Professional Documents
Culture Documents
شعــبــة الــجغرافيا
مجزوءة
السداسية الخامسة
2
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
الت يمكن أن تخلفها المخاطر الطبيعية بمختلف أنواعها عىل حياة اإلنسان ونظرا لآلثار الكارثية الفادحة ي
الباحثي يف مختلف العلوم ،لمعرفةر وممتلكاته وعىل البيئة ككل ،فقد حظيت بالدراسة والتحليل من قبل
كيفية حدوث هذه المخاطر وأسبابها ونتائجها والحلول العلمية المقيحة لتفاديها أو إيقافها أو عىل األقل
التقليل من خسائرها.
الت يواجهها علم األخطار الطبيعية ،فهو مطالب من جانب بالتخطيط من هنا رتيز اإلشكالية األساسية ي
الكثي من الغموض ،ومطالب من جانب آخر بأن تكون خططه ر والتحكم يف ظاهرة يكتنف عناضها
متكاملة ومنهجيته يف التحكم منسقة للجهود وعميقة لكل الفعاليات ومحققة لدرجة عالية من الكفاءة
والفعالية.
وأمام كل هذا يعمل المغرب عىل وضع خطط واسياتيجيات وقائية للحد من هذه المخاطر وكذا التنسيق
مع مختلف الجهات المعنية للتدخل ولمواجهة المخاطر والتصدي لها قبل حدوثها .وقد تعرض المغرب
عي تاريخه دفعه إىل البحث عن األدوات المناسبة للتحكم فيها لمختلف أنواع المخاطر الطبيعية ر
كبية.
تتمي بهشاشة ر وإدارتها ،وخاصة أن بنيته القاعدية ر
للتغيات المتصارعة ،يف مجال ر أهمية دراسة جغرافية األخطار الطبيعية نابعة من ضورة االستجابة
صي والباح رثي أننا
والدوىل ،ومن أجل لفت انتباه المخت ر
ي المحىل
ي الكيى عىل المستوىتدبي المخاطر ر ر
نعيش يف زمن التحالفات والتكتالت اإلقليمية والدولية ،بغية تحقيق المصلحة العامة وضمان األمن
الت
غي متوقعة ،ضمن ظروف البيئة المحيطة والمحلية والدولية ،واألهمية ي والتصدي ألية مفاجئة ر
الكيى عىل وجه الخصوص، األخية بوضع خطط الوقاية من أثار المخاطر رر يوليها المغرب يف اآلونة
ان
والدور المنتظر منها يف تنفيذ قواعد العمران من خالل فرض احيام اإلجراءات المنظمة للنشاط العمر ي
المخالفي.
ر وضبط مخالفات العمرانية ومالحقة
الفرق ربي الخطر والكوارث
خطي يمثل تهديدا لإلنسان ،ويمكن أن يؤدي الخطر إىل كارثة من شأنها أن تعطل ر الخطر حالة أو حدث
خطي عىل األشخاص المترصرين. ر حياة الضحايا .وبمعت آخر ،أن الخطر هو حدث عام محفوف بالمخاطر أو
خطي يمثل
ر والت ال يمكن تجنبها .والخطر أيضا هو وضع طبيع يف العالم ،ي
ي فهو حاالت تحدث بشكل
ر
تهديدا لحياة اإلنسان ولديه القدرة عىل تعطيل الظروف المعيشية للبش.
وه أكي أما الكارثة ه حدث يرص ً
وبالتاىل يعطل األنشطة االجتماعية ،ي
ي فعليا بحياة اإلنسان وممتلكاته ي
ه درجة من الخطر ي الكوارث .الخطر عكس عىل ،أكي سلبية عواقب للكارثة .الخطر من طبيعتها أهمية يف
ً
الذي أصبح أكي تهديدا .لذلك ،يمكن تعريف الكارثة عىل أنها واقعة تعطل نمط الحياة الطبيعية لإلنسان،
ه حدث يتسبب يف إلحاق وبالتاىل شديدة .فالكارثة ي
ي الكارثة أكي كارثية يف الطبيعة ،وتكون أكي مفاجئة
واألعاصي
ر تسونام البش وممتلكاتهم .يمكن تصنيف الكوارث عىل أنها كوارث طبيعية مثل الرصر بحياة ر
ي
الت من صنع اإلنسان مثل عواقب المخاطر التكنولوجية مثل اليكانية وما إىل ذلك ،والكوارث ي واالنفجارات ر
الحرائق وحوادث النقل والحوادث الصناعية واالنفجارات واإلشعاعات النووية إلخ .
غي مأهولة بالسكان سوف يطلق عليه خطر ،وليس كارثة ألنه عىل الرغم من إن حدوث إعصار يف منطقة ر
أنه ال يزال له خصائص مدمرة ،وألنه عىل الرغم من أن شدة اإلعصار ال تزال موجودة ،إال أنه لم يتسبب يف
مفاج يف منطقة مكتظة بالسكانر ئ البشية .مثال ،حريق هائل أي أضار أو خسائر ف األرواح والممتلكات ر
ي
يؤدي بالكامل إىل خسائر يف األرواح والممتلكات ،مما يؤدي يف النهاية إىل تعطيل العمليات االجتماعية
ُ
بأكملها .يف هذه الحالة ،يطلق عىل هذا الحدث كارثة.
3
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
حي أن المخاطر ستتشكل قصية ،مما يجعلها أكي حدة يف ر ر تحدث الكوارث يف أغلب األحيان يف فية زمنية
.
والت ربما أدت إىل حدوثها لذلك ،يمكن اتخاذ االحتياطات الالزمة بشكل كامل بعد سلسلة من األحداث ،ي
ً ر ً
لتجنب اآلثار السلبية لخطر ما .إن كل من الخطر والكوارث يحمالن تهديدا محتمال للبش نظرا ألن كليهما
وتدمي لألرواح والممتلكات. ر يمكن أن يؤدي إىل خسائر
والمختصي يف وضع مفهوم دقيق للمخاطر الطبيعية ،فنجد عىل سبيل المثال ر لقد اختلف العلماء
تونر) (TUNERعرف المخاطر الطبيعية عىل أنها « حدث مركز مكانيا وزمانيا ،يهدد المجتمع أو منطقة
الت ألفها السكان منذ القدم« . غي مرغوبة ،نتيجة عدم الحذر والحيطة ي معينة ،مع ظهور نتائج ر
ه عبارة عن تلك العناض الموجودة يف البيئة فيى أن المخاطر الطبيعية ي أما بورتن ) (BURTONر
والت تسبب ضرا لإلنسان وتنتج بدورها عن قوى عرضية بالنسبة له. الطبيعية ،ي
غي متوقعة مدمرة وعنيفة ، الكيى عىل أنها « :أحداث ر أما راوول فيفر ) (FAVER RAULفعرف المخاطر ر
كبيا من الضحايا » . كبية ويلحق قدرا ر طبيع أو بسب اإلنسان ،ويؤدي إىل حدوث خسائر ر ي قد يكون مصدرها
والت تتمثل عواملها األساسية يف الدينامية المقصود باألخطار الطبيعية هو بالضبط المخاطر البيئية ،ي
بشية ،حيث الطبيعية (الباطنية منها والخارجية) ،إال أن هذه المخاطر الطبيعية ،تحكمها أيضا عوامل ر
كبية ،وإىل تعدد المخاطر واستفحالها .لهذا يستعمل مصطلح البيئة تأثيات ر تؤدي مختلف التدخالت اىل ر
وبي ما هو فعل وتدخل مرتبط بنشاط طبيع ،ر
ي كإشارة اىل تداخل عوامل المخاطر الطبيعية ربي ما هو
اإلنسان.
كالتاىل:
ي فه الت عرفت مصطلح المخاطر ،ي أما بعض األجهزة الدولية ي
أوال :مكتب األمم المتحدة لتخفيف من أثار الكوارث:
وف منطقة معينة لظاهرة ضارة «. تعرف المخاطر بأنها« :حدوث محتمل يف فية محددة من الزمن ،ي
األمريك
ي ثانيا :معهد الجيولوجيا
جيولوج من صنع اإلنسان أو من صنع الطبيعة ،أو أنها ظاهرة ر ي يرى أن كلمة المخاطر «حالة أو حدث
ييتب عليها ظهور مخاطر محتملة عىل حياة اإلنسان وممتلكاته« .
ثالثا :المفوضية األوروبية
الثان هو
حيث ركزت عىل عنرصين يف تعريف المخاطر ،أولها احتمال حدوث المخاطر وشدة عواقبها ،أما ي
بمكوني هما :احتمالية حدوث ر معي خالل فية معينة ،وعليه فالمخاطر تتصف تأثي ر احتمالية حدوث ر
حدث وشدة عواقب هذا الحدث.
كما ينظر للمخاطر عىل أنها عملية طبيعية الحدوث بسبب اإلنسان أو أحداث لها القدرة عىل تسبب
ئ
بيت ،أو
االجتماع ،أو تدهور يي الخسارة وإلحاق الرصر بالممتلكات أو اختالل يف النشاط االقتصادي أو
وتسييه والتكيف معه . ر حقيق أو محتمل بوقوع حدث ضار ماديا أو معنويا ،يمكن تقويمه ي تهديد
ولتدبي المخاطر يجب أوال التنبؤ بها مع ضبط خطة محكمة للوقاية والطوارئ ،بعد ذلك اصالح األضار ر
الناتجة عنه .
التاىل :
ي وتعرف المخاطر عىل الشكل
المخاطر = األمالك +الهشاشة +االحتمال
RISQUE=Patrimoine + Vulnérabilité+ Probabilité
األمالك :حيث تتعرض الممتلكات سواء كانت عمومية أو خاصة إىل األضار.
غي المحصنة، أكي عىل األمالك القابلة لترصر أو ر الهشاشة :أو القابلية للترصر ،حيث يكون ّ واقع الخطر ر
والموجودة قرب موقع الخطر ،كما تلعب شدة الخطر دور يف زيادة أو نقصان األضار الناجمة عنه .
اىل كارثة مفجعة . االحتمال :هو محاولة استباق الخطر قبل وقوعه ،وتجنب تحوله ي
4
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
استنتج مما سبق
خطية عىل الطبيعة وعىل حياة ر
البش .الفرق ربي الخطر والكوارث ه أحداث لها آثار
ً
ر المخاطر والكوارث ي
ه حدث يرص فعليا بحياة اإلنسانخطي يمثل تهديدا لإلنسان بينما الكارثة ي
ر هو أن الخطر هو حالة أو حدث
وممتلكاته ويعطل األنشطة االجتماعية .ومما تجدر االشارة إليه أنه رغم االختالف الواضح ربي المصطلحات
الت تهدد األنسان وبيئته ،وقد تكون األخطار
وه األخطار ي السابقة إال أنها تدور جميعا حول ظاهرة واحدة ،ي
الحاىل.
ي غي محسوسة يف الوقت بطيئة أو رسيعة حادة العنف أو ر
Iمدخل لدراسة األخطار والكوارث الطبيعية
تمثل األخطار والكوارث الطبيعية فرعا من فروع الجغرافيا وهو فرع حديث العمر ويدخل ضمن فروع
الجغرافيا تحت قسم خاص يف الجغرافيا التطبيقية ،إال أنه يختلف عنها يف عدة جوانب تجعل دراسة
األخطار والكوارث فرعا جغرافيا له شخصيته المستقلة وعىل سبيل المثال :
أن الجغرافيا التطبيقية تعالج بشكل عام كافة جوانب الجغرافيا ،بينما جغرافية األخطار والكوارث
الطبيعية تختص بالجوانب الجغرافية الطبيعية .
حي تهتم جغرافية شموىل ألية منطقة ،يف ر
ي أن الجغرافيا التطبيقية تعالج كافة العناض الجغرافية وبشكل
الت تنتج عنها .
األخطار والكوارث بالتخصيص حيث تركز عىل نوعية الظواهر الطبيعية واألحداث ي
ر
البشية يف جملتها بشكل مستقل ألغراض المنفعة البشية، أن الجغرافيا التطبيقية قد تعالج العناض ر
بينما جغرافية الكوارث الطبيعية تعالج العناض والظواهر الطبيعية فقط .
ان أو زيادة اع أو التوسع العمر ي
النفع إىل زيادة اإلنتاج الزر ي
ي أن الجغرافيا التطبيقية تهدف من وراء الجانب
التدمي
ر حي جغرافية الكوارث الطبيعية تهدف إىل الكشف عن مواطن الخطر ومقدار الصناع يف ر
ي اإلنتاج
ر
التدمي والخسائر البشية .
ر والعمل عىل تقليل
ه مقالة التغيات يف الفلسفة الجغرافية ،وكانت البداية ي ر لقد بدأت دراسة الكوارث الطبيعية وتأثرت بكل
والت تساءل فيها عن مغزى االهتمام بهندسة ضبط الفيضانات يف الواليات المتحدة، White,G,1945ي
حي ازداد التوسع الحرصي يف السهول المعرضة للفيضانات والخسائر وقد ظهرت أهمية تلك المقالة ر
الجمة يف الخمسينات ،وعىل هذا نشأت مدرسة سلوكية يف جامعة شيكاغو اهتمت باإلدراك والسلوك
البشي إزاء الكوارث وتحليل السياسات لتقليل الخسائر .ر
لقد توسع مجال دراسة الكوارث يف الستينات ليضم قائمة جديدة بجانب الفيضانات والزالزل حيث اتسع
الت تمهد للكوارث مثل التصحر وإزالة الغابات والتصحر ،التعرية الساحلية النطاق ليشمل المشاكل ي
وغيهم .األرض والموجات الثلجية ر
ي والجفاف واالنزالقات
5
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
الت أدت لالهتمام بالكوارث بعد عام 1965
أ) العوامل ي
والتغيات المناخية .
ر المفاج لعدد من الكوارث الطبيعية والتكنولوجية ر ئ االنطالق
اإلعالم.
ي االهتمام
ر
التوجه الجديد للجغرافيا الطبيعية لالهتمام بالكوارث واالقياب أكي من المشاكل البشية وهجر
الجيومرفولوجية البحتة والمناخ النظري .
ظهور جماعات ضغط أكاديمية وسياسية مثل :جماعة الخرص وحركات الحفاظ عىل البيئة .
الت تشكلت تحت ظلها معاهدات ومنظمات ولجان خاصة بالكوارث لقد انتقل االهتمام لألمم المتحدة ي
مثل :
الدوىل لدراسة الزالزل والهزات األرضية باليابان 1962 ي المعهد
األورن والمتوسط لقياس الزالزل بفرنسا 1976 ري المركز
بالفلبي 1968
ر أعاصي التيفون
ر لجنة إسكاب لرصد
مكتب منسق األمم المتحدة للغوث عند الكوارث ANDRO .1972
المكاتب التابعة لهيئة الصحة العالمية لمكافحة األوبئة واألمراض المختلفة.
