‫الموسم الدراسي ‪2019/2018‬‬

‫العالم العربي‪ :‬مشكل الماء وظاهرة التصحر‬ ‫الموسم الدراسي‪2020-2019 :‬‬

‫مقدمة‪:‬يواجه العالم العربي تحديات بيئية‪ #‬خطيرة‪ ،‬تتمثل في مشكل الماء وظاهرة التصحر‪ .‬فما هي مظاهر مشكل الماء وظاهرة التصحر في‬
‫العالم العربي؟وما هي العوامل المسؤولة عن مشكل الماء وظاهرة التصحر؟ وما التدابير المتخذة لمواجهة مشكل الماء والتصحر؟‬
‫مظاهر مشكل الخصاص المائي بالعالم العربي والتحديات التي يطرحها‪:‬‬
‫مظاهر مشكل الماء بالعالم العربي‪:‬‬
‫تتوزع الموارد المائية في العالم بشكل متفاوت وتصنف بلدان العالم العربي ضمن المناطق األكثر فقرا على مستوى الثروة المائية‪.‬حيث‬
‫يقدر مجموع الموارد المائية بالعالم العربي‪.‬بأقل من ‪ 500‬مليار متر مكعب‪ )%91.4(،‬منها مياه سطحية و(‪ )%8.6‬مياه باطنية‪ .‬كما يعرف‬
‫العالم العربي تفاوتا في توزيع الماء فبلدان النيل والقرن اإلفريقي تحتل المرتبة األولى عربيا على مستوى حجم الموارد المائية تليها بلدان‬
‫الشام والعراق ثم المغرب العربي وتعتبر بلدان شبه الجزيرة العربية األكثر فقرا من حيث الثروة المائية‪ .‬ويتباين معدل حصة الفرد من‬
‫المياه بالبلدان العربية‪ ،‬حسب عدد السكان و الموارد المائية المتاحة‪.‬وتبعا لذلك توجد ثالث دول عربية في وضعية جيدة (أكثر من ‪ 2000‬م‬
‫‪ 3‬للفرد في السنة) وهي العراق وموريتانيا والسودان‪.‬وأربعة دول عربية في وضعية متوسطة (بين ‪ 1000‬و‪ 2000‬م‪ 3‬للفرد في السنة)‬
‫وهي جزر القمر ولبنان والصومال والمغرب بينما تعيش باقي البلدان العربية خصاصا مائيا (أقل من ‪ 1000‬م‪ 3‬للفرد في السنة)‪.‬‬
‫األبعاد والتحديات الديموغرافية واالقتصادية واإلستراتيجية لمشكل الماء في العالم العربي‪:‬‬
‫تتجسد مشكلة الماء بالعالم العربي من خالل البعد الديموغرافي والذي يتجلى في االرتفاع المستمر لعدد السكان بالمقابل تتجه الموارد المائية‬
‫نحو االنخفاض‪،‬أما البعد االقتصادي فيتمثل في تزايد الطلب على الماء بالنسبة لكل القطاعات االقتصادية وخاصة الفالحة‪.‬ثم البعد‬
‫االستراتيجي فمشكل الماء اتخذ طابعا استراتيجيا في تحديد مستقبل العديد‪ #‬من البلدان العربية وخاصة منطقة الشرق األوسط‪ ،‬وقد تبلور ذلك‬
‫في حدوث أزمات كبرى حول تقسيم المياه بالمنطقة كما هو الشأن بالنسبة لحوض النيل (السودان – مصر‪ -‬إثيوبيا) وبالد ما بين النهرين‬
‫(تركيا‪-‬سوريا‪-‬العراق) وحوض األردن (الكيان اإلسرائيلي والدول العربية المجاورة)‪.‬‬
‫العوامل المفسرة لمشكل الماء بالعالم العربي والمجهودات المبذولة لمواجهته‪:‬‬
‫األسباب والعوامل المفسرة لمشكل الماء بالعالم العربي‪:‬‬
‫تعزى أزمة الماء بالوطن العربي إلى كون المصدر األول للمياه العربية هو التساقطات (‪ )%82‬لكن حجمها السنوي يبقى ضعيفا‪ ،‬كما أن‬
‫توزيعها متباينا بسبب الموقع الجغرافي‪،‬إضافة إلى أن ‪ %90‬من الموارد المائية العربية تستخدم في القطاع الزراعي الذي يتميز بنظام ري‬
‫تقليدي يتسبب في هدر كبير للمياه‪ ،‬كما أن معظم المجاري المائية العربية ذات طبيعة دولية مما يجعل المياه العربية تتحكم فيها دول الجوار‬
‫(النيل‪-‬دجلة‪-‬الفرات‪-‬األردن)‪،‬عالوة على ازدياد الطلب على الماء بسبب النمو الديمغرافي‪.‬‬
