You are on page 1of 33

‫جامعة المولى إسماعيل‬

‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬


‫بمكناس‬

‫شعــبــة الــجغرافيا‬

‫مجزوءة‬

‫جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية‬


‫انتظارها)‬ ‫(التحسب للمخاطر والكوارث ال‬

‫السداسية الخامسة‬

‫األستاذ‪ :‬عبد الرحمان أغـــــــــــــــــزاف‬


‫‪2021‬‬
‫‪1‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫جغرافية األخطار الطبيعية‬
‫مــــقــدمــة‬
‫البش عىل وجه األرض‪ ..‬فليس هنالك أصعب من‬ ‫كبي يواجه اإلنسانية منذ وجود ر‬‫األخطار الطبيعية تحد ر‬
‫ثوان معدودات‪ ،‬يقف اإلنسان حيالها مكتوف اليدين‪ ،‬عاجزا عن التصدي لها‪ ،‬لوقفها‬ ‫وقوع كارثة تستمر ي‬
‫غي ثوان‬‫تأن فجأة وترحل فجأة‪ ..‬وال تمكث ر‬ ‫أو منعها‪ ..‬أو عىل األقل التخفيف من آثارها‪ ..‬حيث ي‬
‫السني‪ ...‬وتبق األخطار الطبيعية‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫معدودات‪ ،‬لكنها تهدم يف لحظات ما بناه اإلنسان يف عشات بل مئات‬
‫فه ال تزال رسا مبهما لم يستطع أحد اكتشافه لالحياس منه‬ ‫الت تواجه العلماء‪ ،‬ي‬
‫اليوم أبرز التحديات ي‬
‫قبل وقوعه‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬يرص العلماء عىل البحث والتنقيب‪ ،‬وتستمر الدراسات ال كتشاف رس هذه‬
‫الكبية‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الكوارث‪ ،‬والتمكن من التحذير منها قبل وقوعه ا للحد من خسائرها‬
‫تدبي األخطار والكوارث علم حديث نسبيا‪ ،‬إذ تعود األفكار والنظريات والمبادئ األساسية فيه إىل‬ ‫إن علم ر‬
‫الخطية من أجل التنبؤ بالكوارث واألزمات‬ ‫ر‬ ‫مطلع السبعينيات من القرن المنرصم‪ ،‬يهتم بدراسة الظاهرة‬
‫الخطية قبل حدوثها‪ ،‬وذلك باالستعانة بمختلف العلوم مثل علم البيئة‪ ،‬علم المناخ‪ ،‬العلوم‬ ‫ر‬ ‫واألحداث‬
‫والباحثي يف مختلف‬
‫ر‬ ‫الدارسي‬
‫ر‬ ‫الطبية‪ ،‬علم األوبئة‪ ،‬العلوم االقتصادية‪ ...‬فإنه يتطلب عناية خاصة من‬
‫لتدبي األخطار الطبيعية بما هو مطلوب منه من كفاءة‬ ‫ر‬ ‫والعلم‬
‫ي‬ ‫التخصصات بغية إثراء المنظور الفكري‬
‫وفعالية للحيلولة دون وقوعها كلما كان ذلك ممكنا أو تقليص اضارها عىل أقل تقدير‪.‬‬
‫ولغي المنتظر‪ ،‬يظل يرعبنا ويخيفنا نتيجة‬ ‫تدبي األخطار والكوارث هو علم التحسب للمنتظر ر‬ ‫إن علم ر‬
‫ر‬
‫األبحاث العلمية وما تقدمه من مؤرسات بأن الخطر أو الكارثة ستحدث‪ .‬ولكننا ال ندري مت ستحدث؟‬
‫الت ستيتب عليها؟ فالخطر جزء‬ ‫التدميية ي‬
‫ر‬ ‫وال نستطيع تحديد الموقع بشكل قاطع؟ ونجهل قوتها وآثاره‬
‫ر‬
‫ال يتجزأ من حياتنا اليومية‪ ،‬حيث عاش اإلنسان منذ عصور يف مواجهة مبارسة ومستمرة مع األخطار‪،‬‬
‫والت ازدادت حدتها مع التطور الذي يعرفه عالمنا اليوم‪ ،‬وأصبحت كل المجتمعات عرضة ألخطار‬ ‫ي‬
‫مختلفة‪.‬‬
‫وإذا كانت بعض المخاطر خارجة عن إرادة اإلنسان‪ ،‬فإنه يجد نفسه يف أغلب األحيان عاجزا عن مواجهتها‬
‫أو إيقافها أو منع حدوثها كما هو حال المخاطر الناجمة عن األخطار الطبيعية المدمرة مثل الزالزل‬
‫وغيها‪.‬‬ ‫اكي والفيضانات والجفاف والعواصف الثلجية والرملية ر‬ ‫والي ر‬
‫واألعاصي ر‬
‫ر‬
‫الت يكون اإلنسان هو المتسبب فيها‪ ،‬مثل المخاطر البيئية الناجمة عن‬ ‫هناك بعض األنواع من المخاطر ي‬
‫والت أفرزت ظاهرة االحتباس الحراري‪ ،‬وكذا مخاطر المخلفات الصحية‬ ‫اليي والبحري والجوي‪ ،‬ي‬ ‫التلوث ر‬
‫الت تشكل تهديدا حقيقيا لإلنسان بسبب المخاوف الميايدة من انتشار األوبئة‬ ‫والنفايات السامة ي‬
‫واألمراض الفتاكة والعابرة للحدود والقارات مثل مرض اإليدز وإيبوال وزيكا والسارس ومؤخرا كورونا‬
‫وغيها‪.‬‬‫ر‬
‫ولكن يبق تصورنا حول األخطار الطبيعية محصورا يف زوايا مختلفة‪ ،‬وذلك حسب كل بلد وامكانياته‬
‫دبي‬‫المتوفرة لديها‪ ،‬من أجل التقليل أو التحكم يف حجم الكارثة‪ ،‬وكذلك طرق تنظيم التدخل والوقاية وت ر‬
‫الكارثة يتفاوت من دولة ألخرى‪ ،‬فهناك دول لها إمكانيات متطورة ومتقدمة تكرسها من أجل حماية‬
‫شعوب ها من األضار الناجمة عن هذه المخاطر‪ ،‬كما أن هناك أخرى لها إمكانيات محدودة وقليلة‪ ،‬األمر‬
‫الذي يخلف خسائر وخيمة‪ ،‬والسبب راجع إىل سوء التنظيم أو عدم اتخاذ االحتياطات الالزمة أو طرق‬
‫الوقاية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫الت يمكن أن تخلفها المخاطر الطبيعية بمختلف أنواعها عىل حياة اإلنسان‬ ‫ونظرا لآلثار الكارثية الفادحة ي‬
‫الباحثي يف مختلف العلوم‪ ،‬لمعرفة‬‫ر‬ ‫وممتلكاته وعىل البيئة ككل‪ ،‬فقد حظيت بالدراسة والتحليل من قبل‬
‫كيفية حدوث هذه المخاطر وأسبابها ونتائجها والحلول العلمية المقيحة لتفاديها أو إيقافها أو عىل األقل‬
‫التقليل من خسائرها‪.‬‬
‫الت يواجهها علم األخطار الطبيعية‪ ،‬فهو مطالب من جانب بالتخطيط‬ ‫من هنا رتيز اإلشكالية األساسية ي‬
‫الكثي من الغموض‪ ،‬ومطالب من جانب آخر بأن تكون خططه‬ ‫ر‬ ‫والتحكم يف ظاهرة يكتنف عناضها‬
‫متكاملة ومنهجيته يف التحكم منسقة للجهود وعميقة لكل الفعاليات ومحققة لدرجة عالية من الكفاءة‬
‫والفعالية‪.‬‬
‫وأمام كل هذا يعمل المغرب عىل وضع خطط واسياتيجيات وقائية للحد من هذه المخاطر وكذا التنسيق‬
‫مع مختلف الجهات المعنية للتدخل ولمواجهة المخاطر والتصدي لها قبل حدوثها ‪.‬وقد تعرض المغرب‬
‫عي تاريخه دفعه إىل البحث عن األدوات المناسبة للتحكم فيها‬ ‫لمختلف أنواع المخاطر الطبيعية ر‬
‫كبية‪.‬‬
‫تتمي بهشاشة ر‬ ‫وإدارتها‪ ،‬وخاصة أن بنيته القاعدية ر‬
‫للتغيات المتصارعة‪ ،‬يف مجال‬ ‫ر‬ ‫أهمية دراسة جغرافية األخطار الطبيعية نابعة من ضورة االستجابة‬
‫صي والباح رثي أننا‬
‫والدوىل‪ ،‬ومن أجل لفت انتباه المخت ر‬
‫ي‬ ‫المحىل‬
‫ي‬ ‫الكيى عىل المستوى‬‫تدبي المخاطر ر‬ ‫ر‬
‫نعيش يف زمن التحالفات والتكتالت اإلقليمية والدولية‪ ،‬بغية تحقيق المصلحة العامة وضمان األمن‬
‫الت‬
‫غي متوقعة‪ ،‬ضمن ظروف البيئة المحيطة والمحلية والدولية‪ ،‬واألهمية ي‬ ‫والتصدي ألية مفاجئة ر‬
‫الكيى عىل وجه الخصوص‪،‬‬ ‫األخية بوضع خطط الوقاية من أثار المخاطر ر‬‫ر‬ ‫يوليها المغرب يف اآلونة‬
‫ان‬
‫والدور المنتظر منها يف تنفيذ قواعد العمران من خالل فرض احيام اإلجراءات المنظمة للنشاط العمر ي‬
‫المخالفي‪.‬‬
‫ر‬ ‫وضبط مخالفات العمرانية ومالحقة‬
‫الفرق ربي الخطر والكوارث‬
‫خطي يمثل تهديدا لإلنسان‪ ،‬ويمكن أن يؤدي الخطر إىل كارثة من شأنها أن تعطل‬ ‫ر‬ ‫الخطر حالة أو حدث‬
‫خطي عىل األشخاص المترصرين‪.‬‬ ‫ر‬ ‫حياة الضحايا‪ .‬وبمعت آخر‪ ،‬أن الخطر هو حدث عام محفوف بالمخاطر أو‬
‫خطي يمثل‬
‫ر‬ ‫والت ال يمكن تجنبها‪ .‬والخطر أيضا هو وضع‬ ‫طبيع يف العالم‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫فهو حاالت تحدث بشكل‬
‫ر‬
‫تهديدا لحياة اإلنسان ولديه القدرة عىل تعطيل الظروف المعيشية للبش‪.‬‬
‫وه أكي‬ ‫أما الكارثة ه حدث يرص ً‬
‫وبالتاىل يعطل األنشطة االجتماعية‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫فعليا بحياة اإلنسان وممتلكاته‬ ‫ي‬
‫ه درجة من الخطر‬ ‫ي‬ ‫الكوارث‬ ‫‪.‬‬‫الخطر‬ ‫عكس‬ ‫عىل‬ ‫‪،‬‬‫أكي‬ ‫سلبية‬ ‫عواقب‬ ‫للكارثة‬ ‫‪.‬‬‫الخطر‬ ‫من‬ ‫طبيعتها‬ ‫أهمية يف‬
‫ً‬
‫الذي أصبح أكي تهديدا‪ .‬لذلك‪ ،‬يمكن تعريف الكارثة عىل أنها واقعة تعطل نمط الحياة الطبيعية لإلنسان‪،‬‬
‫ه حدث يتسبب يف إلحاق‬ ‫وبالتاىل شديدة‪ .‬فالكارثة ي‬
‫ي‬ ‫الكارثة أكي كارثية يف الطبيعة‪ ،‬وتكون أكي مفاجئة‬
‫واألعاصي‬
‫ر‬ ‫تسونام‬ ‫البش وممتلكاتهم‪ .‬يمكن تصنيف الكوارث عىل أنها كوارث طبيعية مثل‬ ‫الرصر بحياة ر‬
‫ي‬
‫الت من صنع اإلنسان مثل عواقب المخاطر التكنولوجية مثل‬ ‫اليكانية وما إىل ذلك‪ ،‬والكوارث ي‬ ‫واالنفجارات ر‬
‫الحرائق وحوادث النقل والحوادث الصناعية واالنفجارات واإلشعاعات النووية إلخ ‪.‬‬
‫غي مأهولة بالسكان سوف يطلق عليه خطر‪ ،‬وليس كارثة ألنه عىل الرغم من‬ ‫إن حدوث إعصار يف منطقة ر‬
‫أنه ال يزال له خصائص مدمرة‪ ،‬وألنه عىل الرغم من أن شدة اإلعصار ال تزال موجودة‪ ،‬إال أنه لم يتسبب يف‬
‫مفاج يف منطقة مكتظة بالسكان‬‫ر ئ‬ ‫البشية‪ .‬مثال‪ ،‬حريق هائل‬ ‫أي أضار أو خسائر ف األرواح والممتلكات ر‬
‫ي‬
‫يؤدي بالكامل إىل خسائر يف األرواح والممتلكات‪ ،‬مما يؤدي يف النهاية إىل تعطيل العمليات االجتماعية‬
‫ُ‬
‫بأكملها‪ .‬يف هذه الحالة‪ ،‬يطلق عىل هذا الحدث كارثة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫حي أن المخاطر ستتشكل‬ ‫قصية‪ ،‬مما يجعلها أكي حدة يف ر‬ ‫ر‬ ‫تحدث الكوارث يف أغلب األحيان يف فية زمنية‬
‫‪.‬‬
‫والت ربما أدت إىل حدوثها لذلك‪ ،‬يمكن اتخاذ االحتياطات الالزمة‬ ‫بشكل كامل بعد سلسلة من األحداث‪ ،‬ي‬
‫ً‬ ‫ر‬ ‫ً‬
‫لتجنب اآلثار السلبية لخطر ما‪ .‬إن كل من الخطر والكوارث يحمالن تهديدا محتمال للبش نظرا ألن كليهما‬
‫وتدمي لألرواح والممتلكات‪.‬‬ ‫ر‬ ‫يمكن أن يؤدي إىل خسائر‬
‫والمختصي يف وضع مفهوم دقيق للمخاطر الطبيعية‪ ،‬فنجد عىل سبيل المثال‬ ‫ر‬ ‫لقد اختلف العلماء‬
‫تونر) ‪ (TUNER‬عرف المخاطر الطبيعية عىل أنها « حدث مركز مكانيا وزمانيا‪ ،‬يهدد المجتمع أو منطقة‬
‫الت ألفها السكان منذ القدم« ‪.‬‬ ‫غي مرغوبة‪ ،‬نتيجة عدم الحذر والحيطة ي‬ ‫معينة‪ ،‬مع ظهور نتائج ر‬
‫ه عبارة عن تلك العناض الموجودة يف البيئة‬ ‫فيى أن المخاطر الطبيعية ي‬ ‫أما بورتن ) ‪ (BURTON‬ر‬
‫والت تسبب ضرا لإلنسان وتنتج بدورها عن قوى عرضية بالنسبة له‪.‬‬ ‫الطبيعية‪ ،‬ي‬
‫غي متوقعة مدمرة وعنيفة ‪،‬‬ ‫الكيى عىل أنها‪ « :‬أحداث ر‬ ‫أما راوول فيفر )‪ (FAVER RAUL‬فعرف المخاطر ر‬
‫كبيا من الضحايا » ‪.‬‬ ‫كبية ويلحق قدرا ر‬ ‫طبيع أو بسب اإلنسان‪ ،‬ويؤدي إىل حدوث خسائر ر‬ ‫ي‬ ‫قد يكون مصدرها‬
‫والت تتمثل عواملها األساسية يف الدينامية‬ ‫المقصود باألخطار الطبيعية هو بالضبط المخاطر البيئية‪ ،‬ي‬
‫بشية‪ ،‬حيث‬ ‫الطبيعية (الباطنية منها والخارجية)‪ ،‬إال أن هذه المخاطر الطبيعية‪ ،‬تحكمها أيضا عوامل ر‬
‫كبية‪ ،‬وإىل تعدد المخاطر واستفحالها‪ .‬لهذا يستعمل مصطلح البيئة‬ ‫تأثيات ر‬ ‫تؤدي مختلف التدخالت اىل ر‬
‫وبي ما هو فعل وتدخل مرتبط بنشاط‬ ‫طبيع‪ ،‬ر‬
‫ي‬ ‫كإشارة اىل تداخل عوامل المخاطر الطبيعية ربي ما هو‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫كالتاىل‪:‬‬
‫ي‬ ‫فه‬ ‫الت عرفت مصطلح المخاطر‪ ،‬ي‬ ‫أما بعض األجهزة الدولية ي‬
‫أوال‪ :‬مكتب األمم المتحدة لتخفيف من أثار الكوارث‪:‬‬
‫وف منطقة معينة لظاهرة ضارة «‪.‬‬ ‫تعرف المخاطر بأنها‪« :‬حدوث محتمل يف فية محددة من الزمن‪ ،‬ي‬
‫األمريك‬
‫ي‬ ‫ثانيا‪ :‬معهد الجيولوجيا‬
‫جيولوج من صنع اإلنسان أو من صنع الطبيعة‪ ،‬أو أنها ظاهرة‬ ‫ر ي‬ ‫يرى أن كلمة المخاطر «حالة أو حدث‬
‫ييتب عليها ظهور مخاطر محتملة عىل حياة اإلنسان وممتلكاته« ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المفوضية األوروبية‬
‫الثان هو‬
‫حيث ركزت عىل عنرصين يف تعريف المخاطر‪ ،‬أولها احتمال حدوث المخاطر وشدة عواقبها‪ ،‬أما ي‬
‫بمكوني هما‪ :‬احتمالية حدوث‬ ‫ر‬ ‫معي خالل فية معينة‪ ،‬وعليه فالمخاطر تتصف‬ ‫تأثي ر‬ ‫احتمالية حدوث ر‬
‫حدث وشدة عواقب هذا الحدث‪.‬‬
‫كما ينظر للمخاطر عىل أنها عملية طبيعية الحدوث بسبب اإلنسان أو أحداث لها القدرة عىل تسبب‬
‫ئ‬
‫بيت‪ ،‬أو‬
‫االجتماع‪ ،‬أو تدهور ي‬‫ي‬ ‫الخسارة وإلحاق الرصر بالممتلكات أو اختالل يف النشاط االقتصادي أو‬
‫وتسييه والتكيف معه ‪.‬‬ ‫ر‬ ‫حقيق أو محتمل بوقوع حدث ضار ماديا أو معنويا‪ ،‬يمكن تقويمه‬ ‫ي‬ ‫تهديد‬
‫ولتدبي المخاطر يجب أوال التنبؤ بها مع ضبط خطة محكمة للوقاية والطوارئ‪ ،‬بعد ذلك اصالح األضار‬ ‫ر‬
‫الناتجة عنه ‪.‬‬
‫التاىل ‪:‬‬
‫ي‬ ‫وتعرف المخاطر عىل الشكل‬
‫المخاطر = األمالك ‪ +‬الهشاشة ‪ +‬االحتمال‬
‫‪RISQUE=Patrimoine + Vulnérabilité+ Probabilité‬‬
‫األمالك‪ :‬حيث تتعرض الممتلكات سواء كانت عمومية أو خاصة إىل األضار‪.‬‬
‫غي المحصنة‪،‬‬ ‫أكي عىل األمالك القابلة لترصر أو ر‬ ‫الهشاشة‪ :‬أو القابلية للترصر‪ ،‬حيث يكون ّ واقع الخطر ر‬
‫والموجودة قرب موقع الخطر‪ ،‬كما تلعب شدة الخطر دور يف زيادة أو نقصان األضار الناجمة عنه ‪.‬‬
‫اىل كارثة مفجعة ‪.‬‬ ‫االحتمال‪ :‬هو محاولة استباق الخطر قبل وقوعه‪ ،‬وتجنب تحوله ي‬

‫‪4‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫استنتج مما سبق‬
‫خطية عىل الطبيعة وعىل حياة ر‬
‫البش‪ .‬الفرق ربي الخطر والكوارث‬ ‫ه أحداث لها آثار‬
‫ً‬
‫ر‬ ‫المخاطر والكوارث ي‬
‫ه حدث يرص فعليا بحياة اإلنسان‬‫خطي يمثل تهديدا لإلنسان بينما الكارثة ي‬
‫ر‬ ‫هو أن الخطر هو حالة أو حدث‬
‫وممتلكاته ويعطل األنشطة االجتماعية‪ .‬ومما تجدر االشارة إليه أنه رغم االختالف الواضح ربي المصطلحات‬
‫الت تهدد األنسان وبيئته‪ ،‬وقد تكون األخطار‬
‫وه األخطار ي‬ ‫السابقة إال أنها تدور جميعا حول ظاهرة واحدة‪ ،‬ي‬
‫الحاىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫غي محسوسة يف الوقت‬ ‫بطيئة أو رسيعة حادة العنف أو ر‬
‫‪ I‬مدخل لدراسة األخطار والكوارث الطبيعية‬
‫تمثل األخطار والكوارث الطبيعية فرعا من فروع الجغرافيا وهو فرع حديث العمر ويدخل ضمن فروع‬
‫الجغرافيا تحت قسم خاص يف الجغرافيا التطبيقية‪ ،‬إال أنه يختلف عنها يف عدة جوانب تجعل دراسة‬
‫األخطار والكوارث فرعا جغرافيا له شخصيته المستقلة وعىل سبيل المثال ‪:‬‬
‫‪ ‬أن الجغرافيا التطبيقية تعالج بشكل عام كافة جوانب الجغرافيا‪ ،‬بينما جغرافية األخطار والكوارث‬
‫الطبيعية تختص بالجوانب الجغرافية الطبيعية ‪.‬‬
‫حي تهتم جغرافية‬ ‫شموىل ألية منطقة‪ ،‬يف ر‬
‫ي‬ ‫‪ ‬أن الجغرافيا التطبيقية تعالج كافة العناض الجغرافية وبشكل‬
‫الت تنتج عنها ‪.‬‬
‫األخطار والكوارث بالتخصيص حيث تركز عىل نوعية الظواهر الطبيعية واألحداث ي‬
‫ر‬
‫البشية يف جملتها بشكل مستقل ألغراض المنفعة البشية‪،‬‬ ‫‪ ‬أن الجغرافيا التطبيقية قد تعالج العناض ر‬
‫بينما جغرافية الكوارث الطبيعية تعالج العناض والظواهر الطبيعية فقط ‪.‬‬
‫ان أو زيادة‬ ‫اع أو التوسع العمر ي‬
‫النفع إىل زيادة اإلنتاج الزر ي‬
‫ي‬ ‫‪ ‬أن الجغرافيا التطبيقية تهدف من وراء الجانب‬
‫التدمي‬
‫ر‬ ‫حي جغرافية الكوارث الطبيعية تهدف إىل الكشف عن مواطن الخطر ومقدار‬ ‫الصناع يف ر‬
‫ي‬ ‫اإلنتاج‬
‫ر‬
‫التدمي والخسائر البشية ‪.‬‬
‫ر‬ ‫والعمل عىل تقليل‬
‫ه مقالة‬ ‫التغيات يف الفلسفة الجغرافية‪ ،‬وكانت البداية ي‬ ‫ر‬ ‫لقد بدأت دراسة الكوارث الطبيعية وتأثرت بكل‬
‫والت تساءل فيها عن مغزى االهتمام بهندسة ضبط الفيضانات يف الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫‪ White,G,1945‬ي‬
‫حي ازداد التوسع الحرصي يف السهول المعرضة للفيضانات والخسائر‬ ‫وقد ظهرت أهمية تلك المقالة ر‬
‫الجمة يف الخمسينات‪ ،‬وعىل هذا نشأت مدرسة سلوكية يف جامعة شيكاغو اهتمت باإلدراك والسلوك‬
‫البشي إزاء الكوارث وتحليل السياسات لتقليل الخسائر ‪.‬‬‫ر‬
‫لقد توسع مجال دراسة الكوارث يف الستينات ليضم قائمة جديدة بجانب الفيضانات والزالزل حيث اتسع‬
‫الت تمهد للكوارث مثل التصحر وإزالة الغابات والتصحر‪ ،‬التعرية الساحلية‬ ‫النطاق ليشمل المشاكل ي‬
‫وغيهم ‪.‬‬‫األرض والموجات الثلجية ر‬
‫ي‬ ‫والجفاف واالنزالقات‬

