You are on page 1of 38

‫عــــدد ( ‪ ) 2‬أبريل ‪2102‬‬ ‫اجمللة العربية للدراسات اجلغرافية‬

‫حتليل أثر ارتفاع درجة احلرارة على التوسعات العمرانية األفقية يف‬
‫حمافظة اإلحساء دراسة تطبيقية باستخدام تقنية االستشعار عن بعد‬
‫ونظم املعلومات اجلغرافية‬
‫إعـداد‬
‫زكية راضي الحاجي‬ ‫د‪/‬حصة عبد العزيز المبارك‬
‫جامعة امللك سعود‪ /‬اململكة العربية السعودية‪ /‬الرياض‬
‫‪Doi : 10.21608/jasg.2019.43524‬‬
‫قبول النشر‪2102 / 3 / 01 :‬‬ ‫استالم البحث ‪2102/ 2 / 2 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المستخلص ‪:‬‬
‫تعد درجات الحرارة أحد عناصر المناخ بالغة األهمية بحكم تأثيرها الواضح‬
‫على مختلف أنشطة اإلنسان ومالبسة وغذائه ومسكنه‪ ،‬كما أنه يوجد عالقة وثيقة بين‬
‫درجة الحرارة وعناصر المناخ إذ تعد المحرك األساس لبقية عناصر المناخ األخرى‪،‬‬
‫وفي الوقت نفسه تؤثر وتتأثر بتلك العناصر‪ .‬تناولت الدراسة التحليل المكاني والزمني‬
‫والتوزيع السنوي والفصلي والشهري لدرجات الحرارة‪ ،‬وقد جاءت الدراسة للكشف‬
‫عن العوامل المؤثرة على توزيع درجات الحرارة‪ ،‬وبينت أن عامل االرتفاع له األثر‬
‫األكبر في االختالفات المكانية في درجات الحرارة وتأثيرها على تمدد العمراني‬
‫األفقي وخلق الجزيرة الحرارية في محافظة اإلحساء‪ ،‬وتوضح العالقة االرتباطية بين‬
‫درجة الحرارة وعناصر المناخ األخرى وتمدد العمراني االفقي وتأثيره على ارتفاع‬
‫درجة الحرارة في منطقة الدراسة‪ .‬واعتمدت الدراسة على مناهج عده منها‪ :‬المنهج‬
‫االستقرائي االستداللي‪ ،‬والزيارات الميدانية للمنطقة‪ ،‬إلى جانب استخدام بعض‬
‫البرامج اإلحصائية الخاصة بالدراسة‪ ،‬والمتمثلة في برنامج ‪ArcGIS, Erdas‬‬
‫‪Imagine, Excel‬؛ وذلك الستخراج األشكال المختلفة وإيجاد العالقة بين درجة‬
‫الحرارة والعناصر األخرى والتحليل التوسعات العمرانية األفقية التي طرأت على‬
‫منطقة الدراسة وإنتاج الخرائط‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬تغير مناخي‪ ،‬درجة الحرارة‪ ،‬جزيرة حرارية‪ ،‬بيئة‪ ،‬توسعات‬
‫العمرانية‪ ،‬اإلحساء‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪3‬‬
‫ زكية راضي احلاجي‬- ‫حصة عبد العزيز املبارك‬/‫د‬

Abstract:
Temperatures are a critical component of the climate
because of their obvious impact on the various human activities,
clothing, food and habitat. There is also a close relationship
between temperature and climate elements, which are the main
engine of the other elements of climate, while affecting and
influencing those elements. The study examined the spatial,
temporal, and annual distribution of temperature and
temperature. The study revealed the factors affecting the
distribution of temperature and showed that the height factor has
the greatest impact on the spatial differences in temperature and
its effect on horizontal urban expansion and the creation of the
thermal island in the province of Al-Ahasa, the correlative
relationship between temperature and other elements of the
climate and horizontal urban expansion and its effect on
temperature rise in the study area. The study relied on a number
of methods: the inductive extrapolative method, field visite, in
addition to the use of some statistical programs for the study,
namely ArcGIS, ERDAS Imagine, Excel; to extract different
shapes and find the relationship between temperature and other
elements and analysis horizontal expansions in the study area
and map production.
Key words: Climate Change, Temperature, Environment, Heat
Island, Horizontal Expansions, Al- Ahasa.
:‫المقدمة‬
‫درجات الحرارة المقاسة في أي موقع على سطح األرض ما هي إال محصلة‬
،‫نهائية لتأثير وتأثير النظام المناخي بعدد ال منتاه من العوامل الطبيعية والبشرية‬
‫ودرجة حرارة أي بقعة مهما صغرت أبعادها ما هي إال درجة حياتية إلقليم مناخي‬
‫أصغر له خصائصه المميزة وله شخصيته المتميزة من حيث مدخالته ومخرجاته‬
‫ ومن الخصائص الطبيعية للغالف الجوي اختالف‬،‫الخاصة من الطاقة والرطوبة‬
،‫ أو لسنوات عدة وتعد هذه ظاهرة مؤقتة‬،‫ارتفاع متوسط درجة الحرارة لسنة واحدة‬
‫أما من ناحية فترة زمنية طويلة تعد هذه الزيادة المطردة في ارتفاع درجة الحرارة‬
37
‫تـ ـــ‬
‫عــــدد ( ‪ ) 2‬أبريل ‪2102‬‬ ‫اجمللة العربية للدراسات اجلغرافية‬

‫مستمرا للتغير الناتج عن تلويث اإلنسان‬‫ً‬ ‫خطيرة حيث تشكل هذه الزيادة اتجاهًا‬
‫للغالف الجوي؛ مما أدى إلى زيادة تركز الغازات الدفيئة في الغالف الغازي‪ ،‬خاصة‬
‫غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يصل تركزه إلى حوالي من ‪ 665-555‬جزء في‬
‫المليون خالل عام ‪0555‬م‪ ،‬كما تقدر نسبة الزيادة السنوية من غاز ثاني أكسيد‬
‫الكاربون في الجو حوالي ‪ .%3.4‬وبحلول عام ‪0505‬م سيتضاعف نسبة تركز غاز‬
‫ثاني أكسيد الكاربون في الجو‪ .‬فعلى مستوى المدينة يتوزع عدد من األنماط الحرارية‬
‫في كل حي من أحيائها بل أن الحي الواحد تتداخل به أنماط حرارية متباينة يتحكم في‬
‫وجودها عدد من العوامل المتداخلة والمتفاعلة‪ ،‬فمثالً درجة الحرارة المرصودة في‬
‫ظل مبنى تختلف عن درجة الحرارة المرصودة عند المبنى نفسه من الجهة المواجهة‬
‫للشمس يتبعه اختالف مقدار الرطوبة ومعدل سرعة الرياح وعدد ساعات السطوع‬
‫واألنماط الحياتية والبيئات المرضية‪ ،‬ودراسة هذا التباين وذاك يندرج تحت ما يعرف‬
‫بالمناخ التفصيلي أو الدراسة الميكروسكوبية لعناصر المناخ‪.‬‬
‫والتغير المناخي يقصد به التغير الذي طرأ على الدورة العامة في الغالف‬
‫الجوي والظواهر الجوية المرتبطة بها‪ ،‬مثل الجفاف‪ ،‬االنخفاضات الجوية‬
‫واألعاصير‪ ،‬والفيضانات وغيرها‪ ،‬نتيجة ظاهرة االحتباس الحراري‪.‬‬
‫ونصت اتفاقية األمم المتحدة للتغير المناخي في المادة (‪ )1‬على أن التغير المناخي‬
‫يعزى بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى النشاطات البشرية التي تضفي إلى التغير‬
‫في تركيب الغالف الجوي العالمي‪.‬‬
‫كبيرا من قبل‬‫ً‬ ‫يلقى موضوع التغير المناخي في الوقت الحاضر اهتما ًما‬
‫الباحثين والدارسين‪ ،‬ومن قبل الهيئات والمنظمات العالمية والدولية واالقليمية؛ وذلك‬
‫لما للتغير المناخي من آثار كبيرة حالية ومستقبلية على النظم الفيزيائية‪ ،‬واإلحيائية‪،‬‬
‫وقد أثبتت العديد من الدراسات والتقارير أن التغير المناخي الحاد والسيما في ارتفاع‬
‫درجة الحرارة له أثر كبير في النظم البيئية وما ترتب علية حاالت من ارتفاع مستوى‬
‫سطح البحار والفيضانات وموجات من الجفاف‪ ،‬كذلك له أثر على النظم االجتماعية‬
‫واالقتصادية والسياسية‪ ،‬وفي هذه الدراسة ركزت الباحثة على دراسة أنماط الجزر‬
‫الحرارية بأسلوب نزحت فيه نوعا للتعميم نظرا لكبر منطقة الدراسة وصعوبة‬
‫دراستها بطريقة المناخ التفصيلي وإن كنت قدت تطرقت لبعضها األخر تفصليا ً لفهم‬
‫سلوك الظاهرة‪ ،‬إال أني أتبعت أسلوب التعميم في معظمها‪.‬‬
‫عليه تمت دراسة التغيرات المكانية التي حدثت في محافظة االحساء في‬
‫الفترة بين ‪ 0519 -1891‬أي التمدد العمراني األفقي الذي حدث في المنطقة وما‬
‫حدث بسببه في ارتفاع درجة الحرارة وخلق جزيرة حرارية في المنطقة‪ .‬ومصطلح‬
‫جزيرة الحرارية مصطلح مناخي يطلق على ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في المدن‬
‫الكبيرة والصناعية مقارنة بالمناطق الريفية (شحاذة‪.)1888،‬‬
‫‪37‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪/‬حصة عبد العزيز املبارك ‪ -‬زكية راضي احلاجي‬

‫وحسب الدراسات المتعلقة بالتغير المناخي فإن من أهم مظاهر هذا التغير االرتفاع في‬
‫درجة الحرارة‪ ،‬حيث أشارت الدراسة التي نشرتها الهيئة العالمية للتغير المناخي‬
‫ضمن منشورات المنظ مة العالمية لألرصاد الجوية إلى أن درجة الحرارة ممكن أن‬
‫ترتفع من عام ‪0155-1885‬م إلى أكثر من ‪ 3‬م‪ ،°‬هذا وكما أكدت وكالة حماية البيئة‬
‫األمريكية‪ ،‬وأشارت العديد من الدراسات إلى أن مقدار االرتفاع درجة الحرارة‬
‫السطحية قد بلغ حوالي ‪1.9‬م‪ °‬خالل نهاية القرن العشرين‪.‬‬
‫ويعود الشذوذ الحراري في المدن الكبيرة والصناعية عادة إلى اضطراب‬
‫درجة الحرارة المقاسة والمحسوسة بسبب ما يقوم به اإلنسان من تغيير لنمط استخدام‬
‫األرض داخل المدينة من اجتثاث مساحات واسعة من األشجار واألراضي الزراعية‪،‬‬
‫وإحالل مكانها مناطق سكنية مبنية من الخرسانة وشوارع معبدة باإلسفلت‪ ،‬وأرصفة‬
‫ومواقف سيارات وغيرها مما يزيد من معدالت امتصاص األشعة الشمسية‪.‬‬
‫وتعتمد هذه الدراسة على تسجيالت أثر ارتفاع درجة الحرارة في محافظة‬
‫اإلحساء وأثره ا على التوسعات العمرانية األفقية في منطقة بين عامي ‪-1891‬‬
‫‪ ، 0519‬ولما لهذه الدراسة من أهمية بسبب أن هذه الظاهرة تؤثر على الموازنات‬
‫المالية للمدن وقد يرتبط بها انتشار ملوثات الهواء والماء وتغير المناخ وتدهور‬
‫الصحة العامة للسكان‪ ،‬كما تعتبر دراستها مهمة لتحديد نطاقات راحة اإلنسان وأثارها‬
‫االقتصادية على استهالك الطاقة‪ ،‬وايضا ً لفقر الدراسات المتوفرة عن أثر ارتفاع‬
‫درجة الحرارة في التوسعات العمرانية في المنطقة المشكلة جزيرة حرارية‪،‬‬
‫وستحاول الباحثة في هذه الدراسة إعطاء صورة كاملة عن التغيرات المناخية للمنطقة‬
‫والسيما ارتفاع درجة الحرارة بمحافظة اإلحساء معتمدًا على بيانات التسجيالت‬
‫المناخية لألرصاد الجوية بالمنطقة وبعض المحطات المجاورة لها‪ ،‬يمثل البحث في‬
‫هذا المجال ضرورة ملحة وميدانًا مشوقًا‪ ،‬وفي هذا اإلطار تختص الدراسة الحالية‬
‫ببحث أثر ارتفاع درجة الحرارة على التوسعات العمرانية األفقية في محافظة‬
‫ضا كشف أثر ارتفاع درجة الحرارة على التمدد العمراني المشكل‬ ‫اإلحساء‪ ،‬وأي ً‬
‫الجزر الحرارية في منطقة معتمدًا على دراسة صور لألقمار الصناعية خالل الفترة‬
‫من عام ‪0519-1891‬م‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫تناولت هذه الدراسة آثار ارتفاع درجة الحرارة على التوسعات العمرانية‬
‫األفقية في منطقة اإلحساء في الفترة من عام ‪0519-1891‬م‪ ،‬وتشمل تحليل‬
‫الخصائص اإلحصائية لدرجة الحرارة في محطة اإلحساء لألرصاد الجوية‪ ،‬ويمكن‬
‫تلخيص مشكلة الدراسة في التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬هل أدى التغيرات في التوسعات العمرانية األفقية إلى تزايد درجة الحرارة في‬
‫محافظة اإلحساء؟‬
‫‪37‬‬
‫تـ ـــ‬
‫عــــدد ( ‪ ) 2‬أبريل ‪2102‬‬ ‫اجمللة العربية للدراسات اجلغرافية‬

