Professional Documents
Culture Documents
2-2كرونولوجية الرباعي
.
يعتمد التقسيم األساسي الرباعي على تعاقب الفترات الجليدية والبي-جليدة ’ولهذه التعاقبات المناخية
تأثير على اإلرسابات واألحياء والنباتات,ففي الفترات األولى تزحف العمامات الجليدية على المناطق القريبة
من القطب ومع تقدمه نحو العروض الوسطى تتغير ظروف عيش األحياء النباتية والحيوانية ,في المقابل
تستقر المناخات المطيرة في المناطق المتوسطية أما في الحالة البي-جليدية ’يقع تراجع العمامات الجليدية
نحو القطب ’ فتهجر بعض الحيوانات وتنقرض أخرى كما تبحث النباتات عن ظروف مناخية تالئم ذروتها.
1
طبعها ذوبان للعمامات الجليدية مرفوقا بغمر بحري ،كل تراجع بحري كان يخلف وراءه جرفا يشكل شاهدا
عن الغمر السابق.
2-2-2الدورات الرباعية
ينقسم الرباعي في أوربا إلى عدة دورات ،اختلفت أهمية التساقطات وانتشار الجليد فيها من مرحلة
إلى أخرى ،ولم يقتصر هدا االختالف على انتشار الجليد فحسب بل هم أيضا المدة الزمنية التي استغرقها
،رافق كل مرحلة جليدية تراجع بحري ،فصلت بين كل مرحلة جليدية وأخرى ،فترات أكثر دفئا عرفت
بالمراحل البي-جليدية في أوروبا ،والبي-مطيرة في شمال إفريقية ،تميزت المراحل البي-جليدية في أوربا أي
البي-مطيرة في المغرب بغمر بحري .ت حمل الفترات الجليدية أسماء أودية ألبية وكلها روافد لنهر الدانوب،
ابتدأت بالدانوب الذي يعتبر أقدم فترة جليدية وهو يوافق المرحلة الفالفرنشية .
ظهر تأثير الفترات الجليدية والفترات البي-جليدية على مناخ المغرب بالزيادة النسبية كما وكيفا في
نسبة التساقطات التي أصبحت تمتد على شهور عدة أكثر مما هي عليه اآلن في السهول والهضاب ،في
المقابل شهدت المرتفعات تساقطات ثلجية مهمة في كل من األطلس المتوسط والكبير وقد تحولت هذه الثلوج
إلى جليد في بعض الحاالت -وادي غيغاية باألطلس الكبير.-
2
انطالقا من الترتيب الكرونولوجي للرباعي في أوربا عمل الباحثون المغاربة على وضع قائمة محلية
فيما يخص الرباعي القاري بالمغرب منذ ،1956وقد ساهم في وضعها كل منCHoubert .G, Joly .F :
,Gigout.M ,Raynal J.وفي سنة 1958تم االتفاق على كرونولوجية للرباعي شارك في وضعها
جيولوجيون وجغرافيون ،ومنهمChoubert . G ,Gigout . M ,Joly .F, Raynal .F .Marcais.G,:
ترتب عن هذا االتفاق تقسيم الرباعي إلى خمس دورات مناخية ،مرتبطة بالدورات الجليدية والبي -
جليدية ،يظهر الجدول التالي العالقة بين التطبق القاري ،والتطبق البحري في الرباعي المغربي ,عند قراءتنا
للجدول الخاص بالرباعي يمكن إبداء المالحظات التالية:
-الترتيب في المناطق الباردة تم على أساس الفترات الجليدية والبي-جليدية ،بينما في المغرب
فالترتيب كان على اساس العالقة بين الرباعي القاري والبحري ،
-وضعية الفترات البحرية المغربية غير واضحة ،فالبحر المسعودي ليس عليه إجماع،
-الدرجة الركراكية غير متفق عليها باإلجماع ألنها ال توافق أي تراجع بحري معلوم،
-اإلشكال الرابع يتعلق بالعالقة بين نهاية الزمن الثالث وبداية الزمن الرابع ،فهناك من الباحثين من
يضع المستوى الملوي كمستوى فالفرنشي مباشرة فوق الزمن الثالث ،وهذا يؤدي إلى تغيير الوضع
الكرونولوجي للرباعي المغربي .
