You are on page 1of 10

‫المادة‪:‬‬

‫تكنولوجيا انتاج المحاصيل‬

‫(تاثير التغيرات المناخية على المحاصيل الزراعية)‬

‫اعداد‪:‬‬

‫محمد مظهر عبد الوهاب‬

‫المرحلة االولى‪ ,‬الشعبة الخامسة‬

‫اشراف‪:‬‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬صدام حكيم‬

‫~‪~1‬‬
‫تغير المناخ والزراعة هما عمليتان مترابطتان‪ ،‬فكالهما يحدث على النطاق العالمي‪ .‬حيث يؤثر تغير المناخ‬
‫على الزراعة بعدة طرق منها‪ :‬التغيرات في معدالت الحرارة‪ ،‬هطول األمطار‪ ،‬التقلبات المناخية الشديدة‬
‫(مثل‪ :‬موجات الحر)؛ التغيرات في اآلفات واألمراض؛ التغيرات في غاز ثنائي أكسيد الكربون الموجود في‬
‫الغالف الجوي وتركيزات طبقة األوزون القريبة من سطح األرض؛ التغيرات في الجودة الغذائية لبعض‬
‫األطعمة؛ والتغيرات في مستوى سطح البحر‪.‬‬

‫يؤثر تغير المناخ بالفعل على الزراعة‪ ،‬وتظهر هذه التأثيرات بشكل متفاوت في جميع أنحاء العالم‪ .‬ومن‬
‫المحتمل أن يؤثر تغير المناخ في المستقبل بشكل سلبي على إنتاج المحاصيل في الدول التي تقع على‬
‫خطوط عرض منخفضة‪ ،‬في حين أن التأثيرات في خطوط العرض الشمالية قد تكون إيجابية أو سلبية‪.‬‬

‫التغيير في الزراعة المتوقعة في عام ‪ 2080‬بسبب تغير المناخ‬

‫~‪~2‬‬
‫تلعب المتغيرات البيئية دورا هاما في تحديد إنتاجية ونوعية المحاصيل الزراعية فاإلنتاج الزراعي في أي‬
‫منطقة تتحكم في انتاجه بعض المتغيرات البيئية ‪،‬كما ان اي محصول له مستوى معين من االحتياجات‬
‫البيئية يجب توفرها إلنتاجه‪ ،‬وبنا ًء على ذلك تتباين المحاصيل الزراعية في احتياجاتهم البيئية‪ ،‬لذا يجب‬
‫التوافق بين المتغيرات البيئية السائدة في مناطق اإلنتاج واالحتياجات البيئية للمحاصيل المنزرعة فيها‪.‬‬

‫ويساهم االختالف في المتغيرات البيئية من حيث شدة ونوعية التأثير في خلق التباين البيئي بين المناطق‬
‫اإلنتاجية الزراعية ويؤدي هذا التباين إلى تنوع المحاصيل المزروعة ومساحتها أي أن التباين البيئي له‬
‫تأثير على المنوال اإلنتاجي للمحاصيل الزراعية‪ ،‬حيث يرتبط التوسع أو االنكماش في مساحات محصول ما‬
‫بمدى التباين في المتغيرات البيئية بين المناطق اإلنتاجية‪.‬‬

‫ومن المحتمل أيضا ً أن يُزيد تغير المناخ من خطر انعدام األمن الغذائي لبعض الفئات الضعيفة‪ ،‬مثل الفقراء‪.‬‬
‫حيوانات المزرعة هي مسئولة أيضا ً عن إنتاج الغازات المسببة لالحتباس الحراري من غاز ثاني أكسيد‬
‫الكربون ونسبة غاز الميثان الموجودة في العالم‪ ،‬والذي يؤدي إلى عدم خصوبة األراضي في المستقبل‬
‫ونزوح األنواع المحلية‪.‬‬

‫~‪~3‬‬
‫تساهم الزراعة في التغير المناخي سواء من خالل انبعاثات غازات االحتباس الحراري الناتجة عن النشاط‬
‫البشري أو من خالل تحويل األراضي الغير زراعية مثل الغابات إلى أراضي زراعية‪ .‬ساهم التغير في‬
‫استخدام الغابات كأراضي زراعية بنسبة حوالي ‪ 20‬إلى ‪ %25‬في االنبعاثات السنوية العالمية في عام‬
‫‪.2010‬‬

‫يمكن أن يقلل وضع مجموعة من السياسات من خطورة التأثير السلبي للمناخ على الزراعة وخطورة‬
‫انبعاثات غازات االحتباس الحراري الناتجة من قطاع الزراعة‪.‬‬