‫‪-‬هل اختلف تأثير ارتفاع درجة الحرارة من فصل آلخر على تمدد العمراني المشكل‬
‫الجزيرة الحرارية في محافظة اإلحساء؟‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫في ضوء مشكلة الدراسة وتساؤالتها السابقة‪ ،‬فإن الدراسة تهدف إلى تحقيق ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬تحديد طبيعة التغير الذي طرأ على درجة الحرارة في محافظة اإلحساء‪.‬‬
‫‪ .0‬تحديد االتجاه العام لدرجة الحرارة في محافظة اإلحساء‪.‬‬
‫‪ .4‬تحديد أثر التغير التوسعات العمرانية األفقية على ارتفاع درجة الحرارة في‬
‫محافظة اإلحساء وخلق الجزيرة الحرارية في المنطقة‪.‬‬
‫‪ .3‬تحديد اآلثار المترتبة على ارتفاع معدالت درجة الحرارة في حدوث التوسعات‬
‫العمرانية األفقية التي طرئت على محافظة اإلحساء‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫إن من أهم القضايا المناخية في عصرنا الحالي ظاهرة التغير المناخي الناجم‬
‫عن االحتباس الحراري‪ ،‬هذا التغير المناخي له انعكاسات أصبحت واضحة على‬
‫عناصر الطقس المختلفة (درجة الحرارة‪ ،‬واألمطار‪ ،‬والتبخر‪ ،‬والنتح)‪ ،‬ولما لهذه‬
‫الدراسة من أهمية بسبب أن هذه الظاهرة تؤثر على الموازنات المالية للمدن وقد‬
‫يرتبط بها انتشار ملوثات الهواء والماء وتغير المناخ وتدهور الصحة العامة للسكان‪،‬‬
‫كما تعتبر دراستها مهمة لتحديد نطاقات راحة اإلنسان وأثارها االقتصادية على‬
‫استهالك الطاقة‪ .‬وأشارت الدراسات السابقة إلى أن ارتفاع درجة الحرارة من أهم‬
‫مظاهر التغير المناخي‪ ،‬في فترة الخمسين سنة الماضية قدر هذا االرتفاع في درجة‬
‫الحرارة بحوالي ‪ْ 5.14‬م في كل عشر سنوات‪ ،‬وفي نهاية القرن الواحد والعشرين‬
‫من المتوقع أن تزداد درجة الحرارة السطحية في العالم بمقدار ‪ْ 5.5‬م‪ ،‬كما أشارت‬
‫الدراسات إلى أن المنطقة العربي ة شهدت زيادة في درجة الحرارة الهواء السطحي‬
‫تراوحت بين ‪ْ 0 – 5.0‬م في الفترة من ‪1815‬م‪0553 -‬م وأصبحت هذه المنطقة من‬
‫أكثر المناطق عرضة للتأثيرات المحتملة للتغير المناخي‪ ،‬ومن هنا أصبح لهذا األمر‬
‫آثار سلبية على التنمية االقتصادية واالجتماعية خاصة في المناطق الساحلية‪ ،‬ومن‬
‫ضا تأتي أهمية هذه الدراسة التي سوف تتناول بالتحليل أثر ارتفاع درجة‬ ‫هنا أي ً‬
‫الحرارة على التوسعات العمرانية األفقية في محافظة اإلحساء‪ ،‬وبسبب هذه التمدد‬
‫العمراني تشكلت الجزيرة الحرارية‪ ،‬ولما لهذه التغيرات المكانية تأثيرات بيئية‪،‬‬
‫إضافة إلى تأثيرها على عناصر الطقس األخرى‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪/‬حصة عبد العزيز املبارك ‪ -‬زكية راضي احلاجي‬

‫أدوات الدراسة‪:‬‬
‫لتحقيق أهداف الدراسة تم االعتماد بعد هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬على المصادر‬
‫والبيانات التالية‪:‬‬
‫أ_ الدراسات السابقة‪ ،‬والكتب والبحوث والدوريات والمراجع األجنبية والعربية‪ ،‬التي‬
‫تشكل اإلطار النظري للدراسة‪ .‬ب_ البيانات المناخية لمحطة محافظة اإلحساء‬
‫والمحطات المجاورة لها التابعة لهيئة العامة لألرصاد الجوية وحماية البيئة للفترة من‬
‫‪1891‬م‪0519 -‬م‪ ،‬وتشمل هذه البيانات المناخية‪ ،‬متوسط درجة الحرارة اليومية‪،‬‬
‫ومتوسط قيم الضغط الجوي اليومية‪ ،‬ومتوسط سرعة الرياح اليومية واتجاهاتها‪،‬‬
‫وعدد حاالت الغبار‪ ،‬والعواصف الرملية والترابية‪ ،‬ومتوسط الرطوبة النسبية‪ ،‬وكمية‬
‫األمطار‪.‬‬
‫ج_ مجموعة من الخرائط الطبوغرافية وخرائط الطقس التي توضح مراكز ارتفاع‬
‫درجة الحرارة المؤثرة في منطقة الدراسة‪.‬‬
‫د_ مرئيات فضائية لمنطقة الدراسة من فترة ‪1891‬م – ‪0519‬م‪ ،‬توضح االختالفات‬
‫المكانية‪.‬‬
‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫استخدمت الدراسة المنهج االستقرائي واالستداللي في معالجة البيانات‬
‫المناخية‪ ،‬عن طريق دراسة السجالت المتوسطات الشهرية التجاهات وسرعات‬
‫الرياح‪ ،‬ودرجة الحرارة‪ ،‬والضغط الجوي‪ ،‬والرطوبة النسبية‪ ،‬وتحليلها وتصنيفها‪،‬‬
‫واستنباط النتائج‪ ،‬وتحديد العالقات بينها‪ ،‬كما استخدمت الدراسة البيانات المناخية‬
‫الموجودة في رسائل الماجستير والدكتورة المنجزة لمنطقة الدراسة‪ ،‬واستخدمت‬
‫الدراسة المنهج الوصفي في وصف ارتفاع درجة الحرارة‪ ،‬وتحديد العوامل المسببة‬
‫لها‪ ،‬ووصف اآلثار البيئية الناتجة عنها‪ ،‬كم استخدمت الدراسة عددًا من األساليب‬
‫اإلحصائية والعالقات الرياضية التالية‪:‬‬
‫‪ _1‬استخدام البرنامج الحاسوبي اكسل )‪ (Excel‬للتعامل مع البيانات المناخية التي‬
‫تحوي الكم الهائل من األرقام والقياسات اليومية للعناصر المناخية خالل مدة الدراسة‪،‬‬
‫وإجراء التدقيق اآللي للتأكد من صحة المعلومات‪ ،‬وفرز هذه األرقام ومعالجتها‬
‫إحصائيًا في محطة منطقة الدراسة‪ ،‬وإجراء مقاييس النزعة المركزية كالمتوسط‬
‫الحسابي لحساب معدل قيم متوسطات العناصر المناخية المدروسة في منطقة الدراسة‬
‫خالل الفترة الدراسية ‪1891‬م – ‪0519‬م‪.‬‬
‫‪ -0‬اعتمدت الدراسة بالدرجة األولى على الدراسة الميدانية بتاريخ ‪1335/15/0‬ه‪،‬‬
‫فبعد الدراسة المستفيضة ألنماط استخدام األرض في منطقة الدراسة قامت الباحثة‬
‫بزيارات متكررة لكل أحياء محافظة اإلحساء ومطابقتها مع خريطة استخدام األرض‬
‫‪ 05555/1‬الصادرة من وزارة الشؤون البلدية والقروية لعام ‪1355‬ه وخريطة‬
‫‪37‬‬
‫تـ ـــ‬
‫عــــدد ( ‪ ) 2‬أبريل ‪2102‬‬ ‫اجمللة العربية للدراسات اجلغرافية‬

‫الفارسي للمنطقة الشرقية لعام ‪1355‬ه‪ .‬ونظرا ً لقلة محطات الرصد الجوي في‬
‫المناطق ال محيطة بمحافظة اإلحساء وفي المحافظة نفسها قامت الباحثة باستخدام‬
‫سجلت‬ ‫السيارة المتحركة (الطوافة) ذات الحركة الترددية المتواصلة لعدة مرات ُ‬
‫خاللها القراءات الحرارية في األحياء‪ ،‬وجمعت للمقارنة بدرجات الحرارة التي‬
‫حصلت عليها من تطبيق نماذج وكالة ناسا لعلوم الفضاء لتحويل بيانات الصور‬
‫الرقمية للقمر الصناعي الندسات ‪ TM5‬إلى درجات حرارة مطلقة ومئوية‪ ،‬إضافة‬
‫إلى االستفادة من بيانات محطة الرصد الجوي التابعة لمؤسسة العامة لألرصاد‬
‫وحماية البيئة (مطار الملك فهد بالدمام ومطار الظهران) لعام ‪0551‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬استخدام البرنامج الحاسوبي االرداس )‪ (ERDAS imagine. 2014‬للتعامل مع‬
‫مرئيات الفضائية لفترة الدراسة ومعالجتها‪ ،‬وإجراء القراءة الدقيقة لتوسعات العمرانية‬
‫األفقية بين الفترتين (‪1891‬م‪0519-‬م) ؛ لذا يتم اختيار مجموعة من صور األقمار‬
‫الصناعية المختلفة )‪ (Landsat TM, Landsat 8 level 2‬بهدف التعرف على‬
‫جيومرفولوجية المنطقة ودراسة التغيير المساحي وتتبع التغير العمراني في المنطقة‬
‫ومراقبته‪ ،‬وتحديد المتغيرات المكانية ذات العالقة في حدوث التغير‪.‬‬
‫‪ -3‬استخدام برنامج )‪ ،(ArcGIS 10.2‬لما له من أهمية تكمن في مقدرته التحليلية‬
‫المكانية واإلحصائية للبيانات المدخلة من مرئيات فضائية‪ ،‬ولتحديد المساحات التي تم‬
‫تطويرها خالل المراحل المتعاقبة للمحافظة والتي تعكس اتجاه التوسعات العمرانية‬
‫إلى ‪0519‬م‪ ،‬وقد تمثلت هذه المرئيات في مرئيتان من القمر الصناعي ‪(Landsat‬‬
‫‪ ( TM, Landsat 5‬للسنوات ‪1891‬م و ‪ ،0551‬وتم أخذ ثالث مرئيات لمنطقة‬
‫الدراسة من القمر الصناعي ( ‪ )Landsat 8 level 2‬للتعامل مع الصور الجوية‬
‫لمنطقة الدراسة وتحليل بيانات التغير المكاني‪ ،‬وإنتاج الخرائط وترقيمها من خالل‬
‫األوامر الموجودة في )‪ (Spatial Statistics Tools‬و ‪(Data Management‬‬
‫)‪.Tools‬‬
‫‪ -5‬أُستخدم برنامج )‪ (Arc Info‬من أجل عمل التصحيح على المرئيات لحساب‬
‫التوسعات العمرانية األفقية في منطقة الدراسة‪.‬‬
‫‪ -6‬أُستخدم برنامج )‪ (Arc View‬من أجل العرض واستكمال التحليل على مرئيات‬
‫منطقة الدراسة‪.‬‬
‫‪ -1‬أُستخدام برنامج )‪ (ER Mapper‬لعمل مطابقة للمرئيتين من الفترتين لمنطقة‬
‫الدراسة ‪0519-1891‬م لمعرفة المناطق التي حصل فيها تغيير العمراني‪.‬‬
‫منطقة الدراسة‪:‬‬
‫الموقع الفلكي‪:‬‬
‫تمتد محافظة اإلحساء بين دائرتي عرض ْ‪ 06ْ – 11‬وخطي طول ْ‪– 39‬‬
‫ْ‪( .55‬هيئة المساحة الجيولوجية‪( ،)0519 ،‬شكل ‪ ،)1 -‬بصفة عامة يتميز مناخ‬
‫‪37‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪/‬حصة عبد العزيز املبارك ‪ -‬زكية راضي احلاجي‬

‫محافظة اإلحساء بسمات المدارية الصحراوية ومن أهمها تطرف درجة الحرارة‪،‬‬
‫الصيف شديد الحرارة يستمر لمدة ثمانية أشهر تقريبًا‪ ،‬والشتاء فيها بارد ويمتد لمدة‬
‫أربعة أشهر‪ ،‬ومن الصعب تحديد فصلي الربيع والخريف خاصة من حيث الحرارة‪.‬‬
‫ويتميز مناخ محافظة اإلحساء بالجفاف الذي يستمر ألكثر من سبعة أشهر من السنة‪،‬‬
‫كثيرا من سنة إلى أخرى‬ ‫ً‬ ‫ومع ندرة المطر فإنه كأي نظام صحراوي يتفاوت‬
‫ويستغرق في سقوطه فترة زمنية محدودة‪ ،‬فقد يسقط في يوم واحد نصف كمية المطر‬
‫السنوي‪ ،‬وبسبب قرب محافظة اإلحساء من الخليج العربي فإنها تتأثر بارتفاع‬
‫معدالت الرطوبة النسبية بالمقارنة بالمناطق الداخلية من المملكة‪ ،‬وإن كان أثره عليها‬
‫يكون محدودًا للغاية فيما يرتبط بالحرارة والمطر‪ ،‬وذلك بسب ضيقه وانحساره بين‬
‫كتل يابسة متسعة (شكل ‪.)1 -‬‬
‫الموقع الجغرافي‪:‬‬
‫تقع محافظة اإلحساء في الركن الجنوبي الشرقي للمملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫وتشغل الجزء الجنوبي من المنطقة الشرقية‪ ،‬وتغطي محافظة اإلحساء مساحة شاسعة‬
‫من األرض تصل إلى حوالي ‪ 545‬ألف كم‪ 0‬تمثل ‪ %69‬من مساحة المنطقة الشرقية‬
‫و ‪ %03‬من مساحة المملكة (هيئة المساحة الجيلوجية‪( ،)0519،‬شكل ‪ ،)1 -‬إال أن‬
‫هذه المساحة تضم المنطقة غير المأهولة المسماة بالربع الخالي ‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫المساحة المأهولة بالسكان واألنشطة تمثل ‪ %19‬من مساحة اإلحساء ‪ ،‬أما الواحة‬
‫التي تضم ‪ %80.4‬من السكان إضافة إلى األنشطة االقتصادية الفعالة فتبلغ مساحتها‬
‫‪ 965‬كم‪ 0‬تقريبًا‪ ،‬وتمتد على محور نحو الشرق بطول ‪ 01‬كم‪ ،‬وبمحور نحو الشمال‬
‫بطول ‪ 45‬كم‪ ،‬وتضم حاضرة اإلحساء (مدينتي الهفوف والمبرز) و ‪ 3‬مدن رئيسة‬
‫فضال عن ‪ 00‬قرية‪ ،‬وتبعد الواحة مسافة ‪ 35‬كم عن الخليج العربي و ‪ 155‬كم‬ ‫ً‬
‫جنوبي الدمام‪ ،‬و ‪ 405‬شرقي الرياض (شكل ‪ ،)4-‬وتتميز اإلحساء بميزة نسبية كبيرة‬
‫من حيث موقعها على الحدود الشرقية والجنوبية الشرقية للمملكة حيث تعد أقرب‬
‫المناطق لدول مجلس التعاون الخليجي ‪ ،‬وتقع بها الحدود مع كل من قطر واإلمارات‬
‫العربية المتحدة وعمان إضافة إلى أهمية موقعها على الخليج العربي في أجزائها‬
‫الساحلية بين العقير وسلوى ( شكل‪.)0-‬‬

‫‪78‬‬
‫تـ ـــ‬
‫عــــدد ( ‪ ) 2‬أبريل ‪2102‬‬ ‫اجمللة العربية للدراسات اجلغرافية‬

‫المصدر‪ :‬إعداد الباحثة‪.‬‬ ‫شكل (‪ :)1‬منطقة الدراسة‬

‫المصدر‪ :‬أمانة اإلحساء‪.‬‬ ‫شكل (‪ :)0‬طبوغرافية منطقة الدراسة‬

‫‪78‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪/‬حصة عبد العزيز املبارك ‪ -‬زكية راضي احلاجي‬

