Professional Documents
Culture Documents
الثالثاء 10:30--12:30
Teams
التساقطات على المنطقة الواقعة بالجبال المتوسطة لألطلس الكبير األوسط رهينة بموقع الضغوطات
المرتفعة وبتطورها :الضغط المرتفع اآلصوري على المحيط األطلسي والضغوطات المرتفعة
الصحراوية في المرتفعات.األول يوجه تيارا هوائيا باردا ورطبا على السواحل المغربية الذي يوافق
ميالد الرياح التجارية أما الثانية فتوجه تيارات هوائية مدارية جافة في أغلب األحيان.
وبين هذين التيارين هناك تقطع و تجزء للكتل الهوائية فيحدث عدم استقرار تام للكتل الهوائية
الدائمة يتمثل في جبهة الرياح التجارية التي يمكن أ ن تصبح نشيطة لتنجم عنها تساقطات عند هبوب
الهواء البارد القوي القادم من االضطرابات الجبهوية المتحركة في الشمال.
تبلغ مقادير التساقطات ،في السنوات المتوسطة مابين 043ملم و 003ملم مع وجود منطقة في
أقصى الشمال تسجل مقادير تتجاوز 433ملم (بل أعلى بكثير من 433ملم) .كما أن هناك منطقة تمتد
من الجنوب الغربي الى الشمال الشرقي تسجل فيها مقادير تبلغ 003ملم( .خريطة رقم .)4
أما في السنوات الجافة ،فإن كافة المقادير تنخفض بحوالي 033ملم مع كون النظام العام تقريبا
مماثال للنظام المسجل في السنوات المتوسط ة .أما في السنوات المطيرة فنالحظ نفس النسق العام ولكن
مع زيادة تبلغ حوالي 033ملم (الخريطة رقم .)1
ومما سلف نستخلص أن التساقطات تتميز بقلتها وعدم انتظامها .و المعدل السنوي للتساقطات
يتراوح في الجبال المتوسطة لألطلس الكبير مابين 033و 033ملم وعليه فان إمكانية حدوث سنوات
جافة تكون دائما عالية.
المناخ في منطقة الدراسة مناخ يتميز بالصيف الحار جدا ،مع حدوث فترات كبيرة للتشميس،
والشتاء معتدال .وبعيدا عن ،تجاه الغرب ،يتعرض الشريط الساحلي لتأثيرات المحيط األطلسي المتجلي
في تيار الكناري وبحركة الرفع المائي الباطني مما يعني وجود المياه الباردة على السطح :وينجم عن
ذلك نشوء ظروف طقسية شبيه بالمناخ المتوسطي .وإذا ما ابتعدنا نحو الداخل يتضاءل التأثير المحيطي
ليختفي نهائيا غير أن تأث ير االرتفاع يجعل درجة الحرارة المتوسطة يبقى في مستويات معتدلة إال ان هذا
األمر ال يمنع درجات الحرارة القصوى من أن تكون عالية جدا.
الحاالت الطقسية 1الخاصة بقمم األطلس غير معروفة بما فيه الكفاية غير أنه يمكننا أن نؤكد
غلبة الطابع القاري الشديد :المدى الحراري الكبير و متوسط الحرارة عامة ال يتجاوز بضعة درجات و
هي مرتبطة أساسا باالرتفاع.
-1الطبيعة األطلسية لجهة تادلة ازيالل تحدد المناخ بها؛ فهو على العموم متوسطي يتعرض للتأثيرات األطلسية ثم بعد ذلك للتأثيرات القارية شيئا
فشيئا ،كلما توغلنا داخل الجبال.
مناخ منطقة أزيالل شبه جاف يكون فيه الشتاء لطيفا و كلما توجهنا نحو الجنوب أصبح المناخ شبه رطب حيث يكون فيه الشتاء باردا في الوديان
العليا .ماعدا في المدارج الشمالية ،في الدير حيث يكون المناخ متشابها لمناخ تادلة جافا و حارا.
