You are on page 1of 43

‫شعبة الجغرافيا‬

‫األستاذ‪ :‬نصرالدين عدوق‬

‫المناخ التحليلي‬
‫الفصل األول‬
‫التعريف بالمناخ ‪:‬‬

‫لقد حظي المناخ باهتمام كبير وخاصة في السنوات األخيرة نظرا لما له من‬
‫عالقة بالعلوم األخرى ونظرا لما له من تأثير بالغ في الحياة اإلقتصادية و‬
‫البشرية و نظرا لما له من تأثير على مظاهر السطح ‪.‬‬

‫إلعطاء تعريف للمناخ يجب في بداية األمر التفريق بين هذا األخير و الطقس‪،‬‬
‫فيقصد بالطقس حالة الجو لمنطقة محددة لمدة معينة قد تكون ساعة أو يوم وقد‬
‫تستمر في بعض الحاالت إلى أسبوع كما هو الشأن بالنسبة للمنطقة االستوائية‬
‫باعتباره أن الطقس ال يتغير فيها بسرعة ‪.‬‬

‫بالنسبة للمناخ حاول الكثير من الدارسين إعطاء تعريف له بشكل دقيق والحالة‬
‫هذه وجدنا أنفسنا أمام عدد كبير من التعارف قد تتفق في العمق وتختلف في‬
‫التفاصيل ‪.‬‬

‫فيعرف هان‪ J.Hann/‬المناخ بأنه مجموع الظواهر الجوية التي تميز الحالة‬
‫المتوسطة للغالف الجوي لمنطقة من بقاع األرض ‪.‬‬

‫‪« Le climat est l’ensemble des phénomènes météorologique‬‬


‫‪qui caractérisent l’état moyen de l’atmosphère en un point‬‬
‫» ‪quelconque de la terre‬‬

‫ويقول الفرنسي ‪ Max Sorre‬نعني بالمناخ سلسلة الحاالت الجوية التي تتعاقب‬
‫بشكل مستمر فوق منطقة ما‪« On appelle climat la série des états .‬‬
‫‪de l’atmosphère au-dessus d’un lieu dans leur succession‬‬
‫» ‪habituelle‬‬

‫ويعرفه األمريكي تورنتوايت‪ Thornthwaite/‬بأنه اندماج العوامل الجوية‬


‫والمناخية التي تتداخل فيما بينها إلعطاء المنطقة خاصياتها وانفرادها‪« Le .‬‬
‫‪climat c’est l’intégration des facteurs météorologiques et‬‬
‫‪climatiques qui concourent à donner à une région son‬‬
‫» ‪caractère et son individualité‬‬

‫بالرغم من التشابه الظاهري بين المناخ والطقس فان فروقا كثيرة توجد بين علم‬
‫المناخ وعلم األنواء أوعلم األرصاد الجوية ‪.‬‬

‫‪/La météorologie‬علم األرصاد الجوية‪ :‬يدرس حالة الجو ويتبع تقلبات‬


‫الطقس وذلك خالل فترة زمنية وجيزة ويعتمد خالل ذلك على مجموعة من‬
‫القياسات والخرائط في وقت معين وفي منطقة معينة أي داخل محطة الرصد‬
‫الجوي التي يقام فيها بتسجيل مجموعة من القياسات ( للحرارة‪ ،‬للضغط الجوي‪،‬‬
‫الرطوبة الجوية‪ ،‬التساقطات‪ )...‬كل هذه المعلومات يعتمد عليها قصد التنبؤ‬
‫بحالة الطقس والتطورات المنتظرة الذي يبقى الهدف الرئيسي له ‪.‬‬

‫أما علم المناخ‪ :La climatologie/‬فهو يدرس هذه المعطيات للتوصل إلى‬
‫استخالص عام وشامل فاعتمادا على المتوسطات و الدالئل اإلحصائية يحدد‬
‫أشكال و أنظمة التغيرات الرمانية و المكانية لمختلف العناصر المناخية فهو‬
‫بالتالي يدرس هذه المعطيات لمدة طويلة تزيد عن ‪ 03‬سنة‪ ،‬فكلما كانت الفترة‬
‫الزمنية طويلة إال وكانت الدراسة جد دقيقة ‪.‬‬
‫فعالقة التكامل بين العلمين تكمن في أن علم األرصاد الجوية يمد علم المناخ‬
‫بالمعطيات الخام التي سيعالجها المناخي ويعتمد عليها في الدراسة التي ستكون‬
‫شاملة وتستغل لفائدة اإلنسان ‪.‬‬

‫أنواع علم المناخ ‪:‬‬

‫تتم الدراسة المناخية بطرق مختلفة يمكن تقسيمها إلى ‪ 4‬أنواع ‪:‬‬

‫‪ -‬علم المناخ التخطيطي‪Climatographie /‬‬


‫‪ -‬علم المناخ الفيزيائي‪Climatologie physique /‬‬
‫‪ -‬علم المناخ الدينامي‪Climatologie dynamique /‬‬
‫‪- -‬علم المناخ التطبيقي‪climatologie appliquée /‬‬

‫عالقة المناخ ببعض فروع الجغرافيا ‪:‬‬

‫للمناخ عالقة جد وطيدة بالجيومورفولوجيا‪ ،‬فالمناخ يغير المظهر‬


‫الجيومورفولوجي لألشكال التضاريسية وذلك عن طريق عوامل التعرية حيث يتم‬
‫التفاعل ما بين الغالف الصخري والعناصر الجوية المختلفة ( التعرية الريحية‬
‫والمكانيكية ) ‪.‬‬

‫للمناخ عالقة بالغطاء النباتي فاعتمادا على نوعية المناخ السائد في مختلف‬
‫مناطق الكرة األرضية يمكننا تحديد نوعية الغطاء النباتي من حيث الكثافة‬
‫والتوزيع و األشكال دون إن ننسى أن الغطاء النباتي هو األخر يؤثر في المناخ ‪.‬‬
‫للمناخ عالقة بالهدرولوجيا‪ ،‬إن طبيعة المناخ هي التي تحدد مجرى وكمية‬
‫المياه في النهر كما يحدد نوعية الصبيب و التصريف ‪.‬‬

‫العوامل المتحكمة في المناخ ‪:‬‬

‫يتحكم في المناخ عدة عوامل وهي ‪:‬‬

‫العوامل الفلكية المرتبطة باإلشعاع الشمسي وبكروية األرض وتتمثل خاصة في‬
‫عامل العرض ‪.‬‬

‫العامل الجوي ونقصد به تأثير مكونات الغالف الجوي على العناصر المناخية‬
‫كما هو الشأن بالنسبة لبخار الماء وقدرته على امتصاص أألشعة الشمسية‬
‫واألرضية ‪.‬‬

‫العوامل الجغرافية تتمثل أساسا في اختالف توزيع القارات والمحيطات و‬


‫التيارات البحرية وامتداد السالسل الجبلية والغطاء النباتي‪....‬‬

‫العوامل المناخية من دورة هوائية عامة و اإلشعاع الشمسي وكل عنصر مناخي‬
‫لما ي ِؤثر في عنصر مناخي آخر كالضغط الجوي والرياح ‪.‬‬

‫العناصر المناخية التشميس وحرارة الهواء و الضغط الجوي و الرياح والرطوبة‬


‫الجوية والتساقطات‪ ...‬وهناك عناصر مناخية منشقة كما هو الحال بالنسبة‬
‫للتبخر‪ -‬النتح الممكن ‪.‬‬
‫النظام المناخي ( أنظر الشكل التوضيحي )‬

‫يعتبر المناخ احد العوامل التي توثر على الحياة البشرية بطرق مختلفة إذ أنه‬
‫يحدد عمل اإلنسان وتحر كاته ونشاطه االقتصادي ونمط عيشه ونظرا لهذه‬
‫العالقة الوطيدة بين المناخ واإلنسان فقد حاول هذا األخير منذ القدم أن يعطي‬
‫تفسيرا للظواهر الطبيعية إال انه ك ان عاجزا عن ذلك ومع مرور الزمن أخد‬
‫بسالح التفسير العلمي وبذلك أصبح اإلنسان ال يتكيف مع البيئة الجغرافية‬
‫المحيطة به بل حاول أن يكيف الطبيعة لحاجاته وأغراضه ‪.‬‬

‫يقصد بالمناخ مجموع الظروف الجوية السائدة في مكان معين من سطح األرض‬
‫وذلك خالل مدة زمنية طويلة على األقل ‪ 03‬سنة ويجب األخذ بعين االعتبار‬
‫جميع حاالت الطقس بما في ذلك كل الحاالت االستثنائية الطارئة كاألمطار‬
‫الغزيرة والجفاف الحاد والعواصف القوية‪...‬‬
‫العوامل الفلكية ونتائجها الجغرافية والمناخية‬
‫دوران األرض حول نفسها وحول الشمس‬

