You are on page 1of 109

‫د‪ .

‬سعد الدين خرفان‬

‫تغير المناخ ومستقبل الطاقة‬


‫المشاكل والحلول‬

‫منشورات وزارة الثقافة ـ الهيئة العامة السورية للكتاب‬

‫‪-1-‬‬
‫الجزء األول‬

‫المناخ والتغير المناخي‬

‫«ال يمكن فصل التنمية عن القضايا البيئية‪ .‬وبالفعل فإن العناصر الهامة لحرية اإلنسان‪ ،‬ونوعية الحياة التي‬
‫يعيشها‪ ،‬تعتمد بشكل كامل على سالمة البيئة»‪.‬‬
‫آمارتيا سن ‪Amartya Sen‬‬
‫حاملة جائزة نوبل في االقتصاد‬

‫‪ -1‬مقدمة‬
‫شهد عام ‪ 2007‬تغيرات مناخية عدة‪ .‬وقد تنبأ المركز البريطاني لألرصاد الجوية منذ بداية هذا العام بأنه‬
‫سيكون أشد حرارة‪ ،‬وأكثر جفافاً حتى من عام ‪ 1998‬الذي كان األدفأ على اإلطالق في القرن العشرين‪ .‬ولم‬
‫يبدأ أول تساقط للثلج في العاصمة اليابانية طوكيو حتى منتصف آذار عام ‪ 2007‬كما أنه لم يستمر طويالً‪.‬‬
‫أم ا العاص مة اإلس بانية مدري د فق د س جلت ظ اهرة جدي دة وهي س قوط ك رة ثلجي ة بحجم ك رة الق دم‪ ،‬بل غ وزنه ا‬
‫‪20‬كغ على سطح أحد المباني‪ .‬وقد انسحب الشتاء الدافئ هذا العام على كافة أنحاء العالم بحسب بيان اإلدارة‬
‫القومية األمريكية للمحيطات والغالف الجوي‪ .‬وأشار هذا البيان إلى أن الشتاء الحالي هو األدفأ منذ ما يزيد‬
‫على ‪ 100‬سنة‪ ،‬وأن درجة الحرارة في العالم هي األعلى منذ عام ‪ .1880‬لقد كان المستوى القياسي المرتفع‬
‫لل دفء في ك انون الث اني ع ام ‪ ،2007‬ه و المس ؤول عن ارتف اع درج ة الح رارة في فص ل الش تاء‪ .‬وبل غ ع دد‬
‫الك وارث الناجم ة عن المن اخ ع ام ‪ 2007‬ح والي األل ف‪ ،‬وه و م ا لم تس جله يوم اً تق ارير المجموع ة األلماني ة‬
‫ال تي تع د ه ذه األح داث بانتظ ام من ذ الع ام ‪ )1(.1974‬وفي س ورية س يطر ض غط مرتف ع على منطق ة ش رق‬
‫البح ر األبيض المتوس ط في ش تاء ع ام ‪ ،2007‬واس تمر لح والي ‪ 66‬يوم اً متواص الً ب دون هط ول األمط ار‪.‬‬
‫وكان الهطول ‪ %50‬من معدله في ذلك العام‪.‬‬

‫‪ -2‬تعريف الطقس والمناخ‬

‫للمن اخ والطقس ت أثير كب ير على حي اة اإلنس ان وص حته وغذائ ه‪ .‬يع رف (الطقس ‪ )Weather‬ب الظروف‬
‫المتقلبة للغالف الجوي المحيط باألرض‪ ،‬والمتمثلة بدرجة الحرارة والرياح والهطول والغيوم وغيرها‪ .‬وينجم‬
‫(الطقس) من التطور والتخافت السريعين ألنظمة الطقس مثل الضغط المرتفع والمنخفض عند ارتفاع متوسط‬
‫عن س طح األرض‪ ،‬م ع م ا يتعل ق بهم ا من جبه ات هوائي ة وأمط ار وأعاص ير‪ .‬وهن اك قابلي ة مح دودة للتنب ؤ‬

‫‪-2-‬‬
‫بالطقس‪ .‬ويمكن التنبؤ بأنظمة الحمل المتوسطة خالل ساعات فقط‪ ،‬أما السيكلونات المتزامنة فيمكن التنبؤ بها‬
‫أليام أو أسابيع‪ .‬وبعد أسبوع أو أسبوعين يصبح التنبؤ بالطقس غير ممكن‪)2(.‬‬
‫أم ا (المن اخ ‪ )climate‬فهو يمث ل الحال ة المتوس طة للطقس واختالف ه على م دى ف ترة زمني ة مح ددة‪ ،‬ومنطق ة‬
‫جغرافي ة معين ة‪ .‬ويقس م التص نيف الكالس يكي للمن اخ األرض إلى من اطق مناخي ة متباين ة‪ .‬ويختل ف المن اخ من‬
‫منطق ة ألخ رى بحس ب خ ط الع رض والبع د عن البح ر والغط اء النب اتي ووج ود الجب ال أو عناص ر جغرافي ة‬
‫أخ رى‪ .‬كم ا أن ه يختل ف من فص ل آلخ ر ومن س نة ألخ رى ومن عق د آلخ ر‪ ،‬أو على م دى زم ني أط ول مث ل‬
‫العصر الجليدي‪ .‬ويعبر إحصائياً عن التغيرات الهامة التي تطول لعقود أو أكثر بـ (التغير المناخي ‪climate‬‬
‫‪.)change‬‬
‫ويمكن التنبؤ جزئي اً بتغيرات المناخ الناجمة عن قوى خارجية‪ ،‬وخاصة على المستوى اإلقليمي أو الع المي‪.‬‬
‫وبما أن إصدار اإلنسان لغازات الدفيئة ناجم عن قوة خارجية‪ ،‬لذا يمكن التنبؤ بالتغير المناخي الناجم عنها‪.‬‬
‫ولكن القدرة على ذلك تظل محدودة بسبب عدم القدرة على التنبؤ بالتغير السكاني والنمو االقتصادي والتطور‬
‫التقني‪.‬‬
‫تقاس متحوالت المناخ بدرجة الحرارة‪ ،‬وشدة الرياح القريبة من األرض‪ ،‬وكميات الهطول وأنواعه‪ ،‬ونوع‬
‫الغيوم‪ ،‬ومقدار اإلشعاع الشمسي‪ .‬ويتأثر المناخ بدوران الغالف الجوي وتفاعله مع تيارات المحيطات ومع‬
‫س طح األرض وخصائص ه كالنبات ات ورطوب ة الترب ة‪ .‬ويعتم د المن اخ كك ل على ت ركيب الغالف الج وي‪،‬‬
‫واإلشعاع الشمسي‪ ،‬واالنفجارات البركانية‪ .‬ولذا يجب معرفة عناصر النظام المناخي بما في ذلك ديناميكية‬
‫الغالف الجوي‪ ،‬وتركيبه والمحيطات وتضاريس األرض والقبعات الجليدية‪.‬‬

‫‪Climate system‬‬ ‫‪ -3‬النظام المناخي‬


‫النظ ام المن اخي ه و نظ ام تف اعلي يت ألف من خمس ة عناص ر وهي‪ :‬الغالف الج وي والغالف الم ائي والغالف‬
‫الثلجي وس طح األرض والغالف الحي وي‪ .‬وتت أثر ه ذه العناص ر بآلي ات خارجي ة أهمه ا الش مس‪ .‬ويعت بر ت أثير‬
‫اإلنسان قوة خارجية أيضاً‪.‬‬
‫لقد تبدل الغالف الجوي ‪ Atmosphere‬منذ تشكل األرض إلى اآلن‪ .‬ويتركب هذا الغالف من النتروجين‬
‫بنس بة ‪ %78.1‬واألكس جين بنس بة ‪ %20.9‬واألرغ ون بنس بة ‪ %0.93‬حجم اً‪ .‬يق وم الغالف الج وي بالت داخل‬
‫بشكل بسيط مع اإلشعاع الشمسي القادم من الشمس‪ ،‬وال يمتص األشعة الحرارية المنبعثة من األرض‪ .‬لكن‬
‫الغ ازات الموج ودة في الغالف الج وي بنس ب بس يطة مث ل ثن ائي أكس يد الكرب ون والميث ان وأكس يد الن تروز‬
‫واألوزون وال تي تش كل نس بة ‪ %0.1‬حجم اً فق ط‪ ،‬تلعب دوراً هام اً في م يزان الطاق ة‪ ،‬إذ أنه ا تمتص األش عة‬
‫الحراري ة أو تحت الحم راء الص ادرة من األرض وتعي د إطالقه ا نح و األرض‪ .‬ت دعى ه ذه الغ ازات بغ ازات‬
‫الدفيئ ة ‪ .Greenhouse Gases GHG‬ويحت وي الغالف الج وي أيض اً على بخ ار الم اء بنس بة تختل ف‬
‫من وقت آلخر‪ ،‬ومن منطقة ألخرى ولكنها في المتوسط بحدود ‪ %1‬حجم اً‪ .‬وهو أيضا يمتص األشعة تحت‬

‫‪-3-‬‬
‫الحمراء الحرارية ويطلقها‪ .‬كما أن ثنائي أكسيد الكربون واألوزون وبخار الماء تمتص األشعة الشمسية في‬
‫المجال فوق البنفسجي القصير‪ .‬ولألوزون دور مميز‪ .‬فوجوده في التروبوسفير (الغالف الجوي القريب من‬
‫سطح األرض) أو في الستراتوسفير السفلي يؤدي إلى امتصاص األشعة تحت الحمراء الحرارية ويعتبر من‬
‫غ ازات الدفيئ ة‪ .‬أم ا في طبق ات الج و العلي ا‪ ،‬أي في أعلى طبق ة الستراتوس فير‪ ،‬فإن ه يق وم بامتص اص األش عة‬
‫ف وق البنفس جية القص يرة‪ ،‬وب ذلك يش كل درع اً يقي الك رة األرض ية منه ا‪ .‬ويلعب بخ ار الم اء دوراً هام اً فه و‬
‫أق وى غ ازات الدفيئ ة امتصاص اً لألش عة تحت الحم راء‪ .‬وهن اك أيض ا إض افة إلى ه ذه الغ ازات المعلق ات‬
‫‪ aerosols‬والغيوم‪ ،‬التي تلعب بدورها دوراً هاماً أيضاً‪)3(.‬‬
‫يشمل الغالف المائي ‪ Hydrosphere‬كل المياه السطحية والجوفية والعذبة والمالحة‪ .‬وتؤثر مياه األنهار‬
‫التي تصب في البحار على تركيزها وعلى دورانها‪ .‬وتغطي المحيطات ‪ %70‬من سطح األرض وهي تخزن‬
‫كمي ات هائل ة من الطاق ة‪ .‬كم ا أن مي اه المحيط ات تمتص غ از ثن ائي أكس يد الكرب ون‪ .‬يك ون دوران المي اه في‬
‫المحيط ات أبط أ من دوران اله واء في الغالف الج وي‪ .‬ويت أثر ه ذا ال دوران بالري اح‪ ،‬وف رق الترك يز في‬
‫الملوح ة‪ ،‬والف رق في درج ة الح رارة‪ .‬وبس بب ه ذه العطال ة الكب يرة للغالف الم ائي فإن ه يعم ل كمنظم لدرج ة‬
‫الحرارة‪ ،‬ويقلل التغيرات التي تحصل فيها‪.‬‬
‫يتض من الغالف الثلجي ‪ Cryosphere‬أل واح الجلي د في غرينالن د‪ ،‬والقطب الجن وبي‪ ،‬والقبع ات الثلجي ة‪.‬‬
‫وتنب ع أهمي ة الغالف الثلجي من عكس ه لألش عة الشمس ية‪ ،‬ومن ناقليت ه المنخفض ة للح رارة‪ ،‬ومن عطالت ه‬
‫الحرارية المرتفعة‪ ،‬وعلى األخص من دوره الهام في إدارة دوران مياه المحيطات العميقة‪ .‬وألنه يخزن كمية‬
‫هائلة من المياه‪ ،‬فهو مهم بسبب دوره المحتمل في رفع منسوب البحار والمحيطات‪.‬‬
‫يتحكم غطاء النباتات والتربة لسطح األرض في كمية الطاقة الممتصة من الجو‪ ،‬وعودتها إليه‪ .‬يعود بعض‬
‫الطاقة على شكل إشعاعات حرارية‪ ،‬أو في المجال تحت األحمر‪ ،‬و يؤدي هذا إلى تسخين الغالف الجوي مع‬
‫تسخين األرض‪ .‬ويبخر بعضها الماء الموجود في التربة‪ ،‬أو النباتات ويطلقه على شكل بخار الماء إلى الجو‪،‬‬
‫حيث تلعب رطوبة الجو دوراً هاماً في رفع درجة حرارة األرض‪ .‬وتؤثر تضاريس سطح األرض وخش ونته‪،‬‬
‫على تيارات الهواء ألن الرياح تضرب سطح األرض‪ .‬تعتمد خشونة سطح األرض على طبوغرافيته ا‪ ،‬وعلى‬
‫وجود النباتات عليها‪ .‬وتثير الرياح الغبار في الجو‪ ،‬حيث تلعب هذه المعلقات دوراً هام اً بتفاعلها مع اإلشعاع‬
‫الجوي‪.‬‬
‫وهناك الغالف الحيوي ‪ Biosphere‬المحيطي أو األرضي‪ ،‬الذي يلعب أيض اً دوراً هام اً في درجة حرارة‬
‫األرض‪ .‬فالكائنات الحية تؤثر على امتصاص غازات الدفيئة‪ ،‬وعلى إطالقها أيضاً‪ .‬وتقوم النباتات بامتصاص‬
‫ثنائي أكسيد الكربون‪ ،‬وتمثله في بناء نسجها بعملية التمثيل اليخضوري‪ ،‬ولذا فهي تلعب دوراً هاماً في ت وازن‬
‫ثن ائي أكس يد الكرب ون والميث ان وأكس يد الن تروز‪ .‬وهن اك أيض اً المركب ات العض وية الطي ارة ‪volatile‬‬
‫‪ organic compounds VOC‬ال تي ت ؤثر على كيمي اء الغالف الج وي‪ ،‬وتق وم بتش كيل المعلق ات‪،‬‬

‫‪-4-‬‬
‫وبالتالي تؤثر على المناخ‪ .‬إن تأثير المناخ على المحيط الحيوي محفوظ في المستحاثات‪ ،‬وحلقات األشجار‪،‬‬
‫وغيرها‪ .‬ويأتي معظم المعلومات عن المناخ القديم من هذه المصادر‪.‬‬
‫تتفاعل عناصر المناخ المذكور مع بعضها بعض اً بشكل معقد جداً‪ .‬فمثالً يتفاعل الغالف الجوي مع الغالف‬
‫المائي حيث يتم تبادل الماء وغاز ئنائي أكسيد الكربون بينهما‪ .‬ويقوم الغطاء الجليدي بمنع هذا التبادل بين‬
‫الجو والمحيطات‪ .‬ويؤثر الغالف الحيوي على تركيز ثنائي أكسيد الكربون عن طريق التمثيل اليخضوري أو‬
‫التنفس‪ ،‬وهما عمليتان تتأثران بدورهما بالتغير المناخي‪ .‬ويؤثر الغالف الحيوي على دخول الماء إلى الجو‬
‫من خالل تنفس النباتات‪ ،‬ومن خالل عكسه ألشعة الشمس إلى الجو‪.‬‬

‫‪Paleoclimatalogy‬‬ ‫‪ -4‬النظام القديم للمناخ‬


‫يتغير المناخ على مدى فترات زمنية مختلفة الطول‪ .‬وخالل المليون سنة األخيرة كانت هناك فترات جليدية‪،‬‬
‫وف ترات بين جلي ديتين‪ ،‬بس بب التغ ير ال ذي حص ل على مح ور دوران األرض‪ .‬وعن طري ق تحلي ل عين ة لب‬
‫جليدي ة م أخوذة من القطب الجن وبي‪ ،‬أمكن تمي يز أرب ع دورات جليدي ة خالل الـ ‪ 500000‬س نة الماض ية‪ .‬وقد‬
‫اكتشف مؤخراً أن هناك تغيراً طفيفاً طرأ على درجة الحرارة على مدى واسع على الكرة األرضية‪ ،‬وخاصة‬
‫في نصف الكرة الشمالي منها خالل آخر فترة جليدية‪ ،‬فقد ارتفعت درجة الحرارة عدة درجات مئوية خالل‬
‫حياة إنسان واح د‪ .‬وعلى النقيض من ذلك يبدو أن المناخ ك ان إلى حد بعيد مستقراً خالل العش رة آالف عام‬
‫األخيرة‪ ،‬على الرغم من احتمال حدوث تغيرات محلية كبيرة فيه‪ .‬وقد أظهرت التحاليل أن مناخ نصف الكرة‬
‫الشمالي اتسم بتبريد متواصل خالل األلف عام األخيرة‪ ،‬ما عدا القرن العشرين الذي شهد دفًأ قوي اً‪ .‬لقد كانت‬
‫درج ة الح رارة دافئ ة نس بياً خالل الق رنين الح ادي عش ر والث الث عش ر الميالديين‪ ،‬وب اردة نس بياً من الق رن‬
‫السادس عشر إلى القرن التاسع عشر‪ .‬وصادف هذا ما سمي بالعصر الجليدي القصير‪ .‬وعلى الرغم من أن‬
‫هذه االختالف ات انحصرت في نص ف الكرة الش مالي‪ ،‬إال أن ارتفاع درج ة الح رارة في القرن العش رين غير‬
‫مسبوق‪ .‬وعلى الرغم من االختالف بين نصف الكرة الجنوبي والنصف الشمالي‪ ،‬إال أن االثنين شهدا ارتفاع ا"‬
‫في درجة الحرارة في القرن العشرين‪)4(.‬‬
‫تس تخدم الدراس ات على المن اخ الق ديم التغ يرات ال تي تط رأ على مؤش رات حساس ة مناخي اً الس تنتاج التغ يرات‬
‫المناخية على فترات زمنية‪ ،‬تتراوح من عقود إلى ماليين السنين‪ .‬تتأثر هذه المؤشرات (مثل عرض حلقات‬
‫األشجار) بدرجة الحرارة المحلية‪ ،‬وبعوامل أخرى كالهطول‪ .‬وغالباً ما تكون لفصول معينة بدالً من أن تكون‬
‫لس نين‪ .‬وتق دم الدراس ات ال تي أج ريت على ع دد من المؤش رات في من اطق مختلف ة من الع الم تأكي داً أك بر‬
‫لتأثيرات مناخية متسقة‪ .‬ومع ذلك تزداد درجة عدم التأكد بشكل عام مع الزمن بالرجوع إلى الوراء‪ ،‬بسبب‬
‫عدم التغطية الجغرافية الشاملة‪.‬‬
‫ت دعم المعلوم ات عن المن اخ الق ديم التفس ير القائ ل ب أن ال دفء في منتص ف الق رن الماض ي غ ير معه ود على‬
‫األقل خالل الـ ‪ 1300‬عام اً الماضية‪ .‬أما آخر فترة كانت فيها المناطق القطبية أدفأ بشكل كبير من الوضع‬
‫الحالي لمدة طويل ة‪ ،‬ف ترجع إلى ‪ 125000‬س نة‪ .‬وقد أدى االنخفاض في حجم الجلي د القطبي في العصر بين‬

‫‪-5-‬‬
‫الجليديتين (منذ حوالي ‪ 25000‬عام) إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بمعدل ‪6 -4‬م عن مستواه في القرن‬
‫العشرين‪ .‬وتظهر بيانات من لب الجليد في القطبين‪ ،‬أن متوسط درجة الحرارة عندهما كان أعلى بـ ‪ 5-3‬م‪‬‬
‫من درج ة الح رارة الحالي ة‪ .‬ويع ود ذل ك إلى تغ ير في مح ور دوران األرض‪ .‬وك انت هن اك ف ترات أب رد في‬
‫القرنين ‪ 12‬و ‪ 14‬وأيضاً في القرن ‪ 17‬وحتى القرن ‪.19‬‬

‫‪Natural Climate Change‬‬ ‫‪ -5‬التغير الطبيعي للمناخ‬


‫إن اإلشعاع الشمسي هو مصدر طاقة النظام المناخي‪ .‬ويقع حوالي نصف اإلشعاع في مجال األشعة المرئية‬
‫واألشعة القصيرة من الحقل الكهرطيس ي‪ .‬أما النصف الثاني فيقع في مجال الموجة تحت الحمراء األطول‪.‬‬
‫ويق ع ج زء بس يط من ه في مج ال األش عة ف وق البنفس جية‪ .‬ويتلقى ك ل ‪1‬م‪ 2‬من األرض بح دود ‪ 342‬وات من‬
‫أشعة الشمس بشكل وسطي‪ .‬وينعكس ‪ %31‬منها بواسطة الغيوم والغالف الجوي وسطح األرض‪ .‬أما الباقي‬
‫ومقداره ‪235‬وات‪ /‬م‪ ،2‬فيسخن الغالف الجوي كما يسخن معظمه البالغ بحدود ‪168‬وات‪/‬م‪ 2‬األرض‪ .‬ويعيد‬
‫س طح األرض الح رارة إلى الج و عن طري ق إص داره لألش عة تحت الحم راء‪ ،‬إم ا ب الحرارة المحسوس ة‪ ،‬أو‬
‫بتبخير الم اء الذي يتك اثف في ه‪ .‬ويحاف ظ ه ذا التب ادل الحراري بين األرض والج و على درج ة حرارة بح دود‬
‫‪14‬م‪ ‬قرب سطح األرض‪ ،‬حيث تتناقص هذه الدرجة مع االرتفاع في الجو لتصبح ‪ 58-‬م‪ ‬عند نهاية طبقة‬
‫التروبوس فير‪ .‬ومن أج ل الحص ول على من اخ مس تقر هن اك حاج ة إلى وج ود ت وازن بين األش عة الداخل ة‬
‫والخارج ة‪ .‬ول ذا يجب على األرض أن تص در ‪ 235‬وات ‪ /‬م‪ 2‬إلى الفض اء‪ .‬ويش ع أي جس م ض من موج ة‬
‫تعتم د على درج ة حرارت ه‪ .‬فعن د درج ات ح رارة أعلى‪ ،‬يش ع الجس م الطاق ة عن د موج ة أقص ر‪ .‬وكي تش ع‬
‫األرض ‪ 235‬وات ‪ /‬م‪ ،2‬يجب أن تقوم بذلك عند درجة حرارة تعادل ‪ 19 -‬م‪ ‬بموجة تقع في مجال األشعة‬
‫تحت الحمراء‪ .‬وهذه أقل بـ ‪23‬م‪ ‬من درجة حرارة األرض المتوسطة والبالغة ‪14‬م)‪.(5‬‬

‫‪Natural Greenhouse Effect‬‬ ‫‪ -5-1‬االحتباس الحراري الطبيعي‬


‫يحتوي الجو على عدد من الغازات التي تمتص اإلشعاع وتصدره‪ .‬وتمتص هذه الغازات األشعة الحرارية أو‬
‫تحت الحمراء من األرض ومن الجو والسحب‪ ،‬ما عدا جزء شفاف يدعى (نافذة الجو)‪ .‬وتقوم هذه الغازات‬
‫بإص دار األش عة تحت الحم راء في ك ل االتجاه ات بم ا فيه ا إلى األس فل نح و س طح األرض‪ .‬ول ذا ف إن ه ذه‬
‫الغازات تحبس الحرارة بآلية تعرف بـ (االحتباس الحراري الطبيعي)‪ .‬وتمتص السحب األشعة تحت الحمراء‬
‫وتصدرها‪ ،‬ولذا فهي تعمل كغاز دفيئة‪ .‬ومن جهة أخرى تقوم هذه السحب بعكس اإلشعاع الشمسي الساقط‬
‫عليها‪ .‬ونتيجة لهذين التأثيرين المتعاكسين‪ ،‬فإن محصلة تأثيرها‪ ،‬هو تبريد بسيط‪ .‬غير أن هذا األمر يختلف‬
‫كثيرا" بحسب الظروف‪ ،‬ويعتمد على ارتفاع السحب وعلى كثافتها الضوئية‪.‬‬
‫إذا ك ان هن اك ت وازن في المن اخ‪ ،‬ف إن محص لة اإلش عاع في أعلى الغالف الج وي تس اوي الص فر‪ .‬وي ؤدي أي‬
‫تغير في اإلشعاع الشمسي‪ ،‬أو في األشعة تحت الحمراء إلى تغيير هذه المحصلة‪.‬‬

‫‪-6-‬‬
‫ويدعى عدم التوازن بـ (الدفع اإلشعاعي)‪ .‬وعملياً فإن أعلى الغالف الجوي هنا‪ ،‬هو أعلى طبقة التروبوسفير‪،‬‬
‫وذل ك ألن طبق ة الستراتوس فير تتع دل على م دى أش هر ح تى تغ ير في الت وازن الح راري‪ ،‬بينم ا يت وازن‬
‫التربوس فير م ع س طح األرض ببطء أك ثر‪ ،‬بس بب عطال ة المحيط ات الكب يرة‪ .‬وق د تختل ف ق وى اإلش عاع‬
‫الخ ارجي كاإلش عاع الشمس ي‪ ،‬أو كمي ات المعلق ات الناجم ة عن ال براكين‪ ،‬على م دى زم ني طوي ل مس ببة‬
‫اختالف ات طبيعي ة في ق وى اإلش عاع‪ .‬وق د تك ون ه ذه االختالف ات موجب ة أو س البة‪ .‬وت ؤدي الق وة الموجب ة إلى‬
‫رفع درجة الحرارة‪ ،‬بينما تسبب القوة السالبة خفضها‪ .‬وفي الحالتين على النظام المناخي أن يتفاعل إلعادة‬
‫التوازن‪ .‬وتسبب العمليات المناخية الداخلية أو الراجعة اختالفات في التوازن اإلشعاعي عن طريق تأثيرها‬
‫على األشعة الشمسية المنعكسة أو على إصدار األشعة تحت الحمراء‪ .‬لكن هذه االختالفات ال تعتبر جزءاً من‬
‫قوى اإلشعاع‪)6(.‬‬
‫تنتج التغ يرات المناخي ة من ق وى اإلش عاع‪ ،‬ومن التفاع ل ال داخلي بين عناص ر النظ ام المن اخي‪ .‬ول ذا يمكن‬
‫التمي يز بين م ؤثرات داخلي ة وأخ رى خارجي ة‪ .‬إن اس تجابة التروبوس فير قص يرة حيث تمت د من أي ام ألس ابيع‪،‬‬
‫بينما تكون استجابة الستراتوسفير أبطأ وتطول لعدة أشهر‪ .‬أما المحيطات فإن استجابتها تمتد لعقود أو لق رون‪،‬‬
‫نظراً لعطالتها الكبيرة‪ .‬ولذا فإن استجابة التروبوسفير بطيئة بسبب المحيطات‪ .‬وقد يستجيب الغالف الحيوي‬
‫بس رعة‪ ،‬كم ا في حال ة الجف اف‪ ،‬ولكن ه يس تجيب ببطء ش ديد في ح االت أخ رى‪ .‬ول ذا تختل ف اس تجابة النظ ام‬
‫المن اخي للمؤثرات الخارجي ة في الزم ان والمك ان‪ .‬وكمث ال على ذل ك ت أثير التغ ير في اإلش عاع الشمس ي‪ .‬وقد‬
‫يتغير النظام المناخي نتيجة للتغيرات التي تحصل على عناصره‪ .‬وكمثال على ذلك ظاهرة (النينو) الناجمة‬
‫عن تفاعل الغالف الجوي‪ ،‬مع المحيط الهادئ في المنطقة االستوائية‪.‬‬
‫وهناك تغذية راجعة إيجابية‪ ،‬وأخرى سلبية‪ .‬ومثال على األولى بخار الماء حيث يزيد ارتفاع درجة الحرارة‬
‫من تبخ ر الم اء‪ ،‬و يزي د ه ذا ب دوره من ترك يز غ ازات الدفيئ ة‪ ،‬ويس بب االحتب اس الح راري مم ا يرف ع درج ة‬
‫الحرارة مرة أخرى‪ .‬وهناك تغذية راجعة فيزيائية‪ ،‬وأخرى بيوكيميائية‪ .‬ومثال على األولى السحب وتوازن‬
‫اإلشعاع‪ .‬وعلى الثانية تركيز ثنائي أكسيد الكربون‪ .‬إن معظم العمليات والتفاعالت غير خطية‪ .‬أي ليس هناك‬
‫عالقة خطية بسيطة بين التأثير واالستجابة‪ .‬وقد يظهر النظام ما يدعى بـ(السلوك الشواشي)‪ .‬ويعني هذا أن‬
‫النظام يعتمد على تغيرات طفيفة في الشروط البدائية‪ ،‬ولكن هذا ال يعني أنه من غير الممكن التنبؤ به‪ .‬ومثال‬
‫على ذلك حالة الطقس اليومية‪.‬‬
‫إن المناخ المحلي أكثر تغيراً من المناخ العالمي‪ ،‬أو المناخ في نصف الكرة األرضية‪ .‬فالتغير في مناخ منطقة‬
‫ما في العالم‪ ،‬يعوضه تغير في مناخ منطقة أخرى‪ .‬ومثال على ذلك ظاهرة النينو الناجمة عن تفاعل الجو مع‬
‫المحيطات في المناطق االستوائية من جنوب شرق آسيا‪ ،‬حيث يمتد تأثير النينو والنينا على المناخ إلى مناطق‬
‫أخ رى من الع الم‪ .‬ومث ال آخ ر يتمث ل في تذب ذب الض غط الج وي ق رب آيس لند وج زر اآلزور في المحي ط‬
‫األطلسي الشمالي والذي يؤثر على المناخ في أوروبا وآسيا‪.‬‬

‫‪-7-‬‬
‫‪ 5-2‬العوامل الطبيعية التي تسهم في التغير المناخي‬
‫اإلشعاع الشمسي‬
‫يقدر التأثير اإلشعاعي الناجم عن التغيرات في اإلشعاع الشمسي منذ عام ‪1750‬م‪ ،‬بنحو ‪0.3‬وات ‪ /‬م‪ 2‬وقد‬
‫حدث معظمه خالل النصف األول من القرن العشرين‪ .‬ومنذ أواخر ستينات القرن الماضي‪ ،‬رصدت األقمار‬
‫الصناعية تذبذبات صغيرة تعود إلى الدورة الشمسية التي تحدث مرة كل ‪11‬عاماً‪ .‬وقد اقترحت آلية للت أثيرات‬
‫الشمسية المؤثرة على المناخ‪ ،‬إال أنها تفتقر إلى أساس نظري أو رصدي صارم‪ .‬ويتباين إصدار الشمس من‬
‫الطاقة على مدى دورة تستغرق ‪ 11‬عاماً‪ ،‬بنسبة بسيطة مقدارها‪ .%0.1‬وعالوة على ذلك فقد تحدث الفروق‬
‫على فترات زمنية طويلة‪ ،‬قد تمتد من عشرات إلى آالف السنين‪ .‬لقد أدت الفروق البسيطة في محور دوران‬
‫األرض‪ ،‬المفهومة جيداً‪ ،‬إلى حدوث تغييرات في التوزيع الموسمي لإلشعاع الشمسي‪ ،‬وعلى خطوط العرض‪.‬‬
‫وق امت ب دور ه ام في إح داث التباين ات في المن اخ في الماض ي‪ ،‬مث ل دورتي العص ر الجلي دي والف ترة الممت دة‬
‫بينهما‪ .‬وبحسب وكالة الفضاء األمريكية ناسا‪ ،‬فإن نقص شدة اإلشعاع من عام ‪ 1400‬إلى عام ‪ 1700‬م كان‬
‫السبب وراء تشكل (العصر الجليدي القصير) في شمال أمريكا وأوروبا‪)7(.‬‬
‫وعن دما يتغ ير الت أثير اإلش عاعي‪ ،‬يس تجيب النظ ام المن اخي على ف ترات زمني ة مختلف ة‪ .‬ويتعل ق ط ول ف ترة‬
‫االستجابة‪ ،‬باالستطاعة الحرارية الكبيرة للمحيطات‪ ،‬وبالتع ديل الديناميكي في ص فائح الجلي د‪ .‬وهذا يع ني أن‬
‫االستجابة لتغير ما قد تطول آلالف السنين‪ .‬إن أي تغيير في التوازن اإلشعاعي لألرض‪ ،‬بما في ذلك زيادة‬
‫غازات الدفيئة أو المعلقات‪ ،‬سيغير الدورة الهيدرولوجية ودوران الجو والمحيطات‪ ،‬مؤثراً بذلك على نماذج‬
‫الطقس‪ ،‬وعلى درجات الحرارة‪ ،‬وكميات الهطول في المناطق المختلفة من العالم‪.‬‬
‫البراكين‬
‫تؤثر البراكين على المناخ‪ ،‬ولكن بشكل أقل وعلى المستوى المحلي‪ ،‬وباألخص تلك البراكين التي تقذف حمم اً‬
‫ألعلى من ‪10‬كم‪ ،‬ولف ترة من ال زمن كافي ة لتع ديل امتص اص األش عة الشمس ية‪ .‬وي ؤثر الموق ع الجغ رافي على‬
‫دور البراكين أيضاً‪ ،‬ألن الرياح ال تمتلك السرعة ذاتها في كل مكان‪ .‬فقد ال يحس بانفجار يحدث عند خطوط‬
‫الع رض العليا على المس توى الع المي‪ ،‬مث ل انفج ار وادي آالف ال دخان في أالس كا‪ ،‬ال ذي ح دث ع ام ‪.1912‬‬
‫وبالمقاب ل‪ ،‬فق د خفض انفج ار برك ان نين ا توب و في الفيلي بين ع ام ‪ 1991‬درج ة الح رارة بـ ‪0.5‬م‪ ‬في نص ف‬
‫الك رة الش مالي‪ .‬وليس ت الحمم المقذوف ة هي مص در التبري د لوح دها‪ ،‬على ال رغم من أن تأثيره ا مهم‪ ،‬ألنه ا‬
‫تطي ل المنطق ة المعتم ة مم ا يقل ل من امتص اص األش عة الشمس ية‪ ،‬إال أن ه ذه الظ اهرة تبقى محلي ة وال ت دوم‬
‫ط ويال‪ .‬أم ا العنص ر األهم فه و أكاس يد الك بريت ال تي تق ذف إلى الج و لتتح د م ع رطوب ة اله واء مش كلة معلق اً‬
‫ض بابياً كبريتياً‪ .‬فهي المس ؤولة عن امتص اص األش عة الشمس ية‪ ،‬وعكس ها باتج اه الفض اء الخ ارجي‪ .‬وكلم ا‬
‫زادت كمية المعلقات الكبريتية‪ ،‬زاد معدل التبريد‪ .‬وهذا ما حصل عام ‪1815‬م عندما انفجر بركان تامبورا‬
‫في اندونيسيا‪ ،‬الذي كان األقوى خالل القرنين األخيرين‪ .‬لقد أتت بعده سلسلة من الإنفجارات الضخمة أثرت‬
‫على المناخ العالمي‪ ،‬بحيث اعتبر عام ‪« 1816‬عاماً بال صيف» في نصف الكرة الشمالي‪.‬‬

‫‪-8-‬‬
‫ظاهرة النينو‬
‫ج اءت كلم ة ال نينو من كلم ة (المس يح الطف ل) باالس بانية ألن تي ارات ال نينو الدافئ ة تض رب ش واطئ الب يرو‬
‫واالكوادور في أيام عيد الميالد‪ .‬ويأتي النينو مرة كل ‪ 5-3‬سنوات‪ ،‬لكنه بدأ مؤخراً يأتي بشكل أكثر تواتراً‪،‬‬
‫حيث وألول م رة في الت اريخ‪ ،‬أتى م رة في ك ل من الس نوات األرب ع األخ يرة‪ .‬يش كل ال نينو بح يرة عمالق ة‬
‫بمس احة الوالي ات المتح دة من المي اه الدافئ ة‪ ،‬تس تقر وس ط المحي ط اله ادئ‪ ،‬ال ذي يغطي ثلث مس احة الك رة‬
‫األرض ية‪ .‬وترتف ع نتيج ة لظه ور ال نينو درج ة ح رارة س طح الم اء بمع دل ‪ 5-1‬م‪ .‬وي ؤدي ارتف اع درج ة‬
‫الحرارة هذا إلى توسع منطقة الضغط المنخفض في غرب المحيط‪ ،‬التي تتجه شرقاً نحو استراليا‪ .‬يؤثر هذا‬
‫على ارتف اع درج ة ح رارة الج و‪ ،‬وح دوث األعاص ير واتجاهه ا‪ ،‬وزي ادة ش دة العواص ف المطري ة في منطق ة‬
‫المحيط الهادئ وشواطئ كاليفورنيا‪ .‬ويعتبر إعصار كاترينا الذي ضرب نيوأورلينز في الواليات المتحدة عام‬
‫‪ 2005‬وخل ف كث يراً من ال دمار خ ير ش اهد على ذل ك‪ .‬وق د ق درت الجمعي ة الملكية في لن دن‪ ،‬ب أن ح دوث‬
‫العواصف تضاعف مرتين عما كان عليه الحال قبل ‪ 100‬عام‪ .‬ويغرق المطر الغزير صحراء بيرو القاحلة‪،‬‬
‫ليحدث عملية ت دعى بالنمو األخضر‪ .‬أما في الغ رب‪ ،‬فإنه يس حب الرطوب ة من قارة آسيا جالب اً الجفاف إلى‬
‫الغاب ات المطري ة في بورين و‪ ،‬وحق ول القمح في اس تراليا‪ ،‬ومن اطق المحي ط الهن دي ح تى ش واطئ أفريقي ا‬
‫الشرقية‪ .‬و قد كشف ارتباط بين زيادة تكرار حدوث ظاهرة النينو‪ ،‬وبين ظاهرة الدفيئة وارتفاع درجة ح رارة‬
‫األرض وعلى األخص درجة حرارة مياه المحيط الهادئ في جنوب آسيا‪.‬‬
‫دوران األرض‬
‫من المعروف أن األرض تدور حول نفسها بمحور منحرف عن المركز ‪ .eccentricity‬ويؤدي تغير هذا‬
‫االنحراف عن المحور ولو قليالً جداً‪ ،‬إلى تغير كمية اإلشعاع الشمسي التي تصل إلى األرض‪ ،‬وبالتالي إلى‬
‫إحداث تغيرات مناخية كبيرة‪ .‬وتعمل هذه التغ يرات في مي ل مح ور دوران األرض‪ ،‬على م دى دورات تمتد‬
‫من ‪ 100000‬ع ام لالنح راف ‪ ،eccentricity‬وعلى م دى ‪41000‬ع ام للمي ل ‪ ،tilt‬ومن ‪19000‬ع ام إلى‬
‫‪23000‬عام للتقدم ‪ .Precession‬وقد تسبب انحراف ميل هذا المحور في الماضي‪ ،‬إلى تشكل عدد من‬
‫العصور الجليدية‪ .‬لقد أدى فحص عينات من لب الجليد في القطب الجنوبي‪ ،‬إلى تمييز حدوث أربع دورات‬
‫جليدية في الماضي‪.‬‬
‫ظاهرة النانا‬
‫ترتبط هذه الظاهرة بشدة بالرياح الغربية فوق المحيط األطلسي‪ ،‬وفوق المناطق األوروآسيوية‪ .‬وخالل الشتاء‬
‫تظهر النينا تذبذبات غير منتظمة‪ ،‬على مدى عام أو عدة قرون‪ .‬ومنذ سبعينات القرن الماضي ساهمت النينا‬
‫الشتوية في حدوث رياح غربية أقوى‪ ،‬تتناسب مع زيادة دفء الفصل البارد في أوروآسيا‪ .‬وهناك أدلة على‬
‫أن النانا والتغيرات التي تحصل في جليد القطب الشمالي مرتبطان ببعضهما بعضاً‪.‬‬

‫‪-9-‬‬
‫‪ -6‬دور اإلنسان في تغير المناخ‬
‫ي ؤثر اإلنس ان مث ل ب اقي الكائن ات الحي ة على البيئ ة‪ .‬لكن ه ذا الت أثير ب دأ يأخ ذ م دى واس عاً فق ط من ذ الث ورة‬
‫الصناعية في منتصف القرن الثامن عشر‪ .‬فقد أدى حرق الوقود األحفوري والكتلة الحيوية ‪ biomass‬إلى‬
‫إص دار غ ازات ومعلق ات تغ ير من ت ركيب الغالف الج وي‪ .‬وهن اك اإلص دارات من غ ازات الكلوروكرب ون‬
‫والفلوروكربون وغيرها‪ ،‬التي ال تؤثر على قوى اإلشعاع‪ ،‬لكنها تستنفد أوزون الستراتوسفير‪ .‬ويؤثر استخدام‬
‫األراضي للبناء والزراعة والغابات على المواصفات الفيزيائية والحيوية لسطح األرض‪ .‬وتؤثر هذه التغيرات‬
‫على قوى اإلشعاع‪ ،‬التي تؤثر بدورها على تغير المناخ‪.‬‬
‫لق د بقي ترك يز غ ازات الدفيئ ة ألك ثر من ‪ 1000‬ع ام مض ت‪ ،‬ثابت اً تقريب اً في الغالف الج وي‪ .‬ومن ذ الث ورة‬
‫الص ناعية في منتص ف الق رن الث امن عش ر‪ ،‬زاد ترك يز ثن ائي أكس يد الكرب ون بمع دل ‪ ،%30‬وال ي زال ي زداد‬
‫بمعدل ‪ %0.4‬كل عام‪ ،‬نتيجة حرق الوقود األحفوري‪ ،‬وإ زالة الغابات‪ .‬وتزداد تراكيز غاز الميثان وأكسيد‬
‫النتروز بسبب النشاط الصناعي والزراعي وغيرهما‪ .‬وتزداد أيضاً تراكيز غازات مثل أكسيد اآلزوت وثنائي‬
‫أكس يد اآلزوت وأول أكس يد الكرب ون في الج و‪ .‬وعلى ال رغم من أن ه ذه الغ ازات ليس ت غ ازات دفيئ ة بش كل‬
‫مباشر‪ ،‬إال أنها تولد غاز األوزون‪ ،‬الذي زاد تركيزه بمعدل ‪ %40‬منذ الثورة الصناعية‪ ،‬والذي يسبب ارتفاع‬
‫درج ة الح رارة‪ .‬أم ا غ ازات الكلوروكرب ون‪ ،‬فهي ال توج د في الغالف الج وي بش كل ط بيعي‪ ،‬وإ نم ا أدخله ا‬
‫اإلنسان إليه‪ .‬وباإلضافة إلى كونها من غازات الدفيئة‪ ،‬فهي تخرب أوزون الستراتوسفير‪ .‬ولكل هذه الغازات‬
‫م ا ع دا األوزون‪ ،‬زمن بق اء طوي ل في الج و‪ ،‬ول ذا فهي تختل ط في الغالف الج وي‪ .‬وتس بب األنش طة البش رية‬
‫زيادة المعلقات ‪ ،Aerosols‬من المواد المعدنية والكبريتات والنترات والسخام ‪ .soot‬ولهذه المعلقات زمن‬
‫بقاء قصير‪ ،‬ألنها تزال من الجو باألمطار والثلوج‪ .‬ولذا يكون تركيزها مرتفع اً بالقرب من مصدر إطالقها‪،‬‬
‫بينم ا يختل ف ه ذا الترك يز محلي اً‪ .‬وي ؤدي وج ود غ ازات الدفيئ ة المختلف ة والمعلق ات‪ ،‬إلى الت أثير على ق وى‬
‫اإلشعاع‪ ،‬حيث يتفاعل النظام المناخي إلعادة التوازن اإلشعاعي‪)8(.‬‬

‫‪ -7‬الرصد المناخي‬
‫بدأ قياس درجة الحرارة منذ منتصف القرن التاسع عشر‪ .‬ورصدت تغيرات الطقس األخرى مثل الهطول‪،‬‬
‫وشدة الرياح‪ ،‬منذ نحو مئة عام‪ .‬كما أجريت قياسات لمستوى سطح البحر منذ أكثر من ‪ 100‬عام‪ .‬غير أن‬
‫شبكة قياس المد والجزر بسجالتها القديمة لم توفر سوى تغطية عالمية محدودة‪ .‬أما درجات حرارة طبقات‬
‫الج و العلي ا‪ ،‬فق د ب دأ قياس ها من ذ منتص ف الخمس ينات من الق رن الماض ي فق ط‪ ،‬بواس طة المناطي د‪ .‬لكن ت وزع‬
‫مراكز القياس كان غير متساو‪ .‬وتتوفر سجالت طويلة للرصد السطحي من السفن للمحيطات‪ ،‬منذ منتصف‬
‫الق رن التاس ع عش ر‪ ،‬وبواس طة عوام ات خاص ة له ذا الغ رض من ذ أواخ ر س بعينات الق رن الماض ي‪ .‬وتوج د‬
‫قياسات لدرجات حرارة المحيطات تحت السطح‪ ،‬بدءاً من أواخر األربعينات‪ .‬ومنذ السبعينات‪ ،‬بدأ استخدام‬

‫‪-10-‬‬
‫األقم ار الص ناعية في قي اس المن اخ‪ .‬لكن تفس يرها الص حيح ال ي زال يحت اج إلى تط وير‪ .‬وق د ب دأت محط ات‬
‫الرصد األرضية تتناقص‪ ،‬مع زيادة االعتماد على األقمار الصناعية‪.‬‬
‫قبل القرن العشرين‪ ،‬لم يكن هناك تأثير يذكر لإلنسان على المناخ‪ .‬وقد سجل ارتفاع في درجة الحرارة بين‬
‫‪0.8 - 0.4‬م‪ ‬منذ أواخر القرن التاسع عشر‪ ،‬ثم في مرحلتين األولى بين ‪ 1945-1910‬والثانية من ‪1976‬‬
‫إلى اآلن‪ .‬وقد زادت مؤخراً درجة الحرارة‪ ،‬وخاصة درجة الحرارة الدنيا بسبب كثافة غطاء الغيوم‪ .‬ويعتبر‬
‫عق د التس عينات من الق رن الماض ي‪ ،‬أح ر عق د على اإلطالق في نص ف الك رة الش مالي من ذ ‪ 1000‬ع ام‪ ،‬كم ا‬
‫يعتبر عام ‪ 1998‬أحر عام منذ البدء بتسجيل درجات الحرارة‪ .‬وتمشياً مع هذا فقد ارتفع مستوى سطح البحر‬
‫بمع دل ‪ 20-10‬س م‪ ،‬كم ا تراج ع الغط اء الجلي دي ع دا بعض ال دول ال تي تق ع على المحيط ات ك النرويج‬
‫ونيوزيلن دا‪ .‬وك ان مع دل زي ادة درج ة الح رارة ‪0.15‬م‪ ‬لك ل عق د من الس نين في الق رن العش رين‪ .‬وازدادت‬
‫درج ة ح رارة األرض ض عف درج ة ح رارة المحيط ات من ذ ع ام ‪ 1950‬وح تى ع ام ‪ .1992‬وق د راف ق ه ذه‬
‫الزيادة‪ ،‬ارتفاع في مستوى سطح البحر بس بب تمدد المي اه بالحرارة وذوبان الثلوج‪ .‬وبحس ب بيانات أجهزة‬
‫قي اس الم د والج زر‪ ،‬فق د ارتف ع مس توى س طح البح ر بمع دل ‪ 2-1‬مم في ك ل عق د من الس نين خالل الق رن‬
‫العشرين‪ .‬وكان ارتفاع مستوى سطح األرض في القرن العشرين أعلى مما كان عليه في القرن التاسع عشر‪.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫وحص ل تن اقص في الغط اء الثلجي بمع دل ‪ %10‬عن ع ام ‪ .1960‬وتش ير المعلوم ات الجدي دة إلى احتم ال أن‬
‫الغط اء الثلجي ق د تن اقص بمع دل ‪ %40‬تقريب اً في القطب الش مالي في أوائ ل الخري ف وأواخ ر الص يف في‬
‫الف ترة ‪ 1950‬وح تى ‪ .1976‬كم ا انخفض ت م دة بق اء الغط اء الجلي دي ف وق البح يرات واألنه ار‪ ،‬في من اطق‬
‫خط وط الع رض الوس طى والقطبي ة في نص ف الك رة الش مالي‪ ،‬بم ا يق ارب األس بوعين ك ل ع ام خالل الق رن‬
‫العشرين‪ .‬وتقلصت الكتل الجليدية خارج القطبين على نطاق واسع‪.‬‬
‫وحص لت تغ يرات إقليمي ة أيض اً في المن اخ‪ .‬فق د ك ان المن اخ أدف أ عن د خط وط الع رض المتوس طة والعلي ا‪،‬‬
‫وخاصة في فصلي الشتاء والربيع‪ .‬واختلفت كميات الهطول جغرافياً من منطقة ألخرى‪ .‬فقد زاد الهطول عند‬
‫خطوط العرض الوسطى والعليا في نصف الكرة الشمالي‪ ،‬خاصة في فصلي الربيع والشتاء‪ .‬وحدثت زيادة‬
‫تقدر بـ ‪ %4-2‬في تكرار الهطول الشديد في نصف الكرة الشمالي‪ ،‬عند خطوط العرض الوسطى والقطبية‬
‫خالل الق رن العش رين‪ .‬وك ذلك األم ر في معظم األراض ي في نص ف الك رة الجن وبي‪ ،‬على ال رغم من أن‬
‫البيان ات عن نص ف الك رة الجن وبي وعن المحيط ات ك انت قليل ة‪ .‬وق د أدى ك ل ذل ك إلى ح دوث الفيض انات‬
‫الشديدة والمدمرة في هذه المناطق‪ .‬أما في منطقة البحر األبيض المتوسط‪ ،‬وما بعد خط االستواء‪ ،‬فق د ازدادت‬
‫جفاف اً وخاص ة في فص ل الش تاء‪ .‬وبالمقاب ل‪ ،‬ازداد الهط ول ف وق المحيط ات عن د خ ط االس تواء‪ .‬وق د اختلفت‬
‫ظاهرة النينا التي تتأثر باختالف درجات الحرارة فوق المحيط األطلسي وتؤثر على مناطق شمال أوروبا‬
‫وآسيا سنوياً وكل بضع سنوات‪ .‬ومنذ السبعينات أخذت تثير رياح اً غربية أقوى في فصل الشتاء‪ .‬كما كان‬
‫سلوك النينو غير طبيعي بالمقارنة مع العقود السابقة‪ ،‬حيث أصبح أكثر تكراراً‪ ،‬وأشد قوة وتأثيراً‪.‬‬

‫‪-11-‬‬
‫‪Climate Models‬‬ ‫‪ -8‬النماذج المناخية‬
‫تستخدم النماذج المناخية لدراسة النظم المناخية‪ ،‬والتغيرات الطبيعية‪ ،‬وتلك التي يتسبب اإلنسان بها‪ .‬وتعتبر‬
‫نم اذج ال دوران الع ام للغالف الج وي‪ ،‬وال دوران الع المي للمحيط ات‪ ،‬األك ثر تعقي دا" بين النم اذج المناخي ة‪.‬‬
‫وتع رف النم اذج المناخي ة على أنه ا (ق وانين فيزيائي ة تص ف ديناميكي ة الج و والمحيط ات‪ ،‬بعالق ات رياض ية)‪.‬‬
‫وبم ا أن ه ذه العالق ات غير خطي ة‪ ،‬ل ذا يجب حله ا رقمي اً بالتقان ات المعروف ة‪ .‬وتح ل النم اذج الجوي ة الحالي ة‬
‫على ثالثة أبعاد‪ :‬أفقياً حتى ‪ 250‬كم‪ ،‬وشاقولياً حتى ارتفاع ‪30-10‬م‪ .‬كما تحل نماذج المحيطات‪ ،‬أفقي اً على‬
‫م دى ‪250-125‬كم‪ ،‬وش اقولياً على ارتف اع ‪400-200‬م‪ .‬وي درس ت أثير ال زمن عليه ا‪ ،‬بأخ ذ وح دة زمني ة‬
‫مق دارها ‪ 30‬دقيق ة‪ .‬وهن اك نم اذج مناخي ة (للغالف الج وي ‪ -‬س طح األرض)‪ ،‬ت دخل فيه ا المعلق ات ودورة‬
‫الكرب ون وت أثير غ ازات الدفيئ ة‪ ،‬وبالت الي فهي أك ثر تعقي داً‪ .‬ولكن التط ور في تقان ة الحاس وب والبرمجي ات‪،‬‬
‫س اعد كثيراً على ح ل هذه النم اذج‪ ،‬واس تخدامها‪ .‬ومن المهم الرب ط بين الغالف الجوي والمحيط ات‪ ،‬إذ تلعب‬
‫المحيط ات بس عتها الحراري ة الكب يرة‪ ،‬دوراً حيوي اً في المن اخ‪ ،‬وت ؤثر على دورة الكرب ون‪ ،‬وعلى ال دورة‬
‫الهيدرولوجية‪.‬‬
‫يمكن باستخدام النماذج المناخية‪ ،‬معرفة التغير في المناخ نتيجة لألنشطة الحالية‪ ،‬والتنبؤ به مستقبالً‪ .‬ويمكن‬
‫مقارن ة النت ائج ال تي تعطيه ا ه ذه النم اذج‪ ،‬م ع التغ يرات المقاس ة فعالً ب أجهزة الرص د‪ ،‬مم ا يح دد دق ة ه ذه‬
‫النماذج‪ .‬ويمكن تشغيل النماذج المناخية بشروط أخرى‪ ،‬مثل (العصر الجليدي)‪ .‬وهناك طريقة تدعى بطريقة‬
‫الت وازن ‪ Equilibrium‬حيث يض اعف ترك يز ثن ائي أكس يد الكرب ون مثالً‪ ،‬ويش غل النم وذج ليص ل إلى‬
‫التوازن من جديد‪ .‬وتمثل الفروق بين تغيرات المناخ في الحالتين‪ ،‬التغير الذي ينجم عن مضاعفة تركيز ثنائي‬
‫أكس يد الكرب ون‪ .‬لكن ه ذه الطريق ة‪ ،‬ال تعطين ا معلوم ات عن تغ ير المن اخ بالنس بة لل زمن‪ .‬أم ا الطريق ة الثاني ة‬
‫فتدعى بالطريقة االنتقالية ‪ ،Transient‬التي أصبحت أكثر استخداماً مع تطور الحواسب والبرمجيات‪ .‬يج بر‬
‫النموذج في هذه الطريقة‪ ،‬على أخذ سيناريوهات لتغير تركيز غازات الدفيئة‪ ،‬أو المعلقات أو غيرها‪ ،‬بالنسبة‬
‫للزمن‪ .‬والفرق بين الطريقتين هو أن الطريقة الثانية تعطي التغيرات المناخية بالنسبة للزمن‪ .‬وقد طورت ه ذه‬
‫النم اذج من قب ل المنظم ة الحكومي ة لتغ ير المن اخ ‪ ،IPC‬بحس ب س يناريوهات زي ادة النم و الس كاني‪ ،‬وتغ ير‬
‫النش اط االقتص ادي‪ ،‬واس تخدام الطاق ة‪ .‬ويمكن تش غيل النم وذج على س يناريو مف ترض‪ ،‬مث ل ارتف اع ترك يز‬
‫غازات الدفيئة‪ ،‬ثم ثباته‪ .‬وتشير كل النماذج المستخدمة إلى ارتفاع في متوسط درجة الحرارة‪ ،‬وإ لى حدوث‬
‫تغيرات في كميات الهطول‪ ،‬تختلف من منطقة ألخرى‪.‬‬
‫إن األنظمة المعقدة غير الخطية التي استخدمت في الستينات من القرن الماضي‪ ،‬لها تنبؤ محدود على الرغم‬
‫من أن العالقات الرياضية التي تصف التطور الزمني للمناخ‪ ،‬هي عالقات حتمية‪ .‬وتعتمد هذه األنظمة على‬
‫عوام ل عدي دة‪ .‬ومن الممكن التنب ؤ بعض الش يء ب التغيرات الداخلي ة الناجم ة عن الديناميكي ة العش وائية للنظ ام‬
‫المن اخي‪ .‬كم ا يمكن التنب ؤ ب دورات الح ر وال برد الناجم ة عن تغ ير في مح ور دوران األرض‪ .‬وهن اك أيض ا‬

‫‪-12-‬‬
‫التنب ؤ ب التغيرات الناجم ة عن ث ورات ال براكين‪ .‬إن التغ يرات الناجم ة عن تغ ير ترك يز غ ازات الدفيئ ة قابل ة‬
‫لإلرجاع‪ .‬وبصورة عامة‪ ،‬فإن التنبؤ بالمناخ العالمي أكثر دقة‪ ،‬من التنبؤ بالمناخ اإلقليمي أو المحلي‪.‬‬
‫لقد تحسنت الثقة في قدرة هذه النماذج على التنبؤ بالمناخ في المستقبل لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تحسن فهم العمليات المناخية وتمثيلها في النماذج المناخية‪ ،‬بما في ذلك دور بخار الماء وديناميكيات الجليد‬
‫البحري‪ ،‬وانتقال حرارة المحيطات‪.‬‬
‫‪ -‬تحاكي بعض النماذج الحديثة المناخ الحالي بشكل مرض‪ ،‬دون حاجة لتعديالت التدفقات الحرارية والمائية‬
‫في السطح الفاصل بين الجو والمحيطات التي استخدمت في النماذج السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬أظهرت عمليات المحاكاة التي تتضمن تقديرات للتأثيرات الطبيعية والبشرية على المناخ‪ ،‬تغيرات كبيرة‬
‫رصدت في درجة حرارة الهواء السطحي‪ ،‬خالل القرن العشرين‪ .‬ويمكن استخدام هذا االتساق بين النماذج‬
‫والقياس ات‪ ،‬إلعط اء ص ورة عن مع دالت االحتب اس الح راري خالل العق ود المقبل ة في إط ار س يناريو معين‬
‫لإلصدارات الغازية‪.‬‬
‫‪ -‬تحس نت بعض ج وانب محاك اة النم اذج لظ اهرة التذب ذبات الجنوبي ة ذات الص لة بظ اهرة ال نينو والري اح‬
‫الموسمية في شمال األطلسي‪ ،‬فضالً عن بعض الفترات المناخية السابقة‪.‬‬

‫‪Climate Scenarios‬‬ ‫‪ -9‬سيناريوهات المناخ‬


‫السيناريو مجموعة من الشروط التي تمثل ظروف اً مستقبلية مختلفة‪ .‬وتستخدم السيناريوهات في أحيان كثيرة‬
‫لتقدير النتائج المحتملة في المستقبل‪ ،‬واستعداد األفراد والمؤسسات لها‪ ،‬أو استجابتهم إليها‪ .‬على سبيل المثال‪،‬‬
‫يستخدم رجال األعمال السيناريوهات لتقرير ما إذا كانت بعض االستراتيجيات مناسبة أم ال‪)10(.‬‬
‫وفي مج ال المن اخ تس تخدم الس يناريوهات بس بب حال ة ع دم التأك د الكب يرة في تغ ير المن اخ على المس توى‬
‫اإلقليمي‪ .‬ويعنى بالمناخ اإلقليمي‪ ،‬المناخ على مستوى شبه قارة‪ ،‬أو على مستوى منطقة أو بلد‪ .‬وعلى الرغم‬
‫من أن درج ة الح رارة س ترتفع في من اطق عدي دة من الع الم‪ ،‬إال أن تغ يرات هام ة في المن اخ ك الهطول‪ ،‬غ ير‬
‫مؤكدة في كثير من المناطق‪ .‬وحتى في حالة معرفة اتجاه التغير المناخي تظل هناك درجة من عدم التأكد في‬
‫شدته ومداه وتوقيته واالتجاه الذي سيسلكه‪ .‬ولذا تساعدنا السيناريوهات في فهم تغير المناخ اإلقليمي واستجابة‬
‫األنظمة البيئية له‪ .‬يجب أن تلتزم السيناريوهات بالمعايير التالية‪:‬‬
‫أن تتسق مع ما نعرفه عن التأثير البشري على المناخ‪.‬‬
‫أن تتسق داخلياً‪ ،‬أي أن تكون التغيرات مفهومة فيزيائياً‪.‬‬
‫إن أفضل طريقة للتأكد من صحة السيناريوهات هي تأكيدها من قبل خبراء المناخ اإلقليميين بحسب التغيرات‬
‫الملحوظ ة والمقاس ة فعالً‪ .‬ومن أج ل اس تخدام الس يناريوهات لتق دير درج ة الت أثر‪ ،‬والت أقلم م ع المتغ يرات‬
‫المناخي ة‪ ،‬يجب األخ ذ بعين االعتب ار تل ك المتغ يرات ال تي ت ؤثر فيه ا زماني اً ومكاني اً‪ .‬وق د يتطلب ذل ك بيان ات‬
‫يومي ة‪ ،‬أو خالل الي وم الواح د ض من ح يز مك اني كمزرع ة مثالً‪ .‬ومن المهم أن نع رف أن الس يناريوهات‬
‫اإلقليمية‪ ،‬ليست للتنبؤ بالمناخ في المستقبل‪ ،‬وإ نما لتقدير تأثير اإلنسان على المناخ‪ ،‬وكيفية تأثر النظم البيئية‬

