You are on page 1of 8

‫الجيومرفولوجية املناخية‬

‫مقدمة عامة عن الجيومرفلوجية املناخية‬

‫‪ -‬اآلليات املرتبطة باألشكال البنيوية‬

‫‪-‬أشكال التضاريس املناخية‬

‫‪-1‬أساليب تأثيرالظروف املناخية على مورفولوجية السطح‬

‫التأثير املباشر للمناخ‬ ‫‪1-1‬‬


‫التأثير غير املباشر للمناخ‬ ‫‪1-2‬‬
‫أ‪ -‬تأثير الحرارة‬
‫ب‪ -‬الدور الهيدرولوجي‬
‫ت‪ -‬العامل اإلحيائي واملناخي‬

‫‪ 3-1‬دور الخصائص الصخارية‬

‫أ‪ -‬أنظمة التشكيل ذات الطابع امليكانيكي‬


‫ب‪ -‬أنظمة التشكيل نات الظابع الكيماوي والحي‪-‬كيماوي‬

‫‪ – 2‬التقسيم املورفو‪-‬مناخي للكرة األرضية‬


‫‪ 1-2‬املعيار الجيومرفلوجي‬
‫‪ 2-2‬املعيار الحي –مناخي‬

‫‪- 3‬النطاق الجاف‬


‫‪ 1-3‬صعوبة تحديد النطاق الجاف وأنواع املناطق الجافة‬
‫‪ 2-3‬تأثير املناخ على الغطاء النباتي‬
‫‪3-3‬تأثير املناخ على الجريان والسيل‬
‫‪ 4-3‬آليات تآكل الصخور بالنطاق الجاف‬
‫‪ 5-3‬دور الرياح كعامل نحت ونقل‬
‫ أشكال التضاريس في املناطق الجافة‬6-3

Bibliographie

1- Birot. P (1970) Les régions naturelles du globe Masson et Cie. Éditeurs

2-Coque. R (1977) Géomorphologie Armond colin –collection /4

3-Cote .M (1987) Les milieux et les hommes dans les pays Méditerranéens Etudes
Méditerranéennes Fascicule 11
4- Derruau. M (1974) Précis de Géomorphologie 6ème/ édition Masson
et Cie. Editeur
‫مقدمة عامة عن الجيومرفولوجية املناخية‬

‫تدرس الجيومرفلوجية املناخية التضاريس في عالقتها باملناخ ‪،‬لهذا فهي تعتبر استمرارية للجيومرفولوجية‬

‫الدينامي التي تهتم بمختلف العالقات التي تتحكم في رسم معالم السطح (سواء كانت هذه العالقات بنيوية أو‬

‫مناخية) فتضاريس السطح ال يمكن دراستها بمعزل عن البنية أي الصخارة والتكتونية وال عن املناخ الذي‬

‫يعتبر أحد عناصر التشكيل األساسية تبعا للنطاقات الكبرى‪.‬‬

‫يترجم تنوع األنظمة املورفوتشكالية باستغالل املناخ للهندسة البنائية (التكتونية ‪،Tectonique‬‬

‫الصخارة ‪ )Lithologie‬أوبمعنى آخر فإن التشكال (‪ )morphogenèse‬يختلف باختالف األنظمة املورفوتشكالية‬

‫(‪ ،)Morphogénitique‬وهذا على خالف املورفولوجية البنيوية التي تهتم بالتكتونية من جهة أي اإللتواءات‬

‫واالنكسارات )‪ (Failles‬والبراكين )‪ (Volcans‬واالنخالعات ‪ ) Décrochements),‬ومن جهة ثانية بالصخارة‪ ،‬أي‬

‫سمك الطبقات وميلها البنيوي ودرجة مقاومتها لعوامل التعرية‪.‬‬

‫الحظ املتخصصون في ميدان املورفلوجية منذ بداية القرن املاض ي تنوعا في األشكال التضاريسية‬

‫وتباينها بتباين األوساط البيو‪ -‬مناخية‪ ،‬وقد لجأ الباحثون إلى إبراز هذا التباين باالعتماد على مجموعة من‬

‫العلوم األخرى (كعلم املناخ والبيولوجية والبنائية والترابة والجيو‪ -‬كمياء والجيولوجية والهيدرولوجية) وذلك‬

‫لتفسير مختلف األشكال الجيومرفلوجية‪.‬‬

‫يظهر أثار املناخ على التضاريس (‪ )Relief‬أوال في استغالله للبنية الجيولوجية‪ ،‬فهو يتعامل مع الصخور‬