دوىل للتقليل من خسائر الكوارث الطبيعية،كانت ذروة االهتمام بنداء أطلق عام 1984لعقد مؤتمر ي
وف عام 1989صدر قرار األمم المتحدة باعتبار عقد التسعينات عقد التقليل من خسائر الكوارث ي
الطبيعية واختصارها
) (International Decade for Natural Disasters Reductionاختصاره ،IDNDRومع أن القرار
واالعاصي واالمواج الزلزالية واالنزالقات األرضية
ر والت تحددت بالزالزل أشار اىل الكوارث الطبيعية فقط ي
والحرائق والجفاف والتصحر اىل أن القرار يف ذاته يعد عهدا جديدا بالنسبة للدراسة البيئية وقد حددت
يىل:
ه كما ي والت ي
أهدافها عام ،1992ي
تأثي الكوارث بكفاءة ومساعدة الدول النامية يف تحليل خسائر الكوارث تطوير قدرة كل دولة للتخلص من ر
وإقامة محطات لإلنذار المبكر.
تحديد الخطوط العريضة إلسياتيجيات تطبيق المعرفة العلمية والتقنية واألخذ يف االعتبار الفوارق
االقتصادية والثقافية ربي الدول.
توظيف المعطيات العلمية والهندسية لسد الفجوة يف المعرفة الالزمة لتقليل فقد الحياة والممتلكات.
نش المعلومات المتاحة والجديدة الخاصة بمقاييس التحليل والتنبؤ بالكوارث الطبيعية. ر
البشية يف القرن 21منها:هناك عدة مشاكل تواجه ر
الزيادة المستمرة لعدد السكان يف العالم.
ارتفاع معدالت استهالك الموارد الطبيعية وما ييتب عليها من توترات سياسية ،وأزمة يف المياه قد تصل
اىل حد الكارثة.
مشكل ارتفاع درجة حرارة األرض وما يعقب ذلك من ارتفاع منسوب مياه البحر.
اتساع ثقب طبقة األوزون.
6
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
تمثيىل ألهم أنواع الكوارث الطبيعية
ي مخطط
7
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
اإليكولوج ر
البشي إىل ضورة وجود التوازن ربي الكثافة السكانية والموارد ر ي و يف الوقت الذي أشار فيه الفكر
تدبي الكارثة وإنشاءاتها ر ي
النموذج ل ر العمىل
ي المتاحة والدراسة العلمية للكوارث بأنواعها ،وتفاصيل التعامل
االجتماع االقتصادي؛
ي السياس تشد انتباهنا إىل ضورة إدخال البعدي الهندسية ،فإن مدرسة االقتصاد
تدمي البيئة وحدوث الكوارث .هذا ر الت تؤدي يف المدى البعيد إىل ومفهوم الهامشية المكانية واآلليات ي
يستدع نهضة تراث قائم عىلي االجتماع ،إذ
ي جدل مازال دائرا ويدعونا إىل انتهاج فكر نابع من واقعنا
دراسات ميدانية للكوارث وقبلها وجود اسياتيجية للبحوث .
ج ) مستويات دراسة األخطار
تتدرج دراسة األخطار إىل ثالثة مستويات ،ورغم تشابه تلك المستويات والمصطلحات يف موضوعاتها ،إال
ر
بشء من اإليجاز: أنها تتفاوت يف كم ومدلول كل منها .ويحسن بنا أن نتناول تلك المستويات ي
1-األخطار البيئية
تتعدد وتختلف مفاهيم كلمة البيئة من علم آلخر ،فهناك البيئة االجتماعية ،والبيئة الثقافية ،والبيئة
الطبيعية وقد عرف مؤتمر إستكهولم للبيئة عام 1972البي ئة بأنها " مجموعة من النظم الطبيعية
والت يستمدون منها زادهم ،ويؤدون الت يعيش فيها األنسان والكائنات األخرى ي واالجتماعية والثقافية ي
فيها نشاطهم.
وه ،الغالف والت تضم أربعة نظم رئيسية ترتبط مع بعضها البعض ي بالبيئة الطبيعية ،ي اف وي هتم الجغر ي
ئ
يعت بأن دارس األخطار وأخيا المحيط الحيوي .وهذا ما ي ر المان ،الغالف الصخري، ي الجوي ،الغالف
البيت مفهوم البيئية يجب أن يكون ملما بكافة الجوانب السابق االشارة إليها ،كما يعت أن مفهوم الخطر ئ
ي
الت تؤثر عىل سطح والتغيات البيئية ير واسع وشامل يضم يف موضوعات دراسته كل المشكالت واألخطار
بش ،بما يف ذلك األخطار الطبيعية. األرض بما عليه من ر
وتجدر اإلشارة إىل أن هناك عالقة وثيقة وقديمة ربي علم الجغرافيا والبيئة .فالبيئة واإلنسان والعالقة
تشي إىل أنالت ر ه ميدان دراسة علم الجغرافيا ،وقد ظهرت العديد من الكتابات القديمة والحديثة ي بينهما ي
الجغرافيا تدرس البيئة من أجل اإلنسان ،وتهتم األخطار البيئية بدراسة التفاعل ربي األنسان والبيئة
البيت ،كما تهتم بصورة أساسية بالمشاكل البيئية ونشأتها وكيفية مجابهتها وتحليلها .وتضم ئ والتوازن
ي
األخطار البيئية كل األخطار الطبيعية بما فيها األخطار الجيومرفولوجية إىل جانب كل األخطار المقينة
البيت.ئ باالختالل
ي
وتعد مشكلة تدهور البيئة الركن االول وصلب موضوعات واهتمامات علم البيئة ،ومن أهم صور التدهور
وغيها من صور التدهور ،ويقصد بالتدهور هنا القضاء عىل الغابات وتجريف اليبة وتملحها والتصحر ر
تناقص القدرة اإلنتاجية ألي منطقة .كما تعد مشكلة التلوث بعناضها الهوائية والمائية والثقافية الركن
الثان من أركان دراسة المشاكل واألخطار البيئية. ي
وتأثيه عىلر السلت التغي
ر وخاصة ئ
البيت النظام ف اتالتغي
ر بموضوع البيئية األخطار اسات ر د تهتم كما
ري ي ي
اإلنسان .ومن المالحظات الجديرة بالذكر أنه رغم التعريف السابق االشارة إليه لمفهوم البيئة وعناضها
الت صدرت بعنوان البيئة ومشكالتها يهتم معظمها وإن لم يكن كلها بدور كثي من الكتابات ي وأخطارها ،فإن ر
كي بذلك موضوعات أخرى جديرة باالهتمام تأثي ذلك عليه ،تار ر ئ
البيت ،ثم ر األنسان يف حدوث التلوث
ي
الطبيع ،وأيضا من ي وأخيا فإنه من الواضح أن مفهوم األخطار البيئية أشمل وأعم من الخطر ر والدراسة.
والتغيات البيئية ليست ر ر ي
الجيومرفولوج ،إذ أنه يضع يف حسبانه األنسان مؤثرا ومتأثرا باألخطار الخطر
الباحثي.
ر للكثي من
ر ر
الطبيعية فقط ،بل والبشية أيضا ،ورغم كل ذلك فمازال هذا المفهوم غامضا
د ) منهج دراسة األخطار والكوارث
اآلن :
يسي يف عدة خطوات وتتمثل يف ي
تتبع جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية منهجا ر
8
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
1-التعريف بكل من الخطر والكارثة ونوعها يف أي منطقة يف العالم .
الت تؤدي إىل نشأة الكارثة أو حدوثها أو تكوينها . 2-العوامل ي
الممية لألخطار والكارثة .
ر 3-الخصائص
اف لمناطق األخطار وحدوث الكوارث . 4-التوزي ع الجغر ي
5-اآلثار الجغرافية للكارثة .
6-طرق صيانة البيئة الجغرافية من الكوارث الطبيعية وطرق الوقاية ،وذلك إما عن طريق منع األخطار.
ه ) األنواع الرئيسية ألخطار الطبيعية
الت قد تؤدي إىل الكوارث (حسب المنظمة العالمية لألرصاد الجوية، يىل بعض األخطار األكي شيوعا ي فيما ي
الدوىل للعلوم( . ي والمجلس
المخاطر المناخية :العواصف (رياح قوية-إعصار /إعصار مداري /إعصار التايفون -زوبعة برد /عاصفة
اليق الخ ...
البحيات) ،حريق ناجم عن ر ر (ف البحار أو
ثلجية-عاصفة رملية-حركة األمواج ي
الت تسد مجاري األنهار والبحيات واألتربة والصخور ير المخاطر الهيدرولوجية :الفيضانات (فيضان األنهار
التسونام الخ ...
ي (
الساحىل/
ي اليكانية -الزلزالية -االنجراف (ضفاف األنهار /الخط المخاطر الجيولوجية /الجيومورفولوجية :ر
الجروف الساحلية( .
الت تنتقل ربي اإلنسان المخاطر البيولوجية :األوبئة (عند اإلنسان ،الحيوان ،والنبات ،واألمراض ي
الحشات الضارة) تكاثر الطحالب ،االنتشار الشي ع لألعشاب والنباتات الضارة. ر ش والحيوان ،تف ر
ئ ي
يان (سقوط النيازك ،موجات المغناطيسية للشمس). الفييائية الفلكية :الطقس ر
الفي ي المخاطر ر
ر
اض بهدف تنظيفها) ،الحريق المتعمد ،حرق المخلفات
ئ المخاطر من صنع البش :الحرائق (حرق األر ي
وتدمي
ر واليية)
البشية ر العضوية (التلوث) تهديد الصحة (التسمم الغذان واألمراض ،ارتفاع الوفيات ر
ي
اإليكولوج.
ر ي النظام
التغي يف نمط سقوط األمطار ،زيادة شدة ر المناج :ارتفاع مستوى البحر ،ذوبان التجمد، ي التغي
مخاطر ر
ووتيتها. العواصف ر
الت تجتمع من أجل إعطاء صورة كاملة لهذه كل هذه العناض تشيك يف مدلول المخاطر الطبيعية ،ي
األخية.
ر الت تزداد وتتفاقم لتصبح أكي خطورة خاصة يف العقود الزمنية الظاهرة ي
و ) خصائص المخاطر الطبيعية والكوارث
يىل:
والت تتمثل فيما ي ي
ر
اختالف المكان :تقع المخاطر يف البيئة المفتوحة بعيدا عن السكان والنشاط البشي ،كما يمكن أن
البشية حيث يستوطن االنسان ويزاول نشاطه المختلف. تقع ف البيئة ر
ي
وغي ر
مبارسة ،كما تحدث ألسباب ال عالقة بشية ر
مبارسة ر اختالف السبب :تحدث المخاطر ألسباب ر
لإلنسان بها.
تأثيها فيكون بدنيا ر
وغي مبارسة عىل البيئة ومكوناتها ،ويختلف ر ر
التأثي :تؤثر المخاطر مبارسة ر ر اختالف
ر
أو نفسيا أو ماديا ،ويكون بسيطا ومتوسطا أو شديدا ،وآثارها فيه تتجىل يف القتل واليوي ع وتشيد السكان
ونش األمراض.وتدمي الممتلكات ر ر
تأثيها موضعيا، اف :يختلف امتداد وانتشار ر
تأثي المخاطر ،فقد يكون ر اختالف نطاق ر
تأثيها الجغر ي
محليا ،إقليميا أو عالميا مثل كورونا.
ثوان أو دقائق أو ساعاتالزمت للمخاطر ،فقد تكون مدته ي
ي اختالف نطاق ر
تأثيها زمنيا :يختلف العمر
أو أياما وشهورا وسنوات.
9
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
غي مرئية كالغازات السامة ،إذ ال يمكن
اكي وبعضها ر
والي ر
بعض المخاطر والكوارث يمكن رؤيتها كالسيول ر
توقع المخاطر والكوارث كلها ،ولكن يمكن توقع بعضها بدرجات متفاوتة ،ويمكن فقط الحد أو التقليل
الت قد تنتجها ،وذلك بمواجهتها والتصدي لها. ر
من الخسائر البشية والمادية ي
تدبي األخطار الطبيعية والكوارث
ر II
الت تتناولها
تدبي األخطار الطبيعية والكوارث ،وأصبح من العلوم ي
أخيا اىل علم راتجهت األنظار ر
الت تستهدف الكثي من الدراسات العلمية .وهذا العلم هو عبارة عن مجموعة من الخطط ي ر
التحضي واالستعداد والمواجهة والتصدي للكارثة ،مما يؤدي اىل تقليل حجم الخسائر الناجمة عند
ر
حدوثها بأقل جهد ووقت وتكلفة يف حدود اإلمكانات المتاحة.
والخياء وعىل مستوى عال من
ر اإلداريي
ر بتدبي األخطار الطبيعية والكوارث ،هم من
ر الذين يقومون
التدريب واالستعداد عىل مواجهة الكوارث .ومن خالل ذلك تتحقق استجابة رسيعة وفعالة يف
التدميية وتقليص أضارها.
ر السيطرة عليها والحد من آثارها
وغي
الت تنطبق عىل الكارثة الطبيعية ر
تدبي األخطار الطبيعية والكوارث عامة لها نفس القواعد ي ر
لتدبي مهما كان نوعها مع اختالف خصوصية كل كارثة عن ه ذاتها ل رالطبيعية ،لذلك فإن القواعد ي
ه المبادئ األخرى .وسيتم التطرق اىل مراحل ر
تدبي األخطار والكوارث ،لكن قبل ذلك فما ي
لتدبيها؟
ر األساسية
تدبي األخطار والكوارث
الت تحكم ر
أ المبادئ األساسية ي
ر ئ
يقتص أن تكون هناك جهاز مركزي ي الناس عن الكارثة يعت أن مواجهة الموقف أوال :مبدأ المركزية ،ي
واحد له الصالحية القانونية يف اتخاذ القرارات الالزمة ألعمال المواجهة بما يحقق وحدة القرار،
ويمنع التضارب واالختالف.
ثانيا :مبدأ إخضاع المصلحة الفردية للمصلحة العامة ،بمعت أن األهداف العامة لها األولوية
واألفضلية عىل أي أهداف أخرى مهما كانت.
الهرم بمعت أنه كلما كان خط السلطة أرسع يف توصيل التوجهات والحصول ي ثالثا :مبدأ التسلسل
عىل المعلومات كلما كانت اإلدارة أكي كفاءة.
رابعا :مبدأ المساواة ،وتقسيم األعمال ،حيث يؤدي اىل تحقيق كفاءة األداء ،وتحقيق المساواة
والعدالة يف معاملة المترصرين من الكارثة والعمل عىل أال يكون للتدخل أو الوساطة ،أي اعتبار
وذلك بما يكفل أن يحصل كل مترصر عىل حقه بما يمنع استغالل المواقف وانتهاز الفرص.
خامسا :مبدأ المبادرة واالبتكار ،بمعت األخذ بالطرق والمناهج الحديثة ،والعمل عىل ابتكار
األساليب الجديدة والمتطورة يف أعمال التدخل واإلنقاذ يف مواجهة الكوارث المختلفة.
