You are on page 1of 10

‫دولة ليبيا‬

‫وزارة التعليم والبحث العلمي‬


‫جامعة الزاوية –كلية األداب‪-‬قسم الجغرافيا (طبيعي‪-‬‬
‫( الدراسات‬
‫العليا –دكتوراه‬

‫محاضرة ‪1‬و‪ 2‬بعنوان‬

‫الوقود االحفوري والطاقات المتجددة‬

‫من الطالب‪ :‬الصديق مولود أبوحربة‬

‫المقدمة‬
‫يدرك الجميع أن البيئة هي الحياة و أن الحصول علي بيئة نظيفة وجيدة هو حق من حقوق‬
‫اإلنسان ‪،‬فمن حق الفرد أن يعيش في بيئة سليمة و صحية ‪ ،‬نظيفة و خالية من التلوث البيئي‪ .‬و في‬
‫ظل التغيرات المناخية الواضحة التي يشهدها العالم و تفاقم التلوث البيئي الذي أذى إلى ظهور‬
‫األمراض المتعددة‪ ،‬و هذا راجع كله لما أفرزه التقدم التكنولوجي الذي أسفر عن انبعاث غازات‬
‫االحتباس الحراري الناتجة من استخدام الطاقة االحفورية التي لها صلة و ثيقة بهذه التغيرات البيئية‬
‫الوخيمة‪ .‬و بعدما بدأت الدراسات المهتمة بالبيئة تأخذ مأخذ جد‪ ،‬و ظهرت العديد من المؤلفات و‬
‫البحوث ‪ ،‬و عقدت عدة ندوات و مؤثرات ‪ ،‬و وقعت الكثير˼ من االتفاقيات المهمة بحماية البيئة وفقا‬
‫لقوانين˾ بيئية ردعية‪ .‬في هذا المضمار أضحت الطاقة المتجددة تشكل أحد أهم المعاييرألجل حماية‬
‫البيئة‬
‫تعتبر الصناعة المعتمدة علي الوقود االحفوري مثل الفحم و النفط والغاز الطبيعي كمصدر للطاقة من‬
‫أكبر مصادر الملوثات الهوائية حيث تنطلق منها عدة غازات سامة وضارة بالبيئة واالنسان‬
‫يتم توليد جزء كبير من غازات الدفيئة التي تحيط باألرض وتحبس حرارة الشمس من خالل إنتاج‬
‫الطاقة‪ ،‬عن طريق حرق الوقود األحفوري لتوليد الكهرباء وتشغيل المصانع والمصافي ‪.‬‬
‫تتعدد صور التأثير السلبي للوقود األحفوري على البيئة ومنها تلوث الهواء تلوث الماء‪ ،‬التغير‬
‫المناخى تآكل طبقة اآلوزون‪.‬‬
‫يعتبر الوقود األحفوري‪ ،‬مثل الفحم والنفط والغاز‪ ،‬هو إلى حد بعيدأكبر مساهم في تغير المناخ‬
‫العالمي‪ ،‬إذ يمثل أكثر من ‪ 75‬في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية وحوالي ‪ 90‬في المائة‬
‫من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون‬
‫‪ .‬و في ضوء االستهالك العالمي المتزايد من موارد الطاقة التقليدية ‪ ،‬و التي يعيبها نضوبها و تكلفة‬
‫استغاللها ‪ ،‬و التأثير˼ السلبي الستخدامها على البيئة‪ ،‬تنبأ الفكر اإلنساني˻ إلى إمكانية اإلستفادة من‬
‫هذا النوع من الطاقة الجديدة و المتجددة‪ ،‬و زادت الجاذبية االقتصادية الستخدامها‪ .‬فاعتبرت في‬
‫الوقت الراهن كمحرك أساسي الزدهار االقتصاد و الصناعة اإلنتاجية للطاقة الصديقة للبيئة‪ .‬و من‬
‫ثمة‪ ،‬كان الدافع وراء هذا الخيار االستراتيجي الستخدام الطاقة المتجددة‪ ،‬هو اإلمكانية الهائلة لتوافر‬
‫هذا النوع من الطاقة المتجددة في العالم خاصة في بلدان الدول العربية‪ ،‬و باعتبارها نظيفة غير‬
‫ملوثة للمحيط البيئي إضافة إلى العائد من استخدامها في المجال االقتصادي‪ ،‬و االجتماعي كتوفير‬