‫بانتقائية (‪ ،)sélectivité‬ويظهر هذا فيما يعرف بالتعرية التباينية (‪ ،)Erosion sélective‬فاملناخ ينتقي كل‬

‫الصخور الهشة والسهلة لإلزالة فيكشطها (‪ )dénudation‬ويزيحها ويترك على كلما هو صلب ومقاوم على شكل‬

‫تضاريس شاهدة‪.‬‬

‫كما يظهر تأثير املناخ ثانيا في الطرق املتباينة للتشكيل‪ ،‬فاستغالله للتكتونية يتمثل في رسمه لألشكال‬

‫املورفوبنية )‪ ،(Morpho-structurale‬لكن كل األشكال عامة تخضع لعاملي الصخارة والتكتونية‪ .‬إال أن تأثير‬

‫الصخارة يظهر في مقاومتها وفي نسيجها (‪ )texture‬وتركيبها املعدني والبلوري‪ ،‬ينضاف إلى كل هذا طبيعة لون‬

‫بلوراتها ودرجة تباينها داخل الصخر‪.‬‬


‫يختلف تعامل الصخر مع البيو‪ -‬مناخ حسب خاصياته املعدنية والنسيجية فاالختالف يكون واضحا‬

‫بين كرانيت اندساس ي والذي يدخل ضمن الصخور الباطنية وبين الصخور الرسوبية ( ‪Roches‬‬

‫‪ )Sédimentaires‬مثل الرمال (‪ )sables‬والطباشير (‪ ،)craie‬فالكرانيت اإلندساس ي يبدي مقاومة متقدمة‬

‫لعوامل املناخل املعتدل رغم وفرة املياه وغزارتها‪ .‬فغياب عامل الحرارة يجعل منه صخرا صلبا ومقاوما‪ ،‬في‬

‫املقابل يبدي نفس الصخر مقاومة أقل تحت املناخات املتوسطية النصف الجافة والجافة‪ .‬فرغم ندرة املياه‬

‫فارتفاع الحرارة خالل فصل الصيف وغياب تربة أو فسخة تغطي الظهورات الكرانيتية تجعلها عرضة للتفكك‬

‫اآللي تحت وطأة التباين في لون البلورات بين امليكا السوداء التي تتمدد بفعل الحرارة في النهار ويتقلص حجمها في‬

‫الليل وبين باقي البلورات األخرى كالفلدسبات واملرو‪.‬‬

‫نفس الصخر‪ ،‬أي الكرانيت‪ ،‬تغطيه في املناطق االستوائية (‪ )Zones équatoriales‬فسخات سميكة‬

‫تجعله من بين الصخور األكثر عرضة للتفسخ الكيماوي‪ .‬يبدو أن الصخور الرسوبية كالرمال والطباشير تظهر‬

‫مقاومة أكبر في العروض الوسطى املعتدلة‪ ،‬علما أنها صخور هشة وفتوتة‪ ،‬هاتان الخاصيتان تمنحان لها‬

‫مقاومة أكبر فتصبح التضاريس املكونة منها أكثر ارتفاعا‪ ،‬ويظهر الطباشير مقاومة أكبر من الرمال‪ ،‬لكن هذه‬

‫الوضعية يمكن أن تصبح معكوسة تماما‪ .‬إن األشكال التي تظهر مقاومة نوعية أمام املناخ املعتدل‪ ،‬هي ليست‬

‫وليدة الوضعية الراهنة بل موروثة عن مناخات جليدية عرفها الرباعي‪.‬‬

‫يظهر الطباشير والكلس مقاومة أقل في الدوائر القرب قطبية‪ ،‬فالنفاذية الحالية لهذا الصخر وضعف‬

‫لحام الطباشير تجعله أكثر تأثيرا بالتصدع الجمدي حينما تنخفض الحرارة إلى ما دون الصفر بعدة درجات‬

‫مئوية فتمنح عملية التصدع هاته مواد دقيقة‪ .‬وعلى العكس من ذلك تتصرف الرمال ارتباطا بحجمها الخشن‪،‬‬

‫فهي ال تحافظ على املياه كما أن السيل املرتبط بذوبان الجليد ال ينقل إال القليل منها‪ .‬على عكس الحالتين‬

‫السابقتين‪ ،‬ففي املناطق القاحلة والجافة تبدو الطبقات الرملية أكثر سهولة في الكشط والنقل عن طريق‬