ب ماهية التحديات المتعلقة يف مواجهة األخطار الطبيعية والكوارث
تدبي األخطار والكوارث ،ويمكن أن أذكر بعضا القائمي عىل ر
ر الت تواجه
هناك العديد من التحديات ي
منها:
هناك صعوبة يف وضع قواعد عامة لتطبيقها يف كافة أشكال األخطار والكوارث ،وهذا ناتج من
تدبيها ،وهذا االختالف ربما يلعب اختالفها وتنوع وطبيعتها ،كما أنه قد ظهرت عدة اتجاهات يف ر
الطبيع.
ي فيه دورا هاما الخصوصية المحلية لطبيعة الكارثة والخطر
تختي عىل أرض الواقع ،لذلك ر العلم :إن معظم الدراسات نظرية ولكن أغلبيتها لم
ي عدم التطبيق
بتدبي الكارثة والخطر.ر فإننا يف حاجة اىل تطبيقات ميدانية لهذه النظريات المرتبطة
ئ المفاجأة وضيق الوقت:
فجان وبدون أن يكون هناك
ي الكثي من الكوارث واألخطار تحدث بشكل ر
الكثي من الوقت لمواجهتها،ر مقد مات لقدومها ،كما أنها لم تكن متوقعة ،وأن هذه المفاجأة ال تتيح
10
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
وف هذه الظروف فإن المعلومات المفيدة قد تكون متاحة أو متوفرة ،وهذا ربما يكون ناتجا من ي
فجائية الكارثة نفسها ،لذلك فإن متخذي القرار لمواجهة الخط والكارثة يجدون نفسهم أمام
والثان شح المعلومات المتاحة.
ي تحديي ،أولهما ضيق الوقت، ر
السياس ينبع من طبيعة
ي سياس وإداري يف مواجهة الخطر والكارثة ،فالتحدي ي هنالك تحد
الت يصعب التنبؤ بها ،ومن ثم التهيؤ لها ،وهذا التحدي يتمثل يف ظاهرة األزمة وفجائية الحدث ي
مستقبىل .أما التحدي
ي لتدبي تلك الكوارث واألخطار ،كمشكل
ر صعوبة صياغة السياسات العامة
الت تفرضهاالمؤسش مع التعدد والتداخل يف األنشطة ي
ي اإلداري فهو يف طبيعة التكوين اإلداري
تدبي الخطر والكارثة.خصوصية ر
تدبي األخطار الطبيعية والكوارث، الت تواجه الجهات المسؤولة يف ر ومن أهم التحديات المطروحة ي
ه استعمال التقنيات الحديثة المناسبة يف عمليات المواجهة ،وأن التحديات المتوقعة من أي ي
تدبيهما
ر في حديثة تقنيات استعمال يتطلب وضعا وتخلف وقت، أي في تقع أن يمكن كارثة أو خطر
وأن الحاجة أصبحت ماسة الستعمال تقنيات متطورة للمواجهة ،بل واالستعداد قبل حدوث أي
كارثة أو خطر .وأن لهذه التقنيات دورا فاعال يف إنقاذ األرواح وتقليل الخسائر المادية بل والتقليل
من تكلفة عملية اإلنقاذ .ولقد ثبت من خالل الحوادث السابقة يف ر
تدبي الكوارث واألخطار
الطبيعية ،أن كل درهم يرصف يف مرحلة االستعداد للمواجهة سيوفر مبلغ ثالث داهم عند مرحلة
تدبي الكوارث واألخطار الطبيعية ،ربما يضطرون لدفع ثالث المسؤولي يف ر
ر يعت أن
المواجهة ي
أضعاف إذا لم يتمكنوا من تحديد أهدافهم بدقة يف مرحلة االستعداد.
لتدبي األخطار الطبيعية والكوارث
ر ج المقومات األساسية
لتدبي األخطار والكوارث هو تحقيق درجة استجابة رسيعة وفعالة لظروف ر الكىل
إن الهدف ي
التحضيات الالزمة
ر المتغيات المتسارعة للكارثة والخطر؛ بهدف درء خطرها وتهديدها ،بإعداد ر
المصيية لمواجهتها وتقليصر للكوارث واألخطار المتنبأ بحدوثها ،أو بالتحكم واتخاذ القرارات
وتوفي الدعم الرصوري إلعادة التوازن اىل حالته الطبيعية. ر أضارها
يعت النشاط الهادف يقوم به المجتمع لتدبي الكوارث واألخطار الذي ي ر الكىل
ووفقا لهذا الهدف ي
التدابي للتحكم يف
ر ينبع عمله إزاءها واتخاذ وتنفيذ
ي ليفهم طبيعة المخاطر الماثلة لتحديد ما
مواجهة الكوارث واألخطار وتخفيف حدة ما ييتب عليها.
أساسيي:
ر تنبت عىل عنرصيني لتدبي الكوارث واألخطار الطبيعية
ر الكىل
ي إن النظرة المتأملة يف الهدف
التدابي الالزمة للحد أو تقليص آثار الكوارث
ر أوال :درء أخطار الكوارث بإزالة مسبباتها أو بإعداد
واألخطار المتنبأ بحدوثها.
التنظيم الفعال الذي يمكن من التحكم لمواجهة الكارثة والخطر عند ي ثانيا :تصميم النسق
حدوثهما وتقليص أضارهما والعمل عىل إعادة التوازن لحالته الطبيعية بعد انتهاء الكارثة والخطر.
البديه القول من أبجديات جهود درء الكوارث واألخطار الطبيعية هو البعد عن مواطن ي ولعله من
الت
غي مجدي ،ألن هناك العديد من الشواهد يف المغرب ي الخطر ،وبالرغم أن هذا األمر يبدو ر
توضح أن بعض السكان يفضلون السكن يف السهول الفيضية أو المناطق المنخفضة المحاذية
لألنهار أو يقومون ببناء المنازل يف مجاري السيول دون مراعاة لمجاري المياه الطبيعية ،أو يف مناطق
تدفق المصارف الصناعية ،يحدث ذلك أحيانا لسوء التخطيط وعدم الحيطة وأحيانا لفقدان
التوعية بالمخاطر عىل السكن يف مثل هذه المواقع ،وأحيانا لعدم توافر الصيانة المطلوبة للجسور
المعت بأبجديات الحيطة ي والمصارف الصناعية .إن مثل هذه الظواهر ر
تشي اىل عدم إدراك المجتمع
من األخطار الطبيعية والكوارث ،واىل قصور يف السياسات العامة وضعف يف البنيات األساسية
ر
ه يف ذات الوقت مؤرس الحكومية القائمة عىل جوانب التخطيط والتنفيذ والتوعية والتوجيه ،كما ي
11
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
الت تؤمن الحد األدن
وبالتاىل فقدان النظرة المتكاملة ي
ي عىل عدم التنسيق ربي األجهزة الحكومية
.
المطلوب يف اسياتيجيات درء األخطار الطبيعية والكوارث ألن درء األخطار والكوارث ،ال يتحقق
فقط بالبعد عن مواطن الخطر أو بيئة الكارثة ،إنما بمزيد من اإلدراك للحيطة الواجبة من الكوارث
الت تؤمن توجها اسياتيجيا لدرء الكوارث
واألخطار بوضع السياسات والخطط وتصميم النظم ي
تدميية عند
والخطر بالحد من مسبباتها ،أو عىل أقل تقليص ما يمكن أن ييتب عليها من آثار ر
حدوثها.
د االستعداد لمواجهة الكوارث
إذا كان من المتعذر دفع األخطار والكوارث وبالذات الطبيعية منها إال أنه باإلمكان االستعداد والعمل
الت ر
الت تنجم من تلك ي لمواجهتها وذلك لمنع وقوع ما يمكن منعه والحد من الخسائر المادية والبشية ي
وه:
تقع وهنالك ثالث مراحل لمواجهة الكارثة ي
مرحلة ما قبل الكارثة ،تتطلب األخذ بأساليب الوقاية والتخطيط والجاهزية لمواجهة الكوارث
للمواطني.
ر واألخطار المستقبلية المتوقعة والتوعية المسبقة
ّ
الت يجب أن تتخذ لمواجهة والتقليل من آثار الخطر مرحلة مواجهة الكارثة ،تحديد اإلجراءات ي
المنكوبي واستعادة الحياة الطبيعية بأرسع وقت ممكن. ر والكارثة مع إغاثة
مرحلة ما بعد الكارثة ،تتمثل بإجراءات واسعة إلعادة تأهيل البت المعرضة للخراب ومن ثم إعادة
الت هجرت. ر
توطي المجتمعات البشية ي ر اعمارها وبناءها ،ثم إعادة
إن مرحلة ما قبل الكارثة ،تتطلب األخذ بأساليب الوقاية والتخطيط لمواجهتها والتوعية المسبقة
الت يجب أن تتخذ ه اإلجراءات ي وف مرحلة مواجهة الخطر والكارثة عند وقوعهما ،فما ي للمواطني ي
ر
تدبي الخطر
للتقليل من آثارهما؟ وإن االستعداد لمواجهة الكارثة والخطر يتطلب اإللمام بفن وعلم ر
الكارثة ،وهذا العلم يهتم بوضع الخطط للمواجهة والتصدي لها ،حيث يقلل من الخسائر عند وقوعها
وف أرسع وقت ،وبأقل تكلفة وذلك يف حدود اإلمكانات المتاحة. وأن يكون ذلك بأقل جهد ي
تدبي الكوارث واألخطار فريق عىل مستوى عال من القدرة عىل المواجهة ،وذلك بمحاولة التنبؤ ويتوىل ر
بها قبل وقوعها ،والتصدي لها إذا وقعت بما يقلل من آثاره ،ويحد من أضارها ،ويعمل عىل إعادة الحياة
تدبي األخطار والكوارث تتطلب تخطيطا اسياتيجيا يتصف بكل سمات وبالتاىل فإن ري إىل طبيعتها.
التخطيط ليكون فعاال وقابال للمراجعة والتقييم عند حدوث أي خلل يف الخطة ،وأن أهم مرحلة تدبر بها
ه مرحلة االستعداد للكارثة والتخطيط لها ألنها من الكوارث الموسمية كارثة السيول والفيضانات مثال ي
التغيات
ر الت يتوقع حدوثها ،وتتمثل هذه المرحلة بتجميع وإنشاء قاعدة للبيانات وتحليلها ورصد ي
تأن مرحلة تقدير مسبق لألضار قبل ي ثم ها،تدبي
ر وكيفية لمماثلة ا الكوارث آثار عىل والوقوف الدورية
الت تهتم بكيفية التقليل من الخسائر يف حال خروج الكارثة عن الحاالت المألوفة، وقوعها ،تليها المرحلة ي
تدبيها يف زمن
المعايي المناسبة لتسهيل ر
ر األخية المتمثلة بتقدير حجم الكارثة ووضع ر تأن المرحلةثم ي
قليل ،ومما سبق نالحظ أهمية توفر البيانات لحل األزمة ،وللوصول اىل ذلك يتطلب تطبيق للتقنيات
رئيش عىل السلطات، ي تدبي األخطار والكوارث بشكل تدبي الكوارث واألزمات ،وتقع مسؤولية ر الحديثة يف ر
تدبي الكوارث ويجب ضمان التنسيق إضافة اىل مشاركة الجهات الخاصة بمستويات مختلفة يف مراحل ر
لتدبي بشكل صحيح. ربي مختلف الجهات ل ر
ه ) مبادئ التخطيط لمواجهة الكوارث
وه:هناك مبادئ عامة يجب مراعاتها عند إعداد الخطط لمواجهة األخطار والكوارث ي
تدبي وإدارة الكارثة أو
بالخيات العلمية يف مجال ر
ر يقتص االستعانة
ي علم ،وهذا
ي مبدأ االستناد اىل أساس
األزمة.
12
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
مبدأ اإليجابية ،فتكون الخطة إيجابية إذا تحققت أهدافها بانتهاء المأمورية بنجاح وتحقيق الهدف
منها.
مبدأ مركزية التخطيط وليس مركزية التنفيذ.
تدبي
كي يف عمليات ر ويعت االليام يف التنفيذ ،وبمعت آخر أن يكون جميع المشي ر ي مبدأ اإللزامية
مي الياما تاما ،وال يجوز ألي منهم إجراء أي تعديل أو تبديل ألي جزيئة من جزيئات الخطة. الكوارث ملي ر
ويعت مدى استجابة الخطة لظروف الكارثة ،ومدى قابليتها لمواجهة أي مشاكل ي مبدأ المرونة والحرية
عند التنفيذ دون أن تفشل.
مبدأ الواقعية أي ومالءمة الخطة للواقع واإلمكانات المتاحة لمواجهة الكارثة.
ويعت أن التخطيط ليس عامال عارضا نلجأ إليه يف ظروف معينة ،بل المطلوب منه ي مبدأ االستمرارية
هو صفة االستمرارية.
مبدأ المشاركة حيث تؤخذ يف االعتبار اآلراء البناءة لمختلف ر
الخياء وكل من سيناط بهم أمر تنفيذ
الت تدرس فيها الجوانب المختلفةالخطة ،وتحقيقا لهذا المبدأ ال بد من عقد االجتماعات واللقاءات ي
وغي المتوقعة حت تكون عىل بينة ودرايةلتدبي الكارثة وجزئياتها ،ودراسة جميع االحتماالت المتوقعة ر ر
كافية بأدق التفاصيل وحت تتجنب المفاجآت هذا من جانب ،ومن جانب آخر يشعر الجميع أنهم
حريصي عىل نجاحها والوصول اىل تحقيقر شاركوا يف الخطة فيعملون عىل تنفيذها بجدية ،ويكونون
أهدافها.
ر ي
الجيومورفلوج IIIالخطر
الجيومرفولوج
ر ي أ ) مفهوم الخطر
أقصد بمفهوم األخطار الجيومورفولوجية تلك األخطار الت تهدد وتسبب اضارا للنشاط ر
البشى وحياة ي
والت تقع عن أي من العوامل والعمليات المشكلة لسطح األرض .وعىل هذا يدخل ضمن مفهوم األنسان ي
األخطار الجيومورفولوجية أي عامل يشكل سطح األرض سواء كان مناخيا أو جيولوجيا أو
بشيا.جيومورفولوجيا أو فلكيا أو ر
الماض عىل يد هارت
ي يعد مصطلح األخطار الجيومرفولوجية مصطلحا حديثا إذ ال يتعدى ظهوره العقد
Hart 1986والذي لم يوضح يف كتابه ما المقصود بهذا المصطلح واقترص فقط عىل تصنيف األخطار
الجيومرفولوجية حسب بيئة حدوث الخطر ،نهرية ،ساحلية ،جافة وشبه جافة ،جليدية وشبه جليدية
الت تحدث وتنشأ عن أحد العوامل مثل ر
نت أقصد باألخطار الجيومرفولوجية تلك ي كما سبق وارست إىل أ ي
ومغية لسطح األرض.ر االنزالقات األرضية وما يرتبط بها من عمليات جيومرفولوجية مشكلة
وتجدر اإلشارة هنا إىل أننا نستخدم العوامل والعمليات الجيومورفولوجية بمفهومها الواسع حيث تشمل
تلك العوامل وما يرتبط بها من عمليات كال من العوامل الداخلية ،والعوامل الخارجية ،وتنقسم العوامل
الداخلية إىل عوامل بطيئة تشمل االنكسارات واإللتواءات وحركات رفع وخفض سطح األرض ،وعوامل
وغيها .أما العوامل والعمليات الخارجية فتشمل اكي واالنهيارات األرضية ر والي ر
رسيعة تتضمن الزالزل ر
موسم ،ومياه البحر،
ي وكما هو معلوم التجوية كعملية أولية واالنهيارات والمياه الجارية بشقيها الدائم وال
والمياه الجوفية ،والجليد المتحرك وفعل الرياح.