‫‪-13-‬‬
‫األخ رى ب ذلك‪ .‬ويمث ل الش كل (‪ )5‬كيفي ة اس تخدام النم اذج المناخي ة للحص ول على س يناريو تغ ير من اخي‪،‬‬
‫واستخدامه لمعرفة التأثر به‪ ،‬والتأقلم معه‪.‬‬
‫تب دأ العملي ة بتحدي د المتطلب ات‪ .‬ويتعل ق ه ذا بطبيع ة األس ئلة ال تي تح دد من قب ل الجه ات المعني ة‪ .‬ثم تح دد‬
‫المتغيرات المناخية الضرورية والالزمة‪ .‬ويجب هنا اعتبار المتغيرات المناخية التي يؤدي تغيرها إلى التأثير‬
‫على النظام المدروس‪ .‬لقد قيمت المنظمة الحكومية لتغير المناخ ‪ IPCC‬المعرفة الحالية عن التغير المناخي‬
‫وتأثيراته‪ ،‬وكيفية تخفيفه أو تخفيف انبعاثات غازات الدفيئة‪.‬‬
‫حدد المتطلبات‬ ‫الش كل (‪ )5‬خط وات تط وير س يناريو تغ ير‬
‫المناخ(‪)11‬‬
‫حدد المتحوالت المناخية‬
‫ويلخص الج دول (‪ )1‬المعلوم ات المت وفرة‬
‫احصل على بيانات أساسية‬ ‫حالي اً عن التغ يرات المناخي ة الناجم ة عن‬
‫زيادة تركيز غازات الدفيئة‪.‬‬
‫افحص ناتج النموذج المناخي‬
‫بالنسبة للمنطقة المدروسة‬ ‫البيانات المالحظة للمناخ‪:‬‬
‫من أولى خط وات إنش اء الس يناريو‪ ،‬تمي يز‬
‫افحص الخيارات لخلق سيناريو‬ ‫المتغ يرات المناخي ة ذات العالق ة بالنس بة‬
‫للزم ان والمك ان أو القط اع المعت بر‪.‬‬
‫اختر مصادر السيناريو‬
‫وإلنشاء سيناريو لهذه المتغيرات‪ ،‬ال بد من‬
‫طور سيناريو تغير مناخي‬ ‫ت وفر بيان ات عن ه ذه المتغ يرات‪ ،‬إم ا‬
‫برص دها وتس جيلها‪ ،‬أو باس تنتاجها من‬
‫نموذج مناخي‪ .‬و تتوفر هذه البيانات من المؤسسة المسؤولة عن رصد المناخ في البلد المعتبر‪ .‬وتتوفر بيانات‬
‫مناخية عن المناخ العالمي من مركز توزيع البيانات التابع لل ‪ ،IPCC‬الذي يحتوي على بيانات مرصودة‬
‫بما في ذلك‪:‬‬
‫الجدول (‪ )1‬التغيرات المناخية الناجمة عن زيادة تركيز غازات الدفيئة‪)11(.‬‬
‫درجة التأكد‬ ‫التغير‬ ‫المتغير المناخي‬
‫ارتفاع سطح البحر تسارع في متوسط ارتفاع سطح البحر يتوقع أن يرتفع بمعدل مؤكد تقريباً‬
‫‪ 0.9-0.1‬م بحلول ‪2100‬‬
‫يتوق ع أن ت زداد بـ ‪ 5.8 -1.4‬م‪ ‬بحل ول ‪ .2100‬لكن الزي ادة‬
‫ة تختلف من منطقة ألخرى‪ .‬المناطق عند خطوط العرض العليا محتمل‬ ‫ارتف اع درج‬
‫والبعيدة عن البحار أكثر تأثراً‬ ‫الحرارة‬
‫االتج اه غ ير مؤك د عموم اً‪ .‬ربم ا ي زداد الهط ول عن د خط وط‬
‫العرض العليا وخط االستواء‪ .‬وقد تشهد منطقة البحر األبيض تأكد منخفض‬

‫‪-14-‬‬
‫المتوسط انخفاضاً فيه‪.‬‬ ‫تغير الهطول‬
‫‪ -‬التغيرات في مناطق أخرى غير أكيدة‬
‫ستزداد في المعدل‪ .‬لكن هذا ال يعني أن جميع حوادث الهطول محتمل كثيراً‬ ‫شدة ذروة الهطول‬
‫ستكون أشد مما مضى‬
‫س يزداد الجف اف في معظم المن اطق داخ ل الق ارات أو وس طها محتمل‬ ‫الجفاف‬
‫خالل الصيف‬
‫محتمل‬ ‫ستزداد في معظم المناطق‬ ‫شدة الفيضانات‬
‫محتمل‬ ‫ري اح اس توائية تزداد في بعض المناطق‬
‫عاصفة‬
‫* سيتأثر مستوى البحر في بعض المناطق بهبوط محلي لقاع البحر أو بارتفاعه‬
‫‪ -1‬متوسط التغيرات المناخية للفترة ‪ 1990-1961‬على شبكة بيانات عالمية ‪0.5 H 0.5‬‬
‫‪ -2‬المتوسط على مدى ‪ 10‬سنوات على شبكة ‪ 0.5 H 0.5‬من عام ‪ 1901‬وحتى عام ‪1990‬‬
‫‪ -3‬المتوس ط لف ترة ‪ 30‬س نة على ش بكة ‪ 0.5 H 0.5‬للف ترات ‪ 1930-1901‬والف ترة ‪ 1960-1931‬و‬
‫‪.1990-1961‬‬
‫‪ -4‬بيانات مرئية على شبكة ‪ 0.5 H 0.5‬لمدة ‪ 10‬سنوات و ‪ 30‬سنة‪.‬‬
‫وباإلض افة إلى ذل ك تت وفر بيان ات في المعه د ال دولي للتنب ؤ والمن اخ ‪ ،IRT‬وفي مرك ز المعلوم ات المناخي ة‬
‫األمريكي‪.‬‬
‫أنواع سيناريوهات التغير المناخي(‪)12‬‬
‫هناك عدة أنواع من سيناريوهات تغير المناخ‬
‫‪ -1‬سيناريوهات التغير االعتباطي للمناخ ‪Arbitrary Change‬‬
‫هي تغيرات في المتحوالت الرئيسة المختارة‪ ،‬الختبار حساسية نظام ما‪ ،‬لتغيرات محتملة في المناخ‪ .‬وغالب اً‬
‫ما تكون على شكل تغيرات سنوية منتظمة في المتحوالت‪ ،‬مثل درجة الحرارة‪ ،‬وكميات الهطول‪ .‬ومث ال على‬
‫ذلك تغير ‪ 1‬أو ‪ 2‬أو ‪ 3‬م‪ ‬في درجة الحرارة مع عدم تغير الهطول أو مع تغير بنسبة ‪ %10‬و ‪ %20‬فيه‪.‬‬
‫ويمكن أيض اً اف تراض تغ يرات مختلف ة لفص ول مختلف ة‪ .‬وتفي د ه ذه الس يناريوهات في اختب ار حساس ية النظم‬
‫للتغير في متحوالت منفردة‪ .‬ويجب اختيار تغيرات مطابقة للتغيرات المناخية‪ .‬ويتم ذلك بالتشاور مع خبراء‬
‫المناخ المحليين و فحص تقديرات التغيرات المحلية من النماذج المناخية‪.‬‬
‫‪ -2‬سيناريوهات التغير المناخي المماثلة ‪Analogue Change‬‬
‫يمكن اس تنتاج المن اخ المماث ل‪ ،‬أو المن اخ الق ديم‪ ،‬من بيان ات س ابقة مس جلة له ذا المن اخ‪ ،‬أو من إع ادة بن اء ه ذا‬
‫المناخ‪ .‬و يتألف السجل اآللي غالب اً من سجل من البيانات اليومية‪ ،‬أو خالل اليوم الواحد‪ ،‬لحالة الطقس على‬
‫مدى عدة عقود‪ .‬وتتميز هذه السجالت بأنها مأخوذة من كل محطة رصد مناخي‪ ،‬وبالتالي فهي تعطي صورة‬
‫‪-15-‬‬
‫أك ثر مص داقية من النم اذج المناخي ة‪ .‬كم ا أن المعلوم ات تس جل يومي اً أو خالل الي وم‪ .‬وتعكس ه ذه البيان ات‬
‫أيض اً ح االت الطقس العنيف ة وتغيراته ا‪ .‬ومن المحتم ل أنه ا تحت وي على درج ات ح رارة أب رد من المتوس ط‪،‬‬
‫للظ روف المناخي ة في المس تقبل‪ .‬ولكن ع دد المحط ات قلي ل في من اطق ع دة وخاص ة في أفريقي ا‪ ،‬كم ا أن‬
‫البيانات ناقصة‪ .‬ويمكن لبناء نماذج مناخية قديمة‪ ،‬العودة مئات بل آالف السنين إلى الوراء‪ .‬وتدعى العملية‬
‫إعادة بناء‪ ،‬ألنها تعتمد على بيانات غير مباشرة‪ ،‬مثل حلقات األشجار‪ ،‬ولب طبقات الجليد‪ .‬وتتميز هذه عن‬
‫الس جالت‪ ،‬بأنه ا تعطي ف ترات زمني ة أط ول‪ ،‬تتض من ف ترات ق د يك ون فيه ا اختالف ال دفء أو ال برودة أو‬
‫الجفاف أكبر‪ .‬ومن مساوئها أنها تحتوي على أخطاء في تقدير المناخ القديم‪ ،‬وتفتقر على الدقة الزمنية‪ ،‬حيث‬
‫تكون البيانات على مدى فصل‪ ،‬أو سنة‪ ،‬وعدم شمول تغطيتها‪.‬‬
‫‪ -3‬سيناريوهات مبنية على نماذج مناخية ‪Climate model based‬‬
‫تعرف النماذج المناخية بأنها (تمثيل رياضي للمناخ)‪ .‬وبالرغم من حالة عدم التأكد‪ ،‬إال أنها تمكننا من معرفة‬
‫التغ ير المن اخي الن اجم عن اإلنس ان‪ .‬وهن اك نم اذج للمن اخ اإلقليمي‪ ،‬وأخ رى للمن اخ الع المي‪ .‬وت تراوح نم اذج‬
‫المن اخ العالمي ة بين البس يطة ذات البع د الواح د‪ ،‬إلى األك ثر تعقي داً مث ل نم اذج ال دوران العام ة‪ .‬ويمث ل ه ذا‬
‫النموذج الجو والمحيطات‪ ،‬وتفاعلهما مع بعضهما بعض اً‪ ،‬ومع سطح األرض‪ .‬وتمثل التغيرات على النطاق‬
‫اإلقليمي بشبكة على عدة مئات الكيلومترات‪ .‬ويقدم النموذج متوسط التغير فقط لكل صندوق في الشبكة‪ ،‬علم اً‬
‫أن المناخ الحقيقي يختلف بشكل كبير‪ ،‬ضمن الصندوق الواحد‪.‬‬
‫مثلت نماذج الدوران العام في التسعينات ظروف اً حالية‪ ،‬وثابتة في المستقبل‪ ،‬في حالة تضاعف تركيز ثنائي‬
‫أكسيد الكربون‪ .‬ومنذ ذلك الوقت طورت نماذج دوران عام (انتقالية) تسمح بتمثيل تغير المناخ بداللة الزمن‪.‬‬
‫هذه النم اذج مزدوجة بمعنى أنها تمث ل الجو والمحيط ات وتفاعالتهم ا أيض اً‪ ،‬وتدعى بـ (نم اذج التدوير العام‬
‫للج و والمحيط ات)‪ .‬ويمكن الحص ول على بعض ه ذه النم اذج من مرك ز توزي ع البيان ات الت ابع للمنظم ة‬
‫الحكومية لتغير المناخ ‪.IPCC‬‬
‫سيناريوهات اإلصدار للمنظمة الحكومية لتغير المناخ )‪:IPCC (SRES‬‬
‫مس تقبالً من النم و االقتص ادي الس ريع ج داً‪ ،‬وزي ادة في النم و الس كاني في الع الم‪،‬‬ ‫تص ف س يناريوهات‪A1‬‬
‫يصل إلى ذروته مع منتصف القرن الحادي والعشرين‪ ،‬ثم ينحدر بعد ذلك‪ ،‬وإ دخال تقانات جديدة أكثر كفاءة‪.‬‬
‫ويعتم د الس يناريو على فرض ية التق ارب بين المن اطق المختلف ة من الع الم‪ ،‬من حيث بن اء الق درات‪ ،‬وزي ادة‬
‫التفاع ل الثق افي واالجتم اعي‪ ،‬وانخف اض كب ير في التف اوت في ال دخل‪ .‬وتنقس م س يناريوهات ‪ A1‬إلى ‪3‬‬
‫مجموع ات‪ ،‬تص ف اتجاه ات لب دائل اس تخدام الطاق ة في المس تقبل‪ .‬س يناريو ‪ A1FI‬الس تخدام ك ثيف للوق ود‬
‫األحفوري‪ ،‬و ‪ A1T‬لمصادر طاقة غير أحفورية‪ ،‬و ‪ A1B‬لتوازن بين مصادر الطاقة‪ ،‬وعدم اعتماد كبير‬
‫على أي منها‪ .‬أما سيناريوهات ‪ A2‬فتصف عالماً شديد التباين‪ ،‬يفترض االعتماد الذاتي‪ ،‬والحفاظ على الهوية‬
‫المحلية‪ .‬وتقترب معدالت التكاثر السكاني من بعضها في كل المناطق ببطء شديد‪ ،‬مما يؤدي إلى تزايد سكاني‬
‫مستمر‪ .‬أما التنمية االقتصادية فهي مختلفة بحسب المناطق‪ ،‬و يكون نمو دخل الفرد والتقدم التقني أبطأ من‬
‫‪-16-‬‬
‫السيناريوهات األخرى‪ .‬أما سيناريوهات ‪ B1‬فتصف عالماً يقترب من بعضه بعض اً بعدد السكان ذاته‪ ،‬الذي‬
‫يص ل إلى ذروت ه في منتص ف الق رن الح ادي والعش رين‪ ،‬ثم يتن اقص كم ا في ‪ A1‬م ع تغ ير س ريع في الب نى‬
‫االقتصادية‪ ،‬نحو مجتمع الخدمات والمعلوماتي ة‪ ،‬وانخفاض في اس تهالك المواد‪ ،‬وإ دخال تقانات نظيفة‪ ،‬ذات‬
‫كفاءة عالية‪ .‬وهناك تأكيد على حلول عالمية للتنمية المستدامة االجتماعية واالقتصادية والبيئية‪ ،‬بما في ذلك‬
‫تحسين العدالة االجتماعية‪ ،‬ولكن بدون مبادرات بيئية إضافية‪ .‬وتفترض سيناريوهات ‪ B2‬عالم اً يؤكد على‬
‫الحلول المحلية لالستدامة البيئية واالقتصادية واالجتماعية‪ .‬وهو عالم يزداد فيه السكان باستمرار‪ ،‬بمعدل أقل‬
‫من ‪ A2‬وبمعدل متوسط من التنمية االقتصادية وبتغير تقني أقل سرعة‪ ،‬ولكنه أكثر تنوع اً من ‪ B1‬و ‪.A1‬‬
‫وبينما يتوجه السيناريو إلى حماية البيئة والعدالة االجتماعية‪ ،‬فإنه يركز أيضاً على الحلول المحلية واإلقليمية‪.‬‬
‫وال يتض من أي من ه ذه الس يناريوهات تنفي ذ االلتزام ات المح ددة في بروتوك ول كيوت و‪ ،‬للح د من غ ازات‬
‫الدفيئة‪ .‬ويمثل الجدول (‪ )2‬نموذجاً عن هذه السيناريوهات‪.‬‬
‫الجدول (‪ )2‬متوسط ارتفاع درجة حرارة سطح األرض ومستوى سطح البحر(‪)10‬‬
‫بحسب سيناريوهات اإلصدار للمنظمة الحكومية لتغير المناخ )‪IPCC (SRES‬‬
‫ارتفاع‬ ‫تغير درجة الحرارة‬
‫سطح البحر‬
‫‪ 2099-2090‬مقارنة بـ‬ ‫‪ 2090-2099‬مقارنة بـ‪ 1999-1980‬م‪0‬‬
‫‪ 1999-1980‬متر‬
‫ال مج ال النم وذج‬ ‫ل المج‬ ‫أفض‬ ‫الحالة‬
‫المحتمل‬ ‫المحتمل‬ ‫تقدير‬
‫غير متوفر‬ ‫‪0.39‬‬ ‫تراك يز ع ام ‪0.6 2000‬‬
‫الثابت‬
‫‪0.18-0.38‬‬ ‫‪1.1-2.9‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫سيناريو ‪B1‬‬
‫‪0.20-0.45‬‬ ‫‪1.4-3.8‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫سيناريو ‪A1T‬‬
‫‪0.20-0.43‬‬ ‫‪1.4-3.8‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫سيناريو ‪B2‬‬
‫‪0.21-0.48‬‬ ‫‪1.7-4.4‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫سيناريو ‪A1B‬‬
‫‪0.23-0.51‬‬ ‫‪2.0-5.4‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫سيناريو ‪A2‬‬
‫‪0.26-0.59‬‬ ‫‪2.4-6.4‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫سيناريو ‪A1F1‬‬

‫‪-17-‬‬
‫الجزء الثاني‬ ‫‪.1‬‬

‫غازات الدفيئة‬

‫«يقدم هذا التقرير ما يصفه على أنه» موازنة كربون «للقرن الحادي والعشرين‪ .‬وتحدد هذه الموازنة بناء‬
‫على أفضل ما توصل إليه علم المناخ‪ ،‬حجم غازات الدفيئة التي يمكن إصدارها بدون أن تسبب تغييراً خطيراً‬
‫في المناخ‪ .‬أما إذا تابعنا ما نصدره حاليا من هذه الغازات‪ ،‬فإن موازنة الكربون للقرن الحادي والعشرين‪،‬‬
‫ستنفد عام ‪»2030‬‬
‫غرو هارلم برنتالند‬
‫رئيس وزراء النرويج السابق‬

‫‪ -1‬مقدمة‬
‫هي الغازات التي تقوم بامتصاص األشعة الحرارية تحت الحمراء‪ ،‬التي تنطلق من سطح األرض‪ ،‬وتعيدها‬
‫م رة ثاني ة إلى األرض‪ ،‬مس ببة ظ اهرة االحتب اس الح راري‪ .‬ويوج د بعض ه ذه الغ ازات بش كل ط بيعي في‬
‫الغالف الجوي‪ ،‬مثل غاز ثنائي أكسيد الكربون‪ ،‬وأكاسيد اآلزوت‪ ،‬وغاز الميثان‪ .‬ولوال وجود هذه الغازات‪،‬‬
‫وال دور ال ذي تق وم ب ه‪ ،‬لك انت درج ة ح رارة األرض‪ ،‬أق ل مم ا هي علي ه اآلن‪ ،‬ولك انت الحي اة مس تحيلة على‬
‫س طح األرض‪ .‬لكن نش اطات اإلنس ان‪ ،‬كحرق الوقود األحفوري مثالً‪ ،‬تس ببت في زي ادة تركيز هذه الغ ازات‬
‫في الغالف الجوي‪ .‬كما أن هن اك غازات ال توجد بش كل طبيعي في الغالف الجوي‪ ،‬وإ نما أدخلت إليه بفعل‬
‫نشاط اإلنسان‪ ،‬كالمركبات الفلوروكربونية‪ .‬ويبين الجدول (‪ )3‬غازات الدفيئة التي تؤثر على المناخ‪.‬‬

‫الجدول (‪ )3‬غازات الدفيئة )‪Greenhouse Gases (GHG)(13‬‬


‫بحسب ‪))NGGIP Guidelines 1996‬‬
‫مالحظة‬ ‫الغاز باإلنكليزية‬ ‫الصيغة‬ ‫الغاز بالعربية‬

‫‪Carbon dioxide‬‬ ‫ثن ائي أكس يد ‪CO2‬‬


‫‪Methane‬‬ ‫‪CH4‬‬ ‫الكربون‬
‫الميثان‬

‫‪Nitrous oxide‬‬ ‫‪N2O‬‬ ‫أكسيد النتروز‬


‫هايدروفلوروكربو ‪ Hydrofluorocarbon HFCs‬مجموع ة من‬
‫الغازات‬ ‫ن‬
‫مجموع ة من‬ ‫‪Perfluorocarbon PFCs‬‬ ‫بيرفلوروكربون‬
‫الغازات‬
‫‪-18-‬‬
‫‪Sulfurhexafluoride‬‬ ‫سداس ي فل ور ‪SF6‬‬
‫الكبريت‬

‫وهناك غازات دفيئة ‪ GHG‬أخرى‪ ،‬ذكرت في دليل عام ‪ )IPCC Guidelines 2006( 2006‬وهي‪( :‬‬
‫‪)14‬‬
‫‪Nitrogentrifluoride‬‬ ‫‪NF3‬‬ ‫ثالثي فلور النتروجين‬

‫ل ‪Trifluoromethyl SF5CF3‬‬ ‫ور الميثي‬ ‫ثالثي فل‬

‫‪Sulfurpentafluoride‬‬ ‫خماسي فلور الكبريت‬

‫‪Halogenated‬‬ ‫اثيرات مهلجنة‬

‫‪ethers‬‬
‫‪Other halocarbons‬‬ ‫هالو كربونات أخرى‬

‫الشكل (‪ )6‬غازات الدفيئة الصادرة عن اإلنسان عام ‪)6(2004‬‬


‫وهناك غازات دفيئة ال تحسب بواسطة ‪ NGGIP‬إذ أنها مغطاة باتفاقية مونتلاير المتعلقة بالتأثير على طبقة‬
‫األوزون وهي‪ NGGIP( :‬برنامج حساب غازات الدفيئة الوطني)‬
‫ة‬ ‫‪ Chlorofluorocarb CFCs‬مجموع‬ ‫كلوروفلوروكربون‬
‫غازات‬ ‫‪ons‬‬
‫ة‬ ‫‪ Hydrochlorofluor‬مجموع‬ ‫هاي دروكلوروفلورو ‪HCF‬‬
‫غازات‬ ‫‪ocarbons‬‬ ‫‪Cs‬‬ ‫كربون‬

‫وهناك غازات دفيئة (غير مباشرة) أهمها‪:‬‬


‫‪NOx‬‬ ‫أكاسيد اآلزوت‬
‫‪NH3‬‬ ‫األمونيا‬
‫‪CO‬‬ ‫أول أكسيد الكربون‬
‫‪NMVOC‬‬ ‫مركبات عضوية طيارة غير الميثان‬
‫‪SO2‬‬ ‫ثنائي أكسيد الكبريت‬
‫حيث تعم ل ه ذه الغ ازات بطريق ة غ ير مباش رة‪ .‬فأكاس يد االزوت ‪ NOx‬تس اعد في أكس دة األكس جين‬
‫للهايدروكربونات‪ ،‬وتشكيل أوزون التروبوسفير‪ ،‬الذي هو من غازات الدفيئة المباشرة‪ ،‬وكذلك تفعل األمونيا‪.‬‬

‫‪-19-‬‬
‫أم ا أول أكس يد الكرب ون فإن ه يتأكس د ويتح ول إلى ثن ائي أكس يد الكرب ون في الغالف الج وي‪ .‬وك ذلك تتأكس د‬
‫المركبات العضوية الطيارة بدورها‪ ،‬متحولة إلى ثنائي أكسيد الكربون ومسببة تشكل أوزون التروبوسفير‪ .‬أم ا‬
‫أكاسيد الكبريت فإنها تساعد في األكسدة‪ ،‬وتشكيل أوزون التروبوسفير‪ ،‬كما أنها تساعد في تشكيل المعلقات‬
‫التي تؤثر على تغير المناخ‪.‬‬

‫‪CO2‬‬ ‫‪ -2‬ثنائي أكسيد الكربون‬


‫ازداد تركيز ثنائي أكسيد الكربون في الغالف الجوي بمعدل ‪ %31‬منذ الثورة الصناعية في منتصف القرن‬
‫الث امن عش ر‪ .‬ولم يتم تج اوز الترك يز الح الي له ذا الغ از خالل األع وام ال ‪ 420000‬الماض ية‪ .‬كم ا يب دو من‬
‫المرجح أنه لم يتجاوز خالل العشرين مليون عام الماضية‪ .‬أما معدل الزيادة فيتم بسرعة لم يسبق لها مثيل‬
‫خالل العش رين أل ف ع ام الماض ية على األق ل‪ .‬وي أتي ‪ %75‬من ثن ائي أكس يد الكرب ون الن اجم عن األنش طة‬
‫البشرية في الغالف الجوي خالل العشرين عام اً الماضية‪ ،‬من حرق الوقود األحفوري‪ .‬أما الباقي فينجم عن‬
‫تغ ير اس تعمال األراض ي‪ ،‬وعلى األخص ح رق الغاب ات‪ .‬تمتص المحيط ات واليابس ة ح والي ‪ %50‬من ثن ائي‬
‫أكسيد الكربون الناجم عن البشر‪ .‬وهناك عمليات كيميائية وفيزيائية تتحكم بامتصاص ثنائي أكسيد الكربون‬
‫في المحيط ات‪ .‬ونتيج ة إلزال ة الغاب ات تطل ق حالي اً على اليابس ة كمي ات من ثن ائي أكس يد الكرب ون‪ ،‬أك بر من‬
‫الكميات الممتصة‪.‬‬
‫لقد بلغ معدل زيادة تركيز ثنائي أكسيد الكربون في الجو حوالي ‪ 1.5‬ج‪.‬ب‪.‬م (جزء بالمليون) سنوياً خالل‬
‫العقدين الماضيين أو بمعدل ‪ %0.4‬في العام‪ .‬وخالل التسعينات‪ ،‬تغيرت الزيادة السنوية من ‪ 0.9‬ج‪.‬ب‪.‬م إلى‬
‫‪ 0.8‬ج‪.‬ب‪.‬م‪ .‬ويعود قدر كبير من هذا التغير‪ ،‬إلى تأثير التغيرات المناخية مثل أحداث (النينو)‪ ،‬التي أثرت‬
‫على امتصاص ثنائي أكسيد الكربون‪ ،‬وإ طالقه من اليابسة والمحيطات‪ .‬ومن المؤكد أن ثنائي أكسيد الكربون‬
‫الناتج عن حرق الوقود األحفوري سيكون العامل المسيطر‪ ،‬خالل القرن الحادي والعشرين‪ .‬وستمتص اليابسة‬
‫والمحيط ات كمي ات أق ل من ه‪ .‬وبحل ول ع ام ‪ 2100‬يتوق ع أن يص ل ترك يز ثن ائي أكس يد الكرب ون في الغالف‬
‫الجوي‪ ،‬بين ‪ 540‬و‪ 910‬ج‪.‬ب‪.‬م‪ ،‬علم اً أن تركيزه كان مع بداية الثورة الصناعية عام ‪ 1750‬بحدود ‪280‬‬
‫ج‪.‬ب‪.‬م ووص ل ع ام ‪ 1999‬إلى ‪ 367‬ج‪.‬ب‪.‬م‪ .‬إن غ از ثن ائي أكس يد الكرب ون ه و الغ از األهم بين غ ازات‬
‫الدفيئ ة من حيث ت أثيره اإلش عاعي‪ .‬ويق در الت أثير اإلش عاعي ل ه ب ‪ 1.46‬وات ‪ /‬م‪ 2‬وب ذلك فه و يمث ل ‪%60‬‬
‫من مجموع التأثير اإلشعاعي لغازات الدفيئة جميعها‪.‬‬
‫وتع ادل الكمي ة الكلي ة للكرب ون في المحيط ات ‪ 50‬م رة كميته ا في الغالف الج وي‪ .‬ويوج د الكرب ون في‬
‫المحيط ات على ش كل ثن ائي أكس يد الكرب ون الح ر بنس بة ‪ ،%1‬وعلى ش كل ثن ائي الكربون ات بنس بة ‪،%90‬‬
‫وعلى شكل كربونات بنسبة ‪.%8‬‬

‫‪-20-‬‬
‫‪CH4‬‬ ‫‪ -3‬غاز الميثان‬
‫ازداد ترك يز غ از الميث ان في الغالف الج وي إلى ح والي ‪ 1060‬ج‪.‬ب‪.‬ب (ج زء في البلي ون) أي بمع دل‬
‫‪ %151‬منذ الثورة الصناعية عام ‪ .1750‬وال يزال هذا التركيز يزداد علماً أنه لم يتجاوز في الغالف الجوي‬
‫خالل الـ ‪ 420000‬س نة الماض ية‪ .‬وق د تباط أت الزي ادة في ترك يز الميث ان في عق د التس عينات عن عق د‬
‫الثمانينات من القرن الماضي‪ .‬وتعود الزيادة البسيطة المستمرة في تركيز الميثان حالي اً‪ ،‬إلى األنشطة البشرية‬
‫كاستخدام الوقود األحفوري‪ ،‬وتربية الماشية‪ ،‬والتوسع في زراعة األرز‪ ،‬وازدياد كميات القمامة الصلبة وع دد‬
‫مقالبها‪ ،‬ومعالجة مياه الصرف الصحي وغيرها‪.‬‬
‫تع ادل امتصاص ية غ از الميث ان لألش عة تحت الحمراء الحراري ة ‪ 50‬مرة امتصاص ية المق دار نفس ه من ثنائي‬
‫أكسيد الكربون‪ .‬ويأتي حوالي نصف غاز الميثان الذي يطلق إلى الجو من األنشطة البشرية‪ .‬وهو يزاح من‬
‫الجو عن طريق التفاعالت الكيميائية‪ .‬وهناك قياسات منتظمة لغاز الميثان في الجو منذ عام ‪ ،1983‬أما قبل‬
‫ذل ك الت اريخ فيق اس من عين ات من القبع ة الجليدي ة‪ .‬ويع ادل الت أثير اإلش عاعي لغ از الميث ان الي وم‪ ،‬ح والي‬
‫‪0.48‬وات ‪ /‬م‪ .2‬وهذا يعادل ‪ %20‬من التأثير اإلشعاعي لكامل غازات الدفيئة‪.‬‬
‫لقد ارتفع تركيز غازا الميثان في الجو من ‪ 1610‬ج‪.‬ب‪.‬ب عام ‪ 1983‬إلى ‪ 1745‬ج‪.‬ب‪.‬ب عام ‪ 1998‬مع‬
‫أن الزيادة السنوية تناقصت‪ .‬وقد تغيرت الزيادة السنوية كثيراً في عقد التسعينات‪ .‬فقد كانت بحدود الصفر‬
‫عام ‪ 1992‬وارتفعت إلى ‪ 13‬ج‪.‬ب‪.‬ب عام ‪ .1998‬وليس هناك تفسير واضح لهذا االختالف‪ .‬ومنذ صدور‬
‫التقرير الثالث للمنظمة الحكومية لتغير المناخ ‪ IPCC‬تحسنت عملية تقدير إصدارات حقول األرز من غاز‬
‫الميثان‪ .‬وعلى الرغم من أن معظم مصادر غاز الميثان قد حددت‪ ،‬إال أنها غير مؤكدة كمي اً‪ ،‬ألنها عمليات‬
‫حيوية‪.‬‬

‫‪N2O‬‬ ‫‪-4‬أكسيد النتروز‬


‫ازداد ترك يز أكس يد الن تروز في الغالف الج وي بنح و ‪ 46‬ج‪.‬ب‪.‬ب (‪ )%17‬من ذ ع ام ‪ 1750‬وال ي زال ي زداد‬
‫إلى اآلن‪ .‬ولم يتم تجاوز هذا التركيز منذ ‪ 1000‬عام على األقل‪ .‬ويأتي ثلث إصدارات غاز أكسيد النتروز‬
‫من األنش طة البش رية‪( ،‬مث ل الترب ة الزراعي ة وأم اكن تغذي ة األبق ار ومن الص ناعات الكيميائي ة)‪ .‬ي زاح أكس يد‬
‫الن تروز من الج و بواس طة التف اعالت الكيميائي ة‪ .‬وتس تمر الزي ادة بمع دل ‪ %25‬ك ل ع ام من ع ام ‪ 1980‬إلى‬
‫‪ .1998‬وهن اك اختالف ات هام ة في ترك يز أكس يد الن تروز في المن اطق المختلف ة من الع الم‪ .‬وق د وج د هن اك‬
‫نقص في الزيادة في الفترة من ‪ 1991‬إلى ‪ .1993‬يعود هذا األمر إلى عوامل مختلفة‪ ،‬منها تناقص استخدام‬
‫األس مدة اآلزوتي ة‪ ،‬وتن اقص اإلص دارات الحيوي ة‪ ،‬وتن اقص ترك يزه في الستراتوس فير بس بب الت دوير المت أثر‬
‫ب البراكين‪ .‬ومن ذ ع ام ‪ 1993‬ع ادت الزي ادة إلى م ا يق ارب مس تواها في عق د الثمانين ات‪ .‬إن ه ذا ي دل على أن‬
‫درج ة ع دم التأك د ال زالت كب يرة‪ .‬وتبل غ كمي ة اإلص دارات الطبيعي ة ‪ 10‬ت يرا غ رام ن تروجين في الع ام حيث‬
‫يأتي ‪ %65‬منها من التربة و‪ %30‬من المحيطات‪ .‬وتقدر اإلصدارات البشرية الناجمة عن الزراعة‪ ،‬وحرق‬

‫‪-21-‬‬
‫الكتل ة الحيوي ة وتربي ة الحي وان واألنش طة الص ناعية بـ ‪ 8‬ت يرا غ رام ن تروجين في الع ام‪ .‬ويعطي ه ذا ت أثيراً‬
‫إشعاعياً يقدر بـ ‪ 0.15‬وات ‪ /‬م‪ 2‬وهو يعادل ‪ %6‬من التأثير اإلشعاعي لكامل غازات الدفيئة‪.‬‬

‫‪CC‬‬ ‫‪ -5‬الكلورو كربون‬


‫ال توج د ه ذه الغ ازات بش كل ط بيعي في الج و‪ ،‬وإ نم ا أدخلت إلي ه من قب ل اإلنس ان‪ .‬وله ذه الغ ازات زمن بق اء‬
‫طويل‪ ،‬ولذا فهي تمتزج مع الغازات األخرى في طبقات الجو بشكل كامل‪ .‬و تحطم هذه الغازات األوزون‬
‫في الستراتوس فير‪ ،‬كم ا أنه ا في ال وقت نفس ه غ ازات دفيئ ة تس بب االحتب اس الح راري‪ .‬وق د تن اقص تركيزه ا‬
‫كث يراً من ذ ع ام ‪ 1995‬نتيج ة االل تزام بتط بيق اتفاقي ة مونتلاير ال تي ح رمت اس تخدامها‪ .‬غ ير أن بعض الب دائل‬
‫المستخدمة مثل الهيدروكربونات كاملة الفلورة‪ ،‬وسادس فلور الكبريت‪ ،‬تعد من غازات الدفيئة أيض اً‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإن تركيزها يزداد في الجو مسبباً االحتباس الحراري‪ .‬تسهم هذه الغازات بتأثير إشعاعي قدره ‪ 0.34‬وات‪/‬م‬
‫‪ 2‬والذي يعادل ‪ %14‬من التأثير الكلي لغازات الدفيئة‪.‬‬

‫‪O3‬‬ ‫‪ -6‬أوزون التروبوسفير‬


‫يعد أوزون التروبوسفير حالياً‪ ،‬أهم ثالث غاز من غازات الدفيئة بعد ثنائي أكسيد الكربون وغاز الميث ان‪ .‬ينتج‬
‫عن تفاعالت ضوكيميائية و يرتبط وجوده بإصدار غاز الميثان‪ ،‬وأحادي أكسيد الكربون‪ ،‬وأكاسيد اآلزوت‪،‬‬
‫والمركب ات العض وية الطي ارة‪ .‬و لألوزون دور م زدوج‪ .‬فه و في طبق ة الستراتوس فير‪ ،‬يمتص األش عة ف وق‬
‫البنفسجية ويشكل درع اً واقي اً يحمي سطح األرض من هذه اإلشعاعات المدمرة‪ .‬وهو في طبقة التروبوسفير‬
‫القريب ة من س طح األرض‪ ،‬يعت بر من غ ازات الدفيئ ة ال تي تمتص األش عة في المج ال تحت الحم راء‪ ،‬مم ا‬
‫يس اهم في ظ اهرة االحتب اس الح راري‪ .‬وق د ازداد ترك يز األوزون في التروبوس فير بنس بة ‪ %36‬من ذ ع ام‬
‫‪ 1750‬نتيجة لإلصدارات بشرية المنشأ‪ ،‬من عدد من الغازات المشكلة له‪ .‬ويعادل ذلك حدوث تأثير إشعاعي‬
‫موجب قدره ‪ 0.35‬وات‪ /‬م‪ .2‬ويختلف التأثير اإلشعاعي لألوزون كثيراً من منطقة ألخرى‪ ،‬باختالف مناطق‬
‫تواجده نتيج ة لتفاعل ه في الجو‪ .‬وإ ذا تض اعف إصدار غ از الميثان وازداد إص دار اإلنس ان من أحادي أكسيد‬
‫الكربون وأكاسيد اآلزوت ثالث مرات‪ ،‬فسيزداد أوزون التروبوسفير بمعدل ‪ %50‬فوق مستواه الحالي‪.‬‬

‫‪aerosols‬‬ ‫‪- 7‬المعلقات‬


‫تأتي أهم مصادر المعلقات من حرق الوقود األحفوري‪ ،‬والكتلة الحيوية‪ .‬وترتبط هذه المصادر أيض اً‪ ،‬بتدهور‬
‫نوعي ة الترب ة‪ ،‬وإ طالق الغب ار‪ ،‬وبالرواس ب الحمض ية كأكاس يد الك بريت‪ .‬ويبل غ الت أثير اإلش عاعي المباش ر‬
‫ألكاسيد الكبريت بحدود ‪ 0.4-‬وات ‪ /‬م‪ 2‬و ‪ 0.2-‬وات‪ /‬م‪ 2‬للمعلقات الناتجة عن حرق الكتلة الحيوية‪ ،‬و‪-‬‬
‫‪ 0.1‬وات‪/‬م‪ 2‬للكربون العضوي الناجم عن حرق الوقود األحفوري و‪ 0.2-‬وات‪/‬م‪ 2‬بالنسبة للسخام األسود‬
‫الن اجم عن الوق ود األحف وري‪ .‬وتختل ف كمي ة المعلق ات كث يرا" من منطق ة ألخ رى إذ أنه ا تس تجيب بس رعة‬
‫للتغ يرات الطارئ ة على اإلص دارات‪ .‬وتق وم األمط ار بغس لها وإ زاحته ا‪ ،‬ول ذا يك ون تركيزه ا عالي ا" ق رب‬

‫‪-22-‬‬
‫مص درها ويتن اقص باالبتع اد عن ه‪ .‬وعالوة على تأثيره ا اإلش عاعي المباش ر‪ ،‬فله ا ت أثير غ ير مباش ر يتمث ل‬
‫بتأثيرها على الغيوم‪ .‬وهناك المزيد من األدلة اآلن على هذا التأثير السلبي غير المباشر‪ ،‬على الرغم من أن‬
‫ه ذا غ ير مؤك د تمام اً‪ .‬ويعطي الش كل (‪ )14‬ترك يز الكبريت ات المترس بة في جلي د غرينالن د‪ .‬وبش كل ع ام‬
‫فللمعلقات في التروبوسفير‪ ،‬تأثير إشعاعي سلبي‪ ،‬ويؤدي وجودها إلى تبريد الجو‪ .‬كما أن زمن بقائها أقصر‬
‫بكث ير من بقي ة غ ازات الدفيئ ة‪ ،‬حيث ي تراوح من أي ام إلى أس ابيع‪ ،‬بينم ا يمتد بالنس بة لغ ازات الدفيئ ة األخرى‬
‫لعقود وحتى لقرون‪.‬‬

‫‪H2O‬‬ ‫‪ -8‬بخار الماء‬


‫يمتص بخ ار الم اء األش عة تحت الحم راء بش كل أك بر من غ از ثن ائي أكس يد الكرب ون‪ .‬ول ذا فه و يعت بر من‬
‫غازات الدفيئة‪ .‬غير أن كمية بخار الماء الصادرة إلى الغالف الجوي نتيجة لنشاطات اإلنسان‪ ،‬ضئيلة جداً‬
‫مقارنة بكمية بخار الماء الناجمة عن المصادر الطبيعية‪ .‬وبالتالي فهو ال يعد من غازات الدفيئة الناجمة عن‬
‫األنشطة البشرية‪ ،‬و لذا ال يحسب معها لمعرفة‪ ،‬تأثيره على المناخ‪ ،‬بحسب المنظمة الحكومية لتغير المناخ‬
‫‪ .IPCC‬ومع ذلك فإن ارتفاع درجة الحرارة الناجم عن تأثير غازات الدفيئة التي يصدرها اإلنسان تسبب‬
‫تبخيراً أكبر للماء‪ ،‬وبالتالي فهي تسبب المزيد من تغير المناخ‪ ،‬وارتفاع درجة الحرارة‪ .‬أي أن هناك تغذية‬
‫راجعة لبخار الماء‪ ،‬وعالقته بالمناخ‪.‬‬
‫‪ -9‬أحادي أكسيد الكربون ‪CO‬‬
‫يعتبر أحادي أكسيد الكربون أحد غازات الدفيئة غير المباشرة الهامة‪ .‬ويؤثر إصدار أحادي أكسيد الكربون‬
‫إلى الغالف الج وي على كيمي اء ‪ .OH-CH4-O3‬وق د دلت الحس ابات ال تي أج ريت على النم اذج ب أن‬
‫إص دار ‪ 100‬ملي ون طن من أح ادي أكس يد الكرب ون‪ ،‬يح رض ت أثيراً على كيمي اء الغالف الج وي‪ ،‬يع ادل‬
‫اإلصدار المباشر ل ‪ 5‬مليون طن من غاز الميثان‪.‬‬
‫‪ - 10‬حساب غازات الدفيئة وتسجيلها(‪)13‬‬
‫تتولد الطاقة في معظم الحاالت من حرق الوقود األحفوري‪ .‬وأثناء هذه العملية‪ ،‬يتحول الكربون والهيدروجين‬
‫في الوق ود إلى ثن ائي أكس يد الكرب ون ‪ CO2‬وم اء ‪ ،H2O‬و تطل ق الطاق ة الكيميائي ة على ش كل ح رارة‪.‬‬
‫تس تخدم ه ذه الح رارة مباش رة‪ ،‬أو تح ول إلى طاق ة ميكانيكي ة (م ع بعض الخس ارة) لتولي د الكهرب اء أو للنق ل‪.‬‬
‫ويعت بر قط اع الطاق ة القط اع األهم بالنس بة إلص دارات غ ازات الدفيئ ة‪ ،‬إذ أن ه يطل ق ‪ %90‬من ثن ائي أكس يد‬
‫الكرب ون و‪ %75‬من غ ازات الدفيئ ة في ال دول المتقدم ة‪ .‬و يمث ل ثن ائي أكس يد الكرب ون ‪ %95‬من إطالق‬
‫غ ازات الدفيئ ة في قط اع الطاق ة‪ ،‬حيث يت وزع الب اقي بين الميث ان وأكس يد الن تروز‪ .‬ويمث ل ح رق الوق ود في‬
‫أم اكن ثابت ة ‪ %70‬من إص دارات غ ازات الدفيئ ة في قط اع الطاق ة‪ .‬ويش كل الح رق في محط ات تولي د الطاق ة‬
‫ومصافي تكرير النفط ‪ %50‬منها‪ .‬ويمثل الحرق من مصادر متحركة حوالي ربع اإلصدارات لقطاع الطاقة‪.‬‬
‫يتركب قطاع الطاقة من‪:‬‬

‫‪-23-‬‬
‫‪ -1‬التنقيب عن مصادر الطاقة األولية واستغاللها‪.‬‬
‫‪ -2‬تحويل مصادر الطاقة األولية إلى أنواع مفيدة من الطاقة‪ ،‬في مصافي التكرير ومحطات توليد الكهرباء‪.‬‬
‫‪ -3‬نقل الوقود و توزيعه‪.‬‬
‫‪ -4‬استخدام الوقود في تطبيقات ثابتة وأخرى متحركة‪.‬‬
‫تنشأ اإلصدارات من هذه النشاطات عن طريق االحتراق‪ ،‬وأيض اً على شكل إصدارات هاربة أو أنها تهرب‬
‫بدون حرق‪.‬‬
‫إن معظم الكرب ون المنطل ق ه و على ش كل ثن ائي أكس يد الكرب ون ‪ ،CO2‬وبعض ه على ش كل أح ادي أكس يد‬
‫الكرب ون‪ CO‬وغ از الميث ان ‪ CH4‬ومركب ات عض وية طي ارة غ ير الميث ان ‪ .NMVOCs‬يتأكس د معظم‬
‫الكربون غير‪ CO2‬في النهاية في الجو إلى ‪ .CO2‬ولكن هذه المركبات تحتوي على كمية ضئيلة نسبياً من‬
‫الكربون‪ .‬لذا تحسب كمية ‪ CO2‬على أساس محتوى الوقود من الكربون‪ .‬ويعود هذا إلى أن كمية الكربون‬
‫المنطلقة على شكل ‪ CO2‬تعتمد على نوع الوقود فقط‪ ،‬بينما يعتمد إصدار غازات غير ‪ CO2‬على عوامل‬
‫عدة أخرى كالتقانة والصيانة وغيرها والتي هي عادة غير معروفة‪.‬‬
‫تستخدم المنهجية ‪ TIER 1))(13) 1‬لحساب اإلصدارات من كمية الوقود المحترق‪ ،‬ومن متوسط عوامل‬
‫اإلص دار)‪ .Emission Factor (EF‬وهن اك عوام ل إص دار ‪ EF‬لك ل غ ازات الدفيئ ة المباش رة‪ .‬تعتم د‬
‫عوامل إصدار ‪ CO2‬على محتوى الوقود من الكربون فقط‪ .‬ولذا يمكن حساب ‪ CO2‬بدقة بناء على كمية‬
‫الوقود الكلية المحروقة‪ ،‬وعلى محتواه من الكربون‪.‬‬
‫في المنهجية ‪ )TIER 2( 2‬تستخدم اإلحصاءات عن كميات الوقود المحروقة‪ ،‬ومحتواها من الكربون‪ ،‬كما‬
‫في المنهجية ‪ ،1‬ولكن تستخدم هنا عوامل إصدار محلية ‪ Local Emission Factors‬بدالً من عوامل‬
‫اإلصدار القياسية العالمية ‪ .Standard Emission Factor‬وبما أن عوامل اإلصدار المحلية تختلف‬
‫بحسب أنواع الوقود المحلية‪ ،‬وتقانات االحتراق‪ ،‬أو حتى بالنسبة لكل مصنع أو محطة‪ ،‬لذا يمكن أيضا" تفريق‬
‫بيانات األنشطة )‪ Activity Data (AD‬بحيث تعكس الفروق المحلية بينها‪ .‬وبهذه الطريقة تنخفض درجة‬
‫عدم التأكد‪ ،‬ويمكن تقدير ميول اإلصدارات مع الزمن بدقة أكبر‪ .‬ويمكن بهذه المنهجية تقدير اإلصدارات من‬
‫غازات غير ‪ CO2‬من عوامل إصدار محلية‪.‬‬
‫أم ا المنهجي ة ‪ )Tier 3( 3‬األعلى‪ ،‬فتعتم د على تط وير عوام ل إص دار محلي ة وخاص ة لك ل تقان ة‪ .‬فهن اك‬
‫بحسب التقانة المستخدمة‪ ،‬وبحسب نوع الوقود‪ .‬ويمكن استخدام‬ ‫عوامل تقانة خاصة لـ ‪ CH4‬و ‪N2O‬‬
‫هذه العوامل منذ البداية أو للمقارنة‪ .‬وهي تظهر عوامل إصدار بدون تحكم لكل نوع من التقانات‪ .‬ولذا فهي‬
‫ال تظه ر مس توى التحكم التق ني المس تخدم في بعض ال دول‪ .‬ول ذا يجب تع ديلها بالنس بة لل دول ال تي مارس ت‬
‫التحكم على إصداراتها‪.‬‬

‫‪-24-‬‬
‫وبش كل ع ام تحس ب إص دارات غ ازات الدفيئ ة بض رب كمي ة الوق ود المس تهلك‪ ،‬بعوام ل اإلص دار لك ل غ از‪.‬‬
‫وتؤخ ذ كمي ات الوق ود المس تهلكة من اإلحص ائيات الوطني ة وتق در ب التيراجول‪ .‬ل ذا يجب أوالً تحوي ل كمي ات‬
‫الوقود المستهلكة‪ ،‬والمحسوبة وزن اً أو حجم اً‪ ،‬إلى محتواها من الطاقة بالتيراجول‪ .‬وتستخدم كل المنهجيات‬
‫الس ابقة كمي ات الوق ود المحروق ة كبيان ات أنش طة‪ .‬وتس تخدم العالق ة التالي ة لحس اب إص دار ‪ CO2‬بواس طة‬
‫المنهجية ‪)14( :1‬‬
‫إصدار (‪ ،GHG‬وقود) = الوقود المستهلك(وقود) * عامل اإلصدار(‪ ،GHG‬وقود)‬
‫حيث‪:‬‬
‫إصدار (‪ ،GHG‬وقود) =اإلصدار لغاز دفيئة ‪GHG‬معين‪ ،‬من نوع معين من الوقود (كغ ‪)GHG‬‬
‫الوقود المستهلك (وقود) = كمية الوقود المحترقة (تيرا جول ‪)Tj‬‬
‫عامل اإلصدار(‪ ،GHG‬وقود) = عامل اإلصدار القياسي لغاز دفيئة ‪ GHG‬محدد من نوع معين من الوقود‬
‫(كغ غاز ‪ /‬تيرا جول)‪.‬‬
‫ومن أجل ‪ CO2‬فهو يتضمن عامل األكسدة والمفترض أنه يساوي ‪.1‬‬
‫ومن أج ل حس اب اإلص دارات الكلي ة من مص در معين تجم ع ك ل اإلص دارات المحس وبة من العالق ة الس ابقة‪،‬‬
‫بالعالقة التالية لكل أنواع الوقود‪:‬‬
‫اإلصدارات الكلية لغاز دفيئة ‪ GHG‬معين = مجموع (كل الوقود) (اصدارات(‪ ،GHG‬وقود))‬
‫يمثل عامل اإلصدار للكربون محتوى الوقود من الكربون‪ ،‬ما عدا أي كربون ال يحترق ويبقى في الرماد‪ ،‬أو‬
‫يصدر على شكل سخام أو هباب‪ .‬وبما أن هذا الجزء ضئيل لذا تهمل عوامل اإلصدار بحسب المنهجية ‪1‬‬
‫ه ذا الج زء‪ ،‬وتف ترض أن أكس دة الكرب ون كامل ة (أي أن عام ل األكس دة يس اوي ‪ .)1‬وق د ال يمكن إهم ال ه ذا‬
‫الجزء من أجل وقود هايدروكربوني صلب كالفحم الحجري‪ .‬وتزود قاعدة بيانات عوامل اإلصدار ‪EFDB‬‬
‫)‪ (Emission Factor Data Base‬عوام ل إص دار خاص ة بالمن اطق المختلف ة‪ ،‬ق د تك ون أفض ل من‬
‫عوامل اإلصدار القياسية‬
‫ومن أجل المصادر المتحركة كالسيارات والحافالت والشاحنات‪ ،‬يمكن حساب كمية غازات الدفيئة باستخدام‬
‫المنهجي ة ‪ 1‬أو المنهجي ة ‪ 2‬أو المنهجي ة ‪ 3‬بحس ب الظ روف‪ ،‬وت وفر المعطي ات الالزم ة‪ .‬وتف ترض الحس ابات‬
‫أكسدة كاملة للكربون في الوقود‪ ،‬لتكون متسقة مع االفتراض نفسه بالنسبة للمصادر الثابتة‪ .‬ويمكن االعتماد‬
‫على ن وعين من البيان ات‪ :‬األول على كمي ة الوق ود المس تهلك أو المب اع‪ ،‬ونوعيت ه‪ ،‬والث اني على ط ول‬
‫الكيلومترات التي تقطعها الحافلة‪ .‬وإ ذا كان هذان النوعان من البيانات متوفرين‪ ،‬فمن المفيد التأكد من أنهما‬
‫يعطيان النتائج نفسها‪ ،‬وإ ال ستكون التقديرات للغازات المختلفة متباينة‪ .‬وبصورة عامة‪ ،‬يناسب النوع األول‬
‫من البيانات حساب إصدارات ‪ ،CO2‬بينما يناسب الثاني حساب اإلصدارات من ‪ CH4‬و ‪.N2O‬‬

‫‪-25-‬‬
‫تحس ب اإلص دارات من غ از ‪CO2‬على أس اس كمي ة الوق ود المس تهلك‪ ،‬ونوعيت ه (حيث تؤخ ذ كمي ة الوق ود‬
‫المباع ة) ومحت واه من الكرب ون‪ .‬وتحس ب اإلص دارات من ‪ CO2‬بحس ب المنهجي ة ‪ 1‬بض رب كمي ة الوق ود‬
‫المباعة المقدرة‪ ،‬بعامل إصدار قياسي لـ ‪ .CO2‬كما في العالقة التالية‪:‬‬
‫‪ CO2‬من مصدر متحرك على الطرقات (كغ) = الوقود المباع (تيرا جول) * عامل االصدار القياسي(كغ‪/‬‬
‫تيرا جول)‬
‫عامل االصدار القياسي (كغ ‪ /‬تيرا جول) = محتوى الوقود من الكربون * (‪)12/44‬‬
‫] ‪Emission = Σ [Fuela * EFa‬‬
‫أو‪:‬‬
‫اإلصدار = مجموع (الوقود * عامل اإلصدار الخاص به)‬
‫حيث‪:‬‬
‫اإلصدار = إصدار ‪( CO2‬كغ)‬
‫الوقود = الوقود المباع (تيرا جول)‬
‫= عامل اإلصدار (كغ‪ /‬تيراجول) وهو يعادل محتوى الوقود من الكربون مضروباً بـ ‪12/44‬‬ ‫‪EFa‬‬
‫= نوع الوقود المستخدم (بترول أو ديزل أو غاز طبيعي أو غاز مسال‪....‬الخ)‬ ‫‪a‬‬
‫ويأخذ عامل إصدار ‪ CO2‬بالحسبان كل الكربون‪ ،‬بما فيه الذي يصدر على شكل ‪ CO2‬أو ‪ CH4‬أو ‪CO‬‬
‫أو ‪ NMVOC‬أو دق ائق ص لبة‪ .‬ويجب ع دم حس اب أي كرب ون من الكتل ة الحيوي ة‪ ،‬ألن ه محس وب في قس م‬
‫الزراعة واستخدام األراضي ويجب تسجيله كمعلومة فقط‪.‬‬
‫تستخدم المنهجية ‪ 2‬الطريقة ذاتها المتبعة في المنهجية ‪ ،1‬إال أنها تأخذ محتوى كربونياً خاصاً بالوقود المحلي‬
‫المس تخدم‪ .‬وتس تخدم العالق ة الس ابقة نفس ها‪ ،‬ع دا عام ل اإلص دار ال ذي يك ون اآلن محلي اً‪ ،‬و ال ذي يعتم د على‬
‫نوعية الوقود المباع في المنطقة‪ ،‬وفي العام ذاته‪ .‬وفي هذه المنهجية تعدل كمية ‪ CO2‬بحيث تأخذ بالحسبان‬
‫أيض اً الكرب ون المنطل ق على ش كل غ ير ‪ ،CO2‬أو غ ير المح ترق‪ .‬وال توج د منهجي ة ‪ 3‬لحس اب إص دارات‬
‫‪ CO2‬ألنها ال تقدم معلومات أفضل من المنهجية ‪.2‬‬
‫إن تق دير اإلص دارات من غ از ‪ CH4‬وغ از ‪ N2O‬أق ل دق ة من ‪ ،CO2‬ألن عوام ل اإلص دار تعتم د على‬
‫تقانة الناقلة‪ ،‬ونوع الوقود‪ ،‬وشروط التشغيل المختلفة‪ .‬وتكون بيانات األنشطة من حيث المسافة المقطوعة‪،‬‬
‫وكمي ات الوق ود المس تخدمة‪ ،‬أق ل وثوق اً من كمي ة الوق ود الكلي ة المباع ة المس تخدمة في تق دير ‪ .CO2‬وعلى‬
‫ال رغم من أن كمي ة ‪ CO2‬الناجم ة عن ح رق الوق ود الحي وي‪ ،‬ال تس جل ض من اإلص دارات من المص ادر‬
‫و ‪ N2O‬يجب أن يحس ب ويس جل‪ .‬وهن اك ثالث‬ ‫المنتقل ة‪ ،‬إال أن م ا تص دره ه ذه المص ادر من ‪CH4‬‬
‫ط رق لتق دير اإلص دارات من ‪ CH4‬و ‪ N2O‬من المص ادر المتحرك ة‪ .‬تعتم د األولى على المس افة‬

‫‪-26-‬‬
‫المقطوع ة ب الكيلومتر‪ ،‬و تعتم د االثنت ان الباقيت ان على الوق ود المب اع‪ .‬تعتم د المنهجي ة ‪ 1‬على عوام ل إص دار‬
‫مبني ة على الوق ود المب اع‪ ،‬وال تعتم د على الوق ود المس تهلك بحس ب ن وع الناقل ة‪ .‬أم ا المنهجي ة ‪ 2‬فتعتم د على‬
‫عوامل اإلصدار بحسب الوقود المستخدم‪ ،‬وبحسب نوع الناقلة المستخدمة‪ .‬أما المنهجية ‪ 3‬وهي األدق ولكن‬
‫األك ثر ص عوبة‪ ،‬فتعتم د على ت وفر البيان ات الالزم ة عن ن وع الناقل ة‪ ،‬والمس افة المقطوع ة‪ ،‬ونوعي ة الطري ق‬
‫المس تخدم‪ .‬ويعتم د ن وع الناقل ة على طرازه ا‪ ،‬وعمره ا‪ ،‬وعلى التحكم باإلص دارات المس تخدم فيه ا‪ .‬ويمكن‬
‫تمثيل عالقة حساب اإلصدارات من ‪ CH4‬و ‪ N2O‬بحسب المنهجية ‪ 1‬بالعالقة‪:‬‬
‫] ‪EMISSIONS OF CH4 AND N2O = Σ Emission [Fuela * EFa‬‬
‫أو‪:‬‬
‫اإلصدارات = مجموع (االصدارات من الوقود * عامل اإلصدار لهذا الوقود)‬
‫حيث‪:‬‬
‫اإلصدارات = اإلصدارات بال (كغ)‪.‬‬
‫‪ = EFa‬عامل اإلصدار (كغ ‪ /‬تيرا جول) للوقود ‪a‬‬
‫‪ = Fuela‬الوقود المستهلك (تيرا جول) كما هو ممثل بالوقود المباع‪.‬‬
‫= نوع الوقود المستخدم (ديزل أو غازولين أو غاز طبيعي أو غاز مسال)‬ ‫‪a‬‬
‫ويتطلب حساب اإلصدارات بحسب العالقة السابقة الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تحديد كمية الوقود المستهلك بحسب نوع الوقود من أجل النقل على الطرق وذلك من البيانات الوطنية‪ ،‬أو‬
‫من الوكالة الدولية للطاقة ‪ ،IEA‬أو من مصادر البيانات التابعة لألمم المتحدة ‪ ،UN‬وذلك ب (تيراجول)‪.‬‬
‫‪ -2‬من أجل كل نوع من أنواع الوقود تضرب الكمية المستهلكة بعامل اإلصدار القياسي ‪.EF‬‬
‫‪ -3‬تجمع اإلصدارات لكل غاز لكل أنواع الوقود المستخدمة‪.‬‬
‫اتجاهات اإلصدار لغازات الدفيئة‪:‬‬
‫أدى االعتم اد المتن امي على الوق ود األحف وري من ذ منتص ف الق رن الث امن عش ر إلى إص دار أك ثر من ‪1100‬‬
‫غيغ ا طن من غ از ‪ CO2‬إلى الغالف الج وي‪ .‬وق د ثبتت اإلص دارات العالمي ة من ‪ CO2‬من ح رق الوق ود‬
‫(حوالي ‪ %70‬من كامل غازات الدفيئة و ‪ %80‬من كامل إصدارات ‪ )CO2‬بشكل مؤقت بعد أزمتي النفط‬
‫عام ‪ 1973‬و عام ‪ ،1979‬قب ل أن تستأنف نموه ا من جدي د‪ .‬لقد أظهرت البيان ات أن اإلصدارات من قطاع‬
‫الطاق ة نمت بمع دل ‪ %1.5‬في الع ام‪ ،‬من ‪ 20‬غيغ ا طن إلى ‪ 26‬غيغ ا طن ‪ CO2‬في الف ترة من ‪1990‬‬
‫وح تى ‪ .2005‬وق د اس تقرت اإلص دارات تقريب اً في دول االتح اد األوروبي‪ ،‬بس بب التخفيض ات في ألماني ا‬
‫والسويد والمملكة المتحدة‪ ،‬لكنها ازدادت في باقي الدول الخمس عشرة لالتحاد‪ .‬وفي الواليات المتحدة زادت‬
‫إصدارات ‪ CO2‬الكلية بـ ‪ % 6.5‬بحلول عام ‪ .2004‬وازدادت إصدارات الدول األخرى في منظمة التعاون‬
‫والتنمية االقتصادية ‪ OECD‬بـ‪ %20‬للفترة ذاتها‪ ،‬والبرازيل بـ ‪ %68‬وآسيا بـ ‪ .%104‬وازدادت إصدارات‬

‫‪-27-‬‬
‫الصين من عام ‪ 1990‬وحتى عام ‪ 2005‬من ‪ 676‬إلى ‪ 1491‬ميغا طن ‪ CO2‬في العام‪ ،‬لتشكل ‪%18.7‬‬
‫من اإلصدارات العالمية‪ ،‬ولتحتل المرتبة الثانية بعد الواليات المتحدة‪.‬وانخفضت اإلصدارات من الدول خارج‬
‫منظمة ‪ OECD‬ومن دول االتحاد السوفييتي السابق‪ ،‬بـ ‪ %38‬بين عام ‪ 1989‬وعام ‪ ،1999‬ولكنها عادت‬
‫للزيادة بعد أن تعافت اقتصادياتها‪.‬‬
‫وازدادت حص ة الغ از الط بيعي والطاق ة النووي ة من س وق الطاق ة نتيج ة أزم تي النف ط في س بعينات الق رن‬
‫الماض ي‪ ،‬وال ي زاالن يس اهمان في خفض اإلص دارات من غ ازات الدفيئ ة إض افة إلى نم و الطاق ة المتج ددة‪.‬‬
‫ويؤدي التقدم التقني المستمر في تقانات الطاقة غير الكربونية‪ ،‬وتحسين كفاءة الطاقة‪ ،‬إلى خفض سنوي في‬
‫كمية الكربون الصادر‪ .‬وقد انخفضت كثافة الكربون في الطاقة األولية في العالم من ‪ 78‬غرام ‪ /CO2‬ميغا‬
‫جول عام ‪ ،1973‬إلى ‪ 61‬غرام ‪ /CO2‬ميغا جول عام ‪ ،2000‬بسبب التنويع في الطاقة األولية من غير‬
‫النفط‪ .‬وخفضت الصين استهالكها من الطاقة الكربونية بمعدل ‪ %5‬في العام خالل الفترة من ‪ 1980‬وحتى‬
‫‪ ،2000‬م ع توق ع االس تمرار بمع دل ‪ %3‬في الع ام ح تى ع ام ‪ ،2050‬على ال رغم من أن التق ديرات الحديث ة‬
‫لنم و الن اتج المحلي اإلجم الي ق د ت ؤثر على ه ذا التوق ع‪ .‬وق د خفض ت الوالي ات المتح دة ش دة غ ازات الدفيئ ة‬
‫(وهي كمي ة غ ازات الدفيئ ة نس بة لواح دة الن اتج المحلي اإلجم الي) بح والي ‪ %2‬ع ام ‪ 2003‬و ‪ %2.5‬ع ام‬
‫‪ ،2004‬على ال رغم من أن اإلص دارات الحقيقي ة ق د ازدادت بالكمي ة المطلق ة‪ .‬لق د ك انت اإلص دارات لتولي د‬
‫الطاق ة ولتزويد التدفئ ة حوالي ‪ 12.7‬غيغ ا طن مك افئ ‪ CO2‬عام ‪( 2004‬حوالي ‪ %26‬من الكلي) بم ا في‬
‫ذلك ‪ 2.2‬غيغا طن مكافئ ‪ CO2‬من الميثان (‪ %31‬من الكلي) و كميات ضئيلة من ‪ .N2O‬وبحسب تنبؤ‬
‫مكتب الطاقة العالمي لعام ‪ ،2006‬فستزداد هذه اإلصدارات إلى ‪ 17.7‬غيغا طن مكافئ ‪ CO2‬عام ‪.2030‬‬
‫وخالل حرق الوقود األحفوري والكتلة الحيوية ينطلق ‪ N2O‬كما ينطلق الميثان‪ .‬إن انطالق الميثان من إنتاج‬
‫الغاز الطبيعي ونقله وتوزيعه غير مؤكد‪ .‬لقد كانت الضياعات إلى الجو كما سجلتها االتفاقية اإلطارية للتغير‬
‫المن اخي ‪ UNFCCC‬ع ام ‪ 2002‬تق ع في المج ال ‪ %1.6-0.3‬من الغ از الط بيعي المس تهلك‪ .‬وألك ثر من‬
‫عق د من ال زمن‪ ،‬بقيت اإلص دارات من تنفيس الغ از المراف ق إلى الج و‪ ،‬وحرق ه في ش عل آب ار النف ط ثابت ة‬
‫وبحدود ‪ 0.3‬غيغا طن مكافئ ‪ / CO2‬العام‪ .‬وقد ساهمت الدول النامية بأكثر من ‪ %85‬من هذا المصدر‪.‬‬
‫ويوج د ميث ان الفحم الحج ري بش كل ط بيعي في طبق ات الفحم والص خور المج اورة‪ .‬وسيس تمر إطالق الميث ان‬
‫إلى الجو أثناء عملية الحصول على الفحم الحجري‪ ،‬ما لم يصفى ويلتقط من الفحم والصخور‪ .‬ويأتي حوالي‬
‫‪ %10‬من الميثان الصادر عن اإلنسان في الواليات المتحدة من هذا المصدر‪ .‬لقد أطلقت الدول الثالث عشرة‬
‫الرئيس ة في إنت اج الفحم الحج ري ‪ %85‬من غ از ميث ان الفحم الحج ري والمق در بـ ‪ 0.24‬غيغ ا طن مك افئ‬
‫‪ CO2‬عام ‪ .2000‬وتعد الصين أكبر منتج بحوالي ‪ 0.1‬غيغا طن مكافئ ‪ ،CO2‬تتبعها الواليات المتحدة‬
‫(‪ 0.04‬غيغ ا طن مك افئ ‪ )CO2‬وأوكراني ا (‪ 0.03‬غيغ ا طن مك افئ ‪ .)CO2‬ومن المتوق ع أن تتج اوز‬
‫إص دارات ميث ان الفحم الحج ري ‪0.3‬غيغ ا طن مك افئ ‪ CO2‬ع ام ‪ 2020‬م ا لم تتخ ذ إج راءات لتخفيفه ا‪.‬‬

