You are on page 1of 11

‫‪Microsoft‬‬

‫الثالثاء‬ ‫‪10:30--12:30‬‬
‫‪Teams‬‬

‫ذـ علوم‬ ‫‪MD16‬‬ ‫)عن بعد(مناخ دينامي‬

‫المحاضرات الخاصة باألسبوع ‪ 1‬واألسبوع ‪2‬‬

‫التغيرات المناخية بالجبال المتوسطة‬


‫مقدمــــة‬

‫التغيرات المناخية بالجبال‬

‫التساقطات على المنطقة الواقعة بالجبال المتوسطة لألطلس الكبير األوسط رهينة بموقع الضغوطات‬
‫المرتفعة وبتطورها‪ :‬الضغط المرتفع اآلصوري على المحيط األطلسي والضغوطات المرتفعة‬
‫الصحراوية في المرتفعات‪.‬األول يوجه تيارا هوائيا باردا ورطبا على السواحل المغربية الذي يوافق‬
‫ميالد الرياح التجارية أما الثانية فتوجه تيارات هوائية مدارية جافة في أغلب األحيان‪.‬‬

‫وبين هذين التيارين هناك تقطع و تجزء للكتل الهوائية فيحدث عدم استقرار تام للكتل الهوائية‬
‫الدائمة يتمثل في جبهة الرياح التجارية التي يمكن أ ن تصبح نشيطة لتنجم عنها تساقطات عند هبوب‬
‫الهواء البارد القوي القادم من االضطرابات الجبهوية المتحركة في الشمال‪.‬‬
‫تبلغ مقادير التساقطات‪ ،‬في السنوات المتوسطة مابين ‪ 043‬ملم و ‪ 003‬ملم مع وجود منطقة في‬
‫أقصى الشمال تسجل مقادير تتجاوز ‪ 433‬ملم (بل أعلى بكثير من ‪ 433‬ملم)‪ .‬كما أن هناك منطقة تمتد‬
‫من الجنوب الغربي الى الشمال الشرقي تسجل فيها مقادير تبلغ ‪ 003‬ملم‪( .‬خريطة رقم ‪.)4‬‬

‫أما في السنوات الجافة‪ ،‬فإن كافة المقادير تنخفض بحوالي ‪ 033‬ملم مع كون النظام العام تقريبا‬
‫مماثال للنظام المسجل في السنوات المتوسط ة‪ .‬أما في السنوات المطيرة فنالحظ نفس النسق العام ولكن‬
‫مع زيادة تبلغ حوالي ‪ 033‬ملم (الخريطة رقم ‪.)1‬‬

‫ومما سلف نستخلص أن التساقطات تتميز بقلتها وعدم انتظامها‪ .‬و المعدل السنوي للتساقطات‬
‫يتراوح في الجبال المتوسطة لألطلس الكبير مابين ‪ 033‬و ‪ 033‬ملم وعليه فان إمكانية حدوث سنوات‬
‫جافة تكون دائما عالية‪.‬‬
‫المناخ في منطقة الدراسة مناخ يتميز بالصيف الحار جدا‪ ،‬مع حدوث فترات كبيرة للتشميس‪،‬‬
‫والشتاء معتدال‪ .‬وبعيدا عن ‪ ،‬تجاه الغرب‪ ،‬يتعرض الشريط الساحلي لتأثيرات المحيط األطلسي المتجلي‬
‫في تيار الكناري وبحركة الرفع المائي الباطني مما يعني وجود المياه الباردة على السطح‪ :‬وينجم عن‬
‫ذلك نشوء ظروف طقسية شبيه بالمناخ المتوسطي‪ .‬وإذا ما ابتعدنا نحو الداخل يتضاءل التأثير المحيطي‬
‫ليختفي نهائيا غير أن تأث ير االرتفاع يجعل درجة الحرارة المتوسطة يبقى في مستويات معتدلة إال ان هذا‬
‫األمر ال يمنع درجات الحرارة القصوى من أن تكون عالية جدا‪.‬‬
‫الحاالت الطقسية‪ 1‬الخاصة بقمم األطلس غير معروفة بما فيه الكفاية غير أنه يمكننا أن نؤكد‬
‫غلبة الطابع القاري الشديد‪ :‬المدى الحراري الكبير و متوسط الحرارة عامة ال يتجاوز بضعة درجات و‬
‫هي مرتبطة أساسا باالرتفاع‪.‬‬