ب ) االنزالقات األرضية
الت تحدث عند توفر العوامل المؤدية لها حيث تتغلب القوة المحفزة ه إحدى الظواهر الطبيعية ي ي
(زيادة الحمل والجاذبية وتعرض المنطقة لعوامل ألحت والتعرية) يؤدي إىل ضعفها و تغلبها عىل القوة
المقاومة لالنزالق (قوة التماسك و اإلحتكاك) مؤدية إىل اإلنهيارات و اإلنزالقات األرضية.
13
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
تحدث االنزالقات األرضية بفعل الجاذبية وبفعل األنهار والزحف الجليدي .فعىل أي منحدر تتمكن
الجاذبية بمساعدة الطبيعة واإلنسان من نقل كميات ضخمة من اليبة وحطام الصخور من قمم
لك تستقر هناك لفيات تطول أو تقرص اىل أن تتمكن عوامل أخرى من نقلها المنحدرات اىل بطون األودية ي
بالمياه أو الرياح.
ً ُ
كبي نسبيا ،حيث تنشط عملية االنزالقات األرضية عندما تتوفر كتل صخرية أو جالميد يكون حجمها ر
غي مستقر أو ثابت ،ذلك بفعل عدم تماسكها مع الصخر ُ
تكون موجودة يف أعىل المنحدرات لكن بشكل ر
األم لوجود صدوع أو تشققات صخرية ،إضافة لوجود مواد طينية مزحلقة يف أسطح التطبق المائلة مع
االنحدار.
الت تقوم بها عمليات التعرية المختلفة؛ ولكنها تختلفلألدوار ي تقوم االنزالقات األرضية بأدوار متشابهة
ًّ
عنها يف أنها ال تنقل المواد الصخرية تدريجيا؛ وإنما تقوم بنقل كميات ضخمة منها من المنحدرات
ئ
كثي
فجان يف ر
ي المرتفعة إىل المنحدرات المنخفضة أو إىل السهول والوديان المجاورة دفعة واحدة وبشكل
ر ئ
مفاج لجزء من األحيان .وتحدث هذه العمليات بأشكال مختلفة؛ فمنها ما يحدث بشكل انهيار أو سقوط
الت تتجمع عىل المنحدرات أو بشكل من الحافة الجبلية ،ومنها ما يحدث بشكل انزالق للمواد المفككة ي
بطء لقطاعات كب رية من اليبة. زحف ي
دور االنزالقات األرضية يف تشكل سطح األرض
إن تنقل اليبة والحطام الصخري والصخور ال يقترص عىل فعل الجداول واألنهار واالنهيارات الثلجية ،بل
تحدث تنقالت أخرى بفعل الجاذبية أيضا .فعىل أي منحدر تتمكن الجاذبية بمساعدة الطبيعة واإلنسان
لك تستقر هناك من نقل كميات ضخمة من اليبة وحطام الصخور من قمم المنحدرات اىل بطون ئاألودية ئ ي
والهوان.
ي المان
ي لفيات تطول أو تقرص اىل أن تتمكن عوامل أخرى من نقلها عن طريق الجرف
يغلب عىل مظاهر السطح طابع االنحدار وليس االستواء ،وعىل الرغم من أن معظم االنحدارات تبدو
ثابتة إال أنها يف الواقع أنظمة متحركة ومتطورة .فالمواد المفككة عىل سطوح المنحدرات دائمة الحركة
البطء لليبة الذي ال يمكن الشعور به اىل الزحف الشي ع ي باتجاه األسفل بمعدالت تختلف من الزحف
طيت مروع .ويمكن الحكم عىل حركة المواد عىل المنحدرات بأنها ي جدا يف شكل انهيارات صخرية أو جريان
تعتي بطيئة.
وه تتحرك ،وإال فإنها ر بالعي المجردة ي
ر رسيعة إذا كان باإلمكان مشاهدتها
هكبية مدمرة ،علما بأن االنزالقات البطيئة ي وهكذا تحدث االنزالقات إما ببطء شديد أو فجأة وبشعة ر
بطء وعن طريق االنزالقات فوق طبقة أشد تماسكا. األكي شيوعا يف الطبيعة فقد تتحرك يف شكل تيار ي
وتضعف الحركة وقد تتوقف تماما خالل الفصول الباردة عندما تتجمد اليبة ،لكن ذوبان الربيع يتسبب
البطء يف ميالن األشجار
ي يف تشبع اليبة بالماء وتجديد الحركة عىل قواعد زلقة .هذا وتظهر آثار االنزالق
باتجاه المنحدر وقد تقتلعها من جذورها ،وعىل العموم فإن االنزالقات األرضية والظواهر المصاحبة لها
الطي وزحف اليبة وتساقط الصخور يمكن أن تحدث طبيعيا أو نتيجة لمضاعفات األنشطة مثل جريان ر
غي المدروسة مثل شق الطرق حيث يعمل عىل إضعاف تماسك اليبة ويزيد من فرص تحركها. البشية رر
وغيها من
كبية من االنزالقات بالمناطق الجبلية كالريف واألطلس المتوسط ر كل سنة تحدث أعداد ر
لك
كبية يالمناطق ذات الطبوغرافيا المنحدرة .تحدث بعض االنزالقات بدون سابق إنذار وتتحرك بشعة ر
ومداشي بكاملها ،وبعض االنزالقات األرضية تسد مجاري األنهار وتدمر الطرقات. ر تدفن يف دقائق قرى
دور التكوينات األرضية يف حدوث االنزالقات
الت يتكون منها سطح المنحدر .فزحف اليبة األرض ولو جزئيا عىل نوعية المواد ي
ي يعتمد نوع االنزالق
ه ظواهر أكي شيوعا عىل المنحدرات ،وأقل تكرارا عىل المنحدرات الصلبة وانهيار الكتل الصخرية ي
وف الحقيقة فإن الصخور الطينية مشهورة بسمعتها السيئة كتكوينات الصخور الرملية أو الجرانيتية .ي
14
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
سكت صناع أو اع أو ر
ي ي الت تواجه أي مشوع زر ي
بكية االنزالقات ،لذلك ال بد من االنتباه اىل المخاطر ي
يمكن أن يقام عىل هذه التكوينات.
دور زاوية االنحدار والطبوغرافيا يف االنزالقات األرضية
كبيا يف القوة الدافعة ،فكلما زادت زاوية سطح االنزالق زادت القوة الدافعة
أثيا ر
تؤثر زاوية االنحدار ت ر
أيضا .وعىل افياض تساوي جميع العوامل المؤثرة األخرى ،فإن تكرار االنزالقات عىل المنحدرات الشديدة
أكي .وبما أن المنحدرات الشديدة مرتبطة بالمناطق الجبلية ،فإن االنزالقات تعكس ال بد وأن يكون ر
بالطبع أهمية دور الطبوغرافيا.
إن نوع االنهيار مرتبط باالنحدار والطبوغرافيا ،فالتساقطات الصخرية واالنهيارات الصخرية ظواهر
وف الجانب اآلخر نجد أن زحف اليبة العميق قد يحدث عىل منحدرات مرتبطة بالمنحدرات الشديدة ،ي
متوسطة ومؤثراته قد تظهر عىل منحدرات ال تزيد زاويتها عن بضع درجات.
النبان يف االنزالقات األرضية
ي دور المناخ والغطاء
فلك يحدث زحف لليبة المناخ يتحكم يف نوع التساقط وكميته ومن ثم يف رطوبة اليبة عىل المنحدرات .ي
كبية
المطية ،حيث تتمكن كميات ر ر ال بد من تشبعها بالماء .إن زحف اليبة ظاهرة ال تكي إال يف األقاليم
من المياه من التشب يف اليبة ،مما يزيد من قوة ضغط ماء الفراغات ويضعف قوة االحتكاك فتسهل
المطي عندما تقوم المياه
ر عملية الحركة ،وتكي االنهيارات الصخرية بالمناطق الجبلية خالل الفصل
الجارية بإزالة الدعم الذي تقدمه للصخور من أسفلها مما يسهل بداية تحريكها وتكمل الجاذبية العمل
الباف.
ي
وتعتي النباتات عامال مؤثرا يف استقرار المنحدرات لألسباب التالية :
ر
الجاذن.
ري النباتات تشكل غطاء يمتص صدمات قطرات األمطار وتمنع تناثر حبات اليبة وانجرافها
للنباتات أنظمة جذرية تقوم بربط كتلة اليبة وزيادة تماسكها.
النباتات تشكل وزنا إضافيا لموارد اليبة.
يعت بالرصورة زيادة يف رطوبة اليبة ،وتناقص يف درجة استقرار المنحدرات. تناقص حصيلة النتح مما ي
جذور أغلب األشجار المقطوعة سوف تتحلل وتتفكك ويضعف دورها كعامل تماسك يف اليبة مما
الت تعقبيؤدي اىل تناقص قوى المقاومة .لهذه األسباب تزداد االنزالقات األرضية خالل السنوات ي
اجتثاث الغابات.
دور الماء يف االنزالقات األرضية
يعتي الماء مذيبا شامال لكل المواد عىل سطح األرض ،لذلك يلعب دورا هاما يف تجوية الصخور القريبةر
بالتاىل اىل أكسيد الكربون والذوبان يف المياه المتشبة خالل فراغات وفجوات
ي من سطح األرض ،ويؤدي
الجيية كاألطلس المتوسط.
الصخر ،لهذا السبب تكي ظواهر الكهوف والحفر بمناطق التكوينات ر
وه:
بتغي عوامله ي
متغي رر تأثي الماء عىل المنحدرات واالنزالقات
إن ر
األرض بالماء يتسبب يف ارتفاع ضغط ماء الفراغات وتناقص قوة المقاومة .كما أن
ي إن تشبع الفتات
وه يف حالة لزجة مما يؤدي اىل زيادة قوى الدفع وتناقصالتشبع بؤدي اىل زيادة وزن مواد المنحدر ي
معامل السالمة.
الجوف ولو
ي إن انزالق اليبة تحدث يف الغالب خالل فيات تساقط األمطار عندما يرتفع منسوب الماء
مؤقتا اىل السطح.
15
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
ضفت
ي يف المناطق النهرية ،عندما يرتفع منسوب الماء خالل الفيضان؛ يخزن جزءا ر
كبيا من الماء ضمن
النهر ،ويخلق هذا الماء المخزون قوة ضاغطة شديدة مما يؤدي اىل تناقص قوى المقاومة وأن وزن الماء
الكثي من االنهيارات عىل ضفاف األنهر بعدما ينحش ماء
ر المخزون يزيد من القوة الدافعة ،لهذا تحصل
الفيضان.
هذا باإلضافة إىل ثالثة عوامل أخرى تجدر االشارة إليهم وه:
ر ي
جيومرفولوج وكعامل مسبب يف حدوث الخطر. ا) األنسان كعامل
التغيات المناخية ودورها يف حدوث األخطار.
ر ب)
ج ) اصطدام النيازك والمذنبات والكويكبات ودورها يف تشكيل سطح األرض وف حدوث األخطار.
16
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
مطية يؤدي اىل تنشيط عوامل التجوية والتعرية واىل تشبع اليبة
تغيات مناخية نحو فيات ر حصول ر
المناج نحو الجفاف فتتناقص تكرار
ي التغي
ر وحصول زيادة يف تكرار االنزالقات ،أو بالعكس قد يكون
االنزالقات.
17
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
ر ي
الهيدرولوج ألغلب المجاري المائية بل ونوعية تغي النظام
إىل أي مدى استطاع األنسان بتدخله اىل ر
مياهه .ومما تجدر االشارة إليه أن دراسة دور األنسان وإسهامه يف حدوث األخطار الجيومرفولوجية يعد
كثي من موضوعات الدراسة الجيومرفولوجية ،وإن كان موضوع التصحر وتدهور غي مطروق يف ر هدفا ر
غي
الباحثي سواء االجانب أو العرب ،وإن كان معظمهم رر اليبة قد لقيا اهتماما ميايدا من العديد من
افيي.
جغر ر
ر ر
ويأخذ دور األنسان يف حدوث األخطار ثالثة اتجاهات :أولهما مبارس وثانيهما ر
غي مبارس ،واالتجاه الثالث
غي مقصود .واالتجاه المبارس يتمثل عىل سبيل المثال يف انجراف اليبة وتدهورها وظهور العديد
ر ر
والت منها ما يتخلف وينتج عن ر
الغي مبارس يف العديد من األشكال ي من مظاهر التصحر ،ويتمثل االتجاه ر
السطخ وزيادة معدالت النحت خلف سدود ، ي عمليات التعدين كاالنهيارات األرضية ،والهبوط
كثي من خطوط والمنشآت المائية األخرى كما يؤدى حجز الرواسب أمام سدود إىل زيادة معدالت تراجع ر
غيخي دليل عىل األثر ر السواحل ،ولعل ما تشهده السواحل المغربية حاليا من تراجع لخط الساحل ر
فكثي من المدن الساحلية ر كثي من األخطار الجيومرفولوجية. وتأثيه يف حدوث ر ر ر
المبارس لتدخل األنسان
تعان من نحت شديد يف سواحلها. ي
خطي ،إال أننا نؤكد ر بشكل المغربية السواحل اجع ر ت اىل أدت ةكثير أخرى عوامل هناك بأن تسليمنا ورغم
المبارس لإلنسان يف زيادة معدالت الياجع .كما تؤدى عمليات حجز المياه ر غي
هنا عىل إسهام التدخل ر
الكبي للمياه
ر كثي من الهزات األرضية نتيجة الثقل بحيات السدود ،إىل حدوث ر وحمولتها من الرواسب يف ر
ه يف ملكية النهر إىل زيادة معدل ارتفاع حالة الخطر ورواسبها .أيضا أدى زحف العمران عىل مناطق ي
كثي من االنهيارات ،واالنزالقات الصخرية المتفاوتة األبعاد واألحجام. وحدوث ر
كيها يف اليبة عن طريق ضف مخلفات ويشي )(Goudie, 1981إىل أن زيادة نسبة االمالح وزيادة تر ر ر
خطية عندما تستخدم تلك المياه يف ري ر المصانع أو عن طريق طرق الري التقليدية تؤدى إىل أضار
اض الزراعية حيث يؤدى ذلك إىل تملح اليبة وتدهورها خاصة إذا ما أضيفت إليها األسمدة الزراعية ، األر ي
الرع غي مستغلة ،وقد يصعب اجتيازها وقد تؤدى حرفة ر
وتتكون عليها قشة ملحية عىل هيئة سبخات ر
ي
الجائر وقطع األخشاب إىل حدوث تدهور لليبة نتيجة تفككها ،وما ينتج عن ذلك من تدفقات
طينية وانجراف لها إذا ما سقطت عليها أمطار.