‫‪5‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫الت أدت لالهتمام بالكوارث بعد عام ‪1965‬‬
‫أ) العوامل ي‬
‫والتغيات المناخية ‪.‬‬
‫ر‬ ‫المفاج لعدد من الكوارث الطبيعية والتكنولوجية‬ ‫ر ئ‬ ‫‪‬االنطالق‬
‫اإلعالم‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪‬االهتمام‬
‫ر‬
‫‪‬التوجه الجديد للجغرافيا الطبيعية لالهتمام بالكوارث واالقياب أكي من المشاكل البشية وهجر‬
‫الجيومرفولوجية البحتة والمناخ النظري ‪.‬‬
‫‪‬ظهور جماعات ضغط أكاديمية وسياسية مثل‪ :‬جماعة الخرص وحركات الحفاظ عىل البيئة ‪.‬‬
‫الت تشكلت تحت ظلها معاهدات ومنظمات ولجان خاصة بالكوارث‬ ‫لقد انتقل االهتمام لألمم المتحدة ي‬
‫مثل ‪:‬‬
‫الدوىل لدراسة الزالزل والهزات األرضية باليابان ‪1962‬‬ ‫ي‬ ‫‪‬المعهد‬
‫األورن والمتوسط لقياس الزالزل بفرنسا ‪1976‬‬ ‫ري‬ ‫‪‬المركز‬
‫بالفلبي ‪1968‬‬
‫ر‬ ‫أعاصي التيفون‬
‫ر‬ ‫‪‬لجنة إسكاب لرصد‬
‫‪‬مكتب منسق األمم المتحدة للغوث عند الكوارث ‪ANDRO .1972‬‬
‫‪ ‬المكاتب التابعة لهيئة الصحة العالمية لمكافحة األوبئة واألمراض المختلفة‪.‬‬
‫دوىل للتقليل من خسائر الكوارث الطبيعية‪،‬‬‫كانت ذروة االهتمام بنداء أطلق عام ‪ 1984‬لعقد مؤتمر ي‬
‫وف عام ‪ 1989‬صدر قرار األمم المتحدة باعتبار عقد التسعينات عقد التقليل من خسائر الكوارث‬ ‫ي‬
‫الطبيعية واختصارها‬
‫)‪ (International Decade for Natural Disasters Reduction‬اختصاره ‪ ،IDNDR‬ومع أن القرار‬
‫واالعاصي واالمواج الزلزالية واالنزالقات األرضية‬
‫ر‬ ‫والت تحددت بالزالزل‬ ‫أشار اىل الكوارث الطبيعية فقط ي‬
‫والحرائق والجفاف والتصحر اىل أن القرار يف ذاته يعد عهدا جديدا بالنسبة للدراسة البيئية وقد حددت‬
‫يىل‪:‬‬
‫ه كما ي‬ ‫والت ي‬
‫أهدافها عام ‪ ،1992‬ي‬
‫تأثي الكوارث بكفاءة ومساعدة الدول النامية يف تحليل خسائر الكوارث‬ ‫‪ ‬تطوير قدرة كل دولة للتخلص من ر‬
‫وإقامة محطات لإلنذار المبكر‪.‬‬
‫‪‬تحديد الخطوط العريضة إلسياتيجيات تطبيق المعرفة العلمية والتقنية واألخذ يف االعتبار الفوارق‬
‫االقتصادية والثقافية ربي الدول‪.‬‬
‫‪‬توظيف المعطيات العلمية والهندسية لسد الفجوة يف المعرفة الالزمة لتقليل فقد الحياة والممتلكات‪.‬‬
‫نش المعلومات المتاحة والجديدة الخاصة بمقاييس التحليل والتنبؤ بالكوارث الطبيعية‪.‬‬ ‫‪ ‬ر‬
‫البشية يف القرن ‪ 21‬منها‪:‬‬‫هناك عدة مشاكل تواجه ر‬
‫‪ ‬الزيادة المستمرة لعدد السكان يف العالم‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع معدالت استهالك الموارد الطبيعية وما ييتب عليها من توترات سياسية‪ ،‬وأزمة يف المياه قد تصل‬
‫اىل حد الكارثة‪.‬‬
‫‪ ‬مشكل ارتفاع درجة حرارة األرض وما يعقب ذلك من ارتفاع منسوب مياه البحر‪.‬‬
‫‪ ‬اتساع ثقب طبقة األوزون‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫تمثيىل ألهم أنواع الكوارث الطبيعية‬
‫ي‬ ‫مخطط‬

‫الت اهتمت بدراسة األخطار والكوارث الطبيعية‬


‫ب) المدارس ي‬
‫ينظر إىل الكوارث أحيانا كنوع من العقوبات اإللهية‪ ،‬السيما وأن القصص الدينية حافلة باألقوام الذين‬
‫العلم‪.‬‬
‫ي‬ ‫للتقص‬
‫ي‬ ‫طبيع تحاول إخضاعه‬ ‫ي‬ ‫إله‪ ،‬ومن الثقافات من تنظر للكارثة كأمر‬ ‫تعرضوا للكوارث كغضب ي‬
‫كثي من االتجاهات‪ ،‬تتفق جميعها عىل‬ ‫أما يف مجال العالقة والتفاعل ربي اإلنسان والبيئة فقط ظهرت ر‬
‫الت تسد حاجة االنسان‪.‬‬ ‫ه مصدر الموارد ي‬ ‫حقيقة أن البيئة ي‬
‫ر‬
‫أوال‪ :‬المدرسة األيكولوجية البشية ‪:‬وهذا االسم يطلق عىل االتجاه الذي اهتم بالبيئة من منظور جديد‬
‫البشي للبيئة‪ .‬وتلك المدرسة نشأت بعد مقالة ‪1945‬‬ ‫مخالف للحتمية‪ ،‬والت اعتنقت مفهوم التكييف ر‬
‫ي‬
‫‪ Kates‬الذي اشتغل هو وزمالؤه يف دراسة الكوارث‪ ،‬حت أصبح يطلق عليها اسم ‪ .Kates school‬وترى‬
‫اإلنسان‪،‬‬
‫ي‬ ‫هذه المدرسة أن نظاما من األحداث الطبيعية يوجد جنبا إىل جنب مع نظام من االستخدام‬
‫ر‬
‫السلت يتحول إىل كارثة خارج السيطرة البشية‬ ‫اإليجان إىل موارد واالستخدام‬ ‫بحيث يتحول االستخدام‬
‫ري‬ ‫ري‬
‫مثل الزالزل والفيضانات‪.‬‬
‫السياس‪ :‬يضم هذا االتجاه مفكرين شت من جماعات السالم األخرص والراديكاليون‬ ‫ي‬ ‫ثانيا‪ :‬مدرسة االقتصاد‬
‫ر‬
‫والذين انتقدوا مدرسة األيكولوجية البشية‪ ،‬وبرغم الجذور الماركسية لبعض كتاب هذه المدرسة فإنها‬
‫اآلن ‪:‬‬ ‫ر‬
‫ترعرعت يف مهد الرأسمالية ونلخص النقد الموجه للمدرسة االيكولوجية البشية يف ي‬
‫البشية أهملت كل ما كتب يف العلوم االجتماعية خالل القرن ‪.‬‬ ‫‪‬أن مدرسة األيكولوجية ر‬
‫تفسي الكوارث وتحليلها يف تأرجح ربي سلوك الفرد والجماعة ودون االستناد عىل نظرية‬ ‫ر‬ ‫‪‬أنه ال يمكن‬
‫متكاملة أكي شموال ‪.‬‬
‫تفسي‬
‫ر‬ ‫غي ثابتة‪ ،‬وال يمكن‬ ‫وف نفس الوقت فإنها نقطة يف الزمان ر‬ ‫مكان ي‬
‫ي‬ ‫‪‬عندما نناقش قضية فإنها ذات بعد‬
‫التاريخ الطويل ‪.‬‬‫ي‬ ‫الحاض دون معرفة المسار‬
‫فق دراسة‬ ‫بالتنظي المجرد‪ ،‬لكنها استشهدت بعديد من الدراسات والنماذج‪ .‬ي‬ ‫ر‬ ‫لم تكتف هذه المدرسة‬
‫السياس االقتصادي الطويل؛ مبينا النسق‬ ‫ي‬ ‫نيجييا يتعرض لتاريخها‬ ‫ر‬ ‫‪ Watts‬عن المجاعة يف شمال‬
‫اإلسالم يف أيام الخالفات اإلفريقية يف توسيع مساحات الحبوب؛ ووجود نظام من األرس الممتدة‬ ‫ي‬
‫يطان‬
‫ي‬ ‫الي‬‫ر‬ ‫االستعمار‬ ‫ء‬‫مخ‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ثم‬ ‫ب‪،‬‬ ‫ذ‬ ‫الج‬ ‫سنوات‬ ‫مع‬ ‫التعامل‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫المجتمع‬ ‫ونجاح‬ ‫المصائب‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫المتكافلة‬
‫وإدخال السلع النقدية مثل القطن‪ ،‬وتقلص مساحات الحبوب وتحطم نظام األرس الممتدة إىل أرس نووية‬
‫االجتماع االقتصادي يف حل‬ ‫ي‬ ‫والت تمثل فشل التحديث والنظام‬ ‫محدودة وفشلها يف مواجهة الكوارث ي‬
‫اإلشكالية ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫اإليكولوج ر‬
‫البشي إىل ضورة وجود التوازن ربي الكثافة السكانية والموارد‬ ‫ر ي‬ ‫و يف الوقت الذي أشار فيه الفكر‬
‫تدبي الكارثة وإنشاءاتها‬ ‫ر ي‬
‫النموذج ل ر‬ ‫العمىل‬
‫ي‬ ‫المتاحة والدراسة العلمية للكوارث بأنواعها‪ ،‬وتفاصيل التعامل‬
‫االجتماع االقتصادي؛‬
‫ي‬ ‫السياس تشد انتباهنا إىل ضورة إدخال البعد‬‫ي‬ ‫الهندسية‪ ،‬فإن مدرسة االقتصاد‬
‫تدمي البيئة وحدوث الكوارث‪ .‬هذا‬ ‫ر‬ ‫الت تؤدي يف المدى البعيد إىل‬ ‫ومفهوم الهامشية المكانية واآلليات ي‬
‫يستدع نهضة تراث قائم عىل‬‫ي‬ ‫االجتماع‪ ،‬إذ‬
‫ي‬ ‫جدل مازال دائرا ويدعونا إىل انتهاج فكر نابع من واقعنا‬
‫دراسات ميدانية للكوارث وقبلها وجود اسياتيجية للبحوث ‪.‬‬
‫ج ) مستويات دراسة األخطار‬
‫تتدرج دراسة األخطار إىل ثالثة مستويات‪ ،‬ورغم تشابه تلك المستويات والمصطلحات يف موضوعاتها‪ ،‬إال‬
‫ر‬
‫بشء من اإليجاز‪:‬‬ ‫أنها تتفاوت يف كم ومدلول كل منها‪ .‬ويحسن بنا أن نتناول تلك المستويات ي‬
‫‪1-‬األخطار البيئية‬
‫تتعدد وتختلف مفاهيم كلمة البيئة من علم آلخر ‪ ،‬فهناك البيئة االجتماعية ‪ ،‬والبيئة الثقافية ‪ ،‬والبيئة‬
‫الطبيعية وقد عرف مؤتمر إستكهولم للبيئة عام ‪ 1972‬البي ئة بأنها " مجموعة من النظم الطبيعية‬
‫والت يستمدون منها زادهم‪ ،‬ويؤدون‬ ‫الت يعيش فيها األنسان والكائنات األخرى ي‬ ‫واالجتماعية والثقافية ي‬
‫فيها نشاطهم‪.‬‬
‫وه‪ ،‬الغالف‬ ‫والت تضم أربعة نظم رئيسية ترتبط مع بعضها البعض ي‬ ‫بالبيئة الطبيعية‪ ،‬ي‬ ‫اف‬ ‫وي هتم الجغر ي‬
‫ئ‬
‫يعت بأن دارس األخطار‬ ‫وأخيا المحيط الحيوي‪ .‬وهذا ما ي‬ ‫ر‬ ‫المان‪ ،‬الغالف الصخري‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الجوي‪ ،‬الغالف‬
‫البيت مفهوم‬ ‫البيئية يجب أن يكون ملما بكافة الجوانب السابق االشارة إليها‪ ،‬كما يعت أن مفهوم الخطر ئ‬
‫ي‬
‫الت تؤثر عىل سطح‬ ‫والتغيات البيئية ي‬‫ر‬ ‫واسع وشامل يضم يف موضوعات دراسته كل المشكالت واألخطار‬
‫بش‪ ،‬بما يف ذلك األخطار الطبيعية‪.‬‬ ‫األرض بما عليه من ر‬
‫وتجدر اإلشارة إىل أن هناك عالقة وثيقة وقديمة ربي علم الجغرافيا والبيئة‪ .‬فالبيئة واإلنسان والعالقة‬
‫تشي إىل أن‬‫الت ر‬ ‫ه ميدان دراسة علم الجغرافيا‪ ،‬وقد ظهرت العديد من الكتابات القديمة والحديثة ي‬ ‫بينهما ي‬
‫الجغرافيا تدرس البيئة من أجل اإلنسان‪ ،‬وتهتم األخطار البيئية بدراسة التفاعل ربي األنسان والبيئة‬
‫البيت‪ ،‬كما تهتم بصورة أساسية بالمشاكل البيئية ونشأتها وكيفية مجابهتها وتحليلها‪ .‬وتضم‬ ‫ئ‬ ‫والتوازن‬
‫ي‬
‫األخطار البيئية كل األخطار الطبيعية بما فيها األخطار الجيومرفولوجية إىل جانب كل األخطار المقينة‬
‫البيت‪.‬‬‫ئ‬ ‫باالختالل‬
‫ي‬
‫وتعد مشكلة تدهور البيئة الركن االول وصلب موضوعات واهتمامات علم البيئة‪ ،‬ومن أهم صور التدهور‬
‫وغيها من صور التدهور‪ ،‬ويقصد بالتدهور هنا‬ ‫القضاء عىل الغابات وتجريف اليبة وتملحها والتصحر ر‬
‫تناقص القدرة اإلنتاجية ألي منطقة‪ .‬كما تعد مشكلة التلوث بعناضها الهوائية والمائية والثقافية الركن‬
‫الثان من أركان دراسة المشاكل واألخطار البيئية‪.‬‬ ‫ي‬
‫وتأثيه عىل‬‫ر‬ ‫السلت‬ ‫التغي‬
‫ر‬ ‫وخاصة‬ ‫ئ‬
‫البيت‬ ‫النظام‬ ‫ف‬ ‫ات‬‫التغي‬
‫ر‬ ‫بموضوع‬ ‫البيئية‬ ‫األخطار‬ ‫اسات‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫تهتم‬ ‫كما‬
‫ري‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫اإلنسان‪ .‬ومن المالحظات الجديرة بالذكر أنه رغم التعريف السابق االشارة إليه لمفهوم البيئة وعناضها‬
‫الت صدرت بعنوان البيئة ومشكالتها يهتم معظمها وإن لم يكن كلها بدور‬ ‫كثي من الكتابات ي‬ ‫وأخطارها‪ ،‬فإن ر‬
‫كي بذلك موضوعات أخرى جديرة باالهتمام‬ ‫تأثي ذلك عليه‪ ،‬تار ر‬ ‫ئ‬
‫البيت‪ ،‬ثم ر‬ ‫األنسان يف حدوث التلوث‬
‫ي‬
‫الطبيع‪ ،‬وأيضا من‬ ‫ي‬ ‫وأخيا فإنه من الواضح أن مفهوم األخطار البيئية أشمل وأعم من الخطر‬ ‫ر‬ ‫والدراسة‪.‬‬
‫والتغيات البيئية ليست‬ ‫ر‬ ‫ر ي‬
‫الجيومرفولوج‪ ،‬إذ أنه يضع يف حسبانه األنسان مؤثرا ومتأثرا باألخطار‬ ‫الخطر‬
‫الباحثي‪.‬‬
‫ر‬ ‫للكثي من‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الطبيعية فقط‪ ،‬بل والبشية أيضا‪ ،‬ورغم كل ذلك فمازال هذا المفهوم غامضا‬
‫د ) منهج دراسة األخطار والكوارث‬
‫اآلن ‪:‬‬
‫يسي يف عدة خطوات وتتمثل يف ي‬
‫تتبع جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية منهجا ر‬

