You are on page 1of 22

‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬

2020/‫تشرين الثاني‬/‫الجزء الثالث‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬

‫أثر عمميات التجوية عمى المواقع األثرية في محافظة واسط‬

‫ عبد الكريم عباس كريم گهار‬:‫الباحث‬ ‫ناصر والي فريح الركابي‬.‫د‬.‫أ‬


‫جامعة واسط_ كمية التربية لمعموم اإلنسانية‬
‫المستخمص‬
‫تعد عمميات التجوية واحدة من أىم العمميات الجيومورفولوجية التي تمارس تأثيرىا عمى المواقع‬
,‫ أذ ىي عبارة عن عمميات خارجية تمارس نشاطيا عمى سطح األرض‬,‫األثرية في منطقة الدراسة‬
‫وبذلك تقع التجوية ضمن تصنيف العمميات المورفومناخية لكون األغمب منيا تقع تحت تأثير‬
‫الظروف المناخية ىذا فيما يتعمق بالتجوية الفيزيائية والكيميائية التي تتوقف عمى طبيعة المناخ الجاف‬
‫ وال يكاد يخمو موقع‬,‫ في حين تتوقف التجوية الحياتية عمى عمل اإلنسان وممارسة نشاطو‬,‫والرطب‬
‫ أ و عمى جدرانو بالنسبة‬,‫أثري من تأثير عمميات التجوية سواء عمى سطحو بالنسبة لتالل األثرية‬
‫ ومن ثم وضع‬,‫ وىذا يتطمب من فرق الصيانة األثرية أن تتابع التجوية وتأثيرىا‬,‫لممباني التاريخية‬
.‫وسائل تحد من نشاطيا قدر اإلمكان‬
The impact of weathering operations on archaeological sites in
Wasit governorate

Prof. Dr. Nassir Wally Fraih Al_Rikabi


Researcher.Abd al_kareem Abbss kareem Ghar
Abstract
Weathering is one of the most important geomorphological processes that
exert their influence on archaeological sites in the study area, They are
external processes that operate on the surface of the Earth, Thus weathering
falls within the classification of morphoclimatic processes because most of
them fall under the influence of this climatic conditions with respect to
physical and chemical weathering, which depends on the nature of dry and
wet climate, While weathering depends on the work of human and the
exercise of his activity, An archaeological sites is hardly devoid of the impact
of weathering operations either on its surface for archaeological hills or on its
walls for historic buildings, This requires archaeological maintenance teams
to monitor weathering and impact, and then develop means to limit their
activity as much as possible.

335
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬

‫ــــ مشكمة البحث ‪:‬‬


‫(ىل لعمميات التجوية أث ًار عمى المواقع األثرية في منطقة الدراسة؟)‬
‫ــــ فرضية البحث ‪:‬‬
‫( لعمميات التجوية تأثي اًر بار اًز عمى المواقع األثرية في منطقة الدراسة‪ ,‬متمثمة بأنواعيا المتعددة )‬
‫ــــ هدف الدراسة ‪ :‬تيدف الدراسة الى بيان األثر الذي تتركو عمميات التجوية في المواقع األثرية‪ ,‬من‬
‫خالل التأثير الذي تمارسو الظروف الطبيعية والبشرية‪ ,‬والتعرف عمى العمميات األكثر برو ًاز في تمك‬
‫المواقع أيض ًا‪.‬‬
‫ــــ الحدود المكانية ‪:‬‬
‫تقع منطقة الدراسة جغرافي ًا في المنطقة الوسطى‪ ,‬وتحديدًا عند القسم الجنوبي من وسط العراق‪,‬‬
‫وتحدىا من الشمال محافظة ديالى‪ ,‬ومن الشمال الغربي محافظة بغداد‪ ,‬وتتمثل حدودىا من‬
‫الغرب بمحافظة ميسان‪ ,‬في حين من الشرق تتمثل بالحدود السياسية بين الع ارق وايران‪ ,‬خريطة‬
‫‪5 -‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال)‪,‬‬
‫(‪ ,)1‬أما موقع منطقة الدراسة فمكي ًا فأنيا تقع بين دائرتي عرض ( ‪ 22 2 _ 27 77‬شما ً‬
‫وخطي طول ( ‪ 465 23- _445 23-‬شرق ًا)‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬

‫الخريطة (‪)1‬‬
‫موقع منطقة الدراسة‬

‫المصدر‪ :‬الباحث باألعتماد المرئية الفضائية ‪ ,Land Sat 8‬برمجيات ‪ArcGIS 10.4‬‬