‫‪-1‬الطبيعة األطلسية لجهة تادلة ازيالل تحدد المناخ بها؛ فهو على العموم متوسطي يتعرض للتأثيرات األطلسية ثم بعد ذلك للتأثيرات القارية شيئا‬
‫فشيئا‪ ،‬كلما توغلنا داخل الجبال‪.‬‬
‫مناخ منطقة أزيالل شبه جاف يكون فيه الشتاء لطيفا و كلما توجهنا نحو الجنوب أصبح المناخ شبه رطب حيث يكون فيه الشتاء باردا في الوديان‬
‫العليا‪ .‬ماعدا في المدارج الشمالية‪ ،‬في الدير حيث يكون المناخ متشابها لمناخ تادلة جافا و حارا‪.‬‬
‫<< التساقطات تتباين بشكل كبير على المستوى الزمني وعلى مستوى المجال‪ .‬كثيرة إلى حد ما على السلسلة األولى (‪ 033‬إلى ‪ 033‬ملم)‪ ،‬ثم‬
‫تنقص أوال على السلسلة الثانية و على الهضاب العليا (‪ 433‬إلى ‪033‬ملم) بل أيضا (‪ 033‬الى ‪433‬ملم) في قعور بعض األودية المستعرضة‪ ،‬ثم‬
‫ترتفع كميتها بشكل محسوس على أوائل السالسل المرتفعة (أزوركي‪ ،‬و أوكلزات حيث تبلغ (‪ 033‬إلى ‪ 0333‬ملم) على األولى و (‪ 033‬ملم)‬
‫على الثانية لتتقلص من جديد على السلسلة األخيرة‪.‬‬
‫و تسجل وقوع (عواصف و اضطرابات) في نهاية الصيف و بداية الخريف و قلما سجلت في نهاية الربيع و بداية الصيف‪.‬‬
‫الخريطة رقم ‪ :2‬متوسط التشميس‬

‫بالجبال المتوسطة لألطلس الكبير األوسط‬

‫م‬

‫الخريطة رقم ‪ :1‬التوزيع المجالي للتساقطات‬

‫التساقطات الثلجية وافرة على تراب اإلقليم‪ ،‬غير أن المعطف الثلجي ال يكون مستقرا إال فيما بعد إرتفاع ‪ 0333‬متر إبتداءا من شهر نونبر‪ .‬و يبلغ‬
‫الثلج سمكه األقصى بعد ارتفاع ‪ 0033‬متر و يبقى كذلك بشكل شبه مستمر بالمنحدر الشمالي إلى غاية نهاية ابريل و في الواجهة المعرضة‬
‫للشمس في البهرات الكبرى‪ ،‬إلى غاية نهاية شهر ماي‪ ،‬على شكل شريط طويل و عريض‪.‬‬
‫و مما ال شك فيه أن المناخ هو العامل الرئيسي الذي يحدد اقتصاد اإلقليم‪ ،‬وعالوة على ذلك يحدد المناخ‪ ،‬إذا أخذنا بعين االعتبار النطاقات وأشباه‬
‫النطاقات‪ ،‬كذلك طبيعة الغطاء النباتي‪ ،‬وطريقة استعمال األرض وكذا النظام المائي>>‪ 000‬أ‪.‬علوم‪.‬‬
‫ويعد عدد ساعات التشميس أحد أهم عناصر المناخ في هذه المنطقة سواء تعلق األمر بإرتفاع‬
‫عددها أو بانتظامها‪ .‬في هذه المنطقة نالحظ ان عدد ساعات التشميس السنوية يبلغ ‪ 0333‬ساعة مقابل‬
‫العدد األقصى النظري لساعات التشميس البالغ ‪ 4433‬ساعة (المدة التي تكون فيها الشمس على خط‬
‫األفق)‪.‬‬