غي المقصود ،ما هو جدير بالذكر أن لتأثي األنسان يف حدوث األخطار فهو االتجاه ر أما االتجاه الثالث ر
غيالشء ر سء ،فاإلنسان بعشوائيته وتخطيطه ر
ي األنسان قد يخلق خطرا جيومرفولوجيا من حيث ال ي
العلم والفردي ينتج أخطارا لم يكن لها وجود من قبل . ي
الت تكون وللتقليل من أخطار الفيضانات والكوارث ،يجب دراسة وفهم عميق لكافة العوامل الرئيسية ي
سيأن:
ي وراء حدوث الفيضانات يف منطقة ما ،وتحديد مصادره وذلك من خالل ما
تجميع البيانات الهيدروجيومورفلوجية المتوفرة عىل النهر وحوضه،
ئ
المان وكذلك ي الت تعمل عىل تجميع رسي ع للجريان إنشاء السدود والخزانات عىل الروافد الرئيسة ي
إقامة السدود يف مواضع مالئمة عىل األنهار الرئيسية.
توسيع القنوات المائية للنهر وروافده لزيادة قدرتها عىل استيعاب كميات المياه الزائدة القادمة إليها
األكي لتستوعب كميات المياه الزائدة حيث يمتد يف موازاة ر الفيص
ي عىل القنوات االضافية يف المجرى
القناة الرئيسية للنهر،
الت تقتطع مساحات منه مما يقلل من اتساعه مع تحديد تنظيم عمليات البناء عىل جوانب النهر ي
والت يجب االبتعاد عنها. غي مناسبة للبناء ي المناطق ر
التخطيط لنظام تحذيري من األخطار المحتملة وإعداد وسائل الوقاية ورسعة اإلخالء.
18
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
تطوير وسائل دراسة تكرار الفيضان من خالل تسجيالت كاملة للفيضانات السابقة للتمكن من توقع
حدوث الفيضانات ودرجة الخطر المحتملة.
التغيات المناخية ودورها يف حدوث األخطار الجيومورفولوجية
ر د)
وثية حدوثها قد ازدادت يف أنحاء الطبيع لألرض ،إال أن ر
ي تعد العمليات الجيومورفلوجية جزء من النظام
تعان مشاكل االحتباس الحراري.ي الت
اض الجافة وشبه الجافة من سطح األرض ي العالم ،وال سيما يف األر ي
التغي يف العناض والظواهر المناخية ،إذ ال
ر سي العمليات الجيومورفلوجية ال بد من معرفة معدل ولفهم ر
كبيا للعامل
تأثيا ر
يمكن الفصل ربي العمليات الجيومورفلوجية الظاهرية عن العوامل المناخية ،وهناك ر
تبي حقيقة مفادها المناج عىل العمليات الجيومورفلوجية ،وال سيما أن دراسة علم األشكال األرضية ر ي
كثي من المناطق بسبب التغي ال يكون ملحوظا يف رر غي أن هذا سء ثابت عىل سطح األرض ،ر أنه ل يس من ر
ي
الت تؤدي اىل حدوثه ،لذا فإن جميع أشكال سطح األرض تعرضت لعمليات ي العمليات بطء أثر
ي
معي يف رسعةر بمقدار يؤثر متغي
ر وكل ات
متغي
ر لثالثة كة مشي حصيلة وه
ي مختلفة جيومورفلوجية
المتغيات متمثلة يف العامل
ر وشكل نشوء الظاهرة ،وحسب الظروف الطبيعية السائدة يف المنطقة وهذه
والعملية والزمن.
التغيات المناخية دورا ملحوظا يف حدوث بعض األخطار الجيومرفولوجية وخاصة فيما يتعلق ر تؤدى
بخطري التصحر ،وتراجع السواحل.
الخطر االول ،أدى تراجع حزام المطر يف افريقيا خاصة خط المطر المتساوي 100ملم إىل الجنوب
عام 1973 - 1968وتراجع خط المطر المتساوي 350ملم نحو الجنوب لمسافة 200كيلومي فيما ربي ي
بلغت نحو 150كم يف نفس الفية .وقد أدى ذلك إىل انتشار الجفاف وبدأت مظاهر التصحر يف الوضوح
وتشي
ر واليايد .وقد أدى الجفاف إىل تزايد نشاط دور الرياح يف نقل الرمال والغبار من وإىل قارة افريقيا ،
عي غرب افريقيا يف طريقها اىل القارة بعض الدراسات إىل أن حواىل مليون طن من الغبار قد نقلت ر
االمريكية .أيضا تؤدى عمليات الجفاف والتصحر اىل العمل عىل تفكك اليبة مما يسهل من عمليات
انجرافها سواء بواسطة الرياح ،أو بواسطة المياه الجوفية اذا ما أعقبت فيات جفاف طويلة.
الثان والمتعلق بياجع السواحل ،فإن سطح البحر أخذ يف االرتفاع نتيجة لذوبان الجليد أما الخطر ي
يف العروض المتجمدة الشمالية والجنوبية ،ويعود هذا الذوبان إىل ارتفاع درجات الحرارة الناجمة عن
وبالتاىل ارتفعت درجة الحرارة .وهناك
ي شمش أكي مما سبق
ي تآكل طبقة االوزن مما سمح بدخول إشعاع
ثان أكسيد الكربون الذي
الصناع لإلنسان وما يخلفه من تزايد لغاز ي
ي سبب آخر يعود إىل ازدياد النشاط
وبالتاىل تزايد عمليات ذوبان الجليد يف العروض العليا وما يرتبط
ي يعمل هو اآلخر عىل زيادة درجات الحرارة
به من ارتفاع لمستوى سطح البحر وإغراق لمعظم المدن الساحلية..
ه ) اصطدام النيازك والمذنبات والكويكبات ودورها ف تشكيل سطح األرض وف
حدوث األخطار
19
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
ً
كثيا ما كان يحدث أنأصبح من الثابت والمسلم به اآلن أن األرض منذ العصور الجيولوجية القديمة ر
الباحثي عىل أن األرض
ر يصطدم بها كويكب Asteriodأو مذنب ،Cometوف هذا الصدد يتفق أغلب
ً
كثيا من تلك الحوادث حيث تصطدم تلك الكويكبات أو المذنبات أو الشهب باألرض دافعة قد شهدت ر
الحطام الصخري بشعة تزيد عىل 50مرة عىل رسعة الصوت مبعية أطنان من الصخور الصلبة ،
ومحدثة فوهة تمتد لعدة كيلوميات .والجدير بالذكر أن تلك العملية ال تستغرق سوى ثوان معدودة
والبيولوج ر
البشى أيضا. ر ر
الجيولوج ورغم ذلك فإن آثارها تنعكس عىل مسار التاري خ
ولقد تم حت اآلن اكتشاف أكي من 120فوهة تصادم يياوح عمرها ربي 86عاما إىل ما يقرب من بليون
سنة ،وتوجد غالبية هذه الفوهات يف األجزاء الداخلية المستقرة للقارات ،هذا عدا ما يوجد يف قيعان
اىل تسقط عىل كوكب األرض .وتؤدى عمليات االصطدام إىل الت تتلق نحو % 70من النيازك ي المحيطات ي
الناتجي من عملية االحتكاك ،كما
ر الشديدتي
ر حدوث عمليات تحول للصخور تحت الضغط والحرارة
الت تحتلها فوهات التصادم. تؤدى إىل نشأة بعض المنخفضات ي
كثية عىل أن األرض قد أصيبت عدة مرات بالمذنبات والنيازك ،مما أدى إىل حدوث وهناك أدلة وشواهد ر
كثي من أنواع الحياة النباتية والحيوانية ر
تغيات جذرية يف مناخ األرض وكانت السبب المبارس يف اختفاء ر ر
من عىل سطح األرض.
ً
تغيي شكلالتدميية لعمليات التصادم تلك ،ومدى مقدرتها عىل ر ر وأخيا ،فلعل يف هذا ما يوضح القدرة
ر
تأثيه ومداه عن بقية عوامل التشكيل األخرى إن لم يكن ر ي
خارج ،ال يقل ر سطح األرض كعامل تشكيل
تأثيا وخطورة.
يفوقها ر
و ) تصنيف األخطارحسب األخطار الجيومورفلوجية
الت تنشأ فيها.
تتباين وتتفاوت األخطار الجيومرفولوجية من حيث العوامل المؤثرة يف حدوثها والبيئة ي
ً
وتبعا لذلك فقد ظهرت عدة تصنيفات لألخطار الجيومرفولوجية والكوارث الطبيعية ،ولعل من أهمها
ً
وأخيا تصنيف
ر تصنيف ربيتون وكاتس ) ،(Burton et Kates, 1964وتصنيف هارت )،(Hart, 1986
بريانت ) ،(Bryant, 1991ومما تجدر االشارة إليه أن التصنيفات السابقة فيما عدا تصنيف
ً ً
هارت Hartلم تضع تصنيفا خاصا لألخطار الجيومرفولوجية ولكنها تناولتها ضمن األخطار الطبيعية .
ويست حسن أن نتناول تلك التصنيفات مع االشارة إىل بعض المالحظات عليها.
أوال :تصنيف ربيتون وكاتسBurton et Kates
الجيوفييائية ،واألخطار
ر رئيسيي ،هما األخطار
ر فرعي
ر صنف ربيتون وكاتس واألخطار الطبيعية إىل
رئيسيي األول هو األخطار المناخية
ر قسمي
ر الجيوفييائية إىل
ر البيولوجية .ثم قسم األخطار
والثان هو األخطار الجيولوجية والجيومورفولوجية .أما األخطار البيولوجية فقد ي والميتورلوجية،
قسماها إىل أخطار مرتبطة بالنبات ،وأخرى مرتبطة بالحيوان.
20
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
ويتضح من تصنيف ربيتون وكاتس أنهما اعتمدا يف تصنيفهما عىل العامل المؤدي إىل حدوث الخطر من
ً ً
يىل :
ي ما التصنيف هذا عىل ويالحظ .جيومورفولوجيا أو جيولوجيا أو وميتورولوجيا مناخيا حيث كونه
لم يتضمن كل األخطار سواء المناخية أوالجيولوجية أو الجيومرفولوجية.
كثي من األخطار الناجمة عن عمليات وليست عن أورد ر رغم اعتماده عىل العامل المسبب له ،إال أنه
ً
الت تضمنت تعرية اليبة عوامل جيولوجية أو جيومرفولوجية أو حت مناخيا .فعىل سبيل المثال التعرية ي
والشواط تحدث بواسطة عمليات جيومورفولوجية وجيولوجية ومناخية متباينة تقوم ئ ،والسواحل ،
عليها عوامل تعرية مختلفة.
تصنيف الفيضانات والسيول عىل أنها أخطار مناخية؛ رغم أنها نتاج عوامل مناخية وهيدرولوجية
كبية إال أنها قد ال تؤدى
وجيومورفوميية مشيكة ،وعىل سبيل المثال قد تكون كمية االمطار المتساقطة ر
ً
سطخ إذا انعدم االنحدار ،أو كانت معدالت المسامية والنفاذية عالية جدا بحيث ي إىل حدوث جريان
السطخ.
ي يضعف أو يقل و يضيع معها عمليات الجريان
تصنيف زحف الرمال عىل أنها أخطار جيولوجية جيومرفولوجية ،وذلك عىل الرغم من أنها ترتبط
ً
ارتباطا وثيقا بالعوامل المناخية وبخاصة الرياح .فزحف الرمال ال يحدث يف كل البيئات
الشوط المناخية الهامة مثل قلة الرطوبة ،وجفاف المنطقة الجيومورفولوجية؛ بل البد من توفر بعض ر
ورسعة مناسبة للرياح ووفرة مصدر للرمال.
ً
ثانيا :تصنيف هارت Hart
الت تناولت األخطار الجيومورفولوجية بالتقسيم يعد تصنيف هارت Hart 1986من أفضل التصنيفات ي
أساسي هما:
ر والتصنيف ،وقد اعتمد هارت يف تصنيفه لألخطار عىل
اكيالي راألخطار المرتبطة بالعوامل الجيولوجية وخاصة المرتبطة بالبنيات الرئيسية ك ر
اليكانية و كان و الجالميد ر الي ي اليكانية و الرماد ر اكي الغازات والالفا و المقذوفات ر بالي ر
والزالزل ويرتبط ر
فيتبط بها الهزات الزلزالية والشقوق والصدوع اليكانية .أما الزالزل ر
االنزالقات واالنهيارات الطينية ر
األرض وارتفاع
ي غي المستقرة واضطراب دورة المياه الجوفية والطيات الممزقة واالنزالق والمنحدرات ر
التسونام والحرائق.
ي طي وأمواجمنسوب سطح البحر وتدفق ال ر
أخطار حسب البيئة ،وقسمها هارت إىل نهرية ،ساحلية ،جافة وشبه جافة ،جليدية وشبه
غي المستقرة. جليدية ،واألخطار المرتبطة بالمنحدرات ر
ويالحظ عىل تصنيف هارت ما يىل:
لم يوضح األخطار المرتبطة ببعض العوامل وخاصة تلك المرتبطة بالتجوية.
ً ً
تصنيفه للتلوث عىل أنه خطرا جيومورفولوجيا ،فالتلوث قد يصاحب بعض العوامل
ً
الت دائما يصاحبها غازات تؤدى إىل حدوث اكي ي الي ر الجيومورفولوجية المشكلة لسطح األرض مثل ر
غي أن
الرياح من المناطق الصناعية إىل المناطق السكنية ،ر عمليات تلوث يف الهواء ،أو قد ينقل بواسطة
ً ً
التلوث يف حد ذاته ال يمثل خطرا جيومورفولوجيا يؤثر يف عملية تشكيل سطح األرض.
ام مرة ضمن تكرار تصنيفه لبعض األخطار المختلفة ،فعىل سبيل المثال صنف أخطار التسون ي
األخطار المرتبطة بالزالزل ،ثم صنفها مرة أخرى ضمن أخطار المناطق الساحلية ،وقد كان من الممكن
تالف ذلك لو أنه اعتمد يف تصنيفه عىل العامل المسبب.