<< التساقطات تتباين بشكل كبير على المستوى الزمني وعلى مستوى المجال .كثيرة إلى حد ما على السلسلة األولى ( 033إلى 033ملم) ،ثم
تنقص أوال على السلسلة الثانية و على الهضاب العليا ( 433إلى 033ملم) بل أيضا ( 033الى 433ملم) في قعور بعض األودية المستعرضة ،ثم
ترتفع كميتها بشكل محسوس على أوائل السالسل المرتفعة (أزوركي ،و أوكلزات حيث تبلغ ( 033إلى 0333ملم) على األولى و ( 033ملم)
على الثانية لتتقلص من جديد على السلسلة األخيرة.
و تسجل وقوع (عواصف و اضطرابات) في نهاية الصيف و بداية الخريف و قلما سجلت في نهاية الربيع و بداية الصيف.
الخريطة رقم :2متوسط التشميس
م
التساقطات الثلجية وافرة على تراب اإلقليم ،غير أن المعطف الثلجي ال يكون مستقرا إال فيما بعد إرتفاع 0333متر إبتداءا من شهر نونبر .و يبلغ
الثلج سمكه األقصى بعد ارتفاع 0033متر و يبقى كذلك بشكل شبه مستمر بالمنحدر الشمالي إلى غاية نهاية ابريل و في الواجهة المعرضة
للشمس في البهرات الكبرى ،إلى غاية نهاية شهر ماي ،على شكل شريط طويل و عريض.
و مما ال شك فيه أن المناخ هو العامل الرئيسي الذي يحدد اقتصاد اإلقليم ،وعالوة على ذلك يحدد المناخ ،إذا أخذنا بعين االعتبار النطاقات وأشباه
النطاقات ،كذلك طبيعة الغطاء النباتي ،وطريقة استعمال األرض وكذا النظام المائي>> 000أ.علوم.
ويعد عدد ساعات التشميس أحد أهم عناصر المناخ في هذه المنطقة سواء تعلق األمر بإرتفاع
عددها أو بانتظامها .في هذه المنطقة نالحظ ان عدد ساعات التشميس السنوية يبلغ 0333ساعة مقابل
العدد األقصى النظري لساعات التشميس البالغ 4433ساعة (المدة التي تكون فيها الشمس على خط
األفق).
أما في الداخل فخاصية القارية تبرز من خالل عدد ساعات التشميس السنوية المرتفعة0000 :
ساعة .النسبة المئوية الشهرية النظرية تتراوح مابين %00و .%80
إرتفاع عدد األيام المشمسة* ،وإنتظام توزيعها على مستوى الزمان والمكان كلها عناصر
إيجابية يتميز بها مناخ الجهة .وقد سمح هذا األمر بتطور الفالحة بدون آفات كلما توفرنا على الماء
بكميات كافية وعلى تربة مالئمة إلى حد ما .وفي اآلونة األخيرة أصبح عدد األيام المشمسة أحد أهم
مبررات الصناعة السياحية.
وفي السنوات العشرين األخيرة،شهدت المنطقة حاالت تشميسية قصوى مدتها ثالث فترات
جفاف ( ) 00/0000 ،00/0008 ،00/0000كانت حادة نسبيا وخلفت عواقب سوسيوإقتصادية على عدة
قطاعات من قطاعات االقتصاد الوطني :الفالحة ،الطاقة ،الصناعة والتزود بالمياه إلخ….
واألسباب الميتيورولوجية لهذا الجفاف معروفة وتمت دراستها غير أن األسباب الكمية الخاصة
الضرورية لظهورها وإستتبابها لم تعرف بعد.فمختلف الدراسات ،التي أجريت على أساس من
المعلومات والمعطيات المستقاة من المنطقة ،غير كافية .فهذه الدراسات لم تمكن من إستكشاف الطابع
الدوري لهذا الجفاف وال النزعات المناخية الواضحة التي من شأنها أن تمكننا من التنبأ ببداية فترة
الجفاف ونهايتها.