‫أما في الداخل فخاصية القارية تبرز من خالل عدد ساعات التشميس السنوية المرتفعة‪0000 :‬‬
‫ساعة‪ .‬النسبة المئوية الشهرية النظرية تتراوح مابين ‪ %00‬و ‪.%80‬‬

‫إرتفاع عدد األيام المشمسة* ‪ ،‬وإنتظام توزيعها على مستوى الزمان والمكان كلها عناصر‬
‫إيجابية يتميز بها مناخ الجهة‪ .‬وقد سمح هذا األمر بتطور الفالحة بدون آفات كلما توفرنا على الماء‬
‫بكميات كافية وعلى تربة مالئمة إلى حد ما‪ .‬وفي اآلونة األخيرة أصبح عدد األيام المشمسة أحد أهم‬
‫مبررات الصناعة السياحية‪.‬‬

‫وفي السنوات العشرين األخيرة‪،‬شهدت المنطقة حاالت تشميسية قصوى مدتها ثالث فترات‬
‫جفاف (‪ ) 00/0000 ،00/0008 ،00/0000‬كانت حادة نسبيا وخلفت عواقب سوسيوإقتصادية على عدة‬
‫قطاعات من قطاعات االقتصاد الوطني‪ :‬الفالحة‪ ،‬الطاقة‪ ،‬الصناعة والتزود بالمياه إلخ…‪.‬‬

‫واألسباب الميتيورولوجية لهذا الجفاف معروفة وتمت دراستها غير أن األسباب الكمية الخاصة‬
‫الضرورية لظهورها وإستتبابها لم تعرف بعد‪.‬فمختلف الدراسات‪ ،‬التي أجريت على أساس من‬
‫المعلومات والمعطيات المستقاة من المنطقة‪ ،‬غير كافية‪ .‬فهذه الدراسات لم تمكن من إستكشاف الطابع‬
‫الدوري لهذا الجفاف وال النزعات المناخية الواضحة التي من شأنها أن تمكننا من التنبأ ببداية فترة‬
‫الجفاف ونهايتها‪.‬‬

‫في بداية القرن يقع الجفاف العام والقاسي‪ ،‬في المتوسط‪ ،‬مرة كل ‪ 00‬سنة‪،‬ثم أصبح األمر أكثر‬
‫تكررا بنسبة سنة كل ‪ 8‬سنوات‪ ،‬خالل الستينيات‪ ،‬ث م سنة كل سنتين خالل التسعينيات لينتهي األمر‬
‫بتسجيل سنتين متواليتين جافتين ‪ 0000‬و ‪.0333‬غير أنه يتعين علينا أن نقوم بتمييزمفهوم العجز‬
‫المطري الذي يميز فصال أو سنة تكون فيها التساقطات أقل من المستوى العادي عن مفهوم الجفاف الذي‬
‫أطلق في البداية للداللة على نقص حمولة الهواء من بخار الماء ليتم تمديد مفهومه ليشمل الظاهرة‬
‫الطبيعية المتجلية في المجال على المدى القصير‪ ،‬عن مفهوم القحولة (نزعة مناخية طويلة األمد) وعن‬
‫مفهومالتصحر (ظاهرة أساسها بشري)‪.‬‬

