You are on page 1of 3

‫قحط‬

‫أرض أصابها الجفاف‬

‫القحط أو الجفاف أو الجدب معاناة منطقة معينة من نقص ما في الموارد المائية‪ .‬ويرجع ذلك النخفاض هطول المطر عن‬
‫المعدل الطبيعي له ‪ -‬وقد يكون بسبب تدني مستويات مياه األنهار لعدم هطول األمطار عند منابعه‪.‬‬

‫المصطلح‬
‫الَقْح ط[‪ ]1‬هو الَج ْد ب[‪ ،]2‬و َقَح َط و َقِح َط المطُر ‪:‬احتَبَس [‪ ،]4[]3‬و بابه خَض َع و طِر َب (أي على وزن َفَع َل و َفِعَل )‪.‬و أقَح َط القوُم‬
‫أصابهم القحُط ‪.‬و ُقِحطوا على ما َلْم ُيَس َّم فاعلُه َقْح طًا‪.‬و ال يقاُل َج َّفْت األرُض [‪ ]5‬عند أهل اللغة إال أن جانب كبير من المختصين‬
‫يستعملون مصطلح «جفاف»‬

‫ومن الممكن أن يكون للقحط تأثير كبير على كل من المنظومة البيئية والزراعة في المنطقة المتضررة‪.‬وعلى الرغم من أن‬
‫فترات القحط قد تستمر لسنوات عديدة‪ ،‬فإن فترة قصيرة من القحط الشديد كفيلة بإلحاق أضرار هائلة[‪ ]8‬وإنزال‬
‫خسائر بـاالقتصاد المحلي‪ ]9[.‬ولهذه الظاهرة العالمية تأثير واسع النطاق في مجال الزراعة‪ .‬فوفًقا إلحصائيات األمم المتحدة‪،‬‬
‫تعادل مساحة األراضي الخصبة التي يتم إهدارها كل عام بسبب القحط وإزالة الغابات وعدم استقرار المناخ مساحة دولة‬
‫أوكرانيا‪ ]10[.‬هذا‪ ،‬ومن المعروف أيًض ا أنه لطالما كانت فترات القحط الطويلة الدافع الرئيسي للهجرة الجماعية ؛ فهي تلعب دوًر ا‬
‫رئيسًيا في حدوث عدد من الهجرات المستمرة والكوارث اإلنسانية األخرى في منطقتي القرن األفريقي والساحل األفريقي‪.‬‬

‫المسببات‬
‫اما أسباب القحط ففي مقدمتها ندرة األمطار التي أدت إلى عدم وجود زراعة مطرية‪ ،‬وكذلك ضآلة األمطار الفجائية التي تنهمر‬
‫بكميات كبيرة خالل فترات زمنية محدودة مما يؤدي إلى سرعة جريان األودية وكثرة األخرى ارتفاع درجات الحرارة السائدة‬
‫مع زيادة نسبة التبخر حيث ترتفع نسبة التبخر بمعدل سنوي يتراوح ما بين ‪ 3000‬ـ ‪ 4000‬ملم في العام‪ ،‬كما أن طبيعة التربة‬
‫و مكوناتها ومسميتها الكبيرة ال تساعد على االحتفاظ بالمياه لذا تكون عملية التبخر سريعة مما يزيد من كمية المياه المتبخرة‪.‬‬
‫أما آثاره الذي تعرض له النشاط الزراعي قد ظهرت بشكل واضح على المزارع والمحاصيل فالكثير من المزارع جفت آبارها‬
‫وارتفعت نسبة األمالح الذائبة في مياهها فحولتها إلى القحولة وكذلك أدى إلى تفاقم مشكلة الري غير المنتظم واستخدام‬
‫المزارعين غير المتخصصين الطرق القديمة في ري المناطق الزراعية مما نتج عنه عجز مائي أدى إلى تصحر أجزاء من‬
‫المناطق المزروعة‪ .‬وكان لتزايد معدالت القحط أثرها الكبير على األشجار المثمرة التي تتعرض للجفاف‪ ,‬كما يؤثر على‬
‫المحاصيل الحقلية حسب موعده وشدته وفترة دوامه ويؤدي إلى قصر النبات وصغر حجمه‪.‬كما ساعد جفاف التربة على تفكك‬
‫ذراتها مما جعلها عرضة للمؤثرات الخارجية مثل الرياح والمجاري المائية والمسيالت شديدة االنحدار خاصة التي تنحدر من‬
‫المناطق الجبلية‪.‬السيول مما يجعل االستفادة منها في مجال الزراعة محدودا‪ ،‬وكذلك الحال بالنسبة للمياه‬