‫‪-28-‬‬
‫وتطلق غازات دفيئة أخرى من قطاع الطاقة‪ ،‬ولكن بكميات قليلة نسبياً‪ .‬فغاز ‪ SF6‬يستخدم على نطاق واسع‬
‫في الع زل والقواط ع وفواص م ال دارات في محط ات الت وتر الع الي‪ ،‬بس بب ارتف اع ث ابت ثنائيت ه الكهربائي ة‪،‬‬
‫وبس بب خ واص الع زل الكهربائي ة‪ .‬وله ذا الغ از إمكاني ة تس خين عالمي ة ‪ GWP‬لم دة ‪ 100‬ع ام‪ ،‬تع ادل‬
‫‪ 23900‬م رة من ‪ ،CO2‬وزمن بق اء في الج و يع ادل ‪ 3200‬عام اً‪ ،‬مم ا يجعل ه أق وى غ ازات االحتب اس‬
‫الح راري‪ .‬وي ذهب ح والي ‪ %80‬من مبيع ات ‪ SF6‬إلى االس تخدام في مراف ق الطاق ة والتجه يزات‬
‫الكهربائي ة‪ .‬وق د تع اونت حكوم ة الوالي ات المتح دة م ع ‪ 62‬ش ركة مول دة للطاق ة‪ ،‬ومرف ق للكهرب اء طواعي ة‪،‬‬
‫لخفض تسرب ‪ SF6‬من التجهيزات الكهربائية‪ .‬وبالفعل فقد انخفض معدل التسرب من ‪ %17‬من المخزون‬
‫إلى ‪ %9‬بين ع امي ‪ 1999‬و ‪ .2002‬وق د مث ل ه ذا انخفاض اً ق دره ‪ %10‬من األس اس لع ام ‪ 1999‬إلى‬
‫‪0.014‬غيغا طن مكافئ ‪ .CO2‬وهناك برامج لخفضه في هولندا واستراليا والنرويج بمعدل ‪ %13‬حتى عام‬
‫‪ 2005‬و‪ %30‬ح تى ع ام ‪ 2010‬تحت مع دل إص داره ع ام ‪ .2000‬ويس تخدم ‪ CFC-114‬كغ از تبري د في‬
‫تخص يب اليوراني وم ب النفوذ الغ ازي‪ ،‬في محط ات الطاق ة النووي ة ولكن مس اهمته كغ از دفيئ ة ض ئيلة مقارن ة‬
‫بإصدار ‪.CO2‬‬
‫اتجاهات اإلصدارات اإلقليمية‪:‬‬
‫يتوقع أن يصل الطلب العالمي على الطاقة األولية إلى ‪ 890EJ -650‬بحلول عام ‪ 2030‬بحسب سيناريو‬
‫‪ A1‬و ‪ B2‬من سيناريوهات ‪ SRES‬للـ ‪ IPCC‬وسيناريو مستقبل الطاقة العالمي ‪ 2004‬للـ ‪ .IEA‬وتظهر‬
‫ه ذه الس يناريوهات الثالث أن الطلب على الطاق ة في آس يا س يتجاوز نظ يره في أمريك ا الش مالية‪ ،‬بحل ول ع ام‬
‫‪ 2010‬وس يبلغ ض عفه بحل ول ع ام ‪ .2030‬ويمكن أن يتض اعف الطلب على الطاق ة في أفريقي ا والش رق‬
‫األوسط وأمريكا الالتينية بحلول علم ‪ .2030‬كما سيصل الطلب في أفريقيا جنوب الصحراء‪ ،‬و دول االتحاد‬
‫الس وفييتي الس ابق إلى ‪ ،EJ 70-60‬وإ لى أق ل من ‪ EJ 40‬لك ل من دول‪ OECD‬في المحي ط اله ادئ‪،‬‬
‫ووس ط وش رق أوروب ا‪ .‬ويت وزع الطلب بش كل أك ثر تك افؤاً بين المن اطق في س يناريو ‪ B2‬م ع انخفاض ه في‬
‫أوروبا و‪ OECD‬المحيط الهادئ‪ .‬وهناك سيناريو مشابه لتزويد الطاقة النهائي في العالم‪.‬‬
‫لق د أس قطت لجن ة الطاق ة العالمي ة بيان ات من ع ام ‪ 2000‬إلى ع ام ‪ 2050‬على ثالث ة س يناريوهات بتق ديرات‬
‫سكانية مختلفة‪ .‬وفعلت الـ ‪ IEA‬وسيناريوهات ‪ SRES‬للـ ‪ IPCC‬الشيء نفسه‪ .‬لقد كانت متطلبات التنمية‬
‫المس تدامة ‪ sustainable development‬بحيث ي زداد الطلب على الطاق ة األولي ة من ‪ %40‬إلى‬
‫‪ ،%150‬وت زداد اإلص دارات إلى ‪ 48‬و ‪ 55‬غيغ ا طن مك افئ ‪ / CO2‬الع ام‪ .‬ويمث ل ه ذا مش كلة بالنس بة‬
‫لم زودي الطاق ة لتلبي ة ه ذا الطلب‪ .‬ويتطلب تق دماً في التقني ة‪ ،‬وت وفر األم وال الالزم ة‪ .‬ومن المتوق ع أن تنم و‬
‫الكهرباء بسرعة أكبر من نمو الطلب على الطاقة األولية بـ ‪ %110‬إلى ‪ %260‬حتى عام ‪ ،2050‬مما يشكل‬
‫تحدياً أكبر لتأمينها مع الشبكات الالزمة لنقلها‪ ،‬وخاصة في الدول النامية‪ .‬وتمتلك آسيا المحيط الهادئ ‪%30‬‬
‫تقريباً من مصادر الفحم الحجري المؤكدة‪ ،‬ومن النفط الذي هو أكبر مصدر للطاقة األولية التجارية المستهلكة‬
‫‪-29-‬‬
‫في المنطقة‪ .‬وقد جاء ‪ %82‬من النفط المستورد عام ‪ 2003‬من الشرق الوسط‪ ،‬وستبقى المنطقة معتمدة على‬
‫النفط المستورد من دول األوبك‪ .‬وسيؤدي استمرار النمو االقتصادي السنوي السريع للصين بمعدل ‪%9.67‬‬
‫من ع ام ‪ 1990‬إلى ع ام ‪ ،2003‬إلى اس تمرار الطلب على الطاق ة األولي ة‪ ،‬حيث ازداد االس تهالك باس تمرار‬
‫منذ عام ‪ .1980‬وقد وصل استهالك الطاقة عام ‪ 2003‬إلى ‪ .EJ 49‬ويرتبط تلوث الهواء المرتفع في‬
‫الص ين مباش رة‪ ،‬باس تهالك الطاق ة وعلى األخص من ح رق الفحم الحج ري‪ ،‬ال ذي ينتج ‪ %70‬من إص دارات‬
‫المعلقات و‪ %90‬من ‪ SO2‬و ‪ %67‬من ‪N2O‬و ‪ %70‬من ‪ CO2 .‬وقد ازداد استخدام الغاز الطبيعي‬
‫م ؤخراً في منطق ة آس يا‪ ،‬على ال رغم من أن حص ته البالغ ة ‪ %12‬من الطاق ة األولي ة تبقى أق ل من ‪ %23‬في‬
‫الواليات المتحدة و ‪ %17‬في االتحاد األوروبي على التوالي‪ .‬وقد ظهر مؤخراً سوق للغاز الطبيعي المسال‬
‫‪ LNG‬في المنطق ة‪ ،‬تس يطر علي ه الياب ان و كوري ا الجنوبي ة واس بانيا وال تي تمث ل ‪ %68‬من ت دفق التج ارة‬
‫العالمي ة في ه‪ .‬ومن المتوق ع أن ي زداد اس تهالك الطاق ة األولي ة في منطق ة آس يا المحي ط اله ادئ‪ ،‬بس بب النم و‬
‫االقتصادي المستمر‪ ،‬وزيادة الطلب على وقود النقل بمعدل ‪ %1‬سنوياً خالل الفترة ‪ 2030-2002‬في دول‬
‫منظمة التقدم االقتصادي آلسيا و ‪ %2.6‬في الصين و ‪ %2.1‬في الهند و ‪ %2.7‬في اندونيسيا‪ .‬وسيمثل هذا‬
‫‪ %42‬من الزيادة العالمية في الطلب على الطاقة األولية‪ .‬ويمكن أن تواجه المنطقة نقص اً في إمدادات الطاقة‬
‫األولية في العقود القادمة‪ .‬ومن المحتمل أن تزداد مخاطر األمن الطاقي‪ ،‬وأن تفرض قيود بيئية صارمة على‬
‫استهالك الطاقة األحفورية‪ .‬وقد تلعب الطاقة النووية والكهرومائية والطاقات المتجددة األخرى دوراً أكبر في‬
‫توليد الكهرباء لتلبية نمو الطلب المتزايد عليها‪.‬‬
‫وبالنسبة لالقتصاديات في المرحلة االنتقالية ‪( Economies In Transition EIT‬على األخص دول‬
‫االتحاد السوفييتي السابق) فقد كان استهالك الطاقة األولية الكلي عام ‪ 2000‬حوالي ‪ %70‬من مستواه عام‬
‫‪ ،1990‬مم ا أدى إلى انخف اض ح اد في إص دار غ ازات الدفيئ ة‪ .‬وعلى ال رغم من أنه ا ازدادت م ؤخراً فإنه ا‬
‫تبقى ‪ %30‬تحت مس تواها ع ام ‪ .1990‬وعلى ال رغم من التح والت االقتص ادية والسياس ية فال ت زال أنظم ة‬
‫الطاقة في هذه الدول تتصف باالستطاعة الزائدة في إنتاج الكهرباء‪ ،‬واالعتماد المرتفع على الوقود األحفوري‬
‫المس تورد‪ ،‬واالستخدام غ ير الكفء‪ .‬وق د ترافق اإلص الح االقتصادي م ع انفت اح هذه االقتص اديات‪ ،‬مم ا أدى‬
‫إلى إدخاله ا في المنظوم ة العالمي ة واألوروبي ة‪ .‬ومن المحتم ل أن يتس ارع النم و أك ثر في ال دول ال تي دخلت‬
‫االتحاد األوروبي‪ .‬وقد ازداد استهالك الطاق ة األولية الكلي للدول في المرحلة االنتقالية بـ ‪ %2‬في الع ام منذ‬
‫عام ‪ .2000‬ومن المتوقع أن يزداد باستمرار على مدى العقدين القادمين‪ ،‬مع زيادة دخل الفرد‪ ،‬واإلنتاجية‬
‫االقتصادية‪ ،‬ما لم تؤد كفاءة استخدام الطاقة إلى ثبات الطلب عليها‪.‬‬
‫ومن المتوقع أن يتضاعف الطلب على الطاقة في أفريقيا والشرق األوسط وأمريكا الالتينية على مدى العقدين‬
‫أو الثالثة القادمة‪ ،‬وأن تحافظ هذه المناطق على حصتها من الطلب العالمي على الطاقة األولية‪ .‬وقد تشجع‬
‫سياسات الدول النامية الهادفة إلى توفير أمن اإلمدادات‪ ،‬وتخفيض التأثيرات البيئية‪ ،‬وتشجيع اقتصاد السوق‪،‬‬
‫على زيادة كفاءة السوق والحفاظ على الطاقة وتخزين النفط بشكل مشترك واالستثمار في استكشاف الموارد‬

‫‪-30-‬‬
‫وتطبيق آليات التقانة النظيفة والتجارة في إصدارات الكربون‪ .‬وسيستمر التعاون الدولي في تطوير مصادر‬
‫الطاقة و تحسين كفاءة اإلنتاجية الصناعية‪.‬‬
‫تأثيرات التنمية المستدامة والطاقة المتاحة‬
‫لقد أظهرت التحالي ل التي أج ريت على ‪ 125‬دولة أن مستوى المعيش ة ودرجة التطور يتعلقان بمقدار توفر‬
‫خ دمات الطاق ة الحديث ة المس تهلكة من قب ل الف رد في ك ل بل د‪ .‬وي ؤثر ع دم ت وفر الطاق ة على آم ال العدي د من‬
‫ال دول النامي ة‪ .‬وب دون أي ة تنمي ة‪ ،‬يص بح من المتع ذر تحقي ق األه داف التنموي ة األلفي ة لألمم المتح دة‪ ،‬المتمثل ة‬
‫بإنقاص عدد الذين يعيشون على أقل من دوالر في اليوم إلى النصف بحلول عام ‪ .2015‬ويتطلب تحقيق هذا‬
‫اله دف ت أمين الحص ول على الكهرب اء‪ ،‬والتوس ع في الطبخ الح ديث‪ ،‬وال تزود بوق ود للتدفئ ة‪ ،‬للماليين في‬
‫الدول النامي ة وعلى األخص في أفريقيا جنوب الصحراء وفي جنوب آسيا‪ .‬إن معدل وصول الكهرباء لـ ‪40‬‬
‫ملي ون ش خص في الع ام في الثمانين ات ولـ‪ 30‬ملي ون ش خص في التس عينات‪ ،‬يق ترح أن ه يجب تج اوز الجه ود‬
‫الحالية بمقدار كبير‪ .‬وستكون هناك حاجة لحوالي ‪ 2400‬غيغا وات من طاقة توليد الكهرباء الجديدة بحلول‬
‫عام ‪ 2030‬في الدول النامية (‪ 100‬غيغا وات في العام) والتي إضافة إلى البنى التحتية الضرورية المرافقة‬
‫لها‪ ،‬ستحتاج إلى ‪ 5‬تريليون دوالر‪ .‬وستكون هناك تأثيرات بيئية ناتجة عن التزود بالفحم الحجري‪ ،‬وتعدين‬
‫اليوراني وم‪ ،‬واس تخراج النف ط‪ ،‬ونق ل النف ط والغ از‪ ،‬وإ زال ة الغاب ات‪ ،‬وحت الترب ة‪ ،‬وتغي ير مج رى األنه ار‪.‬‬
‫ويمكن تحقي ق بعض الت أثيرات المش تركة بين الطاق ات المتج ددة والقيم البيئي ة‪ ،‬مث ل إع ادة زرع الغاب ات‪،‬‬
‫وتحسين بنية األراضي‪ ،‬ولكنها تبقى محدودة‪.‬‬

‫‪-31-‬‬
‫الجزء الثالث‬

‫خيارات الطاقة وتأثيرها على المناخ‬

‫« تقوم األطراف بتشجيع التعاون في تطوير التقانة وتطبيقها ونشرها ونقلها‪ ،‬واإلجراءات والعمليات التي‬
‫تتحكم باإلصدارات البشرية من غازات الدفيئة غير المتحكم بها في اتفاقية مونتلاير أو تحد منها أو تمنعها »‬
‫المادة ‪ 4‬الفقرة ‪ C‬من االتفاقية اإلطارية لتغير المناخ ‪UNFCCC‬‬
‫هناك مجاالت عدة لتخفيف اإلصدارات من غازات الدفيئة أو لتصريفها وتشمل‪:‬‬
‫‪ -1‬ترشيد استهالك الطاقة‪:‬‬
‫من أهم وسائل التخفيف من إصدارات غازات الدفيئة‪ ،‬ترشيد استهالك الطاقة‪ .‬ويتبع هذا المبدأ القائل (درهم‬
‫وقاي ة خ ير من قنط ار عالج)‪ .‬وعلى ال رغم من اس تمرار زي ادة ع دد س كان الع الم‪ ،‬وتحس ن مس توى معيش ة‬
‫الغالبي ة منهم‪ ،‬إال أن ه توج د مج االت هام ة للح د من اس تهالك الطاق ة‪ .‬ويتعل ق اس تهالك الطاق ة بالس عر ال ذي‬
‫ت ؤمن في ه للجمه ور‪ .‬يجب أن يعتم د التس عير على مب دأ الحف اظ على الطاق ة‪ ،‬ومن ع اله در‪ ،‬ومعاقب ة المب ذر‪.‬‬
‫ويعني هذا تأمين الحد األدنى من الطاقة لقطاعات واسعة من الناس‪ ،‬لتوفير حياة كريمة ومريحة لهم‪ ،‬وزيادة‬
‫س عرها م ع ارتف اع نس ب االس تهالك‪ .‬ويتطلب ه ذا توعي ة الن اس‪ ،‬بأهمي ة ترش يد الطاق ة لألس باب االقتص ادية‬
‫والبيئي ة أيض ا"‪ ،‬عن طري ق وس ائل اإلعالم المختلف ة والتعليم والت دريب‪ .‬ويجب التفك ير بتغي ير أس لوب الحي اة‬
‫الذي ساد لعقود عديدة‪ ،‬والذي يقوم على ثقافة االستهالك بأي ثمن دون النظر إلى العواقب البيئية‬
‫‪ -2‬التحويل من الفحم الحجري والنفط إلى الغاز الطبيعي‬
‫تحت وي أن واع الوق ود المختلف ة على الكرب ون والهي دروجين بش كل رئيس‪ ،‬وعلى عناص ر أخ رى ك الكبريت‬
‫واآلزوت بنس ب أق ل‪ .‬وي ؤدي ح رق ه ذا الوق ود إلى إص دار غ از ثن ائي أكس يد الكرب ون والم اء بش كل رئيس‪،‬‬
‫وإ ص دار غ ازات أخ رى كأكاس يد الك بريت واآلزوت وأول أكس يد الكرب ون والهب اب والم واد العض وية غ ير‬
‫المحترق ة‪ .‬ويعت بر غ از ثن ائي أكس يد الكرب ون أك بر الغ ازات المس اهمة في عملي ة االحتب اس الح راري‪ .‬كم ا‬
‫تنطل ق غ ازات أخ رى تس بب احتباس اً حراري اً أيض اً مث ل غ از الميث ان وأول أكس يد الن تروز‪ .‬وتك ون نس بة‬
‫الكرب ون في الخش ب أعلى منه ا في الفحم الحج ري‪ ،‬وه ذه أعلى من النف ط‪ ،‬وي أتي الغ از بع د ذل ك‪ .‬ول ذا ف إن‬
‫حرق الفحم الحجري يعطي كمية أكبر من ثنائي أكسيد الكربون‪ ،‬من حرق الكمية نفسها من النفط ومشتقاته‪،‬‬
‫وه ذه أك بر ب دورها من الغ از الط بيعي‪ .‬ول ذا ف إن التح ول من الفحم الحج ري إلى النف ط‪ ،‬ومن ه إلى الغ از‬
‫الطبيعي‪ ،‬يقلل من إصدارات غازات الدفيئة‪ ،‬وهو وسيلة أولى من وسائل التخفيف من االحتباس الحراري‪.‬‬
‫تدعى عملية التحول من وقود صلب إلى سائل ثم إلى غاز بعملية إزالة الكربون ‪ .Decarbonization‬وهذا‬
‫م ا عم دت إلي ه دول كث يرة في االتح اد األوروبي‪ ،‬وخاص ة انكل ترا وال نرويج‪ ،‬اللت ان تحص الن على الغ از من‬
‫بحر الشمال‪ ،‬ودول أخرى تأتي إمداداتها من الغاز الطبيعي من الجزائر وروسيا‪ .‬يمكن لهذه العملية أن تؤثر‬
‫بش كل إيج ابي على تل وث اله واء وعلى االحتب اس الح راري أيض اً‪ .‬لكن الغ از الط بيعي ه و في النهاي ة وق ود‬

‫‪-32-‬‬
‫أحفوري ناضب‪ .‬ولذا فهذا الحل مؤقت‪ ،‬وليس استراتيجياً على المدى الطويل‪ .‬وهناك إمكانية تقنية لتحويل‬
‫الفحم إلى الغاز في عملية تدعى التغويز ‪ ،Gasification‬حيث يتفاعل الفحم مع البخار والهواء عند درجات‬
‫عالية من الحرارة وبوجود وسيط‪ .‬وقد استخدمت هذه العملية في انكلترا في منتصف القرن الماضي للحصول‬
‫على الغاز الذي سمي بغاز المدن ‪ Town gas‬من الفحم الحجري‪ .‬وقد أجريت بحوث عديدة على تحسين‬
‫كف اءة ه ذه العملي ة‪ ،‬لتص بح عملي ة تجاري ة‪ .‬لكن ه ذه العملي ة لن تح ل مش كلة االحتب اس الح راري على الم دى‬
‫البعيد‪.‬‬
‫(‪)15‬‬
‫‪ -3‬خزن الكربون وتصريفه‬
‫يمكن استخدام ثنائي أكسيد الكربون المتولد من االحتراق في حقن آبار النفط الستخراج كميات إضافية منه‪،‬‬
‫في عملي ة ت دعى االس تخراج الث انوي(‪ .)Secondary Recovery‬كم ا يمكن خ زن ثن ائي أكس يد الكرب ون‬
‫بحقن ه في ب اطن األرض‪ ،‬ض من كه وف أو من اجم مهج ورة أو تش ققات جيولوجي ة مناس بة أو خزان ات مي اه‬
‫جوفية مالحة‪ .‬وهناك إمكانات أخرى في الصناعة اللتقاط‪ CO2‬واستخدامه كما في صناعة اليوريا‪ .‬وال تزال‬
‫هذه التقانة تدرس الستخدامها خاصة إذا طبقت ضريبة الكربون المنصوص عليها في بروتوكول كيوتو على‬
‫اإلصدارات من غاز ثنائي أكسيد الكربون‪ .‬أما صرف ثنائي أكسيد الكربون فيتم عن طريق امتصاصه من‬
‫قب ل النبات ات‪ ،‬وتحويل ه بواسطة الطاق ة الشمس ية القادم ة من أشعة الش مس إلى نس ج في عملي ة تدعى بالتمثي ل‬
‫اليخض وري‪ .‬وه ذا م ا ي دعو إلى االهتم ام بالتش جير‪ ،‬والحف اظ على الغاب ات‪ .‬وهن اك بح وث لتط وير طح الب‬
‫ونباتات مائية تستطيع القيام بهذه المهمة‪ .‬وهناك ثالث طرق اللتقاط ‪ CO2‬الناجم عن حرق الوقود األحفوري‬
‫أو الكتلة الحيوية‪ .‬ويشير االلتقاط بعد الحرق إلى إزاحة ‪ CO2‬من الغازات العادمة الناجمة عن االحتراق في‬
‫اله واء‪ .‬أم ا االلتق اط قبل االح تراق‪ ،‬فيع ني إنت اج غ از التفاع ل‪ ،‬وه و خلي ط من أول أكس يد الكرب ون‬
‫والهيدروجين‪ ،‬عن طريق تفاعل المادة الهيدروكربونية مع البخار أو األكسدة الجزئية بالهواء‪ .‬ويتفاعل أول‬
‫أكسيد الكربون مع البخار مرة ثانية لينتح ثنائي أكسيد الكربون والهيدروجين بتفاعل اإلزاحة‪ .‬ويمكن إزاحة‬
‫‪ CO2‬بإحدى الطرق المعتمدة واستخدام الهيدروجين في االحتراق أو في خاليا الوقود‪.‬‬
‫‪ -4‬الطاقة النووية‪:‬‬
‫هن اك ح والي ‪ 30‬دول ة في الع الم تمتل ك محط ات لتولي د الطاق ة النووي ة‪ .‬وق د بلغت حص ة الطاق ة النووي ة في‬
‫(‪)16‬‬
‫تولي د الكهرب اء ‪ %16‬على مس توى الع الم ع ام ‪ ،2005‬ومن المتوق ع أن تص ل إلى ‪ %18‬ع ام ‪.2030‬‬
‫ولكن هذا الرقم المتوسط على المستوى العالمي‪ ،‬يخفي تباينات كثيرة بين الدول والمناطق‪ .‬فبينما ترتفع حصة‬
‫الطاق ة النووي ة في بعض ال دول األوروبي ة مث ل فرنس ا إلى ‪ %78‬من ‪ 59‬محط ة‪ ،‬وبلجيك ا ‪ % 65‬وروس يا‬
‫‪ ،%58‬فإنه ا معدوم ة في أك ثر بل دان الع الم الن امي‪ .‬وم ع زي ادة المخ اوف من ت أثير اس تخدام الفحم الحج ري‬
‫والنفط في زيادة االنبعاثات من ثنائي أكسيد الكربون‪ ،‬والتأثير على المناخ‪ ،‬وأيضا بسبب االرتفاع الحاد الذي‬
‫حص ل م ؤخرا في أس عار النف ط‪ ،‬ف إن دوالً عدي دة في الع الم تس عى لتنفي ذ ب رامج طموح ة لتولي د الكهرب اء من‬
‫الطاقة النووية‪ .‬وتأتي في مقدمة هذه الدول الصين التي تسعى لبناء ‪ 35‬محطة توليد طاقة نووي ة في المستقبل‬
‫الق ريب تول د ‪ 60000‬ميغ ا وات لتلبي ة احتياجاته ا المتنامي ة إلى الطاق ة‪ .‬ويع ود ذل ك إلى ع دد س كانها الب الغ‬

‫‪-33-‬‬
‫بحدود ‪ 1200‬مليون نسمة‪ ،‬وإ لى معدل النمو المرتفع الذي تمر به منذ عدة عقود‪ ،‬والذي بلغ بحدود ‪%10‬‬
‫سنويا‪ .‬تعتمد الصين حالياً على توليد الكهرباء من الفحم الحجري المتوفر بكثرة لديها‪ .‬لكن هذا الفحم هو من‬
‫النوعي ة الس يئة‪ ،‬ول ه ت أثير س يء ج داً على البيئ ة المحلي ة‪ ،‬إلص داراته المرتفع ة من غ ازات أكاس يد الك بريت‬
‫واآلزوت‪ .‬كما تتعرض الصين لضغوط من دول العالم‪ ،‬بسبب مساهمتها المرتفعة في إصدار غازات الدفيئة‪.‬‬
‫وتعتم د الص ين بش كل كب ير على اس تيراد النف ط والغ از من الخ ارج‪ .‬وك ذلك فعلت دول أخ رى مث ل الهن د‬
‫والبرازي ل‪ .‬وبالنس بة لل دول المتقدم ة ال تي جم دت التوس ع في برنامجه ا الن ووي بس بب رخص س عر النف ط في‬
‫العق ود الماض ية‪ ،‬وبس بب احتجاج ات أنص ار البيئ ة‪ ،‬فق د ع اد االهتم ام به ذه الطاق ة من جدي د بس بب االحتب اس‬
‫الح راري‪ ،‬وع دم اس تقرار أس عار النف ط‪ .‬فق د أعلنت الوالي ات المتح دة أنه ا ستوس ع برنامجه ا الن ووي في‬
‫المستقبل‪ ،‬بينما تعيد دول عدة مثل بريطانيا وألمانيا تقييمها للوضع الراهن‪ .‬وهناك عقود حالية لبناء ‪ 1‬محطة‬
‫في فنلندا و‪ 1‬محطة في فرنسا و‪ 2‬في الواليات المتحدة وحوالي ‪ 32‬مفاعل في العالم‪ .‬ويتطلب بناء محطات‬
‫الطاقة النووية رأسماالً مرتفعاً وتقانة متطورة‪ ،‬تأخذ عوامل األمان بعين االعتبار‪ .‬ويستغرق بناء المحطة من‬
‫‪ 15-10‬س نة‪ .‬أم ا العم ر التق ديري له ا فق د ازداد من ‪ 20‬عام اً إلى ‪ 40‬عام اً‪ ،‬بفض ل التص اميم الحديث ة‬
‫(‪)17‬‬
‫والوثوقية الجيدة لعملها‪ .‬ومن مزايا الطاقة النووية الرئيسة‪:‬‬
‫انخفاض الكلفة التشغيلية بسبب كمية الوقود النووي البسيطة الالزمة للتشغيل‪.‬‬
‫انخفاض الكلفة الكلية على مدى عمر المحطة مقارنة بالنفط أو الفحم الحجري‪.‬‬
‫عدم إصدار الغازات الملوثة للبيئة المحلية وغازات االحتباس الحراري التي تسبب تغير المناخ‪.‬‬
‫ارتفاع كفاءتها التي ازدادت من ‪ %78‬إلى ‪% 90‬‬
‫تأمين حمل أساس ‪ Base load‬موثوق وثابت لشبكات التوزيع الكهربائية‬
‫تعرضها ألعطال قليلة‪ ،‬وصيانة طارئة‪ ،‬مما أطال عمر المحطة من ‪ 20‬عاماً إلى ‪ 40‬عاماً‬
‫وال تزال هناك مشاكل تعترض التوسع في الطاقة النووية أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬التخلص من الفض الت المش عة حيث ال ت زال المش كلة معلق ة‪ ،‬وهي تخ زن حالي اً في ب رك مائي ة ض من‬
‫منطقة المعمل‪.‬‬
‫‪ -2‬حدوث بعض الحوادث التي أثرت على الرأي العام العالمي‪ ،‬وتسببت بكوارث بيئية‪ ،‬أهما حادثة تشرنوبل‬
‫في أوكرانيا وثري مايل آيلند في الواليات المتحدة‪.‬‬
‫‪ -3‬كلفة إعادة تأهيل موقع المحطة بعد انقضاء عمرها االفتراضي‪ ،‬وإ زالة اآلثار اإلشعاعية من الموقع‪.‬‬
‫‪ -4‬تحتاج معالجة الوقود النووي المستهلك إلى تقانة عالية‪.‬‬
‫‪ -5‬الخوف من انتشار تقانة تصنيع األسلحة النووية في مناطق التوتر السياسي‪.‬‬
‫‪ -6‬كلفة االستثمار المرتفعة التي قد تكون فوق طاقة كثير من الدول النامية‪.‬‬
‫‪ -7‬زمن بناء المحطة الطويل‪ ،‬والتقانة العالية الالزمة للتشغيل والصيانة‪.‬‬
‫‪ - 5‬التوسع في استخدام‪ C‬الطاقات المتجددة‬

‫‪-34-‬‬
‫تعد الطاقات المتجددة مصدراً ال ينضب للطاقة‪ .‬وهي طاقات نظيفة ال تسبب تلوث اً يذكر للبيئة‪ ،‬كما أنها ال‬
‫تطلق غازات الدفيئة التي تؤدي إلى تغير المناخ‪ .‬وقد بذلت جهود حثيثة في نهاية السبعينات الستغالل هذه‬
‫الطاقات‪ ،‬والتقليل من االعتماد على الوقود األحفوري‪ ،‬الرتفاع أسعار الطاقة‪ ،‬وأيض اً لتخفيف آثار التلوث‪.‬‬
‫لكن سرعان ما تالشى هذا االهتمام‪ ،‬مع انخفاض أسعار النفط في الثمانينات والتسعينات إلى أدنى مستوياته‪،‬‬
‫وتوق ف ال دعم الحك ومي الس تعمال ه ذه الطاق ة‪ ،‬أو ح تى لبح وث التط وير فيه ا‪ .‬وق د ع اد االهتم ام بق وة اآلن‬
‫بسبب ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة‪ ،‬وبسبب الضغوط للتقليل من إصدارات غازات الدفيئة‪.‬‬
‫(‪)18‬‬
‫الطاقة الكهرومائية‬
‫تزود الطاقة المائية نسبة ال بأس بها من الكهرباء في العالم‪ ،‬ولكن اإلمكانات المتبقية لبناء السدود واالستفادة‬
‫من ه ذه الطاق ة بش كل كب ير أص بحت مح دودة‪ .‬وق د ب دأت بعض ال دول تع اني من اآلث ار البيئي ة الض ارة لبن اء‬
‫السدود الضخمة‪ ،‬من حيث التأثير على البيئة المائية والبحرية‪ ،‬وتراكم الطمي خلف السدود‪ ،‬وتدهور التربة‪،‬‬
‫وربما تأثير السدود على التعرض للزالزل‪.‬‬
‫طاقة الرياح‬
‫مع ارتفاع أسعار النفط في السبعينات انصب اهتمام كبير على طاقة الرياح ‪ .‬وقد أدى هذا إلى تطوير تصميم‬
‫العنف ات الريحي ة المول دة للكهرب اء خالل األع وام الثالثين األخ يرة‪ .‬ففي منتص ف الثمانين ات ك انت االس تطاعة‬
‫العظمى للعنف ة الريحي ة ‪ 150‬كيل و وات‪ .‬وفي ع ام ‪ 2006‬هن اك عنف ات تجاري ة باس تطاعة ‪ 1‬ميغ ا وات وق د‬
‫تص ل إلى ‪ 4‬ميغ ا وات‪ .‬تحت اج العنف ات إلى مس احة من األرض للطرق ات الالزم ة لص يانتها‪ ،‬ولم د خط وط‬
‫الكهرب اء بينه ا‪ .‬وتق در المس احة الالزم ة لعنف ة تول د ‪ 600‬كيل و وات بـ ‪ 6000‬م‪ .2‬كم ا أنه ا تحت اج إلى ري اح‬
‫بس رعة ‪ 3‬م ‪ /‬ث ا كح د أدنى‪ ،‬بالنس بة للعنف ات الص غيرة و‪ 6‬م‪/‬ث للعنف ات الكب يرة‪ .‬وت زداد س عة العنف ة‬
‫واقتص اديتها م ع زي ادة س رعة الري اح وثباته ا‪ .‬وق د توس عت بعض ال دول مث ل ألماني ا واس بانيا وال دانمارك‬
‫والوالي ات المتح دة وانكل ترا وغيره ا في اس تغالل ه ذه الطاق ة‪ .‬تبل غ الطاق ة المول دة من الري اح في الوالي ات‬
‫المتحدة ‪ 9000‬ميغا وات فقط‪ .‬وتأمل بعض الدول أن تصبح حصة الرياح في توليد الكهرباء بحدود ‪%10‬‬
‫على م دى العق ود القليل ة القادم ة‪ .‬ويع ترض بعض هم على إنش اء الم زارع الريحي ة بس بب الض جيج‪ ،‬أو إفس اد‬
‫المنظر العام لألرض (التلوث البصري)‪ .‬ولذا يعمد كثير من الدول إلى إنشاء هذه المحطات على بعد ‪-20‬‬
‫‪ 30‬كم من الس احل‪ ،‬بعي داً عن المن اطق الس كنية ولالس تفادة من ش دة الري اح في البح ار‪ .‬وتعت بر محط ة‬
‫راهينليغ البحرية في إيرلندة أكبر محطة ريحية في العالم اآلن‪ .‬تبلغ استطاعة المحطة المؤلفة من ‪ 200‬عنفة‬
‫(‪)19‬‬
‫‪ 520‬ميغا وات بكلفة ‪ 600‬مليون دوالر‪.‬‬
‫الطاقة الشمسية‬
‫أم ا الطاق ة الشمس ية فهي المعين ال ذي ال ينض ب‪ ،‬والطاق ة النظيف ة ال تي ال تس بب تل وث البيئ ة‪ ،‬أو االحتب اس‬
‫الحراري‪ .‬ولحسن الحظ تمتلك الدول العربية الصحارى الواسعة بمساحتها‪ ،‬والغنية بشدة اإلشعاع الشمسي‬
‫فيه ا‪ ،‬و بط ول فترت ه‪ .‬لق د اس تخدم اإلنس ان الطاق ة الشمس ية مباش رة من ذ الق دم‪ ،‬لتجفي ف المالبس واألغذي ة‪،‬‬
‫وبصورة غير مباشرة في الزراعة التي تمده بالغذاء والطاقة‪ .‬وتدعي األسطورة أن العالم اليوناني أرخميدس‬

‫‪-35-‬‬
‫ص مم م رآة شمس ية ض خمة‪ ،‬اس تطاع بواس طتها تجمي ع األش عة الشمس ية وتس ليطها على أش رعة األس طول‬
‫الروم اني ال ذي ك ان يحاص ر س يراكوز فحرقه ا ع ام ‪ 212‬ق‪.‬م‪ .‬وفك ر ليون اردو دافنش ي في الق رن الخ امس‬
‫عش ر في ترك يز األش عة الشمس ية‪ ،‬واس تخدام الطاق ة الناجم ة عن ذل ك في لح ام النح اس‪ .‬وق د ب دأ اإلنس ان في‬
‫القرن الماضي بتطوير التقانة التي يستطيع بواسطتها االستفادة من الطاقة الشمسية بشكل أكبر‪ .‬إن أحدى أهم‬
‫عقبات استخدام الطاقة الشمسية هي أنها متقطعة‪ ،‬وغير متاحة عندما يكون اإلنسان بأشد الحاجة إليها‪ ،‬أي في‬
‫الظالم أو ال برد‪ .‬وإ ض افة ل ذلك فالطاق ة الشمس ية مم ددة ج داً‪ ،‬بالنس بة لل زمن والمس احة‪ .‬تس تقبل األرض من‬
‫ميغا جول في العام‪ ،‬وبمعدل ‪ 1000‬وات لكل م‪ 2‬من سطح األرض‪ .‬ويحتاج اإلنسان‬ ‫‪18‬‬
‫الشمس ‪10* 5.6‬‬
‫إلى التقاط هذه األشعة على مدى زمني قصير‪ ،‬ولمساحة صغيرة‪ ،‬حتى يستطيع االستفادة منها‪ .‬ويمكن التقاط‬
‫األشعة الشمسية مباشرة من الشمس‪ ،‬بواسطة الالقط الشمسي‪ .‬ومع ارتفاع درجة الحرارة في مركز انعكاس‬
‫األشعة لالقط الشمسي‪ ،‬ترتفع درجة حرارة الماء‪ ،‬ويتحول إلى بخار يمكن االستفادة منه في توليد الكهرباء‪.‬‬
‫إن التح دي ال رئيس الس تخدام الطاق ة الشمس ية ه و في االس تفادة منه ا في وس ائط النق ل أو في الص ناعة‪ .‬وهن ا‬
‫نحت اج إلى وق ود خفي ف‪ ،‬وذي ترك يز ط اقي مرتف ع‪ .‬ويمكن إج راء ذل ك عن طري ق تحوي ل الطاق ة الشمس ية‬
‫(‪)20‬‬
‫بواسطة الكهرباء إلى غاز الهيدروجين‪ ،‬الذي يمكن خزنه ونقله واستخدامه عند الحاجة إليه‪.‬‬
‫تعتم د تقان ة الترك يز الشمس ي الح راري (‪ )CST‬على اس تخدام العدس ات والمراي ا‪ ،‬وعلى أنظم ة تتتب ع حرك ة‬
‫الشمس‪ ،‬لتركز مجاالً واسعاً من األشعة الشمسية في حزمة صغيرة‪ .‬وتحتاج هذه التقانة إلى التعرض المباشر‬
‫للش مس لتعم ل‪ .‬ول ذا فه ذه التقان ة غير مالئم ة للمواقع المغط اة بالس حب‪ .‬وم ع ذل ك فله ا م يزة وهي أن درج ة‬
‫الح رارة العالي ة تول د الم اء الس اخن أو البخ ار‪ ،‬الل ذين يس تخدمان في أغ راض مختلف ة‪ .‬وهن اك ثالث تقان ات‬
‫وهي‪ ،‬الخزان الشمسي وبرج الطاقة‬
‫الشمس ية والص حن اإلهليجلي‪ .‬وهن اك ن وع راب ع قلي ل االس تخدام ه و الطب ق الشمس ي‪ .‬وتس تطيع ه ذه التقان ات‬
‫كلها تركيز األشعة‪ ،‬والحصول على درجات عالية من الحرارة بكفاءة مرتفعة‪ ،‬ولكنها تختلف في طريقة تتبع‬
‫الشمس وتركيز الضوء‪.‬‬
‫إن التقانة األخرى الستغالل الطاقة الشمسية هي تقانة الخاليا الفولطائية (‪ .)PV‬من المعروف منذ ‪ 150‬عام اً‬
‫أن الضوء ي ؤثر على مواص فات بعض الم واد‪ .‬ويعرف ه ذا بالت أثير الكهرض وئي‪ ،‬وق د حص ل آينش تاين على‬
‫جائزة نوبل عام ‪ 1921‬لشرحه لهذه الظاهرة‪ .‬تتولد الكهرباء من الفصل بين الشوارد السالبة (االلكترونات)‬
‫والشوارد الموجبة (الثقوب) عند تسليط الضوء على نقطة اتصال جزئين من بلورة نصف ناقل‪ .‬والسيليكون‬
‫عبارة عن نصف ناقل يمكن خلطه بكميات بسيطة جداً من الشوائب (مثل الفسفور والبورون) بعملية تدعى‬
‫اإلشابة ‪ .Doping‬حيث تنتج هذه العملية ‪ P‬موجبة و ‪ N‬سالبة‪ .‬وعند تعرضها للضوء تنتج الخلية جهداً ‪1‬‬
‫فولط‬
‫صنعت الخاليا األولى من السيلينيوم عام ‪ ،1883‬أما الخاليا األولى من السيليكون فقد صنعت عام ‪.1954‬‬
‫وق د اس تخدمت ه ذه الخالي ا بنج اح في رحالت الفض اء من ذ ع ام ‪ ،1958‬وأص بحت الوس يلة المس يطرة لتولي د‬
‫الكهرب اء في ال رحالت الفض ائية في الس تينات‪ .‬وبالنس بة الس تخدامها على األرض‪ ،‬فق د ك انت الكلف ة بح دود‬

‫‪-36-‬‬
‫‪ $ 100‬لل وات في الس تينات‪ .‬وفي الس بعينات أمكن تخفيض الكلف ة إلى ‪ $20‬لل وات‪ ،‬مم ا جعله ا ص الحة‬
‫لالس تخدام في األم اكن البعي دة عن الش بكة الكهربائي ة‪ ،‬وفي المحط ات البحري ة‪ ،‬ومن ارات الم رافئ‪ ،‬ومراك ز‬
‫تقاطع السكك الحديدية‪ ،‬وفي الحماية المهبطية لألنابيب وغيرها‪ .‬وقد ازداد االهتمام بها في السبعينات‪ ،‬نتيجة‬
‫ارتفاع أسعار النفط ثم تناقص هذا االهتمام بعد ذلك‪ .‬ومع ذلك نمت بمعدل بين ‪ %20-10‬خالل الثمانينات‬
‫والتس عينات‪ ،‬وبلغت اس تطاعة التولي د الكهربائي ة منه ا ‪ 1000‬ميغ ا وات ع ام ‪ .1999‬وق د وص لت ذروة‬
‫االس تطاعة المركب ة إلى ‪ 6000‬ميغ ا وات ع ام ‪ ،2006‬ومن المتوق ع أن تص ل إلى ‪ 9000‬ميغ ا وات ع ام‬
‫(‪)21‬‬
‫‪.2007‬‬
‫وبالنسبة ألمريكا الشمالية فإن متوسط التعرض الشمسي (بما في ذلك الليل والطقس الغائم) هو بحدود ‪125‬‬
‫إلى ‪ 375‬وات ‪ /‬م‪ 2‬على م دى عام كام ل‪ .‬وحالي اً تح ول ألواح الخالي ا الفولطائي ة ‪ %15‬من الطاق ة الس اقطة‬
‫عليه ا إلى كهرب اء (أي من ‪ 3‬إلى ‪ 9‬كيل و وات ‪ /‬م‪ / 2‬ي وم)‪ ،‬ول ذا تعطي ه ذه الخالي ا بح دود ‪ 19‬إلى ‪56‬‬
‫وات ‪ /‬م‪ 2‬أو ‪ 1.35 - 0.45‬كيل و وات س اعي ‪/‬م‪ /2‬ي وم‪ .‬إن كف اءة الخلي ة هي اق ل من ‪ .%25‬ويكل ف الـ‬
‫‪ PV‬الم ركب‪ ،‬ح والي ‪ $9‬لك ل وات كهرب اء ذروة‪ .‬وبالنس بة ل بيت ص غير م زود ب ‪ 3.6‬كيل و وات ‪،PV‬‬
‫وب دون بطاري ات ومرتب ط بالش بكة ويغطي نص ف احتياج ات الم نزل من الكهرب اء ف إن الكلف ة هي بح دود‬
‫‪.$ 32000‬‬
‫يس تخدم ح والي ‪ %14‬من الطاق ة في الوالي ات المتح دة لتس خين المي اه‪ .‬ويمكن تزوي د ‪ % 75-50‬منه ا من‬
‫الطاق ة الشمس ية‪ .‬لق د بلغت االس تطاعة المركب ة ألنظم ة تس خين المي اه بالطاق ة الشمس ية ‪104‬غيغ ا وات ع ام‬
‫‪ ،2006‬وهي تنم و بمع دل ‪ %20-15‬في الع ام‪ .‬وتحت ل الص ين المرتب ة األولى في الع الم في تس خين المي اه‬
‫بالطاقة الشمسية‪ .‬إن استخدام الطاقة الشمسية لتسخين المياه مالئم إذ أن درجة الحرارة منخفضة وهي بحدود‬
‫‪70-25‬م‪ .‬وتستخدم الصفائح المنبسطة أو األنابيب المفرغة والتي تبلغ كفاءتها بحدود ‪.%60‬‬
‫إن االستخدام التالي لألشعة الشمسية في البيوت هو لإلنارة‪ .‬وخالل القرن العشرين‪ ،‬ونظراً لرخص الطاقة‪،‬‬
‫أص بحت اإلن ارة الداخلي ة بواس طة الكهرب اء‪ .‬تش كل اإلن ارة الداخلي ة حالي اً ح والي ‪ % 22‬من الكهرب اء‬
‫المس تهلكة في الوالي ات المتح دة‪ .‬ويمكن للتص ميم الجي د أن يخف ف ق دراً كب يراً من الكهرب اء المص روفة في‬
‫اإلن ارة‪ ،‬وخاص ة خالل س اعات النه ار‪ .‬ولإلن ارة الطبيعي ة فوائ د أخ رى فيزيولوجي ة وس يكولوجية‪ .‬وباس تخدام‬
‫نظام اإلضاءة المهجن‪ ،‬يمكن عكس األشعة الشمسية الساقطة في حزمة ضوئية‪ ،‬ومن ثم نقلها بالليف الض وئي‬
‫(‪)22‬‬
‫إلى داخل المسكن للتعويض عن اإلنارة الكهربائية‪.‬‬
‫تس تخدم الطاق ة الشمس ية أيض اً في تك ييف المس اكن (تدفئ ة اله واء وتبري ده وتغي يره)‪ .‬وتبل غ نس بة الطاق ة‬
‫الكهربائي ة المص روفة له ذا الغ رض ‪ %40‬من الكهرب اء في الوالي ات المتح دة واالتح اد األوروبي‪ .‬ويمكن‬
‫اس تخدام م واد تمتص الح رارة خالل الس طوع الشمس ي‪ ،‬مث ل الحج ارة واالس منت والمي اه‪ ،‬ثم ترس لها عن دما‬
‫تغيب الشمس ويبرد المنزل‪ .‬وهناك أيضا المدخنة الشمسية أو الحرارية‪ ،‬التي تؤدي إلى تكييف الهواء بين‬
‫الداخل والخارج بحيث تبرد صيفاً وتدفئ شتاء‪.‬‬
‫الكتلة الحيوية ‪Biomass‬‬

‫‪-37-‬‬
‫هناك طرق عديدة الستخدام الكتلة الحيوية في توليد الطاقة‪ .‬وتأتي في مقدمة هذه االستخدامات ح رق الحطب‪،‬‬
‫حيث ي أتي معظم الطاق ة في كث ير من ال دول النامي ة من ه ذا المص در‪ .‬لكن الح رق عملي ة غ ير كف ؤة‪ ،‬وي ؤدي‬
‫إلى إصدار مركبات طيارة ودخان وغازات ملوثة وغازات االحتباس الحراري‪ .‬وهناك عملية تغويز الكتلة‬
‫الحيوية‪ ،‬بتسخينها إلى درجة مرتفعة بغياب األكسجين‪ .‬تولد هذه العملية مزيج اً من الغازات‪ ،‬مثل أول أكسيد‬
‫الكربون وثنائي أكسيد الكربون والميثان والنتروجين والهيدروجين‪ .‬ولهذه الطريقة ميزة على الحرق‪ ،‬هي أنه‬
‫يمكن تنقية الغاز من الشوائب‪ ،‬واستخدامه في كافة أنواع الطاقة تماماً مثل الغاز الطبيعي‪ .‬كما يمكن استخدام‬
‫غ از الهي دروجين لوح ده‪ ،‬أو تحوي ل غ از أول أكس يد الكرب ون والهي دروجين إلى الميث انول‪ .‬وهن اك عملي ة‬
‫التفحيم حيث تسخن الكتلة الحيوية إلى درجة عالية لتبخير المواد الطيارة‪ ،‬والحصول على فحم الخشب بكثافة‬
‫تعادل ضعف كثافة الكتلة الحيوية األصلية‪ .‬وقد أجريت تحسينات للحصول على المواد الطيارة‪ ،‬وتحويلها‬
‫إلى غ از الهي دروجين وأول أكس يد الكرب ون‪ .‬وهن اك عملي ة الهض م الاله وائي للفض الت العض وية ال تي تنتج‬
‫(‪)23‬‬
‫الغاز الحيوي الذي يحتوي على الهيدروجين والميثان‪.‬‬
‫الوقود الحيوي ‪Biofuel‬‬
‫اس تخدمت عملي ة التخم ير لبقاي ا الم واد الغذائي ة‪ ،‬مث ل الم والس من الش وندر أو قص ب الس كر إلنت اج الكح ول‬
‫اإليثيلي‪ .‬وقد أضيف هذا الكحول بنسبة ‪ %20-10‬إلى غازولين السيارات في البرازيل الغنية بقصب السكر‬
‫والفقيرة بالموارد البترولية‪ .‬ومع ارتفاع سعر برميل النفط إلى أعلى من ‪ 50‬دوالر للبرميل‪ ،‬أعلنت دول عدة‬
‫من بينها الواليات المتحدة عن نيتها في التوسع في استخدام الوقود الحيوي من المحاصيل الزراعية المختلفة‬
‫كالذرة وغيره ا‪ .‬لكن هذا األمر قد يضر بزراع ة المحاص يل الغذائي ة في الدول الفقيرة بالنفط‪ ،‬أو في الدول‬
‫(‪)24‬‬
‫النامية‪ .‬كما أنه قد يستنزف الثروة المائية الموجودة فيها لصالح هذه العملية‪.‬‬
‫الحرارة الجوفية ‪Geothermal Energy‬‬
‫اليوناني ة وتع ني األرض‪ ،‬ومن الكلم ة ‪ therm‬ال تي تع ني الح رارة‪ .‬ول ذا فهي‬ ‫ت أتي الكلم ة من ‪Geo‬‬
‫بالعربية الحرارة األرضية أو الحرارة الجوفية‪ .‬تأتي الحرارة الجوفية من تصلب األرض من الغبار والغاز‬
‫من ذ ح والي ‪ 4‬بلي ون ع ام‪ .‬وق د تص ل درج ة ح رارة ج وف األرض عن د ‪ 4000‬مي ل في عم ق األرض إلى‬
‫ح والي ‪ 9000‬فهرنه ايت‪ .‬وت أتي الح رارة أيض ا من تفك ك العناص ر المش عة الموج ودة في الص خور‪ .‬ويمكن‬
‫(‪)25‬‬
‫االستفادة من الحرارة مباشرة أو بتوليد أنواع أخرى من الطاقة بدون تلويث البيئة‪.‬‬
‫تتدفق الح رارة من نواة األرض باستمرار إلى الخ ارج‪ .‬وهي تنتق ل إلى الطبق ة المحيط ة ب النواة وال تي تدعى‬
‫الغط اء‪ .‬وعندما تصبح درج ة الحرارة والضغط عاليين جداً‪ ،‬ت ذوب بعض ص خور الغط اء وتش كل الماغما‬
‫(الص هارة)‪ .‬وبم ا أن الص هارة أخ ف من الص خور المحيط ة به ا فإنه ا ترتف ع ببطء نح و األعلى إلى القش رة‬
‫األرض ية حامل ة الح رارة من األس فل‪ .‬وق د تص ل الص هارة إلى س طح األرض‪ ،‬حيث تس مى ب الحمم البركانية‬
‫التي تنبعث من البراكين‪ .‬ولكنها في معظم األحيان تبقى تحت قشرة األرض‪ ،‬وتقوم بتسخين الصخور والمياه‬
‫الجوفية القريبة إلى درجة قد تصل إلى ‪ 700‬فهرنهايت‪ .‬وقد يتغلغل بعض هذه المياه إلى سطح األرض عبر‬

‫‪-38-‬‬
‫الشقوق والتصدعات‪ ،‬ليشكل ينابيع المياه المعدنية الحارة‪ .‬لكن معظمه يبقى في جوف األرض محصوراً بين‬
‫الصخور‪ ،‬حيث يدعى هذا التجمع الطبيعي للمياه الساخنة بـ (خزان الحرارة الجوفية)‪.‬‬
‫تحفر آبار أحيان ا بعمق ‪ 3‬كم‪ ،‬وينطلق الم اء والبخ ار بش كل ط بيعي أو بواس طة المض خات إلى السطح‪ .‬وإ ذا‬
‫ك انت الح رارة بح دود ‪ 370-120‬م‪ ‬فيمكن تولي د الكهرب اء‪ ،‬بينم ا تس تخدم الخزان ات األق ل عمق ا وبح رارة‬
‫‪149-21‬م‪ ‬لتسخين المساكن أو البيوت الزجاجية أو تربية األسماك أو لالستجمام‪ .‬وتولد الطاقة بدون حرق‬
‫الوقود وبالتالي بدون إصدار غازات الدفيئة‪.‬‬

‫‪ ‬ت زود الطاق ة الحراري ة الجوفي ة ح والي ‪ 10000‬ميغ ا وات في الع الم في ح والي ‪ 35‬دول ة‪ .‬وتول د الوالي ات‬
‫المتحدة ‪ 2850‬ميغا وات‪ ،‬وتشكل ‪ %2‬من الكهرباء في أوتا و‪ %6‬في كاليفورنيا و‪ %10‬في نيفادا الشمالية‪.‬‬
‫وهي تشكل ضعف الطاقة المولدة من الشمس والرياح هناك‪.‬‬

‫‪ ‬تص نف الح رارة الجوفي ة على أنه ا متج ددة من قب ل وكال ة حماي ة البيئ ة األمريكي ة ‪ EPA‬حيث تمت د لعق ود‬
‫وربما لقرون‪ .‬ويمكن للحرارة الجوفية المركبة في العالم أن تزود طاقة تعادل ‪ 10‬محطات طاقة نووية‪ .‬وهي‬
‫ص ديقة للبيئ ة إال أن بعض المي اه الجوفي ة تطل ق غ از ك بريت الهي دروجين‪ H2S‬ال ذي يمكن إزاحت ه بط رق‬
‫خاص ة‪ .‬وتحت وي المي اه الجوفي ة أيض ا على ثن ائي أكس يد الكرب ون‪ ،‬غ ير أن م ا يطل ق من ه أق ل من ‪ % 4‬من‬
‫محط ة وق ود أحف وري‪ .‬وتحت وي المي اه المعدني ة الح ارة على مع ادن وأمالح أعلى من خزان ات المي اه الجوفي ة‬
‫الب اردة ول ذا تغل ف األن ابيب بطبق ة عازل ة لحمايته ا من التس رب إلى المي اه الجوفي ة‪ .‬وتق ام المحط ات ف وق‬
‫الخزانات الجوفية وال تحتاج إلى بقعة واسعة من األرض وال تؤثر على جمالية المنطقة‪.‬‬

‫لقد تطور استخدام الطاقة الجوفية منذ السبعينات من حيث الحفر ومشاكل محطات الطاقة‪ .‬وقد حلت مشاكل‬
‫تتعل ق بالتقش ر والترس ب والتآك ل بالمعالج ة األولي ة للمي اه الجوفي ة‪ .‬وق د ط ورت ط رق إلزاح ة الس يليكا من‬
‫خزان ات تحت وي على نس ب عالي ة من الس يليكا‪ .‬وفي بعض المحط ات تس تخدم الس يليكا في ص ناعة االس منت‪،‬‬
‫كم ا يس ترجع الك بريت ويب اع‪ .‬وهن اك محط ات تس ترجع التوتي اء من ه ذه المي اه المعدني ة‪ .‬ونتيج ة ل ذلك فق د‬
‫(‪)26‬‬
‫انخفضت الكلفة بمقدار ‪ .%25‬و ال يزال البحث العلمي مستمراً لتحسين العملية‪.‬‬

‫من غ ير الممكن زي ادة الح رارة‪ ،‬ولكن يمكن زي ادة نفوذي ة الص خر‪ ،‬وك ذلك زي ادة كمي ات المي اه‪ .‬ويمكن‬
‫للخزان ات المص نوعة من اإلنس ان أن ت زوده بـ‪ %10‬من الكهرب اء ع ام ‪ .2020‬وكمث ال على زي ادة كمي ات‬
‫المياه هو خزان جيسر في كاليفورنيا حيث يحقن الخزان بمياه معالجة من محطة الصرف الصحي القريبة‪.‬‬
‫وب ذلك ت زداد كمي ة الكهرب اء‪ ،‬و تح ل مش كلة التخلص من المي اه المعالج ة‪ .‬ويمكن تحس ين النفوذي ة بحقن مي اه‬
‫ح ارة تحت ض غط مرتف ع في الخ زان‪ ،‬ليق وم بتف تيت الص خور‪ .‬وتس تخدم أيض اً المض خات الحراري ة الجوفي ة‬
‫لتدفئة البيوت‪ .‬وتستخدم هذه التقانة درجة الحرارة الثابتة بين ‪ 13-7‬م‪ ‬في األرض بضخ مائع ينقل الحرارة‬
‫إلى المسكن لتدفئته في الشتاء‪ ،‬وتبريده في الصيف‪ .‬ويمكن لهذه التقانة أن تخفض استهالك الكهرباء بـ ‪-30‬‬

‫‪-39-‬‬
‫‪ .%60‬وهن اك أك ثر من ‪ 300000‬مض خة حراري ة في الوالي ات المتح دة وسويس را‪ .‬وهي من أك ثر التقان ات‬
‫كفاءة كما قيمتها وكالة حماية البيئة األمريكية للتدفئة والتبريد‪.‬‬