‫فرص العمل المرتبطة بهذه التكنولوجي‬
‫ولكن قبل الدخول في تفصيل ذلك فإن األمر يقتضي منا تعريف البيئة تتعدد تعريفات تلك األخيرة‬
‫ولكن ما سيتم تناوله هو أحد هذه التعريفات الذي يمكن أن يكون أقرب لموضوع البحث ومؤداه أن‬
‫البيئة هي اإلطار الذي يحيا فيه اإلنسان مع غيره من الكائنات الحية‪ ،‬بما يضمه من مكونات فيزيائية‬
‫وكيميائية وبيولوجية واجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية يحصل منها اإلنسان على مقومات‬
‫حياته‪ .‬وحركة العنصر البشري المتمثلة في استخدامه للموارد المتاحة تكون بهدف إشباع حاجاته‬
‫اإلنسانية المتطورة والالنهائية‪.‬‬
‫واستخدام اإلنسان للبيئة في سياق التعريف السابق في مجال الطاقة أحدث العديد من التلوث للبيئة من‬
‫ناحية الهواء والغذاء وتعتبر الصناعات التي تعتمد على الوقود األحفوري كالفحم‪ ،‬النفط‪ ،‬الغاز‬
‫الطبيعي‪ ،‬كمصدر أساسي للطاقة من أكبر مصادر الملوثات الهوائية إذ ينطلق منها عند احتراقها‬
‫كميات كبيرة جدًا من الغازات والجسيمات التي تعمل من خالل تراكمها في الغالف الجوي على‬
‫تغيير إفساد تركيبة الهواء‪ ،‬مما يؤدي إلى حدوث خلل في نظامه األيكولوجي يصبح معه الهواء‬
‫مصدرًا لكثير من المخاطر واألضرار التي باتت تهدد كافة صور الحياة على األرض‪ ،‬وذلك نتيجة‬
‫لتعدد أنواع الغازات والشوائب التي تتصاعد إلى الهواء نتيجة إحراق الوقود في المصانع‪ ،‬ومحطات‬
‫القوي وفي المصافي وفي محركات السيارات‪ .‬مما يجعل الهواء ملوثًا باآلتي‪:‬‬
‫‪1‬ـ تلوث الهواء بثاني أكسيد الكربون‪.‬‬
‫‪2‬ـ تلوث الهواء بثاني أكسد الكبريت‪ ،‬وأكاسيد النيتروجين‪ ،‬وأول أكسيد الكربون‪.‬‬
‫‪3‬ـ تلوث الهواء بعادم السيارات والرصاص‪.‬‬
‫و مما الشك فيه انه عند ما يتلوث الهواء فإن تأثيراته واضحة علي بقية البيئة مثل حدوث تلوث‬
‫للتربة و المساهمة في سقوط األمطار الحامضية و األضرار الناجمة من هذا التلوث علي االنسان من‬
‫حيث الجهاز التنفسي وبعض األمراض المزمنة و هذا ما نالحضه في مصافي الدولة الليبية حيث‬
‫غياب الصيانة والتتبع التام لعمليات التنقية و التصفية للغازات المنبعثة أدي ذالك لتلوث البيئة‬
‫المحيطة بالمصافي ‪.‬‬
‫يشهد العالم منذ أواخر القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين تفاقم التحديات البيئية العالمية‪،‬‬
‫لعل من أبرزها ظواهر االحتباس الحراري والتغير المناخي وفقدان التنّو ع اإليكولوجي وندرة بعض‬
‫الموارد الطبيعية وغيرها‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬تجمع مختلف التقارير على دور مصادر الطاقة التقليدّية‬
‫في هذه المؤشرات الخطيرة التي تنبئ باألسوأ إذا لم يقع اتخاذ إجراءات هيكلية لتغيير المنوال الطاقّي‬
‫خصوصا في الدول الّنامية مثل ليبيا ‪.‬‬
‫في هذا السياق دعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى إنهاء طريقة استخدام الوقود‬