‫الرياح‪.‬‬

‫يظهر أن تأثير املناخ على التضاريس يختلف باختالف النطاقات املناخية‪ ،‬وهذا ما يفسر تباينا في‬

‫آليات التشكيل‪ ،‬فامليدان البارد (الجليدي‪ ،‬والقرب جليدي) يحتل العروض العليا أي كل املجاالت التي تمتد‬
‫شمال خط عرض ‪ ،°60‬وهذا امليدان تطبع تضاريسه سمات خاصة لها ارتباط بدينامية الجليد‪ ،‬والحرارات‬

‫املنخفضة (التصدع الجمدي)‪.‬‬

‫تحتل امليادين املدارية الرطبة املجاالت املكونة من الغابات االستوائية ومناطق السافانا (الخريطة‬

‫رقم ‪ )1:‬حيث تمتد من خط االستواء ‪°0‬في اتجاه املناطق البي ‪-‬مدارية الى حدود ‪.°15‬‬

‫على خالف امليدانين السابقين فامليدان الجاف ينقسم الى ثالث نطاقات (النطاق النصف جاف‪،‬‬

‫النطاق الجاف‪ ،‬والنطاق القاحل جدا) فاذا استثنينا الصحاري النطاقية (املرتبطة باملدارين)‪ ،‬نجد امليدان‬

‫الجاف يحتل غرب القارات التي تضربها التيارات الباردة‪ ،‬واملجاالت الخلف جبلية‪ ،‬أوتلك املرتبطة برسم‬

‫السواحل‪ ،‬يشهد النطاق الجاف بشكل عام ديناميات ترتبط بغياب املاء والحرارة املرتفعة والدينامية الريحية‪.‬‬

‫يمتد امليدان املعتدل على طول العروض الوسطى (خط ‪ )°40‬إال ان امتداده يتحكم فيه توزيع‬

‫اليابسة والبحار وأهم دينامية فيه ترتبط بآليات التترب في حضور الغابات النافضة‪ ،‬لكن هذه القاعد تختل مع‬

‫امتداد القارات كما هو الحال بآسيا الوسطى التي تعتبر نطاق جاف بارد بالرغم من وجودها في العروض‬

‫الوسطى‪.‬‬

‫تنوع آليات تشكيل التضاريس‬ ‫أ‪.‬‬

‫يبدو أن تأثير املناخ على التضاريس يترجم بتشكيل محدد ارتباطا بالبنية أي بدرجة ميل الطبقات‬

‫ونوعية الصخور وأشكال السفوح‪ .‬فاملالحظة الدقيقة لألشكال البنيوية تظهر ذلك التنوع حسب النطاقات التي‬

‫تظهر ضمن أشكال التعرية والتراكم‪.‬‬

‫تبذو الكويسطات التي نحتت في الصخور الكريطاسية في الصحراء‪ ،‬أن جبهاتها نحتت ضمن صخور‬

‫كلسية صلبة تغلف طبقات صلصالية وجبسيه هشة تعود إلى نفس النظام‪ ،‬لكن جبهاتها ترسم سفوح قوية‬

‫االنحدار تشرف على منخفضات مرافقة ضعيفة االنحدار‪ ،‬تتقدم أقدام سفوح هذه الجبهات مهيالت للجاذبية‬

‫وسفحيات تدل على تطرف املناخ‪.‬‬


‫على العكس من ذلك تبذو الكويسطات في املناطق املعتدلة أقل انحدارا‪ ،‬فالجبهات وهوامشها مهدبة‬

‫نحتت كلس حشافي جوراسية‪ ،‬الحافات مقعرة شكلت سفوحها ضمن صلصال وطين بانحدار ضعيف ال يتعدى‬

‫بضع درجات‪ ،‬على خالف الكويسطا الصحراوية التي يصل انحدار جبهتها إلى أكثر من ‪.°25‬‬

‫أشكال التضاريس املناخية‬ ‫ب‪.‬‬

‫تبدو أصالة التشكيل في منطقة ما بوجود أشكال نوعية مستقلة هذه املرة عن البنية الجيولوجية‪،‬‬

‫وترجع أصالة هذه األشكال املورفولوجية إلى نوعية التعرية املحلية‪ ،‬وهنا يمكننا الحديث عن أشكال تضاريسية‬

‫مناخية‪ .‬لهذا وحتى ال نغوص في العموميات سنركز على بعض األمثلة فقط‪ ،‬وأن خير مثال على التضاريس‬

‫املناخية يأتي من املقارنة بين األودية الجليدية واألودية النهرية‪ ،‬فالقطاع املستعرض للحالة األولى يبذو فيها قعر‬