‫‪8‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫‪ 1-‬التعريف بكل من الخطر والكارثة ونوعها يف أي منطقة يف العالم ‪.‬‬
‫الت تؤدي إىل نشأة الكارثة أو حدوثها أو تكوينها ‪.‬‬‫‪ 2-‬العوامل ي‬
‫الممية لألخطار والكارثة ‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪ 3-‬الخصائص‬
‫اف لمناطق األخطار وحدوث الكوارث ‪.‬‬ ‫‪ 4-‬التوزي ع الجغر ي‬
‫‪ 5-‬اآلثار الجغرافية للكارثة ‪.‬‬
‫‪ 6-‬طرق صيانة البيئة الجغرافية من الكوارث الطبيعية وطرق الوقاية‪ ،‬وذلك إما عن طريق منع األخطار‪.‬‬
‫ه ) األنواع الرئيسية ألخطار الطبيعية‬
‫الت قد تؤدي إىل الكوارث (حسب المنظمة العالمية لألرصاد الجوية‪،‬‬ ‫يىل بعض األخطار األكي شيوعا ي‬ ‫فيما ي‬
‫الدوىل للعلوم( ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫والمجلس‬
‫المخاطر المناخية‪ :‬العواصف (رياح قوية‪-‬إعصار‪ /‬إعصار مداري‪ /‬إعصار التايفون ‪-‬زوبعة برد ‪/‬عاصفة‬
‫اليق الخ ‪...‬‬
‫البحيات)‪ ،‬حريق ناجم عن ر‬ ‫ر‬ ‫(ف البحار أو‬
‫ثلجية‪-‬عاصفة رملية‪-‬حركة األمواج ي‬
‫الت تسد مجاري األنهار‬ ‫والبحيات واألتربة والصخور ي‬‫ر‬ ‫المخاطر الهيدرولوجية‪ :‬الفيضانات (فيضان األنهار‬
‫التسونام الخ ‪...‬‬
‫ي‬ ‫(‬
‫الساحىل‪/‬‬
‫ي‬ ‫اليكانية ‪-‬الزلزالية ‪-‬االنجراف (ضفاف األنهار‪ /‬الخط‬ ‫المخاطر الجيولوجية‪ /‬الجيومورفولوجية‪ :‬ر‬
‫الجروف الساحلية( ‪.‬‬
‫الت تنتقل ربي اإلنسان‬ ‫المخاطر البيولوجية‪ :‬األوبئة (عند اإلنسان‪ ،‬الحيوان‪ ،‬والنبات‪ ،‬واألمراض ي‬
‫الحشات الضارة) تكاثر الطحالب‪ ،‬االنتشار الشي ع لألعشاب والنباتات الضارة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫والحيوان‪ ،‬تف ر‬
‫ئ‬ ‫ي‬
‫يان (سقوط النيازك‪ ،‬موجات المغناطيسية للشمس)‪.‬‬ ‫الفييائية الفلكية‪ :‬الطقس ر‬
‫الفي ي‬ ‫المخاطر ر‬
‫ر‬
‫اض بهدف تنظيفها)‪ ،‬الحريق المتعمد‪ ،‬حرق المخلفات‬
‫ئ‬ ‫المخاطر من صنع البش‪ :‬الحرائق (حرق األر ي‬
‫وتدمي‬
‫ر‬ ‫واليية)‬
‫البشية ر‬ ‫العضوية (التلوث) تهديد الصحة (التسمم الغذان واألمراض‪ ،‬ارتفاع الوفيات ر‬
‫ي‬
‫اإليكولوج‪.‬‬
‫ر ي‬ ‫النظام‬
‫التغي يف نمط سقوط األمطار‪ ،‬زيادة شدة‬ ‫ر‬ ‫المناج‪ :‬ارتفاع مستوى البحر‪ ،‬ذوبان التجمد‪،‬‬ ‫ي‬ ‫التغي‬
‫مخاطر ر‬
‫ووتيتها‪.‬‬ ‫العواصف ر‬
‫الت تجتمع من أجل إعطاء صورة كاملة لهذه‬ ‫كل هذه العناض تشيك يف مدلول المخاطر الطبيعية‪ ،‬ي‬
‫األخية‪.‬‬
‫ر‬ ‫الت تزداد وتتفاقم لتصبح أكي خطورة خاصة يف العقود الزمنية‬ ‫الظاهرة ي‬
‫و ) خصائص المخاطر الطبيعية والكوارث‬
‫يىل‪:‬‬
‫والت تتمثل فيما ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫‪ ‬اختالف المكان‪ :‬تقع المخاطر يف البيئة المفتوحة بعيدا عن السكان والنشاط البشي‪ ،‬كما يمكن أن‬
‫البشية حيث يستوطن االنسان ويزاول نشاطه المختلف‪.‬‬ ‫تقع ف البيئة ر‬
‫ي‬
‫وغي ر‬
‫مبارسة‪ ،‬كما تحدث ألسباب ال عالقة‬ ‫بشية ر‬
‫مبارسة ر‬ ‫‪ ‬اختالف السبب‪ :‬تحدث المخاطر ألسباب ر‬
‫لإلنسان بها‪.‬‬
‫تأثيها فيكون بدنيا‬ ‫ر‬
‫وغي مبارسة عىل البيئة ومكوناتها‪ ،‬ويختلف ر‬ ‫ر‬
‫التأثي‪ :‬تؤثر المخاطر مبارسة ر‬ ‫ر‬ ‫‪ ‬اختالف‬
‫ر‬
‫أو نفسيا أو ماديا‪ ،‬ويكون بسيطا ومتوسطا أو شديدا‪ ،‬وآثارها فيه تتجىل يف القتل واليوي ع وتشيد السكان‬
‫ونش األمراض‪.‬‬‫وتدمي الممتلكات ر‬ ‫ر‬
‫تأثيها موضعيا‪،‬‬ ‫اف‪ :‬يختلف امتداد وانتشار ر‬
‫تأثي المخاطر‪ ،‬فقد يكون ر‬ ‫‪ ‬اختالف نطاق ر‬
‫تأثيها الجغر ي‬
‫محليا‪ ،‬إقليميا أو عالميا مثل كورونا‪.‬‬
‫ثوان أو دقائق أو ساعات‬‫الزمت للمخاطر‪ ،‬فقد تكون مدته ي‬
‫ي‬ ‫‪ ‬اختالف نطاق ر‬
‫تأثيها زمنيا‪ :‬يختلف العمر‬
‫أو أياما وشهورا وسنوات‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫غي مرئية كالغازات السامة‪ ،‬إذ ال يمكن‬
‫اكي وبعضها ر‬
‫والي ر‬
‫بعض المخاطر والكوارث يمكن رؤيتها كالسيول ر‬
‫توقع المخاطر والكوارث كلها‪ ،‬ولكن يمكن توقع بعضها بدرجات متفاوتة‪ ،‬ويمكن فقط الحد أو التقليل‬
‫الت قد تنتجها‪ ،‬وذلك بمواجهتها والتصدي لها‪.‬‬ ‫ر‬
‫من الخسائر البشية والمادية ي‬
‫تدبي األخطار الطبيعية والكوارث‬
‫ر‬ ‫‪II‬‬
‫الت تتناولها‬
‫تدبي األخطار الطبيعية والكوارث‪ ،‬وأصبح من العلوم ي‬
‫أخيا اىل علم ر‬‫اتجهت األنظار ر‬
‫الت تستهدف‬ ‫الكثي من الدراسات العلمية‪ .‬وهذا العلم هو عبارة عن مجموعة من الخطط ي‬ ‫ر‬
‫التحضي واالستعداد والمواجهة والتصدي للكارثة‪ ،‬مما يؤدي اىل تقليل حجم الخسائر الناجمة عند‬
‫ر‬
‫حدوثها بأقل جهد ووقت وتكلفة يف حدود اإلمكانات المتاحة‪.‬‬
‫والخياء وعىل مستوى عال من‬
‫ر‬ ‫اإلداريي‬
‫ر‬ ‫بتدبي األخطار الطبيعية والكوارث‪ ،‬هم من‬
‫ر‬ ‫الذين يقومون‬
‫التدريب واالستعداد عىل مواجهة الكوارث‪ .‬ومن خالل ذلك تتحقق استجابة رسيعة وفعالة يف‬
‫التدميية وتقليص أضارها‪.‬‬
‫ر‬ ‫السيطرة عليها والحد من آثارها‬
‫وغي‬
‫الت تنطبق عىل الكارثة الطبيعية ر‬
‫تدبي األخطار الطبيعية والكوارث عامة لها نفس القواعد ي‬ ‫ر‬
‫لتدبي مهما كان نوعها مع اختالف خصوصية كل كارثة عن‬ ‫ه ذاتها ل ر‬‫الطبيعية‪ ،‬لذلك فإن القواعد ي‬
‫ه المبادئ‬ ‫األخرى‪ .‬وسيتم التطرق اىل مراحل ر‬
‫تدبي األخطار والكوارث‪ ،‬لكن قبل ذلك فما ي‬
‫لتدبيها؟‬
‫ر‬ ‫األساسية‬
‫تدبي األخطار والكوارث‬
‫الت تحكم ر‬
‫أ المبادئ األساسية ي‬
‫ر ئ‬
‫يقتص أن تكون هناك جهاز مركزي‬ ‫ي‬ ‫الناس عن الكارثة‬ ‫يعت أن مواجهة الموقف‬ ‫أوال‪ :‬مبدأ المركزية‪ ،‬ي‬
‫واحد له الصالحية القانونية يف اتخاذ القرارات الالزمة ألعمال المواجهة بما يحقق وحدة القرار‪،‬‬
‫ويمنع التضارب واالختالف‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبدأ إخضاع المصلحة الفردية للمصلحة العامة‪ ،‬بمعت أن األهداف العامة لها األولوية‬
‫واألفضلية عىل أي أهداف أخرى مهما كانت‪.‬‬
‫الهرم بمعت أنه كلما كان خط السلطة أرسع يف توصيل التوجهات والحصول‬ ‫ي‬ ‫ثالثا‪ :‬مبدأ التسلسل‬
‫عىل المعلومات كلما كانت اإلدارة أكي كفاءة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مبدأ المساواة‪ ،‬وتقسيم األعمال‪ ،‬حيث يؤدي اىل تحقيق كفاءة األداء‪ ،‬وتحقيق المساواة‬
‫والعدالة يف معاملة المترصرين من الكارثة والعمل عىل أال يكون للتدخل أو الوساطة‪ ،‬أي اعتبار‬
‫وذلك بما يكفل أن يحصل كل مترصر عىل حقه بما يمنع استغالل المواقف وانتهاز الفرص‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬مبدأ المبادرة واالبتكار‪ ،‬بمعت األخذ بالطرق والمناهج الحديثة‪ ،‬والعمل عىل ابتكار‬
‫األساليب الجديدة والمتطورة يف أعمال التدخل واإلنقاذ يف مواجهة الكوارث المختلفة‪.‬‬
‫ب ماهية التحديات المتعلقة يف مواجهة األخطار الطبيعية والكوارث‬
‫تدبي األخطار والكوارث‪ ،‬ويمكن أن أذكر بعضا‬ ‫القائمي عىل ر‬
‫ر‬ ‫الت تواجه‬
‫هناك العديد من التحديات ي‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ ‬هناك صعوبة يف وضع قواعد عامة لتطبيقها يف كافة أشكال األخطار والكوارث‪ ،‬وهذا ناتج من‬
‫تدبيها‪ ،‬وهذا االختالف ربما يلعب‬ ‫اختالفها وتنوع وطبيعتها‪ ،‬كما أنه قد ظهرت عدة اتجاهات يف ر‬
‫الطبيع‪.‬‬
‫ي‬ ‫فيه دورا هاما الخصوصية المحلية لطبيعة الكارثة والخطر‬
‫تختي عىل أرض الواقع‪ ،‬لذلك‬ ‫ر‬ ‫العلم‪ :‬إن معظم الدراسات نظرية ولكن أغلبيتها لم‬
‫ي‬ ‫‪ ‬عدم التطبيق‬
‫بتدبي الكارثة والخطر‪.‬‬‫ر‬ ‫فإننا يف حاجة اىل تطبيقات ميدانية لهذه النظريات المرتبطة‬
‫ئ‬ ‫‪ ‬المفاجأة وضيق الوقت‪:‬‬
‫فجان وبدون أن يكون هناك‬
‫ي‬ ‫الكثي من الكوارث واألخطار تحدث بشكل‬ ‫ر‬
‫الكثي من الوقت لمواجهتها‪،‬‬‫ر‬ ‫مقد مات لقدومها‪ ،‬كما أنها لم تكن متوقعة‪ ،‬وأن هذه المفاجأة ال تتيح‬

‫‪10‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫وف هذه الظروف فإن المعلومات المفيدة قد تكون متاحة أو متوفرة‪ ،‬وهذا ربما يكون ناتجا من‬ ‫ي‬
‫فجائية الكارثة نفسها‪ ،‬لذلك فإن متخذي القرار لمواجهة الخط والكارثة يجدون نفسهم أمام‬
‫والثان شح المعلومات المتاحة‪.‬‬
‫ي‬ ‫تحديي‪ ،‬أولهما ضيق الوقت‪،‬‬ ‫ر‬
‫السياس ينبع من طبيعة‬
‫ي‬ ‫سياس وإداري يف مواجهة الخطر والكارثة‪ ،‬فالتحدي‬ ‫ي‬ ‫‪ ‬هنالك تحد‬
‫الت يصعب التنبؤ بها‪ ،‬ومن ثم التهيؤ لها‪ ،‬وهذا التحدي يتمثل يف‬ ‫ظاهرة األزمة وفجائية الحدث ي‬
‫مستقبىل‪ .‬أما التحدي‬
‫ي‬ ‫لتدبي تلك الكوارث واألخطار‪ ،‬كمشكل‬
‫ر‬ ‫صعوبة صياغة السياسات العامة‬
‫الت تفرضها‬‫المؤسش مع التعدد والتداخل يف األنشطة ي‬
‫ي‬ ‫اإلداري فهو يف طبيعة التكوين اإلداري‬
‫تدبي الخطر والكارثة‪.‬‬‫خصوصية ر‬
‫تدبي األخطار الطبيعية والكوارث‪،‬‬ ‫الت تواجه الجهات المسؤولة يف ر‬ ‫ومن أهم التحديات المطروحة ي‬
‫ه استعمال التقنيات الحديثة المناسبة يف عمليات المواجهة‪ ،‬وأن التحديات المتوقعة من أي‬ ‫ي‬
‫تدبيهما‬
‫ر‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫حديثة‬ ‫تقنيات‬ ‫استعمال‬ ‫يتطلب‬ ‫وضعا‬ ‫وتخلف‬ ‫وقت‪،‬‬ ‫أي‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫تقع‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫كارثة‬ ‫أو‬ ‫خطر‬
‫وأن الحاجة أصبحت ماسة الستعمال تقنيات متطورة للمواجهة‪ ،‬بل واالستعداد قبل حدوث أي‬
‫كارثة أو خطر‪ .‬وأن لهذه التقنيات دورا فاعال يف إنقاذ األرواح وتقليل الخسائر المادية بل والتقليل‬
‫من تكلفة عملية اإلنقاذ‪ .‬ولقد ثبت من خالل الحوادث السابقة يف ر‬
‫تدبي الكوارث واألخطار‬
‫الطبيعية‪ ،‬أن كل درهم يرصف يف مرحلة االستعداد للمواجهة سيوفر مبلغ ثالث داهم عند مرحلة‬
‫تدبي الكوارث واألخطار الطبيعية‪ ،‬ربما يضطرون لدفع ثالث‬ ‫المسؤولي يف ر‬
‫ر‬ ‫يعت أن‬
‫المواجهة ي‬
‫أضعاف إذا لم يتمكنوا من تحديد أهدافهم بدقة يف مرحلة االستعداد‪.‬‬
‫لتدبي األخطار الطبيعية والكوارث‬
‫ر‬ ‫ج المقومات األساسية‬
‫لتدبي األخطار والكوارث هو تحقيق درجة استجابة رسيعة وفعالة لظروف‬ ‫ر‬ ‫الكىل‬
‫إن الهدف ي‬
‫التحضيات الالزمة‬
‫ر‬ ‫المتغيات المتسارعة للكارثة والخطر؛ بهدف درء خطرها وتهديدها‪ ،‬بإعداد‬ ‫ر‬
‫المصيية لمواجهتها وتقليص‬‫ر‬ ‫للكوارث واألخطار المتنبأ بحدوثها‪ ،‬أو بالتحكم واتخاذ القرارات‬
‫وتوفي الدعم الرصوري إلعادة التوازن اىل حالته الطبيعية‪.‬‬ ‫ر‬ ‫أضارها‬
‫يعت النشاط الهادف يقوم به المجتمع‬ ‫لتدبي الكوارث واألخطار الذي ي‬ ‫ر‬ ‫الكىل‬
‫ووفقا لهذا الهدف ي‬
‫التدابي للتحكم يف‬
‫ر‬ ‫ينبع عمله إزاءها واتخاذ وتنفيذ‬
‫ي‬ ‫ليفهم طبيعة المخاطر الماثلة لتحديد ما‬
‫مواجهة الكوارث واألخطار وتخفيف حدة ما ييتب عليها‪.‬‬
‫أساسيي‪:‬‬
‫ر‬ ‫تنبت عىل عنرصين‬‫ي‬ ‫لتدبي الكوارث واألخطار الطبيعية‬
‫ر‬ ‫الكىل‬
‫ي‬ ‫إن النظرة المتأملة يف الهدف‬
‫التدابي الالزمة للحد أو تقليص آثار الكوارث‬
‫ر‬ ‫أوال‪ :‬درء أخطار الكوارث بإزالة مسبباتها أو بإعداد‬
‫واألخطار المتنبأ بحدوثها‪.‬‬
‫التنظيم الفعال الذي يمكن من التحكم لمواجهة الكارثة والخطر عند‬ ‫ي‬ ‫ثانيا‪ :‬تصميم النسق‬
‫حدوثهما وتقليص أضارهما والعمل عىل إعادة التوازن لحالته الطبيعية بعد انتهاء الكارثة والخطر‪.‬‬
‫البديه القول من أبجديات جهود درء الكوارث واألخطار الطبيعية هو البعد عن مواطن‬ ‫ي‬ ‫ولعله من‬
‫الت‬
‫غي مجدي‪ ،‬ألن هناك العديد من الشواهد يف المغرب ي‬ ‫الخطر ‪ ،‬وبالرغم أن هذا األمر يبدو ر‬
‫توضح أن بعض السكان يفضلون السكن يف السهول الفيضية أو المناطق المنخفضة المحاذية‬
‫لألنهار أو يقومون ببناء المنازل يف مجاري السيول دون مراعاة لمجاري المياه الطبيعية‪ ،‬أو يف مناطق‬
‫تدفق المصارف الصناعية ‪ ،‬يحدث ذلك أحيانا لسوء التخطيط وعدم الحيطة وأحيانا لفقدان‬
‫التوعية بالمخاطر عىل السكن يف مثل هذه المواقع‪ ،‬وأحيانا لعدم توافر الصيانة المطلوبة للجسور‬
‫المعت بأبجديات الحيطة‬ ‫ي‬ ‫والمصارف الصناعية‪ .‬إن مثل هذه الظواهر ر‬
‫تشي اىل عدم إدراك المجتمع‬
‫من األخطار الطبيعية والكوارث‪ ،‬واىل قصور يف السياسات العامة وضعف يف البنيات األساسية‬
‫ر‬
‫ه يف ذات الوقت مؤرس‬ ‫الحكومية القائمة عىل جوانب التخطيط والتنفيذ والتوعية والتوجيه‪ ،‬كما ي‬
‫‪11‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫الت تؤمن الحد األدن‬
‫وبالتاىل فقدان النظرة المتكاملة ي‬
‫ي‬ ‫عىل عدم التنسيق ربي األجهزة الحكومية‬
‫‪.‬‬
‫المطلوب يف اسياتيجيات درء األخطار الطبيعية والكوارث ألن درء األخطار والكوارث‪ ،‬ال يتحقق‬
‫فقط بالبعد عن مواطن الخطر أو بيئة الكارثة‪ ،‬إنما بمزيد من اإلدراك للحيطة الواجبة من الكوارث‬
‫الت تؤمن توجها اسياتيجيا لدرء الكوارث‬
‫واألخطار بوضع السياسات والخطط وتصميم النظم ي‬
‫تدميية عند‬
‫والخطر بالحد من مسبباتها‪ ،‬أو عىل أقل تقليص ما يمكن أن ييتب عليها من آثار ر‬
‫حدوثها‪.‬‬
‫د االستعداد لمواجهة الكوارث‬
‫إذا كان من المتعذر دفع األخطار والكوارث وبالذات الطبيعية منها إال أنه باإلمكان االستعداد والعمل‬
‫الت‬ ‫ر‬
‫الت تنجم من تلك ي‬ ‫لمواجهتها وذلك لمنع وقوع ما يمكن منعه والحد من الخسائر المادية والبشية ي‬
‫وه‪:‬‬
‫تقع وهنالك ثالث مراحل لمواجهة الكارثة ي‬
‫‪ ‬مرحلة ما قبل الكارثة‪ ،‬تتطلب األخذ بأساليب الوقاية والتخطيط والجاهزية لمواجهة الكوارث‬
‫للمواطني‪.‬‬
‫ر‬ ‫واألخطار المستقبلية المتوقعة والتوعية المسبقة‬
‫ّ‬
‫الت يجب أن تتخذ لمواجهة والتقليل من آثار الخطر‬ ‫‪ ‬مرحلة مواجهة الكارثة‪ ،‬تحديد اإلجراءات ي‬
‫المنكوبي واستعادة الحياة الطبيعية بأرسع وقت ممكن‪.‬‬ ‫ر‬ ‫والكارثة مع إغاثة‬
‫‪ ‬مرحلة ما بعد الكارثة‪ ،‬تتمثل بإجراءات واسعة إلعادة تأهيل البت المعرضة للخراب ومن ثم إعادة‬
‫الت هجرت‪.‬‬ ‫ر‬
‫توطي المجتمعات البشية ي‬ ‫ر‬ ‫اعمارها وبناءها‪ ،‬ثم إعادة‬
‫إن مرحلة ما قبل الكارثة‪ ،‬تتطلب األخذ بأساليب الوقاية والتخطيط لمواجهتها والتوعية المسبقة‬
‫الت يجب أن تتخذ‬ ‫ه اإلجراءات ي‬ ‫وف مرحلة مواجهة الخطر والكارثة عند وقوعهما‪ ،‬فما ي‬ ‫للمواطني ي‬
‫ر‬
‫تدبي الخطر‬
‫للتقليل من آثارهما؟ وإن االستعداد لمواجهة الكارثة والخطر يتطلب اإللمام بفن وعلم ر‬
‫الكارثة‪ ،‬وهذا العلم يهتم بوضع الخطط للمواجهة والتصدي لها‪ ،‬حيث يقلل من الخسائر عند وقوعها‬
‫وف أرسع وقت‪ ،‬وبأقل تكلفة وذلك يف حدود اإلمكانات المتاحة‪.‬‬ ‫وأن يكون ذلك بأقل جهد ي‬
‫تدبي الكوارث واألخطار فريق عىل مستوى عال من القدرة عىل المواجهة‪ ،‬وذلك بمحاولة التنبؤ‬ ‫ويتوىل ر‬
‫بها قبل وقوعها‪ ،‬والتصدي لها إذا وقعت بما يقلل من آثاره‪ ،‬ويحد من أضارها‪ ،‬ويعمل عىل إعادة الحياة‬
‫تدبي األخطار والكوارث تتطلب تخطيطا اسياتيجيا يتصف بكل سمات‬ ‫وبالتاىل فإن ر‬‫ي‬ ‫إىل طبيعتها‪.‬‬
‫التخطيط ليكون فعاال وقابال للمراجعة والتقييم عند حدوث أي خلل يف الخطة‪ ،‬وأن أهم مرحلة تدبر بها‬
‫ه مرحلة االستعداد للكارثة والتخطيط لها ألنها من الكوارث الموسمية‬ ‫كارثة السيول والفيضانات مثال ي‬
‫التغيات‬
‫ر‬ ‫الت يتوقع حدوثها‪ ،‬وتتمثل هذه المرحلة بتجميع وإنشاء قاعدة للبيانات وتحليلها ورصد‬ ‫ي‬
‫تأن مرحلة تقدير مسبق لألضار قبل‬ ‫ي‬ ‫ثم‬ ‫ها‪،‬‬‫تدبي‬
‫ر‬ ‫وكيفية‬ ‫لمماثلة‬ ‫ا‬ ‫الكوارث‬ ‫آثار‬ ‫عىل‬ ‫والوقوف‬ ‫الدورية‬
‫الت تهتم بكيفية التقليل من الخسائر يف حال خروج الكارثة عن الحاالت المألوفة‪،‬‬ ‫وقوعها‪ ،‬تليها المرحلة ي‬
‫تدبيها يف زمن‬
‫المعايي المناسبة لتسهيل ر‬
‫ر‬ ‫األخية المتمثلة بتقدير حجم الكارثة ووضع‬ ‫ر‬ ‫تأن المرحلة‬‫ثم ي‬
‫قليل‪ ،‬ومما سبق نالحظ أهمية توفر البيانات لحل األزمة‪ ،‬وللوصول اىل ذلك يتطلب تطبيق للتقنيات‬
‫رئيش عىل السلطات‪،‬‬ ‫ي‬ ‫تدبي األخطار والكوارث بشكل‬ ‫تدبي الكوارث واألزمات‪ ،‬وتقع مسؤولية ر‬ ‫الحديثة يف ر‬
‫تدبي الكوارث ويجب ضمان التنسيق‬ ‫إضافة اىل مشاركة الجهات الخاصة بمستويات مختلفة يف مراحل ر‬
‫لتدبي بشكل صحيح‪.‬‬ ‫ربي مختلف الجهات ل ر‬
‫ه ) مبادئ التخطيط لمواجهة الكوارث‬
‫وه‪:‬‬‫هناك مبادئ عامة يجب مراعاتها عند إعداد الخطط لمواجهة األخطار والكوارث ي‬
‫تدبي وإدارة الكارثة أو‬
‫بالخيات العلمية يف مجال ر‬
‫ر‬ ‫يقتص االستعانة‬
‫ي‬ ‫علم‪ ،‬وهذا‬
‫ي‬ ‫‪ ‬مبدأ االستناد اىل أساس‬
‫األزمة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫‪ ‬مبدأ اإليجابية ‪ ،‬فتكون الخطة إيجابية إذا تحققت أهدافها بانتهاء المأمورية بنجاح وتحقيق الهدف‬
‫منها‪.‬‬
‫‪ ‬مبدأ مركزية التخطيط وليس مركزية التنفيذ‪.‬‬
‫تدبي‬
‫كي يف عمليات ر‬ ‫ويعت االليام يف التنفيذ‪ ،‬وبمعت آخر أن يكون جميع المشي ر‬ ‫ي‬ ‫‪ ‬مبدأ اإللزامية‬
‫مي الياما تاما‪ ،‬وال يجوز ألي منهم إجراء أي تعديل أو تبديل ألي جزيئة من جزيئات الخطة‪.‬‬ ‫الكوارث ملي ر‬
‫ويعت مدى استجابة الخطة لظروف الكارثة‪ ،‬ومدى قابليتها لمواجهة أي مشاكل‬ ‫ي‬ ‫‪ ‬مبدأ المرونة والحرية‬
‫عند التنفيذ دون أن تفشل‪.‬‬
‫‪ ‬مبدأ الواقعية أي ومالءمة الخطة للواقع واإلمكانات المتاحة لمواجهة الكارثة‪.‬‬
‫ويعت أن التخطيط ليس عامال عارضا نلجأ إليه يف ظروف معينة‪ ،‬بل المطلوب منه‬ ‫ي‬ ‫‪ ‬مبدأ االستمرارية‬
‫هو صفة االستمرارية‪.‬‬
‫‪ ‬مبدأ المشاركة حيث تؤخذ يف االعتبار اآلراء البناءة لمختلف ر‬
‫الخياء وكل من سيناط بهم أمر تنفيذ‬
‫الت تدرس فيها الجوانب المختلفة‬‫الخطة‪ ،‬وتحقيقا لهذا المبدأ ال بد من عقد االجتماعات واللقاءات ي‬
‫وغي المتوقعة حت تكون عىل بينة ودراية‬‫لتدبي الكارثة وجزئياتها‪ ،‬ودراسة جميع االحتماالت المتوقعة ر‬ ‫ر‬
‫كافية بأدق التفاصيل وحت تتجنب المفاجآت هذا من جانب‪ ،‬ومن جانب آخر يشعر الجميع أنهم‬
‫حريصي عىل نجاحها والوصول اىل تحقيق‬‫ر‬ ‫شاركوا يف الخطة فيعملون عىل تنفيذها بجدية‪ ،‬ويكونون‬
‫أهدافها‪.‬‬