‫األحفوري بال أي قيود في أسرع وقت ممكن “إذا كان العالم يريد أن يتجنب تغيرا خطيرا في المناخ‪.‬‬
‫وطالبت الهيئة‪ ،‬التي تدعمها األمم المتحدة‪ ،‬إلى العمل على أن يكون إنتاج معظم الكهرباء في العالم‬
‫من مصادر منخفضة الكربون بحلول ‪ 2050‬مؤكدة على ضرورة التخطيط إلنهاء استخدام الوقود‬
‫األحفوري بشكل نهائي بحلول ‪.2100‬‬
‫تعتمد أنظمة الطاقة في معظم األنظمة االقتصادية ولسميا في ليبيا بشكل كبير على احتراق الوقود‬
‫األحفوري‪ .‬وخالل عملية االحتراق يتم تحويل عناصر الكربون والهيدروجين الموجودة في الوقود‬
‫األحفوري بشكل رئيسي إلى غاز ثاني أكسيد الكربون ‪ CO2‬وماء‪ ،H2O‬وهو ما يصاحبه تحول‬
‫الطاقة الكيميائية الموجودة في الوقود إلى حرارة‪ .‬تستخدم هذه الحرارة المولدة بشكل عام استخداًم ا‬
‫مباشًر ا أو في إنتاج الطاقة الميكانيكية مع وجود بعض الفاقد أثناء التحول التي عادًة ما تستخدم في‬
‫توليد الكهرباء أو في وسائل المواصالت‪.‬‬
‫عادة ما يكون قطاع الطاقة هو القطاع األهم في قوائم حصر انبعاثات غاز االحتباس الحراري آما أنه‬
‫يمثل ما يزيد عن ‪ 90‬في المائة من انبعاثات غاز ثاني أآسيد الكربون ‪ CO2‬و‪ 75‬في المائة من‬
‫إجمالي انبعاثات غاز االحتباس الحراري في الدول المتقدمة‪ .‬آما يمثل غاز ثاني أكسيد الكربون‬
‫‪ CO2 95‬في المائة من انبعاثات قطاع الطاقة‪ ،‬بينما تعمل غازات الميثان وأكسيد النتروجين على‬
‫إحداث التوازن‪ .‬وعادًة ما يمثل االحتراق الثابت ما يقرب من ‪ 70‬في المائة من انبعاثات غاز‬
‫االحتباس الحراري الصادرة من قطاع الطاقة‪ .‬حيث أن حوالي نصف هذه االنبعاثات يأتي من عملية‬
‫االحتراق في الصناعات المقترنة بالطاقة خاصة من مصانع الطاقة ومعامل التكرير‪ .‬بينما يتسبب‬
‫االحتراق المتحرك النقل البري ووسائل المواصالت األخرى في حوالي ربع انبعاثات قطاع الطاقة‪.‬‬
‫االنبعاثات الناتجة عن احتراق الوقود األحفوري‬
‫تشير التقديرات التي تضمنها تقرير أعده البنك الدولي إلى أن تكلفة األضرار الصحية الناجمة عن‬
‫تلوث الهواء تبلغ ‪ 8.1‬تريليونات دوالر في السنة‪ ،‬أي ما يعادل ‪ %6.1‬من إجمالي الناتج المحلي‬
‫العالمي‬
‫ويوصي خبراء بضرورة التحرك نحو البحث عن بدائل نظيفة ومستدامة للوقود األحفوري‪ ،‬مثل‬
‫الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء‪ ،‬ويتطلب ذلك جهوًدا مشتركة من الحكومات والشركات‬
‫والمجتمعات المحلية لتشجيع التحول إلى منظومة طاقة أكثر استدامة‪ ،‬تهدف إلى الحد من انبعاثات‬
‫الغازات الدفيئة والحفاظ على البيئة والمناخ لألجيال القادمة‪.‬‬
‫العلم واضح‪ :‬لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ‪ ،‬يجب خفض االنبعاثات بمقدار النصف تقريًبا بحلول عام‬
‫‪ 2030‬والوصول بها إلى مستوى الصفر بحلول عام ‪.2050‬‬
‫ولتحقيق ذلك‪ ،‬نحتاج إلى التخلص من اعتمادنا على الوقود األحفوري واالستثمار في مصادر بديلة‬
‫للطاقة تكون نظيفة ومتاحة وفي المتناول ومستدامة وموثوقة‬