‫‪ .I‬الحركة المحورية لألرض‬


‫‪ .1‬نتائج الحركة المحورية‬
‫أ‪ .‬اختالف التوقيت على سطح األرض‬
‫ب‪ .‬تعاقب الليل والنهار‬
‫ت‪ .‬انحراف اتجاه المواد السائلة والغازية‬
‫‪ .II‬الحركة االنتقالية‬
‫‪ .1‬نتائج الحركة األنتقالية‬
‫أ‪ .‬اختالف طول الليل والنهار‬
‫ب‪ .‬تعاقب الفصول واختالف درجات الحرارة‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫تبدو السماء أثناء الليل مرصعة بعدد ال يحصى من النجوم والكواكب‬
‫واألجرام السماوية األخرى التي تنتظم في مجموعات نجميه تعرف بالمجرات‪.‬‬
‫وتنتمي المجموعة الشمسية إلى طريق التبانة التي تبدو على شكل قرص دائري‬
‫تتألف من حوالي ‪ 03‬مليون نجم ولكل نجم له عدد من الكواكب والتوابع التي‬
‫تدور حوله ‪.‬‬
‫النجم هو عبارة عن جرم سماوي ملتهب يمد غيره من األجرام السماوية‬
‫بالحرارة والنور ‪.‬‬
‫الكوكب هو عبارة عن جرم سماوي عاتم يستمد حرارته ونوره من النجم الذي‬
‫يدور حوله كما إن الكواكب تقوم بالدور العاكس للضوء الساقط عليها كما هو‬
‫الحال بالنسبة للقمر ‪.‬‬
‫الشمس عبارة عن نجم ملتهب تشغل مركز المجموعة الشمسية وهي مصدر‬
‫الحرارة والنور لبقية مكونات المجموعة الشمسية وتقدر حرارتها الداخلية ب‬
‫‪ 11‬مليون درجة مأوية ‪ C °‬وتقدر حرارتها الخارجية ب‪ 0333‬درجة مأوية ‪.‬‬
‫يبلغ شعاعها ‪ 139‬مرات مقدار شعاع األرض‪ ،‬وكتلتها أكبر من كتلة األرض ب‬
‫‪ 003‬الف مرة وتدور الشمس حول نفسها ببطيء خالل كل ‪ 30‬يوم وذلك في‬
‫نفس اتجاه دوران الكواكب حولها من الغرب نحو الشرق ‪.‬‬
‫األرض هو أكبر الكواكب األربعة الداخلية و الثالث من حيث البعد عن الشمس‬
‫‪ 113‬مليون كمتوسطة إال أن هذه المسافة تتغير حيث تصل إلى ‪113‬م كلم وهي‬
‫أطول مسافة‪ ،‬أما المسافة الدنيا فهي ‪141‬م كلم‪ ،‬لألرض شكل دائري مفلطح عند‬
‫القطبين ومنتفخ عند خط االستواء و يقدر الشعاع القطبي ب‪ 0010‬كلم بينما‬
‫يصل الشعاع األستوائي الى ‪ 0031‬كلم و يبلغ محيطها من عند خط االستواء‬
‫حوالي ‪ 43331‬كلم أما مساحتها فتقدر ‪113‬م كلم‪ ²‬منها ‪ 39%‬يابسة و ‪31 %‬‬
‫عبارة عن مسطحات مائية‪ ،‬من خصائصها الفريدة أنها تتوفر على ماء بأنواعه‬
‫الثالث مما يؤهلها الحتضان الكائنات الحية ‪.‬‬

‫‪ I‬الحركة المحورية لألرض ( الشكل )‬


‫يبدو أن الشمس تتحرك يوميا من الشرق نحو الغرب‪ ،‬إال أن الواقع العلمي يثبت‬
‫عكس ذلك بمعنى أن األرض تدور حول نفسها من الغرب إلى الشرق خالل مدة‬
‫زمنية تقدر ب ‪ 30‬ساعة ‪ 10‬دقيقة و ‪ 4‬ثواني أو ‪ 34‬ساعة وتختلف هذه‬
‫السرعة حسب المحيط بحيث تصل إلى ‪1000‬كلم‪ /‬ساعة عند خط االستواء و ‪3‬‬
‫عند القطبين ‪.‬‬
‫دوران األرض حول نفسها يتم حول خط وهمي مائل يعتبر محور األرض الذي‬
‫يخترقها من القطب الشمالي إلى الجنوبي ويشكل زاوية تقدر ب ’‪ 23°27‬باعتبار‬
‫سطح فلك البروج وتعتبر قيمة الزاوية ثابتة خالل السنة واتجاه هذا المحور ال‬
‫يتغير خالل السنة‪ ،‬حيث أن امتداده في السماء من جهة القطب الشمالي يتجه‬
‫دائما إلى النجم القطبي والذي يمثل بالتالي اتجاه الشمال ‪.‬‬
‫‪-1‬نتائج الحركة المحورية‬
‫لدوران األرض حول الشمس ثالث نتائج مهمة‪ :‬اختالف التوقيت و تعاقب الليل‬
‫والنهار و انحراف اتجاه األجسام ‪.‬‬
‫أ‪ -‬اختالف التوقيت على سطح األرض فاستناد للحركة الظاهرية للشمس فأن‬
‫الوقت يختلف بصورة مستمرة حسب خطوط الطول‪ ،‬فتكون الساعة متشابهة‬
‫بالنسبة لكل النقاط‬
‫التي توجد على نفس خط الطول وبما أن األرض تدور حول نفسها خالل ‪34‬‬
‫ساعة فقد تم تقسيمها إلى ‪ 34‬منطقة زمنية تقدر كل منطقة بحوالي ‪ 11°‬ولقد تم‬
‫أخد خط غرينتش كخط رئيسي تضاف كل ساعة لكل منطقة تقع شرقه و تنقص‬
‫بنفس العدد إذا كانت غربه ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعاقب الليل و النهار إن لتعاقب الليل والنهار أثارا كبيرة في جميع مظاهر‬
‫الحياة الطبيعية و العضوية‪ ،‬فالنهار اليعني فترة نور فقط بل يعني كذلك فترة‬
‫تسخين والعكس بالنسبة لليل‪ ،‬نتيجة ذلك أن كل نقطة على األرض إال ولها‬
‫تغيير حراري يومي يكون ل هذا التغير الحراري في المناطق االستوائية أثارا‬
‫كبيرة مما هو عليه في المنطقة المعتدلة ‪.‬‬
‫ت‪-‬انحراف اتجاه المواد السائلة والغازية نتيجة لدوران األرض فأن كل جسم‬
‫متحرك على سطحها يخضع النحراف عن اتجاهه األصلي يكون نحو اليمين‬
‫في النصف الشمالي ونحو اليسار في النصف الجنوبي ويعرف هذا القانون‬
‫باسم صاحبه ‪ Bear‬ووضع معادلته العالم الفرنسي الرياضي ‪Poisson‬‬
‫سنة ‪1103‬م ‪.‬‬

‫‪ II‬الحركة االنتقالية لألرض‬


‫تدور األرض حول الشمس في مدار اهليلجي يبلغ حوالي ‪903‬م كلم وتتم هذه‬
‫الدورة خالل ‪ 001‬يوم و‪ 0‬ساعات ويختلف بعد األرض عن الشمس حسب‬
‫الفصول حيث تكون األرض في أقرب وضع لها خالل االنقالب الشتوي يوم ‪30‬‬
‫أو ‪ 33‬أو ‪ 31‬دجنبر بمسافة تصل إلى ‪141‬م كلم‪ ،‬وتكون في مسافة متوسطة‬
‫أثناء االعتدالين الربيعي ‪ 31‬أو ‪ 33‬أو ‪ 30‬مارس‪ ،‬والخريفي ‪ 31‬أو ‪ 33‬أو ‪30‬‬
‫شتنبر بمسافة تقدر ‪113‬م كلم‪ ،‬وأطول مسافة خالل االنقالب الصيفي ب‪ 113‬م‬
‫كلم ‪.‬‬
‫‪ -1‬نتائج الحركة االنتقالية‬
‫أ‪ -‬اختالف طول الليل و النهار ‪:‬‬
‫ينتج عن ميالن محور األرض اختالفا في طول الليل والنهار حسب الفصول و‬
‫العروض لما يغطي اإلشعاع الشمسي كال القطبين في فترة و واحدة تكون أشعة‬
‫الشمس متعامدة مع خط االستواء فيتساوى الليل و النهار في نصفي الكرة‬
‫األرضية و تتكرر هذه الوضعية مرتين خالل السنة وتتوافق كال من األعتدالين‬
‫الربيعي والخريفي‪ ،‬انطالقا من االعتدال الربيعي إلى الخريفي يتلقى النصف‬
‫الشمالي من الكرة األرضية أكبر كمية من األشعاع الشمسي فيكون النهار أطول‬
‫من الليل وتعتبر بداية األنقالب الصيفي أطول مدة نهار إذ تتعامد أشعة الشمس‬
‫مع مدار السرطان خالل هذه الفترة ويكون العكس في النصف الجنوبي‪ ،‬انطالقا‬
‫من االعتدال الخريفي إلى االعتدال الربيعي تكون وضعية األرض بالنسبة لشمس‬
‫معاكسة للوضعية السابقة ذلك أن أشعة الشمس تكون متعامدة مع مدار الجدي‬
‫في النصف الجنوبي‪ ،‬و يتميز النصف الجنوبي بطول النهار و قصر الليل أثناء‬
‫االنقالبين الصيفي و الشتوي ‪.‬‬
‫تعرف الدوائر القطبية اختالفات واضحة في طول الليل و النهار حيث يدوم النهار‬
‫‪ 0‬أشهر وكذلك الليل ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعاقب الفصول واختالف درجة الحرارة‬
‫ينتج عن دوران األرض حول الشمس بمحور مائل تفاوت و اختالف في توزيع الحرارة‬
‫فصليا داخل منطقة جغرافية معينة كما إن هناك اختالف في توزيع الفصول زمنيا من‬
‫منطقة ألخرى فيمكن أن نميز بين أربع وضعيات أساسية تحدد التوزيع الفصول في‬
‫نصفي الكرة األرضية خالل السنة و تخص المنطقة المعتدلة‪ ،‬ففي وضعية ‪30،33،31‬‬
‫شتنبر تتعامد أشعة الشمس مع خط االستواء فتصل إلى نصفي الكرة األرضية كمية‬
‫متساوية من الحرارة فيكون الخريف في النصف الشمالي و الربيع في النصف الجنوبي‬
‫ويكون العكس أثناء االعتدال الربيعي في ‪ 31،33،30‬مارس في النصف الشمالي ‪.‬‬
‫وضعية ‪ 31،33،30‬يونيو تتعامد أشعة الشمس مع مدار السرطان فيتلقى النصف‬
‫الشم الي أكبر كمية من الحرارة فيسود الصيف في النصف الشمالي والشتاء في النصف‬
‫الجنوبي والعكس صحيح ‪.‬‬
‫هذه ا لوضعيات تحدد لنا الفصول الفلكية بحيث يجب التمييز بين الفصول الفلكية‬
‫والفصول المناخية التي تتوقف على أحد العناصر المناخية ( يتم شرح المفاهيم‬
‫والوثيقة في العمال التوجيهية والتطبيقية ) ‪.‬‬