‫ر ي‬
‫الجيومورفلوج‬ ‫‪ III‬الخطر‬
‫الجيومرفولوج‬
‫ر ي‬ ‫أ ) مفهوم الخطر‬
‫أقصد بمفهوم األخطار الجيومورفولوجية تلك األخطار الت تهدد وتسبب اضارا للنشاط ر‬
‫البشى وحياة‬ ‫ي‬
‫والت تقع عن أي من العوامل والعمليات المشكلة لسطح األرض‪ .‬وعىل هذا يدخل ضمن مفهوم‬ ‫األنسان ي‬
‫األخطار الجيومورفولوجية أي عامل يشكل سطح األرض سواء كان مناخيا أو جيولوجيا أو‬
‫بشيا‪.‬‬‫جيومورفولوجيا أو فلكيا أو ر‬
‫الماض عىل يد هارت‬
‫ي‬ ‫يعد مصطلح األخطار الجيومرفولوجية مصطلحا حديثا إذ ال يتعدى ظهوره العقد‬
‫‪Hart 1986‬والذي لم يوضح يف كتابه ما المقصود بهذا المصطلح واقترص فقط عىل تصنيف األخطار‬
‫الجيومرفولوجية حسب بيئة حدوث الخطر‪ ،‬نهرية‪ ،‬ساحلية‪ ،‬جافة وشبه جافة‪ ،‬جليدية وشبه جليدية‬
‫الت تحدث وتنشأ عن أحد العوامل مثل‬ ‫ر‬
‫نت أقصد باألخطار الجيومرفولوجية تلك ي‬ ‫كما سبق وارست إىل أ ي‬
‫ومغية لسطح األرض‪.‬‬‫ر‬ ‫االنزالقات األرضية وما يرتبط بها من عمليات جيومرفولوجية مشكلة‬
‫وتجدر اإلشارة هنا إىل أننا نستخدم العوامل والعمليات الجيومورفولوجية بمفهومها الواسع حيث تشمل‬
‫تلك العوامل وما يرتبط بها من عمليات كال من العوامل الداخلية ‪ ،‬والعوامل الخارجية ‪ ،‬وتنقسم العوامل‬
‫الداخلية إىل عوامل بطيئة تشمل االنكسارات واإللتواءات وحركات رفع وخفض سطح األرض‪ ،‬وعوامل‬
‫وغيها‪ .‬أما العوامل والعمليات الخارجية فتشمل‬ ‫اكي واالنهيارات األرضية ر‬ ‫والي ر‬
‫رسيعة تتضمن الزالزل ر‬
‫موسم‪ ،‬ومياه البحر‪،‬‬
‫ي‬ ‫وكما هو معلوم التجوية كعملية أولية واالنهيارات والمياه الجارية بشقيها الدائم وال‬
‫والمياه الجوفية‪ ،‬والجليد المتحرك وفعل الرياح‪.‬‬
‫ب ) االنزالقات األرضية‬
‫الت تحدث عند توفر العوامل المؤدية لها حيث تتغلب القوة المحفزة‬ ‫ه إحدى الظواهر الطبيعية ي‬ ‫ي‬
‫(زيادة الحمل والجاذبية وتعرض المنطقة لعوامل ألحت والتعرية) يؤدي إىل ضعفها و تغلبها عىل القوة‬
‫المقاومة لالنزالق (قوة التماسك و اإلحتكاك) مؤدية إىل اإلنهيارات و اإلنزالقات األرضية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫تحدث االنزالقات األرضية بفعل الجاذبية وبفعل األنهار والزحف الجليدي‪ .‬فعىل أي منحدر تتمكن‬
‫الجاذبية بمساعدة الطبيعة واإلنسان من نقل كميات ضخمة من اليبة وحطام الصخور من قمم‬
‫لك تستقر هناك لفيات تطول أو تقرص اىل أن تتمكن عوامل أخرى من نقلها‬ ‫المنحدرات اىل بطون األودية ي‬
‫بالمياه أو الرياح‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫كبي نسبيا‪ ،‬حيث‬ ‫تنشط عملية االنزالقات األرضية عندما تتوفر كتل صخرية أو جالميد يكون حجمها ر‬
‫غي مستقر أو ثابت‪ ،‬ذلك بفعل عدم تماسكها مع الصخر‬ ‫ُ‬
‫تكون موجودة يف أعىل المنحدرات لكن بشكل ر‬
‫األم لوجود صدوع أو تشققات صخرية‪ ،‬إضافة لوجود مواد طينية مزحلقة يف أسطح التطبق المائلة مع‬
‫االنحدار‪.‬‬
‫الت تقوم بها عمليات التعرية المختلفة؛ ولكنها تختلف‬‫لألدوار ي‬ ‫تقوم االنزالقات األرضية بأدوار متشابهة‬
‫ًّ‬
‫عنها يف أنها ال تنقل المواد الصخرية تدريجيا؛ وإنما تقوم بنقل كميات ضخمة منها من المنحدرات‬
‫ئ‬
‫كثي‬
‫فجان يف ر‬
‫ي‬ ‫المرتفعة إىل المنحدرات المنخفضة أو إىل السهول والوديان المجاورة دفعة واحدة وبشكل‬
‫ر ئ‬
‫مفاج لجزء‬ ‫من األحيان‪ .‬وتحدث هذه العمليات بأشكال مختلفة؛ فمنها ما يحدث بشكل انهيار أو سقوط‬
‫الت تتجمع عىل المنحدرات أو بشكل‬ ‫من الحافة الجبلية‪ ،‬ومنها ما يحدث بشكل انزالق للمواد المفككة ي‬
‫بطء لقطاعات كب رية من اليبة‪.‬‬ ‫زحف ي‬
‫‪ ‬دور االنزالقات األرضية يف تشكل سطح األرض‬
‫إن تنقل اليبة والحطام الصخري والصخور ال يقترص عىل فعل الجداول واألنهار واالنهيارات الثلجية‪ ،‬بل‬
‫تحدث تنقالت أخرى بفعل الجاذبية أيضا‪ .‬فعىل أي منحدر تتمكن الجاذبية بمساعدة الطبيعة واإلنسان‬
‫لك تستقر هناك‬ ‫من نقل كميات ضخمة من اليبة وحطام الصخور من قمم المنحدرات اىل بطون ئاألودية ئ ي‬
‫والهوان‪.‬‬
‫ي‬ ‫المان‬
‫ي‬ ‫لفيات تطول أو تقرص اىل أن تتمكن عوامل أخرى من نقلها عن طريق الجرف‬
‫يغلب عىل مظاهر السطح طابع االنحدار وليس االستواء‪ ،‬وعىل الرغم من أن معظم االنحدارات تبدو‬
‫ثابتة إال أنها يف الواقع أنظمة متحركة ومتطورة‪ .‬فالمواد المفككة عىل سطوح المنحدرات دائمة الحركة‬
‫البطء لليبة الذي ال يمكن الشعور به اىل الزحف الشي ع‬ ‫ي‬ ‫باتجاه األسفل بمعدالت تختلف من الزحف‬
‫طيت مروع‪ .‬ويمكن الحكم عىل حركة المواد عىل المنحدرات بأنها‬ ‫ي‬ ‫جدا يف شكل انهيارات صخرية أو جريان‬
‫تعتي بطيئة‪.‬‬
‫وه تتحرك‪ ،‬وإال فإنها ر‬ ‫بالعي المجردة ي‬
‫ر‬ ‫رسيعة إذا كان باإلمكان مشاهدتها‬
‫ه‬‫كبية مدمرة‪ ،‬علما بأن االنزالقات البطيئة ي‬ ‫وهكذا تحدث االنزالقات إما ببطء شديد أو فجأة وبشعة ر‬
‫بطء وعن طريق االنزالقات فوق طبقة أشد تماسكا‪.‬‬ ‫األكي شيوعا يف الطبيعة فقد تتحرك يف شكل تيار ي‬
‫وتضعف الحركة وقد تتوقف تماما خالل الفصول الباردة عندما تتجمد اليبة‪ ،‬لكن ذوبان الربيع يتسبب‬
‫البطء يف ميالن األشجار‬
‫ي‬ ‫يف تشبع اليبة بالماء وتجديد الحركة عىل قواعد زلقة‪ .‬هذا وتظهر آثار االنزالق‬
‫باتجاه المنحدر وقد تقتلعها من جذورها‪ ،‬وعىل العموم فإن االنزالقات األرضية والظواهر المصاحبة لها‬
‫الطي وزحف اليبة وتساقط الصخور يمكن أن تحدث طبيعيا أو نتيجة لمضاعفات األنشطة‬ ‫مثل جريان ر‬
‫غي المدروسة مثل شق الطرق حيث يعمل عىل إضعاف تماسك اليبة ويزيد من فرص تحركها‪.‬‬ ‫البشية ر‬‫ر‬
‫وغيها من‬
‫كبية من االنزالقات بالمناطق الجبلية كالريف واألطلس المتوسط ر‬ ‫كل سنة تحدث أعداد ر‬
‫لك‬
‫كبية ي‬‫المناطق ذات الطبوغرافيا المنحدرة‪ .‬تحدث بعض االنزالقات بدون سابق إنذار وتتحرك بشعة ر‬
‫ومداشي بكاملها‪ ،‬وبعض االنزالقات األرضية تسد مجاري األنهار وتدمر الطرقات‪.‬‬ ‫ر‬ ‫تدفن يف دقائق قرى‬
‫‪ ‬دور التكوينات األرضية يف حدوث االنزالقات‬
‫الت يتكون منها سطح المنحدر‪ .‬فزحف اليبة‬ ‫األرض ولو جزئيا عىل نوعية المواد ي‬
‫ي‬ ‫يعتمد نوع االنزالق‬
‫ه ظواهر أكي شيوعا عىل المنحدرات‪ ،‬وأقل تكرارا عىل المنحدرات الصلبة‬ ‫وانهيار الكتل الصخرية ي‬
‫وف الحقيقة فإن الصخور الطينية مشهورة بسمعتها السيئة‬ ‫كتكوينات الصخور الرملية أو الجرانيتية‪ .‬ي‬

‫‪14‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫سكت‬ ‫صناع أو‬ ‫اع أو‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫الت تواجه أي مشوع زر ي‬
‫بكية االنزالقات‪ ،‬لذلك ال بد من االنتباه اىل المخاطر ي‬
‫يمكن أن يقام عىل هذه التكوينات‪.‬‬
‫‪ ‬دور زاوية االنحدار والطبوغرافيا يف االنزالقات األرضية‬
‫كبيا يف القوة الدافعة‪ ،‬فكلما زادت زاوية سطح االنزالق زادت القوة الدافعة‬
‫أثيا ر‬
‫تؤثر زاوية االنحدار ت ر‬
‫أيضا‪ .‬وعىل افياض تساوي جميع العوامل المؤثرة األخرى‪ ،‬فإن تكرار االنزالقات عىل المنحدرات الشديدة‬
‫أكي‪ .‬وبما أن المنحدرات الشديدة مرتبطة بالمناطق الجبلية‪ ،‬فإن االنزالقات تعكس‬ ‫ال بد وأن يكون ر‬
‫بالطبع أهمية دور الطبوغرافيا‪.‬‬
‫إن نوع االنهيار مرتبط باالنحدار والطبوغرافيا‪ ،‬فالتساقطات الصخرية واالنهيارات الصخرية ظواهر‬
‫وف الجانب اآلخر نجد أن زحف اليبة العميق قد يحدث عىل منحدرات‬ ‫مرتبطة بالمنحدرات الشديدة‪ ،‬ي‬
‫متوسطة ومؤثراته قد تظهر عىل منحدرات ال تزيد زاويتها عن بضع درجات‪.‬‬
‫النبان يف االنزالقات األرضية‬
‫ي‬ ‫‪ ‬دور المناخ والغطاء‬
‫فلك يحدث زحف لليبة‬ ‫المناخ يتحكم يف نوع التساقط وكميته ومن ثم يف رطوبة اليبة عىل المنحدرات‪ .‬ي‬
‫كبية‬
‫المطية‪ ،‬حيث تتمكن كميات ر‬ ‫ر‬ ‫ال بد من تشبعها بالماء‪ .‬إن زحف اليبة ظاهرة ال تكي إال يف األقاليم‬
‫من المياه من التشب يف اليبة‪ ،‬مما يزيد من قوة ضغط ماء الفراغات ويضعف قوة االحتكاك فتسهل‬
‫المطي عندما تقوم المياه‬
‫ر‬ ‫عملية الحركة‪ ،‬وتكي االنهيارات الصخرية بالمناطق الجبلية خالل الفصل‬
‫الجارية بإزالة الدعم الذي تقدمه للصخور من أسفلها مما يسهل بداية تحريكها وتكمل الجاذبية العمل‬
‫الباف‪.‬‬
‫ي‬
‫وتعتي النباتات عامال مؤثرا يف استقرار المنحدرات لألسباب التالية ‪:‬‬
‫ر‬
‫الجاذن‪.‬‬
‫ري‬ ‫‪ ‬النباتات تشكل غطاء يمتص صدمات قطرات األمطار وتمنع تناثر حبات اليبة وانجرافها‬
‫‪ ‬للنباتات أنظمة جذرية تقوم بربط كتلة اليبة وزيادة تماسكها‪.‬‬
‫‪ ‬النباتات تشكل وزنا إضافيا لموارد اليبة‪.‬‬
‫يعت بالرصورة زيادة يف رطوبة اليبة‪ ،‬وتناقص يف درجة استقرار المنحدرات‪.‬‬ ‫‪ ‬تناقص حصيلة النتح مما ي‬
‫‪ ‬جذور أغلب األشجار المقطوعة سوف تتحلل وتتفكك ويضعف دورها كعامل تماسك يف اليبة مما‬
‫الت تعقب‬‫يؤدي اىل تناقص قوى المقاومة‪ .‬لهذه األسباب تزداد االنزالقات األرضية خالل السنوات ي‬
‫اجتثاث الغابات‪.‬‬
‫‪ ‬دور الماء يف االنزالقات األرضية‬
‫يعتي الماء مذيبا شامال لكل المواد عىل سطح األرض‪ ،‬لذلك يلعب دورا هاما يف تجوية الصخور القريبة‬‫ر‬
‫بالتاىل اىل أكسيد الكربون والذوبان يف المياه المتشبة خالل فراغات وفجوات‬
‫ي‬ ‫من سطح األرض‪ ،‬ويؤدي‬
‫الجيية كاألطلس المتوسط‪.‬‬
‫الصخر‪ ،‬لهذا السبب تكي ظواهر الكهوف والحفر بمناطق التكوينات ر‬
‫وه‪:‬‬
‫بتغي عوامله ي‬
‫متغي ر‬‫ر‬ ‫تأثي الماء عىل المنحدرات واالنزالقات‬
‫إن ر‬
‫األرض بالماء يتسبب يف ارتفاع ضغط ماء الفراغات وتناقص قوة المقاومة‪ .‬كما أن‬
‫ي‬ ‫‪ ‬إن تشبع الفتات‬
‫وه يف حالة لزجة مما يؤدي اىل زيادة قوى الدفع وتناقص‬‫التشبع بؤدي اىل زيادة وزن مواد المنحدر ي‬
‫معامل السالمة‪.‬‬
‫الجوف ولو‬
‫ي‬ ‫‪ ‬إن انزالق اليبة تحدث يف الغالب خالل فيات تساقط األمطار عندما يرتفع منسوب الماء‬
‫مؤقتا اىل السطح‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫ضفت‬
‫ي‬ ‫‪ ‬يف المناطق النهرية‪ ،‬عندما يرتفع منسوب الماء خالل الفيضان؛ يخزن جزءا ر‬
‫كبيا من الماء ضمن‬
‫النهر‪ ،‬ويخلق هذا الماء المخزون قوة ضاغطة شديدة مما يؤدي اىل تناقص قوى المقاومة وأن وزن الماء‬
‫الكثي من االنهيارات عىل ضفاف األنهر بعدما ينحش ماء‬
‫ر‬ ‫المخزون يزيد من القوة الدافعة‪ ،‬لهذا تحصل‬
‫الفيضان‪.‬‬
‫هذا باإلضافة إىل ثالثة عوامل أخرى تجدر االشارة إليهم وه‪:‬‬
‫ر ي‬
‫جيومرفولوج وكعامل مسبب يف حدوث الخطر‪.‬‬ ‫ا) األنسان كعامل‬
‫التغيات المناخية ودورها يف حدوث األخطار‪.‬‬
‫ر‬ ‫ب)‬

‫ج ) اصطدام النيازك والمذنبات والكويكبات ودورها يف تشكيل سطح األرض وف حدوث األخطار‪.‬‬

‫‪ ‬دور الزمن يف االنزالقات األرضية‬


‫كثية‬
‫متغية مع الزمن‪ ،‬واألمثلة عىل ذلك ر‬
‫ر‬ ‫إن القوى المتحكمة يف الحركة عىل المنحدرات ليست ثابتة بل‬
‫منها ‪:‬‬
‫الموسم يف رطوبة اليبة ومنسوب المياه الجوفية‪ .‬تزداد قوى الدفع وتضعف قوى المقاومة‬
‫ي‬ ‫التغي‬
‫ر‬ ‫‪‬‬
‫الت تشبع اليبة بالمياه نتيجة تشب مياه األمطار من أعىل وارتفاع منسوب الماء‬
‫خالل المواسم المطرية ي‬
‫المطية وتتناقص خالل مواسم‬
‫ر‬ ‫الجوف من أسفل‪ ،‬لهذا السبب تزداد تكرار االنزالقات خالل المواسم‬
‫ي‬
‫الجفاف‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫مطية يؤدي اىل تنشيط عوامل التجوية والتعرية واىل تشبع اليبة‬
‫تغيات مناخية نحو فيات ر‬ ‫‪ ‬حصول ر‬
‫المناج نحو الجفاف فتتناقص تكرار‬
‫ي‬ ‫التغي‬
‫ر‬ ‫وحصول زيادة يف تكرار االنزالقات‪ ،‬أو بالعكس قد يكون‬
‫االنزالقات‪.‬‬

‫‪ ‬دور استعمال األر ي‬


‫اض يف االنزالقات األرضية‬
‫غيها‪ ،‬كل ذلك يؤدي اىل‬ ‫إن إقامة السدود أو التوسع يف الزراعة المسقية أو ري الحدائق العمومية أو ر‬
‫الجوف وتشبع اليبة بالماء فيداد تكرار االنزالقات‪ .‬كما أن إزالة الغابات وشق الطرق‬
‫ي‬ ‫ارتفاع منسوب الماء‬
‫الجبلية يؤدي اىل تناقص قوى المقاومة وزيادة قوة الدفع نتيجة لزيادة قوة االنحدار‪ ،‬والوزن بتكديس‬
‫غي مناسبة من المنحدرات‪.‬‬ ‫مخلفات الحفر بمناطق ر‬
‫عكوما أي نشاط يقوم به اإلنسان من شأنه العمل عىل زيادة االنحدار وتشبيع اليبة بالماء‪ ،‬وزيادة االرتفاع‬
‫أو إضافة وزن جديد قد يعجل بحدوث انزالقات أرضية مدمرة‪.‬‬
‫متغي مع الزمن‪ ،‬فقد يكون المنحدر مستقرا عند مرحلة‬ ‫ر‬ ‫إن استقرار المنحدرات ليس شيئا ثابتا‪ ،‬بل‬
‫للمشوع وعند تنفيذه‪ ،‬لكن هذا االستقرار قد ال يدوم طويال إذ البد وأن يضعف مع الزمن‬ ‫ر‬ ‫التخطيط‬
‫الت يقوم بها اإلنسان‪.‬‬
‫التدريخ لمؤثرات األنشطة ي‬
‫ر ي‬ ‫نتيجة للياكم‬

