Professional Documents
Culture Documents
-1-
الجزء األول
«ال يمكن فصل التنمية عن القضايا البيئية .وبالفعل فإن العناصر الهامة لحرية اإلنسان ،ونوعية الحياة التي
يعيشها ،تعتمد بشكل كامل على سالمة البيئة».
آمارتيا سن Amartya Sen
حاملة جائزة نوبل في االقتصاد
-1مقدمة
شهد عام 2007تغيرات مناخية عدة .وقد تنبأ المركز البريطاني لألرصاد الجوية منذ بداية هذا العام بأنه
سيكون أشد حرارة ،وأكثر جفافاً حتى من عام 1998الذي كان األدفأ على اإلطالق في القرن العشرين .ولم
يبدأ أول تساقط للثلج في العاصمة اليابانية طوكيو حتى منتصف آذار عام 2007كما أنه لم يستمر طويالً.
أم ا العاص مة اإلس بانية مدري د فق د س جلت ظ اهرة جدي دة وهي س قوط ك رة ثلجي ة بحجم ك رة الق دم ،بل غ وزنه ا
20كغ على سطح أحد المباني .وقد انسحب الشتاء الدافئ هذا العام على كافة أنحاء العالم بحسب بيان اإلدارة
القومية األمريكية للمحيطات والغالف الجوي .وأشار هذا البيان إلى أن الشتاء الحالي هو األدفأ منذ ما يزيد
على 100سنة ،وأن درجة الحرارة في العالم هي األعلى منذ عام .1880لقد كان المستوى القياسي المرتفع
لل دفء في ك انون الث اني ع ام ،2007ه و المس ؤول عن ارتف اع درج ة الح رارة في فص ل الش تاء .وبل غ ع دد
الك وارث الناجم ة عن المن اخ ع ام 2007ح والي األل ف ،وه و م ا لم تس جله يوم اً تق ارير المجموع ة األلماني ة
ال تي تع د ه ذه األح داث بانتظ ام من ذ الع ام )1(.1974وفي س ورية س يطر ض غط مرتف ع على منطق ة ش رق
البح ر األبيض المتوس ط في ش تاء ع ام ،2007واس تمر لح والي 66يوم اً متواص الً ب دون هط ول األمط ار.
وكان الهطول %50من معدله في ذلك العام.
للمن اخ والطقس ت أثير كب ير على حي اة اإلنس ان وص حته وغذائ ه .يع رف (الطقس )Weatherب الظروف
المتقلبة للغالف الجوي المحيط باألرض ،والمتمثلة بدرجة الحرارة والرياح والهطول والغيوم وغيرها .وينجم
(الطقس) من التطور والتخافت السريعين ألنظمة الطقس مثل الضغط المرتفع والمنخفض عند ارتفاع متوسط
عن س طح األرض ،م ع م ا يتعل ق بهم ا من جبه ات هوائي ة وأمط ار وأعاص ير .وهن اك قابلي ة مح دودة للتنب ؤ
-2-
بالطقس .ويمكن التنبؤ بأنظمة الحمل المتوسطة خالل ساعات فقط ،أما السيكلونات المتزامنة فيمكن التنبؤ بها
أليام أو أسابيع .وبعد أسبوع أو أسبوعين يصبح التنبؤ بالطقس غير ممكن)2(.
أم ا (المن اخ )climateفهو يمث ل الحال ة المتوس طة للطقس واختالف ه على م دى ف ترة زمني ة مح ددة ،ومنطق ة
جغرافي ة معين ة .ويقس م التص نيف الكالس يكي للمن اخ األرض إلى من اطق مناخي ة متباين ة .ويختل ف المن اخ من
منطق ة ألخ رى بحس ب خ ط الع رض والبع د عن البح ر والغط اء النب اتي ووج ود الجب ال أو عناص ر جغرافي ة
أخ رى .كم ا أن ه يختل ف من فص ل آلخ ر ومن س نة ألخ رى ومن عق د آلخ ر ،أو على م دى زم ني أط ول مث ل
العصر الجليدي .ويعبر إحصائياً عن التغيرات الهامة التي تطول لعقود أو أكثر بـ (التغير المناخي climate
.)change
ويمكن التنبؤ جزئي اً بتغيرات المناخ الناجمة عن قوى خارجية ،وخاصة على المستوى اإلقليمي أو الع المي.
وبما أن إصدار اإلنسان لغازات الدفيئة ناجم عن قوة خارجية ،لذا يمكن التنبؤ بالتغير المناخي الناجم عنها.
ولكن القدرة على ذلك تظل محدودة بسبب عدم القدرة على التنبؤ بالتغير السكاني والنمو االقتصادي والتطور
التقني.
تقاس متحوالت المناخ بدرجة الحرارة ،وشدة الرياح القريبة من األرض ،وكميات الهطول وأنواعه ،ونوع
الغيوم ،ومقدار اإلشعاع الشمسي .ويتأثر المناخ بدوران الغالف الجوي وتفاعله مع تيارات المحيطات ومع
س طح األرض وخصائص ه كالنبات ات ورطوب ة الترب ة .ويعتم د المن اخ كك ل على ت ركيب الغالف الج وي،
واإلشعاع الشمسي ،واالنفجارات البركانية .ولذا يجب معرفة عناصر النظام المناخي بما في ذلك ديناميكية
الغالف الجوي ،وتركيبه والمحيطات وتضاريس األرض والقبعات الجليدية.
-3-
الحمراء الحرارية ويطلقها .كما أن ثنائي أكسيد الكربون واألوزون وبخار الماء تمتص األشعة الشمسية في
المجال فوق البنفسجي القصير .ولألوزون دور مميز .فوجوده في التروبوسفير (الغالف الجوي القريب من
سطح األرض) أو في الستراتوسفير السفلي يؤدي إلى امتصاص األشعة تحت الحمراء الحرارية ويعتبر من
غ ازات الدفيئ ة .أم ا في طبق ات الج و العلي ا ،أي في أعلى طبق ة الستراتوس فير ،فإن ه يق وم بامتص اص األش عة
ف وق البنفس جية القص يرة ،وب ذلك يش كل درع اً يقي الك رة األرض ية منه ا .ويلعب بخ ار الم اء دوراً هام اً فه و
أق وى غ ازات الدفيئ ة امتصاص اً لألش عة تحت الحم راء .وهن اك أيض ا إض افة إلى ه ذه الغ ازات المعلق ات
aerosolsوالغيوم ،التي تلعب بدورها دوراً هاماً أيضاً)3(.
يشمل الغالف المائي Hydrosphereكل المياه السطحية والجوفية والعذبة والمالحة .وتؤثر مياه األنهار
التي تصب في البحار على تركيزها وعلى دورانها .وتغطي المحيطات %70من سطح األرض وهي تخزن
كمي ات هائل ة من الطاق ة .كم ا أن مي اه المحيط ات تمتص غ از ثن ائي أكس يد الكرب ون .يك ون دوران المي اه في
المحيط ات أبط أ من دوران اله واء في الغالف الج وي .ويت أثر ه ذا ال دوران بالري اح ،وف رق الترك يز في
الملوح ة ،والف رق في درج ة الح رارة .وبس بب ه ذه العطال ة الكب يرة للغالف الم ائي فإن ه يعم ل كمنظم لدرج ة
الحرارة ،ويقلل التغيرات التي تحصل فيها.
يتض من الغالف الثلجي Cryosphereأل واح الجلي د في غرينالن د ،والقطب الجن وبي ،والقبع ات الثلجي ة.
وتنب ع أهمي ة الغالف الثلجي من عكس ه لألش عة الشمس ية ،ومن ناقليت ه المنخفض ة للح رارة ،ومن عطالت ه
الحرارية المرتفعة ،وعلى األخص من دوره الهام في إدارة دوران مياه المحيطات العميقة .وألنه يخزن كمية
هائلة من المياه ،فهو مهم بسبب دوره المحتمل في رفع منسوب البحار والمحيطات.
يتحكم غطاء النباتات والتربة لسطح األرض في كمية الطاقة الممتصة من الجو ،وعودتها إليه .يعود بعض
الطاقة على شكل إشعاعات حرارية ،أو في المجال تحت األحمر ،و يؤدي هذا إلى تسخين الغالف الجوي مع
تسخين األرض .ويبخر بعضها الماء الموجود في التربة ،أو النباتات ويطلقه على شكل بخار الماء إلى الجو،
حيث تلعب رطوبة الجو دوراً هاماً في رفع درجة حرارة األرض .وتؤثر تضاريس سطح األرض وخش ونته،
على تيارات الهواء ألن الرياح تضرب سطح األرض .تعتمد خشونة سطح األرض على طبوغرافيته ا ،وعلى
وجود النباتات عليها .وتثير الرياح الغبار في الجو ،حيث تلعب هذه المعلقات دوراً هام اً بتفاعلها مع اإلشعاع
الجوي.
وهناك الغالف الحيوي Biosphereالمحيطي أو األرضي ،الذي يلعب أيض اً دوراً هام اً في درجة حرارة
األرض .فالكائنات الحية تؤثر على امتصاص غازات الدفيئة ،وعلى إطالقها أيضاً .وتقوم النباتات بامتصاص
ثنائي أكسيد الكربون ،وتمثله في بناء نسجها بعملية التمثيل اليخضوري ،ولذا فهي تلعب دوراً هاماً في ت وازن
ثن ائي أكس يد الكرب ون والميث ان وأكس يد الن تروز .وهن اك أيض اً المركب ات العض وية الطي ارة volatile
organic compounds VOCال تي ت ؤثر على كيمي اء الغالف الج وي ،وتق وم بتش كيل المعلق ات،
-4-
وبالتالي تؤثر على المناخ .إن تأثير المناخ على المحيط الحيوي محفوظ في المستحاثات ،وحلقات األشجار،
وغيرها .ويأتي معظم المعلومات عن المناخ القديم من هذه المصادر.
تتفاعل عناصر المناخ المذكور مع بعضها بعض اً بشكل معقد جداً .فمثالً يتفاعل الغالف الجوي مع الغالف
المائي حيث يتم تبادل الماء وغاز ئنائي أكسيد الكربون بينهما .ويقوم الغطاء الجليدي بمنع هذا التبادل بين
الجو والمحيطات .ويؤثر الغالف الحيوي على تركيز ثنائي أكسيد الكربون عن طريق التمثيل اليخضوري أو
التنفس ،وهما عمليتان تتأثران بدورهما بالتغير المناخي .ويؤثر الغالف الحيوي على دخول الماء إلى الجو
من خالل تنفس النباتات ،ومن خالل عكسه ألشعة الشمس إلى الجو.
-5-
الجليديتين (منذ حوالي 25000عام) إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بمعدل 6 -4م عن مستواه في القرن
العشرين .وتظهر بيانات من لب الجليد في القطبين ،أن متوسط درجة الحرارة عندهما كان أعلى بـ 5-3م
من درج ة الح رارة الحالي ة .ويع ود ذل ك إلى تغ ير في مح ور دوران األرض .وك انت هن اك ف ترات أب رد في
القرنين 12و 14وأيضاً في القرن 17وحتى القرن .19
-6-
ويدعى عدم التوازن بـ (الدفع اإلشعاعي) .وعملياً فإن أعلى الغالف الجوي هنا ،هو أعلى طبقة التروبوسفير،
وذل ك ألن طبق ة الستراتوس فير تتع دل على م دى أش هر ح تى تغ ير في الت وازن الح راري ،بينم ا يت وازن
التربوس فير م ع س طح األرض ببطء أك ثر ،بس بب عطال ة المحيط ات الكب يرة .وق د تختل ف ق وى اإلش عاع
الخ ارجي كاإلش عاع الشمس ي ،أو كمي ات المعلق ات الناجم ة عن ال براكين ،على م دى زم ني طوي ل مس ببة
اختالف ات طبيعي ة في ق وى اإلش عاع .وق د تك ون ه ذه االختالف ات موجب ة أو س البة .وت ؤدي الق وة الموجب ة إلى
رفع درجة الحرارة ،بينما تسبب القوة السالبة خفضها .وفي الحالتين على النظام المناخي أن يتفاعل إلعادة
التوازن .وتسبب العمليات المناخية الداخلية أو الراجعة اختالفات في التوازن اإلشعاعي عن طريق تأثيرها
على األشعة الشمسية المنعكسة أو على إصدار األشعة تحت الحمراء .لكن هذه االختالفات ال تعتبر جزءاً من
قوى اإلشعاع)6(.
تنتج التغ يرات المناخي ة من ق وى اإلش عاع ،ومن التفاع ل ال داخلي بين عناص ر النظ ام المن اخي .ول ذا يمكن
التمي يز بين م ؤثرات داخلي ة وأخ رى خارجي ة .إن اس تجابة التروبوس فير قص يرة حيث تمت د من أي ام ألس ابيع،
بينما تكون استجابة الستراتوسفير أبطأ وتطول لعدة أشهر .أما المحيطات فإن استجابتها تمتد لعقود أو لق رون،
نظراً لعطالتها الكبيرة .ولذا فإن استجابة التروبوسفير بطيئة بسبب المحيطات .وقد يستجيب الغالف الحيوي
بس رعة ،كم ا في حال ة الجف اف ،ولكن ه يس تجيب ببطء ش ديد في ح االت أخ رى .ول ذا تختل ف اس تجابة النظ ام
المن اخي للمؤثرات الخارجي ة في الزم ان والمك ان .وكمث ال على ذل ك ت أثير التغ ير في اإلش عاع الشمس ي .وقد
يتغير النظام المناخي نتيجة للتغيرات التي تحصل على عناصره .وكمثال على ذلك ظاهرة (النينو) الناجمة
عن تفاعل الغالف الجوي ،مع المحيط الهادئ في المنطقة االستوائية.
وهناك تغذية راجعة إيجابية ،وأخرى سلبية .ومثال على األولى بخار الماء حيث يزيد ارتفاع درجة الحرارة
من تبخ ر الم اء ،و يزي د ه ذا ب دوره من ترك يز غ ازات الدفيئ ة ،ويس بب االحتب اس الح راري مم ا يرف ع درج ة
الحرارة مرة أخرى .وهناك تغذية راجعة فيزيائية ،وأخرى بيوكيميائية .ومثال على األولى السحب وتوازن
اإلشعاع .وعلى الثانية تركيز ثنائي أكسيد الكربون .إن معظم العمليات والتفاعالت غير خطية .أي ليس هناك
عالقة خطية بسيطة بين التأثير واالستجابة .وقد يظهر النظام ما يدعى بـ(السلوك الشواشي) .ويعني هذا أن
النظام يعتمد على تغيرات طفيفة في الشروط البدائية ،ولكن هذا ال يعني أنه من غير الممكن التنبؤ به .ومثال
على ذلك حالة الطقس اليومية.
إن المناخ المحلي أكثر تغيراً من المناخ العالمي ،أو المناخ في نصف الكرة األرضية .فالتغير في مناخ منطقة
ما في العالم ،يعوضه تغير في مناخ منطقة أخرى .ومثال على ذلك ظاهرة النينو الناجمة عن تفاعل الجو مع
المحيطات في المناطق االستوائية من جنوب شرق آسيا ،حيث يمتد تأثير النينو والنينا على المناخ إلى مناطق
أخ رى من الع الم .ومث ال آخ ر يتمث ل في تذب ذب الض غط الج وي ق رب آيس لند وج زر اآلزور في المحي ط
األطلسي الشمالي والذي يؤثر على المناخ في أوروبا وآسيا.
-7-
5-2العوامل الطبيعية التي تسهم في التغير المناخي
اإلشعاع الشمسي
يقدر التأثير اإلشعاعي الناجم عن التغيرات في اإلشعاع الشمسي منذ عام 1750م ،بنحو 0.3وات /م 2وقد
حدث معظمه خالل النصف األول من القرن العشرين .ومنذ أواخر ستينات القرن الماضي ،رصدت األقمار
الصناعية تذبذبات صغيرة تعود إلى الدورة الشمسية التي تحدث مرة كل 11عاماً .وقد اقترحت آلية للت أثيرات
الشمسية المؤثرة على المناخ ،إال أنها تفتقر إلى أساس نظري أو رصدي صارم .ويتباين إصدار الشمس من
الطاقة على مدى دورة تستغرق 11عاماً ،بنسبة بسيطة مقدارها .%0.1وعالوة على ذلك فقد تحدث الفروق
على فترات زمنية طويلة ،قد تمتد من عشرات إلى آالف السنين .لقد أدت الفروق البسيطة في محور دوران
األرض ،المفهومة جيداً ،إلى حدوث تغييرات في التوزيع الموسمي لإلشعاع الشمسي ،وعلى خطوط العرض.
وق امت ب دور ه ام في إح داث التباين ات في المن اخ في الماض ي ،مث ل دورتي العص ر الجلي دي والف ترة الممت دة
بينهما .وبحسب وكالة الفضاء األمريكية ناسا ،فإن نقص شدة اإلشعاع من عام 1400إلى عام 1700م كان
السبب وراء تشكل (العصر الجليدي القصير) في شمال أمريكا وأوروبا)7(.
وعن دما يتغ ير الت أثير اإلش عاعي ،يس تجيب النظ ام المن اخي على ف ترات زمني ة مختلف ة .ويتعل ق ط ول ف ترة
االستجابة ،باالستطاعة الحرارية الكبيرة للمحيطات ،وبالتع ديل الديناميكي في ص فائح الجلي د .وهذا يع ني أن
االستجابة لتغير ما قد تطول آلالف السنين .إن أي تغيير في التوازن اإلشعاعي لألرض ،بما في ذلك زيادة
غازات الدفيئة أو المعلقات ،سيغير الدورة الهيدرولوجية ودوران الجو والمحيطات ،مؤثراً بذلك على نماذج
الطقس ،وعلى درجات الحرارة ،وكميات الهطول في المناطق المختلفة من العالم.
البراكين
تؤثر البراكين على المناخ ،ولكن بشكل أقل وعلى المستوى المحلي ،وباألخص تلك البراكين التي تقذف حمم اً
ألعلى من 10كم ،ولف ترة من ال زمن كافي ة لتع ديل امتص اص األش عة الشمس ية .وي ؤثر الموق ع الجغ رافي على
دور البراكين أيضاً ،ألن الرياح ال تمتلك السرعة ذاتها في كل مكان .فقد ال يحس بانفجار يحدث عند خطوط
الع رض العليا على المس توى الع المي ،مث ل انفج ار وادي آالف ال دخان في أالس كا ،ال ذي ح دث ع ام .1912
وبالمقاب ل ،فق د خفض انفج ار برك ان نين ا توب و في الفيلي بين ع ام 1991درج ة الح رارة بـ 0.5م في نص ف
الك رة الش مالي .وليس ت الحمم المقذوف ة هي مص در التبري د لوح دها ،على ال رغم من أن تأثيره ا مهم ،ألنه ا
تطي ل المنطق ة المعتم ة مم ا يقل ل من امتص اص األش عة الشمس ية ،إال أن ه ذه الظ اهرة تبقى محلي ة وال ت دوم
ط ويال .أم ا العنص ر األهم فه و أكاس يد الك بريت ال تي تق ذف إلى الج و لتتح د م ع رطوب ة اله واء مش كلة معلق اً
ض بابياً كبريتياً .فهي المس ؤولة عن امتص اص األش عة الشمس ية ،وعكس ها باتج اه الفض اء الخ ارجي .وكلم ا
زادت كمية المعلقات الكبريتية ،زاد معدل التبريد .وهذا ما حصل عام 1815م عندما انفجر بركان تامبورا
في اندونيسيا ،الذي كان األقوى خالل القرنين األخيرين .لقد أتت بعده سلسلة من الإنفجارات الضخمة أثرت
على المناخ العالمي ،بحيث اعتبر عام « 1816عاماً بال صيف» في نصف الكرة الشمالي.
-8-
ظاهرة النينو
ج اءت كلم ة ال نينو من كلم ة (المس يح الطف ل) باالس بانية ألن تي ارات ال نينو الدافئ ة تض رب ش واطئ الب يرو
واالكوادور في أيام عيد الميالد .ويأتي النينو مرة كل 5-3سنوات ،لكنه بدأ مؤخراً يأتي بشكل أكثر تواتراً،
حيث وألول م رة في الت اريخ ،أتى م رة في ك ل من الس نوات األرب ع األخ يرة .يش كل ال نينو بح يرة عمالق ة
بمس احة الوالي ات المتح دة من المي اه الدافئ ة ،تس تقر وس ط المحي ط اله ادئ ،ال ذي يغطي ثلث مس احة الك رة
األرض ية .وترتف ع نتيج ة لظه ور ال نينو درج ة ح رارة س طح الم اء بمع دل 5-1م .وي ؤدي ارتف اع درج ة
الحرارة هذا إلى توسع منطقة الضغط المنخفض في غرب المحيط ،التي تتجه شرقاً نحو استراليا .يؤثر هذا
على ارتف اع درج ة ح رارة الج و ،وح دوث األعاص ير واتجاهه ا ،وزي ادة ش دة العواص ف المطري ة في منطق ة
المحيط الهادئ وشواطئ كاليفورنيا .ويعتبر إعصار كاترينا الذي ضرب نيوأورلينز في الواليات المتحدة عام
2005وخل ف كث يراً من ال دمار خ ير ش اهد على ذل ك .وق د ق درت الجمعي ة الملكية في لن دن ،ب أن ح دوث
العواصف تضاعف مرتين عما كان عليه الحال قبل 100عام .ويغرق المطر الغزير صحراء بيرو القاحلة،
ليحدث عملية ت دعى بالنمو األخضر .أما في الغ رب ،فإنه يس حب الرطوب ة من قارة آسيا جالب اً الجفاف إلى
الغاب ات المطري ة في بورين و ،وحق ول القمح في اس تراليا ،ومن اطق المحي ط الهن دي ح تى ش واطئ أفريقي ا
الشرقية .و قد كشف ارتباط بين زيادة تكرار حدوث ظاهرة النينو ،وبين ظاهرة الدفيئة وارتفاع درجة ح رارة
األرض وعلى األخص درجة حرارة مياه المحيط الهادئ في جنوب آسيا.
دوران األرض
من المعروف أن األرض تدور حول نفسها بمحور منحرف عن المركز .eccentricityويؤدي تغير هذا
االنحراف عن المحور ولو قليالً جداً ،إلى تغير كمية اإلشعاع الشمسي التي تصل إلى األرض ،وبالتالي إلى
إحداث تغيرات مناخية كبيرة .وتعمل هذه التغ يرات في مي ل مح ور دوران األرض ،على م دى دورات تمتد
من 100000ع ام لالنح راف ،eccentricityوعلى م دى 41000ع ام للمي ل ،tiltومن 19000ع ام إلى
23000عام للتقدم .Precessionوقد تسبب انحراف ميل هذا المحور في الماضي ،إلى تشكل عدد من
العصور الجليدية .لقد أدى فحص عينات من لب الجليد في القطب الجنوبي ،إلى تمييز حدوث أربع دورات
جليدية في الماضي.
ظاهرة النانا
ترتبط هذه الظاهرة بشدة بالرياح الغربية فوق المحيط األطلسي ،وفوق المناطق األوروآسيوية .وخالل الشتاء
تظهر النينا تذبذبات غير منتظمة ،على مدى عام أو عدة قرون .ومنذ سبعينات القرن الماضي ساهمت النينا
الشتوية في حدوث رياح غربية أقوى ،تتناسب مع زيادة دفء الفصل البارد في أوروآسيا .وهناك أدلة على
أن النانا والتغيرات التي تحصل في جليد القطب الشمالي مرتبطان ببعضهما بعضاً.
-9-
-6دور اإلنسان في تغير المناخ
ي ؤثر اإلنس ان مث ل ب اقي الكائن ات الحي ة على البيئ ة .لكن ه ذا الت أثير ب دأ يأخ ذ م دى واس عاً فق ط من ذ الث ورة
الصناعية في منتصف القرن الثامن عشر .فقد أدى حرق الوقود األحفوري والكتلة الحيوية biomassإلى
إص دار غ ازات ومعلق ات تغ ير من ت ركيب الغالف الج وي .وهن اك اإلص دارات من غ ازات الكلوروكرب ون
والفلوروكربون وغيرها ،التي ال تؤثر على قوى اإلشعاع ،لكنها تستنفد أوزون الستراتوسفير .ويؤثر استخدام
األراضي للبناء والزراعة والغابات على المواصفات الفيزيائية والحيوية لسطح األرض .وتؤثر هذه التغيرات
على قوى اإلشعاع ،التي تؤثر بدورها على تغير المناخ.
لق د بقي ترك يز غ ازات الدفيئ ة ألك ثر من 1000ع ام مض ت ،ثابت اً تقريب اً في الغالف الج وي .ومن ذ الث ورة
الص ناعية في منتص ف الق رن الث امن عش ر ،زاد ترك يز ثن ائي أكس يد الكرب ون بمع دل ،%30وال ي زال ي زداد
بمعدل %0.4كل عام ،نتيجة حرق الوقود األحفوري ،وإ زالة الغابات .وتزداد تراكيز غاز الميثان وأكسيد
النتروز بسبب النشاط الصناعي والزراعي وغيرهما .وتزداد أيضاً تراكيز غازات مثل أكسيد اآلزوت وثنائي
أكس يد اآلزوت وأول أكس يد الكرب ون في الج و .وعلى ال رغم من أن ه ذه الغ ازات ليس ت غ ازات دفيئ ة بش كل
مباشر ،إال أنها تولد غاز األوزون ،الذي زاد تركيزه بمعدل %40منذ الثورة الصناعية ،والذي يسبب ارتفاع
درج ة الح رارة .أم ا غ ازات الكلوروكرب ون ،فهي ال توج د في الغالف الج وي بش كل ط بيعي ،وإ نم ا أدخله ا
اإلنسان إليه .وباإلضافة إلى كونها من غازات الدفيئة ،فهي تخرب أوزون الستراتوسفير .ولكل هذه الغازات
م ا ع دا األوزون ،زمن بق اء طوي ل في الج و ،ول ذا فهي تختل ط في الغالف الج وي .وتس بب األنش طة البش رية
زيادة المعلقات ،Aerosolsمن المواد المعدنية والكبريتات والنترات والسخام .sootولهذه المعلقات زمن
بقاء قصير ،ألنها تزال من الجو باألمطار والثلوج .ولذا يكون تركيزها مرتفع اً بالقرب من مصدر إطالقها،
بينم ا يختل ف ه ذا الترك يز محلي اً .وي ؤدي وج ود غ ازات الدفيئ ة المختلف ة والمعلق ات ،إلى الت أثير على ق وى
اإلشعاع ،حيث يتفاعل النظام المناخي إلعادة التوازن اإلشعاعي)8(.
-7الرصد المناخي
بدأ قياس درجة الحرارة منذ منتصف القرن التاسع عشر .ورصدت تغيرات الطقس األخرى مثل الهطول،
وشدة الرياح ،منذ نحو مئة عام .كما أجريت قياسات لمستوى سطح البحر منذ أكثر من 100عام .غير أن
شبكة قياس المد والجزر بسجالتها القديمة لم توفر سوى تغطية عالمية محدودة .أما درجات حرارة طبقات
الج و العلي ا ،فق د ب دأ قياس ها من ذ منتص ف الخمس ينات من الق رن الماض ي فق ط ،بواس طة المناطي د .لكن ت وزع
مراكز القياس كان غير متساو .وتتوفر سجالت طويلة للرصد السطحي من السفن للمحيطات ،منذ منتصف
الق رن التاس ع عش ر ،وبواس طة عوام ات خاص ة له ذا الغ رض من ذ أواخ ر س بعينات الق رن الماض ي .وتوج د
قياسات لدرجات حرارة المحيطات تحت السطح ،بدءاً من أواخر األربعينات .ومنذ السبعينات ،بدأ استخدام
-10-
األقم ار الص ناعية في قي اس المن اخ .لكن تفس يرها الص حيح ال ي زال يحت اج إلى تط وير .وق د ب دأت محط ات
الرصد األرضية تتناقص ،مع زيادة االعتماد على األقمار الصناعية.
قبل القرن العشرين ،لم يكن هناك تأثير يذكر لإلنسان على المناخ .وقد سجل ارتفاع في درجة الحرارة بين
0.8 - 0.4م منذ أواخر القرن التاسع عشر ،ثم في مرحلتين األولى بين 1945-1910والثانية من 1976
إلى اآلن .وقد زادت مؤخراً درجة الحرارة ،وخاصة درجة الحرارة الدنيا بسبب كثافة غطاء الغيوم .ويعتبر
عق د التس عينات من الق رن الماض ي ،أح ر عق د على اإلطالق في نص ف الك رة الش مالي من ذ 1000ع ام ،كم ا
يعتبر عام 1998أحر عام منذ البدء بتسجيل درجات الحرارة .وتمشياً مع هذا فقد ارتفع مستوى سطح البحر
بمع دل 20-10س م ،كم ا تراج ع الغط اء الجلي دي ع دا بعض ال دول ال تي تق ع على المحيط ات ك النرويج
ونيوزيلن دا .وك ان مع دل زي ادة درج ة الح رارة 0.15م لك ل عق د من الس نين في الق رن العش رين .وازدادت
درج ة ح رارة األرض ض عف درج ة ح رارة المحيط ات من ذ ع ام 1950وح تى ع ام .1992وق د راف ق ه ذه
الزيادة ،ارتفاع في مستوى سطح البحر بس بب تمدد المي اه بالحرارة وذوبان الثلوج .وبحس ب بيانات أجهزة
قي اس الم د والج زر ،فق د ارتف ع مس توى س طح البح ر بمع دل 2-1مم في ك ل عق د من الس نين خالل الق رن
العشرين .وكان ارتفاع مستوى سطح األرض في القرن العشرين أعلى مما كان عليه في القرن التاسع عشر.
()9
وحص ل تن اقص في الغط اء الثلجي بمع دل %10عن ع ام .1960وتش ير المعلوم ات الجدي دة إلى احتم ال أن
الغط اء الثلجي ق د تن اقص بمع دل %40تقريب اً في القطب الش مالي في أوائ ل الخري ف وأواخ ر الص يف في
الف ترة 1950وح تى .1976كم ا انخفض ت م دة بق اء الغط اء الجلي دي ف وق البح يرات واألنه ار ،في من اطق
خط وط الع رض الوس طى والقطبي ة في نص ف الك رة الش مالي ،بم ا يق ارب األس بوعين ك ل ع ام خالل الق رن
العشرين .وتقلصت الكتل الجليدية خارج القطبين على نطاق واسع.
وحص لت تغ يرات إقليمي ة أيض اً في المن اخ .فق د ك ان المن اخ أدف أ عن د خط وط الع رض المتوس طة والعلي ا،
وخاصة في فصلي الشتاء والربيع .واختلفت كميات الهطول جغرافياً من منطقة ألخرى .فقد زاد الهطول عند
خطوط العرض الوسطى والعليا في نصف الكرة الشمالي ،خاصة في فصلي الربيع والشتاء .وحدثت زيادة
تقدر بـ %4-2في تكرار الهطول الشديد في نصف الكرة الشمالي ،عند خطوط العرض الوسطى والقطبية
خالل الق رن العش رين .وك ذلك األم ر في معظم األراض ي في نص ف الك رة الجن وبي ،على ال رغم من أن
البيان ات عن نص ف الك رة الجن وبي وعن المحيط ات ك انت قليل ة .وق د أدى ك ل ذل ك إلى ح دوث الفيض انات
الشديدة والمدمرة في هذه المناطق .أما في منطقة البحر األبيض المتوسط ،وما بعد خط االستواء ،فق د ازدادت
جفاف اً وخاص ة في فص ل الش تاء .وبالمقاب ل ،ازداد الهط ول ف وق المحيط ات عن د خ ط االس تواء .وق د اختلفت
ظاهرة النينا التي تتأثر باختالف درجات الحرارة فوق المحيط األطلسي وتؤثر على مناطق شمال أوروبا
وآسيا سنوياً وكل بضع سنوات .ومنذ السبعينات أخذت تثير رياح اً غربية أقوى في فصل الشتاء .كما كان
سلوك النينو غير طبيعي بالمقارنة مع العقود السابقة ،حيث أصبح أكثر تكراراً ،وأشد قوة وتأثيراً.
-11-
Climate Models -8النماذج المناخية
تستخدم النماذج المناخية لدراسة النظم المناخية ،والتغيرات الطبيعية ،وتلك التي يتسبب اإلنسان بها .وتعتبر
نم اذج ال دوران الع ام للغالف الج وي ،وال دوران الع المي للمحيط ات ،األك ثر تعقي دا" بين النم اذج المناخي ة.
وتع رف النم اذج المناخي ة على أنه ا (ق وانين فيزيائي ة تص ف ديناميكي ة الج و والمحيط ات ،بعالق ات رياض ية).
وبم ا أن ه ذه العالق ات غير خطي ة ،ل ذا يجب حله ا رقمي اً بالتقان ات المعروف ة .وتح ل النم اذج الجوي ة الحالي ة
على ثالثة أبعاد :أفقياً حتى 250كم ،وشاقولياً حتى ارتفاع 30-10م .كما تحل نماذج المحيطات ،أفقي اً على
م دى 250-125كم ،وش اقولياً على ارتف اع 400-200م .وي درس ت أثير ال زمن عليه ا ،بأخ ذ وح دة زمني ة
مق دارها 30دقيق ة .وهن اك نم اذج مناخي ة (للغالف الج وي -س طح األرض) ،ت دخل فيه ا المعلق ات ودورة
الكرب ون وت أثير غ ازات الدفيئ ة ،وبالت الي فهي أك ثر تعقي داً .ولكن التط ور في تقان ة الحاس وب والبرمجي ات،
س اعد كثيراً على ح ل هذه النم اذج ،واس تخدامها .ومن المهم الرب ط بين الغالف الجوي والمحيط ات ،إذ تلعب
المحيط ات بس عتها الحراري ة الكب يرة ،دوراً حيوي اً في المن اخ ،وت ؤثر على دورة الكرب ون ،وعلى ال دورة
الهيدرولوجية.
يمكن باستخدام النماذج المناخية ،معرفة التغير في المناخ نتيجة لألنشطة الحالية ،والتنبؤ به مستقبالً .ويمكن
مقارن ة النت ائج ال تي تعطيه ا ه ذه النم اذج ،م ع التغ يرات المقاس ة فعالً ب أجهزة الرص د ،مم ا يح دد دق ة ه ذه
النماذج .ويمكن تشغيل النماذج المناخية بشروط أخرى ،مثل (العصر الجليدي) .وهناك طريقة تدعى بطريقة
الت وازن Equilibriumحيث يض اعف ترك يز ثن ائي أكس يد الكرب ون مثالً ،ويش غل النم وذج ليص ل إلى
التوازن من جديد .وتمثل الفروق بين تغيرات المناخ في الحالتين ،التغير الذي ينجم عن مضاعفة تركيز ثنائي
أكس يد الكرب ون .لكن ه ذه الطريق ة ،ال تعطين ا معلوم ات عن تغ ير المن اخ بالنس بة لل زمن .أم ا الطريق ة الثاني ة
فتدعى بالطريقة االنتقالية ،Transientالتي أصبحت أكثر استخداماً مع تطور الحواسب والبرمجيات .يج بر
النموذج في هذه الطريقة ،على أخذ سيناريوهات لتغير تركيز غازات الدفيئة ،أو المعلقات أو غيرها ،بالنسبة
للزمن .والفرق بين الطريقتين هو أن الطريقة الثانية تعطي التغيرات المناخية بالنسبة للزمن .وقد طورت ه ذه
النم اذج من قب ل المنظم ة الحكومي ة لتغ ير المن اخ ،IPCبحس ب س يناريوهات زي ادة النم و الس كاني ،وتغ ير
النش اط االقتص ادي ،واس تخدام الطاق ة .ويمكن تش غيل النم وذج على س يناريو مف ترض ،مث ل ارتف اع ترك يز
غازات الدفيئة ،ثم ثباته .وتشير كل النماذج المستخدمة إلى ارتفاع في متوسط درجة الحرارة ،وإ لى حدوث
تغيرات في كميات الهطول ،تختلف من منطقة ألخرى.
إن األنظمة المعقدة غير الخطية التي استخدمت في الستينات من القرن الماضي ،لها تنبؤ محدود على الرغم
من أن العالقات الرياضية التي تصف التطور الزمني للمناخ ،هي عالقات حتمية .وتعتمد هذه األنظمة على
عوام ل عدي دة .ومن الممكن التنب ؤ بعض الش يء ب التغيرات الداخلي ة الناجم ة عن الديناميكي ة العش وائية للنظ ام
المن اخي .كم ا يمكن التنب ؤ ب دورات الح ر وال برد الناجم ة عن تغ ير في مح ور دوران األرض .وهن اك أيض ا
-12-
التنب ؤ ب التغيرات الناجم ة عن ث ورات ال براكين .إن التغ يرات الناجم ة عن تغ ير ترك يز غ ازات الدفيئ ة قابل ة
لإلرجاع .وبصورة عامة ،فإن التنبؤ بالمناخ العالمي أكثر دقة ،من التنبؤ بالمناخ اإلقليمي أو المحلي.
لقد تحسنت الثقة في قدرة هذه النماذج على التنبؤ بالمناخ في المستقبل لألسباب التالية:
-تحسن فهم العمليات المناخية وتمثيلها في النماذج المناخية ،بما في ذلك دور بخار الماء وديناميكيات الجليد
البحري ،وانتقال حرارة المحيطات.
-تحاكي بعض النماذج الحديثة المناخ الحالي بشكل مرض ،دون حاجة لتعديالت التدفقات الحرارية والمائية
في السطح الفاصل بين الجو والمحيطات التي استخدمت في النماذج السابقة.
-أظهرت عمليات المحاكاة التي تتضمن تقديرات للتأثيرات الطبيعية والبشرية على المناخ ،تغيرات كبيرة
رصدت في درجة حرارة الهواء السطحي ،خالل القرن العشرين .ويمكن استخدام هذا االتساق بين النماذج
والقياس ات ،إلعط اء ص ورة عن مع دالت االحتب اس الح راري خالل العق ود المقبل ة في إط ار س يناريو معين
لإلصدارات الغازية.
-تحس نت بعض ج وانب محاك اة النم اذج لظ اهرة التذب ذبات الجنوبي ة ذات الص لة بظ اهرة ال نينو والري اح
الموسمية في شمال األطلسي ،فضالً عن بعض الفترات المناخية السابقة.
-13-
األخ رى ب ذلك .ويمث ل الش كل ( )5كيفي ة اس تخدام النم اذج المناخي ة للحص ول على س يناريو تغ ير من اخي،
واستخدامه لمعرفة التأثر به ،والتأقلم معه.
تب دأ العملي ة بتحدي د المتطلب ات .ويتعل ق ه ذا بطبيع ة األس ئلة ال تي تح دد من قب ل الجه ات المعني ة .ثم تح دد
المتغيرات المناخية الضرورية والالزمة .ويجب هنا اعتبار المتغيرات المناخية التي يؤدي تغيرها إلى التأثير
على النظام المدروس .لقد قيمت المنظمة الحكومية لتغير المناخ IPCCالمعرفة الحالية عن التغير المناخي
وتأثيراته ،وكيفية تخفيفه أو تخفيف انبعاثات غازات الدفيئة.
حدد المتطلبات الش كل ( )5خط وات تط وير س يناريو تغ ير
المناخ()11
حدد المتحوالت المناخية
ويلخص الج دول ( )1المعلوم ات المت وفرة
احصل على بيانات أساسية حالي اً عن التغ يرات المناخي ة الناجم ة عن
زيادة تركيز غازات الدفيئة.
افحص ناتج النموذج المناخي
بالنسبة للمنطقة المدروسة البيانات المالحظة للمناخ:
من أولى خط وات إنش اء الس يناريو ،تمي يز
افحص الخيارات لخلق سيناريو المتغ يرات المناخي ة ذات العالق ة بالنس بة
للزم ان والمك ان أو القط اع المعت بر.
اختر مصادر السيناريو
وإلنشاء سيناريو لهذه المتغيرات ،ال بد من
طور سيناريو تغير مناخي ت وفر بيان ات عن ه ذه المتغ يرات ،إم ا
برص دها وتس جيلها ،أو باس تنتاجها من
نموذج مناخي .و تتوفر هذه البيانات من المؤسسة المسؤولة عن رصد المناخ في البلد المعتبر .وتتوفر بيانات
مناخية عن المناخ العالمي من مركز توزيع البيانات التابع لل ،IPCCالذي يحتوي على بيانات مرصودة
بما في ذلك:
الجدول ( )1التغيرات المناخية الناجمة عن زيادة تركيز غازات الدفيئة)11(.
درجة التأكد التغير المتغير المناخي
ارتفاع سطح البحر تسارع في متوسط ارتفاع سطح البحر يتوقع أن يرتفع بمعدل مؤكد تقريباً
0.9-0.1م بحلول 2100
يتوق ع أن ت زداد بـ 5.8 -1.4م بحل ول .2100لكن الزي ادة
ة تختلف من منطقة ألخرى .المناطق عند خطوط العرض العليا محتمل ارتف اع درج
والبعيدة عن البحار أكثر تأثراً الحرارة
االتج اه غ ير مؤك د عموم اً .ربم ا ي زداد الهط ول عن د خط وط
العرض العليا وخط االستواء .وقد تشهد منطقة البحر األبيض تأكد منخفض
-14-
المتوسط انخفاضاً فيه. تغير الهطول
-التغيرات في مناطق أخرى غير أكيدة
ستزداد في المعدل .لكن هذا ال يعني أن جميع حوادث الهطول محتمل كثيراً شدة ذروة الهطول
ستكون أشد مما مضى
س يزداد الجف اف في معظم المن اطق داخ ل الق ارات أو وس طها محتمل الجفاف
خالل الصيف
محتمل ستزداد في معظم المناطق شدة الفيضانات
محتمل ري اح اس توائية تزداد في بعض المناطق
عاصفة
* سيتأثر مستوى البحر في بعض المناطق بهبوط محلي لقاع البحر أو بارتفاعه
-1متوسط التغيرات المناخية للفترة 1990-1961على شبكة بيانات عالمية 0.5 H 0.5
-2المتوسط على مدى 10سنوات على شبكة 0.5 H 0.5من عام 1901وحتى عام 1990
-3المتوس ط لف ترة 30س نة على ش بكة 0.5 H 0.5للف ترات 1930-1901والف ترة 1960-1931و
.1990-1961
-4بيانات مرئية على شبكة 0.5 H 0.5لمدة 10سنوات و 30سنة.
وباإلض افة إلى ذل ك تت وفر بيان ات في المعه د ال دولي للتنب ؤ والمن اخ ،IRTوفي مرك ز المعلوم ات المناخي ة
األمريكي.
أنواع سيناريوهات التغير المناخي()12
هناك عدة أنواع من سيناريوهات تغير المناخ
-1سيناريوهات التغير االعتباطي للمناخ Arbitrary Change
هي تغيرات في المتحوالت الرئيسة المختارة ،الختبار حساسية نظام ما ،لتغيرات محتملة في المناخ .وغالب اً
ما تكون على شكل تغيرات سنوية منتظمة في المتحوالت ،مثل درجة الحرارة ،وكميات الهطول .ومث ال على
ذلك تغير 1أو 2أو 3م في درجة الحرارة مع عدم تغير الهطول أو مع تغير بنسبة %10و %20فيه.