‫المصدر‪ :‬إعداد الباحثة‪.‬‬ ‫شكل (‪ :)4‬جيولوجية سطح منطقة الدراسة‬


‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫تنحصر معظم الدراسات المناخية في محافظة اإلحساء والمملكة العربية‬
‫السعودية في الدراسات التي تتناول مناخ المملكة ومحافظة اإلحساء بشكل عام‪ ،‬أو‬
‫فيما يتناول دراسة مناخ منطقة معينة‪ ،‬أو مدينة مهمة‪ ،‬ومن تلك الدراسات ما يتناول‬

‫‪78‬‬
‫تـ ـــ‬
‫عــــدد ( ‪ ) 2‬أبريل ‪2102‬‬ ‫اجمللة العربية للدراسات اجلغرافية‬

‫عنصرا مناخيًا واحدًا‪ ،‬كاألمطار والرياح والرطوبة النسبية‪ ،‬أما الدراسات التي تعني‬
‫ً‬
‫بعنصر درجة الحرارة فإنها تكاد تكون قليلة‪.‬‬
‫ذكر األوجلي (‪ )1885‬أن درجة حرارة األرض تمثل المحصلة النهائية‬
‫لتأثير وتأثر المناخ بعدد ال متنا ٍه من العوامل الطبيعية و البشرية‪ ،‬حيث إن درجة‬
‫الحرارة أي بقعة على األرض ما هي إال درجة حياتية إلقليم مناخي أصغر له‬
‫خصائصه المميزة من حيث مدخالته و مخرجاته الخاصة من الطاقة الرطوبة‪ ،‬فعلى‬
‫مستوى المدينة تتوزع مجموعة من األنماط الحرارية في كل حي من أحيائها بل إن‬
‫داخل الحي الواحد تتداخل مجموعة من األنماط الحرارية المتباينة والتي تتحكم فيها‬
‫مجموعة من العوامل المتداخلة والمتفاعلة مع بعضها‪ ،‬فدرجة الحرارية في ظل مبنى‬
‫تختلف عن الدرجة الحرارة عند المبنى نفسه في الجهة المواجهة للشمس يتبعه‬
‫اختالف في مستوى الرطوبة ومعدل سرعة الرياح وعدد ساعات السطوع‪.‬‬
‫ووضح سليم (‪ )1885‬دراسة تفصيلية للعوامل البيئية التي تؤثر في مناخ‬
‫اإلحساء‪ ،‬وتعطيه سماته المميزة ثم دراسة العناصر المناخية مبتد ًءا باإلشعاع الشمسي‬
‫وأخيرا معالجة‬
‫ً‬ ‫ثم الحرارة والرياح والعواصف والرطوبة النسبية للهواء واالمطار‪،‬‬
‫تحليلية للتبخر كعملية مناخية هامة في منطقة زراعية وسط نطاق صحراوي حار‬
‫وجاف‪ ،‬وانتهى البحث بعرض مختصر لعمليات التلوث الهواء وأسبابها في منطقة‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫وبين آل سعود (‪ )0553‬أن التوسع العمراني للمدن وما يصاحبه من زيادة‬
‫في النشاط البشري‪ ،‬وما ينتج عن ذلك كله من انبعاثات حرارية وملوثات على‬
‫خصائص المناخ داخل المدن‪ ،‬وبصورة خاصة ارتفاع درجة الحرارة في داخلها عما‬
‫يحيط بها من مناطق‪ ،‬ومن أبرز الظواهر المرتبطة بارتفاع الحرارة في معظم المدن‬
‫ظاهرة الجزر الحرارية والتي تؤثر وبصورة مباشرة على المباني نتيجة الرتفاع‬
‫درجة الحرارة الهواء المحيط بها مما يؤدي إلى زيادة في متطلباتها التبريرية‬
‫وانخفاض في متطلباتها ألغراض التدفئة‪.‬‬
‫ووضح األسدي (‪)0515‬أن محافظة ذي قار تتعرض لكثير من التغيرات‬
‫البيئية الناتجة عن تجفيف األهوار وانخفاض مساحة األرضي الزراعية وزيادة‬
‫المنشآت التي تسبب زيادة في تركيز الملوثات في الجو بمختلف أشكالها مما يسبب‬
‫تغيرات كبيرة في خصائص مناخ المحافظة‪ ،‬ودرس اتجاهات وخصائص الحرارة‬
‫والرطوبة النسبية والغبار العالق والغبار المتصاعد خالل القرن العشرين‪ ،‬وحساب‬
‫مقدار التغير فيها واتجاهاتها المستقبلية حتى عام ‪.0515‬‬
‫وأشارت عرباوي (‪ )0515‬إلى التباين الكبير في العوامل المناخية اليوم‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تردي العالقة بين اإلنسان والنخيل‪ ،‬هذا يؤدي إلى اختالالت في الواحة‬

‫‪77‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪/‬حصة عبد العزيز املبارك ‪ -‬زكية راضي احلاجي‬

‫خاصة في درجات الحرارة حيث هذه التباينات تؤدي إلى ظاهرة الجزيرة الحرارية‬
‫العمرانية التي تؤثر على الراحة الحرارية لإلنسان‪.‬‬
‫وأشار عنيبة (‪ )0516‬إلى أن التغير المناخي الناجم عن االحتباس الحراري‬
‫من أهم القضايا المناخية في عصرنا الحالي‪ ،‬ذلك لما لهذا التغير من انعكاسات‬
‫أصبحت واضحة على عناصر الطقس المختلفة (درجة الحرارة‪ ،‬واألمطار‪ ،‬والتبخر‪،‬‬
‫والنتح)‪ ،‬وتشير الدراسة إلى أنه من أهم مظاهر التغير المناخي االرتفاع في درجة‬
‫الحرارة‪ ،‬األمر الذي يترتب عليه انعكاسات سلبية على التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية خاصة في المناطق الساحلية‪.‬‬
‫العوامل المؤثرة في مناخ اإلحساء‪:‬‬
‫هناك عدة عوامل طبيعية لها تأثير على مناخ اإلحساء وإعطائه خصائصه‬
‫وسماته التي تتشابه في جوانب كثيرة مع تلك الخصائص التي تميز أغلب أجزاء‬
‫المملكة العربية السعودية وإن تفردت في بعضها بسبب ظروفها المحلية‪ ،‬كما سيتضح‬
‫من خالل الصفحات التالية من هذا البحث‪.‬‬
‫وأهم العوامل المؤثرة في مناخ اإلحساء‪:‬‬
‫‪ _1‬الموقع الفلكي‪ :‬تمتد واحة االحساء بين خطي عرض ‪ 05 01‬و‪ 05 01‬درجة‬
‫شماال تقريًبا ضمن نطاق المناخ المداري الصحراوي انظر إلى (الشكل ‪.)1-‬‬ ‫ً‬
‫‪ _2‬الموقع الجغرافي‪ :‬تقع واحة اإلحساء وسط المنطقة الشرقية السهلية كمنخفض‬
‫شماال حافة الغوار‪ ،‬ويحدها جنوبًا وشرقًا‬
‫ً‬ ‫كبير تبلغ مساحته ‪ 450‬كم مربع‪ ،‬يحدها‬
‫رمال الجافورة‪ ،‬وتبرز غربها بوضوح الحافة الشرقية لهضبة الصمان (شكل‪.)1-‬‬
‫وهي قريبة من الخليج العربي إذ ال تزيد المسافة عنه من جهة الشرق على ‪95‬كم‪،‬‬
‫إلى جانب ذلك فهي ليست بمنأى عن منطقة الربع الخالي‪ ،‬وقد كان لهذا الموقع أثره‬
‫الك بير في مناخ اإلحساء وإعطائه سمته الرئيسة المتمثلة في القارية المتطرفة كما‬
‫سيتضح من دراسة عنصر درجة الحرارة‪.‬‬
‫‪ _3‬الضغط الجوي‪ :‬مناخ اإلحساء يرتبط بقوة بالضغط الجوي ودورة الرياح العامة‬
‫بالمناطق المجاورة والمحيطة بها‪ ،‬إذ تقع كغيرها من األقاليم المدارية الجافة في قلب‬
‫الضغط المرتفع وراء مدار السرطان الذي يتميز بهبوط هوائه بشكل شبه دائم مما‬
‫يساعد على سيادة الجفاف وظهور الصحراء في نطاقه‪.‬‬
‫‪ _4‬المنخفضات الجوية‪ :‬تلعب المنخفضات الجوية الدور الكبير والمؤثر في مناخ‬
‫اإلحساء والمناطق المجاورة‪ ،‬إذ تسبب تلك المنخفضات اضطرابات جوية تتمثل في‬
‫حدوث تغيرات حادة في درجات الحرارة‪ ،‬في اتجاهات الرياح السائدة وفي تكون‬
‫السحب‪ ،‬وسقوط األمطار‪ ،‬وحدوث العواصف الرعدية‪ ،‬والعواصف الرملية وغيرها‬
‫من مظاهر االضطراب الجوي‪ ،‬ومن أهم تلك المنخفضات الجوية التي تتأثر بها‬
‫اإلحساء التي تأتي خالل فصل الشتاء عبر حوض البحر المتوسط‪ ،‬وقد تكون ناشئة‬
‫‪77‬‬
‫تـ ـــ‬
‫عــــدد ( ‪ ) 2‬أبريل ‪2102‬‬ ‫اجمللة العربية للدراسات اجلغرافية‬

‫في بعض أجزائه كما هو الحال حول جزيرة قبرص‪ ،‬أو تكون قادمة من نطاق‬
‫الضغط الجوي المرتفع المعروف بالمرتفع األزوري بالمحيط االطلنطي‪ ،‬وكذلك تتولد‬
‫منخفضات جوية محلية نتيجة للتسخين الشديد لليابس في فصل الصيف‪ ،‬وقد تأتي‬
‫بعض المنخفضات التي تنشا بالمحيط الهندي عبر البحر األحمر متجهة شرقًا نحو‬
‫كثيرا في‬
‫ً‬ ‫الخليج العربي‪ ،‬وعند التقائها بالمنخفضات األطلسية يزداد أثرها‬
‫اضطرابات األحوال المناخية (علي‪ ،)1895 ،‬وعادة ما يصحب ذلك عواصف‬
‫رعدية تتسبب في سقوط المطر بغزارة شديدة تتركز في فترة زمنية محدودة‪،‬‬
‫وتنحصر المدة التي تأتي فيها المنخفضات بين شهري أكتوبر وإبريل من أواسط‬
‫الخريف حتى نهاية الربيع‪.‬‬
‫‪ _5‬التضاريس‪ :‬ال يكاد يتضح أثرها على مناخ المنطقة إذ يتميز السطح بانخفاضه‬
‫واستوائه وقلة تضرسه‪ ،‬وتقتصر االرتفاعات على التالل المنعزلة‪ ،‬وهي تالل‬
‫منخفضة وصغيرة الحجم إلى جانب الكثبان والتالل الرملية في الشرق والجنوب وهي‬
‫امتداد لرمال الجافورة‪ ،‬وتعد حافة شدقم في الغرب أبرز مظهر تضاريسي يطل على‬
‫سهول اإلحساء بانحدار واضح‪.‬‬
‫ويقتصر أثر هذه المالمح التضاريسية على المناخ في الحد من سرعة الرياح التي‬
‫تهب على اإلحساء‪ ،‬خاصة الرياح الشمالية السائدة مع ارتفاع درجة الحرارة نسبيًا في‬
‫األجزاء المنخفضة المجاورة لها‪ ،‬وذلك بسبب انضغاط الهواء عند هبوطه بقوة على‬
‫المنحدرات ويظهر ذلك على المنحدرات الشرقية لهضبة شدقم المطلة على سهول‬
‫اإلحساء‪ ،‬وهي ظاهرة تعرف باسم الفهن (شرف‪ ،)1896،‬كما أن هبوط الرياح بين‬
‫التالل المنعزلة مع مرورها فوق مسطحات وتكوينات رملية يؤدي إلى إثارة الرمال‬
‫واألتربة وتكوين سحب رملية‪ ،‬وخاصة عندما تحدث العواصف مما يؤدي إلى العديد‬
‫من المشكالت التي تقابل االستخدام الزراعي والعمراني باإلحساء‪.‬‬
‫عرض العناصر المناخية باإلحساء وتحليلها‪:‬‬
‫يتميز مناخ اإلحساء بصفة عامة بسماته المدارية الصحراوية‪ ،‬وأهمها‬
‫تطرف درجة الحرارة‪ ،‬فالشتاء فيه بارد يمتد ألربعة أشهر‪ ،‬والصيف شديد الحرارة‬
‫يستمر لمدة ثمانية أشهر تقريبًا‪ ،‬ويصعب تحديد فصلي الربيع والخريف خاصة من‬
‫حيث الحرارة‪.‬‬
‫كما يتميز بالجفاف الذي يستمر ألكثر من سبعة أشهر من السنة‪ ،‬ومع قلة‬
‫كثيرا من سنة إلى أخرى‪ ،‬ويستغرق في‬ ‫ً‬ ‫المطر فإنه كأي نظام صحراوي يتفاوت‬
‫سقوطه فترة زمنية محدودة‪ ،‬فقد يسقط في يوم واحد نصف كمية المطر السنوي‪،‬‬
‫وبسبب وقوع اإلحساء قريبة نسبيًا من الخليج العربي فأنها تتأثر به في ارتفاع‬
‫معدالت الرطوبة النسبية بالمقارنة بالمناطق الداخلية من المملكة‪ ،‬وإن كان أثره عليها‬

‫‪77‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪/‬حصة عبد العزيز املبارك ‪ -‬زكية راضي احلاجي‬

