Professional Documents
Culture Documents
المقدمة
يدرك الجميع أن البيئة هي الحياة و أن الحصول علي بيئة نظيفة وجيدة هو حق من حقوق
اإلنسان ،فمن حق الفرد أن يعيش في بيئة سليمة و صحية ،نظيفة و خالية من التلوث البيئي .و في
ظل التغيرات المناخية الواضحة التي يشهدها العالم و تفاقم التلوث البيئي الذي أذى إلى ظهور
األمراض المتعددة ،و هذا راجع كله لما أفرزه التقدم التكنولوجي الذي أسفر عن انبعاث غازات
االحتباس الحراري الناتجة من استخدام الطاقة االحفورية التي لها صلة و ثيقة بهذه التغيرات البيئية
الوخيمة .و بعدما بدأت الدراسات المهتمة بالبيئة تأخذ مأخذ جد ،و ظهرت العديد من المؤلفات و
البحوث ،و عقدت عدة ندوات و مؤثرات ،و وقعت الكثير˼ من االتفاقيات المهمة بحماية البيئة وفقا
لقوانين˾ بيئية ردعية .في هذا المضمار أضحت الطاقة المتجددة تشكل أحد أهم المعاييرألجل حماية
البيئة
تعتبر الصناعة المعتمدة علي الوقود االحفوري مثل الفحم و النفط والغاز الطبيعي كمصدر للطاقة من
أكبر مصادر الملوثات الهوائية حيث تنطلق منها عدة غازات سامة وضارة بالبيئة واالنسان
يتم توليد جزء كبير من غازات الدفيئة التي تحيط باألرض وتحبس حرارة الشمس من خالل إنتاج
الطاقة ،عن طريق حرق الوقود األحفوري لتوليد الكهرباء وتشغيل المصانع والمصافي .
تتعدد صور التأثير السلبي للوقود األحفوري على البيئة ومنها تلوث الهواء تلوث الماء ،التغير
المناخى تآكل طبقة اآلوزون.
يعتبر الوقود األحفوري ،مثل الفحم والنفط والغاز ،هو إلى حد بعيدأكبر مساهم في تغير المناخ
العالمي ،إذ يمثل أكثر من 75في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية وحوالي 90في المائة
من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون
.و في ضوء االستهالك العالمي المتزايد من موارد الطاقة التقليدية ،و التي يعيبها نضوبها و تكلفة
استغاللها ،و التأثير˼ السلبي الستخدامها على البيئة ،تنبأ الفكر اإلنساني˻ إلى إمكانية اإلستفادة من
هذا النوع من الطاقة الجديدة و المتجددة ،و زادت الجاذبية االقتصادية الستخدامها .فاعتبرت في
الوقت الراهن كمحرك أساسي الزدهار االقتصاد و الصناعة اإلنتاجية للطاقة الصديقة للبيئة .و من
ثمة ،كان الدافع وراء هذا الخيار االستراتيجي الستخدام الطاقة المتجددة ،هو اإلمكانية الهائلة لتوافر
هذا النوع من الطاقة المتجددة في العالم خاصة في بلدان الدول العربية ،و باعتبارها نظيفة غير
ملوثة للمحيط البيئي إضافة إلى العائد من استخدامها في المجال االقتصادي ،و االجتماعي كتوفير
فرص العمل المرتبطة بهذه التكنولوجي
ولكن قبل الدخول في تفصيل ذلك فإن األمر يقتضي منا تعريف البيئة تتعدد تعريفات تلك األخيرة
ولكن ما سيتم تناوله هو أحد هذه التعريفات الذي يمكن أن يكون أقرب لموضوع البحث ومؤداه أن
البيئة هي اإلطار الذي يحيا فيه اإلنسان مع غيره من الكائنات الحية ،بما يضمه من مكونات فيزيائية
وكيميائية وبيولوجية واجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية يحصل منها اإلنسان على مقومات
حياته .وحركة العنصر البشري المتمثلة في استخدامه للموارد المتاحة تكون بهدف إشباع حاجاته
اإلنسانية المتطورة والالنهائية.