‫الغـــــــالف الجــــــــــوي‬
‫التكوين الفيزيائي للغالف الجوي ‪.‬‬ ‫‪.I‬‬
‫‪ .1‬الغازات الدائمة وبنسب ثابتة ‪.‬‬
‫‪ .3‬الغازات المتغيرة ‪.‬‬
‫‪ .0‬الجزيئات الصلبة ‪.‬‬
‫الطبقات العمودية للغالف الجوي‬ ‫‪.II‬‬
‫‪ .1‬طبقة تروبوسفير ‪Troposphère‬‬
‫‪ .3‬طبقة الستراتوسفير‪Stratosphère‬‬
‫‪ .0‬طبقة الميزو سفير ‪Mésosphère‬‬
‫‪ .4‬طبقة تيرموسفير ‪Thermosphère‬‬
‫تمهيد‬
‫الغالف الجوي هو غالف سميك يحيط بالكرة األرضية يتأثر عموما باالرتفاع‬
‫حيث توجد ‪ 93%‬من كتله إلجمالية في ‪ 03‬كلم األولى من االرتفاع‪ ،‬يشارك‬
‫األرض في دورانها اليومي و السنوي بدونه تصل رجة حرارة سطح األرض‬
‫خالل النهار إلى‪ 80C°‬وخالل الليل إلى ‪ ،140C°‬يتكون من مجموعة‬
‫األجسام الصلبة الدقيقة و السائلة والغازية وتمارس تأثيرا واضحا على‬
‫المناخ وفق طبيعتها و حركتها و نسبتها التي تتغير مع االرتفاع ‪.‬‬

‫إن هذا التغير يهم باألساس التوزيع العمودي أو الراسي للحرارة و الضغط‬
‫الجوي و الرطوبة الجوي و تظهر في طبقاته السفلى جميع التقلبات و‬
‫الظواهر الجوية التي لها عالقة مباشرة بسطح الكرة األرضية ‪.‬‬

‫‪ .I‬التكوين الفيزيائي للغالف الجوي‬


‫يمكن تصنيف مكونات الغالف الجوي في ثالثة مجموعات‪:‬‬
‫‪ .1‬الغازات الدائمة وبنسب ثابتة‬
‫أهمها األكسجين ‪ O2‬واألزوت يكونان ‪ 99%‬من حجم الكتلة الهوائية‪ ،‬يمثل األكسجين‬
‫حوالي ‪ 21%‬وهو ضروري لكل الكائنات الحية أما األزوت فيمثل ‪ 31%‬وهو ضروري‬
‫للنباتات و بطريقة غير مباشرة لإلنسان و الحيوان إضافة إلى بعض الغازات النادرة‬
‫الثقيلة والخفيفة كالهدروجين و الهليوم والميتان ‪.‬‬
‫‪ .3‬الغازات المتغيرة‬
‫تختلف نسبتها من منطقة إلى أخرى أهمها ‪:‬‬
‫بخار الماء‪ :‬الذي ال يمثل إال نسبة ضعيفة و تتغير من مكان لآلخر يتناقص تدريجيا مع‬
‫االرتفاع حيث ينعدم عند حدود تروبوسفير‪ ،‬توجد نسبة ‪ 3/4‬منه أسفل ‪ 4‬كلم له أهمية‬
‫قصوى من الناحية المناخية حيث يعتبر مصدر أشكال التكاثف وبالتالي التساقطات‬
‫ويعتبر العنصر األساسي في الغالف الجوي بحيث يقوم بامتصاص األشعة الشمسية‬
‫المرئية واألرضية ما تحت الحمراء كما يحول دون تسرب اإلشعاع األرضي نحو‬
‫األجواء العليا فهو بذلك ويعمل على الرفع من درجة الحرارة ولو نسبيا عن طريق‬
‫الحرارة الكامنة‪ ،‬انعدامه من الغالف الجوي يجعل الحرارة تنخفض إلى ‪ -100°c‬وهذا‬
‫يعنى استحالة العيش وبالتالي يعتبر بخار الماء أحد الغازات التي تعتبر أنها المسؤولة‬
‫عن ما ينعت بمفعول الدفيئة من الناحية الطبيعية‪Gaz à effet de serre .‬‬
‫(الشكل التوضيحي)‬ ‫)‪(GES‬‬

‫ثاني أكسيد الكربون ‪ :CO2‬ينتج هذا الغاز أساسا من كل األجسام التي تتعرض‬
‫لالحتراق ومن وجود عناصر تستهلكه وتطرحه مثل النباتات – التخليق الضوئي و‬
‫كذلك من البراكين‪ ،‬يتزايد بنسب ضعيفة فوق المدن الصناعية الكبرى‪ ،‬إال إن نسبته‬
‫تظل ثابتة خارج المدن وخاصة في المناطق والمجاالت الخضراء‪ ،‬و يلعب دورا تكامليا‬
‫بجانب بخار الماء حيث يقوم بامتصاص األشعة ما تحت الحمراء‪ ،‬إن غياب ثاني‬
‫أكسيد الكربون من الغالف الجوي قد يؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة ب ‪ 21C°‬أما‬
‫إذا تضاعف نسبته فإن الحرارة سترتفع ب ‪ ،8C°‬وإذا ما انخفض فستنخفض الحرارة‬
‫ب ‪ ،4°C‬فحسب بعض الدراسات واآلراء واالتجاهات فأن ثاني أكسيد الكربون هو‬
‫المسؤول أألول عن ارتفاع درجة حرارة أألرض التي يكثر عنها الحديث ( الشكل‬
‫التوضيحي )‬

‫غاز األزون ‪ :O3‬يوجد بنسبة ضعيفة داخل الغالف الجوى ‪ 0,00006%‬مابين ‪ 11‬إلى‬
‫‪ 43‬كلم و يتركز معظمه عند ‪ 25‬كلم وهو غاز عديم اللون وله رائحة كريهة تشبه‬
‫الفسفور والكبريت‪ ،‬و هو من الغازات الملوثة والضارة باإلنسان‪ ،‬له دور جد ايجابي‬
‫حيث يستطيع أن يمتص األشعة الشمسية فوق البنفسجية الخطيرة والمدمرة للخاليا‬
‫الحية‪ ،‬وتذهب الدراسات على أن هناك تدمير لطبقة األزون الموجودة ضمن طبقة‬
‫ستراتوسفير‪ ،‬حيث يوجد ثقب كبير وبشكل ملحوظ فوق القطب الجنوبي‪ ،‬ويزداد هذا‬
‫الثقب إذا ما زادت كمية غاز ‪ .CFC.‬وهذه واحدة من اإلشكاليات البيئية أيضا على‬
‫غرار ظاهرة االنحباس الحراري التي تثير نقاشا وجدال بين السياسيين والمناخيين‬
‫والبيئين ووو‪ ( .‬شرح الوثائق والصور في األشغال التوجيهية )‬
‫تعرف الغازات السالفة الذكر بالغازات اإلشعاعية لما تقوم به من امتصاص لألشعة‬
‫الشمسية واألرضية وتحولها إلى حرارة ‪.‬‬
‫أكسيد الكبريت ‪ SO2‬وهو من الغازات الملوثة والذي يتكاثف فوق المدن الصناعية‬
‫الكبرى ويسبب وجوده في ما يسمى باألمطار الحمضية ‪.‬‬
‫الجزيئات الصلبة ‪ :‬وتشمل الغبار والدخان واألمالح البحرية واللقاح ( األضباب )‬
‫إضافة إلى بعض األجسام الحية كل هذه الجزئيات تلعب دورا مناخيا متميزا بحيث تشكل‬
‫نوى التكاثف التي تحدث حولها مختلف أشكال التكاثف هذا ما يفسر ظهور الضباب‬
‫فوق المدن الصناعية المعروفة بمدن الضباب‪ ،‬وتوجد الجزيئات بكثرة في الطبقة‬
‫القريبة من سطح األرض ‪.‬‬
‫إن هذه الغازات تتوزع نظريا داخل الغالف الجوي حسب كثافتها ذلك أن الغازات ذات‬
‫الكثافة المرتفعة توجد في الطبقات األولى في حين أن الغازات الخفيفة كالهيدروجين‬
‫والهليوم فهي توجد في الطبقات العليا من الغالف الجوي‪ ،‬إن الحركات المستمرة‬
‫للهواء تمنع وجود هذا الفصل وهذه القطيعة‪ ،‬فعلى أساس تمركز الغازات نميز بين‬
‫طبقتين رئيسيتين ‪:‬‬