‫محدودًا للغاية فيما يرتبط بالحرارة والمطر‪ ،‬وذلك لضيقه وانحساره بين كتل يابسة‬
‫متسعة‪.‬‬
‫وسنحاول في هذا البحث إبراز الخصائص المناخية لألحساء وتحديدها من خالل‬
‫دراسة وتحليل العناصر المناخية وهي‪:‬‬
‫‪ _1‬االشعاع الشمسي‪ ،‬واالشعاع األرضي‪.‬‬
‫‪ _0‬الحرارة‪.‬‬
‫‪ _4‬الرياح والعواصف‪.‬‬
‫‪ _3‬الرطوبة النسبية للهواء‪.‬‬
‫‪ _5‬األمطار‪.‬‬
‫‪_1‬االشعاع الشمسي‪ ،‬واالشعاع األرضي‪:‬‬
‫ونظرا لموقع اإلحساء قرب مدار السرطان عند خط عرض ‪ 05‬درجة شماالً‬ ‫ً‬
‫(شكل – ‪ )1‬فإنها تتميز بطول فترة االشعاع الشمسي خاصة في فصل الصيف إذ‬
‫تستقبل كميات كبيرة من االشعاع الشمسي معظم أيام السنة باستثناء بعض فترات‬
‫فصل الشتاء من ديسمبر إلى مايو إذ تقوم السحب التي تكثر شتاء بحجز جزء كبير‬
‫من االشعاع بجانب قصر النهار في هذا الفصل‪ ،‬وكما يوضح الجدول رقم (‪ )1‬أن‬
‫المعدل السنوي لفترة االشعاع الشمسي ‪ 1,9‬ساعة‪ /‬يوم‪ ،‬وهو معدل مرتفع يبلغ أقصاه‬
‫في الفترة الممتدة بين شهر مايو وشهر سبتمبر حيث يصل معدله في تلك الفترة ‪8,83‬‬
‫ويصل أدناه في شهر يناير إلى ‪ 6,83‬واقصاه في شهر يوليو إلى ‪(15,3‬الطيب‪،‬‬
‫‪.)1894‬‬
‫إن كبر كمية اإلشعاع الشمسي الذي تستقبله المنطقة خاصة في فصل‬
‫الصيف يساعد على استمرارية فصل النمو على مدار السنة تقريبًا‪ ،‬وإن كانت توجد‬
‫بعض الظروف البيئية المحلية التي تقلل من فعالية االشعاع الشمسي وأثره‪ ،‬أهمها‬
‫سحب الد خان التي تنتج عن احتراق الغازات المنبعثة من آبار البترول المجاورة‬
‫لإلحساء والتي تدفعها الرياح الشمالية السائدة طوال العام‪ ،‬وتعمل هذه السحب‬
‫الدخانية على تخفيض معدل الشمس بما يقدر بنحو ‪ .%15‬يساعد في ذلك ارتفاع نسبة‬
‫االتربة في الهواء النتشار التكوينات الرملية السائبة بالمنطقة وتعرضها للعواصف‬
‫القوية خاصة في فصلي الربيع والخريف‪.‬‬
‫واالشعاع األرضي يتشابه مع تلك األقاليم االستوائية والمدارية‪ ،‬كما أن‬
‫مقدار اإلشعاع ال واصل إلى األرض والخارج منها إذ يبلغ معدل انعكاس االشعاع من‬
‫الغطاء النباتي (الحشائش والنباتات األخرى) ‪ %06‬جملة االشعة القادمة‪ ،‬يتراوح بين‬
‫‪( %03‬في ابريل) و‪( %06‬في ديسمبر ويونيو)‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫تـ ـــ‬
‫عــــدد ( ‪ ) 2‬أبريل ‪2102‬‬ ‫اجمللة العربية للدراسات اجلغرافية‬

‫سعرا في السم مربع‬


‫ً‬ ‫ويقدر معدل اإلشعاع السنوي القادم إلى األرض ‪366‬‬
‫ومعدل اإلشعاع المرتد ‪ 159‬بنسبة ‪ ،%06‬وهو عمو ًما يقل في فصل الصيف عن‬
‫الشتاء؛ ويرجع ذلك إلى عدة عوامل أهمها‪:‬‬
‫‪ _1‬أن صفاء السماء صيفًا يساعد على سرعة ارتداد االشعاع‪.‬‬
‫‪ _0‬طول فترة النهار يعطي فرصة الستمرار عمليات فقد األرض لحرارتها باإلشعاع‬
‫الشمسي ويأخذ في الهبوط التدريجي‪ ،‬وجدير بالذكر أن اإلشعاع األرضي المنعكس‬
‫كثيرا بالمحاصيل الزراعية‪ ،‬كما أن معظم‬‫ً‬ ‫صيفًا يزيد من ارتفاع الحرارة‪ ،‬ويضر‬
‫الطاقة الحرارية يستهلك في تسخين التربة وفي عمليات التبخر والنتح بالمناطق‬
‫المروية من الواحة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)1‬‬
‫معدالت اإلشعاع الشمسي باإلحساء في الفترة ‪2119-1891‬‬
‫ابريل‬
‫الشهر‬

‫أكتوبر‬

‫السنوي‬
‫يناير‬

‫اغسطس‬
‫يونيو‬
‫يوليو‬
‫فبراير‬

‫سبتمبر‬

‫نوفمبر‬
‫ديسمبر‬
‫مارس‬

‫مايو‬

‫معدل‬
‫الشمسي‬

‫‪1.6‬‬
‫‪1.9‬‬
‫االشعاع‬
‫‪6.83‬‬
‫‪1.30‬يوم‬

‫‪1.13‬‬
‫‪1.56‬‬
‫‪8.18‬‬

‫‪8.16‬‬
‫‪8.15‬‬
‫‪9.16‬‬
‫سنة‪/‬‬
‫معدل‬

‫‪15.05‬‬
‫‪15.35‬‬
‫‪15.11‬‬

‫المصدر‪ :‬إعداد الباحثة اعتمادًا على محطة األرصاد الجوية‪ ،‬الهفوف‪ ،‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪.‬‬
‫‪ _2‬درجة الحرارة‪:‬‬
‫إن المتوسط السنوي للحرارة باإلحساء يصل الى ‪ْ 03,6‬م وهي بذلك تقع‬
‫ضمن األقاليم الحارة وفقًا لمعظم التقسيمات المناخية‪ ،‬كما يتضح من جدول رقم (‪.)0‬‬
‫المعدالت الشهرية تتراوح بين ‪ 13,3‬م ْألبرد شهور السنة شهر يناير‪ ،‬و‪ 43‬درجة‬
‫مئوية ألشدها حرارة شهر يوليو‪ .‬ومعنى ذلك ان المدى الحراري الفصلي يبلغ ‪18,6‬‬
‫ْم‪ ،‬وهو مدى متسع يدل بوضوح على التطرف المناخ الذي يتميز بشتاء بارد وصيف‬
‫شديد الحرارة‪ ،‬ويبلغ المدى الحراري الشهري أقصاه في شهر إبريل ومايو ويونيو إذ‬
‫نهارا مع صفاء السماء ً‬
‫ليال‬ ‫ً‬ ‫يزيد بها على ‪ْ 05‬م‪ ،‬ويرجع ذلك إلى ارتفاع الحرارة‬
‫وزيادة اإلشعاع‪ ،‬بينما يصل أدناه في ديسمبر ‪ْ 10,0‬م‪ .‬وعمو ًما فإن المدى الحراري‬
‫يقل في شهور الشتاء عن شهور الصيف لألسباب سابقة الذكر‪.‬‬
‫ويظهر التطرف الحراري بصورة أوضح إذا أخذ في االعتبار المتوسطات‬
‫الشهرية الدنيا والعظمى لدرجات الحرارة باإلضافة إلى بعض التسجيالت الحرارية‬
‫‪73‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪/‬حصة عبد العزيز املبارك ‪ -‬زكية راضي احلاجي‬

‫المطلقة‪ .‬إن الجدول (رقم‪ )0‬مركز األبحاث الزراعية يوضح متوسط درجة الحرارة‬
‫الدنيا لشهر يناير‪ْ 6,9‬م‪ ،‬بينما النهاية العظمى لدرجة الحرارة لشهر يوليو ‪ْ 34,4‬م‪،‬‬
‫واألخيرة ال تقل في أي شهر من شهور الصيف (يونيو‪-‬يوليو‪-‬أغسطس) عن ‪ْ 30‬م‪،‬‬
‫بينما ال يزيد متوسط النهاية الدنيا عن عشر درجات لسنوات التسجيالت المختلفة‪،‬‬
‫ومعدالت التغير في تلك الدرجات محدودة ال تزيد في معظمها على درجتين من سنة‬
‫إلى أخرى‪.‬‬
‫وعلى الرغم من تأكيد التطرف المناخي من خالل تحليل البيانات المناخية‬
‫كثيرا ما تسجل درجات الحرارة العظمى المطلقة أرقا ًما مرتفعة قد‬
‫(المتوسطات) فإنه ً‬
‫تصل إلى أكثر من ‪ْ 39‬م خاصة عندما تتعرض منطقة اإلحساء لموجات شديدة‬
‫الحرارة في فصل الصيف‪ ،‬كما قد تنخفض درجات الحرارة إلى ما يقرب من الصفر‬
‫المئوي في بعض ليالي الشتاء الباردة‪ .‬وتتراوح درجة الحرارة العظمى المطلقة‬
‫خالل شهور الصيف بين ‪ْ 36,9‬م في يوليو إلى ‪ْ 05‬م في شهر مايو‪ ،‬ووصلت في‬
‫أغسطس إلى ‪ْ 51‬م‪ ،‬بينما تدنت درجات الحرارة الدنيا إلى أقل من الصفر المئوي‪،‬‬
‫كما حدث في شهر يناير فقد انخفضت إلى ‪ْ 0,1‬م تحت الصفر‪ ،‬وإلى ‪ْ 0,3‬م تحت‬
‫الفر في شهر ديسمبر (عيد‪ ،)1488 ،‬كما أنها هبطت في شهر فبراير إلى ‪ْ 1,1‬م‪.‬‬
‫ويمكن من خالل المعدالت الحرارية الواردة من هيئة األرصاد الجوية بالهفوف‬
‫تقسيم السنة باإلحساء إلى فصلين حراريين رئيسين مثل أغلب مناطق المملكة‪ ،‬وهذان‬
‫الفصالن هما‪:‬‬
‫‪ )1‬الفصل األول‪ :‬فصل البرودة‪ ،‬ويتضمن خمسة شهور تبدأ بشهر نوفمبر وتنتهي‬
‫بشهر مارس‪ ،‬ويبلغ المتوسط الحراري لهذا الفصل ‪ْ 11,5‬م (أقل من المتوسط‬
‫الحراري السنوي ب ‪ْ 1,0‬م) وتتراوح متوسطات درجات الحرارة خالله بين ‪ْ 13,3‬م‬
‫في شهر يناير و‪ْ 05,15‬م في شهر مارس‪ ،‬بينما يصل متوسط الحرارة الدنيا إلى‬
‫‪ْ 15,5‬م (اقل من المعدل السنوي بنحو ‪ 8‬درجات)‪.‬ويتراوح المدى الحراري الشهري‬
‫بين ‪ْ 10,0‬م في شهر ديسمبر و ‪ْ 15,0‬م في شهر يناير‪ ،‬ويبلغ متوسطة ‪ْ 14,1‬م وهو‬
‫بهذا ال يقل عن المدى الحراري السنوي بثالث درجات‪ ،‬ذلك أن الشتاء بصفة عامة‬
‫يتميز بمدى حراري أقل من فصل الصيف‪.‬‬
‫‪ )2‬الفصل الثاني‪ :‬ويشمل الفترة من ابريل إلى أكتوبر ويبلغ متوسط درجة الحراري‬
‫خالله ‪ْ 08,9‬م وهو يزيد عن المتوسط السنوي بنحو ‪ْ 5,0‬م ويتراوح بين ‪ْ 04,5‬م في‬
‫شهر ابريل و ‪ْ 43‬م في شهر يوليو بينما يصل متوسط الحرارة الدنيا إلى ‪ْ 05,4‬م‬
‫بزيادة اربع درجات عن المتوسط السنوي‪ ،‬و يتراوح بين ‪ْ 14,3‬م في شهر إبريل و‬

‫‪77‬‬
‫تـ ـــ‬
‫عــــدد ( ‪ ) 2‬أبريل ‪2102‬‬ ‫اجمللة العربية للدراسات اجلغرافية‬

‫‪ْ 05‬م في شهر أغسطس‪ ،‬ويصل متوسط درجة الحرارة العظمى إلى ‪ْ 48,4‬م وهو‬
‫يزيد عن مثيله السنوي بأكثر من ست درجات مئوية‪ ،‬ويصل المدى الحراري الفصلي‬
‫‪ْ 18‬م بزيادة ثالث درجات عن المدى الحراري السنوي‪.‬‬

‫(شكل‪ )4-‬المعدالت الشهرية لدرجات الحرارة والنهايتان العظمى والصغرى والمعدل‬


‫الحراري السنوي في اإلحساء للفترة ‪0519-1891‬م‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬هيئة األرصاد الجوية بالهفوف‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪/‬حصة عبد العزيز املبارك ‪ -‬زكية راضي احلاجي‬

‫جدول رقم (‪)2‬‬


‫معدالت الحرارة العظمى والدنيا والمتوسطة والمدى الحراري الشهري للفترة من‬
‫‪2119-1891‬‬

‫أغسطس‬

‫ديسمبر‬
‫سبتمبر‬

‫نوفمبر‬
‫أكتوبر‬

‫سنوي‬
‫مارس‬
‫الشهر‬

‫فبراير‬

‫يونيو‬
‫يوليو‬
‫ابريل‬

‫معدل‬
‫يناير‬

‫مايو‬
‫الحرارة‬
‫العظمى‬

‫‪04.0‬‬
‫‪01.5‬‬
‫‪44.5‬‬
‫‪49.5‬‬
‫‪30.4‬‬
‫‪34.4‬‬
‫‪35.1‬‬
‫‪43.5‬‬
‫‪01.5‬‬
‫‪00‬‬

‫‪01‬‬
‫‪44‬‬
‫‪44‬‬
‫الحرارة‬

‫‪15.0‬‬
‫‪10.9‬‬
‫‪14.3‬‬
‫‪11.4‬‬
‫‪01.9‬‬
‫‪03.1‬‬

‫‪00.3‬‬
‫‪11.6‬‬

‫‪16.0‬‬
‫الدنيا‬
‫‪6.9‬‬

‫‪9.9‬‬
‫‪05‬‬

‫‪13‬‬
‫المتوسط‬

‫‪05.15‬‬
‫‪13.3‬‬
‫‪16.1‬‬

‫‪04.5‬‬

‫‪44.6‬‬
‫‪41.5‬‬

‫‪05.1‬‬
‫‪13.8‬‬
‫‪03.6‬‬
‫‪09‬‬
‫‪40‬‬
‫‪43‬‬

‫‪06‬‬
‫الحراري‬

‫‪16.85‬‬
‫‪15.0‬‬

‫‪13.1‬‬
‫‪05.1‬‬
‫‪01.5‬‬
‫‪05.5‬‬
‫‪19.6‬‬
‫‪11.4‬‬
‫‪19.4‬‬

‫‪14.5‬‬
‫‪10.0‬‬
‫‪16.9‬‬
‫المدى‬

‫‪14‬‬

‫المصدر‪ :‬إعداد الباحثة اعتمادًا على محطة األرصاد الجوية‪ ،‬الهفوف‪ ،‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪.‬‬
‫‪ _3‬الرياح والعواصف‪:‬‬
‫كبيرا اتجاهًا وسرعة بشكل مباشر بتوزيع مناطق الضغط‬ ‫ً‬ ‫تأثيرا‬
‫ً‬ ‫الرياح‪ :‬تتأثر الرياح‬
‫الجوي المحيطة‪.‬‬
‫ويوضح الجدول رقم (‪ )4‬العديد من الحقائق الخاصة بالرياح التي يمكن ايجازها فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪78‬‬
‫تـ ـــ‬
‫عــــدد ( ‪ ) 2‬أبريل ‪2102‬‬ ‫اجمللة العربية للدراسات اجلغرافية‬