‫الوادي متسعا يشرف عليه من الهوامش سفحان شبه عموديان‪ ،‬بينما في الثانية أي الوادي النهري فقطاعه‬

‫املستعرض يظهر سفحان أقل عنفا في انحدارهما يشرفان على مجرى ينقسم إلى قسمين‪ :‬مجرى فيض ي متسع‬

‫يتخذ في بعض الحاالت شكل سهل غريني ضيق ومجرى اعتيادي تجري فيه املياه العادية‪ ،‬أما القطاع الطولي‬

‫لألول فهو غير منتظم تتوالى فيه املنخفضات واملغاليق )‪ (des verrous‬بينما الثاني فقطاعه الطولي منتظم إال‬

‫في املجاالت التي تعرف انقطاعا في االنحدار نتيجة لحوادث بنائية فتعطي بذلك شالالت صخرية‪.‬‬

‫إلى جانب االختالف على مستوى الشكل التضاريس ي‪ ،‬هناك اختالف ثان متعلق بالجريان‬

‫(‪.)écoulement‬‬

‫تبدو االودية في املناطق الجافة والحارة جد متسعة علما أن الجريان فيها ال يتعدى بضع دقائق في السنة‬

‫أو بعد مرور عدة سنوات متتالية من الجفاف يرجع اتساع االودية هنا الى طبيعة املناخ الدي يؤثر بشكل مباشر‬

‫على الجريان وقوته فاتساع القطاع املستعرض خاصية تطبع النطاق الجاف‪.‬‬

‫‪-1‬أساليب تأثيرالظروف املناخية على مورفولوجية السطح‪:‬‬

‫يترتب التطور املورفولوجي الناتج عن تدخل املناخ في االتصال بين الغالف الصخري (‪)Lithosphère‬‬

‫والغالف الجوي (‪ )Atmosphère‬نتيجة لعدة عوامل متداخلة معقدة تشتغل في ان واحد على نفس السطح‪،‬‬
‫ومن أسباب هذا هو تنوع تدخل اآلليات املناخية من حرارة ورطوبة وجريان وغطاء نباتي أو عشبي‪ ،‬ينضاف‬

‫طبعا إلى كل هذه العوامل تعامل الصخر اتجاه التعرية‪.‬‬

‫لهذا فالتساؤل املطروح ما هي أشكال تدخل املناخ؟‪.‬‬

‫تتعد أشكال تدخل املناخ في آليات (‪ )mécanismes‬التشكيل املورفولوجي إن على مستوى تجزيئ‬

‫الصخور عبر اآلليات امليكانيكية والكيماوية أو من حيث تنوع أشكال التدخل حسب النطاقات وحسب طبيعة‬

‫الغطاء النباتي والتربة‪ ،‬وهكذا يمكننا حصر تدخل املناخ في التشكيل في عنصرين‪:‬‬

‫‪ -1-1‬التأثير املباشرللمناخ‬

‫يأتي التدخل املباشر للمناخ في املناطق التي تعرف غطاء إحيائي فقيرا أو منعدما‪ ،‬حيث تبدو الظهورات‬

‫الصخرية عارية على مساحات شاسعة ارتباطا بتطرف املناخ (صحراء لوط إيران)‪ ،‬أو بفعل أمالح سامة‬

‫ومتوفرة بكثرة كما هو الحال في الشطوط (املغربية‪ ،‬والجزائرية‪ ،‬والتونسية) والسبخات‪ .‬هذا االتصال املباشر‬

‫بين الغالفين الصخري والجوي يطبع املناطق القاحلة عامة إما بفعل الجفاف أو البرودة املفرطة‪ ،‬فحتى‬

‫التكوينات السطحية (‪ )superficielles formations‬في هذه امليادين تكون ضعيفة السمك وال تصل مرحلة‬

‫تطورها إلى درجة التترب الحقيقي‪ ،‬لهذا فأغلبية األتربة في هذه امليادين تكون هيكلية أو معدنية خام‪.‬‬

‫تشتغل آليات التجوية (‪ )météorisation‬في هذه األوساط ارتباطا بالظروف املناخية‪ ،‬وهي في الغالب‬

‫آليات التفكيك الحبيبي )‪ (Désagrégation granulaire‬تزيد سرعتها أو تتناقص حسب املعطيات الحرارية‬