واستخدام اإلنسان للبيئة في سياق التعريف السابق في مجال الطاقة أحدث العديد من التلوث للبيئة من
ناحية الهواء والغذاء وتعتبر الصناعات التي تعتمد على الوقود األحفوري كالفحم ،النفط ،الغاز
الطبيعي ،كمصدر أساسي للطاقة من أكبر مصادر الملوثات الهوائية إذ ينطلق منها عند احتراقها
كميات كبيرة جدًا من الغازات والجسيمات التي تعمل من خالل تراكمها في الغالف الجوي على
تغيير إفساد تركيبة الهواء ،مما يؤدي إلى حدوث خلل في نظامه األيكولوجي يصبح معه الهواء
مصدرًا لكثير من المخاطر واألضرار التي باتت تهدد كافة صور الحياة على األرض ،وذلك نتيجة
لتعدد أنواع الغازات والشوائب التي تتصاعد إلى الهواء نتيجة إحراق الوقود في المصانع ،ومحطات
القوي وفي المصافي وفي محركات السيارات .مما يجعل الهواء ملوثًا باآلتي:
1ـ تلوث الهواء بثاني أكسيد الكربون.
2ـ تلوث الهواء بثاني أكسد الكبريت ،وأكاسيد النيتروجين ،وأول أكسيد الكربون.
3ـ تلوث الهواء بعادم السيارات والرصاص.
و مما الشك فيه انه عند ما يتلوث الهواء فإن تأثيراته واضحة علي بقية البيئة مثل حدوث تلوث
للتربة و المساهمة في سقوط األمطار الحامضية و األضرار الناجمة من هذا التلوث علي االنسان من
حيث الجهاز التنفسي وبعض األمراض المزمنة و هذا ما نالحضه في مصافي الدولة الليبية حيث
غياب الصيانة والتتبع التام لعمليات التنقية و التصفية للغازات المنبعثة أدي ذالك لتلوث البيئة
المحيطة بالمصافي .
يشهد العالم منذ أواخر القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين تفاقم التحديات البيئية العالمية،
لعل من أبرزها ظواهر االحتباس الحراري والتغير المناخي وفقدان التنّو ع اإليكولوجي وندرة بعض
الموارد الطبيعية وغيرها .في هذا اإلطار ،تجمع مختلف التقارير على دور مصادر الطاقة التقليدّية
في هذه المؤشرات الخطيرة التي تنبئ باألسوأ إذا لم يقع اتخاذ إجراءات هيكلية لتغيير المنوال الطاقّي
خصوصا في الدول الّنامية مثل ليبيا .
في هذا السياق دعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى إنهاء طريقة استخدام الوقود
األحفوري بال أي قيود في أسرع وقت ممكن “إذا كان العالم يريد أن يتجنب تغيرا خطيرا في المناخ.
وطالبت الهيئة ،التي تدعمها األمم المتحدة ،إلى العمل على أن يكون إنتاج معظم الكهرباء في العالم
من مصادر منخفضة الكربون بحلول 2050مؤكدة على ضرورة التخطيط إلنهاء استخدام الوقود
األحفوري بشكل نهائي بحلول .2100
تعتمد أنظمة الطاقة في معظم األنظمة االقتصادية ولسميا في ليبيا بشكل كبير على احتراق الوقود
األحفوري .وخالل عملية االحتراق يتم تحويل عناصر الكربون والهيدروجين الموجودة في الوقود
األحفوري بشكل رئيسي إلى غاز ثاني أكسيد الكربون CO2وماء ،H2Oوهو ما يصاحبه تحول
الطاقة الكيميائية الموجودة في الوقود إلى حرارة .تستخدم هذه الحرارة المولدة بشكل عام استخداًم ا
مباشًر ا أو في إنتاج الطاقة الميكانيكية مع وجود بعض الفاقد أثناء التحول التي عادًة ما تستخدم في
توليد الكهرباء أو في وسائل المواصالت.
عادة ما يكون قطاع الطاقة هو القطاع األهم في قوائم حصر انبعاثات غاز االحتباس الحراري آما أنه
يمثل ما يزيد عن 90في المائة من انبعاثات غاز ثاني أآسيد الكربون CO2و 75في المائة من
إجمالي انبعاثات غاز االحتباس الحراري في الدول المتقدمة .آما يمثل غاز ثاني أكسيد الكربون
CO2 95في المائة من انبعاثات قطاع الطاقة ،بينما تعمل غازات الميثان وأكسيد النتروجين على
إحداث التوازن .وعادًة ما يمثل االحتراق الثابت ما يقرب من 70في المائة من انبعاثات غاز
االحتباس الحراري الصادرة من قطاع الطاقة .حيث أن حوالي نصف هذه االنبعاثات يأتي من عملية
االحتراق في الصناعات المقترنة بالطاقة خاصة من مصانع الطاقة ومعامل التكرير .بينما يتسبب
االحتراق المتحرك النقل البري ووسائل المواصالت األخرى في حوالي ربع انبعاثات قطاع الطاقة.
