Professional Documents
Culture Documents
مفهوم المناخ
(موسع) ٣
يدور مفهوم المناخ حول وصف حالة الطقس على مدى فترات طويلة ،وذلك على
عكس مفهوم الطقس الذي ُيعّبر عن التغّيرت قصيرة المدى الحاصلة في الغلاف الجّوي،
إذ ُتستخدم ُمصطلحات قيمة درجة الحرارة أثناء موسم ُمعّين ،شّدة الرياح وحتى
كميات الامطار والثلوج المتساقطة لوصف المناخ في منطقة ُمعّينة في موسم ما .يدرس
الُعلماء ُمعّدلات هطول الأمطار ودرجات الحراة ونسب الرطوبة وكمّية أشعة الشمس
وغيرها الكثير من المفاهيم التي يقيسها الطقس ،لمدٍة طويلة من الزمن لغاية النظر فيها و
الحصول على ُمتوّس ط لها مما يتيح لهم وضع معايير عاّمة للمناخ ،حيث ُتساعد هذه
المعاير في وصف مناٍخ ُمعّين لمكاٍن ما ،إلى جانب إتاحة القدرة على توّقع الأيام التي
يكون الطقس فيها الأبرد أو الأكثر حّرًا خلال السنة ،وعلى الرغم من ذلك؛ لا تستطيع
هذه التوّقعات أن ُتقّدم وصفًا دقيقًا لحالة الطقس في أي يوم ُمعّين ،ولتقديم الفكرة
بشكل ُمختصر وأكثر وضوحًا ،فالطقس يساعد في تحديد ما يرتديه الأفراد في يوم ُمعّين،
بينما ُيقّدم المناخ معلومات حول نوعّية الملابس التي لابد من تواجدها في الخزانة في تلك
الفترة.
كيفية رصد
الطقس والمناخ ٣
ُيعتبر التنُّبؤ بالطقس أمرًا ُمشّوقا لدى الكثير ،حيث يهدف الُمتنّبئون بالطقس لتقديم
إجابات لتساؤلات الأفراد عن درجات الحرارة المتوّقعة ،احتمالّية هطول أمطار ،وجود
عواصف رعدّية وغيرها الكثير من الأسئلة ،حيث يكون اعتمادهم الرئيسي في التنّبؤات
على قيم عددية لكاّفة الُملاحظات حول عناصر المناخ من ضغط الهواء ،الرطوبة والرياح
وغيرهم ،وبالتالي الخروج بأفضل تقدير للوضع الحالي ،والأوضاع الُمستقبلّية ،إذ ُتساهم
مهارة الُمتنّبئ والقيم التي يمتلكها في إعطاء تنّبؤات ذات دّقة عالية ،وغالبًا ما تكون
تنّبؤات الطقس دقيقة لفترات قصيرة لا تتعدى الأسبوع ،بينما تعتمد التنّبؤات الموسمّية
طويلة الأجل والتي تمتد لحوالي ستة أشهر ،على استخدام العلاقات الإحصائّية بين أبرز
الظواهر المناخّية العالمّية ،مثل النينيو والنينيا ،إلى جانب نسب هطول الأمطار ،وقيم
درجات الحرارة العالمّية لتوقع الطقس ،سواء أكان هذا بالطرق التقليدّية كتنّبؤات
خبراء الأرصاد ،أو باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي .وُيمكن تعريف عملّية التنّبؤ
بالطقس على أنها العملّية التي يتم عبرها تطبيق مبادئ الفيزياء ،ودمجها مع عّدة تقنيات
إحصائّية ،وتقنيات تجريبية ،إذ لا تقتصر عملّية التنّبؤ بالطقس على الحالة الجوّية في
الغلاف الجّوي ،بل تتعداها لتصل للتغّيرات الحاصلة على سطح الأرض نتيجة لهذه
الظروف الجوّية ،والُمتمّثلة في تكّون الجليد ،المد والجزر ،والفيضانات وغيرها الكثير.
بينما بالنسبة لتوقع المناخ والذي ينظر به إلى فترات أطول بكثير ،فإن الأمر ليس بهذه
البساطة ،فلا يمكن في حالة توقع مناخ منطقة ما على مدى 50أو 100عام ،أو في
حالة توقع ارتفاع مستوى سطح البحر الاعتماد على المشاهدات وذلك لأنه وبكل بساطة
لا يمكن أخذ المشاهدات من المستقبل ،وبالتالي فإن الاعتماد يكون على النماذج
المناخية .وُتعرف التنّبؤات المناخّية بأّنها البيانات الُمحتملة عن الظروف الجوّية
الُمسقبلّية ،تبعًا لفترات زمنّية طويلة تمتد بدءًا من مواسم ،إلى عقود وُرّبما أطول ،وذلك
في نطاقات مختلفة ،بدءًا من النطاق المحّلي ،مرورًا بالنطاقات الإقليمّية ووصولًا للعالمّية.
المصدر: