Professional Documents
Culture Documents
المناخ التحليلي
الفصل األول
التعريف بالمناخ :
لقد حظي المناخ باهتمام كبير وخاصة في السنوات األخيرة نظرا لما له من
عالقة بالعلوم األخرى ونظرا لما له من تأثير بالغ في الحياة اإلقتصادية و
البشرية و نظرا لما له من تأثير على مظاهر السطح .
إلعطاء تعريف للمناخ يجب في بداية األمر التفريق بين هذا األخير و الطقس،
فيقصد بالطقس حالة الجو لمنطقة محددة لمدة معينة قد تكون ساعة أو يوم وقد
تستمر في بعض الحاالت إلى أسبوع كما هو الشأن بالنسبة للمنطقة االستوائية
باعتباره أن الطقس ال يتغير فيها بسرعة .
بالنسبة للمناخ حاول الكثير من الدارسين إعطاء تعريف له بشكل دقيق والحالة
هذه وجدنا أنفسنا أمام عدد كبير من التعارف قد تتفق في العمق وتختلف في
التفاصيل .
فيعرف هان J.Hann/المناخ بأنه مجموع الظواهر الجوية التي تميز الحالة
المتوسطة للغالف الجوي لمنطقة من بقاع األرض .
ويقول الفرنسي Max Sorreنعني بالمناخ سلسلة الحاالت الجوية التي تتعاقب
بشكل مستمر فوق منطقة ما« On appelle climat la série des états .
de l’atmosphère au-dessus d’un lieu dans leur succession
» habituelle
بالرغم من التشابه الظاهري بين المناخ والطقس فان فروقا كثيرة توجد بين علم
المناخ وعلم األنواء أوعلم األرصاد الجوية .
أما علم المناخ :La climatologie/فهو يدرس هذه المعطيات للتوصل إلى
استخالص عام وشامل فاعتمادا على المتوسطات و الدالئل اإلحصائية يحدد
أشكال و أنظمة التغيرات الرمانية و المكانية لمختلف العناصر المناخية فهو
بالتالي يدرس هذه المعطيات لمدة طويلة تزيد عن 03سنة ،فكلما كانت الفترة
الزمنية طويلة إال وكانت الدراسة جد دقيقة .
فعالقة التكامل بين العلمين تكمن في أن علم األرصاد الجوية يمد علم المناخ
بالمعطيات الخام التي سيعالجها المناخي ويعتمد عليها في الدراسة التي ستكون
شاملة وتستغل لفائدة اإلنسان .
تتم الدراسة المناخية بطرق مختلفة يمكن تقسيمها إلى 4أنواع :
للمناخ عالقة بالغطاء النباتي فاعتمادا على نوعية المناخ السائد في مختلف
مناطق الكرة األرضية يمكننا تحديد نوعية الغطاء النباتي من حيث الكثافة
والتوزيع و األشكال دون إن ننسى أن الغطاء النباتي هو األخر يؤثر في المناخ .
للمناخ عالقة بالهدرولوجيا ،إن طبيعة المناخ هي التي تحدد مجرى وكمية
المياه في النهر كما يحدد نوعية الصبيب و التصريف .
العوامل الفلكية المرتبطة باإلشعاع الشمسي وبكروية األرض وتتمثل خاصة في
عامل العرض .
العامل الجوي ونقصد به تأثير مكونات الغالف الجوي على العناصر المناخية
كما هو الشأن بالنسبة لبخار الماء وقدرته على امتصاص أألشعة الشمسية
واألرضية .
العوامل المناخية من دورة هوائية عامة و اإلشعاع الشمسي وكل عنصر مناخي
لما ي ِؤثر في عنصر مناخي آخر كالضغط الجوي والرياح .
يعتبر المناخ احد العوامل التي توثر على الحياة البشرية بطرق مختلفة إذ أنه
يحدد عمل اإلنسان وتحر كاته ونشاطه االقتصادي ونمط عيشه ونظرا لهذه
العالقة الوطيدة بين المناخ واإلنسان فقد حاول هذا األخير منذ القدم أن يعطي
تفسيرا للظواهر الطبيعية إال انه ك ان عاجزا عن ذلك ومع مرور الزمن أخد
بسالح التفسير العلمي وبذلك أصبح اإلنسان ال يتكيف مع البيئة الجغرافية
المحيطة به بل حاول أن يكيف الطبيعة لحاجاته وأغراضه .
يقصد بالمناخ مجموع الظروف الجوية السائدة في مكان معين من سطح األرض
وذلك خالل مدة زمنية طويلة على األقل 03سنة ويجب األخذ بعين االعتبار
جميع حاالت الطقس بما في ذلك كل الحاالت االستثنائية الطارئة كاألمطار
الغزيرة والجفاف الحاد والعواصف القوية...