‫اضرار الوقود االحفوري على البيئة‬


‫‪-1‬يساهم إلى حد بعيد أكبر مساهم في تغير المناخ العالمي‪ ،‬إذ يمثل أكثر من ‪ 75‬في المائة من‬
‫انبعاثات غازات الدفيئة العالمية وحوالي ‪ 90‬في المائة من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون‪.‬‬
‫نظًر ا لتواجدها في الغالف الجوي لألرض‪ ،‬فإن انبعاثات غازات الدفيئة تحبس حرارة الشمس‪ .‬وهذا‬
‫يؤدي إلى االحتباس الحراري وتغير المناخ‪ .‬ترتفع درجة حرارة العالم حاليا بشكل أسرع من أي‬
‫وقت مضى في التاريخ المسجل‪ .‬وبمرور الوقت‪ ،‬تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى َتغُّيرات في‬
‫أنماط الطقس واضطرابات في توازن الطبيعة المعتاد‪ .‬وهو ما يشكل مخاطر عديدة على البشر‬
‫وجميع أشكال الحياة األخرى على األرض‪.‬‬
‫‪-2‬تبدأ اآلثار السلبية الستخدام الوقود األحفوري باستخراج المورد‪ .‬غالًبا ما يقع الوقود األحفوري‬
‫بعيًدا عن مكان استخدامه‪ ،‬لذا يجب نقله عن طريق خطوط األنابيب أو الناقالت أو السكك الحديدية أو‬
‫الشاحنات‪ .‬هذه كلها تمثل احتمالية وقوع حوادث وتسرب واالنسكابات‪ .‬ترتبط اآلثار السلبية اإلضافية‬
‫بالمعالجة وتوليد الكهرباء والتخلص من النفايات الناتجة‪.‬‬
‫‪- 3‬ان االنسكابات النفطية التي يسببها اإلنسان في األنهار والمحيطات تضر بالنظم البيئية‪ .‬من منظور‬
‫اقتصادي‪ ،‬تتسبب االنسكابات النفطية في تعطيل صناعة صيد األسماك والسياحة‪ .‬تعتبر االنسكابات‬
‫النفطية في البحر بشكل عام أكثر ضرًر ا بكثير من تلك الموجودة على األرض‪ ،‬حيث يمكن أن تنتشر‬
‫لمئات األميال البحرية في بقعة زيتية رقيقة يمكن أن تغطي الشواطئ بطبقة رقيقة من الزيت‪ .‬يمكن‬
‫أن يقتل هذا الطيور البحرية والثدييات والمحار والكائنات الحية األخرى التي تغطيها‪ .‬يمكن احتواء‬
‫االنسكابات النفطية على األرض بسهولة أكبر إذا أمكن تجريف سد أرضي مؤقت بسرعة حول موقع‬
‫التسرب قبل تسرب معظم النفط‪ ،‬ويمكن للحيوانات البرية تجنب النفط بسهولة أكبر‪.‬‬
‫يمكن أن تنجم التسربات النفطية عن حوادث الناقالت العمالقة مثل إكسون فالديز في عام ‪،1989‬‬
‫التي سكبت ‪ 10‬ماليين غالون من النفط إلى النظام البيئي الغني في أالسكا الساحلية وقتلت أعداًدا‬
‫هائلة من الحيوانات‪.‬‬
‫‪-3‬يتم إطالق الغاز الطبيعي في الغالف الجوي من مناجم الفحم وآبار النفط والغاز وخزانات الغاز‬
‫الطبيعي وخطوط األنابيب ومصانع المعالجة‪ .‬هذه التسريبات هي مصدر حوالي ‪ ٪25‬من إجمالي‬
‫انبعاثات الميثان في الواليات المتحدة‪ ،‬وهو ما يترجم إلى ثالثة بالمائة من إجمالي انبعاثات غازات‬
‫االحتباس الحراري في الواليات المتحدة‪ ،‬مما يساهم في تغير المناخ‪ .‬عندما يتم إنتاج الغاز الطبيعي‬
‫ولكن ال يمكن التقاطه ونقله اقتصادًيا‪ ،‬يتم «إشعاله» أو حرقه في مواقع اآلبار‪ ،‬مما يحوله إلى ثاني‬
‫أكسيد الكربون‪ .‬يعتبر هذا أكثر أماًنا وأفضل من إطالق الميثان في الغالف الجوي ألن ثاني أكسيد‬
‫الكربون هو غاز دفيئة أقل قوة من الميثان‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬عندما يتم حرق الغاز الطبيعي بتركيزات عالية‬
‫من كبريتيد الهيدروجين للغاز السام‪ ،‬فإنه ينتج ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد‬
‫الكبريت وأكاسيد النيتروجين والعديد من المركبات األخرى‪.‬‬
‫‪-4‬تنبعث من تكرير النفط مجموعة متنوعة من السموم وهي أكبر مصدر للبنزين ونتيجة لذلك‪ ،‬يعاني‬
‫السكان الذين يعيشون بالقرب من مصافي النفط مثل مصفي الزاوية من ارتفاع معدالت اإلصابة‬
‫بالسرطان والربو والعيوب الخلقية‪ .‬عندما يتم حرق البتروكيماويات مثل البنزين أو الديزل‪ ،‬فإنها‬
‫تطلق مجموعة متنوعة من ملوثات الهواء‪ ،‬بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون (سبب تغير المناخ)‬
‫وثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروز والمركبات العضوية المتطايرة (‪ )VOC‬والجسيمات‬
‫والرصاص‪.‬‬