‫طاقة الهيدروجين وخاليا الوقود ‪Fuel Cells‬‬


‫كما ذكر سابقاً‪ ،‬فإن هناك ميالً تاريخياً الستخدام وقود أغنى بالهيدروجين من الكربون‪ .‬ويمكن أن يكون غاز‬
‫الهيدروجين هو الحامل النهائي للطاقة‪ ،‬إذ يمكن تخزينه ونقله من مكان آلخر وإ عادة استخدامه لتوليد الطاقة‪.‬‬
‫وتستخدم طاقة الهيدروجين حاليا لدفع الصواريخ‪ ،‬ولكنها يمكن أن تستخدم مستقبالً لتحريك وسائط النقل أو‬
‫لتوليد الكهرباء‪ .‬ويؤدي حرق الهيدروجين إلى تشكيل الماء‪ ،‬الذي يمكن أن يحلل بواسطة الطاقة الكهربائية‬
‫المس تمدة من الطاق ة الشمس ية أو أي ة طاق ة أخ رى ليول د الهي دروجين‪ .‬أي أن ه ذه ال دورة يمكن تكراره ا ع دة‬
‫م رات ب دون أن يس بب ذل ك أي تل وث للبيئ ة‪ .‬يمكن تولي د الهي دروجين بواس طة التحلي ل الكهرب ائي للم اء‪ ،‬أو‬
‫بتس خين جزيئ ات الم اء إلى درج ات عالي ة ج داً من الح رارة (‪ 2500‬م‪ .)‬وتق وم النبات ات بتحوي ل الطاق ة‬
‫الشمسية إلى هيدروجين وأكسجين‪ .‬ويتفاعل الهيدروجين مع ثنائي أكسيد الكربون ليشكل خاليا النبات‪ ،‬بينما‬
‫يطلق األكسجين إلى الجو‪ .‬إن معرفة اآللية التي يقوم بها النبات مهمة لنا الستخدام الطاقة الشمسية مباشرة‬
‫(‪)27‬‬
‫في توليد الهيدروجين‪.‬‬
‫يستخدم الهيدروجين في توليد الكهرباء عن طريق خاليا الوقود‪ .‬تتشكل الخلية من قطبين يحتويان على وسيط من‬
‫مع دن البالتين‪ .‬يرتبط القطب ان من الخ ارج ب دارة تنقل الكهرب اء‪ ،‬كم ا أنهم ا يغمس ان في محل ول كهرليتي‪ ،‬ويفصل‬
‫بينهم ا غش اء‪ .‬ي دخل الهي دروجين على ش كل غ از إلى القطب الم وجب حيث يتش رد بفع ل الوس يط إلى ش اردة‬
‫الهيدروجين ويطلق الكترون اً‪ .‬يسري االلكترون في الدارة الخارجية‪ ،‬بينما ينتقل البروتون عبر الغشاء إلى القطب‬
‫السالب‪ .‬على القطب السالب يتفاعل األكسجين الداخل على شكل غاز‪ ،‬مع االلكترون ليشكل شاردة الماءات السالبة‪.‬‬
‫تتفاعل شاردة الهيدروجين مع شاردة الماءات لتشكل الماء‪ .‬وهذا هو الناتج الوحيد من العملية‪ .‬وبذلك تعمل خلية‬
‫الوق ود عم ل البطاري ة‪ ،‬لكنه ا تختل ف عنه ا في أنه ا تق وم بتولي د الكهرب اء بش كل مس تمر‪ ،‬طالم ا ك ان هن اك تزوي د‬
‫ب الوقود ال ذي ه و الهي دروجين و باألكس جين‪ .‬لق د اس تخدمت خالي ا الوق ود على نط اق واس ع في تولي د الكهرب اء في‬
‫المركبات الفض ائية في الستينات‪ .‬وقد أدى التطوير المستمر لها عن طريق خفض كمي ة المع دن الثمين من وسيط‬
‫البالتين‪ ،‬وتحس ين مواص فاتها إلى إنق اص س عرها بش كل مس تمر‪ ،‬من ذ ذل ك الحين‪ .‬ويمكن لإلنت اج الكب ير والمس تمر‬
‫منه ا‪ ،‬إض افة إلى التحس ينات الناجم ة عن البحث والتط وير‪ ،‬أن تنقص الكلف ة إلى ‪ /$25‬كيل و وات‪ ،‬مم ا يجعله ا‬
‫(‪)28‬‬
‫منافسا" قويا" في توليد الكهرباء أو تحريك السيارات‪.‬‬
‫طاقة المد والجزر‬
‫يعتمد العالم في تأمين ‪ %90‬من طاقته الكهربائية على المصادر التقليدية‪ .‬لقد كانت المحيطات والبحار منذ‬
‫فترة طويلة المصدر المحتمل للطاقة البديلة‪ ،‬حيث تحمل حركة المحيط طاقة على شكل مد وجزر وموجات‬
‫وتيارات مائي ة‪ .‬وقد استخدمت طاق ة المد والجزر في أوروبا منذ أكثر من ‪1000‬ع ام في طحن الحب وب‪ .‬وق د‬
‫س جل الفرنسي ج يرارد ‪ GIRARD‬أول ب راءة اخ تراع على اإلطالق باس تخدامه طاق ة األم واج ع ام ‪.1799‬‬

‫‪-40-‬‬
‫وهناك بعض الدول التي كانت سباقة إلى استعمال هذه التقنية الحديثة مثل فرنسا وانكلترا والواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ .‬ومنذ أربعين عام اً كان هناك اهتمام ثابت في تسخير قدرة المد و الجزر لتوليد الكهرباء‪ .‬و قد تم‬
‫تركيز االهتم ام على مص بات األنه ار‪ ،‬حيث تع بر كمي ات كب يرة من الم اء خالل قن وات ض يقة‪ ،‬مم ا يزي د من‬
‫سرعة جريانها‪ .‬لكن مشاكل بيئية كبيرة واجهت العلماء لتنفيذ هذه التقنية‪ .‬لذلك لجؤوا إلى النظر في إمكانية‬
‫استخدام التيارات الساحلية‪ .‬وفي التسعينيات انتشر استعمال الجدران المدية في القنوات بين الجزر الصغيرة‪،‬‬
‫وك ان ذل ك خي ارا أك ثر فاعلي ة من وجوده ا على مص بات األنه ار‪ .‬كم ا يمكن االعتم اد على ف رق درج ات‬
‫الحرارة بين المياه السطحية والمياه العميقة لتوليد الطاقة‪ .‬وال تزال هذه الطريقة قيد الدراسة‪ .‬وعلى كل حال‬
‫م ا ت زال التقني ات الص ناعية لتجه يزات طاق ة الم د والج زر في ب دايتها‪ ،‬وس يمر وقت طوي ل قب ل أن تق دم ه ذه‬
‫(‪)29‬‬
‫الطاقة الجديدة إسهاماً فعاالً في توليد الطاقة تجارياً‪.‬‬
‫تعتبر طاقة المد والجزر الوحيدة التي تأتي من القمر‪ .‬بينما تأتي الطاقة النووية وطاقة الحرارة الجوفية من‬
‫األرض‪ .‬أم ا طاق ة الري اح والطاق ة الشمس ية والوق ود الحف ري والوق ود الحي وي ف إن الش مس هي مص درها‬
‫األساسي‪ .‬وبسبب قوى جاذبية القمر‪ ،‬يرتفع مستوى الماء في سطح البحر و يهبط دوري اً‪ .‬ويعتمد ارتفاع المد‬
‫في مك ان معين على تغ ير موق ع القم ر والش مس بالنس بة لألرض‪ ،‬وأيض اً على دوران األرض‪ ،‬وش كل ق اع‬
‫البحر في هذا المكان‪ .‬ويمكن تصنيف طاقة المد إلى نوعين‪:‬‬
‫أنظمة تعتمد على االستفادة من الطاقة الحركية ألمواج البحر بشكل مماثل لطاقة الرياح‪ ،‬وتزداد شعبية هذه‬
‫الطريقة بسبب كلفتها األقل‪ ،‬وتأثيرها األقل على البيئة‪.‬‬
‫بن اء الس دود ال تي تس تخدم الطاق ة الكامن ة الناجم ة عن ف رق االرتف اع بين الم د المرتف ع والج زر المنخفض‪.‬‬
‫وتعاني هذه الطريقة من مشاكل ارتفاع كلفة األبنية‪ ،‬وعدم توفر األماكن المجدية في العالم‪ ،‬ومن التأثيرات‬
‫السلبية على البيئة‪.‬‬
‫وتقدم التطورات الحديثة في تقانة العنفات كمية كبيرة من الطاقة في المستقبل‪ ،‬خاصة في األماكن التي يكون‬
‫فيها تدفق الماء مرتفعا مثل المضائق ومصبات األنهار أو مداخل الخلجان‬
‫يحرك المد كمية هائلة من المياه مرتين كل يوم‪ ،‬ويمكن بتطويعها الحصول على كمية هائلة من الطاقة تبلغ‬
‫بحدود ‪ %20‬من حاجة المملكة المتحدة‪ .‬وبالرغم من أن مصدر الطاقة موثوق وكبير لكن تحويله إلى طاقة‬
‫كهربائية ليس باألمر اليسير‪ .‬وهناك ‪ 8‬مواقع رئيسة حول بريطانيا يمكن بناء المحطات فيها بينما تم التعرف‬
‫على ‪ 20‬موقع آخر في العالم لبناء محطات فيها‪ .‬إن أكبر محطة مد في العالم (والوحيدة في أوروبا) هي تل ك‬
‫الموج ودة في مص ب نه ر رانس ‪ Rance‬في ش مال فرنس ا‪ ،‬وال تي ب نيت من ع ام ‪ 1960‬إلى ع ام ‪1966‬‬
‫وبلغت اس تطاعتها ‪ 240‬ميغ ا وات‪ .‬إن المحط ة األولى والوحي دة في أمريك ا الش مالية هي على م دخل خليج‬
‫فندي ‪ Bay of Fundy‬وباستطاعة ‪ 18‬ميغا وات وبنيت عام ‪ .1984‬وقد بني مشروع صغير في ‪Kislaya‬‬
‫‪ Guba‬في روس يا على بح ر ‪ Barents Sea‬باس تطاعة ‪ 0.5‬ميغ ا وات‪ .‬وق د ط ورت الص ين ع دداً من‬
‫مشاريع المد الصغيرة و مشروعاً كبيراً في ‪ Jiangxia‬وسداً على مصب نهر ‪ .Yalu‬ولهذه الطاقة ميزات‬
‫عديدة أهمها‪:‬‬

‫‪-41-‬‬
‫‪ -‬طاقة متجددة وبالتالي فهي تقريبا مجانية بعد الكلفة الثابتة‪.‬‬

‫‪ -‬حماية شريط طويل من الشاطئ‪ ،‬من الحت واالنهيار نتيجة العواصف والمد‬

‫‪ -‬ال يصدر غازات دفيئة أو فضالت أخرى‬

‫‪ -‬ال تحتاج إلى وقود‬

‫‪ -‬تنتج الكهرباء بوثوقية عالية‪.‬‬

‫‪ -‬الصيانة غير مكلفة‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن التنبؤ بمواعيد المد والجزر ولذا فهي أكثر قابلية للتنبؤ من طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية‪.‬‬

‫‪ -‬التنب ؤ بأوق ات الم د والج زر دقي ق وبالت الي يمكن االعتم اد على مص در طاق ة آخ ر عن دما تك ون المحط ة‬
‫متوقفة‪.‬‬

‫كما أن هناك بعض السلبيات منها‪:‬‬

‫‪ -‬تنخفض العكارة نتيجة انخفاض كمية الماء المتبادلة مع البحر‪ ،‬ويؤدي هذا إلى زيادة نفوذ أشعة الشمس‪،‬‬
‫وتشجيع نمو الطحالب البحرية‪.‬‬

‫‪ -‬تنخفض الملوحة داخل المصب نتيجة دخول كمية أقل من مياه البحر‪ ،‬مما يؤثر على البيئة‪.‬‬

‫‪ -‬بناء السد في المصب مكلف جداً ويؤثر على منطقة كبيرة‪.‬‬

‫‪ -‬يعتمد كثير من الطيور على الطمي لتأمين غذائها‪.‬‬

‫‪ -‬تؤمن الطاقة على مدى ‪ 10‬ساعات في اليوم عندما يتحرك المد والجزر فقط‪.‬‬

‫‪ -‬يحمل المصب النهري الصرف الصحي والفضالت األخرى معه من أماكن عدة إلى البحر‪ ،‬ويؤدي بناء‬
‫المصب أو السد فوقه لبقاء هذه الفضالت‪.‬‬

‫‪ -‬يحمل النهر كمية من الطمي معه‪ .‬ويؤدي بناء السد إلى تراكمه خلفه‪ ،‬مما يؤثر على البيئة ويسبب مشاكل‬
‫للسد نفسه‪.‬‬

‫‪-42-‬‬
‫‪ -‬ت دخل بعض األس ماك ض من العنف ات‪ ،‬و يج رف بعض ها من قب ل تي ار الم اء‪ ،‬ول ذا يهل ك ح والي ‪ %15‬من‬
‫األسماك من فرق الضغط والتالمس مع شفرات العنفة وحدوث التكهف وغيرها‪.‬‬
‫مستقبل الطاقة‬
‫يجب الجمع بين تزويد الطاقة وحواملها واستخداماتها النهائية‪ ،‬لتداخل هذه العوامل مع بعضها بعضاً‪ .‬وتستمر‬
‫عملية تطوير الكفاءة من خالل تحويل الطاقة األولية إلى حواملها خالل عمليات التعدين والتكرير والتوليد‬
‫وغيره ا‪ ،‬ولكن ه ذه الكف اءة ال ت زال متواض عة‪ .‬إن خفض الطلب على الطاق ة باس تخدام تقان ات أكف أ في‬
‫الصناعة والسكن والنقل يقلل أيض اً من ضياع الطاقة (وبالتالي من إصدار ‪ )CO2‬خالل سلسلة اإلمداد‪ ،‬وهو‬
‫بشكل ع ام أرخص من زي ادة العرض وأكثر كفاءة‪ .‬ومنذ عام ‪ 1971‬ظ ل الفحم والنفط المصدرين األوليين‬
‫األهم لتزوي د الطاق ة‪ ،‬حيث ازدادت حص ة الفحم بش كل كب ير من ذ ع ام ‪ .2000‬وق د تباط أ النم و ع ام ‪2005‬‬
‫وانخفض ت حص ة الوق ود األحف وري الكلي ة من ‪ %86‬ع ام ‪ 1971‬إلى ‪ %81‬ع ام ‪ ،2004‬باس تثناء طاق ة‬
‫الري اح والش مس والطاق ة الحيوي ة والوق ود الحي وي والكتل ة الحيوي ة التقليدي ة‪ .‬وق د ش كلت مس اهمة الفض الت‬
‫والكتل ة الحيوي ة المحروق ة ح والي ‪ %10‬من اس تهالك الطاق ة األولي ة وح والي أك ثر من ‪ %80‬في ال دول‬
‫النامية‪ ،‬حيث تستخدم كوقود تقليدي للطبخ والتدفئة‪.‬‬
‫وقد استخدم حوالي ‪ %40‬من الطاقة األولية في العالم كوقود لتوليد ‪ 17408‬تيرا وات ساعي من الكهرباء‬
‫عام ‪ .2004‬ونما الطلب على الكهرباء بمعدل ‪ %2.8‬في العام منذ ‪ ،1995‬ومن المتوقع أن يستمر في النمو‬
‫بمع دل ‪ 2.5‬إلى ‪ % 3.1‬في الع ام ح تى ع ام ‪ .2030‬وفي ع ام ‪ 2005‬اس تخدم الفحم الحج ري واللغن ايت‪،‬‬
‫لتوليد ‪ %40‬من الكهرباء في العالم‪ ،‬بينما زود الغاز الطبيعي ‪ ،%20‬والطاقة النووية ‪ ،%16‬والطاقة المائية‬
‫‪ ،%16‬والنف ط ‪ %7‬والطاق ات المتج ددة األخ رى ‪ .% 2.1‬و توس ع اس تخدام الطاق ات المتج ددة غ ير المائي ة‬
‫كث يراً خالل العق د الماض ي‪ ،‬وخاص ة طاق ة الري اح‪ ،‬والخالي ا الفولطائي ة‪ ،‬حيث بل غ مع دل النم و ‪ %30‬س نوياً‪.‬‬
‫وم ع ذل ك فال زالت ه ذه المص ادر ت زود حص ة متواض عة من تولي د الكهرب اء حالي اً‪ .‬وال ي زال العدي د من‬
‫مس تهلكي النف ط وإ لى درج ة أق ل الغ از الط بيعي يعتم دون على االس تيراد ب درجات مختلف ة‪ ،‬لتلبي ة ح اجتهم من‬
‫الوق ود من من اطق بعي دة‪ ،‬وغ ير مس تقرة سياس ياً‪ ،‬وع بر من اطق معرض ة للتهدي د‪ .‬وعلى س بيل المث ال يش حن‬
‫‪ 17-16.5‬مليون برميل ‪/‬اليوم خالل مضيق هرمز في الخليج العربي‪ ،‬و‪ 11.7‬مليون برميل ‪ /‬اليوم خالل‬
‫مضيق مالقا في آسيا‪ .‬إن أي تهديد لإلمدادات خالل هذين المضيقين‪ ،‬سيؤثر بشكل خطير على أسواق النفط‪.‬‬
‫وق د أظه رت االض طرابات السياس ية في من اطق إنت اج النف ط والغ از في الش رق األوس ط وأفريقي ا وأمريك ا‬
‫الالتيني ة المخ اطر ال تي تتع رض له ا ه ذه اإلم دادات‪ .‬وعن دما تتوس ع التج ارة العالمي ة في النف ط والغ از في‬
‫المس تقبل الق ريب‪ ،‬ف إن الخط ر على ه ذه اإلم دادات س يزداد‪ ،‬مم ا س يكون ل ه ع واقب خط يرة‪ .‬وه ذا ه و أح د‬
‫(‪)30‬‬
‫العوامل الرئيسة التي تدفع الدول لتطوير الطاقات المتجددة‪.‬‬
‫وبينما تتوزع الطاقة األحفورية بمساحة ‪ 100000‬وات‪/‬م‪ 2‬تتوزع الطاقة المتجددة بمعدل ‪ 5-1‬وات‪/‬م‪ ،2‬ولذا‬
‫يجب أن تس تخدم في الموق ع به ذه الطريق ة المم ددة‪ ،‬أو أن ترك ز لتلبي ة الطلب المرتف ع على الطاق ة في الم دن‬
‫وفي الص ناعة‪ .‬وبالنس بة للطاق ة المتج ددة‪ ،‬فق د يس بب االختالف في المن اخ ع دم التأك د مس تقبالً بس بب س نوات‬

‫‪-43-‬‬
‫الجفاف بالنسبة للكهرومائية‪ ،‬وتدني المحصول بالنسبة للكتلة الحيوية‪ ،‬وزيادة الغيوم بالنسبة للطاقة الشمسية‪،‬‬
‫واختالف سرعة الرياح سنوياً‪ .‬ومع ذلك فهي ذات سعر مستقر نسبياً طيلة فترة توليدها‪ .‬لقد ازدادت أسعار‬
‫النفط والغاز بشكل أكبر من المتوقع في السيناريوهات مؤخراً‪ .‬وقد يؤدي هذا إلى التقليل من استخدامهما في‬
‫النق ل أو تولي د الطاق ة‪ ،‬وبالت الي التخفي ف من إص دار غ ازات الدفيئ ة‪ .‬إال أن ه ذا ق د يش جع أيض اً على زي ادة‬
‫استخدام الفحم الحجري في توليد الكهرباء‪ ،‬وبالتالي زيادة إصدارات غازات الدفيئة‪ .‬ولذا فزيادة سعر النفط‬
‫والغ از ليس ت س بباً كافي اً لتش جيع الطاق ات غ ير الكربوني ة‪ ،‬أو التخفي ف من إطالق غ ازات الدفيئ ة‪ .‬وبالنس بة‬
‫لمحطات الطاقة النووية فهناك عدم تأكد بالنسبة لتوفر رأس المال الكافي لبنائها‪ .‬وأيض اً فإن القلق من تلوث‬
‫البيئة يستدعي اتخاذ إجراءات أشد من أجل السماح باستخدامها‪ .‬وقد يؤدي توفر اليورانيوم إلى خفض كلفة‬
‫الوقود‪ ،‬لكن هذا ال يشكل نسبة كبيرة من كلفة الطاقة مقارنة بالوقود األحفوري‪.‬‬
‫التطور العالمي في الطاقة (اإلنتاج واالستهالك)‬
‫ازداد اس تهالك الطاق ة األولي ة في الع الم أك ثر من ‪ 10‬م رات من ع ام ‪ 1900‬إلى ع ام ‪ ،2000‬بينم ا زاد‬
‫سكان العالم أربع مرات فقط من ‪ 1.6‬بليون إلى ‪ 6.1‬بليون‪ .‬وتتوقع معظم تنبؤات الطاقة‪ ،‬زيادات كبيرة في‬
‫الطلب عليها في العقود القادمة‪ ،‬بسبب النمو االقتصادي السريع في العالم‪ ،‬وخاصة في الدول النامية‪ .‬وازداد‬
‫االستهالك العالمي من الطاقة األولية من ‪ 4900‬مليون طن من النفط المكافئ لعام ‪ 1970‬إلى ‪ 8752‬مليون‬
‫طن عام ‪ .2004‬و بلغ متوسط معدل النمو السنوي من عام ‪ 1972‬إلى ‪ 1990‬حوالي ‪ ،%2.4‬بينما انخفض‬
‫إلى ‪ %1.4‬من ‪ 1990‬إلى ‪ ،2004‬بس بب االنخف اض المف اجئ في اس تهالك الطاق ة في االتح اد الس وفييتي‬
‫السابق‪ ،‬وزيادة كفاءة استخدام الطاقة في الدول الصناعية المتقدم ة‪ .‬وحققت آسيا أعلى معدل للنمو ( ‪%3.2‬‬
‫في العام) خالل الـ‪ 14‬سنة األخيرة‪ .‬لقد ربط أكثر من ‪ %85‬من سكان الشرق األوسط‪ ،‬وشرق آسيا‪ ،‬وأمريكا‬
‫الالتينية بالكهرباء‪ ،‬بينما وصلت في أفريقيا جنوب الصحراء إلى ‪ %23‬فقط (‪ %8‬فقط في المناطق الريفية)‪،‬‬
‫وفي جن وب آس يا إلى ‪ %30( %41‬في المن اطق الريفي ة)‪ .‬وهن اك ف روق كب يرة في اس تهالك الطاق ة األولي ة‬
‫بالنسبة للشخص فهي تصل في أمريكا الشمالية إلى ‪ GJ/yr 336‬بينما تبلغ ‪ 26GJ/yr‬لألفريقي العادي‪.‬‬
‫(‪)31‬‬
‫وقد انتقل االستهالك األدنى للكهرباء من الدول النامية في آسيا إلى الدول األفريقية‪.‬‬
‫الوقود األحفوري‬
‫ال تزال مصادر الوقود األحفوري متوفرة‪ ،‬ولكنها تحتوي على كميات معتبرة من الكربون‪ ،‬الذي يطلق أثناء‬
‫االح تراق‪ .‬إن االحتياط ات المؤك دة والمحتمل ة للنف ط والغ از كب يرة بم ا يكفي‪ ،‬لتمت د لعق ود‪ ،‬وفي حال ة الفحم‬
‫الحج ري لق رون‪ .‬وتم د المص ادر المحتمل ة غ ير المكتش فة‪ ،‬ه ذه التوقع ات لم دة أط ول‪ .‬وق د زود الوق ود‬
‫األحفوري ‪ %80‬من الطلب على الطاقة األولية في العالم عام ‪ ،2004‬ويتوقع أن ينمو استخدامه على مدى‬
‫الـ ‪ 30-20‬عام اً القادم ة‪ ،‬نتيج ة لغي اب سياس ات تش جع اس تخدام مص ادر طاق ة قليل ة اإلص دار للكرب ون‪.‬‬
‫وباس تثناء الكتل ة الحيوي ة ف إن المك ون األك بر ه و النف ط ( ‪ ،)%35‬والفحم الحج ري (‪ ،)%25‬والغ از (‪.)%21‬‬
‫وفي عام ‪ 2003‬ازداد الطلب على النفط بمعدل ‪ %3.4‬والغاز ‪ %3.3‬والفحم الحجري ‪ .%6.3‬ويشكل النفط‬
‫‪ %95‬من الطلب على الطاق ة في النق ل ال بري والبح ري والج وي‪ ،‬ومن المتوق ع أن ت زداد ه ذه النس بة‪ .‬ومن‬

‫‪-44-‬‬
‫المتوق ع أيض اً أن ينم و الطلب على النف ط بين ع امي ‪ 2002‬و ‪( 2030‬بمع دل ‪ %44‬بالقيم ة المطلق ة)‪،‬‬
‫وسيتض اعف الطلب على الغ از‪ ،‬وس يزداد إطالق ‪ CO2‬بمع دل ‪ .%62‬ويعت بر اس تخدام الوق ود األحف وري‬
‫مسؤوالً عن حوالي ‪ %85‬من إصدار ‪ CO2‬البشري المنتج سنوياً‪.‬‬
‫ويعد الغاز الطبيعي الوقود األحفوري األقل إصداراً لغازات الدفيئة بالنسبة لوحدة طاقة مستهلكة‪ ،‬ولذا فهو‬
‫المفض ل في اس تراتيجيات تخفي ف اإلص دارات‪ .‬و يتمت ع الوق ود األحف وري بمزاي ا اقتص ادية‪ ،‬ربم ا لن تتمكن‬
‫التقان ات األخ رى من التغلب عليه ا‪ ،‬على ال رغم من االتج اه الح الي نح و ارتف اع س عر النف ط‪ ،‬وتن اقص س عر‬
‫الطاقة المتجددة‪ ،‬الناجم عن تحسين اإلنتاجية واقتصاد الجملة‪ .‬وستستمر خيارات استخدام كل أنواع الوقود‬
‫األحف وري‪ ،‬إذا ت ركت األم ور لعوام ل الس وق فق ط‪ .‬وإ ذا أري د إنق اص غ ازات الدفيئ ة بش كل ملح وظ‪ ،‬فيجب‬
‫تحويل االستخدامات الحالية للوقود األحفوري‪ ،‬نحو مصادر طاقة قليلة االحتواء للكربون‪ ،‬أو بدون كربون‪،‬‬
‫أو يجب تط وير تقان ات اللتق اط ثن ائي أكس يد الكرب ون وتخزين ه‪ .‬و يتطلب تط وير تقان ات فق يرة ب الكربون‪،‬‬
‫وتطبيقها على مدى واسع‪ ،‬استثمارات كبيرة‪ ،‬ويجب مقارنتها باالستثمارات في الطاقات البديلة في المستقبل‪.‬‬
‫الفحم الحجري‬
‫يعتبر الفحم الحجري أكثر أنواع الوقود األحفوري تواجداً في الطبيعة‪ ،‬وال يزال يشكل مصدراً هام اً للطاقة‬
‫في بل دان عدي دة‪ .‬وق د ش كل الفحم الحج ري ح والي ‪ %25‬من االس تهالك الع المي للطاق ة‪ ،‬وبش كل أس اس في‬
‫قط اعي الكهرب اء والص ناعة‪ .‬تبل غ االحتياط ات المؤك دة العالمي ة من الفحم الحج ري ح والي ‪ EJ 22000‬م ع‬
‫‪ EJ 11000‬من االحتياط ات المحتمل ة وح والي ‪ EJ 100000‬من ك ل األن واع‪ .‬وعلى ال رغم من ت وزع‬
‫توض عات الفحم الحج ري بش كل واس ع‪ ،‬إال أن أك ثر من نص ف االحتياط ات القابل ة لالس تخراج في الع الم‪،‬‬
‫موجودة في الواليات المتحدة (‪ )%27‬واالتحاد الروسي (‪ )%17‬والصين (‪ .)%13‬وتحتوي الهند واستراليا‬
‫وجن وب أفريقي ا وأوكراني ا ويوغوس الفيا الس ابقة على ‪ %33‬أخ رى‪ .‬ويوج د ‪ 2/3‬االحتياط ات المؤك دة على‬
‫ش كل فحم حج ري ق اس (انثراس يت وب تيومين)‪ ،‬والب اقي على ش كل ش به ‪ -‬ب تيومين وليغن ايت‪ .‬وتمث ل ه ذه‬
‫المص ادر خزان ات ألك ثر من ‪ 12800‬غيغ ا طن من ‪ .CO2‬لق د ك ان االس تهالك ح والي ‪ /EJ 120‬الع ام ع ام‬
‫‪ 2005‬مم ا أدخ ل ح والي ‪ 9.2‬غيغ ا طن ‪ /CO2‬الع ام إلى الج و‪ .‬وق د اس تخدم ال بيت ‪( Beat‬تحل ل ج زئي‬
‫للنبات ات م ع مع ادن)‪ ،‬كوق ود آلالف الس نين‪ ،‬وعلى األخص في ش مال أوروب ا‪ .‬وه و ي ؤمن في فنلن دة ح والي‬
‫‪ %7‬من الكهرباء و ‪ %19‬من التدفئة‪.‬‬
‫التقانات‪:‬‬
‫من المتوق ع أن يتض اعف الطلب على الفحم الحج ري بحل ول ع ام ‪ ،2030‬وتق در ‪ IEA‬أن هن اك حاج ة ألك ثر‬
‫من ‪ 4500‬غيغ ا وات من محط ات الطاق ة الجدي دة‪ ،‬نص فها في ال دول النامي ة‪ ،‬لتلبي ة الطلب على الطاق ة‪ .‬إن‬
‫تط بيق تقان ات حديث ة وكف ؤة ونظيف ة أساس ي لتط وير االقتص اد‪ ،‬إذا أري د تخفيض الت أثيرات على المجتم ع‬
‫والبيئة‪ .‬إن معظم محطات توليد الكهرباء العاملة على الفحم الحجري‪ ،‬هي من النوع التقليدي الذي يعتمد على‬
‫الوقود المحبب ‪ ،pulverized‬بكفاءة حوالي ‪ %35‬للوحدات األحدث‪ .‬إن محطات الطاقة العاملة على البخار‬
‫ف وق الح رج‪ ،‬هي المس تعملة تجاري اً في العدي د من ال دول المتقدم ة‪ ،‬وهي ال تي ت ركب في العدي د من ال دول‬

‫‪-45-‬‬
‫النامي ة كالص ين‪ .‬وتس تخدم ه ذه المحط ات البخ ار ح تى ‪ 600‬م‪ ‬وض غط ‪ 280‬ب ار‪ ،‬معطي ة كف اءة تحوي ل من‬
‫الوق ود إلى كهرب اء بح دود ‪ .%42‬ومن الممكن الحص ول على كف اءة بح دود ‪ %50‬من ه ذه المحط ات‪ ،‬ولكن‬
‫ذل ك أك ثر تكلف ة‪ .‬وتعتم د الكف اءة المحس نة على تقلي ل الح رارة الض ائعة‪ ،‬وإ ص دار غ از ‪ CO2‬بالنس بة لوح دة‬
‫كهرباء مولدة‪ .‬وتبنى وحدات بخ ار فوق الحرج‪ ،‬بالمعايير الدولي ة‪ .‬فهن اك مشروع )‪ CSIRO (2005‬ينفذ‬
‫إلنتاج فحم نظيف جداً‪ ،‬يخفض الرماد إلى ‪ %0.25‬والكبريت لمستويات منخفضة‪ .‬وباستخدام عنفات حرق‬
‫‪ -‬مباشر‪ ،‬ودارة مركبة‪ ،‬يمكن ه أن يخفض إصدارات غازات الدفيئة بـ ‪ %24‬لكل كيلووات ساعي بالمقارنة‬
‫م ع محط ات الطاق ة التقليدي ة‪ .‬ويخفض تغ ويز الفحم الحج ري قب ل تحويل ه إلى ح رارة‪ ،‬إص دارات أكاس يد‬
‫الكبريت واآلزوت والزئبق منتجاً وقوداً أنظف‪ ،‬ومخفضاً كلفة التقاط إصدارات ‪ CO2‬من غاز االحتراق‪.‬‬
‫إن تحويل الفحم إلى سائل تقانة معروفة جيداً‪ ،‬تعود لالهتمام من جديد‪ ،‬ولكنها تزيد إصدارات غازات الدفيئة‬
‫بشكل كبير إذا لم يخزن الكربون‪ .‬ويمكن إجراء التسييل مباشرة باالستخالص‪ ،‬وهدرجة السائل الناتج بكفاءة‬
‫حتى ‪ .%67‬أو بشكل غير مباشر بالتغويز ثم إنتاج السوائل بتفاعل فيشر تروبش الوسيطي‪ ،‬كما في وحدات‬
‫‪ SASOL‬في جن وب أفريقي ا‪ .‬وتنتج ه ذه المحط ات ‪ 0.15‬ملي ون برمي ل ‪ /‬الي وم من وق ود ال ديزل (‪)%80‬‬
‫والنفثا (‪ )%20‬عند كفاءة حرارية ‪ .%50-37‬وتخفض أنواع الفحم الرديئة الكفاءة الحرارية‪ ،‬بينما يرفعها‬
‫اإلنت اج المش ترك للح رارة والكهرب اء ويخفض الكلف ة ب ‪ .%10‬وتب دو كلف ة التحوي ل إلى س ائل منافس ة للنف ط‬
‫الخام عند سعر ‪ 45-35‬دوالر لبرميل النفط‪.‬‬

‫‪-46-‬‬
‫الجزء الرابع‬

‫المنظمات واالتفاقات الدولية المعنية بتغير المناخ‬

‫يأتي تقرير األمم المتحدة ‪ 2008-2007‬في وقت بدأ فيه تغير المناخ الذي بقي لفترة طويلة على جدول األعمال‬
‫الع المي‪ ،‬بأخ ذ أعلى ق در من االهتم ام ال ذي يس تحقه‪ .‬لق د أطلقت ال براهين الجدي دة ال تي توص لت إليه ا المنظم ة‬
‫الحكومية لتغير المناخ ‪ IPCC‬صرخة إنذار‪ .‬لقد أكدت بما ال يقبل الشك‪ ،‬ارتفاع درجة حرارة نظامنا المناخي‪،‬‬
‫وربطته مباشرة بنشاط اإلنسان‪.‬‬
‫بان كي مون‬
‫األمين العام لألمم المتحدة‬

‫‪ -1‬المنظمة الحكومية لتغير المناخ )‪IPCC(32‬‬


‫عقد مؤتمر المناخ العالمي عام ‪ 1979‬من قبل منظمة األرصاد الجوية العالمية ‪ ،WMO‬وخلص إلى أنه (يمكن‬
‫لنشاطات اإلنسان أن تسبب تغيرات محلية وعالمية للبيئة)‪ .‬ويجب أن نالحظ هنا أنه حتى ذلك الوقت‪ ،‬لم تكن‬
‫هناك إشارة واضحة للتأثير على المناخ العالمي‪ .‬وفي المؤتمر الذي عقد في النمسا عام ‪ 1985‬من قبل منظمة‬
‫األرصاد الجوية العالمية‪ ،‬وبرنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ ،UNEP/WMO‬ذكر (تأثير غاز ثنائي أكسيد الكربون‬
‫وغ ازات أخ رى على تغ ير المن اخ)‪ ،‬وأسس ت مجموع ة اإلرش اد ح ول غ ازات الدفيئ ة ‪ AGGG‬أو ‪Advisory‬‬
‫‪ .Group on Greenhouse Gases‬وفي الم ؤتمر العاش ر لمنظم ة ‪WMO Wold Metreological‬‬
‫‪ Organization‬ال ذي عق د ع ام ‪ ،1987‬اع ترف بالحاج ة إلى (تق ويم علمي وموض وعي ومت وازن وع المي‬
‫شامل‪ ،‬للتأثيرات على المناخ)‪ .‬وفي عام ‪ 1988‬أقرت اللجنة التنفيذية لـ ‪ WMO‬في اجتماعها األربعين تشكيل‬
‫منظمة الـ ‪ IPCC Intergovernmental Panel for Climate Change‬باالتفاق مع ‪ UNEP‬من أجل‪:‬‬
‫‪ -1‬تحديد الشكوك والثغرات الموجودة في معرفتنا الحالية بالتغير المناخي‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد المعلومات الالزمة لتقويم تأثير تغير المناخ‪.‬‬
‫‪ -3‬مراجعة السياسات الحالية والمستقبلية المتعلقة بغازات الدفيئة‪.‬‬
‫‪ -4‬إيصال تقويمات تأثير غازات الدفيئة إلى الحكومات التخاذ القرارات المناسبة‪.‬‬
‫وق د ق دمت الـ ‪ IPCC‬تقريره ا األول ع ام ‪ .1990‬وق د لعب ه ذا التقري ر دوراً هام اً في عق د م ؤتمر األمم المتح دة‬
‫اإلطاري حول تغير المن اخ الـ ‪ UNFCCC‬في مؤتمر قمة األرض في ريو دي جانيرو عام ‪ .1992‬أما تقريرها‬
‫الثاني عام ‪ 1995‬بعنوان (التغير المناخي) فقد أدى إلى بروتوكول كيوتو عام ‪ .1997‬و قدم التقرير الثالث بعنوان‬
‫(التغ ير المن اخي) أو ‪ TAR Third Assessment Report‬إلى الم ؤتمر الس ابع ل ل ‪ UNFCCC‬ع ام ‪،2001‬‬

‫‪-47-‬‬
‫وأوصي باستخدامه لمؤتمر األطراف (‪ Conference of Parties.(33) )COP‬أما التقرير الرابع فقد قدم عام‬
‫‪.)34(.2007‬‬
‫تت ألف الـ ‪ IPCC‬كم ا في الش كل (‪ )20‬من ثالث مجموع ات عمل‪ )WG) Working Group‬ومجموع ة‬
‫للمهمات الخاصة ‪ ))Task Force TF‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬مجموعة العمل األولى ‪ :WGI‬ومهمتها تقويم النواحي العلمية للنظام المناخي ولتغير المناخ‬
‫‪ -2‬مجموعة العمل الثانية ‪ :WGII‬تقوم بتقدير تعرض األنظمة الطبيعية واألنظمة االقتصادية ‪ -‬االجتماعية‬
‫للتغير المناخي‪ ،‬واآلثار السلبية أو االيجابية له‪ ،‬والخيارات للتكيف معه‪.‬‬
‫‪ -3‬مجموعة العمل الثالثة ‪ :WGIII‬تقوم خيارات الحد من إصدار غازات الدفيئة‪ ،‬وبالتالي التخفيف من تأثير‬
‫التغير المناخي‪.‬‬
‫‪ -4‬لجن ة المه ام الخاص ة ‪ :TFB‬وهي مسؤولة أم ام برن امج حس اب إص دارات غ ازات الدفيئ ة الـ ‪ NGGIP‬و‬
‫تسجيلها‪.‬‬
‫ولكل مجموعة عمل وحدة دعم تقنية )‪ Technical Support Unit (TSU‬توجد في بلد الرئيس المشارك‬
‫للمجموعة من الدول المتقدمة‪ ،‬ومقر في أحد مراكز األبحاث في ذلك البلد‪.‬‬

‫‪ -2‬اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية لتغير المناخ ‪UNFCCC‬‬


‫تم تبني ه ذه االتفاقي ة في مؤتمر األمم المتح دة (قم ة األرض) ال تي انعق دت في ري و دي ج انيرو في البرازي ل‬
‫عام ‪ ،1992‬ودخلت حيز التنفيذ عام ‪ .1994‬وقد بلغ عدد الدول التي صادقت عليها ‪ 190‬دولة‪ .‬وقد وقعت‬
‫سورية على هذه االتفاقية وصادقت عليها عام ‪ ،1996‬ودخلت حيز التنفيذ عام ‪.2005‬‬
‫نصت المادة ‪ 2‬على أهداف االتفاقية اإلطارية لتغير المناخ وهي‪:‬‬
‫(أن الهدف النهائي هو تثبيت تركيز غازات الدفيئة في الجو عند مستوى يمنع التأثير البشري الخطير على نظام‬
‫المناخ‪ .‬ويجب الوصول إلى هذا المستوى خالل فترة زمنية كافية‪ ،‬تسمح بالتأقلم بشكل طبيعي مع التغير المناخي‪،‬‬
‫(‪)33‬‬
‫و تؤكد عدم تعرض اإلنتاج الغذائي للخطر‪ ،‬وتمكن التنمية االقتصادية من االستمرار بشكل مستدام)‪.‬‬
‫وجاء في المادة ‪ 4‬بعنوان االلتزامات ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬على ك ل األط راف آخ ذين باالعتب ار مس ؤولياتهم المش تركة والمتنوع ة وأولوي اتهم التنموي ة الوطني ة‬
‫واإلقليمية واألهداف والظروف أن‪:‬‬
‫أ ‪ -‬ينشئوا بين فينة وأخرى سجالت وطنية حول اإلصدارات بواسطة اإلنسان من حيث المصادر واإلزاحة‬
‫بواسطة المصارف‪ ،‬لكل غازات الدفيئة غير المتحكم بها من قبل اتفاقية مونتلاير‪ ،‬باستخدام طرق ومنهجيات‬
‫متقاربة متفق عليها من قبل مؤتمر األطراف‪ ،‬وأن تبلغ لمؤتمر األطراف ‪.COP‬‬
‫ب‪ -‬يص وغوا ب رامج وطني ة‪ ،‬وأحيان ا إقليمي ة‪ ،‬وينش روها وينف ذوها ويح دثوها بين حين وآخ ر‪ ،‬بحيث تحت وي‬
‫على إجراءات للتخفيف من تأثيرات التغير المناخي وذلك بالتصدي لإلصدارات البشرية بحسب مصادرها‪،‬‬

‫‪-48-‬‬
‫وإ زاح ة ك ل غ ازات الدفيئ ة غ ير المتحكم به ا وف ق اتفاقي ة مونتلاير بواس طة المص ارف‪ ،‬م ع اتخ اذ اإلج راءات‬
‫األخرى للتكيف مع التغير المناخي‪.‬‬
‫ت‪ -‬يتعاونوا في تطوير التقانات واإلجراءات والعمليات التي تحد أو تخفف أو تمنع اإلصدارات البشرية من‬
‫غازات الدفيئة في كل القطاعات كالطاقة والنقل والصناعة والزراعة والغابات والفضالت وتطبيقها ونشرها‪.‬‬
‫مؤتمر األطراف ‪:COP‬‬
‫يمث ل ه ذا الم ؤتمر (الهيئ ة العلي ا) لالتفاقي ة‪ ،‬أي أن ه أعلى س لطة لص ناعة الق رار‪ ،‬ويت ألف من جمي ع ال دول‬
‫األط راف في االتفاقي ة‪ .‬وه ذا الم ؤتمر مس ؤول عن الحف اظ على الجه ود الدولي ة لمعالج ة تغ ير المن اخ بالش كل‬
‫الص حيح‪ .‬ويق وم الم ؤتمر بمراجع ة االتفاقي ة‪ ،‬وفحص التزام ات األط راف بحس ب أه داف االتفاقي ة‪ ،‬وتق ويم‬
‫المعلومات العلمية المستجدة والخبرة المكتسبة من خالل تطبيق سياسات تغير المناخ‪ .‬إن إحدى المهام الرئيسة‬
‫لمؤتمر األطراف هي مراجعة البالغات الوطنية‪ ،‬وسجالت إصدارات غازات الدفيئة التي ترسلها األطراف‬
‫إلي ه‪ .‬وبحس ب ه ذه البالغ ات‪ ،‬يق وم الم ؤتمر اإلج راءات المتخ ذة من قب ل األط راف‪ ،‬والتق دم ال ذي تحق ق في‬
‫تط بيق االتفاقي ة‪ .‬يجتم ع الم ؤتمر م رة ك ل ع ام إال إذا ق رر غ ير ذل ك‪ .‬يعق د االجتم اع في مدين ة ب ون بألماني ا‪،‬‬
‫حيث مق ر الس كرتارية الدائم ة للم ؤتمر إال إذا استض افه أح د األط راف‪.‬الجه ات الفرعي ة ‪Subsidiary‬‬
‫‪:Bodies‬‬
‫أس س الم ؤتمر جه تين فرعي تين رئيس تين هم ا‪ :‬الجه ة الفرعي ة للش ؤون العلمي ة والتقني ة ‪ SBSTA‬والجه ة‬
‫الفرعية للتنفيذ ‪ .SBI‬وتقدم هاتان الجهتان نصائحهما إلى مؤتمر األطراف‪ ،‬ولكل منهما مهمة معينة‪ .‬وهما‬
‫مفتوحتان لمساهمة كل األطراف للمشاركة فيهما‪ ،‬وإ رسال الخبراء إليهما‪.‬‬
‫وتقدم ‪SBSTA‬إلى ‪ COP‬النصيحة حول القضايا العلمية والتقنية والمنهجية‪ .‬وهناك مجاالن هامان في هذا‬
‫الصدد‪ .‬أحدهما يتمثل في تشجيع تطوير تقانات صديقة للبيئة‪ ،‬وتطوير الخطوط التوجيهية لتحضير البالغات‬
‫الوطني ة وس جالت اإلص دار‪ .‬وتق وم ‪ SBSTA‬أيض ا بعم ل منهجي في مج االت مح ددة‪ ،‬مث ل قط اع اس تخدام‬
‫األراض ي‪ ،‬والمركب ات الهالوكربوني ة‪ ،‬والتع رض للتغ ير المن اخي والت أقلم مع ه‪ .‬إض افة إلى ذل ك‪ ،‬فهي تلعب‬
‫دوراً هام اً كص لة وص ل بين المعلوم ات العلمي ة المقدم ة من مص ادر خب يرة مث ل ‪ ،IPCC‬واحتياج ات ‪COP‬‬
‫إلى اتخاذ سياس ات وق رارات‪ .‬وتعم ل ‪ SBSTA‬عن ق رب مع ‪ ،IPCC‬وتطلب منه ا أحيان اً معلومات مح ددة‪.‬‬
‫كما أنها تتعامل مع المنظمات الدولية ذات العالقة‪ ،‬التي تشترك بهدف التنمية المستدامة‪.‬‬
‫أم ا الجه ة الفرعي ة للتنفي ذ ‪ SBI‬فهي تعطي النص يحة إلى م ؤتمر األط راف ح ول كاف ة القض ايا ال تي تتعل ق‬
‫بتنفيذ االتفاقية اإلطارية‪ .‬والمهمة الرئيسة في هذا الصدد هي فحص البيانات في البالغات الوطنية وسجالت‬
‫اإلص دار ال تي ترس لها األط راف‪ ،‬من أج ل تق ويم كف اءة االل تزام باالتفاقي ة‪ .‬وتراج ع ‪ SBI‬المس اعدة المالي ة‬
‫المقدم ة ل دول خ ارج الملح ق ‪ 1‬لمس اعدتها على تنفي ذ التزاماته ا ض من االتفاقي ة‪ .‬كم ا أنه ا تق دم النص ح إلى‬
‫م ؤتمر األط راف ‪ COP‬عن اآللي ة المالي ة ال تي يق وم به ا مرف ق البيئ ة الع المي ‪ .GEF‬وتنص ح ‪ SBI‬أيض اً‬
‫م ؤتمر األط راف ح ول القض ايا المالي ة واإلداري ة‪ .‬وتعم ل ‪ SBSTA‬و‪ SBI‬مع اً في قض ايا مش تركة في‬

‫‪-49-‬‬
‫مجاالت الخبرة والتدريب‪ ،‬مثل بناء القدرات‪ ،‬وتعرض الدول النامية للتغير المناخي‪ ،‬واإلجراءات لمعالجته‬
‫والتكيف معه‪ ،‬وآليات تنفيذ بروتوكول كيوتو‪.‬‬

‫(‪)34‬‬
‫‪ -3‬بروتوكول كيوتو‬
‫عند التوقيع على االتفاقية اإلطارية لتغير المناخ ‪ UNFCCC‬كانت الحكومات تدرك أن التزاماتها لن تكون كافية‬
‫لمعالج ة مش كلة تغ ير المن اخ‪ .‬وفي اجتم اع م ؤتمر األط راف األول في ب رلين ‪ COP1‬في آذار ع ام ‪ 1995‬وفي‬
‫قرار عرف باسم (وثيقة برلين ‪ )Berlin Mandate‬بدأت األطراف حلقة جديدة من المحادثات‪ ،‬لوضع التزامات‬
‫أكثر‪ ،‬وتعهدات أقوى لكل دولة‪ .‬وبعد سنتين ونصف من المفاوضات المعقدة والمكثفة‪ ،‬تبني بروتوكول كيوتو في‬
‫مؤتمر األطراف الثالث ‪ COP3‬الذي عقد في كيوتو في اليابان في ‪ 11‬كانون األول من عام ‪.1997‬‬
‫يش اطر بروتوك ول كيوت و االتفاقي ة اإلطاري ة ‪ UNFCCC‬أه دافها ومبادئه ا ومؤسس اتها‪ ،‬لكن ه يق وي بش كل كب ير‬
‫االتفاقية اإلطارية عن طريق التزام الدول داخل الملحق ‪ 1‬بأهداف خاصة ملزمة قانوني ا لتخفيض إصداراتها من‬
‫غازات الدفيئة‪ .‬وستكون الدول الموقعة على االتفاقية اإلطارية والتي أصبحت أطراف اً في بروتوكول كيوتو أيض اً‪،‬‬
‫ملزمة بالتزامات البروتوكول‪ .‬وهناك ‪ 168‬بلداً ومنظمة إقليمية‪ ،‬واحدة منها هي االتحاد األوروبي ‪ EEC‬ملتزمة‬
‫بتخفيض إص داراتها من غ ازات الدفيئ ة‪ ،‬إلى م ا دون مس تويات مح ددة لك ل منه ا في ال بروتوكول‪ .‬وق د وض عت‬
‫األهداف الفردية لكل دولة من دول الملحق ‪ 1‬في الملحق ‪ B‬من البروتوكول‪ .‬ويصل هذا التخفيض إلى خفض كلي‬
‫في غازات الدفيئة بحدود ‪ %5‬على األقل عن مستوياتاتها عام ‪ 1990‬وذلك خالل فترة االلتزام الممتدة من ‪2008‬‬
‫إلى ‪.2012‬‬
‫لكن قدراً كبيراً من (العمل غير المنتهي) بقي حتى بعد تبني بروتوكول كيوتو‪ .‬لقد رسم البروتوكول المالمح‬
‫األساسية آللياته ولنظام تطبيقه‪ ،‬لكنه لم يشرح القواعد الهامة حول طريقة عمله‪ .‬وعلى الرغم من توقيع ‪84‬‬
‫دول ة على ال بروتوكول مع برة ب ذلك عن رغبته ا في تص ديقه‪ ،‬إال أن العدي د منه ا تلك أ في تطبيق ه قب ل وضوح‬
‫القواعد التي بني عليها‪ .‬لقد طور البروتوكول عدداً من اآلليات‪ ،‬مثل نظام مقايضة اإلصدارات‪ ،‬وآلية التنمية‬
‫النظيفة‪ ،‬والتطبيق المشترك‪ ،‬وإ زاحة الكربون وتخزينه‪.‬‬

‫(‪)35‬‬
‫‪ -4‬تقرير األمم المتحدة لعام ‪2007‬‬
‫أصدرت األمم المتحدة قبل انعقاد مؤتمر بالي تقريرها بعنوان (مكافحة التغير المناخي‪ :‬التعاون البشري في‬
‫عالم منقسم)‪ .‬يحاجج التقرير بأن العالم يتجه نحو الهاوية‪ ،‬حيث ستحشر الدول الفقيرة ومواطنوها األشد فقراً‪،‬‬
‫في حلق ة مفرغ ة هابط ة ت ترك مئ ات الماليين أس رى للج وع والعطش والتهدي د البي ئي والم وت‪ .‬وي أتي ه ذا‬
‫التقري ر في لحظ ة حرج ة من المفاوض ات الدولي ة الجاري ة للتوص ل إلى اتف اق يغطي الف ترة بع د ع ام ‪،2012‬‬
‫وه و الع ام ال ذي ينقض ي في ه مفع ول بروتوك ول كيوت و‪ .‬ي دعو التقري ر إلى اتخ اذ (مس ارين) يؤدي ان إلى تقيي د‬
‫االحتباس الحراري في القرن الحادي والعشرين إلى أقل من ‪ 2‬م‪ ‬مع تعاون دولي وثيق في إجراءات التكي ف‬
‫معه‪.‬‬

‫‪-50-‬‬
‫وفي مجال التخفيف من اإلصدارات‪ ،‬يدعو التقرير الدول المتقدم ة إلى خفض إصداراتها بحوالي ‪ %80‬عن‬
‫مس تواها ع ام ‪ 1990‬بحل ول ع ام ‪ .2050‬ويتم ذل ك بف رض ض ريبة الكرب ون‪ ،‬وبتنظيم الطاق ة‪ ،‬وب دعم آلي ات‬
‫التقانة النظيفة‪ .‬كما يدعو التقرير الدول الغنية لدعم إجراءات التكيف وخاصة في الدول النامية‪.‬‬
‫ويحدد التقرير بعض المخاطر الناجمة عن التغير المناخي مثل‪:‬‬
‫‪ -‬انهي ار األنظم ة الزراعي ة بس بب الجف اف وارتف اع درج ة الح رارة وتغ يرات الهط ول‪ ،‬مم ا يع رض ح والي‬
‫‪ 600‬ملي ون من البش ر إلى س وء التغذي ة في المن اطق القاحل ة من أفريقي ا جن وب الص حراء‪ ،‬وبخفض اإلنت اج‬
‫الزراعي بمعدل ‪ % 26‬بحلول عام ‪.2060‬‬
‫‪ -‬سيواجه حوالي ‪ 1.8‬بليون من البشر مشاكل في توفر المياه بحلول عام ‪ ،2080‬مع تهدد مناطق واسعة‬
‫من جنوب آسيا وشمال الصين بأخطار بيئية نتيجة تراجع الغطاء الجليدي‪ ،‬وتغير الهطول‪.‬‬
‫‪ -‬ترحي ل ح والي ‪ 332‬ملي ون من البش ر من الس اكنين في من اطق س احلية منخفض ة من م واطنهم‪ ،‬بس بب‬
‫الفيضانات والعواصف االستوائية‪ .‬ويمكن للفيضانات الناجمة عن االحتباس الحراري أن تؤثر على أكثر من‬
‫‪ 70‬ملي ون بنغ الي و‪ 22‬ملي ون فيتن امي و‪ 6‬ماليين مص ري‪ ،‬وتع رض أك ثر من ‪ 400‬ملي ون من البش ر‬
‫لألخطار الصحية‪ ،‬وعلى رأسها المالريا‪.‬‬

‫(‪)36‬‬
‫‪ -5‬مؤتمر بالي‪:‬‬
‫عق د م ؤتمر األمم المتح دة ح ول التغ ير المن اخي في جزي رة ب الي في اندونيس يا في الف ترة ‪ 14-3‬ك انون أول‬
‫‪ .2007‬وك ان الغ رض ال رئيس من ه الترك يز على تكي ف ال دول النامي ة والفق يرة م ع التغ يرات المناخي ة‪ .‬وق د‬
‫ارتك ز االجتم اع على تقري ر ص ندوق األمم المتح دة للس كان والتنمي ة ع ام ‪ 2007‬بعن وان (مكافح ة التغ ير‬
‫المناخي‪ :‬التع اون الدولي في عالم منقسم) وحض ره وزراء من ‪ 190‬دول ة‪ .‬وقد انحص ر النقاش حول وضع‬
‫أهداف للحد من اإلصدارات حتى عام ‪ .2020‬وقد اقترح االتحاد األوروبي ذلك‪ ،‬وأيدته الدول النامية بينما‬
‫عارض ته الوالي ات المتح دة والياب ان وكن دا‪ .‬تق دمت األمم المتح دة ب اقتراح بخفض اإلص دارات بمق دار ‪-25‬‬
‫‪ %40‬ولكنه غير ملزم لألطراف‪.‬‬

‫وع برت الوالي ات المتح دة عن معارض تها للتغي يرات المقترح ة من ال دول النامي ة ب االعتراف بحاجته ا إلى‬
‫مساعدات تقنية ومادية أكبر من الدول المتقدمة‪ ،‬لكنها عدلت موقفها من ذلك‪ .‬اتفق المؤتمرون أخيراً على ب دء‬
‫مفاوضات للتوصل إلى اتفاقية جديدة حول االحتباس الحراري‪ ،‬تخلف بروتوكول كيوتو الذي ينتهي بحلول‬
‫ع ام ‪ .2012‬وب ذلك اختتم الم ؤتمر بش عور الجمي ع ب أنهم حقق وا م ا ك انوا يبغ ون من ه‪ .‬وس تعقد ال دول األك ثر‬
‫إصداراً لغازات الدفيئة مفاوضات خاصة بها في هاواي‪ .‬كما عقدت األطراف الموقعة على بروتوكول كيوتو‬
‫محادث ات في ب الي‪ .‬وق د اتفقت على زي ادة خفض اإلص دارات إلى ‪ % 40-25‬بحل ول ع ام ‪ 2020‬في ف ترة‬
‫االلتزام الثانية بعد انقضاء بروتوكول كيوتو‪ .‬وقام رئيس وزراء استراليا بالموافقة على البروتوكول‪ ،‬بينما لم‬

‫‪-51-‬‬
‫يل تزم من دوب الوالي ات المتح دة ب التوقيع‪ .‬لكن المفاوض ات ب دأت‪ ،‬وسينقض ي عام ان قب ل أن يتم االتف اق في‬
‫الدنمارك عام ‪.2009‬‬

‫‪ -6‬حقوق والتزامات الدول النامية ضمن )‪UNFCC (33‬‬


‫من بين الـ ‪ 131‬دولة من الدول خارج الملحق ‪ 1‬والتي حصلت على تمويل من مرفق البيئة العالمي ‪GEF‬‬
‫إلعداد بالغها الوط ني األول‪ ،‬تقدمت ‪ 117‬دولة ببالغاتها الوطني ة األولى إلى الـ ‪ UNFCCC‬بحلول كانون‬
‫ث اني ع ام ‪ .2005‬إن المهم ة الرئيس ة لل دول خ ارج الملح ق ‪ 1‬هي إرس ال معلوم ات إلى م ؤتمر األط راف‬
‫‪ COP‬حول ما يلي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬اإلصدارات من غازات الدفيئة‪.‬‬
‫ب‪ -‬وصف عام لإلجراءات المتخذة لتطبيق االتفاقية‪ ،‬وأية معلومات حول تحقيق أهداف االتفاقية‬
‫تتعلق هذه األمور بالمواد ‪ 4‬و‪ 5‬و ‪ 6‬و‪ 12‬من االتفاقية اإلطارية والتي تتضمن‪:‬‬
‫‪ -1‬تحضير الخطط لخفض معدل التغير المناخي وتنفيذها‪.‬‬
‫‪ -2‬إدخال اعتبارات التغير المناخي في تطوير السياسات البيئية واالجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫‪ -3‬تطوير اإلدارة المستدامة لمصارف غازات الدفيئة أو تخزينها‪.‬‬
‫‪ -4‬تشجيع البحث العلمي وتبادل المعلومات‪.‬‬
‫‪ -5‬تطوير التعليم والتدريب وبرامج التوعية‪.‬‬
‫وفي اجتم اع اللجن ة الفرعي ة لـ ‪ UNFCCC‬ح ول تنفي ذ االجتم اع العش رين في حزي ران ‪ ،2004‬ق دم تحلي ل‬
‫شامل لحاجات تكوين القدرات للدول النامية ضمن االتفاقية‪ .‬وقد حددت هذه االحتياجات من قبل الدول النامية‬
‫نفسها‪ ،‬عبر ما قدمته‪ ،‬مثل البالغات الوطنية األولى حول إصدار غازات الدفيئة‪ ،‬وتقارير وطنية أخرى‪.‬‬
‫كان في مقدمة هذه االحتياجات ما يتعلق بـ (تشكيل سجالت إصدار غازات الدفيئة‪ ،‬وإ نشاء قواعد بيانات لعوامل‬
‫اإلصدار المختلفة وخاصة المحلية منها‪ ،‬وتكوين أنظمة لجمع بيانات األنشطة المصدرة لغازات الدفيئة‪ ،‬ولعوامل‬
‫اإلصدار وإ دارتها واستخدامها) وهناك أيضا الحاجة إلى بناء قدرة مؤسساتية بما في ذلك تشكيل سكرتارية دائمة‬
‫في الدول النامية خاصة بالتغير المناخي‪ ،‬وإ نشاء نقاط اتصال وطنية أو تقوية الموجود منها‪ ،‬وتقويم مدى التأثر‬
‫بالتغير المناخي والقدرة على التكيف معه‪ ،‬وبناء القدرات في مجال اإلجراءات المتخذة للتكيف‪ .‬وهناك طلب من‬
‫بعض الدول النامي ة من أجل أن تق وم الس كرتارية بتعميم المعلوم ات المت وفرة عن خ برة ال دول األكثر تقدماً في‬
‫هذا المجال على الدول النامية‪.‬‬

‫‪-52-‬‬
‫الجزء الخامس‬

‫الحساسية للتغير المناخي والتأثر به والتكيف معه‬

‫«يجب على أي مجتم ع لدي ه إحس اس بالعدال ة والتع اطف‪ ،‬أو االح ترام لحق وق اإلنس ان‪ ،‬أن ي رفض نم وذج‬
‫التكيف الحالي‪ .‬إن ترك فقراء العالم يغرقون بمواردهم الشحيحة في وجه التهديد الذي يشكله تغير المناخ‪،‬‬
‫أمر خاطئ أخالقياً‪ .‬إننا ننجرف نحو عالم من الفصل والتمييز بين البشر بحسب قدرتهم على التكيف»‬
‫ديزموند توتو‬
‫أسقف جنوب أفريقيا‬

‫‪ -1‬مقدمة‬
‫تبين لن ا مم ا تق دم أن االحتب اس الح راري يختل ف من منطق ة ألخ رى‪ ،‬وأن ه يترافق مع ارتف اع في درج ة الح رارة‪،‬‬
‫وزيادة في الهطول أو نقصان فيه‪ .‬وستكون هناك تغيرات في شدة الظواهر المناخية الطبيعية العنيفة‪ ،‬وفي تكرار‬
‫ح دوثها‪ .‬وس تؤثر ه ذه الظ واهر في النظم البيئي ة الطبيعي ة والبش رية بط رق ش تى‪ .‬وق د عه د إلى مجموع ة العم ل‬
‫الثانية ‪ WGII‬التابعة للمنظمة الحكومية لتغير المناخ بمتابعة موضوع حساسية هذه النظم للتغير المناخي‪ ،‬ودرجة‬
‫تأثرها به‪ ،‬ومقدار تأقلمها معه‪.‬‬
‫تع رف الحساس ية ‪ Sensitivity‬على أنه ا (درج ة ت أثر نظ ام م ا س لباً أو إيجاب اً بمحف ز تغ ير من اخي)‪ .‬وتش مل‬
‫محف زات التغ ير المن اخي ك ل عناص ر التغ ير المن اخي‪ ،‬بم ا في ذل ك متوس ط خص ائص الطقس‪ ،‬وتغ ير المن اخ‪،‬‬
‫وتكرار الحوادث المناخية العنيفة‪ ،‬وشدتها‪ .‬وقد يكون التأثير مباشراً (مثل تغير في المحصول نتيجة لتغير في‬
‫متوس ط درج ة الح رارة أو في مجاله ا أو التغ ير فيه ا)‪ .‬أو ق د يك ون غ ير مباش ر مث ل الض رر الن اجم عن زي ادة‬
‫تكرار الفيضانات الساحلية‪ ،‬بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر‪ .‬أما التأثر ‪ Vulnerability‬فهو (درجة تعرض‬
‫نظ ام ما للتغير المن اخي‪ ،‬أو ع دم قدرت ه على معالجة النت ائج الس لبية لهذا التغ ير)‪ .‬ويتب ع الت أثر لخ واص التغ ير‬
‫المن اخي وش دته ومعدل ه والتغ يرات ال تي يتع رض له ا النظ ام ولحساس يته وقدرت ه على التكي ف‪ .‬ويع رف التكيف‬
‫‪ Adaptability‬بأنه (قدرة نظام ما على التكيف مع التغير المناخي (بما في ذلك تغير المناخ والمناخ العنيف)‬
‫(‪)37‬‬
‫إلى أضرار معتدلة محتملة‪ ،‬والتقاط المنفعة من الفرص المتاحة‪ ،‬أو التعامل مع اآلثار والنتائج)‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلثباتات الحديثة لتأثير تغير المناخ‪:‬‬