‫على الرغم من التقدم التكنولوجي‪ ،‬مثل المحاصيل المحسنة والعضويات المعدلة وراثيًا وأنظمة الري‪،‬‬
‫فمازال المناخ أحد العوامل الرئيسية في اإلنتاجية الزراعية وكذلك الوضع بالنسبة لخصائص التربة‬
‫والمجتمعات الطبيعية‪ .‬إن تأثير المناخ على الزراعة يرتبط بالمتغيرات الطارئة على أنماط المناخ المحلية‬
‫أكثر من ارتباطه بأنماط المناخ العالمية‪ .‬فلقد زادت درجة حرارة سطح األرض بحوالي ‪ 1.5‬درجة‬
‫فهرنهايت {‪ 0.83‬درجة مئوية} منذ عام ‪ .1880‬وبالتالي‪ ،‬يرى الخبراء الزراعيون أن أي تقييم يجب أن‬
‫يدرس كل منطقة محلية على حدة‪.‬‬

‫~‪~4‬‬
‫قد يؤدي االحتباس الحراري إلى زيادة أعداد اآلفات الحشرية‪ ،‬مما يضر بنتاج المحاصيل األساسية مثل‬
‫القمح وفول الصويا والذرة‪ .‬بينما تُسبب درجات الحرارة األكثر دفئًا مواسم نمو أطول‪ ،‬ومعدالت نمو أسرع‬
‫ضا من معدل األيض وعدد دورات التكاثر في الحشرات‪ .‬فقد تكتسب الحشرات التي‬ ‫للنباتات‪ ،‬فإنها تزيد أي ً‬
‫كان لها سابقًا دورتين فقط للتكاثر سنويًا دورة إضافية إذا امتدت فصول النمو الدافئة‪ ،‬مما يُسبب حدوث‬
‫تغيرا‬
‫ً‬ ‫طفرة في أعدادها‪ .‬من المرجح أن تشهد األماكن ذات المناخ المعتدل ومناطق خطوط العرض العليا‬
‫ً‬
‫هائال في أعداد الحشرات‪.‬‬

‫أجرت جامعة إلينوي دراسات لقياس تأثير درجات الحرارة األكثر دفئًا على نمو نبات فول الصويا وأعداد‬
‫الخنفساء اليابانية‪ .‬تمت محاكاة درجات الحرارة األكثر دفئًا ومستويات ثاني أكسيد الكربون المرتفعة في‬
‫حقل من فول الصويا‪ ،‬بينما تُرك آخر في ظروف طبيعية كعنصر ضابط‪ .‬وجدت هذه الدراسات أن فول‬
‫الصويا في مستويات ثاني أكسيد الكربون المرتفعة نما بشكل أسرع وكان له نتا ًجا أكبر من المحصول‪ ،‬لكنه‬
‫جذب الخنافس اليابانية بمعدل أعلى بكثير من الحقل الضابط‪ .‬وضعت الخنافس في الحقل الذي تزيد فيه‬
‫أعمارا أطول‪ ،‬ما يشير‬
‫ً‬ ‫ضا أكثر على نباتات فول الصويا وكان لها‬ ‫ضا بي ً‬
‫مستويات ثاني أكسيد الكربون أي ً‬
‫إلى إمكانية زيادة أعدادها بسرعة‪ .‬توقع أنه إذا كان المشروع قد استمر‪ ،‬فإن الحقل الذي يحتوي على‬
‫مستويات مرتفعة من ثاني أكسيد الكربون سيعطي في النهاية نتا ًجا أقل من الحقل الضابط‪.‬‬

‫ي دفاعات كيميائية‬ ‫تكون بشكل طبيع ِّ‬


‫أدت مستويات ثاني أكسيد الكربون المتزايدة إلى تعطيل ثالثة جينات ِّ‬
‫ضد اآلفات الحشرية داخل نبات فول الصويا‪ .‬أحد هذه الدفاعات هو بروتين يمنع هضم أوراق الصويا في‬
‫الحشرات‪ .‬ومنذ تعطيل هذا الجين‪ ،‬كانت الخنافس قادرة على هضم كمية أكبر بكثير من المادة النباتية من‬
‫الخنافس في الحقل الضابط‪ .‬أدى هذا إلى العمر األطول ومعدالت وضع البيض األعلى المالحظيِّن في‬
‫خنافس الحقل التجريبي‪.‬‬