‫جدول رقم (‪)3‬‬


‫معدالت اتجاه الرياح في شهور السنة من السادسة صبا ًحا إلى السادسة مسا ًءا خالل‬
‫الفترة ‪2119-1891‬‬
‫شمال‬ ‫جنوب‬ ‫جنوب‬ ‫شمال‬
‫شرق‬ ‫جنوب‬ ‫غرب‬ ‫شمال‬ ‫االتجاه‬ ‫الشهر‬
‫شرق‬ ‫شرق‬ ‫غرب‬ ‫غرب‬
‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪04‬‬ ‫صفر‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪56‬‬ ‫يناير‬
‫‪8‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فبراير‬
‫‪13‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪35‬‬ ‫مارس‬
‫‪18‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪40‬‬ ‫ابريل‬
‫‪18‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪35‬‬ ‫مايو‬
‫‪16‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫صفر‬ ‫‪3‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪64‬‬ ‫يونيو‬
‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫صفر‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪51‬‬ ‫يوليو‬
‫‪8‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫أغسطس‬
‫‪9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪39‬‬ ‫سبتمبر‬
‫‪5‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪36‬‬ ‫أكتوبر‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪36‬‬ ‫نوفمبر‬
‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪1‬‬ ‫صفر‬ ‫صفر‬ ‫‪65‬‬ ‫ديسمبر‬
‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪551‬‬ ‫المعدل‬
‫المصدر‪ :‬إعداد الباحثة اعتمادًا على محطة األرصاد الجوية‪ ،‬الهفوف‪ ،‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪.‬‬
‫أ‪ -‬إن الرياح الشمالية هي السائدة خالل شهور السنة إذ يبلغ معدل هبوبها السنوي‬
‫‪ %55‬من مجمل الرياح التي تهب على اإلحساء‪ ،‬وتصل هذه النسبة الى ‪ %55‬خالل‬
‫شهور الشتاء من نوفمبر حتى فبراير‪ ،‬بينما تزداد خالل شهور الصيف من (مايو الى‬
‫أغسطس) إلى ‪ %56‬وتصل ذروتها في شهر أغسطس ‪ ،%10‬وتقل في شهور‬
‫الربيع والخريف إلى نحو ‪ %35‬من مجمل الرياح‪ ،‬وتتباين االتجاهات التي تهب منها‬
‫الرياح في االعتدالين‪ .‬فعلى سبيل المثال تمثل الرياح الجنوبية نحو‪ %04‬من جملة‬
‫الرياح التي تهب على اإلحساء في هذين الفصلين‪.‬‬
‫ب‪ -‬تأتي الرياح الجنوبية في المرتبة التالية للرياح الشمالية‪ ،‬إذ تمثل ‪ %13‬من جملة‬
‫الرياح‪ ،‬تزداد إلى ‪ %04‬في أشهر الربيع والخريف فتصل نسبتها في شهر مارس‬
‫إلى ‪ %05‬تقل في شهور الصيف إلى ما يتراوح بين ‪ %1‬في شهر يونيو وشهر‬
‫أغسطس إلى ‪ %5‬في شهر مايو‪ ،‬وعلى الرغم من نسبتها المحدودة في فصل الصيف‬
‫وكثيرا ما تكون عواصف رملية متربة تزيد سرعتها‬ ‫ً‬ ‫فإنها عندما تهب تكون قوية‪،‬‬
‫على ‪ 65‬كم في الساعة‪ ،‬وتزداد نسبتها في فصل الشتاء إلى ما يتراوح بين ‪ %04‬في‬
‫شهر ديسمبر ‪ %05‬في شهر فبراير‪ .‬ويؤدي وصولها وتقابلها مع الرياح الشمالية‬

‫‪78‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪/‬حصة عبد العزيز املبارك ‪ -‬زكية راضي احلاجي‬

‫الغربية إلى تكون السحب وسقوط األمطار في هذا الفصل خاصة في الفترات األخيرة‬
‫منه‪.‬‬
‫ج‪ -‬تأتي الرياح الشرقية في المرتبة الثالثة بعد كل من الرياح الشمالية والجنوبية‪،‬‬
‫ويزداد هبوبها في الربيع والصيف وتصل نسبتها في شهر مايو إلى ‪ %18‬بينما تقل‬
‫في شهر يناير إلى ‪ %5‬فقط وتسود الرياح الشمالية في فصل الشتاء‪.‬‬
‫د‪ -‬تزداد نسبة الرياح التي تهب من الشرق في فصلي الربيع وأوآخر الصيف ويبلغ‬
‫معدلها السنوي ‪ %9‬وتصل أقصاها في شهر سبتمبر إلى ‪ %16‬وقد ترجع النسبة‬
‫المرتفعة لتكرار هبوب الرياح الشمالية الشرقية إلى قصر المسافة بين الواحة والخليج‬
‫العربي وحدوث تداخل بين نظام الرياح التجارية مع دورة الرياح المحلية بالمنطقة‪.‬‬
‫الرطوبة النسبية للهواء‪:‬‬
‫يوضح الجدول رقم (‪ )3‬أن المعدل السنوي العام للرطوبة النسبية باإلحساء‬
‫في الفترة من ‪1891‬م ‪0519-‬م يبلغ ‪ %31,1‬وهو معدل أقل مما هو متوقع في‬
‫منطقة زراعية قريبة نسبيًا من سطح الخليج العربي‪ ،‬وقد يرجع ذلك إلى ارتفاع درجة‬
‫الحرارة في فصل الصيف ارتفا ًعا شديدًا مما يؤدي إلى زيادة حدة الجفاف‪ .‬كما‬
‫تتعرض المنطقة إلى حركة مستمرة للرياح الحارة الجافة التي تهب من الجنوب‪،‬‬
‫خاصة أوائل الصيف وخالل فصل الربيع‪ ،‬كذلك أدى انتشار الرواسب الرملية حول‬
‫واحات اإلحساء إلى امتصاص جزء كبير من الرطوبة‪ ،‬ويبلغ المعدل العام للرطوبة‬
‫النسبية أدناه في شهور الصيف (يونيو‪-‬يوليو‪-‬أغسطس)‪ ،‬وهي على الترتيب‪،5 ،35 :‬‬
‫‪ %45‬وتتضح قلة الرطوبة النسبية بالنظر إلى معدالت النهايات الدنيا لشهور الصيف‬
‫التي تتدنى خاللها إلى ‪ %01,5‬في كل من يوليو واغسطس وإلى ‪ %04‬في شهر‬
‫يونيو‪ ،‬ويؤدي الجفاف الشديد للهواء في هذا الفصل‪ ،‬بجانب ارتفاع درجة الحرارة‬
‫إلى زيادة سريعة في عمليات التبخر من المسطحات المائية والتربة وزيادة عمليات‬
‫النتح من الغطاءات النباتية‪ ،‬ويؤدي ذلك في أحيان كثيرة إلى العديد من اآلثار السلبية‬
‫على الحياة النباتية والتربة فترتفع نسبة ملوحة التربة مع ارتفاع منسوب المياه‬
‫كبيرا من‬
‫ً‬ ‫الجوفية خاصة في المناطق المنخفضة منها‪ ،‬كما يفقد النبات جز ًءا‬
‫عصارته‪.‬‬
‫وعلى الرغم من ذلك فقد ترتفع نسبة الرطوبة في الهواء في فترات متفرقة‬
‫من فصل الصيف خاصة أوآخر شهر أغسطس وخالل شهر سبتمبر‪ ،‬ومع زيادة‬
‫الرطوبة النسبية في الهواء ومع اقترانها بحرارة مرتفعة يصبح الجو خانقًا وغير‬
‫مستحب لإلنسان‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫تـ ـــ‬
‫عــــدد ( ‪ ) 2‬أبريل ‪2102‬‬ ‫اجمللة العربية للدراسات اجلغرافية‬

‫جدول رقم (‪)4‬‬


‫المعدالت الشهرية العامة للرطوبة النسبية خالل الفترة من ‪2119-1891‬م‪:‬‬

‫معدل عام‬
‫أغسطس‬

‫ديسمبر‬
‫سبتمبر‬

‫نوفمبر‬
‫أكتوبر‬
‫مارس‬
‫الشهر‬

‫فبراير‬

‫يونيو‬

‫يوليو‬
‫أبريل‬
‫يناير‬

‫مايو‬
‫المعدل‬

‫‪51.5‬‬

‫‪56.0‬‬

‫‪31.5‬‬

‫‪31.5‬‬

‫‪45.5‬‬

‫‪56.5‬‬

‫‪58.5‬‬

‫‪31.5‬‬
‫العام‬
‫‪5.5‬‬

‫‪35‬‬

‫‪41‬‬

‫‪31‬‬

‫‪39‬‬
‫م‪ .‬النهايات‬
‫العظمى‬
‫‪16.6‬‬

‫‪14.4‬‬

‫‪18‬‬

‫‪61‬‬

‫‪59‬‬

‫‪51‬‬

‫‪54‬‬

‫‪55‬‬

‫‪65‬‬

‫‪10‬‬

‫‪91‬‬

‫‪91‬‬

‫‪61‬‬
‫م‪ .‬النهايات‬

‫‪48.5‬‬

‫‪44.9‬‬

‫‪05.6‬‬

‫‪01.5‬‬

‫‪01.5‬‬

‫‪00.9‬‬

‫‪03.4‬‬

‫‪01.9‬‬
‫الدنيا‬
‫‪43‬‬

‫‪09‬‬

‫‪04‬‬

‫‪40‬‬

‫‪49‬‬
‫المصدر‪ :‬إعداد الباحثة اعتمادًا على محطة األرصاد الجوية‪ ،‬الهفوف‪ ،‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪.‬‬
‫‪ _5‬االمطار‪:‬‬
‫يتميز نظام المطر باإلحساء بصفاته الصحراوية من صغر المعدالت السنوية‬
‫والتباين الشديد في كمياته من سنة إلى أخرى‪ ،‬وسقوطه بصورة مفاجئة ومركزة كما‬
‫يتضح من خالل التحليل البيانات واألرقام المتاحة الخاصة بالمطر‪ .‬ويمكن تحديد‬
‫خصائص المطر باإلحساء باالستعانة بالجدول رقم (‪ )6‬في النقاط التالية‪:‬‬
‫أ_ أن المعدل السنوي للمطر يبلغ ‪ 11,5‬ملم وذلك للمدة من ‪ 0551-1891‬أي خالل‬
‫كثيرا خالل سنوات هذه المدة كما‬ ‫ً‬ ‫تسع سنوات‪ ،‬وقد يزيد المعدل السنوي عن ذلك‬
‫كثيرا‬
‫ً‬ ‫حدث في الفترة من ‪0551-1891‬؛ لذ بلغ ‪ 149,8‬ملم‪ ،‬ولكن قد يقل عن ذلك‬
‫كما حدث في عام ‪1886-1885‬م إذ بلغ ‪ 00,9‬ملم فقط‪ .‬وعمو ًما فإن معدل‬
‫االختالف السنوي للمطر يبلغ نحو ‪ ،%65‬وهو معدل كبير ال يحدث إال في مثل هذه‬
‫األقاليم الصحراوية المدارية الجافة‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪/‬حصة عبد العزيز املبارك ‪ -‬زكية راضي احلاجي‬

‫ب_ تنعدم االمطار تما ًما في شهور يونيو ويوليو واغسطس وسبتمبر‪ ،‬ولم‬
‫يحدث أي شذوذ في ذلك إذ لم يسجل سقوط إية كمية خالل تلك الشهور في كل‬
‫التسجيالت المناخية التي تمت بالمنطقة‪.‬‬
‫ج_ يمكن اعتبار شهر أكتوبر شهر البداية الحقيقية لفصل المطر باإلحساء‬
‫كثيرا ما يمر هذا الشهر دون أن تتلقى اإلحساء قطرة ماء‪ ،‬كما حدث في‬ ‫ً‬ ‫وإن كان‬
‫سنوات ‪ 1814‬و‪ 1813‬و‪ 1815‬و‪ ،1819‬وقد تسقط به كميات كبيرة نسبيًا كما حدث‬
‫في عام ‪ 1816‬الذي سقط خالله ‪ 10,1‬ملم بنسبة ‪ %9,1‬من جملة األمطار التي‬
‫سقطت طوال العام ‪ 139( 1816‬ملم)‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)6‬‬
‫متوسط كمية المطر خالل الفترة ‪2119-1891‬م‪:‬‬
‫أبريل‬
‫الشهر‬

‫أكتوبر‬
‫يناير‬

‫أغسطس‬
‫يونيو‬
‫يوليو‬

‫ديسمبر‬
‫فبراير‬

‫سبتمبر‬

‫نوفمبر‬
‫مارس‬

‫مايو‬

‫معدل‬
‫الكمية‪ /‬ملم‬

‫صفر‬
‫صفر‬
‫صفر‬
‫صفر‬
‫‪8.5‬‬
‫‪1.0‬‬

‫‪0.5‬‬
‫‪4.5‬‬
‫‪10.3‬‬
‫‪15.4‬‬
‫‪01.1‬‬

‫‪6‬‬
‫‪11.5‬‬
‫اعتمادا على محطة األرصاد الجوية‪ ،‬الهفوف‪ ،‬المملكة‬ ‫ً‬ ‫المصدر‪ :‬إعداد الباحثة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬
‫المناقشة والتحليل‪:‬‬
‫استخدمت ثالث مرئيات فضائية لمنطقة اإلحساء من القمر‬
‫الصناعي )‪ ( Landsat.8 level 2‬كما في (شكل ‪( ،)6-‬شكل – ‪( ،)1‬شكل – ‪،)9‬‬
‫ومرئيتان فضائيتان من القمر الصناعي )‪(Landsat TM, Landsat.5‬كما في‬
‫(شكل – ‪( ،)3‬شكل – ‪ )5‬بيانات خالية من السحب‪ ،‬والملتقطة في سنوات مختلفة‬
‫وهي ‪0519 0551– 1891‬م‪ ،‬وتتميز بيانات ‪ Landsat‬بتعدد أبعادها الطيفية‬
‫واتساعها‪ ( ،‬أطوال الموجات التي تم التقاط البيانات عليها)‪ ،‬حيث يسجل البيانات على‬
‫سبع موجات طيفية‪ ،‬ثالث منها في الجزء المرئي وموجه تحت الحمراء القريبة‪،‬‬
‫وموجتان تحت الحمراء المتوسطة‪ ،‬وموجة تحت الحمراء الحرارية‪ ،‬حيث إن‬
‫الموجتان تحت الحمراء المتوسط تعطيان ً‬
‫تميزا أعلى وأفضل‪ ،‬مما يوفر أكبر قدر من‬
‫المعلومات عن منطقة الدراسة وله القدرة على تمييز مكونات السطح على مساحة ‪45‬‬
‫متر ا في جميع النطاقات‪ ،‬إال النطاق السادس حيث تبلغ الدقة المساحية له ‪105‬م‪ ،‬وقد‬‫ً‬
‫‪77‬‬
‫تـ ـــ‬
‫عــــدد ( ‪ ) 2‬أبريل ‪2102‬‬ ‫اجمللة العربية للدراسات اجلغرافية‬