‫‪ -‬طبقة هوموسفير‪ Homsphère /‬تمتد إلى الحدود ‪ 100‬كلم تركز داخلها غالبية‬
‫الغازات وتمتاز بتأثرها بما يأتي من السطح ‪.‬‬
‫‪ -‬طبقة هيتروسفير‪ Hétérosphère /‬تمتد من فوق ‪ 133‬كلم فما فوق وهي عبارة‬
‫ع ن طبقة كبيرة وسميكة تتوالى فيها مستويات تمركز الغازات حسب كثافتها إال انه‬
‫يعتمد عادة في تقسيم الطبقات الجو على أساس التباين الحراري عموديا أو رأسيا و‬
‫الذي يستند على المعلومات التي تقدمها له االستخ بارات اليومية و األقمار االصطناعية‪.‬‬
‫فعلى هذا األساس قسمت منظمة األرصاد الجوية العالمية ‪ OMM‬سنة ‪ 1903‬الغالف‬
‫الجوي إلى أربع طبقات كبرى وهي‪:‬‬
‫تروبوسفير‪ Troposphère/‬وتمتد من ‪ 3‬إلى ‪ 13‬كلم‬
‫ستراتوسفير‪ Stratosphère/‬وتمتد من ‪ 13‬إلى ‪ 13‬كلم‬
‫ميزوسفير‪ Mésosphère/‬وتمتد من ‪ 13‬إلى ‪ 13‬كلم‬
‫تيرموسفير‪ Thermosphère/‬وتمتد من ‪ 13‬إلى فما فوق‬
‫وتفصل بين هذه الطبقات الكبرى طبقات ثانوية أو مستويات لها مميزات حرارية خاصة‬
‫وهي‪ :‬تروبوبوز‪ Tropopause/‬و ستراتوبوز‪ Stratopause/‬و ميزوبوز‪/‬‬
‫‪Mésopause‬‬

‫‪ II‬الطبقات العمودية للغالف الجوي ( الشكل التوضيحي )‬


‫طبقة تروبوسفير وهي الطبقة التي يحدث فيها معظم الظواهر التي تهم الطقس و‬
‫المناخ و تحتوي على ‪ 75%‬من الغازات و على الخصوص بخار الماء واألجسام‬
‫الصلبة و تتأثر بحرارة سطح األرض‪ ،‬تنخفض فيها درجة الحرارة كلما ارتفعنا‬
‫وذلك بمتوسط يقدر ب‪ 3.01‬درجة مأوية لكل ‪ 133‬م ويرجع ذلك إلى االبتعاد عن‬
‫مصدر التسخين المتمثل في اإلشعاع األرضي وضعف كميات بخار الماء مع االرتفاع‬
‫والتي تعمل على امتصاص األشعة وتحويلها إلى حرارة وكذلك انخفاض الضغط‬
‫الجوي‪ ،‬نميز فيما يخص التناقص الحراري بين الهواء الرطب والهواء الجاف ذلك‬
‫أن التناقص يصل إلى ‪ 1C°‬إذا كان الهواء جافا أما إذا كان الهواء رطبا فيصل إلى‬
‫‪ ،0,5C°‬وتقسم هذه الطبقة إلى قسمين‪:‬‬
‫القسم األول من ‪ 3‬إلى ‪ 0‬كلم حيث يوجد مستوى يسمى بيبلوبوز‪Péplopause/‬‬
‫الذي تقف عنده جميع األوصاف التي تأتي من سطح األرض و يسمى هذا القسم‬
‫بالطبقة الجغرافية‪ Couche géographique/‬و يسمى القسم الذي يعلوه بالطبقة‬
‫الحرة أو الغير معقدة‪. Atmosphère libre/‬‬
‫الطبقة الجغرافية و تتميز بالحركية وعدم االستمرار تتأثر بشكل كبير بالمعطيات‬
‫السطحية وتتغير حرارتها ورطوبتها حسب مدة زمنية محدودة‪ ،‬قد تكون ساعة أو يوم‬
‫أو شهر‪ ،‬وتحتوي على عدة أجسام حية باإلضافة إلى الرمال واألتربة وبعض الغازات‪.‬‬
‫الطبقة الحرة و تقع مباشرة بعد مستوى البيبلوبوز وهي أقل تعقيدا من األولى تتميز‬
‫بسرعة الرياح إذ تتراوح مابين ‪ 133‬و‪113‬كلم‪/‬ساعة‪ ،‬يبقى ممال تناقص الحرارة ثابتا‬
‫إلى أن تسجل درجات حرارة سالبة تزيد عن ‪ 50C°‬عند مستوى تروبوبوز‪/‬‬
‫‪ Tropopause‬حيث تصبح الوضعية الحرارية معاكسة لما كانت عليه فوق السطح‬
‫وتنتهي هذه الطبقة بمستوى انقالب حراري يسمى تروبوبوز ‪.‬‬
‫تروبوبوز ‪ :‬يتباين مستوى ارتفاعه حسب العروض والفصول وأحيانا حسب الحاالت‬
‫الجوية نظرا لما له من عالقة بحرارة السطح ‪.‬‬
‫حسب الفصول فأن أقصى ارتفاع له يسجل خالل فصل الصيف الفلكي يتراوح الفرق‬
‫بينه و بين فصل الشتاء الفلكي ما بين ‪ 0,1‬و‪ 1‬كلم ‪.‬‬
‫حسب العروض يوجد عموما مستوى توبوبوز عند مستوى ‪ 3‬كلم في الناطق القطبية و‬
‫‪ 13‬كلم عند العروض الوسطى و‪ 11‬كلم عند خط الستواء‪ ،‬وقد ينعدم أثناء الليالي‬
‫القطبية ولقد وجدت بعض الدراسات الفرنسية أنه يصل إلى ‪ 1,1‬كلم في شهر مارس‬
‫شمال مدينة باريس ‪.‬‬
‫طبقة ستراتوسفير‪ :‬تم اكتشاف هذه الطبقة على يد الجيوفيزيائي الفرنسي ‪L. T De‬‬
‫‪ Bort‬سنة ‪ 1199‬وأكد على وجودها سنة ‪ 1933‬وأثناء مؤتمر إتحاد الجيوفيزياء‬
‫والجيوفزياء العالمي المنعقد ببروكسيل سنة ‪ 1911‬تم تقسيم هذه الطبقة إلى قسمين‬
‫نظرا إلى عدم التجانس الحراري‪ ،‬ويمكن حصر مميزات هذه الطبقو الكبيرة ( ‪ 33‬إلى‬
‫‪ 13‬كلم ) في ما يلي‬
‫‪ -‬الغياب شبه التام لبخار الماء ‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف الغازات السالفة الذكر حيث أن ‪ 91 %‬من حجم الكتلة توجد أسفل ‪ 33‬كلم‪.‬‬
‫‪ -‬وجود الجزء األكبر من غاز األزون مابين ‪ 31‬و‪ 43‬كلم وتنقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫طبقة ستراتوسفير األسفل‪ :‬تقع مباشرة فوق تروبوبوز ويتميز بانخفاض الضغط‬
‫الجوي وانعدام السحب وارتفاع سرعة الرياح إال أن الحرارة تتزايد بممال ضعيف مع‬
‫االرتفاع إلى حدود تروبوبوز وتتزايد بممال قوي إلى إن تصل إلى أقصها عند ما يسمى‬
‫بالطبقة الحارة أو الساخنة ما بين ‪ 03‬و ‪ 13‬كلم ويرجع ذلك إلى وجود غاز األزون ‪O3‬‬
‫الذي يقوم بامتصاص األشعة فوق البنفسجية المحرقة والمضرة والمدمرة للخاليا الحية‬
‫حتى ال تصل إلى سطح األرض ويحولها إلى حرارة ‪.‬‬
‫طبقة ستراتوسفير األعلى أو ميزوسفير‪ :‬يقل داخلها كثافة الهواء تفوق فيها سرعة‬
‫الرياح أحيانا ‪250‬كلم‪/‬ساعة و تتميز بانخفاض واضح في درجة الحرارة من مستوى‬
‫ستراتوبوز إلى األعلى حيث تسجل درجة حرارة سالبة تصل إلى ‪ -93C°‬تنتهي هذه‬
‫الطبقة بمستوى ميزوبوز حيث تسجل انقالب حراري جديد ‪.‬‬
‫طبقة ترموسفيرأو أينوسفير‪ :‬تبدأ هذه على ارتفاع ‪ 13‬كلم وبعدها مباشرة يوجد‬
‫الغالف الخارجي لكوكب األرض‪ ،‬الهواء داخل هذه الطبقة بتأين ذرات الهواء التي‬
‫تتحول إلى مركباتها الكهربائية أي كل ‪ 1cm3‬يحتوي على الماليين األيونات الناتجة‬
‫عن تأثير األشعة فوق البنفسجية‪ ،‬لهذه الطبقة دور في النقل التلفزيوني واإلذاعي حيث‬
‫تقوم بدور العاكس لألصوات و الموجات ودرجة حرارتها مرتفعة تتراوح ‪1000C°‬‬
‫خالل النهار و‪ 200C°‬خالل الليل ويرجع ذلك إلى وجود األكسجين الذري وامتصاصه‬
‫لألشعة فوق البنفسجية وأشعة ‪ ،X‬إن حدود الجو تبقى غير واضحة رغم التطور في‬
‫وسائل الدراسات الفضائية‪ ،‬بعد ذلك يتم المرور تدريجيا إلى الفضاء البيكوكبي ‪.‬‬
‫الظواهر اإلشعاعية‬