-أعتبر الفالفرانشي إلى حدود 1948مستوى يمثل نهاية الزمن الثالث ،لكن منذ مؤتمر لندن 1948
إتفق الجيولوجيون على إدراج هذا المستوى ضمن الرباعي ،في حين تم حصر الزمن الثالث ضمن الحقبة
البليوسينية .
-الدورة الملوية :تشتق كلمة ملوي من وادي ملوية الذي يصرف الجزء الشرقي من األطلس المتوسط
في اتجاه البحر األبيض المتوسط ،اعتبرت المرحلة الملوية الدورة المطيرة األولى في المغرب ،تبين في
الحوض األعلى لوادي ملوية غياب للمدرجات واإلرسابات الجليدية ،وفي غياب هده العناصر يمكن القول
على أنها كانت مرحلة ضعيفة البرودة نسبيا .سجل بعد نهاية الدورة الملوية على السواحل غمر بحري يدعى
بالمسعودي ،وهو منسوب إلى موقع سيدي مسعود بالدار البيضاء،بلغ ارتفاع هذا الغمر 100م عن المستوى
الحالي للبحر،تلت مرحلة الغمر هاته مرحلة مطيرة جديدة مرفقة بالبرودة اعتبرت مؤشر على دورة مناخية
جديدة.
-المرحلة الرقراقية :تطرح المرحلة الرقراقية إشكاالت متعددة فهل هي دورة مناخية أم أنها فترة
تعرية ؟ فإذا كانت فترة تعرية فهل هي تعود إلى الملوي األعلى أم أنها تشكل فترة ضمن الفالفرنشي؟ فإذا
كان هذا المستوى موجود ،فال يمكن اعتباره إال مرحلة انتقالية بين الملوي الذي كان مطيرا والفترة الجافة
التي تليه ،فخالل هذه الفترة الجافة تكونت قشرة كلسية صلبة تحمل اسم القشرة الوردية.
-الدورة السالوية :يرجع أصل هذه التسمية إلى هضبة سال( بطانة) ،أهم ما ميز هذه الدورة عن
سابقتها شدة البرودة ،بل اعتبرت األكثر برودة في الزمن الرابع المغربي حيث كست الثلوج المناطق الجبلية
بل وتكونت ألسن جليدية في أعالي الجبال خلفت أودية عريضة جوانبها عمودية ،وركامات للجبهة -مثال
وادي غيغاية باألطلس الكبير ،-وعناصر حصوية زاوية تدل على فترة جليدية في كل من األطلس الكبير
والمتوسط.
3
تلت المرحلة المطيرة فترة دفئ رافقها غمر بحري نتيجة لذوبان الجليد في الدوائر القطبية وأعالي
الجبال .عرف هذا الطغيان بالغمر المعاريفي -نسبة إلى حي المعاريف بالبيضاء ،-تراوح علو هذا الغمر
بين -55و 60م عن المستوى الحالي ،خلف هذا الغمر البحري إرسابات على الساحل األطلنتي همت منطقة
الرباط والدار البيضاء وآسفي والجرف األصفر .دخل المغرب خالل الفترة الالحقة للدورة السالوية في فترة
مناخية مطيرة وباردة أخرى .
-الدورة العميرية :تنسب هذه الدورة إلى سهل بني عمير بالمجرى األوسط لوادي أم الربيع ،تعتبر
هذه الفترة أقل برودة من الدورة السالوية وقد تخلفت عنها مجموعة من الرواسب الصقيعية خاصة في
المناطق المرتفعة،بينما في المجاالت األقل ارتفاعا فقد تكونت أتربة حمراء يطغى عليها عنصر
الطمي،انتشرت هذ ه األتربة على الضفة اليمنى ألم الربيع ،تدل بعض المؤشرات اإلحاثية عن وجود غطاء
نباتي يدل على اعتدال في المناخ ورطوبة مهمة مقارنة بالمناخ المتوسطي الحالي يضاف إلى هذا غياب
قشرة كلسيه وردية.