‫تتوفر اآلن شواهد كثيرة على مقدار تأثر األنظمة البيئية‪ ،‬وحساسيتها‪ ،‬وتكيفها مع التغير المناخي‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ 2-1‬ارتفاع درجة الحرارة‬
‫يؤثر ارتفاع درجة الحرارة على النظم الطبيعية الفيزيائية والبيولوجية بطرق عدة منها‪:‬‬
‫‪ -‬تقلص حجم القبعات الجليدية في القطبين‪.‬‬
‫‪-53-‬‬
‫‪ -‬تشكل شروخ في الغطاء الجليدي‪ ،‬وتخلخله وحدوث التجلد بشكل متأخر‪ ،‬وتحطم الجليد الذي يغطي األنه ار‬
‫والبحيرات‪.‬‬
‫‪ -‬إطالة فصل اإلنبات عند خطوط العرض المتوسطة والعليا‪.‬‬
‫‪ -‬انزي اح ت دريجي ألص ناف حيواني ة ونباتي ة ش ماالً باتج اه القطب الش مالي في نص ف الك رة الش مالي‪ ،‬وعل واً‬
‫بالنسبة للمرتفعات الجبلية‪.‬‬
‫‪ -‬تناقص في عدد أصناف عدد من النباتات والحيوانات‪.‬‬
‫‪ -‬اإلزهار المبكر لألشجار‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور مبكر للحشرات‪.‬‬
‫‪ -‬وضع البيض من قبل الطيور في مواعيد مبكرة‪.‬‬
‫وق د س جل التراب ط بين ارتف اع درج ات الح رارة اإلقليمي ة وه ذه التغ يرات في النظم الفيزيائي ة والبيولوجي ة في‬
‫العديد من البيئات المائية واألرضية والبحرية‪ .‬وقد وضعت مجموعة العمل الثانية ‪ WGII‬الجدول (‪ )4‬بناء‬
‫على دراس ة امت دت على م دى ‪ 20‬عام اً‪ ،‬واس تناداً لبحث م رجعي ش مل النظم الفيزيائي ة والبيولوجي ة وتأثره ا‬
‫بارتفاع درجات الحرارة‪ .‬وفي العديد من المناطق في العالم‪ ،‬فإن للتغيرات في الهطول تأثيرات هامة‪ .‬ويوجد‬
‫حالي اً نقص في البيان ات عن االرتباط ات بين الهط ول والنظم الفيزيائي ة والبيولوجي ة لم دة كافي ة من ال زمن‬
‫(عقدين أو أكثر)‪ .‬كما يسبب تغير استعمال األراضي والتلوث ظواهر مشابهة لتلك الناجمة عن تغير الهطول‪.‬‬
‫‪ 2-2‬الفيضانات والجفاف‬
‫يؤثر تكرر الفيضانات ودورات الجفاف وشدتهما على النظم االقتصادية واالجتماعية‪ .‬وتتأثر هذه النظم أيض اً‬
‫بعوامل اجتماعية واقتصادية أخرى‪ ،‬مثل االنزياح الديموغرافي‪ ،‬والتغير في استخدام األراضي‪ .‬ومن الصعب‬
‫تحديد تأثير كل عامل منها على حدة بشكل كمي‪.‬‬
‫‪ 2-3‬أنظمة طبيعية مهددة بالتغير المناخي‬
‫هناك بعض النظم الطبيعية المهددة بالتغير المناخي بسبب عدم قدرتها على التكيف‪ .‬ويمكن أن يتعرض بعض‬
‫ه ذه النظم ألض رار كب يرة غ ير قابل ة لإلص الح‪ .‬وتش مل األنظم ة الطبيعي ة المه ددة‪ ،‬القبع ات الجليدي ة في‬
‫القط بين‪ ،‬والحي د المرج اني‪ ،‬والم انغروف‪ ،‬والغاب ات االس توائية‪ ،‬والنظم البيئي ة القطبي ة‪ ،‬واألراض ي الرطب ة‪،‬‬
‫والبراري العشبية‪ .‬وبينما يتكاثر بعض األصناف النباتية والحيوانية هناك‪ ،‬إال أن أصنافاً عديدة أخرى مهددة‬
‫ب االنقراض‪ ،‬وبالت الي يتن اقص التن وع الحي وي فيه ا‪ .‬ومن المؤك د أن االتس اع الجغ رافي له ذا الض رر‪ ،‬وع دد‬
‫النظم المتأثرة به‪ ،‬سيزداد مع زيادة شدة التغير المناخي وسرعته‪.‬‬
‫‪ 2-4‬أنظمة بشرية حساسة ومهددة‬
‫تتض من األنظم ة البش رية الحساس ة للتغ ير المن اخي مص ادر المي اه والزراع ة (وعلى األخص األمن الغ ذائي)‬
‫والغابات والمناطق الساحلية واألنظمة البحرية (مصائد األسماك) والمستوطنات البشرية والطاقة والصناعة‬
‫وخ دمات الت أمين والتموي ل والص حة العام ة‪ .‬ويختل ف التهدي د له ذه النظم بحس ب الموق ع الجغ رافي‪ ،‬وعام ل‬
‫الزمن‪ ،‬والظروف االقتصادية واالجتماعية والبيئية‪.‬‬

‫‪-54-‬‬
‫إن من أهم التأثيرات السلبية المتوقعة بحسب الدراسات والنماذج المناخية هي‪:‬‬
‫‪ -‬انخف اض ع ام في م ردود المحاص يل الزراعي ة في معظم المن اطق االس توائية والمداري ة لمعظم درج ات‬
‫الحرارة المتنبأ بها‪.‬‬
‫‪ -‬انخف اض ع ام (م ع بعض االختالف ات) في م ردود المحاص يل‪ ،‬في معظم المن اطق عن د خط وط الع رض‬
‫الوسطى والعليا‪ ،‬بسبب زيادة درجة الحرارة ألكثر من عدة درجات مئوية‪.‬‬
‫‪ -‬نقص توفر المياه للسكان في عدد من المناطق الشحيحة بالمياه‪ ،‬وعلى األخص في المناطق المدارية‪.‬‬
‫‪ -‬زي ادة ع دد البش ر المعرض ين ألم راض محمول ة بالحش رات مث ل (المالري ا) وتل ك المحمول ة بالم اء مث ل‬
‫(الكوليرا) وزيادة الوفيات الناجمة عن موجات الحر‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة خطر الفيضانات على العديد من المستوطنات البشرية (عشرات الماليين في المناطق المدروسة) من‬
‫جراء زيادة هطول األمطار‪ ،‬وارتفاع مستوى سطح البحر‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة الطلب على الطاقة للتكييف صيفاً بسبب ارتفاع درجات الحرارة‪.‬‬
‫أما التأثيرات اإليجابية المتوقعة للتغير المناخي فهي‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة مردود المحاصيل في بعض المناطق عند خطوط العرض الوسطى بسبب ارتفاع درجات الحرارة‪.‬‬
‫‪ -‬زي ادة الم ردود من خش ب الغاب ات في بعض الغاب ات التي ت دار بش كل جي د بس بب ارتف اع درج ات الحرارة‬
‫وزيادة تركيز ثنائي أكسيد الكربون‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة توفر المياه للسكان في بعض المناطق التي يتوقع زيادة الهطول فيها مثل جنوب شرق آسيا‪.‬‬
‫شتاء‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬تناقص عدد الوفيات في المناطق عند خطوط العرض الوسطى والعليا بسبب ارتفاع درجات الحرارة‬
‫شتاء بسبب ارتفاع درجات الحرارة في المناطق عند خطوط العرض‬
‫ً‬ ‫‪ -‬تناقص الطلب على الطاقة للتكييف‬
‫الوسطى والعليا‪.‬‬
‫‪ 2-5‬تغيرات في حوادث الطقس العنيفة‬
‫يؤدي تعرض المجتمعات البشرية واألنظمة البيئية لحوادث الطقس العنيفة‪ ،‬إلى األضرار والمعاناة والموت‬
‫الناجم عن الجفاف والفيضانات وموجات الحر واالنهيارات واألعاصير وغيرها‪ .‬وبالرغم من حالة عدم التأكد‬
‫إال أن هن اك ش واهد ع دة على أن ه ذه الح وادث س تزداد تك راراً وش دة في الق رن الح ادي والعش رين‪ ،‬نتيج ة‬
‫التغيرات المناخية‪ .‬وعلى العكس من ذلك‪ ،‬فإن تكرار الطقس البارد سيقل في المستقبل‪ ،‬بما في ذلك من آثار‬
‫إيجابية أو سلبية‪ .‬وستقع تبعات هذه التغيرات على المجتمعات واألفراد األشد فقراً في العالم‪.‬‬
‫لقد ذكرت مجموعة «ميونيخ ري» إلعادة التأمين أن العالم لم يشهد عددا من الكوارث الطبيعية كما شهد هذا‬
‫العام‪ ،‬ال سيما بسبب التغير المناخي‪ ،‬موضحة أن األمور لن تسير نحو األفضل على ما يبدو‪ .‬وقد بلغ عدد‬
‫ه ذه الك وارث ح والي األل ف ع ام ‪ ،2007‬وه و م ا لم تس جله يوم اً تق ارير المجموع ة األلماني ة ال تي تع د ه ذه‬
‫األح داث بانتظ ام من ذ الع ام ‪ .1974‬غ ير أن أي اً منه ا لم يص ل إلى حجم األعاص ير ال تي ض ربت الوالي ات‬
‫المتحدة وخليج المكسيك في ‪ ،2005‬أو كارثة المد البحري (تسونامي) في المحيط الهندي عام ‪.2004‬‬
‫‪ 2-6‬تأثيرات قوية وغير عكوسة‬

‫‪-55-‬‬
‫ق د ت ؤدي تغ يرات المن اخ في الق رن الح ادي والعش رين إلى إح داث تغ يرات كب يرة غ ير عكوس ة في نظ ام‬
‫األرض‪ .‬وكمث ال على ذل ك ح دوث تب اطؤ في دوران مي اه المحيط ات ال تي تنق ل الم اء ال دافئ إلى ش مال‬
‫األطلسي‪ ،‬ونقص كب ير في الغط اء الجليدي في غرينالند وغرب القطب الجنوبي‪ ،‬وزيادة في درجة حرارة‬
‫األرض نتيج ة تغذي ة من دورة الكرب ون وإ ص دار الميث ان من الهاي درات والرس وبيات الش اطئية‪ .‬إن احتم ال‬
‫حدوث هذه التغيرات منخفض‪ ،‬وهي غير معروفة تماماً‪ ،‬لكن احتمال حدوثها سيزداد مع التغير المناخي‪ .‬وإ ذا‬
‫ما حدثت فإن تأثيراتها ستكون شاملة وقوية‪ .‬وسيؤثر تباطؤ دوران المحيطات على تركيز األكسجين‪ ،‬وعلى‬
‫استيعاب المحيطات والنظم البيئية البحرية للكربون‪ ،‬وسيخفض الدفء في مناطق من أوروبا‪ .‬وسيرفع تفكك‬
‫الجليد في غرب القطب الجنوبي‪ ،‬وذوبانه في غرينالند من مستوى البحر بمقدار ‪3‬م على مدى ‪ 1000‬عام‪،‬‬
‫بحيث يغم ر أج زاء واس عة من الج زر والمن اطق الس احلية‪ .‬إن مع دل فق دان الجلي د‪ ،‬وارتف اع مس توى س طح‬
‫البحر‪ ،‬سيتجاوزان قدرة اإلنسان والنظم البيئية على التكيف معهما‪ .‬إن إصدار الكربون من مناطق متجمدة‪،‬‬
‫والميث ان من هاي درات الترس بات الش اطئية‪ ،‬س يزيدان من ترك يز غ ازات الدفيئ ة‪ ،‬وبالت الي من االحتب اس‬
‫الحراري‪.‬‬
‫‪ 2-7‬التكيف إستراتيجية ضرورية على كل المستويات‬
‫ي ؤدي التكي ف الجي د إلى التقلي ل من ت أثير التغ يرات الس لبية‪ ،‬واالس تفادة من التغ يرات االيجابي ة‪ ،‬ولكن ه مكل ف‬
‫ولن يقي من ك ل األض رار‪ .‬وت ؤثر الح االت العنيف ة والتباين ات وس رعة التغ ير في التع رض للتغ ير المن اخي‬
‫والتكيف معه‪ ،‬وليس مجرد التغير في متوسط الظروف المناخية‪ .‬وتتكيف األنظمة البشرية والطبيعية ذاتي اً إلى‬
‫ح د م ا م ع التغ ير المن اخي‪ .‬ويمكن للتكي ف المخط ط أن يكم ل التكي ف ال ذاتي‪ ،‬على ال رغم من أن الخي ارات‬
‫والح وافز لتكيف األنظم ة البشرية أك بر من التكي ف لحماي ة األنظم ة الطبيعي ة‪ .‬إن ه ذا التكي ف ض روري بك ل‬
‫المقاييس من أجل تضافر الجهود مع التخفيف من التغير المناخي‪ .‬وغالباً ما يعطي التكيف مع تغيرات المناخ‬
‫الحالية فوائد‪ ،‬ويشكل أساس اً للتعاطي مع تغير المناخ في المستقبل‪ .‬ومع ذلك فقد دلت التجارب على وجود‬
‫عقبات في تنفيذ كافة إجراءات التكيف المتاحة‪ .‬وإ ضافة لذلك فقد يكون هناك تكيف سيء‪ ،‬كالتنمية في من اطق‬
‫معرضة للمخاطر‪ ،‬بسبب قرارات مبنية على اعتبارات قصيرة النظر‪ ،‬وإ همال تغير المناخ والرؤية الناقصة‬
‫وعدم توفر المعلومات واالعتماد الزائد على الضمان والتأمين‪.‬‬
‫‪ 2-8‬األفقر هم األكثر عرضة للتغير المناخي‬
‫تعتم د ق درة األنظم ة البش رية على التكي ف على عوام ل عدي دة‪ ،‬مث ل ال ثراء ومس توى التقان ة والتعليم وت وفر‬
‫المعلوم ات والمه ارات والب نى التحتي ة والوص ول إلى الم وارد والق درات اإلداري ة‪ .‬وهن اك إمكاني ة أم ام ال دول‬
‫المتقدمة والنامية لبناء قدراتها على التكيف أو تطويرها‪ .‬وتختلف الدول في هذه القدرات‪ ،‬لكن الدول األشد‬
‫فقراً هي التي تفتقر إليها‪ ،‬ولذا فهي األكثر عرضة للتغير المناخي‪ ،‬واألشد تأثراً به‪ ،‬واألقل قدرة على التكيف‬
‫مع ه‪ .‬وعلى النقيض من ذل ك‪ ،‬ف إن ارتفاع اً بع دة درج ات في درج ة الح رارة ق د ينجم عن ه م زيج من الفوائ د‬
‫اإليجابي ة واألض رار في ال دول المتقدم ة‪ ،‬بينم ا ينقلب إلى خس ارة إذا تج اوز ه ذا المق دار‪ .‬وس يؤدي ه ذا إلى‬
‫زي ادة التف اوت في المعيش ة بين ال دول الفق يرة والغني ة‪ .‬ويع ني ه ذا أن معظم الن اس في الع الم س يعانون من‬

‫‪-56-‬‬
‫ارتفاع عدة درجات مئوية في درجة الحرارة‪ .‬وسيكون التأثير على فقد الحياة‪ ،‬ونقص االستثمار المالي‪ ،‬على‬
‫أشده في الدول النامية‪.‬‬
‫‪ 2-9‬االعتماد المتبادل بين التكيف والتنمية المستدامة والعدالة‬
‫يع اني معظم المن اطق المعرض ة للتغ ير المن اخي أيض اً من النمو الس كاني‪ ،‬ونقص الموارد والفق ر‪ .‬ول ذا يمكن‬
‫للسياسات التي تخفض الضغط على الموارد‪ ،‬وتحسن من إدارة الكوارث‪ ،‬وترفع مستوى معيشة الطبقة األفقر‬
‫من الس كان‪ ،‬أن ت دعم في ال وقت نفس ه التنمي ة المس تدامة والعدال ة وتحس ن الق درة على التكي ف‪ ،‬وتخفض من‬
‫التعرض للتغير المناخي والضغوط األخرى‪ .‬إن إدخال المخاطر المناخية في تصميم مشاريع التنمية الوطنية‬
‫والدولي ة وتنفي ذها‪ ،‬يمكن أن يط ور العدال ة والتنمي ة المس تدامتين‪ ،‬الل تين تخفض ان بالت الي من ت أثير التغ ير‬
‫المناخي‪.‬‬
‫الجدول (‪ )4‬التكيف مع تغيرات المناخ المختلفة‬
‫تغيرات متوقعة خالل القرن ‪ 21‬التأثيرات المتوقعة‬

‫‪ -‬زيادة الوفيات واألمراض للمرضى وكبار السن‬


‫ح رارة أعلى وموج ات ح ر على ‪ -‬زيادة اإلزعاج الحراري للحيوانات األليفة والبرية‬
‫‪ -‬تغير في وجهة السياح‬ ‫كل المناطق البرية (محتمل جدا)‬
‫‪ -‬ازدياد خطر األضرار لعدد من المحاصيل‬
‫‪ -‬زيادة الطلب على الطاقة للتبريد وانخفاض وثوقية التزود بالطاقة‬
‫‪ -‬انخفاض الوفيات واألمراض الناجمة عن البرد‬
‫ارتفاع درجة الحرارة الدنيا‪ ،‬أيام ‪ -‬انخفاض خطر إصابة بعض المحاصيل وزيادة الخطر ألخرى‬
‫ب اردة أق ل‪ ،‬موج ات ب رد أق ل ‪ -‬زيادة نشاط بعض الحشرات وناقالت المرض والمجال الذي تعمل فيه‬
‫‪ -‬نقص الطلب على الطاقة للتدفئة‬ ‫(محتمل جداً)‬
‫تغيرات متوقعة خالل القرن ‪ 21‬التأثيرات المتوقعة‬
‫‪ -‬زيادة خطر الفيضانات واالنهيارات وانجراف التربة وانزياح الطين‬
‫‪ -‬زيادة حت التربة‬
‫تكرار حوادث المطر الشديد على ‪ -‬قد تزيد زيادة الدفق السطحي من مستوى الخزانات الجوفية‬
‫‪ -‬زيادة الضغط على الحكومات وشركات التأمين ولجان الطوارئ‬ ‫معظم المناطق (محتمل جداً)‬
‫حاالت عنيفة ومعقدة‬
‫زي ادة الجف اف في الص يف عن د ‪ -‬نقص المحاصيل‬
‫خطوط العرض الوسطى والعليا ‪ -‬تضرر أساسات األبنية الناجم عن انكماش األرض‬
‫‪ -‬تناقص في كميات مياه الشرب وتدهور نوعيتها‬ ‫ووسط القارات (محتمل)‬
‫‪ -‬زيادة مخاطر حرائق الغابات‬

‫‪-57-‬‬
‫‪ -‬زيادة الخطر على حياة اإلنسان وخطر األوبئة ومخاطر أخرى‬
‫زي ادة في ري اح العواص ف ‪ -‬زيادة حت الشواطئ وتضرر المباني والمرافق على الشاطئ‬
‫االس توائية وفي متوس ط الهط ول ‪ -‬زيادة الضرر للنظم البيئية الساحلية كالحيد المرجاني والمانغروف‬
‫ل في بعض‬ ‫ه (محتم‬ ‫وذروت‬
‫المناطق)‬
‫زيادة شدة الجفاف أو الفيضانات ‪ -‬نقص المحاصيل الزراعية والمراعي في مناطق الجفاف والفيضان‬
‫المرافق ة لظ اهرة ال نينو في ‪ -‬نقص في الطاقة المائية للمناطق المعرضة للجفاف‬
‫مناطق مختلفة (محتمل)‬
‫زي ادة اختالف أمط ار المونس ون ‪ -‬زي ادة الفيض انات والجف اف في الش دة والض رر للمن اطق المعتدل ة‬
‫واالستوائية في آسيا‬ ‫الصيفية اآلسيوية (محتمل)‬
‫زيادة شدة العواصف في خطوط ‪ -‬زيادة الخطر على حياة البشر وصحتهم‬
‫العرض الوسطى (ال يزال هناك ‪ -‬زيادة خطر فقد الممتلكات والبنى التحتية‬
‫‪ -‬زيادة الضرر على النظم البيئية الساحلية‬ ‫اختالف في النماذج)‬

‫‪ -3‬التأثيرات على التعرض للنظم البيئية والبشرية‬


‫‪ 3-1‬الهيدرولوجيا ومصادر المياه‬
‫يتنب أ معظم الس يناريوهات بزي ادة الهط ول في خط وط الع رض الوس طى والعلي ا وفي جن وب ش رق آس يا‪ .‬كم ا‬
‫تتنبأ بتناقصه في أواسط آسيا‪ ،‬ومنطقة البحر األبيض المتوسط‪ ،‬وأفريقيا الجنوبية وأستراليا‪ .‬لكن مقدار التغير‬
‫يختلف من منطقة ألخرى‪ ،‬بحسب السيناريوهات المختلفة‪ .‬وعلى العموم‪ ،‬فإن اختالف الهطول أقل تأكداً‪ ،‬من‬
‫ارتفاع درجة الحرارة‪ .‬ويعيش ‪ 1.7‬بليون من البشر في مناطق عجز بالمياه (حيث يستهلكون كمية من الماء‬
‫أك ثر بـ ‪ %20‬من ت زودهم به ا) ومن المرش ح أن ي زداد ه ذا الع دد إلى ‪ 5‬بلي ون نس مة بحل ول ع ام ‪،2025‬‬
‫بحسب معدل التزايد السكاني‪ .‬وقد يزيد تغير المناخ هذا األمر سوءاً في بعض المناطق‪ .‬ويزداد الطلب على‬
‫الم اء بس بب نم و الس كان‪ ،‬وارتف اع مس توى معيش تهم‪ ،‬لكن ه يتن اقص في دول أخ رى‪ ،‬بس بب تحس ن كف اءة‬
‫استخدامه‪ .‬ومن المرجح أن ال يؤثر تغير المناخ على مياه الشرب أو الصناعة‪ ،‬لكنه سيزيد الطلب على المياه‬
‫للزراعة‪.‬‬
‫تشهد بعض المناطق فيضانات متكررة نتيجة لزيادة الهطول وشدته‪ .‬وقد تسرع طريقة استخدام األراضي من‬
‫ه ذا الش يء‪ .‬وت ؤدي زي ادة ال دفق الس طحي إلى انج راف الترب ة والملوث ات‪ ،‬وامتالء األح واض الجوفي ة‪ .‬كم ا‬
‫يزي د ارتف اع درج ة الح رارة من ه ذا التل وث‪ .‬ولكن زي ادة ال دفق الس طحي تزي د في ال وقت نفس ه‪ ،‬من عام ل‬
‫التمديد‪ ،‬وتعمل على تخفيف التلوث‪ .‬وربما يتحول الهطول الثلجي في بعض المناطق إلى هطول مطري‪ .‬إن‬
‫الدول األشد تعرض اً لهذه التغيرات هي تلك التي تكون فيها إدارة المياه ضعيفة‪ .‬أما اإلدارة الجيدة للموارد‬

‫‪-58-‬‬
‫المائية‪ ،‬فسوف تخفف من هذه التأثيرات عن طريق الحماية ضد الفيضانات‪ ،‬وبناء الشقوق‪ ،‬وخزانات المياه‬
‫والخزانات الطبيعية‪ ،‬وإ نشاء بنى تحتية لتخزين المياه وتوزيعها‪.‬‬
‫‪ 3-2‬الزراعة واألمن الغذائي‬
‫دلت البحوث العلمية على أن المحاصيل تستجيب للتغيرات المناخية بطرق مختلفة‪ .‬ويعتمد هذا على صنف‬
‫النبات‪ ،‬وخصائص التربة‪ ،‬ونوع الحشرات واألمراض‪ ،‬وتأثير ثنائي أكسيد الكربون على النبات‪ ،‬والتفاعل‬
‫بين ثنائي أكسيد الكربون ودرجة حرارة الهواء‪ ،‬ونقص المياه ونوعية الهواء والسماد الالعضوي واستجابات‬
‫التأقلم‪ .‬وعلى الرغم من أن زيادة تركيز ثنائي أكسيد الكربون يمكن أن تزيد من المحصول ونموه‪ ،‬إال أن هذه‬
‫الم يزة ق د تلغى‪ ،‬بس بب الح رارة والجف اف‪ .‬وي دخل عام ل الكلف ة في ت أثير المن اخ على المحص ول وال ثروة‬
‫الحيواني ة‪ .‬وق د يك ون التكي ف عن طري ق (تع ديل مواعي د الزراع ة ومع دالت التس ميد ونظم ال ري بالمي اه‬
‫وخص ائص النبات ات وانتق اء األص ناف الحيواني ة والنباتي ة المالئم ة)‪ .‬وس يكون ارتف اع ترك يز ثن ائي أكس يد‬
‫الكربون إيجابي اً في خطوط العرض الوسطى إذا كانت الحرارة أقل من عدة درجات‪ ،‬وسلبياً إذا كانت أكثر‬
‫من ذلك‪ .‬وفي المناطق االستوائية سينخفض المحصول‪ ،‬حتى مع ارتفاع طفيف بدرجات الحرارة‪ .‬إن زيادة‬
‫الحرارة عدة درجات‪ ،‬ستؤدي إلى ارتفاع األسعار بسبب زيادة الطلب‪ ،‬ونقص المحصول‪.‬‬
‫‪ 3-3‬النظم البيئية على اليابسة‬
‫هناك إمكانية لتغير كبير في النظم البيئية نتيجة للتغير المناخي‪ .‬وستتغير تركيبة األصناف النباتية والحيوانية‬
‫وسيطرتها على أماكن معينة‪ .‬وسيتأخر هذا التغير عن التغير في المناخ لعقود وربما لقرون‪ .‬وسيتغير هذا‬
‫أيضاً مع تغير الغطاء النباتي في الموقع‪ .‬وستزداد األحياء المائية واألسماك في المياه العذبة الدافئة‪ ،‬وتقل في‬
‫المياه الباردة‪ .‬وسيكون هناك انزياح ألصناف النباتات والحيوانات باتجاه القطب الشمالي‪ .‬وهناك أحياء كثيرة‬
‫مهددة اآلن بسبب التأثير التعاوني لتغير المناخ‪ ،‬واستعمال األرض‪ ،‬مما يحد من هجرتها‪ .‬وستختفي األصناف‬
‫المهددة بشكل حرج حالياً‪ ،‬أما تلك المهددة فستصبح نادرة‪ .‬إن إجراءات التكيف الممكنة هي‪:‬‬
‫‪ -‬تأسيس مالجئ وحدائق ومحميات مزودة بممرات تسمح لألصناف بالهجرة‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام التناسل في األسر وإ عادة التوزيع‪.‬‬
‫وقد تكون الكلفة عامالً يحد من ذلك‪ .‬وستزداد قدرة النظم البيئية األرضية على امتصاص الكربون‪ .‬إن زيادة‬
‫درج ة الح رارة ورطوب ة الترب ة وارتف اع ترك يز ثن ائي أكس يد الكرب ون س يزيد من م ردود الخش ب في الع الم‪.‬‬
‫وسيستفيد من ذلك المستهلكون‪ ،‬أما المنتجون فسيختلف ذلك بحسب مناطقهم‪.‬‬
‫(‪)38‬‬
‫‪ 3-4‬النظم البيئية الساحلية والبحرية‬
‫يؤثر تغير المناخ بشكل كبير على األنظمة البيئية الساحلية والبحرية‪ ،‬مثل ارتفاع درجة حرارة سطح الماء‪،‬‬
‫وارتفاع مستوى سطح البحر‪ ،‬وتغير ملوحة المياه‪ ،‬وتشكل األمواج وتيارات المحيط‪ .‬وللمحيطات دور هام‬
‫في النظ ام المن اخي‪ ،‬وله ا ت أثير راج ع علي ه‪ .‬إن معظم النظم البحري ة حساس ة لتغ ير المن اخ‪ ،‬وهن اك أنظم ة‬
‫محيطي ة تمت د لعق ود وت ؤثر على وف رة األس ماك وأنواعه ا‪ .‬وستش هد الس واحل عن د خط وط الع رض العلي ا‪،‬‬

‫‪-59-‬‬
‫إجه ادات بس بب األم واج البحري ة العاتي ة‪ ،‬وتفك ك أل واح الجلي د‪ .‬وس يختلف تغ ير مس توى س طح البح ر محلي اً‪،‬‬
‫بحسب ارتفاع قاع البحر أو انحساره‪.‬‬
‫يعتمد التأثير على الحيد المرجاني‪ ،‬والسبخات المالحة‪ ،‬وغابات المانغروف‪ ،‬على معدل ارتفاع مستوى سطح‬
‫البحر نس بة إلى مع دل النمو‪ ،‬والتزود بالرسوبيات‪ ،‬ووج ود مساحة للهج رة األفقي ة‪ .‬وهن اك شواهد ع دة على‬
‫ابيض اض الحي د المرج اني خالل العش رين عام اً الس ابقة‪ ،‬ع زيت إلى ارتف اع درج ة الح رارة‪ .‬وس يزيد ارتف اع‬
‫درجة الحرارة في المستقبل من الضغط على الحيد المرجاني وتكرار األمراض البحرية‪.‬‬
‫لق د تغ يرت اس تراتيجيات التكي ف للمن اطق الس احلية من كونه ا إج راءات حماي ة فيزيائي ة للش واطئ‪ ،‬مث ل بن اء‬
‫الجدران والحواجز‪ ،‬إلى إجراءات حماية ناعمة‪ ،‬مثل تغذية الشاطئ‪ ،‬والتقهقر المنتظم‪ ،‬وزيادة مناعة النظم‬
‫البيولوجية واالقتصادية االجتماعية في المناطق الساحلية‪ .‬وستكون إجراءات التكيف أكثر فاعلية إذا ترافقت‬
‫(‪)39‬‬
‫مع تخفيف الكوارث‪ ،‬واستخدام األراضي بشكل جيد‪.‬‬
‫‪ 3-5‬صحة اإلنسان‬
‫إن العديد من األمراض المنقولة بالماء أو الغذاء أو الحشرات حساسة للتغير المناخي‪ .‬وبحسب سيناريوهات‬
‫التغير المناخي‪ ،‬ستكون هناك زيادة في التوزيع الجغرافي لـ‪ ،‬ونقل مرض المالريا‪ ،‬والتي يؤثر كل منهما‬
‫على ‪ %50-40‬من س كان العالم‪ .‬وستزداد حاالت اإلصابة وح دتها في فصول السنة‪ ،‬وإ ن كان هناك بعض‬
‫االنخفاض في ذلك محلياً‪ .‬إن ترافق موجات الحر الشديدة‪ ،‬مع زيادة الرطوبة‪ ،‬وارتفاع تلوث الهواء‪ ،‬سيزيد من‬
‫مخاطر األمراض أو الوفيات بين سكان المدن‪ .‬وسيؤثر ذلك بشكل خاص على كبار السن والمرضى والذين ال‬
‫يملك ون المكيف ات الالزم ة‪ .‬غ ير أن نقص الوفي ات الن اجم عن ارتف اع درج ة الح رارة في الش تاء في بعض‬
‫المن اطق‪ ،‬سيكون أك بر من زيادته ا مع ارتفاع درج ة الحرارة في الص يف‪ .‬ويسبب تكرر الفيض انات وشدتها‪،‬‬
‫زي ادة ح االت الغ رق‪ .‬كم ا س تزداد أم راض المع دة والجه از التنفس ي والج وع وس وء التغذي ة في ال دول النامي ة‪.‬‬
‫وستؤثر األعاصير على السكان خاصة في المناطق ذات الكثافة العالية‪ .‬وسيؤدي نقص المحصول في المناطق‬
‫االستوائية إلى سوء التغذية‪ ،‬مما يسبب اضطرابات اقتصادية واجتماعية‪.‬وهناك طرق مختلفة للتكيف مع كل من‬
‫هذه التأثيرات‪ ،‬مثل تقوية البنية التحتية للنظام الصحي‪ ،‬ووجود إدارة بيئية موجهة صحياً‪ ،‬ونوعية الماء والهواء‬
‫واألمن الغ ذائي‪ ،‬وتص ميم ال بيوت وإ دارة المي اه الس طحية وت أمين خ دمات ص حية مالئم ة‪ .‬وس يكون الت أثير على‬
‫أشده بالنسبة للدول النامية‪ ،‬وعلى األخص تلك الموجودة في المناطق االستوائية أو شبه االستوائية‪.‬‬
‫‪ 3-6‬السكن البشري والصناعة والطاقة‬
‫يت أثر البش ر ب الطقس الح اد ال ذي ي ؤدي إلى تغي ير في الحال ة الص حية‪ ،‬أو يس بب الهج رة‪ .‬إن زي ادة الهط ول‬
‫وارتف اع مس توى س طح البح ر يؤدي ان إلى ح دوث الفيض انات واالنهي ارات‪ ،‬الل تين ت ؤثران بش كل كب ير على‬
‫الس كان‪ ،‬وخاص ة في من اطق الس كن العش وائي‪ .‬ويت أثر الن اس في بعض المن اطق من ج راء األعاص ير‬
‫االس توائية‪ .‬كم ا أن البش ر ال ذين يعمل ون في الص ناعات الزراعي ة وص يد األس ماك والغاب ات س يتأثرون بس بب‬
‫نقص الم ردود من ه ذه ال ثروات‪ .‬أم ا اس تهالك الطاق ة فس يؤثر التغ ير المن اخي عليه ا س لباً أم إيجاب اً‪ ،‬بحس ب‬
‫شتاء‪.‬‬
‫ً‬ ‫المناطق المختلفة‪ ،‬وتعرضها الرتفاع درجة الحرارة صيفاً أم‬

‫‪-60-‬‬
‫‪ 3-7‬التأمين والخدمات المصرفية‬
‫ازدادت تكاليف التأمين بشكل كبير ضد مخاطر الطقس العادي والعنيف‪ ،‬خالل العقود القليلة الماضية‪ .‬وقد‬
‫تضاعفت الخسائر االقتصادية العالمية من الحوادث المناخية الخطرة بـ ‪ 10.3‬مرة من ‪ 3.9‬بليون دوالر في‬
‫العام في الخمسينات‪ ،‬إلى ‪ 40‬بليون دوالر في التسعينات‪ .‬وكان حوالي ربع هذه الخسائر في الدول النامية‪.‬‬
‫لق د ارتفعت الحص ة الم ؤمن عليه ا من ه ذه الخس ائر من مس توى ض ئيل‪ ،‬إلى ‪ 9.2‬بلي ون دوالر خالل الف ترة‬
‫ذاته ا‪ .‬وتتض اعف الخس ائر الكلي ة إذا أخ ذت الح وادث المناخي ة األق ل‪ ،‬وغ ير الكارثي ة في الحس بان‪ .‬ويش كل‬
‫التكيف للتغير المناخي تحديات معقدة لنظام التأمين والمصارف‪ ،‬كما أنه في الوقت نفسه يقدم فرص اً جيدة‪.‬‬
‫ويمكن دعم التكيف بتشجيع خطط الحماية من الكوارث وبرامج منع الهدر‪ ،‬وتحسين أساليب البناء‪ ،‬وتطوير‬
‫استخدام األراضي‪ .‬وسيكون تأثير التغير المناخي في الدول النامية أكير‪ ،‬وخاصة في تلك الدول التي تعتمد‬
‫على إنتاج المحاصيل الزراعية‪ .‬وقد تفقد بعض هذه الدول حتى نصف دخلها القومي اإلجمالي‪ ،‬نتيجة حالة‬
‫واح دة‪ .‬ويمكن تحس ين تكي ف ه ذه ال دول م ع التغ ير المن اخي‪ ،‬بتوس يع الت أمين وتس هيله‪ ،‬وتموي ل المش اريع‬
‫الصغيرة‪ ،‬وإ نشاء مصارف لتمويل التنمية‪.‬‬
‫بلغ عدد هذه الكوارث عام ‪ 2007‬حوالي األلف وبالتحديد ‪ ،950‬وهو ما لم تسجله يوم اً تقارير المجموعة‬
‫األلمانية‪ ،‬التي تعد هذه األحداث بانتظام منذ عام ‪ .1974‬لكن الدراسة لفتت النظر إلى ارتفاع الكلفة المالية‬
‫للكوارث الطبيعية‪ .‬وقد جاءت بعد أسبوع على نشر تقرير الشركة األولى عالمي اً في إعادة التأمين «سويس‬
‫ري»‪ .‬لقد بلغت الكلفة ‪ 75‬مليار دوالر‪ ،‬بما فيها ‪ 30‬ملياراً تكبدها قطاع الضمان‪ ،‬مما يشكل ارتفاع اً كبيراً‬
‫مقارنة بالعام ‪ ،2006‬حيث بلغ إجمالي قيمة األضرار ‪ 50‬ملياراً‪ ،‬بينها ‪ 15‬ملياراً على مجموعات الضمان‪.‬‬
‫أما عدد القتلى فقد شهد تراجع اً عام ‪ 2007‬وبلغ حوالي ‪ 15‬ألف اً أي أقل بخمسة آالف‪ .‬وكالعادة دفعت الدول‬
‫الفقيرة والنامية الثمن األكبر‪ ،‬وال سيما في آسيا حيث قتل أكثر من ‪ 11‬ألف شخص‪ ،‬وشهدت الصين والهند‬
‫وبنغالدش فيضانات مدمرة‪.‬‬

‫‪ -4‬التكيف بحسب المناطق المختلفة من العالم‬


‫يختلف التعرض للتغير المناخي بحسب المناطق‪ ،‬وبالنسبة للسكان في كل منطقة‪ .‬ويؤدي االختالف في مناخ‬
‫ك ل منطق ة‪ ،‬والتغ ير المن اخي المتوق ع إلى تع رض متب اين للتح ريض المن اخي‪ .‬وتتف اوت النظم الطبيعي ة‬
‫واالجتماعي ة في خصائص ها ومص ادرها ومنظماته ا من منطق ة ألخ رى‪ .‬ول ذا ف إن تعرض ها للض غوط يعطي‬
‫حساسيات وتكيفات مختلفة‪ .‬وحتى ضمن المنطق ة الواح دة‪ ،‬يوج د تفاوت في تأثرها وتعرض ها وقدرتها على‬
‫التكي ف‪ .‬وم ع ذل ك فس تتأثر ك ل المن اطق في الع الم ب التغير المن اخي‪ ،‬ولكن بص ورة مختلف ة‪ ،‬وبش دة متفاوت ة‪.‬‬
‫ويعطي الجدول (‪ )5‬لمحة مختصرة عن المشاكل الرئيسة الخاصة بكل منطقة من العالم‪ .‬ويتعرض بعض هذه‬
‫المناطق للتغير المناخي أكثر من بعضها اآلخر‪ ،‬بسبب تعرضها الفيزيائي لعوامل المناخ‪ ،‬أو بسبب قدرتها‬
‫المح دودة على التعام ل مع ه‪ .‬إن معظم من اطق ال دول النامي ة معرض ة بش كل خ اص‪ ،‬ألن قس طاً كب يراً من‬
‫اقتصادياتها يقع في قطاعات حساسة للمناخ‪ ،‬وألن قدرتها على التكيف منخفضة‪ ،‬نتيجة قلة مصادرها التقنية‬

‫‪-61-‬‬
‫والمالي ة والطبيعي ة‪ .‬وعلى س بيل المث ال‪ ،‬ف إن دول الج زر الص غيرة‪ ،‬والمن اطق الس احلية المنخفض ة‪ ،‬معرض ة‬
‫بشكل خاص للعواصف البحرية‪ ،‬وارتفاع مستوى سطح البحر‪ ،‬ولديها قدرات محدودة على التكيف مع ذلك‪.‬‬
‫وك ذلك ف إن ت أثير تغ ير المن اخ على المن اطق القطبي ة كب ير وس ريع‪ ،‬بم ا في ذل ك انحس ار الغط اء الجلي دي‪،‬‬
‫وانخف اض ثخن ه وتفكك ه‪ .‬ومن المخ اطر في آس يا وأفريقي ا وأمريك ا الالتيني ة ح دوث الفيض انات‪ ،‬والجف اف‪،‬‬
‫وتدهور األمن الغذائي‪ ،‬والتهديد الصحي‪ ،‬وفقدان التنوع الحيوي‪ .‬وحتى في المناطق ذات القدرة األعلى على‬
‫التكيف‪ ،‬كأمريكا الشمالية واستراليا ونيوزيالندا‪ ،‬توجد مجتمعات مهددة‪ ،‬أقل قدرة على التكيف‪ ،‬مثل سكان‬
‫البالد األصليين‪ .‬وفي أوروبا فإن التعرض أكبر في الجزء الجنوبي منها‪ ،‬وفي المناطق القطبية‪.‬‬
‫(‪)37‬‬
‫الجدول (‪ )5‬التعرض للتغيرات المناخية و قدرة المناطق على التكيف معها‬
‫التعرض للتغير المناخي والتكيف معه‬ ‫المنطقة‬
‫‪ -‬ق درة األنظم ة البش رية في أفريقي ا على التكي ف منخفض ة لغي اب اإلمكان ات المادي ة‬ ‫أفريقيا‬
‫والتقنية‪.‬‬
‫‪ -‬مقدار تعرضها للتغير المناخي مرتفع بسبب اعتماد زراعتها على المطر وبسبب تكرر‬
‫الفيضان والجفاف والفقر‪.‬‬
‫‪ -‬يتوق ع انخف اض محص ول القمح وك ذلك األمن الغ ذائي وخاص ة في ال دول الص غيرة‬
‫المستوردة للغذاء‪.‬‬
‫‪ -‬األنهار الرئيسة في أفريقيا حساسة جداً للتغير المناخي وسيتناقص توفر المياه في دول‬
‫البحر األبيض المتوسط وأفريقيا الجنوبية‪.‬‬
‫‪ -‬التوسع الجغرافي لحوامل األوبئة سيؤثر سلباً على الصحة العامة في أفريقيا‪.‬‬
‫‪ -‬س تتفاقم مش كلة التص حر بس بب انخف اض الهط ول الس نوي وال دفق الس طحي ورطوب ة‬
‫التربة خاصة في شمال أفريقيا وغربها وجنوبها‪.‬‬
‫‪ -‬زي ادة الجف اف والفيض ان والح وادث العنيف ة س يزيد الض غط على مص ادر المي اه واألمن‬
‫الغذائي والصحة العامة والبنى التحتية ويؤثر على التنمية‪.‬‬
‫‪ -‬من المتوق ع اختف اء العدي د من أص ناف النبات ات والحيوان ات وس يؤثر ذل ك على معيش ة‬
‫سكان الريف والسياحة والتنوع الحيوي‪.‬‬
‫‪ -‬سيؤثر ارتفاع مستوى سطح البحر سلباً على مناطق في غينيا والسنغال وغامبيا ومصر‬
‫وعلى الشاطئ الشرقي الجنوبي من أفريقيا‪.‬‬
‫‪ -‬قدرة األنظمة البشرية في الدول النامية على التكيف منخفضة وقابليتها للتأثر عالية بينما‬ ‫آسيا‬
‫قدرة الدول المتقدمة أفضل‪.‬‬
‫‪ -‬ازدادت الحوادث العنيفة في المناطق االستوائية والمعتدلة من آسيا بما في ذلك الفيضان‬
‫والجفاف وحرائق الغابات واألعاصير االستوائية‪.‬‬

‫‪-62-‬‬
‫‪ -‬إن نقص اإلنتاجية في الزراعة وتربية الحيوان بسبب ضغوط الحرارة والماء وارتفاع‬
‫مس توى البح ر واألعاص ير والفيض ان س يقلل من األمن الغ ذائي في ع دد من ال دول بينم ا‬
‫تتوسع الزراعة في شمال آسيا‪.‬‬
‫‪ -‬ربما تتناقص المياه في المناطق الجافة أو شبه الجافة في آسيا وتزداد في شمال آسيا‪.‬‬
‫‪ -‬تزداد الوفيات بسبب التعرض لحوامل األوبئة وبسبب موجات الحر‪.‬‬
‫‪ -‬ستؤدي األعاصير وارتفاع مستوى البحر والفيضانات إلى إزاحة ماليين الناس من المناطق‬
‫الساحلية المنخفضة في آسيا االستوائية وشبه االستوائية‪.‬‬
‫‪ -‬سيؤدي تغير المناخ إلى زيادة الطلب على الطاقة وخفض السياحة والتأثير على النقل‪.‬‬
‫‪ -‬س يتفاقم الخط ر على التن وع الحي وي وتغ ير اس تعمال األراض ي وس يؤثر ارتف اع البح ر‬
‫على المانغروف والحيد المرجاني‪.‬‬
‫‪ -‬ق درة النظم البش رية على التكي ف عالي ة م ع وج ود مجموع ات من س كان البالد األص ليين‬ ‫استراليا‬
‫ونيوزيالن بتكيف منخفض في بعض المناطق في استراليا و نيوزيالندا‪.‬‬
‫‪ -‬ربم ا هن اك ت أثير ايج ابي للتغ ير المن اخي وثن ائي أكس يد الكرب ون في البداي ة على بعض‬ ‫دا‬
‫المحاصيل ولكنه سيتغير مع ازدياد التغير المناخي لبعض المحاصيل وفي بعض المناطق‪.‬‬
‫‪ -‬سيكون الماء قضية هامة بسبب توقعات الجفاف فوق معظم المناطق والتغير إلى حالة‬
‫أشبه بالنينو‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة في شدة الهطول المطري والعواصف االستوائية وتغير تكرارها مما يؤثر على الممتلكات‬
‫والنظم البيئية والحياة الناجمة عن الفيضانات والعواصف والرياح‪.‬‬
‫‪ -‬تتهدد بعض األصناف التي تعيش في أماكن خاصة بها بسبب عدم قدرتها على الهجرة‬
‫نتيجة تقسيم األراضي واختالف التربة أو طبوغرافية المنطقة وقد تنقرض‪.‬‬
‫‪ -‬إن المناطق المهددة في استراليا هي الحيد المرجاني‪ ،‬والمناطق الجافة أو شبه الجافة داخل‬
‫استراليا‪ ،‬أو في الغرب الجنوبي منها‪ .‬وكذلك فإن األراضي الرطبة في المناطق الساحلية في‬
‫استراليا ونيوزيالندا مهددة‪ ،‬كم ا أن بعض النظم البيئية في نيوزيالندا معرضة الجتياح سريع‬
‫لألعشاب‪.‬‬
‫‪ -‬الق درة على التكي ف في أوروب ا مرتفع ة عموم اً‪ ،‬لكن المن اطق الجنوبي ة والقطبي ة أك ثر‬ ‫أوروبا‬
‫عرضة للتأثر‪.‬‬
‫‪ -‬من المحتم ل حص ول نقص في ت وفر الم اء ورطوب ة الترب ة وال دفق الس طحي في الص يف‬
‫في جنوب أوروبا‪ ،‬وتوسع الفوارق بين شمال أوروبا وجنوبها‪ ،‬ومن المحتمل زيادة الهطول‬
‫شتاء في الشمال والجنوب‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن لنص ف الجلي د في األلب ومن اطق التجم د أن يختفي‪ ،‬م ع نهاي ة الق رن الح ادي‬

‫‪-63-‬‬
‫والعشرين‪.‬‬
‫‪ -‬سيزداد خطر فيضانات األنهار عبر أوروبا‪ ،‬وسيزداد خطر الفيضانات واهتراء التربة‬
‫وفقدان األراضي الرطبة في المناطق الساحلية‪ ،‬مما يؤثر على السكن والصناعة والسياحة‬
‫والزراعة فيها‪.‬‬
‫‪ -‬س تكون هن اك بعض اآلث ار اإليجابي ة على الزراع ة في ش مال أوروب ا‪ ،‬لكن اإلنتاجي ة‬
‫ستنخفض في جنوب أوروبا وشرقها‪.‬‬
‫‪ -‬سيحص ل انزي اح في من اطق التن وع الحي وي نح و الش مال‪ ،‬وإ لى أع الي المرتفع ات‪.‬‬
‫وس وف تنق رض بعض األن واع ال تي تعيش في األراض ي الرطب ة والتن درا والمن اطق‬
‫المعزولة‪.‬‬
‫‪ -‬ق د يغ ير ارتف اع درج ة الح رارة وموج ات الح ر من الس ياحة في الص يف‪ ،‬وق د ي ؤثر‬
‫تناقص الغطاء الثلجي على السياحة الشتوية‪.‬‬
‫ا ‪ -‬القدرة على التكيف منخفضة‪ ،‬وعلى األخص تجاه حوادث الطقس العنيف والتعرض لها‬ ‫أمريك‬
‫كبير‪.‬‬ ‫الالتينية‬
‫‪ -‬يؤثر فقدان الغطاء الجليدي على إمدادات المياه‪.‬‬
‫‪ -‬تص بح الفيض انات والجف اف أك ثر تك راراً‪ ،‬وترس ب الفيض انات الطمي‪ ،‬وت ؤثر على‬
‫نوعية المياه‪.‬‬
‫‪ -‬زي ادة ش دة األعاص ير االس توائية تس بب مخ اطر للحي اة‪ ،‬واألمالك والنظم البيئي ة من‬
‫الهطول القوي والفيضان واألعاصير والرياح‪.‬‬
‫‪ -‬ينخفض م ردود المحاص يل في من اطق ع دة‪ ،‬على ال رغم من زي ادة ترك يز ثن ائي أكس يد‬
‫الكربون‪ .‬وهناك خطر على طرق الزراعة القديمة في أمريكا الالتينية‪.‬‬
‫‪ -‬ي زداد خط ر انتش ار األم راض باتج اه القطب‪ ،‬وم ع االرتف اع‪ ،‬والتع رض ألم راض‬
‫محمولة مثل المالريا والكوليرا وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬يؤثر ارتفاع مستوى البحر سلباً على السكان‪ ،‬وعلى البنى التحتية في المناطق الساحلية‬
‫وعلى مناطق المانغروف‪.‬‬
‫‪ -‬يتسارع معدل فقد التنوع الحيوي‪.‬‬
‫ا ‪ -‬التع رض للتغ ير المن اخي منخفض في أمريك ا الش مالية‪ ،‬والتكي ف مع ه جي د‪ ،‬لكن هن اك‬ ‫أمريك‬
‫تع رض لمجتمع ات الس كان المحل يين‪ ،‬وأولئ ك ال ذين يعيش ون في من اطق حساس ة للتغ ير‬ ‫الشمالية‬
‫المناخي‪.‬‬
‫‪ -‬تس تفيد بعض المحاص يل من دفء معت دل م ع زي ادة ‪ .CO2‬لكن ه ذا يختل ف حس ب‬
‫المحص ول‪ ،‬والمن اطق م ع نقص المحاص يل بس بب الجف اف في منطق ة ال براري األمريكي ة‪.‬‬

‫‪-64-‬‬
‫وربم ا ك انت هن اك م يزة إيجابي ة في نم و المحاص يل والغاب ات في من اطق ب اردة من كن دا‪.‬‬
‫لكن هذا لن يستمر مع زيادة االحتباس الحراري المستمرة‪.‬‬
‫‪ -‬سيؤدي الذوبان المبكر للجليد في غرب شمال أمريكا إلى جريان مبكر للينابيع‪ ،‬ونقص‬
‫في الدفق الصيفي‪ ،‬وانخفاض مستوى البحيرات‪.‬‬
‫‪ -‬س تتهدد األنظم ة البيئي ة الفري دة مث ل ال براري الرطب ة‪ ،‬والتن دورا األلبي ة‪ ،‬ونظم المي اه‬
‫الباردة‪ ،‬ومن غير المحتمل التكيف مع هذه التغيرات‪.‬‬
‫‪ -‬س يؤدي ارتف اع مس توى البح ر إلى زي ادة اه تراء الش اطئ‪ ،‬والفيض ان وفق دان األراض ي‬
‫الرطب ة الس احلية‪ ،‬وزي ادة المخ اطر من ان دفاع األعاص ير‪ ،‬وخاص ة في فلوري دا ومعظم‬
‫الساحل األطلسي‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة نفقات التأمين والمساعدات الحكومية في حالة الطوارئ‪.‬‬
‫‪ -‬قد يتوسع مجال انتشار بعض األمراض المحمولة مثل المالريا والحمى‪.‬‬
‫القطب ان ‪ -‬األنظمة الطبيعية في القطبين شديدة التعرض للتغير المناخي‪ ،‬ولها قدرة منخفضة على‬
‫التكيف معه‪ .‬ومن المحتم ل تكيف المجتمعات المتطورة‪ ،‬أما المجتمع ات التقليدية فقدرتها‬ ‫الشمالي‬
‫ضئيلة‪.‬‬ ‫و‬
‫‪ -‬يتوقع أن يكون التغير المناخي في القطبين هو األكبر على سطح األرض‪ ،‬وسيكون له‬ ‫الجنوبي‬
‫تأثير فيزيائي وبيئي واقتصادي واجتماعي كبير‪.‬‬
‫‪ -‬تجلت تأثيرات التغير المناخي في تناقص الغطاء الجليدي‪ ،‬وحت الشواطئ‪ ،‬وتغير في‬
‫ألواح الجليد ورفوفه‪ ،‬وتغير في توزع األصناف الحية ووفرتها‪.‬‬
‫‪ -‬ق د تتكي ف بعض النظم البيئي ة باالس تبدال النه ائي من خالل هج رة األص ناف‪ ،‬وتغ ير‬
‫تركيبة األنواع‪ ،‬وربما بزيادة اإلنتاجية الكلية‪ .‬وقد تتأثر أطراف الجليد التي توفر المأوى‬
‫لألنواع الحية‪.‬‬
‫‪ -‬تق دم المناطق القطبي ة محفزات هام ة لتغي ير المن اخ‪ .‬وعن دما تنطل ق فقد تس تمر لقرون‪،‬‬
‫ح تى بع د ثب ات ترك يز غ ازات الدفيئ ة‪ ،‬وت ؤثر بش كل دائم على ص فائح الجلي د‪ ،‬ودوران‬
‫المحيط األرضي‪ ،‬وارتفاع سطح البحر‪.‬‬
‫‪ -‬قدرة السكان على التكيف منخفضة‪ ،‬وتعرضهم مرتفع‪ ،‬وقد تكون هذه الدول أكثر دول‬ ‫دول‬
‫زر العالم تعرضاً للتغير المناخي وتأثراً به‪.‬‬ ‫الج‬
‫‪ -‬سيؤدي توقع ارتفاع مستوى البحر بمعدل ‪ 5‬مم في العام في الـ‪ 100‬عام اً القادمة إلى‬ ‫الصغيرة‬
‫اهتراء الشاطئ‪ ،‬وضياع جزء من الساحل‪ ،‬وانزياح السكان نحو الداخل‪ ،‬وزيادة الخطر‬
‫من األم واج والعواص ف البحري ة‪ ،‬وقق دان مناع ة األنظم ة الس احلية‪ ،‬وانس ياب مي اه البح ر‬
‫المالحة على المياه العذبة‪ ،‬والكلفة العالية للتكيف مع هذه التغيرات‪.‬‬

‫‪-65-‬‬
‫‪ -‬تتأثر الجزر الفقيرة بالمياه العذبة بشكل أكبر‪.‬‬
‫‪ -‬يؤثر ارتفاع تركيز‪ CO2‬على فقد الكالسيوم في الحيد المرجاني‪ ،‬وبالتالي ابيضاضها‪.‬‬
‫وي ؤثر ارتف اع درج ة الح رارة ومس توى البح ر على الم انغروف وحش ائش ق اع البح ر‪،‬‬
‫وتنوعها الحيوي‪.‬‬
‫‪ -‬ي ؤثر تن اقص التن وع الحي وي في الس احل على مص ائد األس ماك والص يادين وعلى ت وفر‬
‫الغذاء البحري‪.‬‬
‫‪ -‬تت أثر الزراع ة س لباً لع دم وف رة األراض ي القابل ة للزراع ة‪ ،‬وتملح الترب ة س واء لت أمين‬
‫الغذاء محلياً أم لتصدير المحاصيل‪.‬‬
‫‪ -‬تت أثر الس ياحة ال تي تش كل مص دراً هام اً للعمل ة الص عبة في ه ذه ال دول س لباً به ذه‬
‫التغيرات‪.‬‬

‫‪-66-‬‬
‫الجزء السادس‬

‫التخفيف من إصدار غازات الدفيئة‬

‫«يمثل تغير المناخ أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية‪ ،‬و سكان العالم األكثر عرضة له هم المهددون مباشرة‪.‬‬
‫إن اإلج راءات ال تي تتخ ذها األمم األغ نى وال تي تص در معظم غ ازات الدفيئ ة‪ ،‬له ا آث ار قوي ة على البش ر في بقي ة‬
‫أنحاء العالم وعلى األخص في الدول األفقر فيه‪».‬‬
‫مايكل بلومبرغ‬
‫عمدة مدينة نيويورك‬

‫‪ -1‬مقدمة‬
‫يه دف ه ذا الفص ل إلى ع رض التقان ات واإلج راءات ال تي تح د من إص دار غ ازات الدفيئ ة‪ ،‬وتش جع على ص رفها‬
‫وخزنها‪ ،‬بحسب االتفاقية اإلطارية لتغير المناخ‪ .‬وتقدم (اتفاقية برلين ‪ )Berlin Mandate‬التي وافق أول مؤتمر‬
‫لألطراف ‪ COP1‬عليها في مؤتمر برلين عام ‪ 1995‬محتوى هذا الفصل‪ .‬ويؤسس هذا االتفاق لعملية تهدف إلى‬
‫توضيح السياسات واإلجراءات‪ ،‬ووضع حدود كمية لإلصدارات وتخفيفها‪.‬‬
‫‪ -2‬اتجاهات إصدارات غازات الدفيئة‪:‬‬
‫ازدادت كميات غازات الدفيئة في الجو بشكل مستمر منذ الثورة الصناعية في منتصف القرن الثامن عشر‪.‬‬
‫وتق در الزي ادة في غ ازات الدفيئ ة بـ ‪ %70‬بين ع امي ‪ 1970‬و‪ ،2004‬وبح والي ‪ %24‬بين ع امي ‪ 1990‬و‬
‫‪ .2004‬وقد ازدادت هذه الغازات بالقيم المطلقة من ‪ 28.7‬جيغا طن مكافئ ‪ CO2‬عام ‪ ،1970‬إلى ‪ 49‬جيغا‬
‫طن مكافئ ‪ CO2‬عام ‪ .2004‬وتأتي معظم غازات الدفيئة من قطاع الطاقة‪ ،‬حيث زاد إصدار غازات الدفيئة‬
‫نتيج ة تولي د الكهرب اء بمع دل ‪ %145‬بين ع امي ‪ 1970‬و‪ ،2004‬وبمع دل ‪ %120‬من النق ل و‪ %65‬من‬
‫الصناعة و‪ %40‬من استخدام األراضي‪ .‬لقد بلغ عدد سكان الدول المتقدمة أو دول الملحق ‪ 1‬في بروتوكول‬
‫كيوتو ‪ %20‬من سكان العالم عام ‪ ،2004‬وأنتجت هذه الدول ‪ %57‬من الدخل اإلجمالي‪ ،‬وأصدرت ‪%46‬‬
‫من غازات الدفيئة‪ .‬وقد قامت دول كثيرة بحلول عديدة لتخفيض إصداراتها من غازات الدفيئة ومنها ترشيد‬
‫استهالك الطاقة وزيادة كفاءة المحركات ولكنها لم تكن كافية إلنقاص اإلصدارات على المستوى العالمي‪ .‬وقد‬
‫انخفض ت إص دارات الع الم من الغ ازات المس ببة لثقب األوزون حيث وص لت ع ام ‪ 2004‬إلى ‪ %20‬من‬
‫مس تواها ع ام ‪ .1990‬وق د أتى ذل ك نتيج ة تط بيق اتف اق مونتلاير ح ول ه ذه الغ ازات‪ .‬ومن المتوق ع أن ي زداد‬
‫إصدار غاز ‪ CO2‬بين عامي ‪ 2000‬و‪ 2030‬بين ‪ %40‬إلى ‪ % 110‬وسيأتي ‪ 2/3‬إلى ‪ 3/4‬هذه الزيادة من‬
‫دول خارج الملحق ‪.1‬‬

‫‪-67-‬‬
‫(‪)40‬‬
‫‪ -2‬في الطاقة‬
‫‪ 2-1‬مقدمة‬
‫نما استهالك العالم من الطاقة بمعدل ‪ %2‬تقريبا سنويا على مدى قرنين من الزمن على الرغم من أنه يختلف‬
‫بحسب الزمان والمكان‪ .‬ومن المحتمل أن تنمو إصدارات الطاقة من غازات الدفيئة بمعدل أقل من نمو الطلب‬
‫على الطاق ة بس بب المي ل إلزال ة الكرب ون منه ا‪ .‬وبحس ب س يناريوهات ‪ SRES‬ف إن اإلص دارات من الطاق ة‬
‫ستزداد من ‪ 6‬غيغا طن كربون عام ‪ 1990‬إلى ‪ 12-7‬غيغا طن كربون عام ‪ 2020‬وإ لى ‪ 19-6‬غيغا طن‬
‫كرب ون ع ام ‪ .2050‬ويمث ل قط اع الطاق ة ‪ 4.1 - 2.3‬غيغ ا طن و ‪ 6.4 - 1.6‬غيغ ا طن كرب ون ع ام‬
‫‪ .2050‬ومن غير المتوقع أن يشكل توفر احتياطات الوقود األحفوري أو إمكانات الطاقات المتجددة أي عائق‬
‫على إم دادات الطاق ة في المس تقبل‪ .‬وبالمث ل من غ ير المحتم ل أن يش كل ت وفر اليوراني وم والثوري وم مش كلة‬
‫لتوليد الطاقة النووية‪ .‬وهناك إمكانية على المدى الطويل الستثمار الطاقات المتجددة على الرغم من أن كلفة‬
‫تحقيق ذلك غير مؤكدة بسبب عوامل كثيرة كالبحث والتطوير والتطبيق المبكر في مجاالت معينة ومناطق‬
‫مالئم ة‪ .‬إن لتقان ات ال تزود بالطاق ة والب نى التحتي ة الالزم ة له ا زمن اً اقتص ادياً ط ويالً ويس تغرق التح ول في‬
‫تزويد الطاقة عقودا عدة‪ .‬وهذا يعني أن اإلجراءات التقنية والسياسات تستغرق وقتا طويال لتطبيقها‪ .‬ومع ذل ك‬
‫فعلى م دى ‪ 100-50‬ع ام يس تبدل نظ ام تزوي د الطاق ة بكامل ه م رتين على األق ل‪ .‬ومن الممكن تقني اً إج راء‬
‫تخفيض كبير في اإلصدارات من قطاع الطاقة بالتزامن مع االستثمار الستبدال البنى التحتية واألجهزة التي‬
‫تهترئ أو تصبح باطلة‪.‬‬
‫‪ 2-2‬تقانات تخفيف اإلصدارات في قطاع الطاقة‬
‫تتضمن هذه التقانات رفع كفاءة تحويل الوقود األحفوري والتحويل إلى وقود أحفوري بمحتوى كربوني أقل‬
‫وإ زاح ة الكرب ون من غ ازات االح تراق ومن الوق ود وتخ زين ثن ائي أكس يد الكرب ون‪ ،‬والتحوي ل إلى الطاق ة‬
‫النووي ة والطاق ات المتج ددة‪ .‬ولك ل من ه ذه الب دائل خواص ها المم يزة ال تي تح دد كفاءته ا االقتص ادية وقبوله ا‬
‫االجتماعي والسياسي‪.‬ويجب تقويم تأثيرات التكلفة والبيئة على أساس تحليل دورة كاملة‪.‬‬
‫أ‪ -‬تحويل أكفأ للوقود األحفوري‬
‫بصورة عامة تعد التقانات الجديدة بتحويل أكفأ للوقود األحفوري‪ .‬وعلى سبيل المثال يمكن رفع كفاءة إنتاج‬
‫الكهرباء من ‪ %30‬إلى ‪ %60‬على المدى الطويل‪ .‬وأيضا يرفع توليد الحرارة والكهرباء بشكل مشترك حيث‬
‫يت وفر ذل ك س واء الس تخدام الح رارة في العملي ات الص ناعية أو في التدفئ ة والتبري د من كف اءة تحوي ل الطاق ة‪.‬‬
‫وي ؤدي تكام ل تحوي ل الطاق ة من درج ة ح رارة عالي ة إلى درج ة ح رارة منخفض ة وال ذي ي دعى (التسلس ل‬
‫الحراري) إلى كفاءة أعلى‪ .‬وبينما تتأثر الكلفة المتعلقة بهذه التحسينات في الكفاءة بعوامل عدة‪ ،‬بما في ذلك‬
‫معدل استرجاع رأس المال ومعدل الفائدة وتأثير البحث والتطوير إال أن هناك تقانات متقدمة فعالة اقتصاديا‬
‫مقارنة مع بعض الوحدات والتقانات الحالية التي هي أقل كفاءة أو تصدر غازات دفيئة أكثر‪ .‬ويمكن لبعض‬
‫خيارات التقانة مثل (الدارة المركبة لتوليد الطاقة) أن تخترق السوق الحالي‪ .‬ولتحقيق الخيارات األخرى على‬