‫الطاقة المتجددة محاضرة‪2‬‬


‫اهم جوانب دراسة دور الطاقات المتجددة في تحقيق التنمية المستدامة هي‪ :‬الجانب االقتصادي‪،‬‬
‫االجتماعي والبيئي‪.‬‬
‫ونجد عدة مصطلحات تتوافق مع مصطلح الطاقة المتجددة ‪،‬فنجد الطاقة البديلة أو الطاقة الجديدة‬
‫ومصطلح الطاقة الخضراءويمكن تعريفا باختصار كالتالي‪. :‬‬
‫هي الطاقة المستمدة من مصادردائمة على نحو تلقائي ودوري‪ 1،‬والتي ال تنفذ باستعملها‬
‫المتكرر ‪،‬فهي طاقة دائمة منبعها طبيعي ومستمر‬
‫تمتلك معظم دول العالم كثيرًا من مصادر الطاقة المتجددة على اختالف أنواعها "طاقة شمسية وطاقة‬
‫الرياح وطاقة الكتلة البيولوجية – الطاقة الحرارية – طاقة المياه – الطاقة األرضية ‪ ...‬الخ" لقد أثبت‬
‫الواقع العملي أن الطاقة المتجددة هي الطريقة األفضل واألنسب من الجوانب االقتصادية والبيئية لما‬
‫يسببه الوقود األحفوري من مشاكل اقتصادية وبيئية نظرًا الرتفاع تكاليفه وأثاره البيئية المدمرة‪ .‬ولقد‬
‫ارتبطت التنمية االقتصادية ارتباطا وثيقًا باالستخدام المتزايد لطاقة إال أنها كانت لها التأثير السلبي‬
‫والذي ظهر واضحًا في التغيرات المناخية العنيفة التي ضربت العالم مما يتطلب زيادة كبيرة في‬
‫استخدام الطاقة المتجددة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة مما يساهم في بناء اقتصاد عالمي أكثر‬
‫استدامة واالنبعاثات الضارة للغازات الدفيئة مما يجعل له األثر اإليجابي للحفاظ علي البيئة وعدم‬
‫استنزاف الموارد الطبيعية لذلك اتجهت األنظار إلي الطاقة المتجددة كبديل آمن وفعال واقتصادية‬
‫لوسائل الطاقة التقليدية من الوقود األحفوري للمساهمة في التنمية المستدامة خاصة في ظل ظروف‬
‫تقلبات اقتصادية عالمية ال تقل حده عن التقلبات المناخية‪ .‬ولقد كانت مصر سباقة في االتجاه نحو‬
‫استخدام الطاقة المتجددة فأقامت العديد من المشروعات اعتمادا على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح‬
‫وأهتمت بالمنظومة التشريعية لتحفيز االستثمار في قطاع الطاقة المتجددة والتي كللت تلك بدخول‬
‫مصر عصر "طاقة الهيدروجين األخضر"‪.‬‬
‫و لكن ال يزال الوقود األحفوري يمثل أكثر من ‪ 80‬في المائة من إنتاج الطاقة العالمي ‪ ،‬لكن مصادر‬
‫الطاقة األنظف تزداد قوة‪ .‬حوالي ‪ 29‬بالمائة من الكهرباء تأتي حالًيا من مصادر متجددة‪.‬‬