ً
منفصلي ،فمثال أشار عند تناوله ألخطار ر تصنيفه للعامل والنتيجة المرتبطة به عىل أنهم شيئان
التسونام ،ومن
ي ه فيضانات البحار وأخطار رئيسيي يف تلك البيئة ير البيئات الساحلية إىل وجود خطرين
المعلوم أن فيضانات البحر تنتج عن أكي من سبب ،منها ذوبان الجليد يف المناطق الجليدية ،أو ارتفاع
والتسونام أمواج
ي التسونام نفسها ،
ي مستوى سطح البحر ،إضافة إىل الفيضانات الناجمة عن ظاهرة
21
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
ً ً
الثالثي ميا كما حدث يف اليابان عام
ر بحرية عالية جدا قد تصل يف بعض األحيان الرتفاعات تزيد عىل
ً
الت يكون مركزها قاع البحر ،وتحدث أمواجا مائية 1896وتنشأ يف أعماق البحار بفعل الزالزل العنيفة ي
ضخمة تتحرك لمسافات بعيدة تصل إىل االف الكيلوميات لتدمر المنشآت والتجمعات السكانية
ر
المنتشة بطول السواحل .
ر ي
جيومورفولوج ،ثم أشار إىل أخطار المناطق الجافة وشبه الجافة ،إذ أنه أشار إىل التذرية كخطر
التعرية بواسطة الرياح كخطر آخر ،عىل الرغم من أن التذرية تمثل أحد مظاهر تعرية الرياح.
ز ) االنهيارات األرضية
ه إحدى الكوارث البيئية ،وتحدث عادة عىل المنحدرات مت تعتي اإلنزالقات األرضية ي
ر
ً
توافرت العوامل المسببة لذلك ،وقد يحدث االنهيار فجائيا أو عىل مراحل أو عىل فيات
متباعدة.
الت تحدث عىل منحدرات الجبال من العمليات الشائعة يف كل تعتي عمليات االنهيار واالنزالق األرضية يو ر
تأثي هام عىل تشكيل هذه المنحدرات وتشكيل السهول والوديان المجاورة وه ذات ر
المناطق الجبلية ،ي
لها.
ُ
تأثي الجاذبيةتعرف االنهيارات األرضية بأنها حركة الصخور أو الحطام أو اليبة إىل أسفل المنحدر تحت ر
كبية
صغية أو ر
ر األرضية ،وتتفاوت االنهيارات األرضية يف شدتها فقد تكون عىل شكل سقوط كتل صخرية
كبية من الصخور واليبة الت قد ر ً
كبية.
تنتش عىل مساحة ر ي ر كميات وتدفق انزالق أو جدا
الت تقوم بها عمليات التعرية المختلفة؛ ولكنها تختلف عنها لألدوار ي تقوم هذه العمليات بأدوار متشابهة
ًّ
يف أنها ال تنقل المواد الصخرية تدريجيا؛ وإنما تقوم بنقل كميات ضخمة منها من المنحدرات المرتفعة إىل
كثي من ئ
فجان يف ر
ي المنحدرات المنخفضة أو إىل السهول والوديان المجاورة دفعة واحدة وبشكل
ر ئ
مفاج لجزء من األحيان.وتحدث هذه العمليات بأشكال مختلفة؛ فمنها ما يحدث بشكل انهيار أو سقوط
الت تتجمع عىل المنحدرات أو بشكل زحف الحافة الجبلية ،ومنها ما يحدث بشكل انزالق للمواد المفككة ي
كبية من اليبة ،وعىل أساس طبيعة هذه العمليات وطرق حدوثها يمكننا أن نقسمها إىل بطء لقطاعات ر ي
األشكال اآلتية:
ر ئ
المفاج لجزء من الحافة الجبلية -1السقوط أو االنهيار الصخري ويقصد به السقوط أو االنهيار
عىل األرض المنخفضة المجاورة لها.
الت تياكم عىل سطح الحافة. -2انزالق الحطام ويقصد به انزالق المواد الصخرية المفككة ي
الطيت ويقصد به انزالق المواد الطينية. -
ي - -3الجريان
-4زحف اليبة.
الت تحدث يف العديد من بلدان العالم ،وتحصل االنهيارات األرضية من الظواهر الجيولوجية الخطرة ي
معظمها بدون انذار مسبق ،لذلك من المهم مالحظة العالمات التحذيرية والعمل بشعة للتقليل من
22
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
األضار الناتجة قدر المستطاع ،إذ تتسبب االنهيارات األرضية كل عام بإصابات ووفيات وأضار مادية
كبية.
ر
ويمكن أن تحدث االنهيارات األرضية ألحد هذه األسباب أو ألسباب عدة مجتمعة ،ومن أهم األسباب
الت تؤدي إىل حدوث االنهيارات األرضية:
ي
الهطول الغزير لألمطار ،وذوبان الثلوج.
الزالزل واألنشطة ر
اليكانية.
التغيات يف مستوى المياه السطحية ،أو المياه الجوفية.
ر
الت تتسبب بتآكل اليبة وتفككها. التيارات ي
ر
االضطراب الناجم عن األنشطة البشية.
االنهيارات االرضية تحت سطح البحر
ً
يمكن أن تؤدي االهيازات الزلزالية وعوامل أخرى أيضا إىل حدوث انهيارات أرضية تحت الماء ،تتسبب
االنهيارات األرضية تحت سطح البحر يف بعض األحيان يف حدوث موجات مد عاتية تلحق الرصر
بالمناطق الساحلية.
23
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
ه المناطق الساحلية والمناطق الجبلية والتالل. تعتي المناطق الرئيسية لحدوث االنهيارات األرضية ير
ً
وكذلك مناطق الغابات المحيقة تصبح معرضة بشكل خاص لتدفقات الحطام ،اعتمادا عىل خصائص
اليبة وظروف االنحدار.
كارن،
ي يمكن أن تتحرك االنهيارات األرضية ببطء (ملليميات يف السنة) ،ويمكن أن تتحرك بشعة وبشكل
كما هو الحال مع تدفقات الحطام .يمكن أن تنتقل تدفقات الحطام إىل أسفل منحدر التل بشعة تصل
اعتمادا عىل زاوية االنحدار ،ومحتوى المواد من الماء ،وحجم الحطام ونوعه. ً
إىل 300كم /ساعة ،وذلك
من هم األكي عرضة لخطر االنهيارات األرضية؟
مع انتقال الناس إىل مناطق جديدة للسكن من التالل أو التضاريس الجبلية ،من المهم فهم طبيعة
تعرضهم المحتمل لمخاطر االنهيارات األرضية ،وكيف يمكن للمدن والبلدات التخطيط الستخدام
الت من شأنها أن تقلل من اضارالتدابي ي
ر اض وهندسة اإلنشاءات الجديدة والبنية التحتية ،واتخاذ األر ي
ومخاطر االنهيارات األرضية.
وعىل الرغم من أنه ال يمكن تجنب حدوث العديد من االنهيارات األرضية ،إال إن الدراسات الجيولوجية
اض يمكن أن تقلل من مخاطر والممارسات الهندسية الجيدة والتطبيق الفعال للوائح إدارة استخدام األر ي
االنهيارات األرضية.
ً ً ر
يف بعض الحاالت يمكن أن تكون األنشطة البشية عامال مساهما يف التسبب يف حدوث االنهيارات
الت يسببها اإلنسان أو التخفيف من حدتها. األرضية ،لذلك يمكن تجنب العديد من االنهيارات األرضية ي
والمبان دون إجراء دراسة مناسبة للمنحدرات ،أو لغياب التخطيط ي وه عادة ما تكون نتيجة لبناء الطرق ي
الجيد ألنماط ترصيف المياه ،أو بسبب العمل بالقرب من االنهيارات األرضية القديمة.
24
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
والتسونام؟
ي كيف تسبب االنهيارات االرضية موجات المد
الت
كبية قد ً تكون مميتة ومدمرة ،ويتشكل معظمها نتيجة للزالزل ي ه أمواج بحرية ر تسونام ي
ي أمواج
اكي عىل الجزر أو عىل الساحل ،أو تحدث تحت سطح البحر .وقد تنجم أيضا عن ثوران أو انهيار بر ر
ً
والت غالبا ما تكون ناجمة عن الزالزل،
بسبب حدوث انهيارات أرضية عمالقة عىل الحواف البحرية ،ي
األرض المتحرك بشعة واصطدامه بالماء أوي تسونام عند دخول االنهيار
ي وعندها يمكن أن تتولد موجات
األرض رسي ع الحركة.
ي عندما يياح الماء خلف وأمام االنهيار
تسونام
ي ً االنهيارات األرضية ي
الت تسببت يف
تسبب زلزال أالسكا عام 1964يف مقتل 115شخصا يف أالسكا وحدها ،وكان 106منهم بسبب أمواج
التكتون لقاع البحر ،واالنهيارات األرضية تحت سطح األرض وتحت سطح ي تسونام الناتجة عن االرتفاع
ي
ونام يف غضون ي تس موجات كونت محلية ارضية ات
ر انهيا 5 عن يقل ال ما حدوث في الزالزل تسبب الماء،
دقائق بعد بدء الزلزال.
كبية عىل مسافات قريبة ،ويمكن تسونام ر
ي االنهيارات األرضية العمالقة لديها القدرة عىل توليد موجات
ً
تسونام إقليمية أن تشكل خطرا عىل
ي اض الساحلية ،ويمكن لموجات أن تدمر مناطق واسعة من األر ي
النظم البيئية الساحلية والبلدات والناس.
فيويذر ( Fairweather يف 9يوليو ،1958تسبب زلزال بقوة 7.9درجات عىل مقياس ريخي عىل صدع ر
األرض موجة ارتفاعها 524
ي أرض عىل رأس خليج ليتويا ،أالسكا .أحدث االنهيار ي )Faultيف حدوث انهيار
اثني من عي خليج ليتويا ،مما أدى إىل غرق ر ً
الشاط المقابل وأرسلت موجة ارتفاعها 30ميا ر ئ ً
ميا عىل
شخصي.ر ثالثة قوارب صيد ومقتل
الت تظل فيها احتمالية حدوث االنهيارات األرضية بعد ال يمكن التنبؤ بدقة بعدد األيام أو األسابيع ي
هطول أمطار غزيرة ،يجب أن يبق السكان بالقرب من المنحدرات الجبلية واألودية والمناطق المعرضة
لالنهيارات األرضية يف حالة تأهب حت بعد انحسار األمطار الغزيرة.
25
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
تاريخ يف العالم خالل ثوران بركان جبل سانت هيليي عام ، 1980وهو بركان يقع
ي أرض
ي أكي انهيار
حدث ر
يف سلسلة جبال كاسكيد يف والية واشنطن بالواليات المتحدة ،وكان حجم االنهيار 2.8كيلومي مكعب.
IVالفيضانات النهرية
المبان والطرق
ي تدمي
ر فه تتسبب يف
تعتي الفيضانات النهرية من أشد الظواهر الطبيعية دمارا يف العالم ،ي ر
والجسور وتقتلع األشجار وتجرف اليبة الزراعية بما فيها من محاصيل ضورية لحياة اإلنسان كما تؤدي
اىل انزالقات أرضية تسحق كل ما يعيض طريقها من مبان ومنشآت وتطمرها تحت أكوام ضخمة من
الطي والصخور.
ر
ر
عموما تتسبب الفيضانات يف دمار شامل يلحق كل مكونات البيئة الطبيعية والبشية وتؤدي يف النهاية اىل
ر
وتفش األوبئة. انتشار المجاعات
ي
تشي تقارير األمم المتحدة اىل أن األضار الناتجة عن الفيضانات النهرية يف زيادة منتظمة نتيجة لزيادة ر
ر .
تأثي الفيضانات أما األضار البشية الناتجة عن الفيضانات النهرية السكان وزيادة تدخالتهم يف مناطق ر
فه آخذة يف التناقص بالرغم من زيادة تكرار الفيضانات وذلك للتطور المدهش الذي عرفته وسائل ي
الت ساهمت اىل ي الحاسوب وأنظمة ات
ر والطائ الصناعية األقمار عىل يعتمد أصبح الذي الجوية األرصاد
كبي يف دقة المعلومات المتعلقة باألنظمة الجوية المسببة للفيضانات. حد ر
الرئيش يف حدوث الفيضانات يرجع اىل قدرة المناخ عىل خلق عواصف بمقدورها إسقاط ي إن السبب
سطخ يمأل الخزانات األرضية
ي كبية من األمطار تؤدي اىل إشباع اليبة بالمياه وحدوث جريان كميات ر
26
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
غي قادرة عىل استيعاب كل الكميات الهائلة من المياه المتدفقة
الت تصبح ر
ويسيل اىل مجاري األنهار ي
نحوها من كل حدب وصوب.
ئ
وف بعضها اآلخر يتبععشوان ،ي
ي األعاصي المنتجة للفيضانات بشكل
ر يف بعض األقاليم المناخية تتكون
حدوثها نظاما موسميا متوقعا .ويوجد نوعان من األنظمة الجوية المسقطة لكميات ر
كبية من األمطار
وه :
وبإمكانها التسبب يف الفيضانات المدمرة ي
قصية
ر العواصف الرعدية الناتجة عن خاليا تصاعدية محلية .وهذه بإمكانها خالل فيات
إحداث فيضانات محلية رسيعة.
األعاصي والجبهات الهوائية .وهذه بإمكانها تغطية مساحات واسعة من سطح األرض ر
كبية من األمطار والثلوج خالل فية طويلة ومتواصلة تدوم لعدة أيام مما يؤدي اىل وإسقاط كميات ر
حدوث فيضانات نهرية واسعة االنتشار.
معي .فالفيضانات السنوية يمكن وتقسم الفيضانات اىل درجات حسب احتمالية تكرارها دون صبيب ر
فه ذات صبيب أعىل وال تحدث إال مرة حدوثها مرة عىل األقل كل عام .أما الفيضانات المتوسطة الشدة ي
حي نجد أن الفيضانات النادرة ال تحدث إال مرة واحدة خالل كل بضع سنوات ( 5اىل 10سنوات) يف ر
كبية الرتفاع صبيبها .وهكذا فكلما قلت احتمالية حدوث فيضان تدميية ر
ر عمر اإلنسان وتمتلك قدرة
معي كلما زاد خطره.بصبيب ر
الت غالبا ما تيك يف السهول الفيضية لمجاري األنهار ،إال أن
الت تسببها الفيضانات يوبالرغم من األخطار ي
اإلنسان بطبيعته يفضل السكن يف تلك المناطق لما لها من مزايا اقتصادية هامة متمثلة يف ارتفاع خصوبة
اليية والمائية ووفرة الماء الرصوري لجميع األغراض
اع ،وسهولة المواصالت ر اض لإلنتاج الزر ي
األر ي
الميلية والصناعية.
أ ) إيجابيات الفيضانات النهرية
يىل:
الكثي من اإليجابيات نذكر من بينها ما ي
ر اىل جانب اآلثار المخربة للفيضانات النهرية ،فإن لها
الغت بالذبال والعناض المعدنية.
ي بالطم
ي تكوين السهول
الفيضية الصالحة للزراعة الغنية
تغذية الطبقات الجوفية بالماء ،الذي استيفته عمليات السحب عن طريق العيون واآلبار
والمضخات.
الطم الميسبة يف قاع المجرى خالل فيات الجريان
ي تنظيف المجرى النهري ،من طبقات
البطء مما يزيد قدرة المجرى عىل استيعاب المياه.