في بداية القرن يقع الجفاف العام والقاسي ،في المتوسط ،مرة كل 00سنة،ثم أصبح األمر أكثر
تكررا بنسبة سنة كل 8سنوات ،خالل الستينيات ،ث م سنة كل سنتين خالل التسعينيات لينتهي األمر
بتسجيل سنتين متواليتين جافتين 0000و .0333غير أنه يتعين علينا أن نقوم بتمييزمفهوم العجز
المطري الذي يميز فصال أو سنة تكون فيها التساقطات أقل من المستوى العادي عن مفهوم الجفاف الذي
أطلق في البداية للداللة على نقص حمولة الهواء من بخار الماء ليتم تمديد مفهومه ليشمل الظاهرة
الطبيعية المتجلية في المجال على المدى القصير ،عن مفهوم القحولة (نزعة مناخية طويلة األمد) وعن
مفهومالتصحر (ظاهرة أساسها بشري).
وفي الواقع ،فالجفاف ظاهرة يمكن أ ن نحددها بالنسبة الى مدة طويلة (الشهر ،الفصل ،السنة)
تكون فيها التساقطات غائبة عن منطقة معينة ،وكذا بالنظر الى الحموالت غير المحلية لمجاري المياه،
ثم بالنظر الى الخاصيات الترابية إلخ… .أما بالنسبة الى مفهوم القحولة فإننا نصف مناخ منطقة ما
بالقحولة حينما تكون المتوفرات الطبيعية من المياه اقل من أن تتحمل عوامل التبخر.
* التشميس إمكانية ال تنضب ستأخد اهمية متزايدة مع تطور تقنيات إستعمال الطاقة الشمسية.
وهناك عوامل وميكانيزمات تجتمع لتمنح للجفاف طبيعة <<عادية>> .فمن تحليل المعطيات
المتوفرة يتضح أ ن منطقة دراستنا تعرف عجزا مطريا طويل األمد غير إستثنائي وأن المناخ يعرف
تنوعا ،سواء على المستوى المكاني أو الزماني ،وعلى جميع األصعدة (الشهرية منها والفصلية
والسنويةو العشرية إلخ…).
ورغم الطبيعة المعقدة للميكانيزمات المسببة للجفاف في المغرب على العموم وفي الجبال
المتوسطة لألطلس الكبير األوسط على األخص،فان التدابير الرامية إلى االحتياط منها وتسييرها تشكل
أهم األ سس التي ينبني عليها الحد من العواقب الوخيمة الناجمة عن هذه الظاهرة .و توالي الفترات الجافة
لمدة سنوات متعاقبة ،كما هو الشأن منذ ،0003يجد تأويالت مختلفة عند الدارسين.
وهكذا فإن فترات الجفاف وعواقبه ال يمكن أن تفهم ،في نهاية المطاف ،اال بإعتبار النسق
الطبيعي كنسق مفتوح حيث التفاعل المعقد بين الظروف الطبيعية واإلكراهات السوسيواقتصادية تشكل
مركبا نسقيا ً عاماً.
الجوانب النظرية المفسرة للتغيرات المناخية :
التقلباتالمطرية في الزمان والمكان
يشكككل كككل مككن أطلككس بنككي مككالل و أطلككس دمنككات جككزءا مككن اإلقلككيم المتوسككطي ممككا يعنككي أن
التذبذبات المطرية تكون جد محسوسة نظرا ألهمية الوجهة وآلثار االرتفاع.
التفاوت الزمني للتساقطات جد واضح في مجال جبال األطلس إذ أن الفترة المطيرة لسنة عادية
تمتد من أكتوبر إلى ماي في حين أن الفترة الجافة تمتد ما بين يونيو وشتنبر .كما أن التفاوت المجالي
لذات التساقطات واضح جدا كلما ابتعدنا عن خط قدم الجبل نحو الداخل.