‫والرطوبة أو جفاف املناخ‪.‬‬

‫تشكل ظاهرة التصدع الجمدي (‪ )gélifraction, cryoclastie‬أحد أهم اآلليات التي تسجل في الصحاري‬

‫الباردة كصحراء آسيا الوسطى‪ ،‬وأهمية هذه اآللية يتحكم فيها التواتر بين فترات الجمد والذوبان واملدة الزمنية‬

‫التي يستمرها هذا الجمد‪ ،‬ينضاف إلى كل هذا سمك الكتلة الصخرية املتأثرة بالبرودة‪ ،‬وهذا العنصر يرتبط‬

‫بطبيعة الصخر ومساميته ونفاذيته وطبيعة تركيبته البلورية‪ ،‬لهذا يجب الفصل حسب نوعية الصخر بين‬

‫تصدع جمدي خشن يسجل في الصخور ذات املسام الكبرى انطالقا من ‪ °0‬وبين تصدع جمدي مجهري يهم‬

‫بالخصوص الصخور ذات املسام الشعرية ويسجل انطالقا من ناقص ‪.-4°‬‬


‫عكس هذه الوضعية‪ ،‬ففي الصحاري الحارة والجافة نجد أن آلليات التهشيم الحراري أهمية بالغة وهي‬

‫ترتبط باملدى الحراري اليومي املرتفع‪ .‬فتتعرض بذلك الظهورات الصخرية آلليات التقشير الوريقي ارتباطا بتغير‬

‫حجم الجزء السطحي من الصخر بين التسخين والتمدد (‪ )dilatation‬نهارا بفعل التشميس املباشر‪ .‬والتقلص‬

‫(‪ )Rétraction‬الذي تتعرض له الكتل الصخرية كذلك بفعل االنخفاض السريع للحرارة والتبريد ليال‪ ،‬تنضاف‬

‫إلى آلية التقشير آلية أخرى وهي املعروفة بالتصدع امللحي‪ ،‬خاصة على ضفاف الشطوط والسبخات وعلى طول‬

‫السواحل في املناطق الجافة‪.‬‬

‫تلعب األمطار في املناطق الجافة دورا رئيسيا في التشكيل (‪ ،)Modelé‬نظرا لعنف الزخات املطرية‬

‫وتركزها زمانيا ومكانيا‪ ،‬فاملياه الجارية تعمل على نقل كل املواد املهيئة الفتوتة الخشنة منها والدقيقة‪ ،‬وذلك‬

‫كلما توفر االنحدار وزاد عنف التساقطات‪ .‬لهذا فدينامية السيل بكل أنواعه تعتبر من الدينامية الرئيسية في‬

‫التشكيل‪ ،‬إال أن تواترها خاضع لنظام التساقطات‪ .‬عكس ذلك ففي الصحاري الباردة يتحكم النظام الحراري‬

‫في نظام الجريان‪ ،‬وتعتبر الحرارة املسؤولة عن حركية املياه وجريانها وتوقفها‪ .‬فنظام التساقطات الثلجية‬

‫يساهم في تراكم الثلج والجليد‪ ،‬هذا األخير ال يساهم في عملية السيل إال خالل مراحل الذوبان‪ ،‬أي بعد ارتفاع‬

‫الحرارة فيعطي ما يعرف بفيضان الذوبان‪ ،‬لكن تأثير هذا األخير يختلف عما ينتج في الصحاري الحارة‪،‬‬

‫فالذوبان يكون تدريجيا والسيل يكون ضعيف السرعة‪ ،‬فيكون تأثيره ضعيفا إذا قورن بسيل الصحاري الحارة‪.‬‬

‫تلعب الدينامية الريحية إلى جانب اآلليات األخرى املرتبطة بعناصر املناخ دورا هاما في املناطق الجافة‪،‬‬

‫وذلك في غياب غطاء إحيائي يحمي السطح‪ ،‬لهذا تعتبر هذه النطاقات الجافة مجاالت كشف‬

‫(‪ )déchaussement‬وتعرية (‪ )érosion‬وتدرية (‪ ،)déflation‬لكن الرياح تتعامل مع العناصر املهيئة بانتقائية‬

‫خالل عملية التذرية أو التراكم (‪ )accumulation‬املرافقة لنشاطها‪ ،‬فالرياح ال تتعامل إال مع العناصر الفتوتة‬

‫والدقيقة‪ .‬كما يعتبر عنصر الرياح من آليات التعرية عن طريق صقله للصخور بواسطة املواد التي يحملها بما‬

‫فيها الصخر األكثر صالبة‪.‬‬

You might also like