‫هناك عدد قليل من الحلول المقترحة لمشكلة زيادة أعداد اآلفات‪ .‬أحد الحلول المقترحة هو زيادة عدد‬
‫المبيدات المستخدمة في المحاصيل المستقبلية‪ .‬ميزة هذا الحل هي كونه منخفض التكلفة نسبيًا وبسيط‪ ،‬لكنه‬
‫كونت العديد من اآلفات الحشرية مقاومة ضد هذه المبيدات‪ .‬حل مقترح آخر هو‬ ‫قد يكون غير فعال‪ .‬إذ َّ‬
‫استخدام عوامل المكافحة الحيوية لآلفات‪ .‬ويشمل ذلك أشياء مثل زراعة صفوف من النباتات الواطنة بين‬
‫صفوف المحاصيل‪ .‬هذا الحل مفيد في تأثيره البيئي الشامل‪ .‬فال يقتصر األمر على زراعة المزيد من‬
‫النباتات الواطنة‪ ،‬بل وفي منع تكوين اآلفات الحشرية لمقاومة ضد المبيدات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يتطلب زراعة‬
‫نباتات واطنة إضافية مساحة أكبر‪ ،‬ما يدمر أفدنة إضافية من األراضي العامة‪ .‬كما أن التكلفة أعلى بكثير‬
‫من مجرد استخدام المبيدات‪.‬‬

‫~‪~5‬‬
‫رغم محدودية البحوث‪ ،‬فقد أظهرت أن تغير المناخ قد يغير المراحل التطورية لل ُممرضات التي يمكن أن‬
‫تؤثر على المحاصيل‪ .‬أكبر تداعيات تغير المناخ على انتثار الممرضات هو أن التوزيع الجغرافي‬
‫للمضيفات والممرضات قد يتغير‪ ،‬ما قد يؤدي إلى المزيد من خسائر المحاصيل‪ .‬قد يؤثر هذا على المنافسة‬
‫والتعافي من اضطرابات النباتات‪ .‬تُنُبئ بأن تأثير تغير المناخ سيضيف مستوى من التعقيد لمعرفة كيفية‬
‫الحفاظ على الزراعة المستدامة‬

‫كانت آثار تغير المناخ اإلقليمي على الزراعة محدودة‪ .‬تقدم التغيرات في دراسة األحداث البيولوجية‬
‫للمحاصيل ً‬
‫دليال ها ًما على االستجابة للتغير األخير في المناخ اإلقليمي‪ .‬دراسة األحداث البيولوجية هي‬
‫دراسة الظواهر الطبيعية التي تتكرر بشكل دوري‪ ،‬وكيف ترتبط هذه الظواهر بالتغيرات المناخية‬
‫والموسمية‪ .‬وقد لوحظ تقدم كبير في دراسة األحداث البيولوجية للزراعة والغابات في أجزاء كبيرة من‬
‫نصف الكرة الشمالي‪.‬‬

‫تواترا وشدة ً‬
‫ً‬ ‫تكررا بسبب االحتباس الحراري ومن المتوقع أن تصبح أكثر‬‫ً‬ ‫تحدث حاالت الجفاف بشكل أكثر‬
‫في أفريقيا‪ ،‬وجنوب أوروبا‪ ،‬والشرق األوسط‪ ،‬ومعظم األمريكتين‪ ،‬وأستراليا‪ ،‬وجنوب شرق آسيا‪ .‬تتفاقم‬
‫آثارها بسبب زيادة الطلب على المياه‪ ،‬والنمو السكاني‪ ،‬والتمدد العمراني‪ ،‬وجهود حماية البيئة في العديد من‬
‫المناطق‪ .‬يؤدي الجفاف إلى فشل المحاصيل وفقدان المروج والمراعي المخصصة للماشية‪.‬‬

‫شهدت المنطقة العربية ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة على امتداد العقود الماضية ما يزيد في انتشار‬
‫ظاهرة الجفاف والتصحر التي تعاني منها معظم الدول العربية تقريبا‪.‬‬

‫ومع إرتفاع نسب السكان الذين يعيشون في المناطق الحضرية في الدول العربية‪ ،‬والتي بلغت ‪ 98‬في المئة‬
‫في الكويت على سبيل المثال‪ ،‬ازداد الطلب على الطاقة لتوفير التبريد صيفا والتدفئة شتاء‪ ,‬ويؤدي ارتفاع‬
‫الطلب على الطاقة إلى ارتفاع انبعاث الغازات السامة في الجو‪.‬‬