العوامل الفلكية ونتائجها الجغرافية والمناخية
دوران األرض حول نفسها وحول الشمس
تمهيد :
تبدو السماء أثناء الليل مرصعة بعدد ال يحصى من النجوم والكواكب
واألجرام السماوية األخرى التي تنتظم في مجموعات نجميه تعرف بالمجرات.
وتنتمي المجموعة الشمسية إلى طريق التبانة التي تبدو على شكل قرص دائري
تتألف من حوالي 03مليون نجم ولكل نجم له عدد من الكواكب والتوابع التي
تدور حوله .
النجم هو عبارة عن جرم سماوي ملتهب يمد غيره من األجرام السماوية
بالحرارة والنور .
الكوكب هو عبارة عن جرم سماوي عاتم يستمد حرارته ونوره من النجم الذي
يدور حوله كما إن الكواكب تقوم بالدور العاكس للضوء الساقط عليها كما هو
الحال بالنسبة للقمر .
الشمس عبارة عن نجم ملتهب تشغل مركز المجموعة الشمسية وهي مصدر
الحرارة والنور لبقية مكونات المجموعة الشمسية وتقدر حرارتها الداخلية ب
11مليون درجة مأوية C °وتقدر حرارتها الخارجية ب 0333درجة مأوية .
يبلغ شعاعها 139مرات مقدار شعاع األرض ،وكتلتها أكبر من كتلة األرض ب
003الف مرة وتدور الشمس حول نفسها ببطيء خالل كل 30يوم وذلك في
نفس اتجاه دوران الكواكب حولها من الغرب نحو الشرق .
األرض هو أكبر الكواكب األربعة الداخلية و الثالث من حيث البعد عن الشمس
113مليون كمتوسطة إال أن هذه المسافة تتغير حيث تصل إلى 113م كلم وهي
أطول مسافة ،أما المسافة الدنيا فهي 141م كلم ،لألرض شكل دائري مفلطح عند
القطبين ومنتفخ عند خط االستواء و يقدر الشعاع القطبي ب 0010كلم بينما
يصل الشعاع األستوائي الى 0031كلم و يبلغ محيطها من عند خط االستواء
حوالي 43331كلم أما مساحتها فتقدر 113م كلم ²منها 39%يابسة و 31 %
عبارة عن مسطحات مائية ،من خصائصها الفريدة أنها تتوفر على ماء بأنواعه
الثالث مما يؤهلها الحتضان الكائنات الحية .
الغـــــــالف الجــــــــــوي
التكوين الفيزيائي للغالف الجوي . .I
.1الغازات الدائمة وبنسب ثابتة .
.3الغازات المتغيرة .
.0الجزيئات الصلبة .
الطبقات العمودية للغالف الجوي .II
.1طبقة تروبوسفير Troposphère
.3طبقة الستراتوسفيرStratosphère
.0طبقة الميزو سفير Mésosphère
.4طبقة تيرموسفير Thermosphère
تمهيد
الغالف الجوي هو غالف سميك يحيط بالكرة األرضية يتأثر عموما باالرتفاع
حيث توجد 93%من كتله إلجمالية في 03كلم األولى من االرتفاع ،يشارك
األرض في دورانها اليومي و السنوي بدونه تصل رجة حرارة سطح األرض
خالل النهار إلى 80C°وخالل الليل إلى ،140C°يتكون من مجموعة
األجسام الصلبة الدقيقة و السائلة والغازية وتمارس تأثيرا واضحا على
المناخ وفق طبيعتها و حركتها و نسبتها التي تتغير مع االرتفاع .
إن هذا التغير يهم باألساس التوزيع العمودي أو الراسي للحرارة و الضغط
الجوي و الرطوبة الجوي و تظهر في طبقاته السفلى جميع التقلبات و
الظواهر الجوية التي لها عالقة مباشرة بسطح الكرة األرضية .
