقعة داخل الكتلة القائمة‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬تبدأ كرد فعل لنتائج المرحلة االولى حيث يمثل عائد استثمارات المرحلة االولى وما يترتب عليها من‬
‫جذب سكان وانشطة الى المدينة عوامل تحفيز للنمو الذاتي والطبيعي لهذه التجمعات وبصفة خاصة مع وجود بنية‬
‫صناعية وقاعدة سكانية متنوعة الخصائص بشكل يتيح دفع هذا النمو الذاتي في إطار النمو العضوي للعمران واالنشطة‬
‫بشكل الذي يحقق استدامة تنمية هذه التجمعات مع توجيه استثمارات التنمية الى اعمال البنية االساسية الرئيسية والخدمات‬
‫المركزية واالقليمية كما هو الحال في مدينة ‪ 6‬اكتوبر‪ .‬والعاشر من رمضان‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬استكمال المخططات االستراتيجية العامة للمدن والﺘﺠﻤعات العﻤراﻨﻴة الﺠدﻴدة حيث ﻴُعد إﺴﺘﻜﻤال الﻤدن‬
‫الﺠدﻴدة القاﺌﻤة ﻤن األهداف الهاﻤة للﺘﻨﻤﻴة الﻤﻜاﻨﻴة‪ ،‬كما يمثل ﺘﻨفﻴذها إحدى آليات السعي نحو زيادة المساحة المعمورة‬
‫وﺘﺒلغ الﻤﺴاﺤة اإلﺠﻤالﻴة الﻤﺴﺘهدفة للﻤدن الﺠدﻴدة ﺤـوالى ‪ 193‬ألف فدان‪ ،‬أى ﺤوالى ‪ 811‬ﻜم ﺘﻤﺜل ‪ %4,8‬ﻤن الﻤﺴاﺤة‬
‫الﻤـﺴﺘهدفة للتعمير خارج الوادي والدلتا وﺒـذلك ﺘﻜون القطاعات الﺜالﺜة القاﺌدة للﺘﻨﻤﻴة وهى الزراعة والﺼﻨاعة والـﺴﻴاﺤة‬
‫ﻤعول أن ﺘﻀﻴف الﻤدن والﺘﺠ ّﻤعات العﻤراﻨﻴة الﺠدﻴدة ‪%4,8‬‬ ‫ﻤعـول علﻴهـا إﻀافة ‪ %88,2‬ﻤن الﻤﺴاﺤة الﻤﺴﺘهدفة‪ ،‬ﻜﻤا ّ‬ ‫ّ‬
‫ﻤن هذه الﻤﺴاﺤة لﻴﺘﺒقى ‪ %7‬لقطاع الﺒﺘرول والﺘعدﻴن‪.‬‬

‫‪ 6‬الخالصة‬

‫سعى البحث الى تقويم سياسات إدارة النمو العمراني والسكاني‪ ،‬وإيجاد صيغة تنموية لحدود وحجم النمو السكاني‬
‫والعمراني للتجمعات العمرانية الجديدة تحقق المرونة في مواجهة أي متغيرات مستقبلية تؤثر على استدامة تنمية هذه‬
‫التجمعات دون ان تفقد المدينة توازنها العمراني والذي يتحقق في إطار فكرى يرتبط بالنمو العضوي للكائن الحي والذى‬
‫يعتمد في نموه على الخاليا التي تتكاثر مكونة مراحل تكاثرها عناصر اكبر وتكون تركيبتها اعضاء حية تعمل معا في‬
‫تكامل وتناسق ينموه بمعدالت متناسقة بدءا من مرحلة النشأة حتى مرحلة النضج الكامل ولكل مرحلة احتياجاتها‬
‫ومتطلباتها ونظامها الخاص ‪،‬ومن هذه الفكرة العضوية ينطلق مدخل حدود النمو الدافع لالستدامة في إطار فكر المخطط‬
‫االستراتيجي العام حيث تم إعادة صياغة نموها بمجموعة المقومات التخطيطية التي تساعدها على الحياة والنمو ‪.‬‬