‫وفي الواقع‪ ،‬فالجفاف ظاهرة يمكن أ ن نحددها بالنسبة الى مدة طويلة (الشهر‪ ،‬الفصل‪ ،‬السنة)‬
‫تكون فيها التساقطات غائبة عن منطقة معينة‪ ،‬وكذا بالنظر الى الحموالت غير المحلية لمجاري المياه‪،‬‬
‫ثم بالنظر الى الخاصيات الترابية إلخ…‪ .‬أما بالنسبة الى مفهوم القحولة فإننا نصف مناخ منطقة ما‬
‫بالقحولة حينما تكون المتوفرات الطبيعية من المياه اقل من أن تتحمل عوامل التبخر‪.‬‬

‫* التشميس إمكانية ال تنضب ستأخد اهمية متزايدة مع تطور تقنيات إستعمال الطاقة الشمسية‪.‬‬
‫وهناك عوامل وميكانيزمات تجتمع لتمنح للجفاف طبيعة <<عادية>>‪ .‬فمن تحليل المعطيات‬
‫المتوفرة يتضح أ ن منطقة دراستنا تعرف عجزا مطريا طويل األمد غير إستثنائي وأن المناخ يعرف‬
‫تنوعا‪ ،‬سواء على المستوى المكاني أو الزماني‪ ،‬وعلى جميع األصعدة (الشهرية منها والفصلية‬
‫والسنويةو العشرية إلخ…)‪.‬‬

‫ورغم الطبيعة المعقدة للميكانيزمات المسببة للجفاف في المغرب على العموم وفي الجبال‬
‫المتوسطة لألطلس الكبير األوسط على األخص‪،‬فان التدابير الرامية إلى االحتياط منها وتسييرها تشكل‬
‫أهم األ سس التي ينبني عليها الحد من العواقب الوخيمة الناجمة عن هذه الظاهرة‪ .‬و توالي الفترات الجافة‬
‫لمدة سنوات متعاقبة‪ ،‬كما هو الشأن منذ ‪ ،0003‬يجد تأويالت مختلفة عند الدارسين‪.‬‬

‫وهكذا فإن فترات الجفاف وعواقبه ال يمكن أن تفهم‪ ،‬في نهاية المطاف‪ ،‬اال بإعتبار النسق‬
‫الطبيعي كنسق مفتوح حيث التفاعل المعقد بين الظروف الطبيعية واإلكراهات السوسيواقتصادية تشكل‬
‫مركبا نسقيا ً عاماً‪.‬‬
‫الجوانب النظرية المفسرة للتغيرات المناخية ‪:‬‬
‫التقلباتالمطرية في الزمان والمكان‬

‫‪ -1‬التقلبات الزمنية للتساقطات المطرية‬

‫يشكككل كككل مككن أطلككس بنككي مككالل و أطلككس دمنككات جككزءا مككن اإلقلككيم المتوسككطي ممككا يعنككي أن‬
‫التذبذبات المطرية تكون جد محسوسة نظرا ألهمية الوجهة وآلثار االرتفاع‪.‬‬

‫التفاوت الزمني للتساقطات جد واضح في مجال جبال األطلس إذ أن الفترة المطيرة لسنة عادية‬
‫تمتد من أكتوبر إلى ماي في حين أن الفترة الجافة تمتد ما بين يونيو وشتنبر‪ .‬كما أن التفاوت المجالي‬
‫لذات التساقطات واضح جدا كلما ابتعدنا عن خط قدم الجبل نحو الداخل‪.‬‬

‫الرطوبة النسبية للهواء بهذه الجهة تخضع لتأثيرات الرياح الشمالية الشرقية وللمؤثرات القارية‬
‫مما يجعل نسبة الرطوبة تكون مقبولة ‪ .‬كل هذا ساعد الجهة بأن تتوفر على موارد مائية مهمة‪ ،‬أكبرها‬
‫مجرى مائي أساسي (واد أم الربيع) وروافده (واد درنة‪ ،‬وا د العبيد‪ ،‬واد األخضر وواد تساوت) ‪ .‬و يجد‬
‫واد أم الربيع منابعه األساسية في مجال جبال األطلس المتوسط‪ ،‬حيث التساقطات كثيرة وحيث توجد‬
‫عيون متعددة تضمن له صبيبا دائما إلى حد ما‪ .‬نظام جريان واد أم الربيع (إرتفاع الصبيب بفعل‬
‫التساقطات المطرية وذوبان الثلوج حسب الزمن) رتيب إلى حد مانتيجة ما تضمنه الروافد السالفة الذكر‬
‫النابعة من جبال األطلس الكبير األوسط‪ ،‬غير أن الصبيب األقصى يقع في شهري مارس وأبريل‪ .‬ويقدر‬
‫مجموع الموارد المائية المشكلة لصبيب نهر أم الربيع بحوالي ‪ 0,8‬مليار متر مكعب في السنة‪.‬‬
‫(الخريطة رقم ‪.)0‬‬