‫‪ I‬اإلشعاع الشمسي‬
‫‪ 1‬العوامل المؤثرة في اإلشعاع الشمسي‬
‫‪ 1 .1‬الغالف الجوي‬
‫‪ -‬االنتشار‬
‫‪ -‬االمتصاص‬
‫‪ -‬االنعكاس‬
‫‪ 1.3‬العامل الكوني‬
‫‪ -‬زاوية سقوط األشعة الشمسية‬
‫‪ -‬االختالفات الفصلية‬
‫‪-‬االختالفات اليومية‬
‫‪1.0‬العامل الجغرافي‬
‫‪ -‬االرتفاع‬
‫‪ -‬التوجيه‬
‫‪ II‬اإلشعاع األرضي‬
‫‪ III‬اإلشعاع الجوي‬
‫‪ IV‬حصيلة اإلشعاع الفعلي عند سطح األرض‬

‫‪ I‬اإلشعاع الشمسي ‪:‬‬


‫بالرغم من أن للحرارة األرضية الباطنية بعض األثر في تسخين الجو فإن ذلك األثر‬
‫يبقى ضعيف جدا‪ ،‬فجل الطاقة الحرارية التي يسجلها سطح األرض مصدرها‬
‫األساسي الشمس‪ ،‬وبالرغم من أنه اليصل إلى األرض إال قسط ضئيل و ضعيف إال‬
‫أنه كاف إلذابة طبقة من الجليد يبلغ سمكها ‪ 43 m‬كما أنه يوفر الحياة المالئمة على‬
‫السطح‪ ،‬تأتي هذه الطاقة عن طريق اإلشعاع الشمسي و تقدر قيمتها عند الحدود‬
‫العليا في الغالف الجوي بحوالي‬
‫و‪ 1,95cal/g/cm2/mn‬تسمى هذه القيمة بالثابت الشمسي‪la constance/‬‬
‫‪ solaire‬ويصل هذا الشعاع إلى األرض عن طريق موجات كهرومغناطيسية تنتقل‬
‫بسرعة الضوء ‪ 300000‬كلم‪/‬ثانية‪ ،‬وتختلف طول الموجات اختالفا كبيرا حيث نميز‬
‫داخل ما يسمى باللطيف الشمسي‪ Le spectre électromagnétique/‬ما بين‬
‫موجات طويلة‪ ،‬متوسطة و قصيرة‪ ،‬واختالف الموجات يقوم على أساس طولها‪،‬‬
‫ونقصد بالطول المسافة بين رأس الموجة والتي تليها‪ ،‬وتقاس إما اإلنكشتروم‪/‬‬
‫‪ Angström‬ويأخذ الرمز ‪ A°‬أو الميكرومتر‪ micromètre/‬ويأخذ الرمز‪µ m‬‬
‫‪1A°=1,10-6mm =1/10000000mm‬‬
‫‪1 µ m =10,000A°‬‬
‫‪1 µ m =1/1000mm‬‬
‫فنميز إذن بين أشعة كاما طول موجاتها مابين ‪ 3‬و‪ 10-0 µ m‬وأشعة ‪ X‬مابين ‪13-0‬‬
‫و‪ 3.1 µ m‬وأشعة فوق بنفسجية ما بين ‪ 3.1‬و ‪ 3.4 µ m‬وتمثل ‪ 1.0%‬من اإلشعاع‬
‫الشمسي وأشعة مرئية تنحصر ما يبن ‪ 3,4‬و ‪ 3.31µ m‬و تمثل ‪ 43.9%‬وهي التي‬
‫تعطينا األلوان التي نراها في النهار والتي تظهر في قوس قزح وأشعة ما تحت الحمراء‬
‫وتنحصر مابين ‪ 3,31‬و ‪ 0 µ m‬وتمثل حولي ‪ ( .%13.1‬الشكل )‬

‫‪ 1‬العوامل المؤثرة في اإلشعاع الشمسي‬


‫يتأثر اإلشعاع الشمسي من عدة عوامل منها ماهو جوي ومنها ما هو كوني‪ ،‬ومنها ما‬
‫هو جغرافي تساهم كلها في التأثيرعلى قيمته األصلية وتجعل توزيعه النهائي على‬
‫سطح األرض يعرف تفاوت وتغيرات مهمة ‪.‬‬

‫‪1.1‬الغالف الجوي ‪:‬‬


‫لما يخترق اإلشعاع الشمسي الغالف الجوي يخضع لثالث عمليات تؤثر في‬
‫طبيعة و قوته وهي ‪:‬‬
‫االنتشار‪ :Diffusion/‬ينتج عن هذه العملية تغيير في االتجاه العمومي لإلشعاع‬
‫الشمسي وذلك في اتجاهات غير محدودة و تتوقف هذه العملية على الجزيئات العالقة‬
‫في الهواء وذرات الغازات و قطرات الماء ويترتب عن هذه العملية التقلص النسبي في‬
‫شدته‪ ،‬إن عملية االنتشار هي التي تشرح لنا ضوء الغالف الجوي خالل النهار ‪.‬‬
‫االمتصاص‪ :L’absorption/‬يقوم بهذه العملية مختلف مكونات الغالف الجوي‬
‫والتي تحول بعض هذا اإلشعاع عن طريق االمتصاص إلى حرارة‪ ( .‬راجع موضوع‬
‫الغالف الجوي ) ‪.‬‬
‫بخار الماء‪ :‬يمتص حولي ‪ 1/13‬من قوة األشعة الشمسية وخاصة األشعة ما تحت‬
‫الحمراء التي يتراوح طول موجاتها ما بين ‪ 4‬و ‪ 1.1 µ m‬و ‪ 11‬إلى ‪. 30 µ m‬‬

‫األزون ‪ :O3‬يختص في امتصاص األشعة فوق البنفسجية والتي يقل طولها عن ‪µ m‬‬
‫‪. 0, 3‬‬

‫ثاني أكسيد الكربون ‪ :CO2‬يمتص األشعة ما تحت الحمراء تتراوح ما بين ‪ 1‬و ‪µ m‬‬
‫‪. 13‬‬

‫األكسجين‪ :O2‬يمتص جزء من ألشعة وخاصة التي يقل طول موجات ‪. 3 ,3µ m‬‬

‫االنعكاس‪ :Reflexion /‬ينتج عن هذه العملية عكس جزء من اإلشعاع الشمسي ويطلق‬
‫على هذا الجزء المعكوس‪ ،‬يختلف باختالف اللون وطبيعة السطح و زاوية سقوط‬
‫األشعة الشمسية‪ ،‬تقاس قدرة األجسام على االنعكاس من خالل مفهوم البياض ويعبر‬
‫عليه بالبياض يساوي اإلشعاع الشمسي المنعكس مقسوم على اإلشعاع اإلجمالي‬
‫مضروب في ‪ ،133‬ويصل عند السحب إلى ‪ 75%‬وعند المحيطات إلى ‪13%‬‬
‫والصخور ما بين ‪ 25%‬و ‪ 20%‬و الغابات ما بين ‪ 1%‬و‪ 13%‬والرمال ما بين ‪11‬‬
‫و‪ 25%‬والثلوج ‪ 13‬و ‪ 11%‬والجليد ما بين ‪ 13‬و ‪. 33%‬‬

‫‪ 1.3‬العامل الكوني‪( :‬الشكل)‬

‫ويتضمن ثالث عوامل ‪:‬‬

‫زاوية سقوط األشعة الشمسية ‪ :‬تتأثر كمية الطاقة الشمسية التي تصل إلى سطح‬
‫األرض بمدى ميالن األشعة ويفسر ذلك بالقانون األسي لبوغار‪BOUGUER/‬‬
‫الذي يقول ‪ :‬كلما كان ميل األشعة كبيرا إال وضعفت تأثيرها ألن ميالن األشعة و‬
‫وصولها إلى السطح حسب زاوية صغيرة يجعلها تقطع مسافة طويلة من الغالف‬
‫الجوي مما يجعلها تفقد الطاقة التي كان من المفروض أن تنقلها إلى سطح‬
‫األرض ويعبر عن قانون ‪ BOUGUER‬بما يلي ‪:‬‬

‫‪E’= E x Pm‬‬

‫‪=E‬قيمة الطاقة التي تصل إلى األرض‬


‫‪=E‬الثابت الشمسي ‪1,95cal/g/cm2/mn‬‬
‫‪=P‬معامل شفافية الغالف الجوي‬
‫‪=m‬سمك الكتلة الهوائية التي تقطعها الشمس‬