‫فيما يلي خمسة أسباب تجعل تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة هو الطريق إلى كوكب سليم وصالح‬
‫للعيش لألجيال الحالية والقادمة‪.‬‬
‫‪ -1‬مصادر الطاقة المتجددة في كل مكان حولنا‬
‫يعيش حوالي ‪ 80‬في المائة من سكان العالم في بلدان تستورد الوقود األحفوري‪ ،‬أي حوالي ‪ 6‬مليار‬
‫نسمة يعتمدون على الوقود األحفوري القادم من بلدان أخرى‪ ،‬مما يجعلهم عرضة للصدمات‬
‫واألزمات الجيوسياسية‪.‬‬
‫في المقابل‪ ،‬تتوافر مصادر الطاقة المتجددة في جميع البلدان‪ ،‬ولم يتم استغالل إمكاناتها بالكامل بعد‪.‬‬
‫ترى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن ‪ 90‬في المائة من كهرباء العالم يمكن وينبغي أن تولد من‬
‫الطاقة المتجددة بحلول عام ‪.2050‬‬
‫تمكن مصادر الطاقة المتجددة من التخلص من االعتماد على الواردات‪ ،‬مما يسمح للبلدان بتنويع‬
‫اقتصاداتها وحمايتها من التقلبات غير المتوقعة في أسعار الوقود األحفوري‪ ،‬مع دفع النمو‬
‫االقتصادي الشامل‪ ،‬وخلق فرص عمل‪ ،‬والتخفيف من حدة الفقر‪.‬‬
‫‪ -2‬الطاقة المتجددة أقل تكلفة‬
‫الطاقة المتجددة هي في الواقع هي األقل تكلفة في معظم أنحاء العالم اليوم‪ .‬أسعار تكنولوجيات الطاقة‬
‫المتجددة تنخفض بسرعة‪ .‬فقد انخفضت تكلفة الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية بنسبة ‪ 85‬في‬
‫المائة بين عامي ‪ 2010‬و‪ .2020‬وانخفضت تكلفة طاقة الرياح البرية والبحرية بنسبة ‪ 56‬في المائة‬
‫و‪ 48‬في المائة على التوالي‪.‬‬
‫بفضل انخفاض تكلفتها‪ ،‬تعد الطاقة المتجددة أكثر جاذبية في كل مكان‪ ،‬بما في ذلك في البلدان‬
‫المنخفضة والمتوسطة الدخل‪ ،‬حيث سيكون معظم الطلب اإلضافي على الكهرباء المتجددة‪ .‬وإن‬
‫انخفاض األسعار يتيح فرصة حقيقية لتوفير الكثير من إمدادات الطاقة الجديدة على مدى السنوات‬
‫القادمة من مصادر منخفضة الكربون‪.‬‬
‫يمكن أن توفر الكهرباء المنخفضة التكلفة المولدة من المصادر المتجددة ‪ 65‬في المائة من إجمالي‬
‫إمدادات الكهرباء في العالم بحلول عام ‪ .2030‬كما يمكن أن تزيل الكربون عن ‪ 90‬في المائة من‬
‫قطاع الطاقة بحلول عام ‪ ،2050‬مع الحد من انبعاثات الكربون بشكل كبير والمساعدة في التخفيف‬
‫من آثار تغير المناخ‪.‬‬
‫تقول الوكالة الدولية للطاقة إنه على الرغم من توقع بقاء تكاليف الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في‬
‫عامي ‪ 2022‬و‪ 2023‬أعلى من مستويات ما قبل الجائحة بسبب االرتفاع العام في أسعار السلع‬
‫والشحن‪ ،‬فإن قدرتها التنافسية تتحسن بالفعل جراء الزيادات األكثر حدة في أسعار الغاز والفحم‪.‬‬