‫‪-68-‬‬
‫الحكومات أن تتخذ إجراءات قد تتضمن إلغاء الدعم المستمر للطاقة وإ دخال الكلف الخارجية وتأمين التمويل‬
‫لبح وث التط وير لتقان ات تخفي ف اإلص دارات وتق ديم ح وافز إلدخ ال ه ذه التقان ات مبك راً وهي في مرحل ة‬
‫التسويق التجاري‪ .‬ولذا فبينما يمكن تحسين كفاءة تحويل الطاقة عالمي اً إال أن ذلك يتطلب كلف اً إضافية وقد ال‬
‫يح دث ب دون سياس ات مناس بة للح د من غ ازات الدفيئ ة‪ .‬إن اإلمكاني ة النظري ة لتط وير الكف اءة كب يرة ج داً وال‬
‫تزال أنظمة الطاقة الحالية بعيدة جداً عن القيمة العظمى النظرية (أو المثالية) التي يمكن الحصول عليها من‬
‫القانون الثاني في الثرموديناميك‪ .‬ويجب التغلب على الكثير من العطالة قبل أن نتمكن من استغالل ولو قدر‬
‫بسيط من هذه اإلمكانية مع عوائق عديدة مثل العادات االجتماعية والكلفة وانعدام المعلومات والخبرة وعدم‬
‫وجود الحوافز‪ .‬يبلغ متوسط الكفاءة لتوليد الكهرباء من الوقود األحفوري في العالم ‪ %30‬وفي الدول المتقدم ة‬
‫‪ %35‬وباقتراض كفاءة نموذجية ‪ %40‬لمحطات جديدة لتوليد الكهرباء من الفحم الحجري (مع إزالة ‪SOx -‬‬
‫‪ )NOx‬في ال دول المتقدم ة‪ ،‬ف إن زي ادة ‪ %1‬في الكف اءة ت ؤدي إلى تخفيض ‪ %2.5‬في إص دارات ‪.CO2‬‬
‫وستس تخدم على الم دى الطوي ل تقان ات جدي دة لتولي د الكهرب اء مبني ة على كف اءة أعلى‪ ،‬تتض من دورة بخ ار‬
‫محمص‪ ،‬وحرق اً ض من س رير ممي ع‪ ،‬ودارات تغ ويز متكامل ة‪ .‬لق د أص بح بعض ه ذه التقان ات تجاري اً‪ ،‬بينم ا‬
‫يحت اج بعض ها اآلخ ر إلى مزي د من البحث والتط وير‪ .‬وللغ از الط بيعي المس تخدم في محط ات ال دارة المركب ة‬
‫أعلى كفاءة تحويل من كل أنواع الوقود األحفوري حالي اً‪ ،‬إذ تبلغ هذه الكفاءة ‪ %45‬على المدى القصير‪ ،‬و‬
‫‪ %55‬أو أكثر على المدى الطويل‪ .‬ومن أجل التقانات المطورة التي تستخدم الوقود األحفوري نفسه‪ ،‬يترجم‬
‫رفع الكفاءة بكلفة أقل في الوقود‪ ،‬والذي غالباً ما يعوض إلى حد ما‪ ،‬الحاجة إلى رأسمال أكبر‪ .‬وتعطي التقانة‬
‫المطورة مزايا إضافية مثل تخفيض ‪ SO2‬و‪ NOx‬والدقائق الصلبة‪ .‬ويقدم التوليد المشترك للحرارة والكهرباء‬
‫كف اءة أعلى تص ل إلى ‪ %90-80‬بالنس بة الس تهالك الوق ود‪ ،‬وهي أعلى بكث ير من تولي د الح رارة والكهرب اء‬
‫بشكل منفصل‪ .‬لكن هذه االقتصادية ترتبط بتوفر الحاجة للتدفئة والتبريد في مناطق قريبة من محطات توليد‬
‫الكهرباء‪.‬‬
‫ب ‪ -‬التحويل إلى وقود أحفوري ذي محتوى كربوني اقل‪:‬‬
‫يمكن عن طري ق التحوي ل من الفحم إلى النف ط ومن النف ط إلى الغ از‪ ،‬تخفيض إص دار ‪ .CO2‬ويص در الغ از‬
‫الط بيعي أق ل كمي ة من ‪ CO2‬بالنس بة لوح دة طاق ة‪ ،‬إذ تبل غ ‪15‬ك غ كرب ون ‪ /‬غيغ ا ج ول‪ ،‬بينم ا يص در النف ط‬
‫‪20‬كغ كربون ‪ /‬غيغا جول‪ ،‬ويصدر الفحم ‪ 25‬كغ كربون‪ /‬غيغا جول‪ .‬ومن الممكن أيض اً أن يكون تحويل‬
‫الوق ود بكرب ون أق ل أك ثر كف اءة‪ .‬يتواج د الغ از الط بيعي في من اطق عدي دة ومنتش رة في الع الم‪ .‬ويمكن لتقان ة‬
‫ال دارة المركب ة الجدي دة‪ ،‬ذات الكلف ة الثابت ة األق ل‪ ،‬والكف اءة األعلى‪ ،‬أن تخفض كلف ة الكهرب اء بش كل كب ير في‬
‫بعض المج االت‪ ،‬حيث تك ون أس عار الغ از الط بيعي منخفض ة نس بياً مقارن ة ب الفحم الحج ري‪ .‬وبينم ا يحاف ظ‬
‫التحوي ل من الفحم الحج ري إلى الغ از على كف اءة التحوي ل نفس ها‪ ،‬إال أن ه يخفض اإلص دارات بـ‪ .%40‬وق د‬
‫يص ل خفض الكهرب اء بالنس بة لوح دة منتج ة من الكهرب اء إلى ‪ .%50‬وعلى ال رغم من أن الغ از الط بيعي‬
‫مت وزع بش كل واس ع في الع الم‪ ،‬إال أن ه غ ير مت وفر إلنت اج الطاق ة في بعض المن اطق‪ .‬ول ذا ف إن التحوي ل إلى‬
‫الغ از لتولي د الطاق ة يعتم د على اس تيراده من الخ ارج‪ .‬وهن ا تك ون كل ف االس تثمار واإلدارة األولي تين مرتفع ة‬

‫‪-69-‬‬
‫جداً‪ ،‬من أجل نقل الغاز وتوزيعه وبناء تجهيزات استخدامه النهائية‪ .‬وقد يؤدي االستخدام الواسع للغاز إلى‬
‫ته ريب كمي ات من غ از الميث ان إلى الج و‪ .‬وهن اك مح اوالت لخفض إص دار غ از الميث ان من من اجم الفحم‬
‫الحجري بـ ‪ ،%90-30‬ومن تنفيس الغاز وحرقه في الشعلة بـ‪ ،%50‬ومن التسرب من أنظمة توزيع الغاز بـ‬
‫‪ .%80‬ويمكن أن يكون هذا التخفيض مجدياً اقتصادياً في العديد من المناطق في العالم‪ ،‬حيث يمكن استخدام‬
‫الميثان كمصدر للطاقة‪.‬‬
‫ج‪ -‬إزاحة الكربون من الوقود وغاز االحتراق وتخزين ‪CO2‬‬
‫يمكن إزاحة ‪ CO2‬من غاز االحتراق‪ ،‬وتخزينه‪ ،‬لكن هذا يخفض من كفاءة تحويل الوقود إلى طاقة‪ ،‬ويزيد من كلفة‬
‫الكهرب اء المنتجة‪ .‬وبطريقة أخ رى يمكن إزال ة الكربون من الوقود بتحويل ه إلى هي دروجين‪ ،‬أو إلى مركب ات غني ة‬
‫ب ه‪ ،‬كالميث انول واإليث انول‪ ،‬أو الميث ان من الفحم‪ .‬وتول د كلت ا الطريق تين غ از ‪ CO2‬ال ذي يمكن أن يخ زن في حق ول‬
‫الغ از الط بيعي المس تنفدة‪ ،‬أو في المحيط ات‪ .‬وبس بب الكلف ة المرتفع ة‪ ،‬والحاج ة إلى مزي د من تط وير التقان ة‪ ،‬ف إن‬
‫تطبيق هذه التقانة على المدى القصير والمتوسط محدود‪( .‬على سبيل المثال استخدام ‪ CO2‬في االسترجاع الثاني‬
‫للنف ط)‪ .‬وتبقى الكل ف االقتص ادية واآلث ار البيئي ة الناجم ة عن تخ زين ‪ CO2‬في المحيط ات على الم دى الطوي ل‬
‫مجهولة‪ ،‬وغير مؤكدة‪.‬‬
‫إن الخيار اآلخر إلزالة الكربون هو في تغويز الفحم الحجري‪ ،‬وإ زاحة ‪ CO2‬وتحسين غاز التخليق الناتج‪.‬‬
‫ويتمث ل أح د الخي ارات لخفض الكلف ة‪ ،‬باس تخدام األكس جين ب دالً من اله واء في االح تراق‪ ،‬وبالت الي الحص ول‬
‫على م زيج من ‪ CO2‬وبخ ار الم اء بش كل رئيس‪ .‬وس يزيد تط وير خالي ا الوق ود‪ ،‬ال تي تعم ل بالهي دروجين من‬
‫ه ذا الخي ار‪ .‬وس يؤدي تزوي د الطاق ة في المس تقبل على ش كل كهرب اء‪ ،‬وهي دروجين عن د نقط ة اس تخدامه‪ ،‬إلى‬
‫التخلص من اإلص دارات‪ ،‬وسيس مح بإزال ة ‪ CO2‬وتخزين ه عن د المص در‪ .‬إن تخ زين ‪ CO2‬في حق ول النف ط‬
‫والغاز المستنفدة‪ ،‬هو خيار آخر‪ .‬وتبلغ إمكانية هذا الخيار حوالي ‪ 500-130‬غيغا طن من الكربون‪ ،‬وهي‬
‫استطاعة عالية جداً‪ .‬وهناك خيار آخر يتمثل في تخزين الكربون في خزانات الملح الجوفية الموجودة على‬
‫أعم اق مختلف ة في الع الم‪ .‬إن المحيط ات العميق ة هي أك بر خزان ات ‪ CO2‬في الع الم‪ .‬ويمكن نق ل ‪ CO2‬إلى‬
‫المحيط ات مباش رة‪ ،‬وإ لى أعم اق ‪3000‬م أو أك ثر‪ .‬وفي المحيط ات يع زل ‪ CO2‬عن الج و لع دة ق رون على‬
‫األقل‪ .‬غير أنه ال يزال هناك قلق من اآلثار البيئية المحتملة‪ ،‬كتغير نوعية مياه المحيطات‪ ،‬وتأثير ذلك على‬
‫األحي اء المائي ة‪ .‬كم ا أن تط وير التقان ات الالزم ة لص رف ‪ CO2‬وتكاليفه ا‪ ،‬تحت اج إلى المزي د من البحث‬
‫والتطوير‪.‬‬
‫د‪ -‬التحويل إلى الطاقة النووية‬
‫يمكن للطاقة النووية أن تحل محل الوقود األحفوري في إنتاج الحمل األساسي ‪ base load‬من الكهرباء‪ ،‬في‬
‫ع دد من المن اطق في الع الم‪ ،‬إذا ق دمت أجوب ة مقبول ة على التس اؤالت ح ول أمن المف اعالت‪ ،‬ونق ل النفاي ات‬
‫المشعة والتخلص منها‪ ،‬وانتشار السالح النووي‪ .‬وتختلف كلفة إنتاج الطاقة النووية في دول عدة من ‪ 2.5‬إلى‬
‫‪ 6‬سنت ‪ /‬كيلو وات ساعي‪ .‬وتتراوح الكلفة للوحدات الجديدة‪ ،‬بما في ذلك التخلص من النفايات‪ ،‬وكلفة إزالة‬
‫المنشأة من ‪ 2.5‬إلى ‪ 4.5‬سنت‪ /‬كيلووات ساعي بفائدة ‪ ،%5‬و ‪ 7.7 - 4.0‬سنت ‪ /‬كيلو وات ساعي بفائدة‬

‫‪-70-‬‬
‫‪ .%10‬وتشير كلفة إنتاج الحمل األساسي من الكهرباء من الطاقة النووية‪ ،‬إلى أنها ستظل خياراً قوياً في عدد‬
‫من ال دول في المس تقبل‪ .‬وإ ذا ق ورنت بكلف ة إنت اج الكهرب اء من الفحم الحج ري والبالغ ة ‪5‬س نت‪ /‬كيل و وات‬
‫س اعي‪ ،‬ف إن كلف ة تخفي ف اإلص دار هي ‪ 120‬دوالر‪ /‬طن من الكرب ون المتجنب إص داره‪ .‬وتط ور تص اميم‬
‫جديدة مثل المفاعالت ذات درجة الحرارة المرتفعة‪ ،‬والمبردة بالغاز‪ ،‬إلعطاء أمان أفضل‪ ،‬وأداء اقتصادي‬
‫أك بر‪ ،‬من خالل خفض كل ف التش غيل والص يانة وتقص ير زمن بن اء المفاع ل‪ .‬وق د ع اد االهتم ام بالمف اعالت‬
‫المبردة بالمعدن السائل‪ ،‬والتصاميم الجديدة األخرى‪ ،‬مثل المسرعات ذات الطاقة العالية‪ ،‬ألنها تفيد في التحكم‬
‫ب المواد المش عة‪ ،‬والتخلص منه ا‪ .‬ويج ري تط وير الطاق ة النووي ة الس تخدامها في مج االت أخ رى غ ير تولي د‬
‫الكهرباء‪ ،‬مثل توليد الحرارة الالزمة للعمليات الصناعية‪ ،‬أو في التدفئة‪ ،‬أو تحلية المياه‪ ،‬وعلى المدى الطويل‬
‫إلنتاج الهيدروجين‪.‬‬
‫هـ التحويل إلى الطاقات المتجددة‬
‫يمكن للطاق ات المتج ددة على الم دى البعي د أن تل بي حاج ة الع الم للطاق ة‪ .‬وال تص در ه ذه الطاق ات إال كمي ات‬
‫مح دودة من غ ازات الدفيئ ة‪ ،‬أو أنه ا عديم ة اإلص دار‪ .‬وهن اك بعض اإلص دارات من اس تخدام الكتل ة الحيوي ة‬
‫بشكل غير مستدام‪ .‬ويمكن للكتلة الحيوية أن تساهم بقدر كبير في إنتاج الكهرباء‪ ،‬وفي انتاج الوقود الحيوي‪،‬‬
‫إذا حلت مش كلة ت أمين الغ ذاء‪ ،‬والت أثير على التن وع الحي وي‪ .‬ويمكن للطاق ات المتج ددة أن تخفض غ ازات‬
‫الدفيئة بشكل كبير جدا"‪ ،‬مقارنة بالوقود األحفوري‪ ،‬إذا استمر أداؤها في التحسن‪ ،‬وإ ذا لم تكن هناك مشاكل‬
‫في اختيار مواقعها‪.‬‬
‫و‪ -‬الطاقة المائية‬
‫تق در اإلمكاني ة التقني ة لتولي د الطاق ة المائي ة ب ‪ 14000‬ت يرا وات س اعي‪ /‬الس نة‪ .‬ويمكن اس تغالل ح والي‬
‫‪ 9000 - 6000‬ت يرا وات س اعي ‪ /‬الس نة منه ا بش كل اقتص ادي على الم دى البعي د‪ ،‬م ع اعتب ار العوام ل‬
‫االجتماعية والبيئية والجيولوجية والكلفة االقتصادية‪ .‬ويمكن عن طريق إحاللها محل الفحم الحجري‪ ،‬تخفيض‬
‫غازات الدفيئة بمعدل ‪ 1.7-0.9‬غيغا طن كربون‪ ،‬ومحل الغاز الطبيعي ‪ 0.9 - 0.4‬غيغا طن كربون‪ .‬لقد‬
‫بلغت كلفة الكهرباء المولدة بالطاقة المائية في ‪ 70‬دولة في العالم عام ‪ 1990‬بحدود ‪ 7.8‬سنت ‪ /‬كيلو وات‬
‫ساعي‪ .‬ويمكن أن تكون الطاقة المائية الصغيرة هامة واقتصادية في المستقبل في بعض المناطق في العالم‪،‬‬
‫بينما قد يكون لبناء المشاريع الكبيرة عواقب اجتماعية‪ ،‬وت أثيرات بيئي ة مباش رة وغير مباشرة‪ ،‬مث ل تحوي ل‬
‫مجرى النهر‪ ،‬وتع ديل االنح دار‪ ،‬وتحض ير الخ زان‪ ،‬وبن اء مراف ق لليد العامل ة الض خمة‪ ،‬وتهديد النظم البيئي ة‬
‫المائي ة‪ ،‬والت أثير س لباً على ص حة اإلنس ان‪ .‬وتتض من الع واقب االجتماعي ة إع ادة ت وطين المهج رين‪ ،‬والت أثير‬
‫المتذب ذب على االقتص اد‪ .‬ولكن الب نى المرافق ة تحف ز تط وير االقتص اد محلي اً‪ ،‬وتق دم مزاي ا إض افية للزراع ة‬
‫كخزان مائي‪.‬‬
‫ز‪ -‬الكتلة الحيوية‬
‫تشمل طاقة الكتلة الحيوية الفضالت الصلبة‪ ،‬ومخلفات الصناعة والزراعة والغابات‪ ،‬ونباتات الطاقة‪ .‬ويعتمد‬
‫مردود طاقة الكتلة الحيوية وتكلفتها على العوامل المحلية‪ ،‬مثل توفر األراضي ومخلفات النباتات وعلى تقانة‬

‫‪-71-‬‬
‫اإلنت اج‪ .‬ونموذجي اً ف إن نس بة الطاق ة الداخل ة إلى الخارج ة للمحاص يل الغذائي ة ذات النوعي ة العالي ة منخفض ة‬
‫مقارن ة بالمحاص يل الطاقي ة ال تي تتجاوزه ا غالب اً بـ ‪ 10‬م رات‪ .‬وتختل ف تق ديرات كلف ة إنت اج الكتل ة الحيوي ة‬
‫بمج ال واس ع‪ .‬ويتوق ع أن يكل ف تولي د الكهرب اء من الكتل ة الحيوي ة في ال دول المتقدم ة في المس تقبل ح والي ‪2‬‬
‫دوالر‪ /‬غيغا جول‪ .‬وتختلف كلفة تخفيف إصدار غازات الدفيئة ألشكال الطاقة المختلفة من الكتلة الحيوية مثل‬
‫الكهرباء وتوليد الحرارة والغاز الحيوي ووقود النقل‪ .‬ويعتمد ذلك على كلفة إنتاج الطاقة الحيوية وكلفة تقانة‬
‫تحويلها إلى أحد أشكال الطاقة المرغوبة‪ .‬وبافتراض كلفة الكتلة الحيوية بحدود ‪ 2‬دوالر ‪ /‬غيغا جول وإلنتاج‬
‫من الحجم الصغير‪ ،‬يمكن توليد الكهرباء بكلفة ‪ 15-10‬سنت‪/‬كيلو وات ساعي‪ .‬وإ ذا استبدلت الكتلة الحيوية‬
‫ب الفحم الحج ري‪ ،‬ف إن كلف ة التخفي ف ت تراوح بين ‪ 400-200‬دوالر ‪ /‬طن من الكرب ون المتجنب‪ .‬وبتغ ويز‬
‫الكتلة الحيوية وتوليد الكهرباء من الغاز الحيوي بكفاءة ‪ ،%45 - 40‬يمكن إنتاج الكهرباء بكلفة تقترب من‬
‫كلف ة إنتاجه ا من الفحم الحج ري ‪ 1.7-1.4‬دوالر ‪ /‬غيغ ا ج ول‪ .‬وفي ه ذه الحال ة س تكون كلف ة التخفي ف من‬
‫غ از ‪ CO2‬ض ئيلة‪ .‬ويعطي الوق ود الحي وي من األخش اب م ردوداً أعلى من الطاق ة‪ ،‬وبكلف ة وت أثير بي ئي أق ل‪،‬‬
‫من معظم أن واع الوق ود الحي وي‪ .‬وإ ض افة إلى إنت اج اإليث انول‪ ،‬يمكن إنت اج الميث انول والهي دروجين أيض اً‪.‬‬
‫ويمكن عن طريق استغالل طاقة الكتلة الحيوية توليد دخل جيد للمزارعين في المناطق الريفية‪ .‬ويؤدي هذا‬
‫إلى تمكين الم زارعين في ال دول النامي ة من تط وير تقان اتهم الزراعي ة‪ ،‬وبالت الي الك ف عن زراع ة األراض ي‬
‫الهامش ية الفق يرة‪ .‬وال ت زال تقان ة تحوي ل الكتل ة الحيوي ة وزراعته ا في ب داياتها‪ ،‬وهي تحت اج إلى مزي د من‬
‫البحث والتطوير‪ ،‬لتصبح ناضجة فني اً ومجدية اقتصادياً‪ .‬وقد أثير قلق حول زراعة الكتلة الحيوية في الدول‬
‫النامية لتوليد الطاقة بسبب تأثيره على األمن الغذائي‪ .‬لكن إدخال التقانات الحديثة لجعل المردود مقارب اً للدول‬
‫المتقدمة‪ ،‬وتكثيف الزراعة بطريقة مقبولة بيئياً واقتصادياً‪ ،‬سيبدد هذه المخاوف‪.‬‬
‫ح‪ -‬طاقة الرياح‬
‫يمكن لطاقة الري اح التي تغذي شبكة كهربائية بشكل متقطع أن تساهم بـ ‪ %20-15‬من اإلنت اج السنوي للكهرباء‪،‬‬
‫بدون ترتيبات خاصة كالتخزين وإ دارة الدعم والتحميل‪ .‬وفي نظام كهربائي يعتمد على الوقود األحفوري‪ ،‬فإن تأثير‬
‫التخفيف باستعمال تقانة الرياح يعادل مقدار التخفيض من حرق الوقود األحفوري‪ .‬ويقدر أن تتراوح إمكانية توليد‬
‫الكهرباء من الرياح بـ ‪ 1000-700‬تيرا وات ساعي بحدود ‪ .2020‬وإ ذا استخدمت هذه الطاقة عوض اً عن الوقود‬
‫األحفوري دون اعتب ار الكلف ة‪ ،‬فإن هذا سيخفف إصدار ‪ CO2‬بـ ‪ 0.2-0.1‬غيغا طن كرب ون ‪ /‬السنة‪ .‬وتبل غ كلفة‬
‫استخراج الطاقة من الرياح حالي اً بحدود ‪ 10‬سنت ‪ /‬كيلووات ساعي كما هو مبين في الجدول (‪ .)6‬وستكون عام‬
‫‪ 2010-2005‬منافس ة تجاري اً للطاق ة النووي ة واألحفوري ة‪ .‬ويمكن أن تنخفض الكلف ة أك ثر في الم زارع الريحي ة‬
‫الكب يرة‪ .‬وفي المس تقبل يتوق ع أن تنخفض الكلف ة إلى ‪ 3.2‬س نت ‪ /‬كيل و وات س اعي في مواق ع جي دة وعن د تحميله ا‬
‫فائدة ‪ .%6‬ويعارض السكان في بعض الدول تركيب العنفات بسبب الضجيج‪ ،‬وتشويه المناظر الطبيعية‪ ،‬وتأثيرها‬
‫على الحياة البرية‪.‬‬
‫الجدول (‪ )6‬كلف أنواع الطاقة‬
‫الكلف ة المتوس طة (س نت ‪ /‬ك وات‬ ‫نوع الطاقة‬
‫ساعي)‬
‫‪-72-‬‬
‫‪5-2‬‬ ‫مائية‬
‫‪4-3‬‬ ‫نووية‬
‫‪5-4‬‬ ‫فحم حجري‬
‫‪5-4‬‬ ‫غاز طبيعي‬
‫‪10 - 4‬‬ ‫رياح‬
‫‪8-5‬‬ ‫جوفية‬
‫‪12 - 8‬‬ ‫كتلة حيوية‬
‫‪15 - 10‬‬ ‫خاليا وقود‬
‫‪32 - 15‬‬ ‫شمسية‬
‫ط‪ -‬الطاقة الشمسية‬
‫يمكن تحوي ل أش عة الش مس مباش رة إلى كهرب اء وح رارة بواس طة الخالي ا الض وئية ‪ ،PV‬وبالتقان ة الحراري ة‪.‬‬
‫وتعتبر الخاليا الضوئية اآلن منافساً ألشكال الطاقة األخرى إذا كان الموقع بعيداً عن الشبكة الكهربائية‪ ،‬لكنها‬
‫غ ير منافس ة لتطبيق ات كب يرة مرتبط ة بالش بكة‪ .‬وعلى ال رغم من انخف اض كلف ة االس تثمار كث يراً في الس نوات‬
‫الماضية‪ ،‬فإنها ال تزال بحدود ‪ 10000-7000‬دوالر ‪ /‬كيلو وات‪ ،‬وكلفة الكهرباء الناتجة بحدود ‪33-23‬‬
‫سنت ‪ /‬كيلو وات ساعي‪ .‬ومن المتوق ع أن تستمر كلفة الخالي ا الضوئية ‪ PV‬باالنخفاض نتيج ة تق دم البحث‬
‫والتط وير وبس بب اقتص اد اإلنت اج الض خم‪ .‬وعلى ال رغم من أن أجه زة الـ ‪ PV‬ال تص در تلويث اً إال أن بعض‬
‫األنظم ة تس تخدم م واد س امة خط رة على الع املين في التص نيع واالس تخدام والتخلص منه ا‪ .‬وس تبلغ إمكاني ة‬
‫الطاق ة الشمس ية ‪ EJ 22-16‬ع ام ‪ 2025-2020‬في ال دول المتقدم ة‪ .‬ويعتم د تحقي ق ه ذه اإلمكاني ة على‬
‫تحس ين أداء الطاق ة الشمس ية‪ ،‬وخفض كلفته ا‪ .‬ويمكن لمحط ة باس تطاعة ‪ 50‬ميغ ا وات مبني ة بتقان ة ‪1995‬‬
‫وبكلف ة اس تثمار ‪ 2300‬دوالر ‪ /‬كيل و وات أن تول د كهرب اء بكلف ة ‪ 9-8‬س نت ‪ /‬كيل و وات س اعي في من اطق‬
‫تتلقى إش عاعاً شمس ياً جي داً‪ .‬وتش ير التق ديرات المتفائل ة إلى أن كلف ة الـ ‪ PV‬في المس تقبل س تكون ‪800-700‬‬
‫دوالر ‪ /‬كيل و وات ع ام ‪ ،2050-2020‬وس تتراوح كلف ة الكهرب اء المنتج ة من ‪ 2.2‬إلى ‪ 4.4‬س نت ‪ /‬كيل و‬
‫وات س اعي بحس ب الس طوع الشمس ي‪ .‬إن تولي د الكهرب اء به ذه الكلف ة س يخفض كلف ة إنت اج الكهرب اء‬
‫واإلص دارات‪ ،‬مقارن ة بتقان ة الفحم الحج ري التقليدي ة الي وم‪ .‬وتمتل ك األنظم ة الشمس ية الحراري ة الق درة على‬
‫تزويد كمية أكبر من الطاقة في المستقبل‪ .‬وتولد هذه األجهزة حرارة عالية وقد تعطي تحويال بكفاءة ‪.%30‬‬
‫وق د حققت تقان ة الطبق البيضاوي خفض اً كبيراً في كلفة المحط ة‪ .‬وتبل غ كلف ة المحط ة الحالي ة حوالي ‪13-9‬‬
‫س نت ‪ /‬كيل و وات س اعي بينم ا تبل غ الكلف ة من األب راج بح دود ‪ 6 -4‬س نت ‪ /‬كيل و وات س اعي‪ .‬ويمكن له ذه‬
‫األجه زة إض افة للكهرب اء أن تق دم ح رارة عالي ة تس تخدم في العملي ات الص ناعية‪ ،‬وتدفئ ة األبني ة‪ ،‬وإ نت اج‬
‫الهيدروجين والكيميائيات‪.‬‬
‫ي‪ -‬الحرارة الجوفية‬

‫‪-73-‬‬
‫تولد الكهرباء من الحرارة الجوفية في ‪ 21‬دولة في العالم‪ .‬وتقدر كلفة توليد الكهرباء بـ ‪ 4‬سنت ‪ /‬كيلو وات‬
‫ساعي‪ ،‬وتوليد الحرارة بـ ‪ 2‬سنت ‪ /‬كيلو وات ساعي‪ .‬وتقوم حوالي ‪ 40‬دولة باستثمار المياه الجوفية الحارة‬
‫في أراضيها‪ ،‬بينما تمتلك ‪ 14‬دولة منها استطاعة مركبة أكبر من ‪ 100‬ميغا وات‪ .‬وتصدر الحرارة الجوفية‬
‫أبخ رة تحت وي على ‪ CO2‬و ‪ H2S‬و ‪ Hg‬وغيره ا‪ .‬وتس تخدم التقان ات المتقدم ة ال دارة المغلق ة ول ذا ف إن‬
‫إصداراتها قليلة‪ .‬وتقدر إمكانية الحرارة الجوفية عام ‪ 2025- 2020‬بحدود ‪ .EJ 4‬وتقدم الصخور الجوفية‬
‫الجافة والحارة مورداً آخر للحرارة الجوفية‪ .‬وبشكل عام فبالرغم من أهمية الحرارة الجوفية لالقتصاد على‬
‫المستوى المحلي‪ ،‬إال أن إمكانيتها في خفض اإلصدارات الكربونية ضئيلة‪.‬‬
‫(‪)40‬‬
‫‪ 2-3‬اإلجراءات المتعلقة بخفض إصدار غازات الدفيئة في قطاع الطاقة‬
‫أ‪ -‬برامج تتعلق بالسوق‪:‬‬
‫تغ ير ال برامج المتعلق ة بالس وق الس عر النس بي ألنش طة الطاق ة المختلف ة مباش رة‪ .‬وفي س وق ح ر وبوج ود ض ريبة‬
‫على اإلصدار أو نظام لمقايضة الكربون‪ ،‬يخفض المنتجون إصداراتهم إلى المستوى الذي تصبح فيه كلفة التحكم‬
‫تساوي ضريبة اإلصدار‪ ،‬أو ثمن المقايضة بالكربون‪ .‬وتشجع كلتا اآلليتين الكفاءة الديناميكية (المتمثلة بتخفيض‬
‫الكلفة على المدى الطويل عندما تكون عوامل اإلنتاج متغيرة وقد تحفز التغير التقني) ألن كل واحدة منهما تقدم‬
‫ح افزاً للبحث والتط وير في تقان ات تخفيض اإلص دار‪ .‬إن كلف ة ض رائب اإلص دار معروف ة‪ ،‬لكن حجم التخفيض‬
‫غير معروف‪ .‬و ينعكس هذا الوضع بالنسبة لحصص اإلصدارات المحددة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقليص الدعم الدائم‪:‬‬
‫يقدم الدعم الدائم في قطاع الطاقة إشارات غير صحيحة للمنتجين والمستهلكين على السواء‪ ،‬وقد يؤدي على‬
‫أس عار أق ل من الكل ف الحقيقي ة‪ .‬ويخل ق ال دعم لتقان ات موج ودة عوائ ق س وقية مص طنعة‪ ،‬أم ام دخ ول تقان ات‬
‫جدي دة‪ .‬ول ذا ف إن تب ني تس عير يعتم د على الكلف ة اإلض افية‪ ،‬وتقليص ال دعم أو إلغ اؤه‪ ،‬يس مح للتقان ات الجدي دة‬
‫بال دخول إلى الس وق‪ .‬ويكل ف ال دعم أم واالً ض خمة يمكن أن تص رف في البحث والتط وير وتحس ين كف اءة‬
‫الطاقة‪ .‬وتستفيد الطاقة التقليدية من دعم يقدر بـ ‪ 300‬بليون دوالر في العالم‪ .‬وال يعني إلغاء الدعم عدم تقديم‬
‫حوافز مالية لدخول تقانات جديدة‪ ،‬مثل الطاقات المتجددة أو الطاقة النووية أو تقانة الفحم الحجري النظيفة‪.‬‬
‫وعلى س بيل المث ال‪ ،‬ف إن اعتم اد س عر مض مون للمنتجين المس تقلين المس تخدمين لتقان ات منخفض ة اإلص دار‪،‬‬
‫سيساعد في تقليص أخطار استخدام تقانات غير مكتملة‪.‬‬
‫ج‪ -‬تسعير خدمات الطاقة على أساس الكلف الكاملة‬
‫ال يوجد اتفاق على تقدير الكلف الخارجية (الكلف االجتماعية) إلنتاج الطاقة واستهالكها‪ .‬وإ ذا تم التوصل إلى‬
‫اتفاق حولها‪ ،‬فسوف تساهم في تقرير التقانات المالئمة على قدم المساواة‪ .‬وال تدخل التكاليف الخارجية عادة‬
‫في سعر السوق‪ .‬وتشمل هذه الكلف مواضيع مثل األمراض والوفيات‪ ،‬والضرر البيئي‪ ،‬والتأثير على تغير‬
‫المناخ‪ ،‬وفرص العمل والمنافسة وغيرها‪ .‬وسوف يطور إدخال التكاليف الخارجية تنافسية استخدامات الطاقة‬
‫ذات اإلص دارات األق ل‪ .‬وبم ا أن التك اليف الخارجي ة للتقان ات الحالي ة والجدي دة غ ير معروف ة‪ ،‬ومن المتوق ع‬

‫‪-74-‬‬
‫اختالفه ا بش كل كب ير بين ال دول والمن اطق‪ ،‬ف إن تب ني ه ذه السياس ة ق د ي ؤثر س لباً على التنافس ية العالمي ة على‬
‫المدى القصير‪ .‬ولذا فقد تكون هناك ضرورة لعقد اتفاقات دولية للتغلب على مسألة التنافسية‪.‬‬
‫د‪ -‬مقايضة حصص اإلصدارات وتراخيصها‪:‬‬
‫تتضمن اإلجراءات األخرى تحديد حصص لإلصدارات‪ ،‬وإ صدار تراخيص إصدارات قابلة للمقايضة‪ .‬ويمكن‬
‫لتطبيق مبدأ الحصص أن يطور األنشطة المشتركة عالمياً‪ ،‬والتي يمكن أن تدخل التقانات والتمويل إلى الدول‬
‫النامية‪ ،‬وتساعد في تنفيذ استراتيجيات الكلفة الدنيا على المستوى العالمي‪.‬‬
‫هـ المساعدة المالية‬
‫يقف نقص التمويل في الدول النامية عائق اً كبيراً أمام تنفيذ خيارات التخفيف‪ .‬وإ ذا كان لمشروع ما تكاليف‬
‫تشغيل وإ صدارات أقل‪ ،‬لكن تكاليفه الثابتة أعلى من البدائل األخرى‪ ،‬فقد ال يجذب التمويل الالزم له‪ .‬وإ ضافة‬
‫لذلك تتنافس تقانات تزويد الطاقة واستخدامها مع متطلبات التنمية األخرى على األموال النادرة‪ .‬ومع ذلك فإن‬
‫العديد من خيارات التخفيف تشمل إنتاج تقانات محلية وتخلق بنى تحتية جديدة وفرص اً للعمل‪ .‬وفي المناطق‬
‫الريفية بشكل خاص‪ ،‬قد تساعد التقانات الالمركزية على تحقيق أهداف التنمية‪ .‬وحتى في الدول المتقدمة فقد‬
‫يعطي رأس المال لتمويل نظم أقل إصداراً لغازات الدفيئة‪ ،‬عوائد أقل من فرص االستثمار األخرى‪.‬‬
‫و‪ -‬إجراءات تنظيمية‬
‫اس تخدم التوج ه التقلي دي لسياس ات البيئ ة في ع دد من ال دول‪ ،‬مع ايير قياس ية (مبني ة على التقان ة أو األداء)‪،‬‬
‫وإ نفاق الحكومة المباشر على مشاريع لتحسين البيئة‪ .‬ومثل حوافز السوق‪ ،‬فإن أولى هذه االستراتيجيات هي‬
‫أن على المل وث أن يتكف ل بإزال ة التل وث‪ .‬والثاني ة هي أن تنف ق الدول ة الم وارد لتحس ين نوعي ة البيئ ة‪ .‬وت برز‬
‫هات ان اإلس تراتيجيتان أيض اً في اإلج راءات المقترح ة لمعالج ة تغ ير المن اخ‪ .‬وتفي د المع ايير والمواص فات في‬
‫التق دير المس بق لت أثير اإلج راءات على إص دار غ ازات الدفيئ ة كأولولي ة‪ .‬لكن المش كلة هي أن الكلف ة غ ير‬
‫معروفة‪ ،‬وقد تكون أعلى من آلية السوق‪ .‬ويمكن لمعيار األداء في بعض الحاالت‪ ،‬أن يقدم حوافز أكبر أو‬
‫اق ل لتب ني تقان ات من نظ ام ت رخيص‪ ،‬من الس وق‪ .‬وكمث ال على ذل ك نظ ام الطاق ة في الوالي ات المتح دة لع ام‬
‫‪ 1978‬الذي يلزم مزودي الشبكة الكهربائية بشراء الطاقة من منتجين مستقلين‪ ،‬مما شجع وجود سوق تنافسي‬
‫غ ير مرك زي‪ .‬وب ذلك أص بح تولي د الكهرب اء على المس توى المتوس ط والص غير من الغ از أو الكتل ة الحيوي ة‬
‫ش ائعاً‪ .‬لق د س اهمت ه ذه السياس ة في إدخ ال أك ثر من ‪10000‬ميغ ا وات كهرب اء من الطاق ة المتج ددة إلى‬
‫الشبكة‪.‬‬
‫ز‪ -‬اتفاقات طوعية‪:‬‬
‫تشير االتفاقات الطوعية إلى التصرفات التي يقوم بها المشاركون لمصلحتهم الذاتية‪ ،‬والتي تباركها الحكومة‬
‫لتخفيض اإلص دارات‪ .‬تعت بر مث ل ه ذه االتفاق ات في ع دد من ال دول المتقدم ة على أنه ا إج راء م رن‪ .‬تأخ ذ‬
‫االتفاق ات أش كاالً متع ددة على المس توى الوط ني وال دولي‪ ،‬ويمكن أن تتض من اتفاق ات تحت وي أه دافاً وأداء‬
‫وتعاوناً في البحث والتطوير‪ ،‬وتبادالً للمعلومات‪ ،‬وإ جراءات تتخذ بالمشاركة‪ .‬وقد تقوم الشركات ذات النظرة‬
‫البعيدة‪ ،‬باتخاذ إجراءات للتحكم باإلصدارات‪ ،‬إذا خشيت من وضع قيود إلزامية في غياب التخفيض الطوعي‪.‬‬

‫‪-75-‬‬
‫وق د يفس ر ه ذا نش وء اتفاق ات طوعي ة إلدارة الطاق ة محلي اً‪ .‬وت أتي معظم إج راءات تخفيض اإلص دارات من‬
‫مبادرات طوعية‪ ،‬لزيادة كفاءة تحويل الطاقة‪.‬‬
‫ح‪ -‬البحث والتطوير واإليضاح‪:‬‬
‫هن اك حاج ة لق در كب ير من االبتك ار في قط اع الطاق ة كش رط أولي لتلبي ة األه داف الطموح ة لخفض غ ازات‬
‫الدفيئة‪ ،‬و إلنقاص كلف خيارات التقانة إلى ما دون مستواها الحالي‪ .‬لقد كان االتجاه في السنوات الماضية‬
‫نحو تخفيض االستثمار في البحث والتطوير من القطاع العام والخاص‪ .‬وخالل العقد الماضي‪ ،‬انخفض دعم‬
‫القط اع الع ام للبحث والتط وير بمع دل الثلث‪ ،‬وبنص ف بالمائ ة من الن اتج الق ومي اإلجم الي‪ .‬وفي الماض ي‬
‫خصص في دول وكالة الطاقة الدولية‪ ،‬حوالي نصف االستثمار للطاقة النووية و‪ %10‬فقط للطاقات المتج ددة‪.‬‬
‫وم ع ترش يد اس تهالك الطاق ة‪ ،‬يخص ص ‪ %80‬من اإلنف اق على البحث والتط وير لتقان ات ال تص در غ ازات‬
‫دفيئ ة‪ .‬و يتطلب معظم التقان ات الواع دة لخفض اإلص دارات اس تثمارات قليل ة نس بياً في البحث والتط وير‪.‬‬
‫ويعكس هذا الحجم الصغير لهذه التقانات‪ ،‬وقابليتها للنمذجة‪ .‬لقد قدرت الحاجة للبحث والتطوير لمجموعة من‬
‫الطاق ات المتج ددة بـ ‪ 20-15‬بلي ون دوالر خالل العق دين الق ادمين‪ .‬لكن البحث والتط وير ال يكفي لجع ل‬
‫العملية تجارية‪ .‬ولذا يجب وضع التقانات على شكل مشاريع لإليضاح‪ ،‬لحفز السوق على تبنيها‪ .‬ومن المتوقع‬
‫أن تنخفض كلف ة كث ير من الطاق ات المتج ددة م ع زي ادة اس تخدامها‪ ،‬مس تفيدة من ال تراكم المع رفي في ه ذا‬
‫المجال‪.‬‬

‫(‪)41‬‬
‫‪ -3‬في النقل‬
‫من المهم أن يتكام ل ه دف تخفيف إصدار غ ازات الدفيئ ة م ع األهداف األخ رى‪ ،‬مث ل زي ادة كف اءة الصناعة‪،‬‬
‫وتحقي ق األمن الط اقي‪ ،‬وتحس ين نوعي ة الحي اة للم واطن‪ ،‬وحماي ة البيئ ة‪ .‬ومن حيث المب دأ فالطريق ة األج دى‬
‫لتحقيق كل هذه األهداف‪ ،‬هي في إزالة الدعم الحكومي للنقل البري المعمول به في العديد من الدول‪ ،‬وتطبيق‬
‫آلية تسعير تأخذ بعين االعتبار المتطلبات البيئية واالجتماعية‪ .‬وعملي اً فإن تطبيق إجراءات مجدية اقتصادياً‬
‫كفرض ضريبة على مستخدمي الطرقات متعذر فنياً وسياسياً‪ .‬وتتطلب الظروف المحلية حلوالً محلية‪ ،‬كما أن‬
‫نجاح إستراتيجية التخفيف‪ ،‬قد يعتمد على تصميمها بحيث تأخذ بعين االعتبار ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬فهم النظام الحالي وتطوره‬
‫‪ -‬دراسة طيف واسع من اإلجراءات‬
‫‪ -‬التشاور مع الناس أصحاب العالقة‬
‫‪ -‬إدخال آليات المراقبة والتعديل والضبط‪.‬‬

‫وتستأثر الدول المتقدمة بأكبر أسطول للنقل البري في العالم‪ .‬وقد امتلكت الدول النامية ‪ %10‬فقط من الس يارات في‬
‫العالم عام ‪ .1990‬وتصنع معظم السيارات في العالم في الدول المتقدمة أو تصمم من قبلها‪ .‬ولذا سيكون للسياسات‬
‫التي تتبع في الدول المتقدمة للتخفيف من اإلصدارات‪ ،‬تأثير كبير على العالم بأكمله‪.‬‬

‫‪-76-‬‬
‫أ‪ -‬اإلجراءات التي تؤثر على السيارات والنقل في المدن‬
‫يعتم د تخفي ف اإلص دارات من المركب ات الخفيف ة‪ ،‬على تنفي ذ طي ف من االس تراتيجيات في حق ول ع دة‪ ،‬وعلى‬
‫مس تويات حكومي ة مختلف ة‪ .‬وتش مل ه ذه االس تراتيجيات إج راءات ع دة‪ ،‬مث ل وض ع مع ايير لكف اءة الوق ود‪،‬‬
‫وفرض ضرائب عليه‪ ،‬وتقديم حوافز الستعمال الوقود البديل‪ ،‬وتخفيف استخدام السيارات‪ ،‬والبحث والتطوير‬
‫في تقانة اآلليات ونظام النقل‪ .‬وتعتمد كفاءة السياسات على الظروف الوطنية‪ ،‬وعلى اتجاهات التقانة‪ .‬وعادة فإن‬
‫اإلج راءات المتبع ة لتخفي ف اإلص دارات من الس يارات مالئم ة لوس ائط النق ل الخفيف ة‪ ،‬كالش احنات والح افالت‬
‫الصغيرة وعربات الرياضة‪ .‬وتستخدم هذه الوسائط بصورة متزايدة كوسيلة نقل خاصة‪ ،‬مما يسبب إصدارات‬
‫أكثر‪ .‬ويمكن ت برير مع ايير االقتص اد في الوق ود‪ ،‬أو الضرائب علي ه‪ ،‬كوس ائل للتغلب على عقب ات السوق ال تي‬
‫تحد من استخدام التقانات الكفؤة والفعالة اقتصاديًا‪ .‬ويمكن أن يكون للضرائب المتزايدة على الوقود‪ ،‬فوائد بيئية‬
‫واجتماعي ة عدة أيض اً‪ ،‬بينم ا تول د عوائ د مالي ة يمكن اس تخدامها لتلبي ة األولوي ات الض رورية في قط اع النق ل‪،‬‬
‫على الرغم من أنها تخفض رفاهية بعض مستخدمي النقل‪ .‬ومن المحتمل أن تتبنى الحكومات مزيج اً من هذه‬
‫اإلجراءات‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬فمعايير االقتصاد في الوقود والحوافز تسبب انخفاض كلفة النقل بالسيارة‪،‬‬
‫وبالتالي تسبب ازدحاماً أكبر‪ ،‬ما لم تنفذ مع زيادة الضرائب على الوقود‪ ،‬وتسعير الطرق‪ ،‬وإ جراءات أخرى‪.‬‬
‫ومن المحتم ل أن تل بي الطاق ات المتج ددة حاج ة مركب ات النق ل إلى الوق ود‪ ،‬إذا خ ف اس تخدام الس يارة‪،‬‬
‫ومتطلباته ا من الطاقة‪ .‬ول ذا تزداد كفاءة الحوافز لشراء سيارات تعمل على الوقود الب ديل‪ ،‬بفرض ضرائب‬
‫على الوقود التقليدي‪ .‬وقد تكون السياسات المطورة على المستوى المحلي‪ ،‬والتي تهدف إلى معالجة عدد من‬
‫األولويات االقتصادية واالجتماعية والبيئية أهم العوامل في إستراتيجية طويلة المدى لتخفيف اإلصدارات في‬
‫قط اع النق ل‪ .‬وتتض من ه ذه اإلج راءات التحكم بنظ ام الس ير بالحاس وب‪ ،‬والتقيي د على مواق ف الس يارات‬
‫وتسعيرها‪ ،‬وتسعير الطرقات‪ ،‬وتحديد دخول السيارات إلى بعض المناطق‪ ،‬وتغيير مخطط الطرقات لخفض‬
‫س رعة الس يارات‪ ،‬وتحس ين الخ دمات واألولوي ات للمش اة‪ ،‬وراك بي ال دراجات‪ ،‬ووس ائط النق ل الجم اعي‪ .‬إن‬
‫تط وير الب نى التحتي ة مكل ف ج داً‪ ،‬ومن المحتم ل أن توض ع الكلف ة بن اء على ع دد من األس باب االقتص ادية‬
‫واالجتماعي ة والبيئي ة‪ .‬وق د تك ون هن اك عقب ات مؤسس اتية إلدم اج أه داف تخفي ف اإلص دارات في عملي ة ص نع‬
‫الق رار‪ ،‬لكن فع ل ذل ك يق دم فوائ د ع دة‪ ،‬ويخفض الكلف ة‪ ،‬حيث يتلقى النق ل غ ير اآللي أولوي ة أعلى من قب ل‪ .‬إن‬
‫تصميم المدن لنق ل غير آلي‪ ،‬ولنق ل جم اعي‪ ،‬يمكن أن يولد مزايا اقتصادية بعيدة المدى‪ ،‬حيث تحرض البيئ ة‬
‫المحسنة للمدينة على جلب االستثمار‪ .‬لقد طبق بعض أبرز هذه االستراتيجيات في سنغافورة‪ ،‬ومدينة قرطبة في‬
‫البرازيل‪ ،‬وبعض المدن األوروبية‪ .‬وعلى المدى البعيد فإن التغيير في طراز الحياة‪ ،‬وفي نمط الثقافة‪ ،‬مع تغيير‬
‫في تخطيط المدن‪ ،‬قد يؤدي إلى تخفيضات كبيرة في النقل اآللي‪ .‬ويتوفر بعض هذه الفرص في تخطيط المدن‬
‫للتأثير على استخدام النقل اآلن في الدول النامية‪ ،‬حيث ال يزال استخدام السيارة الخاصة متدنيًا‪ ،‬ولكنها تزداد‬
‫أهمية بسرعة كبيرة‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلجراءات للمركبات الثقيلة والشاحنات‬

‫‪-77-‬‬
‫تختل ف اإلج راءات للمركب ات الثقيل ة والش احنات عن المركب ات الخفيف ة‪ ،‬ألن الش احنات تختل ف عن بعض ها‬
‫بعض اً‪ ،‬أكثر من اختالف السيارات في تصميمها والغرض منها‪ .‬ويجعل هذا عملية تصميم معايير للحد من‬
‫استهالك الطاقة أصعب‪ ،‬على الرغم من أن تركيب محددات السرعة‪ ،‬ونسبة القوة إلى الوزن‪ ،‬يمكن أن يحققا‬
‫ذل ك‪ .‬ويتأثر م الكو الش احنات نسبيا" بأس عار الوق ود في إدارتهم للش احنات الحالي ة‪ ،‬أو في اختيارهم لشاحنات‬
‫جديدة‪ .‬وقد يكون مزيج من الضرائب على الوقود‪ ،‬واالتفاقات الطوعية‪ ،‬والدعاية والحوافز لشراء شاحنات‬
‫كفؤة‪ ،‬كافياً لألخذ بالتطويرات التقنية‪ .‬لقد دلت الدراسات في بعض البلدان‪ ،‬على أن الشاحنات تحصل على دعم‬
‫حك ومي أك بر من الس يارات‪ ،‬وخاص ة عن د اعتب ار الض رر ال ذي يلح ق بالطرق ات من جرائه ا‪ .‬إن عكس ه ذه‬
‫التكلف ة على م الكي الش احنات يمكن أن يزي د كلف ة الش حن ال بري بـ ‪ ،%30-10‬ويخفض حجم النق ل ال بري‬
‫وإ صداراته بمقدار ‪ .%30-10‬وهناك سياسات أخرى‪ ،‬مثل تشجيع االنتقال بوسائط مختلفة‪ ،‬مما يشجع استخدام‬
‫القط ار‪ .‬وي ؤدي تط وير الب نى التحتي ة للس كك الحديدي ة إلى المس اهمة في تخفيض اإلص دارات‪ ،‬عن دما ي ترافق‬
‫ذلك مع تقييد استعمال النقل البري‪ ،‬وفرض ضرائب عليه‪ .‬إن استخدام النقل بالقطارات عملي جداً للمسافات‬
‫الطويلة‪ ،‬ولذا فإن استعماله فعال جداً في الدول الكبيرة‪ ،‬أو في المناطق التي تضم عدداً من الدول الصغيرة‪،‬‬
‫التي يمكن أن تتعاون مع بعضها بعضاً في ذلك‪.‬‬
‫ج‪ -‬اإلجراءات المؤثرة على الطائرات‬
‫من الممكن سياس ياً إج راء تخفيض كب ير في إص دار أكاس يد اآلزوت ‪ NOx‬من خالل ف رض مع ايير خاص ة‬
‫بمواص فات المح رك‪ ،‬ومن خالل البحث والتط وير‪ ،‬على ال رغم من أن الت أثير اإلش عاعي لـ ‪ N2O‬من‬
‫الط ائرات‪ ،‬ذو زمن بق اء قص ير وغ ير مؤك د‪ ،‬وس تكون هن اك مقايض ة بين إنق اص ‪ N2O‬وكف اءة الوق ود‪.‬‬
‫وتوص ي المنظم ة العالمي ة للط يران الم دني بإعف اء الوق ود المس تخدم في الط يران ال دولي على األق ل من‬
‫الضرائب‪ ،‬ولكن هذا ال ينفي فرض تكاليف إضافية ألغراض بيئية‪ .‬وتفرض بعض المطارات غرامات على‬
‫هبوط الطائرات تتعلق بمستوى ضجيجها‪ .‬ولذا يمكن فرض غرامات بيئية على إصداراتها (من خالل ضريبة‬
‫على الوقود)‪ .‬ويساعد التعاون الدولي على عدم اختيار التوقف في المطارات ذات سعر الوقود األقل‪ .‬وعلى‬
‫المدى البعيد فإن تخفيف اإلصدارات من الطائرات يعتمد على البحث والتطوير‪ ،‬وعلى حوافز السوق‪ ،‬إلدخال‬
‫تقان ات وممارس ات تس تهلك طاق ة أق ل‪ ،‬ووق وداً يعتم د على مص ادر متج ددة‪ .‬ويوج د حالي اً ع دد من العقب ات‬
‫التقنية والمؤسساتية‪ ،‬بما في ذلك موضوع األمان‪ ،‬يمنع إدخال هذه التعديالت‪.‬‬

‫(‪)42‬‬
‫‪ -4‬في السكن‬
‫هناك إمكانات وتقانات لتخفيف إصدارات غازات الدفيئة في السكن ولكن يصعب تطبيقها في الدول النامية‪،‬‬
‫لع دم امتالكه ا له ذه التقان ات‪ ،‬وع دم ت وفر اإلمكان ات المادي ة والبش رية المؤهل ة‪ .‬ومن ه ذه التقان ات اس تخدام‬
‫اإلنارة الطبيعية‪ ،‬أو اإلنارة األكفأ‪ .‬وكذلك االستفادة من الطاقة الشمسية في تصميم المساكن للتدفئة والتبريد‪،‬‬
‫واس تخدام موائ ع بديل ة عن الكلوروكرب ون في التبري د‪ ،‬واس ترجاع غ ازات الفل ور‪ ،‬واس تخدام أجه زة أكف أ في‬
‫التبري د والتك ييف واإلن ارة والطبخ‪ ،‬واس تعمال الع زل الجي د للح رارة‪ .‬وهن اك تقان ات جدي دة متط ورة تس تخدم‬

‫‪-78-‬‬
‫أدوات التحكم الذكي ة باإلن ارة والتدفئ ة والتبري د‪ .‬ومن الط رق األخ رى لتخفيض اإلص دارات تص ميم المواق ع‬
‫والمن اطق الس كنية‪ ،‬واس تخدام المس احات ال تي تس هل اس تخداما" أق ل للطاق ة‪ ،‬وتقل ل من تش كل ج زر حراري ة‬
‫سكنية‪ ،‬وتحسين تدفئة المنطقة وتبريدها‪ ،‬واستخدام تقانات بناء مستدامة‪ .‬ويؤدي تحسين حرق الوقود الحيوي‬
‫الص لب أو اس تبداله بوق ود س ائل أو غ ازي إلى التقلي ل من اإلص دارات غ ير ‪ .CO2‬ومن المق در أن ي ؤدي‬
‫استخدام الكتلة الحيوية إلى إصدار حوالي ‪ 100‬مليون طن مكافئ ‪ /CO2‬العام من غازات ناتجة عن حرق‬
‫غ ير كام ل‪ .‬إن إمكاني ة تط وير كف اءة الطاق ة في األبني ة مرتفع ة في ك ل المن اطق‪ ،‬ولك ل المس تهلكين‪ .‬إن نم و‬
‫الطلب المتوق ع أكبر بكث ير في ال دول النامي ة‪ ،‬بس بب زي ادة عدد الس كان‪ ،‬وارتف اع مع دل اس تهالك الطاق ة‪ .‬إن‬
‫المي ل في ال دول النامي ة ه و باتج اه زي ادة مس احة الس كن‪ ،‬واس تهالك الطاق ة بالنس بة للش خص‪ ،‬وزي ادة ت أمين‬
‫الكهرب اء‪ ،‬والتح ول من ح رق الكتل ة الحيوي ة‪ ،‬إلى الوق ود الس ائل أو الغ ازي للطبخ وزي ادة اس تخدام اآلالت‬
‫والتكييف‪.‬‬
‫ويمكن تخفيض استهالك الطاقة بين ‪ %40-30‬باستبدال التقانات القديمة بأخرى جديدة‪ ،‬مثل األفران المكثفة‪،‬‬
‫ومضخات حرارية كهربائية بمصدر هوائي‪ ،‬ومضخات حرارية من مصدر أرضي‪ ،‬وتكييف هوائي فعال‪،‬‬
‫وبرادات فعالة وغساالت بمحور أفقي‪ ،‬ومضخات حرارية لتجفيف المالبس‪ ،‬وحواسب ومحركات كفؤة‪ .‬إن‬
‫اإلجراءات التي تسدد تكاليفها على مدى ‪ 5‬سنوات أو أقل‪ ،‬لها قدرة على خفض إصدارات الكربون بمعدل‬
‫‪ %20‬عام ‪ 2010‬و‪ %25‬عام ‪ 2020‬وحتى ‪ %40‬عام ‪.2050‬‬
‫ومن المقدر أن يؤدي إعادة عزل األبنية المشيدة قبل ‪ 1975‬في الواليات المتحدة‪ ،‬إلى توفير ‪ %35-30‬من‬
‫الطاق ة بين ‪ 1990‬و‪ ،2010‬لكن نص فها فق ط يس ترجع تكاليف ه‪ .‬وي ؤدي تط بيق اإلج راءات الس ويدية في بن اء‬
‫المس اكن في غ رب أوروب ا وش مال أمريك ا‪ ،‬إلى خفض التدفئ ة بـ ‪ %25‬في األبني ة الجدي دة‪ ،‬مقارن ة بتل ك ال تي‬
‫ب نيت في الثمانين ات‪ .‬وبالنس بة لألبني ة التجاري ة الكب يرة يمكن الحص ول على توف ير كب ير في الطاق ة‪ ،‬وخاص ة‬
‫لألبني ة الجدي دة‪ .‬ويمكن تخفيض اإلص دارات عن طري ق تص ميم الموق ع‪ ،‬والنواف ذ العازل ة والم واد المالئم ة‬
‫للمن اخ والبيئ ة إلى ‪ %25‬ع ام ‪ 2010‬و‪ %30‬ع ام ‪ 2030‬و‪ %40‬ع ام ‪ 2050‬بتقان ة تس تعيد الكلف ة خالل ‪5‬‬
‫سنوات أو أقل‪.‬ويمثل التبريد والتدفئة ‪ %40‬من الطاقة المستخدمة في السكن عالمياً‪ .‬وبالنسبة لألبنية التجارية‬
‫ف إن التخفيض أق ل‪ ،‬ألن ‪ %25‬من الطاق ة في ه ذه األبني ة يص رف على التبري د والتدفئ ة‪ ،‬وألن التخفيض‬
‫أصعب‪ .‬ويكون معظم التخفيض لألبنية الجديدة‪ ،‬ألن كلفة إعادة تأهيل النوافذ والجدران فيها مكلفة‪.‬‬

‫(‪)43‬‬
‫‪ -5‬في الصناعة‬
‫‪ 5-1‬مقدمة‬
‫اس تهلك القط اع الص ناعي في الع الم ع ام ‪ 1990‬ح والي ‪ EJ 91‬من الطاق ة النهائي ة (بم ا في ذل ك الكتل ة‬
‫الحيوي ة) إلنت اج ‪ $ 1012 * 6.7‬من القيم ة االقتص ادية المض افة‪ ،‬وأص در بح دود ‪ 1.8‬غيغ ا طن كرب ون‪.‬‬
‫وعن دما يض اف اس تهالك الص ناعة من الكهرب اء‪ ،‬ف إن الطاق ة األولي ة المس تهلكة في الصناعة تص ل إلى ‪161‬‬

