You are on page 1of 2

‫المجال المغربي‪ :‬الموارد الطبيعية والبشرية‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يقصد بالمجال المغربي الحيز الجغرافي الذي يشغله تراب المملكة بكافة مكوناته الطبيعية واالقتصادية والبشرية‪ ،‬وتبرز أهمية هذا المجال من خالل‬
‫معطياته الجغرافية واالقتصادية المهمة عالوة على ساكنة غالبيتها من الفئة النشيطة‪ ،‬بيد ان إمكانيات هذا المجال لم تستغل بالشكل المطلوب لتحقيق‬
‫تنمية متوازنة ومستدامة نظرا ألشكال االستغالل الالعقالني للموارد الطبيعية من جهة وتعرض الثروة البشرية لإلقصاء والتهميش من جهة ثانية‪.‬‬
‫ماهي وضعية الموارد الطبيعية وتوزيعها الجغرافي وأساليب تدبيرها؟‬
‫ما هي وضعية الموارد البشرية ومستوى تنميتها والجهود المبذولة لتحسينها؟‬
‫‪ .I‬الموارد الطبيعية بالمغرب‪ :‬وضعيتها‪ ،‬أساليب تدبيرها‪:‬‬

‫‪ )1‬أساليب تدبير الموارد الطبيعية وحمايتها‪:‬‬ ‫‪ -1‬تشخيص وضعية الموارد الطبيعية‪:‬‬ ‫المورد‬
‫الطبيعي‬
‫بناء السدود‪ ،‬التنقيب عن المياه الجوفية‪ ،‬معالجة المياه‬ ‫‪-‬‬ ‫توزيع غير متكافئ للثروة المائية‪ 73%،‬من‬
‫المستعملة العادمة‪ ،‬تحلية مياه البحر‪.‬‬ ‫الموارد المائية تتركز بالمنطقة االطلنتية‪ ،‬تراجع‬
‫تأسيس المجلس األعلى للماء والمناخ‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫حصة من الماء من ‪2500m3‬سنة ‪ 1980‬الى‬
‫اصدار قانون الماء سنة ‪1995‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ 400m3‬سنة ‪ 2020‬بسبب الخصاص المائي‬ ‫الماء‬
‫توعية المواطنين بأهمية الماء وضرورة ترشيد استعماله‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الناتج عن عدة عوامل منها الجفاف والتصحر‬
‫والتزايد السكاني وضعف ترشيد استعمال المياه‬
‫والتلوث‪.‬‬

‫بناء الحواجز لمنع زحف الرمال والتصحر‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ال تشكل التربة الخصبة سوى نسبة ضعيفة من‬
‫التشجير لتثبيت التربة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مساحة المغرب ‪% 12.8‬صالحة للزراعة‪،‬‬
‫بناء المدرجات على السفوح الجبلية للحد من انجراف‬ ‫‪-‬‬ ‫وتتدهور التربة باستمرار بفعل التعرية‬
‫التربة‪.‬‬ ‫واالنجراف والتلوث والملوحة واالستغالل المفرط‬ ‫التربة‬
‫اتباع الدورة الزراعية والحرث حسب خطوط التسوية‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وضغوطات التعمير واالعتماد على السقي‬
‫توعية الفالحين بضرورة حماية التربة من التلوث‬ ‫‪-‬‬ ‫التقليدي مما سيؤدي الى تقلص المجال الزراعي‬
‫الكيميائي وتجنب انهاكها بالزراعة المكثفة والري‬ ‫وتدهور الوضع البيئي‪.‬‬
‫السطحي‪.‬‬

‫القيام بعمليات التشجير لتجديد الغابة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫تغطي نسبة محدودة من المجال المغربي ‪،%12‬‬
‫منع الرعي الجائر بالملك الغابوي‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وتتراجع مساحتها سنويا (‪31000‬هكتار) امام‬
‫تأسيس المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة‬ ‫‪-‬‬ ‫بعض التهديدات منها الحرائق واالجتثاث والرعي‬
‫التصحر‪ ،‬اصدار قوانين حماية الغابة‪.‬‬ ‫الجائر والجفاف والتوسع العمراني والنتيجة‬
‫االهتمام بالبحث العلمي حول الغابة وانشاء محميات‬ ‫‪-‬‬ ‫تقلص المجال الغابوي وتدهور الوضع البيئي‪.‬‬ ‫الغابة‬
‫طبيعية‪.‬‬
‫تنظيم حمالت التوعية والتحسيس بأهمية الغابة وحمايتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫منع ومحاربة وسائل الصيد المدمرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مقومات مهمة تتمثل في واجهتين بحريتين‬
‫احترام فترة الراحة البيولوجية ونظام الحصص حسب‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪ 3500‬كلم)‪ ،‬ثروة مهمة ومتنوعة من األسماك‬
‫االنواع (الكوطا)‪.‬‬ ‫والرخويات والقشريات‪ ،‬جودة عالية‪ ،‬يوجه‬
‫مراقبة كمية وحجم األنواع المصطادة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اغلبها نحو التصدير‪ ،‬هذه الثروة تواجه بعض‬
‫مراجعة بعض اتفاقيات الصيد مع بلدان االتحاد األوربي‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫التحديات منها االستغالل المفرط من طرف‬ ‫الموارد‬
‫تقنين ومأسسة القطاع (انشاء المعهد الوطني للدراسات‬ ‫‪-‬‬ ‫االسطول األجنبي الذي من شأنه ان يعرض بعض‬ ‫البحرية‬
‫البحرية‪ ،‬برمجة المخطط األزرق‪ ،‬دعم الصيادين الصغار‪،‬‬ ‫األنواع لالنقراض‪ ،‬مشكل تلوث المياه البحرية‪،‬‬
‫وضع مخطط للصيد البحري)‬ ‫عدم احترام فترة الراحة البيولوجية‪.‬‬