ثاني أكسيد الكربون :CO2ينتج هذا الغاز أساسا من كل األجسام التي تتعرض
لالحتراق ومن وجود عناصر تستهلكه وتطرحه مثل النباتات – التخليق الضوئي و
كذلك من البراكين ،يتزايد بنسب ضعيفة فوق المدن الصناعية الكبرى ،إال إن نسبته
تظل ثابتة خارج المدن وخاصة في المناطق والمجاالت الخضراء ،و يلعب دورا تكامليا
بجانب بخار الماء حيث يقوم بامتصاص األشعة ما تحت الحمراء ،إن غياب ثاني
أكسيد الكربون من الغالف الجوي قد يؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة ب 21C°أما
إذا تضاعف نسبته فإن الحرارة سترتفع ب ،8C°وإذا ما انخفض فستنخفض الحرارة
ب ،4°Cفحسب بعض الدراسات واآلراء واالتجاهات فأن ثاني أكسيد الكربون هو
المسؤول أألول عن ارتفاع درجة حرارة أألرض التي يكثر عنها الحديث ( الشكل
التوضيحي )
غاز األزون :O3يوجد بنسبة ضعيفة داخل الغالف الجوى 0,00006%مابين 11إلى
43كلم و يتركز معظمه عند 25كلم وهو غاز عديم اللون وله رائحة كريهة تشبه
الفسفور والكبريت ،و هو من الغازات الملوثة والضارة باإلنسان ،له دور جد ايجابي
حيث يستطيع أن يمتص األشعة الشمسية فوق البنفسجية الخطيرة والمدمرة للخاليا
الحية ،وتذهب الدراسات على أن هناك تدمير لطبقة األزون الموجودة ضمن طبقة
ستراتوسفير ،حيث يوجد ثقب كبير وبشكل ملحوظ فوق القطب الجنوبي ،ويزداد هذا
الثقب إذا ما زادت كمية غاز .CFC.وهذه واحدة من اإلشكاليات البيئية أيضا على
غرار ظاهرة االنحباس الحراري التي تثير نقاشا وجدال بين السياسيين والمناخيين
والبيئين ووو ( .شرح الوثائق والصور في األشغال التوجيهية )
تعرف الغازات السالفة الذكر بالغازات اإلشعاعية لما تقوم به من امتصاص لألشعة
الشمسية واألرضية وتحولها إلى حرارة .
أكسيد الكبريت SO2وهو من الغازات الملوثة والذي يتكاثف فوق المدن الصناعية
الكبرى ويسبب وجوده في ما يسمى باألمطار الحمضية .
الجزيئات الصلبة :وتشمل الغبار والدخان واألمالح البحرية واللقاح ( األضباب )
إضافة إلى بعض األجسام الحية كل هذه الجزئيات تلعب دورا مناخيا متميزا بحيث تشكل
نوى التكاثف التي تحدث حولها مختلف أشكال التكاثف هذا ما يفسر ظهور الضباب
فوق المدن الصناعية المعروفة بمدن الضباب ،وتوجد الجزيئات بكثرة في الطبقة
القريبة من سطح األرض .
إن هذه الغازات تتوزع نظريا داخل الغالف الجوي حسب كثافتها ذلك أن الغازات ذات
الكثافة المرتفعة توجد في الطبقات األولى في حين أن الغازات الخفيفة كالهيدروجين
والهليوم فهي توجد في الطبقات العليا من الغالف الجوي ،إن الحركات المستمرة
للهواء تمنع وجود هذا الفصل وهذه القطيعة ،فعلى أساس تمركز الغازات نميز بين
طبقتين رئيسيتين :
-طبقة هوموسفير Homsphère /تمتد إلى الحدود 100كلم تركز داخلها غالبية
الغازات وتمتاز بتأثرها بما يأتي من السطح .
-طبقة هيتروسفير Hétérosphère /تمتد من فوق 133كلم فما فوق وهي عبارة
ع ن طبقة كبيرة وسميكة تتوالى فيها مستويات تمركز الغازات حسب كثافتها إال انه
يعتمد عادة في تقسيم الطبقات الجو على أساس التباين الحراري عموديا أو رأسيا و
الذي يستند على المعلومات التي تقدمها له االستخ بارات اليومية و األقمار االصطناعية.