ويمكن أيض اً اف تراض تغ يرات مختلف ة لفص ول مختلف ة .وتفي د ه ذه الس يناريوهات في اختب ار حساس ية النظم
للتغير في متحوالت منفردة .ويجب اختيار تغيرات مطابقة للتغيرات المناخية .ويتم ذلك بالتشاور مع خبراء
المناخ المحليين و فحص تقديرات التغيرات المحلية من النماذج المناخية.
-2سيناريوهات التغير المناخي المماثلة Analogue Change
يمكن اس تنتاج المن اخ المماث ل ،أو المن اخ الق ديم ،من بيان ات س ابقة مس جلة له ذا المن اخ ،أو من إع ادة بن اء ه ذا
المناخ .و يتألف السجل اآللي غالب اً من سجل من البيانات اليومية ،أو خالل اليوم الواحد ،لحالة الطقس على
مدى عدة عقود .وتتميز هذه السجالت بأنها مأخوذة من كل محطة رصد مناخي ،وبالتالي فهي تعطي صورة
-15-
أك ثر مص داقية من النم اذج المناخي ة .كم ا أن المعلوم ات تس جل يومي اً أو خالل الي وم .وتعكس ه ذه البيان ات
أيض اً ح االت الطقس العنيف ة وتغيراته ا .ومن المحتم ل أنه ا تحت وي على درج ات ح رارة أب رد من المتوس ط،
للظ روف المناخي ة في المس تقبل .ولكن ع دد المحط ات قلي ل في من اطق ع دة وخاص ة في أفريقي ا ،كم ا أن
البيانات ناقصة .ويمكن لبناء نماذج مناخية قديمة ،العودة مئات بل آالف السنين إلى الوراء .وتدعى العملية
إعادة بناء ،ألنها تعتمد على بيانات غير مباشرة ،مثل حلقات األشجار ،ولب طبقات الجليد .وتتميز هذه عن
الس جالت ،بأنه ا تعطي ف ترات زمني ة أط ول ،تتض من ف ترات ق د يك ون فيه ا اختالف ال دفء أو ال برودة أو
الجفاف أكبر .ومن مساوئها أنها تحتوي على أخطاء في تقدير المناخ القديم ،وتفتقر على الدقة الزمنية ،حيث
تكون البيانات على مدى فصل ،أو سنة ،وعدم شمول تغطيتها.
-3سيناريوهات مبنية على نماذج مناخية Climate model based
تعرف النماذج المناخية بأنها (تمثيل رياضي للمناخ) .وبالرغم من حالة عدم التأكد ،إال أنها تمكننا من معرفة
التغ ير المن اخي الن اجم عن اإلنس ان .وهن اك نم اذج للمن اخ اإلقليمي ،وأخ رى للمن اخ الع المي .وت تراوح نم اذج
المن اخ العالمي ة بين البس يطة ذات البع د الواح د ،إلى األك ثر تعقي داً مث ل نم اذج ال دوران العام ة .ويمث ل ه ذا
النموذج الجو والمحيطات ،وتفاعلهما مع بعضهما بعض اً ،ومع سطح األرض .وتمثل التغيرات على النطاق
اإلقليمي بشبكة على عدة مئات الكيلومترات .ويقدم النموذج متوسط التغير فقط لكل صندوق في الشبكة ،علم اً
أن المناخ الحقيقي يختلف بشكل كبير ،ضمن الصندوق الواحد.
مثلت نماذج الدوران العام في التسعينات ظروف اً حالية ،وثابتة في المستقبل ،في حالة تضاعف تركيز ثنائي
أكسيد الكربون .ومنذ ذلك الوقت طورت نماذج دوران عام (انتقالية) تسمح بتمثيل تغير المناخ بداللة الزمن.
هذه النم اذج مزدوجة بمعنى أنها تمث ل الجو والمحيط ات وتفاعالتهم ا أيض اً ،وتدعى بـ (نم اذج التدوير العام
للج و والمحيط ات) .ويمكن الحص ول على بعض ه ذه النم اذج من مرك ز توزي ع البيان ات الت ابع للمنظم ة
الحكومية لتغير المناخ .IPCC
سيناريوهات اإلصدار للمنظمة الحكومية لتغير المناخ ):IPCC (SRES
مس تقبالً من النم و االقتص ادي الس ريع ج داً ،وزي ادة في النم و الس كاني في الع الم، تص ف س يناريوهاتA1
يصل إلى ذروته مع منتصف القرن الحادي والعشرين ،ثم ينحدر بعد ذلك ،وإ دخال تقانات جديدة أكثر كفاءة.
ويعتم د الس يناريو على فرض ية التق ارب بين المن اطق المختلف ة من الع الم ،من حيث بن اء الق درات ،وزي ادة
التفاع ل الثق افي واالجتم اعي ،وانخف اض كب ير في التف اوت في ال دخل .وتنقس م س يناريوهات A1إلى 3
مجموع ات ،تص ف اتجاه ات لب دائل اس تخدام الطاق ة في المس تقبل .س يناريو A1FIالس تخدام ك ثيف للوق ود
األحفوري ،و A1Tلمصادر طاقة غير أحفورية ،و A1Bلتوازن بين مصادر الطاقة ،وعدم اعتماد كبير
على أي منها .أما سيناريوهات A2فتصف عالماً شديد التباين ،يفترض االعتماد الذاتي ،والحفاظ على الهوية
المحلية .وتقترب معدالت التكاثر السكاني من بعضها في كل المناطق ببطء شديد ،مما يؤدي إلى تزايد سكاني
مستمر .أما التنمية االقتصادية فهي مختلفة بحسب المناطق ،و يكون نمو دخل الفرد والتقدم التقني أبطأ من
-16-
السيناريوهات األخرى .أما سيناريوهات B1فتصف عالماً يقترب من بعضه بعض اً بعدد السكان ذاته ،الذي
يص ل إلى ذروت ه في منتص ف الق رن الح ادي والعش رين ،ثم يتن اقص كم ا في A1م ع تغ ير س ريع في الب نى
االقتصادية ،نحو مجتمع الخدمات والمعلوماتي ة ،وانخفاض في اس تهالك المواد ،وإ دخال تقانات نظيفة ،ذات
كفاءة عالية .وهناك تأكيد على حلول عالمية للتنمية المستدامة االجتماعية واالقتصادية والبيئية ،بما في ذلك
تحسين العدالة االجتماعية ،ولكن بدون مبادرات بيئية إضافية .وتفترض سيناريوهات B2عالم اً يؤكد على
الحلول المحلية لالستدامة البيئية واالقتصادية واالجتماعية .وهو عالم يزداد فيه السكان باستمرار ،بمعدل أقل
من A2وبمعدل متوسط من التنمية االقتصادية وبتغير تقني أقل سرعة ،ولكنه أكثر تنوع اً من B1و .A1
وبينما يتوجه السيناريو إلى حماية البيئة والعدالة االجتماعية ،فإنه يركز أيضاً على الحلول المحلية واإلقليمية.
وال يتض من أي من ه ذه الس يناريوهات تنفي ذ االلتزام ات المح ددة في بروتوك ول كيوت و ،للح د من غ ازات
الدفيئة .ويمثل الجدول ( )2نموذجاً عن هذه السيناريوهات.
الجدول ( )2متوسط ارتفاع درجة حرارة سطح األرض ومستوى سطح البحر()10
بحسب سيناريوهات اإلصدار للمنظمة الحكومية لتغير المناخ )IPCC (SRES
ارتفاع تغير درجة الحرارة
سطح البحر
2099-2090مقارنة بـ 2090-2099مقارنة بـ 1999-1980م0
1999-1980متر
ال مج ال النم وذج ل المج أفض الحالة
المحتمل المحتمل تقدير
غير متوفر 0.39 تراك يز ع ام 0.6 2000
الثابت
0.18-0.38 1.1-2.9 1.8 سيناريو B1
0.20-0.45 1.4-3.8 2.4 سيناريو A1T
0.20-0.43 1.4-3.8 2.4 سيناريو B2
0.21-0.48 1.7-4.4 2.8 سيناريو A1B
0.23-0.51 2.0-5.4 3.4 سيناريو A2
0.26-0.59 2.4-6.4 4.0 سيناريو A1F1
-17-
الجزء الثاني .1
غازات الدفيئة
«يقدم هذا التقرير ما يصفه على أنه» موازنة كربون «للقرن الحادي والعشرين .وتحدد هذه الموازنة بناء
على أفضل ما توصل إليه علم المناخ ،حجم غازات الدفيئة التي يمكن إصدارها بدون أن تسبب تغييراً خطيراً
في المناخ .أما إذا تابعنا ما نصدره حاليا من هذه الغازات ،فإن موازنة الكربون للقرن الحادي والعشرين،
ستنفد عام »2030
غرو هارلم برنتالند
رئيس وزراء النرويج السابق
-1مقدمة
هي الغازات التي تقوم بامتصاص األشعة الحرارية تحت الحمراء ،التي تنطلق من سطح األرض ،وتعيدها
م رة ثاني ة إلى األرض ،مس ببة ظ اهرة االحتب اس الح راري .ويوج د بعض ه ذه الغ ازات بش كل ط بيعي في
الغالف الجوي ،مثل غاز ثنائي أكسيد الكربون ،وأكاسيد اآلزوت ،وغاز الميثان .ولوال وجود هذه الغازات،
وال دور ال ذي تق وم ب ه ،لك انت درج ة ح رارة األرض ،أق ل مم ا هي علي ه اآلن ،ولك انت الحي اة مس تحيلة على
س طح األرض .لكن نش اطات اإلنس ان ،كحرق الوقود األحفوري مثالً ،تس ببت في زي ادة تركيز هذه الغ ازات
في الغالف الجوي .كما أن هن اك غازات ال توجد بش كل طبيعي في الغالف الجوي ،وإ نما أدخلت إليه بفعل
نشاط اإلنسان ،كالمركبات الفلوروكربونية .ويبين الجدول ( )3غازات الدفيئة التي تؤثر على المناخ.
وهناك غازات دفيئة GHGأخرى ،ذكرت في دليل عام )IPCC Guidelines 2006( 2006وهي( :
)14
Nitrogentrifluoride NF3 ثالثي فلور النتروجين
ethers
Other halocarbons هالو كربونات أخرى
-19-
أم ا أول أكس يد الكرب ون فإن ه يتأكس د ويتح ول إلى ثن ائي أكس يد الكرب ون في الغالف الج وي .وك ذلك تتأكس د
المركبات العضوية الطيارة بدورها ،متحولة إلى ثنائي أكسيد الكربون ومسببة تشكل أوزون التروبوسفير .أم ا
أكاسيد الكبريت فإنها تساعد في األكسدة ،وتشكيل أوزون التروبوسفير ،كما أنها تساعد في تشكيل المعلقات
التي تؤثر على تغير المناخ.
-20-
CH4 -3غاز الميثان
ازداد ترك يز غ از الميث ان في الغالف الج وي إلى ح والي 1060ج.ب.ب (ج زء في البلي ون) أي بمع دل
%151منذ الثورة الصناعية عام .1750وال يزال هذا التركيز يزداد علماً أنه لم يتجاوز في الغالف الجوي
خالل الـ 420000س نة الماض ية .وق د تباط أت الزي ادة في ترك يز الميث ان في عق د التس عينات عن عق د
الثمانينات من القرن الماضي .وتعود الزيادة البسيطة المستمرة في تركيز الميثان حالي اً ،إلى األنشطة البشرية
كاستخدام الوقود األحفوري ،وتربية الماشية ،والتوسع في زراعة األرز ،وازدياد كميات القمامة الصلبة وع دد
مقالبها ،ومعالجة مياه الصرف الصحي وغيرها.
تع ادل امتصاص ية غ از الميث ان لألش عة تحت الحمراء الحراري ة 50مرة امتصاص ية المق دار نفس ه من ثنائي
أكسيد الكربون .ويأتي حوالي نصف غاز الميثان الذي يطلق إلى الجو من األنشطة البشرية .وهو يزاح من
الجو عن طريق التفاعالت الكيميائية .وهناك قياسات منتظمة لغاز الميثان في الجو منذ عام ،1983أما قبل
ذل ك الت اريخ فيق اس من عين ات من القبع ة الجليدي ة .ويع ادل الت أثير اإلش عاعي لغ از الميث ان الي وم ،ح والي
0.48وات /م .2وهذا يعادل %20من التأثير اإلشعاعي لكامل غازات الدفيئة.
لقد ارتفع تركيز غازا الميثان في الجو من 1610ج.ب.ب عام 1983إلى 1745ج.ب.ب عام 1998مع
أن الزيادة السنوية تناقصت .وقد تغيرت الزيادة السنوية كثيراً في عقد التسعينات .فقد كانت بحدود الصفر
عام 1992وارتفعت إلى 13ج.ب.ب عام .1998وليس هناك تفسير واضح لهذا االختالف .ومنذ صدور
التقرير الثالث للمنظمة الحكومية لتغير المناخ IPCCتحسنت عملية تقدير إصدارات حقول األرز من غاز
الميثان .وعلى الرغم من أن معظم مصادر غاز الميثان قد حددت ،إال أنها غير مؤكدة كمي اً ،ألنها عمليات
حيوية.
-21-
الكتل ة الحيوي ة وتربي ة الحي وان واألنش طة الص ناعية بـ 8ت يرا غ رام ن تروجين في الع ام .ويعطي ه ذا ت أثيراً
إشعاعياً يقدر بـ 0.15وات /م 2وهو يعادل %6من التأثير اإلشعاعي لكامل غازات الدفيئة.
-22-
مص درها ويتن اقص باالبتع اد عن ه .وعالوة على تأثيره ا اإلش عاعي المباش ر ،فله ا ت أثير غ ير مباش ر يتمث ل
بتأثيرها على الغيوم .وهناك المزيد من األدلة اآلن على هذا التأثير السلبي غير المباشر ،على الرغم من أن
ه ذا غ ير مؤك د تمام اً .ويعطي الش كل ( )14ترك يز الكبريت ات المترس بة في جلي د غرينالن د .وبش كل ع ام
فللمعلقات في التروبوسفير ،تأثير إشعاعي سلبي ،ويؤدي وجودها إلى تبريد الجو .كما أن زمن بقائها أقصر
بكث ير من بقي ة غ ازات الدفيئ ة ،حيث ي تراوح من أي ام إلى أس ابيع ،بينم ا يمتد بالنس بة لغ ازات الدفيئ ة األخرى
لعقود وحتى لقرون.
-23-
-1التنقيب عن مصادر الطاقة األولية واستغاللها.
-2تحويل مصادر الطاقة األولية إلى أنواع مفيدة من الطاقة ،في مصافي التكرير ومحطات توليد الكهرباء.
-3نقل الوقود و توزيعه.
-4استخدام الوقود في تطبيقات ثابتة وأخرى متحركة.
تنشأ اإلصدارات من هذه النشاطات عن طريق االحتراق ،وأيض اً على شكل إصدارات هاربة أو أنها تهرب
بدون حرق.
إن معظم الكرب ون المنطل ق ه و على ش كل ثن ائي أكس يد الكرب ون ،CO2وبعض ه على ش كل أح ادي أكس يد
الكرب ون COوغ از الميث ان CH4ومركب ات عض وية طي ارة غ ير الميث ان .NMVOCsيتأكس د معظم
الكربون غير CO2في النهاية في الجو إلى .CO2ولكن هذه المركبات تحتوي على كمية ضئيلة نسبياً من
الكربون .لذا تحسب كمية CO2على أساس محتوى الوقود من الكربون .ويعود هذا إلى أن كمية الكربون
المنطلقة على شكل CO2تعتمد على نوع الوقود فقط ،بينما يعتمد إصدار غازات غير CO2على عوامل
عدة أخرى كالتقانة والصيانة وغيرها والتي هي عادة غير معروفة.
تستخدم المنهجية TIER 1))(13) 1لحساب اإلصدارات من كمية الوقود المحترق ،ومن متوسط عوامل
اإلص دار) .Emission Factor (EFوهن اك عوام ل إص دار EFلك ل غ ازات الدفيئ ة المباش رة .تعتم د
عوامل إصدار CO2على محتوى الوقود من الكربون فقط .ولذا يمكن حساب CO2بدقة بناء على كمية
الوقود الكلية المحروقة ،وعلى محتواه من الكربون.
في المنهجية )TIER 2( 2تستخدم اإلحصاءات عن كميات الوقود المحروقة ،ومحتواها من الكربون ،كما
في المنهجية ،1ولكن تستخدم هنا عوامل إصدار محلية Local Emission Factorsبدالً من عوامل
اإلصدار القياسية العالمية .Standard Emission Factorوبما أن عوامل اإلصدار المحلية تختلف
بحسب أنواع الوقود المحلية ،وتقانات االحتراق ،أو حتى بالنسبة لكل مصنع أو محطة ،لذا يمكن أيضا" تفريق
بيانات األنشطة ) Activity Data (ADبحيث تعكس الفروق المحلية بينها .وبهذه الطريقة تنخفض درجة
عدم التأكد ،ويمكن تقدير ميول اإلصدارات مع الزمن بدقة أكبر .ويمكن بهذه المنهجية تقدير اإلصدارات من
غازات غير CO2من عوامل إصدار محلية.
أم ا المنهجي ة )Tier 3( 3األعلى ،فتعتم د على تط وير عوام ل إص دار محلي ة وخاص ة لك ل تقان ة .فهن اك
بحسب التقانة المستخدمة ،وبحسب نوع الوقود .ويمكن استخدام عوامل تقانة خاصة لـ CH4و N2O
هذه العوامل منذ البداية أو للمقارنة .وهي تظهر عوامل إصدار بدون تحكم لكل نوع من التقانات .ولذا فهي
ال تظه ر مس توى التحكم التق ني المس تخدم في بعض ال دول .ول ذا يجب تع ديلها بالنس بة لل دول ال تي مارس ت
التحكم على إصداراتها.
-24-
وبش كل ع ام تحس ب إص دارات غ ازات الدفيئ ة بض رب كمي ة الوق ود المس تهلك ،بعوام ل اإلص دار لك ل غ از.
وتؤخ ذ كمي ات الوق ود المس تهلكة من اإلحص ائيات الوطني ة وتق در ب التيراجول .ل ذا يجب أوالً تحوي ل كمي ات
الوقود المستهلكة ،والمحسوبة وزن اً أو حجم اً ،إلى محتواها من الطاقة بالتيراجول .وتستخدم كل المنهجيات
الس ابقة كمي ات الوق ود المحروق ة كبيان ات أنش طة .وتس تخدم العالق ة التالي ة لحس اب إص دار CO2بواس طة
المنهجية )14( :1
إصدار ( ،GHGوقود) = الوقود المستهلك(وقود) * عامل اإلصدار( ،GHGوقود)
حيث:
إصدار ( ،GHGوقود) =اإلصدار لغاز دفيئة GHGمعين ،من نوع معين من الوقود (كغ )GHG
الوقود المستهلك (وقود) = كمية الوقود المحترقة (تيرا جول )Tj
عامل اإلصدار( ،GHGوقود) = عامل اإلصدار القياسي لغاز دفيئة GHGمحدد من نوع معين من الوقود
(كغ غاز /تيرا جول).
ومن أجل CO2فهو يتضمن عامل األكسدة والمفترض أنه يساوي .1
ومن أج ل حس اب اإلص دارات الكلي ة من مص در معين تجم ع ك ل اإلص دارات المحس وبة من العالق ة الس ابقة،
بالعالقة التالية لكل أنواع الوقود:
اإلصدارات الكلية لغاز دفيئة GHGمعين = مجموع (كل الوقود) (اصدارات( ،GHGوقود))
يمثل عامل اإلصدار للكربون محتوى الوقود من الكربون ،ما عدا أي كربون ال يحترق ويبقى في الرماد ،أو
يصدر على شكل سخام أو هباب .وبما أن هذا الجزء ضئيل لذا تهمل عوامل اإلصدار بحسب المنهجية 1
ه ذا الج زء ،وتف ترض أن أكس دة الكرب ون كامل ة (أي أن عام ل األكس دة يس اوي .)1وق د ال يمكن إهم ال ه ذا
الجزء من أجل وقود هايدروكربوني صلب كالفحم الحجري .وتزود قاعدة بيانات عوامل اإلصدار EFDB
) (Emission Factor Data Baseعوام ل إص دار خاص ة بالمن اطق المختلف ة ،ق د تك ون أفض ل من
عوامل اإلصدار القياسية
ومن أجل المصادر المتحركة كالسيارات والحافالت والشاحنات ،يمكن حساب كمية غازات الدفيئة باستخدام
المنهجي ة 1أو المنهجي ة 2أو المنهجي ة 3بحس ب الظ روف ،وت وفر المعطي ات الالزم ة .وتف ترض الحس ابات
أكسدة كاملة للكربون في الوقود ،لتكون متسقة مع االفتراض نفسه بالنسبة للمصادر الثابتة .ويمكن االعتماد
على ن وعين من البيان ات :األول على كمي ة الوق ود المس تهلك أو المب اع ،ونوعيت ه ،والث اني على ط ول
الكيلومترات التي تقطعها الحافلة .وإ ذا كان هذان النوعان من البيانات متوفرين ،فمن المفيد التأكد من أنهما
يعطيان النتائج نفسها ،وإ ال ستكون التقديرات للغازات المختلفة متباينة .وبصورة عامة ،يناسب النوع األول
من البيانات حساب إصدارات ،CO2بينما يناسب الثاني حساب اإلصدارات من CH4و .N2O
-25-
تحس ب اإلص دارات من غ از CO2على أس اس كمي ة الوق ود المس تهلك ،ونوعيت ه (حيث تؤخ ذ كمي ة الوق ود
المباع ة) ومحت واه من الكرب ون .وتحس ب اإلص دارات من CO2بحس ب المنهجي ة 1بض رب كمي ة الوق ود
المباعة المقدرة ،بعامل إصدار قياسي لـ .CO2كما في العالقة التالية:
CO2من مصدر متحرك على الطرقات (كغ) = الوقود المباع (تيرا جول) * عامل االصدار القياسي(كغ/
تيرا جول)
عامل االصدار القياسي (كغ /تيرا جول) = محتوى الوقود من الكربون * ()12/44
] Emission = Σ [Fuela * EFa
أو:
اإلصدار = مجموع (الوقود * عامل اإلصدار الخاص به)
حيث:
اإلصدار = إصدار ( CO2كغ)
الوقود = الوقود المباع (تيرا جول)
= عامل اإلصدار (كغ /تيراجول) وهو يعادل محتوى الوقود من الكربون مضروباً بـ 12/44 EFa
= نوع الوقود المستخدم (بترول أو ديزل أو غاز طبيعي أو غاز مسال....الخ) a
ويأخذ عامل إصدار CO2بالحسبان كل الكربون ،بما فيه الذي يصدر على شكل CO2أو CH4أو CO
أو NMVOCأو دق ائق ص لبة .ويجب ع دم حس اب أي كرب ون من الكتل ة الحيوي ة ،ألن ه محس وب في قس م
الزراعة واستخدام األراضي ويجب تسجيله كمعلومة فقط.
تستخدم المنهجية 2الطريقة ذاتها المتبعة في المنهجية ،1إال أنها تأخذ محتوى كربونياً خاصاً بالوقود المحلي
المس تخدم .وتس تخدم العالق ة الس ابقة نفس ها ،ع دا عام ل اإلص دار ال ذي يك ون اآلن محلي اً ،و ال ذي يعتم د على
نوعية الوقود المباع في المنطقة ،وفي العام ذاته .وفي هذه المنهجية تعدل كمية CO2بحيث تأخذ بالحسبان
أيض اً الكرب ون المنطل ق على ش كل غ ير ،CO2أو غ ير المح ترق .وال توج د منهجي ة 3لحس اب إص دارات
CO2ألنها ال تقدم معلومات أفضل من المنهجية .2
إن تق دير اإلص دارات من غ از CH4وغ از N2Oأق ل دق ة من ،CO2ألن عوام ل اإلص دار تعتم د على
تقانة الناقلة ،ونوع الوقود ،وشروط التشغيل المختلفة .وتكون بيانات األنشطة من حيث المسافة المقطوعة،
وكمي ات الوق ود المس تخدمة ،أق ل وثوق اً من كمي ة الوق ود الكلي ة المباع ة المس تخدمة في تق دير .CO2وعلى
ال رغم من أن كمي ة CO2الناجم ة عن ح رق الوق ود الحي وي ،ال تس جل ض من اإلص دارات من المص ادر
و N2Oيجب أن يحس ب ويس جل .وهن اك ثالث المنتقل ة ،إال أن م ا تص دره ه ذه المص ادر من CH4
ط رق لتق دير اإلص دارات من CH4و N2Oمن المص ادر المتحرك ة .تعتم د األولى على المس افة
-26-
المقطوع ة ب الكيلومتر ،و تعتم د االثنت ان الباقيت ان على الوق ود المب اع .تعتم د المنهجي ة 1على عوام ل إص دار
مبني ة على الوق ود المب اع ،وال تعتم د على الوق ود المس تهلك بحس ب ن وع الناقل ة .أم ا المنهجي ة 2فتعتم د على
عوامل اإلصدار بحسب الوقود المستخدم ،وبحسب نوع الناقلة المستخدمة .أما المنهجية 3وهي األدق ولكن
األك ثر ص عوبة ،فتعتم د على ت وفر البيان ات الالزم ة عن ن وع الناقل ة ،والمس افة المقطوع ة ،ونوعي ة الطري ق
المس تخدم .ويعتم د ن وع الناقل ة على طرازه ا ،وعمره ا ،وعلى التحكم باإلص دارات المس تخدم فيه ا .ويمكن
تمثيل عالقة حساب اإلصدارات من CH4و N2Oبحسب المنهجية 1بالعالقة:
] EMISSIONS OF CH4 AND N2O = Σ Emission [Fuela * EFa
أو:
اإلصدارات = مجموع (االصدارات من الوقود * عامل اإلصدار لهذا الوقود)
حيث:
اإلصدارات = اإلصدارات بال (كغ).
= EFaعامل اإلصدار (كغ /تيرا جول) للوقود a
= Fuelaالوقود المستهلك (تيرا جول) كما هو ممثل بالوقود المباع.
= نوع الوقود المستخدم (ديزل أو غازولين أو غاز طبيعي أو غاز مسال) a
ويتطلب حساب اإلصدارات بحسب العالقة السابقة الخطوات التالية:
-1تحديد كمية الوقود المستهلك بحسب نوع الوقود من أجل النقل على الطرق وذلك من البيانات الوطنية ،أو
من الوكالة الدولية للطاقة ،IEAأو من مصادر البيانات التابعة لألمم المتحدة ،UNوذلك ب (تيراجول).
-2من أجل كل نوع من أنواع الوقود تضرب الكمية المستهلكة بعامل اإلصدار القياسي .EF
-3تجمع اإلصدارات لكل غاز لكل أنواع الوقود المستخدمة.
اتجاهات اإلصدار لغازات الدفيئة:
أدى االعتم اد المتن امي على الوق ود األحف وري من ذ منتص ف الق رن الث امن عش ر إلى إص دار أك ثر من 1100
غيغ ا طن من غ از CO2إلى الغالف الج وي .وق د ثبتت اإلص دارات العالمي ة من CO2من ح رق الوق ود
(حوالي %70من كامل غازات الدفيئة و %80من كامل إصدارات )CO2بشكل مؤقت بعد أزمتي النفط
عام 1973و عام ،1979قب ل أن تستأنف نموه ا من جدي د .لقد أظهرت البيان ات أن اإلصدارات من قطاع
الطاق ة نمت بمع دل %1.5في الع ام ،من 20غيغ ا طن إلى 26غيغ ا طن CO2في الف ترة من 1990
وح تى .2005وق د اس تقرت اإلص دارات تقريب اً في دول االتح اد األوروبي ،بس بب التخفيض ات في ألماني ا
والسويد والمملكة المتحدة ،لكنها ازدادت في باقي الدول الخمس عشرة لالتحاد .وفي الواليات المتحدة زادت
إصدارات CO2الكلية بـ % 6.5بحلول عام .2004وازدادت إصدارات الدول األخرى في منظمة التعاون
والتنمية االقتصادية OECDبـ %20للفترة ذاتها ،والبرازيل بـ %68وآسيا بـ .%104وازدادت إصدارات
-27-
الصين من عام 1990وحتى عام 2005من 676إلى 1491ميغا طن CO2في العام ،لتشكل %18.7
من اإلصدارات العالمية ،ولتحتل المرتبة الثانية بعد الواليات المتحدة.وانخفضت اإلصدارات من الدول خارج
منظمة OECDومن دول االتحاد السوفييتي السابق ،بـ %38بين عام 1989وعام ،1999ولكنها عادت
للزيادة بعد أن تعافت اقتصادياتها.
وازدادت حص ة الغ از الط بيعي والطاق ة النووي ة من س وق الطاق ة نتيج ة أزم تي النف ط في س بعينات الق رن
الماض ي ،وال ي زاالن يس اهمان في خفض اإلص دارات من غ ازات الدفيئ ة إض افة إلى نم و الطاق ة المتج ددة.
ويؤدي التقدم التقني المستمر في تقانات الطاقة غير الكربونية ،وتحسين كفاءة الطاقة ،إلى خفض سنوي في
كمية الكربون الصادر .وقد انخفضت كثافة الكربون في الطاقة األولية في العالم من 78غرام /CO2ميغا
جول عام ،1973إلى 61غرام /CO2ميغا جول عام ،2000بسبب التنويع في الطاقة األولية من غير
النفط .وخفضت الصين استهالكها من الطاقة الكربونية بمعدل %5في العام خالل الفترة من 1980وحتى
،2000م ع توق ع االس تمرار بمع دل %3في الع ام ح تى ع ام ،2050على ال رغم من أن التق ديرات الحديث ة
لنم و الن اتج المحلي اإلجم الي ق د ت ؤثر على ه ذا التوق ع .وق د خفض ت الوالي ات المتح دة ش دة غ ازات الدفيئ ة
(وهي كمي ة غ ازات الدفيئ ة نس بة لواح دة الن اتج المحلي اإلجم الي) بح والي %2ع ام 2003و %2.5ع ام
،2004على ال رغم من أن اإلص دارات الحقيقي ة ق د ازدادت بالكمي ة المطلق ة .لق د ك انت اإلص دارات لتولي د
الطاق ة ولتزويد التدفئ ة حوالي 12.7غيغ ا طن مك افئ CO2عام ( 2004حوالي %26من الكلي) بم ا في
ذلك 2.2غيغا طن مكافئ CO2من الميثان ( %31من الكلي) و كميات ضئيلة من .N2Oوبحسب تنبؤ
مكتب الطاقة العالمي لعام ،2006فستزداد هذه اإلصدارات إلى 17.7غيغا طن مكافئ CO2عام .2030
وخالل حرق الوقود األحفوري والكتلة الحيوية ينطلق N2Oكما ينطلق الميثان .إن انطالق الميثان من إنتاج
الغاز الطبيعي ونقله وتوزيعه غير مؤكد .لقد كانت الضياعات إلى الجو كما سجلتها االتفاقية اإلطارية للتغير
المن اخي UNFCCCع ام 2002تق ع في المج ال %1.6-0.3من الغ از الط بيعي المس تهلك .وألك ثر من
عق د من ال زمن ،بقيت اإلص دارات من تنفيس الغ از المراف ق إلى الج و ،وحرق ه في ش عل آب ار النف ط ثابت ة
وبحدود 0.3غيغا طن مكافئ / CO2العام .وقد ساهمت الدول النامية بأكثر من %85من هذا المصدر.
ويوج د ميث ان الفحم الحج ري بش كل ط بيعي في طبق ات الفحم والص خور المج اورة .وسيس تمر إطالق الميث ان
إلى الجو أثناء عملية الحصول على الفحم الحجري ،ما لم يصفى ويلتقط من الفحم والصخور .ويأتي حوالي
%10من الميثان الصادر عن اإلنسان في الواليات المتحدة من هذا المصدر .لقد أطلقت الدول الثالث عشرة
الرئيس ة في إنت اج الفحم الحج ري %85من غ از ميث ان الفحم الحج ري والمق در بـ 0.24غيغ ا طن مك افئ
CO2عام .2000وتعد الصين أكبر منتج بحوالي 0.1غيغا طن مكافئ ،CO2تتبعها الواليات المتحدة
( 0.04غيغ ا طن مك افئ )CO2وأوكراني ا ( 0.03غيغ ا طن مك افئ .)CO2ومن المتوق ع أن تتج اوز
إص دارات ميث ان الفحم الحج ري 0.3غيغ ا طن مك افئ CO2ع ام 2020م ا لم تتخ ذ إج راءات لتخفيفه ا.
-28-
وتطلق غازات دفيئة أخرى من قطاع الطاقة ،ولكن بكميات قليلة نسبياً .فغاز SF6يستخدم على نطاق واسع
في الع زل والقواط ع وفواص م ال دارات في محط ات الت وتر الع الي ،بس بب ارتف اع ث ابت ثنائيت ه الكهربائي ة،
وبس بب خ واص الع زل الكهربائي ة .وله ذا الغ از إمكاني ة تس خين عالمي ة GWPلم دة 100ع ام ،تع ادل
23900م رة من ،CO2وزمن بق اء في الج و يع ادل 3200عام اً ،مم ا يجعل ه أق وى غ ازات االحتب اس
الح راري .وي ذهب ح والي %80من مبيع ات SF6إلى االس تخدام في مراف ق الطاق ة والتجه يزات
الكهربائي ة .وق د تع اونت حكوم ة الوالي ات المتح دة م ع 62ش ركة مول دة للطاق ة ،ومرف ق للكهرب اء طواعي ة،
لخفض تسرب SF6من التجهيزات الكهربائية .وبالفعل فقد انخفض معدل التسرب من %17من المخزون
إلى %9بين ع امي 1999و .2002وق د مث ل ه ذا انخفاض اً ق دره %10من األس اس لع ام 1999إلى
0.014غيغا طن مكافئ .CO2وهناك برامج لخفضه في هولندا واستراليا والنرويج بمعدل %13حتى عام
2005و %30ح تى ع ام 2010تحت مع دل إص داره ع ام .2000ويس تخدم CFC-114كغ از تبري د في
تخص يب اليوراني وم ب النفوذ الغ ازي ،في محط ات الطاق ة النووي ة ولكن مس اهمته كغ از دفيئ ة ض ئيلة مقارن ة
بإصدار .CO2
اتجاهات اإلصدارات اإلقليمية:
يتوقع أن يصل الطلب العالمي على الطاقة األولية إلى 890EJ -650بحلول عام 2030بحسب سيناريو
A1و B2من سيناريوهات SRESللـ IPCCوسيناريو مستقبل الطاقة العالمي 2004للـ .IEAوتظهر
ه ذه الس يناريوهات الثالث أن الطلب على الطاق ة في آس يا س يتجاوز نظ يره في أمريك ا الش مالية ،بحل ول ع ام
2010وس يبلغ ض عفه بحل ول ع ام .2030ويمكن أن يتض اعف الطلب على الطاق ة في أفريقي ا والش رق
األوسط وأمريكا الالتينية بحلول علم .2030كما سيصل الطلب في أفريقيا جنوب الصحراء ،و دول االتحاد
الس وفييتي الس ابق إلى ،EJ 70-60وإ لى أق ل من EJ 40لك ل من دول OECDفي المحي ط اله ادئ،
ووس ط وش رق أوروب ا .ويت وزع الطلب بش كل أك ثر تك افؤاً بين المن اطق في س يناريو B2م ع انخفاض ه في
أوروبا و OECDالمحيط الهادئ .وهناك سيناريو مشابه لتزويد الطاقة النهائي في العالم.
لق د أس قطت لجن ة الطاق ة العالمي ة بيان ات من ع ام 2000إلى ع ام 2050على ثالث ة س يناريوهات بتق ديرات
سكانية مختلفة .وفعلت الـ IEAوسيناريوهات SRESللـ IPCCالشيء نفسه .لقد كانت متطلبات التنمية
المس تدامة sustainable developmentبحيث ي زداد الطلب على الطاق ة األولي ة من %40إلى
،%150وت زداد اإلص دارات إلى 48و 55غيغ ا طن مك افئ / CO2الع ام .ويمث ل ه ذا مش كلة بالنس بة
لم زودي الطاق ة لتلبي ة ه ذا الطلب .ويتطلب تق دماً في التقني ة ،وت وفر األم وال الالزم ة .ومن المتوق ع أن تنم و
الكهرباء بسرعة أكبر من نمو الطلب على الطاقة األولية بـ %110إلى %260حتى عام ،2050مما يشكل
تحدياً أكبر لتأمينها مع الشبكات الالزمة لنقلها ،وخاصة في الدول النامية .وتمتلك آسيا المحيط الهادئ %30
تقريباً من مصادر الفحم الحجري المؤكدة ،ومن النفط الذي هو أكبر مصدر للطاقة األولية التجارية المستهلكة
-29-
في المنطقة .وقد جاء %82من النفط المستورد عام 2003من الشرق الوسط ،وستبقى المنطقة معتمدة على
النفط المستورد من دول األوبك .وسيؤدي استمرار النمو االقتصادي السنوي السريع للصين بمعدل %9.67
من ع ام 1990إلى ع ام ،2003إلى اس تمرار الطلب على الطاق ة األولي ة ،حيث ازداد االس تهالك باس تمرار
منذ عام .1980وقد وصل استهالك الطاقة عام 2003إلى .EJ 49ويرتبط تلوث الهواء المرتفع في
الص ين مباش رة ،باس تهالك الطاق ة وعلى األخص من ح رق الفحم الحج ري ،ال ذي ينتج %70من إص دارات
المعلقات و %90من SO2و %67من N2Oو %70من CO2 .وقد ازداد استخدام الغاز الطبيعي
م ؤخراً في منطق ة آس يا ،على ال رغم من أن حص ته البالغ ة %12من الطاق ة األولي ة تبقى أق ل من %23في
الواليات المتحدة و %17في االتحاد األوروبي على التوالي .وقد ظهر مؤخراً سوق للغاز الطبيعي المسال
LNGفي المنطق ة ،تس يطر علي ه الياب ان و كوري ا الجنوبي ة واس بانيا وال تي تمث ل %68من ت دفق التج ارة
العالمي ة في ه .ومن المتوق ع أن ي زداد اس تهالك الطاق ة األولي ة في منطق ة آس يا المحي ط اله ادئ ،بس بب النم و
االقتصادي المستمر ،وزيادة الطلب على وقود النقل بمعدل %1سنوياً خالل الفترة 2030-2002في دول
منظمة التقدم االقتصادي آلسيا و %2.6في الصين و %2.1في الهند و %2.7في اندونيسيا .وسيمثل هذا
%42من الزيادة العالمية في الطلب على الطاقة األولية .ويمكن أن تواجه المنطقة نقص اً في إمدادات الطاقة
األولية في العقود القادمة .ومن المحتمل أن تزداد مخاطر األمن الطاقي ،وأن تفرض قيود بيئية صارمة على
استهالك الطاقة األحفورية .وقد تلعب الطاقة النووية والكهرومائية والطاقات المتجددة األخرى دوراً أكبر في
توليد الكهرباء لتلبية نمو الطلب المتزايد عليها.
وبالنسبة لالقتصاديات في المرحلة االنتقالية ( Economies In Transition EITعلى األخص دول
االتحاد السوفييتي السابق) فقد كان استهالك الطاقة األولية الكلي عام 2000حوالي %70من مستواه عام
،1990مم ا أدى إلى انخف اض ح اد في إص دار غ ازات الدفيئ ة .وعلى ال رغم من أنه ا ازدادت م ؤخراً فإنه ا
تبقى %30تحت مس تواها ع ام .1990وعلى ال رغم من التح والت االقتص ادية والسياس ية فال ت زال أنظم ة
الطاقة في هذه الدول تتصف باالستطاعة الزائدة في إنتاج الكهرباء ،واالعتماد المرتفع على الوقود األحفوري
المس تورد ،واالستخدام غ ير الكفء .وق د ترافق اإلص الح االقتصادي م ع انفت اح هذه االقتص اديات ،مم ا أدى
إلى إدخاله ا في المنظوم ة العالمي ة واألوروبي ة .ومن المحتم ل أن يتس ارع النم و أك ثر في ال دول ال تي دخلت
االتحاد األوروبي .وقد ازداد استهالك الطاق ة األولية الكلي للدول في المرحلة االنتقالية بـ %2في الع ام منذ
عام .2000ومن المتوقع أن يزداد باستمرار على مدى العقدين القادمين ،مع زيادة دخل الفرد ،واإلنتاجية
االقتصادية ،ما لم تؤد كفاءة استخدام الطاقة إلى ثبات الطلب عليها.
ومن المتوقع أن يتضاعف الطلب على الطاقة في أفريقيا والشرق األوسط وأمريكا الالتينية على مدى العقدين
أو الثالثة القادمة ،وأن تحافظ هذه المناطق على حصتها من الطلب العالمي على الطاقة األولية .وقد تشجع
سياسات الدول النامية الهادفة إلى توفير أمن اإلمدادات ،وتخفيض التأثيرات البيئية ،وتشجيع اقتصاد السوق،
على زيادة كفاءة السوق والحفاظ على الطاقة وتخزين النفط بشكل مشترك واالستثمار في استكشاف الموارد
-30-
وتطبيق آليات التقانة النظيفة والتجارة في إصدارات الكربون .وسيستمر التعاون الدولي في تطوير مصادر
الطاقة و تحسين كفاءة اإلنتاجية الصناعية.
تأثيرات التنمية المستدامة والطاقة المتاحة
لقد أظهرت التحالي ل التي أج ريت على 125دولة أن مستوى المعيش ة ودرجة التطور يتعلقان بمقدار توفر
خ دمات الطاق ة الحديث ة المس تهلكة من قب ل الف رد في ك ل بل د .وي ؤثر ع دم ت وفر الطاق ة على آم ال العدي د من
ال دول النامي ة .وب دون أي ة تنمي ة ،يص بح من المتع ذر تحقي ق األه داف التنموي ة األلفي ة لألمم المتح دة ،المتمثل ة
بإنقاص عدد الذين يعيشون على أقل من دوالر في اليوم إلى النصف بحلول عام .2015ويتطلب تحقيق هذا
اله دف ت أمين الحص ول على الكهرب اء ،والتوس ع في الطبخ الح ديث ،وال تزود بوق ود للتدفئ ة ،للماليين في
الدول النامي ة وعلى األخص في أفريقيا جنوب الصحراء وفي جنوب آسيا .إن معدل وصول الكهرباء لـ 40
ملي ون ش خص في الع ام في الثمانين ات ولـ 30ملي ون ش خص في التس عينات ،يق ترح أن ه يجب تج اوز الجه ود
الحالية بمقدار كبير .وستكون هناك حاجة لحوالي 2400غيغا وات من طاقة توليد الكهرباء الجديدة بحلول
عام 2030في الدول النامية ( 100غيغا وات في العام) والتي إضافة إلى البنى التحتية الضرورية المرافقة
لها ،ستحتاج إلى 5تريليون دوالر .وستكون هناك تأثيرات بيئية ناتجة عن التزود بالفحم الحجري ،وتعدين
اليوراني وم ،واس تخراج النف ط ،ونق ل النف ط والغ از ،وإ زال ة الغاب ات ،وحت الترب ة ،وتغي ير مج رى األنه ار.