‫المجهودات المبذولة لمواجهة مشكل الماء‪:‬‬
‫قامت الدول العربية بعدة تدابير لمواجهة مشكل الماء في مقدمتها توعية المواطنين بضرورة المحافظة على الماء‪ ،‬والشروع في اإلعتماد‬
‫على التقنيات الحديثة في السقي (الري بالتنقيط) إضافة إلى إنجاز مشاريع مائية كبرى كسياسة السدود بالمغرب والنهر الصناعي العظيم‬
‫بليبيا وإنشاء محطات لتحلية مياه البحر كما هو الشأن في دول الخليج العربي‪.‬‬
‫مظاهر التصحر وعوامله والجهود المبذولة لمواجهته في العالم العربي‪:‬‬
‫ظاهرة التصحر‪ :‬التصحر هو تدهور إنتاجية األراضي في المناطق الجافة و شبه الجافة وشبه الرطبة بالمنطقة المدارية وذلك بسبب عوامل‬
‫طبيعية وبشرية‪.‬‬
‫مظاهر التصحر بالعالم العربي‪:‬‬
‫تبرز ظاهرة التصحر بالعالم العربي من خالل نضوب المياه‪ ،‬أو الترمل أو اإلقحال المناخي أو تدهور الغطاء النباتي وتراجع خصوبة‬
‫التربة أو تملحها‪.‬والتصحر ظاهرة خطيرة تهدد‪ #‬جميع دول العالم العربي حيث تشكل األراضي المتصحرة ‪ %68.4‬من مجموع أراضي‬
‫العالم العربي‪ ،‬و‪ %20‬مهددة بالتصحر‪،‬وفقط ‪%11.6‬غير متصحرة‪.‬‬
‫تتفاوت خطورة التصحر حسب الدول بحيث نجد دول الخليج العربي على قمة الدول التي ترتفع فيها درجة التصحر (‪ )%100‬مثل البحرين‬
‫والكويت واإلمارات العربية وقطر‪ ،‬وتبقى الدول األخرى مهددة‪ #‬بتصحر بدرجات متفاوتة‪.‬‬
‫األسباب والعوامل المفسرة لظاهرة التصحر بالعالم العربي‪:‬‬
‫تساهم عدة عوامل طبيعية في انتشار وتزايد حدة التصحر بالعالم العربي وتتمثل في التقلبات المناخية وتوالي سنوات الجفاف‪ ‬وارتفاع درجة‬
‫حرارة بالمنطقة العربية وتراجع حجم المصادر المائية الدائمة‪.‬إلى جانب عوامل بشرية وتتلخص في االستخدام غير الرشيد لألرض وللغطاء‬
‫النباتي وللمياه‪ ،‬من خالل الرعي الجائر واالجتثات وحرق الغابات وإهدار مياه خاصة في عملية السقي‪.‬‬
‫الجهود و التدابير المبذولة لمواجهة ظاهرة التصحر بالعالم العربي‪:‬‬
‫تمثل ظاهرة التصحر عقبة خطيرة أمام مشروع التنمية في العالم العربي‪ ،‬األمر الذي تطلب وضع مجموعة من التدابير التقنية كالقيام‬
‫بعمليات التشجير وبناء المصدات والعمل بنظام الدورة الزراعية‪ .‬وتدابير اقتصادية من خالل ترشيد استغالل المراعي و األراضي الزراعية‬
‫وتكييف البرامج االقتصادية مع البيئة الجافة وتدابير اجتماعية عن طريق تحسين مستوى عيش السكان ومحاربة األمية والجهل‪ ،‬والتوعية‬
‫بخطورة التصحر إضافة إلى تدابير أخرى على غرار تنسيق جهود الدول العربية لمحاربة التصحر وإنشاء مركز عربي لدراسة المناطق‬
‫الجافة و األراضي القاحلة‪.‬‬
‫خاتمة‪ :‬يساهم كل من مشكل الماء وظاهرة التصحر في تهديد‪ #‬األمن الغذائي و االستقرار السياسي في المنطقة العربية وهذا ما يتطلب اتخاذ‬
‫إجراءات وتدابير ناجعة وفعالة للحفاظ على الموارد المائية وحماية األراضي من التصحر‪.‬‬
‫المفاهيم والمصطلحات الجغرافية الواردة في االطار المرجعي بخصوص هذا الدرس‪:‬‬
‫الخصاص المائي ‪ :‬النقص الحاصل في كمية المياه المتوفرة بشكل ال يلبي مختلف احتياجات السكان ‪.‬‬
‫التصحر‪ :‬تدهور إنتاجية التربة في المناطق الجافة و شبه الجافة و شبه الرطبة بسبب التغيرات المناخية و األنشطة البشرية‪.‬‬