‫وحذر البنك الدولي خالل ندوة حول التغيرات المناخية أقيمت عام ‪ 2019‬في العاصمة القطرية الدوحة من‬
‫أن منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا ستشهد ارتفاعا في معدل درجات الحرارة يبلغ ست درجات مئوية‬
‫بحلول عام ‪ ,2050‬وقال البنك الدولي في دراسات أجريت للغرض ذاته إن المنطقة ستشهد ارتفاعا في‬
‫معدالت الحرارة ونقصا في األمطار وانتشارا كبيرا لظاهرة الجفاف والتصحر‪ .‬وحذر البنك من النتائج‬
‫الوخيمة لهذه التغيرات المناخية على األمن الغذائي لسكان الدول العربية وخصوصا المياه التي باتت شبه‬
‫منعدمة في العديد من المناطق الجافة في المنطقة‪.‬‬

‫~‪~6‬‬
‫وحذرت مسودة تقرير أعدته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ من أن التغير المناخي العالمي قد‬
‫يؤدي إلى نزاعات دامية وتهجير ماليين األشخاص في المنطقة العربية‪ ،‬باإلضافة إلى إلحاق أضرار هائلة‬
‫باقتصاديات هذه الدول‪.‬‬

‫ويرسم التقرير صورة متشائمة لتداعيات التغير المناخي على سكان الدول العربية‪ ،‬ال سيما في ظل انعدام‬
‫تساقط األمطار وتراجع حجم المحاصيل الزراعية بنسبة اثني في المئة كل عشر سنوات على المستوى‬
‫العالمي‪.‬‬

‫ويحذر التقرير كذلك من تأثير التغيرات المناخية على جودة المواد الغذائية التي ستشهد تراجعا حادا قد يؤثر‬
‫على صحة اإلنسان‪ ،‬هذا ضافة إلى األمراض المنقولة عن طريق المياه أو المياه الملوثة‪.‬‬

‫يصف الخبراء معنى التغير المناخي بأنه إختالل في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة وأنماط الرياح‬
‫واألمطار‪ ،‬التي تميز كل منطقة على األرض‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تأثيرات هائلة على‬
‫األنظمة الحيوية الطبيعية على المدى الطويل‪.‬‬

‫وتصنف هذه التغيرات وفق خبراء البيئة إلى نوعين‪ ،‬أحدهما مصدره اإلنسان ويحمل المسؤولية األكبر عن‬
‫تلك التغيرات بنسبة ‪ %87‬واألخر مصدره الطبيعة ذاتها‪ ،‬ويمثل ذلك النسبة األقل وهي ‪ ،%13‬وتشير‬
‫دراسة حديثة‪ ،‬أجراها فريق من الباحثين الدوليين في جامعات “إكستير” البريطانية و”فاجينينجين” الهولندية‬
‫و”مونبلييه” الفرنسية‪ ،‬إلى أن البلدان اإلستوائية‪ ،‬التي تنتمي لها المنطقة العربية‪ ،‬تميل إلى أن تكون األقل‬
‫إصدارا ً لغازات الدفيئة‪ ،‬مقارنة بدول نصف الكرة األرضية الشمالي األكثر إصداراً‪ ،‬ومع ذلك ستكون‬
‫األكثر معاناة من التقلبات المناخية‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن يزيد من ظاهرة عدم المساواة المتصلة بالمناخ‪.‬‬
‫إن “ تقلبات درجة الحرارة في المناطق اإلستوائية ستؤثر على األنظمة البيولوجية‪ ،‬وتهدد األمن الغذائي‪،‬‬
‫وتمثل خطورة على الزراعة والبشر واالقتصاد‪ ،‬وتهدد األنواع الحيوانية والنباتية‪ ،‬وتؤدي إلى تجفيف التربة‬
‫اإلستوائية‪ ،‬بسبب زيادة التبخر مع إرتفاع درجات الحرارة"‪.‬‬

‫~‪~7‬‬
‫رغم ما شهدته المنطقة العربية طيلة العقود الماضية من إرتفاع شديد في درجات الحرارة وهو ما ينبئ‬
‫بمزيد م ن الجفاف والتصحر‪ ،‬لكننا كنا ال نلحظ جدية في الشعور بحجم المشكلة‪ ،‬وهو الوضع الذي بدأ يتغير‬
‫مع تفاقم المشكلة‪ .‬وسجلت الصيف الماضي مدينة العمارة العراقية ومنطقة مطربة بالكويت أعلى معدل‬
‫درجات حرارة في العالم‪ ،‬إذ وصلت درجة الحرارة إلى ‪ 51‬درجة مئوية‪ .‬وحذر البنك الدولي في تقرير‬
‫صدر العام الماضي من أن معدالت درجات الحرارة في منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا ستزيد ‪6‬‬
‫درجات مئوية بحلول عام ‪ ،2050‬وهو ما يعني أنها قد تصل إلى ‪ 55‬أو ‪ 56‬درجة مئوية‪ .‬وحذر البنك من‬
‫النتائج الوخيمة لهذه التغيرات المناخية المسببة للجفاف‪ ،‬على األمن الغذائي لسكان الدول العربية‪ ،‬وهو ما‬
‫يفرض حلوال عاجلة بدأت تتخذها الدول العربية‪.‬‬