االنبعاثات الناتجة عن احتراق الوقود األحفوري
تشير التقديرات التي تضمنها تقرير أعده البنك الدولي إلى أن تكلفة األضرار الصحية الناجمة عن
تلوث الهواء تبلغ 8.1تريليونات دوالر في السنة ،أي ما يعادل %6.1من إجمالي الناتج المحلي
العالمي
ويوصي خبراء بضرورة التحرك نحو البحث عن بدائل نظيفة ومستدامة للوقود األحفوري ،مثل
الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء ،ويتطلب ذلك جهوًدا مشتركة من الحكومات والشركات
والمجتمعات المحلية لتشجيع التحول إلى منظومة طاقة أكثر استدامة ،تهدف إلى الحد من انبعاثات
الغازات الدفيئة والحفاظ على البيئة والمناخ لألجيال القادمة.
العلم واضح :لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ ،يجب خفض االنبعاثات بمقدار النصف تقريًبا بحلول عام
2030والوصول بها إلى مستوى الصفر بحلول عام .2050
ولتحقيق ذلك ،نحتاج إلى التخلص من اعتمادنا على الوقود األحفوري واالستثمار في مصادر بديلة
للطاقة تكون نظيفة ومتاحة وفي المتناول ومستدامة وموثوقة
فيما يلي خمسة أسباب تجعل تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة هو الطريق إلى كوكب سليم وصالح
للعيش لألجيال الحالية والقادمة.
-1مصادر الطاقة المتجددة في كل مكان حولنا
يعيش حوالي 80في المائة من سكان العالم في بلدان تستورد الوقود األحفوري ،أي حوالي 6مليار
نسمة يعتمدون على الوقود األحفوري القادم من بلدان أخرى ،مما يجعلهم عرضة للصدمات
واألزمات الجيوسياسية.
في المقابل ،تتوافر مصادر الطاقة المتجددة في جميع البلدان ،ولم يتم استغالل إمكاناتها بالكامل بعد.
ترى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن 90في المائة من كهرباء العالم يمكن وينبغي أن تولد من
الطاقة المتجددة بحلول عام .2050
تمكن مصادر الطاقة المتجددة من التخلص من االعتماد على الواردات ،مما يسمح للبلدان بتنويع
اقتصاداتها وحمايتها من التقلبات غير المتوقعة في أسعار الوقود األحفوري ،مع دفع النمو
االقتصادي الشامل ،وخلق فرص عمل ،والتخفيف من حدة الفقر.
-2الطاقة المتجددة أقل تكلفة
الطاقة المتجددة هي في الواقع هي األقل تكلفة في معظم أنحاء العالم اليوم .أسعار تكنولوجيات الطاقة
المتجددة تنخفض بسرعة .فقد انخفضت تكلفة الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية بنسبة 85في
المائة بين عامي 2010و .2020وانخفضت تكلفة طاقة الرياح البرية والبحرية بنسبة 56في المائة
و 48في المائة على التوالي.
بفضل انخفاض تكلفتها ،تعد الطاقة المتجددة أكثر جاذبية في كل مكان ،بما في ذلك في البلدان
المنخفضة والمتوسطة الدخل ،حيث سيكون معظم الطلب اإلضافي على الكهرباء المتجددة .وإن
انخفاض األسعار يتيح فرصة حقيقية لتوفير الكثير من إمدادات الطاقة الجديدة على مدى السنوات
القادمة من مصادر منخفضة الكربون.
يمكن أن توفر الكهرباء المنخفضة التكلفة المولدة من المصادر المتجددة 65في المائة من إجمالي
إمدادات الكهرباء في العالم بحلول عام .2030كما يمكن أن تزيل الكربون عن 90في المائة من
قطاع الطاقة بحلول عام ،2050مع الحد من انبعاثات الكربون بشكل كبير والمساعدة في التخفيف
من آثار تغير المناخ.
تقول الوكالة الدولية للطاقة إنه على الرغم من توقع بقاء تكاليف الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في
عامي 2022و 2023أعلى من مستويات ما قبل الجائحة بسبب االرتفاع العام في أسعار السلع
والشحن ،فإن قدرتها التنافسية تتحسن بالفعل جراء الزيادات األكثر حدة في أسعار الغاز والفحم.
الملخص
يعُّد الوقود األحفوري طاقة غير متجددة ألن المواد والكائنات التي تكّو نه تستغرق ماليين السنين
لتتحول إلى وقود فال يمكن استبداله عند استخدامه .وقد يكون الوقود األحفوري مواد صلبة أو سائلة
أو غازات وجميع أنواع الوقود األحفوري عبارة عن هيدروكربونات وهي فئة من المواد الكيميائية
تتكون فقط من ذرات الكربون والهيدروجين .ومن أكثر أنواع الوقود األحفوري شيوًعا الفحم والنفط
والغاز الطبيعي.