‫ففي إطار رؤﻴة " ﻤﺼر في القرن الﺤادي والعﺸرﻴن " ﺘﺘﺒﻨى ﻤﺼر ﻤفهوم الﺘﻨﻤﻴة ﺒاعﺘﺒـاره ﻤﺠهـود ﻤﺸﺘرك ﻴﺠﻤع ﺒﻴن‬
‫ﻤﺴﺌولﻴات الدولة وﻨﺸاط الﻤﺠﺘﻤع ‪ ،‬ﻜﻤا ﺘؤﻜد الرؤﻴة علي الدور الرﺌﻴﺴي للقطاع الﺨاص في ﺘﺤقﻴق الﺘﻨﻤﻴة حيث ﻴﺘرﻜز‬
‫دور الﺤﻜوﻤة في ﺘهﻴﺌة الﻤﻨاخ وﺘﺤدﻴد اإلطار العام الذي ﻴؤدي إلي تشجيع القطاع الخاصعالوة علي دورها االﺠﺘﻤاعي‬
‫في الﺘﻨﻤﻴة الﺒﺸرﻴة " و الﻤﺸارﻜة في الﻤﺴﺌولﻴات في الﺘﻨﻤﻴة االقﺘﺼادﻴة واالﺠﺘﻤاعﻴة علي ﻤﺴﺘوى النمو سكاني والعمراني‬
‫تعنى دعم االقتصاد المحلى وﻤﻨظﻤات الﻤﺠﺘﻤع الﻤدﻨي دعﻤا فعاال للﻤﺸارﻜة في عﻤلﻴة الﺘﺨطﻴط والﺘﻨفﻴذ وإدارة النمو‬
‫العمراني الﻤوﺠهة ﻨﺤـو ﺘﺤﺴﻴن االقتصادي الداعم لعمليات االنتقال السكاني واالستقرار بالمدن الجديدة ‪ ،‬ﻜﻤا ﻴﺘم دعم‬
‫اجهزة المدن لﺘﻤﻜﻴﻨهـا ﻤـن زﻴـادة ﺘعﺒﺌﺘهـا واﺴﺘﺨداﻤها في التنمية المستدامة للتجمعات العمرانية الجديدة‪.‬‬

‫المراجع‬
‫‪References‬‬

‫السياسة القومية للتنمية الحضارية – ‪ ،NUPS‬وزارة التعمير‪ ،‬عام ‪.1982‬‬ ‫‪-‬‬


‫مجلس الشورى – " نحو مالمح لسياسة المجتمعات العمرانية الجديدة – مصر " تقرير غير منشور – ‪1984‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬المجلس القومي للخدمات والتنمية االجتماعية‪" ،‬سياسة تنمية المجتمعات الجديدة "‪ ،‬تقرير غير منشور‪ ،‬بدون تاريخ‬
‫‪ -‬معهد التخطيط اإلقليمي والعمراني –جامعة القاهرة – "بعنوان "تقسيم المجتمعات العمرانية الجديدة " لعام ‪– 86‬‬
‫‪1991‬‬
‫‪ -‬الهيئة العامة للتخطيط اإلقليمي والعمراني – "استراتيجية التنمية العمرانية إلقليم شمال الصعيد "‪.2003-‬‬
‫طلعت الدمرداش "دراسة جدوى انشاء المدن الجديدة " – رسالة ماجيستير – كلية التجارة جامعة الزقازيق –‬ ‫‪-‬‬
‫‪1991‬‬
‫‪75‬‬
‫‪Faculty of Urban & Regional Planning, Cairo University‬‬ ‫‪Journal of Urban Research, Vol. 15, Jan 2015‬‬