‫التنقيب عن معادن جديدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يتوفر المغرب ‪ %75‬من احتياطي العالم من‬
‫جلب استثمارات اجنبية لخلق صناعات تحويلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الفوسفاط محتال يذلك المرتبة األولى في تصديره‬
‫االهتمام بالطاقات المتجددة (الريحية‪ ،‬الشمسية‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫والثانية في انتاجه وهناك انتاجات معدنية أخرى‬
‫الكهرومائية)‪.‬‬ ‫أهمها الرصاص والزنك لكنها ضعيفة‪ ،‬يعرف‬ ‫المعادن‬
‫التحسيس بضرورة ترشيد استهالك الطاقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫القطاع المعدني بعض الصعوبات منها ارتفاع‬ ‫والطاقة‬
‫تكاليف اإلنتاج وتراجع مداخيل الصادرات‪ .‬ويفتقر‬
‫المغرب الى مصادر الطاقة اذ يضطر الى استيراد‬
‫‪ %95‬من حاجياته الطاقية من الخارج‪.‬‬
‫الموارد البشرية بالمغرب‪ :‬وضعيتها‪ ،‬مستوى تنميتها‪ ،‬الجهود المبذولة لتحسينها‪:‬‬ ‫‪.II‬‬
‫‪ .1‬تشخيص وضعية الموارد البشرية بالمغرب‪:‬‬
‫أ‪ .‬تطور الساكنة المغربية وتوزيعها الجغرافي‪:‬‬
‫منذ ‪ 1960‬دخل المغرب مرحلة االنفجار الديموغرافي نتيجة ارتفاع معدل التكاثر الطبيعي المرتبط بارتفاع الوالدات وانخفاض الوفيات‪،‬‬
‫وبالتالي انتقل عدد السكان من ‪ 11.5‬مليون نسمة الى ‪ 34‬م ن سنة ‪ ،2014‬لكن في السنوات األخيرة تراجعت وتيرة النمو الديموغرافي حيث‬
‫شرع المغاربة في تطبيق سياسة تحديد النسل تحت تأثير المشاكل االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫ظل سكان األرياف يشكلون األغلبية الى حدود نهاية الثمانينيات‪ ،‬غير انه منذ مطلع التسعينيات من ق‪ 20‬م انقلبت الوضعية حيث شهد المغرب‬
‫التحول الحضري‪ ،‬اذ عرفت ساكنة المدن تزايدا سريعا بسبب تصاعد وتيرة الهجرة القروية‪ ،‬حيث سجلت نسبة التمدين سنة ‪ 2014‬حوالي‬
‫‪.%60.3‬‬
‫يتميز التوزيع الجغرافي لساكنة المغرب بارتفاع الكثافة السكانية بالمناطق الشمالية وخصوصا الواجهة األطلسية بفعل مالئمة الظروف‬
‫الطبيعية واهمية األنشطة االقتصادية‪ ،‬في حين تبقى الكثافة السكانية ضعيفة في المناطق الصحراوية والمناطق الجنوبية الشرقية وذلك نظرا‬
‫لقساوة الظروف الطبيعية وهزالة االنشطة االقتصادية‪.‬‬
‫ب – وضعية الساكنة النشيطة‬
‫تتميز البنية العمرية بانخفاض نسبة فئات صغار السن مقابل ارتفاع نسبة متوسطي العمر مما يجعل البنية السكانية فتية وبالتالي ارتفاع نسبة‬
‫الساكنة النشيطة‪.‬‬
‫‪ .2‬مستوى التنمية البشرية بالمغرب‪:‬‬
‫ترتبط التنمية البشرية بثالثة ابعاد‪ :‬مستوى الصحة‪ ،‬مستوى المعرفة‪ ،‬معدل الدخل الفردي‪.‬‬
‫رغم التطور اإليجابي الذي عرفته هذه االبعاد بالمغرب‪ ،‬فان مستوى التنمية البشرية ال زال متوسطا اذ يحتل المغرب المرتبة ‪121‬عالميا‪،‬‬
‫وحصل على ‪ 0.686‬نقطة ليتموقع بذلك ضمن خانة الدول ذات «التنمية البشرية المتوسطة"‪ ،‬تفسر هذه الرتبة المتأخرة بالمشاكل االجتماعية‬
‫المتعددة منها ارتفاع نسبة البطالة واالمية‪ ،‬وضعف الدخل الفردي‪ ،‬وضعف معدل التمدرس‪ ،‬وعدم كفاية األطر والتجهيزات الصحية وأزمة السكن‬