‫‪ -3‬الطاقة المتجددة تحافظ على الصحة‬


‫وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية‪ 99 ،‬في المائة من سكان العالم يتنفسون هواء يتجاوز الحدود‬
‫القصوى لجودة الهواء‪ ،‬وهذا الهواء يهدد صحتهم‪ ،‬ويرجع أكثر من ‪ 13‬مليون حالة وفاة في العالم‬
‫كل عام إلى أسباب بيئية يمكن تجنبها‪ ،‬السيما تلوث الهواء‪.‬‬
‫تنجم المستويات غير الصحية للجسيمات الدقيقة وثاني أكسيد النيتروجين بشكل أساسي عن حرق‬
‫الوقود األحفوري‪ .‬في عام ‪ ،2018‬تسبب تلوث الهواء من الوقود األحفوري في تكاليف صحية‬
‫واقتصاديةبقيمة ‪ 2.9‬تريليون دوالر‪ ،‬أي حوالي ‪ 8‬مليارات دوالر في اليوم‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإن التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة‪ ،‬مثل الرياح والطاقة الشمسية‪ ،‬ال يساعد في معالجة‬
‫تغير المناخ فحسب بل يسمح أيًض ا بالتكفل بتلوث الهواء والصحة‪.‬‬
‫‪ -4‬الطاقة المتجددة تخلق فرص عمل‬
‫كل دوالر ُيستثمر في مصادر الطاقة المتجددة ينتج ثالثة أضعاف الوظائف المستحدثة في قطاع‬
‫الوقود األحفوري‪ .‬تتوقع الوكالة الدولية للطاقة أن يفضي التحول إلى صافي انبعاثات صفري إلى‬
‫زيادة عامة فيوظائف قطاع الطاقة‪ :‬في حين يمكن فقدان حوالي ‪ 5‬ماليين وظيفة في مجال إنتاج‬
‫الوقود األحفوري بحلول عام ‪ ،2030‬سيتم استحداث حوالي ‪ 14‬مليون وظيفة جديدة في مجال الطاقة‬
‫النظيفة‪ ،‬أي كسب ‪ 9‬ماليين وظيفة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ستتطلب الصناعات المتعلقة بالطاقة ‪ 16‬مليون عامل إضافي‪ ،‬على سبيل المثال‬
‫لتولي أدوار جديدة في تصنيع السيارات الكهربائية واألجهزة عالية الكفاءة أو في التكنولوجيات‬
‫المبتكرة مثل الهيدروجين‪ .‬وهذا يعني أنه يمكن خلق أكثر من ‪ 30‬مليون وظيفة في مجاالت الطاقة‬
‫النظيفة والكفاءة والتكنولوجيات قليلة االنبعاثات بحلول عام ‪.2030‬‬
‫سيكون تحقيق تحول عادل ووضع احتياجات الناس وحقوقهم في صميم التحول الطاقة البديلة أمًرا‬
‫بالغ األهمية لضمان عدم تخلف أحد عن الركب‪.‬‬
‫‪-5‬لطاقة المتجددة مجدية من الناحية االقتصادية‬
‫تم إنفاق حوالي ‪ 5.9$‬تريليون دوالر على دعم صناعة الوقود األحفوري في عام ‪ ،2020‬من خالل‬
‫اإلعانات الصريحة‪ ،‬واإلعفاءات الضريبية‪ ،‬واألضرار الصحية والبيئية التي لم يتم احتسابها ضمن‬
‫تكلفة الوقود األحفوري‪.‬‬
‫على سبيل المقارنة‪ ،‬يجب استثمار حوالي ‪ 4‬تريليونات دوالر سنوًيا في الطاقة المتجددة حتى عام‬
‫‪ - 2030‬السيما في التكنولوجيا والبنية التحتية ‪ -‬حتى نصل باالنبعاثات إلى مستوى الصفر بحلول‬
‫عام ‪.2050‬‬
‫قد تكون التكلفة األولية ثقيلة بالنسبة للعديد من البلدان ذات الموارد المحدودة‪ ،‬وسيحتاج الكثير منها‬
‫إلى دعم مالي وتقني إلجراء التحول‪ .‬لكن االستثمار في الطاقة المتجددة سيؤتي ثماره‪ .‬وبإمكان الحد‬
‫من التلوث ومن آثار تغير المناخ وحده أن يوفر للعالم ما يصل إلى ‪ 4.2‬تريليون دوالر سنوًيا بحلول‬
‫عام ‪.2030‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يمكن لتكنولوجيات الطاقة المتجددة الفعالة والموثوقة أن تخلق نظاًم ا أقل عرضة‬
‫لصدمات السوق وأن تعزز القدرة على الصمود واألمن الخاص بالطاقة البديلة من خالل تنويع‬
‫خيارات‪.‬‬