الرطوبة النسبية للهواء بهذه الجهة تخضع لتأثيرات الرياح الشمالية الشرقية وللمؤثرات القارية
مما يجعل نسبة الرطوبة تكون مقبولة .كل هذا ساعد الجهة بأن تتوفر على موارد مائية مهمة ،أكبرها
مجرى مائي أساسي (واد أم الربيع) وروافده (واد درنة ،وا د العبيد ،واد األخضر وواد تساوت) .و يجد
واد أم الربيع منابعه األساسية في مجال جبال األطلس المتوسط ،حيث التساقطات كثيرة وحيث توجد
عيون متعددة تضمن له صبيبا دائما إلى حد ما .نظام جريان واد أم الربيع (إرتفاع الصبيب بفعل
التساقطات المطرية وذوبان الثلوج حسب الزمن) رتيب إلى حد مانتيجة ما تضمنه الروافد السالفة الذكر
النابعة من جبال األطلس الكبير األوسط ،غير أن الصبيب األقصى يقع في شهري مارس وأبريل .ويقدر
مجموع الموارد المائية المشكلة لصبيب نهر أم الربيع بحوالي 0,8مليار متر مكعب في السنة.
(الخريطة رقم .)0
األمطار في العالم الجبلي يمكن أن تكون وافرة تارة أو ضعيفة تارة أخرى بل جد هزيلة مع
وجود حاالت متوسطة .الكل متوقف على الحركة الجوية العامة التي تتحكم في التساقطات المطرية دون
ان ننسى ،مع ذلك ،اآلثار الفعلية للتضاريس التي تنجم عنها عوامل مرتبطة بالواجهة.
ويتعين علينا أن نشير أن األمطار ،في هذه المنطقة ،ال تتبع نظاماًبيسنويا محددا وان المظاهر
المطرية تختلف من منطقة مناخية إلى أخرى (الشكل رقم ( 0أ) و (ب)).
و أول مالحظة يمكن أن نبديها تتمثل في تغاير كمية المياه المجمعة على مر السنوات مما ينتج
عنه وجود ثالث أنواع من السنوات المناخية (السنوات العادية ،السنوات الجافة ،السنوات الرطبة).
ويتعين علينا أن نالحظ أ نه نظرا لتنوع المجال الجبلي التكون السنة الجافة في محطة مطرية ما
أبدا متطابقة في كل مكان وبنفس الحدة .مما يعني انه اذا ما كان الجفاف في منطقة ما فإن المناطق
األخرى تتمتع بوضعية معتدلة .ويمكننا أن نعتبر أن هذا الوضع يشكل عنصرا ضامنا للتوازن ولديمومة
الغطاء النباتي ولتوفر الموارد المائية في منطقة مناخية ما .ونفس الشئ يقال فيما يخص الفترات الرطبة،
إذ أ ن منطقة مناخية ما يمكن أن تشهد عدة سنوات من التساقطات الوفيرة دون أن تكون هناك سنة رطبة
واحدة موحدة بالنسبة لكافة الوحدة الجغرافية للجبال المتوسطة.
هذا التوازن ما بين الفترات الجافة والفترات الرطبة في المجال الجبلي كان بمثابة الدرع الذي
يقي الوسط الجبلي األطلسي من عواقب اآلفات المناخية الحادة.
الخريطة رقم :4التوزيع المجالي المحلي للتساقطات
-2-Iالتغاير المجالي لألمطار بالجبال المتوسطة لجهة تادلة-أزيالل
تحاول الخريطكة رقكم 4أن تمثكل المنكاطق المطريكة األربعكة الكبكرى التكي تكزداد كميكة الميكاه فيهكا
باإلنخفاض كل ما اتجهنا من الغرب الى الشرق.