فعلى هذا األساس قسمت منظمة األرصاد الجوية العالمية OMMسنة 1903الغالف
الجوي إلى أربع طبقات كبرى وهي:
تروبوسفير Troposphère/وتمتد من 3إلى 13كلم
ستراتوسفير Stratosphère/وتمتد من 13إلى 13كلم
ميزوسفير Mésosphère/وتمتد من 13إلى 13كلم
تيرموسفير Thermosphère/وتمتد من 13إلى فما فوق
وتفصل بين هذه الطبقات الكبرى طبقات ثانوية أو مستويات لها مميزات حرارية خاصة
وهي :تروبوبوز Tropopause/و ستراتوبوز Stratopause/و ميزوبوز/
Mésopause
Iاإلشعاع الشمسي
1العوامل المؤثرة في اإلشعاع الشمسي
1 .1الغالف الجوي
-االنتشار
-االمتصاص
-االنعكاس
1.3العامل الكوني
-زاوية سقوط األشعة الشمسية
-االختالفات الفصلية
-االختالفات اليومية
1.0العامل الجغرافي
-االرتفاع
-التوجيه
IIاإلشعاع األرضي
IIIاإلشعاع الجوي
IVحصيلة اإلشعاع الفعلي عند سطح األرض
األزون :O3يختص في امتصاص األشعة فوق البنفسجية والتي يقل طولها عن µ m
. 0, 3
ثاني أكسيد الكربون :CO2يمتص األشعة ما تحت الحمراء تتراوح ما بين 1و µ m
. 13
األكسجين :O2يمتص جزء من ألشعة وخاصة التي يقل طول موجات . 3 ,3µ m
االنعكاس :Reflexion /ينتج عن هذه العملية عكس جزء من اإلشعاع الشمسي ويطلق
على هذا الجزء المعكوس ،يختلف باختالف اللون وطبيعة السطح و زاوية سقوط
األشعة الشمسية ،تقاس قدرة األجسام على االنعكاس من خالل مفهوم البياض ويعبر
عليه بالبياض يساوي اإلشعاع الشمسي المنعكس مقسوم على اإلشعاع اإلجمالي
مضروب في ،133ويصل عند السحب إلى 75%وعند المحيطات إلى 13%
والصخور ما بين 25%و 20%و الغابات ما بين 1%و 13%والرمال ما بين 11
و 25%والثلوج 13و 11%والجليد ما بين 13و . 33%
زاوية سقوط األشعة الشمسية :تتأثر كمية الطاقة الشمسية التي تصل إلى سطح
األرض بمدى ميالن األشعة ويفسر ذلك بالقانون األسي لبوغارBOUGUER/
الذي يقول :كلما كان ميل األشعة كبيرا إال وضعفت تأثيرها ألن ميالن األشعة و
وصولها إلى السطح حسب زاوية صغيرة يجعلها تقطع مسافة طويلة من الغالف
الجوي مما يجعلها تفقد الطاقة التي كان من المفروض أن تنقلها إلى سطح
األرض ويعبر عن قانون BOUGUERبما يلي :
E’= E x Pm
إن دوران األرض حول الشمس يجعلها في وضعية مختلفة يحدد من خاللها
الفصول فينتج عن ذلك توزيعا متفاوتا وغير متكافئ للطاقة على وجه األرض
باعتبار أن األشعة تصل إلى السطح خالل كل فصل بزاوية تختلف من خط عرض
ألخر ،هذه االختالفات الفصلية في قيمة اإلشعاع الشمسي تجعل عروضا تتلقى
كميات مهمة من الطاقة نظرا لتركز األشعة الشمسية كما هو الحال بالنسبة
للعروض البيمدارية في حين أن عروضا ال تتلقى إال كميات ضعيفة لكون
اإلشعاع الشمسية ال يصلها إال بزاوية صغيرة كما هو الحال بالنسبة للعروض
العليا .
تتأثر قيمة اإلشعاع الشمسي خالل اليوم بمدة النهار ،أو ما يسمى بمدة اإلضاءة
وهي المدة الزمنية التي تكون فيها الشمس فوق األفق والناتجة عن ميالن خط
االستواء عن السطح فلك البروج بزاوية تقدر’ ..23°-27يحدد هذا الميالن ما
يسمى بدائرة اإلضاءة التي تفصل مابين الليل والنهار ،أثناء األعتدالين الربيعي
والخريفي يتساوى الليل والنهار على السطح األرض في حين تختلف هذه المدة
اختالفا كبيرا من خط عرض ألخر خالل االنقالبين الصيفي والشتوي ،إنطالقا من
خط االستواء تتغير هذه المدة فتتزا يد مدة النهار صيفا كلما اقتربنا من القطب
الشمالي حيث تدوم 0أشهر و تعود إلى النقصان في فصل الشتاء ،ونفس الشيء
يحدث في النصف الجنوبي .
العامل الجغرافي :
يتأثر اإلشعاع الشمسي لما يصل إلى السطح بالطبوغرافية وذلك من خالل
عنصران هما :
االرتفاع :يالحظ أن القيمة اإلشعاع يزداد مع االرتفاع وذلك نظرا لقلة كثافة
الهواء وصفاءه خاصة عند ارتفاعات معينة مما يسمح لإلشعاع الشمسي بأن
يخترق الكتلة الهوائية بسهولة السيما وأنها تصبح ذات سمك ضعيف .
التوجيه :تخلق السالسل الجبلية تباينا كبيرا في كمية الطاقة التي تصل إلى
السطح ذلك بسب توجيه السفوح وهكذا نميز ما بين السفوح الجنوبية الموجه
لتلقي األشعة باستمرار ( سفوح شمسية ) والسفوح الشمالية غير الموجهة
(السفوح الظليلة ) كما نميز مابين القمم و األودية حيث أن القمم تتلقى اإلشعاع
الشمسي خالل مدة زمنية طويلة من اليوم في حين أن أعماق األودية الضيقة
منها و األحواض المغلقة فهي ال تصلها األشعة إال في وقت متأخر صباحا
وتختفي عنها في وقت مبكر مساءا .