ويمكن تحقي ق بعض الت أثيرات المش تركة بين الطاق ات المتج ددة والقيم البيئي ة ،مث ل إع ادة زرع الغاب ات،
وتحسين بنية األراضي ،ولكنها تبقى محدودة.
-31-
الجزء الثالث
« تقوم األطراف بتشجيع التعاون في تطوير التقانة وتطبيقها ونشرها ونقلها ،واإلجراءات والعمليات التي
تتحكم باإلصدارات البشرية من غازات الدفيئة غير المتحكم بها في اتفاقية مونتلاير أو تحد منها أو تمنعها »
المادة 4الفقرة Cمن االتفاقية اإلطارية لتغير المناخ UNFCCC
هناك مجاالت عدة لتخفيف اإلصدارات من غازات الدفيئة أو لتصريفها وتشمل:
-1ترشيد استهالك الطاقة:
من أهم وسائل التخفيف من إصدارات غازات الدفيئة ،ترشيد استهالك الطاقة .ويتبع هذا المبدأ القائل (درهم
وقاي ة خ ير من قنط ار عالج) .وعلى ال رغم من اس تمرار زي ادة ع دد س كان الع الم ،وتحس ن مس توى معيش ة
الغالبي ة منهم ،إال أن ه توج د مج االت هام ة للح د من اس تهالك الطاق ة .ويتعل ق اس تهالك الطاق ة بالس عر ال ذي
ت ؤمن في ه للجمه ور .يجب أن يعتم د التس عير على مب دأ الحف اظ على الطاق ة ،ومن ع اله در ،ومعاقب ة المب ذر.
ويعني هذا تأمين الحد األدنى من الطاقة لقطاعات واسعة من الناس ،لتوفير حياة كريمة ومريحة لهم ،وزيادة
س عرها م ع ارتف اع نس ب االس تهالك .ويتطلب ه ذا توعي ة الن اس ،بأهمي ة ترش يد الطاق ة لألس باب االقتص ادية
والبيئي ة أيض ا" ،عن طري ق وس ائل اإلعالم المختلف ة والتعليم والت دريب .ويجب التفك ير بتغي ير أس لوب الحي اة
الذي ساد لعقود عديدة ،والذي يقوم على ثقافة االستهالك بأي ثمن دون النظر إلى العواقب البيئية
-2التحويل من الفحم الحجري والنفط إلى الغاز الطبيعي
تحت وي أن واع الوق ود المختلف ة على الكرب ون والهي دروجين بش كل رئيس ،وعلى عناص ر أخ رى ك الكبريت
واآلزوت بنس ب أق ل .وي ؤدي ح رق ه ذا الوق ود إلى إص دار غ از ثن ائي أكس يد الكرب ون والم اء بش كل رئيس،
وإ ص دار غ ازات أخ رى كأكاس يد الك بريت واآلزوت وأول أكس يد الكرب ون والهب اب والم واد العض وية غ ير
المحترق ة .ويعت بر غ از ثن ائي أكس يد الكرب ون أك بر الغ ازات المس اهمة في عملي ة االحتب اس الح راري .كم ا
تنطل ق غ ازات أخ رى تس بب احتباس اً حراري اً أيض اً مث ل غ از الميث ان وأول أكس يد الن تروز .وتك ون نس بة
الكرب ون في الخش ب أعلى منه ا في الفحم الحج ري ،وه ذه أعلى من النف ط ،وي أتي الغ از بع د ذل ك .ول ذا ف إن
حرق الفحم الحجري يعطي كمية أكبر من ثنائي أكسيد الكربون ،من حرق الكمية نفسها من النفط ومشتقاته،
وه ذه أك بر ب دورها من الغ از الط بيعي .ول ذا ف إن التح ول من الفحم الحج ري إلى النف ط ،ومن ه إلى الغ از
الطبيعي ،يقلل من إصدارات غازات الدفيئة ،وهو وسيلة أولى من وسائل التخفيف من االحتباس الحراري.
تدعى عملية التحول من وقود صلب إلى سائل ثم إلى غاز بعملية إزالة الكربون .Decarbonizationوهذا
م ا عم دت إلي ه دول كث يرة في االتح اد األوروبي ،وخاص ة انكل ترا وال نرويج ،اللت ان تحص الن على الغ از من
بحر الشمال ،ودول أخرى تأتي إمداداتها من الغاز الطبيعي من الجزائر وروسيا .يمكن لهذه العملية أن تؤثر
بش كل إيج ابي على تل وث اله واء وعلى االحتب اس الح راري أيض اً .لكن الغ از الط بيعي ه و في النهاي ة وق ود
-32-
أحفوري ناضب .ولذا فهذا الحل مؤقت ،وليس استراتيجياً على المدى الطويل .وهناك إمكانية تقنية لتحويل
الفحم إلى الغاز في عملية تدعى التغويز ،Gasificationحيث يتفاعل الفحم مع البخار والهواء عند درجات
عالية من الحرارة وبوجود وسيط .وقد استخدمت هذه العملية في انكلترا في منتصف القرن الماضي للحصول
على الغاز الذي سمي بغاز المدن Town gasمن الفحم الحجري .وقد أجريت بحوث عديدة على تحسين
كف اءة ه ذه العملي ة ،لتص بح عملي ة تجاري ة .لكن ه ذه العملي ة لن تح ل مش كلة االحتب اس الح راري على الم دى
البعيد.
()15
-3خزن الكربون وتصريفه
يمكن استخدام ثنائي أكسيد الكربون المتولد من االحتراق في حقن آبار النفط الستخراج كميات إضافية منه،
في عملي ة ت دعى االس تخراج الث انوي( .)Secondary Recoveryكم ا يمكن خ زن ثن ائي أكس يد الكرب ون
بحقن ه في ب اطن األرض ،ض من كه وف أو من اجم مهج ورة أو تش ققات جيولوجي ة مناس بة أو خزان ات مي اه
جوفية مالحة .وهناك إمكانات أخرى في الصناعة اللتقاط CO2واستخدامه كما في صناعة اليوريا .وال تزال
هذه التقانة تدرس الستخدامها خاصة إذا طبقت ضريبة الكربون المنصوص عليها في بروتوكول كيوتو على
اإلصدارات من غاز ثنائي أكسيد الكربون .أما صرف ثنائي أكسيد الكربون فيتم عن طريق امتصاصه من
قب ل النبات ات ،وتحويل ه بواسطة الطاق ة الشمس ية القادم ة من أشعة الش مس إلى نس ج في عملي ة تدعى بالتمثي ل
اليخض وري .وه ذا م ا ي دعو إلى االهتم ام بالتش جير ،والحف اظ على الغاب ات .وهن اك بح وث لتط وير طح الب
ونباتات مائية تستطيع القيام بهذه المهمة .وهناك ثالث طرق اللتقاط CO2الناجم عن حرق الوقود األحفوري
أو الكتلة الحيوية .ويشير االلتقاط بعد الحرق إلى إزاحة CO2من الغازات العادمة الناجمة عن االحتراق في
اله واء .أم ا االلتق اط قبل االح تراق ،فيع ني إنت اج غ از التفاع ل ،وه و خلي ط من أول أكس يد الكرب ون
والهيدروجين ،عن طريق تفاعل المادة الهيدروكربونية مع البخار أو األكسدة الجزئية بالهواء .ويتفاعل أول
أكسيد الكربون مع البخار مرة ثانية لينتح ثنائي أكسيد الكربون والهيدروجين بتفاعل اإلزاحة .ويمكن إزاحة
CO2بإحدى الطرق المعتمدة واستخدام الهيدروجين في االحتراق أو في خاليا الوقود.
-4الطاقة النووية:
هن اك ح والي 30دول ة في الع الم تمتل ك محط ات لتولي د الطاق ة النووي ة .وق د بلغت حص ة الطاق ة النووي ة في
()16
تولي د الكهرب اء %16على مس توى الع الم ع ام ،2005ومن المتوق ع أن تص ل إلى %18ع ام .2030
ولكن هذا الرقم المتوسط على المستوى العالمي ،يخفي تباينات كثيرة بين الدول والمناطق .فبينما ترتفع حصة
الطاق ة النووي ة في بعض ال دول األوروبي ة مث ل فرنس ا إلى %78من 59محط ة ،وبلجيك ا % 65وروس يا
،%58فإنه ا معدوم ة في أك ثر بل دان الع الم الن امي .وم ع زي ادة المخ اوف من ت أثير اس تخدام الفحم الحج ري
والنفط في زيادة االنبعاثات من ثنائي أكسيد الكربون ،والتأثير على المناخ ،وأيضا بسبب االرتفاع الحاد الذي
حص ل م ؤخرا في أس عار النف ط ،ف إن دوالً عدي دة في الع الم تس عى لتنفي ذ ب رامج طموح ة لتولي د الكهرب اء من
الطاقة النووية .وتأتي في مقدمة هذه الدول الصين التي تسعى لبناء 35محطة توليد طاقة نووي ة في المستقبل
الق ريب تول د 60000ميغ ا وات لتلبي ة احتياجاته ا المتنامي ة إلى الطاق ة .ويع ود ذل ك إلى ع دد س كانها الب الغ
-33-
بحدود 1200مليون نسمة ،وإ لى معدل النمو المرتفع الذي تمر به منذ عدة عقود ،والذي بلغ بحدود %10
سنويا .تعتمد الصين حالياً على توليد الكهرباء من الفحم الحجري المتوفر بكثرة لديها .لكن هذا الفحم هو من
النوعي ة الس يئة ،ول ه ت أثير س يء ج داً على البيئ ة المحلي ة ،إلص داراته المرتفع ة من غ ازات أكاس يد الك بريت
واآلزوت .كما تتعرض الصين لضغوط من دول العالم ،بسبب مساهمتها المرتفعة في إصدار غازات الدفيئة.
وتعتم د الص ين بش كل كب ير على اس تيراد النف ط والغ از من الخ ارج .وك ذلك فعلت دول أخ رى مث ل الهن د
والبرازي ل .وبالنس بة لل دول المتقدم ة ال تي جم دت التوس ع في برنامجه ا الن ووي بس بب رخص س عر النف ط في
العق ود الماض ية ،وبس بب احتجاج ات أنص ار البيئ ة ،فق د ع اد االهتم ام به ذه الطاق ة من جدي د بس بب االحتب اس
الح راري ،وع دم اس تقرار أس عار النف ط .فق د أعلنت الوالي ات المتح دة أنه ا ستوس ع برنامجه ا الن ووي في
المستقبل ،بينما تعيد دول عدة مثل بريطانيا وألمانيا تقييمها للوضع الراهن .وهناك عقود حالية لبناء 1محطة
في فنلندا و 1محطة في فرنسا و 2في الواليات المتحدة وحوالي 32مفاعل في العالم .ويتطلب بناء محطات
الطاقة النووية رأسماالً مرتفعاً وتقانة متطورة ،تأخذ عوامل األمان بعين االعتبار .ويستغرق بناء المحطة من
15-10س نة .أم ا العم ر التق ديري له ا فق د ازداد من 20عام اً إلى 40عام اً ،بفض ل التص اميم الحديث ة
()17
والوثوقية الجيدة لعملها .ومن مزايا الطاقة النووية الرئيسة:
انخفاض الكلفة التشغيلية بسبب كمية الوقود النووي البسيطة الالزمة للتشغيل.
انخفاض الكلفة الكلية على مدى عمر المحطة مقارنة بالنفط أو الفحم الحجري.
عدم إصدار الغازات الملوثة للبيئة المحلية وغازات االحتباس الحراري التي تسبب تغير المناخ.
ارتفاع كفاءتها التي ازدادت من %78إلى % 90
تأمين حمل أساس Base loadموثوق وثابت لشبكات التوزيع الكهربائية
تعرضها ألعطال قليلة ،وصيانة طارئة ،مما أطال عمر المحطة من 20عاماً إلى 40عاماً
وال تزال هناك مشاكل تعترض التوسع في الطاقة النووية أهمها:
-1التخلص من الفض الت المش عة حيث ال ت زال المش كلة معلق ة ،وهي تخ زن حالي اً في ب رك مائي ة ض من
منطقة المعمل.
-2حدوث بعض الحوادث التي أثرت على الرأي العام العالمي ،وتسببت بكوارث بيئية ،أهما حادثة تشرنوبل
في أوكرانيا وثري مايل آيلند في الواليات المتحدة.
-3كلفة إعادة تأهيل موقع المحطة بعد انقضاء عمرها االفتراضي ،وإ زالة اآلثار اإلشعاعية من الموقع.
-4تحتاج معالجة الوقود النووي المستهلك إلى تقانة عالية.
-5الخوف من انتشار تقانة تصنيع األسلحة النووية في مناطق التوتر السياسي.
-6كلفة االستثمار المرتفعة التي قد تكون فوق طاقة كثير من الدول النامية.
-7زمن بناء المحطة الطويل ،والتقانة العالية الالزمة للتشغيل والصيانة.
- 5التوسع في استخدام Cالطاقات المتجددة
-34-
تعد الطاقات المتجددة مصدراً ال ينضب للطاقة .وهي طاقات نظيفة ال تسبب تلوث اً يذكر للبيئة ،كما أنها ال
تطلق غازات الدفيئة التي تؤدي إلى تغير المناخ .وقد بذلت جهود حثيثة في نهاية السبعينات الستغالل هذه
الطاقات ،والتقليل من االعتماد على الوقود األحفوري ،الرتفاع أسعار الطاقة ،وأيض اً لتخفيف آثار التلوث.
لكن سرعان ما تالشى هذا االهتمام ،مع انخفاض أسعار النفط في الثمانينات والتسعينات إلى أدنى مستوياته،
وتوق ف ال دعم الحك ومي الس تعمال ه ذه الطاق ة ،أو ح تى لبح وث التط وير فيه ا .وق د ع اد االهتم ام بق وة اآلن
بسبب ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة ،وبسبب الضغوط للتقليل من إصدارات غازات الدفيئة.
()18
الطاقة الكهرومائية
تزود الطاقة المائية نسبة ال بأس بها من الكهرباء في العالم ،ولكن اإلمكانات المتبقية لبناء السدود واالستفادة
من ه ذه الطاق ة بش كل كب ير أص بحت مح دودة .وق د ب دأت بعض ال دول تع اني من اآلث ار البيئي ة الض ارة لبن اء
السدود الضخمة ،من حيث التأثير على البيئة المائية والبحرية ،وتراكم الطمي خلف السدود ،وتدهور التربة،
وربما تأثير السدود على التعرض للزالزل.
طاقة الرياح
مع ارتفاع أسعار النفط في السبعينات انصب اهتمام كبير على طاقة الرياح .وقد أدى هذا إلى تطوير تصميم
العنف ات الريحي ة المول دة للكهرب اء خالل األع وام الثالثين األخ يرة .ففي منتص ف الثمانين ات ك انت االس تطاعة
العظمى للعنف ة الريحي ة 150كيل و وات .وفي ع ام 2006هن اك عنف ات تجاري ة باس تطاعة 1ميغ ا وات وق د
تص ل إلى 4ميغ ا وات .تحت اج العنف ات إلى مس احة من األرض للطرق ات الالزم ة لص يانتها ،ولم د خط وط
الكهرب اء بينه ا .وتق در المس احة الالزم ة لعنف ة تول د 600كيل و وات بـ 6000م .2كم ا أنه ا تحت اج إلى ري اح
بس رعة 3م /ث ا كح د أدنى ،بالنس بة للعنف ات الص غيرة و 6م/ث للعنف ات الكب يرة .وت زداد س عة العنف ة
واقتص اديتها م ع زي ادة س رعة الري اح وثباته ا .وق د توس عت بعض ال دول مث ل ألماني ا واس بانيا وال دانمارك
والوالي ات المتح دة وانكل ترا وغيره ا في اس تغالل ه ذه الطاق ة .تبل غ الطاق ة المول دة من الري اح في الوالي ات
المتحدة 9000ميغا وات فقط .وتأمل بعض الدول أن تصبح حصة الرياح في توليد الكهرباء بحدود %10
على م دى العق ود القليل ة القادم ة .ويع ترض بعض هم على إنش اء الم زارع الريحي ة بس بب الض جيج ،أو إفس اد
المنظر العام لألرض (التلوث البصري) .ولذا يعمد كثير من الدول إلى إنشاء هذه المحطات على بعد -20
30كم من الس احل ،بعي داً عن المن اطق الس كنية ولالس تفادة من ش دة الري اح في البح ار .وتعت بر محط ة
راهينليغ البحرية في إيرلندة أكبر محطة ريحية في العالم اآلن .تبلغ استطاعة المحطة المؤلفة من 200عنفة
()19
520ميغا وات بكلفة 600مليون دوالر.
الطاقة الشمسية
أم ا الطاق ة الشمس ية فهي المعين ال ذي ال ينض ب ،والطاق ة النظيف ة ال تي ال تس بب تل وث البيئ ة ،أو االحتب اس
الحراري .ولحسن الحظ تمتلك الدول العربية الصحارى الواسعة بمساحتها ،والغنية بشدة اإلشعاع الشمسي
فيه ا ،و بط ول فترت ه .لق د اس تخدم اإلنس ان الطاق ة الشمس ية مباش رة من ذ الق دم ،لتجفي ف المالبس واألغذي ة،
وبصورة غير مباشرة في الزراعة التي تمده بالغذاء والطاقة .وتدعي األسطورة أن العالم اليوناني أرخميدس
-35-
ص مم م رآة شمس ية ض خمة ،اس تطاع بواس طتها تجمي ع األش عة الشمس ية وتس ليطها على أش رعة األس طول
الروم اني ال ذي ك ان يحاص ر س يراكوز فحرقه ا ع ام 212ق.م .وفك ر ليون اردو دافنش ي في الق رن الخ امس
عش ر في ترك يز األش عة الشمس ية ،واس تخدام الطاق ة الناجم ة عن ذل ك في لح ام النح اس .وق د ب دأ اإلنس ان في
القرن الماضي بتطوير التقانة التي يستطيع بواسطتها االستفادة من الطاقة الشمسية بشكل أكبر .إن أحدى أهم
عقبات استخدام الطاقة الشمسية هي أنها متقطعة ،وغير متاحة عندما يكون اإلنسان بأشد الحاجة إليها ،أي في
الظالم أو ال برد .وإ ض افة ل ذلك فالطاق ة الشمس ية مم ددة ج داً ،بالنس بة لل زمن والمس احة .تس تقبل األرض من
ميغا جول في العام ،وبمعدل 1000وات لكل م 2من سطح األرض .ويحتاج اإلنسان 18
الشمس 10* 5.6
إلى التقاط هذه األشعة على مدى زمني قصير ،ولمساحة صغيرة ،حتى يستطيع االستفادة منها .ويمكن التقاط
األشعة الشمسية مباشرة من الشمس ،بواسطة الالقط الشمسي .ومع ارتفاع درجة الحرارة في مركز انعكاس
األشعة لالقط الشمسي ،ترتفع درجة حرارة الماء ،ويتحول إلى بخار يمكن االستفادة منه في توليد الكهرباء.
إن التح دي ال رئيس الس تخدام الطاق ة الشمس ية ه و في االس تفادة منه ا في وس ائط النق ل أو في الص ناعة .وهن ا
نحت اج إلى وق ود خفي ف ،وذي ترك يز ط اقي مرتف ع .ويمكن إج راء ذل ك عن طري ق تحوي ل الطاق ة الشمس ية
()20
بواسطة الكهرباء إلى غاز الهيدروجين ،الذي يمكن خزنه ونقله واستخدامه عند الحاجة إليه.
تعتم د تقان ة الترك يز الشمس ي الح راري ( )CSTعلى اس تخدام العدس ات والمراي ا ،وعلى أنظم ة تتتب ع حرك ة
الشمس ،لتركز مجاالً واسعاً من األشعة الشمسية في حزمة صغيرة .وتحتاج هذه التقانة إلى التعرض المباشر
للش مس لتعم ل .ول ذا فه ذه التقان ة غير مالئم ة للمواقع المغط اة بالس حب .وم ع ذل ك فله ا م يزة وهي أن درج ة
الح رارة العالي ة تول د الم اء الس اخن أو البخ ار ،الل ذين يس تخدمان في أغ راض مختلف ة .وهن اك ثالث تقان ات
وهي ،الخزان الشمسي وبرج الطاقة
الشمس ية والص حن اإلهليجلي .وهن اك ن وع راب ع قلي ل االس تخدام ه و الطب ق الشمس ي .وتس تطيع ه ذه التقان ات
كلها تركيز األشعة ،والحصول على درجات عالية من الحرارة بكفاءة مرتفعة ،ولكنها تختلف في طريقة تتبع
الشمس وتركيز الضوء.
إن التقانة األخرى الستغالل الطاقة الشمسية هي تقانة الخاليا الفولطائية ( .)PVمن المعروف منذ 150عام اً
أن الضوء ي ؤثر على مواص فات بعض الم واد .ويعرف ه ذا بالت أثير الكهرض وئي ،وق د حص ل آينش تاين على
جائزة نوبل عام 1921لشرحه لهذه الظاهرة .تتولد الكهرباء من الفصل بين الشوارد السالبة (االلكترونات)
والشوارد الموجبة (الثقوب) عند تسليط الضوء على نقطة اتصال جزئين من بلورة نصف ناقل .والسيليكون
عبارة عن نصف ناقل يمكن خلطه بكميات بسيطة جداً من الشوائب (مثل الفسفور والبورون) بعملية تدعى
اإلشابة .Dopingحيث تنتج هذه العملية Pموجبة و Nسالبة .وعند تعرضها للضوء تنتج الخلية جهداً 1
فولط
صنعت الخاليا األولى من السيلينيوم عام ،1883أما الخاليا األولى من السيليكون فقد صنعت عام .1954
وق د اس تخدمت ه ذه الخالي ا بنج اح في رحالت الفض اء من ذ ع ام ،1958وأص بحت الوس يلة المس يطرة لتولي د
الكهرب اء في ال رحالت الفض ائية في الس تينات .وبالنس بة الس تخدامها على األرض ،فق د ك انت الكلف ة بح دود
-36-
$ 100لل وات في الس تينات .وفي الس بعينات أمكن تخفيض الكلف ة إلى $20لل وات ،مم ا جعله ا ص الحة
لالس تخدام في األم اكن البعي دة عن الش بكة الكهربائي ة ،وفي المحط ات البحري ة ،ومن ارات الم رافئ ،ومراك ز
تقاطع السكك الحديدية ،وفي الحماية المهبطية لألنابيب وغيرها .وقد ازداد االهتمام بها في السبعينات ،نتيجة
ارتفاع أسعار النفط ثم تناقص هذا االهتمام بعد ذلك .ومع ذلك نمت بمعدل بين %20-10خالل الثمانينات
والتس عينات ،وبلغت اس تطاعة التولي د الكهربائي ة منه ا 1000ميغ ا وات ع ام .1999وق د وص لت ذروة
االس تطاعة المركب ة إلى 6000ميغ ا وات ع ام ،2006ومن المتوق ع أن تص ل إلى 9000ميغ ا وات ع ام
()21
.2007
وبالنسبة ألمريكا الشمالية فإن متوسط التعرض الشمسي (بما في ذلك الليل والطقس الغائم) هو بحدود 125
إلى 375وات /م 2على م دى عام كام ل .وحالي اً تح ول ألواح الخالي ا الفولطائي ة %15من الطاق ة الس اقطة
عليه ا إلى كهرب اء (أي من 3إلى 9كيل و وات /م / 2ي وم) ،ول ذا تعطي ه ذه الخالي ا بح دود 19إلى 56
وات /م 2أو 1.35 - 0.45كيل و وات س اعي /م /2ي وم .إن كف اءة الخلي ة هي اق ل من .%25ويكل ف الـ
PVالم ركب ،ح والي $9لك ل وات كهرب اء ذروة .وبالنس بة ل بيت ص غير م زود ب 3.6كيل و وات ،PV
وب دون بطاري ات ومرتب ط بالش بكة ويغطي نص ف احتياج ات الم نزل من الكهرب اء ف إن الكلف ة هي بح دود
.$ 32000
يس تخدم ح والي %14من الطاق ة في الوالي ات المتح دة لتس خين المي اه .ويمكن تزوي د % 75-50منه ا من
الطاق ة الشمس ية .لق د بلغت االس تطاعة المركب ة ألنظم ة تس خين المي اه بالطاق ة الشمس ية 104غيغ ا وات ع ام
،2006وهي تنم و بمع دل %20-15في الع ام .وتحت ل الص ين المرتب ة األولى في الع الم في تس خين المي اه
بالطاقة الشمسية .إن استخدام الطاقة الشمسية لتسخين المياه مالئم إذ أن درجة الحرارة منخفضة وهي بحدود
70-25م .وتستخدم الصفائح المنبسطة أو األنابيب المفرغة والتي تبلغ كفاءتها بحدود .%60
إن االستخدام التالي لألشعة الشمسية في البيوت هو لإلنارة .وخالل القرن العشرين ،ونظراً لرخص الطاقة،
أص بحت اإلن ارة الداخلي ة بواس طة الكهرب اء .تش كل اإلن ارة الداخلي ة حالي اً ح والي % 22من الكهرب اء
المس تهلكة في الوالي ات المتح دة .ويمكن للتص ميم الجي د أن يخف ف ق دراً كب يراً من الكهرب اء المص روفة في
اإلن ارة ،وخاص ة خالل س اعات النه ار .ولإلن ارة الطبيعي ة فوائ د أخ رى فيزيولوجي ة وس يكولوجية .وباس تخدام
نظام اإلضاءة المهجن ،يمكن عكس األشعة الشمسية الساقطة في حزمة ضوئية ،ومن ثم نقلها بالليف الض وئي
()22
إلى داخل المسكن للتعويض عن اإلنارة الكهربائية.
تس تخدم الطاق ة الشمس ية أيض اً في تك ييف المس اكن (تدفئ ة اله واء وتبري ده وتغي يره) .وتبل غ نس بة الطاق ة
الكهربائي ة المص روفة له ذا الغ رض %40من الكهرب اء في الوالي ات المتح دة واالتح اد األوروبي .ويمكن
اس تخدام م واد تمتص الح رارة خالل الس طوع الشمس ي ،مث ل الحج ارة واالس منت والمي اه ،ثم ترس لها عن دما
تغيب الشمس ويبرد المنزل .وهناك أيضا المدخنة الشمسية أو الحرارية ،التي تؤدي إلى تكييف الهواء بين
الداخل والخارج بحيث تبرد صيفاً وتدفئ شتاء.
الكتلة الحيوية Biomass
-37-
هناك طرق عديدة الستخدام الكتلة الحيوية في توليد الطاقة .وتأتي في مقدمة هذه االستخدامات ح رق الحطب،
حيث ي أتي معظم الطاق ة في كث ير من ال دول النامي ة من ه ذا المص در .لكن الح رق عملي ة غ ير كف ؤة ،وي ؤدي
إلى إصدار مركبات طيارة ودخان وغازات ملوثة وغازات االحتباس الحراري .وهناك عملية تغويز الكتلة
الحيوية ،بتسخينها إلى درجة مرتفعة بغياب األكسجين .تولد هذه العملية مزيج اً من الغازات ،مثل أول أكسيد
الكربون وثنائي أكسيد الكربون والميثان والنتروجين والهيدروجين .ولهذه الطريقة ميزة على الحرق ،هي أنه
يمكن تنقية الغاز من الشوائب ،واستخدامه في كافة أنواع الطاقة تماماً مثل الغاز الطبيعي .كما يمكن استخدام
غ از الهي دروجين لوح ده ،أو تحوي ل غ از أول أكس يد الكرب ون والهي دروجين إلى الميث انول .وهن اك عملي ة
التفحيم حيث تسخن الكتلة الحيوية إلى درجة عالية لتبخير المواد الطيارة ،والحصول على فحم الخشب بكثافة
تعادل ضعف كثافة الكتلة الحيوية األصلية .وقد أجريت تحسينات للحصول على المواد الطيارة ،وتحويلها
إلى غ از الهي دروجين وأول أكس يد الكرب ون .وهن اك عملي ة الهض م الاله وائي للفض الت العض وية ال تي تنتج
()23
الغاز الحيوي الذي يحتوي على الهيدروجين والميثان.
الوقود الحيوي Biofuel
اس تخدمت عملي ة التخم ير لبقاي ا الم واد الغذائي ة ،مث ل الم والس من الش وندر أو قص ب الس كر إلنت اج الكح ول
اإليثيلي .وقد أضيف هذا الكحول بنسبة %20-10إلى غازولين السيارات في البرازيل الغنية بقصب السكر
والفقيرة بالموارد البترولية .ومع ارتفاع سعر برميل النفط إلى أعلى من 50دوالر للبرميل ،أعلنت دول عدة
من بينها الواليات المتحدة عن نيتها في التوسع في استخدام الوقود الحيوي من المحاصيل الزراعية المختلفة
كالذرة وغيره ا .لكن هذا األمر قد يضر بزراع ة المحاص يل الغذائي ة في الدول الفقيرة بالنفط ،أو في الدول
()24
النامية .كما أنه قد يستنزف الثروة المائية الموجودة فيها لصالح هذه العملية.
الحرارة الجوفية Geothermal Energy
اليوناني ة وتع ني األرض ،ومن الكلم ة thermال تي تع ني الح رارة .ول ذا فهي ت أتي الكلم ة من Geo
بالعربية الحرارة األرضية أو الحرارة الجوفية .تأتي الحرارة الجوفية من تصلب األرض من الغبار والغاز
من ذ ح والي 4بلي ون ع ام .وق د تص ل درج ة ح رارة ج وف األرض عن د 4000مي ل في عم ق األرض إلى
ح والي 9000فهرنه ايت .وت أتي الح رارة أيض ا من تفك ك العناص ر المش عة الموج ودة في الص خور .ويمكن
()25
االستفادة من الحرارة مباشرة أو بتوليد أنواع أخرى من الطاقة بدون تلويث البيئة.
تتدفق الح رارة من نواة األرض باستمرار إلى الخ ارج .وهي تنتق ل إلى الطبق ة المحيط ة ب النواة وال تي تدعى
الغط اء .وعندما تصبح درج ة الحرارة والضغط عاليين جداً ،ت ذوب بعض ص خور الغط اء وتش كل الماغما
(الص هارة) .وبم ا أن الص هارة أخ ف من الص خور المحيط ة به ا فإنه ا ترتف ع ببطء نح و األعلى إلى القش رة
األرض ية حامل ة الح رارة من األس فل .وق د تص ل الص هارة إلى س طح األرض ،حيث تس مى ب الحمم البركانية
التي تنبعث من البراكين .ولكنها في معظم األحيان تبقى تحت قشرة األرض ،وتقوم بتسخين الصخور والمياه
الجوفية القريبة إلى درجة قد تصل إلى 700فهرنهايت .وقد يتغلغل بعض هذه المياه إلى سطح األرض عبر
-38-
الشقوق والتصدعات ،ليشكل ينابيع المياه المعدنية الحارة .لكن معظمه يبقى في جوف األرض محصوراً بين
الصخور ،حيث يدعى هذا التجمع الطبيعي للمياه الساخنة بـ (خزان الحرارة الجوفية).
تحفر آبار أحيان ا بعمق 3كم ،وينطلق الم اء والبخ ار بش كل ط بيعي أو بواس طة المض خات إلى السطح .وإ ذا
ك انت الح رارة بح دود 370-120م فيمكن تولي د الكهرب اء ،بينم ا تس تخدم الخزان ات األق ل عمق ا وبح رارة
149-21م لتسخين المساكن أو البيوت الزجاجية أو تربية األسماك أو لالستجمام .وتولد الطاقة بدون حرق
الوقود وبالتالي بدون إصدار غازات الدفيئة.
ت زود الطاق ة الحراري ة الجوفي ة ح والي 10000ميغ ا وات في الع الم في ح والي 35دول ة .وتول د الوالي ات
المتحدة 2850ميغا وات ،وتشكل %2من الكهرباء في أوتا و %6في كاليفورنيا و %10في نيفادا الشمالية.
وهي تشكل ضعف الطاقة المولدة من الشمس والرياح هناك.
تص نف الح رارة الجوفي ة على أنه ا متج ددة من قب ل وكال ة حماي ة البيئ ة األمريكي ة EPAحيث تمت د لعق ود
وربما لقرون .ويمكن للحرارة الجوفية المركبة في العالم أن تزود طاقة تعادل 10محطات طاقة نووية .وهي
ص ديقة للبيئ ة إال أن بعض المي اه الجوفي ة تطل ق غ از ك بريت الهي دروجين H2Sال ذي يمكن إزاحت ه بط رق
خاص ة .وتحت وي المي اه الجوفي ة أيض ا على ثن ائي أكس يد الكرب ون ،غ ير أن م ا يطل ق من ه أق ل من % 4من
محط ة وق ود أحف وري .وتحت وي المي اه المعدني ة الح ارة على مع ادن وأمالح أعلى من خزان ات المي اه الجوفي ة
الب اردة ول ذا تغل ف األن ابيب بطبق ة عازل ة لحمايته ا من التس رب إلى المي اه الجوفي ة .وتق ام المحط ات ف وق
الخزانات الجوفية وال تحتاج إلى بقعة واسعة من األرض وال تؤثر على جمالية المنطقة.
لقد تطور استخدام الطاقة الجوفية منذ السبعينات من حيث الحفر ومشاكل محطات الطاقة .وقد حلت مشاكل
تتعل ق بالتقش ر والترس ب والتآك ل بالمعالج ة األولي ة للمي اه الجوفي ة .وق د ط ورت ط رق إلزاح ة الس يليكا من
خزان ات تحت وي على نس ب عالي ة من الس يليكا .وفي بعض المحط ات تس تخدم الس يليكا في ص ناعة االس منت،
كم ا يس ترجع الك بريت ويب اع .وهن اك محط ات تس ترجع التوتي اء من ه ذه المي اه المعدني ة .ونتيج ة ل ذلك فق د
()26
انخفضت الكلفة بمقدار .%25و ال يزال البحث العلمي مستمراً لتحسين العملية.
من غ ير الممكن زي ادة الح رارة ،ولكن يمكن زي ادة نفوذي ة الص خر ،وك ذلك زي ادة كمي ات المي اه .ويمكن
للخزان ات المص نوعة من اإلنس ان أن ت زوده بـ %10من الكهرب اء ع ام .2020وكمث ال على زي ادة كمي ات
المياه هو خزان جيسر في كاليفورنيا حيث يحقن الخزان بمياه معالجة من محطة الصرف الصحي القريبة.
وب ذلك ت زداد كمي ة الكهرب اء ،و تح ل مش كلة التخلص من المي اه المعالج ة .ويمكن تحس ين النفوذي ة بحقن مي اه
ح ارة تحت ض غط مرتف ع في الخ زان ،ليق وم بتف تيت الص خور .وتس تخدم أيض اً المض خات الحراري ة الجوفي ة
لتدفئة البيوت .وتستخدم هذه التقانة درجة الحرارة الثابتة بين 13-7م في األرض بضخ مائع ينقل الحرارة
إلى المسكن لتدفئته في الشتاء ،وتبريده في الصيف .ويمكن لهذه التقانة أن تخفض استهالك الكهرباء بـ -30
-39-
.%60وهن اك أك ثر من 300000مض خة حراري ة في الوالي ات المتح دة وسويس را .وهي من أك ثر التقان ات
كفاءة كما قيمتها وكالة حماية البيئة األمريكية للتدفئة والتبريد.
-40-
وهناك بعض الدول التي كانت سباقة إلى استعمال هذه التقنية الحديثة مثل فرنسا وانكلترا والواليات المتحدة
األمريكية .ومنذ أربعين عام اً كان هناك اهتمام ثابت في تسخير قدرة المد و الجزر لتوليد الكهرباء .و قد تم
تركيز االهتم ام على مص بات األنه ار ،حيث تع بر كمي ات كب يرة من الم اء خالل قن وات ض يقة ،مم ا يزي د من
سرعة جريانها .لكن مشاكل بيئية كبيرة واجهت العلماء لتنفيذ هذه التقنية .لذلك لجؤوا إلى النظر في إمكانية
استخدام التيارات الساحلية .وفي التسعينيات انتشر استعمال الجدران المدية في القنوات بين الجزر الصغيرة،
وك ان ذل ك خي ارا أك ثر فاعلي ة من وجوده ا على مص بات األنه ار .كم ا يمكن االعتم اد على ف رق درج ات
الحرارة بين المياه السطحية والمياه العميقة لتوليد الطاقة .وال تزال هذه الطريقة قيد الدراسة .وعلى كل حال
م ا ت زال التقني ات الص ناعية لتجه يزات طاق ة الم د والج زر في ب دايتها ،وس يمر وقت طوي ل قب ل أن تق دم ه ذه
()29
الطاقة الجديدة إسهاماً فعاالً في توليد الطاقة تجارياً.
تعتبر طاقة المد والجزر الوحيدة التي تأتي من القمر .بينما تأتي الطاقة النووية وطاقة الحرارة الجوفية من
األرض .أم ا طاق ة الري اح والطاق ة الشمس ية والوق ود الحف ري والوق ود الحي وي ف إن الش مس هي مص درها
األساسي .وبسبب قوى جاذبية القمر ،يرتفع مستوى الماء في سطح البحر و يهبط دوري اً .ويعتمد ارتفاع المد
في مك ان معين على تغ ير موق ع القم ر والش مس بالنس بة لألرض ،وأيض اً على دوران األرض ،وش كل ق اع
البحر في هذا المكان .ويمكن تصنيف طاقة المد إلى نوعين:
أنظمة تعتمد على االستفادة من الطاقة الحركية ألمواج البحر بشكل مماثل لطاقة الرياح ،وتزداد شعبية هذه
الطريقة بسبب كلفتها األقل ،وتأثيرها األقل على البيئة.
بن اء الس دود ال تي تس تخدم الطاق ة الكامن ة الناجم ة عن ف رق االرتف اع بين الم د المرتف ع والج زر المنخفض.
وتعاني هذه الطريقة من مشاكل ارتفاع كلفة األبنية ،وعدم توفر األماكن المجدية في العالم ،ومن التأثيرات
السلبية على البيئة.
وتقدم التطورات الحديثة في تقانة العنفات كمية كبيرة من الطاقة في المستقبل ،خاصة في األماكن التي يكون
فيها تدفق الماء مرتفعا مثل المضائق ومصبات األنهار أو مداخل الخلجان
يحرك المد كمية هائلة من المياه مرتين كل يوم ،ويمكن بتطويعها الحصول على كمية هائلة من الطاقة تبلغ
بحدود %20من حاجة المملكة المتحدة .وبالرغم من أن مصدر الطاقة موثوق وكبير لكن تحويله إلى طاقة
كهربائية ليس باألمر اليسير .وهناك 8مواقع رئيسة حول بريطانيا يمكن بناء المحطات فيها بينما تم التعرف
على 20موقع آخر في العالم لبناء محطات فيها .إن أكبر محطة مد في العالم (والوحيدة في أوروبا) هي تل ك
الموج ودة في مص ب نه ر رانس Ranceفي ش مال فرنس ا ،وال تي ب نيت من ع ام 1960إلى ع ام 1966
وبلغت اس تطاعتها 240ميغ ا وات .إن المحط ة األولى والوحي دة في أمريك ا الش مالية هي على م دخل خليج
فندي Bay of Fundyوباستطاعة 18ميغا وات وبنيت عام .1984وقد بني مشروع صغير في Kislaya
Gubaفي روس يا على بح ر Barents Seaباس تطاعة 0.5ميغ ا وات .وق د ط ورت الص ين ع دداً من
مشاريع المد الصغيرة و مشروعاً كبيراً في Jiangxiaوسداً على مصب نهر .Yaluولهذه الطاقة ميزات
عديدة أهمها:
-41-
-طاقة متجددة وبالتالي فهي تقريبا مجانية بعد الكلفة الثابتة.
-حماية شريط طويل من الشاطئ ،من الحت واالنهيار نتيجة العواصف والمد
-يمكن التنبؤ بمواعيد المد والجزر ولذا فهي أكثر قابلية للتنبؤ من طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية.
-التنب ؤ بأوق ات الم د والج زر دقي ق وبالت الي يمكن االعتم اد على مص در طاق ة آخ ر عن دما تك ون المحط ة
متوقفة.
-تنخفض العكارة نتيجة انخفاض كمية الماء المتبادلة مع البحر ،ويؤدي هذا إلى زيادة نفوذ أشعة الشمس،
وتشجيع نمو الطحالب البحرية.
-تنخفض الملوحة داخل المصب نتيجة دخول كمية أقل من مياه البحر ،مما يؤثر على البيئة.
-تؤمن الطاقة على مدى 10ساعات في اليوم عندما يتحرك المد والجزر فقط.
-يحمل المصب النهري الصرف الصحي والفضالت األخرى معه من أماكن عدة إلى البحر ،ويؤدي بناء
المصب أو السد فوقه لبقاء هذه الفضالت.
-يحمل النهر كمية من الطمي معه .ويؤدي بناء السد إلى تراكمه خلفه ،مما يؤثر على البيئة ويسبب مشاكل
للسد نفسه.
-42-
-ت دخل بعض األس ماك ض من العنف ات ،و يج رف بعض ها من قب ل تي ار الم اء ،ول ذا يهل ك ح والي %15من
األسماك من فرق الضغط والتالمس مع شفرات العنفة وحدوث التكهف وغيرها.
مستقبل الطاقة
يجب الجمع بين تزويد الطاقة وحواملها واستخداماتها النهائية ،لتداخل هذه العوامل مع بعضها بعضاً .وتستمر
عملية تطوير الكفاءة من خالل تحويل الطاقة األولية إلى حواملها خالل عمليات التعدين والتكرير والتوليد
وغيره ا ،ولكن ه ذه الكف اءة ال ت زال متواض عة .إن خفض الطلب على الطاق ة باس تخدام تقان ات أكف أ في
الصناعة والسكن والنقل يقلل أيض اً من ضياع الطاقة (وبالتالي من إصدار )CO2خالل سلسلة اإلمداد ،وهو
بشكل ع ام أرخص من زي ادة العرض وأكثر كفاءة .ومنذ عام 1971ظ ل الفحم والنفط المصدرين األوليين
األهم لتزوي د الطاق ة ،حيث ازدادت حص ة الفحم بش كل كب ير من ذ ع ام .2000وق د تباط أ النم و ع ام 2005
وانخفض ت حص ة الوق ود األحف وري الكلي ة من %86ع ام 1971إلى %81ع ام ،2004باس تثناء طاق ة
الري اح والش مس والطاق ة الحيوي ة والوق ود الحي وي والكتل ة الحيوي ة التقليدي ة .وق د ش كلت مس اهمة الفض الت
والكتل ة الحيوي ة المحروق ة ح والي %10من اس تهالك الطاق ة األولي ة وح والي أك ثر من %80في ال دول
النامية ،حيث تستخدم كوقود تقليدي للطبخ والتدفئة.