‫االختالفات الفصلية ‪:‬‬

‫إن دوران األرض حول الشمس يجعلها في وضعية مختلفة يحدد من خاللها‬
‫الفصول فينتج عن ذلك توزيعا متفاوتا وغير متكافئ للطاقة على وجه األرض‬
‫باعتبار أن األشعة تصل إلى السطح خالل كل فصل بزاوية تختلف من خط عرض‬
‫ألخر‪ ،‬هذه االختالفات الفصلية في قيمة اإلشعاع الشمسي تجعل عروضا تتلقى‬
‫كميات مهمة من الطاقة نظرا لتركز األشعة الشمسية كما هو الحال بالنسبة‬
‫للعروض البيمدارية في حين أن عروضا ال تتلقى إال كميات ضعيفة لكون‬
‫اإلشعاع الشمسية ال يصلها إال بزاوية صغيرة كما هو الحال بالنسبة للعروض‬
‫العليا ‪.‬‬

‫اختالف مدة النهار ‪:‬‬

‫تتأثر قيمة اإلشعاع الشمسي خالل اليوم بمدة النهار‪ ،‬أو ما يسمى بمدة اإلضاءة‬
‫وهي المدة الزمنية التي تكون فيها الشمس فوق األفق والناتجة عن ميالن خط‬
‫االستواء عن السطح فلك البروج بزاوية تقدر’‪ ..23°-27‬يحدد هذا الميالن ما‬
‫يسمى بدائرة اإلضاءة التي تفصل مابين الليل والنهار‪ ،‬أثناء األعتدالين الربيعي‬
‫والخريفي يتساوى الليل والنهار على السطح األرض في حين تختلف هذه المدة‬
‫اختالفا كبيرا من خط عرض ألخر خالل االنقالبين الصيفي والشتوي‪ ،‬إنطالقا من‬
‫خط االستواء تتغير هذه المدة فتتزا يد مدة النهار صيفا كلما اقتربنا من القطب‬
‫الشمالي حيث تدوم ‪ 0‬أشهر و تعود إلى النقصان في فصل الشتاء‪ ،‬ونفس الشيء‬
‫يحدث في النصف الجنوبي ‪.‬‬
‫العامل الجغرافي ‪:‬‬

‫يتأثر اإلشعاع الشمسي لما يصل إلى السطح بالطبوغرافية وذلك من خالل‬
‫عنصران هما ‪:‬‬

‫االرتفاع‪ :‬يالحظ أن القيمة اإلشعاع يزداد مع االرتفاع وذلك نظرا لقلة كثافة‬
‫الهواء وصفاءه خاصة عند ارتفاعات معينة مما يسمح لإلشعاع الشمسي بأن‬
‫يخترق الكتلة الهوائية بسهولة السيما وأنها تصبح ذات سمك ضعيف ‪.‬‬

‫التوجيه‪ :‬تخلق السالسل الجبلية تباينا كبيرا في كمية الطاقة التي تصل إلى‬
‫السطح ذلك بسب توجيه السفوح وهكذا نميز ما بين السفوح الجنوبية الموجه‬
‫لتلقي األشعة باستمرار ( سفوح شمسية ) والسفوح الشمالية غير الموجهة‬
‫(السفوح الظليلة ) كما نميز مابين القمم و األودية حيث أن القمم تتلقى اإلشعاع‬
‫الشمسي خالل مدة زمنية طويلة من اليوم في حين أن أعماق األودية الضيقة‬
‫منها و األحواض المغلقة فهي ال تصلها األشعة إال في وقت متأخر صباحا‬
‫وتختفي عنها في وقت مبكر مساءا ‪.‬‬

‫نتيجة ذلك أن هناك اختالف في اكتساب الطاقة مابين اليابس والماء ‪.‬‬

‫بالنسبة لليابس‪ :‬فإنه يكتسب الحرارة خالل فترة التشميس فيسخن الجزء العلوي‬
‫منه بنسبة كبيرة‪ ،‬أما في الليل فيتسرب المخزون الحراري بسرعة وبهذا سيبرد‬
‫السطح العلوي لليابس مما يؤدي إلى تسجيل مدى حراري مرتفع وبهذا المنطق‬
‫يكتسب اليابس الحرارة بسرعة ويفقدها بسرعة ‪.‬‬

‫بالنسبة للماء‪ :‬تمتص مياه المحيطات والبحار األشعة الشمسية على عمق‬
‫‪133‬م‪ ،‬فيكون التسخين أثناء فترة النهار بطيئا بالمقارنة مع اليابس ألن الحرارة‬
‫تتوغل إلى األسفل أما خالل الليل فيبرد مستوى الماء ببطء وهذا راجع إلى فعالية‬
‫األمواج و التيارات البحرية التي تلعب دورا هاما في تغير المياه من األعلى نحو‬
‫األسفل من جهة أخرى أذا استقبلت مياه البحار والمحيطات األشعة الشمسية‬
‫بطريقة عمودية أو أقرب من ذلك فإنها تتعرض لالمتصاص بنسبة كبيرة ألن‬
‫عملية االنعكاس تكون جد ضعيفة والعكس صحيح‪ ،‬وهذا االختالف للحرارة بين‬
‫اليابس والماء يعبر عنه بالحرارة النوعية ‪.‬‬

‫‪ II‬اإلشعاع األرضي‬
‫من المؤكد أن سطح األرض يعكس جزءا من اإلشعاع الشمسي نحو الفضاء و‬
‫يمتص جزءا منه ويحوله إلى حرارة التي تنطلق نحو الفضاء على شكل أشعة‬
‫طويلة تختلف تبعا لحرارة الجسم المشع‪ ،‬يمتص هذا اإلشعاع في غالبيته انتقائيا‬
‫من طرف بعض الغازات منها غاز الكربون لكن القسم األكبر يمتصه بخار الماء‬
‫‪ 90%‬و لإلشعاع األرضي دورا أساسيا في المحافظة على التوازن الحراري‬
‫للهواء خصوصا أثناء الليل حيث تنتقل الحرارة من السطح لتسخين طبقات‬
‫الغالف الجوي القريبة من السطح‪ ،‬إال أنه يالحظ أن سطح يشهد تبريدا شديدا‬
‫خالل الليل خاصة إذا ما كانت مدة الليل طويلة و هادئة حيث تكون السماء خالية‬
‫من السحب و فيكون الفقدان الحراري على أشده‪ ،‬على العكس من ذلك فخالل‬
‫الليالي التي تكون فيها السماء ملبدة بالغيوم والسحب فتجعل هذه األخيرة تلعب‬
‫دور ما يسمى بمفعول الدفيئة أو البيوت البالستيكية‪ La serre/‬والتي ال تسمح‬
‫بخروج اإلشعاع األرضي و بالتالي الحرارة إلى الفضاء وإنما ترجع في شكل‬
‫إشعاع جوي مضاد ( الشكل السابق ‪ -‬الغالف الجوي )‬
‫‪ III‬اإلشعاع الجوي‬
‫يمتص الغالف الجوي األشعة الشمسية واألرضية عن طريق بعض الغازات‬
‫ك بخار الماء و ثاني أكسيد الكربون فيشع الغالف الجوي في كل االتجاهات بما في‬
‫ذلك سطح األرض عبر أشعة مادون الحمراء‪ ،‬هذا الجزء من اإلشعاع الجوي‬
‫والموجه إلى سطح األرض يسمى باإلشعاع الجوي المضاد والذي يمثل حوالي‬
‫‪ 33%‬من اإلشعاع الجوي ‪.‬‬

‫يقوم اإلشعاع الجوي بدور المخفف من حدة الفقدان الحراري الذي يسجله سطح‬
‫األرض خالل الليل إال أنه ال يستطيع تعويض كل ذلك ‪.‬‬

‫‪ IV‬حصيلة اإلشعاع الفعلي عند سطح األرض‬


‫تتحدد هذه الحصيلة بواسطة الصيغة التالية ‪Rnet=S+D-R+A- T‬‬

‫ويعبر عن مختلف العناصر بالحروف بالعناصر التالية ‪:‬‬

‫‪ :Rnet‬اإلشعاع الفعلي‬
‫‪ :S‬إشعاع شمسي مباشر‬
‫‪ :D‬إشعاع منشر داخل الغالف الجوي‬
‫‪ :R‬إشعاع منعكس من طرف األرض أو الغالف الجوي‬
‫‪ :A‬إشعاع الغالف الجوي‬
‫‪ :T‬اإلشعاع األرضي‬

‫المالحظة أنه أثناء الليل تكون كل قيمة ‪ S‬و‪ D‬و ‪ R‬منعدمة فيصبح اإلشعاع‬
‫الفعلي يساوي في هده الحالة ‪Rnet = A- T‬‬
‫لما تكون قيمة ‪ T‬أكبر من ‪ A‬تكون الحصيلة سالبة‪ ،‬ذلك أن سطح األرض و‬
‫الغالف الجوي يكونان في حالة فقدان للحرارة وبتالي تبرد شديد‪ ،‬إال أنه ونظرا‬
‫للتغيرات الكبيرة التي تخضع لها كل عناصر الصيغة السابقة حسب خطوط‬
‫العرض والفصول فإن كمية اإلشعاع الفعلي تختلف من نقطة ألخرى فاإلشعاع‬
‫الفعلي يكون دائما سالبا في العروض العليا‪ ،‬فالميزانية الحرارية المسجلة سالبة‬
‫وتكون إيجابية في العروض السفلى والمعتدلة‪ ،‬بهذا المنطق ستزيد المناطق‬
‫االستوائية و المدارية تسخينا والمناطق القطبية فقدانا للحرارة إال أنه يوجد‬
‫توازن حراري مستمر بين كال المنطقتين وذلك عن طريق انتقال الحرارة‬
‫بواسطة التيارات البحرية و الكتل الهوائية ( يتم شرح الميزانية اإلشعاعية في‬
‫الشغال التوجيهية )‬
‫الحرارة‬
‫‪ I‬طرق انتشار الحرارة‬
‫طريقة المالمسة‬
‫التيارات البحرية‬
‫الكتل الهوائية‬