في أ قصى الشمال ،عند ملتقى الجبال المتوسكطة مكع السكهل يتمرككز حكزام دقيكق يشكهد تسكاقطات
غزيرة ( 833ملم سنويا في المتوسط) .وهو محاط ،على األخص ،بحزام آخكر يتلقكى 003ملكم سكنويا فكي
المتوسكط ويمتككد هكذا الحككزام كككل مكا اتجهنككا نحكو الجنككوب مباشككرة بعكد تجككاوز واد العبيكد المتوسككط .وعليككه
فحوالي واد األخضر و واد برنكات األعلكى و ككذا واد العبيكد األعلكى وواد تسكاوت األعلكى والمتوسكط فكإن
كمية األمطار تكاد تتجاوز 033ملم سنويا في المتوسط ويتداخل هذا الحزام مع السابقين محيطكا لهمكا مكن
الشمال ومن الجنوب.
وهذه المناطق الحزامية المذكورة تتضمن في الواقكع عكدد مكن الفضكاءات المطريكة المتفاوتكة مكن
حيث كمية األمطار ،مما يمكنح ككل منطقكة مناخيكة عكددا كبيكرا مكن األصكناف المطريكة بفعكل تعكدد عوامكل
الواجهكة و اإلرتفككاع فككي هككذه المنككاطق المتميكزة طوبوغرافيككا باإلنكسككار (الخوانككق ،المنخفضككات السككحيقة،
القمم ،األودية و المنخفضات).
كمية المياه المستجمعة في هذه المنطقة المناخية خالل الفترة المرجعية يتجاوز بكثير تلك
المسجلة في أطلس دمات .و هكذا فإن المعدل المطري يبلغ 000,0ملم .مما يجعلنا نصف المنطقة بأنها
مطيرة .غير أنه علينا أن نشير إلى أنه نظرا لشساعة أطلس بني مالل فإن معدل التساقطات لكل واحدة
من المحطات العشر يناهز ما قيمته 033ملم مع وجود إختالفات واضحة .و يمكننا أن نعتبر هذا الرقم
مرجعيا حيث أنه يمكننا أن نميز بين ثالثة أصناف مطرية:
-الثانية تهم منطقة واسعة <<كثيرة التساقطات>> مثل بني مالل ،أوزود ،بين الويدان ،أيت
عتاب ،القباب و أزيالل.
الثالثة تهم مناطق قليلة التساقطات و يتعلق األمر بواويزغت ،تيلوكيت و تاكلفت. -
تفسير هذا التنوع الكمي لألمطار على مستوى المكان يتلخص في أننا كلما ابتعدنا عن خط
العرض 00درجة نحو الشمال ،حينما تلتقي الجبال المتوسطة مع السهل ،تكون التساقطات غزيرة.
وعليه فكلما توجهنا نحو الشرق نحس بتناقص في كمية التساقطات ،قليال ما في الجبيالت وبكثرة حينما
يتعلق األمر بالمنخفضات الداخلية (مثال واويزغت وتاكلفت وتيلوكيت).
ويتبين من ذلك ،بشكل ضمني ،أن التوزيع المجالي للتساقطات في األطلس الكبير لبني مالل
متسق مع تشكيل التضاريس وينسجم أيضا مع آثار خطوط العرض و يؤكد الخطاطة المعتادة السائدة في
أغلب مناطق المغرب ،التي تتلخص في كون التساقطات تتضاءل كلما توجهنا هبوطا نحو الجنوب وكلما
اتجهنا نحو الشرق.
هذه الخطاطة تتجلى بشكل واضح وتجد بعدها الحقيقي في أطلس دمنات.
-2-2-Iاألصناف المطرية في اطلس دمنات
متوسط التساقطات السنوية ( 048,0ملم) التي يحصل عليها األطلس الكبير بدمنات جد هامة
مما يضع المنطقة تقريبا في نفس مستوى أطلس بني مالل.
في هذه المنطقة المناخية ،شأنها في ذلك شأن سابقتها ،فإن متوسط التساقطات يناهز 033ملم و
لكننا نالحظ بعض اإلختالفات الشيء الذي يمكننا من التمييز بين عدة مناطق مطرية فرعية .فهناك
منطقة <<غزيرة التساقطات>> ( 003ملم) ويتعلق األمر بدمنات و أيت سيكمين و سكات .و منطقة
<< متوسطة التساقطات>> ( 033ملم) مثل منطقة موالي يوسف .أما المنطقة األخيرة<<القليلة
التساقطات >> ( 033-433ملم) فهي منطقة فرعية محدودة (أيت محمد).