‫‪-79-‬‬
‫‪ EJ‬و ‪ 2.8‬غيغ ا طن كرب ون‪ ،‬أو ‪ %47‬من إص دار الع الم من ‪ .CO2‬وإ ض افة إلى إص دارات غ ازات الدفيئ ة‬
‫الناجمة عن استخدام الطاقة‪ ،‬فهناك إصدارات من العمليات الصناعية ذاتها‪ .‬وتتضمن هذه اإلصدارات‪:‬‬
‫‪ CO2 -1‬من إنتاج الكلس واالسمنت (عملية التكليس) والفوالذ (فحم الكوك وإ نتاج الحديد الخام) واأللمونيوم‬
‫(أكس دة األقط اب) والهي دروجين (المص افي والص ناعات الكيميائي ة) واألموني ا (الص ناعات الكيميائي ة وص ناعة‬
‫األسمدة)‪.‬‬
‫‪ HFCs , CFCs , )HCFCs(-2‬المنتج ة كم ذيبات وم ذررات للمعلق ات وس وائل للتبري د وموس عات‬
‫لالسفنجيات‬
‫‪ CH4 -3‬من عمليات صناعية مختلفة (الحديد والفوالذ وتكرير النفط واألمونيا والهيدروجين)‬
‫‪ N2O -4‬من حمض اآلزوت وإ نتاج الحمض األديبي في صناعة النايلون‪.‬‬
‫‪ -5‬بيرفلور كربون ‪ PFCs‬مثل ‪ C2F6 , CF4‬من إنتاج األلمونيوم (التحليل الكهربائي)‪ ،‬والتي تستخدم‬
‫في صناعة أنصاف النواقل‪ ،‬و‪ SF6‬من إنتاج المغنزيوم‪.‬‬
‫ويمث ل القط اع الص ناعي ‪ %30-25‬من اس تخدام الطاق ة في ال دول المتقدم ة‪ .‬وق د مثلت حص ة الص ناعة من‬
‫الطاق ة الكلي ة لل دول النامي ة ح والي ‪ ،%45-35‬وبلغت ‪ %60‬في الص ين ع ام ‪ .1988‬وهن اك تح ول في‬
‫اقتصادات الدول المتقدمة من التركيز على التصنيع‪ ،‬إلى الخدمات‪ ،‬وتحسين كفاءة الطاقة في الصناعة‪ ،‬ونقل‬
‫الصناعات كثيفة االستهالك للطاقة إلى الدول النامية‪ .‬وخالل النصف األول من التسعينات كانت اإلصدارات‬
‫من الصناعة في أوروبا والواليات المتحدة‪ ،‬أقل من الذروة التي وصلتها قبل ‪ 15-10‬سنة‪ ،‬بينما بقيت ثابتة‬
‫في اليابان‪ .‬أما إصدار ‪ CO2‬من القطاع الصناعي في الدول النامية فإنه مستمر في النمو‪ ،‬على الرغم من أن‬
‫كثاف ة الطاق ة تنخفض في بعض ال دول مث ل الص ين‪ .‬وإ ذا اس تمر تط وير كف اءة اس تخدام الطاق ة‪ ،‬وأتب ع بإزال ة‬
‫الكربون‪ ،‬كما في الدول المتقدمة فيمكن أن تنمو اإلصدارات الكلية من العالم النامي ببطء أكثر‪.‬‬
‫‪ 5-2‬تقانات تخفيف اإلصدارات‬
‫من الممكن تقني اً تخفيض اإلص دارات في المس تقبل بـ ‪ %25‬للقط اع الص ناعي في ال دول المتقدم ة‪ ،‬إذا تبنت ه ذه‬
‫الدول تقانات مماثلة للجيل الحالي وتجهيزات صناعية كفؤة‪ .‬وبالنسبة للدول في طور االنتقال فإن خيارات إنقاص‬
‫اإلصدارات من الصناعة يرتبط بخيارات التنمية وطريقة إعادة تشكيل الصناعة‪.‬‬
‫أ‪ -‬إدخال تقانات وعمليات جديدة‬
‫على ال رغم من أن كف اءة العملي ات الص ناعية ق د ازدادت كث يرا خالل العق دين الماض يين‪ ،‬تبقى التحس ينات في‬
‫كف اءة الطاق ة‪ ،‬الوس يلة األهم إلنق اص اإلص دارات‪ .‬وتق ع اإلمكاني ة األك بر في ال دول ذات االقتص اد االنتق الي‪،‬‬
‫والدول النامي ة‪ ،‬حيث تبلغ كثافة استخدام الطاقة في الصناعة ‪ 4-2‬مرات مثيلتها في الدول المتقدمة‪ .‬وعلى‬
‫الرغم من ذلك‪ ،‬فال تزال هناك فرص لتخفيف استهالك الطاقة في الصناعة في الدول المتقدمة‪ .‬وعلى سبيل‬
‫المث ال ف إن أكثر العملي ات الص ناعية كف اءة اليوم تستخدم ‪ 4-3‬م رات من متطلب ات الطاق ة الحراري ة الالزم ة‬
‫للعملي ات في الص ناعة الكيميائي ة والمع ادن‪ .‬وق د حص ل أك بر ق در من توف ير الطاق ة في ال دول المتقدم ة في‬

‫‪-80-‬‬
‫الص ناعات الكيميائي ة‪ ،‬وص ناعات الف والذ واأللموني وم وال ورق والب ترول‪ .‬ويق ترح ه ذا أن ه من الس هل تحقي ق‬
‫وفورات أكبر في الطاقة في هذه الصناعات في الدول النامية والدول االنتقالية‪.‬‬
‫ب‪ -‬تبديل الوقود‬
‫ي ؤدي التب ديل إلى وق ود أق ل كثاف ة ب الكربون مث ل الغ از الط بيعي‪ ،‬إلى خفض اإلص دارات بطريق ة اقتص ادية‪،‬‬
‫وهو ما يتبع في عدد من المناطق في العالم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يجب االحتياط من أن ال تؤدي التسريبات من خطوط‬
‫نق ل الغ از الط بيعي إلى ض ياع ه ذه المكاس ب‪ .‬ويمكن لالس تخدام الكفء للكتل ة الحيوي ة في التولي د المش ترك‬
‫للبخ ار والكهرب اء‪ ،‬أن يس اهم في خفض اإلص دارات كم ا في منتج ات ال ورق والغاب ات وبعض الص ناعات‬
‫الزراعية (مثل قصب السكر)‪.‬‬
‫ج‪ -‬التوليد المشترك و النقل الحراري‬
‫إن لزي ادة التولي د المش ترك و النق ل الح راري للح رارة الض ائعة‪ ،‬أهمي ة في تخفيض اإلص دارات من الوق ود‬
‫األحف وري والوق ود الحي وي‪ .‬وفي كث ير من الح االت‪ ،‬ف إن الجم ع بين الح رارة والطاق ة أو النق ل الح راري‬
‫اقتصادي‪ ،‬كما في العديد من الدول المتقدمة‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬تمتلك الصناعة المعتمدة على الفحم الحجري‬
‫بشكل كبير اإلمكانية لخفض إصدار ‪ CO2‬إلى النصف‪ ،‬بدون تبديل الوقود عن طريق التوليد المشترك‪ .‬ويتطلب‬
‫النق ل الح راري ال ذي يتض من التق اط الح رارة المنخفض ة‪ ،‬وإ ع ادة اس تخدامها‪ ،‬ألغ راض مالئم ة‪ ،‬بيئ ة ص ناعية‬
‫مناسبة تربط عدداً من العمليات الصناعية بالتدفئة المنزلية‪ ،‬وتسخين المياه‪ ،‬وربما تتطلب تعاون عدة مؤسسات‬
‫ورأسماالً مشتركاً لتحقيق وفورات أكبر‪.‬‬
‫د‪ -‬تطوير العمليات الصناعية‬
‫تمث ل الم واد الداخل ة إلى الص ناعة ح والي ‪ %16‬من كمي ة الطاق ة األولي ة المس تخدمة في الص ناعة‪ ،‬ويتح ول‬
‫معظمه ا إلى ‪ .CO2‬وي ؤدي إب دال الغ از الط بيعي كمص در للهي دروجين‪ ،‬بهي دروجين من الكتل ة الحيوي ة‪ ،‬أو‬
‫بهي دروجين من تحلي ل الم اء بطاق ة غ ير كربوني ة‪ ،‬إلى خفض اإلص دارات الكربوني ة في ص ناعة األموني ا‬
‫والكيميائي ات األخ رى‪ .‬وإ ذا ك ان ه ذا غ ير مكل ف‪ ،‬فق د يح ل مح ل اس تخدام فحم الك وك في إنت اج الحدي د‪ .‬ويجب‬
‫تنسيق عملية إنتاج الهيدروجين الرخيص كلقيم للصناعة‪ ،‬مع إنتاج الهيدروجين كوقود للنقل‪ .‬ويمكن للتغييرات‬
‫في العملي ات الص ناعية أن تخفض اإلص دارات أو تلغيه ا تمام اً‪ .‬وق د حققت الوالي ات المتح دة وألماني ا تخفيض اً‬
‫بمقدار ‪ %50‬في إصدارات بير فلور كربون ‪ PFC‬من إنتاج األلمونيوم‪ ،‬و‪ %90‬من إصدار أكاسيد اآلزوت‬
‫‪NOx‬من إنتاج النايلون‪ ،‬عن طريق برامج طوعية‪.‬‬
‫هـ استبدال المواد‬
‫إن اس تبدال الم واد المرتبط ة بإص دار غ ازات الدفيئ ة‪ ،‬ب أخرى تق وم بالمهم ة ذاته ا مزاي ا كب يرة‪ .‬وعلى س بيل‬
‫المثال فاالسمنت يولد ‪ 0.34‬طن كربون لكل طن اسمنت (‪ %60‬من الطاقة المستخدمة في اإلنتاج و ‪%40‬‬
‫من غ از العملي ات)‪ .‬إن التحوي ل من الفحم الحج ري إلى النف ط والغ از الط بيعي في إنت اج االس منت يخفض‬
‫إصدار ‪ .CO2‬ويمكن للتحويل إلى مواد بناء أخرى غير االسمنت أن يضيف تحسينات أخرى‪ .‬فأرضية من‬
‫االس منت المس لح‪ ،‬تحت وي على ‪ 21‬م رة من الطاق ة‪ ،‬مقارن ة بأرض ية من الخش ب وتول د ‪ CO2‬في عملي ة‬

‫‪-81-‬‬
‫الكلسنة أيضاً‪ .‬وتصدر المواد الثقيلة غازات دفيئة أكثر عند نقلها‪ .‬ويمكن الستخدام النباتات كلقيم كيميائي‪ ،‬أن‬
‫يخفض إصدار ‪ .CO2‬ويقوم عدد من شركات األخشاب الكبيرة بإنتاج مواد كيميائية‪ ،‬إضافة إلى إنتاج الورق‬
‫والخشب‪ .‬ويؤدي التغليف الخفيف على سيبل المثال إلى إصدارات أقل في النقل‪ .‬ولكن ليس من السهل دائما‬
‫إيجاد المواد البديلة المناسبة‪ ،‬إذ أن ذلك يعتمد على تحديد المواد البديلة ونوعيتها‪.‬‬
‫و ‪ -‬تدوير المواد‬
‫يؤدي تدوير المواد وإ عادة استخدامها إلى توفير الطاقة‪ ،‬وخفض إصدار غازات الدفيئة‪ .‬وتطلق المواد األولية‬
‫ح والي ‪ 4‬م رات ‪ CO2‬ال ذي يطل ق من م واد مس ترجعة في الف والذ والنح اس والزج اج وال ورق‪ .‬وبالنس بة‬
‫لأللمونيوم فهذا الرقم أكبر بكثير‪ .‬ويقدر أن تؤدي زيادة التدوير بمقدار ‪ %10‬في الدول المتقدمة‪ ،‬إلى خفض‬
‫اإلص دارات بـ ‪ 29‬ميغ ا طن كرب ون‪ .‬ويتطلب الت دوير إع ادة الم واد إلى وظيفته ا الس ابقة‪ ،‬أو تخفيض ها‬
‫الستخدامات أقل قيمة‪ .‬وهناك حاجة لتطوير التقانة الالزمة إلعادة تدوير المواد واستخدامها‪.‬‬
‫‪ 5-3‬إجراءات تخفيف اإلصدارات في الصناعة‬
‫هن اك ع دد من اإلج راءات ال تي يمكنه ا تخفي ف اإلص دارات من الطاق ة‪ ،‬والعملي ات المس تخدمة في قط اع‬
‫الصناعة ومنها‪:‬‬
‫ا‪ -‬برامج على أساس السوق‬
‫يمكن تصميم حوافز ضريبية الستمرار تطوير تقانات كفؤة للطاقة‪ ،‬وعمليات قليلة اإلصدارات لغازات الدفيئة‬
‫في ال دول المتقدم ة‪ .‬إن عم ر معظم العملي ات الص ناعية قص ير‪ ،‬وال يتع دى ‪ 10‬س نوات أو أق ل‪ ،‬بينم ا يس تمر‬
‫اس تخدام التجه يزات لعق ود‪ .‬ول ذا فهن اك فرص ة كب يرة إلدخ ال تقان ات قليل ة اإلص دار في عملي ات التص نيع‬
‫بس رعة‪ .‬وحالي ا ال توج د ح وافز لفع ل ذل ك‪ ،‬وح تى ل و وج دت فهن اك عوائ ق تمن ع ذل ك‪ .‬وربم ا ي ؤدي تس ريع‬
‫ض رائب االن دثار إلى إح داث هذا التح ول‪ .‬وإ ض افة إلى ذل ك يمكن للحوافز المالي ة التي تش جع الص ناعة على‬
‫تبني تجهيزات تجمع الطاقة مع الحرارة‪ ،‬وتستخدم الطاقات المتجددة‪ ،‬أو تستخدم مواد معادة‪ ،‬أن تسرع من‬
‫تخفيض اإلصدارات‪ .‬وحتى إذا لم تمنح هذه الحوافز فإن إزالة العقبات التي تمنع الصناعة من استخدام الطاقة‬
‫م ع الح رارة س تكون فعال ة‪ .‬وتس تطيع الحكوم ات أن تحف ز على ش راء األجه زة ال تي تخف ف اإلص دارات في‬
‫صناعاتها أو استخدامها‪.‬‬
‫ب‪ -‬برامج تنظيمية‬
‫يمكن عن طري ق وض ع مع ايير إلص دارات الص ناعة ومنتجاته ا‪ ،‬الحص ول على تج اوب أك بر في التخفي ف‪.‬‬
‫وتساعد معايير الكفاءة واألداء في التغلب على العديد من العقبات‪ ،‬والتحول إلى عمليات صناعية أقل إطالقا‬
‫لغ ازات الدفيئ ة‪ .‬تتض من تل ك العقب ات غي اب المعلوم ات ح ول المنتج ات األك ثر كف اءة‪ ،‬والتحلي ل الم الي‪ ،‬أو‬
‫مع ايير االس تثمار ال تي تؤك د على تك اليف االس تثمار‪ ،‬وتقل ل من تك اليف التش غيل‪ ،‬أو ص عوبة الحص ول على‬
‫منتج ات أك ثر كف اءة من الب ائعين‪ .‬وم ع ذل ك فق د يك ون الوص ول إلى اتف اق ح ول المع ايير المناس بة لألن واع‬
‫المختلف ة من األجه زة في التطبيق ات المتباين ة أم راً ص عباً‪ ،‬وكلف ة المتابع ة والتط بيق عالي ة‪ ،‬وترف ع الس عر‬
‫للمس تهلك‪ .‬وهن اك العدي د من المنتج ات‪ ،‬بم ا في ذل ك الحواس ب والس يارات والمص ابيح‪ ،‬تس تهلك طاق ة أك بر‪،‬‬

‫‪-82-‬‬
‫وتطلق غازات دفيئة أكثر خالل استخدامها‪ ،‬مما تطلقه خالل تصنيعها‪ .‬وبالنسبة للسيارات تصل هذه النسبة‬
‫إلى أكثر من ‪ 10‬إلى ‪.1‬‬
‫ج‪ -‬اتفاقات طوعية‬
‫أثبتت االتفاق ات الطوعي ة في الوالي ات المتح دة وأوروب ا فاعليته ا في التخفي ف من اس تهالك الطاق ة‪ ،‬وإ ص دار‬
‫غازات الدفيئة‪ ،‬في الصناعات التي شجعت على صناعة أو تركيب اإلضاءة الفعالة والحواسب وأجهزة المكاتب‬
‫وع زل األبني ة‪ .‬ويمكن توس يع االتفاق ات الطوعي ة م ع الص ناعة‪ ،‬لتحس ين نوعي ة البيئ ة‪ ،‬بحيث تش مل تخفيض‬
‫غ ازات الدفيئ ة مث ل اآلي زو ‪ .14000‬ويمكن نمذج ة ه ذه االتفاق ات على غ رار مع ايير إنه اء غ ازات الكل ورو‬
‫فل ورو كرب ون ‪ CFC‬لع دد من الش ركات االلكتروني ة قب ل التوق ف عنه ا تمام اً ع ام ‪ .1995‬ويمكن منح مزاي ا‬
‫اقتصادية‪ ،‬وتحسين العالقات العامة‪ ،‬مع الشركات للمشاركة في هذه االتفاقات‪.‬‬
‫وهناك حاجة للبحث والتطوير ‪ R&D‬لخلق تقانات صناعية جديدة‪ ،‬ووضعها في االستخدام‪ ،‬لتلبية متطلبات‬
‫التخفي ف بين ‪ 2020‬و‪ .2050‬وعلى س بيل المث ال‪ ،‬إذا أري د للهي دروجين أن يص بح اللقيم للص ناعة‪ ،‬والطاق ة‬
‫غ ير الكربوني ة في المس تقبل‪ ،‬فيجب العم ل من اآلن للتأك د من أن التقان ة إلنتاج ه‪ ،‬والب نى التحتي ة الالزم ة‬
‫لتزويده‪ ،‬جاهزة وممكنة في المستقبل‪.‬‬
‫د‪ -‬المبادرات الدولية‬
‫تق دم إع ادة التص نيع في ال دول االنتقالي ة فرص اً كب يرة‪ ،‬الس تبدال الص ناعات غ ير الكف ؤة‪ ،‬وعالي ة اإلص دار‬
‫للكربون بعمليات منخفضة الكربون‪ .‬ويتضمن معظم هذا التغير إعادة هيكلة االقتصاد‪ ،‬مع استبدال الصناعات‬
‫الثقيل ة‪ ،‬بب دائل تص نيعية أخ رى‪ .‬وإ ض افة ل ذلك بم ا أن معظم النم و الص ناعي س يكون في العق ود القادم ة في‬
‫الدول النامية واالنتقالية‪ ،‬فيمكن الحصول على أكبر التخفيضات في إطالق الكربون بإدخال التقانة‪ ،‬والعمليات‬
‫الجديدة‪ ،‬مبكراً فيها‪ .‬وتوجد فرص أيضا في الدول المتقدمة لخلق مشاريع مشتركة‪ ،‬قليلة اإلصدار للكربون‬
‫مع اقتصاد الدول النامية‪ ،‬والدول في مرحلة االنتقال‪.‬‬
‫إن نق ل التقان ة الحديث ة إلى ال دول النامي ة واالنتقالي ة يعوق ه الخالف ح ول حق وق الملكي ة‪ ،‬وع دم ت وفر العمل ة‬
‫الص عبة‪ ،‬والرأس مال الك افي‪ .‬وتتض من العوائ ق األخ رى‪ ،‬ع دم ت وفر الق درات البش رية‪ ،‬والتش ريعات البيئي ة‪،‬‬
‫والمؤسسات الالزمة في الدول المضيفة‪ .‬وهناك حالي اً عوائق قانونية‪ ،‬واتفاقات لتطبيق التعاون المشترك بين‬
‫الشركات لخفض غازات الدفيئة‪ .‬ولدى العديد من الدول قوانين ضد االحتكار لمنع االحتكار‪ ،‬واالتفاق على‬
‫األسعار‪ .‬وهناك قلق في منظمة التجارة العالمية‪ ،‬حول إمكانية أن تشكل حماية البيئة كابح اً للتجارة الحرة‪.‬‬
‫ويجب فحص ه ذه القي ود لتحدي د كي ف يمكن تحقي ق المزاي ا البيئي ة‪ ،‬مث ل تخفيض غ ازات الدفيئ ة بواس طة‬
‫الشركات‪ ،‬دون تعديل أهداف هذه القوانين‪.‬‬

‫(‪)44‬‬
‫‪ -6‬في الزراعة‬
‫تمث ل الزراع ة ح والي خمس ت أثير غ ازات الدفيئ ة من قب ل اإلنس ان منتج ة ح والي ‪ 50‬إلى ‪ %70‬من‬
‫اإلص دارات البش رية من ‪ CH4‬و ‪ N2O‬على الت والي‪ .‬وتش كل األنش طة الزراعي ة (ال تي ال تش مل تحوي ل‬

‫‪-83-‬‬
‫الغاب ات) ح والي ‪ %5‬من اإلص دارات البش رية لغ از ‪ .CO2‬وتق در المس احة الكلي ة لألراض ي المزروع ة في‬
‫العالم بحوالي ‪ 1700‬مليون هكتار‪ .‬ويتميز القطاع الزراعي باختالف كبير بين المناطق في اإلدارة‪ ،‬ومعدل‬
‫تطبيق إجراءات التخفيف‪ .‬ويجب مقايسة إجراءات التخفيف‪ ،‬مع مستويات اإلصدار والتباينات بين المناطق‪.‬‬
‫وفي ال دول النامي ة حيث ي زداد اس تعمال األس مدة‪ ،‬وإ نت اج المحاص يل بس رعة كب يرة‪ ،‬فمن المتوق ع أن ت زداد‬
‫اإلص دارات من ‪ N2O‬و ‪ CH4‬بش كل كب ير‪ .‬وح تى التقي د الت ام ب إجراءات التخفي ف لن ي وازي ه ذه الزي ادة‪.‬‬
‫وهناك حاجة إلى تحليل شامل الستخدام األراضي‪ ،‬ونظام المحاصيل‪ ،‬وعادات اإلدارة على المستوى المحلي‬
‫والعالمي‪ ،‬لتقويم التغيرات في متطلبات اإلصدار والتخفيف‪.‬‬
‫‪ 6-1‬تقانات تخفيف اإلصدارات في قطاع الزراعة‬
‫من كامل التخفيض الممكن لتأثير اإلشعاع (مكافئ كربون)‪ ،‬يأتي حوالي ‪ %32‬من تخفيف إصدار ‪ ،CO2‬و‬
‫‪ %42‬من إنقاص الكربون عن طريق إنتاج الوقود الحيوي‪ ،‬و ‪ %16‬من تخفيض إصدار ‪ ،CH4‬و‪ %10‬من‬
‫تخفيض إص دار ‪ .N2O‬ويمكن لل دول المتقدم ة أن تس اهم بـ ‪ %40‬من تخفيض ‪ ،CO2‬و‪ %32‬من نقص‬
‫الكرب ون الن اجم عن إنت اج الوق ود الحي وي من المحاص يل‪ .‬وتس اهم ال دول المتقدم ة بخفض ‪ %5‬من ‪CH4‬‬
‫العالمي عن طريق تطوير تقانات زراعة األرز‪ ،‬و‪ %21‬بتحسين إدارة المواشي‪ .‬ويمكنها أيضا أن تساهم بـ‬
‫‪ %30‬في خفض ‪ N2O‬عن طري ق خفض اس تخدام األس مدة اآلزوتي ة‪ ،‬أو تط وير اس تخدامها‪ ،‬وبـ‪ % 21‬من‬
‫تطوير استعمال روث الحيوانات‪ .‬ولتلبية متطلبات العالم من الغذاء‪ ،‬والقبول من المزارعين‪ ،‬يجب أن تحقق‬
‫التقانات واإلجراءات المتطلبات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تطبيق الزراعة المستدامة وتطويرها‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق فوائد إضافية للمزارعين‪.‬‬
‫‪ -‬قبول المستهلكين للمنتجات الزراعية‪.‬‬
‫وليس هن اك ح افز للم زارعين لتب ني تقان ات خفض اإلص دارات‪ ،‬م ا لم يحقق وا ربح اً من ذل ك‪ .‬و تتب نى حالي ا‬
‫إجراءات مثل وضع األسمدة االستراتيجي‪ ،‬والزراعة بدون فالحة‪ ،‬ألسباب ربحية ال تتعلق بتغير المناخ‪ .‬إن‬
‫خيارات خفض اإلصدارات مثل‪ ،‬تحسين إدارة المزارع‪ ،‬وزيادة كفاءة استخدام األسمدة‪ ،‬ستحافظ على اإلنتاج‬
‫الزراعي أو تزيد منه‪ ،‬إضافة لمردودها اإليجابي على البيئة‪ .‬وتفضل اإلجراءات التي تسترجع الكلفة‪ ،‬وتولد‬
‫ربحاً على المدى القصير‪ ،‬على تلك التي تتطلب زمناً أطول‪ .‬كما تفضل اإلجراءات التي يمكنها تحقيق عوائد‬
‫أك بر‪ .‬وعن دما تمن ع قي ود ت وفر اإلمكان ات البش رية أو الخ برة تبنيه ا‪ ،‬يمكن ل برامج تثقي ف الجمه ور أن تحس ن‬
‫معرف ة الي د العامل ة ومهارته ا‪ .‬وهن اك حاج ة ل برامج وطني ة وعالمي ة ش املة‪ ،‬للبحث العلمي والتعليم ونق ل‬
‫التقان ة‪ ،‬لتط وير للتقان ات الجدي دة و نش ر المعرف ة به ا‪ .‬ويل زم أيض ا الت أمين على المحص ول‪ ،‬والمش اركة في‬
‫(‪)43‬‬
‫الخسائر الناجمة عن الحوادث الطبيعية‪ ،‬للمساعدة في تبني هذه التقانات الجديدة‪.‬‬
‫‪ 6-2‬التخفيف من إصدار ‪CO2‬‬
‫ويشمل تخفيف اإلصدار من المصادر الحالية‪ ،‬وإ يجاد مصارف للكربون‪ ،‬وتخزينه‪ .‬تتضمن الخيارات‪ ،‬زيادة‬
‫دور األرض الزراعي ة كمص رف للكرب ون وتخزين ه‪ ،‬في ترب ة م دارة جي داً‪ ،‬وبع د إع ادة تأهي ل األراض ي‬

‫‪-84-‬‬
‫الزراعية إلى البيئة الطبيعية‪ .‬ومع ذلك فلتخزين الكربون في التربة استطاعة محدودة على مدى ‪100-50‬‬
‫عام‪ ،‬مع تأسيس مستويات توازن جديدة‪ ،‬للمادة العضوية في التربة‪ .‬وهناك مزايا إضافية لتخزين الكربون في‬
‫التربة‪ ،‬كتحسين اإلنتاجية‪ ،‬وتعزيز استدامة أنظمة اإلنتاج الزراعي‪ .‬ويمكن عن طريق تخصيص ‪ %15‬من‬
‫مساحة األراضي الزراعية‪ ،‬تخزين حوالي ‪ 3-1.5‬غيغا طن كربون من اإلصدارات‪ ،‬على مدى ‪100-50‬‬
‫عام‪ .‬لكن إعادة زراعة الغابات ممكن فقط‪ ،‬إذا تأمن الغذاء والطاقة واألخشاب من األراضي المتبقية‪ .‬ويتوفر‬
‫ه ذا في الوالي ات المتح دة واالتح اد األوروبي من خالل الزراع ة المكثف ة‪ .‬ويس اهم حالي اً نص ف الغاب ات‬
‫االستوائية فقط المحولة إلى الزراعة بزيادة األراضي المنتجة‪ .‬إن الطريقة الوحيدة للخروج من هذه الدارة‬
‫المغلق ة‪ ،‬هي باس تخدام أك ثر اس تدامة لتط وير الم زارع الحالي ة‪ ،‬وحماي ة أفض ل للنظم البيئي ة‪ .‬يمكن له ذه‬
‫اإلج راءات أن تس اعد في خفض التوس ع ال زراعي (وبالت الي إزال ة الغاب ات) في المن اطق الرطب ة في أفريقي ا‬
‫وأمريكا الالتينية‪.‬‬
‫تتض من إج راءات زي ادة كرب ون الترب ة خفض اس تغالل األرض‪ ،‬وإ ع ادة بقاي ا المحص ول للترب ة‪ ،‬وزراع ة‬
‫المحاص يل الس نوية (بم ا في ذل ك زراع ة الغاب ات)‪ ،‬وخفض دورة إراح ة األراض ي‪ .‬وهن اك قي ود اقتص ادية‬
‫وتربوي ة واجتماعي ة أم ام إدارة مط ورة للترب ة‪ ،‬في معظم المن اطق االس توائية‪ .‬فالعدي د من الم زارعين في‬
‫المن اطق االس توائية غ ير ق ادرين على تحم ل عبء اس تخدام األس مدة والمبي دات‪ .‬وهم يحت اجون أيض ا إلى‬
‫مخلفات المحاصيل‪ ،‬كعلف للحيوانات‪ ،‬أو الستخدامات منزلية‪ .‬وبما أن تحسين إدارة التربة مبني على زيادة‬
‫كبيرة في استخدام الوقود األحفوري‪ ،‬فإن مزايا التخفيف تتناقص‪ .‬لقد تناقص استخدام الوقود األحفوري في‬
‫الزراع ة في ال دول المتقدم ة ليص ل إلى ‪ %4-3‬من االس تهالك الكلي‪ .‬ويمكن أن يتن اقض أك ثر ب الحرث‬
‫الخفي ف‪ ،‬وتنظيم مواعي د ال ري‪ ،‬وتجفي ف المحاص يل بالش مس‪ ،‬وتحس ين اس تخدام األس مدة‪ .‬وتنتج المحاص يل‬
‫الغذائي ة والنس يجية والمحاص يل المخصص ة إلنت اج الوق ود الحي وي كتل ة حيوي ة مهم ة تس تخدم كلقيم لل تزود‬
‫بالطاقة‪ .‬وتتطلب المحاصيل المخصصة للوقود الحيوي تربة وإ جراءات إدارية مشابهة للمحاصيل التقليدية‪،‬‬
‫وتتن افس م ع إنت اج الغ ذاء على المص ادر المح دودة‪ .‬ويعتم د م دى التوس ع فيه ا على تط وير تقان ات جدي دة‪،‬‬
‫ومنافس تها االقتص ادية للمحاص يل الغذائي ة والنس يجية‪ ،‬وللض غوط االجتماعي ة والسياس ية‪ .‬ويمكن للنبات ات‬
‫المخصصة للطاقة أن تزرع على ‪ %11-8‬من األراضي الهامشية إلى الجيدة‪ ،‬في المناطق المعتدلة‪ .‬ويقدر‬
‫أن ‪ 20-15‬ملي ون هكت ار من األراض ي الزراعي ة الجي دة في االتح اد األوروبي س تكون فائض ة عن الحاج ة‬
‫إلنت اج الغ ذاء ح تى عام ‪ .2010‬وس يكون ه ذا مكافئ اً لـ ‪ %30-20‬من مس احة األراضي للمحاصيل الحالي ة‪.‬‬
‫ويس بب زي ادة الطلب على الزراع ة في المن اطق االس توائية ف إن نس بة أق ل من األراض ي يمكن أن تخص ص‬
‫للطاق ة‪ .‬ل ذا فق د يك ون التق دير بح دود ‪ %7-5‬من مس احة األراض ي‪ .‬ول ذا فهن اك كمي ة كب يرة من األراض ي‬
‫المتاحة للوقود الحيوي‪ ،‬خاصة في األراضي الهامشية‪ ،‬أو األراضي التي يعاد تأهيلها‪ .‬ويمكن على مستوى‬
‫العالم استبدال وقود أحفوري بمعدل ‪ 1300-300‬مليون طن كربون بـ ‪ %15-10‬من مساحة األراض ي‪ .‬وال‬
‫يتضمن هذا التأثيرات غير المباشرة من إنتاج الوقود الحيوي‪ ،‬والمتمثلة في تخزين الكربون في التربة‪ ،‬أو‬
‫في خش ب الكتل ة الحيوي ة‪ .‬ويمكن عن طري ق اس ترجاع ‪ %25‬من بقاي ا المحص ول الكلي ة وتحويل ه (تارك ا"‬

‫‪-85-‬‬
‫‪ %75‬إلرجاعه ا إلى الترب ة) أن يعوض عن ‪ 200-100‬مليون طن إض افي من كربون الوقود األحفوري ‪/‬‬
‫العام‪ .‬ومع ذلك يجب اعتبار زيادة إصدار ‪ N2O‬الناجمة عن ذلك‪ .‬وعلى العموم فإن المحاصيل التي يستخرج‬
‫منها الزيت والنشاء أو السكر ذات قيمة محدودة في تخفيض إصدار ‪ CO‬بسبب كمية الطاقة الكلية المنخفضة‬
‫الناتج ة وكمي ة الوق ود األحف وري الداخل ة العالي ة الالزم ة‪ .‬إن ح رق ك ل الكتل ة الحيوي ة للنب ات كب ديل للوق ود‬
‫األحفوري يؤدي إلى أفضل إجراءات التخفيف من ‪.CO2‬‬
‫‪ 6-3‬تخفيض اإلصدارات من غاز الميثان‬
‫ي أتي معظم إص دار غ از الميث ان في الزراع ة‪ ،‬من تربي ة الحيوان ات‪ ،‬وإ نت اج األرز‪ .‬وسيس تمر إنت اج األرز‬
‫بمعدالته الحالية على األقل لتلبية الطلب المتزايد عليه‪ .‬تنتج حقول األرز المغمورة بالماء غاز الميثان‪ .‬ويمكن‬
‫تخفيض اإلص دار بتحس ين طريق ة إدارة ه ذه الحق ول‪ .‬يعتم د التط بيق الن اجح لتقان ات التخفي ف المتاح ة لغ از‬
‫الميثان على‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم نقص مردود األرز بل زيادته‪.‬‬
‫‪ -2‬توفر العمالة و المياه وتكاليف اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون الرز الناتج عن تقانات تخفيف إصدار الميثان مقبوالً للمستهلك‪.‬‬
‫ويمكن تخفيض إصدار الميثان من الماشية بتحسين نظام الرعي‪ ،‬واستخدام مراع بنوعية أعلى‪ ،‬ألن الرعي‬
‫على مراع فقيرة يطلق كمية أكبر من غاز الميثان بالنسبة لوحدة غذائية‪ .‬ويمكن لتغذية الحيوانات في الحظائر‬
‫أن تخفف من إصدار الميث ان‪ ،‬باعتماده ا على وجب ات متوازن ة‪ ،‬تتحكم بهض م أغذية مرتفعة الطاقة‪ .‬غير أن‬
‫هذا يزيد من إصدار غاز ‪ CO2‬المنطلق جراء استخدام الطاقة‪ ،‬إلنتاج هذه األغذية ونقلها‪ .‬ويمكن تخفيض‬
‫إصدار الميثان من مخلفات فضالت الحيوانات في المزراع بتحويل هذه الفضالت إلى طاقة‪ ،‬بدالً من انطالق‬
‫الميثان إلى الجو‪.‬‬
‫‪ 6-4‬إصدار أكاسيد اآلزوت‬
‫اآلزوت عنص ر أساس ي لغ ذاء النب ات‪ ،‬لكن ه ي دخل في ت ركيب بعض أك ثر المركب ات انتق االً في الترب ة والم اء‬
‫والج و‪ .‬هن اك قل ق متزاي د من زي ادة اس تخدام األس مدة اآلزوتي ة المخلق ة في الزراع ة‪ .‬ويش كل ت وازن اآلزوت‬
‫أساس سياسات تحسين إدارته في الزراعة‪ ،‬وتربية الماشية‪ ،‬والتخفيف من تأثيره البيئي‪ .‬ويمكن عن طريق‬
‫اإلدارة الجيدة تخفيض النتروجين المطلق إلى الجو على شكل أمونيا ضائعة‪ ،‬أو أكاسيد اآلزوت‪ ،‬أو المتغلغل‬
‫في الترب ة إلى المي اه الجوفي ة‪ .‬وي أتي ه ذا التخفيض في أحي ان أخ رى من تقلي ل كمي ة األس مدة‪ ،‬أو من زي ادة‬
‫مردوده ا‪ ،‬باس تخدام الكمي ة نفس ها منه ا‪ .‬وت أتي المص ادر الرئيس ة للن تروجين في الترب ة من األس مدة اآلزوتي ة‬
‫الالعضوية‪ ،‬وبقايا المحاصيل البقولية‪ ،‬ومخلفات الحيوانات‪ .‬ويتسرع انتقال هذه المركبات في التربة نتيجة‬
‫لحالتها السيئة‪ .‬ويصدر بعض األكاسيد اآلزوتية أيضاً من جراء حرق الكتلة الحيوية‪ .‬ويؤدي تطوير التقانات‬
‫الزراعية مثل التحكم بإصدار األسمدة‪ ،‬ومثبطات النترجة‪،‬وتحديد مواعيد تطبيق األسمدة‪ ،‬وإ دارة المياه‪ ،‬إلى‬
‫تحسين كفاءة استخدام النتروجين وكبح تشكل أكسيد النتروز‪.‬‬
‫‪ 6-5‬إجراءات تخفيض إصدار غازات الدفيئة في الزراعة‬

‫‪-86-‬‬
‫تتضمن اإلجراءات التي يمكن أن تخفض إصدار غازات الدفيئة بشكل مهم من قطاع الزراعة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬برامج مبنية على أساس السوق (مثل تخفيض سياسات الدعم للزراعة وإ صالحها‪ ،‬وفرض ضرائب على‬
‫استخدام األسمدة اآلزوتية‪ ،‬ودعم إنتاج الطاقة الحيوية‪ ،‬وتشجيع استخدامها)‪.‬‬
‫‪ -2‬إج راءات تش ريعية (مث ل وض ع قي ود على اس تخدام األس مدة اآلزوتي ة‪ ،‬واش تراط دعم الزراع ة بتط بيق‬
‫األهداف البيئية)‪.‬‬
‫‪ -3‬اتفاقات طوعية (مثل إدارة التربة لزيادة مخزونها من الكربون)‪.‬‬
‫‪ - 4‬البرامج الدولية (مثل دعم نقل التقانة في مجال الزراعة بين الدول)‪.‬‬
‫ال تنحص ر األه داف الرئيس ة للعدي د من ه ذه اإلج راءات بقض ايا تغ ير المن اخ فق ط‪ ،‬ولكنه ا ته دف أيض اً إلى‬
‫تخفي ف التل وث‪ ،‬والح د من ت دهور الم وارد الطبيعي ة‪ .‬ويمكن للحكوم ات أن تط ور اس تخداما" أفض ل لألس مدة‬
‫بتغيير برامج المواد للسماح بمرونة أكثر‪ ،‬ولتشجع المزارعين على زراعة محاصيل‪ ،‬وتبني إجراءات تعتمد‬
‫بش كل أق ل على األس مدة المص نعة‪ .‬إن دعم اإلج راءات اإلداري ة لخفض ت دهور الترب ة‪ ،‬والح د من التل وث‬
‫البي ئي‪ ،‬س يكون متس قاً م ع إج راءات التخفي ف من إص دار غ ازات الدفيئ ة‪ .‬ويمكن إلج راءات تش جيع اس تخدام‬
‫األراض ي بش كل أفض ل أن تزي د من تخ زين الترب ة للكرب ون‪ .‬ويمكن تق ديم ح وافز إلدارة أراض ي المحاص يل‬
‫الحالي ة بطريق ة مس تدامة وص ديقة للبيئ ة‪ .‬ويمكن أن تش جع ب رامج الحكوم ات تط وير الحف اظ على م ردود‬
‫المحاصيل أو زيادته‪ ،‬وخفض اإلصدار في الوقت نفسه بالنسبة لوحدة من المحصول‪.‬‬

‫(‪)45‬‬
‫‪ -7‬في الغابات‬
‫تش كل الغاب ات مص دراً لغ از ‪ CO2‬ومص رفاً ل ه‪ .‬تمتص الغاب ات الكرب ون خالل عملي ة التمثي ل اليخض وري‪،‬‬
‫ولكنه ا تص دره من خالل تحل ل النبات ات‪ ،‬واح تراق األش جار طبيعي اً أو حرقه ا من قب ل اإلنس ان‪ .‬ويمكن عن‬
‫طري ق اإلدارة الجي دة للغاب ات زي ادة ق درتها على امتص اص الكرب ون‪ ،‬واالحتف اظ ب ه‪ ،‬وبالت الي التخفي ف من‬
‫تركزه في الغالف الجوي‪ .‬وعلى الرغم من أن بعض األراضي المتدهورة ال تصلح كغابات إال أنه يمكن عن‬
‫طريق تطوير إدارة أراضي الغابات االحتفاظ بالكربون وتخزينه‪ .‬تغطي الغابات حالي اً ‪ 3.4‬غيغا هكتار في‬
‫الع الم منه ا ‪ %52‬في خط وط الع رض الس فلى و‪ %30‬في العلي ا و‪ %18‬في الوس طى‪ .‬تخ زن الغاب ات في‬
‫العالم ‪ 330‬غيغا طن من الكربون في نباتات حية وميتة فوق األرض وتحتها‪ ،‬وكذلك ‪ 660‬غيغا طن كربون‬
‫في الترب ة‪ .‬وتوج د كمي ة غ ير مح ددة من الكرب ون في منتج ات كاألخش اب وال بيوت واألث اث وال ورق‪ .‬تعت بر‬
‫الغاب ات في خط وط الع رض العلي ا والوس طى مص رفاً للكرب ون بمع دل ‪ 0.7‬غيغ ا طن كرب ون ‪ /‬الع ام‪ ،‬بينم ا‬
‫تش كل في خط وط الع رض الس فلى مص دراً للكرب ون بمع دل ‪ 1.6‬غيغ ا طن كرب ون ‪/‬الع ام‪ .‬وينجم ه ذا بش كل‬
‫رئيس من تدهور الغابات وإ زالتها من قبل اإلنسان‪ .‬ويمكن مقارنة هذه األرقام مع إصدار الكربون من حرق‬
‫الوقود األحفوري والمقدرة بـ ‪ 6‬غيغا طن كربون عام ‪.1990‬‬
‫‪ 7-1‬تقانات التخفيف من اإلصدارات في قطاع الغابات‬
‫يمكن تقسيمها إلى ‪ 3‬أصناف‪:‬‬

‫‪-87-‬‬
‫‪ -1‬إدارة الحفاظ على الكربون‬
‫‪ -2‬إدارة تخزين الكربون‬
‫‪ -3‬إدارة تعويض الكربون‬

‫تتض من المحافظ ة على الكرب ون إج راءات مث ل التحكم بإزال ة الغاب ات‪ ،‬وحمايته ا في المحمي ات‪،‬وتغي ير نظم‬
‫حص ادها‪ ،‬والتحكم بالعوام ل البش رية مث ل الحرائ ق‪ ،‬وانتش ار الحش رات‪ .‬ويتض من التخ زين توس يع مس احة‬
‫الغاب ات‪ ،‬وزي ادة الكتل ة الحيوي ة فيه ا‪ ،‬ورف ع كثاف ة الكرب ون في الترب ة‪ ،‬س واء في الغاب ات الطبيعي ة أو‬
‫االصطناعية‪ ،‬وزيادة التخزين في خشب قابل للبقاء‪.‬أما إجراءات التعويض فتهدف إلى زيادة تحويل كربون‬
‫الكتلة الحيوية للغابات إلى منتجات‪ ،‬بدالً من استخدام طاقة الوقود األحفوري‪ ،‬أو االسمنت ومواد بناء أخرى‬
‫غ ير خش بية‪ .‬وهن اك ح والي ‪ 700‬ملي ون هكت ار من األراض ي الص الحة لتخ زين الكرب ون في الع الم‪ .‬ويمكن‬
‫للغاب ات االس توائية أن تخ زن الكمي ة الك برى من الكرب ون (‪ )%80‬ثم المن اطق المعتدل ة (‪ )%17‬والمن اطق‬
‫الش مالية (‪ .)%3‬ويمث ل االس ترجاع الط بيعي والمس اعد‪ ،‬وإ زال ة الغاب ات البطيء‪ ،‬أك ثر من نص ف الكمي ة‬
‫للغابات االستوائية‪ .‬وتساهم زراعة الغابات والمزج بين الغابات والزراعة النصف المتبقي للغابات االستوائية‪.‬‬
‫لق د أظه رت الس يناريوهات أن المع دل الس نوي للحف اظ على الكرب ون وتخزين ه من اإلج راءات ال تي ذك رت‪،‬‬
‫يزداد مع الوقت‪ .‬وعلى مستوى العالم تتحول الغابات من مصدر إلى مصرف‪ ،‬بحدود عام ‪ 2010‬حيث تزيد‬
‫عملية حفظ الكربون على إزالة الغابات االستوائية‪.‬‬
‫‪ 7-2‬إجراءات خفض اإلصدارات في قطاع الغابات‪:‬‬
‫أ‪ -‬إزالة الغابات وإ عادة زراعتها‪:‬‬
‫إن أسباب إزالة الغابات هي تهيئة األرض للزراعة‪ ،‬واستخراج الخامات‪ ،‬وبناء السدود‪ ،‬و قطعها للحصول‬
‫على الخشب‪ .‬وقد تفقد األرض المنظفة للزراعة خصوبتها‪ ،‬وتصبح صالحة فقط للرعي‪ .‬وييسبب ازدياد عدد‬
‫الس كان ال ذين يعيش ون على أراض هامش ية ض غوطا سياس ية واقتص ادية واجتماعي ة في المن اطق االس توائية‪.‬‬
‫لكن المس تثمرين األغني اء هم الس بب في البرازي ل في تجه يز األرض لل رعي‪ ،‬ويع ود ج زء منه ا إلى جاذبيته ا‬
‫في المضاربة على األراضي‪ .‬وتشمل السياسات عقوداً قصيرة األمد تحدد كميات محددة سنوياً‪ ،‬وطرق اً سيئة‬
‫للحص اد‪ .‬وأيض اً فالعوائ د قليل ة ال تس مح للدول ة أن تعي د زرع الغاب ات‪ .‬وهن اك اقتح ام الغاب ات مباش رة وال ذي‬
‫يشمل تأجير األرض لتطويرها‪ ،‬من خالل إزالة الغابات‪ ،‬و بناء المستوطنات والسدود‪ ،‬واستخراج المعادن‪،‬‬
‫وتحويل األرض إلى مراع‪.‬‬
‫إن ح والي ‪ %65‬من إجم الي إمكاني ة التخفي ف من إص دارات غ ازات الدفيئ ة يكمن في الغاب ات‪ .‬ي أتي ح والي‬
‫‪ %50‬منه ا عن طري ق تقلي ل اإلص دارات الناجم ة عن إزال ة الغاب ات‪ .‬وي ؤثر التغ ير المن اخي على إمكاني ة‬
‫التخفيف في قطاع الغابات‪ ،‬حيث يختلف هذا التأثير من منطقة ألخرى‪ .‬ويصمم التخفيف عن طريق الغابات‬
‫ليتناس ب م ع عملي ة التكي ف‪ ،‬ول ه فوائ د أخ رى عدي دة‪ ،‬مث ل تش غيل الي د العامل ة‪ ،‬وتولي د ال دخل‪ ،‬والحف اظ على‬
‫التن وع الحي وي‪ ،‬والمحافظ ة على المي اه‪ ،‬وخفض الفق ر‪ ،‬واس تخدام الطاق ات المتج ددة‪ .‬إن اإلج راءات المتخ ذة‬

‫‪-88-‬‬
‫للتقلي ل من اإلص دارات في مج ال الغاب ات عدي دة‪ .‬منه ا إع ادة تأهي ل الغاب ات‪ ،‬وزي ادة المس احات المزروع ة‪،‬‬
‫وإ دارة الغاب ات بش كل جي د للحف اظ عليه ا‪ ،‬والحص ول على األخش اب‪ ،‬والعم ل على وق ف التص حر‪ ،‬واس تخدام‬
‫الفضالت المتولدة من الغابات في توليد الوقود الحيوي‪ .‬ومن التقانات الواعدة زيادة كفاءة األشجار في تخ زين‬
‫الكرب ون‪ ،‬وزي ادة كمي ة الكتل ة الحيوي ة‪ ،‬واس تخدام االستش عار عن بع د إلدارة الغاب ات‪ ،‬و تخطي ط اس تخدام‬
‫األراضي‪ .‬ويمكن لإلدارة المستدامة للغابات أن تولد نشاطاً اقتصادياً‪ ،‬وتخلق فرص اً للعمل على المدى البعيد‪.‬‬
‫ويتطلب تنفيذ تشريعات الحفاظ على الغابات دعم اً سياسياً كبيراً‪ ،‬وقد يسبب عبئ اً إداري اً‪ .‬وعلى الرغم من أن‬
‫اإلدارة المستدامة للغابات جذابة سياسياً‪ ،‬إال أن تطبيقها يتطلب المشاركة المحلية‪ ،‬وتأسيس حقوق األراضي‬
‫وإ يجاراته ا‪ ،‬ومعالج ة قض ية العدال ة‪ ،‬وتطوير آلي ات مؤسس اتية‪ .‬وعلى ال رغم من أن إبط اء إزال ة الغاب ات في‬
‫المن اطق االس توائية يب دو ص عباً‪ ،‬إال أن اإلمكان ات كب يرة‪ .‬وق د تبنت حكوم ات البرازي ل والهن د وتايالن د‬
‫اإلجراءات والسياسات الالزمة لوقف تدهور الغابات‪ .‬فقد أصدرت الحكومة البرازيلية في عام ‪ 1991‬قانون اً‬
‫يعلق منح الحوافز المالية إلنشاء مزارع للرعي في غابة األمازون‪ .‬وباإلضافة إلى اإلجراءات الوطنية‪ ،‬هناك‬
‫مشاريع حماية مدعومة من قبل الحكومات األجنبية‪ ،‬والمنظمات غير الحكومية‪ ،‬والشركات الخاصة‪ ،‬لوقف‬
‫ت دهور الغاب ات والحف اظ عليه ا وتخ زين الكرب ون‪ .‬وفي الهن د س اعد تن اقص النم و الس كاني في الري ف سياس ة‬
‫إبطاء تدمير الغابات‪ .‬وفي مناطق أخرى يجب إيجاد البدائل المناسبة لتأمين معيشة قاطني الغابات أو مزيليها‪.‬‬
‫ومن اإلج راءات زي ادة الموازن ات الحكومي ة المخصص ة للحف اظ على الغاب ات والح دائق الوطني ة‪ ،‬لت أمين‬
‫احتياجاتها المختلفة‪.‬‬
‫ب‪ -‬زراعة الغابات‬
‫ي ؤدي زرع الغاب ات إلى زي ادة كمي ة الكرب ون المخ زون في النبات ات (ف وق األرض أو تحته ا) وفي الم واد‬
‫العضوية الميتة‪ ،‬وفي المنتجات الخشبية ذات العمر الطويل والقصير‪ .‬وتتعلق العملية بإعادة غرس األشجار‬
‫في من اطق أزيلت منه ا من ذ ف ترة قريب ة (أق ل من ‪ 50‬عام اً)‪ ،‬أو غرس ها في من اطق لم تكن غاب ة لم دة طويل ة‬
‫(أكثر من ‪ 50‬عام اً)‪ .‬وفي المناطق عند خطوط العرض العليا‪ ،‬فإن معدل إعادة زرع الغابات عادة مرتفع‪.‬‬
‫فق د زرعت كن دا في الثمانين ات ح والي ‪ 720000‬هكت ارا" في الع ام‪ ،‬والوالي ات المتح دة ‪ 1‬ملي ون هكت ار في‬
‫العام‪ ،‬بين عامي ‪ 1990‬و‪ .1995‬وهناك جهود كبيرة لزرع الغابات في المناطق المعتدلة واالستوائية‪ .‬فقد‬
‫زرعت الصين حوالي ‪ 30.7‬مليون هكتار بين عامي ‪ 1949‬و‪ ،1990‬والهند ‪ 17.1‬مليون هكتار حتى عام‬
‫‪ .1989‬وضاعفت فرنسا من رقعة الغابات من ‪ 7‬إلى ‪ 15‬مليون هكتار منذ بداية القرن الماضي‪ .‬ويتضمن‬
‫الحفاظ على الغابات تلك التي تدار لمنع تدهور التربة‪ ،‬وحتها وإ دارة أحواض األنهار‪ .‬ومنذ الحرب العالمية‬
‫الثانية زرعت فرنسا ‪ 3.15‬مليون هكتار ودعت إلى زراعة ‪ 30000‬هكتار ‪ /‬العام من عام ‪ .1998‬وسيقوم‬
‫ه ذا بع زل وتخ زين ‪ 79‬إلى ‪ 89‬ملي ون طن من الكرب ون على م دى ‪ 50‬عام اً‪ .‬وتح اول الهن د تش جيع زراع ة‬
‫شجر التيك الذي يستخدم في مواد البناء واألثاث من قبل القطاع الخاص‪ .‬وهناك إمكانية لزراعة ‪ 6-4‬مليون‬
‫هكتار من أصل ‪ 66‬مليون هكتار من األراضي المتدهورة في الهند‪.‬‬
‫ج‪ -‬إدارة التعويض‬

‫‪-89-‬‬
‫تش كل إدارة التع ويض عن الوق ود األحف وري بمنتج ات الغاب ات أك بر إمكاني ة للتخفي ف من إص دارات غ ازات‬
‫الدفيئ ة على الم دى الطوي ل‪ .‬وتنظ ر ه ذه اإلدارة إلى الغاب ات على أنه ا م وارد متج ددة‪ ،‬وترك ز على تحوي ل‬
‫كرب ون الكتل ة الحيوي ة إلى ن واتج تح ل مح ل الوق ود األحف وري أو تخف ف من اس تهالكه‪ .‬لق د ج ربت تنمي ة‬
‫األشجار الستخدامها كوقود بنجاح غير مؤكد في البرازيل والفيليبين والسويد وإ ثيوبيا ودول أخرى‪ .‬غير أن‬
‫إمكانات توليد الطاقة الحيوية كبيرة جداً‪ .‬ومن المحتمل أن يكون استبدال الوقود األحفوري بمنتجات خشبية‬
‫قليل ة الكثاف ة طاقي اً أك ثر فاعلي ة للتخفي ف من اإلص دارات من زرع الغاب ات على أراض مت دهورة على المدى‬
‫الطويل‪ .‬ويؤدي إبدال الفحم الحجري بالخشب لتوليد الكهرباء إلى تخفيف إصدارات الكربون بـ ‪ 4‬مرات من‬
‫إزاحة الكربون بالنباتات‪.‬‬
‫إن تولي د الوق ود الحي وي والكهرب اء الحيوي ة أك ثر تعقي داً ألن وض عهما في االس تثمار تجاري اً أص عب‪ ،‬ويجب‬
‫التغلب على عوائ ق التس ويق‪ ،‬وف رق أس عار الطاق ة‪ .‬وتتم يز أنظم ة الكتل ة الحيوي ة في الري ف بتش غيلها للي د‬
‫العامل ة‪ ،‬وإ ع ادة تأهي ل األراض ي المت دهورة‪ .‬ويمكن تحوي ل التدفئ ة المركزي ة إلى أخ رى تعتم د على الكتل ة‬
‫الحيوية‪ ،‬لتزويد الحرارة والكهرباء في المناخ البارد‪.‬‬

‫(‪)46‬‬
‫‪ -8‬في الفضالت‬
‫تساهم الفضالت بشكل قليل نسبياً في إصدار غازات الدفيئة‪ ،‬إذ أن الكمية المنطلقة عام ‪ 2005‬حوالي ‪1300‬‬
‫ميغ ا طن مك افئ ‪ CO2‬وهي تمث ل أق ل من ‪ % 5‬من اإلص دارات الكلي ة‪ .‬إن المص در ال رئيس ه و الميث ان‬
‫المتولد من مكبات القمامة‪ ،‬ثم الميثان وأكسيد النتروز اللذان يصدران عن محطات معالجة الصرف الصحي‪،‬‬
‫وهن اك كمي ات اق ل من ‪ CO2‬تص در عن ح رق الفض الت كالبالس تيك واألنس جة وغيره ا‪ .‬ومن الط رق‬
‫المس تخدمة لتقلي ل اإلص دارات الحف اظ على الم واد الخ ام‪ ،‬وتقلي ل الفض الت واس ترجاعها‪ ،‬وإ ع ادة اس تخدامها‪.‬‬
‫وقد استخدم استرجاع الميثان من مطامر القمامة منذ عام ‪ 1975‬ويتجاوز حالي اً ‪ 105‬ميغا طن ‪ CO2‬مكافئ‪.‬‬
‫وقد ثبتت اإلصدارات من الفضالت في الدول المتقدمة نتيجة استرجاع غاز الميثان‪ ،‬واستخدام تقانات أخرى‬
‫ب دالً من ملء األراض ي‪ .‬وفي المقاب ل ي زداد اإلص دار من ال دول النامي ة بس بب زي ادة اس تخدام تقان ة ملء‬
‫األراض ي في التخلص من النفاي ات‪ .‬يمكن خفض ه ذه اإلص دارات في ه ذه ال دول بإتب اع تقان ات أخ رى‪ ،‬أو‬
‫باسترجاع غاز الميثان‪ .‬ويتم التحكم بمعالجة مياه الصرف الصحي لتقليل اإلصدارات من غاز الميثان‪ .‬ومن‬
‫التقان ات الحديث ة اس تخدام األغطي ة والمرش حات البيولوجي ة‪ ،‬ال تي تق وم بأكس دة غ از الميث ان‪ .‬كم ا يمكن ح رق‬
‫الفضالت واالستفادة من الحرارة الناجمة في التسخين أو توليد الكهرباء‪ .‬ويحرق حالي اً أكثر من ‪ 130‬مليون‬
‫طن من الفض الت في الع ام في ‪ 600‬وح دة في الع الم‪ .‬إن ح رق الفض الت م ع التخلص من الغ ازات الملوث ة‬
‫تقان ة مجرب ة وموثوق ة‪ ،‬ولكنه ا أك ثر كلف ة من ملء األراض ي واس ترجاع غ از الميث ان‪ .‬وم ع ذل ك فق د تص بح‬
‫الطريق ة المفض لة م ع ارتف اع أس عار الطاق ة‪ .‬وبمعون ة آلي ة التقان ة النظيف ة من بروتوك ول كيوت و‪ ،‬والتنفي ذ‬
‫المش ترك من المتوق ع بتط بيق اس ترجاع غ از الميث ان في الع الم أن ينخفض إص داره ع ام ‪ 2030‬ب أكثر من‬

‫‪-90-‬‬
‫‪ 1000‬ميغ ا طن مك افئ ‪( CO2‬أو ‪ %70‬من اإلص دارات المق درة)‪ .‬ويمكن تحقي ق ذل ك بكلف ة منخفض ة أو‬
‫بدون كلفة‪ .‬وفي كثير من الدول تحول الفضالت العضوية إلى سماد يستخدم في الزراعة‪.‬‬

‫‪-91-‬‬
‫الجزء السابع‬

‫خالصة‬

‫«يجب أن ال ننتظر حدوث (هر مجدون) لنرى تأثير تغير المناخ علينا‪ ،‬فهذا التقرير يظهر أنه يحدث اآلن‬
‫بالنسبة للمزارعين الفقراء في أفريقيا‪ .‬إنه لظلم مضاعف أن أولئك األقل مسؤولية عن تغير المناخ‪ ،‬يتحملون‬
‫العبء األك بر لنتائج ه‪ .‬ونحن في الغ رب ال ذين نتغ ذى على وجب ة دس مة من الكرب ون‪ ،‬علين ا أن نص حح ه ذا‬
‫الخطأ قبل أن ينعكس التقدم الهش الذي أحرزته أفريقيا في التنمية»‪.‬‬
‫بونو‬
‫فنان وناشط ضد الفقر‬

‫‪ -1‬تغير المناخ العالمي وتأثيره على الطاقة‪:‬‬


‫يت بين لن ا مم ا تق دم أن لتغ ير المن اخ ت أثيراً كب يراً على خي ارات الطاق ة في المس تقبل‪ .‬وله ذا الس بب إض افة إلى‬
‫أسباب اقتصادية وبيئية أخرى‪ ،‬هناك تحول من استخدام الوقود األحفوري إلى أنواع أخرى من الطاقة‪ .‬ومن‬
‫الفحم الحجري والنفط إلى الغاز الطبيعي‪ .‬لكن ارتفاع سعر الغاز الطبيعي ونقص إمداداته‪ ،‬تجعل من خيار‬
‫التوس ع في اس تخدام الطاق ة النووي ة لتولي د الكهرب اء ممكن اً لبعض ال دول المتقدم ة أو ال دول النامي ة الكب يرة‪،‬‬
‫خاصة في حال توفر التقانة ورأس المال‪ .‬غير أن استخدام هذه الطاقة تعترضه مشاكل سياسية واقتصادية‬
‫وبيئية‪ .‬فبالنس بة للدول النامية هناك مشكلة توفر رأس الم ال والتقانة وضمان عدم انتشار األسلحة النووية‪.‬‬
‫وبالنسبة للدول المتقدمة هناك المعارضة البيئية القوية‪ .‬وهناك دول مثل الصين والهند والبرازيل ال توجد فيها‬
‫هذه العقبات‪ ،‬إضافة إلى استيرادها لكميات متزايدة من النفط مما يجعل من الطاقة النووية بالنسبة لها خياراً‬
‫قوياً‪ .‬أما الخيار اآلخر فهو اعتماد الطاقات المتجددة‪ .‬ومن ضمن هذه الطاقات وأرخصها الطاقة المائية التي‬
‫استخدمت على نطاق واسع في توليد الكهرباء ولذا ال يوجد مجال كبير للتوسع فيها مستقبالً‪ .‬ويبين الجدول‬
‫(‪ )6‬أسعار توليد الكهرباء من الطاقات المختلفة‪ .‬ومنه نتبين أن الطاقة الكهرومائية هي األرخص حالي اً حيث‬
‫تبلغ الكلفة بمعدل ‪ 5-2‬سنت‪ /‬كيلو وات ساعي‪ .‬وتأتي بعدها الطاقة النووية ثم الطاقة األحفورية‪ ،‬على ال رغم‬
‫من أن هذه األرقام وضعت قبل الزيادة الكبيرة التي طرأت على أسعار النفط في اآلونة األخيرة‪ .‬أما سعر‬
‫الطاق ة من الري اح فهي األخفض من أس عار الطاق ة المتج ددة وهي قريب ة ج داً من أس عار الطاق ة األحفوري ة‪.‬‬
‫وه ذا يفسر س بب االهتم ام الكب ير في اس تغالل م ا يمكن اس تغالله منه ا في الوقت الحاضر وفي العقود القليلة‬
‫القادم ة‪ ،‬حيث يتوقع أن تس اهم ه ذه الطاق ة في تولي د ‪ %20‬من الكهرب اء في بعض ال دول المتقدم ة‪ .‬أم ا س عر‬
‫الطاق ة من الطاق ات المتج ددة األخ رى فهي أعلى من الطاق ة األحفوري ة‪ ،‬ولكن ليس بف ارق كب ير‪ .‬وإ ذا أخ ذنا‬
‫زيادة سعر برميل النفط األخيرة‪ ،‬والمبالغ الطائلة التي تصرف على البحث والتطوير‪ ،‬والقلق الكبير الناجم‬

‫‪-92-‬‬
‫عن تغ ير المن اخ‪ ،‬فلن ا أن نأم ل ب أن ه ذه الطاق ات وعلى األخص خالي ا الوق ود والطاق ة الشمس ية النظيف تين‬
‫ستتوفران بأسعار منافسة خالل العقدين القادمين‪.‬‬