‫الخريطة رقم ‪ :3‬األحواض المائية ألم الربيع‬

‫‪-1-1‬تساقطات مطرية متقلبة‬

‫األمطار في العالم الجبلي يمكن أن تكون وافرة تارة أو ضعيفة تارة أخرى بل جد هزيلة مع‬
‫وجود حاالت متوسطة‪ .‬الكل متوقف على الحركة الجوية العامة التي تتحكم في التساقطات المطرية دون‬
‫ان ننسى‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬اآلثار الفعلية للتضاريس التي تنجم عنها عوامل مرتبطة بالواجهة‪.‬‬
‫ويتعين علينا أن نشير أن األمطار‪ ،‬في هذه المنطقة‪ ،‬ال تتبع نظاماًبيسنويا محددا وان المظاهر‬
‫المطرية تختلف من منطقة مناخية إلى أخرى (الشكل رقم ‪( 0‬أ) و (ب))‪.‬‬

‫و أول مالحظة يمكن أن نبديها تتمثل في تغاير كمية المياه المجمعة على مر السنوات مما ينتج‬
‫عنه وجود ثالث أنواع من السنوات المناخية (السنوات العادية‪ ،‬السنوات الجافة‪ ،‬السنوات الرطبة)‪.‬‬

‫ويتعين علينا أن نالحظ أ نه نظرا لتنوع المجال الجبلي التكون السنة الجافة في محطة مطرية ما‬
‫أبدا متطابقة في كل مكان وبنفس الحدة‪ .‬مما يعني انه اذا ما كان الجفاف في منطقة ما فإن المناطق‬
‫األخرى تتمتع بوضعية معتدلة‪ .‬ويمكننا أن نعتبر أن هذا الوضع يشكل عنصرا ضامنا للتوازن ولديمومة‬
‫الغطاء النباتي ولتوفر الموارد المائية في منطقة مناخية ما‪ .‬ونفس الشئ يقال فيما يخص الفترات الرطبة‪،‬‬
‫إذ أ ن منطقة مناخية ما يمكن أن تشهد عدة سنوات من التساقطات الوفيرة دون أن تكون هناك سنة رطبة‬
‫واحدة موحدة بالنسبة لكافة الوحدة الجغرافية للجبال المتوسطة‪.‬‬

‫هذا التوازن ما بين الفترات الجافة والفترات الرطبة في المجال الجبلي كان بمثابة الدرع الذي‬
‫يقي الوسط الجبلي األطلسي من عواقب اآلفات المناخية الحادة‪.‬‬
‫الخريطة رقم‪ :4‬التوزيع المجالي المحلي للتساقطات‬
‫‪ -2-I‬التغاير المجالي لألمطار بالجبال المتوسطة لجهة تادلة‪-‬أزيالل‬

‫تحاول الخريطكة رقكم ‪4‬أن تمثكل المنكاطق المطريكة األربعكة الكبكرى التكي تكزداد كميكة الميكاه فيهكا‬
‫باإلنخفاض كل ما اتجهنا من الغرب الى الشرق‪.‬‬