وقد استخدم حوالي %40من الطاقة األولية في العالم كوقود لتوليد 17408تيرا وات ساعي من الكهرباء
عام .2004ونما الطلب على الكهرباء بمعدل %2.8في العام منذ ،1995ومن المتوقع أن يستمر في النمو
بمع دل 2.5إلى % 3.1في الع ام ح تى ع ام .2030وفي ع ام 2005اس تخدم الفحم الحج ري واللغن ايت،
لتوليد %40من الكهرباء في العالم ،بينما زود الغاز الطبيعي ،%20والطاقة النووية ،%16والطاقة المائية
،%16والنف ط %7والطاق ات المتج ددة األخ رى .% 2.1و توس ع اس تخدام الطاق ات المتج ددة غ ير المائي ة
كث يراً خالل العق د الماض ي ،وخاص ة طاق ة الري اح ،والخالي ا الفولطائي ة ،حيث بل غ مع دل النم و %30س نوياً.
وم ع ذل ك فال زالت ه ذه المص ادر ت زود حص ة متواض عة من تولي د الكهرب اء حالي اً .وال ي زال العدي د من
مس تهلكي النف ط وإ لى درج ة أق ل الغ از الط بيعي يعتم دون على االس تيراد ب درجات مختلف ة ،لتلبي ة ح اجتهم من
الوق ود من من اطق بعي دة ،وغ ير مس تقرة سياس ياً ،وع بر من اطق معرض ة للتهدي د .وعلى س بيل المث ال يش حن
17-16.5مليون برميل /اليوم خالل مضيق هرمز في الخليج العربي ،و 11.7مليون برميل /اليوم خالل
مضيق مالقا في آسيا .إن أي تهديد لإلمدادات خالل هذين المضيقين ،سيؤثر بشكل خطير على أسواق النفط.
وق د أظه رت االض طرابات السياس ية في من اطق إنت اج النف ط والغ از في الش رق األوس ط وأفريقي ا وأمريك ا
الالتيني ة المخ اطر ال تي تتع رض له ا ه ذه اإلم دادات .وعن دما تتوس ع التج ارة العالمي ة في النف ط والغ از في
المس تقبل الق ريب ،ف إن الخط ر على ه ذه اإلم دادات س يزداد ،مم ا س يكون ل ه ع واقب خط يرة .وه ذا ه و أح د
()30
العوامل الرئيسة التي تدفع الدول لتطوير الطاقات المتجددة.
وبينما تتوزع الطاقة األحفورية بمساحة 100000وات/م 2تتوزع الطاقة المتجددة بمعدل 5-1وات/م ،2ولذا
يجب أن تس تخدم في الموق ع به ذه الطريق ة المم ددة ،أو أن ترك ز لتلبي ة الطلب المرتف ع على الطاق ة في الم دن
وفي الص ناعة .وبالنس بة للطاق ة المتج ددة ،فق د يس بب االختالف في المن اخ ع دم التأك د مس تقبالً بس بب س نوات
-43-
الجفاف بالنسبة للكهرومائية ،وتدني المحصول بالنسبة للكتلة الحيوية ،وزيادة الغيوم بالنسبة للطاقة الشمسية،
واختالف سرعة الرياح سنوياً .ومع ذلك فهي ذات سعر مستقر نسبياً طيلة فترة توليدها .لقد ازدادت أسعار
النفط والغاز بشكل أكبر من المتوقع في السيناريوهات مؤخراً .وقد يؤدي هذا إلى التقليل من استخدامهما في
النق ل أو تولي د الطاق ة ،وبالت الي التخفي ف من إص دار غ ازات الدفيئ ة .إال أن ه ذا ق د يش جع أيض اً على زي ادة
استخدام الفحم الحجري في توليد الكهرباء ،وبالتالي زيادة إصدارات غازات الدفيئة .ولذا فزيادة سعر النفط
والغ از ليس ت س بباً كافي اً لتش جيع الطاق ات غ ير الكربوني ة ،أو التخفي ف من إطالق غ ازات الدفيئ ة .وبالنس بة
لمحطات الطاقة النووية فهناك عدم تأكد بالنسبة لتوفر رأس المال الكافي لبنائها .وأيض اً فإن القلق من تلوث
البيئة يستدعي اتخاذ إجراءات أشد من أجل السماح باستخدامها .وقد يؤدي توفر اليورانيوم إلى خفض كلفة
الوقود ،لكن هذا ال يشكل نسبة كبيرة من كلفة الطاقة مقارنة بالوقود األحفوري.
التطور العالمي في الطاقة (اإلنتاج واالستهالك)
ازداد اس تهالك الطاق ة األولي ة في الع الم أك ثر من 10م رات من ع ام 1900إلى ع ام ،2000بينم ا زاد
سكان العالم أربع مرات فقط من 1.6بليون إلى 6.1بليون .وتتوقع معظم تنبؤات الطاقة ،زيادات كبيرة في
الطلب عليها في العقود القادمة ،بسبب النمو االقتصادي السريع في العالم ،وخاصة في الدول النامية .وازداد
االستهالك العالمي من الطاقة األولية من 4900مليون طن من النفط المكافئ لعام 1970إلى 8752مليون
طن عام .2004و بلغ متوسط معدل النمو السنوي من عام 1972إلى 1990حوالي ،%2.4بينما انخفض
إلى %1.4من 1990إلى ،2004بس بب االنخف اض المف اجئ في اس تهالك الطاق ة في االتح اد الس وفييتي
السابق ،وزيادة كفاءة استخدام الطاقة في الدول الصناعية المتقدم ة .وحققت آسيا أعلى معدل للنمو ( %3.2
في العام) خالل الـ 14سنة األخيرة .لقد ربط أكثر من %85من سكان الشرق األوسط ،وشرق آسيا ،وأمريكا
الالتينية بالكهرباء ،بينما وصلت في أفريقيا جنوب الصحراء إلى %23فقط ( %8فقط في المناطق الريفية)،
وفي جن وب آس يا إلى %30( %41في المن اطق الريفي ة) .وهن اك ف روق كب يرة في اس تهالك الطاق ة األولي ة
بالنسبة للشخص فهي تصل في أمريكا الشمالية إلى GJ/yr 336بينما تبلغ 26GJ/yrلألفريقي العادي.
()31
وقد انتقل االستهالك األدنى للكهرباء من الدول النامية في آسيا إلى الدول األفريقية.
الوقود األحفوري
ال تزال مصادر الوقود األحفوري متوفرة ،ولكنها تحتوي على كميات معتبرة من الكربون ،الذي يطلق أثناء
االح تراق .إن االحتياط ات المؤك دة والمحتمل ة للنف ط والغ از كب يرة بم ا يكفي ،لتمت د لعق ود ،وفي حال ة الفحم
الحج ري لق رون .وتم د المص ادر المحتمل ة غ ير المكتش فة ،ه ذه التوقع ات لم دة أط ول .وق د زود الوق ود
األحفوري %80من الطلب على الطاقة األولية في العالم عام ،2004ويتوقع أن ينمو استخدامه على مدى
الـ 30-20عام اً القادم ة ،نتيج ة لغي اب سياس ات تش جع اس تخدام مص ادر طاق ة قليل ة اإلص دار للكرب ون.
وباس تثناء الكتل ة الحيوي ة ف إن المك ون األك بر ه و النف ط ( ،)%35والفحم الحج ري ( ،)%25والغ از (.)%21
وفي عام 2003ازداد الطلب على النفط بمعدل %3.4والغاز %3.3والفحم الحجري .%6.3ويشكل النفط
%95من الطلب على الطاق ة في النق ل ال بري والبح ري والج وي ،ومن المتوق ع أن ت زداد ه ذه النس بة .ومن
-44-
المتوق ع أيض اً أن ينم و الطلب على النف ط بين ع امي 2002و ( 2030بمع دل %44بالقيم ة المطلق ة)،
وسيتض اعف الطلب على الغ از ،وس يزداد إطالق CO2بمع دل .%62ويعت بر اس تخدام الوق ود األحف وري
مسؤوالً عن حوالي %85من إصدار CO2البشري المنتج سنوياً.
ويعد الغاز الطبيعي الوقود األحفوري األقل إصداراً لغازات الدفيئة بالنسبة لوحدة طاقة مستهلكة ،ولذا فهو
المفض ل في اس تراتيجيات تخفي ف اإلص دارات .و يتمت ع الوق ود األحف وري بمزاي ا اقتص ادية ،ربم ا لن تتمكن
التقان ات األخ رى من التغلب عليه ا ،على ال رغم من االتج اه الح الي نح و ارتف اع س عر النف ط ،وتن اقص س عر
الطاقة المتجددة ،الناجم عن تحسين اإلنتاجية واقتصاد الجملة .وستستمر خيارات استخدام كل أنواع الوقود
األحف وري ،إذا ت ركت األم ور لعوام ل الس وق فق ط .وإ ذا أري د إنق اص غ ازات الدفيئ ة بش كل ملح وظ ،فيجب
تحويل االستخدامات الحالية للوقود األحفوري ،نحو مصادر طاقة قليلة االحتواء للكربون ،أو بدون كربون،
أو يجب تط وير تقان ات اللتق اط ثن ائي أكس يد الكرب ون وتخزين ه .و يتطلب تط وير تقان ات فق يرة ب الكربون،
وتطبيقها على مدى واسع ،استثمارات كبيرة ،ويجب مقارنتها باالستثمارات في الطاقات البديلة في المستقبل.
الفحم الحجري
يعتبر الفحم الحجري أكثر أنواع الوقود األحفوري تواجداً في الطبيعة ،وال يزال يشكل مصدراً هام اً للطاقة
في بل دان عدي دة .وق د ش كل الفحم الحج ري ح والي %25من االس تهالك الع المي للطاق ة ،وبش كل أس اس في
قط اعي الكهرب اء والص ناعة .تبل غ االحتياط ات المؤك دة العالمي ة من الفحم الحج ري ح والي EJ 22000م ع
EJ 11000من االحتياط ات المحتمل ة وح والي EJ 100000من ك ل األن واع .وعلى ال رغم من ت وزع
توض عات الفحم الحج ري بش كل واس ع ،إال أن أك ثر من نص ف االحتياط ات القابل ة لالس تخراج في الع الم،
موجودة في الواليات المتحدة ( )%27واالتحاد الروسي ( )%17والصين ( .)%13وتحتوي الهند واستراليا
وجن وب أفريقي ا وأوكراني ا ويوغوس الفيا الس ابقة على %33أخ رى .ويوج د 2/3االحتياط ات المؤك دة على
ش كل فحم حج ري ق اس (انثراس يت وب تيومين) ،والب اقي على ش كل ش به -ب تيومين وليغن ايت .وتمث ل ه ذه
المص ادر خزان ات ألك ثر من 12800غيغ ا طن من .CO2لق د ك ان االس تهالك ح والي /EJ 120الع ام ع ام
2005مم ا أدخ ل ح والي 9.2غيغ ا طن /CO2الع ام إلى الج و .وق د اس تخدم ال بيت ( Beatتحل ل ج زئي
للنبات ات م ع مع ادن) ،كوق ود آلالف الس نين ،وعلى األخص في ش مال أوروب ا .وه و ي ؤمن في فنلن دة ح والي
%7من الكهرباء و %19من التدفئة.
التقانات:
من المتوق ع أن يتض اعف الطلب على الفحم الحج ري بحل ول ع ام ،2030وتق در IEAأن هن اك حاج ة ألك ثر
من 4500غيغ ا وات من محط ات الطاق ة الجدي دة ،نص فها في ال دول النامي ة ،لتلبي ة الطلب على الطاق ة .إن
تط بيق تقان ات حديث ة وكف ؤة ونظيف ة أساس ي لتط وير االقتص اد ،إذا أري د تخفيض الت أثيرات على المجتم ع
والبيئة .إن معظم محطات توليد الكهرباء العاملة على الفحم الحجري ،هي من النوع التقليدي الذي يعتمد على
الوقود المحبب ،pulverizedبكفاءة حوالي %35للوحدات األحدث .إن محطات الطاقة العاملة على البخار
ف وق الح رج ،هي المس تعملة تجاري اً في العدي د من ال دول المتقدم ة ،وهي ال تي ت ركب في العدي د من ال دول
-45-
النامي ة كالص ين .وتس تخدم ه ذه المحط ات البخ ار ح تى 600م وض غط 280ب ار ،معطي ة كف اءة تحوي ل من
الوق ود إلى كهرب اء بح دود .%42ومن الممكن الحص ول على كف اءة بح دود %50من ه ذه المحط ات ،ولكن
ذل ك أك ثر تكلف ة .وتعتم د الكف اءة المحس نة على تقلي ل الح رارة الض ائعة ،وإ ص دار غ از CO2بالنس بة لوح دة
كهرباء مولدة .وتبنى وحدات بخ ار فوق الحرج ،بالمعايير الدولي ة .فهن اك مشروع ) CSIRO (2005ينفذ
إلنتاج فحم نظيف جداً ،يخفض الرماد إلى %0.25والكبريت لمستويات منخفضة .وباستخدام عنفات حرق
-مباشر ،ودارة مركبة ،يمكن ه أن يخفض إصدارات غازات الدفيئة بـ %24لكل كيلووات ساعي بالمقارنة
م ع محط ات الطاق ة التقليدي ة .ويخفض تغ ويز الفحم الحج ري قب ل تحويل ه إلى ح رارة ،إص دارات أكاس يد
الكبريت واآلزوت والزئبق منتجاً وقوداً أنظف ،ومخفضاً كلفة التقاط إصدارات CO2من غاز االحتراق.
إن تحويل الفحم إلى سائل تقانة معروفة جيداً ،تعود لالهتمام من جديد ،ولكنها تزيد إصدارات غازات الدفيئة
بشكل كبير إذا لم يخزن الكربون .ويمكن إجراء التسييل مباشرة باالستخالص ،وهدرجة السائل الناتج بكفاءة
حتى .%67أو بشكل غير مباشر بالتغويز ثم إنتاج السوائل بتفاعل فيشر تروبش الوسيطي ،كما في وحدات
SASOLفي جن وب أفريقي ا .وتنتج ه ذه المحط ات 0.15ملي ون برمي ل /الي وم من وق ود ال ديزل ()%80
والنفثا ( )%20عند كفاءة حرارية .%50-37وتخفض أنواع الفحم الرديئة الكفاءة الحرارية ،بينما يرفعها
اإلنت اج المش ترك للح رارة والكهرب اء ويخفض الكلف ة ب .%10وتب دو كلف ة التحوي ل إلى س ائل منافس ة للنف ط
الخام عند سعر 45-35دوالر لبرميل النفط.
-46-
الجزء الرابع
يأتي تقرير األمم المتحدة 2008-2007في وقت بدأ فيه تغير المناخ الذي بقي لفترة طويلة على جدول األعمال
الع المي ،بأخ ذ أعلى ق در من االهتم ام ال ذي يس تحقه .لق د أطلقت ال براهين الجدي دة ال تي توص لت إليه ا المنظم ة
الحكومية لتغير المناخ IPCCصرخة إنذار .لقد أكدت بما ال يقبل الشك ،ارتفاع درجة حرارة نظامنا المناخي،
وربطته مباشرة بنشاط اإلنسان.
بان كي مون
األمين العام لألمم المتحدة
-47-
وأوصي باستخدامه لمؤتمر األطراف ( Conference of Parties.(33) )COPأما التقرير الرابع فقد قدم عام
.)34(.2007
تت ألف الـ IPCCكم ا في الش كل ( )20من ثالث مجموع ات عمل )WG) Working Groupومجموع ة
للمهمات الخاصة ))Task Force TFوهي:
-1مجموعة العمل األولى :WGIومهمتها تقويم النواحي العلمية للنظام المناخي ولتغير المناخ
-2مجموعة العمل الثانية :WGIIتقوم بتقدير تعرض األنظمة الطبيعية واألنظمة االقتصادية -االجتماعية
للتغير المناخي ،واآلثار السلبية أو االيجابية له ،والخيارات للتكيف معه.
-3مجموعة العمل الثالثة :WGIIIتقوم خيارات الحد من إصدار غازات الدفيئة ،وبالتالي التخفيف من تأثير
التغير المناخي.
-4لجن ة المه ام الخاص ة :TFBوهي مسؤولة أم ام برن امج حس اب إص دارات غ ازات الدفيئ ة الـ NGGIPو
تسجيلها.
ولكل مجموعة عمل وحدة دعم تقنية ) Technical Support Unit (TSUتوجد في بلد الرئيس المشارك
للمجموعة من الدول المتقدمة ،ومقر في أحد مراكز األبحاث في ذلك البلد.
-48-
وإ زاح ة ك ل غ ازات الدفيئ ة غ ير المتحكم به ا وف ق اتفاقي ة مونتلاير بواس طة المص ارف ،م ع اتخ اذ اإلج راءات
األخرى للتكيف مع التغير المناخي.
ت -يتعاونوا في تطوير التقانات واإلجراءات والعمليات التي تحد أو تخفف أو تمنع اإلصدارات البشرية من
غازات الدفيئة في كل القطاعات كالطاقة والنقل والصناعة والزراعة والغابات والفضالت وتطبيقها ونشرها.
مؤتمر األطراف :COP
يمث ل ه ذا الم ؤتمر (الهيئ ة العلي ا) لالتفاقي ة ،أي أن ه أعلى س لطة لص ناعة الق رار ،ويت ألف من جمي ع ال دول
األط راف في االتفاقي ة .وه ذا الم ؤتمر مس ؤول عن الحف اظ على الجه ود الدولي ة لمعالج ة تغ ير المن اخ بالش كل
الص حيح .ويق وم الم ؤتمر بمراجع ة االتفاقي ة ،وفحص التزام ات األط راف بحس ب أه داف االتفاقي ة ،وتق ويم
المعلومات العلمية المستجدة والخبرة المكتسبة من خالل تطبيق سياسات تغير المناخ .إن إحدى المهام الرئيسة
لمؤتمر األطراف هي مراجعة البالغات الوطنية ،وسجالت إصدارات غازات الدفيئة التي ترسلها األطراف
إلي ه .وبحس ب ه ذه البالغ ات ،يق وم الم ؤتمر اإلج راءات المتخ ذة من قب ل األط راف ،والتق دم ال ذي تحق ق في
تط بيق االتفاقي ة .يجتم ع الم ؤتمر م رة ك ل ع ام إال إذا ق رر غ ير ذل ك .يعق د االجتم اع في مدين ة ب ون بألماني ا،
حيث مق ر الس كرتارية الدائم ة للم ؤتمر إال إذا استض افه أح د األط راف.الجه ات الفرعي ة Subsidiary
:Bodies
أس س الم ؤتمر جه تين فرعي تين رئيس تين هم ا :الجه ة الفرعي ة للش ؤون العلمي ة والتقني ة SBSTAوالجه ة
الفرعية للتنفيذ .SBIوتقدم هاتان الجهتان نصائحهما إلى مؤتمر األطراف ،ولكل منهما مهمة معينة .وهما
مفتوحتان لمساهمة كل األطراف للمشاركة فيهما ،وإ رسال الخبراء إليهما.
وتقدم SBSTAإلى COPالنصيحة حول القضايا العلمية والتقنية والمنهجية .وهناك مجاالن هامان في هذا
الصدد .أحدهما يتمثل في تشجيع تطوير تقانات صديقة للبيئة ،وتطوير الخطوط التوجيهية لتحضير البالغات
الوطني ة وس جالت اإلص دار .وتق وم SBSTAأيض ا بعم ل منهجي في مج االت مح ددة ،مث ل قط اع اس تخدام
األراض ي ،والمركب ات الهالوكربوني ة ،والتع رض للتغ ير المن اخي والت أقلم مع ه .إض افة إلى ذل ك ،فهي تلعب
دوراً هام اً كص لة وص ل بين المعلوم ات العلمي ة المقدم ة من مص ادر خب يرة مث ل ،IPCCواحتياج ات COP
إلى اتخاذ سياس ات وق رارات .وتعم ل SBSTAعن ق رب مع ،IPCCوتطلب منه ا أحيان اً معلومات مح ددة.
كما أنها تتعامل مع المنظمات الدولية ذات العالقة ،التي تشترك بهدف التنمية المستدامة.
أم ا الجه ة الفرعي ة للتنفي ذ SBIفهي تعطي النص يحة إلى م ؤتمر األط راف ح ول كاف ة القض ايا ال تي تتعل ق
بتنفيذ االتفاقية اإلطارية .والمهمة الرئيسة في هذا الصدد هي فحص البيانات في البالغات الوطنية وسجالت
اإلص دار ال تي ترس لها األط راف ،من أج ل تق ويم كف اءة االل تزام باالتفاقي ة .وتراج ع SBIالمس اعدة المالي ة
المقدم ة ل دول خ ارج الملح ق 1لمس اعدتها على تنفي ذ التزاماته ا ض من االتفاقي ة .كم ا أنه ا تق دم النص ح إلى
م ؤتمر األط راف COPعن اآللي ة المالي ة ال تي يق وم به ا مرف ق البيئ ة الع المي .GEFوتنص ح SBIأيض اً
م ؤتمر األط راف ح ول القض ايا المالي ة واإلداري ة .وتعم ل SBSTAو SBIمع اً في قض ايا مش تركة في
-49-
مجاالت الخبرة والتدريب ،مثل بناء القدرات ،وتعرض الدول النامية للتغير المناخي ،واإلجراءات لمعالجته
والتكيف معه ،وآليات تنفيذ بروتوكول كيوتو.
()34
-3بروتوكول كيوتو
عند التوقيع على االتفاقية اإلطارية لتغير المناخ UNFCCCكانت الحكومات تدرك أن التزاماتها لن تكون كافية
لمعالج ة مش كلة تغ ير المن اخ .وفي اجتم اع م ؤتمر األط راف األول في ب رلين COP1في آذار ع ام 1995وفي
قرار عرف باسم (وثيقة برلين )Berlin Mandateبدأت األطراف حلقة جديدة من المحادثات ،لوضع التزامات
أكثر ،وتعهدات أقوى لكل دولة .وبعد سنتين ونصف من المفاوضات المعقدة والمكثفة ،تبني بروتوكول كيوتو في
مؤتمر األطراف الثالث COP3الذي عقد في كيوتو في اليابان في 11كانون األول من عام .1997
يش اطر بروتوك ول كيوت و االتفاقي ة اإلطاري ة UNFCCCأه دافها ومبادئه ا ومؤسس اتها ،لكن ه يق وي بش كل كب ير
االتفاقية اإلطارية عن طريق التزام الدول داخل الملحق 1بأهداف خاصة ملزمة قانوني ا لتخفيض إصداراتها من
غازات الدفيئة .وستكون الدول الموقعة على االتفاقية اإلطارية والتي أصبحت أطراف اً في بروتوكول كيوتو أيض اً،
ملزمة بالتزامات البروتوكول .وهناك 168بلداً ومنظمة إقليمية ،واحدة منها هي االتحاد األوروبي EECملتزمة
بتخفيض إص داراتها من غ ازات الدفيئ ة ،إلى م ا دون مس تويات مح ددة لك ل منه ا في ال بروتوكول .وق د وض عت
األهداف الفردية لكل دولة من دول الملحق 1في الملحق Bمن البروتوكول .ويصل هذا التخفيض إلى خفض كلي
في غازات الدفيئة بحدود %5على األقل عن مستوياتاتها عام 1990وذلك خالل فترة االلتزام الممتدة من 2008
إلى .2012
لكن قدراً كبيراً من (العمل غير المنتهي) بقي حتى بعد تبني بروتوكول كيوتو .لقد رسم البروتوكول المالمح
األساسية آللياته ولنظام تطبيقه ،لكنه لم يشرح القواعد الهامة حول طريقة عمله .وعلى الرغم من توقيع 84
دول ة على ال بروتوكول مع برة ب ذلك عن رغبته ا في تص ديقه ،إال أن العدي د منه ا تلك أ في تطبيق ه قب ل وضوح
القواعد التي بني عليها .لقد طور البروتوكول عدداً من اآلليات ،مثل نظام مقايضة اإلصدارات ،وآلية التنمية
النظيفة ،والتطبيق المشترك ،وإ زاحة الكربون وتخزينه.
()35
-4تقرير األمم المتحدة لعام 2007
أصدرت األمم المتحدة قبل انعقاد مؤتمر بالي تقريرها بعنوان (مكافحة التغير المناخي :التعاون البشري في
عالم منقسم) .يحاجج التقرير بأن العالم يتجه نحو الهاوية ،حيث ستحشر الدول الفقيرة ومواطنوها األشد فقراً،
في حلق ة مفرغ ة هابط ة ت ترك مئ ات الماليين أس رى للج وع والعطش والتهدي د البي ئي والم وت .وي أتي ه ذا
التقري ر في لحظ ة حرج ة من المفاوض ات الدولي ة الجاري ة للتوص ل إلى اتف اق يغطي الف ترة بع د ع ام ،2012
وه و الع ام ال ذي ينقض ي في ه مفع ول بروتوك ول كيوت و .ي دعو التقري ر إلى اتخ اذ (مس ارين) يؤدي ان إلى تقيي د
االحتباس الحراري في القرن الحادي والعشرين إلى أقل من 2م مع تعاون دولي وثيق في إجراءات التكي ف
معه.
-50-
وفي مجال التخفيف من اإلصدارات ،يدعو التقرير الدول المتقدم ة إلى خفض إصداراتها بحوالي %80عن
مس تواها ع ام 1990بحل ول ع ام .2050ويتم ذل ك بف رض ض ريبة الكرب ون ،وبتنظيم الطاق ة ،وب دعم آلي ات
التقانة النظيفة .كما يدعو التقرير الدول الغنية لدعم إجراءات التكيف وخاصة في الدول النامية.
ويحدد التقرير بعض المخاطر الناجمة عن التغير المناخي مثل:
-انهي ار األنظم ة الزراعي ة بس بب الجف اف وارتف اع درج ة الح رارة وتغ يرات الهط ول ،مم ا يع رض ح والي
600ملي ون من البش ر إلى س وء التغذي ة في المن اطق القاحل ة من أفريقي ا جن وب الص حراء ،وبخفض اإلنت اج
الزراعي بمعدل % 26بحلول عام .2060
-سيواجه حوالي 1.8بليون من البشر مشاكل في توفر المياه بحلول عام ،2080مع تهدد مناطق واسعة
من جنوب آسيا وشمال الصين بأخطار بيئية نتيجة تراجع الغطاء الجليدي ،وتغير الهطول.
-ترحي ل ح والي 332ملي ون من البش ر من الس اكنين في من اطق س احلية منخفض ة من م واطنهم ،بس بب
الفيضانات والعواصف االستوائية .ويمكن للفيضانات الناجمة عن االحتباس الحراري أن تؤثر على أكثر من
70ملي ون بنغ الي و 22ملي ون فيتن امي و 6ماليين مص ري ،وتع رض أك ثر من 400ملي ون من البش ر
لألخطار الصحية ،وعلى رأسها المالريا.
()36
-5مؤتمر بالي:
عق د م ؤتمر األمم المتح دة ح ول التغ ير المن اخي في جزي رة ب الي في اندونيس يا في الف ترة 14-3ك انون أول
.2007وك ان الغ رض ال رئيس من ه الترك يز على تكي ف ال دول النامي ة والفق يرة م ع التغ يرات المناخي ة .وق د
ارتك ز االجتم اع على تقري ر ص ندوق األمم المتح دة للس كان والتنمي ة ع ام 2007بعن وان (مكافح ة التغ ير
المناخي :التع اون الدولي في عالم منقسم) وحض ره وزراء من 190دول ة .وقد انحص ر النقاش حول وضع
أهداف للحد من اإلصدارات حتى عام .2020وقد اقترح االتحاد األوروبي ذلك ،وأيدته الدول النامية بينما
عارض ته الوالي ات المتح دة والياب ان وكن دا .تق دمت األمم المتح دة ب اقتراح بخفض اإلص دارات بمق دار -25
%40ولكنه غير ملزم لألطراف.
وع برت الوالي ات المتح دة عن معارض تها للتغي يرات المقترح ة من ال دول النامي ة ب االعتراف بحاجته ا إلى
مساعدات تقنية ومادية أكبر من الدول المتقدمة ،لكنها عدلت موقفها من ذلك .اتفق المؤتمرون أخيراً على ب دء
مفاوضات للتوصل إلى اتفاقية جديدة حول االحتباس الحراري ،تخلف بروتوكول كيوتو الذي ينتهي بحلول
ع ام .2012وب ذلك اختتم الم ؤتمر بش عور الجمي ع ب أنهم حقق وا م ا ك انوا يبغ ون من ه .وس تعقد ال دول األك ثر
إصداراً لغازات الدفيئة مفاوضات خاصة بها في هاواي .كما عقدت األطراف الموقعة على بروتوكول كيوتو
محادث ات في ب الي .وق د اتفقت على زي ادة خفض اإلص دارات إلى % 40-25بحل ول ع ام 2020في ف ترة
االلتزام الثانية بعد انقضاء بروتوكول كيوتو .وقام رئيس وزراء استراليا بالموافقة على البروتوكول ،بينما لم
-51-
يل تزم من دوب الوالي ات المتح دة ب التوقيع .لكن المفاوض ات ب دأت ،وسينقض ي عام ان قب ل أن يتم االتف اق في
الدنمارك عام .2009
-52-
الجزء الخامس
«يجب على أي مجتم ع لدي ه إحس اس بالعدال ة والتع اطف ،أو االح ترام لحق وق اإلنس ان ،أن ي رفض نم وذج
التكيف الحالي .إن ترك فقراء العالم يغرقون بمواردهم الشحيحة في وجه التهديد الذي يشكله تغير المناخ،
أمر خاطئ أخالقياً .إننا ننجرف نحو عالم من الفصل والتمييز بين البشر بحسب قدرتهم على التكيف»
ديزموند توتو
أسقف جنوب أفريقيا
-1مقدمة
تبين لن ا مم ا تق دم أن االحتب اس الح راري يختل ف من منطق ة ألخ رى ،وأن ه يترافق مع ارتف اع في درج ة الح رارة،
وزيادة في الهطول أو نقصان فيه .وستكون هناك تغيرات في شدة الظواهر المناخية الطبيعية العنيفة ،وفي تكرار
ح دوثها .وس تؤثر ه ذه الظ واهر في النظم البيئي ة الطبيعي ة والبش رية بط رق ش تى .وق د عه د إلى مجموع ة العم ل
الثانية WGIIالتابعة للمنظمة الحكومية لتغير المناخ بمتابعة موضوع حساسية هذه النظم للتغير المناخي ،ودرجة
تأثرها به ،ومقدار تأقلمها معه.
تع رف الحساس ية Sensitivityعلى أنه ا (درج ة ت أثر نظ ام م ا س لباً أو إيجاب اً بمحف ز تغ ير من اخي) .وتش مل
محف زات التغ ير المن اخي ك ل عناص ر التغ ير المن اخي ،بم ا في ذل ك متوس ط خص ائص الطقس ،وتغ ير المن اخ،
وتكرار الحوادث المناخية العنيفة ،وشدتها .وقد يكون التأثير مباشراً (مثل تغير في المحصول نتيجة لتغير في
متوس ط درج ة الح رارة أو في مجاله ا أو التغ ير فيه ا) .أو ق د يك ون غ ير مباش ر مث ل الض رر الن اجم عن زي ادة
تكرار الفيضانات الساحلية ،بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر .أما التأثر Vulnerabilityفهو (درجة تعرض
نظ ام ما للتغير المن اخي ،أو ع دم قدرت ه على معالجة النت ائج الس لبية لهذا التغ ير) .ويتب ع الت أثر لخ واص التغ ير
المن اخي وش دته ومعدل ه والتغ يرات ال تي يتع رض له ا النظ ام ولحساس يته وقدرت ه على التكي ف .ويع رف التكيف
Adaptabilityبأنه (قدرة نظام ما على التكيف مع التغير المناخي (بما في ذلك تغير المناخ والمناخ العنيف)
()37
إلى أضرار معتدلة محتملة ،والتقاط المنفعة من الفرص المتاحة ،أو التعامل مع اآلثار والنتائج).
-54-
إن من أهم التأثيرات السلبية المتوقعة بحسب الدراسات والنماذج المناخية هي:
-انخف اض ع ام في م ردود المحاص يل الزراعي ة في معظم المن اطق االس توائية والمداري ة لمعظم درج ات
الحرارة المتنبأ بها.
-انخف اض ع ام (م ع بعض االختالف ات) في م ردود المحاص يل ،في معظم المن اطق عن د خط وط الع رض
الوسطى والعليا ،بسبب زيادة درجة الحرارة ألكثر من عدة درجات مئوية.
-نقص توفر المياه للسكان في عدد من المناطق الشحيحة بالمياه ،وعلى األخص في المناطق المدارية.
-زي ادة ع دد البش ر المعرض ين ألم راض محمول ة بالحش رات مث ل (المالري ا) وتل ك المحمول ة بالم اء مث ل
(الكوليرا) وزيادة الوفيات الناجمة عن موجات الحر.
-زيادة خطر الفيضانات على العديد من المستوطنات البشرية (عشرات الماليين في المناطق المدروسة) من
جراء زيادة هطول األمطار ،وارتفاع مستوى سطح البحر.
-زيادة الطلب على الطاقة للتكييف صيفاً بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
أما التأثيرات اإليجابية المتوقعة للتغير المناخي فهي:
-زيادة مردود المحاصيل في بعض المناطق عند خطوط العرض الوسطى بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
-زي ادة الم ردود من خش ب الغاب ات في بعض الغاب ات التي ت دار بش كل جي د بس بب ارتف اع درج ات الحرارة
وزيادة تركيز ثنائي أكسيد الكربون.
-زيادة توفر المياه للسكان في بعض المناطق التي يتوقع زيادة الهطول فيها مثل جنوب شرق آسيا.
شتاء.
ً -تناقص عدد الوفيات في المناطق عند خطوط العرض الوسطى والعليا بسبب ارتفاع درجات الحرارة
شتاء بسبب ارتفاع درجات الحرارة في المناطق عند خطوط العرض
ً -تناقص الطلب على الطاقة للتكييف
الوسطى والعليا.
2-5تغيرات في حوادث الطقس العنيفة
يؤدي تعرض المجتمعات البشرية واألنظمة البيئية لحوادث الطقس العنيفة ،إلى األضرار والمعاناة والموت
الناجم عن الجفاف والفيضانات وموجات الحر واالنهيارات واألعاصير وغيرها .وبالرغم من حالة عدم التأكد
إال أن هن اك ش واهد ع دة على أن ه ذه الح وادث س تزداد تك راراً وش دة في الق رن الح ادي والعش رين ،نتيج ة
التغيرات المناخية .وعلى العكس من ذلك ،فإن تكرار الطقس البارد سيقل في المستقبل ،بما في ذلك من آثار
إيجابية أو سلبية .وستقع تبعات هذه التغيرات على المجتمعات واألفراد األشد فقراً في العالم.
لقد ذكرت مجموعة «ميونيخ ري» إلعادة التأمين أن العالم لم يشهد عددا من الكوارث الطبيعية كما شهد هذا
العام ،ال سيما بسبب التغير المناخي ،موضحة أن األمور لن تسير نحو األفضل على ما يبدو .وقد بلغ عدد
ه ذه الك وارث ح والي األل ف ع ام ،2007وه و م ا لم تس جله يوم اً تق ارير المجموع ة األلماني ة ال تي تع د ه ذه
األح داث بانتظ ام من ذ الع ام .1974غ ير أن أي اً منه ا لم يص ل إلى حجم األعاص ير ال تي ض ربت الوالي ات
المتحدة وخليج المكسيك في ،2005أو كارثة المد البحري (تسونامي) في المحيط الهندي عام .2004
2-6تأثيرات قوية وغير عكوسة
-55-
ق د ت ؤدي تغ يرات المن اخ في الق رن الح ادي والعش رين إلى إح داث تغ يرات كب يرة غ ير عكوس ة في نظ ام
األرض .وكمث ال على ذل ك ح دوث تب اطؤ في دوران مي اه المحيط ات ال تي تنق ل الم اء ال دافئ إلى ش مال
األطلسي ،ونقص كب ير في الغط اء الجليدي في غرينالند وغرب القطب الجنوبي ،وزيادة في درجة حرارة
األرض نتيج ة تغذي ة من دورة الكرب ون وإ ص دار الميث ان من الهاي درات والرس وبيات الش اطئية .إن احتم ال
حدوث هذه التغيرات منخفض ،وهي غير معروفة تماماً ،لكن احتمال حدوثها سيزداد مع التغير المناخي .وإ ذا
ما حدثت فإن تأثيراتها ستكون شاملة وقوية .وسيؤثر تباطؤ دوران المحيطات على تركيز األكسجين ،وعلى
استيعاب المحيطات والنظم البيئية البحرية للكربون ،وسيخفض الدفء في مناطق من أوروبا .وسيرفع تفكك
الجليد في غرب القطب الجنوبي ،وذوبانه في غرينالند من مستوى البحر بمقدار 3م على مدى 1000عام،
بحيث يغم ر أج زاء واس عة من الج زر والمن اطق الس احلية .إن مع دل فق دان الجلي د ،وارتف اع مس توى س طح
البحر ،سيتجاوزان قدرة اإلنسان والنظم البيئية على التكيف معهما .إن إصدار الكربون من مناطق متجمدة،
والميث ان من هاي درات الترس بات الش اطئية ،س يزيدان من ترك يز غ ازات الدفيئ ة ،وبالت الي من االحتب اس
الحراري.
2-7التكيف إستراتيجية ضرورية على كل المستويات
ي ؤدي التكي ف الجي د إلى التقلي ل من ت أثير التغ يرات الس لبية ،واالس تفادة من التغ يرات االيجابي ة ،ولكن ه مكل ف
ولن يقي من ك ل األض رار .وت ؤثر الح االت العنيف ة والتباين ات وس رعة التغ ير في التع رض للتغ ير المن اخي
والتكيف معه ،وليس مجرد التغير في متوسط الظروف المناخية .وتتكيف األنظمة البشرية والطبيعية ذاتي اً إلى
ح د م ا م ع التغ ير المن اخي .ويمكن للتكي ف المخط ط أن يكم ل التكي ف ال ذاتي ،على ال رغم من أن الخي ارات
والح وافز لتكيف األنظم ة البشرية أك بر من التكي ف لحماي ة األنظم ة الطبيعي ة .إن ه ذا التكي ف ض روري بك ل
المقاييس من أجل تضافر الجهود مع التخفيف من التغير المناخي .وغالباً ما يعطي التكيف مع تغيرات المناخ
الحالية فوائد ،ويشكل أساس اً للتعاطي مع تغير المناخ في المستقبل .ومع ذلك فقد دلت التجارب على وجود
عقبات في تنفيذ كافة إجراءات التكيف المتاحة .وإ ضافة لذلك فقد يكون هناك تكيف سيء ،كالتنمية في من اطق
معرضة للمخاطر ،بسبب قرارات مبنية على اعتبارات قصيرة النظر ،وإ همال تغير المناخ والرؤية الناقصة
وعدم توفر المعلومات واالعتماد الزائد على الضمان والتأمين.
2-8األفقر هم األكثر عرضة للتغير المناخي
تعتم د ق درة األنظم ة البش رية على التكي ف على عوام ل عدي دة ،مث ل ال ثراء ومس توى التقان ة والتعليم وت وفر
المعلوم ات والمه ارات والب نى التحتي ة والوص ول إلى الم وارد والق درات اإلداري ة .وهن اك إمكاني ة أم ام ال دول
المتقدمة والنامية لبناء قدراتها على التكيف أو تطويرها .وتختلف الدول في هذه القدرات ،لكن الدول األشد
فقراً هي التي تفتقر إليها ،ولذا فهي األكثر عرضة للتغير المناخي ،واألشد تأثراً به ،واألقل قدرة على التكيف
مع ه .وعلى النقيض من ذل ك ،ف إن ارتفاع اً بع دة درج ات في درج ة الح رارة ق د ينجم عن ه م زيج من الفوائ د
اإليجابي ة واألض رار في ال دول المتقدم ة ،بينم ا ينقلب إلى خس ارة إذا تج اوز ه ذا المق دار .وس يؤدي ه ذا إلى
زي ادة التف اوت في المعيش ة بين ال دول الفق يرة والغني ة .ويع ني ه ذا أن معظم الن اس في الع الم س يعانون من
-56-
ارتفاع عدة درجات مئوية في درجة الحرارة .وسيكون التأثير على فقد الحياة ،ونقص االستثمار المالي ،على
أشده في الدول النامية.
2-9االعتماد المتبادل بين التكيف والتنمية المستدامة والعدالة
يع اني معظم المن اطق المعرض ة للتغ ير المن اخي أيض اً من النمو الس كاني ،ونقص الموارد والفق ر .ول ذا يمكن
للسياسات التي تخفض الضغط على الموارد ،وتحسن من إدارة الكوارث ،وترفع مستوى معيشة الطبقة األفقر
من الس كان ،أن ت دعم في ال وقت نفس ه التنمي ة المس تدامة والعدال ة وتحس ن الق درة على التكي ف ،وتخفض من
التعرض للتغير المناخي والضغوط األخرى .إن إدخال المخاطر المناخية في تصميم مشاريع التنمية الوطنية
والدولي ة وتنفي ذها ،يمكن أن يط ور العدال ة والتنمي ة المس تدامتين ،الل تين تخفض ان بالت الي من ت أثير التغ ير
المناخي.
الجدول ( )4التكيف مع تغيرات المناخ المختلفة
تغيرات متوقعة خالل القرن 21التأثيرات المتوقعة
-57-
-زيادة الخطر على حياة اإلنسان وخطر األوبئة ومخاطر أخرى
زي ادة في ري اح العواص ف -زيادة حت الشواطئ وتضرر المباني والمرافق على الشاطئ
االس توائية وفي متوس ط الهط ول -زيادة الضرر للنظم البيئية الساحلية كالحيد المرجاني والمانغروف
ل في بعض ه (محتم وذروت
المناطق)
زيادة شدة الجفاف أو الفيضانات -نقص المحاصيل الزراعية والمراعي في مناطق الجفاف والفيضان
المرافق ة لظ اهرة ال نينو في -نقص في الطاقة المائية للمناطق المعرضة للجفاف
مناطق مختلفة (محتمل)
زي ادة اختالف أمط ار المونس ون -زي ادة الفيض انات والجف اف في الش دة والض رر للمن اطق المعتدل ة
واالستوائية في آسيا الصيفية اآلسيوية (محتمل)
زيادة شدة العواصف في خطوط -زيادة الخطر على حياة البشر وصحتهم
العرض الوسطى (ال يزال هناك -زيادة خطر فقد الممتلكات والبنى التحتية
-زيادة الضرر على النظم البيئية الساحلية اختالف في النماذج)
-58-
المائية ،فسوف تخفف من هذه التأثيرات عن طريق الحماية ضد الفيضانات ،وبناء الشقوق ،وخزانات المياه
والخزانات الطبيعية ،وإ نشاء بنى تحتية لتخزين المياه وتوزيعها.