‫‪333‬‬
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬

‫أوال ‪ :‬التجوية( ‪)Weathering‬‬


‫وىي أحد تمك العمميات التي تتأثر بشكل كبير‪ ,‬والتي تجري عمى الصخور فتعمل عمى‬
‫تيشيميا بعدة طرق ( كالتفتت والتفمق والتميؤ والتحمل واألكسدة والتبمور والذوبان والتقشر)‪ ,‬وبعبارة‬
‫أخرى ىي عمميات‬
‫ال ع ن تحميل الصخور ومعادنيا بواسطة العمل الكيميائي والميكانيكي‬
‫تكسير وتيشيم‪ ,‬فض ً‬
‫لمجموعة العناصر المناخية دون حدوث أي تحرك أو إزاحة عن مواقعيا عمى السطح (‪ .) 1‬وتتوقف‬
‫ال عن طبيعة المواد الالحمة بين ذراتيا‪ ,‬فيما‬
‫عممية التجوية عمى التكوين المعدني لمصخور‪ ,‬فض ً‬
‫ال عن ذلك فإن لنوعية الصخور دو ًار في نشوء‬ ‫يحددان التفكك الصخري الميكانيكي او الكيميائي‪ ,‬فض ً‬
‫العمميات الجيومورفولوجية وتطورىا ومنيا التجوية (‪ .) 2‬وىذا يعود الى أن أغمب ىذه العمميات تبدأ فعميا‬
‫من التجوية لكونيا تعمل عمى تييئة الكتل الصخرية إلى مواد تكون قابمة لعمميات الحت والنقل‬
‫والترسيب‪ ,‬كما إنيا تساىم في تكوين الترب وتطويرىا‪.‬‬
‫وتتعرض جميع أنواع الصخور لفعل التجوية عند ظيورىا عمى سطح األرض‪ ,‬والتي ينجم من‬
‫خالليا أشكال أرضية جديدة أو تعديل لألشكال األرضية القديمة تبع ًا لالختالفات في التراكيب‬
‫الصخرية من ناحية‪ ,‬والمدة الزمنية التي تتعرض الصخور فييا لفعل التجوية من ناحية آخرى‪,‬‬
‫فيتعرض سطح األرض أو القرب منو لفعل التجوية وتقل تدريجي ًا كمما تقدمنا نحو باطن األرض (‪.) 3‬‬
‫وتختمف أشكال التجوية وصورىا في المواقع األثرية لمنطقة الدراسة‪ ,‬تبع ًا لالختالفات في العوامل‬
‫التي تساعد عمى نشاطيا وأىميا العوامل المناخية والتركيب المعدني لصخور المباني‪ ,‬ويمكن أن‬
‫ينحصر تأثير التجوية الكيميائية بنسبة كبيرة عمى المباني التأريخية القديمة‪ ,‬أما التجوية الميكانيكية‬
‫فتظير بشكل كبير عمى التالل األثرية او األيشانات القديمة‪ ,‬وتبرز آثار التجوية بشكل واضح عمى‬
‫المواقع األثرية التي تتعرض لعمميا بشكل مستمر‪ ,‬والتي تعكس توافر الظروف المناخية المكونة ليا‪,‬‬
‫إذ إن التجوية بنوعييا الميكانيكي والكيميائي قد تحدث في مكان وال يمكن أن تحدث في مكان آخر‪,‬‬
‫إذ تتباين عمميات التجوية زمانياً ومكانياً‪ ,‬وتنقسم عمى قسمين‪:‬‬
‫‪ _1‬التجوية الفيزياوية ( ‪) Physical Weathering‬‬
‫ويمكن تعريفيا بكونيا عممية تفكك وتفتت صخور المباني األثرية بصورة طبيعية‪ ,‬ومن ثم‬
‫تتحول إلى حطام أو مفتتات ص غيرة بدون أي تغير في تركيبيا الكيميائي‪ ,‬بمعنى أن التركيب‬
‫الكيميائي والمحتوى الرطوبي لمادة الحطام أو الفتات تبقى عمى الموضع نفسو التي كانت عمييا‬
‫صخور األم (‪ . ) 4‬وتشمل العمميات الميكانيكية التي تقوم بتوليد قوى فيزياوية التي تقوم بتكسير‬