ي
المطية تشكلت بفعل مياه السيول
ر تشكيل سطح األرض ،إن أغلب مظاهر السطح باألقاليم
الكيى.
والفيضانات ر
ب ) إجراءات التكيف مع الفيضانات
من وجهة النظر البيئية الرصفة ،فإن أفضل أسلوب يمكن أن يقلل من مخاطر الفيضانات يتم عن طريق
الكثي من عوامل
ر غي ممكن ،فهناكاالبتعاد عن مناطق الفيضانات تماما ،لكن من الناحية العملية هذا ر
الجذب تجعل اإلنسان يفضل اإلقامة بالسهول الفيضية والتضحية بتحمل مخاطر الفيضانات من وقت
ومميات السهول الفيضيةر آلخر .وهكذا فاإلنسان يفكر بكيفية الموازنة ربي مخاطر الفيضانات من جهة
ممياتها والتقليل من مخاطر التعرض للفيضانات المتكررة .لذلك
بحكمة واحياز من أجل االستفادة من ر
ال بد من وجود إجراءات مخططة ومدروسة تحدد أسلم الطرق الستعمال السهول الفيضية باإلضافة اىل
عدم إهمال أعمال التهيئة الرصورية لحماية اإلنسان وممتلكاته.
27
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
ج ) تشخيص عام لخطر الفيضان بالمغرب
والمهتمي
ر الباحثي
ر تثي اهتمام العديد مناألخية ر
ر تدبي خطر الفيضان خالل العقود
أصبحت إشكالية ر
ميانية إضافية لمواجهة والت تتطلب رصد ر ر
وأصحاب القرار ،نظرا لألضار المادية والبشية الناتجة عنها ،ي
األزمة ،وتعرض المغرب خالل العقود الماضية للعديد من حاالت فيضان عنيفة كسهل الغرب سنة
،1963بركان سنة ،1994تازة ،2000المحمدية والسطات ،2002ووجدة سنة ،2008أقاليمنا
المجاىل ،فإن مصدر الش يف للمملكة…وعىل المستوى الصحراوية وجهة سوس ماسة درعة والجنوب ر
ي
كيى وبأودية دائمة الجريان ،كما هو الحال خطر الفيضان نوعان :النوع األول يرتبط بأحواض جبلية ر
الكبي والريف وحوض ملوية وحوض سبو وواد المالح بالمحمدية ومنطقة ر باألطلس المتوسط واألطلس
الرشيدية .والفيضان بهذه األحواض يحدث عندما يسجل الصبيب أرقاما قياسية (واد المالح 120مي
مكعب يف الثانية يوم )2002/11/25بينما ال تسجل حاالت فيضان مع حجم الجريان العادي ألن جل
الت ال تتعدىالثان :األحواض المجهرية ي ي هذه الوديان الزالت تحافظ عىل مساراتها الطبيعية .أما النوع
الصغية ،ويشكل هذا النوع الغالبية بحكم ر مساحتها 1000هكتار ويرتبط أساسا باألودية الجافة والشعب
المتمي بطول الفية الجافة من ماي إىل أكتوبر ونجد هذا النوع بمدن الدير وكذا ر طبيعة مناخ المغرب
بمدن وجدة وبركان ومقدمة الريف ....وهو ما يشكل خطرا داخل المدارات الحرصية.
المبان والمنشآت المحاذية للمجاري المائية خاصة ي ومن المناطق األكي تهديدا بخطر الفيضان ،نجد
المبان العشوائية والقريبة من الوديان ،األحياء الناقصةي الجافة منها ،األحياء المنخفضة وتتجىل أساسا يف
المطامي لترصيف المياه المستعملة ،ثم
ر الت تعتمد عىل التطهي أو تلك ي
ر الغي مرتبطة بشبكة
التجهي أو ر
ر
الت تتوفر عىل المستويات التحت أرضية la سكن الفيالت المتعامد مع حركة الجريان وخاصة ي
الت أصبحت عبارة عن حفر تنساب بداخلها المياه المطرية. caveي
الوطت للوقاية من الفيضانات
ي قراءة يف المخطط
بشية ومادية ،تمت المصادقة عىل بعد الفيضانات الكارثية الت عرفها المغرب وما نتج عنها من خسائر ر
ي
الوطت للوقاية من الفيضانات سنة ،2002وقد كشف هذا المخطط عن 391موقعا مهددا ي المخطط
تستدع التدخل العاجل لحماية السكان وممتلكاتهم ي وحواىل 90موقعا يف حالة حرجة
ي بخطر الفيضان
بت مالل ،أكادير ،تازة ،بركان ،فاس ومدن الدير بصفة عامة .وانطلق إنجازه عىل مراحل كمدن وجدة ،ي
الت خرج بها المخطط أن %94من الفيضانات ناتجة ابتداء من 2005إىل حدود ،2017ومن الخالصات ي
ه نتيجة لسوء التحكم يف نظام الجريان لعدد من األودية. غي منظم وأن %50من الفيضانات ي تعمي ر
ر عن
العشوان ليس وحده من العوامل المساهمة يف حدوث ئ التعمي وكقراءة أولية يف هذا المخطط ،يتضح ،أن
ي ر
التعمي المنظم يف عدد من المدن المغربية أقيم يف مناطق مهددة بخطر الفيضان يف ر الفيضان بل حت
جظل غياب خرائط جيوتقنية لتصنيف األوساط (مهددة ،أقل تهديدا ،مستقرة) فبمدينة مكناس يف ي
الزهوة من األحياء األكي عرضة لخطر الفيضان بالمدينة.
الت ال تتعدى مساحتها 1000 المخطط لم ر
الصغية واألحواض المجهرية ي ر يش أيضا إىل األودية والشعب
بعي االعتبار
أكي خطر عىل التجمعات السكنية والبنيات التحتية ،ذلك أنها ال تؤخذ ر وه تشكل ر هكتار ،ي
الصغية وخاصة األجزاء السفىل منها
ر المهيئي فيتم طمس معالم هذه األودية الجافة والشعب ر من طرف
لفرنش(le fleuve n’oublie pas son lit).
ي فتنشط عند حدوث تساقطات مركزة وكما يقول المثل ا
اإلنسان يتحمل مسؤولية الفيضانات
يعق ذلك اإلنسان
المناج دورا ما يف ارتفاع معدل الفيضانات ،لكن دون أن ي
ي للتغي
ر يتفق الجميع عىل أن
ئ
البيت ووقوع الكوارث الطبيعية بمختلف أنواعها ،وهناك عوامل عديدة تدمي التوازن
ر من مسؤوليته عن
ي
28
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
النبان بسبب قطع أشجار ي من صنع اإلنسان منها – عىل سبيل المثال ال الحرص -تراجع مساحة الغطاء
الغابات ،وتحويل المستنقعات والسبخات المائية إىل أراض زراعية أو مواقع سكنية ،وسد نظام الرصف
الطبيع بالنفايات ومخلفات القمامة.
اتيخ للمدن والمراكز الحرصية ،لم يضع يف االعتبار أما ف يالمدن ،الواقع ّ
يعي عن سوء تخطيط اسي ير ر ي
المستقبىل لتلك المدن وزيادة ي الحاىل والنمو
ي الت مرت بها مدننا ،والواقع الحاالت والتجارب السابقة ي
اتيخ ،بدليل أننا الكثافة السكانية والخدمات المرافق لها ،والذي ال يزال غائب عن ذهن المخطط اإلسي ر ي
الكبية دون حلول جذرية يحاسب معها المقرصون ،وتعيد مراجعة أنظمة ر نعان من هذه الخسائر ي ال نزال
ر
للمقاولي ،وجودة المكاتب الهندسية واالستشارية ،بما يحقق لمشوعاتنا الجودة ر إسناد تنفيذ المشاري ع
الشاملة.
الت تعرضت لها عدد من مدن المملكة جاء نتيجة عدم النظر للمدينة يف إن مشاكل ترصيف السيول ي
ومتواز من ترصيف ر
التخطيط كوحدة متكاملة وأن عدم تنفيذ مشوعات البنية التحتية بشكل متكامل
ٍ
الصخ وأعمال اإلسفلت والمياه حسب األصول الفنية يف وقت واحد أدى إىل الخطأ يف ي للسيول والرصف
ٌ ً
تقديم بعضها عىل بعض ،وأن التخطيط كان مرحليا وكل يعمل بمفرده وعىل حدة ،وهذا يرجع إىل قلة
والمشف،ر الضمي لدى المنفذ ر الكبية ،وغياب
ر المشوعات وخيته ف مثل هذه ر كفاءة المخطط والمنفذ ر
ي
الممية يف المغرب وإال فلماذا غرق مئات ر ه السمة األساسية وأن العشوائية وخطط العمل المكتبة ي
األشخاص بسبب فيضانات المذكورة سابقا.
المناج دائما ،بل إن لإلنسان دورا يف محاضة وسد ي والتغي
ر غي المقبول إلقاء اللوم عىل الطبيعة إنه من ر
هالت توفرها الطبيعة لمياه األمطار الزائدة والفيضانات .مشاكل السيول ليست وليدة اليوم بل ي المنافذ ي
نتيجة تراكمات ومخالفة طبيعة األودية داخل المدن( ما يعد واحدا من أكي األسباب شيوعا لحدوث
فيضانات يف المناطق الحرصية) ،وأن التدخل يف تطوير المناطق الحرصية بما يخالف مجاري األودية أض
ئ ً
الت تنعدم أحيانا المان يف الوسط الحرصي يتحكم فيه عنرص النفاذية ي ي كثيا بمدن المملكة ،وأن الجريان ر
المبان وضعف المجاالت الخرصاء إىل أن تبليط الطرقات يزيد من رسعة الجريان ،وتكون ي بسبب كثافة
الت توجد األمور أكي تعقيدا يف المدن الموجودة عند أقدام الجبال كما هو الشأن بالنسبة لمدينة الناظور ي
الت تهددها سيول يف منخفض تطل عليه مجموعة من الجبال خاصة الجهة الشمالية والشمالية الغربية ي
المان ومن تم ئ الشء الذي يجعل منها مجاال للفائض وفيضانات كلما تعرضت المنطقة لتساقطات قوية ر
ي ي
مشوعاتها يحتاج إىل إعادة نظر من تبدأ معاناتها مع الفيضانات .وأن دراسات السيول وأساليب تنفيذ ر
خالل اسياتيجية تختص بالسيول لكل مدينة ،مع االستفادة من األخطاء والمالحظات السابقة.
البشية والمادية الميتبة عن الكوارث الطبيعية التدبي الجيد لمناطق الفيضانات سيقلل من الخسائر ر ر إن
غي الممكن تحقيق متطلبات التنمية المستدامة. مع ضورة حماية البت التحتية للطبيعة ،وإال فإنه من ر
المناج -الناجم عن االنحباس الحراري -بات هو المشجب الذي يعلق عليه المسؤولون ي التغي
ر أن
أخطاءهم لدى وقوع الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات ،مع العلم بأن معظم األسباب المؤدية
الت تتمثل يف بناء المنازل يف سهول للفيضانات ذات طبيعة محلية ومعروفة ،مثل بعض السلوكيات ي
الفيضانات ،تحويل المجاري المائية اىل مطارح للنفايات مما يساهم يف الرفع من احتمالية وقوع
المطي نجدر الت أسهمت اىل حد بعيد يف تكرار الفيضانات خالل الفصل الفيضانات ،ومن ربي العوامل ي
الصخ ،األمر الذي ضخم من مضار وتداعيات ي إشكالية ترصيف المياه المطرية مع مياه الرصف
الشء الذي يؤدي اىل اختناقها يف حاالت عديدة. ر
الفيضانات عاما بعد عام نظرا لصغر حجمها ي
تعتي ظاهرة قطع األشجار ودمار الغابات سببا رئيسيا ومهما يف زيادة حجم ومخاطر الفيضانات .إن ر
التغيات المناخية ،هو ر السبيل الوحيد لحماية الناس من مخاطر الفيضانات أو الكوارث الناجمة عن
والبحيات والقيام بتهيئة شاملة بكل المجاري ر االستثمار يف البنية التحتية الطبيعية مثل الغابات واألنهار
29
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
بعي االعتبار نسبة وحجم التدفقات وطريقة ترصيفها نحو المائية من منابعها حت مصباتها بشكل بأخذ ر
تشجي واسعة. ر غي المهددة وتواكبه ا عملية األماكن ر
بتدبي أخطار الكوارث عىل فهم األخطار بجميع أبعادها ر ينبع أن ترتكز السياسات والممارسات المتعلقة ي
المتمثلة يف ضعف األشخاص والممتلكات يف وجه الكوارث وقدراتهم ومدى تعرضهم لها وخصائصها
تسخي هذه المعارف ألغراض تقييم األخطار السابقة للكوارث التقائها ر والبيئة المحيطة بهم .ويمكن
والحد من آثارها ،ولوضع وتنفيذ سياسات مناسبة وفعالة لالستعداد والتصدي .كل ما عندنا من النعم
سء يعود إليها .أمام هذا السيل ِ الجارف من فهو من الطبيعة ،وكل رسء يأن منها ،وكل رسء فيها ،وكل ر
َ ي ً ي ي ي
اآلن من الطبيعة ،قابلها اإلنسان بفظاظة ٍ وغلظة مشهرا ترسانته العلمية يف وجه ُ من سخر العطاء
ر ي ً
معتيا إحكام القبضة عىل الطبيعة والسيطرة عليها سيوفر له رسوط العيش الرغد وهذا ر لخدمته
الطبيع؟ كانت ئ
البيت ه تداعياتها عىل النظام ِّ
ي ي التحول َمرده إىل فكرة تسي ي ْد اإلنسان عىل الطبيعة .فما ي
الت خصبت عقول األجداد ورهفت الفاتنة ي النتيجة أن تراجعت الطبيعة ولم تصبح الطبيعة العذراء
ّ
حسهم ووسعت خيالهم وساعدت عىل نمو قدراتهم النفسية خاصة .الحل هو عقد الصلح ربي اإلنسان
والطبيعة ،لقد كانت الطبيعة ،والبيئة األرضية ،سابقة عىل وجودنا نحن ،لذا ال يمكننا أن نجعل الهدف
تقت.
الطبيع بآخر ي ي الوحيد لنشاطنا هو محاربتها واستبدال الرأسمال
ّ
المهتمي بالبيئة ،وحلها مرهون بتجديد المفاهيم ر إن إشكالية الفيضانات مازالت مطروحة يف أجندة
وتعمي األرض ر والتصورات حيال اإلنسان والطبيعة .هذا يقودنا إىل اإلقرار بمبدأ استخالف هللا تعاىل
ئ ّ ّ
البيت أو
ي ينبع أن يمتد إىل حد اإلخالل بالتوازن ي وغي الحيوية الذي ال خياتها الحيوية ر واالستفادة من ر
ر
تسخي عطايا الطبيعة لإلنسان يف أكي من عشين ّ
التعاىل عليها طالما أن النصوص القرآنية تكلمت عن
ر ي
آية.