‫اما القحط بالمغرب فانه كارثة طبيعية تميزت خاللها الحالة المطرية بالقلةاو العجز الشامل فتكون التساقطات ضعيفة او منعدمة‬
‫خاصة في المناطق الشرقية و الجنوبية التي تتسم بزحف التصحر و القحط الحاد‪.‬‬

‫القحط هو حالة انعدام المطر خالل مدة من الزمن أو انحباس الماء عن األرض زمنا طويال مما يؤدي إلى عجز في الموارد‬
‫المائية للبالد‪ ،‬والذي يمس مجاال جغرافيا واسعا طيلة مدة من الزمن‬

‫وذلك بالقياس إلى متوسط الكميات التي كان يتلقاها‪ -2 .‬تجليات القحط بالمغرب‪ :‬تعرف الحالة المطرية بالمغرب بين فينة‬
‫وأخرى تعاقب فترات من القحط حيث تتميز الحالة‬

‫المطرية بالقلة أو العجز الشامل‪ ،‬فتكون التساقطات ضعيفة أو منعدمة خاصة في المناطق الشرقية والجنوبية التي تتسم بزحف‬
‫التصحر والقحط الحاد والتي تتراوح فيها نسبة العجز المائي في األحواض‬

‫أحيانا بين ‪ 82‬و ‪ .% 97‬حالة الخصاص في المياه تظهر وتتزايد حتى في المناطق التي تعرف تساقطات مهمة حيث تسببت‬

‫حاالت القحط المتعاقبة في نضوب العديد من اآلبار والعيون‪ ،‬وقد أثرت هذه الوضعية حتى على موارد المياه السطحية خاصة‬
‫األودية التي تراجعت مواردها بشكل ملحوظ‪.‬‬

‫‪ – ІІ‬تبذل الدولة عدة مجهودات للحد من آثار القحط‪ :‬للتخفيف من انعكاسات القحط وتداعياته على االقتصاد الوطني‪ ،‬خاصة‬
‫بالعالم القروي‪ ،‬عملت الدولة على إحداث مرصد وطني للقحط للمساعدة على اتخاذ القرار بهدف معالجة تأثيرات القحط‪ ،‬كما‬

‫أن برنامج الحد من آثار القحط طبق مجموعة من اإلجرات من أهمها‪:‬‬

‫تلبية الحاجيات اآلنية للساكنة القروية من الماء الصالح للشرب‪ ،‬وتزويد األسواق بالحبوب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إغاثة الماشية بتوريدها وتوفير الشعير ودعم المواد العلفية مع تعميم التغطية الصحية للقطيع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫دعم الدخل في العالم القروي‪ ،‬بتوفير فرص الشغل وإعادة جدولة ديون الفالحين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫حماية الثروات الطبيعية والمحافظة على الثروات الغابوية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يتعرض الوطن العربي إلى الكثير من مظاهر التصحر والقحط‪ ،‬ويعاني الكثير من األضرار الناجمة عن هذه الظاهرة‪ .‬وقد أقر‬
‫في هذا الصدد المؤتمر الوزاري األول حول االعتبارات البيئية في التنمية الذي عقد في تونس في تشرين األول أكتوبر لعام‬
‫‪(1986‬بأن الوطن العربي هو من أكثر مناطق العالم تأثرًا بمشكالت البيئة بحكم تناميعه الديموغرافي وما خلفه تأخر اآلخذ‬
‫باالعتبارات البيئية في التنمية من آثار سلبية ومخاطر تجلت في انتشار المشكالت البيئبة منها التصحر والقحط بشكل واسع)‬
‫واستنادًا إلى لك كان ال بد من رؤية عربية موحدة من أجل مكافحة التصحر وتخفيف آثار القحط في الوطن العربي‪ .‬ويرى‬
‫المركز العربي لدراسات المناطق الجافة وال أراضي القاحلة أن األهداف االستراتيجية لمكافحة التصحر في الدول العربية‬
‫يمكن أن تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫إيقاف التصحر أو الزحف الصحراوي باألساليب المناسبة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫العمل على إعادة الموازنة البيئية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫االستخدام الرشيد والفعال للموارد الكامنة مما يحقق األمن الغذائي واألمن المائي واألمن البيئي لألمة العربية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تحسين إنتاجية الموارد وحمايتها من التدهور‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫رفع مستوى معيشة اإلنسان العربي‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

You might also like