3-2الزراعة واألمن الغذائي
دلت البحوث العلمية على أن المحاصيل تستجيب للتغيرات المناخية بطرق مختلفة .ويعتمد هذا على صنف
النبات ،وخصائص التربة ،ونوع الحشرات واألمراض ،وتأثير ثنائي أكسيد الكربون على النبات ،والتفاعل
بين ثنائي أكسيد الكربون ودرجة حرارة الهواء ،ونقص المياه ونوعية الهواء والسماد الالعضوي واستجابات
التأقلم .وعلى الرغم من أن زيادة تركيز ثنائي أكسيد الكربون يمكن أن تزيد من المحصول ونموه ،إال أن هذه
الم يزة ق د تلغى ،بس بب الح رارة والجف اف .وي دخل عام ل الكلف ة في ت أثير المن اخ على المحص ول وال ثروة
الحيواني ة .وق د يك ون التكي ف عن طري ق (تع ديل مواعي د الزراع ة ومع دالت التس ميد ونظم ال ري بالمي اه
وخص ائص النبات ات وانتق اء األص ناف الحيواني ة والنباتي ة المالئم ة) .وس يكون ارتف اع ترك يز ثن ائي أكس يد
الكربون إيجابي اً في خطوط العرض الوسطى إذا كانت الحرارة أقل من عدة درجات ،وسلبياً إذا كانت أكثر
من ذلك .وفي المناطق االستوائية سينخفض المحصول ،حتى مع ارتفاع طفيف بدرجات الحرارة .إن زيادة
الحرارة عدة درجات ،ستؤدي إلى ارتفاع األسعار بسبب زيادة الطلب ،ونقص المحصول.
3-3النظم البيئية على اليابسة
هناك إمكانية لتغير كبير في النظم البيئية نتيجة للتغير المناخي .وستتغير تركيبة األصناف النباتية والحيوانية
وسيطرتها على أماكن معينة .وسيتأخر هذا التغير عن التغير في المناخ لعقود وربما لقرون .وسيتغير هذا
أيضاً مع تغير الغطاء النباتي في الموقع .وستزداد األحياء المائية واألسماك في المياه العذبة الدافئة ،وتقل في
المياه الباردة .وسيكون هناك انزياح ألصناف النباتات والحيوانات باتجاه القطب الشمالي .وهناك أحياء كثيرة
مهددة اآلن بسبب التأثير التعاوني لتغير المناخ ،واستعمال األرض ،مما يحد من هجرتها .وستختفي األصناف
المهددة بشكل حرج حالياً ،أما تلك المهددة فستصبح نادرة .إن إجراءات التكيف الممكنة هي:
-تأسيس مالجئ وحدائق ومحميات مزودة بممرات تسمح لألصناف بالهجرة.
-استخدام التناسل في األسر وإ عادة التوزيع.
وقد تكون الكلفة عامالً يحد من ذلك .وستزداد قدرة النظم البيئية األرضية على امتصاص الكربون .إن زيادة
درج ة الح رارة ورطوب ة الترب ة وارتف اع ترك يز ثن ائي أكس يد الكرب ون س يزيد من م ردود الخش ب في الع الم.
وسيستفيد من ذلك المستهلكون ،أما المنتجون فسيختلف ذلك بحسب مناطقهم.
()38
3-4النظم البيئية الساحلية والبحرية
يؤثر تغير المناخ بشكل كبير على األنظمة البيئية الساحلية والبحرية ،مثل ارتفاع درجة حرارة سطح الماء،
وارتفاع مستوى سطح البحر ،وتغير ملوحة المياه ،وتشكل األمواج وتيارات المحيط .وللمحيطات دور هام
في النظ ام المن اخي ،وله ا ت أثير راج ع علي ه .إن معظم النظم البحري ة حساس ة لتغ ير المن اخ ،وهن اك أنظم ة
محيطي ة تمت د لعق ود وت ؤثر على وف رة األس ماك وأنواعه ا .وستش هد الس واحل عن د خط وط الع رض العلي ا،
-59-
إجه ادات بس بب األم واج البحري ة العاتي ة ،وتفك ك أل واح الجلي د .وس يختلف تغ ير مس توى س طح البح ر محلي اً،
بحسب ارتفاع قاع البحر أو انحساره.
يعتمد التأثير على الحيد المرجاني ،والسبخات المالحة ،وغابات المانغروف ،على معدل ارتفاع مستوى سطح
البحر نس بة إلى مع دل النمو ،والتزود بالرسوبيات ،ووج ود مساحة للهج رة األفقي ة .وهن اك شواهد ع دة على
ابيض اض الحي د المرج اني خالل العش رين عام اً الس ابقة ،ع زيت إلى ارتف اع درج ة الح رارة .وس يزيد ارتف اع
درجة الحرارة في المستقبل من الضغط على الحيد المرجاني وتكرار األمراض البحرية.
لق د تغ يرت اس تراتيجيات التكي ف للمن اطق الس احلية من كونه ا إج راءات حماي ة فيزيائي ة للش واطئ ،مث ل بن اء
الجدران والحواجز ،إلى إجراءات حماية ناعمة ،مثل تغذية الشاطئ ،والتقهقر المنتظم ،وزيادة مناعة النظم
البيولوجية واالقتصادية االجتماعية في المناطق الساحلية .وستكون إجراءات التكيف أكثر فاعلية إذا ترافقت
()39
مع تخفيف الكوارث ،واستخدام األراضي بشكل جيد.
3-5صحة اإلنسان
إن العديد من األمراض المنقولة بالماء أو الغذاء أو الحشرات حساسة للتغير المناخي .وبحسب سيناريوهات
التغير المناخي ،ستكون هناك زيادة في التوزيع الجغرافي لـ ،ونقل مرض المالريا ،والتي يؤثر كل منهما
على %50-40من س كان العالم .وستزداد حاالت اإلصابة وح دتها في فصول السنة ،وإ ن كان هناك بعض
االنخفاض في ذلك محلياً .إن ترافق موجات الحر الشديدة ،مع زيادة الرطوبة ،وارتفاع تلوث الهواء ،سيزيد من
مخاطر األمراض أو الوفيات بين سكان المدن .وسيؤثر ذلك بشكل خاص على كبار السن والمرضى والذين ال
يملك ون المكيف ات الالزم ة .غ ير أن نقص الوفي ات الن اجم عن ارتف اع درج ة الح رارة في الش تاء في بعض
المن اطق ،سيكون أك بر من زيادته ا مع ارتفاع درج ة الحرارة في الص يف .ويسبب تكرر الفيض انات وشدتها،
زي ادة ح االت الغ رق .كم ا س تزداد أم راض المع دة والجه از التنفس ي والج وع وس وء التغذي ة في ال دول النامي ة.
وستؤثر األعاصير على السكان خاصة في المناطق ذات الكثافة العالية .وسيؤدي نقص المحصول في المناطق
االستوائية إلى سوء التغذية ،مما يسبب اضطرابات اقتصادية واجتماعية.وهناك طرق مختلفة للتكيف مع كل من
هذه التأثيرات ،مثل تقوية البنية التحتية للنظام الصحي ،ووجود إدارة بيئية موجهة صحياً ،ونوعية الماء والهواء
واألمن الغ ذائي ،وتص ميم ال بيوت وإ دارة المي اه الس طحية وت أمين خ دمات ص حية مالئم ة .وس يكون الت أثير على
أشده بالنسبة للدول النامية ،وعلى األخص تلك الموجودة في المناطق االستوائية أو شبه االستوائية.
3-6السكن البشري والصناعة والطاقة
يت أثر البش ر ب الطقس الح اد ال ذي ي ؤدي إلى تغي ير في الحال ة الص حية ،أو يس بب الهج رة .إن زي ادة الهط ول
وارتف اع مس توى س طح البح ر يؤدي ان إلى ح دوث الفيض انات واالنهي ارات ،الل تين ت ؤثران بش كل كب ير على
الس كان ،وخاص ة في من اطق الس كن العش وائي .ويت أثر الن اس في بعض المن اطق من ج راء األعاص ير
االس توائية .كم ا أن البش ر ال ذين يعمل ون في الص ناعات الزراعي ة وص يد األس ماك والغاب ات س يتأثرون بس بب
نقص الم ردود من ه ذه ال ثروات .أم ا اس تهالك الطاق ة فس يؤثر التغ ير المن اخي عليه ا س لباً أم إيجاب اً ،بحس ب
شتاء.
ً المناطق المختلفة ،وتعرضها الرتفاع درجة الحرارة صيفاً أم
-60-
3-7التأمين والخدمات المصرفية
ازدادت تكاليف التأمين بشكل كبير ضد مخاطر الطقس العادي والعنيف ،خالل العقود القليلة الماضية .وقد
تضاعفت الخسائر االقتصادية العالمية من الحوادث المناخية الخطرة بـ 10.3مرة من 3.9بليون دوالر في
العام في الخمسينات ،إلى 40بليون دوالر في التسعينات .وكان حوالي ربع هذه الخسائر في الدول النامية.
لق د ارتفعت الحص ة الم ؤمن عليه ا من ه ذه الخس ائر من مس توى ض ئيل ،إلى 9.2بلي ون دوالر خالل الف ترة
ذاته ا .وتتض اعف الخس ائر الكلي ة إذا أخ ذت الح وادث المناخي ة األق ل ،وغ ير الكارثي ة في الحس بان .ويش كل
التكيف للتغير المناخي تحديات معقدة لنظام التأمين والمصارف ،كما أنه في الوقت نفسه يقدم فرص اً جيدة.
ويمكن دعم التكيف بتشجيع خطط الحماية من الكوارث وبرامج منع الهدر ،وتحسين أساليب البناء ،وتطوير
استخدام األراضي .وسيكون تأثير التغير المناخي في الدول النامية أكير ،وخاصة في تلك الدول التي تعتمد
على إنتاج المحاصيل الزراعية .وقد تفقد بعض هذه الدول حتى نصف دخلها القومي اإلجمالي ،نتيجة حالة
واح دة .ويمكن تحس ين تكي ف ه ذه ال دول م ع التغ ير المن اخي ،بتوس يع الت أمين وتس هيله ،وتموي ل المش اريع
الصغيرة ،وإ نشاء مصارف لتمويل التنمية.
بلغ عدد هذه الكوارث عام 2007حوالي األلف وبالتحديد ،950وهو ما لم تسجله يوم اً تقارير المجموعة
األلمانية ،التي تعد هذه األحداث بانتظام منذ عام .1974لكن الدراسة لفتت النظر إلى ارتفاع الكلفة المالية
للكوارث الطبيعية .وقد جاءت بعد أسبوع على نشر تقرير الشركة األولى عالمي اً في إعادة التأمين «سويس
ري» .لقد بلغت الكلفة 75مليار دوالر ،بما فيها 30ملياراً تكبدها قطاع الضمان ،مما يشكل ارتفاع اً كبيراً
مقارنة بالعام ،2006حيث بلغ إجمالي قيمة األضرار 50ملياراً ،بينها 15ملياراً على مجموعات الضمان.
أما عدد القتلى فقد شهد تراجع اً عام 2007وبلغ حوالي 15ألف اً أي أقل بخمسة آالف .وكالعادة دفعت الدول
الفقيرة والنامية الثمن األكبر ،وال سيما في آسيا حيث قتل أكثر من 11ألف شخص ،وشهدت الصين والهند
وبنغالدش فيضانات مدمرة.
-61-
والمالي ة والطبيعي ة .وعلى س بيل المث ال ،ف إن دول الج زر الص غيرة ،والمن اطق الس احلية المنخفض ة ،معرض ة
بشكل خاص للعواصف البحرية ،وارتفاع مستوى سطح البحر ،ولديها قدرات محدودة على التكيف مع ذلك.
وك ذلك ف إن ت أثير تغ ير المن اخ على المن اطق القطبي ة كب ير وس ريع ،بم ا في ذل ك انحس ار الغط اء الجلي دي،
وانخف اض ثخن ه وتفكك ه .ومن المخ اطر في آس يا وأفريقي ا وأمريك ا الالتيني ة ح دوث الفيض انات ،والجف اف،
وتدهور األمن الغذائي ،والتهديد الصحي ،وفقدان التنوع الحيوي .وحتى في المناطق ذات القدرة األعلى على
التكيف ،كأمريكا الشمالية واستراليا ونيوزيالندا ،توجد مجتمعات مهددة ،أقل قدرة على التكيف ،مثل سكان
البالد األصليين .وفي أوروبا فإن التعرض أكبر في الجزء الجنوبي منها ،وفي المناطق القطبية.
()37
الجدول ( )5التعرض للتغيرات المناخية و قدرة المناطق على التكيف معها
التعرض للتغير المناخي والتكيف معه المنطقة
-ق درة األنظم ة البش رية في أفريقي ا على التكي ف منخفض ة لغي اب اإلمكان ات المادي ة أفريقيا
والتقنية.
-مقدار تعرضها للتغير المناخي مرتفع بسبب اعتماد زراعتها على المطر وبسبب تكرر
الفيضان والجفاف والفقر.
-يتوق ع انخف اض محص ول القمح وك ذلك األمن الغ ذائي وخاص ة في ال دول الص غيرة
المستوردة للغذاء.
-األنهار الرئيسة في أفريقيا حساسة جداً للتغير المناخي وسيتناقص توفر المياه في دول
البحر األبيض المتوسط وأفريقيا الجنوبية.
-التوسع الجغرافي لحوامل األوبئة سيؤثر سلباً على الصحة العامة في أفريقيا.
-س تتفاقم مش كلة التص حر بس بب انخف اض الهط ول الس نوي وال دفق الس طحي ورطوب ة
التربة خاصة في شمال أفريقيا وغربها وجنوبها.
-زي ادة الجف اف والفيض ان والح وادث العنيف ة س يزيد الض غط على مص ادر المي اه واألمن
الغذائي والصحة العامة والبنى التحتية ويؤثر على التنمية.
-من المتوق ع اختف اء العدي د من أص ناف النبات ات والحيوان ات وس يؤثر ذل ك على معيش ة
سكان الريف والسياحة والتنوع الحيوي.
-سيؤثر ارتفاع مستوى سطح البحر سلباً على مناطق في غينيا والسنغال وغامبيا ومصر
وعلى الشاطئ الشرقي الجنوبي من أفريقيا.
-قدرة األنظمة البشرية في الدول النامية على التكيف منخفضة وقابليتها للتأثر عالية بينما آسيا
قدرة الدول المتقدمة أفضل.
-ازدادت الحوادث العنيفة في المناطق االستوائية والمعتدلة من آسيا بما في ذلك الفيضان
والجفاف وحرائق الغابات واألعاصير االستوائية.
-62-
-إن نقص اإلنتاجية في الزراعة وتربية الحيوان بسبب ضغوط الحرارة والماء وارتفاع
مس توى البح ر واألعاص ير والفيض ان س يقلل من األمن الغ ذائي في ع دد من ال دول بينم ا
تتوسع الزراعة في شمال آسيا.
-ربما تتناقص المياه في المناطق الجافة أو شبه الجافة في آسيا وتزداد في شمال آسيا.
-تزداد الوفيات بسبب التعرض لحوامل األوبئة وبسبب موجات الحر.
-ستؤدي األعاصير وارتفاع مستوى البحر والفيضانات إلى إزاحة ماليين الناس من المناطق
الساحلية المنخفضة في آسيا االستوائية وشبه االستوائية.
-سيؤدي تغير المناخ إلى زيادة الطلب على الطاقة وخفض السياحة والتأثير على النقل.
-س يتفاقم الخط ر على التن وع الحي وي وتغ ير اس تعمال األراض ي وس يؤثر ارتف اع البح ر
على المانغروف والحيد المرجاني.
-ق درة النظم البش رية على التكي ف عالي ة م ع وج ود مجموع ات من س كان البالد األص ليين استراليا
ونيوزيالن بتكيف منخفض في بعض المناطق في استراليا و نيوزيالندا.
-ربم ا هن اك ت أثير ايج ابي للتغ ير المن اخي وثن ائي أكس يد الكرب ون في البداي ة على بعض دا
المحاصيل ولكنه سيتغير مع ازدياد التغير المناخي لبعض المحاصيل وفي بعض المناطق.
-سيكون الماء قضية هامة بسبب توقعات الجفاف فوق معظم المناطق والتغير إلى حالة
أشبه بالنينو.
-زيادة في شدة الهطول المطري والعواصف االستوائية وتغير تكرارها مما يؤثر على الممتلكات
والنظم البيئية والحياة الناجمة عن الفيضانات والعواصف والرياح.
-تتهدد بعض األصناف التي تعيش في أماكن خاصة بها بسبب عدم قدرتها على الهجرة
نتيجة تقسيم األراضي واختالف التربة أو طبوغرافية المنطقة وقد تنقرض.
-إن المناطق المهددة في استراليا هي الحيد المرجاني ،والمناطق الجافة أو شبه الجافة داخل
استراليا ،أو في الغرب الجنوبي منها .وكذلك فإن األراضي الرطبة في المناطق الساحلية في
استراليا ونيوزيالندا مهددة ،كم ا أن بعض النظم البيئية في نيوزيالندا معرضة الجتياح سريع
لألعشاب.
-الق درة على التكي ف في أوروب ا مرتفع ة عموم اً ،لكن المن اطق الجنوبي ة والقطبي ة أك ثر أوروبا
عرضة للتأثر.
-من المحتم ل حص ول نقص في ت وفر الم اء ورطوب ة الترب ة وال دفق الس طحي في الص يف
في جنوب أوروبا ،وتوسع الفوارق بين شمال أوروبا وجنوبها ،ومن المحتمل زيادة الهطول
شتاء في الشمال والجنوب.
-يمكن لنص ف الجلي د في األلب ومن اطق التجم د أن يختفي ،م ع نهاي ة الق رن الح ادي
-63-
والعشرين.
-سيزداد خطر فيضانات األنهار عبر أوروبا ،وسيزداد خطر الفيضانات واهتراء التربة
وفقدان األراضي الرطبة في المناطق الساحلية ،مما يؤثر على السكن والصناعة والسياحة
والزراعة فيها.
-س تكون هن اك بعض اآلث ار اإليجابي ة على الزراع ة في ش مال أوروب ا ،لكن اإلنتاجي ة
ستنخفض في جنوب أوروبا وشرقها.
-سيحص ل انزي اح في من اطق التن وع الحي وي نح و الش مال ،وإ لى أع الي المرتفع ات.
وس وف تنق رض بعض األن واع ال تي تعيش في األراض ي الرطب ة والتن درا والمن اطق
المعزولة.
-ق د يغ ير ارتف اع درج ة الح رارة وموج ات الح ر من الس ياحة في الص يف ،وق د ي ؤثر
تناقص الغطاء الثلجي على السياحة الشتوية.
ا -القدرة على التكيف منخفضة ،وعلى األخص تجاه حوادث الطقس العنيف والتعرض لها أمريك
كبير. الالتينية
-يؤثر فقدان الغطاء الجليدي على إمدادات المياه.
-تص بح الفيض انات والجف اف أك ثر تك راراً ،وترس ب الفيض انات الطمي ،وت ؤثر على
نوعية المياه.
-زي ادة ش دة األعاص ير االس توائية تس بب مخ اطر للحي اة ،واألمالك والنظم البيئي ة من
الهطول القوي والفيضان واألعاصير والرياح.
-ينخفض م ردود المحاص يل في من اطق ع دة ،على ال رغم من زي ادة ترك يز ثن ائي أكس يد
الكربون .وهناك خطر على طرق الزراعة القديمة في أمريكا الالتينية.
-ي زداد خط ر انتش ار األم راض باتج اه القطب ،وم ع االرتف اع ،والتع رض ألم راض
محمولة مثل المالريا والكوليرا وغيرها.
-يؤثر ارتفاع مستوى البحر سلباً على السكان ،وعلى البنى التحتية في المناطق الساحلية
وعلى مناطق المانغروف.
-يتسارع معدل فقد التنوع الحيوي.
ا -التع رض للتغ ير المن اخي منخفض في أمريك ا الش مالية ،والتكي ف مع ه جي د ،لكن هن اك أمريك
تع رض لمجتمع ات الس كان المحل يين ،وأولئ ك ال ذين يعيش ون في من اطق حساس ة للتغ ير الشمالية
المناخي.
-تس تفيد بعض المحاص يل من دفء معت دل م ع زي ادة .CO2لكن ه ذا يختل ف حس ب
المحص ول ،والمن اطق م ع نقص المحاص يل بس بب الجف اف في منطق ة ال براري األمريكي ة.
-64-
وربم ا ك انت هن اك م يزة إيجابي ة في نم و المحاص يل والغاب ات في من اطق ب اردة من كن دا.
لكن هذا لن يستمر مع زيادة االحتباس الحراري المستمرة.
-سيؤدي الذوبان المبكر للجليد في غرب شمال أمريكا إلى جريان مبكر للينابيع ،ونقص
في الدفق الصيفي ،وانخفاض مستوى البحيرات.
-س تتهدد األنظم ة البيئي ة الفري دة مث ل ال براري الرطب ة ،والتن دورا األلبي ة ،ونظم المي اه
الباردة ،ومن غير المحتمل التكيف مع هذه التغيرات.
-س يؤدي ارتف اع مس توى البح ر إلى زي ادة اه تراء الش اطئ ،والفيض ان وفق دان األراض ي
الرطب ة الس احلية ،وزي ادة المخ اطر من ان دفاع األعاص ير ،وخاص ة في فلوري دا ومعظم
الساحل األطلسي.
-زيادة نفقات التأمين والمساعدات الحكومية في حالة الطوارئ.
-قد يتوسع مجال انتشار بعض األمراض المحمولة مثل المالريا والحمى.
القطب ان -األنظمة الطبيعية في القطبين شديدة التعرض للتغير المناخي ،ولها قدرة منخفضة على
التكيف معه .ومن المحتم ل تكيف المجتمعات المتطورة ،أما المجتمع ات التقليدية فقدرتها الشمالي
ضئيلة. و
-يتوقع أن يكون التغير المناخي في القطبين هو األكبر على سطح األرض ،وسيكون له الجنوبي
تأثير فيزيائي وبيئي واقتصادي واجتماعي كبير.
-تجلت تأثيرات التغير المناخي في تناقص الغطاء الجليدي ،وحت الشواطئ ،وتغير في
ألواح الجليد ورفوفه ،وتغير في توزع األصناف الحية ووفرتها.
-ق د تتكي ف بعض النظم البيئي ة باالس تبدال النه ائي من خالل هج رة األص ناف ،وتغ ير
تركيبة األنواع ،وربما بزيادة اإلنتاجية الكلية .وقد تتأثر أطراف الجليد التي توفر المأوى
لألنواع الحية.
-تق دم المناطق القطبي ة محفزات هام ة لتغي ير المن اخ .وعن دما تنطل ق فقد تس تمر لقرون،
ح تى بع د ثب ات ترك يز غ ازات الدفيئ ة ،وت ؤثر بش كل دائم على ص فائح الجلي د ،ودوران
المحيط األرضي ،وارتفاع سطح البحر.
-قدرة السكان على التكيف منخفضة ،وتعرضهم مرتفع ،وقد تكون هذه الدول أكثر دول دول
زر العالم تعرضاً للتغير المناخي وتأثراً به. الج
-سيؤدي توقع ارتفاع مستوى البحر بمعدل 5مم في العام في الـ 100عام اً القادمة إلى الصغيرة
اهتراء الشاطئ ،وضياع جزء من الساحل ،وانزياح السكان نحو الداخل ،وزيادة الخطر
من األم واج والعواص ف البحري ة ،وقق دان مناع ة األنظم ة الس احلية ،وانس ياب مي اه البح ر
المالحة على المياه العذبة ،والكلفة العالية للتكيف مع هذه التغيرات.
-65-
-تتأثر الجزر الفقيرة بالمياه العذبة بشكل أكبر.
-يؤثر ارتفاع تركيز CO2على فقد الكالسيوم في الحيد المرجاني ،وبالتالي ابيضاضها.
وي ؤثر ارتف اع درج ة الح رارة ومس توى البح ر على الم انغروف وحش ائش ق اع البح ر،
وتنوعها الحيوي.
-ي ؤثر تن اقص التن وع الحي وي في الس احل على مص ائد األس ماك والص يادين وعلى ت وفر
الغذاء البحري.
-تت أثر الزراع ة س لباً لع دم وف رة األراض ي القابل ة للزراع ة ،وتملح الترب ة س واء لت أمين
الغذاء محلياً أم لتصدير المحاصيل.
-تت أثر الس ياحة ال تي تش كل مص دراً هام اً للعمل ة الص عبة في ه ذه ال دول س لباً به ذه
التغيرات.
-66-
الجزء السادس
«يمثل تغير المناخ أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية ،و سكان العالم األكثر عرضة له هم المهددون مباشرة.
إن اإلج راءات ال تي تتخ ذها األمم األغ نى وال تي تص در معظم غ ازات الدفيئ ة ،له ا آث ار قوي ة على البش ر في بقي ة
أنحاء العالم وعلى األخص في الدول األفقر فيه».
مايكل بلومبرغ
عمدة مدينة نيويورك
-1مقدمة
يه دف ه ذا الفص ل إلى ع رض التقان ات واإلج راءات ال تي تح د من إص دار غ ازات الدفيئ ة ،وتش جع على ص رفها
وخزنها ،بحسب االتفاقية اإلطارية لتغير المناخ .وتقدم (اتفاقية برلين )Berlin Mandateالتي وافق أول مؤتمر
لألطراف COP1عليها في مؤتمر برلين عام 1995محتوى هذا الفصل .ويؤسس هذا االتفاق لعملية تهدف إلى
توضيح السياسات واإلجراءات ،ووضع حدود كمية لإلصدارات وتخفيفها.
-2اتجاهات إصدارات غازات الدفيئة:
ازدادت كميات غازات الدفيئة في الجو بشكل مستمر منذ الثورة الصناعية في منتصف القرن الثامن عشر.
وتق در الزي ادة في غ ازات الدفيئ ة بـ %70بين ع امي 1970و ،2004وبح والي %24بين ع امي 1990و
.2004وقد ازدادت هذه الغازات بالقيم المطلقة من 28.7جيغا طن مكافئ CO2عام ،1970إلى 49جيغا
طن مكافئ CO2عام .2004وتأتي معظم غازات الدفيئة من قطاع الطاقة ،حيث زاد إصدار غازات الدفيئة
نتيج ة تولي د الكهرب اء بمع دل %145بين ع امي 1970و ،2004وبمع دل %120من النق ل و %65من
الصناعة و %40من استخدام األراضي .لقد بلغ عدد سكان الدول المتقدمة أو دول الملحق 1في بروتوكول
كيوتو %20من سكان العالم عام ،2004وأنتجت هذه الدول %57من الدخل اإلجمالي ،وأصدرت %46
من غازات الدفيئة .وقد قامت دول كثيرة بحلول عديدة لتخفيض إصداراتها من غازات الدفيئة ومنها ترشيد
استهالك الطاقة وزيادة كفاءة المحركات ولكنها لم تكن كافية إلنقاص اإلصدارات على المستوى العالمي .وقد
انخفض ت إص دارات الع الم من الغ ازات المس ببة لثقب األوزون حيث وص لت ع ام 2004إلى %20من
مس تواها ع ام .1990وق د أتى ذل ك نتيج ة تط بيق اتف اق مونتلاير ح ول ه ذه الغ ازات .ومن المتوق ع أن ي زداد
إصدار غاز CO2بين عامي 2000و 2030بين %40إلى % 110وسيأتي 2/3إلى 3/4هذه الزيادة من
دول خارج الملحق .1
-67-
()40
-2في الطاقة
2-1مقدمة
نما استهالك العالم من الطاقة بمعدل %2تقريبا سنويا على مدى قرنين من الزمن على الرغم من أنه يختلف
بحسب الزمان والمكان .ومن المحتمل أن تنمو إصدارات الطاقة من غازات الدفيئة بمعدل أقل من نمو الطلب
على الطاق ة بس بب المي ل إلزال ة الكرب ون منه ا .وبحس ب س يناريوهات SRESف إن اإلص دارات من الطاق ة
ستزداد من 6غيغا طن كربون عام 1990إلى 12-7غيغا طن كربون عام 2020وإ لى 19-6غيغا طن
كرب ون ع ام .2050ويمث ل قط اع الطاق ة 4.1 - 2.3غيغ ا طن و 6.4 - 1.6غيغ ا طن كرب ون ع ام
.2050ومن غير المتوقع أن يشكل توفر احتياطات الوقود األحفوري أو إمكانات الطاقات المتجددة أي عائق
على إم دادات الطاق ة في المس تقبل .وبالمث ل من غ ير المحتم ل أن يش كل ت وفر اليوراني وم والثوري وم مش كلة
لتوليد الطاقة النووية .وهناك إمكانية على المدى الطويل الستثمار الطاقات المتجددة على الرغم من أن كلفة
تحقيق ذلك غير مؤكدة بسبب عوامل كثيرة كالبحث والتطوير والتطبيق المبكر في مجاالت معينة ومناطق
مالئم ة .إن لتقان ات ال تزود بالطاق ة والب نى التحتي ة الالزم ة له ا زمن اً اقتص ادياً ط ويالً ويس تغرق التح ول في
تزويد الطاقة عقودا عدة .وهذا يعني أن اإلجراءات التقنية والسياسات تستغرق وقتا طويال لتطبيقها .ومع ذل ك
فعلى م دى 100-50ع ام يس تبدل نظ ام تزوي د الطاق ة بكامل ه م رتين على األق ل .ومن الممكن تقني اً إج راء
تخفيض كبير في اإلصدارات من قطاع الطاقة بالتزامن مع االستثمار الستبدال البنى التحتية واألجهزة التي
تهترئ أو تصبح باطلة.
2-2تقانات تخفيف اإلصدارات في قطاع الطاقة
تتضمن هذه التقانات رفع كفاءة تحويل الوقود األحفوري والتحويل إلى وقود أحفوري بمحتوى كربوني أقل
وإ زاح ة الكرب ون من غ ازات االح تراق ومن الوق ود وتخ زين ثن ائي أكس يد الكرب ون ،والتحوي ل إلى الطاق ة
النووي ة والطاق ات المتج ددة .ولك ل من ه ذه الب دائل خواص ها المم يزة ال تي تح دد كفاءته ا االقتص ادية وقبوله ا
االجتماعي والسياسي.ويجب تقويم تأثيرات التكلفة والبيئة على أساس تحليل دورة كاملة.
أ -تحويل أكفأ للوقود األحفوري
بصورة عامة تعد التقانات الجديدة بتحويل أكفأ للوقود األحفوري .وعلى سبيل المثال يمكن رفع كفاءة إنتاج
الكهرباء من %30إلى %60على المدى الطويل .وأيضا يرفع توليد الحرارة والكهرباء بشكل مشترك حيث
يت وفر ذل ك س واء الس تخدام الح رارة في العملي ات الص ناعية أو في التدفئ ة والتبري د من كف اءة تحوي ل الطاق ة.
وي ؤدي تكام ل تحوي ل الطاق ة من درج ة ح رارة عالي ة إلى درج ة ح رارة منخفض ة وال ذي ي دعى (التسلس ل
الحراري) إلى كفاءة أعلى .وبينما تتأثر الكلفة المتعلقة بهذه التحسينات في الكفاءة بعوامل عدة ،بما في ذلك
معدل استرجاع رأس المال ومعدل الفائدة وتأثير البحث والتطوير إال أن هناك تقانات متقدمة فعالة اقتصاديا
مقارنة مع بعض الوحدات والتقانات الحالية التي هي أقل كفاءة أو تصدر غازات دفيئة أكثر .ويمكن لبعض
خيارات التقانة مثل (الدارة المركبة لتوليد الطاقة) أن تخترق السوق الحالي .ولتحقيق الخيارات األخرى على
-68-
الحكومات أن تتخذ إجراءات قد تتضمن إلغاء الدعم المستمر للطاقة وإ دخال الكلف الخارجية وتأمين التمويل
لبح وث التط وير لتقان ات تخفي ف اإلص دارات وتق ديم ح وافز إلدخ ال ه ذه التقان ات مبك راً وهي في مرحل ة
التسويق التجاري .ولذا فبينما يمكن تحسين كفاءة تحويل الطاقة عالمي اً إال أن ذلك يتطلب كلف اً إضافية وقد ال
يح دث ب دون سياس ات مناس بة للح د من غ ازات الدفيئ ة .إن اإلمكاني ة النظري ة لتط وير الكف اءة كب يرة ج داً وال
تزال أنظمة الطاقة الحالية بعيدة جداً عن القيمة العظمى النظرية (أو المثالية) التي يمكن الحصول عليها من
القانون الثاني في الثرموديناميك .ويجب التغلب على الكثير من العطالة قبل أن نتمكن من استغالل ولو قدر
بسيط من هذه اإلمكانية مع عوائق عديدة مثل العادات االجتماعية والكلفة وانعدام المعلومات والخبرة وعدم
وجود الحوافز .يبلغ متوسط الكفاءة لتوليد الكهرباء من الوقود األحفوري في العالم %30وفي الدول المتقدم ة
%35وباقتراض كفاءة نموذجية %40لمحطات جديدة لتوليد الكهرباء من الفحم الحجري (مع إزالة SOx -
)NOxفي ال دول المتقدم ة ،ف إن زي ادة %1في الكف اءة ت ؤدي إلى تخفيض %2.5في إص دارات .CO2
وستس تخدم على الم دى الطوي ل تقان ات جدي دة لتولي د الكهرب اء مبني ة على كف اءة أعلى ،تتض من دورة بخ ار
محمص ،وحرق اً ض من س رير ممي ع ،ودارات تغ ويز متكامل ة .لق د أص بح بعض ه ذه التقان ات تجاري اً ،بينم ا
يحت اج بعض ها اآلخ ر إلى مزي د من البحث والتط وير .وللغ از الط بيعي المس تخدم في محط ات ال دارة المركب ة
أعلى كفاءة تحويل من كل أنواع الوقود األحفوري حالي اً ،إذ تبلغ هذه الكفاءة %45على المدى القصير ،و
%55أو أكثر على المدى الطويل .ومن أجل التقانات المطورة التي تستخدم الوقود األحفوري نفسه ،يترجم
رفع الكفاءة بكلفة أقل في الوقود ،والذي غالباً ما يعوض إلى حد ما ،الحاجة إلى رأسمال أكبر .وتعطي التقانة
المطورة مزايا إضافية مثل تخفيض SO2و NOxوالدقائق الصلبة .ويقدم التوليد المشترك للحرارة والكهرباء
كف اءة أعلى تص ل إلى %90-80بالنس بة الس تهالك الوق ود ،وهي أعلى بكث ير من تولي د الح رارة والكهرب اء
بشكل منفصل .لكن هذه االقتصادية ترتبط بتوفر الحاجة للتدفئة والتبريد في مناطق قريبة من محطات توليد
الكهرباء.
ب -التحويل إلى وقود أحفوري ذي محتوى كربوني اقل:
يمكن عن طري ق التحوي ل من الفحم إلى النف ط ومن النف ط إلى الغ از ،تخفيض إص دار .CO2ويص در الغ از
الط بيعي أق ل كمي ة من CO2بالنس بة لوح دة طاق ة ،إذ تبل غ 15ك غ كرب ون /غيغ ا ج ول ،بينم ا يص در النف ط
20كغ كربون /غيغا جول ،ويصدر الفحم 25كغ كربون /غيغا جول .ومن الممكن أيض اً أن يكون تحويل
الوق ود بكرب ون أق ل أك ثر كف اءة .يتواج د الغ از الط بيعي في من اطق عدي دة ومنتش رة في الع الم .ويمكن لتقان ة
ال دارة المركب ة الجدي دة ،ذات الكلف ة الثابت ة األق ل ،والكف اءة األعلى ،أن تخفض كلف ة الكهرب اء بش كل كب ير في
بعض المج االت ،حيث تك ون أس عار الغ از الط بيعي منخفض ة نس بياً مقارن ة ب الفحم الحج ري .وبينم ا يحاف ظ
التحوي ل من الفحم الحج ري إلى الغ از على كف اءة التحوي ل نفس ها ،إال أن ه يخفض اإلص دارات بـ .%40وق د
يص ل خفض الكهرب اء بالنس بة لوح دة منتج ة من الكهرب اء إلى .%50وعلى ال رغم من أن الغ از الط بيعي
مت وزع بش كل واس ع في الع الم ،إال أن ه غ ير مت وفر إلنت اج الطاق ة في بعض المن اطق .ول ذا ف إن التحوي ل إلى
الغ از لتولي د الطاق ة يعتم د على اس تيراده من الخ ارج .وهن ا تك ون كل ف االس تثمار واإلدارة األولي تين مرتفع ة
-69-
جداً ،من أجل نقل الغاز وتوزيعه وبناء تجهيزات استخدامه النهائية .وقد يؤدي االستخدام الواسع للغاز إلى
ته ريب كمي ات من غ از الميث ان إلى الج و .وهن اك مح اوالت لخفض إص دار غ از الميث ان من من اجم الفحم
الحجري بـ ،%90-30ومن تنفيس الغاز وحرقه في الشعلة بـ ،%50ومن التسرب من أنظمة توزيع الغاز بـ
.%80ويمكن أن يكون هذا التخفيض مجدياً اقتصادياً في العديد من المناطق في العالم ،حيث يمكن استخدام
الميثان كمصدر للطاقة.
ج -إزاحة الكربون من الوقود وغاز االحتراق وتخزين CO2
يمكن إزاحة CO2من غاز االحتراق ،وتخزينه ،لكن هذا يخفض من كفاءة تحويل الوقود إلى طاقة ،ويزيد من كلفة
الكهرب اء المنتجة .وبطريقة أخ رى يمكن إزال ة الكربون من الوقود بتحويل ه إلى هي دروجين ،أو إلى مركب ات غني ة
ب ه ،كالميث انول واإليث انول ،أو الميث ان من الفحم .وتول د كلت ا الطريق تين غ از CO2ال ذي يمكن أن يخ زن في حق ول
الغ از الط بيعي المس تنفدة ،أو في المحيط ات .وبس بب الكلف ة المرتفع ة ،والحاج ة إلى مزي د من تط وير التقان ة ،ف إن
تطبيق هذه التقانة على المدى القصير والمتوسط محدود( .على سبيل المثال استخدام CO2في االسترجاع الثاني
للنف ط) .وتبقى الكل ف االقتص ادية واآلث ار البيئي ة الناجم ة عن تخ زين CO2في المحيط ات على الم دى الطوي ل
مجهولة ،وغير مؤكدة.
إن الخيار اآلخر إلزالة الكربون هو في تغويز الفحم الحجري ،وإ زاحة CO2وتحسين غاز التخليق الناتج.
ويتمث ل أح د الخي ارات لخفض الكلف ة ،باس تخدام األكس جين ب دالً من اله واء في االح تراق ،وبالت الي الحص ول
على م زيج من CO2وبخ ار الم اء بش كل رئيس .وس يزيد تط وير خالي ا الوق ود ،ال تي تعم ل بالهي دروجين من
ه ذا الخي ار .وس يؤدي تزوي د الطاق ة في المس تقبل على ش كل كهرب اء ،وهي دروجين عن د نقط ة اس تخدامه ،إلى
التخلص من اإلص دارات ،وسيس مح بإزال ة CO2وتخزين ه عن د المص در .إن تخ زين CO2في حق ول النف ط
والغاز المستنفدة ،هو خيار آخر .وتبلغ إمكانية هذا الخيار حوالي 500-130غيغا طن من الكربون ،وهي
استطاعة عالية جداً .وهناك خيار آخر يتمثل في تخزين الكربون في خزانات الملح الجوفية الموجودة على
أعم اق مختلف ة في الع الم .إن المحيط ات العميق ة هي أك بر خزان ات CO2في الع الم .ويمكن نق ل CO2إلى
المحيط ات مباش رة ،وإ لى أعم اق 3000م أو أك ثر .وفي المحيط ات يع زل CO2عن الج و لع دة ق رون على
األقل .غير أنه ال يزال هناك قلق من اآلثار البيئية المحتملة ،كتغير نوعية مياه المحيطات ،وتأثير ذلك على
األحي اء المائي ة .كم ا أن تط وير التقان ات الالزم ة لص رف CO2وتكاليفه ا ،تحت اج إلى المزي د من البحث
والتطوير.
د -التحويل إلى الطاقة النووية
يمكن للطاقة النووية أن تحل محل الوقود األحفوري في إنتاج الحمل األساسي base loadمن الكهرباء ،في
ع دد من المن اطق في الع الم ،إذا ق دمت أجوب ة مقبول ة على التس اؤالت ح ول أمن المف اعالت ،ونق ل النفاي ات
المشعة والتخلص منها ،وانتشار السالح النووي .وتختلف كلفة إنتاج الطاقة النووية في دول عدة من 2.5إلى
6سنت /كيلو وات ساعي .وتتراوح الكلفة للوحدات الجديدة ،بما في ذلك التخلص من النفايات ،وكلفة إزالة
المنشأة من 2.5إلى 4.5سنت /كيلووات ساعي بفائدة ،%5و 7.7 - 4.0سنت /كيلو وات ساعي بفائدة
-70-
.%10وتشير كلفة إنتاج الحمل األساسي من الكهرباء من الطاقة النووية ،إلى أنها ستظل خياراً قوياً في عدد
من ال دول في المس تقبل .وإ ذا ق ورنت بكلف ة إنت اج الكهرب اء من الفحم الحج ري والبالغ ة 5س نت /كيل و وات
س اعي ،ف إن كلف ة تخفي ف اإلص دار هي 120دوالر /طن من الكرب ون المتجنب إص داره .وتط ور تص اميم
جديدة مثل المفاعالت ذات درجة الحرارة المرتفعة ،والمبردة بالغاز ،إلعطاء أمان أفضل ،وأداء اقتصادي
أك بر ،من خالل خفض كل ف التش غيل والص يانة وتقص ير زمن بن اء المفاع ل .وق د ع اد االهتم ام بالمف اعالت
المبردة بالمعدن السائل ،والتصاميم الجديدة األخرى ،مثل المسرعات ذات الطاقة العالية ،ألنها تفيد في التحكم
ب المواد المش عة ،والتخلص منه ا .ويج ري تط وير الطاق ة النووي ة الس تخدامها في مج االت أخ رى غ ير تولي د
الكهرباء ،مثل توليد الحرارة الالزمة للعمليات الصناعية ،أو في التدفئة ،أو تحلية المياه ،وعلى المدى الطويل
إلنتاج الهيدروجين.