‫اسالم ابراهيم امين – استخدام منظومة ادارة االعمال في اقامة المدن الجديدة – ‪.1992‬‬ ‫‪-‬‬
‫محمد العزازي ابو ادريس – بعنوان "تقويم تجربة انشاء المدن الجديدة "رسالة دكتوراه غير منشورة – كلية‬ ‫‪-‬‬
‫التخطيط العمراني – جامعة القاهرة – ‪.1999‬‬
‫غادة محمود حافظ – "تقويم اداء المدن الجديدة بمصر " رسالة دكتوراه غير منشورة – كلية التخطيط العمراني –‬ ‫‪-‬‬
‫جامعة القاهرة ‪.2002‬‬
‫عبد الغنى شعبان – رؤية في التجمعات العمرانية الجديدة – السلبيات وااليجابيات " مجلة جمعية المهندسين‬ ‫‪-‬‬
‫المصرية – العدد االول – ‪.1996‬‬
‫ثروت اسحق‪" ،‬المشكالت االجتماعية والثقافية في المدن الجديدة والتحديات التي تواجه التنمية المتواصلة " – ندوة‬ ‫‪-‬‬
‫المدن الجديدة في الوطن العربي ودورها في التنمية المستدامة – المغرب ‪.1999‬‬
‫احمد كمال الدين عفيفي – " فلسفة المدن الجديدة وتطورها – دراسة تحليلية لنظرية التطبيق " – ندوة المدن الجديدة‬ ‫‪-‬‬
‫في الوطن العربي ودورها في التنمية المستدامة – المغرب ‪1999‬‬
‫عبد الباقي ابراهيم – "تجربة المدن الجديدة في مصر – قصور النظرية في غياب استراتيجية وطنية لالستيطان "‬ ‫‪-‬‬
‫ندوة المدن الجديدة في الوطن العربي ودورها في التنمية المستدامة – المغرب ‪.1999‬‬
‫طارق وفيق "تحليل خصائص واليات الحراك السكاني واالستيطان في المدن الجديدة وتوظيفها في صياغة سياسات‬ ‫‪-‬‬
‫التنمية – دراسة الحالة المصرية "‪ ،‬ندوة المدن الجديدة في الوطن العربي ودورها في التنمية المستدامة – المغرب‬
‫‪.1999‬‬
‫السيد عبد المطلب غانم – "ادارة المدن الجديدة " – مركز الدراسات واالستثمارات االدارة العامة – جامعة القاهرة‬ ‫‪-‬‬
‫‪.2000‬‬
‫أشرف محمد كمال وايمن محمد نور عفيفي " التطور في المجتمعات العمرانية الجديدة بمصر – نحو مدخل تنموي‬ ‫‪-‬‬
‫متدرج للخدمات " – ندوة التنمية العمرانية في المناطق الصحراوية ‪-‬الرياض – ‪.2002‬‬
‫مها محمد عبد السميع – "التجربة المصرية إلنشاء المدن الجديدة ونماذج من سلبيات التطبيق "ندوة التنمية العمرانية‬ ‫‪-‬‬
‫في المناطق الصحراوية – الرياض – ‪.2002‬‬
‫كامل عبد الناصر احمد " الظهير الصحراوي لمحافظة اسيوط وتجربة اقامة مجتمعات عمرانية‪ ".‬ندوة التنمية‬ ‫‪-‬‬
‫العمرانية للمناطق الصحراوية – المعهد العربي ألنماء المدن – جامعة الدول العربية – الرياض – ‪.2002‬‬
‫معاذ احمد محمد – "جدوى تباعد المباني في المدن الجديدة " – قسم عمارة – جامعة اسيوط – المؤتمر المعماري‬ ‫‪-‬‬
‫الدولي الخامس – العمران والبيئة ألسيوط – ‪.2003‬‬
‫عبد الباقي ابراهيم – " المنظور اإلسالمي للتنمية العمرانية " مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية – ‪.1994‬‬ ‫‪-‬‬
‫هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة‪ ،‬المخططات العمرانية للمدن الجديدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عبد العزيز حجازي – " سياسات التنمية الريفية " سلسلة التنمية الريفية "‪ ،‬الكتاب الثاني – ‪.1998‬‬ ‫‪-‬‬
‫المركز القومي لبحوث البناء واالسكان – "المعايير التخطيطية والتصميمية للتجمعات العمرانية الجديدة بالمناطق‬ ‫‪-‬‬
‫الصحراوية " ‪.2000-‬‬
‫مركز دراسات واستشارات االدارة العامة – جامعة القاهرة – "ادارة المدن الجديدة " – ‪.2001‬‬ ‫‪-‬‬
‫حازم ببالوي – "دور الدولة في االقتصاد " مكتبة االسرة – ‪.1999‬‬ ‫‪-‬‬
‫ومن هذه الدراسات ما يلي‪- :‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقرير "البنك الدولي عن التنمية الحضرية بدول العالم الثالث لعام ‪" 1979‬‬ ‫‪-‬‬
‫دراسة " السياسة القومية للتنمية الحضرية –مصر‪-‬عام ‪" 1982‬‬ ‫‪-‬‬
‫دراسة مجلس الشورى بعنوان "نحو مالمح لسياسة المجتمعات العمرانية الجديدة " ‪1982‬‬ ‫‪-‬‬
‫دراسة المجلس القومي للخدمات والتنمية االجتماعية "سياسة تنمية المجتمعات الجديدة" ‪.1985‬‬ ‫‪-‬‬
‫دراسة معهد التخطيط اإلقليمي والعمراني – جامعة القاهرة – المجتمعات الجديدة – دراسة مقارنة بين الواقع‬ ‫‪-‬‬
‫التنفيذي والفكر النظري – القاهرة ‪.1987‬‬
‫‪76‬‬
‫‪Evaluating growth management policies in new urban settlements in Egypt‬‬ ‫‪Mohamed Shehata Darwish,P.60-78‬‬