شهدت نهاية المرحلة الباردة من الدورة الباردة العميرية تغيرا مناخيا اتخد منحاه نحو االعتدال ،وقد
رافق هذا االعتدال ذوبان للجليد وارتفاع في مستوى البحار وهو ما يعرف بالطغيان األنفاتي ضمن
كرونلوجية الرباعي المغربي،وتنسب هذه التسمية إلى حي أنفا بالدار البيضاء ،شهدت السواحل األطلنتية
ارتفاعا في مستوى المحيط بلغ 30م،وقد خلف هذا الغمر توضعا مكون من عناصر حصوية مستديرة
،ورمال صدفية وقواقع ،نهاية هذه المرحلة عرفت تغيرا مناخيا جديدا إيذانا بدخول المغرب في دورة جديدة.
-الدورة التانسفتية :تنسب هذه الدورة إلى وادي تانسيفت الذي ينبع من األطلس الكبير ،ويصب بالقرب
من الصويرة القديمة ،شهدت هذه المرحلة انخفاضا في درجة الحرارة أكثر من المرحلة العميرية لكن أقل من
المرحلة السالوية وقد طبع نهاية هذه ال مرحلة جفاف نسبي تشكلت على إثره قشرات كلسيه قوية .طبع نهاية
هذه المرحلة تحول مناخي نحو الدفء ترتب عنه طغيان وهو ما يعرف بالغمر-الرباطي -على سواحل الرباط
أو بالغمر -الهاروني -بسواحل الدار البيضاء ،بلغ ارتفاع هذا الغمر بين 15و 20م .
-الدورة السلطانية :تعتبر هذه الدورة آخر مرحلة مطيرة عرفها المغرب في الزمن الرابع ،طبعت
مراحلها األولى البرودة الشديدة ،ويدل على هذا التوضعات الصقيعية بجبال الريف ،تخلف عن هذه الدورة
طمي احمر يشكل المستوى الثاني على ضفاف األنهار والتي تعلو المجرى الحالي بحوالي 4إلى 5م .تنسب
الدرجة السلطانية إلى دار السلطان التي كانت موجودة جنوب الرباط في إتجاه الهرهورة .سجلت خالل
المرحلة الالحقة لسلطاني فترة دفء ارتفع فيها منسوب مياه البحر ب2-م وهو ما يعرف بالبحر المالحي
نسبة إلى واد المالح.
-المرحلة الغربية :يعتبر المستوى الغربي آخر مرحلة في الرباعي ،وبالتالي ال يمكن تصنيفها كدورة
مناخية لكونها قصيرة على المستوى الزمني فهي ال تتعدى 5000سنة كما أنها تدخل في العصور التاريخية .
خلفت المرحلة الغربية درجة تعلو المجاري الحالية لألنهار بحوالي 2م ،وهي مكونة من رمال طينية رمادية
تعرف محليا بالدهس .ينسب المستوى الغربي إلى سهل الغرب وهو يمثل العوارض الغرينية التي تمتد على
طول االودية التي تقطع هذا السهل الفيضي.
4
المناخات الرباعية للساحل األطلنتي المغربي
5
خـــــــــــالصــــــــــــة
يطرح التصنيف الرباعي المعتمد في المغرب عدة إشكاليات يمكن إجمالها في العناصر التالية:
-صعوبة الفصل بين الزمن الثالث والزمن والرابع،
-عالقة الفترات الجليدية في أوربا والفترات المطيرة في المغرب،
-عالقة البنائية ومراحل الغمر البحري،
-إشكالية الدورات المطيرة والبي-مطيرة ودور كل واحدة منهما في التعرية والتوضع،
-عالقة كل دورة باالستقرار الحيوي والخلل الحيوي،
-صعوبة الفصل بين مختلف الطوابق المناخية وبيئتها في ضل المناخات القديمة خالل الزمن
الرابع.
شهدت المراحل الرباعية فترات مناخية سمحت بتحليل الكاربوناتات وإعادة توضعها داخل التكوينات
الرباعية إما على شكل قشرات كلسية أو تكلسات سمحت بالحفاظ على التركات الرباعية الى اآلن ،أو ان هذه
التوضعات الكربوناتية الثانوية همت مخارج العيون
6