هـ التحويل إلى الطاقات المتجددة
يمكن للطاق ات المتج ددة على الم دى البعي د أن تل بي حاج ة الع الم للطاق ة .وال تص در ه ذه الطاق ات إال كمي ات
مح دودة من غ ازات الدفيئ ة ،أو أنه ا عديم ة اإلص دار .وهن اك بعض اإلص دارات من اس تخدام الكتل ة الحيوي ة
بشكل غير مستدام .ويمكن للكتلة الحيوية أن تساهم بقدر كبير في إنتاج الكهرباء ،وفي انتاج الوقود الحيوي،
إذا حلت مش كلة ت أمين الغ ذاء ،والت أثير على التن وع الحي وي .ويمكن للطاق ات المتج ددة أن تخفض غ ازات
الدفيئة بشكل كبير جدا" ،مقارنة بالوقود األحفوري ،إذا استمر أداؤها في التحسن ،وإ ذا لم تكن هناك مشاكل
في اختيار مواقعها.
و -الطاقة المائية
تق در اإلمكاني ة التقني ة لتولي د الطاق ة المائي ة ب 14000ت يرا وات س اعي /الس نة .ويمكن اس تغالل ح والي
9000 - 6000ت يرا وات س اعي /الس نة منه ا بش كل اقتص ادي على الم دى البعي د ،م ع اعتب ار العوام ل
االجتماعية والبيئية والجيولوجية والكلفة االقتصادية .ويمكن عن طريق إحاللها محل الفحم الحجري ،تخفيض
غازات الدفيئة بمعدل 1.7-0.9غيغا طن كربون ،ومحل الغاز الطبيعي 0.9 - 0.4غيغا طن كربون .لقد
بلغت كلفة الكهرباء المولدة بالطاقة المائية في 70دولة في العالم عام 1990بحدود 7.8سنت /كيلو وات
ساعي .ويمكن أن تكون الطاقة المائية الصغيرة هامة واقتصادية في المستقبل في بعض المناطق في العالم،
بينما قد يكون لبناء المشاريع الكبيرة عواقب اجتماعية ،وت أثيرات بيئي ة مباش رة وغير مباشرة ،مث ل تحوي ل
مجرى النهر ،وتع ديل االنح دار ،وتحض ير الخ زان ،وبن اء مراف ق لليد العامل ة الض خمة ،وتهديد النظم البيئي ة
المائي ة ،والت أثير س لباً على ص حة اإلنس ان .وتتض من الع واقب االجتماعي ة إع ادة ت وطين المهج رين ،والت أثير
المتذب ذب على االقتص اد .ولكن الب نى المرافق ة تحف ز تط وير االقتص اد محلي اً ،وتق دم مزاي ا إض افية للزراع ة
كخزان مائي.
ز -الكتلة الحيوية
تشمل طاقة الكتلة الحيوية الفضالت الصلبة ،ومخلفات الصناعة والزراعة والغابات ،ونباتات الطاقة .ويعتمد
مردود طاقة الكتلة الحيوية وتكلفتها على العوامل المحلية ،مثل توفر األراضي ومخلفات النباتات وعلى تقانة
-71-
اإلنت اج .ونموذجي اً ف إن نس بة الطاق ة الداخل ة إلى الخارج ة للمحاص يل الغذائي ة ذات النوعي ة العالي ة منخفض ة
مقارن ة بالمحاص يل الطاقي ة ال تي تتجاوزه ا غالب اً بـ 10م رات .وتختل ف تق ديرات كلف ة إنت اج الكتل ة الحيوي ة
بمج ال واس ع .ويتوق ع أن يكل ف تولي د الكهرب اء من الكتل ة الحيوي ة في ال دول المتقدم ة في المس تقبل ح والي 2
دوالر /غيغا جول .وتختلف كلفة تخفيف إصدار غازات الدفيئة ألشكال الطاقة المختلفة من الكتلة الحيوية مثل
الكهرباء وتوليد الحرارة والغاز الحيوي ووقود النقل .ويعتمد ذلك على كلفة إنتاج الطاقة الحيوية وكلفة تقانة
تحويلها إلى أحد أشكال الطاقة المرغوبة .وبافتراض كلفة الكتلة الحيوية بحدود 2دوالر /غيغا جول وإلنتاج
من الحجم الصغير ،يمكن توليد الكهرباء بكلفة 15-10سنت/كيلو وات ساعي .وإ ذا استبدلت الكتلة الحيوية
ب الفحم الحج ري ،ف إن كلف ة التخفي ف ت تراوح بين 400-200دوالر /طن من الكرب ون المتجنب .وبتغ ويز
الكتلة الحيوية وتوليد الكهرباء من الغاز الحيوي بكفاءة ،%45 - 40يمكن إنتاج الكهرباء بكلفة تقترب من
كلف ة إنتاجه ا من الفحم الحج ري 1.7-1.4دوالر /غيغ ا ج ول .وفي ه ذه الحال ة س تكون كلف ة التخفي ف من
غ از CO2ض ئيلة .ويعطي الوق ود الحي وي من األخش اب م ردوداً أعلى من الطاق ة ،وبكلف ة وت أثير بي ئي أق ل،
من معظم أن واع الوق ود الحي وي .وإ ض افة إلى إنت اج اإليث انول ،يمكن إنت اج الميث انول والهي دروجين أيض اً.
ويمكن عن طريق استغالل طاقة الكتلة الحيوية توليد دخل جيد للمزارعين في المناطق الريفية .ويؤدي هذا
إلى تمكين الم زارعين في ال دول النامي ة من تط وير تقان اتهم الزراعي ة ،وبالت الي الك ف عن زراع ة األراض ي
الهامش ية الفق يرة .وال ت زال تقان ة تحوي ل الكتل ة الحيوي ة وزراعته ا في ب داياتها ،وهي تحت اج إلى مزي د من
البحث والتطوير ،لتصبح ناضجة فني اً ومجدية اقتصادياً .وقد أثير قلق حول زراعة الكتلة الحيوية في الدول
النامية لتوليد الطاقة بسبب تأثيره على األمن الغذائي .لكن إدخال التقانات الحديثة لجعل المردود مقارب اً للدول
المتقدمة ،وتكثيف الزراعة بطريقة مقبولة بيئياً واقتصادياً ،سيبدد هذه المخاوف.
ح -طاقة الرياح
يمكن لطاقة الري اح التي تغذي شبكة كهربائية بشكل متقطع أن تساهم بـ %20-15من اإلنت اج السنوي للكهرباء،
بدون ترتيبات خاصة كالتخزين وإ دارة الدعم والتحميل .وفي نظام كهربائي يعتمد على الوقود األحفوري ،فإن تأثير
التخفيف باستعمال تقانة الرياح يعادل مقدار التخفيض من حرق الوقود األحفوري .ويقدر أن تتراوح إمكانية توليد
الكهرباء من الرياح بـ 1000-700تيرا وات ساعي بحدود .2020وإ ذا استخدمت هذه الطاقة عوض اً عن الوقود
األحفوري دون اعتب ار الكلف ة ،فإن هذا سيخفف إصدار CO2بـ 0.2-0.1غيغا طن كرب ون /السنة .وتبل غ كلفة
استخراج الطاقة من الرياح حالي اً بحدود 10سنت /كيلووات ساعي كما هو مبين في الجدول ( .)6وستكون عام
2010-2005منافس ة تجاري اً للطاق ة النووي ة واألحفوري ة .ويمكن أن تنخفض الكلف ة أك ثر في الم زارع الريحي ة
الكب يرة .وفي المس تقبل يتوق ع أن تنخفض الكلف ة إلى 3.2س نت /كيل و وات س اعي في مواق ع جي دة وعن د تحميله ا
فائدة .%6ويعارض السكان في بعض الدول تركيب العنفات بسبب الضجيج ،وتشويه المناظر الطبيعية ،وتأثيرها
على الحياة البرية.
الجدول ( )6كلف أنواع الطاقة
الكلف ة المتوس طة (س نت /ك وات نوع الطاقة
ساعي)
-72-
5-2 مائية
4-3 نووية
5-4 فحم حجري
5-4 غاز طبيعي
10 - 4 رياح
8-5 جوفية
12 - 8 كتلة حيوية
15 - 10 خاليا وقود
32 - 15 شمسية
ط -الطاقة الشمسية
يمكن تحوي ل أش عة الش مس مباش رة إلى كهرب اء وح رارة بواس طة الخالي ا الض وئية ،PVوبالتقان ة الحراري ة.
وتعتبر الخاليا الضوئية اآلن منافساً ألشكال الطاقة األخرى إذا كان الموقع بعيداً عن الشبكة الكهربائية ،لكنها
غ ير منافس ة لتطبيق ات كب يرة مرتبط ة بالش بكة .وعلى ال رغم من انخف اض كلف ة االس تثمار كث يراً في الس نوات
الماضية ،فإنها ال تزال بحدود 10000-7000دوالر /كيلو وات ،وكلفة الكهرباء الناتجة بحدود 33-23
سنت /كيلو وات ساعي .ومن المتوق ع أن تستمر كلفة الخالي ا الضوئية PVباالنخفاض نتيج ة تق دم البحث
والتط وير وبس بب اقتص اد اإلنت اج الض خم .وعلى ال رغم من أن أجه زة الـ PVال تص در تلويث اً إال أن بعض
األنظم ة تس تخدم م واد س امة خط رة على الع املين في التص نيع واالس تخدام والتخلص منه ا .وس تبلغ إمكاني ة
الطاق ة الشمس ية EJ 22-16ع ام 2025-2020في ال دول المتقدم ة .ويعتم د تحقي ق ه ذه اإلمكاني ة على
تحس ين أداء الطاق ة الشمس ية ،وخفض كلفته ا .ويمكن لمحط ة باس تطاعة 50ميغ ا وات مبني ة بتقان ة 1995
وبكلف ة اس تثمار 2300دوالر /كيل و وات أن تول د كهرب اء بكلف ة 9-8س نت /كيل و وات س اعي في من اطق
تتلقى إش عاعاً شمس ياً جي داً .وتش ير التق ديرات المتفائل ة إلى أن كلف ة الـ PVفي المس تقبل س تكون 800-700
دوالر /كيل و وات ع ام ،2050-2020وس تتراوح كلف ة الكهرب اء المنتج ة من 2.2إلى 4.4س نت /كيل و
وات س اعي بحس ب الس طوع الشمس ي .إن تولي د الكهرب اء به ذه الكلف ة س يخفض كلف ة إنت اج الكهرب اء
واإلص دارات ،مقارن ة بتقان ة الفحم الحج ري التقليدي ة الي وم .وتمتل ك األنظم ة الشمس ية الحراري ة الق درة على
تزويد كمية أكبر من الطاقة في المستقبل .وتولد هذه األجهزة حرارة عالية وقد تعطي تحويال بكفاءة .%30
وق د حققت تقان ة الطبق البيضاوي خفض اً كبيراً في كلفة المحط ة .وتبل غ كلف ة المحط ة الحالي ة حوالي 13-9
س نت /كيل و وات س اعي بينم ا تبل غ الكلف ة من األب راج بح دود 6 -4س نت /كيل و وات س اعي .ويمكن له ذه
األجه زة إض افة للكهرب اء أن تق دم ح رارة عالي ة تس تخدم في العملي ات الص ناعية ،وتدفئ ة األبني ة ،وإ نت اج
الهيدروجين والكيميائيات.
ي -الحرارة الجوفية
-73-
تولد الكهرباء من الحرارة الجوفية في 21دولة في العالم .وتقدر كلفة توليد الكهرباء بـ 4سنت /كيلو وات
ساعي ،وتوليد الحرارة بـ 2سنت /كيلو وات ساعي .وتقوم حوالي 40دولة باستثمار المياه الجوفية الحارة
في أراضيها ،بينما تمتلك 14دولة منها استطاعة مركبة أكبر من 100ميغا وات .وتصدر الحرارة الجوفية
أبخ رة تحت وي على CO2و H2Sو Hgوغيره ا .وتس تخدم التقان ات المتقدم ة ال دارة المغلق ة ول ذا ف إن
إصداراتها قليلة .وتقدر إمكانية الحرارة الجوفية عام 2025- 2020بحدود .EJ 4وتقدم الصخور الجوفية
الجافة والحارة مورداً آخر للحرارة الجوفية .وبشكل عام فبالرغم من أهمية الحرارة الجوفية لالقتصاد على
المستوى المحلي ،إال أن إمكانيتها في خفض اإلصدارات الكربونية ضئيلة.
()40
2-3اإلجراءات المتعلقة بخفض إصدار غازات الدفيئة في قطاع الطاقة
أ -برامج تتعلق بالسوق:
تغ ير ال برامج المتعلق ة بالس وق الس عر النس بي ألنش طة الطاق ة المختلف ة مباش رة .وفي س وق ح ر وبوج ود ض ريبة
على اإلصدار أو نظام لمقايضة الكربون ،يخفض المنتجون إصداراتهم إلى المستوى الذي تصبح فيه كلفة التحكم
تساوي ضريبة اإلصدار ،أو ثمن المقايضة بالكربون .وتشجع كلتا اآلليتين الكفاءة الديناميكية (المتمثلة بتخفيض
الكلفة على المدى الطويل عندما تكون عوامل اإلنتاج متغيرة وقد تحفز التغير التقني) ألن كل واحدة منهما تقدم
ح افزاً للبحث والتط وير في تقان ات تخفيض اإلص دار .إن كلف ة ض رائب اإلص دار معروف ة ،لكن حجم التخفيض
غير معروف .و ينعكس هذا الوضع بالنسبة لحصص اإلصدارات المحددة.
ب -تقليص الدعم الدائم:
يقدم الدعم الدائم في قطاع الطاقة إشارات غير صحيحة للمنتجين والمستهلكين على السواء ،وقد يؤدي على
أس عار أق ل من الكل ف الحقيقي ة .ويخل ق ال دعم لتقان ات موج ودة عوائ ق س وقية مص طنعة ،أم ام دخ ول تقان ات
جدي دة .ول ذا ف إن تب ني تس عير يعتم د على الكلف ة اإلض افية ،وتقليص ال دعم أو إلغ اؤه ،يس مح للتقان ات الجدي دة
بال دخول إلى الس وق .ويكل ف ال دعم أم واالً ض خمة يمكن أن تص رف في البحث والتط وير وتحس ين كف اءة
الطاقة .وتستفيد الطاقة التقليدية من دعم يقدر بـ 300بليون دوالر في العالم .وال يعني إلغاء الدعم عدم تقديم
حوافز مالية لدخول تقانات جديدة ،مثل الطاقات المتجددة أو الطاقة النووية أو تقانة الفحم الحجري النظيفة.
وعلى س بيل المث ال ،ف إن اعتم اد س عر مض مون للمنتجين المس تقلين المس تخدمين لتقان ات منخفض ة اإلص دار،
سيساعد في تقليص أخطار استخدام تقانات غير مكتملة.
ج -تسعير خدمات الطاقة على أساس الكلف الكاملة
ال يوجد اتفاق على تقدير الكلف الخارجية (الكلف االجتماعية) إلنتاج الطاقة واستهالكها .وإ ذا تم التوصل إلى
اتفاق حولها ،فسوف تساهم في تقرير التقانات المالئمة على قدم المساواة .وال تدخل التكاليف الخارجية عادة
في سعر السوق .وتشمل هذه الكلف مواضيع مثل األمراض والوفيات ،والضرر البيئي ،والتأثير على تغير
المناخ ،وفرص العمل والمنافسة وغيرها .وسوف يطور إدخال التكاليف الخارجية تنافسية استخدامات الطاقة
ذات اإلص دارات األق ل .وبم ا أن التك اليف الخارجي ة للتقان ات الحالي ة والجدي دة غ ير معروف ة ،ومن المتوق ع
-74-
اختالفه ا بش كل كب ير بين ال دول والمن اطق ،ف إن تب ني ه ذه السياس ة ق د ي ؤثر س لباً على التنافس ية العالمي ة على
المدى القصير .ولذا فقد تكون هناك ضرورة لعقد اتفاقات دولية للتغلب على مسألة التنافسية.
د -مقايضة حصص اإلصدارات وتراخيصها:
تتضمن اإلجراءات األخرى تحديد حصص لإلصدارات ،وإ صدار تراخيص إصدارات قابلة للمقايضة .ويمكن
لتطبيق مبدأ الحصص أن يطور األنشطة المشتركة عالمياً ،والتي يمكن أن تدخل التقانات والتمويل إلى الدول
النامية ،وتساعد في تنفيذ استراتيجيات الكلفة الدنيا على المستوى العالمي.
هـ المساعدة المالية
يقف نقص التمويل في الدول النامية عائق اً كبيراً أمام تنفيذ خيارات التخفيف .وإ ذا كان لمشروع ما تكاليف
تشغيل وإ صدارات أقل ،لكن تكاليفه الثابتة أعلى من البدائل األخرى ،فقد ال يجذب التمويل الالزم له .وإ ضافة
لذلك تتنافس تقانات تزويد الطاقة واستخدامها مع متطلبات التنمية األخرى على األموال النادرة .ومع ذلك فإن
العديد من خيارات التخفيف تشمل إنتاج تقانات محلية وتخلق بنى تحتية جديدة وفرص اً للعمل .وفي المناطق
الريفية بشكل خاص ،قد تساعد التقانات الالمركزية على تحقيق أهداف التنمية .وحتى في الدول المتقدمة فقد
يعطي رأس المال لتمويل نظم أقل إصداراً لغازات الدفيئة ،عوائد أقل من فرص االستثمار األخرى.
و -إجراءات تنظيمية
اس تخدم التوج ه التقلي دي لسياس ات البيئ ة في ع دد من ال دول ،مع ايير قياس ية (مبني ة على التقان ة أو األداء)،
وإ نفاق الحكومة المباشر على مشاريع لتحسين البيئة .ومثل حوافز السوق ،فإن أولى هذه االستراتيجيات هي
أن على المل وث أن يتكف ل بإزال ة التل وث .والثاني ة هي أن تنف ق الدول ة الم وارد لتحس ين نوعي ة البيئ ة .وت برز
هات ان اإلس تراتيجيتان أيض اً في اإلج راءات المقترح ة لمعالج ة تغ ير المن اخ .وتفي د المع ايير والمواص فات في
التق دير المس بق لت أثير اإلج راءات على إص دار غ ازات الدفيئ ة كأولولي ة .لكن المش كلة هي أن الكلف ة غ ير
معروفة ،وقد تكون أعلى من آلية السوق .ويمكن لمعيار األداء في بعض الحاالت ،أن يقدم حوافز أكبر أو
اق ل لتب ني تقان ات من نظ ام ت رخيص ،من الس وق .وكمث ال على ذل ك نظ ام الطاق ة في الوالي ات المتح دة لع ام
1978الذي يلزم مزودي الشبكة الكهربائية بشراء الطاقة من منتجين مستقلين ،مما شجع وجود سوق تنافسي
غ ير مرك زي .وب ذلك أص بح تولي د الكهرب اء على المس توى المتوس ط والص غير من الغ از أو الكتل ة الحيوي ة
ش ائعاً .لق د س اهمت ه ذه السياس ة في إدخ ال أك ثر من 10000ميغ ا وات كهرب اء من الطاق ة المتج ددة إلى
الشبكة.
ز -اتفاقات طوعية:
تشير االتفاقات الطوعية إلى التصرفات التي يقوم بها المشاركون لمصلحتهم الذاتية ،والتي تباركها الحكومة
لتخفيض اإلص دارات .تعت بر مث ل ه ذه االتفاق ات في ع دد من ال دول المتقدم ة على أنه ا إج راء م رن .تأخ ذ
االتفاق ات أش كاالً متع ددة على المس توى الوط ني وال دولي ،ويمكن أن تتض من اتفاق ات تحت وي أه دافاً وأداء
وتعاوناً في البحث والتطوير ،وتبادالً للمعلومات ،وإ جراءات تتخذ بالمشاركة .وقد تقوم الشركات ذات النظرة
البعيدة ،باتخاذ إجراءات للتحكم باإلصدارات ،إذا خشيت من وضع قيود إلزامية في غياب التخفيض الطوعي.
-75-
وق د يفس ر ه ذا نش وء اتفاق ات طوعي ة إلدارة الطاق ة محلي اً .وت أتي معظم إج راءات تخفيض اإلص دارات من
مبادرات طوعية ،لزيادة كفاءة تحويل الطاقة.
ح -البحث والتطوير واإليضاح:
هن اك حاج ة لق در كب ير من االبتك ار في قط اع الطاق ة كش رط أولي لتلبي ة األه داف الطموح ة لخفض غ ازات
الدفيئة ،و إلنقاص كلف خيارات التقانة إلى ما دون مستواها الحالي .لقد كان االتجاه في السنوات الماضية
نحو تخفيض االستثمار في البحث والتطوير من القطاع العام والخاص .وخالل العقد الماضي ،انخفض دعم
القط اع الع ام للبحث والتط وير بمع دل الثلث ،وبنص ف بالمائ ة من الن اتج الق ومي اإلجم الي .وفي الماض ي
خصص في دول وكالة الطاقة الدولية ،حوالي نصف االستثمار للطاقة النووية و %10فقط للطاقات المتج ددة.
وم ع ترش يد اس تهالك الطاق ة ،يخص ص %80من اإلنف اق على البحث والتط وير لتقان ات ال تص در غ ازات
دفيئ ة .و يتطلب معظم التقان ات الواع دة لخفض اإلص دارات اس تثمارات قليل ة نس بياً في البحث والتط وير.
ويعكس هذا الحجم الصغير لهذه التقانات ،وقابليتها للنمذجة .لقد قدرت الحاجة للبحث والتطوير لمجموعة من
الطاق ات المتج ددة بـ 20-15بلي ون دوالر خالل العق دين الق ادمين .لكن البحث والتط وير ال يكفي لجع ل
العملية تجارية .ولذا يجب وضع التقانات على شكل مشاريع لإليضاح ،لحفز السوق على تبنيها .ومن المتوقع
أن تنخفض كلف ة كث ير من الطاق ات المتج ددة م ع زي ادة اس تخدامها ،مس تفيدة من ال تراكم المع رفي في ه ذا
المجال.
()41
-3في النقل
من المهم أن يتكام ل ه دف تخفيف إصدار غ ازات الدفيئ ة م ع األهداف األخ رى ،مث ل زي ادة كف اءة الصناعة،
وتحقي ق األمن الط اقي ،وتحس ين نوعي ة الحي اة للم واطن ،وحماي ة البيئ ة .ومن حيث المب دأ فالطريق ة األج دى
لتحقيق كل هذه األهداف ،هي في إزالة الدعم الحكومي للنقل البري المعمول به في العديد من الدول ،وتطبيق
آلية تسعير تأخذ بعين االعتبار المتطلبات البيئية واالجتماعية .وعملي اً فإن تطبيق إجراءات مجدية اقتصادياً
كفرض ضريبة على مستخدمي الطرقات متعذر فنياً وسياسياً .وتتطلب الظروف المحلية حلوالً محلية ،كما أن
نجاح إستراتيجية التخفيف ،قد يعتمد على تصميمها بحيث تأخذ بعين االعتبار ما يلي:
-فهم النظام الحالي وتطوره
-دراسة طيف واسع من اإلجراءات
-التشاور مع الناس أصحاب العالقة
-إدخال آليات المراقبة والتعديل والضبط.
وتستأثر الدول المتقدمة بأكبر أسطول للنقل البري في العالم .وقد امتلكت الدول النامية %10فقط من الس يارات في
العالم عام .1990وتصنع معظم السيارات في العالم في الدول المتقدمة أو تصمم من قبلها .ولذا سيكون للسياسات
التي تتبع في الدول المتقدمة للتخفيف من اإلصدارات ،تأثير كبير على العالم بأكمله.
-76-
أ -اإلجراءات التي تؤثر على السيارات والنقل في المدن
يعتم د تخفي ف اإلص دارات من المركب ات الخفيف ة ،على تنفي ذ طي ف من االس تراتيجيات في حق ول ع دة ،وعلى
مس تويات حكومي ة مختلف ة .وتش مل ه ذه االس تراتيجيات إج راءات ع دة ،مث ل وض ع مع ايير لكف اءة الوق ود،
وفرض ضرائب عليه ،وتقديم حوافز الستعمال الوقود البديل ،وتخفيف استخدام السيارات ،والبحث والتطوير
في تقانة اآلليات ونظام النقل .وتعتمد كفاءة السياسات على الظروف الوطنية ،وعلى اتجاهات التقانة .وعادة فإن
اإلج راءات المتبع ة لتخفي ف اإلص دارات من الس يارات مالئم ة لوس ائط النق ل الخفيف ة ،كالش احنات والح افالت
الصغيرة وعربات الرياضة .وتستخدم هذه الوسائط بصورة متزايدة كوسيلة نقل خاصة ،مما يسبب إصدارات
أكثر .ويمكن ت برير مع ايير االقتص اد في الوق ود ،أو الضرائب علي ه ،كوس ائل للتغلب على عقب ات السوق ال تي
تحد من استخدام التقانات الكفؤة والفعالة اقتصاديًا .ويمكن أن يكون للضرائب المتزايدة على الوقود ،فوائد بيئية
واجتماعي ة عدة أيض اً ،بينم ا تول د عوائ د مالي ة يمكن اس تخدامها لتلبي ة األولوي ات الض رورية في قط اع النق ل،
على الرغم من أنها تخفض رفاهية بعض مستخدمي النقل .ومن المحتمل أن تتبنى الحكومات مزيج اً من هذه
اإلجراءات .وعلى سبيل المثال ،فمعايير االقتصاد في الوقود والحوافز تسبب انخفاض كلفة النقل بالسيارة،
وبالتالي تسبب ازدحاماً أكبر ،ما لم تنفذ مع زيادة الضرائب على الوقود ،وتسعير الطرق ،وإ جراءات أخرى.
ومن المحتم ل أن تل بي الطاق ات المتج ددة حاج ة مركب ات النق ل إلى الوق ود ،إذا خ ف اس تخدام الس يارة،
ومتطلباته ا من الطاقة .ول ذا تزداد كفاءة الحوافز لشراء سيارات تعمل على الوقود الب ديل ،بفرض ضرائب
على الوقود التقليدي .وقد تكون السياسات المطورة على المستوى المحلي ،والتي تهدف إلى معالجة عدد من
األولويات االقتصادية واالجتماعية والبيئية أهم العوامل في إستراتيجية طويلة المدى لتخفيف اإلصدارات في
قط اع النق ل .وتتض من ه ذه اإلج راءات التحكم بنظ ام الس ير بالحاس وب ،والتقيي د على مواق ف الس يارات
وتسعيرها ،وتسعير الطرقات ،وتحديد دخول السيارات إلى بعض المناطق ،وتغيير مخطط الطرقات لخفض
س رعة الس يارات ،وتحس ين الخ دمات واألولوي ات للمش اة ،وراك بي ال دراجات ،ووس ائط النق ل الجم اعي .إن
تط وير الب نى التحتي ة مكل ف ج داً ،ومن المحتم ل أن توض ع الكلف ة بن اء على ع دد من األس باب االقتص ادية
واالجتماعي ة والبيئي ة .وق د تك ون هن اك عقب ات مؤسس اتية إلدم اج أه داف تخفي ف اإلص دارات في عملي ة ص نع
الق رار ،لكن فع ل ذل ك يق دم فوائ د ع دة ،ويخفض الكلف ة ،حيث يتلقى النق ل غ ير اآللي أولوي ة أعلى من قب ل .إن
تصميم المدن لنق ل غير آلي ،ولنق ل جم اعي ،يمكن أن يولد مزايا اقتصادية بعيدة المدى ،حيث تحرض البيئ ة
المحسنة للمدينة على جلب االستثمار .لقد طبق بعض أبرز هذه االستراتيجيات في سنغافورة ،ومدينة قرطبة في
البرازيل ،وبعض المدن األوروبية .وعلى المدى البعيد فإن التغيير في طراز الحياة ،وفي نمط الثقافة ،مع تغيير
في تخطيط المدن ،قد يؤدي إلى تخفيضات كبيرة في النقل اآللي .ويتوفر بعض هذه الفرص في تخطيط المدن
للتأثير على استخدام النقل اآلن في الدول النامية ،حيث ال يزال استخدام السيارة الخاصة متدنيًا ،ولكنها تزداد
أهمية بسرعة كبيرة.
ب -اإلجراءات للمركبات الثقيلة والشاحنات
-77-
تختل ف اإلج راءات للمركب ات الثقيل ة والش احنات عن المركب ات الخفيف ة ،ألن الش احنات تختل ف عن بعض ها
بعض اً ،أكثر من اختالف السيارات في تصميمها والغرض منها .ويجعل هذا عملية تصميم معايير للحد من
استهالك الطاقة أصعب ،على الرغم من أن تركيب محددات السرعة ،ونسبة القوة إلى الوزن ،يمكن أن يحققا
ذل ك .ويتأثر م الكو الش احنات نسبيا" بأس عار الوق ود في إدارتهم للش احنات الحالي ة ،أو في اختيارهم لشاحنات
جديدة .وقد يكون مزيج من الضرائب على الوقود ،واالتفاقات الطوعية ،والدعاية والحوافز لشراء شاحنات
كفؤة ،كافياً لألخذ بالتطويرات التقنية .لقد دلت الدراسات في بعض البلدان ،على أن الشاحنات تحصل على دعم
حك ومي أك بر من الس يارات ،وخاص ة عن د اعتب ار الض رر ال ذي يلح ق بالطرق ات من جرائه ا .إن عكس ه ذه
التكلف ة على م الكي الش احنات يمكن أن يزي د كلف ة الش حن ال بري بـ ،%30-10ويخفض حجم النق ل ال بري
وإ صداراته بمقدار .%30-10وهناك سياسات أخرى ،مثل تشجيع االنتقال بوسائط مختلفة ،مما يشجع استخدام
القط ار .وي ؤدي تط وير الب نى التحتي ة للس كك الحديدي ة إلى المس اهمة في تخفيض اإلص دارات ،عن دما ي ترافق
ذلك مع تقييد استعمال النقل البري ،وفرض ضرائب عليه .إن استخدام النقل بالقطارات عملي جداً للمسافات
الطويلة ،ولذا فإن استعماله فعال جداً في الدول الكبيرة ،أو في المناطق التي تضم عدداً من الدول الصغيرة،
التي يمكن أن تتعاون مع بعضها بعضاً في ذلك.
ج -اإلجراءات المؤثرة على الطائرات
من الممكن سياس ياً إج راء تخفيض كب ير في إص دار أكاس يد اآلزوت NOxمن خالل ف رض مع ايير خاص ة
بمواص فات المح رك ،ومن خالل البحث والتط وير ،على ال رغم من أن الت أثير اإلش عاعي لـ N2Oمن
الط ائرات ،ذو زمن بق اء قص ير وغ ير مؤك د ،وس تكون هن اك مقايض ة بين إنق اص N2Oوكف اءة الوق ود.
وتوص ي المنظم ة العالمي ة للط يران الم دني بإعف اء الوق ود المس تخدم في الط يران ال دولي على األق ل من
الضرائب ،ولكن هذا ال ينفي فرض تكاليف إضافية ألغراض بيئية .وتفرض بعض المطارات غرامات على
هبوط الطائرات تتعلق بمستوى ضجيجها .ولذا يمكن فرض غرامات بيئية على إصداراتها (من خالل ضريبة
على الوقود) .ويساعد التعاون الدولي على عدم اختيار التوقف في المطارات ذات سعر الوقود األقل .وعلى
المدى البعيد فإن تخفيف اإلصدارات من الطائرات يعتمد على البحث والتطوير ،وعلى حوافز السوق ،إلدخال
تقان ات وممارس ات تس تهلك طاق ة أق ل ،ووق وداً يعتم د على مص ادر متج ددة .ويوج د حالي اً ع دد من العقب ات
التقنية والمؤسساتية ،بما في ذلك موضوع األمان ،يمنع إدخال هذه التعديالت.
()42
-4في السكن
هناك إمكانات وتقانات لتخفيف إصدارات غازات الدفيئة في السكن ولكن يصعب تطبيقها في الدول النامية،
لع دم امتالكه ا له ذه التقان ات ،وع دم ت وفر اإلمكان ات المادي ة والبش رية المؤهل ة .ومن ه ذه التقان ات اس تخدام
اإلنارة الطبيعية ،أو اإلنارة األكفأ .وكذلك االستفادة من الطاقة الشمسية في تصميم المساكن للتدفئة والتبريد،
واس تخدام موائ ع بديل ة عن الكلوروكرب ون في التبري د ،واس ترجاع غ ازات الفل ور ،واس تخدام أجه زة أكف أ في
التبري د والتك ييف واإلن ارة والطبخ ،واس تعمال الع زل الجي د للح رارة .وهن اك تقان ات جدي دة متط ورة تس تخدم
-78-
أدوات التحكم الذكي ة باإلن ارة والتدفئ ة والتبري د .ومن الط رق األخ رى لتخفيض اإلص دارات تص ميم المواق ع
والمن اطق الس كنية ،واس تخدام المس احات ال تي تس هل اس تخداما" أق ل للطاق ة ،وتقل ل من تش كل ج زر حراري ة
سكنية ،وتحسين تدفئة المنطقة وتبريدها ،واستخدام تقانات بناء مستدامة .ويؤدي تحسين حرق الوقود الحيوي
الص لب أو اس تبداله بوق ود س ائل أو غ ازي إلى التقلي ل من اإلص دارات غ ير .CO2ومن المق در أن ي ؤدي
استخدام الكتلة الحيوية إلى إصدار حوالي 100مليون طن مكافئ /CO2العام من غازات ناتجة عن حرق
غ ير كام ل .إن إمكاني ة تط وير كف اءة الطاق ة في األبني ة مرتفع ة في ك ل المن اطق ،ولك ل المس تهلكين .إن نم و
الطلب المتوق ع أكبر بكث ير في ال دول النامي ة ،بس بب زي ادة عدد الس كان ،وارتف اع مع دل اس تهالك الطاق ة .إن
المي ل في ال دول النامي ة ه و باتج اه زي ادة مس احة الس كن ،واس تهالك الطاق ة بالنس بة للش خص ،وزي ادة ت أمين
الكهرب اء ،والتح ول من ح رق الكتل ة الحيوي ة ،إلى الوق ود الس ائل أو الغ ازي للطبخ وزي ادة اس تخدام اآلالت
والتكييف.
ويمكن تخفيض استهالك الطاقة بين %40-30باستبدال التقانات القديمة بأخرى جديدة ،مثل األفران المكثفة،
ومضخات حرارية كهربائية بمصدر هوائي ،ومضخات حرارية من مصدر أرضي ،وتكييف هوائي فعال،
وبرادات فعالة وغساالت بمحور أفقي ،ومضخات حرارية لتجفيف المالبس ،وحواسب ومحركات كفؤة .إن
اإلجراءات التي تسدد تكاليفها على مدى 5سنوات أو أقل ،لها قدرة على خفض إصدارات الكربون بمعدل
%20عام 2010و %25عام 2020وحتى %40عام .2050
ومن المقدر أن يؤدي إعادة عزل األبنية المشيدة قبل 1975في الواليات المتحدة ،إلى توفير %35-30من
الطاق ة بين 1990و ،2010لكن نص فها فق ط يس ترجع تكاليف ه .وي ؤدي تط بيق اإلج راءات الس ويدية في بن اء
المس اكن في غ رب أوروب ا وش مال أمريك ا ،إلى خفض التدفئ ة بـ %25في األبني ة الجدي دة ،مقارن ة بتل ك ال تي
ب نيت في الثمانين ات .وبالنس بة لألبني ة التجاري ة الكب يرة يمكن الحص ول على توف ير كب ير في الطاق ة ،وخاص ة
لألبني ة الجدي دة .ويمكن تخفيض اإلص دارات عن طري ق تص ميم الموق ع ،والنواف ذ العازل ة والم واد المالئم ة
للمن اخ والبيئ ة إلى %25ع ام 2010و %30ع ام 2030و %40ع ام 2050بتقان ة تس تعيد الكلف ة خالل 5
سنوات أو أقل.ويمثل التبريد والتدفئة %40من الطاقة المستخدمة في السكن عالمياً .وبالنسبة لألبنية التجارية
ف إن التخفيض أق ل ،ألن %25من الطاق ة في ه ذه األبني ة يص رف على التبري د والتدفئ ة ،وألن التخفيض
أصعب .ويكون معظم التخفيض لألبنية الجديدة ،ألن كلفة إعادة تأهيل النوافذ والجدران فيها مكلفة.
()43
-5في الصناعة
5-1مقدمة
اس تهلك القط اع الص ناعي في الع الم ع ام 1990ح والي EJ 91من الطاق ة النهائي ة (بم ا في ذل ك الكتل ة
الحيوي ة) إلنت اج $ 1012 * 6.7من القيم ة االقتص ادية المض افة ،وأص در بح دود 1.8غيغ ا طن كرب ون.
وعن دما يض اف اس تهالك الص ناعة من الكهرب اء ،ف إن الطاق ة األولي ة المس تهلكة في الصناعة تص ل إلى 161
-79-
EJو 2.8غيغ ا طن كرب ون ،أو %47من إص دار الع الم من .CO2وإ ض افة إلى إص دارات غ ازات الدفيئ ة
الناجمة عن استخدام الطاقة ،فهناك إصدارات من العمليات الصناعية ذاتها .وتتضمن هذه اإلصدارات:
CO2 -1من إنتاج الكلس واالسمنت (عملية التكليس) والفوالذ (فحم الكوك وإ نتاج الحديد الخام) واأللمونيوم
(أكس دة األقط اب) والهي دروجين (المص افي والص ناعات الكيميائي ة) واألموني ا (الص ناعات الكيميائي ة وص ناعة
األسمدة).
HFCs , CFCs , )HCFCs(-2المنتج ة كم ذيبات وم ذررات للمعلق ات وس وائل للتبري د وموس عات
لالسفنجيات
CH4 -3من عمليات صناعية مختلفة (الحديد والفوالذ وتكرير النفط واألمونيا والهيدروجين)
N2O -4من حمض اآلزوت وإ نتاج الحمض األديبي في صناعة النايلون.
-5بيرفلور كربون PFCsمثل C2F6 , CF4من إنتاج األلمونيوم (التحليل الكهربائي) ،والتي تستخدم
في صناعة أنصاف النواقل ،و SF6من إنتاج المغنزيوم.
ويمث ل القط اع الص ناعي %30-25من اس تخدام الطاق ة في ال دول المتقدم ة .وق د مثلت حص ة الص ناعة من
الطاق ة الكلي ة لل دول النامي ة ح والي ،%45-35وبلغت %60في الص ين ع ام .1988وهن اك تح ول في
اقتصادات الدول المتقدمة من التركيز على التصنيع ،إلى الخدمات ،وتحسين كفاءة الطاقة في الصناعة ،ونقل
الصناعات كثيفة االستهالك للطاقة إلى الدول النامية .وخالل النصف األول من التسعينات كانت اإلصدارات
من الصناعة في أوروبا والواليات المتحدة ،أقل من الذروة التي وصلتها قبل 15-10سنة ،بينما بقيت ثابتة
في اليابان .أما إصدار CO2من القطاع الصناعي في الدول النامية فإنه مستمر في النمو ،على الرغم من أن
كثاف ة الطاق ة تنخفض في بعض ال دول مث ل الص ين .وإ ذا اس تمر تط وير كف اءة اس تخدام الطاق ة ،وأتب ع بإزال ة
الكربون ،كما في الدول المتقدمة فيمكن أن تنمو اإلصدارات الكلية من العالم النامي ببطء أكثر.
5-2تقانات تخفيف اإلصدارات
من الممكن تقني اً تخفيض اإلص دارات في المس تقبل بـ %25للقط اع الص ناعي في ال دول المتقدم ة ،إذا تبنت ه ذه
الدول تقانات مماثلة للجيل الحالي وتجهيزات صناعية كفؤة .وبالنسبة للدول في طور االنتقال فإن خيارات إنقاص
اإلصدارات من الصناعة يرتبط بخيارات التنمية وطريقة إعادة تشكيل الصناعة.
أ -إدخال تقانات وعمليات جديدة
على ال رغم من أن كف اءة العملي ات الص ناعية ق د ازدادت كث يرا خالل العق دين الماض يين ،تبقى التحس ينات في
كف اءة الطاق ة ،الوس يلة األهم إلنق اص اإلص دارات .وتق ع اإلمكاني ة األك بر في ال دول ذات االقتص اد االنتق الي،
والدول النامي ة ،حيث تبلغ كثافة استخدام الطاقة في الصناعة 4-2مرات مثيلتها في الدول المتقدمة .وعلى
الرغم من ذلك ،فال تزال هناك فرص لتخفيف استهالك الطاقة في الصناعة في الدول المتقدمة .وعلى سبيل
المث ال ف إن أكثر العملي ات الص ناعية كف اءة اليوم تستخدم 4-3م رات من متطلب ات الطاق ة الحراري ة الالزم ة
للعملي ات في الص ناعة الكيميائي ة والمع ادن .وق د حص ل أك بر ق در من توف ير الطاق ة في ال دول المتقدم ة في
-80-
الص ناعات الكيميائي ة ،وص ناعات الف والذ واأللموني وم وال ورق والب ترول .ويق ترح ه ذا أن ه من الس هل تحقي ق
وفورات أكبر في الطاقة في هذه الصناعات في الدول النامية والدول االنتقالية.
ب -تبديل الوقود
ي ؤدي التب ديل إلى وق ود أق ل كثاف ة ب الكربون مث ل الغ از الط بيعي ،إلى خفض اإلص دارات بطريق ة اقتص ادية،
وهو ما يتبع في عدد من المناطق في العالم .ومع ذلك ،يجب االحتياط من أن ال تؤدي التسريبات من خطوط
نق ل الغ از الط بيعي إلى ض ياع ه ذه المكاس ب .ويمكن لالس تخدام الكفء للكتل ة الحيوي ة في التولي د المش ترك
للبخ ار والكهرب اء ،أن يس اهم في خفض اإلص دارات كم ا في منتج ات ال ورق والغاب ات وبعض الص ناعات
الزراعية (مثل قصب السكر).
ج -التوليد المشترك و النقل الحراري
إن لزي ادة التولي د المش ترك و النق ل الح راري للح رارة الض ائعة ،أهمي ة في تخفيض اإلص دارات من الوق ود
األحف وري والوق ود الحي وي .وفي كث ير من الح االت ،ف إن الجم ع بين الح رارة والطاق ة أو النق ل الح راري
اقتصادي ،كما في العديد من الدول المتقدمة .وعلى سبيل المثال ،تمتلك الصناعة المعتمدة على الفحم الحجري
بشكل كبير اإلمكانية لخفض إصدار CO2إلى النصف ،بدون تبديل الوقود عن طريق التوليد المشترك .ويتطلب
النق ل الح راري ال ذي يتض من التق اط الح رارة المنخفض ة ،وإ ع ادة اس تخدامها ،ألغ راض مالئم ة ،بيئ ة ص ناعية
مناسبة تربط عدداً من العمليات الصناعية بالتدفئة المنزلية ،وتسخين المياه ،وربما تتطلب تعاون عدة مؤسسات
ورأسماالً مشتركاً لتحقيق وفورات أكبر.