‫استخدمت جميع الموجات باستثناء الحزمة تحت الحمراء الحرارية في حساب‬


‫مساحات محافظة اإلحساء وتصنيف الغطاء األرضي للمنطقة‪ ،‬كما ويبلغ متوسط‬
‫ارتفاع المدار القمر ‪Landsat‬حولي ‪155‬كم‪ ،‬أما مجموع العرض الكلي للمرئيات‬
‫الفضائية حوالي ‪195‬كم‪ ،‬وفترة تغطيته لألرض حوالي ‪ 16‬يو ًما‪ ،‬وقد اخذت مرئيات‬
‫عام ‪1891‬م و‪0551‬م (شكل – ‪( ،)3‬شكل – ‪ )5‬حيث أخذت األولى في‬
‫‪1891/15/11‬م‪ ،‬والثانية في ‪0551/15/11‬م‪ ،‬وأما ثالث المرئيات لعام‬
‫‪(0519‬شكل ‪( ،)6-‬شكل – ‪( ،)1‬شكل – ‪ )9‬أخذت في ‪0519/9/01‬م‪.‬‬
‫وحيث إن الدراسة لم تأخذ في اعتبارها دراسة نوعية الغطاء النباتي ولكن تركز على‬
‫كشف التغيرات المكانية (االمتداد العمراني)؛ لذلك ال تمثل عملية اختالف الفصل‬
‫السنوي أي عائق‪ ،‬ولكن المهم المرئيات خالية من السحب‪ ،‬ومنطقة الدراسة تقع في‬
‫كبيرا فيها‪.‬‬
‫دورا ً‬ ‫منطقة المناخ الحار؛ لذلك لم يلعب عامل السحب ً‬
‫وقد تم تحميل البيانات الخام للمرئيات الفضائية في برنامج ارداس ‪Erdas‬‬
‫‪ Imagine 2014‬وأي ارمابر ‪ ER Mapper 6.2‬وتحويلها إلى ملفات من نوع‬
‫صور رقمية )‪ (Images‬لكي يمكن استخدامها في البرنامج التطبيقي المستخدم في‬
‫الدراسة‪ ،‬وهو برنامج تحليل المرئيات الفضائية ارداس ‪ .Erdas Imagine‬وأثناء‬
‫العمل في برنامج ‪ ER Mapper‬أُستخدمت وظيفة استقطاع جزء من المرئية‬
‫)‪(Subset Image‬لتحديد منطقة الدراسة واستقطاع مرئية تغطيها‪ ،‬حيث أصبح‬
‫مجموع الخاليا في صورة ‪ 1891‬و‪0519‬م‪ 1415 :‬خلية )‪ (Pixels‬عرض‬
‫و‪ 1916‬خلية طول‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن المرئيات الفضائية أُخذت بواسطة جهاز استشعار‬
‫الموضوعي )‪ ،Thematic Mapper (TM‬والذي يتسم بخصائص طيفية متميزة‬
‫مع الخصائص المكانية والنوعية للظاهرات الجغرافية‪ ،‬مما يسهل التمييز فيما بينها‪.‬‬
‫تحليل الصور الفضائية‪:‬‬
‫ف عمليات معالجة الصور الرقمية على أنها طريقة توجيه الحاسوب‬ ‫ت ُ َع َر ْ‬
‫لغرض معالجة بيانات الصورة الرقمية وتحسينها وتحليلها‪.‬‬
‫بعد الحصول على صور القمر الصناعي ‪Landsat.5, Landsat. 8‬‬
‫‪ level 2‬تم استخدام برنامج (‪ )Erdas imagine.2014‬إلجراء بعض عمليات‬
‫المعالجة على الصور الرقمية لألغراض التي تطلبها البحث ومنها‪:‬‬
‫‪ _1‬التصحيح الهندسي‪:‬‬
‫هناك تشوهات تحدث بفعل انحناء سطح األرض‪ ،‬واإلزاحة بفعل اختالف‬
‫التضاريس‪ ،‬وهذه التشوهات يتم تصحيحها عن طريق ربط الصور الفضائية بنقاط‬
‫تحكم أرضية وفق معادالت ضبط معروفة‪ .‬وإن الغرض األساس من عمليات‬

‫‪77‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪/‬حصة عبد العزيز املبارك ‪ -‬زكية راضي احلاجي‬

‫التصحيح الهندسي ه و إزالة هذه التشوهات بحيث تجعل الصورة مصححة ومتطابقة‬
‫مع نظام إسقاط الخريطة أو الصورة المرجعية‪.‬‬
‫الصور الفضائية المستلمة للقمر ‪ Landsat‬هي صور غير مصححة وال‬
‫تحتوي على إحداثيات جغرافية معلومة؛ لذلك أجريت عملية التصحيح الهندسي لها‬
‫من أجل الحصول على صور فضائية تقرا إحداثيات جغرافية معلومة وحسب النظام‬
‫(‪ ،)UTM‬وقد أجريت عمليه التصحيح باستخدام طريقة (‪،)image to image‬حيث‬
‫اعتمدت صورة فضائية بنفس مواصفات الصور المستخدمة في البحث مصححة‬
‫مسبقًا لغرض إجراء عم لية التصحيح‪ ،‬وقد تم ربط الصور غير المصححة بها بحيث‬
‫تصبح كل معالمها ذات إحداثيات معروفة‪ ،‬ويصبح لها نظام إسقاط (‪)Projection‬‬
‫يماثل إسقاط الصورة المصححة التي استخدمت في عملية التصحيح‪ .‬حيث‬
‫هذه المرحلة مطابقة المرئية الفضائية لسنة (‪( ،)1891‬شكل – ‪ ،)3‬مع المرئية‬
‫الفضائية األخرى لسنة (‪( ،)0519‬شكل – ‪ )8‬ويتم ذلك بأخذ إحداثيات عشرين‬
‫موق ًعا في جميع جهات المحافظة من خريطة اإلحساء التي أُنتجت بواسطة الصور‬
‫الجوية للعام ‪ 1355‬وكان مقياس الرسم ‪( 05,555 :1‬وزارة الشؤون البلدية‬
‫والقروية‪ ،)1355 ،‬وتصحيح ذلك على الصورة التي التقطت لعام ‪1891‬م ومن بعد‬
‫تصحيحها والتأكد منها‪ ،‬وتم تصحيح الصورة ‪0519‬م بنا ًء على الصورة المصححة‬
‫للعام ‪1891‬م لكي تتم عملية المطابقة دون أن يحدث أي عائق في عملية المطابقة‪.‬‬
‫عملية ربط الصور (‪:)Mosaic‬‬
‫عند تطبيق الربط للصور (‪( ،)Landsat-8‬شكل – ‪ )8‬يظهر خط فاصل‬
‫بين الصور‪ ،‬وللتغلب على هذه اإلشكالية في الربط تم عمل تصحيح هندسي لصورة‬
‫(‪ )Landsat-8‬وصورة أخرى (‪ )Landsat-8‬التي تحمل التاريخ نفسه ونوع القمر‬
‫نفسه بنا ًء على المنطقة المشتركة بين الصور‪ ،‬ثم أُعيدت عملية الربط بين الصور‬
‫(‪ .)Mosaic‬أُتبعت الخطوات السابقة على الصور (‪ )Landsat-8‬ومن ثم تمت‬
‫عملية الربط (‪ .)Mosaic‬عند تطبيق (‪ )Mosaic‬على الصور تظهر فروق وعيوب‬
‫في لون الصورة والدقة وذلك يرجع لوجود اختالف في وقت التقاط يصل ‪00‬يو ًما‬
‫مما يؤثر على درجة دقة التصنيف ومما استدعى التعامل مع كل جهة منفردة‪.‬‬
‫التفسير البصري للصور الفضائية‪:‬‬
‫تعد عملية تفسير الصور الفضائية وصفيًا والتعرف على المعالم التي‬
‫تحتويها هذه الصور وتمييزها عن بعضها البعض مفتا ًحا لتفسير الصور واستخراج‬
‫المعلومات منها‪ ،‬وأن رصد الفروقات بين األهداف وما يحيط بها يتضمن مقارنة‬
‫للفروقات الموجودة بين األهداف باالعتماد على بعض أو جميع عناصر التفسير‬
‫البصري‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫تـ ـــ‬
‫عــــدد ( ‪ ) 2‬أبريل ‪2102‬‬ ‫اجمللة العربية للدراسات اجلغرافية‬

‫والصور الفضائية متعددة األطياف للقمر ‪ Landsat‬هي صور ملونة تساعد المحلل‬
‫على تمييز العناصر المختلفة الموجودة ضمن مشهد الصورة‪ ،‬فأي جسم ذو حجم‬
‫مناسب مع درجة من التباين مع محيطه يظهر بوضوح في الصورة‪ ،‬ويؤثر تنوع‬
‫الغطاء األرضي بشكل مختلف على عين الراصد‪ ،‬والخصائص العامة للغطاءات‬
‫األرضية الرئيسة الموجودة في منطقة الدراسة والتي تم رصدها في الصور الفضائية‬
‫ستناقش فيما يلي‪:‬‬
‫الماء‪ :‬ويظهر في الصور بلون أسود نات ًجا عن االنعكاسية القليلة للماء‪.‬‬
‫النباتات‪ :‬وتظهر بلون اخضر ذو تدرجات مختلفة اعتمادًا على نوع النباتات‪.‬‬
‫التربة‪ :‬تظهر في الصور بتدرجات لونية مختلفة في اللون والشدة وهذا ناتج عن‬
‫اختالفات طبيعة التربة‪.‬‬
‫عمليات تحسين الصور‪:‬‬
‫وهي عملية معالجة تجري على بيانات الصورة الرقمية يتم فيها تحسين‬
‫البيانات واستبدالها ببيانات جديدة تصبح معها الصورة أكثر وضو ًحا مما يسهل عملية‬
‫تفسير محتويات الصورة والتعرف على األهداف التي تغطيها بدقة أكبر‪ ،‬وتتضمن‬
‫هذه العملية تقنيات تهدف إلى زيادة الفوارق البصرية بين المعالم في الصورة‪.‬‬
‫ولزيادة وضوح معالم الصورة المختلفة وسهولة التمييز بينها تم تطبيق عملية‬
‫التحسين على الصور الفضائية وقد تم إجراء التحسين بواسطة طريقتين منفصلتين‪،‬‬
‫وكاالتي‪:‬‬
‫أ_ مرشح االلتفاف (تحسين الحافة)‪:‬‬
‫يمكن تعريف المرشح بأنه مصفوفة أرقام تستخدم في عمليات حسابية بسيطة‬
‫للحصول على صورة رقمية جديدة يتم فيها تغيير األعداد الرقمية لعناصر الصورة‬
‫االصلية‪ ،‬وتستخدم هذه المرشحات لغرض إزالة الضوضاء من الصور من خالل‬
‫تنعيم الصورة (‪ )smoothing‬في حال استخدام مرشحات االنتقال العالي التي تسمى‬
‫ضا مرشحات تحسين الحواف ألنها تؤدي إلى إبراز الظواهر الحدودية من خالل‬ ‫أي ً‬
‫زيادة التغير في التدرجات الرمادية بين عناصر الصورة المتجاورة‪ .‬إن عملية اختيار‬
‫المصفوفة المناسبة من هذا المرشح تعتمد باألساس على الغرض المطلوب‪ ،‬وفي هذا‬
‫البحث تم استخدام المصفوفة ‪)kernel matrix (7x7) edge enhancement‬‬
‫لغرض كشف التغير المفاجئ في المستوى الرمادي من بكسل ألخر‪ ،‬وعادة ما تمثل‬
‫هكذا تغيرات الحدود بين جسمين مختلفين في الصورة‪ ،‬واستخدام هذا المرشح جعل‬
‫المعالم في هذه الصور حادة بشكل أكبر مما عليه في الصور االصلية‪ ،‬مما يسهل‬
‫عملية تحليل الصور والتمييز بين أصنافها المختلفة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪/‬حصة عبد العزيز املبارك ‪ -‬زكية راضي احلاجي‬

‫ب_تسوية المخطط التكراري ‪:‬‬


‫التكراري يزودنا بوصف إجمالي لمحتوى المستويات الرمادية إذ يمثل‬
‫المحور السيني المستويات الرمادية وهي (‪ ،)5-055‬أما المحور الصادي فيمثل‬
‫تكرار المستويات الرمادية‪ ،‬وتكمن أهمية المنحنى التكراري في معرفة معدل التباين‬
‫الحاصل في الصورة‪.‬‬
‫وبعد تطبيق تقنية تسوية المخطط التكراري على الصور الفضائية أظهرت‬
‫هذه الصور زيادة التباين بين معالمها بشكل لم يظهر في الصور األصلية‪ ،‬مما يعطي‬
‫معلومات مفيدة لغرض إجراء عملية التصنيف بشكل صحيح‪.‬‬
‫تصنيف الصور الرقمية‪:‬‬
‫يمكن تعريف عملية تصنيف الصورة الرقمية بانها‪ :‬عملية يتم فيها تحويل‬
‫الصورة إلى خريطة موضوعية تحمل معلومات عن الظواهر الموجودة في المنطقة‬
‫المصورة‪ ،‬وذلك من خالل تحديد الظواهر الموجودة في المنطقة المصورة‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل تحديد الظاهرة األرضية التي تمثلها كل وحدة من وحدات الصورة‪.‬‬
‫وتعد عملية التصنيف خطوة أساسية في عملية تحليل الصور الفضائية واستنباط‬
‫المعلومات منها‪ ،‬وقد تم تطبيق عملية التصنيف غير الموجه وعملية التصنيف الموجه‬
‫على الصور الفضائية‪.‬‬
‫أ_التصنيف غير الموجه‪ :‬وهو تقنية تجميع عناصر الصورة ذات الخصائص الطيفية‬
‫المتماثلة في تجمعات محددة‪ ،‬هذه التجمعات عبارة عن أصناف طيفية دون أن يكون‬
‫للمستخدم معرفة بهذه األصناف‪ ،‬وتم تطبيق عملية التصنيف غير الموجه على‬
‫الصور الفضائية المختارة في هذا البحث وبتحديد ستة أصناف تقع ضمن منطقة‬
‫اإلحساء‪ ،‬وقد تم إعطاء هذه األصناف ألوانًا مختلفة لسهولة تمييزها عن بعضها‪،‬‬
‫واألصناف الناتجة عن عملية التصنيف غير الموجه تمثل أصنافًا طيفية ألنها تعتمد‬
‫فقط على القيم الرقمية للصورة‪ .‬وتظهر عملية التصنيف غير الموجه بعض األصناف‬
‫في منطقة الدراسة بشكل جيد بينما تدمج أصنافًا أخرى‪.‬‬
‫ب_ التصنيف الموجه‪ :‬وهو عملية تصنيف تبنى على معلومات عن الخصائص‬
‫الطيفية لغطاءات األرض في المنطقة المصورة يتم إدخالها من قبل محلل الصورة‪،‬‬
‫وهذه المعلومات سبق الحصول عليها من خالل زيارات ميدانية للمنطقة أو من‬
‫خرائط أو من صور مصنفة من قبل أو من صور جوية تغطي المنطقة وهذه‬
‫المعلومات يطلق عليها الحقائق األرضية‪ .‬إذ يتم ادخال نوع الصنف إلى الحاسبة‬
‫بواسطة اختيار عينات التدريب لكل صنف‪ ،‬ومن ثم يعمل الحاسوب على إيجاد عالقة‬
‫بين نوع الغطاء األرضي واستجابة المتحسس لذلك النوع (العدد الرقمي الذي يمثل‬
‫انعكاسية نوع الغطاء األرضي)‪ ،‬فإذا وافق العدد الرقمي لعنصر الصورة خصائص‬
‫‪77‬‬
‫تـ ـــ‬
‫عــــدد ( ‪ ) 2‬أبريل ‪2102‬‬ ‫اجمللة العربية للدراسات اجلغرافية‬