األخي ،تبق الطبيعة مدينة اإلنسان وموطنه ،حمايتها مهمة الجميع لضمان من يعيش فيها ،وهذه ر وف
ي
وغي الحكومية وفق إسياتيجية محكمة إلعداد ّ ّ
تجنيد سائر الفئات و الهيآت الحكومية ر الحماية تتطلب ِ
ج وجماد ّ .فاإلنسان الكائن الت تهدد جنسه ومن يشاركه العيش من ي بمخاطر الفيضانات ي واع
جيل ٍ ي
َ ُ
الت تحوم العاقل الحر المريد هو الوحيد من يتقلد أي فعل ال مسئول حيال الفيضانات درءا للمخاطر ي
ّ
البيت واليبية ئ وع ر وجي التصدعات اسي ً حولها .فيميم ر
ي للمجت عليه بال حق ،بنش ال ي ي ضاء الشوخ ر
اإليكولوجية وتصحيح مفهوم السيادة ،يكفل ال محال إعادة الوفاق ربي اإلنسان والطبيعة.
التدابي واألنظمة الالزمة للحد من مخاطرها ر التقييم السليم وتحليل المخاطر للظواهر الطبيعية
المحتملة ،كأنظمة البناء والتشييد ،وأنظمة اإلنذار المبكر ،والتوعية باإلجراءات الوقائية عند حدوث
اتيخ والتنموي لكل الكوارث ،وإدماج بعد الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية ضمن التخطيط االسي ر ي
قطاع.
للتفكي يف مشاري ع ألجل تأهيل ر كبي غالبا ما يكون مناسبة للسلطات الحكومية إن وقوع كارثة ذات أثر ر
البنيات التحتية المترصرة أو تلك المخصصة للوقاية .وكمثال عىل ذلك ،كان زلزال الحسيمة لسنة 2004
ئ
غي الالئق ،كما كان وراء إعداد العشوان والسكن ر ي عموم موسع حول إشكالية البناء ي وراء فتح نقاش
نصوص تنظيمية وطنية جديدة خاصة بالبناء يف المناطق المعرضة للزالزل .لذا ،فإن ما تم تسجيله
تدبي الحاالت رئيش يف هذا اإلطار هو أن االهتمام ظل منصبا باألساس ،ولمدة طويلة ،عىل ر ي بشكل
بتدابي الوقاية من المخاطر قبل حدوث الكارثة .كما تم ر االستعجالية عند ظهورها ،بدال من االهتمام
تسجيل عدم دمج أية سياسة يف مجال الوقاية يف االسياتيجيات التنموية المعتمدة ،وعدم تخصيص
الميانيات. الوسائل الرصورية للتقليص من مخاطر الكوارث يف ر
غي
والتدبي وإعادة التأهيل ر ر تدبي المخاطر الطبيعية يف بالدنا ،تبق المشاري ع المتعلقة بالوقاية يف مجال ر
كافية ،رغم ما تم سجل من مجهودات يف مجال الرفع من القدرة عىل مواجهة المخاطر واالنتقال من
30
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
الدوىل ،بدأت مجموعة من ي اتيخ مندمج .وعىل الصعيد ممارسة تقنية ضفه إىل االنخراط يف منطق اسي ر ي
.
الدول بإدماج مفهوم المخاطر يف سياساتها العمومية فحسب دراسة أعدتها منظمة التعاون والتنمية
تدبي المخاطر ،فإن أغلب البلدان األعضاء أخذت االقتصادية ( ( OCDEسنة 2013حول سياسات ر
منهخ ،مخاطر الفيضانات ضمن اسياتيجياتها ومخططاتها القطاعية يف مجال ر ي بعي االعتبار ،وبشكل ر
االستثمارات العمومية.
لتدبي المخاطر وهكذا ،وبعد زلزال ر الوع برصورة وضع إسياتيجية وطنية ي منذ عقد من الزمن ،برز
الحسيمة ،سعت السلطات الحكومية إىل بلورة إسياتيجية شاملة وفعالة يف هذا المجال ،وذلك
باالعتماد عىل أجهزة مسؤولة تكون لها اختصاصات واضحة ودقيقة .ورغم اتخاذ مبادرات عديدة ألجل
لمشوع الرفع من القدرة عىل مواجهة المخاطر ،فإنه لم يتم بلوغ النتائج المرجوة ،كما هو الشأن بالنسبة ر
التدبي المندمج للمخاطر الذي لم يخرج بعد إىل الوجود. ر إسياتيجية
تدبي المخاطر الطبيعية ،تم وضع مجموعة من المخططات أمام غياب إسياتيجية شاملة يف ميدان ر
الوطت للبيئة،
ي الوطنية كاإلسياتيجية الوطنية لحماية البيئة والتنمية المستدامة ،وبرنامج العمل
لتدبي
ر الوطت
ي الوطت ،والمخطط ي الوطت لمكافحة التقلبات المناخية ،وميثاق إعداد الياب ي والمخطط
للتطهي السائل وتصفية المياه العادمة ..ومن جهة أخرى ،تم إعداد ر الوطت
ي النفايات الميلية ،والمخطط
الوطت لمكافحة الفيضانات ،ومخطط ي مخططات لها عالقة بالمخاطر ويتعلق األمر خاصة بالمخطط
الوطت لمحاربة اجتياح الجراد ،والمخطط المديري للوقاية ي محاربة المخاطر الفالحية ،والمخطط
لتدبي المستعجالت ر ومكافحة حرائق الغابات ،والمخطط العام لتنظيم اإلغاثة واإلسياتيجية الوطنية
الطبية والمخاطر الصحية المرتبطة بالكوارث.
عىل ضوء هذه التحديات ،تنبثق حكامة المخاطر ،كإحدى السبل المفكر فيها بعمق وتبرص لبلورة أسس
الت أضحت محدقة وبحدة متسارعة بعالمنا ،بل وأصبحت األخية ي ر التدبي الجيد للفيضانات .هذه ر وأركان
ر
الشء الذي يستوجب منا وفق رسوط ر ر
غي مأمول العواقب للنوع البشي برمته، تمثل تهديدا حقيقيا ر
ي
المىل والتأمل العميق الحرص األكيد عىل إيجاد الصيغ المالئمة والحلول المواتية لمعظم ي التفك ري
الت يمكن أن ترتبط بهذه المخاطر. اإلشكاليات العويصة المطروحة ،ي
تبت خيارات وحلول بمقدورها إيقاف نزيف العالم اللجوء إىل ي ي الت حتمت عىل متخذي القرار المتغيات ي ر
اآلثار الوخيمة الناجمة عن الفيضانات أو عىل األقل التخفيف منها وفق رؤى واسياتيجيات من الحدس
تدبي يفرض التعامل التدبي الجيد لها ،وهو ر ه حكامة ر
ر اف ،وذلك من منظور أن حكامة المخاطر ي االستش ي
تدبي خطر الحذر مع االنتقالية المرصودة من مستوى ألخر ومن تحليل إىل آخر :بدءا من مستوى تحليل ر
تدبي المخاطر ووصوال إىل مستوى تحليل حكامة المخاطر. الفيضان ،مرورا إىل مستوى تحليل ر
التدابي المطلوبة ،لمواجهة كل ما من ر توفي اإلجراءات الرصورية واتخاذ إن كل ذلك حتم عىل المغرب ر
البشي ،وعىل رأس ذلك مجابهة مختلف المخاطر المتوقعة والمحتمل حدوثها، شانه تهديد المكون ر
الت أضحت رهانا اسياتيجيا وعمقا ديناميا ،من المفروض عىل لتدبي المخاطر ،ي ر وذلك كله يف إطار حكامة
صيورة تحقيقهما .يف ظل هذه السياقات ، بوع ومسؤولية يف ر الجميع االنخراط يف إطار تضافر الجهود ي
تدبي األزمات الواقعة إىل منظور ر األخية عىل ضمان انتقالية سلسة من منطق ر حرصت بالدنا يف اآلونة
الشء الذي يمكن توضيحه عىل مستوى تعامل الدولة مع الطوارئ ر
تدبي المخاطر المحتملة ،وهو ي ر
،الت عرفت فيضانات عارمة خلفت الت ألمت ببالنا يف السنوات الفارطة ي المناخية والكوارث الطبيعية ي
،الشء الذي يفش ر تدبيها
ينبع ر بشية ومادية فادحة ،إذ تم التعامل معها بمنطق أزمة وراءها خسائر ر
ي ي
الت يبدو أنها أتت بأكلها يف إحدى وه المجهودات ي التدبي ،ي
ر الت عبئت من اجل هذا المجهودات الجبارة ،ي
مراحل حدوث هذه الفيضانات -المرحلة الثانية -من حيث عدم تسجيل أي خسارة عىل األقل يف
اتيخ ر
الت اتسمت باالرتجالية و التشع وغياب الفكر االسي ر ي األرواح البشية -مقارنة مع المرحلة األوىل ي
31
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
والتخبط يف الحلول الجاهزة ،السهلة ،اليقيعية و الضيقة األفق و تسييد المعالجة بمنطق األزمة -وهو
المعط الذي يؤكد ايجابية و فعالية االنتقالية السالفة الذكر ،وخلق إرهاصات لحكامة مخاطر ،منبثقة يف
تبت المغرب ألبرز المبادئ المؤسسة ،عي
بمؤرسات قوية رر ،الت أخذت تيسخ
ئ ي وه اإلرهاصات ي األفق .ي
عيالوقان كالتنبيه المبكر ر
ي لحكامة المخاطر ،ومنها مواجهة المخاطر الطبيعية كالفيضانات مثال :الجانب
النشات االنذارية حول التقلبات المناخية و التواصل و التحسيس و اإلخبار بحالة الطقس المتوقعة . ر
الت ترتكز ر
اف و ما يرتبط به من وقائية و استباقية كأحد ابرز الدعائم ي إجماال ،إن من شأن الحدس االستش ي
عليها حكامة المخاطر ،أن يجعل المغرب يمتلك القدرات الحكاماتية الكفيلة بمجابهته للمخاطر
تحصي نفسه ،ضد أية مخاطرةر بالتاىل
ي المحدقة به من كل جانب ،و منها مخاطر الفيضانات ،و
تدابي
محتملة ،يمكن أن تهدد يف العمق طموحه المأمول يف إرساء لبنة ضح المغرب الصاعد لل ر
واإلجراءات الوقائية الواجب اتخاذها لمواجهة خطر الفيضانات وتشمل ،باألساس ،مواصلة تعبئة
والمتطوعي عىل القيام
ر الموارد واإلمكانيات وتوزيعها بالقرب من النقط السوداء ،وحث شبكة الجمعيات
بعمليات تحسيسية حول مخاطر الفيضانات لفائدة السكان المتواجدين بالقرب من النقط السوداء
ودعوتهم لالنخراط يف عمليات التدخل عند االقتضاء.
عي إنجاز أشغال المخطط المديري للحماية من إنجاز أشغال حماية المناطق المهددة بالفيضانات ر
الفيضانات .وإنجاز األشغال المتعلقة بتهيئة األحواض المائية ،والحرص عىل اإلنذار المبكر من أجل
التدابي االستباقية لمواجهة أخطار الفيضانات ،ومواصلة عملية تنقية قنوات الري .إن اتخاذ ر اتخاذ
كبي يف الحد من آثار الفيضانات. التدابي االحيازية بشكل مبكر يساهم بشكل ر ر
وتحيي
ر وتحيي النقط السوداء ،وجرد
ر يتعي اتخاذها ،بجرد الت رالتدابي واإلجراءات ي
ر يجب اإلشارة إىل
اآلليات واألدوات الخاصة بمكافحة خطر الفيضانات ،وتحديد مناطق اإليواء ،وإلزامية اإلشعار المبكر،
ووضع برنامج للمداومة عىل مستوى كل الوحدات اإلدارية ،والحرص عىل القيام بأشغال صيانة جنبات
الطرق وتنقية األودية وقنوات الرصف ،والتدخل العاجل لمنع تجمع المياه باألحياء السكنية والشوارع
المتدخلي
ر والمحاور الطرقية المصنفة يف خانة النقط السوداء ،وتنظيم حمالت تحسيسية لفائدة
والسكان المجاورين للمناطق الحساسة.
الت تؤدي إىل حدوث ر
ويجب إرساك الجميع مثل وكاالت األحواض المائية لتوضيح الظروف والمسببات ي
الت يتم اتخاذها الفالج بخصوص اإلجراءات االستباقية ي ي الفيضانات ،وكذا المكاتب الجهوية لالستثمار
من أجل الح د من خطورة الفيضانات عند حدوثها ،والوكالة الجماعية المستقلة لتوزي ع الماء والكهرباء
والتطهي السائل حول التدخالت الميدانية بالوسط الحرصي والقروي. ر
اقياحات الحد من الفيضانات
عي ضمان تنسيق أفضل فيما يخص لتدبي المخاطروخاصة الفيضانات ،ر ر ضورة إنشاء أرضية وطنية
المتدخلي (الوزارات ،القطاع الخاص ،المجتمع
ر األعمال والوسائل والبيانات المعلوماتية ربي مختلف
المدن ،)...،وكذا تطوير اسياتيجية وطنية للتحسيس والتوعية بمخاطر الكوارث الطبيعية. ي
تدبي الفيضانات ،من خالل تعبئة موارد
بعي االعتبار جميع مراحل ر وضع إسياتيجية للتمويل تأخذ ر
بالتدابي الالزمة ذات األولوية يف الحد من مخاطر الفيضانات ،ووضع مساطر مرنةر مالية قارة واألخذ
للتمويل تسمح بالشعة والتفاعل المجدي يف إطار محاربة جل المخاطر الطبيعية من طرف األجهزة
المختصة.
لتدبي األخطار الطبيعية.ر ضورة إحداث الوكالة الوطنية
تحسي
ر ان للمدن معبعي االعتبار خطر الفيضانات أثناء إعداد الوثائق المتعلقة بالتخطيط العمر ي أخذ ر
الفاعلي،
ر التنسيق ربي مختلف
32
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021
تدبي خطر الفيضانات ،للمناطق الهشة عن طريق إعادة تأهيل األحياء إعطاء األسبقية ،يف إطار ر
وتحسي إطار السكن يف المناطق القروية.
ر السكنية العشوائية
المتدخلي يطرح مشكل التنسيق ربي اإلدارات والهيئات المعنية.
ر تعدد
والمعايي الوطنية.
ر المساهمة يف تطوير سياسات الحد من الفيضانات واقياح األنظمة
متخصصي.
ر ر
تعزيز البحوث الوطنية وتطوير مخرجاتها يف مجال الحد من الفيضانات من خالل رسكاء
اقياح تنفيذ برامج الحد من الفيضانات بهدف تقليل هذا الخطر لمستويات ُيمكن إدارتها.
الوع العام بأهمية الحد من الفيضانات عىل كل نش تصميم وتطوير وتنفيذ برامج للتوعية لدعم ر
ي
المستويات./.
33
األستاذ :عبدالرحمان أغــــــزافـــ ــــ محاضرة جغرافية األخطار والكوارث الطبيعية ـــــ الدورة
الخريفية 2021