د -تطوير العمليات الصناعية
تمث ل الم واد الداخل ة إلى الص ناعة ح والي %16من كمي ة الطاق ة األولي ة المس تخدمة في الص ناعة ،ويتح ول
معظمه ا إلى .CO2وي ؤدي إب دال الغ از الط بيعي كمص در للهي دروجين ،بهي دروجين من الكتل ة الحيوي ة ،أو
بهي دروجين من تحلي ل الم اء بطاق ة غ ير كربوني ة ،إلى خفض اإلص دارات الكربوني ة في ص ناعة األموني ا
والكيميائي ات األخ رى .وإ ذا ك ان ه ذا غ ير مكل ف ،فق د يح ل مح ل اس تخدام فحم الك وك في إنت اج الحدي د .ويجب
تنسيق عملية إنتاج الهيدروجين الرخيص كلقيم للصناعة ،مع إنتاج الهيدروجين كوقود للنقل .ويمكن للتغييرات
في العملي ات الص ناعية أن تخفض اإلص دارات أو تلغيه ا تمام اً .وق د حققت الوالي ات المتح دة وألماني ا تخفيض اً
بمقدار %50في إصدارات بير فلور كربون PFCمن إنتاج األلمونيوم ،و %90من إصدار أكاسيد اآلزوت
NOxمن إنتاج النايلون ،عن طريق برامج طوعية.
هـ استبدال المواد
إن اس تبدال الم واد المرتبط ة بإص دار غ ازات الدفيئ ة ،ب أخرى تق وم بالمهم ة ذاته ا مزاي ا كب يرة .وعلى س بيل
المثال فاالسمنت يولد 0.34طن كربون لكل طن اسمنت ( %60من الطاقة المستخدمة في اإلنتاج و %40
من غ از العملي ات) .إن التحوي ل من الفحم الحج ري إلى النف ط والغ از الط بيعي في إنت اج االس منت يخفض
إصدار .CO2ويمكن للتحويل إلى مواد بناء أخرى غير االسمنت أن يضيف تحسينات أخرى .فأرضية من
االس منت المس لح ،تحت وي على 21م رة من الطاق ة ،مقارن ة بأرض ية من الخش ب وتول د CO2في عملي ة
-81-
الكلسنة أيضاً .وتصدر المواد الثقيلة غازات دفيئة أكثر عند نقلها .ويمكن الستخدام النباتات كلقيم كيميائي ،أن
يخفض إصدار .CO2ويقوم عدد من شركات األخشاب الكبيرة بإنتاج مواد كيميائية ،إضافة إلى إنتاج الورق
والخشب .ويؤدي التغليف الخفيف على سيبل المثال إلى إصدارات أقل في النقل .ولكن ليس من السهل دائما
إيجاد المواد البديلة المناسبة ،إذ أن ذلك يعتمد على تحديد المواد البديلة ونوعيتها.
و -تدوير المواد
يؤدي تدوير المواد وإ عادة استخدامها إلى توفير الطاقة ،وخفض إصدار غازات الدفيئة .وتطلق المواد األولية
ح والي 4م رات CO2ال ذي يطل ق من م واد مس ترجعة في الف والذ والنح اس والزج اج وال ورق .وبالنس بة
لأللمونيوم فهذا الرقم أكبر بكثير .ويقدر أن تؤدي زيادة التدوير بمقدار %10في الدول المتقدمة ،إلى خفض
اإلص دارات بـ 29ميغ ا طن كرب ون .ويتطلب الت دوير إع ادة الم واد إلى وظيفته ا الس ابقة ،أو تخفيض ها
الستخدامات أقل قيمة .وهناك حاجة لتطوير التقانة الالزمة إلعادة تدوير المواد واستخدامها.
5-3إجراءات تخفيف اإلصدارات في الصناعة
هن اك ع دد من اإلج راءات ال تي يمكنه ا تخفي ف اإلص دارات من الطاق ة ،والعملي ات المس تخدمة في قط اع
الصناعة ومنها:
ا -برامج على أساس السوق
يمكن تصميم حوافز ضريبية الستمرار تطوير تقانات كفؤة للطاقة ،وعمليات قليلة اإلصدارات لغازات الدفيئة
في ال دول المتقدم ة .إن عم ر معظم العملي ات الص ناعية قص ير ،وال يتع دى 10س نوات أو أق ل ،بينم ا يس تمر
اس تخدام التجه يزات لعق ود .ول ذا فهن اك فرص ة كب يرة إلدخ ال تقان ات قليل ة اإلص دار في عملي ات التص نيع
بس رعة .وحالي ا ال توج د ح وافز لفع ل ذل ك ،وح تى ل و وج دت فهن اك عوائ ق تمن ع ذل ك .وربم ا ي ؤدي تس ريع
ض رائب االن دثار إلى إح داث هذا التح ول .وإ ض افة إلى ذل ك يمكن للحوافز المالي ة التي تش جع الص ناعة على
تبني تجهيزات تجمع الطاقة مع الحرارة ،وتستخدم الطاقات المتجددة ،أو تستخدم مواد معادة ،أن تسرع من
تخفيض اإلصدارات .وحتى إذا لم تمنح هذه الحوافز فإن إزالة العقبات التي تمنع الصناعة من استخدام الطاقة
م ع الح رارة س تكون فعال ة .وتس تطيع الحكوم ات أن تحف ز على ش راء األجه زة ال تي تخف ف اإلص دارات في
صناعاتها أو استخدامها.
ب -برامج تنظيمية
يمكن عن طري ق وض ع مع ايير إلص دارات الص ناعة ومنتجاته ا ،الحص ول على تج اوب أك بر في التخفي ف.
وتساعد معايير الكفاءة واألداء في التغلب على العديد من العقبات ،والتحول إلى عمليات صناعية أقل إطالقا
لغ ازات الدفيئ ة .تتض من تل ك العقب ات غي اب المعلوم ات ح ول المنتج ات األك ثر كف اءة ،والتحلي ل الم الي ،أو
مع ايير االس تثمار ال تي تؤك د على تك اليف االس تثمار ،وتقل ل من تك اليف التش غيل ،أو ص عوبة الحص ول على
منتج ات أك ثر كف اءة من الب ائعين .وم ع ذل ك فق د يك ون الوص ول إلى اتف اق ح ول المع ايير المناس بة لألن واع
المختلف ة من األجه زة في التطبيق ات المتباين ة أم راً ص عباً ،وكلف ة المتابع ة والتط بيق عالي ة ،وترف ع الس عر
للمس تهلك .وهن اك العدي د من المنتج ات ،بم ا في ذل ك الحواس ب والس يارات والمص ابيح ،تس تهلك طاق ة أك بر،
-82-
وتطلق غازات دفيئة أكثر خالل استخدامها ،مما تطلقه خالل تصنيعها .وبالنسبة للسيارات تصل هذه النسبة
إلى أكثر من 10إلى .1
ج -اتفاقات طوعية
أثبتت االتفاق ات الطوعي ة في الوالي ات المتح دة وأوروب ا فاعليته ا في التخفي ف من اس تهالك الطاق ة ،وإ ص دار
غازات الدفيئة ،في الصناعات التي شجعت على صناعة أو تركيب اإلضاءة الفعالة والحواسب وأجهزة المكاتب
وع زل األبني ة .ويمكن توس يع االتفاق ات الطوعي ة م ع الص ناعة ،لتحس ين نوعي ة البيئ ة ،بحيث تش مل تخفيض
غ ازات الدفيئ ة مث ل اآلي زو .14000ويمكن نمذج ة ه ذه االتفاق ات على غ رار مع ايير إنه اء غ ازات الكل ورو
فل ورو كرب ون CFCلع دد من الش ركات االلكتروني ة قب ل التوق ف عنه ا تمام اً ع ام .1995ويمكن منح مزاي ا
اقتصادية ،وتحسين العالقات العامة ،مع الشركات للمشاركة في هذه االتفاقات.
وهناك حاجة للبحث والتطوير R&Dلخلق تقانات صناعية جديدة ،ووضعها في االستخدام ،لتلبية متطلبات
التخفي ف بين 2020و .2050وعلى س بيل المث ال ،إذا أري د للهي دروجين أن يص بح اللقيم للص ناعة ،والطاق ة
غ ير الكربوني ة في المس تقبل ،فيجب العم ل من اآلن للتأك د من أن التقان ة إلنتاج ه ،والب نى التحتي ة الالزم ة
لتزويده ،جاهزة وممكنة في المستقبل.
د -المبادرات الدولية
تق دم إع ادة التص نيع في ال دول االنتقالي ة فرص اً كب يرة ،الس تبدال الص ناعات غ ير الكف ؤة ،وعالي ة اإلص دار
للكربون بعمليات منخفضة الكربون .ويتضمن معظم هذا التغير إعادة هيكلة االقتصاد ،مع استبدال الصناعات
الثقيل ة ،بب دائل تص نيعية أخ رى .وإ ض افة ل ذلك بم ا أن معظم النم و الص ناعي س يكون في العق ود القادم ة في
الدول النامية واالنتقالية ،فيمكن الحصول على أكبر التخفيضات في إطالق الكربون بإدخال التقانة ،والعمليات
الجديدة ،مبكراً فيها .وتوجد فرص أيضا في الدول المتقدمة لخلق مشاريع مشتركة ،قليلة اإلصدار للكربون
مع اقتصاد الدول النامية ،والدول في مرحلة االنتقال.
إن نق ل التقان ة الحديث ة إلى ال دول النامي ة واالنتقالي ة يعوق ه الخالف ح ول حق وق الملكي ة ،وع دم ت وفر العمل ة
الص عبة ،والرأس مال الك افي .وتتض من العوائ ق األخ رى ،ع دم ت وفر الق درات البش رية ،والتش ريعات البيئي ة،
والمؤسسات الالزمة في الدول المضيفة .وهناك حالي اً عوائق قانونية ،واتفاقات لتطبيق التعاون المشترك بين
الشركات لخفض غازات الدفيئة .ولدى العديد من الدول قوانين ضد االحتكار لمنع االحتكار ،واالتفاق على
األسعار .وهناك قلق في منظمة التجارة العالمية ،حول إمكانية أن تشكل حماية البيئة كابح اً للتجارة الحرة.
ويجب فحص ه ذه القي ود لتحدي د كي ف يمكن تحقي ق المزاي ا البيئي ة ،مث ل تخفيض غ ازات الدفيئ ة بواس طة
الشركات ،دون تعديل أهداف هذه القوانين.
()44
-6في الزراعة
تمث ل الزراع ة ح والي خمس ت أثير غ ازات الدفيئ ة من قب ل اإلنس ان منتج ة ح والي 50إلى %70من
اإلص دارات البش رية من CH4و N2Oعلى الت والي .وتش كل األنش طة الزراعي ة (ال تي ال تش مل تحوي ل
-83-
الغاب ات) ح والي %5من اإلص دارات البش رية لغ از .CO2وتق در المس احة الكلي ة لألراض ي المزروع ة في
العالم بحوالي 1700مليون هكتار .ويتميز القطاع الزراعي باختالف كبير بين المناطق في اإلدارة ،ومعدل
تطبيق إجراءات التخفيف .ويجب مقايسة إجراءات التخفيف ،مع مستويات اإلصدار والتباينات بين المناطق.
وفي ال دول النامي ة حيث ي زداد اس تعمال األس مدة ،وإ نت اج المحاص يل بس رعة كب يرة ،فمن المتوق ع أن ت زداد
اإلص دارات من N2Oو CH4بش كل كب ير .وح تى التقي د الت ام ب إجراءات التخفي ف لن ي وازي ه ذه الزي ادة.
وهناك حاجة إلى تحليل شامل الستخدام األراضي ،ونظام المحاصيل ،وعادات اإلدارة على المستوى المحلي
والعالمي ،لتقويم التغيرات في متطلبات اإلصدار والتخفيف.
6-1تقانات تخفيف اإلصدارات في قطاع الزراعة
من كامل التخفيض الممكن لتأثير اإلشعاع (مكافئ كربون) ،يأتي حوالي %32من تخفيف إصدار ،CO2و
%42من إنقاص الكربون عن طريق إنتاج الوقود الحيوي ،و %16من تخفيض إصدار ،CH4و %10من
تخفيض إص دار .N2Oويمكن لل دول المتقدم ة أن تس اهم بـ %40من تخفيض ،CO2و %32من نقص
الكرب ون الن اجم عن إنت اج الوق ود الحي وي من المحاص يل .وتس اهم ال دول المتقدم ة بخفض %5من CH4
العالمي عن طريق تطوير تقانات زراعة األرز ،و %21بتحسين إدارة المواشي .ويمكنها أيضا أن تساهم بـ
%30في خفض N2Oعن طري ق خفض اس تخدام األس مدة اآلزوتي ة ،أو تط وير اس تخدامها ،وبـ % 21من
تطوير استعمال روث الحيوانات .ولتلبية متطلبات العالم من الغذاء ،والقبول من المزارعين ،يجب أن تحقق
التقانات واإلجراءات المتطلبات التالية:
-تطبيق الزراعة المستدامة وتطويرها.
-تحقيق فوائد إضافية للمزارعين.
-قبول المستهلكين للمنتجات الزراعية.
وليس هن اك ح افز للم زارعين لتب ني تقان ات خفض اإلص دارات ،م ا لم يحقق وا ربح اً من ذل ك .و تتب نى حالي ا
إجراءات مثل وضع األسمدة االستراتيجي ،والزراعة بدون فالحة ،ألسباب ربحية ال تتعلق بتغير المناخ .إن
خيارات خفض اإلصدارات مثل ،تحسين إدارة المزارع ،وزيادة كفاءة استخدام األسمدة ،ستحافظ على اإلنتاج
الزراعي أو تزيد منه ،إضافة لمردودها اإليجابي على البيئة .وتفضل اإلجراءات التي تسترجع الكلفة ،وتولد
ربحاً على المدى القصير ،على تلك التي تتطلب زمناً أطول .كما تفضل اإلجراءات التي يمكنها تحقيق عوائد
أك بر .وعن دما تمن ع قي ود ت وفر اإلمكان ات البش رية أو الخ برة تبنيه ا ،يمكن ل برامج تثقي ف الجمه ور أن تحس ن
معرف ة الي د العامل ة ومهارته ا .وهن اك حاج ة ل برامج وطني ة وعالمي ة ش املة ،للبحث العلمي والتعليم ونق ل
التقان ة ،لتط وير للتقان ات الجدي دة و نش ر المعرف ة به ا .ويل زم أيض ا الت أمين على المحص ول ،والمش اركة في
()43
الخسائر الناجمة عن الحوادث الطبيعية ،للمساعدة في تبني هذه التقانات الجديدة.
6-2التخفيف من إصدار CO2
ويشمل تخفيف اإلصدار من المصادر الحالية ،وإ يجاد مصارف للكربون ،وتخزينه .تتضمن الخيارات ،زيادة
دور األرض الزراعي ة كمص رف للكرب ون وتخزين ه ،في ترب ة م دارة جي داً ،وبع د إع ادة تأهي ل األراض ي
-84-
الزراعية إلى البيئة الطبيعية .ومع ذلك فلتخزين الكربون في التربة استطاعة محدودة على مدى 100-50
عام ،مع تأسيس مستويات توازن جديدة ،للمادة العضوية في التربة .وهناك مزايا إضافية لتخزين الكربون في
التربة ،كتحسين اإلنتاجية ،وتعزيز استدامة أنظمة اإلنتاج الزراعي .ويمكن عن طريق تخصيص %15من
مساحة األراضي الزراعية ،تخزين حوالي 3-1.5غيغا طن كربون من اإلصدارات ،على مدى 100-50
عام .لكن إعادة زراعة الغابات ممكن فقط ،إذا تأمن الغذاء والطاقة واألخشاب من األراضي المتبقية .ويتوفر
ه ذا في الوالي ات المتح دة واالتح اد األوروبي من خالل الزراع ة المكثف ة .ويس اهم حالي اً نص ف الغاب ات
االستوائية فقط المحولة إلى الزراعة بزيادة األراضي المنتجة .إن الطريقة الوحيدة للخروج من هذه الدارة
المغلق ة ،هي باس تخدام أك ثر اس تدامة لتط وير الم زارع الحالي ة ،وحماي ة أفض ل للنظم البيئي ة .يمكن له ذه
اإلج راءات أن تس اعد في خفض التوس ع ال زراعي (وبالت الي إزال ة الغاب ات) في المن اطق الرطب ة في أفريقي ا
وأمريكا الالتينية.
تتض من إج راءات زي ادة كرب ون الترب ة خفض اس تغالل األرض ،وإ ع ادة بقاي ا المحص ول للترب ة ،وزراع ة
المحاص يل الس نوية (بم ا في ذل ك زراع ة الغاب ات) ،وخفض دورة إراح ة األراض ي .وهن اك قي ود اقتص ادية
وتربوي ة واجتماعي ة أم ام إدارة مط ورة للترب ة ،في معظم المن اطق االس توائية .فالعدي د من الم زارعين في
المن اطق االس توائية غ ير ق ادرين على تحم ل عبء اس تخدام األس مدة والمبي دات .وهم يحت اجون أيض ا إلى
مخلفات المحاصيل ،كعلف للحيوانات ،أو الستخدامات منزلية .وبما أن تحسين إدارة التربة مبني على زيادة
كبيرة في استخدام الوقود األحفوري ،فإن مزايا التخفيف تتناقص .لقد تناقص استخدام الوقود األحفوري في
الزراع ة في ال دول المتقدم ة ليص ل إلى %4-3من االس تهالك الكلي .ويمكن أن يتن اقض أك ثر ب الحرث
الخفي ف ،وتنظيم مواعي د ال ري ،وتجفي ف المحاص يل بالش مس ،وتحس ين اس تخدام األس مدة .وتنتج المحاص يل
الغذائي ة والنس يجية والمحاص يل المخصص ة إلنت اج الوق ود الحي وي كتل ة حيوي ة مهم ة تس تخدم كلقيم لل تزود
بالطاقة .وتتطلب المحاصيل المخصصة للوقود الحيوي تربة وإ جراءات إدارية مشابهة للمحاصيل التقليدية،
وتتن افس م ع إنت اج الغ ذاء على المص ادر المح دودة .ويعتم د م دى التوس ع فيه ا على تط وير تقان ات جدي دة،
ومنافس تها االقتص ادية للمحاص يل الغذائي ة والنس يجية ،وللض غوط االجتماعي ة والسياس ية .ويمكن للنبات ات
المخصصة للطاقة أن تزرع على %11-8من األراضي الهامشية إلى الجيدة ،في المناطق المعتدلة .ويقدر
أن 20-15ملي ون هكت ار من األراض ي الزراعي ة الجي دة في االتح اد األوروبي س تكون فائض ة عن الحاج ة
إلنت اج الغ ذاء ح تى عام .2010وس يكون ه ذا مكافئ اً لـ %30-20من مس احة األراضي للمحاصيل الحالي ة.
ويس بب زي ادة الطلب على الزراع ة في المن اطق االس توائية ف إن نس بة أق ل من األراض ي يمكن أن تخص ص
للطاق ة .ل ذا فق د يك ون التق دير بح دود %7-5من مس احة األراض ي .ول ذا فهن اك كمي ة كب يرة من األراض ي
المتاحة للوقود الحيوي ،خاصة في األراضي الهامشية ،أو األراضي التي يعاد تأهيلها .ويمكن على مستوى
العالم استبدال وقود أحفوري بمعدل 1300-300مليون طن كربون بـ %15-10من مساحة األراض ي .وال
يتضمن هذا التأثيرات غير المباشرة من إنتاج الوقود الحيوي ،والمتمثلة في تخزين الكربون في التربة ،أو
في خش ب الكتل ة الحيوي ة .ويمكن عن طري ق اس ترجاع %25من بقاي ا المحص ول الكلي ة وتحويل ه (تارك ا"
-85-
%75إلرجاعه ا إلى الترب ة) أن يعوض عن 200-100مليون طن إض افي من كربون الوقود األحفوري /
العام .ومع ذلك يجب اعتبار زيادة إصدار N2Oالناجمة عن ذلك .وعلى العموم فإن المحاصيل التي يستخرج
منها الزيت والنشاء أو السكر ذات قيمة محدودة في تخفيض إصدار COبسبب كمية الطاقة الكلية المنخفضة
الناتج ة وكمي ة الوق ود األحف وري الداخل ة العالي ة الالزم ة .إن ح رق ك ل الكتل ة الحيوي ة للنب ات كب ديل للوق ود
األحفوري يؤدي إلى أفضل إجراءات التخفيف من .CO2
6-3تخفيض اإلصدارات من غاز الميثان
ي أتي معظم إص دار غ از الميث ان في الزراع ة ،من تربي ة الحيوان ات ،وإ نت اج األرز .وسيس تمر إنت اج األرز
بمعدالته الحالية على األقل لتلبية الطلب المتزايد عليه .تنتج حقول األرز المغمورة بالماء غاز الميثان .ويمكن
تخفيض اإلص دار بتحس ين طريق ة إدارة ه ذه الحق ول .يعتم د التط بيق الن اجح لتقان ات التخفي ف المتاح ة لغ از
الميثان على:
-1عدم نقص مردود األرز بل زيادته.
-2توفر العمالة و المياه وتكاليف اإلنتاج.
-3أن يكون الرز الناتج عن تقانات تخفيف إصدار الميثان مقبوالً للمستهلك.
ويمكن تخفيض إصدار الميثان من الماشية بتحسين نظام الرعي ،واستخدام مراع بنوعية أعلى ،ألن الرعي
على مراع فقيرة يطلق كمية أكبر من غاز الميثان بالنسبة لوحدة غذائية .ويمكن لتغذية الحيوانات في الحظائر
أن تخفف من إصدار الميث ان ،باعتماده ا على وجب ات متوازن ة ،تتحكم بهض م أغذية مرتفعة الطاقة .غير أن
هذا يزيد من إصدار غاز CO2المنطلق جراء استخدام الطاقة ،إلنتاج هذه األغذية ونقلها .ويمكن تخفيض
إصدار الميثان من مخلفات فضالت الحيوانات في المزراع بتحويل هذه الفضالت إلى طاقة ،بدالً من انطالق
الميثان إلى الجو.
6-4إصدار أكاسيد اآلزوت
اآلزوت عنص ر أساس ي لغ ذاء النب ات ،لكن ه ي دخل في ت ركيب بعض أك ثر المركب ات انتق االً في الترب ة والم اء
والج و .هن اك قل ق متزاي د من زي ادة اس تخدام األس مدة اآلزوتي ة المخلق ة في الزراع ة .ويش كل ت وازن اآلزوت
أساس سياسات تحسين إدارته في الزراعة ،وتربية الماشية ،والتخفيف من تأثيره البيئي .ويمكن عن طريق
اإلدارة الجيدة تخفيض النتروجين المطلق إلى الجو على شكل أمونيا ضائعة ،أو أكاسيد اآلزوت ،أو المتغلغل
في الترب ة إلى المي اه الجوفي ة .وي أتي ه ذا التخفيض في أحي ان أخ رى من تقلي ل كمي ة األس مدة ،أو من زي ادة
مردوده ا ،باس تخدام الكمي ة نفس ها منه ا .وت أتي المص ادر الرئيس ة للن تروجين في الترب ة من األس مدة اآلزوتي ة
الالعضوية ،وبقايا المحاصيل البقولية ،ومخلفات الحيوانات .ويتسرع انتقال هذه المركبات في التربة نتيجة
لحالتها السيئة .ويصدر بعض األكاسيد اآلزوتية أيضاً من جراء حرق الكتلة الحيوية .ويؤدي تطوير التقانات
الزراعية مثل التحكم بإصدار األسمدة ،ومثبطات النترجة،وتحديد مواعيد تطبيق األسمدة ،وإ دارة المياه ،إلى
تحسين كفاءة استخدام النتروجين وكبح تشكل أكسيد النتروز.
6-5إجراءات تخفيض إصدار غازات الدفيئة في الزراعة
-86-
تتضمن اإلجراءات التي يمكن أن تخفض إصدار غازات الدفيئة بشكل مهم من قطاع الزراعة ما يلي:
-1برامج مبنية على أساس السوق (مثل تخفيض سياسات الدعم للزراعة وإ صالحها ،وفرض ضرائب على
استخدام األسمدة اآلزوتية ،ودعم إنتاج الطاقة الحيوية ،وتشجيع استخدامها).
-2إج راءات تش ريعية (مث ل وض ع قي ود على اس تخدام األس مدة اآلزوتي ة ،واش تراط دعم الزراع ة بتط بيق
األهداف البيئية).
-3اتفاقات طوعية (مثل إدارة التربة لزيادة مخزونها من الكربون).
- 4البرامج الدولية (مثل دعم نقل التقانة في مجال الزراعة بين الدول).
ال تنحص ر األه داف الرئيس ة للعدي د من ه ذه اإلج راءات بقض ايا تغ ير المن اخ فق ط ،ولكنه ا ته دف أيض اً إلى
تخفي ف التل وث ،والح د من ت دهور الم وارد الطبيعي ة .ويمكن للحكوم ات أن تط ور اس تخداما" أفض ل لألس مدة
بتغيير برامج المواد للسماح بمرونة أكثر ،ولتشجع المزارعين على زراعة محاصيل ،وتبني إجراءات تعتمد
بش كل أق ل على األس مدة المص نعة .إن دعم اإلج راءات اإلداري ة لخفض ت دهور الترب ة ،والح د من التل وث
البي ئي ،س يكون متس قاً م ع إج راءات التخفي ف من إص دار غ ازات الدفيئ ة .ويمكن إلج راءات تش جيع اس تخدام
األراض ي بش كل أفض ل أن تزي د من تخ زين الترب ة للكرب ون .ويمكن تق ديم ح وافز إلدارة أراض ي المحاص يل
الحالي ة بطريق ة مس تدامة وص ديقة للبيئ ة .ويمكن أن تش جع ب رامج الحكوم ات تط وير الحف اظ على م ردود
المحاصيل أو زيادته ،وخفض اإلصدار في الوقت نفسه بالنسبة لوحدة من المحصول.
()45
-7في الغابات
تش كل الغاب ات مص دراً لغ از CO2ومص رفاً ل ه .تمتص الغاب ات الكرب ون خالل عملي ة التمثي ل اليخض وري،
ولكنه ا تص دره من خالل تحل ل النبات ات ،واح تراق األش جار طبيعي اً أو حرقه ا من قب ل اإلنس ان .ويمكن عن
طري ق اإلدارة الجي دة للغاب ات زي ادة ق درتها على امتص اص الكرب ون ،واالحتف اظ ب ه ،وبالت الي التخفي ف من
تركزه في الغالف الجوي .وعلى الرغم من أن بعض األراضي المتدهورة ال تصلح كغابات إال أنه يمكن عن
طريق تطوير إدارة أراضي الغابات االحتفاظ بالكربون وتخزينه .تغطي الغابات حالي اً 3.4غيغا هكتار في
الع الم منه ا %52في خط وط الع رض الس فلى و %30في العلي ا و %18في الوس طى .تخ زن الغاب ات في
العالم 330غيغا طن من الكربون في نباتات حية وميتة فوق األرض وتحتها ،وكذلك 660غيغا طن كربون
في الترب ة .وتوج د كمي ة غ ير مح ددة من الكرب ون في منتج ات كاألخش اب وال بيوت واألث اث وال ورق .تعت بر
الغاب ات في خط وط الع رض العلي ا والوس طى مص رفاً للكرب ون بمع دل 0.7غيغ ا طن كرب ون /الع ام ،بينم ا
تش كل في خط وط الع رض الس فلى مص دراً للكرب ون بمع دل 1.6غيغ ا طن كرب ون /الع ام .وينجم ه ذا بش كل
رئيس من تدهور الغابات وإ زالتها من قبل اإلنسان .ويمكن مقارنة هذه األرقام مع إصدار الكربون من حرق
الوقود األحفوري والمقدرة بـ 6غيغا طن كربون عام .1990
7-1تقانات التخفيف من اإلصدارات في قطاع الغابات
يمكن تقسيمها إلى 3أصناف:
-87-
-1إدارة الحفاظ على الكربون
-2إدارة تخزين الكربون
-3إدارة تعويض الكربون
تتض من المحافظ ة على الكرب ون إج راءات مث ل التحكم بإزال ة الغاب ات ،وحمايته ا في المحمي ات،وتغي ير نظم
حص ادها ،والتحكم بالعوام ل البش رية مث ل الحرائ ق ،وانتش ار الحش رات .ويتض من التخ زين توس يع مس احة
الغاب ات ،وزي ادة الكتل ة الحيوي ة فيه ا ،ورف ع كثاف ة الكرب ون في الترب ة ،س واء في الغاب ات الطبيعي ة أو
االصطناعية ،وزيادة التخزين في خشب قابل للبقاء.أما إجراءات التعويض فتهدف إلى زيادة تحويل كربون
الكتلة الحيوية للغابات إلى منتجات ،بدالً من استخدام طاقة الوقود األحفوري ،أو االسمنت ومواد بناء أخرى
غ ير خش بية .وهن اك ح والي 700ملي ون هكت ار من األراض ي الص الحة لتخ زين الكرب ون في الع الم .ويمكن
للغاب ات االس توائية أن تخ زن الكمي ة الك برى من الكرب ون ( )%80ثم المن اطق المعتدل ة ( )%17والمن اطق
الش مالية ( .)%3ويمث ل االس ترجاع الط بيعي والمس اعد ،وإ زال ة الغاب ات البطيء ،أك ثر من نص ف الكمي ة
للغابات االستوائية .وتساهم زراعة الغابات والمزج بين الغابات والزراعة النصف المتبقي للغابات االستوائية.
لق د أظه رت الس يناريوهات أن المع دل الس نوي للحف اظ على الكرب ون وتخزين ه من اإلج راءات ال تي ذك رت،
يزداد مع الوقت .وعلى مستوى العالم تتحول الغابات من مصدر إلى مصرف ،بحدود عام 2010حيث تزيد
عملية حفظ الكربون على إزالة الغابات االستوائية.
7-2إجراءات خفض اإلصدارات في قطاع الغابات:
أ -إزالة الغابات وإ عادة زراعتها:
إن أسباب إزالة الغابات هي تهيئة األرض للزراعة ،واستخراج الخامات ،وبناء السدود ،و قطعها للحصول
على الخشب .وقد تفقد األرض المنظفة للزراعة خصوبتها ،وتصبح صالحة فقط للرعي .وييسبب ازدياد عدد
الس كان ال ذين يعيش ون على أراض هامش ية ض غوطا سياس ية واقتص ادية واجتماعي ة في المن اطق االس توائية.
لكن المس تثمرين األغني اء هم الس بب في البرازي ل في تجه يز األرض لل رعي ،ويع ود ج زء منه ا إلى جاذبيته ا
في المضاربة على األراضي .وتشمل السياسات عقوداً قصيرة األمد تحدد كميات محددة سنوياً ،وطرق اً سيئة
للحص اد .وأيض اً فالعوائ د قليل ة ال تس مح للدول ة أن تعي د زرع الغاب ات .وهن اك اقتح ام الغاب ات مباش رة وال ذي
يشمل تأجير األرض لتطويرها ،من خالل إزالة الغابات ،و بناء المستوطنات والسدود ،واستخراج المعادن،
وتحويل األرض إلى مراع.
إن ح والي %65من إجم الي إمكاني ة التخفي ف من إص دارات غ ازات الدفيئ ة يكمن في الغاب ات .ي أتي ح والي
%50منه ا عن طري ق تقلي ل اإلص دارات الناجم ة عن إزال ة الغاب ات .وي ؤثر التغ ير المن اخي على إمكاني ة
التخفيف في قطاع الغابات ،حيث يختلف هذا التأثير من منطقة ألخرى .ويصمم التخفيف عن طريق الغابات
ليتناس ب م ع عملي ة التكي ف ،ول ه فوائ د أخ رى عدي دة ،مث ل تش غيل الي د العامل ة ،وتولي د ال دخل ،والحف اظ على
التن وع الحي وي ،والمحافظ ة على المي اه ،وخفض الفق ر ،واس تخدام الطاق ات المتج ددة .إن اإلج راءات المتخ ذة
-88-
للتقلي ل من اإلص دارات في مج ال الغاب ات عدي دة .منه ا إع ادة تأهي ل الغاب ات ،وزي ادة المس احات المزروع ة،
وإ دارة الغاب ات بش كل جي د للحف اظ عليه ا ،والحص ول على األخش اب ،والعم ل على وق ف التص حر ،واس تخدام
الفضالت المتولدة من الغابات في توليد الوقود الحيوي .ومن التقانات الواعدة زيادة كفاءة األشجار في تخ زين
الكرب ون ،وزي ادة كمي ة الكتل ة الحيوي ة ،واس تخدام االستش عار عن بع د إلدارة الغاب ات ،و تخطي ط اس تخدام
األراضي .ويمكن لإلدارة المستدامة للغابات أن تولد نشاطاً اقتصادياً ،وتخلق فرص اً للعمل على المدى البعيد.
ويتطلب تنفيذ تشريعات الحفاظ على الغابات دعم اً سياسياً كبيراً ،وقد يسبب عبئ اً إداري اً .وعلى الرغم من أن
اإلدارة المستدامة للغابات جذابة سياسياً ،إال أن تطبيقها يتطلب المشاركة المحلية ،وتأسيس حقوق األراضي
وإ يجاراته ا ،ومعالج ة قض ية العدال ة ،وتطوير آلي ات مؤسس اتية .وعلى ال رغم من أن إبط اء إزال ة الغاب ات في
المن اطق االس توائية يب دو ص عباً ،إال أن اإلمكان ات كب يرة .وق د تبنت حكوم ات البرازي ل والهن د وتايالن د
اإلجراءات والسياسات الالزمة لوقف تدهور الغابات .فقد أصدرت الحكومة البرازيلية في عام 1991قانون اً
يعلق منح الحوافز المالية إلنشاء مزارع للرعي في غابة األمازون .وباإلضافة إلى اإلجراءات الوطنية ،هناك
مشاريع حماية مدعومة من قبل الحكومات األجنبية ،والمنظمات غير الحكومية ،والشركات الخاصة ،لوقف
ت دهور الغاب ات والحف اظ عليه ا وتخ زين الكرب ون .وفي الهن د س اعد تن اقص النم و الس كاني في الري ف سياس ة
إبطاء تدمير الغابات .وفي مناطق أخرى يجب إيجاد البدائل المناسبة لتأمين معيشة قاطني الغابات أو مزيليها.
ومن اإلج راءات زي ادة الموازن ات الحكومي ة المخصص ة للحف اظ على الغاب ات والح دائق الوطني ة ،لت أمين
احتياجاتها المختلفة.
ب -زراعة الغابات
ي ؤدي زرع الغاب ات إلى زي ادة كمي ة الكرب ون المخ زون في النبات ات (ف وق األرض أو تحته ا) وفي الم واد
العضوية الميتة ،وفي المنتجات الخشبية ذات العمر الطويل والقصير .وتتعلق العملية بإعادة غرس األشجار
في من اطق أزيلت منه ا من ذ ف ترة قريب ة (أق ل من 50عام اً) ،أو غرس ها في من اطق لم تكن غاب ة لم دة طويل ة
(أكثر من 50عام اً) .وفي المناطق عند خطوط العرض العليا ،فإن معدل إعادة زرع الغابات عادة مرتفع.
فق د زرعت كن دا في الثمانين ات ح والي 720000هكت ارا" في الع ام ،والوالي ات المتح دة 1ملي ون هكت ار في
العام ،بين عامي 1990و .1995وهناك جهود كبيرة لزرع الغابات في المناطق المعتدلة واالستوائية .فقد
زرعت الصين حوالي 30.7مليون هكتار بين عامي 1949و ،1990والهند 17.1مليون هكتار حتى عام
.1989وضاعفت فرنسا من رقعة الغابات من 7إلى 15مليون هكتار منذ بداية القرن الماضي .ويتضمن
الحفاظ على الغابات تلك التي تدار لمنع تدهور التربة ،وحتها وإ دارة أحواض األنهار .ومنذ الحرب العالمية
الثانية زرعت فرنسا 3.15مليون هكتار ودعت إلى زراعة 30000هكتار /العام من عام .1998وسيقوم
ه ذا بع زل وتخ زين 79إلى 89ملي ون طن من الكرب ون على م دى 50عام اً .وتح اول الهن د تش جيع زراع ة
شجر التيك الذي يستخدم في مواد البناء واألثاث من قبل القطاع الخاص .وهناك إمكانية لزراعة 6-4مليون
هكتار من أصل 66مليون هكتار من األراضي المتدهورة في الهند.
ج -إدارة التعويض
-89-
تش كل إدارة التع ويض عن الوق ود األحف وري بمنتج ات الغاب ات أك بر إمكاني ة للتخفي ف من إص دارات غ ازات
الدفيئ ة على الم دى الطوي ل .وتنظ ر ه ذه اإلدارة إلى الغاب ات على أنه ا م وارد متج ددة ،وترك ز على تحوي ل
كرب ون الكتل ة الحيوي ة إلى ن واتج تح ل مح ل الوق ود األحف وري أو تخف ف من اس تهالكه .لق د ج ربت تنمي ة
األشجار الستخدامها كوقود بنجاح غير مؤكد في البرازيل والفيليبين والسويد وإ ثيوبيا ودول أخرى .غير أن
إمكانات توليد الطاقة الحيوية كبيرة جداً .ومن المحتمل أن يكون استبدال الوقود األحفوري بمنتجات خشبية
قليل ة الكثاف ة طاقي اً أك ثر فاعلي ة للتخفي ف من اإلص دارات من زرع الغاب ات على أراض مت دهورة على المدى
الطويل .ويؤدي إبدال الفحم الحجري بالخشب لتوليد الكهرباء إلى تخفيف إصدارات الكربون بـ 4مرات من
إزاحة الكربون بالنباتات.
إن تولي د الوق ود الحي وي والكهرب اء الحيوي ة أك ثر تعقي داً ألن وض عهما في االس تثمار تجاري اً أص عب ،ويجب
التغلب على عوائ ق التس ويق ،وف رق أس عار الطاق ة .وتتم يز أنظم ة الكتل ة الحيوي ة في الري ف بتش غيلها للي د
العامل ة ،وإ ع ادة تأهي ل األراض ي المت دهورة .ويمكن تحوي ل التدفئ ة المركزي ة إلى أخ رى تعتم د على الكتل ة
الحيوية ،لتزويد الحرارة والكهرباء في المناخ البارد.
()46
-8في الفضالت
تساهم الفضالت بشكل قليل نسبياً في إصدار غازات الدفيئة ،إذ أن الكمية المنطلقة عام 2005حوالي 1300
ميغ ا طن مك افئ CO2وهي تمث ل أق ل من % 5من اإلص دارات الكلي ة .إن المص در ال رئيس ه و الميث ان
المتولد من مكبات القمامة ،ثم الميثان وأكسيد النتروز اللذان يصدران عن محطات معالجة الصرف الصحي،
وهن اك كمي ات اق ل من CO2تص در عن ح رق الفض الت كالبالس تيك واألنس جة وغيره ا .ومن الط رق
المس تخدمة لتقلي ل اإلص دارات الحف اظ على الم واد الخ ام ،وتقلي ل الفض الت واس ترجاعها ،وإ ع ادة اس تخدامها.
وقد استخدم استرجاع الميثان من مطامر القمامة منذ عام 1975ويتجاوز حالي اً 105ميغا طن CO2مكافئ.
وقد ثبتت اإلصدارات من الفضالت في الدول المتقدمة نتيجة استرجاع غاز الميثان ،واستخدام تقانات أخرى
ب دالً من ملء األراض ي .وفي المقاب ل ي زداد اإلص دار من ال دول النامي ة بس بب زي ادة اس تخدام تقان ة ملء
األراض ي في التخلص من النفاي ات .يمكن خفض ه ذه اإلص دارات في ه ذه ال دول بإتب اع تقان ات أخ رى ،أو
باسترجاع غاز الميثان .ويتم التحكم بمعالجة مياه الصرف الصحي لتقليل اإلصدارات من غاز الميثان .ومن
التقان ات الحديث ة اس تخدام األغطي ة والمرش حات البيولوجي ة ،ال تي تق وم بأكس دة غ از الميث ان .كم ا يمكن ح رق
الفضالت واالستفادة من الحرارة الناجمة في التسخين أو توليد الكهرباء .ويحرق حالي اً أكثر من 130مليون
طن من الفض الت في الع ام في 600وح دة في الع الم .إن ح رق الفض الت م ع التخلص من الغ ازات الملوث ة
تقان ة مجرب ة وموثوق ة ،ولكنه ا أك ثر كلف ة من ملء األراض ي واس ترجاع غ از الميث ان .وم ع ذل ك فق د تص بح
الطريق ة المفض لة م ع ارتف اع أس عار الطاق ة .وبمعون ة آلي ة التقان ة النظيف ة من بروتوك ول كيوت و ،والتنفي ذ
المش ترك من المتوق ع بتط بيق اس ترجاع غ از الميث ان في الع الم أن ينخفض إص داره ع ام 2030ب أكثر من
-90-
1000ميغ ا طن مك افئ ( CO2أو %70من اإلص دارات المق درة) .ويمكن تحقي ق ذل ك بكلف ة منخفض ة أو
بدون كلفة .وفي كثير من الدول تحول الفضالت العضوية إلى سماد يستخدم في الزراعة.
-91-
الجزء السابع
خالصة
«يجب أن ال ننتظر حدوث (هر مجدون) لنرى تأثير تغير المناخ علينا ،فهذا التقرير يظهر أنه يحدث اآلن
بالنسبة للمزارعين الفقراء في أفريقيا .إنه لظلم مضاعف أن أولئك األقل مسؤولية عن تغير المناخ ،يتحملون
العبء األك بر لنتائج ه .ونحن في الغ رب ال ذين نتغ ذى على وجب ة دس مة من الكرب ون ،علين ا أن نص حح ه ذا
الخطأ قبل أن ينعكس التقدم الهش الذي أحرزته أفريقيا في التنمية».
بونو
فنان وناشط ضد الفقر
-92-
عن تغ ير المن اخ ،فلن ا أن نأم ل ب أن ه ذه الطاق ات وعلى األخص خالي ا الوق ود والطاق ة الشمس ية النظيف تين
ستتوفران بأسعار منافسة خالل العقدين القادمين.