‫‪333‬‬
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬

‫الصخور‪ ,‬وتعد التجوية الميكانيكية ىي السائدة في المنطقة تبعاً لمظروف المالئمة لذلك‪ ,‬إذ إن‬
‫مجموعة العوامل المناخية عممت عمى تكوين البيئة المالئمة لتنشيط عممية التجوية الميكانيكية ‪ ,‬فكان‬
‫في تجوية أسطح المباني القديمة نتيجة تأثر مادة‬ ‫كبير‬
‫أثر ٌ‬‫ال أو نيا ًار ٌ‬
‫لمتباين في درجات الح اررة لي ً‬
‫األجر أو مواد البناء األخرى بيذا التباين‪ ,‬مما أدى إلى توليد قوى لتشقق وتفكك المباني‪ ,‬أما تأثير‬
‫التجوية الميكانيكية فيتضح بتأثير التالل األثرية بجذور النباتات الذي تعمل عمى توسيع شقوق مواد‬
‫التربة والبناء‪ ,‬وتحدث التجوية الميكانيكية من خالل تميؤ‬
‫ال عن ما تقوم بو قوة تصادم قطرات التساقط المطري من انفصال‬
‫البمورات الممحية أيض ًا‪ ,‬فض ً‬
‫ذرات التربة وتييئتيا لعمميات التعرية الصفائحية‪ ,‬إذ إن التجوية تكون أكثر وضوح ًا في التالل األثرية‬
‫ذات الصخور أو الترب الرممية منيا في الصخور الصمبة او الجالميد‪ ,‬إذ تعدد العوامل التي تساعد‬
‫عمى نشاط التجوية الميكانيكية في المواقع األثرية فمنيا طبيعية وأخرى بشرية‪ ,‬وبذلك تييأ الفتات‬
‫ألسطح المباني القديمة لنشاط التعرية في الموقع األثري‪ ,‬وبيذا تسبق التجوية الميكانيكية عمميات‬
‫التعرية التي تقوم بنقل وترسيب المفتتات السطحية لممواقع األث رية في المناطق التي تقل فييا سرعتيا‪,‬‬
‫وفيما يأتي تفصيل ألىم أنواع التجوية الفيزياوية في المواقع األثرية المتواجدة في منطقة الدراسة‪:‬‬
‫أ_ التجوية الحرارية ( بفعل تغيرات درجة الح اررة )‬
‫يعد عنصر الح اررة من أكثر العناصر المناخية تأثي ًار في عممية التجوية‪ ,‬بفعل ما يتركو ىذا‬
‫النوع من تشققات وتشظي وتقشر في الصخور‪ ,‬ويحدث ىذا النوع من التجوية بفعل التغيرات في‬
‫درجات الح اررة اليومية والفصمية‪ ,‬أذ يترتب عمى ىذه التغيرات الكثير من اإلجياد لصخور المباني‬
‫األثرية ومواد بنائيا‪ ,‬وتعد منطقة الدراسة بيئة مالئمة ليذا النوع‪ ,‬لم ا تشيده من ارتفاع وانخفاض في‬
‫درجات الح اررة اليومية والفصمية‪ ,‬نتيجة لالختالف في زاوية سقوط اإلشعاع الشمسي وطول النيار‪,‬‬
‫ال عن أتساع المدى الحراري خالل شير تموز من خالل البيانات المناخية في منطقة الدراسة‪ ,‬إذ‬
‫فض ً‬
‫سجمت محطات الدراسة أكبر قيم المدى خالل أشير (تموز‪ ,‬آب‪ ,‬أيمول)‪ ,‬الجدول(‪,)1‬الشكل(‪)1‬‬
‫وبمغت قيم المدى الحراري خالل ىذه األشير في محطة الحي (‪16,6 ,16,1 ,15,6‬م‪ )5‬عمى‬
‫التوالي‪ ,‬ومحطة الكوت(‪18,4 ,18,1 ,17,6‬م‪ ,)5‬ومحطة بدرة (‪17,2 ,17,5 ,16,8‬م‪ ,)5‬في حين‬
‫بمغت قيم المدى الحراري خالل ىذه األشير في محطة العزيزية نحو( ‪17,2 ,17,6 ,16,9‬م‪ , )5‬في‬
‫حين بمغ المدى الحراري السنوي نحو( ‪14,4 ,12,8 ,14,6 ,12,6‬م‪ )5‬لكل من محطة الحي‬
‫والكوت وبدرة والعزيزية‪ ,‬أذ ينعكس عمى أرتفاع درجات الح اررة وأتساع مداىا تمدد المعادن المكونة‬
‫لمصخور ومواد البناء لممدن األثرية‪ ,‬بالمقابل يؤدي قمة المدى الحراري واالنخفاض في درجات الح اررة‬