‫الجيومورفولوج مسبب يف حدوث الخطر‬


‫ر‬ ‫ج ) األنسان كعامل‬
‫الطبيع لسطح األرض محورا جديدا للدراسات‬ ‫ي‬ ‫تغي المظهر‬ ‫وتأثيه يف ر‬‫ر‬ ‫أصبح تدخل األنسان‬
‫االخية ‪ ،‬وإن كانت إرهاصات االه تم ام ب أث ر األنسان‬
‫ر‬ ‫الجيومرفولوجية والجيولوجية وخاصة يف العقود‬
‫ك ع ام ل مشكل لسطح األرض تعود إىل بدايات العقد الثالث من هذا القرن ‪ ،‬وذلك ع ن دم ا‬
‫ن رش ‪Sharlock, 1921‬ك ت اب ه ع ن األنسان ك ع ام ل ج ي ول وج ى ثم تبع ذلك بمقال آخر عام ‪1923‬عن‬
‫وتأثي األنسان ‪ ،‬وأشار إىل أنه يفوق‬
‫ر‬ ‫التغيات الجغرافية وقد أوضح شارلوك مدى قوة‬ ‫ر‬ ‫اإلنسان كعامل يف‬
‫عوامل التعرية األولية م ج تم ع ة ‪.‬‬
‫تغيي بعض خصائص أشكال‬ ‫الباحثي العرب بدور اإلنسان كعامل مشكل ومؤثر يف ر‬ ‫ر‬ ‫كثي من‬
‫كما اهتم أيضا ر‬
‫سطح األرض‪ .‬ل أصبح األنسان عامال مهما ال يقل شأنا عن بقية العوامل الجيومرفولوجية األخرى ‪ ،‬وأنه‬
‫التأثي عىل العمليات الجيومرفولوجية من خالل انشطته المتعددة كحدوث ظاهرة‬ ‫ر‬ ‫يلعب دورا هاما يف‬
‫األرض ‪ ،‬وما يرتبط بذلك من مخاطر‬ ‫ي‬ ‫السطخ لألرض أو ما يعرف بظاهرة الخسف واالنزالق‬ ‫ي‬ ‫الهبوط‬
‫السطخ وحدوث الفيضانات ‪ ،‬وغمر‬ ‫ي‬ ‫كانهيار السدود والخزانات السطحية ‪ ،‬واضطراب نظم الجريان‬
‫للمساحات المقعرة عىل جوانب األنهار‪.‬‬
‫والت أوضحت‬
‫كثي من المظاهر الطبيعية منها ‪ ،‬ي‬ ‫تغي ر‬ ‫وقد عقدت بعض الندوات عن أثر األنسان ودوره يف ر‬

‫‪17‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫ر ي‬
‫الهيدرولوج ألغلب المجاري المائية بل ونوعية‬ ‫تغي النظام‬
‫إىل أي مدى استطاع األنسان بتدخله اىل ر‬
‫مياهه ‪ .‬ومما تجدر االشارة إليه أن دراسة دور األنسان وإسهامه يف حدوث األخطار الجيومرفولوجية يعد‬
‫كثي من موضوعات الدراسة الجيومرفولوجية ‪ ،‬وإن كان موضوع التصحر وتدهور‬ ‫غي مطروق يف ر‬ ‫هدفا ر‬
‫غي‬
‫الباحثي سواء االجانب أو العرب ‪ ،‬وإن كان معظمهم ر‬‫ر‬ ‫اليبة قد لقيا اهتماما ميايدا من العديد من‬
‫افيي‪.‬‬
‫جغر ر‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ويأخذ دور األنسان يف حدوث األخطار ثالثة اتجاهات ‪:‬أولهما مبارس وثانيهما ر‬
‫غي مبارس ‪ ،‬واالتجاه الثالث‬
‫غي مقصود‪ .‬واالتجاه المبارس يتمثل عىل سبيل المثال يف انجراف اليبة وتدهورها وظهور العديد‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫والت منها ما يتخلف وينتج عن‬ ‫ر‬
‫الغي مبارس يف العديد من األشكال ي‬ ‫من مظاهر التصحر ‪ ،‬ويتمثل االتجاه ر‬
‫السطخ وزيادة معدالت النحت خلف سدود ‪،‬‬ ‫ي‬ ‫عمليات التعدين كاالنهيارات األرضية ‪ ،‬والهبوط‬
‫كثي من خطوط‬ ‫والمنشآت المائية األخرى كما يؤدى حجز الرواسب أمام سدود إىل زيادة معدالت تراجع ر‬
‫غي‬‫خي دليل عىل األثر ر‬ ‫السواحل ‪ ،‬ولعل ما تشهده السواحل المغربية حاليا من تراجع لخط الساحل ر‬
‫فكثي من المدن الساحلية‬ ‫ر‬ ‫كثي من األخطار الجيومرفولوجية‪.‬‬ ‫وتأثيه يف حدوث ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫المبارس لتدخل األنسان‬
‫تعان من نحت شديد يف سواحلها‪.‬‬ ‫ي‬
‫خطي‪ ،‬إال أننا نؤكد‬ ‫ر‬ ‫بشكل‬ ‫المغربية‬ ‫السواحل‬ ‫اجع‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫اىل‬ ‫أدت‬ ‫ة‬‫كثي‬‫ر‬ ‫أخرى‬ ‫عوامل‬ ‫هناك‬ ‫بأن‬ ‫تسليمنا‬ ‫ورغم‬
‫المبارس لإلنسان يف زيادة معدالت الياجع‪ .‬كما تؤدى عمليات حجز المياه‬ ‫ر‬ ‫غي‬
‫هنا عىل إسهام التدخل ر‬
‫الكبي للمياه‬
‫ر‬ ‫كثي من الهزات األرضية نتيجة الثقل‬ ‫بحيات السدود‪ ،‬إىل حدوث ر‬ ‫وحمولتها من الرواسب يف ر‬
‫ه يف ملكية النهر إىل زيادة معدل ارتفاع حالة الخطر‬ ‫ورواسبها‪ .‬أيضا أدى زحف العمران عىل مناطق ي‬
‫كثي من االنهيارات‪ ،‬واالنزالقات الصخرية المتفاوتة األبعاد واألحجام‪.‬‬ ‫وحدوث ر‬
‫كيها يف اليبة عن طريق ضف مخلفات‬ ‫ويشي )‪(Goudie, 1981‬إىل أن زيادة نسبة االمالح وزيادة تر ر‬ ‫ر‬
‫خطية عندما تستخدم تلك المياه يف ري‬ ‫ر‬ ‫المصانع أو عن طريق طرق الري التقليدية تؤدى إىل أضار‬
‫اض الزراعية حيث يؤدى ذلك إىل تملح اليبة وتدهورها خاصة إذا ما أضيفت إليها األسمدة الزراعية ‪،‬‬ ‫األر ي‬
‫الرع‬ ‫غي مستغلة ‪ ،‬وقد يصعب اجتيازها وقد تؤدى حرفة‬ ‫ر‬
‫وتتكون عليها قشة ملحية عىل هيئة سبخات ر‬
‫ي‬
‫الجائر وقطع األخشاب إىل حدوث تدهور لليبة نتيجة تفككها ‪ ،‬وما ينتج عن ذلك من تدفقات‬
‫طينية وانجراف لها إذا ما سقطت عليها أمطار‪.‬‬
‫غي المقصود ‪ ،‬ما هو جدير بالذكر أن‬ ‫لتأثي األنسان يف حدوث األخطار فهو االتجاه ر‬ ‫أما االتجاه الثالث ر‬
‫غي‬‫الشء ر‬ ‫سء ‪ ،‬فاإلنسان بعشوائيته وتخطيطه‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫األنسان قد يخلق خطرا جيومرفولوجيا من حيث ال ي‬
‫العلم والفردي ينتج أخطارا لم يكن لها وجود من قبل ‪.‬‬ ‫ي‬
‫الت تكون‬ ‫وللتقليل من أخطار الفيضانات والكوارث‪ ،‬يجب دراسة وفهم عميق لكافة العوامل الرئيسية ي‬
‫سيأن‪:‬‬
‫ي‬ ‫وراء حدوث الفيضانات يف منطقة ما‪ ،‬وتحديد مصادره وذلك من خالل ما‬
‫‪ ‬تجميع البيانات الهيدروجيومورفلوجية المتوفرة عىل النهر وحوضه‪،‬‬
‫ئ‬
‫المان وكذلك‬ ‫ي‬ ‫الت تعمل عىل تجميع رسي ع للجريان‬ ‫‪ ‬إنشاء السدود والخزانات عىل الروافد الرئيسة ي‬
‫إقامة السدود يف مواضع مالئمة عىل األنهار الرئيسية‪.‬‬
‫‪ ‬توسيع القنوات المائية للنهر وروافده لزيادة قدرتها عىل استيعاب كميات المياه الزائدة القادمة إليها‬
‫األكي لتستوعب كميات المياه الزائدة حيث يمتد يف موازاة‬ ‫ر‬ ‫الفيص‬
‫ي‬ ‫عىل القنوات االضافية يف المجرى‬
‫القناة الرئيسية للنهر‪،‬‬
‫الت تقتطع مساحات منه مما يقلل من اتساعه مع تحديد‬ ‫‪ ‬تنظيم عمليات البناء عىل جوانب النهر ي‬
‫والت يجب االبتعاد عنها‪.‬‬ ‫غي مناسبة للبناء ي‬ ‫المناطق ر‬
‫‪ ‬التخطيط لنظام تحذيري من األخطار المحتملة وإعداد وسائل الوقاية ورسعة اإلخالء‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫‪ ‬تطوير وسائل دراسة تكرار الفيضان من خالل تسجيالت كاملة للفيضانات السابقة للتمكن من توقع‬
‫حدوث الفيضانات ودرجة الخطر المحتملة‪.‬‬
‫التغيات المناخية ودورها يف حدوث األخطار الجيومورفولوجية‬
‫ر‬ ‫د)‬
‫وثية حدوثها قد ازدادت يف أنحاء‬ ‫الطبيع لألرض‪ ،‬إال أن ر‬
‫ي‬ ‫تعد العمليات الجيومورفلوجية جزء من النظام‬
‫تعان مشاكل االحتباس الحراري‪.‬‬‫ي‬ ‫الت‬
‫اض الجافة وشبه الجافة من سطح األرض ي‬ ‫العالم‪ ،‬وال سيما يف األر ي‬
‫التغي يف العناض والظواهر المناخية‪ ،‬إذ ال‬
‫ر‬ ‫سي العمليات الجيومورفلوجية ال بد من معرفة معدل‬ ‫ولفهم ر‬
‫كبيا للعامل‬
‫تأثيا ر‬
‫يمكن الفصل ربي العمليات الجيومورفلوجية الظاهرية عن العوامل المناخية‪ ،‬وهناك ر‬
‫تبي حقيقة مفادها‬ ‫المناج عىل العمليات الجيومورفلوجية‪ ،‬وال سيما أن دراسة علم األشكال األرضية ر‬ ‫ي‬
‫كثي من المناطق بسبب‬ ‫التغي ال يكون ملحوظا يف ر‬‫ر‬ ‫غي أن هذا‬ ‫سء ثابت عىل سطح األرض‪ ،‬ر‬ ‫أنه ل يس من ر‬
‫ي‬
‫الت تؤدي اىل حدوثه‪ ،‬لذا فإن جميع أشكال سطح األرض تعرضت لعمليات‬ ‫ي‬ ‫العمليات‬ ‫بطء أثر‬
‫ي‬
‫معي يف رسعة‬‫ر‬ ‫بمقدار‬ ‫يؤثر‬ ‫متغي‬
‫ر‬ ‫وكل‬ ‫ات‬
‫متغي‬
‫ر‬ ‫لثالثة‬ ‫كة‬ ‫مشي‬ ‫حصيلة‬ ‫وه‬
‫ي‬ ‫مختلفة‬ ‫جيومورفلوجية‬
‫المتغيات متمثلة يف العامل‬
‫ر‬ ‫وشكل نشوء الظاهرة‪ ،‬وحسب الظروف الطبيعية السائدة يف المنطقة وهذه‬
‫والعملية والزمن‪.‬‬
‫التغيات المناخية دورا ملحوظا يف حدوث بعض األخطار الجيومرفولوجية وخاصة فيما يتعلق‬ ‫ر‬ ‫تؤدى‬
‫بخطري التصحر‪ ،‬وتراجع السواحل‪.‬‬
‫الخطر االول‪ ،‬أدى تراجع حزام المطر يف افريقيا خاصة خط المطر المتساوي ‪100‬ملم إىل الجنوب‬
‫عام ‪ 1973 - 1968‬وتراجع خط المطر المتساوي ‪350‬ملم نحو الجنوب لمسافة‬ ‫‪ 200‬كيلومي فيما ربي ي‬
‫بلغت نحو ‪150‬كم يف نفس الفية‪ .‬وقد أدى ذلك إىل انتشار الجفاف وبدأت مظاهر التصحر يف الوضوح‬
‫وتشي‬
‫ر‬ ‫واليايد‪ .‬وقد أدى الجفاف إىل تزايد نشاط دور الرياح يف نقل الرمال والغبار من وإىل قارة افريقيا ‪،‬‬
‫عي غرب افريقيا يف طريقها اىل القارة‬ ‫بعض الدراسات إىل أن حواىل مليون طن من الغبار قد نقلت ر‬
‫االمريكية‪ .‬أيضا تؤدى عمليات الجفاف والتصحر اىل العمل عىل تفكك اليبة مما يسهل من عمليات‬
‫انجرافها سواء بواسطة الرياح ‪ ،‬أو بواسطة المياه الجوفية اذا ما أعقبت فيات جفاف طويلة‪.‬‬
‫الثان والمتعلق بياجع السواحل ‪ ،‬فإن سطح البحر أخذ يف االرتفاع نتيجة لذوبان الجليد‬ ‫أما الخطر ي‬
‫يف العروض المتجمدة الشمالية والجنوبية ‪ ،‬ويعود هذا الذوبان إىل ارتفاع درجات الحرارة الناجمة عن‬
‫وبالتاىل ارتفعت درجة الحرارة ‪ .‬وهناك‬
‫ي‬ ‫شمش أكي مما سبق‬
‫ي‬ ‫تآكل طبقة االوزن مما سمح بدخول إشعاع‬
‫ثان أكسيد الكربون الذي‬
‫الصناع لإلنسان وما يخلفه من تزايد لغاز ي‬
‫ي‬ ‫سبب آخر يعود إىل ازدياد النشاط‬
‫وبالتاىل تزايد عمليات ذوبان الجليد يف العروض العليا وما يرتبط‬
‫ي‬ ‫يعمل هو اآلخر عىل زيادة درجات الحرارة‬
‫به من ارتفاع لمستوى سطح البحر وإغراق لمعظم المدن الساحلية‪..‬‬
‫ه ) اصطدام النيازك والمذنبات والكويكبات ودورها ف تشكيل سطح األرض وف‬
‫حدوث األخطار‬

‫‪19‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫ً‬
‫كثيا ما كان يحدث أن‬‫أصبح من الثابت والمسلم به اآلن أن األرض منذ العصور الجيولوجية القديمة ر‬
‫الباحثي عىل أن األرض‬
‫ر‬ ‫يصطدم بها كويكب ‪ Asteriod‬أو مذنب ‪ ،Comet‬وف هذا الصدد يتفق أغلب‬
‫ً‬
‫كثيا من تلك الحوادث حيث تصطدم تلك الكويكبات أو المذنبات أو الشهب باألرض دافعة‬ ‫قد شهدت ر‬
‫الحطام الصخري بشعة تزيد عىل ‪ 50‬مرة عىل رسعة الصوت مبعية أطنان من الصخور الصلبة ‪،‬‬
‫ومحدثة فوهة تمتد لعدة كيلوميات ‪ .‬والجدير بالذكر أن تلك العملية ال تستغرق سوى ثوان معدودة‬
‫والبيولوج ر‬
‫البشى أيضا‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الجيولوج‬ ‫ورغم ذلك فإن آثارها تنعكس عىل مسار التاري خ‬
‫ولقد تم حت اآلن اكتشاف أكي من ‪ 120‬فوهة تصادم يياوح عمرها ربي ‪ 86‬عاما إىل ما يقرب من بليون‬
‫سنة‪ ،‬وتوجد غالبية هذه الفوهات يف األجزاء الداخلية المستقرة للقارات‪ ،‬هذا عدا ما يوجد يف قيعان‬
‫اىل تسقط عىل كوكب األرض‪ .‬وتؤدى عمليات االصطدام إىل‬ ‫الت تتلق نحو ‪ % 70‬من النيازك ي‬ ‫المحيطات ي‬
‫الناتجي من عملية االحتكاك‪ ،‬كما‬
‫ر‬ ‫الشديدتي‬
‫ر‬ ‫حدوث عمليات تحول للصخور تحت الضغط والحرارة‬
‫الت تحتلها فوهات التصادم‪.‬‬ ‫تؤدى إىل نشأة بعض المنخفضات ي‬
‫كثية عىل أن األرض قد أصيبت عدة مرات بالمذنبات والنيازك‪ ،‬مما أدى إىل حدوث‬ ‫وهناك أدلة وشواهد ر‬
‫كثي من أنواع الحياة النباتية والحيوانية‬ ‫ر‬
‫تغيات جذرية يف مناخ األرض وكانت السبب المبارس يف اختفاء ر‬ ‫ر‬
‫من عىل سطح األرض‪.‬‬
‫ً‬
‫تغيي شكل‬‫التدميية لعمليات التصادم تلك‪ ،‬ومدى مقدرتها عىل ر‬ ‫ر‬ ‫وأخيا‪ ،‬فلعل يف هذا ما يوضح القدرة‬
‫ر‬
‫تأثيه ومداه عن بقية عوامل التشكيل األخرى إن لم يكن‬ ‫ر ي‬
‫خارج‪ ،‬ال يقل ر‬ ‫سطح األرض كعامل تشكيل‬
‫تأثيا وخطورة‪.‬‬
‫يفوقها ر‬
‫و ) تصنيف األخطارحسب األخطار الجيومورفلوجية‬
‫الت تنشأ فيها‪.‬‬
‫تتباين وتتفاوت األخطار الجيومرفولوجية من حيث العوامل المؤثرة يف حدوثها والبيئة ي‬
‫ً‬
‫وتبعا لذلك فقد ظهرت عدة تصنيفات لألخطار الجيومرفولوجية والكوارث الطبيعية‪ ،‬ولعل من أهمها‬
‫ً‬
‫وأخيا تصنيف‬
‫ر‬ ‫تصنيف ربيتون وكاتس )‪ ،(Burton et Kates, 1964‬وتصنيف هارت )‪،(Hart, 1986‬‬
‫بريانت )‪ ،(Bryant, 1991‬ومما تجدر االشارة إليه أن التصنيفات السابقة فيما عدا تصنيف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هارت ‪ Hart‬لم تضع تصنيفا خاصا لألخطار الجيومرفولوجية ولكنها تناولتها ضمن األخطار الطبيعية ‪.‬‬
‫ويست حسن أن نتناول تلك التصنيفات مع االشارة إىل بعض المالحظات عليها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تصنيف ربيتون وكاتس‪Burton et Kates‬‬
‫الجيوفييائية‪ ،‬واألخطار‬
‫ر‬ ‫رئيسيي‪ ،‬هما األخطار‬
‫ر‬ ‫فرعي‬
‫ر‬ ‫صنف ربيتون وكاتس واألخطار الطبيعية إىل‬
‫رئيسيي األول هو األخطار المناخية‬
‫ر‬ ‫قسمي‬
‫ر‬ ‫الجيوفييائية إىل‬
‫ر‬ ‫البيولوجية ‪.‬ثم قسم األخطار‬
‫والثان هو األخطار الجيولوجية والجيومورفولوجية ‪ .‬أما األخطار البيولوجية فقد‬ ‫ي‬ ‫والميتورلوجية‪،‬‬
‫قسماها إىل أخطار مرتبطة بالنبات‪ ،‬وأخرى مرتبطة بالحيوان‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫ويتضح من تصنيف ربيتون وكاتس أنهما اعتمدا يف تصنيفهما عىل العامل المؤدي إىل حدوث الخطر من‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يىل ‪:‬‬
‫ي‬ ‫ما‬ ‫التصنيف‬ ‫هذا‬ ‫عىل‬ ‫ويالحظ‬ ‫‪.‬‬‫جيومورفولوجيا‬ ‫أو‬ ‫جيولوجيا‬ ‫أو‬ ‫وميتورولوجيا‬ ‫مناخيا‬ ‫حيث كونه‬
‫‪‬لم يتضمن كل األخطار سواء المناخية أوالجيولوجية أو الجيومرفولوجية‪.‬‬
‫كثي من األخطار الناجمة عن عمليات وليست عن‬ ‫أورد ر‬ ‫‪‬رغم اعتماده عىل العامل المسبب له‪ ،‬إال أنه‬
‫ً‬
‫الت تضمنت تعرية اليبة‬ ‫عوامل جيولوجية أو جيومرفولوجية أو حت مناخيا‪ .‬فعىل سبيل المثال التعرية ي‬
‫والشواط تحدث بواسطة عمليات جيومورفولوجية وجيولوجية ومناخية متباينة تقوم‬ ‫ئ‬ ‫‪ ،‬والسواحل ‪،‬‬
‫عليها عوامل تعرية مختلفة‪.‬‬
‫‪‬تصنيف الفيضانات والسيول عىل أنها أخطار مناخية؛ رغم أنها نتاج عوامل مناخية وهيدرولوجية‬
‫كبية إال أنها قد ال تؤدى‬
‫وجيومورفوميية مشيكة ‪ ،‬وعىل سبيل المثال قد تكون كمية االمطار المتساقطة ر‬
‫ً‬
‫سطخ إذا انعدم االنحدار ‪ ،‬أو كانت معدالت المسامية والنفاذية عالية جدا بحيث‬ ‫ي‬ ‫إىل حدوث جريان‬
‫السطخ‪.‬‬
‫ي‬ ‫يضعف أو يقل و يضيع معها عمليات الجريان‬
‫‪‬تصنيف زحف الرمال عىل أنها أخطار جيولوجية جيومرفولوجية ‪ ،‬وذلك عىل الرغم من أنها ترتبط‬
‫ً‬
‫ارتباطا وثيقا بالعوامل المناخية وبخاصة الرياح ‪ .‬فزحف الرمال ال يحدث يف كل البيئات‬
‫الشوط المناخية الهامة مثل قلة الرطوبة‪ ،‬وجفاف المنطقة‬ ‫الجيومورفولوجية؛ بل البد من توفر بعض ر‬
‫ورسعة مناسبة للرياح ووفرة مصدر للرمال‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا ‪ :‬تصنيف هارت ‪Hart‬‬
‫الت تناولت األخطار الجيومورفولوجية بالتقسيم‬ ‫يعد تصنيف هارت ‪Hart 1986‬من أفضل التصنيفات ي‬
‫أساسي هما‪:‬‬
‫ر‬ ‫والتصنيف ‪ ،‬وقد اعتمد هارت يف تصنيفه لألخطار عىل‬
‫اكي‬‫الي ر‬‫‪‬األخطار المرتبطة بالعوامل الجيولوجية وخاصة المرتبطة بالبنيات الرئيسية ك ر‬
‫اليكانية و‬ ‫كان و الجالميد ر‬ ‫الي ي‬ ‫اليكانية و الرماد ر‬ ‫اكي الغازات والالفا و المقذوفات ر‬ ‫بالي ر‬
‫والزالزل ويرتبط ر‬
‫فيتبط بها الهزات الزلزالية والشقوق والصدوع‬ ‫اليكانية ‪ .‬أما الزالزل ر‬
‫االنزالقات واالنهيارات الطينية ر‬
‫األرض وارتفاع‬
‫ي‬ ‫غي المستقرة واضطراب دورة المياه الجوفية والطيات الممزقة واالنزالق‬ ‫والمنحدرات ر‬
‫التسونام والحرائق‪.‬‬
‫ي‬ ‫طي وأمواج‬‫منسوب سطح البحر وتدفق ال ر‬
‫‪‬أخطار حسب البيئة‪ ،‬وقسمها هارت إىل نهرية‪ ،‬ساحلية‪ ،‬جافة وشبه جافة‪ ،‬جليدية وشبه‬
‫غي المستقرة‪.‬‬ ‫جليدية‪ ،‬واألخطار المرتبطة بالمنحدرات ر‬
‫ويالحظ عىل تصنيف هارت ما يىل‪:‬‬
‫‪‬لم يوضح األخطار المرتبطة ببعض العوامل وخاصة تلك المرتبطة بالتجوية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪‬تصنيفه للتلوث عىل أنه خطرا جيومورفولوجيا ‪ ،‬فالتلوث قد يصاحب بعض العوامل‬
‫ً‬
‫الت دائما يصاحبها غازات تؤدى إىل حدوث‬ ‫اكي ي‬ ‫الي ر‬ ‫الجيومورفولوجية المشكلة لسطح األرض مثل ر‬
‫غي أن‬
‫الرياح من المناطق الصناعية إىل المناطق السكنية ‪ ،‬ر‬ ‫عمليات تلوث يف الهواء ‪ ،‬أو قد ينقل بواسطة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التلوث يف حد ذاته ال يمثل خطرا جيومورفولوجيا يؤثر يف عملية تشكيل سطح األرض‪.‬‬
‫ام مرة ضمن‬ ‫‪‬تكرار تصنيفه لبعض األخطار المختلفة ‪ ،‬فعىل سبيل المثال صنف أخطار التسون ي‬
‫األخطار المرتبطة بالزالزل ‪ ،‬ثم صنفها مرة أخرى ضمن أخطار المناطق الساحلية ‪ ،‬وقد كان من الممكن‬
‫تالف ذلك لو أنه اعتمد يف تصنيفه عىل العامل المسبب‪.‬‬
‫ً‬
‫منفصلي ‪ ،‬فمثال أشار عند تناوله ألخطار‬ ‫ر‬ ‫‪‬تصنيفه للعامل والنتيجة المرتبطة به عىل أنهم شيئان‬
‫التسونام ‪ ،‬ومن‬
‫ي‬ ‫ه فيضانات البحار وأخطار‬ ‫رئيسيي يف تلك البيئة ي‬‫ر‬ ‫البيئات الساحلية إىل وجود خطرين‬
‫المعلوم أن فيضانات البحر تنتج عن أكي من سبب ‪ ،‬منها ذوبان الجليد يف المناطق الجليدية ‪ ،‬أو ارتفاع‬
‫والتسونام أمواج‬
‫ي‬ ‫التسونام نفسها ‪،‬‬
‫ي‬ ‫مستوى سطح البحر ‪ ،‬إضافة إىل الفيضانات الناجمة عن ظاهرة‬