‫إحدى الغطاءات األرضية فإنها تتسبب لذلك الغطاء‪ ،‬ومن ثم يتم وضع رمز أو لون‬
‫لكل صنف من هذه الغطاءات األرضية مما ينتج عنه خريطة موضوعية للمنطقة‬
‫المصورة‪.‬‬
‫عند إجراء عملية التصنيف الموجه تم تحديد ستة أصناف تقع ضمن منطقة‬
‫الدراسة تمثل ثالثة أنواع من الغطاء األرضي (الما‪ ،‬النبات‪ ،‬والتربة)‪ ،‬وصنفت‬
‫النباتات بدورها إلى ( نباتات كثيفة ‪،‬ونباتات متفرقة‪ ،‬ونباتات أرضية)‪ ،‬بينما صنفت‬
‫التربة إلى ( تربة غامقة‪ ،‬وتربة جافة)‪ ،‬وقد تم تطبيق هذا التصنيف من خالل‬
‫االستعانة بعملية التصنيف غير الموجة‪ ،‬وكذلك من خالل التفسير البصري للصور‬
‫الفضائية حيث تكون االختالفات بين األصناف واضحة ويمكن تميزها‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫المعلومات المتوفرة لدى مركز المنطقة عن طبيعة األصناف الموجودة ضمن منطقة‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫وتعد هذه المرحلة النهائية من المعالجة الرقمية ويتم إجراء تصنيف غير‬
‫مراقب لهذه الصور بأسلوب التجميع‪ ،‬حيث تم التصنيف أتوماتيكي باستخدام الحاسب‬
‫االلي بفرز كل عنصر فيها حسب قراءة انعكاسه الطيفي ووضعه في الصنف الذي‬
‫ينتمي إليه‪ ،‬ومن ثم أُستخدم الحاسب في اختيار المناطق المتشابهة واعطائها اللون‬
‫نفسه لكي يتم تحديد االستخدام حسب جمع المعلومات الميدانية‪ ،‬وبعد ذلك تم إعطاء‬
‫ألوان مختلفة لكل أنواع استعماالت األراضي (المناطق الزراعية والعمرانية والرملية‬
‫والسبخات والمياه والمخططات والجبال) بواسطة البرنامج‪ ،‬وهذا يساعد بالتالي على‬
‫حساب المساحة‪ ،‬وبرغم أن عملية التصنيف لم تكن ناجحة ‪ .%155‬وقد تم عمل‬
‫مطابقة بين الصورتين لمعرفة المناطق التي حصل بها تغير في برنامج أي‬
‫ارمابر‪ ER Mapper‬بحيث وضعت قناة رقم ‪ 3‬لكل صورة حيث كانت الصورة‬
‫للعام ‪1891‬م باللون األخضر‪ ،‬أما الصورة للعام ‪0519‬م فباللون األحمر (شكل‪-‬‬
‫‪ ، )15‬وبعد الدمج تبين لنا أن المناطق ذات اللون األصفر هي المناطق التي لم يحدث‬
‫فيها تغيير‪ ،‬واللون األصفر وهو الون الذي يظهر بعد دمج اللونين األخضر واالحمر‪،‬‬
‫أما بالنسبة للون األخضر فيعكس لنا المناطق التي حصل فيها تغيير في العام ‪1891‬م‬
‫واللون األحمر يعكس المناطق التي حصل فيها تغيير في العام ‪0519‬م (شكل‪.)15-‬‬

‫‪77‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪/‬حصة عبد العزيز املبارك ‪ -‬زكية راضي احلاجي‬

‫شكل (‪ :)3‬صورة الندسات لعام ‪ 1891‬ذات قوة تمييز أرضية (‪ .)45‬المصدر‪ :‬هيئة المساحة الجيولوجية‬
‫األمريكية‪.‬‬

‫شكل (‪ :)5‬صورة الندسات لعام ‪ 1002‬ذات تمييز أرضي (‪ .)30‬المصدر‪ :‬هيئة المساحة الجيولوجية‬
‫األمريكية‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫تـ ـــ‬
‫عــــدد ( ‪ ) 2‬أبريل ‪2102‬‬ ‫اجمللة العربية للدراسات اجلغرافية‬

‫شكل (‪ :)6‬صورة الندسات ‪ 9‬لعام ‪ 0519‬ذات تمييز أرضي بدقة (‪.)45‬‬


‫المصدر‪ :‬هيئة المساحة الجيولوجية األمريكية‪.‬‬

‫شكل (‪ :)1‬صورة الندسات ‪ 9‬لعام ‪ 0519‬ذات تمييز أرضي بدقة (‪.)45‬‬


‫المصدر‪ :‬هيئة المساحة الجيولوجية األمريكية‪.‬‬
‫‪888‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪/‬حصة عبد العزيز املبارك ‪ -‬زكية راضي احلاجي‬

‫شكل (‪ :)9‬صورة الندسات ‪ 9‬لعام ‪ 0519‬ذات تمييز أرضي بدقة (‪.)45‬‬


‫المصدر‪ :‬هيئة المساحة الجيولوجية األمريكية‪.‬‬

‫شكل (‪ :)8‬صورة لموازيك مرئيات منطقة الدراسة‪.‬‬


‫المصدر‪ :‬إعداد الباحثة‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫تـ ـــ‬
‫عــــدد ( ‪ ) 2‬أبريل ‪2102‬‬ ‫اجمللة العربية للدراسات اجلغرافية‬

‫‪ _2‬حساب التغيرات المكانية (المساحات العمرانية)‪:‬‬


‫نالحظ ثمة عالقة مرتبطة بين ارتفاع درجة الحرارة والتوسعات العمرانية‬
‫األفقية في محافظة اإلحساء التي كان بسببها تشكلت الجزيرة الحرارية في المنطقة‬
‫حيث نالحظ خالل الصيف يزداد عدد ساعات سطوع الشمس وتزداد قوة اإلشعاع‬
‫الشمسي نتيجة لعمودية األشعة فتصفوا السماء وتكاد تنعدم ظاهرة التغيم ومن ثم‬
‫تلتهب المدينة وترتفع درجة حرارتها مما يساهم في ذلك توافر العوامل التي تساعد‬
‫على ذلك من وجود األبنية الخرسانية والشوارع المرصوفة والتربة المكشوفة‬
‫واألراضي الفضاء الواسعة وانفتاح المدين على الصحراء‪ ،‬وبرصد درجة الحرارة‬
‫من الصورة الفضائية في يوم ‪( 0551 /1/08‬شكل – ‪ )5‬تم التوصل إلى النتائج‬
‫التالية أن تتشكل خطوط الحرارة متساوية شبه دائرية ومغلقة حول منطقة القلب‬
‫والنواة الخارجية وجميعها تدل على انخفاض درجة الحرارة باتجاه ناحية قلب المدينة‬
‫الذي يسجل درجة حرارة أقل وطاءه خالل النهار مقارنة بأطراف المدينة والتي‬
‫تسجل ادنى درجات الحرارة في حي العيون ‪ْ 35.5‬م بينما ترتفع درجات الحرارة في‬
‫بقية االحياء لتتراوح بين ‪َ 34‬و ‪ْ 33‬م‪ .‬أيضا ً نالحظ ارتفاع درجات الحرارة في‬
‫أطراف المنطقة في أحياء الجناح الشرقي القريب من الخليج العربي وتسجل أعلى‬
‫درجات الحرارة في المنطقة الصناعية ‪ْ 38‬م ويرتبط ارتفاع درجة الحرارة بنمط‬
‫استخدام األرض الصناعي‪ .‬ترتفع درجات الحرارة في الجناح الجنوبي الشرقي كثيراً‬
‫حيث يظهر جليا ً أثر الصحراء في رفع درجة حرارة األحياء في جنوب شرقي‬
‫محافظة اإلحساء فتسجل أعلى درجات الحرارة في األحياء المتطرفة في الجنوب‬
‫وينغلق خط التساوي ‪ْ 55‬م على معظم األحياء‪ ،‬وتتراوح درجة الحرارة عموما ً بين‬
‫‪َ 38‬و ‪ْ 55‬م في كالً من الهفوف والمبرز ومحاسن والمطار وال تسجل حرارة أقل من‬
‫‪ْ 35‬م في جميع أحياء الجناح الغربي الذي تتداخل كثافة األحراش النباتية في خفض‬
‫درجة حرارته بصورة واضحة جدا ً فتسجل به درجة منخفضة تصل إلى ‪ْ 49.0‬م‬
‫فساهم النبات هنا في صنع فارق حراري بلغ ‪ْ 01.46‬م‪ .‬ومن خالل هذه النتائج‬
‫نالحظ العالقة الطردية بين زيادة التوسعات العمرانية في ارتفاع درجات الحرارة‬
‫على محافظة اإلحساء وخلق بما يسمى جزيرة حرارية في المنطقة‪.‬‬
‫إذ تمت عملية التصنيف للمرئيات ‪َ 1891‬و‪0519‬م (شكل ‪َ )3-‬و (شكل –‬
‫‪ )8‬بواسطة التحليل البصري الذي واكبه زيارات ميدانية خالل فترة الدراسة‪ ،‬وقد تم‬
‫خالل الزيارة األولى دراسة المنطقة جغرافيا‪ ،‬وفي الزيارة الثانية تم رصد عينات‬
‫حقلية وأخذ الصور الفوتوغرافية لها والزيارة الثالثة للتأكد من خرائط النمو العمراني‬
‫التي تم إنتاجها‪ ،‬وبعد التحليل البصري تم عمل ترقيم نقطي باستخدام برنامج‬
‫‪Erdas‬ومن ثم تحويلها إلى برنامج ‪Arc Info‬الستكمال العملية وتصحيح األخطاء‬

‫‪887‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪/‬حصة عبد العزيز املبارك ‪ -‬زكية راضي احلاجي‬

‫التي حدثت خالل عملية الترقيم لحدود النمو العمراني (شكل‪ ،)11-‬وبعد ذلك تمت‬
‫عملية حساب المساحة لكل مضلع على حدة‪ ،‬والمساحة االجمالية لكل نوع من النمو‬
‫العمراني‪ ،‬وطبقت الطريقة نفسها على الصورة الثانية وبعدها تم تحويلهما إلى‬
‫برنامج ‪ ArcView‬للعرض واستكمال التحليل‪.‬‬
‫وتم دمج النمو العمراني واخراج (الشكل‪ )11-‬لمعرفة التوسع العمراني‬
‫ومساحة النمو العمراني في ‪ 1891‬و‪0519‬م (جدول ‪.)1 -‬‬
‫والمتتبع لألرقام التي تضمنها الجدول (‪ )1‬يجد أن هناك ثمة تغيرات قد‬
‫سا‬
‫حدثت على المساحة سواء كانت هذه التغيرات سلبية ام إيجابية يرجع جميعها أسا ً‬
‫إلى مواكبة تطورات العصر الحديث وما تمخض عنه من توسع عمراني بسبب زيادة‬
‫في السكان نتج عنها زيادة في المساحة المعمورة‪ ،‬ويتضح لنا من خالل مشاهدة‬
‫الشكل (‪.)11‬‬

‫‪887‬‬
‫تـ ـــ‬
‫عــــدد ( ‪ ) 2‬أبريل ‪2102‬‬ ‫اجمللة العربية للدراسات اجلغرافية‬

‫شكل (‪ :)15‬نتيجة دمج المرئيتين ‪ 1891‬و‪0519‬م‪ .‬لقد تم عرض القناة رقم‬


‫‪ 3‬لصورة ‪1891‬م باللون األخضر والصورة ‪0519‬م باللون األحمر؛ لذا‬
‫يتضح لنا‪ :‬الزيادة باللون األحمر والنقصان باللون األخضر واللون األصفر‬
‫يشير إلى المناطق التي لم يحدث بها تغيير‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬إعداد الباحثة‪.‬‬
‫جدول (‪ :)1‬مساحة العمران باإلحساء للعام ‪1891‬م والعام ‪2119‬م‬
‫بالهكتار‪:‬‬
‫مساحة‬
‫النسبة‬ ‫مساحة عام‬
‫عام‬ ‫التغير بالمساحة النسبة المئوية‬
‫المئوية‬ ‫‪2119‬م‬
‫‪1891‬م‬
‫‪4.10‬‬ ‫‪4.10‬‬ ‫‪10311.91‬‬ ‫‪6.04‬‬ ‫‪5505.13‬‬
‫المصدر‪ :‬إعداد الباحثة‪.‬‬

‫شكل (‪ :)11‬يوضح مطابقة التوسع العمراني للفترتين ‪ 1891‬و‪0519‬م‪.‬‬


‫المصدر‪ :‬إعداد الباحثة‪.‬‬

‫‪887‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪/‬حصة عبد العزيز املبارك ‪ -‬زكية راضي احلاجي‬