و يتكرر هنا نفس ما قدلوحظ في منطقة بني مالل و كلما توجهنا نحو الجنوب تتضاءل
التساقطات و يبدو أن عوا قب االبتعاد عن الحواشي من الغرب نحو الشرق أكثر قوة .و يشهد بذلك ما هو
واقع في أيت سكات و أيت محمد (محطة أيت محمد موجودة إلى الشمال بالنسبة إلى سكات لكن هي
بالداخل مما يجعل األمطار بالضرورة أقل).
و يجدر بنا أن نسجل أن نظام التساقطات في الجبال المتوسطة األطلسية غير منتظم مع كونه
يسري وفق وت يرة عامة تتجلى في كون السنوات تتوالى واحدة غزيرة التساقطات و واحدة أو اثنتين
معتدلة التساقطات ثم سنة يسجل فيها عجز في التساقطات .هذه الخطاطة ال تنطبق بشكل منسجم في
الزمن على مستوى كافة الوسط الجبلي .وبالفعل وحسب الوحدة ال جغرافية المعنية يمكن ان تكون سنة ما
غزيرة األمطار في هذا المكان دون أن تكون كذلك في مكان آخر .ولكن األكيد هو انه حينما يتعلق األمر
بسنة شديدة الجفاف فإن كافة المحطات المطرية تعاني من آثارها وينعكس ذلك على منحنى التساقطات
الذي يسجل تقعرا متشابها تقريبا في جميع المحطات (الشكل رقم .)0
HUMIDE
1400
SECHE
1200 MOYENNE
1000
800
600
400
200
0
G A
U NE
B
T LA
O OU UD
I-M D
F
G LA
T ILT
O E
E IT
IN OU AL
IO T
E AB
S AT
T
S E
IT
T IB
M E
A
N ME
A GH
T EF
Y T
IN
U
F
S
B
I
IT A
LL
A IDA
Y AT
TT
IT N
E ZO
S
Z
L
N
G
M
K
A HB
A US
L
M
A
K
A M
A
B HA
E
U
U
IG
A
G
L
A
IZ
E
O
L
A
IT
D
A
O
IT
L
E
M
U
B
إن عدم االنتظام المطري المالحظ طوال السنوات الثالثين المرجعية يمكننا أن نقول بأنها شديدة
القوة ( )+ 08بالنسبة لغالبية المحطات المطرية نتيجة للحركة الجوية العامة ولكن ايضا بسبب الموقع
الجغرافي لكل محطة .ويتضح هذا من خالل األحزمة المطرية التي تشكل بدورها مجموعة من النطاقات
المطرية المتعددة الفئات المنتظمة وفق أصناف مطرية مختلفة نتيجة لعوامل جزء منها جغرافي سوف
نحددها في الفقرات الموالية :عامل اإلرتفاع ،عامل خط الطول وعامل البعد عن الحواشي الغربية.
وسوف نولي أهمية أكبر ،فيما بعد ،إلى هذا األمر شارحين بالتفصيل عواقب الحاجب الجبلي وخطوط
العرض واإلرتفاعات واإلنحدارات السفحية والبعد عن البحر.
ويتبين من كل ما تقدم أن الجبال المتوسطة األطلسية تشكل حاجزا حقيقيا أمام كل التساقطات
ومن تم فإن أفضل النسب المطرية تسجل عادة في األطراف السفلى للسفح الغربي ،خاصة األطراف
األكثر شماال والتي هي ملتصقة بالدير .هناك إذا اختالف واضح بين سفحي السلسلة الغربي والشرقي.
التباين الذي الحظناه ،والذي يكون في بعض المواقع شديدا ،هو في الواقع ناجم عن عوامل
الحركة الجوية في المقام األول وكذلك يعزى إلى عوامل جغرافية أخرى شديدة التأثير.