‫كلية التخطيط العمراني – جامعه القاهرة – بعنوان "تقييم تجربة المجتمعات العمرانية الجديدة " لعام ‪1991 – 86‬‬ ‫‪-‬‬
‫طلعت الدمرداش " دراسة جدوى انشاء المدن الجديدة " رسالة دكتوراه غير منشورة – ‪.1991‬‬ ‫‪-‬‬
‫اسالم ابراهيم امين – استخدام منظومة ادارة االعمال في اقامة المدن الجديدة رسالة دكتوراه– لعام ‪1991‬‬ ‫‪-‬‬
‫محمد العزازي ابو ادريس "تقويم تجربة انشاء المدن الجديدة في مصر لعام ‪ 1999‬رسالة غير منشورة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عاصم على الفولى – نحو منهجية بديلة لتنفيذ المدن الجديدة في مصر – رسالة دكتوراه غير منشورة – كلية‬ ‫‪-‬‬
‫التخطيط اإلقليمي والعمراني – جامعة القاهرة – ‪.1999‬‬
‫غادة محمود حافظ – بعنوان " تقويم اداء المدن الجديدة بمصر – رسالة دكتوراه غير منشورة – كلية التخطيط‬ ‫‪-‬‬
‫اإلقليمي والعمراني – جامعة القاهرة ‪.2002‬‬
‫عبد الغنى شعبان – رؤية في التجمعات العمرانية الجديدة – السلبيات وااليجابيات – مجلة المهندسين المصريين –‬ ‫‪-‬‬
‫العدد االول – ‪.1996‬‬
‫ثروت اسحاق – المشكالت االجتماعية والثقافية في المدن الجديدة والتحديات التي تواجه التنمية المتواصلة "‪-‬ندوة‬ ‫‪-‬‬
‫المدن الجديدة في الوطن العربي ودورها في التنمية المستدامة – المغرب – ‪.1999‬‬
‫احمد كمال الدين عفيفي " فلسفة المدن الجديدة وتطورها – دراسة تحليلية لنظرية التطبيق "ندوة المدن الجديدة في‬ ‫‪-‬‬
‫الوطن العربي ودورها في التنمية المستدامة – المغرب ‪.1999‬‬
‫عبد الباقي ابراهيم " تجربة المدن الجديدة في مصر قصور النظرية في غياب استراتيجية وطنية لالستيطان "‬ ‫‪-‬‬
‫المغرب ــ ‪.1999‬‬
‫السيد عبد المطلب غانم " ادارة المدن الجديدة " ــ مركز الدراسات واالستشارات االدارة ــ جامعة القاهرة ‪.2000‬‬ ‫‪-‬‬
‫"التطور في المجتمعات العمرانية الجديدة بمصر ـــ نحو مدخل تنموي متدرج للخدمات " ـــ ندوة التنمية العمرانية‬ ‫‪-‬‬
‫في المناطق الصحراوية ــ الرياض ــ ‪.2002‬‬
‫معاذ احمد احمد " جدوى تباعد المباني في المدن الجديدة " ـــ المؤتمر المعماري الدولي الخامس ــ اسيوط‬ ‫‪-‬‬

‫‪77‬‬
Faculty of Urban & Regional Planning, Cairo University Journal of Urban Research, Vol. 15, Jan 2015

Evaluating growth management policies in new urban settlements


in Egypt

Abstract
Increasing the efficacy of the role of new urban settlements in comprehensive
development in Egypt is a central government goal, as they constitute a main pillar in
the national urban development policy that seeks resolving problems related to
increased residential and urban growth in existing settlements, and the disrupted
population distribution on the national level. Several studies that evaluated the new
settlements experience in Egypt concluded that residential growth rates are very low,
except in 15th of May new town due to its location adjacent to Helwan. According to
the 2006 census, the percentage of new town residents does not exceed 10% of the
projected population in most cases. Similarly, no new town fulfilled targeted urban
growth rates, which also vary for different land uses within the same city, where
growth rates of industrial uses usually surpass those of residential areas. Tenth of
Ramadan new town is an evident demonstration. Managing residential and urban
growth in new settlements hence denotes an important challenge, mainly related to
the ability of development management policies to accomplish a balance between
the three - dimensional development system (economic - social - urban). Hence the
research problem tackled in this paper is the way to fulfill development sustainability
of new settlements through adequate management of urban and residential growth.
The paper hereby aims at evaluating management approaches for urban and
residential growth in new settlements, and their level of adaptability to meet changes
that could influence development sustainability. Adopted methodology is; first:
analysis of planning stance for growth stages in new urban settlements; second:
monitoring and analysis of the main principles and strategies guiding the formulation
of planning of growth stages in new settlements; third: outlining the direction and
features of future residential and urban growth.

Key words
growth management policies - new urban settlements - sustainability

78

You might also like