‫في أ قصى الشمال‪ ،‬عند ملتقى الجبال المتوسكطة مكع السكهل يتمرككز حكزام دقيكق يشكهد تسكاقطات‬
‫غزيرة (‪ 833‬ملم سنويا في المتوسط)‪ .‬وهو محاط‪ ،‬على األخص‪ ،‬بحزام آخكر يتلقكى ‪ 003‬ملكم سكنويا فكي‬
‫المتوسكط ويمتككد هكذا الحككزام كككل مكا اتجهنككا نحكو الجنككوب مباشككرة بعكد تجككاوز واد العبيكد المتوسككط‪ .‬وعليككه‬
‫فحوالي واد األخضر و واد برنكات األعلكى و ككذا واد العبيكد األعلكى وواد تسكاوت األعلكى والمتوسكط فكإن‬
‫كمية األمطار تكاد تتجاوز ‪ 033‬ملم سنويا في المتوسط ويتداخل هذا الحزام مع السابقين محيطكا لهمكا مكن‬
‫الشمال ومن الجنوب‪.‬‬

‫وهذه المناطق الحزامية المذكورة تتضمن في الواقكع عكدد مكن الفضكاءات المطريكة المتفاوتكة مكن‬
‫حيث كمية األمطار‪ ،‬مما يمكنح ككل منطقكة مناخيكة عكددا كبيكرا مكن األصكناف المطريكة بفعكل تعكدد عوامكل‬
‫الواجهكة و اإلرتفككاع فككي هككذه المنككاطق المتميكزة طوبوغرافيككا باإلنكسككار (الخوانككق‪ ،‬المنخفضككات السككحيقة‪،‬‬
‫القمم‪ ،‬األودية و المنخفضات)‪.‬‬

‫‪ -1-2-I‬األصناف المطرية في أطلس بني مالل‬

‫كمية المياه المستجمعة في هذه المنطقة المناخية خالل الفترة المرجعية يتجاوز بكثير تلك‬
‫المسجلة في أطلس دمات‪ .‬و هكذا فإن المعدل المطري يبلغ ‪ 000,0‬ملم‪ .‬مما يجعلنا نصف المنطقة بأنها‬
‫مطيرة‪ .‬غير أنه علينا أن نشير إلى أنه نظرا لشساعة أطلس بني مالل فإن معدل التساقطات لكل واحدة‬
‫من المحطات العشر يناهز ما قيمته ‪ 033‬ملم مع وجود إختالفات واضحة‪ .‬و يمكننا أن نعتبر هذا الرقم‬
‫مرجعيا حيث أنه يمكننا أن نميز بين ثالثة أصناف مطرية‪:‬‬

‫‪ -‬األولى تهم منطقة غزيرة التساقطات (القصيبة)‪.‬‬

‫‪ -‬الثانية تهم منطقة واسعة <<كثيرة التساقطات>> مثل بني مالل‪ ،‬أوزود‪ ،‬بين الويدان‪ ،‬أيت‬
‫عتاب‪ ،‬القباب و أزيالل‪.‬‬

‫الثالثة تهم مناطق قليلة التساقطات و يتعلق األمر بواويزغت‪ ،‬تيلوكيت و تاكلفت‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تفسير هذا التنوع الكمي لألمطار على مستوى المكان يتلخص في أننا كلما ابتعدنا عن خط‬
‫العرض ‪ 00‬درجة نحو الشمال‪ ،‬حينما تلتقي الجبال المتوسطة مع السهل‪ ،‬تكون التساقطات غزيرة‪.‬‬
‫وعليه فكلما توجهنا نحو الشرق نحس بتناقص في كمية التساقطات‪ ،‬قليال ما في الجبيالت وبكثرة حينما‬
‫يتعلق األمر بالمنخفضات الداخلية (مثال واويزغت وتاكلفت وتيلوكيت)‪.‬‬