نتيجة ذلك أن هناك اختالف في اكتساب الطاقة مابين اليابس والماء .
بالنسبة لليابس :فإنه يكتسب الحرارة خالل فترة التشميس فيسخن الجزء العلوي
منه بنسبة كبيرة ،أما في الليل فيتسرب المخزون الحراري بسرعة وبهذا سيبرد
السطح العلوي لليابس مما يؤدي إلى تسجيل مدى حراري مرتفع وبهذا المنطق
يكتسب اليابس الحرارة بسرعة ويفقدها بسرعة .
بالنسبة للماء :تمتص مياه المحيطات والبحار األشعة الشمسية على عمق
133م ،فيكون التسخين أثناء فترة النهار بطيئا بالمقارنة مع اليابس ألن الحرارة
تتوغل إلى األسفل أما خالل الليل فيبرد مستوى الماء ببطء وهذا راجع إلى فعالية
األمواج و التيارات البحرية التي تلعب دورا هاما في تغير المياه من األعلى نحو
األسفل من جهة أخرى أذا استقبلت مياه البحار والمحيطات األشعة الشمسية
بطريقة عمودية أو أقرب من ذلك فإنها تتعرض لالمتصاص بنسبة كبيرة ألن
عملية االنعكاس تكون جد ضعيفة والعكس صحيح ،وهذا االختالف للحرارة بين
اليابس والماء يعبر عنه بالحرارة النوعية .
IIاإلشعاع األرضي
من المؤكد أن سطح األرض يعكس جزءا من اإلشعاع الشمسي نحو الفضاء و
يمتص جزءا منه ويحوله إلى حرارة التي تنطلق نحو الفضاء على شكل أشعة
طويلة تختلف تبعا لحرارة الجسم المشع ،يمتص هذا اإلشعاع في غالبيته انتقائيا
من طرف بعض الغازات منها غاز الكربون لكن القسم األكبر يمتصه بخار الماء
90%و لإلشعاع األرضي دورا أساسيا في المحافظة على التوازن الحراري
للهواء خصوصا أثناء الليل حيث تنتقل الحرارة من السطح لتسخين طبقات
الغالف الجوي القريبة من السطح ،إال أنه يالحظ أن سطح يشهد تبريدا شديدا
خالل الليل خاصة إذا ما كانت مدة الليل طويلة و هادئة حيث تكون السماء خالية
من السحب و فيكون الفقدان الحراري على أشده ،على العكس من ذلك فخالل
الليالي التي تكون فيها السماء ملبدة بالغيوم والسحب فتجعل هذه األخيرة تلعب
دور ما يسمى بمفعول الدفيئة أو البيوت البالستيكية La serre/والتي ال تسمح
بخروج اإلشعاع األرضي و بالتالي الحرارة إلى الفضاء وإنما ترجع في شكل
إشعاع جوي مضاد ( الشكل السابق -الغالف الجوي )
IIIاإلشعاع الجوي
يمتص الغالف الجوي األشعة الشمسية واألرضية عن طريق بعض الغازات
ك بخار الماء و ثاني أكسيد الكربون فيشع الغالف الجوي في كل االتجاهات بما في
ذلك سطح األرض عبر أشعة مادون الحمراء ،هذا الجزء من اإلشعاع الجوي
والموجه إلى سطح األرض يسمى باإلشعاع الجوي المضاد والذي يمثل حوالي
33%من اإلشعاع الجوي .
يقوم اإلشعاع الجوي بدور المخفف من حدة الفقدان الحراري الذي يسجله سطح
األرض خالل الليل إال أنه ال يستطيع تعويض كل ذلك .