‫‪21‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الثالثي ميا كما حدث يف اليابان عام‬
‫ر‬ ‫بحرية عالية جدا قد تصل يف بعض األحيان الرتفاعات تزيد عىل‬
‫ً‬
‫الت يكون مركزها قاع البحر ‪ ،‬وتحدث أمواجا مائية‬‫‪ 1896‬وتنشأ يف أعماق البحار بفعل الزالزل العنيفة ي‬
‫ضخمة تتحرك لمسافات بعيدة تصل إىل االف الكيلوميات لتدمر المنشآت والتجمعات السكانية‬
‫ر‬
‫المنتشة بطول السواحل ‪.‬‬
‫ر ي‬
‫جيومورفولوج‪ ،‬ثم أشار إىل‬ ‫‪ ‬أخطار المناطق الجافة وشبه الجافة‪ ،‬إذ أنه أشار إىل التذرية كخطر‬
‫التعرية بواسطة الرياح كخطر آخر‪ ،‬عىل الرغم من أن التذرية تمثل أحد مظاهر تعرية الرياح‪.‬‬
‫ز ) االنهيارات األرضية‬
‫ه إحدى الكوارث البيئية‪ ،‬وتحدث عادة عىل المنحدرات مت‬ ‫تعتي اإلنزالقات األرضية ي‬
‫ر‬
‫ً‬
‫توافرت العوامل المسببة لذلك‪ ،‬وقد يحدث االنهيار فجائيا أو عىل مراحل أو عىل فيات‬
‫متباعدة‪.‬‬

‫الت تحدث عىل منحدرات الجبال من العمليات الشائعة يف كل‬ ‫تعتي عمليات االنهيار واالنزالق األرضية ي‬‫و ر‬
‫تأثي هام عىل تشكيل هذه المنحدرات وتشكيل السهول والوديان المجاورة‬ ‫وه ذات ر‬
‫المناطق الجبلية‪ ،‬ي‬
‫لها‪.‬‬
‫ُ‬
‫تأثي الجاذبية‬‫تعرف االنهيارات األرضية بأنها حركة الصخور أو الحطام أو اليبة إىل أسفل المنحدر تحت ر‬
‫كبية‬
‫صغية أو ر‬
‫ر‬ ‫األرضية‪ ،‬وتتفاوت االنهيارات األرضية يف شدتها فقد تكون عىل شكل سقوط كتل صخرية‬
‫كبية من الصخور واليبة الت قد ر‬ ‫ً‬
‫كبية‪.‬‬
‫تنتش عىل مساحة ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫كميات‬ ‫وتدفق‬ ‫انزالق‬ ‫أو‬ ‫جدا‬
‫الت تقوم بها عمليات التعرية المختلفة؛ ولكنها تختلف عنها‬ ‫لألدوار ي‬ ‫تقوم هذه العمليات بأدوار متشابهة‬
‫ًّ‬
‫يف أنها ال تنقل المواد الصخرية تدريجيا؛ وإنما تقوم بنقل كميات ضخمة منها من المنحدرات المرتفعة إىل‬
‫كثي من‬ ‫ئ‬
‫فجان يف ر‬
‫ي‬ ‫المنحدرات المنخفضة أو إىل السهول والوديان المجاورة دفعة واحدة وبشكل‬
‫ر ئ‬
‫مفاج لجزء من‬ ‫األحيان‪.‬وتحدث هذه العمليات بأشكال مختلفة؛ فمنها ما يحدث بشكل انهيار أو سقوط‬
‫الت تتجمع عىل المنحدرات أو بشكل زحف‬ ‫الحافة الجبلية‪ ،‬ومنها ما يحدث بشكل انزالق للمواد المفككة ي‬
‫كبية من اليبة‪ ،‬وعىل أساس طبيعة هذه العمليات وطرق حدوثها يمكننا أن نقسمها إىل‬ ‫بطء لقطاعات ر‬ ‫ي‬
‫األشكال اآلتية‪:‬‬
‫ر ئ‬
‫المفاج لجزء من الحافة الجبلية‬ ‫‪ -1‬السقوط أو االنهيار الصخري ويقصد به السقوط أو االنهيار‬
‫عىل األرض المنخفضة المجاورة لها‪.‬‬
‫الت تياكم عىل سطح الحافة‪.‬‬‫‪ -2‬انزالق الحطام ويقصد به انزالق المواد الصخرية المفككة ي‬
‫الطيت ويقصد به انزالق المواد الطينية‪. -‬‬
‫ي‬ ‫‪- -3‬الجريان‬
‫‪ -4‬زحف اليبة‪.‬‬
‫الت تحدث يف العديد من بلدان العالم‪ ،‬وتحصل‬ ‫االنهيارات األرضية من الظواهر الجيولوجية الخطرة ي‬
‫معظمها بدون انذار مسبق‪ ،‬لذلك من المهم مالحظة العالمات التحذيرية والعمل بشعة للتقليل من‬

‫‪22‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫األضار الناتجة قدر المستطاع‪ ،‬إذ تتسبب االنهيارات األرضية كل عام بإصابات ووفيات وأضار مادية‬
‫كبية‪.‬‬
‫ر‬

‫‪ ‬ما الذي يسبب حدوث االنهيارات األرضية؟‬


‫األرض وتتحرك المواد وتيلق عىل المنحدرات‪ ،‬يجب أن تكون القوة المؤثرة باتجاه‬
‫ي‬ ‫حت يحدث االنهيار‬
‫الت يتكون منها‬
‫أساس) قد تجاوزت قوة تماسك المواد األرضية ي‬
‫ي‬ ‫أسفل المنحدر (الجاذبية األرضية بشكل‬
‫المنحدر‪.‬‬

‫ويمكن أن تحدث االنهيارات األرضية ألحد هذه األسباب أو ألسباب عدة مجتمعة‪ ،‬ومن أهم األسباب‬
‫الت تؤدي إىل حدوث االنهيارات األرضية‪:‬‬
‫ي‬
‫‪ ‬الهطول الغزير لألمطار‪ ،‬وذوبان الثلوج‪.‬‬
‫‪ ‬الزالزل واألنشطة ر‬
‫اليكانية‪.‬‬
‫التغيات يف مستوى المياه السطحية‪ ،‬أو المياه الجوفية‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪‬‬
‫الت تتسبب بتآكل اليبة وتفككها‪.‬‬ ‫‪ ‬التيارات ي‬
‫ر‬
‫‪ ‬االضطراب الناجم عن األنشطة البشية‪.‬‬
‫‪ ‬االنهيارات االرضية تحت سطح البحر‬
‫ً‬
‫يمكن أن تؤدي االهيازات الزلزالية وعوامل أخرى أيضا إىل حدوث انهيارات أرضية تحت الماء‪ ،‬تتسبب‬
‫االنهيارات األرضية تحت سطح البحر يف بعض األحيان يف حدوث موجات مد عاتية تلحق الرصر‬
‫بالمناطق الساحلية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫ه المناطق الساحلية والمناطق الجبلية والتالل‪.‬‬ ‫تعتي المناطق الرئيسية لحدوث االنهيارات األرضية ي‬‫ر‬
‫ً‬
‫وكذلك مناطق الغابات المحيقة تصبح معرضة بشكل خاص لتدفقات الحطام‪ ،‬اعتمادا عىل خصائص‬
‫اليبة وظروف االنحدار‪.‬‬
‫كارن‪،‬‬
‫ي‬ ‫يمكن أن تتحرك االنهيارات األرضية ببطء (ملليميات يف السنة)‪ ،‬ويمكن أن تتحرك بشعة وبشكل‬
‫كما هو الحال مع تدفقات الحطام‪ .‬يمكن أن تنتقل تدفقات الحطام إىل أسفل منحدر التل بشعة تصل‬
‫اعتمادا عىل زاوية االنحدار‪ ،‬ومحتوى المواد من الماء‪ ،‬وحجم الحطام ونوعه‪.‬‬ ‫ً‬
‫إىل ‪ 300‬كم ‪ /‬ساعة‪ ،‬وذلك‬
‫من هم األكي عرضة لخطر االنهيارات األرضية؟‬
‫مع انتقال الناس إىل مناطق جديدة للسكن من التالل أو التضاريس الجبلية‪ ،‬من المهم فهم طبيعة‬
‫تعرضهم المحتمل لمخاطر االنهيارات األرضية‪ ،‬وكيف يمكن للمدن والبلدات التخطيط الستخدام‬
‫الت من شأنها أن تقلل من اضار‬‫التدابي ي‬
‫ر‬ ‫اض وهندسة اإلنشاءات الجديدة والبنية التحتية‪ ،‬واتخاذ‬ ‫األر ي‬
‫ومخاطر االنهيارات األرضية‪.‬‬
‫وعىل الرغم من أنه ال يمكن تجنب حدوث العديد من االنهيارات األرضية‪ ،‬إال إن الدراسات الجيولوجية‬
‫اض يمكن أن تقلل من مخاطر‬ ‫والممارسات الهندسية الجيدة والتطبيق الفعال للوائح إدارة استخدام األر ي‬
‫االنهيارات األرضية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ر‬
‫يف بعض الحاالت يمكن أن تكون األنشطة البشية عامال مساهما يف التسبب يف حدوث االنهيارات‬
‫الت يسببها اإلنسان أو التخفيف من حدتها‪.‬‬ ‫األرضية‪ ،‬لذلك يمكن تجنب العديد من االنهيارات األرضية ي‬
‫والمبان دون إجراء دراسة مناسبة للمنحدرات‪ ،‬أو لغياب التخطيط‬ ‫ي‬ ‫وه عادة ما تكون نتيجة لبناء الطرق‬ ‫ي‬
‫الجيد ألنماط ترصيف المياه‪ ،‬أو بسبب العمل بالقرب من االنهيارات األرضية القديمة‪.‬‬

‫‪ ‬أمثلة عىل انهيارات أرضية مدمرة‬


‫األرض الذي حدث يف بلدة ثيسل‪ ،‬التابعة لوالية يوتا يف الواليات المتحدة أكي من ‪200‬‬
‫ي‬ ‫كلف االنهيار‬
‫ئ‬
‫الداف‬ ‫األرض خالل ربيع عام ‪ ، 1983‬عندما تسبب الطقس‬ ‫مليون دوالر إلصالحه‪ ،‬إذ حدث االنهيار‬
‫ي‬
‫األرض خطوط السكك‬
‫فتشبع المنحدر بالماء‪ ،‬ودمر االنهيار ً ً ي‬ ‫غي معتاد يف ذوبان الجليد الشي ع‬
‫بشكل ر‬
‫ً‬
‫اإلسبان مشكال سدا‪ ،‬حت غمرت مياه‬
‫ي‬ ‫عي نهر فورك‬‫الحديدية والطريق الشي ع المجاور‪ ،‬وتدفق أيضا ر‬
‫وف غضون يوم واحد غطت المياه المدينة‬ ‫الصغية‪ ،‬وتم إجالء سكان البلدة‪ .‬ي‬
‫ر‬ ‫النهر المحجوزة بلدة ثيسل‬
‫بالكامل‪ ،‬بعد الحادث تم تصميم نظام ترصيف للمياه لتجنب كوارث أخرى محتملة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫والتسونام؟‬
‫ي‬ ‫‪‬كيف تسبب االنهيارات االرضية موجات المد‬
‫الت‬
‫كبية قد ً تكون مميتة ومدمرة‪ ،‬ويتشكل معظمها نتيجة للزالزل ي‬ ‫ه أمواج بحرية ر‬ ‫تسونام ي‬
‫ي‬ ‫أمواج‬
‫اكي عىل الجزر أو عىل الساحل‪ ،‬أو‬ ‫تحدث تحت سطح البحر‪ .‬وقد تنجم أيضا عن ثوران أو انهيار بر ر‬
‫ً‬
‫والت غالبا ما تكون ناجمة عن الزالزل‪،‬‬
‫بسبب حدوث انهيارات أرضية عمالقة عىل الحواف البحرية‪ ،‬ي‬
‫األرض المتحرك بشعة واصطدامه بالماء أو‬‫ي‬ ‫تسونام عند دخول االنهيار‬
‫ي‬ ‫وعندها يمكن أن تتولد موجات‬
‫األرض رسي ع الحركة‪.‬‬
‫ي‬ ‫عندما يياح الماء خلف وأمام االنهيار‬

‫تسونام‬
‫ي‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬االنهيارات األرضية ي‬
‫الت تسببت يف‬
‫تسبب زلزال أالسكا عام ‪ 1964‬يف مقتل ‪ 115‬شخصا يف أالسكا وحدها‪ ،‬وكان ‪ 106‬منهم بسبب أمواج‬
‫التكتون لقاع البحر‪ ،‬واالنهيارات األرضية تحت سطح األرض وتحت سطح‬ ‫ي‬ ‫تسونام الناتجة عن االرتفاع‬
‫ي‬
‫ونام يف غضون‬ ‫ي‬ ‫تس‬ ‫موجات‬ ‫كونت‬ ‫محلية‬ ‫ارضية‬ ‫ات‬
‫ر‬ ‫انهيا‬ ‫‪5‬‬ ‫عن‬ ‫يقل‬ ‫ال‬ ‫ما‬ ‫حدوث‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫ال‬‫ز‬‫الزل‬ ‫تسبب‬ ‫الماء‪،‬‬
‫دقائق بعد بدء الزلزال‪.‬‬
‫كبية عىل مسافات قريبة‪ ،‬ويمكن‬ ‫تسونام ر‬
‫ي‬ ‫االنهيارات األرضية العمالقة لديها القدرة عىل توليد موجات‬
‫ً‬
‫تسونام إقليمية أن تشكل خطرا عىل‬
‫ي‬ ‫اض الساحلية‪ ،‬ويمكن لموجات‬ ‫أن تدمر مناطق واسعة من األر ي‬
‫النظم البيئية الساحلية والبلدات والناس‪.‬‬
‫فيويذر ( ‪Fairweather‬‬ ‫يف ‪ 9‬يوليو ‪ ،1958‬تسبب زلزال بقوة ‪ 7.9‬درجات عىل مقياس ريخي عىل صدع ر‬
‫األرض موجة ارتفاعها ‪524‬‬
‫ي‬ ‫أرض عىل رأس خليج ليتويا‪ ،‬أالسكا‪ .‬أحدث االنهيار‬ ‫ي‬ ‫‪ )Fault‬يف حدوث انهيار‬
‫اثني من‬ ‫عي خليج ليتويا‪ ،‬مما أدى إىل غرق ر‬ ‫ً‬
‫الشاط المقابل وأرسلت موجة ارتفاعها ‪ 30‬ميا ر‬ ‫ئ‬ ‫ً‬
‫ميا عىل‬
‫شخصي‪.‬‬‫ر‬ ‫ثالثة قوارب صيد ومقتل‬
‫الت تظل فيها احتمالية حدوث االنهيارات األرضية بعد‬ ‫ال يمكن التنبؤ بدقة بعدد األيام أو األسابيع ي‬
‫هطول أمطار غزيرة‪ ،‬يجب أن يبق السكان بالقرب من المنحدرات الجبلية واألودية والمناطق المعرضة‬
‫لالنهيارات األرضية يف حالة تأهب حت بعد انحسار األمطار الغزيرة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫تاريخ يف العالم خالل ثوران بركان جبل سانت هيليي عام ‪ ، 1980‬وهو بركان يقع‬
‫ي‬ ‫أرض‬
‫ي‬ ‫أكي انهيار‬
‫حدث ر‬
‫يف سلسلة جبال كاسكيد يف والية واشنطن بالواليات المتحدة‪ ،‬وكان حجم االنهيار ‪ 2.8‬كيلومي مكعب‪.‬‬

‫‪ IV‬الفيضانات النهرية‬
‫المبان والطرق‬
‫ي‬ ‫تدمي‬
‫ر‬ ‫فه تتسبب يف‬
‫تعتي الفيضانات النهرية من أشد الظواهر الطبيعية دمارا يف العالم‪ ،‬ي‬ ‫ر‬
‫والجسور وتقتلع األشجار وتجرف اليبة الزراعية بما فيها من محاصيل ضورية لحياة اإلنسان كما تؤدي‬
‫اىل انزالقات أرضية تسحق كل ما يعيض طريقها من مبان ومنشآت وتطمرها تحت أكوام ضخمة من‬
‫الطي والصخور‪.‬‬
‫ر‬
‫ر‬
‫عموما تتسبب الفيضانات يف دمار شامل يلحق كل مكونات البيئة الطبيعية والبشية وتؤدي يف النهاية اىل‬
‫ر‬
‫وتفش األوبئة‪.‬‬ ‫انتشار المجاعات‬
‫ي‬
‫تشي تقارير األمم المتحدة اىل أن األضار الناتجة عن الفيضانات النهرية يف زيادة منتظمة نتيجة لزيادة‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫‪.‬‬
‫تأثي الفيضانات أما األضار البشية الناتجة عن الفيضانات النهرية‬ ‫السكان وزيادة تدخالتهم يف مناطق ر‬
‫فه آخذة يف التناقص بالرغم من زيادة تكرار الفيضانات وذلك للتطور المدهش الذي عرفته وسائل‬ ‫ي‬
‫الت ساهمت اىل‬ ‫ي‬ ‫الحاسوب‬ ‫وأنظمة‬ ‫ات‬
‫ر‬ ‫والطائ‬ ‫الصناعية‬ ‫األقمار‬ ‫عىل‬ ‫يعتمد‬ ‫أصبح‬ ‫الذي‬ ‫الجوية‬ ‫األرصاد‬
‫كبي يف دقة المعلومات المتعلقة باألنظمة الجوية المسببة للفيضانات‪.‬‬ ‫حد ر‬
‫الرئيش يف حدوث الفيضانات يرجع اىل قدرة المناخ عىل خلق عواصف بمقدورها إسقاط‬ ‫ي‬ ‫إن السبب‬
‫سطخ يمأل الخزانات األرضية‬
‫ي‬ ‫كبية من األمطار تؤدي اىل إشباع اليبة بالمياه وحدوث جريان‬ ‫كميات ر‬