‫‪ II‬التوزيع األفقي أو السطحي للحرارة‬

‫خطوط العرض‬
‫دور القارية والبحر‬
‫الكتل الهوائية البحرية الرطبة‬
‫التيارات البحرية‬
‫‪ III‬التوزيع العمودي أو الرأسي للحرارة‬
‫االرتفاع‬
‫االنقالب الحراري السطحي‬
‫االنقالب الحراري تضاريسي‬

‫‪ IV‬التطور السنوي‬

‫‪ V‬النظام اليومي‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫يعرف علماء الفيزياء الحرارة بأنها خاصية من خاصية الجو‪ ،‬فهي ليست بكمية‬
‫وال جسم يمكن قياسه فهي تعبر عن طاقة تقاس الحرارة بعدة مقاييس ‪:‬‬
‫مقياس كيلفن ‪°‬ك =‪ K°‬وفهرنهايت ‪°‬ف=‪ F°‬وسلسيس‪ C°‬المأوية حيث يتم‬
‫وضع جهازي التيرمومتر والتيرموغراف داخل المخبأ الميتيورولوجي‪/‬‬
‫‪ ( L’abri météorologique‬عملية تحويل الدرجات من مقياس ألخر‬
‫ستكون أثناء األشغال التوجيهية ) بالرغم من أن التيرموغراف هو أقل استعماال‬
‫إال أنه يعطي فكرة عن صيرورة الحرارة خالل اليوم ‪.‬‬
‫من الناحية الجغرافية تمثل الحرارة عامال أساسيا يتوقف عليه توزيع النباتات و‬
‫الحيوانات واستقرار اإلنسان وتعتبر عنصرا مناخيا يتحكم في العناصر المناخية‬
‫األخرى كالضغط الجوي بنوعيه الذي يتحكم في الرياح و هي المسؤولة عن‬
‫عملية التبخر‪ -‬النتح والتكاثف و التساقطات و تختلف درجة الحرارة باختالف‬
‫الموقع و العوامل المؤثرة فيها ‪.‬‬

‫‪ I‬طرق انتشار الحرارة‬


‫تنتشر الحرارة داخل الغالف الجوي بطرق متعددة منها ‪:‬‬
‫طريقة المالمسة‬

‫تحدث عندما يعلو سطحا نسبيا ساخن كتلته هوائية باردة مالمسة فيتم أنذاك‬
‫انتقال الحرارة داخل الكتلة الهوائية عن طريق االنتشار التدريجي عبر‬
‫جزيئات وذرات الكتلة الهوائية إلى أن يتحقق تكافئ في الحرارة ( حرارة‬
‫السطح وحرارة الكتلة الهوائية ) تكاد تنعدم هذه الطريقة الن الحرارة تنتقل‬
‫بدرجة ضعيفة داخل الغالف الجوي لكون الهواء موصل رديء ‪.‬‬
‫التيارات البحرية‬

‫تساهم التيارات البحرية في نقل الحرارة حيث أن التيارات البحرية الباردة‬


‫تنزل عادة من مناطق العروض العليا كتيار البرادور وكرينلوند و من‬
‫العروض الوسطى تيار الكناري البارد وتنزل نحو العروض الدنيا في حين أن‬
‫التيارات الساخنة تنطلق من العروض المدارية أو الدنيا نحو العروض العليا‬
‫كتيار الخليج وبالتالي تمنح للمناطق التي تمر بمحاذاتها طبيعة التي تنقلها ‪.‬‬

‫الكتل الهوائية‬

‫تعتبر من أهم طرق انتقال الحرارة و يمكن أن نميز بين طريقتين ‪:‬‬

‫االنتقال األفقي‬

‫إن التباين في توزيع الضغط الجوي يترتب عنه انتقال الكتل الهوائية من‬
‫مكان ألخر وهي محتفظة بالخصائص الحرارية للمناطق التي نشأت بها أ‬
‫ومرت فوقها‪ ،‬فهكذا تنتقل الكتل الهوائية الباردة من المناطق القطبية إلى‬
‫المناطق المدارية ويحدث العكس‪ ،‬وبذلك يتحقق القسط األكبر من التوازن‬
‫الحراري الذي يشهده سطح األرض ‪.‬‬

‫االنتقال العمودي أو التصاعدي‬


‫نميز فيه بين نوعين ‪:‬‬

‫التصاعد الحراري‪ :‬لما يسخن الهواء عن طريق اإلشعاع الشمسي يتمدد فتقل‬
‫كثافته فيكون حركة هوائية صاعدة نحو األعلى تاركة المجال لهواء بارد ثقيل‬
‫ليحل محلها فيسخن هو األخر و يصعد إلى األعلى عن طريق الحركات‬
‫التصاعدية أو العمودية يتم نقل الحرارة من السطح إلى المجاالت العليا من طبقة‬
‫تروبوسفير ‪.‬‬
‫التصاعد الدينامي‪ :‬يتحقق أثناء تكون المنخفضات الجوية الدينامية في المناطق‬
‫المعتدلة حي ث تندفع الكتل الهوائية الباردة نحو الساخنة وترغمها على التصاعد‪.‬‬

‫‪ II‬التوزيع األفقي أو السطحي للحرارة‬

‫يمثل التوزيع األفقي أو السطحي للحرارة على خرائط تسمى بخرائط خطوط‬
‫تساوي الحرارة‪ Isothermes/‬وتجمع الخطوط بين األماكن التي تسجل نفس‬
‫درجة الحرارة وتوضح هذه الخطوط العوامل التي تؤثر في حرارة إقليم معين‬
‫باسثناء عامل االرتفاع ‪.‬‬

‫خطوط العرض‬

‫نظرا لتركز أشعة الشمس على المناطق االستوائية والبيمدارية ونظرا أيضا‬
‫لطول مدة اإلضاءة فأ ننا نسجل درجات حرارية مرتفعة في هذه المناطق كما‬
‫نسجل مدى حراري جد ضعيف اليتعدى‪ 5C°‬فكلما ابتعدنا عن خط االستواء في‬
‫اتجاه القطبين إال والحظنا تناقص تدريجي للحرارة و ارتفاع المدى الحراري‬
‫السنوي بحث يفوق ‪ 43‬درجة مئوية بالقرب من القطبين ‪.‬‬

‫دور القارية والبحر‬

‫لما ندرس توزيع الحرارة على السطح و ذلك خالل الشهور الباردة و الشهور‬
‫الساخنة يتبين لنا بوضوح أن هناك تباين واضح في درجات الحرارة بين‬
‫األماكن القارية الداخلية والمناطق الساحلية‪ ،‬فالحرارة تنخفض عموما في‬
‫فصل الشتاء و ترتفع صيفا بدرجة كبيرة في المناطق الداخلية للقارة على‬
‫العكس من ذلك يبقى ارتفاع و انخفاض الحرارة في المناطق الساحلية جد‬
‫ضعيف وهو ما يبرز دور كل من القارية و القرب من البحر‪ ،‬ذلك أن كل‬
‫منهما حرارته النوعية المرتبطة بدرجة التسخين‪ ،‬فالبحر يعدل من حرارة‬
‫الصيف ويلطف من حرارة الشتاء إال أن انعدام هذا التأثير في المناطق القارية‬
‫يجعلها تتميز بمدى حراري يومي و سنوي جد مرتفع‪ ،‬وتبرز بعض‬
‫االختالفات بين المحطات الساحلية وذلك من خالل تدخل عاملين ‪:‬‬

‫الكتل الهوائية البحرية الرطبة‬

‫تهم هذه الكتل الواجهات البحرية الغربية للقارات عموما وتؤثر بشكل فعال على‬
‫كل من اإلشعاع الشمسي واألرضي نظرا ل لرطوبة الكبيرة التي تحملها هذه الكتلة‬
‫فهي تعمل على التقليص من شدة اإلشعاع الشمسي بالنهار وتعمل على الحد من‬
‫الفقدان الحراري أثناء الليل‪ ،‬و بالتالي توفر اعتدال حراري مميز للمناطق‬
‫الساحلية ( المدى الحراري للصويرة ‪ 4,5C°‬و ميدلت ‪) 18C°‬‬