:Rnetاإلشعاع الفعلي
:Sإشعاع شمسي مباشر
:Dإشعاع منشر داخل الغالف الجوي
:Rإشعاع منعكس من طرف األرض أو الغالف الجوي
:Aإشعاع الغالف الجوي
:Tاإلشعاع األرضي
المالحظة أنه أثناء الليل تكون كل قيمة Sو Dو Rمنعدمة فيصبح اإلشعاع
الفعلي يساوي في هده الحالة Rnet = A- T
لما تكون قيمة Tأكبر من Aتكون الحصيلة سالبة ،ذلك أن سطح األرض و
الغالف الجوي يكونان في حالة فقدان للحرارة وبتالي تبرد شديد ،إال أنه ونظرا
للتغيرات الكبيرة التي تخضع لها كل عناصر الصيغة السابقة حسب خطوط
العرض والفصول فإن كمية اإلشعاع الفعلي تختلف من نقطة ألخرى فاإلشعاع
الفعلي يكون دائما سالبا في العروض العليا ،فالميزانية الحرارية المسجلة سالبة
وتكون إيجابية في العروض السفلى والمعتدلة ،بهذا المنطق ستزيد المناطق
االستوائية و المدارية تسخينا والمناطق القطبية فقدانا للحرارة إال أنه يوجد
توازن حراري مستمر بين كال المنطقتين وذلك عن طريق انتقال الحرارة
بواسطة التيارات البحرية و الكتل الهوائية ( يتم شرح الميزانية اإلشعاعية في
الشغال التوجيهية )
الحرارة
Iطرق انتشار الحرارة
طريقة المالمسة
التيارات البحرية
الكتل الهوائية
خطوط العرض
دور القارية والبحر
الكتل الهوائية البحرية الرطبة
التيارات البحرية
IIIالتوزيع العمودي أو الرأسي للحرارة
االرتفاع
االنقالب الحراري السطحي
االنقالب الحراري تضاريسي
IVالتطور السنوي
Vالنظام اليومي
تمهيد :
يعرف علماء الفيزياء الحرارة بأنها خاصية من خاصية الجو ،فهي ليست بكمية
وال جسم يمكن قياسه فهي تعبر عن طاقة تقاس الحرارة بعدة مقاييس :
مقياس كيلفن °ك = K°وفهرنهايت °ف= F°وسلسيس C°المأوية حيث يتم
وضع جهازي التيرمومتر والتيرموغراف داخل المخبأ الميتيورولوجي/
( L’abri météorologiqueعملية تحويل الدرجات من مقياس ألخر
ستكون أثناء األشغال التوجيهية ) بالرغم من أن التيرموغراف هو أقل استعماال
إال أنه يعطي فكرة عن صيرورة الحرارة خالل اليوم .
من الناحية الجغرافية تمثل الحرارة عامال أساسيا يتوقف عليه توزيع النباتات و
الحيوانات واستقرار اإلنسان وتعتبر عنصرا مناخيا يتحكم في العناصر المناخية
األخرى كالضغط الجوي بنوعيه الذي يتحكم في الرياح و هي المسؤولة عن
عملية التبخر -النتح والتكاثف و التساقطات و تختلف درجة الحرارة باختالف
الموقع و العوامل المؤثرة فيها .
تحدث عندما يعلو سطحا نسبيا ساخن كتلته هوائية باردة مالمسة فيتم أنذاك
انتقال الحرارة داخل الكتلة الهوائية عن طريق االنتشار التدريجي عبر
جزيئات وذرات الكتلة الهوائية إلى أن يتحقق تكافئ في الحرارة ( حرارة
السطح وحرارة الكتلة الهوائية ) تكاد تنعدم هذه الطريقة الن الحرارة تنتقل
بدرجة ضعيفة داخل الغالف الجوي لكون الهواء موصل رديء .
التيارات البحرية
الكتل الهوائية
تعتبر من أهم طرق انتقال الحرارة و يمكن أن نميز بين طريقتين :
االنتقال األفقي
إن التباين في توزيع الضغط الجوي يترتب عنه انتقال الكتل الهوائية من
مكان ألخر وهي محتفظة بالخصائص الحرارية للمناطق التي نشأت بها أ
ومرت فوقها ،فهكذا تنتقل الكتل الهوائية الباردة من المناطق القطبية إلى
المناطق المدارية ويحدث العكس ،وبذلك يتحقق القسط األكبر من التوازن
الحراري الذي يشهده سطح األرض .
التصاعد الحراري :لما يسخن الهواء عن طريق اإلشعاع الشمسي يتمدد فتقل
كثافته فيكون حركة هوائية صاعدة نحو األعلى تاركة المجال لهواء بارد ثقيل
ليحل محلها فيسخن هو األخر و يصعد إلى األعلى عن طريق الحركات
التصاعدية أو العمودية يتم نقل الحرارة من السطح إلى المجاالت العليا من طبقة
تروبوسفير .
التصاعد الدينامي :يتحقق أثناء تكون المنخفضات الجوية الدينامية في المناطق
المعتدلة حي ث تندفع الكتل الهوائية الباردة نحو الساخنة وترغمها على التصاعد.
يمثل التوزيع األفقي أو السطحي للحرارة على خرائط تسمى بخرائط خطوط
تساوي الحرارة Isothermes/وتجمع الخطوط بين األماكن التي تسجل نفس
درجة الحرارة وتوضح هذه الخطوط العوامل التي تؤثر في حرارة إقليم معين
باسثناء عامل االرتفاع .
خطوط العرض
نظرا لتركز أشعة الشمس على المناطق االستوائية والبيمدارية ونظرا أيضا
لطول مدة اإلضاءة فأ ننا نسجل درجات حرارية مرتفعة في هذه المناطق كما
نسجل مدى حراري جد ضعيف اليتعدى 5C°فكلما ابتعدنا عن خط االستواء في
اتجاه القطبين إال والحظنا تناقص تدريجي للحرارة و ارتفاع المدى الحراري
السنوي بحث يفوق 43درجة مئوية بالقرب من القطبين .