‫النتائج‪:‬‬
‫تم تطوير منهجية مالئمة لدراسة أثر ارتفاع درجة الحرارة على التغيرات‬
‫المكانية بواحة اإلحساء باستخدام تقنية االستشعار عن بعد ونظم المعلومات‬
‫الجغرافية‪ ،‬وبيانات مرجعية عن المنطقة وتم التوصل إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬إمكانية تقسيم السنة حراريًا إلى فصلين رئيسين‪ :‬األول هو فصل البرودة ويمتد‬
‫أربعة شهور من نوفمبر حتى مارس متوسط حرارته أقل من المتوسط السنوي‬
‫ب ‪ْ 1,1‬م كما يقل معدل نهاية الصغرى ب ‪ْ 8‬م‪ ،‬والفصل الحراري الثاني هو‬
‫فصل الحرارة المرتفعة ويمتد من إبريل حتى أكتوبر بمتوسط حراري يزيد عن‬
‫المتوسط السنوي ب ‪ْ 5,5‬م‪.‬‬
‫‪ .0‬وجود ارتفاع في متوسط درجة الحرارة الصغرى بمستوى داللة إحصائية كبيرة‬
‫جدًا أقل من ‪ %5.551‬إذ بلغ هذا االرتفاع ‪ْ 9,9‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬وجود زيادة في درجة الحرارة الصغرى في كل الفصول إذ تراوحت هذه الزيادة‬
‫بين ‪ْ 9,9- 6,9‬م وبمستوى داللة إحصائية كبيرة جدًا أقل من ‪.%5.551‬‬
‫‪ .3‬ثمة عالقة مرتبطة بين ارتفاع درجة الحرارة والتوسعات العمرانية األفقية في‬
‫محافظة اإلحساء التي كان بسببها تشكلت الجزيرة الحرارية في المنطقة حيث‬
‫نالحظ خالل الصيف يزداد عدد ساعات سطوع الشمس وتزداد قوة اإلشعاع‬
‫الشمسي نتيجة لعمودية األشعة فتصفوا السماء وتكاد تنعدم ظاهرة التغيم ومن ثم‬
‫تلتهب المدينة وترتفع درجة حرارتها مما يساهم في ذلك توافر العوامل التي‬
‫تساعد على ذلك من وجود األبنية الخرسانية والشوارع المرصوفة والتربة‬
‫المكشوفة واألراضي الفضاء الواسعة وانفتاح المدين على الصحراء‪.‬‬
‫‪ .5‬إن الزيادة في درجة الحرارة الصغرى لم تكن متساوية فيما بين الفصول‪ ،‬إذ‬
‫سجلت أعلى زيادة في المتوسط الفصلي لدرجة الحرارة الصغرى في فصل‬
‫الربيع وبلغت ‪ْ 13,8‬م‪ ،‬بينما سجلت أقل زيادة في فصل الشتاء وبلغت ‪ْ 13,3‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬إنتاج خريطة لعامي ‪0519-1891‬م للنمو العمراني باستعمال وتحليل الصور‬
‫الفضائية من نوع ‪Landsat TM‬التي أُخذت لمحافظة اإلحساء لعامي ‪-1891‬‬
‫‪0519‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬دمج الخريطتين المذكورتين أعاله واستخراج التغيرات الحاصلة بين الفترتين‬
‫‪0519-1891‬م على شكل جداول وخرائط‪.‬‬
‫‪ .9‬تم التعرف على اتجاهات التوسع العمراني وتبين أن التوسع متجه إلى‬
‫األراضي الزراعية وبالخصوص المحاذية للطرق الرئيسة‪ ،‬ومن هنا نجد ثمة‬
‫عالقة رئيسية بين ارتفاع درجة الحرارة في محافظة اإلحساء وذلك بسبب التمدد‬
‫العمراني األفقي على حساب األراضي الزراعية الذي ترتب على أثرة اجتياح‬
‫‪887‬‬
‫تـ ـــ‬
‫عــــدد ( ‪ ) 2‬أبريل ‪2102‬‬ ‫اجمللة العربية للدراسات اجلغرافية‬

‫األراضي الزراعية وأقامه المساكن والمصانع التي تستخدم في بنائها االسمنت‬


‫والخرسانة وهذه مواد قابلة إلى امتصاص أكثر ما يمكن من االشعاع الشمسي‬
‫ول‪ ،‬ولهذا السبب تكونت الجزيرة الحرارية في منطقة الدراسة‪.‬‬
‫‪ .8‬تمت االستفادة من تقنيات االستشعار عن بعد‪ ،‬وتم دمج معطيات ونتائج‬
‫االستشعار عن بعد مع المعطيات التقليدية (الخريطة الطبوغرافية)‪ .‬ويمكن‬
‫مطابقة هذه النتائج مع الخرائط األخرى المتوفرة‪ ،‬حيث تم إسقاطها باستعمال‬
‫نظام اإلسقاط (‪ )UTM‬المطبق على كافة خرائط المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫مناقشة النتائج‪:‬‬
‫إن استخدام تقنيات االستشعار عن بعد يمكننا من التعرف على اتجاه التوسع‬
‫العمراني األفقي ويرجع السبب إلى أن النمو كان في هذا االتجاه إلى أسباب عدة منها‪:‬‬
‫تدهور األراضي الزراعية القريبة من المناطق الحضرية‪ ،‬وموقعها على الطرق‬
‫الرئيسة؛ وهذا يؤدي إلى تحويلها إلى استخدام تجاري مفيد اقتصاديًا‪ ،‬األسعار‬
‫المغرية‪ ،‬زحف الرمال‪.‬‬
‫تم التعرف على اتجاهات التوسع العمراني األفقي وتبين أن التوسع متجه إلى‬
‫األراضي الزراعية وبالخصوص المحاذية للطرق الرئيسة‪ ،‬وتبين كذلك أن أشكال‬
‫المدن قد تغيرت بفضل العامل االقتصادي وبالتحديد عامل النفط حيث تطورت مجمل‬
‫المدن على نحو حديث وحضاري‪ ،‬والزيادة الطبيعية في السكان والهجرة بجميع‬
‫أنواعها‪ ،‬ولما لهذا التوسع من أثار على مناخ المنطقة من ارتفاع ملحوظ في درجة‬
‫الحرارة على اإلحساء في جميع أحيائها‪.‬‬
‫لقد تم اثبات أن استخدام تقنيات االستشعار عن بعد ونظم المعلومات‬
‫الجغرافية يساعد متخذي القرار في التخطيط العمراني السليم الذي يحمي في الوقت‬
‫نفسه األراضي الزراعية والتغيرات المناخية التي تسبب ارتفاع درجة الحرارة بسبب‬
‫االستخدام السيء ألرضي المنطقة الذي ترتب على أثرة تكون الجزيرة الحرارية في‬
‫محافظة اإلحساء‪ ،‬وأيضا ً يأخذ بعين االعتبار الخصائص الطبيعية واالجتماعية للواحة‬
‫وسكانها‪.‬‬
‫التوصيات ‪:‬‬
‫توصي الدراسة بما يلي‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ .1‬االستفادة من نتائج الدراسة في الدراسات المناخية التي تجرى مستقبال في‬
‫محافظة اإلحساء‪ ،‬أو في المملكة العربية السعودية ككل ال سيما وأنها تتأثر‬
‫بارتفاع درجة الحرارة عليها‪.‬‬
‫‪ .0‬ضرورة تكثيف الدراسات المناخية والبيئية المتعلقة بارتفاع درجة الحرارة‪،‬‬
‫وتشجيع طالب الدراسات العليا بالجامعات السعودية على البحث فيها‪.‬‬
‫‪883‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪/‬حصة عبد العزيز املبارك ‪ -‬زكية راضي احلاجي‬

‫أن تتم معالجة البيانات المناخية من قبل الرئاسة العامة لألرصاد وحماية البيئة‬ ‫‪.4‬‬
‫وتحويلها إلى معدالت شهرية وفصلية وسنوية لتسهيل عمل الباحثين توفيرا‬
‫للوقت والجهد المبذول‪.‬‬
‫وضع اعتبارات للبيئة الصحراوية عند تخطيط المدينة ومراعاة اختيار مواد‬ ‫‪.3‬‬
‫البناء ولون الدهان وزيادة عدد الحقائق ووجهة المباني ويفضل أن تتجه نحو‬
‫الشرق بالنسبة لمحافظة اإلحساء‪.‬‬
‫االستفادة من نتائج هذه الدراسة في التخطيط الهندسي للمشاريع العمرانية‬ ‫‪.5‬‬
‫والصناعية‪ ،‬وتخطيط استخدام األرض عن طريق تحديد مواقع التجمعات‬
‫السكانية والمصانع ومكبات النفايات وتحديد مواقع المطارات الجديدة وتحديد‬
‫اتجاهات مدرجاتها وتحديد مواقع الموانئ البحرية وغيرها‪.‬‬
‫العمل على تشجيع العمران في المناطق الصحراوية واالهتمام بتشجيرها فذلك‬ ‫‪.6‬‬
‫يساهم في جودة الهواء وتلطيف درجة حرارة المنطقة‪.‬‬
‫توعية الناس بظاهرة ارتفاع درجة الحرارة (االحتباس الحراري) واآلثار الناجمة‬ ‫‪.1‬‬
‫عنها وضرورة أن يعي الناس دورهم المهم في الحفاظ على التربة والغطاء‬
‫النباتي والتوقف عن الممارسات السلبية التي تؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي‬
‫وتعرية التربة وسهولة تحريكها ونقلها بفعل الرياح‪.‬‬
‫االستفادة من ارتفاع درجة الحرارة في توليد الطاقة الكهربائية‪ ،‬وال سيما في‬ ‫‪.9‬‬
‫المناطق التي تسجل أعلى متوسط شهري وسنوي الرتفاع درجة الحرارة‪.‬‬
‫إجراء دراسات مشابهة للتأكد من أهمية رصد الجزر الحرارية بواسطة األقمار‬ ‫‪.8‬‬
‫الصناعية وفهمها في المدن المدارية‪ .‬وإجراء العديد من الدراسات التي تكشف‬
‫عن التغيرات المناخية في المملكة العربية السعودية بالوسيلة ذاتها‪.‬‬

‫المراجع‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬المراجع العربية‪:‬‬
‫‪-‬عيد‪ ،‬صبحي يوسف‪ ،)1488( ،‬الجغرافية الزراعية لواحات اإلحساء‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه غير منشورة‪ ،‬جامعة القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬جاد‪ ،‬طه دمحم‪ ،)1895( ،‬المشكالت الجغرافية الطبيعية أمام التوسع الزراعي األفقي‬
‫في مصر‪ ،‬المجلة الجغرافية العربية‪ ،‬الجمعية الجغرافية المصرية‪ ،‬العدد ‪.11‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬علي‪ ،‬عبد القادر عبد العزيز‪ ،)1895( ،‬الطقس والمناخ والميتورولوجيا‪ ،‬دار‬
‫الجامعة للطباعة الحديثة‪ .‬القاهرة‪.‬‬
‫‪887‬‬
‫تـ ـــ‬
‫عــــدد ( ‪ ) 2‬أبريل ‪2102‬‬ ‫اجمللة العربية للدراسات اجلغرافية‬

‫‪ -‬شرف‪ ،‬عبد العزيز طريح‪ ،)1896( ،‬مناخ إمارة حريمالء (إمارة حريمالء دراسة‬
‫ميدانية جغرافية)‪ ،‬جامعة اإلمام دمحم بن سعود اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ -‬سليم‪ ،‬دمحم صبري محسوب‪ ،)1885( ،‬الظروف المناخية باإلحساء‪ :‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬رسائل جغرافية‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫‪ -‬الطاهر‪ ،‬عبد هللا أحمد‪ ،)1888( ،‬اإلحساء دراسة جغرافية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫اإلحساء‪.‬‬
‫‪ -‬الرويلي‪ ،‬مفرح معلق‪ ،)0551( ،‬تقييم كفاءة مشروع حجز الرمال في واحة‬
‫اإلحساء‪ ،‬رسالة الدبلوم العالي‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬برنامج علوم الصحراء واألراضي‬
‫القاحلة‪ ،‬مجال الدراسات التقنية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة الخليج العربي‪ ،‬مملكة‬
‫البحرين‪.‬‬
‫‪ -‬الرويلي‪ ،‬مفرح معلق‪ ،)0550( ،‬دراسة آثار التوسع العمراني على استخدامات‬
‫األراضي بواحة اإلحساء باستخدام تقنيات االستشعار عن بعد ونظم المعلومات‬
‫الجغرافية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬برنامج علوم الصحراء واألراضي القاحلة‪،‬‬
‫مجال الدراسات التقنية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة الخليج العربي‪ ،‬مملكة البحرين‪.‬‬
‫‪ -‬قربة‪ ،‬جهاد دمحم‪ ،)0555( ،‬التغيرات المكانية للخصائص الحرارية‪ -‬الرطوبية‬
‫للرياح السائدة على أراضي المملكة العربية السعودية‪ ،‬الدارة‪ -‬السعودية‪.‬‬
‫‪ -‬األسدي‪ ،‬كاظم عبد الوهاب حسن‪ ،)0515( ،‬أثر التغيرات المناخية العالمية في‬
‫اتجاهات مناخ محافظة ذي قار وانعكاساته الزراعية‪ ،‬مجلة أدأب البصرة‪-‬كلية‬
‫االداب‪-‬جامعة البصرة‪ -‬العراق‪.‬‬
‫‪ -‬الطراونة‪ ،‬فاطمة عبده‪ ،)0511( ،‬أثر التغير المناخي على موجات الحر التي‬
‫يتعرض لها األردن خالل فصل الصيف ‪0515-1895‬م‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬
‫منشورة‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ -‬شحادة‪ ،‬نعمان‪ ،)0511( ،‬التحليل االحصائي في الجغرافيا والعلوم االجتماعية‪ ،‬دار‬
‫الصفاء‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ -‬كوثر‪ ،‬عرباوي‪ ،)0515( ،‬تأثير النخيل على الجزيرة الحرارية العمرانية‪ ،‬كلية‬
‫العلوم والتكنولوجيا‪ ،‬جامعة دمحم خيضر بيسكرة الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬عنيبة‪ ،‬عمر ادمحم على‪ ،)0516( ،‬أثر التغير المناخي على درجة الحرارة الصغرى‬
‫في منطقة مصراته في الفترة من ‪0515-1891‬م‪ ،‬مجلة ابحاث‪ ،‬كلية االداب‪ ،‬جامعة‬
‫سرت ليبيا‪.‬‬
‫‪ -‬أمانة االحساء‪ ،)0519( ،‬الهفوف‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪-‬هيئة األرصاد الجوية‪ ،)1022( ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪887‬‬
‫‪3‬‬
‫ زكية راضي احلاجي‬- ‫حصة عبد العزيز املبارك‬/‫د‬

:‫ المراجع غير العربية‬:‫ثان ًيا‬


- Atkinson, B, W 1977, Urban effects on precipitation: An
investigation of London influence on the severs storm of
August, Dept, Geog, Queen Mary coll, London, Occ, papa.
- Anys, H., Ait Belaid, m., Bigaber, N. et Wakrim, m, 1999,
Cartographie del’ Elvolution du Tiss Urbain et Evaluation
de 1’impact de 1’Urbanization sur les Terres Agricoles
Geoobservateur, N. 10, Rabat, Maroc, pp.3-11.
- Andrew C. Comrie. 2000: Mapping a Wind-Modified Urban
Heat Island in Tucson, Arizona (with Comments on
Integrating Research and Undergraduate Learning). Bulletin
of the American Meteorological Society: Vol. 81, No. 10, pp.
2417-2431.
- Eltantawi, Mahmoud Mohamed. 2005. Climate Change in
Libya and Desertification of Jifara Plain Using Geographical
Information System and Remote Sensing Techniques.
Gutenberg University.

888
‫تـ ـــ‬

You might also like