‫‪26‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫غي قادرة عىل استيعاب كل الكميات الهائلة من المياه المتدفقة‬
‫الت تصبح ر‬
‫ويسيل اىل مجاري األنهار ي‬
‫نحوها من كل حدب وصوب‪.‬‬
‫ئ‬
‫وف بعضها اآلخر يتبع‬‫عشوان‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫األعاصي المنتجة للفيضانات بشكل‬
‫ر‬ ‫يف بعض األقاليم المناخية تتكون‬
‫حدوثها نظاما موسميا متوقعا‪ .‬ويوجد نوعان من األنظمة الجوية المسقطة لكميات ر‬
‫كبية من األمطار‬
‫وه ‪:‬‬
‫وبإمكانها التسبب يف الفيضانات المدمرة ي‬
‫قصية‬
‫ر‬ ‫‪‬العواصف الرعدية الناتجة عن خاليا تصاعدية محلية‪ .‬وهذه بإمكانها خالل فيات‬
‫إحداث فيضانات محلية رسيعة‪.‬‬
‫األعاصي والجبهات الهوائية‪ .‬وهذه بإمكانها تغطية مساحات واسعة من سطح األرض‬ ‫ر‬ ‫‪‬‬
‫كبية من األمطار والثلوج خالل فية طويلة ومتواصلة تدوم لعدة أيام مما يؤدي اىل‬ ‫وإسقاط كميات ر‬
‫حدوث فيضانات نهرية واسعة االنتشار‪.‬‬
‫معي‪ .‬فالفيضانات السنوية يمكن‬ ‫وتقسم الفيضانات اىل درجات حسب احتمالية تكرارها دون صبيب ر‬
‫فه ذات صبيب أعىل وال تحدث إال مرة‬ ‫حدوثها مرة عىل األقل كل عام‪ .‬أما الفيضانات المتوسطة الشدة ي‬
‫حي نجد أن الفيضانات النادرة ال تحدث إال مرة واحدة خالل‬ ‫كل بضع سنوات ( ‪ 5‬اىل ‪ 10‬سنوات) يف ر‬
‫كبية الرتفاع صبيبها‪ .‬وهكذا فكلما قلت احتمالية حدوث فيضان‬ ‫تدميية ر‬
‫ر‬ ‫عمر اإلنسان وتمتلك قدرة‬
‫معي كلما زاد خطره‪.‬‬‫بصبيب ر‬
‫الت غالبا ما تيك يف السهول الفيضية لمجاري األنهار‪ ،‬إال أن‬
‫الت تسببها الفيضانات ي‬‫وبالرغم من األخطار ي‬
‫اإلنسان بطبيعته يفضل السكن يف تلك المناطق لما لها من مزايا اقتصادية هامة متمثلة يف ارتفاع خصوبة‬
‫اليية والمائية ووفرة الماء الرصوري لجميع األغراض‬
‫اع‪ ،‬وسهولة المواصالت ر‬ ‫اض لإلنتاج الزر ي‬
‫األر ي‬
‫الميلية والصناعية‪.‬‬
‫أ ) إيجابيات الفيضانات النهرية‬
‫يىل‪:‬‬
‫الكثي من اإليجابيات نذكر من بينها ما ي‬
‫ر‬ ‫اىل جانب اآلثار المخربة للفيضانات النهرية‪ ،‬فإن لها‬
‫الغت بالذبال والعناض المعدنية‪.‬‬
‫ي‬ ‫بالطم‬
‫ي‬ ‫‪ ‬تكوين السهول‬
‫الفيضية الصالحة للزراعة الغنية‬
‫‪ ‬تغذية الطبقات الجوفية بالماء‪ ،‬الذي استيفته عمليات السحب عن طريق العيون واآلبار‬
‫والمضخات‪.‬‬
‫الطم الميسبة يف قاع المجرى خالل فيات الجريان‬
‫ي‬ ‫‪ ‬تنظيف المجرى النهري‪ ،‬من طبقات‬
‫البطء مما يزيد قدرة المجرى عىل استيعاب المياه‪.‬‬
‫ي‬
‫المطية تشكلت بفعل مياه السيول‬
‫ر‬ ‫‪ ‬تشكيل سطح األرض‪ ،‬إن أغلب مظاهر السطح باألقاليم‬
‫الكيى‪.‬‬
‫والفيضانات ر‬
‫ب ) إجراءات التكيف مع الفيضانات‬
‫من وجهة النظر البيئية الرصفة‪ ،‬فإن أفضل أسلوب يمكن أن يقلل من مخاطر الفيضانات يتم عن طريق‬
‫الكثي من عوامل‬
‫ر‬ ‫غي ممكن‪ ،‬فهناك‬‫االبتعاد عن مناطق الفيضانات تماما‪ ،‬لكن من الناحية العملية هذا ر‬
‫الجذب تجعل اإلنسان يفضل اإلقامة بالسهول الفيضية والتضحية بتحمل مخاطر الفيضانات من وقت‬
‫ومميات السهول الفيضية‬‫ر‬ ‫آلخر‪ .‬وهكذا فاإلنسان يفكر بكيفية الموازنة ربي مخاطر الفيضانات من جهة‬
‫ممياتها والتقليل من مخاطر التعرض للفيضانات المتكررة‪ .‬لذلك‬
‫بحكمة واحياز من أجل االستفادة من ر‬
‫ال بد من وجود إجراءات مخططة ومدروسة تحدد أسلم الطرق الستعمال السهول الفيضية باإلضافة اىل‬
‫عدم إهمال أعمال التهيئة الرصورية لحماية اإلنسان وممتلكاته‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫ج ) تشخيص عام لخطر الفيضان بالمغرب‬
‫والمهتمي‬
‫ر‬ ‫الباحثي‬
‫ر‬ ‫تثي اهتمام العديد من‬‫األخية ر‬
‫ر‬ ‫تدبي خطر الفيضان خالل العقود‬
‫أصبحت إشكالية ر‬
‫ميانية إضافية لمواجهة‬ ‫والت تتطلب رصد ر‬ ‫ر‬
‫وأصحاب القرار‪ ،‬نظرا لألضار المادية والبشية الناتجة عنها‪ ،‬ي‬
‫األزمة‪ ،‬وتعرض المغرب خالل العقود الماضية للعديد من حاالت فيضان عنيفة كسهل الغرب سنة‬
‫‪ ،1963‬بركان سنة ‪ ،1994‬تازة ‪ ،2000‬المحمدية والسطات ‪ ،2002‬ووجدة سنة ‪،2008‬أقاليمنا‬
‫المجاىل‪ ،‬فإن مصدر‬ ‫الش يف للمملكة…وعىل المستوى‬ ‫الصحراوية وجهة سوس ماسة درعة والجنوب ر‬
‫ي‬
‫كيى وبأودية دائمة الجريان‪ ،‬كما هو الحال‬ ‫خطر الفيضان نوعان‪ :‬النوع األول يرتبط بأحواض جبلية ر‬
‫الكبي والريف وحوض ملوية وحوض سبو وواد المالح بالمحمدية ومنطقة‬ ‫ر‬ ‫باألطلس المتوسط واألطلس‬
‫الرشيدية‪ .‬والفيضان بهذه األحواض يحدث عندما يسجل الصبيب أرقاما قياسية (واد المالح ‪120‬مي‬
‫مكعب يف الثانية يوم ‪ )2002/11/25‬بينما ال تسجل حاالت فيضان مع حجم الجريان العادي ألن جل‬
‫الت ال تتعدى‬‫الثان‪ :‬األحواض المجهرية ي‬ ‫ي‬ ‫هذه الوديان الزالت تحافظ عىل مساراتها الطبيعية ‪.‬أما النوع‬
‫الصغية‪ ،‬ويشكل هذا النوع الغالبية بحكم‬ ‫ر‬ ‫مساحتها ‪ 1000‬هكتار ويرتبط أساسا باألودية الجافة والشعب‬
‫المتمي بطول الفية الجافة من ماي إىل أكتوبر ونجد هذا النوع بمدن الدير وكذا‬ ‫ر‬ ‫طبيعة مناخ المغرب‬
‫بمدن وجدة وبركان ومقدمة الريف ‪ ....‬وهو ما يشكل خطرا داخل المدارات الحرصية‪.‬‬
‫المبان والمنشآت المحاذية للمجاري المائية خاصة‬ ‫ي‬ ‫ومن المناطق األكي تهديدا بخطر الفيضان ‪ ،‬نجد‬
‫المبان العشوائية والقريبة من الوديان‪ ،‬األحياء الناقصة‬‫ي‬ ‫الجافة منها‪ ،‬األحياء المنخفضة وتتجىل أساسا يف‬
‫المطامي لترصيف المياه المستعملة‪ ،‬ثم‬
‫ر‬ ‫الت تعتمد عىل‬ ‫التطهي أو تلك ي‬
‫ر‬ ‫الغي مرتبطة بشبكة‬
‫التجهي أو ر‬
‫ر‬
‫الت تتوفر عىل المستويات التحت أرضية ‪la‬‬ ‫سكن الفيالت المتعامد مع حركة الجريان وخاصة ي‬
‫الت أصبحت عبارة عن حفر تنساب بداخلها المياه المطرية‪.‬‬ ‫‪ cave‬ي‬
‫الوطت للوقاية من الفيضانات‬
‫ي‬ ‫‪‬قراءة يف المخطط‬
‫بشية ومادية‪ ،‬تمت المصادقة عىل‬ ‫بعد الفيضانات الكارثية الت عرفها المغرب وما نتج عنها من خسائر ر‬
‫ي‬
‫الوطت للوقاية من الفيضانات سنة ‪ ،2002‬وقد كشف هذا المخطط عن ‪ 391‬موقعا مهددا‬ ‫ي‬ ‫المخطط‬
‫تستدع التدخل العاجل لحماية السكان وممتلكاتهم‬ ‫ي‬ ‫وحواىل ‪ 90‬موقعا يف حالة حرجة‬
‫ي‬ ‫بخطر الفيضان‬
‫بت مالل‪ ،‬أكادير‪ ،‬تازة‪ ،‬بركان‪ ،‬فاس ومدن الدير بصفة عامة‪ .‬وانطلق إنجازه عىل مراحل‬ ‫كمدن وجدة‪ ،‬ي‬
‫الت خرج بها المخطط أن ‪ %94‬من الفيضانات ناتجة‬ ‫ابتداء من ‪2005‬إىل حدود ‪ ،2017‬ومن الخالصات ي‬
‫ه نتيجة لسوء التحكم يف نظام الجريان لعدد من األودية‪.‬‬ ‫غي منظم وأن ‪ %50‬من الفيضانات ي‬ ‫تعمي ر‬
‫ر‬ ‫عن‬
‫العشوان ليس وحده من العوامل المساهمة يف حدوث‬ ‫ئ‬ ‫التعمي‬ ‫وكقراءة أولية يف هذا المخطط‪ ،‬يتضح‪ ،‬أن‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫التعمي المنظم يف عدد من المدن المغربية أقيم يف مناطق مهددة بخطر الفيضان يف‬ ‫ر‬ ‫الفيضان بل حت‬
‫ج‬‫ظل غياب خرائط جيوتقنية لتصنيف األوساط (مهددة‪ ،‬أقل تهديدا‪ ،‬مستقرة) فبمدينة مكناس يف ي‬
‫الزهوة من األحياء األكي عرضة لخطر الفيضان بالمدينة‪.‬‬
‫الت ال تتعدى مساحتها ‪1000‬‬ ‫المخطط لم ر‬
‫الصغية واألحواض المجهرية ي‬ ‫ر‬ ‫يش أيضا إىل األودية والشعب‬
‫بعي االعتبار‬
‫أكي خطر عىل التجمعات السكنية والبنيات التحتية‪ ،‬ذلك أنها ال تؤخذ ر‬ ‫وه تشكل ر‬ ‫هكتار‪ ،‬ي‬
‫الصغية وخاصة األجزاء السفىل منها‬
‫ر‬ ‫المهيئي فيتم طمس معالم هذه األودية الجافة والشعب‬ ‫ر‬ ‫من طرف‬
‫لفرنش‪(le fleuve n’oublie pas son lit).‬‬
‫ي‬ ‫فتنشط عند حدوث تساقطات مركزة وكما يقول المثل ا‬
‫‪‬اإلنسان يتحمل مسؤولية الفيضانات‬
‫يعق ذلك اإلنسان‬
‫المناج دورا ما يف ارتفاع معدل الفيضانات‪ ،‬لكن دون أن ي‬
‫ي‬ ‫للتغي‬
‫ر‬ ‫يتفق الجميع عىل أن‬
‫ئ‬
‫البيت ووقوع الكوارث الطبيعية بمختلف أنواعها‪ ،‬وهناك عوامل عديدة‬ ‫تدمي التوازن‬
‫ر‬ ‫من مسؤوليته عن‬
‫ي‬

‫‪28‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫النبان بسبب قطع أشجار‬ ‫ي‬ ‫من صنع اإلنسان منها – عىل سبيل المثال ال الحرص‪ -‬تراجع مساحة الغطاء‬
‫الغابات‪ ،‬وتحويل المستنقعات والسبخات المائية إىل أراض زراعية أو مواقع سكنية‪ ،‬وسد نظام الرصف‬
‫الطبيع بالنفايات ومخلفات القمامة‪.‬‬
‫اتيخ للمدن والمراكز الحرصية‪ ،‬لم يضع يف االعتبار‬ ‫أما ف يالمدن‪ ،‬الواقع ّ‬
‫يعي عن سوء تخطيط اسي ير‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫المستقبىل لتلك المدن وزيادة‬ ‫ي‬ ‫الحاىل والنمو‬
‫ي‬ ‫الت مرت بها مدننا‪ ،‬والواقع‬ ‫الحاالت والتجارب السابقة ي‬
‫اتيخ‪ ،‬بدليل أننا‬ ‫الكثافة السكانية والخدمات المرافق لها‪ ،‬والذي ال يزال غائب عن ذهن المخطط اإلسي ر ي‬
‫الكبية دون حلول جذرية يحاسب معها المقرصون‪ ،‬وتعيد مراجعة أنظمة‬ ‫ر‬ ‫نعان من هذه الخسائر‬ ‫ي‬ ‫ال نزال‬
‫ر‬
‫للمقاولي‪ ،‬وجودة المكاتب الهندسية واالستشارية‪ ،‬بما يحقق لمشوعاتنا الجودة‬ ‫ر‬ ‫إسناد تنفيذ المشاري ع‬
‫الشاملة‪.‬‬
‫الت تعرضت لها عدد من مدن المملكة جاء نتيجة عدم النظر للمدينة يف‬ ‫إن مشاكل ترصيف السيول ي‬
‫ومتواز من ترصيف‬ ‫ر‬
‫التخطيط كوحدة متكاملة وأن عدم تنفيذ مشوعات البنية التحتية بشكل متكامل‬
‫ٍ‬
‫الصخ وأعمال اإلسفلت والمياه حسب األصول الفنية يف وقت واحد أدى إىل الخطأ يف‬ ‫ي‬ ‫للسيول والرصف‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫تقديم بعضها عىل بعض‪ ،‬وأن التخطيط كان مرحليا وكل يعمل بمفرده وعىل حدة‪ ،‬وهذا يرجع إىل قلة‬
‫والمشف‪،‬‬‫ر‬ ‫الضمي لدى المنفذ‬ ‫ر‬ ‫الكبية‪ ،‬وغياب‬
‫ر‬ ‫المشوعات‬ ‫وخيته ف مثل هذه ر‬ ‫كفاءة المخطط والمنفذ ر‬
‫ي‬
‫الممية يف المغرب وإال فلماذا غرق مئات‬ ‫ر‬ ‫ه السمة األساسية‬ ‫وأن العشوائية وخطط العمل المكتبة ي‬
‫األشخاص بسبب فيضانات المذكورة سابقا‪.‬‬
‫المناج دائما‪ ،‬بل إن لإلنسان دورا يف محاضة وسد‬ ‫ي‬ ‫والتغي‬
‫ر‬ ‫غي المقبول إلقاء اللوم عىل الطبيعة‬ ‫إنه من ر‬
‫ه‬‫الت توفرها الطبيعة لمياه األمطار الزائدة والفيضانات ‪.‬مشاكل السيول ليست وليدة اليوم بل ي‬ ‫المنافذ ي‬
‫نتيجة تراكمات ومخالفة طبيعة األودية داخل المدن( ما يعد واحدا من أكي األسباب شيوعا لحدوث‬
‫فيضانات يف المناطق الحرصية)‪ ،‬وأن التدخل يف تطوير المناطق الحرصية بما يخالف مجاري األودية أض‬
‫ئ‬ ‫ً‬
‫الت تنعدم أحيانا‬ ‫المان يف الوسط الحرصي يتحكم فيه عنرص النفاذية ي‬ ‫ي‬ ‫كثيا بمدن المملكة‪ ،‬وأن الجريان‬ ‫ر‬
‫المبان وضعف المجاالت الخرصاء إىل أن تبليط الطرقات يزيد من رسعة الجريان‪ ،‬وتكون‬ ‫ي‬ ‫بسبب كثافة‬
‫الت توجد‬ ‫األمور أكي تعقيدا يف المدن الموجودة عند أقدام الجبال كما هو الشأن بالنسبة لمدينة الناظور ي‬
‫الت تهددها سيول‬ ‫يف منخفض تطل عليه مجموعة من الجبال خاصة الجهة الشمالية والشمالية الغربية ي‬
‫المان ومن تم‬ ‫ئ‬ ‫الشء الذي يجعل منها مجاال للفائض‬ ‫وفيضانات كلما تعرضت المنطقة لتساقطات قوية ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫مشوعاتها يحتاج إىل إعادة نظر من‬ ‫تبدأ معاناتها مع الفيضانات‪ .‬وأن دراسات السيول وأساليب تنفيذ ر‬
‫خالل اسياتيجية تختص بالسيول لكل مدينة‪ ،‬مع االستفادة من األخطاء والمالحظات السابقة‪.‬‬
‫البشية والمادية الميتبة عن الكوارث الطبيعية‬ ‫التدبي الجيد لمناطق الفيضانات سيقلل من الخسائر ر‬ ‫ر‬ ‫إن‬
‫غي الممكن تحقيق متطلبات التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫مع ضورة حماية البت التحتية للطبيعة‪ ،‬وإال فإنه من ر‬
‫المناج ‪ -‬الناجم عن االنحباس الحراري ‪ -‬بات هو المشجب الذي يعلق عليه المسؤولون‬ ‫ي‬ ‫التغي‬
‫ر‬ ‫أن‬
‫أخطاءهم لدى وقوع الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات‪ ،‬مع العلم بأن معظم األسباب المؤدية‬
‫الت تتمثل يف بناء المنازل يف سهول‬ ‫للفيضانات ذات طبيعة محلية ومعروفة‪ ،‬مثل بعض السلوكيات ي‬
‫الفيضانات ‪ ،‬تحويل المجاري المائية اىل مطارح للنفايات مما يساهم يف الرفع من احتمالية وقوع‬
‫المطي نجد‬‫ر‬ ‫الت أسهمت اىل حد بعيد يف تكرار الفيضانات خالل الفصل‬ ‫الفيضانات ‪ ،‬ومن ربي العوامل ي‬
‫الصخ‪ ،‬األمر الذي ضخم من مضار وتداعيات‬ ‫ي‬ ‫إشكالية ترصيف المياه المطرية مع مياه الرصف‬
‫الشء الذي يؤدي اىل اختناقها يف حاالت عديدة‪.‬‬ ‫ر‬
‫الفيضانات عاما بعد عام نظرا لصغر حجمها ي‬
‫تعتي ظاهرة قطع األشجار ودمار الغابات سببا رئيسيا ومهما يف زيادة حجم ومخاطر الفيضانات‪ .‬إن‬ ‫ر‬
‫التغيات المناخية‪ ،‬هو‬ ‫ر‬ ‫السبيل الوحيد لحماية الناس من مخاطر الفيضانات أو الكوارث الناجمة عن‬
‫والبحيات والقيام بتهيئة شاملة بكل المجاري‬ ‫ر‬ ‫االستثمار يف البنية التحتية الطبيعية مثل الغابات واألنهار‬