‫ويتبين من ذلك‪ ،‬بشكل ضمني‪ ،‬أن التوزيع المجالي للتساقطات في األطلس الكبير لبني مالل‬
‫متسق مع تشكيل التضاريس وينسجم أيضا مع آثار خطوط العرض و يؤكد الخطاطة المعتادة السائدة في‬
‫أغلب مناطق المغرب‪ ،‬التي تتلخص في كون التساقطات تتضاءل كلما توجهنا هبوطا نحو الجنوب وكلما‬
‫اتجهنا نحو الشرق‪.‬‬

‫هذه الخطاطة تتجلى بشكل واضح وتجد بعدها الحقيقي في أطلس دمنات‪.‬‬
‫‪ -2-2-I‬األصناف المطرية في اطلس دمنات‬

‫متوسط التساقطات السنوية (‪ 048,0‬ملم) التي يحصل عليها األطلس الكبير بدمنات جد هامة‬
‫مما يضع المنطقة تقريبا في نفس مستوى أطلس بني مالل‪.‬‬

‫في هذه المنطقة المناخية‪ ،‬شأنها في ذلك شأن سابقتها‪ ،‬فإن متوسط التساقطات يناهز ‪ 033‬ملم و‬
‫لكننا نالحظ بعض اإلختالفات الشيء الذي يمكننا من التمييز بين عدة مناطق مطرية فرعية‪ .‬فهناك‬
‫منطقة <<غزيرة التساقطات>> (‪ 003‬ملم) ويتعلق األمر بدمنات و أيت سيكمين و سكات‪ .‬و منطقة‬
‫<< متوسطة التساقطات>> (‪ 033‬ملم) مثل منطقة موالي يوسف‪ .‬أما المنطقة األخيرة<<القليلة‬
‫التساقطات >> (‪ 033-433‬ملم) فهي منطقة فرعية محدودة (أيت محمد)‪.‬‬

‫و يتكرر هنا نفس ما قدلوحظ في منطقة بني مالل و كلما توجهنا نحو الجنوب تتضاءل‬
‫التساقطات و يبدو أن عوا قب االبتعاد عن الحواشي من الغرب نحو الشرق أكثر قوة‪ .‬و يشهد بذلك ما هو‬
‫واقع في أيت سكات و أيت محمد (محطة أيت محمد موجودة إلى الشمال بالنسبة إلى سكات لكن هي‬
‫بالداخل مما يجعل األمطار بالضرورة أقل)‪.‬‬

‫و يجدر بنا أن نسجل أن نظام التساقطات في الجبال المتوسطة األطلسية غير منتظم مع كونه‬
‫يسري وفق وت يرة عامة تتجلى في كون السنوات تتوالى واحدة غزيرة التساقطات و واحدة أو اثنتين‬
‫معتدلة التساقطات ثم سنة يسجل فيها عجز في التساقطات‪ .‬هذه الخطاطة ال تنطبق بشكل منسجم في‬
‫الزمن على مستوى كافة الوسط الجبلي‪ .‬وبالفعل وحسب الوحدة ال جغرافية المعنية يمكن ان تكون سنة ما‬
‫غزيرة األمطار في هذا المكان دون أن تكون كذلك في مكان آخر‪ .‬ولكن األكيد هو انه حينما يتعلق األمر‬
‫بسنة شديدة الجفاف فإن كافة المحطات المطرية تعاني من آثارها وينعكس ذلك على منحنى التساقطات‬
‫الذي يسجل تقعرا متشابها تقريبا في جميع المحطات (الشكل رقم ‪.)0‬‬