‫الملخص‬
‫يعُّد الوقود األحفوري طاقة غير متجددة ألن المواد والكائنات التي تكّو نه تستغرق ماليين السنين‬
‫لتتحول إلى وقود فال يمكن استبداله عند استخدامه‪ .‬وقد يكون الوقود األحفوري مواد صلبة أو سائلة‬
‫أو غازات وجميع أنواع الوقود األحفوري عبارة عن هيدروكربونات وهي فئة من المواد الكيميائية‬
‫تتكون فقط من ذرات الكربون والهيدروجين‪ .‬ومن أكثر أنواع الوقود األحفوري شيوًعا الفحم والنفط‬
‫والغاز الطبيعي‪.‬‬
‫الوقود االحفوري له أضرار سيئة علي المدي القريب او البعيد علي البيئة و يجب التقليل من‬
‫استخدامه و إيجاد البدائل له‬
‫تتميز الطاقة المتجددة بأنها تنبثق من مصادر طبيعية تجدد بشكل مستمر‪ ،‬مثل الشمس والرياح‬
‫والماء‪ .‬هذا التمّيز يتيح الفرصة للبلدان للحد من اعتمادها على الوقود األحفوري‪ ،‬وبالتالي تقليل‬
‫انبعاثات الغازات الدفيئة والتلوث البيئي‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تعزز استخدام الطاقة المتجددة من‬
‫مستويات االستدامة البيئية وتحافظ على الثروات الطبيعية لألجيال القادمة‪.‬‬
‫تتطلب تحوالت الطاقة المتجددة تطوير تقنيات وتكنولوجيات جديدة‪ ،‬مما يدفع بعض الحكومات‬
‫لالستثمار في مشاريع االبتكار والبحث والتطوير لتهيئة البنية التحتية الستقبال مصادر الطاقة‬
‫المتجددة‪ .‬وبالتالي تسهم هذه العمليات في نشر المعرفة العلمية وتعزز من تطوير قطاعات‬
‫التكنولوجيا الوطنية‪ ،‬مما ينعكس إيجابيًا على التنافسية االقتصادية للبلدان مستقبًال‪.‬‬
‫خالصة القول إن البلدان التي تمتلك مصادر طاقة متجددة تمتلك أدوات قوية لتحقيق تعاٍف اقتصادي‬
‫أسرع وأكثر استدامة‪ .‬فاالعتماد على مصادر الطاقة المتجددة ال يمتد فقط إلى تقليل انبعاثات‬
‫الكربون وحماية البيئة‪ ،‬بل يمتد أيضًا إلى تعزيز االبتكار وتوفير فرص عمل جديدة‪ .‬من خالل‬
‫تطوير قطاعات الطاقة المتجددة‪ ،‬يمكنها تعزيز استقالليتها من الطاقة وتحقيق استقرار اقتصادي‬
‫يكون خط مناعي في مواجهة التحديات االقتصادية المستقبلية‪ .‬بالتالي‪ ،‬يعد اتخاذ خطوات نحو تعزيز‬
‫استخدام الطاقة المتجددة استثمارًا ذكيًا يعود بالنفع على الصعيدين البيئي واالقتصادي‪ ،‬ويساهم بشكل‬
‫كبير في تعزيز قدرة البلدان على التعافي من األزمات االقتصادية بسرعة وقوة‪.‬‬

‫أصبحت دول العالم في الوقت الحالي‪ ،‬تدلي اهتماما كبيرا لنمو والتطور االقتصادي والتكنولوجي‪،‬‬
‫لذا فالتوجه الحديث أصبح يبحث في كيفية تحقيق هذا الهدف لكن ليس على حساب الوسط البيئي الذي‬
‫نعيش فيه‪ ،‬فالطاقات التقليدية مثل البترول والفحم والغاز‪ ،‬لم تفعل سوى تدمير البيئة‪ ،‬وبالتالي فقد‬
‫كان الحل للحفاظ على وتيرة النمو االقتصادي والتكنولوجي مع الحفاظ على البيئة‪ ،‬ىهو اللجوء إلى‬
‫مصادر أخرى لمصادر طاقة التي ال تأثر سلبا على البيئة‪ ،‬مثل الطاقة الشمسية‪ ،‬طاقة المياه‪ ،‬وطاقة‬
‫الرياح وغيرها ‪.‬‬

‫المراجع‬
‫\‪1‬الوقود األحفوري من مقدمة للجيولوجيا بقلم جونسون وآخرون‪1990‬‬
‫\‪2‬الفصل ‪ :4‬الطاقة غير المتجددة من مقدمة إلى العلوم البيئية‪ :‬الطبعة الثانية (‪ )2018‬الكتب \‬
‫‪3‬المدرسية المفتوحة للعلوم البيولوجية من تأليف زيندر‪ ،‬كارالين؛ مانويلوف‪ ،‬كالينا؛ موتي‪،‬‬
‫صموئيل؛ موتي‪ ،‬كريستين؛ فانديفورت‪ ،‬أليسون؛ وبينيت‪ ،‬دونا (مرخص بموجب ‪CC-BY-NC-‬‬
‫‪. )SA‬‬
‫\‪4‬زرزور إبراهيم المسألة البيئية والتنمية المستدامة «الملتقى الوۚط ني حول إقتصاد الببيئة والتنمية‬
‫–‪،‬المركز الجامعي بالمدية يومي ‪6-7-2006.‬ص ‪1‬‬
‫\‪5‬محمد طالبي ومحمد ساحل ‪،‬أهمية الطاقة المتجددة ࢭو حماية البيئة ألجل التنمية المستدامة –‬
‫مجلةالباحث –عدد ‪06-‬سنة ‪ 2008‬ص‪203‬‬
‫\‪6‬بدائل الوقوداألحفوري ‪،‬من موسوعةأساسيات علم البيئة‪،‬الموقع اإللكتروني‬
‫‪www.ah2bee.com‬‬

You might also like