لما ندرس توزيع الحرارة على السطح و ذلك خالل الشهور الباردة و الشهور
الساخنة يتبين لنا بوضوح أن هناك تباين واضح في درجات الحرارة بين
األماكن القارية الداخلية والمناطق الساحلية ،فالحرارة تنخفض عموما في
فصل الشتاء و ترتفع صيفا بدرجة كبيرة في المناطق الداخلية للقارة على
العكس من ذلك يبقى ارتفاع و انخفاض الحرارة في المناطق الساحلية جد
ضعيف وهو ما يبرز دور كل من القارية و القرب من البحر ،ذلك أن كل
منهما حرارته النوعية المرتبطة بدرجة التسخين ،فالبحر يعدل من حرارة
الصيف ويلطف من حرارة الشتاء إال أن انعدام هذا التأثير في المناطق القارية
يجعلها تتميز بمدى حراري يومي و سنوي جد مرتفع ،وتبرز بعض
االختالفات بين المحطات الساحلية وذلك من خالل تدخل عاملين :
تهم هذه الكتل الواجهات البحرية الغربية للقارات عموما وتؤثر بشكل فعال على
كل من اإلشعاع الشمسي واألرضي نظرا ل لرطوبة الكبيرة التي تحملها هذه الكتلة
فهي تعمل على التقليص من شدة اإلشعاع الشمسي بالنهار وتعمل على الحد من
الفقدان الحراري أثناء الليل ،و بالتالي توفر اعتدال حراري مميز للمناطق
الساحلية ( المدى الحراري للصويرة 4,5C°و ميدلت ) 18C°
التيارات البحرية
لها دور مهم في نقل الحرارة ما بين العروض المختلفة فهي بالتالي تساهم بقسط
وافر في توزيع الحرارة على السطح فهي تؤثر على الحرارة الهواء فتكسبها
حرارة المياه التي تنقلها وخير دليل على ذلك ما يقع للسواحل الجنوبية المغربية
خاصة خالل الصيف الفلكي فمتوسط حرارة شهر يوليوز بمحطة الصويرة يصل
إلى 19,2C°وبمحطة أكادير 20,5C°بينما يصل في محطة الرباط إلى.26C°
من المفروض أن تكون حرارة يوليوز في محطتين الصويرة و أكادير مرتفعة
عن محطة الرباط بحكم أنهما توجدان على خط عرض نسبيا ساخن إذا ما قورن
مع خط عرض الرباط إال أن صعود مياه باردة والتي تكون تيار الكناري تؤدي
إلى جعل حرارة السواحل الجنوبية الغربية المغربية تعرف برودة و يظهر هذا
التأثير واضح إذا ما قارنا بين محطات الساحل األطلسي شرقا وغربا .
المدى متوسط متوسط المتوسط خط المحطات
الحراري يوليوز ينايرC° السنوي ب العرض
السنوي C° C° C°
10,2 22 ,4 12,2 ’17,2 33°25 الدار البيضاء
6,8 20 ,5 13,7 ’18,7 30°23 أكادير
17,4 27,8 10,4 19 ’32°96 شارلي استون
15 27,8 12,8 21 30° نيو اورليون
18,6 15,7 -2 ,9 5 ’45°58 تورباي
10 16,1 6,1 2 46° براست
نالحظ هذه الظاهرة في مناطق عديدة من سطح األرض حيث يظهر أن هناك
تباين حراري مابين الواجهات الغربية و الواجهات الشرقية للقارات كما توضح
األمثلة السابقة فإن الواجهات الشرقية للقارة تكون أسخن من مثيالتها في
المناطق المدارية والشبه المدارية كما هو الحال بالنسبة للمغرب ،تكون هذه
الواجهات أسخن من التي تكون في غرب المحيطات في المناطق الوسطى والعليا
كما يوضح مثال تروباي في كندا و براست في فرنسا تسمى هذه الظاهرة
بظاهرة الشذوذ الحراري وترتبط بالتيارات البحرية التي هي األخرى ترتبط
بالدورة الهوائية العامة .