‫زيادة درجات الحرارة في الشرق االوسط‪.‬‬

‫ومن الحلول التي بدأت تتخذها الدول العربية هو اإلتجاه إلى النباتات المتحملة للحرارة‪ ،‬كما تجري مراكز‬
‫األبحاث جهودها إلدخال الجينات المسؤولة عن تحمل الحرارة في النباتات المميزة بذلك إلى النباتات‬
‫األخرى الغذائية‪.‬‬

‫~‪~8‬‬
‫مصر أعلنت على سبيل المثال في التوجه إلى المحاصيل الموفرة للمياه‪ ،‬وتقليص المساحات المزروعة من‬
‫النباتات المستهلكة للمياه مثل األرز وقصب السكر‪ ،‬وطرح نبات “اإلستيفيا” كبديل عن قصب السكر في هذا‬
‫اإلطار‪.‬‬

‫وتوجد زراعة هذا النبات في المناطق ذات درجات الحرارة المرتفعة‪ ,‬حيث تساعد الحرارة العالية على‬
‫زيادة النمو الخضري‪ ,‬وال يحتاج هذا النبات سوى ُخمس األرض المطلوبة إلنتاج القصب‪ ،‬ويحتاج إلى مياه‬
‫أقل بنسبة ‪ ،%90‬ولذلك فهو الخيار المثالي للدول التي تعاني من شح المياه‪ ،‬ويعادل إنتاج الفدان الواحد من‬
‫هذا النبات زراعة ‪ 80‬فدانا ً كاملة من بنجر السكر‪.‬‬

‫ومن الجهود المبذولة في هذا اإلطار أيضاً‪ ،‬إتجاه بعض الدول ومنها اإلمارات إلى الزراعات الملحية‪ ،‬التي‬
‫تروى بمياه البحار‪ ،‬في محاولة للتغلب على نقص المياه بسبب التغيرات المناخية‪.‬‬

‫وأظهرت تجارب نفذها المركز الدولي للزراعات الملحية بدبي بالتعاون مع الحكومة اإلماراتية نجاح‬
‫زراعة نبات الساليكورنيا باستخدام مياه البحار‪ .‬والساليكورنيا نبات محب للملح‪ ،‬يُستخدم كغذاء وعلف‪،‬‬
‫فضالً عن إستخدامه في إنتاج الوقود الحيوي‪ ،‬وهو نبات حولي مزهر ثنائي الفلقة‪ ،‬يتكاثر بالبذور وتحوي‬
‫الثمرة العصارية منه على بذرة واحدة تنبت في بداية الربيع‪ ،‬وتنمو بشكل طبيعي على شواطئ البحار‪،‬‬
‫حيث تعد من أكثر النباتات تحمالً للملوحة‪ ،‬ويمكن أن تنمو بعيدا ً عن المياه في المناطق التي يزيد معدل‬
‫األمطار فيها عن ‪ 1000‬ميليمتر‪ .‬ومن الجهود األخرى التي تبذل في هذا اإلطار إنتاج صنف األرز‬
‫الصيني المقاوم للملوحة في صحراء دبي‪ .‬وأظهرت االختبارات أن أعلى محصول لهذا النوع من األرز‬
‫الهجين المتحمل للملوحة والقلوية تجاوز ‪ 7.8‬طن لكل هكتار‪.‬‬

‫~‪~9‬‬
‫المصادر‪:‬‬
‫‪ .‬د محمد بدوي‪ :‬تأثير التغيرات المناخية و الجفاف والتصحر على مستقبل األمن الغذائي‪ ,‬معهد بحوث‬
‫األراضى والمياه والبيئة – مصر‬

‫‪ .‬منظمة االغذية والزراعة لالمم المتحدة‬

‫‪ .‬تغيير المناخ والزراعة‪ ,‬ويكيبيديا‬

‫‪Impacts of Climate Change on the Eastern Mediterranean and the Middle .‬‬
‫‪East and North Africa Region and the Water–Energy Nexus‬‬

‫‪ .‬أثر التغيرات المناخية علي إنتاج بعض المحاصيل الحقلية‪ ,‬مجلة اتحاد الجامعات العربية للعلوم‬
‫الزراعية‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‬

‫~ ‪~ 10‬‬

You might also like