الوقود االحفوري له أضرار سيئة علي المدي القريب او البعيد علي البيئة و يجب التقليل من
استخدامه و إيجاد البدائل له
تتميز الطاقة المتجددة بأنها تنبثق من مصادر طبيعية تجدد بشكل مستمر ،مثل الشمس والرياح
والماء .هذا التمّيز يتيح الفرصة للبلدان للحد من اعتمادها على الوقود األحفوري ،وبالتالي تقليل
انبعاثات الغازات الدفيئة والتلوث البيئي .باإلضافة إلى ذلك ،تعزز استخدام الطاقة المتجددة من
مستويات االستدامة البيئية وتحافظ على الثروات الطبيعية لألجيال القادمة.
تتطلب تحوالت الطاقة المتجددة تطوير تقنيات وتكنولوجيات جديدة ،مما يدفع بعض الحكومات
لالستثمار في مشاريع االبتكار والبحث والتطوير لتهيئة البنية التحتية الستقبال مصادر الطاقة
المتجددة .وبالتالي تسهم هذه العمليات في نشر المعرفة العلمية وتعزز من تطوير قطاعات
التكنولوجيا الوطنية ،مما ينعكس إيجابيًا على التنافسية االقتصادية للبلدان مستقبًال.
خالصة القول إن البلدان التي تمتلك مصادر طاقة متجددة تمتلك أدوات قوية لتحقيق تعاٍف اقتصادي
أسرع وأكثر استدامة .فاالعتماد على مصادر الطاقة المتجددة ال يمتد فقط إلى تقليل انبعاثات
الكربون وحماية البيئة ،بل يمتد أيضًا إلى تعزيز االبتكار وتوفير فرص عمل جديدة .من خالل
تطوير قطاعات الطاقة المتجددة ،يمكنها تعزيز استقالليتها من الطاقة وتحقيق استقرار اقتصادي
يكون خط مناعي في مواجهة التحديات االقتصادية المستقبلية .بالتالي ،يعد اتخاذ خطوات نحو تعزيز
استخدام الطاقة المتجددة استثمارًا ذكيًا يعود بالنفع على الصعيدين البيئي واالقتصادي ،ويساهم بشكل
كبير في تعزيز قدرة البلدان على التعافي من األزمات االقتصادية بسرعة وقوة.
أصبحت دول العالم في الوقت الحالي ،تدلي اهتماما كبيرا لنمو والتطور االقتصادي والتكنولوجي،
لذا فالتوجه الحديث أصبح يبحث في كيفية تحقيق هذا الهدف لكن ليس على حساب الوسط البيئي الذي
نعيش فيه ،فالطاقات التقليدية مثل البترول والفحم والغاز ،لم تفعل سوى تدمير البيئة ،وبالتالي فقد
كان الحل للحفاظ على وتيرة النمو االقتصادي والتكنولوجي مع الحفاظ على البيئة ،ىهو اللجوء إلى
مصادر أخرى لمصادر طاقة التي ال تأثر سلبا على البيئة ،مثل الطاقة الشمسية ،طاقة المياه ،وطاقة
الرياح وغيرها .
المراجع
\1الوقود األحفوري من مقدمة للجيولوجيا بقلم جونسون وآخرون1990
\2الفصل :4الطاقة غير المتجددة من مقدمة إلى العلوم البيئية :الطبعة الثانية ( )2018الكتب \
3المدرسية المفتوحة للعلوم البيولوجية من تأليف زيندر ،كارالين؛ مانويلوف ،كالينا؛ موتي،
صموئيل؛ موتي ،كريستين؛ فانديفورت ،أليسون؛ وبينيت ،دونا (مرخص بموجب CC-BY-NC-
. )SA
\4زرزور إبراهيم المسألة البيئية والتنمية المستدامة «الملتقى الوۚط ني حول إقتصاد الببيئة والتنمية
–،المركز الجامعي بالمدية يومي 6-7-2006.ص 1
\5محمد طالبي ومحمد ساحل ،أهمية الطاقة المتجددة ࢭو حماية البيئة ألجل التنمية المستدامة –
مجلةالباحث –عدد 06-سنة 2008ص203
\6بدائل الوقوداألحفوري ،من موسوعةأساسيات علم البيئة،الموقع اإللكتروني
www.ah2bee.com