‫‪29‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫بعي االعتبار نسبة وحجم التدفقات وطريقة ترصيفها نحو‬ ‫المائية من منابعها حت مصباتها بشكل بأخذ ر‬
‫تشجي واسعة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫غي المهددة وتواكبه ا عملية‬ ‫األماكن ر‬
‫بتدبي أخطار الكوارث عىل فهم األخطار بجميع أبعادها‬ ‫ر‬ ‫ينبع أن ترتكز السياسات والممارسات المتعلقة‬ ‫ي‬
‫المتمثلة يف ضعف األشخاص والممتلكات يف وجه الكوارث وقدراتهم ومدى تعرضهم لها وخصائصها‬
‫تسخي هذه المعارف ألغراض تقييم األخطار السابقة للكوارث التقائها‬ ‫ر‬ ‫والبيئة المحيطة بهم‪ .‬ويمكن‬
‫والحد من آثارها‪ ،‬ولوضع وتنفيذ سياسات مناسبة وفعالة لالستعداد والتصدي‪ .‬كل ما عندنا من النعم‬
‫سء يعود إليها‪ .‬أمام هذا السيل ِ الجارف من‬ ‫فهو من الطبيعة‪ ،‬وكل رسء يأن منها‪ ،‬وكل رسء فيها‪ ،‬وكل ر‬
‫َ‬ ‫ي ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫اآلن من الطبيعة‪ ،‬قابلها اإلنسان بفظاظة ٍ وغلظة مشهرا ترسانته العلمية يف وجه ُ من سخر‬ ‫العطاء‬
‫ر‬ ‫ي ً‬
‫معتيا إحكام القبضة عىل الطبيعة والسيطرة عليها سيوفر له رسوط العيش الرغد وهذا‬ ‫ر‬ ‫لخدمته‬
‫الطبيع؟ كانت‬ ‫ئ‬
‫البيت‬ ‫ه تداعياتها عىل النظام‬ ‫ِّ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫التحول َمرده إىل فكرة تسي ي ْد اإلنسان عىل الطبيعة‪ .‬فما ي‬
‫الت خصبت عقول األجداد ورهفت‬ ‫الفاتنة ي‬ ‫النتيجة أن تراجعت الطبيعة ولم تصبح الطبيعة العذراء‬
‫ّ‬
‫حسهم ووسعت خيالهم وساعدت عىل نمو قدراتهم النفسية خاصة‪ .‬الحل هو عقد الصلح ربي اإلنسان‬
‫والطبيعة‪ ،‬لقد كانت الطبيعة‪ ،‬والبيئة األرضية‪ ،‬سابقة عىل وجودنا نحن‪ ،‬لذا ال يمكننا أن نجعل الهدف‬
‫تقت‪.‬‬
‫الطبيع بآخر ي‬ ‫ي‬ ‫الوحيد لنشاطنا هو محاربتها واستبدال الرأسمال‬
‫ّ‬
‫المهتمي بالبيئة‪ ،‬وحلها مرهون بتجديد المفاهيم‬ ‫ر‬ ‫إن إشكالية الفيضانات مازالت مطروحة يف أجندة‬
‫وتعمي األرض‬ ‫ر‬ ‫والتصورات حيال اإلنسان والطبيعة‪ .‬هذا يقودنا إىل اإلقرار بمبدأ استخالف هللا تعاىل‬
‫ئ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫البيت أو‬
‫ي‬ ‫ينبع أن يمتد إىل حد اإلخالل بالتوازن‬ ‫ي‬ ‫وغي الحيوية الذي ال‬ ‫خياتها الحيوية ر‬ ‫واالستفادة من ر‬
‫ر‬
‫تسخي عطايا الطبيعة لإلنسان يف أكي من عشين‬ ‫ّ‬
‫التعاىل عليها طالما أن النصوص القرآنية تكلمت عن‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫آية‪.‬‬
‫األخي‪ ،‬تبق الطبيعة مدينة اإلنسان وموطنه‪ ،‬حمايتها مهمة الجميع لضمان من يعيش فيها‪ ،‬وهذه‬ ‫ر‬ ‫وف‬
‫ي‬
‫وغي الحكومية وفق إسياتيجية محكمة إلعداد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تجنيد سائر الفئات و الهيآت الحكومية ر‬ ‫الحماية تتطلب ِ‬
‫ج وجماد‪ ّ .‬فاإلنسان الكائن‬ ‫الت تهدد جنسه ومن يشاركه العيش من ي‬ ‫بمخاطر الفيضانات ي‬ ‫واع‬
‫جيل ٍ ي‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الت تحوم‬ ‫العاقل الحر المريد هو الوحيد من يتقلد أي فعل ال مسئول حيال الفيضانات درءا للمخاطر ي‬
‫ّ‬
‫البيت واليبية‬ ‫ئ‬ ‫وع‬ ‫ر‬ ‫وجي التصدعات اسي ً‬ ‫حولها‪ .‬فيميم ر‬
‫ي‬ ‫للمجت عليه بال حق‪ ،‬بنش ال ي‬ ‫ي‬ ‫ضاء‬ ‫الشوخ ر‬
‫اإليكولوجية وتصحيح مفهوم السيادة‪ ،‬يكفل ال محال إعادة الوفاق ربي اإلنسان والطبيعة‪.‬‬
‫التدابي واألنظمة الالزمة للحد من مخاطرها‬ ‫ر‬ ‫التقييم السليم وتحليل المخاطر للظواهر الطبيعية‬
‫المحتملة‪ ،‬كأنظمة البناء والتشييد‪ ،‬وأنظمة اإلنذار المبكر‪ ،‬والتوعية باإلجراءات الوقائية عند حدوث‬
‫اتيخ والتنموي لكل‬ ‫الكوارث‪ ،‬وإدماج بعد الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية ضمن التخطيط االسي ر ي‬
‫قطاع‪.‬‬
‫للتفكي يف مشاري ع ألجل تأهيل‬ ‫ر‬ ‫كبي غالبا ما يكون مناسبة للسلطات الحكومية‬ ‫إن وقوع كارثة ذات أثر ر‬
‫البنيات التحتية المترصرة أو تلك المخصصة للوقاية‪ .‬وكمثال عىل ذلك‪ ،‬كان زلزال الحسيمة لسنة ‪2004‬‬
‫ئ‬
‫غي الالئق‪ ،‬كما كان وراء إعداد‬ ‫العشوان والسكن ر‬ ‫ي‬ ‫عموم موسع حول إشكالية البناء‬ ‫ي‬ ‫وراء فتح نقاش‬
‫نصوص تنظيمية وطنية جديدة خاصة بالبناء يف المناطق المعرضة للزالزل ‪.‬لذا‪ ،‬فإن ما تم تسجيله‬
‫تدبي الحاالت‬ ‫رئيش يف هذا اإلطار هو أن االهتمام ظل منصبا باألساس‪ ،‬ولمدة طويلة‪ ،‬عىل ر‬ ‫ي‬ ‫بشكل‬
‫بتدابي الوقاية من المخاطر قبل حدوث الكارثة‪ .‬كما تم‬ ‫ر‬ ‫االستعجالية عند ظهورها‪ ،‬بدال من االهتمام‬
‫تسجيل عدم دمج أية سياسة يف مجال الوقاية يف االسياتيجيات التنموية المعتمدة‪ ،‬وعدم تخصيص‬
‫الميانيات‪.‬‬ ‫الوسائل الرصورية للتقليص من مخاطر الكوارث يف ر‬
‫غي‬
‫والتدبي وإعادة التأهيل ر‬ ‫ر‬ ‫تدبي المخاطر الطبيعية يف بالدنا‪ ،‬تبق المشاري ع المتعلقة بالوقاية‬ ‫يف مجال ر‬
‫كافية‪ ،‬رغم ما تم سجل من مجهودات يف مجال الرفع من القدرة عىل مواجهة المخاطر واالنتقال من‬

‫‪30‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫الدوىل‪ ،‬بدأت مجموعة من‬ ‫ي‬ ‫اتيخ مندمج‪ .‬وعىل الصعيد‬ ‫ممارسة تقنية ضفه إىل االنخراط يف منطق اسي ر ي‬
‫‪.‬‬
‫الدول بإدماج مفهوم المخاطر يف سياساتها العمومية فحسب دراسة أعدتها منظمة التعاون والتنمية‬
‫تدبي المخاطر‪ ،‬فإن أغلب البلدان األعضاء أخذت‬ ‫االقتصادية ( ‪ ( OCDE‬سنة ‪ 2013‬حول سياسات ر‬
‫منهخ‪ ،‬مخاطر الفيضانات ضمن اسياتيجياتها ومخططاتها القطاعية يف مجال‬ ‫ر ي‬ ‫بعي االعتبار‪ ،‬وبشكل‬ ‫ر‬
‫االستثمارات العمومية‪.‬‬
‫لتدبي المخاطر وهكذا‪ ،‬وبعد زلزال‬ ‫ر‬ ‫الوع برصورة وضع إسياتيجية وطنية‬ ‫ي‬ ‫منذ عقد من الزمن‪ ،‬برز‬
‫الحسيمة‪ ،‬سعت السلطات الحكومية إىل بلورة إسياتيجية شاملة وفعالة يف هذا المجال‪ ،‬وذلك‬
‫باالعتماد عىل أجهزة مسؤولة تكون لها اختصاصات واضحة ودقيقة‪ .‬ورغم اتخاذ مبادرات عديدة ألجل‬
‫لمشوع‬ ‫الرفع من القدرة عىل مواجهة المخاطر‪ ،‬فإنه لم يتم بلوغ النتائج المرجوة‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة ر‬
‫التدبي المندمج للمخاطر الذي لم يخرج بعد إىل الوجود‪.‬‬ ‫ر‬ ‫إسياتيجية‬
‫تدبي المخاطر الطبيعية‪ ،‬تم وضع مجموعة من المخططات‬ ‫أمام غياب إسياتيجية شاملة يف ميدان ر‬
‫الوطت للبيئة‪،‬‬
‫ي‬ ‫الوطنية كاإلسياتيجية الوطنية لحماية البيئة والتنمية المستدامة‪ ،‬وبرنامج العمل‬
‫لتدبي‬
‫ر‬ ‫الوطت‬
‫ي‬ ‫الوطت‪ ،‬والمخطط‬ ‫ي‬ ‫الوطت لمكافحة التقلبات المناخية‪ ،‬وميثاق إعداد الياب‬ ‫ي‬ ‫والمخطط‬
‫للتطهي السائل وتصفية المياه العادمة ‪..‬ومن جهة أخرى‪ ،‬تم إعداد‬ ‫ر‬ ‫الوطت‬
‫ي‬ ‫النفايات الميلية‪ ،‬والمخطط‬
‫الوطت لمكافحة الفيضانات‪ ،‬ومخطط‬ ‫ي‬ ‫مخططات لها عالقة بالمخاطر ويتعلق األمر خاصة بالمخطط‬
‫الوطت لمحاربة اجتياح الجراد‪ ،‬والمخطط المديري للوقاية‬ ‫ي‬ ‫محاربة المخاطر الفالحية‪ ،‬والمخطط‬
‫لتدبي المستعجالت‬ ‫ر‬ ‫ومكافحة حرائق الغابات‪ ،‬والمخطط العام لتنظيم اإلغاثة واإلسياتيجية الوطنية‬
‫الطبية والمخاطر الصحية المرتبطة بالكوارث‪.‬‬
‫عىل ضوء هذه التحديات‪ ،‬تنبثق حكامة المخاطر‪ ،‬كإحدى السبل المفكر فيها بعمق وتبرص لبلورة أسس‬
‫الت أضحت محدقة وبحدة متسارعة بعالمنا‪ ،‬بل وأصبحت‬ ‫األخية ي‬ ‫ر‬ ‫التدبي الجيد للفيضانات‪ .‬هذه‬ ‫ر‬ ‫وأركان‬
‫ر‬
‫الشء الذي يستوجب منا وفق رسوط‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫غي مأمول العواقب للنوع البشي برمته‪،‬‬ ‫تمثل تهديدا حقيقيا ر‬
‫ي‬
‫المىل والتأمل العميق الحرص األكيد عىل إيجاد الصيغ المالئمة والحلول المواتية لمعظم‬ ‫ي‬ ‫التفك ري‬
‫الت يمكن أن ترتبط بهذه المخاطر‪.‬‬ ‫اإلشكاليات العويصة المطروحة‪ ،‬ي‬
‫تبت خيارات وحلول بمقدورها إيقاف نزيف‬ ‫العالم اللجوء إىل ي‬ ‫ي‬ ‫الت حتمت عىل متخذي القرار‬ ‫المتغيات ي‬ ‫ر‬
‫اآلثار الوخيمة الناجمة عن الفيضانات أو عىل األقل التخفيف منها وفق رؤى واسياتيجيات من الحدس‬
‫تدبي يفرض التعامل‬ ‫التدبي الجيد لها‪ ،‬وهو ر‬ ‫ه حكامة‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫اف‪ ،‬وذلك من منظور أن حكامة المخاطر ي‬ ‫االستش ي‬
‫تدبي خطر‬ ‫الحذر مع االنتقالية المرصودة من مستوى ألخر ومن تحليل إىل آخر‪ :‬بدءا من مستوى تحليل ر‬
‫تدبي المخاطر ووصوال إىل مستوى تحليل حكامة المخاطر‪.‬‬ ‫الفيضان‪ ،‬مرورا إىل مستوى تحليل ر‬
‫التدابي المطلوبة‪ ،‬لمواجهة كل ما من‬ ‫ر‬ ‫توفي اإلجراءات الرصورية واتخاذ‬ ‫إن كل ذلك حتم عىل المغرب ر‬
‫البشي‪ ،‬وعىل رأس ذلك مجابهة مختلف المخاطر المتوقعة والمحتمل حدوثها‪،‬‬ ‫شانه تهديد المكون ر‬
‫الت أضحت رهانا اسياتيجيا وعمقا ديناميا‪ ،‬من المفروض عىل‬ ‫لتدبي المخاطر‪ ،‬ي‬ ‫ر‬ ‫وذلك كله يف إطار حكامة‬
‫صيورة تحقيقهما‪ .‬يف ظل هذه السياقات ‪،‬‬ ‫بوع ومسؤولية يف ر‬ ‫الجميع االنخراط يف إطار تضافر الجهود ي‬
‫تدبي األزمات الواقعة إىل منظور‬ ‫ر‬ ‫األخية عىل ضمان انتقالية سلسة من منطق‬ ‫ر‬ ‫حرصت بالدنا يف اآلونة‬
‫الشء الذي يمكن توضيحه عىل مستوى تعامل الدولة مع الطوارئ‬ ‫ر‬
‫تدبي المخاطر المحتملة ‪ ،‬وهو ي‬ ‫ر‬
‫‪،‬الت عرفت فيضانات عارمة خلفت‬ ‫الت ألمت ببالنا يف السنوات الفارطة ي‬ ‫المناخية والكوارث الطبيعية ي‬
‫‪،‬الشء الذي يفش‬ ‫ر‬ ‫تدبيها‬
‫ينبع ر‬ ‫بشية ومادية فادحة‪ ،‬إذ تم التعامل معها بمنطق أزمة‬ ‫وراءها خسائر ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الت يبدو أنها أتت بأكلها يف إحدى‬ ‫وه المجهودات ي‬ ‫التدبي‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫الت عبئت من اجل هذا‬ ‫المجهودات الجبارة‪ ،‬ي‬
‫مراحل حدوث هذه الفيضانات ‪ -‬المرحلة الثانية ‪ -‬من حيث عدم تسجيل أي خسارة عىل األقل يف‬
‫اتيخ‬ ‫ر‬
‫الت اتسمت باالرتجالية و التشع وغياب الفكر االسي ر ي‬ ‫األرواح البشية ‪ -‬مقارنة مع المرحلة األوىل ي‬

‫‪31‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫والتخبط يف الحلول الجاهزة ‪ ،‬السهلة ‪،‬اليقيعية و الضيقة األفق و تسييد المعالجة بمنطق األزمة ‪ -‬وهو‬
‫المعط الذي يؤكد ايجابية و فعالية االنتقالية السالفة الذكر‪ ،‬وخلق إرهاصات لحكامة مخاطر ‪،‬منبثقة يف‬
‫تبت المغرب ألبرز المبادئ المؤسسة‬ ‫‪،‬عي‬
‫بمؤرسات قوية ر‬‫ر‬ ‫‪،‬الت أخذت تيسخ‬
‫ئ‬ ‫ي‬ ‫وه اإلرهاصات ي‬ ‫األفق ‪ .‬ي‬
‫عي‬‫الوقان كالتنبيه المبكر ر‬
‫ي‬ ‫لحكامة المخاطر ‪،‬ومنها مواجهة المخاطر الطبيعية كالفيضانات مثال ‪ :‬الجانب‬
‫النشات االنذارية حول التقلبات المناخية و التواصل و التحسيس و اإلخبار بحالة الطقس المتوقعة ‪.‬‬ ‫ر‬
‫الت ترتكز‬ ‫ر‬
‫اف و ما يرتبط به من وقائية و استباقية كأحد ابرز الدعائم ي‬ ‫إجماال‪ ،‬إن من شأن الحدس االستش ي‬
‫عليها حكامة المخاطر ‪ ،‬أن يجعل المغرب يمتلك القدرات الحكاماتية الكفيلة بمجابهته للمخاطر‬
‫تحصي نفسه ‪،‬ضد أية مخاطرة‬‫ر‬ ‫بالتاىل‬
‫ي‬ ‫المحدقة به من كل جانب ‪،‬و منها مخاطر الفيضانات ‪ ،‬و‬
‫تدابي‬
‫محتملة‪ ،‬يمكن أن تهدد يف العمق طموحه المأمول يف إرساء لبنة ضح المغرب الصاعد لل ر‬
‫واإلجراءات الوقائية الواجب اتخاذها لمواجهة خطر الفيضانات وتشمل‪ ،‬باألساس‪ ،‬مواصلة تعبئة‬
‫والمتطوعي عىل القيام‬
‫ر‬ ‫الموارد واإلمكانيات وتوزيعها بالقرب من النقط السوداء‪ ،‬وحث شبكة الجمعيات‬
‫بعمليات تحسيسية حول مخاطر الفيضانات لفائدة السكان المتواجدين بالقرب من النقط السوداء‬
‫ودعوتهم لالنخراط يف عمليات التدخل عند االقتضاء‪.‬‬
‫عي إنجاز أشغال المخطط المديري للحماية من‬ ‫إنجاز أشغال حماية المناطق المهددة بالفيضانات ر‬
‫الفيضانات‪ .‬وإنجاز األشغال المتعلقة بتهيئة األحواض المائية‪ ،‬والحرص عىل اإلنذار المبكر من أجل‬
‫التدابي االستباقية لمواجهة أخطار الفيضانات‪ ،‬ومواصلة عملية تنقية قنوات الري‪ .‬إن اتخاذ‬ ‫ر‬ ‫اتخاذ‬
‫كبي يف الحد من آثار الفيضانات‪.‬‬ ‫التدابي االحيازية بشكل مبكر يساهم بشكل ر‬ ‫ر‬
‫وتحيي‬
‫ر‬ ‫وتحيي النقط السوداء‪ ،‬وجرد‬
‫ر‬ ‫يتعي اتخاذها‪ ،‬بجرد‬ ‫الت ر‬‫التدابي واإلجراءات ي‬
‫ر‬ ‫يجب اإلشارة إىل‬
‫اآلليات واألدوات الخاصة بمكافحة خطر الفيضانات‪ ،‬وتحديد مناطق اإليواء‪ ،‬وإلزامية اإلشعار المبكر‪،‬‬
‫ووضع برنامج للمداومة عىل مستوى كل الوحدات اإلدارية‪ ،‬والحرص عىل القيام بأشغال صيانة جنبات‬
‫الطرق وتنقية األودية وقنوات الرصف‪ ،‬والتدخل العاجل لمنع تجمع المياه باألحياء السكنية والشوارع‬
‫المتدخلي‬
‫ر‬ ‫والمحاور الطرقية المصنفة يف خانة النقط السوداء‪ ،‬وتنظيم حمالت تحسيسية لفائدة‬
‫والسكان المجاورين للمناطق الحساسة‪.‬‬
‫الت تؤدي إىل حدوث‬ ‫ر‬
‫ويجب إرساك الجميع مثل وكاالت األحواض المائية لتوضيح الظروف والمسببات ي‬
‫الت يتم اتخاذها‬ ‫الفالج بخصوص اإلجراءات االستباقية ي‬ ‫ي‬ ‫الفيضانات‪ ،‬وكذا المكاتب الجهوية لالستثمار‬
‫من أجل الح د من خطورة الفيضانات عند حدوثها‪ ،‬والوكالة الجماعية المستقلة لتوزي ع الماء والكهرباء‬
‫والتطهي السائل حول التدخالت الميدانية بالوسط الحرصي والقروي‪.‬‬ ‫ر‬
‫‪‬اقياحات الحد من الفيضانات‬
‫عي ضمان تنسيق أفضل فيما يخص‬ ‫لتدبي المخاطروخاصة الفيضانات‪ ،‬ر‬ ‫ر‬ ‫‪‬ضورة إنشاء أرضية وطنية‬
‫المتدخلي (الوزارات‪ ،‬القطاع الخاص‪ ،‬المجتمع‬
‫ر‬ ‫األعمال والوسائل والبيانات المعلوماتية ربي مختلف‬
‫المدن‪ ،)...،‬وكذا تطوير اسياتيجية وطنية للتحسيس والتوعية بمخاطر الكوارث الطبيعية‪.‬‬ ‫ي‬
‫تدبي الفيضانات‪ ،‬من خالل تعبئة موارد‬
‫بعي االعتبار جميع مراحل ر‬ ‫‪‬وضع إسياتيجية للتمويل تأخذ ر‬
‫بالتدابي الالزمة ذات األولوية يف الحد من مخاطر الفيضانات‪ ،‬ووضع مساطر مرنة‬‫ر‬ ‫مالية قارة واألخذ‬
‫للتمويل تسمح بالشعة والتفاعل المجدي يف إطار محاربة جل المخاطر الطبيعية من طرف األجهزة‬
‫المختصة‪.‬‬
‫لتدبي األخطار الطبيعية‪.‬‬‫ر‬ ‫‪‬ضورة إحداث الوكالة الوطنية‬
‫تحسي‬
‫ر‬ ‫ان للمدن مع‬‫بعي االعتبار خطر الفيضانات أثناء إعداد الوثائق المتعلقة بالتخطيط العمر ي‬ ‫‪ ‬أخذ ر‬
‫الفاعلي‪،‬‬
‫ر‬ ‫التنسيق ربي مختلف‬

‫‪32‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬
‫تدبي خطر الفيضانات‪ ،‬للمناطق الهشة عن طريق إعادة تأهيل األحياء‬ ‫‪‬إعطاء األسبقية‪ ،‬يف إطار ر‬
‫وتحسي إطار السكن يف المناطق القروية‪.‬‬
‫ر‬ ‫السكنية العشوائية‬
‫المتدخلي يطرح مشكل التنسيق ربي اإلدارات والهيئات المعنية‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪ ‬تعدد‬
‫والمعايي الوطنية‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪‬المساهمة يف تطوير سياسات الحد من الفيضانات واقياح األنظمة‬
‫متخصصي‪.‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫‪‬تعزيز البحوث الوطنية وتطوير مخرجاتها يف مجال الحد من الفيضانات من خالل رسكاء‬
‫‪‬اقياح تنفيذ برامج الحد من الفيضانات بهدف تقليل هذا الخطر لمستويات ُيمكن إدارتها‪.‬‬
‫الوع العام بأهمية الحد من الفيضانات عىل كل‬ ‫نش‬ ‫‪‬تصميم وتطوير وتنفيذ برامج للتوعية لدعم ر‬
‫ي‬
‫المستويات‪./.‬‬

‫بالتوفيق إن شاء هللا‬

‫‪33‬‬
‫األستاذ‪ :‬عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة‬
‫الخريفية ‪2021‬‬

You might also like