‫وسوء التغذية‪.‬‬
‫‪-3‬أساليب تدبير الموارد البشرية للرفع من مستوى تنميتها‪:‬‬
‫لتنمية الموارد البشرية سن المغرب مجموعة من المشاريع أهمها‪:‬‬
‫✓ استراتيجية ‪ 2020‬للتنمية القروية وتهدف الى دعم البنية التحتية والخدمات األساسية‪ ،‬تنويع األنشطة االقتصادية وحماية البيئة‪.‬‬
‫✓ مشروع األولويات االجتماعية‪ :‬دعم التمدرس ومحاربة االمية وتحسين الخدمات الطبية في ‪ 575‬جماعة قروية‪.‬‬
‫✓ المشروع النموذجي لمحاربة الفقر في الوسط الحضري‪.‬‬
‫✓ برنامج التنمية المستدامة ومكافحة الفقر‪.‬‬
‫‪ ‬المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪:‬‬
‫اعطى انطالقتها الملك محمد السادس في ‪ 18‬ماي ‪ 2005‬من اجل تحسين األوضاع االقتصادية واالجتماعية للسكان‪ ،‬تقوم على ثالثة محاور‪:‬‬
‫✓ التصدي للعجز االجتماعي الذي تعرفه االحياء الحضرية الفقيرة والجماعات القروية األشد خصاصة‪.‬‬
‫✓ االستجابة للحاجيات الضرورية لألشخاص في وضعية صعبة او لذوي الحاجيات الخاصة‪.‬‬
‫✓ تشجيع األنشطة المتيحة للدخل القار والمدرة لفرص الشغل‪.‬‬
‫تنفيذا لذلك اتخذت التدابير التالية‪:‬‬
‫• في المجال االقتصادي‪ :‬خلق مشاريع إنمائية (المقاولون الشباب) تشجيع االستثمار عن طريق تسهيل المساطر ومرونة القوانين‪،‬‬
‫تشجيع العمل‬
‫التعاوني ( الحليب‪ ،‬جمع األعشاب الطبية‪ ،)...‬منح القروض بفوائد ضعيفة‪ ،‬خلق األقطاب الصناعية الجديدة (الدار البيضاء‪ ،‬طنجة)‪.‬‬
‫• في المجال االجتماعي‪ :‬تعميم التمدرس‪ ،‬محاربة االمية‪ ،‬محاربة السكن غير الالئق‪ ،‬تعميم التغطية الصحية‪.‬‬
‫• في ميدان التجهيزات‪ :‬توسيع االستفادة من الخدمات العمومية (الماء‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬الطرق‪ ،)...‬بناء المستشفيات والمدارس‪...‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫رغم الجهود المبذولة لحماية وتطوير الموارد الطبيعية والبشرية في المجال المغربي‪ ،‬اال انه ما زال يعاني من هشاشة األوساط الطبيعية وضعف‬
‫مستوى التنمية البشرية‪.‬‬
‫مفاهيم الدرس‬
‫المجال المغربي‪ :‬هو اإلطار المكاني الذي يتوطن فيه الكيان الجغرافي المغربي بخصائصه الحدودية وامتداداته الترابية ومكوناته وموارده الطبيعية‬
‫والبشرية‪.‬‬
‫الموارد الطبيعية‪ :‬هي كل المؤهالت والثروات الطبيعية (سطحية او جوفية) التي يمكن االنتفاع بها‪ ،‬كالتربة والماء والنبات والثروات البحرية والمعدنية‬
‫والطاقية‪.‬‬
‫الموارد البشرية‪ :‬مجموع اإلمكانات والطاقات السكانية المتوفرة في مجال جغرافي معين‪ ،‬والتي يمكن تعبئتها لتحقيق التنمية في مختلف الميادين‬
‫والقطاعات‪.‬‬
‫المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ :‬ورش تنموي انطلق سنة ‪ 2005‬بمبادرة من الملك محمد السادس لمحاربة الهشاشة االجتماعية وتأهيل الموارد‬
‫البشرية بالمغرب في مختلف القطاعات بهدف تحسين األوضاع االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

You might also like