-93-
لق د ب دأ الوق ود الحي وي في اآلون ة األخ يرة يحت ل أهمي ة متزاي دة في العدي د من ال دول المتقدم ة والنامي ة ،ال تي
تمتلك إمكانات زراعية كبيرة ،كالواليات المتحدة واالتحاد األوروبي والبرازيل .وقد تشجعت هذه الدول على
اس تخدام ه ذه الطاق ة ليس من أج ل التخفي ف من تغ ير المن اخ ،وإ نم ا بش كل أس اس الرتف اع أس عار النف ط في
األسواق العالمية ،والتي بلغت أحياناً بحدود 120دوالر /البرميل ،مما يجعل من الوقود الحيوي منافس اً قوي اً
في أس واق الطاق ة ،وخاص ة إلمكاني ة اس تخدامه كب ديل أو متمم للغ ازولين في وس ائط النق ل .وعلى حين ي وفر
بعض أنواع الطاقة بدائل للنفط أو الفحم الحجري في توليد الكهرباء ،فإن بدائل النفط بالنسبة لوقود السيارات
قليل ة .وق د اس تخدم الوق ود الحي وي المس تخرج من قص ب الس كر في البرازي ل كمتمم للغ ازولين من ذ عق د
السبعينات في القرن الماضي .وبسبب انخفاض نسبة الكربون إلى الهيدروجين في الوقود الحيوي فإنه يولد
كمي ات أق ل من غ ازات الدفيئ ة .لكن عملي ات التخم ر بح د ذاته ا تول د غ از الميث ان ،ال ذي يعت بر أح د غ ازات
الدفيئة القوية .ولذا فهناك شك في أن يقوم هذا النوع الجديد من الوقود في التخفيف من غازات الدفيئة بشكل
ملموس .وإ ضافة لذلك فقد تسببت موجات الجفاف ،والفيضانات الناجمة عن تغير المناخ ،التي ضريت أكثر
مناطق الع الم في السنوات األخيرة في ارتف اع أسعار المواد الغذائية بشكل كب ير .وقد تسبب ه ذا في حدوث
اضطرابات سياس ية واجتماعي ة في معظم ال دول ،بم ا فيه ا ال دول المتقدم ة نفس ها .وق د أث ار ه ذا قل ق المجتم ع
ال دولي من أن إنت اج الوق ود الحي وي ق د يك ون على حس اب ت وفر الغ ذاء بس عر رخيص ،حيث يقل ل من
المساحات المزروعة لذلك ،كما أنه يزيد من استهالك المياه النادرة ،ويقلل من االحتياطي االستراتيجي من
المحاصيل األساسية .غير أن هناك بحوث اً تجرى إلنتاج الوقود الحيوي من الفضالت ،ومن األخشاب ،بدالً
من المحاصيل الزراعية مما ال يتعارض مع زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية األساسية.
وتولي الدول اهتمام اً كبيراً للبحوث العلمية لتطوير الطاقات المتجددة .وربما لم يعد هناك مجال لتوليد كمية
أكبر من الطاقة الكهرومائية .أما طاقة الرياح فهي تشهد انتعاشاً قوياً مما قد يرفع من حصتها لتوليد الكهرباء
في العدي د من ال دول المتقدم ة إلى %20تقريب اً .وتبقى الطاق ة الشمس ية أهم الطاق ات المتج ددة ال تي على
اإلنسان أن ينجح في تطويعها .وهناك ازدياد كبير في الدول النامية والمتقدمة على السواء في استغالل هذه
الطاقة في تسخين المياه ،وال تي قد تس تهلك في بعض الدول %10من الطاقة الكلي ة المس تهلكة .كم ا أن هذه
الطاق ة أص بحت متاح ة وخاص ة في المن اطق البعي دة والمعزول ة عن الش بكة الكهربائي ة كم ا في الج زر أو
أرياف الدول النامية .وتولي بعض المناطق التي تشدد على تخفيف التلوث مثل والية كاليفورنيا اهتماما كبيراً
لالستفادة من هذه الطاقة بشقيها الكهروفلطائي والحراري .على أن أكبر مشكلة تواجه هذه الطاقة هي مسألة
تخزينها ونقلها .ويمكن عن طريق تحويل هذه الطاقة إلى غاز الهيدروجين حل هذه المشكلة ،ولذا فإننا نشهد
اهتمام اً كب يراً في طاق ة الهي دروجين ال تي دعيت (طاق ة المس تقبل) .لق د أص بحت تقان ة خالي ا الوق ود ال تي
اس تخدمت في س فن الفض اء في الس تينات متاح ة واقتص ادية في بعض المن اطق ال تي تش دد على تخفي ف
اإلصدارات الستخدامها في وسائط النقل .ولكن يبقى هناك مجال للبحث والتطوير حتى تأخذ هذه الطاقة الق در
المستحق لها في ميزانية الطاقة.
-94-
-3تغير المناخ العالمي وتأثيره على الطاقة في الدول النامية:
تضم مجموعة الدول النامية عدداً من الدول التي تتفاوت في حجمها ومستوى المعيشة فيها ونموها االقتصادي
وأنماط استهالك الطاقة فيها .فبالنسبة لبعض الدول الكبيرة مثل الصين والهند والبرازيل التي تضم حوالي
نص ف س كان الع الم فإنه ا تنم و بنس بة مرتفع ة ق د تص ل في حال ة الص ين إلى %10خالل العق دين الماض يين.
تعتمد هذه الدول على الوقود المتوفر لديها وهو بالنسبة للصين والهند الفحم الحجري وبعض النفط في توليد
الطاق ة .ول ذا ف إن مس توردات ه ذه ال دول من النف ط ت زداد بش كل مط رد ،وق د تص ل في حال ة الص ين إلى 10
مليون برميل /اليوم لتتجاوز بذلك الواليات المتحدة كأكبر مستورد للنفط .وربما يفسر هذا النمو في الطلب
على النف ط االرتف اع الكب ير في أس عاره في الس نوات القليل ة األخ يرة .وق د تس بب اس تخدام الفحم الحج ري في
تولي د الكهرب اء إلى اس تفحال مش اكل التل وث البي ئي ،إض افة إلى زي ادة إص دارات غ ازات الدفيئ ة بش كل كب ير.
ول ذا فل دى ه ذه ال دول ب رامج طموح ة خالل العق ود القادم ة لت أمين حاجته ا المتزاي دة من الكهرب اء من الطاق ة
النووية .وفي حالة البرازيل فهي تعتمد على الوقود الحيوي بشكل كبير لتعويض ما تحتاجه من وقود لوسائط
النقل.
وبالنسبة لمجموعة الدول النامية األخرى فإنها تعتمد على النفط والفحم الحجري واألخشاب كمصادر للطاقة
بشكل كبير .وال تتوفر لهذه الدول التقانة الالزمة ،ورؤوس األموال الكبيرة التي تمكنها من استغالل الطاقة
النووية في توليد الكهرباء .لقد اعتمد عدد منها على توليد الكهرباء من الطاقة المائية ،لكن هذه الطاقة لم تعد
تل بي الحاج ة في المس تقبل .ول ذا فهن اك حاج ة ل دعم ه ذه ال دول عن طري ق تحس ين كف اءة الطاق ة ،وترش يد
االس تهالك ،واس تخدام التقان ات الحديث ة في الطاق ات المتج ددة ،وعلى األخص طاق ة الري اح والطاق ة الشمس ية
وطاق ة الفض الت والكتل ة الحيوي ة .والب د من مس اعدة ال دول المتقدم ة في ه ذا المج ال على ذل ك ،ونق ل التقان ة
الالزمة وبناء القدرات وتوفير رؤوس األموال.
وتع اني ال دول النامي ة من مش كلة أخ رى وهي قط ع الغاب ات لالس تفادة من األخش اب في التدفئ ة أو الطهي أو
الس تخدام األراض ي في ال رعي أو لزراع ة المحاص يل .وي ؤدي ه ذا إلى خفض امتص اص غ از ثن ائي أكس يد
الكرب ون ،وبالت الي زي ادة ترك يزه في الغالف الج وي ،مم ا يس اهم في زي ادة االحتب اس الح راري .ول ذا فمن
الضروري إيقاف هذه العملية بتأمين البدائل الالزمة من الطاقة ،وإ عادة زراعة األراضي بالغابات ،وإ دارتها
بشكل مستدام.
-96-
المشروع الحلول الالزمة لتالفي هذا الوضع .ومنها البدء بحساب اإلصدارات من غازات الدفيئة وتسجيلها
عن طري ق إع داد البالغ الوط ني األول .لق د ب دأ العم ل به ذا البالغ ه ذا الع ام بتموي ل من GEFو UNDP
ومن المتوقع أن ينتهي العمل به مع نهاية عام .2009كما أن هناك ضرورة لرصد المتغيرات المناخية في
س ورية ،وإ نش اء ش بكة رص د ،وقاع دة بيان ات خاص ة به ا ،ثم محاول ة الرب ط بين ه ذه المتغ يرات وبين
اإلصدارات من غازات الدفيئة ،والتدريب على إنشاء السيناريوهات المختلفة التي تبين تأثير تغير المناخ على
المستوى المحلي واإلقليمي .وهناك أيضا التعرض لتغير المناخ والتكيف معه وكذلك إجراءات التخفيف من
اإلصدارات وتقاناته ،وربط تغير المناخ بالقضايا البيئية األخرى ،مثل التصحر والتنوع الحيوي.
وق امت المديري ة العام ة لألرص اد الجوي ة في س ورية وهي الجه ة المعني ة برص د الطقس والمن اخ ودراس ته،
بتق ديم المعلوم ات والنش رات المتعلق ة بتغ ير المن اخ .وأق امت األرص اد الجوي ة قاع دة بيان ات مناخي ة مناس بة،
وش اركت في معظم الدراس ات ال تي تمت عن الطقس والمن اخ .كم ا ش اركت في إنج از دراس ة آث ار التغ ير
المن اخي على الس احل الس وري ض من مش روع (تغ ير المن اخ والبح ر األبيض المتوس ط) بتموي ل من برن امج
األمم المتحدة للبيئة UNEPعام ،1992وأصدرت األطلس المناخي لسورية ،كما أصدرت المرجع المناخي
الزراعي في الفترة ذاتها .وأصدرت المديرية أطلس الرياح السوري بالتعاون مع الشركة السورية للشبكات،
كما أنها أنجزت أطلس اإلشعاع الشمسي لسورية بالتعاون مع مركز الدراسات والبحوث العلمية عام .2000
4-2ارتفاع درجة الحرارة
لقد ذكر معظم سيناريوهات تغير المناخ ،أن المناخ بالنسبة لدول حوض البحر األبيض المتوسط سيميل إلى
االرتف اع في درج ة الح رارة .ويختل ف مق دار ه ذا االرتف اع بحس ب الس يناريوهات المختلف ة ولكن ه ي تراوح بين
5-1م بالنسبة للقرن الحادي والعشرين .ويكون هذا االرتفاع أكبر في فصل الشتاء من فصل الصيف.
كما يالحظ تغير في فصل هطول األمطار ،حيث أصبحت فترة الهطول تمتد لفترة أطول مما سبق في فصل
الربيع .كما أن الربيع بدأ يأتي مبكراً .إن ارتفاع درجة الحرارة كما سبق أن مر معنا ،يؤدي إلى التأثير على
ص حة الس كان وحي اتهم ،و يس بب اختف اء بعض األن واع الحي ة الحيواني ة والنباتي ة .كم ا أن ه ي ؤثر على عملي ة
التكييف صيفاً ،وإ ن كان يقلل من تكاليف التدفئة شتاء .مما يستلزم توليد كميات أكبر من الطاقة الكهربائية،
وزيادة الطلب على التكييف صيفاً.
4-3الهطول والجفاف
يترافق ارتفاع درجة الحرارة في المنطقة بشكل عام مع زيادة الجفاف وقلة الهطول .ويؤثر هذا على توفر
المياه للشرب والزراعة ،خاصة في هذه المناطق الجافة أو شبه الجافة من العالم ،التي تعاني اآلن من نقص
ش ديد في إم دادات المي اه .وق د ي ؤدي ه ذا إلى الص راع بين ال دول المتج اورة على حق وق المي اه وكمياته ا،
وخاص ة ال دول ال تي تش ترك في ح وض نه ر واح د .وهن اك حاج ة لترش يد اس تهالك المي اه في الزراع ة عن
طري ق اس تخدام ال رش أو التنقي ط ب دل الغم ر ،وف رض س عر على المي اه المس تخدمة ليس للش رب فق ط وإ نم ا
للزراعة والصناعة واالستخدامات األخرى .كما يجيب عدم زراعة المحاصيل التي تعتمد على المياه بشكل
كب ير ،واس تنباط س الالت نباتي ة وحيواني ة أش د مقاوم ة للجف اف .كم ا أن ه من الض روري مكافح ة تل وث المي اه
-97-
بكافة أشكاله الزراعي والصناعي والمنزلي ،ومعالجة المياه المنصرفة من محطات الصرف الصحي أو من
الزراع ة والص ناعة ،واس تخدامها م رة أخ رى وخاص ة في الزراع ة .وربم ا ك انت هن اك حاج ة كب يرة للب دء
بمش اريع كب يرة لتحلي ة مي اه البح ر لتع ويض اإلم دادات بالمي اه في بعض ه ذه ال دول ،خاص ة باس تخدام تقان ة
التناضح العكسي األقل استهالكا للطاقة ،واألقل إصداراً لغازات الدفيئة .وربما أصبح ذلك متاح اً في المستقبل
باس تخدام الطاق ة النووي ة ،أو الطاق ات المتج ددة ،وعلى األخص الطاق ة الشمس ية .ومن الض روري االس تمرار
بسياس ة تخ زين المي اه بالمحافظ ة على م وارد المي اه الجوفي ة ،وإ ع ادة حقن اآلب ار أو تجدي دها ،وك ذلك بن اء
الخزانات والسدود السطحية.
4-4موجات الحر
يترافق تغ ير المناخ هذا مع تكرار ح دوث موجات من الحر الشديد صيفاً .ويعد عقد التس عينات أحر عقد على
اإلطالق في القرن العشرين ،كما يعد عام 1998أحر عام ،وكذلك األعوام 2007و 2008كما يبينه الشكل (
.)2وي ؤدي ه ذا إلى م وت ع دد أك بر من الن اس بس بب موج ات الح ر .كم ا أن ه يزي د من اإلره اق والتعب
واألمراض القلبية ويؤدي إلى زيادة الحشرات واحتمال حدوث األمراض.
4-5ارتفاع منسوب البحر
ي ؤدي ارتف اع منس وب البح ر الن اجم عن ارتف اع درج ة الح رارة وم ا يرافق ه من تم دد كتل ة الم اء في البح ار
والمحيط ات ،وذوب ان الثل وج إلى غم ر بعض المن اطق الس احلية المنخفض ة بالمي اه .وتك ون ه ذه المن اطق ع ادة
مكتظة بالسكان ،كما تتركز فيها أنشطة بشرية هامة كالمدن والسهول الزراعية ،وعلى األخص بالنسبة لدلتا النيل
في مصر ،حيث تشهد من اآلن اقتحام البحر وتوسعه على حساب الدلتا .ويعزى ذلك أيض اً إلى بناء السد العالي
الذي تسبب بعدم ترسب الطمي في مصب نهر النيل في البحر .ويؤدي هذا أيضا إلى تملح التربة ،وخروجها من
الزراعة.
4-6األمن الغذائي:
يزداد نمو السكان في المنطقة العربية وفي سورية بمعدالت عالية ال تزال هي األعلى في العالم .فلقد بلغت
زيادة السكان في سوريا خالل عقود الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي بحدود % 3.6وقد
انخفضت بعد ذلك إلى حوالي .%2.5وال يزال معظم السكان في مرحلة اإلعالة ممن هم أدنى من سن .18
ولذا فقد ظهرت مشكلة تأمين الغذاء الكافي لهم ،وبأسعار مناسبة .وقد أدت الهجرة من الريف إلى المدينة إلى
تدني االعتماد على الزراعة لصالح الخدمات والتجارة والمصالح الحكومية .وقد تسبب هذا في زيادة الضغط
على الم وارد القليل ة لت أمين الس كن والنق ل والمراف ق األساس ية كالكهرب اء ومي اه الش رب والص رف الص حي
والفضالت وغيرها .وتوسعت المدن في كثير من الحاالت لتقضم األراضي الزراعية الخصبة المحيطة بها.
ونمت مناطق المخالفات العشوائية لتشكل حزاماً يحيط بهذه المدن ،يضيق بسكانه من الفقراء والمهاجرين من
الريف .وأدى إهمال األرض والنزوح عنها ،مع عوامل بيئية ومناخية أخرى إلى تدهور التربة ،وخروجها
من ال دورة الزراعي ة ،أو إلى تحويله ا إلى أراض هامش ية لزراع ة المحاص يل البعلي ة أو ل رعي الماش ية .وق د
تسبب استخدام أراضي البادية الهشة بكثافة في زراعة المحاصيل إلى تدهورها ،وزيادة رقعة التصحر فيها.
-98-
ومن أسباب التصحر األخرى ،استخدام الري بالغمر في األراضي الزراعية المستصلحة ،بدون تصريف جيد
لها ،مما أدى إلى تملحها .وهناك أيضاً مسألة حرق الغابات لزراعتها ،أو البناء فيها ،وقطع األشجار المثمرة
والحراجية في أكثر من منطقة.
وم ع ذل ك فق د ق امت الدول ة باتخ اذ إج راءات ع دة لتش جيع الزراع ة ،وت أمين المحص ول االس تراتيجي من
المحاص يل الغذائي ة األساس ية .وبالفع ل فق د ش هدت العق ود الماض ية تق دماً ملحوظ اً في ت أمين القمح والش عير
والفواكه والخضروات والمشتقات من الحيوانات كاللحوم واأللبان وغيرها .كما شجعت الدولة االستثمار في
الزراعة ،ودعمت أسعار بعض المحاصيل الرئيسة ،وعوضت المزارعين في حاالت عدة عن األضرار التي
أصابتهم نتيجة الحوادث الطارئة أو الظروف الجوية .وقامت الدولة بخطوات هامة في تطوير الريف ،وتأمين
الخدمات الالزمة له كالطرق ووسائط النقل والمرافق من مياه الشرب والكهرباء والمدارس والمستشفيات .وقد
ش جع ه ذا على تخفي ف الهج رة من الري ف إلى المدين ة ،وربم ا في تش جيع الهج رة المعاكس ة بع د أن اكتظت
المدن بالسكان وأصبحت تعاني من مشاكل كثيرة.
إن تغ ير المن اخ اإلقليمي س يؤدي إلى ارتف اع درج ة الح رارة .وسيتس بب ه ذا في نقص المحاص يل وارتف اع
الطلب عليها وزيادة أسعارها .وتعتبر هذه المنطقة معرضة لتغير المناخ بشكل قوي بسبب اعتمادها على مياه
األمط ار في الزراع ة ،وبس بب ض عف اإلمكان ات المادي ة والتقني ة والبش رية .وس تتفاقم مش كلة التص حر بس بب
انخف اض الهط ول الس نوي ،وال دفق الس طحي ورطوب ة الترب ة .وس يجعل ه ذا المنطق ة أك ثر عرض ة الس تيراد
الغ ذاء من األس واق العالمي ة .لكن تغ ير المن اخ الع المي س يزيد أيض اً من نقص المحاص يل الرئيس ة ،ك القمح
والحب وب وال رز والس كر وغيره ا .وس يؤدي ازدي اد الطلب عليه ا وارتف اع أس عار الطاق ة وزراع ة المحاص يل
الستخدامها كوقود حيوي إلى ارتفاع أسعارها.
4-8التنوع الحيوي:
لتغير المناخ تأثير ملحوظ على التنوع الحيوي بشقيه الحيواني والنباتي .فارتفاع درجة الحرارة يؤدي على
تغ ير ف ترة اإلنض اج ،وإ لى اختالف وض ع ال بيوض وفقس ها .كم ا أن انتش ار التص حر والجف اف يقض ي على
أصناف عدة حيوانية ونباتية ويهددها باالنقراض .ويسبب تلوث البيئة من تربة وماء وهواء ،مرض العديد
من األنواع وموتها .إن التغير الكبير الذي يطرأ على البيئة الطبيعية يؤثر سلباً على تكاثر األحياء ،وبقائها
وسط ظروف معادية وصعبة .وسيؤدي هذا كله إلى نتائج سلبية فيما يتعلق بمعيشة سكان الريف من حيث
الزراعة والرعي والسياحة والحفاظ على التنوع الحيوي.
وتبرز أهمية الدولة في المحافظة على البيئة المناسبة لألحياء من أجل تكاثرها ونموها بشكل صحيح .وقد يتم
ذلك بإنش اء المحمي ات الطبيعي ة التي بدأت تنتشر في اآلون ة األخ يرة وحققت نجاح اً ملحوظ اً بجمي ع أنواعه ا،
ويجب المحافظ ة على األن واع الن ادرة عن طري ق تربيته ا ،وت أمين البيئ ة المناس بة لتكاثره ا ونموه ا .ومن
الض روري س ن التش ريعات المالئم ة لمن ع الص يد الج ائر ،والتع دي على البيئ ة ،وتطبيقه ا بك ل ح زم .ويمكن
إنشاء بنوك للجينات والسالالت النادرة لحفظها واستخدامها عند الحاجة إليها ،ومنعها من االنقراض.
4-9التنمية البشرية واالقتصادية:
-99-
سيكون لتغير المناخ تأثير كبير على التنمية االقتصادية والبشرية .وسيؤثر التوسع الجغرافي لحوامل األوبئة
سلباً على الصحة العامة .كما ستزداد الوفيات بسبب التعرض لموجات الحر الشديدة ،وخاصة بالنسبة لكبار
السن والمرضى والفقراء الذين ال يملكون المكيفات الالزمة .ويؤدي ترافق موجات الحر الشديدة مع زيادة
الرطوبة وارتفاع تلوث الهواء وخاصة في المدن إلى زيادة الوفيات واألمراض .وسيؤدي التصحر إلى نزوح
أعداد كبيرة من السكان من الريف إلى المدينة .وقد يتسبب هذا في خفض اإلنتاج الزراعي ،وتراجع السياحة،
والتأثير على النقل.
وهناك طرق مختلفة للتكيف مع كل من هذه التأثيرات مثل تقوية البنية التحتية للنظام الصحي ،ووجود إدارة
بيئية موجهة صحياً ،وتحسين نوعية الماء والهواء واألمن الغذائي ،وتصميم البيوت ،وإ دارة المياه السطحية
بشكل أفضل ،وتأمين خدمات صحية مالئمة.
4-10التخفيف من إصدار غازات الدفيئة:
من الضروري بالنسبة لجميع الدول االلتزام باالتفاقات الدولية حول تغير المناخ ،مثل االتفاقية اإلطارية لتغير
المناخ وبروتوكول كيوتو .وتتضمن هذه االلتزامات التخفيف من إصدار غازات الدفيئة ،وفي مقدمتها ثنائي
أكسيد الكربون وغاز الميثان وأكاسيد اآلزوت .ولكن إصدار الدول النامية ومنها سورية من غازات الدفيئة،
ال ي زال أق ل بكث ير من ب اقي ال دول .كم ا أن ق درات ه ذه ال دول على تنوي ع مص ادر الطاق ة ،واس تخدام التقان ة
النظيفة ،أقل من الدول المتقدمة.
تعتمد سورية حاليا على النفط كمصدر رئيس إن لم يكن وحيد للطاقة .فهناك إضافة للنفط توليد الكهرباء من
بعض المص ادر الكهرومائي ة كس د الف رات .ولكن إمكاني ة التوس ع في تولي د الكهرب اء من الطاق ة الكهرومائي ة،
أص بحت ض ئيلة ج داً .كم ا أن زي ادة الس كان العالي ة ،وارتف اع مس توى المعيش ة أدي ا إلى اس تنفاد حق ول النف ط
الحالي ة ال تي تراج ع فيه ا اإلنت اج إلى النص ف تقريب اً .وأص بحت س ورية تعتم د على اس تيراد ج زء كب ير من
حاجتها من المشتقات النفطية ،وخاصة المازوت وربما الغازولين من الخارج ،بسبب عدم توفر قدرة التكرير
الالزمة .إن هذا الوضع يؤدي إلى نشوء أزمة في الطاقة بسبب ارتفاع أسعار النفط عالمي اً .كما أنه يتسبب
في مشاكل بيئية عديدة إضافة إلى زيادة اإلصدار من غازات الدفيئة.
إن من أهم إجراءات التخفيف التحويل من النفط إلى الغاز الطبيعي .وقد حولت معظم محطات توليد الكهرباء
القديمة إلى الغاز الطبيعي من الحقول السورية ،كما أن محطات الكهرباء الجديدة تعمل على الغاز الطبيعي.
ومن الممكن اس تخدام الغ از الط بيعي في وس ائط النق ل م ع توف ير االحتياط ات وإ ج راءات األمن والس المة
الالزم ة ل ذلك .وس يؤدي ه ذا إلى تخفيض تل وث اله واء في الم دن بش كل كب ير ،كم ا أن ه س يقلل من إص دار
غازات الدفيئة ،ويوفر استيراد كميات أكبر من الغازولين من الخارج بأسعار مرتفعة.
لقد عملت سورية على استغالل مصادر المياه في بناء السدود السطحية وتوليد الطاقة .ويقوم سد الفرات بتوليد
ح والي 800ميج ا وات من الكهرب اء .ولكن إمكاني ة التوس ع في تولي د الكهرب اء من األنه ار أص بحت مح دودة.
وهناك دراسات عدة الستثمار غزارة المياه وسرعة اندفاعها وهي تتدفق من السالسل الجبلية على ساحل البحر
-100-
األبيض المتوسط في توليد القدرة الكهربائية .غير أن هذا الموضوع تعترضه عقبات فنية ومادية وبيئية ،ولذا فال
يزال موضع البحث والتطوير.
وهناك اهتمام باستغالل طاقة الرياح في توليد الكهرباء .لقد استخدمت طاقة الرياح منذ القرن التاسع عشر في
منطق ة القلم ون ،لت دوير ط واحين اله واء ال تي ك انت تس تخدم في ض خ المي اه الجوفي ة .وق د أج ريت دراس ات
لوضع أطلس الرياح لكامل البلد .وقد دلت الدراسات على جدوى االستفادة من هذه الطاقة في بعض المناطق
التي تزيد فيها سرعة الرياح عن 6م/ثا ،وعلى األخص في المنطقة الوسطى ،ومنطقة القنيطرة .وقد ركبت
عنفتان تجريبيتان في منطقة القنيطرة لهذا الغرض .لكن االستغالل التجاري لهذه الطاقة لم يبدأ بعد.
وتظل الطاقة الشمسية أهم الطاقات التي يجب تطويرها لتعويض النقص في طاقة الهيدروكربونات ،ولتخفيف
اإلص دار من غ ازات الدفيئ ة .إن المج ال األول الس تخدام الطاق ة الشمس ية ه و في تس خين المي اه .وال ي زال
استخدام هذه الطاقة في بدايته في سورية ،ولم ينتشر بالقدر الكافي ،بالمقارنة مع الدول المجاورة .وربما يعود
ذلك إلى تدني أسعار المحروقات والطاقة بشكل عام مقارنة بالسعر العالمي ،أو بسعر الدول المجاورة .كما
أن ثمن التجه يزات الالزم ة الس تعمال ه ذه الطاق ة ،ربم ا ك ان أك بر من اس تطاعة ذوي ال دخل المح دود ،على
الرغم من أنه أرخص على المدى الطويل .وربما أدى ارتفاع سعر المازوت وكذلك سعر الكهرباء في الفترة
األخ يرة إلى زي ادة اإلقب ال على ه ذا االس تخدام .وربم ا س اعدت الدول ة عن طري ق تموي ل ه ذه المس خنات
بقروض ميسرة ،وكذلك إصدار التشريعات التي تؤكد على شيوع استخدامها في األبنية الجديدة .أما استخدام
الطاقة في اإلنارة أو الطبخ أو توليد الكهرباء فمرتبط بتوفرها بأسعار منافسة للطاقة التقليدية .ونظراً الرتفاع
سعر برميل النفط المستمر فربما أصبح هذا واقعاً في فترة قريبة قادمة.
مع ارتفاع سعر النفط وزيادة االعتماد على االستيراد من الخارج وتراجع اإلنتاج وبسبب زيادة االستهالك من
الطاقة الناجم عن زيادة السكان وارتفاع مستوى المعيشة فال بد من تأمين الطاقة الالزمة .لقد كان هناك تفكير في
استخدام الطاقة النووية لتوليد الكهرباء في الثمانينات بتركيب عنفتين باستطاعة 200ميجا وات لكل منهما على
نه ر الف رات بمس اعدة االتح اد الس وفييتي س ابقاً ،لكن وم ع اكتش اف النف ط والغ از في تل ك المرحل ة ،فق د ص رف
النظ ر عن ذل ك .لق د أص بح اس تغالل الطاق ة النووي ة أم راً ال غ نى عن ه للكث ير من ال دول من أج ل ت أمين حاجته ا
المتزاي دة من الطاق ة .ولذا فمن حق هذه ال دول أن تعمل على تأمين احتياجاته ا من الطاق ة عن طريق االستخدام
السلمي المشروع دولياً للطاقة النووية.
ويبقى الحل األخير واألفضل ألزمة الطاقة والتخفيف من غازات الدفيئة يتمثل في ترشيد استهالكها .ويتم هذا
عن طري ق التوعي ة الجماهيري ة ،أو برف ع األس عار بش كل تص اعدي بحيث يح د من اس تهالكها لألغ راض
الكمالية أو تبذيرها .كما يمكن التحويل إلى عمليات وتجهيزات أكثر كفاءة في استهالك الطاقة.
-101-
المصطلحات
االنكليزية العربية
A
Atmosphere الغالف الجوي
Aerosols المعلقات
Arbitrary Change Scenario سيناريو التغير االعتباطي للمناخ
Analogue Change Scenario سيناريو تغير مناخي مماثل
Activity data بيانات األنشطة
Adaptability التكيف
B
Berlin Mandate اتفاقية برلين
Biosphere الغالف الحيوي
Biomass الكتلة الحيوية
Biofuel الوقود البيولوجي
Beat فحم بيت
C
Climate المناخ
Climate Change التغير المناخي
Climate System النظام المناخي
Cryosphere الغالف الثلجي
Climate models النماذج المناخية
Climate Scenarios سيناريوهات المناخ
Climate model based Scenario سيناريو مبني على نموذج مناخي
Conference of Parties COP مؤتمر األطراف
D
Decarbonization إزالة الكربون
Doping اإلشابة
االنكليزية العربية
E
Eccentricity االنحراف عن المحور
Equilibrium method طريقة التوازن
Emission Factors EF عوامل إصدار
Environment Protection Agency وكالة حماية البيئة األمريكية
EPA
Emission Factor Data Base قاعدة بيانات عوامل اإلصدار
EFDB
Economies In Transition EIT االقتصاديات في المرحلة االنتقالية
F
Fuel Cells خاليا الوقود
-102-
G
Greenhouse Gases GHG غازات الدفيئة
Gasification التغويز
Geothermal Energy الحرارة الجوفية
General Environmental Forum مرفق البيئة العالمي
GEF
H
Hydrosphere الغالف المائي
I
Intergovernmental Panel for المنظمة الحكومية لتغير المناخ
Climate(SRES)
IPCC Change IPCC س يناريوهات اإلص دار للمنظم ة الحكومي ة
لتغير المناخ
L
Local emission factors عوامل إصدار محلية
N
Natural Greenhouse Effect االحتباس الحراري الطبيعي
NGGIP البرنامج الوطني لحساب غازات الدفيئة
NMVOC مركبات عضوية طيارة غير الميثان
P
Paleoclimatalogy النظام القديم للمناخ
Precession التقدم
Photo voltaic Cells PV الخاليا الفولطائية
Pulverized Fuel الوقود المحبب
R
Runoff الدفق السطحي
S
Soot السخام
Standard emission factors عوامل اصدار قياسية
Sustainable Development التنمية المستدامة
Secondary Recovery االستخراج الثانوي
Sensitivity الحساسية
T
Tilt الميل
Transient method الطريقة االنتقالية
Tier 1 1 المنهجية
Town gas غاز المدينة
Technical Force Bureau TFB مكتب المهام الخاصة
Third Assessment Report TAR 2001 التقرير الثالث
U
United Nation Framework االتفاقية اإلطارية للتغير المناخي
Convention for Climate Change
-103-
United Nation Environment برنامج األمم المتحدة للبيئة
Program
V UNEP
Vulnerability التأثر
VOC Volatile Organic المركبات العضوية الطيارة
Compounds
W
Working Group 1 WG1 مجموعة العمل األولى
World Metrological منظمة األرصاد الجوية العالمية
Organization WMO
Weather الطقس
-104-
المراجع
.2
1- Adam , D " Worse than we thought " , The Guardian , Feb 3 (2007).
2- Watson ,R,T " Summary for Policymakers – 2001 Synthesis Report " ,
(Cambridge University Press, Cambridge, United Kingdom (2001).
3- Marquis, K.B. etal ,"Summary for Policymakers: Climate Change 2007: The
Physical Science Basis " , Cambridge University Press, Cambridge, United Kingdom
(2007).
4- Solomon, S., D. et al , " Summary for Policymakers. In: Climate Change 2007:
The Physical Science Basis. Contribution of Working Group I to the Fourth
Assessment Report of IPCC , Cambridge University Press, Cambridge, United
Kingdom (2007).
5- National Research Council (NRC), 2006. Surface Temperature Reconstructions
For the Last 2,000 Years. National Academy Press, Washington, DC (2006)
6-National Research Council (NRC), 2005: Radiative Forcing of Climate Change.
National Academy Press, Washington, DC (2005).
7- National Research Council (NRC), 2002: Abrupt Climate Change, Inevitable
Surprises. National Academy Press, Washington, DC. National Academy Press,
Washington, DC (2002).
8- Watkins , Kevin et al , " 2007/2008 Human Development Report: Fighting climate
change: Human solidarity in a divided world " , UNDP , Palgrave Macmillan,
NewYork (2007)..
9- Nakicenovic, N., Swart, R, "Emissions Scenarios: Intergovernment Panel on
Climate Change", Cambridge University Press, Cambridge, UK , (2000).
10- Houghton,J.T., et al " Climate change 2001: The Scientific Basis " ,Cambridge
University Press, Cambridge, United Kingdom (2001).
11- Carter ,T.R et al " Guidelines for the Use of Scenario Data for Climate Imoact
and Adaptation Assessment " , IPCC-TGCIA (1999).
12- Smith , J.B., et al Handbook on Methods for Climate Change Impact Assessment
and Adaptation Strategies". Institute for Environmental Studies , Free Univsersity ,
Amestrdam. (1998).
13- UNEP & WMO , " Revised 1996 IPCC Guidelines for National Greenhouse Gas
Inventories" , IGES , Japan , April (1997).
14- UNEP & WMO , " Intergovernmental Panel on Climate Change IPCC: 2006
IPCC Guidelines for National Greenhouse Gas Inventories , IGES , Japan , April
(2007).
15- Fisher,B.S.et al " Issues related to mitigation in the long term: Climate Change
2007 " m Fourth Assessment Report , IPCC, Cambridge University Pressm
Cambridge, UK (2007).
16- Echavarri , Luis , Nuclear Energy , 13 th Conf of Energy , Esccr, Abu Dhabi
(2007).
-105-
17- McDonald , A. " Nuclear Power: Global Status " , IAEA , Bulletin 49-2 , March
(2008).
18-www.wikipedia.com (Renewable Energy).
19- "Wind power gathers speed " , www.eere.energy.gov
20- McDaniels, D. K. "The Sun - Our Future Energy Source " , 2nd edition (John
Wiley and Sons, Inc., New York, USA, 1984.
21- Meinel, A. B., and Meinel, M. P. [1976] Applied Solar Energy (Addison Wesley
Publishing Co., California, USA).
22- Brinkworth, B. J. Solar Energy for Man (The Compton Press, Salisbury, England)
[1975].
23- Lewis, C. [1983] Biological Fuels (Edward Arnold, London, England), Chapter 2.
25- Fridleifsson, Ingvar, 1998, "Geothermal Direct Use Around the World":
Geothermal Resources Council Bulletin, V. 27, No. 8, Nov. 1998
26- Lund, John W., 1998, Direct Utilization of Geothermal Resources: Technical
Paper, GeoHeat Center, Oregon Institute of Technology, Klamath Falls, Oregon
27- " A National vision of America's transition to a Hydrogen economy " United
State Department of Energy , Feb (2002).
28- www.eere.energy.gov/Hydrogenated Fuel Cells
29- Salter, S. H. m " Wave Power", Nature, 249 (5459), 1974 , p 720-726.
30- McVeigh, J. C. , Energy Around the World , Pergamon Press, Oxford, England ,
Chapter 9 , 1984.
31- "Renewable Energy Annual 2000", Energy Information Administration, Dept. of
Energy, Washington, DC, USA, 2001.
32- Jarrud ,M & Topfer, K, " 16 years of scientific assessment in support of the
climate change ", IPCC , Dec(2004).
33- UN, "United Nations Framework Convention on Climate Change", UN (1992).
34- Koyoto Protocol , UFCCC/ Informal/83 UN (2005). www.unfccc.int
35- Watkins , K " Human Development report 2007/2008: Fighting climate change " ,
UNDP , (2008) www.undp.org.
36- UNDP. " Fast Facts , UNDP and the Bali Conference " Dec (2007)
www.undp.org.
37- Canziani, O, F ,et al IPCC, 2007: Climate Change 2007: Impacts, Adaptation,
and Vulnerability. Contribution of Working Group II to the Third Assessment Report
of the Intergovernmental Panel on Climate Change , Cambridge University Press,
Cambridge, United Kingdom, 1000 pp.
38- FEMA, 1991: Projected Impact of Relative Sea Level Rise on the National Flood
Insurance Program (PDF, 70 pp., 690 KB, About PDF) October 1991.
39- Titus, J., 1998: Rising Seas, Coastal Erosion, and the Takings Clause: How to
Save Wetlands and Beaches Without Hurting Property Owners. (PDF, 121 pp., 2.09
MB, About PDF) Maryland Law Review, vol. 57, no. 4, pp. 1279-1399.
-106-
40- R.E.H. Sims, R.N. Schock, A. 2007: Energy supply. In Climate Change
2007:Mitigation. Contribution of Working Group III to the Fourth Assessment Report
of the Intergovernmental Panel on Climate Change, Cambridge University Press,
Cambridge, United Kingdom and New York,NY, USA.
41- Kahn Ribeiro, S., 2007: Transport and its infrastructure. In Climate Change 2007:
Mitigation. Contribution of Working Group III to the Fourth Assessment Report of
the Intergovernmental Panel on Climate Change [, Cambridge University Press,
Cambridge, United Kingdom and New York, NY, USA.
42- Levine, M., D K. Blok, L. 2007: Residential and commercial buildings. In
Climate Change 2007: Mitigation. Contribution of Working Group III to the Fourth
Assessment Report of the Intergovernmental Panel on Climate Change , Cambridge
University Press, Cambridge, United Kingdom and New York, NY, USA.
43- Bernstein, L., J. Industry. In Climate Change 2007: Mitigation. Contribution of
Working Group III to the Fourth Assessment Report of the Intergovernmental Panel
on Climate Change], Cambridge University Press, Cambridge, United Kingdom and
New York, NY, USA.
44- Bogner, J., Agriculture , In Climate Change 2007: Mitigation. Contribution of
Working Group III to the Fourth Assessment Report of the Intergovernmental Panel
on Climate Change, Cambridge University Press, Cambridge, United Kingdom and
New York, NY, USA.
45- Nabuurs, G.J., " 2007: Forestry In Climate Change 2007: Mitigation.
Contribution of Working Group III to the Fourth Assessment Report of the
Intergovernmental Panel on Climate Change" , Cambridge University Press,
Cambridge, United Kingdom and New York, NY, USA.
46- Bogner, J., Waste Management, In Climate Change 2007: Mitigation.
Contribution of Working Group III to the Fourth Assessment Report of the
Intergovernmental Panel on Climate Change, Cambridge University Press,
Cambridge, United Kingdom and New York, NY, USA.
47- Shepherd , W. et al " Energy Studies " , 2 nd Ed , Imperial Collage Press , UK
(2003).
3.
Websites
-107-
فهرس
المناخ والتغير المناخيـ 2...................................................................................................................
-1مقدمة 2...............................................................................................................................
-2تعريف الطقس والمناخ 2...........................................................................................................
-3النظام المناخي 3........................................................................................ Climate system
-4النظام القديم للمناخـ 5............................................................................... Paleoclimatalogy
-5التغير الطبيعي للمناخـ 6............................................................... Natural Climate Change
-5-1االحتباسـ الحراري الطبيعي 6................................................Natural Greenhouse Effect
5-2العوامل الطبيعيةـ التي تسهم في التغيرـ المناخيـ 7............................................................................
-6دور اإلنسان في تغير المناخـ 9....................................................................................................
-7الرصد المناخيـ 10..................................................................................................................
-8النماذج المناخية 11................................................................................... Climate Models
-9سيناريوهات المناخ 13........................................................................... Climate Scenarios
غازات الدفيئة 18............................................................................................................................
-1مقدمة 18.............................................................................................................................
-2ثنائي أكسيد الكربون 20................................................................................................... CO2
-3غاز الميثان 20.............................................................................................................. CH4
-4أكسيد النتروز 21............................................................................................................ N2O
-5الكلورو كربون 21........................................................................................................... CC
-6أوزون التروبوسفير 22....................................................................................................... O3
- 7المعلقاتـ 22........................................................................................................... aerosols
-8بخار الماء 23............................................................................................................... H2O
خياراتـ الطاقة وتأثيرهاـ على المناخ 32.................................................................................................
المنظمات واالتفاقات الدولية المعنية بتغير المناخ 47....................................................................................
-1المنظمة الحكومية لتغيرـ المناخـ 47.................................................................................... IPCC
-2اتفاقية األمم المتحدة اإلطاريةـ لتغيرـ المناخـ 48............................................................. UNFCCC
-3بروتوكول كيوتو(50............................................................................................................. )34
-4تقرير األمم المتحدة لعام 50............................................................................................... 2007
-5مؤتمر باليـ51.................................................................................................................. )36(:
-6حقوق والتزاماتـ الدول النامية ضمن 51....................................................................... UNFCC
الحساسية للتغير المناخي والتأثر به والتكيف معه 53....................................................................................
-1مقدمة 53.............................................................................................................................
-2اإلثباتاتـ الحديثة لتأثير تغير المناخـ53......................................................................................... :
-3التأثيراتـ على التعرض للنظم البيئيةـ والبشريةـ 58............................................................................
-4التكيف بحسب المناطق المختلفة من العالم 61.................................................................................
التخفيف من إصدار غازاتـ الدفيئة 67...................................................................................................
-1مقدمة 67.............................................................................................................................
-2في الطاقة 68.........................................................................................................................
-3في النقل 76...........................................................................................................................
-4في السكن 78.........................................................................................................................
-5في الصناعةـ 79......................................................................................................................
-6في الزراعةـ 83......................................................................................................................
-7في الغاباتـ 86.......................................................................................................................
-8في الفضالت 89.....................................................................................................................
-108-
خالصة 91.....................................................................................................................................
-1تغير المناخـ العالميـ وتأثيره على الطاقة 91....................................................................................
-2تغير المناخ العالمي وتأثيره على الطاقة في الدول المتقدمة 92.................................................................
-3تغير المناخ العالمي وتأثيره على الطاقة في الدول النامية 94...................................................................
-4تغير المناخ بالنسبة للمنطقة وسورية 94.........................................................................................
المصطلحات 101.............................................................................................................................
المراجع 104..................................................................................................................................
فهرس 107...................................................................................................................................
-109-