IIIالتوزيع العمودي أو الرأسي للحرارة
االرتفاع
تتأثر الحرارة بعامل االرتفاع عن سطح البحر فهي تتناقص تدريجيا داخل طبقة
تروبوسفير بالرغم من أن قوة التشميس تزداد ارتفاعا ،ويرجع ذلك إلى األبتعاد
عن تأثير اإلشعاع األرضي و خاصة إلى انخفاض كمية الغازات اإلشعاعية مع
االرتفاع لذلك تضعف عملية االمتصاص يقدر ممال تناقص الحرارة بمعدل
3,01C°لكل 133م ،إن تناقص الحرارة يختلف من مكان ألخر وبين فصل وآخر
بل من يوم ألخر حسب وضعية الحالة الجوية بالنسبة لغرب المغرب أقترح
الجغرافي الفرنسي 3,1C° BEDAULTلكل 133م في فصل الشتاء و C°
3,14في فصل الربيع و 0,38 C°في فصل الصيف و 3,11C°في فصل
الخريف ،بالرغم من أن القاعدة العامة لتوزيع الحرارة عموديا داخل الطبقة
تروبوسفير هو التناقص التدرجي فإننا كثيرا ما نالحظ العكس بمعنى أن الحرارة
تزداد مع االرتفاع و يصطلح على هذه الظاهرة بظاهرة االنقالب الحراري و نميز
فيها بين :
هذا النوع يرتبط ارتباطا شديدا بالتبريد الشديد الذي يتعرض له سطح األرض
أُثناء الليل حيث تتسرب األشعة األرضية نحو الطبقات األولى من الجو خاصة إذا
كانت الليالي طويلة و هادئة و السماء خالية من السحب ،يؤدي ذلك إلى
الفقدان الكبير للحرارة و انخفاض حرارة الهواء في الطبقات القريبة من السطح
في حين تبقى الطبقات العليا نسبيا دافئة فنسجل إذن انقالب حراري ما بين
الطبقات الدنيا و التي تعلوها ،تتم هذه الظاهرة مابين 133م إلى 033م .
االنقالب الحراري التضاريسي
بالنسبة للمغرب تتطور الحرارة خالل السنة من نهاية دنيا و تحدث خالل فصل
الشتاء الفلكي ( دجنبر أو يناير ) إلى نهاية عظمى تسجل خالل الصيف الفلكي (
يوليوز أو غشت ) هذا التطور يواكب التزايد التدريجي في اإلشعاع الشمسي
الذي يبدأ انطالقا مع نهاية فصل الشتاء ويوافق أيضا الزيادة في مدة اإلضاءة أو
مدة النهار إلى غاية االنقالب الصيفي الذي يكون فيه تركيز األشعة على أشده،
تسجل إذن النهاية الدنيا السنوية مواكبة لتناقص التدريجي في تركيز األشعة
الشمسية إلى غاية االنقالب الشتوي ،يمكن تعميم هذا التطور على كل البلدان
التي تشرف على البحر األبيض المتوسط .
يرتبط هذا التطور بالتسخين لسطح األرض والهواء ( الدورة التسخينية للسطح
والهواء ) و ذلك عن طريق و صول اإلشعاع الشمسي وتكوينه لإلشعاع
األرضي ،تتطور الحرارة خالل اليوم من نهاية دنيا وتحدث خالل الليل أو في
الصباح الباكر و نهاية عظمى تحدث خالل النهار ،هذا التطور يوافق التطور
اليومي لإلشعاع الشمسي و األرضي اللذان يعمالن على الحفاظ على السير
الطبيعي للحرارة خالل اليوم ،فاإلشعاع الشمسي يكون هو المسؤول األول عن
التسخين فيكون له دور مهم خالل النهار في حين يكون اإلشعاع األرضي هو
المسؤول الرئيسي خالل الليل ،لهذا السبب يصل عموما تطور خط الحرارة
اليومي إلى النهاية العظمى متأخرا بحوالي ساعتين عن فترة حدوث ّأكبر تركيز
لإلشعاع الشمسي وذلك في منتصف النهار ،إن عدم التوافق يعود إلى كون طاقة
اإلشعاع الشمسي تكون مرتفعة في البداية عن طاقة اإلشعاع األرضي وبعد ذلك
ترتفع قوة اإلشعاع األرضي في المرحلة الثانية ،يؤدي ذلك إلى ارتفاع الحرارة
إ لى أقصى درجة خالل اليوم وذلك عن طريق تضافر قوتي اإلشعاع الشمسي و
األرضي ،يبقى اإلشعاع الشمسي نسبيا يفوق اإلشعاع األرضي حتى الساعة
الرابعة حيث يحدث تكافئ بين الشعاعين و يبدأ على إثر ذلك التناقص التدريجي
في اإلشعاع الشمسي و معه فترة التبريد لما يبقى اإلشعاع األرضي بمفرده أنذاك
تبدأ الحرارة في التناقص التدريجي وتسجل النهاية الدنيا .
ما تجدر اإلشارة إليه هو أن هذا النظام اليومي للحرارة هو النظام المعتاد أثناء
الظروف الجوية المستقرة بحيث قد يضطرب الطقس و يحدث العكس ،مثال قد
تهب رياح ساخنة خالل الليل أو وصول كتلة هوائية قارية قطبية .