‫الشكل رقم ‪ : 1‬المنحنيات المطرية (سنوات رطبة متوسطة و جافة)‬

‫‪HUMIDE‬‬
‫‪1400‬‬
‫‪SECHE‬‬
‫‪1200‬‬ ‫‪MOYENNE‬‬

‫‪1000‬‬
‫‪800‬‬
‫‪600‬‬

‫‪400‬‬
‫‪200‬‬

‫‪0‬‬
‫‪G A‬‬
‫‪U NE‬‬

‫‪B‬‬

‫‪T LA‬‬
‫‪O OU UD‬‬
‫‪I-M D‬‬
‫‪F‬‬

‫‪G LA‬‬

‫‪T ILT‬‬
‫‪O E‬‬

‫‪E IT‬‬
‫‪IN OU AL‬‬

‫‪IO T‬‬
‫‪E AB‬‬
‫‪S AT‬‬

‫‪T‬‬
‫‪S E‬‬

‫‪IT‬‬
‫‪T IB‬‬
‫‪M E‬‬

‫‪A‬‬
‫‪N ME‬‬

‫‪A GH‬‬

‫‪T EF‬‬
‫‪Y T‬‬
‫‪IN‬‬

‫‪U‬‬

‫‪F‬‬
‫‪S‬‬

‫‪B‬‬

‫‪I‬‬

‫‪IT A‬‬
‫‪LL‬‬

‫‪A IDA‬‬
‫‪Y AT‬‬

‫‪TT‬‬
‫‪IT N‬‬

‫‪E ZO‬‬

‫‪S‬‬

‫‪Z‬‬

‫‪L‬‬

‫‪N‬‬
‫‪G‬‬
‫‪M‬‬

‫‪K‬‬

‫‪A HB‬‬
‫‪A US‬‬

‫‪L‬‬

‫‪M‬‬
‫‪A‬‬
‫‪K‬‬
‫‪A M‬‬

‫‪A‬‬
‫‪B HA‬‬

‫‪E‬‬

‫‪U‬‬
‫‪U‬‬
‫‪IG‬‬

‫‪A‬‬
‫‪G‬‬

‫‪L‬‬

‫‪A‬‬
‫‪IZ‬‬
‫‪E‬‬

‫‪O‬‬
‫‪L‬‬

‫‪A‬‬
‫‪IT‬‬
‫‪D‬‬

‫‪A‬‬
‫‪O‬‬
‫‪IT‬‬

‫‪L‬‬
‫‪E‬‬
‫‪M‬‬

‫‪U‬‬
‫‪B‬‬

‫إن عدم االنتظام المطري المالحظ طوال السنوات الثالثين المرجعية يمكننا أن نقول بأنها شديدة‬
‫القوة (‪ )+ 08‬بالنسبة لغالبية المحطات المطرية نتيجة للحركة الجوية العامة ولكن ايضا بسبب الموقع‬
‫الجغرافي لكل محطة‪ .‬ويتضح هذا من خالل األحزمة المطرية التي تشكل بدورها مجموعة من النطاقات‬
‫المطرية المتعددة الفئات المنتظمة وفق أصناف مطرية مختلفة نتيجة لعوامل جزء منها جغرافي سوف‬
‫نحددها في الفقرات الموالية‪ :‬عامل اإلرتفاع‪ ،‬عامل خط الطول وعامل البعد عن الحواشي الغربية‪.‬‬
‫وسوف نولي أهمية أكبر‪ ،‬فيما بعد‪ ،‬إلى هذا األمر شارحين بالتفصيل عواقب الحاجب الجبلي وخطوط‬
‫العرض واإلرتفاعات واإلنحدارات السفحية والبعد عن البحر‪.‬‬

‫ويتبين من كل ما تقدم أن الجبال المتوسطة األطلسية تشكل حاجزا حقيقيا أمام كل التساقطات‬
‫ومن تم فإن أفضل النسب المطرية تسجل عادة في األطراف السفلى للسفح الغربي‪ ،‬خاصة األطراف‬
‫األكثر شماال والتي هي ملتصقة بالدير‪ .‬هناك إذا اختالف واضح بين سفحي السلسلة الغربي والشرقي‪.‬‬

‫التباين الذي الحظناه‪ ،‬والذي يكون في بعض المواقع شديدا‪ ،‬هو في الواقع ناجم عن عوامل‬
‫الحركة الجوية في المقام األول وكذلك يعزى إلى عوامل جغرافية أخرى شديدة التأثير‪.‬‬

You might also like