‫التيارات البحرية‬

‫لها دور مهم في نقل الحرارة ما بين العروض المختلفة فهي بالتالي تساهم بقسط‬
‫وافر في توزيع الحرارة على السطح فهي تؤثر على الحرارة الهواء فتكسبها‬
‫حرارة المياه التي تنقلها وخير دليل على ذلك ما يقع للسواحل الجنوبية المغربية‬
‫خاصة خالل الصيف الفلكي فمتوسط حرارة شهر يوليوز بمحطة الصويرة يصل‬
‫إلى‪ 19,2C°‬وبمحطة أكادير ‪ 20,5C°‬بينما يصل في محطة الرباط إلى‪.26C°‬‬
‫من المفروض أن تكون حرارة يوليوز في محطتين الصويرة و أكادير مرتفعة‬
‫عن محطة الرباط بحكم أنهما توجدان على خط عرض نسبيا ساخن إذا ما قورن‬
‫مع خط عرض الرباط إال أن صعود مياه باردة والتي تكون تيار الكناري تؤدي‬
‫إلى جعل حرارة السواحل الجنوبية الغربية المغربية تعرف برودة و يظهر هذا‬
‫التأثير واضح إذا ما قارنا بين محطات الساحل األطلسي شرقا وغربا ‪.‬‬
‫المدى‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫المتوسط‬ ‫خط‬ ‫المحطات‬
‫الحراري‬ ‫يوليوز‬ ‫يناير‪C°‬‬ ‫السنوي ب‬ ‫العرض‬
‫السنوي ‪C°‬‬ ‫‪C°‬‬ ‫‪C°‬‬
‫‪10,2‬‬ ‫‪22 ,4‬‬ ‫‪12,2‬‬ ‫’‪17,2 33°25‬‬ ‫الدار البيضاء‬
‫‪6,8‬‬ ‫‪20 ,5‬‬ ‫‪13,7‬‬ ‫’‪18,7 30°23‬‬ ‫أكادير‬
‫‪17,4‬‬ ‫‪27,8‬‬ ‫‪10,4‬‬ ‫‪19‬‬ ‫’‪32°96‬‬ ‫شارلي استون‬
‫‪15‬‬ ‫‪27,8‬‬ ‫‪12,8‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪30°‬‬ ‫نيو اورليون‬
‫‪18,6‬‬ ‫‪15,7‬‬ ‫‪-2 ,9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫’‪45°58‬‬ ‫تورباي‬
‫‪10‬‬ ‫‪16,1‬‬ ‫‪6,1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪46°‬‬ ‫براست‬

‫نالحظ هذه الظاهرة في مناطق عديدة من سطح األرض حيث يظهر أن هناك‬
‫تباين حراري مابين الواجهات الغربية و الواجهات الشرقية للقارات كما توضح‬
‫األمثلة السابقة فإن الواجهات الشرقية للقارة تكون أسخن من مثيالتها في‬
‫المناطق المدارية والشبه المدارية كما هو الحال بالنسبة للمغرب‪ ،‬تكون هذه‬
‫الواجهات أسخن من التي تكون في غرب المحيطات في المناطق الوسطى والعليا‬
‫كما يوضح مثال تروباي في كندا و براست في فرنسا تسمى هذه الظاهرة‬
‫بظاهرة الشذوذ الحراري وترتبط بالتيارات البحرية التي هي األخرى ترتبط‬
‫بالدورة الهوائية العامة ‪.‬‬
‫‪ III‬التوزيع العمودي أو الرأسي للحرارة‬
‫االرتفاع‬

‫تتأثر الحرارة بعامل االرتفاع عن سطح البحر فهي تتناقص تدريجيا داخل طبقة‬
‫تروبوسفير بالرغم من أن قوة التشميس تزداد ارتفاعا‪ ،‬ويرجع ذلك إلى األبتعاد‬
‫عن تأثير اإلشعاع األرضي و خاصة إلى انخفاض كمية الغازات اإلشعاعية مع‬
‫االرتفاع لذلك تضعف عملية االمتصاص يقدر ممال تناقص الحرارة بمعدل‬
‫‪ 3,01C°‬لكل ‪133‬م‪ ،‬إن تناقص الحرارة يختلف من مكان ألخر وبين فصل وآخر‬
‫بل من يوم ألخر حسب وضعية الحالة الجوية بالنسبة لغرب المغرب أقترح‬
‫الجغرافي الفرنسي ‪ 3,1C° BEDAULT‬لكل ‪ 133‬م في فصل الشتاء و ‪C°‬‬
‫‪ 3,14‬في فصل الربيع و ‪ 0,38 C°‬في فصل الصيف و‪ 3,11C°‬في فصل‬
‫الخريف‪ ،‬بالرغم من أن القاعدة العامة لتوزيع الحرارة عموديا داخل الطبقة‬
‫تروبوسفير هو التناقص التدرجي فإننا كثيرا ما نالحظ العكس بمعنى أن الحرارة‬
‫تزداد مع االرتفاع و يصطلح على هذه الظاهرة بظاهرة االنقالب الحراري و نميز‬
‫فيها بين ‪:‬‬

‫االنقالب الحراري السطحي‬

‫هذا النوع يرتبط ارتباطا شديدا بالتبريد الشديد الذي يتعرض له سطح األرض‬
‫أُثناء الليل حيث تتسرب األشعة األرضية نحو الطبقات األولى من الجو خاصة إذا‬
‫كانت الليالي طويلة و هادئة و السماء خالية من السحب‪ ،‬يؤدي ذلك إلى‬
‫الفقدان الكبير للحرارة و انخفاض حرارة الهواء في الطبقات القريبة من السطح‬
‫في حين تبقى الطبقات العليا نسبيا دافئة فنسجل إذن انقالب حراري ما بين‬
‫الطبقات الدنيا و التي تعلوها‪ ،‬تتم هذه الظاهرة مابين ‪133‬م إلى ‪033‬م ‪.‬‬
‫االنقالب الحراري التضاريسي‬

‫يحدث في األودية واألحواض والمنخفضات حيث يكون التباين الحراري مستمرا‬


‫ما بين األشكال التضاريسية المنخفضة واألجزاء المرتفعة منها‪ ،‬يتعرض أثناء‬
‫الليل السطح لتبرد الشديد و يعرف تكدسا للهواء البارد والثقيل النازل من القمم‬
‫والسفوح العليا مما يجعل عملية التكدس تكون أكثر فيها‪ ،‬تبدأ األشعة الشمسية‬
‫مع بداية الصباح في تسخين األجزاء العالية بينما المنخفضات تبقى تحت تأثير‬
‫الهواء المكدس والبارد وقد تستمر الظاهرة عدة أيام ‪.‬‬

‫‪ IV‬التطور السنوي ( النظام السنوي )‬

‫بالنسبة للمغرب تتطور الحرارة خالل السنة من نهاية دنيا و تحدث خالل فصل‬
‫الشتاء الفلكي ( دجنبر أو يناير ) إلى نهاية عظمى تسجل خالل الصيف الفلكي (‬
‫يوليوز أو غشت ) هذا التطور يواكب التزايد التدريجي في اإلشعاع الشمسي‬
‫الذي يبدأ انطالقا مع نهاية فصل الشتاء ويوافق أيضا الزيادة في مدة اإلضاءة أو‬
‫مدة النهار إلى غاية االنقالب الصيفي الذي يكون فيه تركيز األشعة على أشده‪،‬‬
‫تسجل إذن النهاية الدنيا السنوية مواكبة لتناقص التدريجي في تركيز األشعة‬
‫الشمسية إلى غاية االنقالب الشتوي‪ ،‬يمكن تعميم هذا التطور على كل البلدان‬
‫التي تشرف على البحر األبيض المتوسط ‪.‬‬

‫‪ V‬التطور اليومي ( النظام اليومي )‬

‫يرتبط هذا التطور بالتسخين لسطح األرض والهواء ( الدورة التسخينية للسطح‬
‫والهواء ) و ذلك عن طريق و صول اإلشعاع الشمسي وتكوينه لإلشعاع‬
‫األرضي‪ ،‬تتطور الحرارة خالل اليوم من نهاية دنيا وتحدث خالل الليل أو في‬
‫الصباح الباكر و نهاية عظمى تحدث خالل النهار‪ ،‬هذا التطور يوافق التطور‬
‫اليومي لإلشعاع الشمسي و األرضي اللذان يعمالن على الحفاظ على السير‬
‫الطبيعي للحرارة خالل اليوم‪ ،‬فاإلشعاع الشمسي يكون هو المسؤول األول عن‬
‫التسخين فيكون له دور مهم خالل النهار في حين يكون اإلشعاع األرضي هو‬
‫المسؤول الرئيسي خالل الليل‪ ،‬لهذا السبب يصل عموما تطور خط الحرارة‬
‫اليومي إلى النهاية العظمى متأخرا بحوالي ساعتين عن فترة حدوث ّأكبر تركيز‬
‫لإلشعاع الشمسي وذلك في منتصف النهار‪ ،‬إن عدم التوافق يعود إلى كون طاقة‬
‫اإلشعاع الشمسي تكون مرتفعة في البداية عن طاقة اإلشعاع األرضي وبعد ذلك‬
‫ترتفع قوة اإلشعاع األرضي في المرحلة الثانية‪ ،‬يؤدي ذلك إلى ارتفاع الحرارة‬
‫إ لى أقصى درجة خالل اليوم وذلك عن طريق تضافر قوتي اإلشعاع الشمسي و‬
‫األرضي‪ ،‬يبقى اإلشعاع الشمسي نسبيا يفوق اإلشعاع األرضي حتى الساعة‬
‫الرابعة حيث يحدث تكافئ بين الشعاعين و يبدأ على إثر ذلك التناقص التدريجي‬
‫في اإلشعاع الشمسي و معه فترة التبريد لما يبقى اإلشعاع األرضي بمفرده أنذاك‬
‫تبدأ الحرارة في التناقص التدريجي وتسجل النهاية الدنيا ‪.‬‬

‫ما تجدر اإلشارة إليه هو أن هذا النظام اليومي للحرارة هو النظام المعتاد أثناء‬
‫الظروف الجوية المستقرة بحيث قد يضطرب الطقس و يحدث العكس‪ ،‬مثال قد‬
‫تهب رياح ساخنة خالل الليل أو وصول كتلة هوائية قارية قطبية ‪.‬‬

You might also like