Professional Documents
Culture Documents
مقدمة :
يشهد المغرب هذا العام أسوأ موجة جفاف منذ أربعة عقود ،وال يتعدى مخزون السدود المغربية 27بالمئة من طاقتها ،لكن الوضع مرشح لألسوأ تدريجيا في
أفق العام 2050بفعل تراجع األمطار ( 11-بالمئة) وارتفاع سنوي للحرارة ( 1,3+درجات) ،وفق تقديرات وزارة الزراعة
فما معنى الجفاف؟
وما هي تجلياته بالمغرب؟O
وما واقع وآفاق تدبير الموارد المائية بالمغرب؟
وما هي خطوات إعداد ملف حول موضوع الجفاف؟
تعرف الحالة المطرية بالمغرب بين فينة وأخرى تعاقب فترات من الجفاف ،حيث تتميز الحالة المطرية بالقلة أو العجز الشامل ،فتكون التساقطات
ضعيفة أو منعدمة خاصة في المناطق الشرقية والجنوبية ،التي تتسم بزحف التصحر بالجفOاف الحOOاد والOOتي تOتراوح فيهOا نسOبة العجOز المOOائي في
األحواض بين 82و ،% 97أما حالة الخصاص في المياه فتظهر وتتزايد حOOتى في المنOOاطق الOOتي تعOOرف تسOOاقطات مهمOOة O،حيث تسOOببت حOOاالت
الجفاف المتعاقبة في نضوب العديد من اآلبار والعيون ،وقد أثرت هذه الوضعية حتى على موارد المياه السطحية ،خاصOOة األوديOOة الOOتي تOOراجعت
مواردها Oبشكل ملحوظ.
أنواع الجفاف بالمغرب يمكن التمييز بين ثالثة أنواع من الجفاف وهي كالتالي:
الجفاف المناخي :يعني أن كميات التساقطات المطرية والثلجية المحصل عليها في منطقة معينة تكون أقل من العادية أي حدوث كمية
التساقطات مقارنة مع المعدل ويرتبط ذلك بارتفاع فترات التشميس ودرجات الحرارة مما يؤدي إلى ارتفاع كمية التبخر ويمكن أن يتخذ ليه
الجفاف المناخي شكل جفاف دائم ( ما يصطلح عليه بالقحولة ) يمس المناطق الصحراوية وهوامشها أو جفاف فصلي للمناطق ذات المناخ
المتوسطي إبان فصل الصيف والمناطق شبه المدارية أثناء فصل الشتاء أو جفاف عرضي يكون على شكل نوبات من الطقس الجاف والتي تهيمن
خالل الفترات داخل الموسم العادي لألمطار.
الجفاف الهيدرولوجي : يراد به عجز حاد في الموارد المائية نتيجة شح األمطار بحيث يالحظ انخفاض كبير في صبيب األودية وفي
مستوى المياه الباطنية عن مستواها العادي وقد ينتهي األمر بجفاف العيون والينابيع ونضوب مياه اآلبار .ويرتبط الجفاف الهيدرولوجي ارتباطا
وثيقا بالجفاف المناخي ذلك أن حدوث عجز كبير في كمية التساقطات ينجم عنه انخفاض في المياه السطح مائية والباطنية لكن في بعض الحاالت
بالرغم من هذا العجز يظل الجريان السطح مائي في وضعية عادية ويفسر ذلك بوجود مدخرات مائية باطنية غير متأثرة بالجفاف المناخي بحيث
تستمر في تغذية األودية بالموارد المائية.
الجفاف الفالحي :أتي إما نتيجة ندرة التهاطالت المطرية أو بفعل سوء توزيعها بين فصول السنة وباإلمكان أن يظهر هذا النOOوع من الجفOOاف
بالرغم من أهمية التساقطات إن هي جاءت متأخرة عن الدورة الزراعية أو العكس (المقصود هنا الزراعة باألراضOOي البوريOOة) يعOOني أن الجفOOاف
الفالحي ال يتحدد بكمية األمطار وحدها وإنما كذلك بأسلوب التوزيع الفصلي لألمطار ومOOدى مطابقتOOه للمتطلبOOات المائيOOة للمزروعOOات O.وللجفOOاف
الفالحي ارتباط وثيق بالجفاف المناخي فانحباس المطر لمدة طويلة يؤدي إلى انخفاض في مخزون التربة من الماء بل ومOOع الOOوقت قOOد تجOOف ممOOا
يتسبب في ذبول المزروعات وموتها Oوتختلف حدة الجفاف الفالحي وتأثيراته على المزروعات Oحسب نOوع المنOاخ ووتOيرة نظامOه المطOري وكOذا
حسب الفصول التي يحدث فيها.