‫‪ -2‬تغير المناخ العالمي وتأثيره على الطاقة في الدول المتقدمة‪:‬‬


‫من المع روف أن ال دول المتقدم ة تس تهلك من الطاق ة مق داراً أك بر بكث ير بالنس بة للف رد من ال دول النامي ة كم ا‬
‫يظهر من الشكل (‪ .)47()24‬وبالتالي فهذه الدول هي المصدر الرئيس لغازات الدفيئة‪ ،‬والمسبب األكبر لظاهرة‬
‫االحتباس الحراري وتغير المناخ‪ .‬ولذا فهي تتحمل المسؤولية الرئيسة في معالجة هذه الظاهرة ونتائجه ا‪ ،‬ليس‬
‫بالنس بة ل دولها فق ط‪ ،‬وإ نم ا بالنس بة للع الم كك ل‪ .‬وق د اع ترفت ه ذه ال دول بمس ؤوليتها عن ذل ك‪ ،‬وخاص ة عن‬
‫طري ق التعه دات ال تي قطعته ا على نفس ها ووافقت عليه ا في بروتوك ول كيوت و باس تثناء الوالي ات المتح دة‬
‫األمريكية‪ .‬يتضمن هذا البروتوكول تعهداً بخفض اإلصدارات من غازات الدفيئة إلى أقل مما كانت عليه عام‬
‫‪ 1990‬وذلك بحدود عام ‪ .2015‬وعلى الرغم من الجهود التي بذلت في بعض هذه الدول لتخفيف إصداراتها‬
‫وعلى األخص في ألماني ا والياب ان وال دول االس كندنافية والمملك ة المتح دة‪ ،‬إال أنه ا ال ت زال بعي دة عن الوف اء‬
‫بتعهداتها التي قطعتها على نفسها في بروتوكول كيوتو‪ .‬ولهذا السبب عقد مؤتمر بالي عام ‪ 2007‬لمراجعة‬
‫ما تم إنجازه في هذا المجال‪ ،‬وللبحث في تفعيل االتفاقية وأخذ موافقة دول أخرى عليها‪ .‬وبالفعل فقد اعترفت‬
‫الواليات المتحدة بموضوع التغير المناخي إال أنها لم توقع على االتفاقية‪ ،‬أما استراليا فقد صادقت عليها‪.‬‬
‫لق د نجحت ال دول المتقدم ة بص ورة عام ة في تحس ين كف اءة اإلنت اج بالنس بة لوح دة من الطاق ة‪ .‬وله ذا م ردود‬
‫إيجابي بالنسبة لتغير المناخ‪ ،‬على الرغم من أن الدافع األساس لذلك قد يكون اقتصادياً‪ ،‬ويتمثل في التخفيف‬
‫من االعتم اد على النف ط المس تورد‪ .‬وق د زاد بعض ه ذه ال دول وعلى األخص المملك ة المتح دة واالتح اد‬
‫األوروبي من التحوي ل من الفحم الحج ري إلى الغ از الط بيعي اآلتي من بح ر الش مال أو من خط وط أن ابيب‬
‫الغ از من روس يا أو من اس تيرادها ل ه من دول مص درة ك الجزائر وقط ر‪ .‬وق د أدى ه ذا إلى تحس ين البيئ ة‬
‫والتخفيف من التلوث بشكل عام‪ .‬كما كان له تأثير إيجابي على إصدار غازات الدفيئة‪.‬‬
‫ونتيجة الرتفاع أسعار النفط والطاقة بشكل عام وللضغوط بشأن التغير المناخي‪ ،‬فقد انخرط عدد متزايد من‬
‫الدول المتقدمة‪ ،‬وعلى رأسها الواليات المتحدة وبريطانيا في مراجعة سياساتها السابقة بشأن توليد الكهرباء‬
‫من الطاق ة النووي ة‪ .‬وتن وي ه ذه ال دول زي ادة اعتماده ا على الطاق ة النووي ة في تولي د الكهرب اء من حص تها‬
‫الحالية التي هي بحدود ‪ %20‬إلى أعلى من ذلك‪ ،‬علم اً أنها اآلن في بعض الدول المتقدمة مثل فرنسا بحدود‬
‫‪ %80‬وفي بلجيكا بحدود ‪ .%65‬وتقوم هذه الدول بتطوير تقانات جديدة الستخدام الطاقة النووية‪ ،‬مثل تطوير‬
‫المفاعالت الولودة السريعة‪ ،‬أو تطويع طاقة االندماج النووي‪ ،‬التي ال تزال مصدر اهتمام وتطوير من عدد‬
‫من ه ذه ال دول‪ .‬لكن يجب ع دم االس تخفاف بالمخ اطر ال تي تس ببها ه ذه الطاق ة‪ ،‬مث ل ح وادث المف اعالت أو‬
‫انتشار األسلحة النووية‪ ،‬وتأمين طريقة آمنة للتخلص من النفايات المشعة‪ .‬ولذا فقد ال يكون هذا الخيار متاح اً‬
‫في بعض ال دول المتقدم ة‪ ،‬كألماني ا أو ال دول االس كندنافية حيث توج د معارض ة ش عبية وسياس ية قوي ة له ذه‬
‫الطاقة‪.‬‬

‫‪-93-‬‬
‫لق د ب دأ الوق ود الحي وي في اآلون ة األخ يرة يحت ل أهمي ة متزاي دة في العدي د من ال دول المتقدم ة والنامي ة‪ ،‬ال تي‬
‫تمتلك إمكانات زراعية كبيرة‪ ،‬كالواليات المتحدة واالتحاد األوروبي والبرازيل‪ .‬وقد تشجعت هذه الدول على‬
‫اس تخدام ه ذه الطاق ة ليس من أج ل التخفي ف من تغ ير المن اخ‪ ،‬وإ نم ا بش كل أس اس الرتف اع أس عار النف ط في‬
‫األسواق العالمية‪ ،‬والتي بلغت أحياناً بحدود ‪ 120‬دوالر ‪ /‬البرميل‪ ،‬مما يجعل من الوقود الحيوي منافس اً قوي اً‬
‫في أس واق الطاق ة‪ ،‬وخاص ة إلمكاني ة اس تخدامه كب ديل أو متمم للغ ازولين في وس ائط النق ل‪ .‬وعلى حين ي وفر‬
‫بعض أنواع الطاقة بدائل للنفط أو الفحم الحجري في توليد الكهرباء‪ ،‬فإن بدائل النفط بالنسبة لوقود السيارات‬
‫قليل ة‪ .‬وق د اس تخدم الوق ود الحي وي المس تخرج من قص ب الس كر في البرازي ل كمتمم للغ ازولين من ذ عق د‬
‫السبعينات في القرن الماضي‪ .‬وبسبب انخفاض نسبة الكربون إلى الهيدروجين في الوقود الحيوي فإنه يولد‬
‫كمي ات أق ل من غ ازات الدفيئ ة‪ .‬لكن عملي ات التخم ر بح د ذاته ا تول د غ از الميث ان‪ ،‬ال ذي يعت بر أح د غ ازات‬
‫الدفيئة القوية‪ .‬ولذا فهناك شك في أن يقوم هذا النوع الجديد من الوقود في التخفيف من غازات الدفيئة بشكل‬
‫ملموس‪ .‬وإ ضافة لذلك فقد تسببت موجات الجفاف‪ ،‬والفيضانات الناجمة عن تغير المناخ‪ ،‬التي ضريت أكثر‬
‫مناطق الع الم في السنوات األخيرة في ارتف اع أسعار المواد الغذائية بشكل كب ير‪ .‬وقد تسبب ه ذا في حدوث‬
‫اضطرابات سياس ية واجتماعي ة في معظم ال دول‪ ،‬بم ا فيه ا ال دول المتقدم ة نفس ها‪ .‬وق د أث ار ه ذا قل ق المجتم ع‬
‫ال دولي من أن إنت اج الوق ود الحي وي ق د يك ون على حس اب ت وفر الغ ذاء بس عر رخيص‪ ،‬حيث يقل ل من‬
‫المساحات المزروعة لذلك‪ ،‬كما أنه يزيد من استهالك المياه النادرة‪ ،‬ويقلل من االحتياطي االستراتيجي من‬
‫المحاصيل األساسية‪ .‬غير أن هناك بحوث اً تجرى إلنتاج الوقود الحيوي من الفضالت‪ ،‬ومن األخشاب‪ ،‬بدالً‬
‫من المحاصيل الزراعية مما ال يتعارض مع زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية األساسية‪.‬‬
‫وتولي الدول اهتمام اً كبيراً للبحوث العلمية لتطوير الطاقات المتجددة‪ .‬وربما لم يعد هناك مجال لتوليد كمية‬
‫أكبر من الطاقة الكهرومائية‪ .‬أما طاقة الرياح فهي تشهد انتعاشاً قوياً مما قد يرفع من حصتها لتوليد الكهرباء‬
‫في العدي د من ال دول المتقدم ة إلى ‪ %20‬تقريب اً‪ .‬وتبقى الطاق ة الشمس ية أهم الطاق ات المتج ددة ال تي على‬
‫اإلنسان أن ينجح في تطويعها‪ .‬وهناك ازدياد كبير في الدول النامية والمتقدمة على السواء في استغالل هذه‬
‫الطاقة في تسخين المياه‪ ،‬وال تي قد تس تهلك في بعض الدول ‪ %10‬من الطاقة الكلي ة المس تهلكة‪ .‬كم ا أن هذه‬
‫الطاق ة أص بحت متاح ة وخاص ة في المن اطق البعي دة والمعزول ة عن الش بكة الكهربائي ة كم ا في الج زر أو‬
‫أرياف الدول النامية‪ .‬وتولي بعض المناطق التي تشدد على تخفيف التلوث مثل والية كاليفورنيا اهتماما كبيراً‬
‫لالستفادة من هذه الطاقة بشقيها الكهروفلطائي والحراري‪ .‬على أن أكبر مشكلة تواجه هذه الطاقة هي مسألة‬
‫تخزينها ونقلها‪ .‬ويمكن عن طريق تحويل هذه الطاقة إلى غاز الهيدروجين حل هذه المشكلة‪ ،‬ولذا فإننا نشهد‬
‫اهتمام اً كب يراً في طاق ة الهي دروجين ال تي دعيت (طاق ة المس تقبل)‪ .‬لق د أص بحت تقان ة خالي ا الوق ود ال تي‬
‫اس تخدمت في س فن الفض اء في الس تينات متاح ة واقتص ادية في بعض المن اطق ال تي تش دد على تخفي ف‬
‫اإلصدارات الستخدامها في وسائط النقل‪ .‬ولكن يبقى هناك مجال للبحث والتطوير حتى تأخذ هذه الطاقة الق در‬
‫المستحق لها في ميزانية الطاقة‪.‬‬

‫‪-94-‬‬
‫‪ -3‬تغير المناخ العالمي وتأثيره على الطاقة في الدول النامية‪:‬‬
‫تضم مجموعة الدول النامية عدداً من الدول التي تتفاوت في حجمها ومستوى المعيشة فيها ونموها االقتصادي‬
‫وأنماط استهالك الطاقة فيها‪ .‬فبالنسبة لبعض الدول الكبيرة مثل الصين والهند والبرازيل التي تضم حوالي‬
‫نص ف س كان الع الم فإنه ا تنم و بنس بة مرتفع ة ق د تص ل في حال ة الص ين إلى ‪ %10‬خالل العق دين الماض يين‪.‬‬
‫تعتمد هذه الدول على الوقود المتوفر لديها وهو بالنسبة للصين والهند الفحم الحجري وبعض النفط في توليد‬
‫الطاق ة‪ .‬ول ذا ف إن مس توردات ه ذه ال دول من النف ط ت زداد بش كل مط رد‪ ،‬وق د تص ل في حال ة الص ين إلى ‪10‬‬
‫مليون برميل ‪ /‬اليوم لتتجاوز بذلك الواليات المتحدة كأكبر مستورد للنفط‪ .‬وربما يفسر هذا النمو في الطلب‬
‫على النف ط االرتف اع الكب ير في أس عاره في الس نوات القليل ة األخ يرة‪ .‬وق د تس بب اس تخدام الفحم الحج ري في‬
‫تولي د الكهرب اء إلى اس تفحال مش اكل التل وث البي ئي‪ ،‬إض افة إلى زي ادة إص دارات غ ازات الدفيئ ة بش كل كب ير‪.‬‬
‫ول ذا فل دى ه ذه ال دول ب رامج طموح ة خالل العق ود القادم ة لت أمين حاجته ا المتزاي دة من الكهرب اء من الطاق ة‬
‫النووية‪ .‬وفي حالة البرازيل فهي تعتمد على الوقود الحيوي بشكل كبير لتعويض ما تحتاجه من وقود لوسائط‬
‫النقل‪.‬‬
‫وبالنسبة لمجموعة الدول النامية األخرى فإنها تعتمد على النفط والفحم الحجري واألخشاب كمصادر للطاقة‬
‫بشكل كبير‪ .‬وال تتوفر لهذه الدول التقانة الالزمة‪ ،‬ورؤوس األموال الكبيرة التي تمكنها من استغالل الطاقة‬
‫النووية في توليد الكهرباء‪ .‬لقد اعتمد عدد منها على توليد الكهرباء من الطاقة المائية‪ ،‬لكن هذه الطاقة لم تعد‬
‫تل بي الحاج ة في المس تقبل‪ .‬ول ذا فهن اك حاج ة ل دعم ه ذه ال دول عن طري ق تحس ين كف اءة الطاق ة‪ ،‬وترش يد‬
‫االس تهالك‪ ،‬واس تخدام التقان ات الحديث ة في الطاق ات المتج ددة‪ ،‬وعلى األخص طاق ة الري اح والطاق ة الشمس ية‬
‫وطاق ة الفض الت والكتل ة الحيوي ة‪ .‬والب د من مس اعدة ال دول المتقدم ة في ه ذا المج ال على ذل ك‪ ،‬ونق ل التقان ة‬
‫الالزمة وبناء القدرات وتوفير رؤوس األموال‪.‬‬
‫وتع اني ال دول النامي ة من مش كلة أخ رى وهي قط ع الغاب ات لالس تفادة من األخش اب في التدفئ ة أو الطهي أو‬
‫الس تخدام األراض ي في ال رعي أو لزراع ة المحاص يل‪ .‬وي ؤدي ه ذا إلى خفض امتص اص غ از ثن ائي أكس يد‬
‫الكرب ون‪ ،‬وبالت الي زي ادة ترك يزه في الغالف الج وي‪ ،‬مم ا يس اهم في زي ادة االحتب اس الح راري‪ .‬ول ذا فمن‬
‫الضروري إيقاف هذه العملية بتأمين البدائل الالزمة من الطاقة‪ ،‬وإ عادة زراعة األراضي بالغابات‪ ،‬وإ دارتها‬
‫بشكل مستدام‪.‬‬

‫‪ -4‬تغير المناخ بالنسبة للمنطقة وسورية‪:‬‬


‫‪ 4-1‬دراسات تغير المناخ في سورية‪:‬‬
‫أجريت (الدراسة القطرية لتغيرات المناخ) عام ‪ 1998‬من قبل مركز األبحاث العلمية والبيئية التابع لوزارة‬
‫البيئ ة واإلدارة المحلي ة‪ ،‬بالتع اون م ع ع دد من الجه ات المعني ة في س ورية‪ ،‬ووكال ة التع اون الف ني األلم اني (‬
‫‪ .)GTZ‬تض منت الدراس ة معلوم ات عن االقتص اد الس وري من حيث ع دد الس كان والن اتج المحلي اإلجم الي‬
‫(‪)48‬‬
‫واإلصدارات من غازات الدفيئة لعامي ‪ 1990‬و‪.1994‬‬
‫‪-95-‬‬
‫في البن د األول من الدراس ة بش أن إص دار غ ازات الدفيئ ة ع امي ‪ 1990‬و‪ 1994‬فق د ش ملت الدراس ة غ ازات‬
‫‪ CO2‬و ‪ CH4‬و ‪ ،N2O‬وأشار التقرير إلى أنها حسبت وفق منهجية ‪ ،IPCC‬لكن تلك المنهجية لم توضح في‬
‫التقرير‪.‬‬
‫وفي البند الث اني حول تطور اإلصدارات من غازات الدفيئة والسيناريو األساسي‪ ،‬قدر المؤلفون الزي ادة في‬
‫استهالك سورية من النفط والغاز لألعوام ‪ 2000‬و ‪ 2005‬و‪ 2010‬بحسب نسب معينة مفترضة لنمو الناتج‬
‫المحلي اإلجم الي‪ ،‬ومن ثم أج ريت حس ابات بس يطة لتقدير اإلص دارات من غ ازات الدفيئ ة‪ .‬وقد وزعت ه ذه‬
‫اإلصدارات على قطاع توليد الكهرباء والصناعة والمواصالت والسكن والزراعة‪ .‬ويقصد بالزراعة هنا ما‬
‫تستهلكه من طاقة من النفط أو الغاز وما ينجم عن ذلك من إصدارات‪ .‬وبالتالي لم يتم حساب اإلصدارات من‬
‫الزراعة والتغير في استخدام األراضي والمصارف لهذه الغازات‪.‬‬
‫وفي البن د الث الث اس تعرض التقري ر الخي ارات التكنولوجي ة للتخفي ف من اإلص دارات في س ورية عن طري ق‬
‫ترش يد اس تهالك الطاق ة‪ ،‬وتقلي ل الفاق د من الش بكة‪ ،‬واس تخدام الغ از ب دالً من زيت الوق ود في تولي د الكهرب اء‪،‬‬
‫واستخدام الدارة المركبة بدال من البسيطة‪ ،‬وإ عادة تأهيل محطات توليد الكهرباء‪ ،‬وتحسين مردود المحركات‬
‫الكهربائي ة‪ .‬كم ا اس تعرض مح اوالت اس تخدام الطاق ات المتج ددة مث ل طاق ة الري اح والطاق ة الشمس ية وطاق ة‬
‫الفضالت‪ ،‬وتخفيف اإلصدارات من وسائط النقل باستخدام النقل الجماعي‪ ،‬وتجديد وسائط النقل القديمة‪ .‬وفي‬
‫مج ال الزراع ة التس ميد باألس مدة العض وية‪ ،‬واالس تفادة من الفض الت الزراعي ة‪ ،‬وإ قام ة المحمي ات البيئي ة‬
‫والغاب ات‪ .‬كم ا اس تعرض أيض ا الخي ارات غ ير التكنولوجي ة لمعالج ة آث ار التغ ير المن اخي‪ ،‬ومنه ا التش ريعات‬
‫والنظام الضريبي ونشر التوعية وتشجيع البحث العلمي والتعاون الدولي في نقل التكنولوجيا‪.‬‬
‫على أن هذه الدراس ة لم تستخدم المنهجي ة العلمي ة الموض حة في دلي ل حس اب إص دارات غازات الدفيئ ة للعام‬
‫‪ 1996‬الذي وضعه برنامج تسجيل وحساب إصدارات غازات الدفيئة ‪ NGGIP‬التابع لـ ‪ .IPCC‬كما أنها لم‬
‫تستعمل عوامل اإلصدار المتوفرة في قاعدة البيانات التابعة لها‪ .‬وقد اقتصرت الحسابات على قطاع الطاقة‬
‫والنق ل فق ط‪ ،‬ولم تبين اإلص دارات أو المص ارف أو التخزين لغ ازات الدفيئ ة من الص ناعة والفض الت‪ ،‬وعلى‬
‫األخص من الزراعة‪ ،‬واستخدام األراضي الزراعية‪ .‬وأخيراً فقد اعتمد التقرير في حساب اإلصدارات على‬
‫كميات الوقود المستخدمة اإلجمالية في سورية من بيانات قديمة تعود إلى عامي ‪ 1990‬و ‪.1994‬‬
‫وتش ير ه ذه الدراس ة إلى ع دم ت وفر الق درات في س ورية ح تى اآلن على إع داد البالغ الوط ني األول أس وة‬
‫بالدول األخرى بالشكل الذي يقبله مؤتمر األطراف ‪ .COP‬كما أنه لم تكن هناك مؤسسة تبنت هذا العمل ثم‬
‫صححت أخطاءه واستمرت فيه‪ .‬وإ نما كان هناك فريق عمل أجرى الدراسة لفترة محدودة‪ ،‬ثم سلم التقرير‬
‫وانتهت مهمته‪ .‬ومن هنا تتبين ضرورة إنشاء فريق عمل بمهمة دائمة ومستمرة يعمل ضمن مؤسسة إلنجاز‬
‫هذه المهام‪.‬‬
‫كما حدد مشروع تقييم بناء القدرات الوطنية لتطبيق االتفاقيات البيئة الدولية حول التنوع الحيوي ومكافحة‬
‫التص حر وتغ ير المن اخ معوق ات تنفي ذ اتفاقي ة المن اخ في س ورية(‪ ،)49‬ومنه ا نقص المش اريع البيئي ة‪ ،‬وقل ة‬
‫اإلمكان ات المخصص ة له ا‪ ،‬وغي اب التنس يق‪ ،‬وع دم ت وفر قواع د البيان ات‪ ،‬وض عف ال وعي البي ئي‪ .‬واق ترح‬

‫‪-96-‬‬
‫المشروع الحلول الالزمة لتالفي هذا الوضع‪ .‬ومنها البدء بحساب اإلصدارات من غازات الدفيئة وتسجيلها‬
‫عن طري ق إع داد البالغ الوط ني األول‪ .‬لق د ب دأ العم ل به ذا البالغ ه ذا الع ام بتموي ل من ‪ GEF‬و ‪UNDP‬‬
‫ومن المتوقع أن ينتهي العمل به مع نهاية عام ‪ .2009‬كما أن هناك ضرورة لرصد المتغيرات المناخية في‬
‫س ورية‪ ،‬وإ نش اء ش بكة رص د‪ ،‬وقاع دة بيان ات خاص ة به ا‪ ،‬ثم محاول ة الرب ط بين ه ذه المتغ يرات وبين‬
‫اإلصدارات من غازات الدفيئة‪ ،‬والتدريب على إنشاء السيناريوهات المختلفة التي تبين تأثير تغير المناخ على‬
‫المستوى المحلي واإلقليمي‪ .‬وهناك أيضا التعرض لتغير المناخ والتكيف معه وكذلك إجراءات التخفيف من‬
‫اإلصدارات وتقاناته‪ ،‬وربط تغير المناخ بالقضايا البيئية األخرى‪ ،‬مثل التصحر والتنوع الحيوي‪.‬‬
‫وق امت المديري ة العام ة لألرص اد الجوي ة في س ورية وهي الجه ة المعني ة برص د الطقس والمن اخ ودراس ته‪،‬‬
‫بتق ديم المعلوم ات والنش رات المتعلق ة بتغ ير المن اخ‪ .‬وأق امت األرص اد الجوي ة قاع دة بيان ات مناخي ة مناس بة‪،‬‬
‫وش اركت في معظم الدراس ات ال تي تمت عن الطقس والمن اخ‪ .‬كم ا ش اركت في إنج از دراس ة آث ار التغ ير‬
‫المن اخي على الس احل الس وري ض من مش روع (تغ ير المن اخ والبح ر األبيض المتوس ط) بتموي ل من برن امج‬
‫األمم المتحدة للبيئة ‪ UNEP‬عام ‪ ،1992‬وأصدرت األطلس المناخي لسورية‪ ،‬كما أصدرت المرجع المناخي‬
‫الزراعي في الفترة ذاتها‪ .‬وأصدرت المديرية أطلس الرياح السوري بالتعاون مع الشركة السورية للشبكات‪،‬‬
‫كما أنها أنجزت أطلس اإلشعاع الشمسي لسورية بالتعاون مع مركز الدراسات والبحوث العلمية عام ‪.2000‬‬
‫‪ 4-2‬ارتفاع درجة الحرارة‬
‫لقد ذكر معظم سيناريوهات تغير المناخ‪ ،‬أن المناخ بالنسبة لدول حوض البحر األبيض المتوسط سيميل إلى‬
‫االرتف اع في درج ة الح رارة‪ .‬ويختل ف مق دار ه ذا االرتف اع بحس ب الس يناريوهات المختلف ة ولكن ه ي تراوح بين‬
‫‪ 5-1‬م‪ ‬بالنسبة للقرن الحادي والعشرين‪ .‬ويكون هذا االرتفاع أكبر في فصل الشتاء من فصل الصيف‪.‬‬
‫كما يالحظ تغير في فصل هطول األمطار‪ ،‬حيث أصبحت فترة الهطول تمتد لفترة أطول مما سبق في فصل‬
‫الربيع‪ .‬كما أن الربيع بدأ يأتي مبكراً‪ .‬إن ارتفاع درجة الحرارة كما سبق أن مر معنا‪ ،‬يؤدي إلى التأثير على‬
‫ص حة الس كان وحي اتهم‪ ،‬و يس بب اختف اء بعض األن واع الحي ة الحيواني ة والنباتي ة‪ .‬كم ا أن ه ي ؤثر على عملي ة‬
‫التكييف صيفاً‪ ،‬وإ ن كان يقلل من تكاليف التدفئة شتاء‪ .‬مما يستلزم توليد كميات أكبر من الطاقة الكهربائية‪،‬‬
‫وزيادة الطلب على التكييف صيفاً‪.‬‬
‫‪ 4-3‬الهطول والجفاف‬
‫يترافق ارتفاع درجة الحرارة في المنطقة بشكل عام مع زيادة الجفاف وقلة الهطول‪ .‬ويؤثر هذا على توفر‬
‫المياه للشرب والزراعة‪ ،‬خاصة في هذه المناطق الجافة أو شبه الجافة من العالم‪ ،‬التي تعاني اآلن من نقص‬
‫ش ديد في إم دادات المي اه‪ .‬وق د ي ؤدي ه ذا إلى الص راع بين ال دول المتج اورة على حق وق المي اه وكمياته ا‪،‬‬
‫وخاص ة ال دول ال تي تش ترك في ح وض نه ر واح د‪ .‬وهن اك حاج ة لترش يد اس تهالك المي اه في الزراع ة عن‬
‫طري ق اس تخدام ال رش أو التنقي ط ب دل الغم ر‪ ،‬وف رض س عر على المي اه المس تخدمة ليس للش رب فق ط وإ نم ا‬
‫للزراعة والصناعة واالستخدامات األخرى‪ .‬كما يجيب عدم زراعة المحاصيل التي تعتمد على المياه بشكل‬
‫كب ير‪ ،‬واس تنباط س الالت نباتي ة وحيواني ة أش د مقاوم ة للجف اف‪ .‬كم ا أن ه من الض روري مكافح ة تل وث المي اه‬

‫‪-97-‬‬
‫بكافة أشكاله الزراعي والصناعي والمنزلي‪ ،‬ومعالجة المياه المنصرفة من محطات الصرف الصحي أو من‬
‫الزراع ة والص ناعة‪ ،‬واس تخدامها م رة أخ رى وخاص ة في الزراع ة‪ .‬وربم ا ك انت هن اك حاج ة كب يرة للب دء‬
‫بمش اريع كب يرة لتحلي ة مي اه البح ر لتع ويض اإلم دادات بالمي اه في بعض ه ذه ال دول‪ ،‬خاص ة باس تخدام تقان ة‬
‫التناضح العكسي األقل استهالكا للطاقة‪ ،‬واألقل إصداراً لغازات الدفيئة‪ .‬وربما أصبح ذلك متاح اً في المستقبل‬
‫باس تخدام الطاق ة النووي ة‪ ،‬أو الطاق ات المتج ددة‪ ،‬وعلى األخص الطاق ة الشمس ية‪ .‬ومن الض روري االس تمرار‬
‫بسياس ة تخ زين المي اه بالمحافظ ة على م وارد المي اه الجوفي ة‪ ،‬وإ ع ادة حقن اآلب ار أو تجدي دها‪ ،‬وك ذلك بن اء‬
‫الخزانات والسدود السطحية‪.‬‬
‫‪ 4-4‬موجات الحر‬
‫يترافق تغ ير المناخ هذا مع تكرار ح دوث موجات من الحر الشديد صيفاً‪ .‬ويعد عقد التس عينات أحر عقد على‬
‫اإلطالق في القرن العشرين‪ ،‬كما يعد عام ‪ 1998‬أحر عام‪ ،‬وكذلك األعوام ‪ 2007‬و‪ 2008‬كما يبينه الشكل (‬
‫‪ .)2‬وي ؤدي ه ذا إلى م وت ع دد أك بر من الن اس بس بب موج ات الح ر‪ .‬كم ا أن ه يزي د من اإلره اق والتعب‬
‫واألمراض القلبية ويؤدي إلى زيادة الحشرات واحتمال حدوث األمراض‪.‬‬
‫‪ 4-5‬ارتفاع منسوب البحر‬
‫ي ؤدي ارتف اع منس وب البح ر الن اجم عن ارتف اع درج ة الح رارة وم ا يرافق ه من تم دد كتل ة الم اء في البح ار‬
‫والمحيط ات‪ ،‬وذوب ان الثل وج إلى غم ر بعض المن اطق الس احلية المنخفض ة بالمي اه‪ .‬وتك ون ه ذه المن اطق ع ادة‬
‫مكتظة بالسكان‪ ،‬كما تتركز فيها أنشطة بشرية هامة كالمدن والسهول الزراعية‪ ،‬وعلى األخص بالنسبة لدلتا النيل‬
‫في مصر‪ ،‬حيث تشهد من اآلن اقتحام البحر وتوسعه على حساب الدلتا‪ .‬ويعزى ذلك أيض اً إلى بناء السد العالي‬
‫الذي تسبب بعدم ترسب الطمي في مصب نهر النيل في البحر‪ .‬ويؤدي هذا أيضا إلى تملح التربة‪ ،‬وخروجها من‬
‫الزراعة‪.‬‬
‫‪ 4-6‬األمن الغذائي‪:‬‬
‫يزداد نمو السكان في المنطقة العربية وفي سورية بمعدالت عالية ال تزال هي األعلى في العالم‪ .‬فلقد بلغت‬
‫زيادة السكان في سوريا خالل عقود الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي بحدود ‪ % 3.6‬وقد‬
‫انخفضت بعد ذلك إلى حوالي ‪ .%2.5‬وال يزال معظم السكان في مرحلة اإلعالة ممن هم أدنى من سن ‪.18‬‬
‫ولذا فقد ظهرت مشكلة تأمين الغذاء الكافي لهم‪ ،‬وبأسعار مناسبة‪ .‬وقد أدت الهجرة من الريف إلى المدينة إلى‬
‫تدني االعتماد على الزراعة لصالح الخدمات والتجارة والمصالح الحكومية‪ .‬وقد تسبب هذا في زيادة الضغط‬
‫على الم وارد القليل ة لت أمين الس كن والنق ل والمراف ق األساس ية كالكهرب اء ومي اه الش رب والص رف الص حي‬
‫والفضالت وغيرها‪ .‬وتوسعت المدن في كثير من الحاالت لتقضم األراضي الزراعية الخصبة المحيطة بها‪.‬‬
‫ونمت مناطق المخالفات العشوائية لتشكل حزاماً يحيط بهذه المدن‪ ،‬يضيق بسكانه من الفقراء والمهاجرين من‬
‫الريف‪ .‬وأدى إهمال األرض والنزوح عنها‪ ،‬مع عوامل بيئية ومناخية أخرى إلى تدهور التربة‪ ،‬وخروجها‬
‫من ال دورة الزراعي ة‪ ،‬أو إلى تحويله ا إلى أراض هامش ية لزراع ة المحاص يل البعلي ة أو ل رعي الماش ية‪ .‬وق د‬
‫تسبب استخدام أراضي البادية الهشة بكثافة في زراعة المحاصيل إلى تدهورها‪ ،‬وزيادة رقعة التصحر فيها‪.‬‬

‫‪-98-‬‬
‫ومن أسباب التصحر األخرى‪ ،‬استخدام الري بالغمر في األراضي الزراعية المستصلحة‪ ،‬بدون تصريف جيد‬
‫لها‪ ،‬مما أدى إلى تملحها‪ .‬وهناك أيضاً مسألة حرق الغابات لزراعتها‪ ،‬أو البناء فيها‪ ،‬وقطع األشجار المثمرة‬
‫والحراجية في أكثر من منطقة‪.‬‬
‫وم ع ذل ك فق د ق امت الدول ة باتخ اذ إج راءات ع دة لتش جيع الزراع ة‪ ،‬وت أمين المحص ول االس تراتيجي من‬
‫المحاص يل الغذائي ة األساس ية‪ .‬وبالفع ل فق د ش هدت العق ود الماض ية تق دماً ملحوظ اً في ت أمين القمح والش عير‬
‫والفواكه والخضروات والمشتقات من الحيوانات كاللحوم واأللبان وغيرها‪ .‬كما شجعت الدولة االستثمار في‬
‫الزراعة‪ ،‬ودعمت أسعار بعض المحاصيل الرئيسة‪ ،‬وعوضت المزارعين في حاالت عدة عن األضرار التي‬
‫أصابتهم نتيجة الحوادث الطارئة أو الظروف الجوية‪ .‬وقامت الدولة بخطوات هامة في تطوير الريف‪ ،‬وتأمين‬
‫الخدمات الالزمة له كالطرق ووسائط النقل والمرافق من مياه الشرب والكهرباء والمدارس والمستشفيات‪ .‬وقد‬
‫ش جع ه ذا على تخفي ف الهج رة من الري ف إلى المدين ة‪ ،‬وربم ا في تش جيع الهج رة المعاكس ة بع د أن اكتظت‬
‫المدن بالسكان وأصبحت تعاني من مشاكل كثيرة‪.‬‬
‫إن تغ ير المن اخ اإلقليمي س يؤدي إلى ارتف اع درج ة الح رارة‪ .‬وسيتس بب ه ذا في نقص المحاص يل وارتف اع‬
‫الطلب عليها وزيادة أسعارها‪ .‬وتعتبر هذه المنطقة معرضة لتغير المناخ بشكل قوي بسبب اعتمادها على مياه‬
‫األمط ار في الزراع ة‪ ،‬وبس بب ض عف اإلمكان ات المادي ة والتقني ة والبش رية‪ .‬وس تتفاقم مش كلة التص حر بس بب‬
‫انخف اض الهط ول الس نوي‪ ،‬وال دفق الس طحي ورطوب ة الترب ة‪ .‬وس يجعل ه ذا المنطق ة أك ثر عرض ة الس تيراد‬
‫الغ ذاء من األس واق العالمي ة‪ .‬لكن تغ ير المن اخ الع المي س يزيد أيض اً من نقص المحاص يل الرئيس ة‪ ،‬ك القمح‬
‫والحب وب وال رز والس كر وغيره ا‪ .‬وس يؤدي ازدي اد الطلب عليه ا وارتف اع أس عار الطاق ة وزراع ة المحاص يل‬
‫الستخدامها كوقود حيوي إلى ارتفاع أسعارها‪.‬‬
‫‪ 4-8‬التنوع الحيوي‪:‬‬
‫لتغير المناخ تأثير ملحوظ على التنوع الحيوي بشقيه الحيواني والنباتي‪ .‬فارتفاع درجة الحرارة يؤدي على‬
‫تغ ير ف ترة اإلنض اج‪ ،‬وإ لى اختالف وض ع ال بيوض وفقس ها‪ .‬كم ا أن انتش ار التص حر والجف اف يقض ي على‬
‫أصناف عدة حيوانية ونباتية ويهددها باالنقراض‪ .‬ويسبب تلوث البيئة من تربة وماء وهواء‪ ،‬مرض العديد‬
‫من األنواع وموتها‪ .‬إن التغير الكبير الذي يطرأ على البيئة الطبيعية يؤثر سلباً على تكاثر األحياء‪ ،‬وبقائها‬
‫وسط ظروف معادية وصعبة‪ .‬وسيؤدي هذا كله إلى نتائج سلبية فيما يتعلق بمعيشة سكان الريف من حيث‬
‫الزراعة والرعي والسياحة والحفاظ على التنوع الحيوي‪.‬‬
‫وتبرز أهمية الدولة في المحافظة على البيئة المناسبة لألحياء من أجل تكاثرها ونموها بشكل صحيح‪ .‬وقد يتم‬
‫ذلك بإنش اء المحمي ات الطبيعي ة التي بدأت تنتشر في اآلون ة األخ يرة وحققت نجاح اً ملحوظ اً بجمي ع أنواعه ا‪،‬‬
‫ويجب المحافظ ة على األن واع الن ادرة عن طري ق تربيته ا‪ ،‬وت أمين البيئ ة المناس بة لتكاثره ا ونموه ا‪ .‬ومن‬
‫الض روري س ن التش ريعات المالئم ة لمن ع الص يد الج ائر‪ ،‬والتع دي على البيئ ة‪ ،‬وتطبيقه ا بك ل ح زم‪ .‬ويمكن‬
‫إنشاء بنوك للجينات والسالالت النادرة لحفظها واستخدامها عند الحاجة إليها‪ ،‬ومنعها من االنقراض‪.‬‬
‫‪ 4-9‬التنمية البشرية واالقتصادية‪:‬‬

‫‪-99-‬‬
‫سيكون لتغير المناخ تأثير كبير على التنمية االقتصادية والبشرية‪ .‬وسيؤثر التوسع الجغرافي لحوامل األوبئة‬
‫سلباً على الصحة العامة‪ .‬كما ستزداد الوفيات بسبب التعرض لموجات الحر الشديدة‪ ،‬وخاصة بالنسبة لكبار‬
‫السن والمرضى والفقراء الذين ال يملكون المكيفات الالزمة‪ .‬ويؤدي ترافق موجات الحر الشديدة مع زيادة‬
‫الرطوبة وارتفاع تلوث الهواء وخاصة في المدن إلى زيادة الوفيات واألمراض‪ .‬وسيؤدي التصحر إلى نزوح‬
‫أعداد كبيرة من السكان من الريف إلى المدينة‪ .‬وقد يتسبب هذا في خفض اإلنتاج الزراعي‪ ،‬وتراجع السياحة‪،‬‬
‫والتأثير على النقل‪.‬‬
‫وهناك طرق مختلفة للتكيف مع كل من هذه التأثيرات مثل تقوية البنية التحتية للنظام الصحي‪ ،‬ووجود إدارة‬
‫بيئية موجهة صحياً‪ ،‬وتحسين نوعية الماء والهواء واألمن الغذائي‪ ،‬وتصميم البيوت‪ ،‬وإ دارة المياه السطحية‬
‫بشكل أفضل‪ ،‬وتأمين خدمات صحية مالئمة‪.‬‬
‫‪ 4-10‬التخفيف من إصدار غازات الدفيئة‪:‬‬
‫من الضروري بالنسبة لجميع الدول االلتزام باالتفاقات الدولية حول تغير المناخ‪ ،‬مثل االتفاقية اإلطارية لتغير‬
‫المناخ وبروتوكول كيوتو‪ .‬وتتضمن هذه االلتزامات التخفيف من إصدار غازات الدفيئة‪ ،‬وفي مقدمتها ثنائي‬
‫أكسيد الكربون وغاز الميثان وأكاسيد اآلزوت‪ .‬ولكن إصدار الدول النامية ومنها سورية من غازات الدفيئة‪،‬‬
‫ال ي زال أق ل بكث ير من ب اقي ال دول‪ .‬كم ا أن ق درات ه ذه ال دول على تنوي ع مص ادر الطاق ة‪ ،‬واس تخدام التقان ة‬
‫النظيفة‪ ،‬أقل من الدول المتقدمة‪.‬‬
‫تعتمد سورية حاليا على النفط كمصدر رئيس إن لم يكن وحيد للطاقة‪ .‬فهناك إضافة للنفط توليد الكهرباء من‬
‫بعض المص ادر الكهرومائي ة كس د الف رات‪ .‬ولكن إمكاني ة التوس ع في تولي د الكهرب اء من الطاق ة الكهرومائي ة‪،‬‬
‫أص بحت ض ئيلة ج داً‪ .‬كم ا أن زي ادة الس كان العالي ة‪ ،‬وارتف اع مس توى المعيش ة أدي ا إلى اس تنفاد حق ول النف ط‬
‫الحالي ة ال تي تراج ع فيه ا اإلنت اج إلى النص ف تقريب اً‪ .‬وأص بحت س ورية تعتم د على اس تيراد ج زء كب ير من‬
‫حاجتها من المشتقات النفطية‪ ،‬وخاصة المازوت وربما الغازولين من الخارج‪ ،‬بسبب عدم توفر قدرة التكرير‬
‫الالزمة‪ .‬إن هذا الوضع يؤدي إلى نشوء أزمة في الطاقة بسبب ارتفاع أسعار النفط عالمي اً‪ .‬كما أنه يتسبب‬
‫في مشاكل بيئية عديدة إضافة إلى زيادة اإلصدار من غازات الدفيئة‪.‬‬
‫إن من أهم إجراءات التخفيف التحويل من النفط إلى الغاز الطبيعي‪ .‬وقد حولت معظم محطات توليد الكهرباء‬
‫القديمة إلى الغاز الطبيعي من الحقول السورية‪ ،‬كما أن محطات الكهرباء الجديدة تعمل على الغاز الطبيعي‪.‬‬
‫ومن الممكن اس تخدام الغ از الط بيعي في وس ائط النق ل م ع توف ير االحتياط ات وإ ج راءات األمن والس المة‬
‫الالزم ة ل ذلك‪ .‬وس يؤدي ه ذا إلى تخفيض تل وث اله واء في الم دن بش كل كب ير‪ ،‬كم ا أن ه س يقلل من إص دار‬
‫غازات الدفيئة‪ ،‬ويوفر استيراد كميات أكبر من الغازولين من الخارج بأسعار مرتفعة‪.‬‬
‫لقد عملت سورية على استغالل مصادر المياه في بناء السدود السطحية وتوليد الطاقة‪ .‬ويقوم سد الفرات بتوليد‬
‫ح والي ‪ 800‬ميج ا وات من الكهرب اء‪ .‬ولكن إمكاني ة التوس ع في تولي د الكهرب اء من األنه ار أص بحت مح دودة‪.‬‬
‫وهناك دراسات عدة الستثمار غزارة المياه وسرعة اندفاعها وهي تتدفق من السالسل الجبلية على ساحل البحر‬

‫‪-100-‬‬
‫األبيض المتوسط في توليد القدرة الكهربائية‪ .‬غير أن هذا الموضوع تعترضه عقبات فنية ومادية وبيئية‪ ،‬ولذا فال‬
‫يزال موضع البحث والتطوير‪.‬‬
‫وهناك اهتمام باستغالل طاقة الرياح في توليد الكهرباء‪ .‬لقد استخدمت طاقة الرياح منذ القرن التاسع عشر في‬
‫منطق ة القلم ون‪ ،‬لت دوير ط واحين اله واء ال تي ك انت تس تخدم في ض خ المي اه الجوفي ة‪ .‬وق د أج ريت دراس ات‬
‫لوضع أطلس الرياح لكامل البلد‪ .‬وقد دلت الدراسات على جدوى االستفادة من هذه الطاقة في بعض المناطق‬
‫التي تزيد فيها سرعة الرياح عن ‪ 6‬م‪/‬ثا‪ ،‬وعلى األخص في المنطقة الوسطى‪ ،‬ومنطقة القنيطرة‪ .‬وقد ركبت‬
‫عنفتان تجريبيتان في منطقة القنيطرة لهذا الغرض‪ .‬لكن االستغالل التجاري لهذه الطاقة لم يبدأ بعد‪.‬‬
‫وتظل الطاقة الشمسية أهم الطاقات التي يجب تطويرها لتعويض النقص في طاقة الهيدروكربونات‪ ،‬ولتخفيف‬
‫اإلص دار من غ ازات الدفيئ ة‪ .‬إن المج ال األول الس تخدام الطاق ة الشمس ية ه و في تس خين المي اه‪ .‬وال ي زال‬
‫استخدام هذه الطاقة في بدايته في سورية‪ ،‬ولم ينتشر بالقدر الكافي‪ ،‬بالمقارنة مع الدول المجاورة‪ .‬وربما يعود‬
‫ذلك إلى تدني أسعار المحروقات والطاقة بشكل عام مقارنة بالسعر العالمي‪ ،‬أو بسعر الدول المجاورة‪ .‬كما‬
‫أن ثمن التجه يزات الالزم ة الس تعمال ه ذه الطاق ة‪ ،‬ربم ا ك ان أك بر من اس تطاعة ذوي ال دخل المح دود‪ ،‬على‬
‫الرغم من أنه أرخص على المدى الطويل‪ .‬وربما أدى ارتفاع سعر المازوت وكذلك سعر الكهرباء في الفترة‬
‫األخ يرة إلى زي ادة اإلقب ال على ه ذا االس تخدام‪ .‬وربم ا س اعدت الدول ة عن طري ق تموي ل ه ذه المس خنات‬
‫بقروض ميسرة‪ ،‬وكذلك إصدار التشريعات التي تؤكد على شيوع استخدامها في األبنية الجديدة‪ .‬أما استخدام‬
‫الطاقة في اإلنارة أو الطبخ أو توليد الكهرباء فمرتبط بتوفرها بأسعار منافسة للطاقة التقليدية‪ .‬ونظراً الرتفاع‬
‫سعر برميل النفط المستمر فربما أصبح هذا واقعاً في فترة قريبة قادمة‪.‬‬
‫مع ارتفاع سعر النفط وزيادة االعتماد على االستيراد من الخارج وتراجع اإلنتاج وبسبب زيادة االستهالك من‬
‫الطاقة الناجم عن زيادة السكان وارتفاع مستوى المعيشة فال بد من تأمين الطاقة الالزمة‪ .‬لقد كان هناك تفكير في‬
‫استخدام الطاقة النووية لتوليد الكهرباء في الثمانينات بتركيب عنفتين باستطاعة ‪ 200‬ميجا وات لكل منهما على‬
‫نه ر الف رات بمس اعدة االتح اد الس وفييتي س ابقاً‪ ،‬لكن وم ع اكتش اف النف ط والغ از في تل ك المرحل ة‪ ،‬فق د ص رف‬
‫النظ ر عن ذل ك‪ .‬لق د أص بح اس تغالل الطاق ة النووي ة أم راً ال غ نى عن ه للكث ير من ال دول من أج ل ت أمين حاجته ا‬
‫المتزاي دة من الطاق ة‪ .‬ولذا فمن حق هذه ال دول أن تعمل على تأمين احتياجاته ا من الطاق ة عن طريق االستخدام‬
‫السلمي المشروع دولياً للطاقة النووية‪.‬‬
‫ويبقى الحل األخير واألفضل ألزمة الطاقة والتخفيف من غازات الدفيئة يتمثل في ترشيد استهالكها‪ .‬ويتم هذا‬
‫عن طري ق التوعي ة الجماهيري ة‪ ،‬أو برف ع األس عار بش كل تص اعدي بحيث يح د من اس تهالكها لألغ راض‬
‫الكمالية أو تبذيرها‪ .‬كما يمكن التحويل إلى عمليات وتجهيزات أكثر كفاءة في استهالك الطاقة‪.‬‬

‫‪-101-‬‬
‫المصطلحات‬

‫االنكليزية‬ ‫العربية‬
‫‪A‬‬
‫‪Atmosphere‬‬ ‫الغالف الجوي‬
‫‪Aerosols‬‬ ‫المعلقات‬
‫‪Arbitrary Change Scenario‬‬ ‫سيناريو التغير االعتباطي للمناخ‬
‫‪Analogue Change Scenario‬‬ ‫سيناريو تغير مناخي مماثل‬
‫‪Activity data‬‬ ‫بيانات األنشطة‬
‫‪Adaptability‬‬ ‫التكيف‬
‫‪B‬‬
‫‪Berlin Mandate‬‬ ‫اتفاقية برلين‬
‫‪Biosphere‬‬ ‫الغالف الحيوي‬
‫‪Biomass‬‬ ‫الكتلة الحيوية‬
‫‪Biofuel‬‬ ‫الوقود البيولوجي‬
‫‪Beat‬‬ ‫فحم بيت‬
‫‪C‬‬
‫‪Climate‬‬ ‫المناخ‬
‫‪Climate Change‬‬ ‫التغير المناخي‬
‫‪Climate System‬‬ ‫النظام المناخي‬
‫‪Cryosphere‬‬ ‫الغالف الثلجي‬
‫‪Climate models‬‬ ‫النماذج المناخية‬
‫‪Climate Scenarios‬‬ ‫سيناريوهات المناخ‬
‫‪Climate model based Scenario‬‬ ‫سيناريو مبني على نموذج مناخي‬
‫‪Conference of Parties COP‬‬ ‫مؤتمر األطراف‬
‫‪D‬‬
‫‪Decarbonization‬‬ ‫إزالة الكربون‬
‫‪Doping‬‬ ‫اإلشابة‬
‫االنكليزية‬ ‫العربية‬
‫‪E‬‬
‫‪Eccentricity‬‬ ‫االنحراف عن المحور‬
‫‪Equilibrium method‬‬ ‫طريقة التوازن‬
‫‪Emission Factors EF‬‬ ‫عوامل إصدار‬
‫‪Environment Protection Agency‬‬ ‫وكالة حماية البيئة األمريكية‬
‫‪EPA‬‬
‫‪Emission‬‬ ‫‪Factor Data Base‬‬ ‫قاعدة بيانات عوامل اإلصدار‬
‫‪EFDB‬‬
‫‪Economies In Transition EIT‬‬ ‫االقتصاديات في المرحلة االنتقالية‬
‫‪F‬‬
‫‪Fuel Cells‬‬ ‫خاليا الوقود‬

‫‪-102-‬‬
G
Greenhouse Gases GHG ‫غازات الدفيئة‬
Gasification ‫التغويز‬
Geothermal Energy ‫الحرارة الجوفية‬
General Environmental Forum ‫مرفق البيئة العالمي‬
GEF
H
Hydrosphere ‫الغالف المائي‬
I
Intergovernmental Panel for ‫المنظمة الحكومية لتغير المناخ‬
Climate(SRES)
IPCC Change IPCC ‫س يناريوهات اإلص دار للمنظم ة الحكومي ة‬
‫لتغير المناخ‬
L
Local emission factors ‫عوامل إصدار محلية‬
N
Natural Greenhouse Effect ‫االحتباس الحراري الطبيعي‬
NGGIP ‫البرنامج الوطني لحساب غازات الدفيئة‬
NMVOC ‫مركبات عضوية طيارة غير الميثان‬
P
Paleoclimatalogy ‫النظام القديم للمناخ‬
Precession ‫التقدم‬
Photo voltaic Cells PV ‫الخاليا الفولطائية‬
Pulverized Fuel ‫الوقود المحبب‬
R
Runoff ‫الدفق السطحي‬
S
Soot ‫السخام‬
Standard emission factors ‫عوامل اصدار قياسية‬
Sustainable Development ‫التنمية المستدامة‬
Secondary Recovery ‫االستخراج الثانوي‬
Sensitivity ‫الحساسية‬
T
Tilt ‫الميل‬
Transient method ‫الطريقة االنتقالية‬
Tier 1 1 ‫المنهجية‬
Town gas ‫غاز المدينة‬
Technical Force Bureau TFB ‫مكتب المهام الخاصة‬
Third Assessment Report TAR 2001 ‫التقرير الثالث‬
U
United Nation Framework ‫االتفاقية اإلطارية للتغير المناخي‬
Convention for Climate Change
-103-
United Nation Environment ‫برنامج األمم المتحدة للبيئة‬
Program
V UNEP
Vulnerability ‫التأثر‬
VOC Volatile Organic ‫المركبات العضوية الطيارة‬
Compounds
W
Working Group 1 WG1 ‫مجموعة العمل األولى‬
World Metrological ‫منظمة األرصاد الجوية العالمية‬
Organization WMO
Weather ‫الطقس‬

-104-
‫المراجع‬

.2
1- Adam , D " Worse than we thought " , The Guardian , Feb 3 (2007).
2- Watson ,R,T " Summary for Policymakers – 2001 Synthesis Report " ,
(Cambridge University Press, Cambridge, United Kingdom (2001).
3- Marquis, K.B. etal ,"Summary for Policymakers: Climate Change 2007: The
Physical Science Basis " , Cambridge University Press, Cambridge, United Kingdom
(2007).
4- Solomon, S., D. et al , " Summary for Policymakers. In: Climate Change 2007:
The Physical Science Basis. Contribution of Working Group I to the Fourth
Assessment Report of IPCC , Cambridge University Press, Cambridge, United
Kingdom (2007).
5- National Research Council (NRC), 2006. Surface Temperature Reconstructions
For the Last 2,000 Years. National Academy Press, Washington, DC (2006)
6-National Research Council (NRC), 2005: Radiative Forcing of Climate Change.
National Academy Press, Washington, DC (2005).
7- National Research Council (NRC), 2002: Abrupt Climate Change, Inevitable
Surprises. National Academy Press, Washington, DC. National Academy Press,
Washington, DC (2002).
8- Watkins , Kevin et al , " 2007/2008 Human Development Report: Fighting climate
change: Human solidarity in a divided world " , UNDP , Palgrave Macmillan,
NewYork (2007)..
9- Nakicenovic, N., Swart, R, "Emissions Scenarios: Intergovernment Panel on
Climate Change", Cambridge University Press, Cambridge, UK , (2000).
10- Houghton,J.T., et al " Climate change 2001: The Scientific Basis " ,Cambridge
University Press, Cambridge, United Kingdom (2001).
11- Carter ,T.R et al " Guidelines for the Use of Scenario Data for Climate Imoact
and Adaptation Assessment " , IPCC-TGCIA (1999).
12- Smith , J.B., et al Handbook on Methods for Climate Change Impact Assessment
and Adaptation Strategies". Institute for Environmental Studies , Free Univsersity ,
Amestrdam. (1998).
13- UNEP & WMO , " Revised 1996 IPCC Guidelines for National Greenhouse Gas
Inventories" , IGES , Japan , April (1997).
14- UNEP & WMO , " Intergovernmental Panel on Climate Change IPCC: 2006
IPCC Guidelines for National Greenhouse Gas Inventories , IGES , Japan , April
(2007).
15- Fisher,B.S.et al " Issues related to mitigation in the long term: Climate Change
2007 " m Fourth Assessment Report , IPCC, Cambridge University Pressm
Cambridge, UK (2007).
16- Echavarri , Luis , Nuclear Energy , 13 th Conf of Energy , Esccr, Abu Dhabi
(2007).

-105-
17- McDonald , A. " Nuclear Power: Global Status " , IAEA , Bulletin 49-2 , March
(2008).
18-www.wikipedia.com (Renewable Energy).
19- "Wind power gathers speed " , www.eere.energy.gov
20- McDaniels, D. K. "The Sun - Our Future Energy Source " , 2nd edition (John
Wiley and Sons, Inc., New York, USA, 1984.
21- Meinel, A. B., and Meinel, M. P. [1976] Applied Solar Energy (Addison Wesley
Publishing Co., California, USA).
22- Brinkworth, B. J. Solar Energy for Man (The Compton Press, Salisbury, England)
[1975].
23- Lewis, C. [1983] Biological Fuels (Edward Arnold, London, England), Chapter 2.

24- David , P & Patzek , T, W. "Biodiesel Production Using Soybean and


Sunflower" , Natural Resources Research , Vol. 14, No. 1, March 2005

25- Fridleifsson, Ingvar, 1998, "Geothermal Direct Use Around the World":
Geothermal Resources Council Bulletin, V. 27, No. 8, Nov. 1998

26- Lund, John W., 1998, Direct Utilization of Geothermal Resources: Technical
Paper, GeoHeat Center, Oregon Institute of Technology, Klamath Falls, Oregon
27- " A National vision of America's transition to a Hydrogen economy " United
State Department of Energy , Feb (2002).
28- www.eere.energy.gov/Hydrogenated Fuel Cells
29- Salter, S. H. m " Wave Power", Nature, 249 (5459), 1974 , p 720-726.
30- McVeigh, J. C. , Energy Around the World , Pergamon Press, Oxford, England ,
Chapter 9 , 1984.
31- "Renewable Energy Annual 2000", Energy Information Administration, Dept. of
Energy, Washington, DC, USA, 2001.
32- Jarrud ,M & Topfer, K, " 16 years of scientific assessment in support of the
climate change ", IPCC , Dec(2004).
33- UN, "United Nations Framework Convention on Climate Change", UN (1992).
34- Koyoto Protocol , UFCCC/ Informal/83 UN (2005). www.unfccc.int
35- Watkins , K " Human Development report 2007/2008: Fighting climate change " ,
UNDP , (2008) www.undp.org.
36- UNDP. " Fast Facts , UNDP and the Bali Conference " Dec (2007)
www.undp.org.
37- Canziani, O, F ,et al IPCC, 2007: Climate Change 2007: Impacts, Adaptation,
and Vulnerability. Contribution of Working Group II to the Third Assessment Report
of the Intergovernmental Panel on Climate Change , Cambridge University Press,
Cambridge, United Kingdom, 1000 pp.
38- FEMA, 1991: Projected Impact of Relative Sea Level Rise on the National Flood
Insurance Program (PDF, 70 pp., 690 KB, About PDF) October 1991.
39- Titus, J., 1998: Rising Seas, Coastal Erosion, and the Takings Clause: How to
Save Wetlands and Beaches Without Hurting Property Owners. (PDF, 121 pp., 2.09
MB, About PDF) Maryland Law Review, vol. 57, no. 4, pp. 1279-1399.
-106-
40- R.E.H. Sims, R.N. Schock, A. 2007: Energy supply. In Climate Change
2007:Mitigation. Contribution of Working Group III to the Fourth Assessment Report
of the Intergovernmental Panel on Climate Change, Cambridge University Press,
Cambridge, United Kingdom and New York,NY, USA.
41- Kahn Ribeiro, S., 2007: Transport and its infrastructure. In Climate Change 2007:
Mitigation. Contribution of Working Group III to the Fourth Assessment Report of
the Intergovernmental Panel on Climate Change [, Cambridge University Press,
Cambridge, United Kingdom and New York, NY, USA.
42- Levine, M., D K. Blok, L. 2007: Residential and commercial buildings. In
Climate Change 2007: Mitigation. Contribution of Working Group III to the Fourth
Assessment Report of the Intergovernmental Panel on Climate Change , Cambridge
University Press, Cambridge, United Kingdom and New York, NY, USA.
43- Bernstein, L., J. Industry. In Climate Change 2007: Mitigation. Contribution of
Working Group III to the Fourth Assessment Report of the Intergovernmental Panel
on Climate Change], Cambridge University Press, Cambridge, United Kingdom and
New York, NY, USA.
44- Bogner, J., Agriculture , In Climate Change 2007: Mitigation. Contribution of
Working Group III to the Fourth Assessment Report of the Intergovernmental Panel
on Climate Change, Cambridge University Press, Cambridge, United Kingdom and
New York, NY, USA.
45- Nabuurs, G.J., " 2007: Forestry In Climate Change 2007: Mitigation.
Contribution of Working Group III to the Fourth Assessment Report of the
Intergovernmental Panel on Climate Change" , Cambridge University Press,
Cambridge, United Kingdom and New York, NY, USA.
46- Bogner, J., Waste Management, In Climate Change 2007: Mitigation.
Contribution of Working Group III to the Fourth Assessment Report of the
Intergovernmental Panel on Climate Change, Cambridge University Press,
Cambridge, United Kingdom and New York, NY, USA.
47- Shepherd , W. et al " Energy Studies " , 2 nd Ed , Imperial Collage Press , UK
(2003).

3.
Websites

Convention on Climate Change www.unfccc.int


United Nations Development programme www.undp.org
Global Environmental facility www.gefweb.org
National Capacity Self Assessment http://ncsa.undp.org
Earth negotiations bulletin www.iisd.ca/enb
United Nations University Interlinkages Initiative www.unu.edu/interlinkages/
General Commission for Environmental Affairs (Syria) www.gcea.gov.sy

-107-
‫فهرس‬
‫المناخ والتغير المناخيـ ‪2...................................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬مقدمة ‪2...............................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬تعريف الطقس والمناخ ‪2...........................................................................................................‬‬
‫‪ -3‬النظام المناخي ‪3........................................................................................ Climate system‬‬
‫‪ -4‬النظام القديم للمناخـ ‪5............................................................................... Paleoclimatalogy‬‬
‫‪ -5‬التغير الطبيعي للمناخـ ‪6............................................................... Natural Climate Change‬‬
‫‪ -5-1‬االحتباسـ الحراري الطبيعي ‪6................................................Natural Greenhouse Effect‬‬
‫‪ 5-2‬العوامل الطبيعيةـ التي تسهم في التغيرـ المناخيـ ‪7............................................................................‬‬
‫‪ -6‬دور اإلنسان في تغير المناخـ ‪9....................................................................................................‬‬
‫‪ -7‬الرصد المناخيـ ‪10..................................................................................................................‬‬
‫‪ -8‬النماذج المناخية ‪11................................................................................... Climate Models‬‬
‫‪ -9‬سيناريوهات المناخ ‪13........................................................................... Climate Scenarios‬‬
‫غازات الدفيئة ‪18............................................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬مقدمة ‪18.............................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬ثنائي أكسيد الكربون ‪20................................................................................................... CO2‬‬
‫‪ -3‬غاز الميثان ‪20.............................................................................................................. CH4‬‬
‫‪-4‬أكسيد النتروز ‪21............................................................................................................ N2O‬‬
‫‪ -5‬الكلورو كربون ‪21........................................................................................................... CC‬‬
‫‪ -6‬أوزون التروبوسفير ‪22....................................................................................................... O3‬‬
‫‪- 7‬المعلقاتـ ‪22........................................................................................................... aerosols‬‬
‫‪ -8‬بخار الماء ‪23............................................................................................................... H2O‬‬
‫خياراتـ الطاقة وتأثيرهاـ على المناخ ‪32.................................................................................................‬‬
‫المنظمات واالتفاقات الدولية المعنية بتغير المناخ ‪47....................................................................................‬‬
‫‪ -1‬المنظمة الحكومية لتغيرـ المناخـ ‪47.................................................................................... IPCC‬‬
‫‪ -2‬اتفاقية األمم المتحدة اإلطاريةـ لتغيرـ المناخـ ‪48............................................................. UNFCCC‬‬
‫‪ -3‬بروتوكول كيوتو(‪50............................................................................................................. )34‬‬
‫‪ -4‬تقرير األمم المتحدة لعام ‪50............................................................................................... 2007‬‬
‫‪ -5‬مؤتمر باليـ‪51.................................................................................................................. )36(:‬‬
‫‪ -6‬حقوق والتزاماتـ الدول النامية ضمن ‪51....................................................................... UNFCC‬‬
‫الحساسية للتغير المناخي والتأثر به والتكيف معه ‪53....................................................................................‬‬
‫‪ -1‬مقدمة ‪53.............................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬اإلثباتاتـ الحديثة لتأثير تغير المناخـ‪53......................................................................................... :‬‬
‫‪ -3‬التأثيراتـ على التعرض للنظم البيئيةـ والبشريةـ ‪58............................................................................‬‬
‫‪ -4‬التكيف بحسب المناطق المختلفة من العالم ‪61.................................................................................‬‬
‫التخفيف من إصدار غازاتـ الدفيئة ‪67...................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬مقدمة ‪67.............................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬في الطاقة ‪68.........................................................................................................................‬‬
‫‪ -3‬في النقل ‪76...........................................................................................................................‬‬
‫‪ -4‬في السكن ‪78.........................................................................................................................‬‬
‫‪ -5‬في الصناعةـ ‪79......................................................................................................................‬‬
‫‪ -6‬في الزراعةـ ‪83......................................................................................................................‬‬
‫‪ -7‬في الغاباتـ ‪86.......................................................................................................................‬‬
‫‪ -8‬في الفضالت ‪89.....................................................................................................................‬‬

‫‪-108-‬‬
‫خالصة ‪91.....................................................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬تغير المناخـ العالميـ وتأثيره على الطاقة ‪91....................................................................................‬‬
‫‪ -2‬تغير المناخ العالمي وتأثيره على الطاقة في الدول المتقدمة ‪92.................................................................‬‬
‫‪ -3‬تغير المناخ العالمي وتأثيره على الطاقة في الدول النامية ‪94...................................................................‬‬
‫‪ -4‬تغير المناخ بالنسبة للمنطقة وسورية ‪94.........................................................................................‬‬
‫المصطلحات ‪101.............................................................................................................................‬‬
‫المراجع ‪104..................................................................................................................................‬‬
‫فهرس ‪107...................................................................................................................................‬‬

‫‪-109-‬‬

You might also like