مقدمة :
في خطاب ،الجمعة ،بمناسب افتتاح أعمال البرلمان دق ملك المغرب O،محمد السادس ،ناقوس الخطر بشأن أزمة الجفاف ونقص المياه بالمغرب O،داعيا
إلى التعامل بجدية في مواجهة إجهاد مائي هيكلي تعانيه المملكة .كما أثارت دعوة العاهل المغربي ،الملك محمد السادس ،للمغاربة بـ"ترشيد استهالك المياه"،
الحديث عن موجة الجفاف غير المسبوقة التي تضرب المملكة ،وجددت التساؤالت حول الوضع المائي للمغرب والحلول المقترحة لمواجهة تداعيات أزمة
نقص المياه في المملكة .وطالب العاهل المغربي بـ"أخذ إشكالية الماء ،في كل أبعادها ،بالجدية الالزمة O،السيما عبر القطع مع كل أشكال التبذير ،واالستغالل
العشوائي وغير المسؤول" O،مشيرا إلى أن المغرب "أصبح يعيش في وضعية إجهاد مائي هيكلي ويمر بمرحلة جفاف صعبة ،هي األكثر حدة ،منذ أكثر من
ثالثة عقود".
ما األسباب؟
عدة أسباب وراء الجفاف في البالد ،وعلى رأسها "الطقس الحار واالستعمال المفرط للمياه وزراعة أنواع مستهلكة للماء بشكل كبير كالطماطم والبطيخ األحمر
وأنواع الزراعات األخرى الموجهة للتصدير" .بالمقابل اختار الملك المغربي الراحل الحسن الثاني تجهيز البالد بمجموعة من السدود يزيد عددها Oعلى 55سدا
بمختلف القياسات ،ما مكن من سقي أكثر من 1مليون هكتار من المساحات الزراعية وتطوير زراعات متنوعة تم تصديرها للسوق األوربية .
ويأمل المغرب O،الذي يبلغ عدد سكانه نحو 36مليون نسمة ،استعادة النمو االقتصادي بمعدل 3,6بالمئة العام المقبل ،إذا بلغ محصول الحبوب متوسط 75
مليون قنطار ،وهو ما يظل مرتبطا بمستوى األمطار.
ما الحل؟
لمواجهة األزمة Oالتي تضرب البالد ،أصدرت وزارة الداخلية المغربية O،تعليمات للسلطات المحلية بتحديد توزيع المياه عندما يكون ذلك ضروريا ،ومنع سقي
المساحات الخضراء ومالعب الغولف بماء الشرب .وفي إطار ذلك تم منع االستغالل غير القانوني لآلبار والمنابع أو المجاري المائية.
تم تشييد محطات لتحلية مياه البحر مع برمجة مشاريع أخرى بكل المدن الموجودة على الشاطئ األطلسي والمتوسطي .وعلى المدى الطويل ،تعول السلطات
على الخصوص على بناء 20محطة لتحلية مياه البحر في أفق العام ،2030يفترض أن توفر جزء هاما من ماء الشرب ،وفق وزارة التجهيز والماء.
كما انتهج المغرب سياسة ترشيد استعمال المياه للسقي ،باستخدام تقنيات "السقي بالتنقيط وتقنيات أخرى متطورة"
وفقا ً للخطاب الملكي فقد قدم العاهل المغربي رؤية تتعلق بأربعة توجهات حاسمة ،ويتعلق التوجه األول بالتركيز على االبتكارات والتكنولوجيات الحديثة
ودورها Oفي اقتصاد الماء وإعادة استخدام المياه العادمة ،بينما يركز التوجه الثاني على ترشيد استغالل المياه الجوفية والحفاظ على الفرشات المائية .وجعل
التوجه الثالث من المياه شأنا استراتيجيا يهم قطاعات عديدة ليخلص للتوجه الرابع الذي ركز على التكلفة الحقيقية للموارد المائية .
كما أن نتائج المشروع البرنامج الوطني المغربي للماء 2027 – 2020والهادف إلى تعزيز منظومة السدود ومحطات الربط المائي وتحلية مياه البحر .ستوفر
أدوات لمواجهة تداعيات الجفاف وتساهم في الحفاظ على األمن المائي للمغرب" خالل الفترة القادمةO.
المراجع :
https://www.alhurra.com/morocco/2022/10/15