‫‪333‬‬
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬

‫انكماش في المعادن المكونة ليا‪ ,‬وبتعاقب عمميتي التمدد واالنكماش لمعادن صخور المباني األثرية‬
‫ومواد بنائيا‪ ,‬فإنيا تؤدي الى تشقق وتقشر أو تفمق وانفصال جدران المباني األثرية‪ ,‬وىذا يتضح من‬
‫خالل المشاىدة الميدانية لجدران مدينة واسط والصخور الموجودة فوق أسطح التالل األثرية‪ .‬كما في‬
‫الصور (‪.)4 ,2 ,7 ,1‬‬
‫الجدول (‪ ) 1‬المعدالت الشهرية والسنوية لدرجات الحرارة العظمى والصغرى والمدى في محطات الدراسة لممدة‬
‫(‪)2017_ 1987‬‬
‫الشهر‬
‫المعدل السنوي‬

‫درجات الحرارة‬
‫تشرين الثاني‬

‫تشرين األول‬

‫كانون الثاني‬
‫كانون األول‬

‫حزيران‬

‫نيسان‬
‫مايس‬
‫أيمول‬

‫تموز‬

‫شباط‬
‫آذار‬
‫آب‬

‫المحطة‬
‫‪18, 9‬‬ ‫‪8, 8‬‬ ‫‪13, 1‬‬ ‫‪20, 6‬‬ ‫‪25, 4‬‬ ‫‪29, 5‬‬ ‫‪29, 8‬‬ ‫‪28, 1‬‬ ‫‪24, 6‬‬ ‫‪18, 4‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪8, 9‬‬ ‫‪6, 8‬‬ ‫الصغرى‬
‫‪32, 5‬‬ ‫‪19, 4‬‬ ‫‪25, 6‬‬ ‫‪35, 5‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪45, 6‬‬ ‫‪45, 4‬‬ ‫‪43, 5‬‬ ‫‪38, 8‬‬ ‫‪31, 9‬‬ ‫‪25, 4‬‬ ‫‪20, 3‬‬ ‫‪17, 1‬‬ ‫العظمى‬ ‫الحي‬
‫‪13, 6‬‬ ‫‪10, 6‬‬ ‫‪12, 5‬‬ ‫‪14, 9‬‬ ‫‪16, 6‬‬ ‫‪16, 1‬‬ ‫‪15, 6‬‬ ‫‪15, 4‬‬ ‫‪14, 2‬‬ ‫‪13, 5‬‬ ‫‪12, 4‬‬ ‫‪11, 4‬‬ ‫‪10, 3‬‬ ‫المدى‬
‫‪17, 2‬‬ ‫‪8, 1‬‬ ‫‪12, 2‬‬ ‫‪18, 3‬‬ ‫‪22, 9‬‬ ‫‪27, 1‬‬ ‫‪27, 6‬‬ ‫‪25, 6‬‬ ‫‪22, 3‬‬ ‫‪17, 2‬‬ ‫‪11, 7‬‬ ‫‪7, 6‬‬ ‫‪6, 1‬‬ ‫الصغرى‬
‫‪31, 8‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪34, 6‬‬ ‫‪41, 3‬‬ ‫‪45, 2‬‬ ‫‪45, 2‬‬ ‫‪42, 9‬‬ ‫‪38, 1‬‬ ‫‪31, 1‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪19, 5‬‬ ‫‪16, 3‬‬ ‫العظمى‬ ‫الكوت‬
‫‪14, 6‬‬ ‫‪10, 9‬‬ ‫‪12, 8‬‬ ‫‪16, 3‬‬ ‫‪18, 4‬‬ ‫‪18, 1‬‬ ‫‪17, 6‬‬ ‫‪17, 3‬‬ ‫‪15, 7‬‬ ‫‪13, 9‬‬ ‫‪12, 3‬‬ ‫‪11, 9‬‬ ‫‪10, 2‬‬ ‫المدى‬
‫‪18, 2‬‬ ‫‪8, 4‬‬ ‫‪11, 8‬‬ ‫‪19, 9‬‬ ‫‪24, 3‬‬ ‫‪28, 1‬‬ ‫‪29, 1‬‬ ‫‪26, 9‬‬ ‫‪23, 5‬‬ ‫‪18, 1‬‬ ‫‪12, 8‬‬ ‫‪8, 7‬‬ ‫‪6, 8‬‬ ‫الصغرى‬
‫‪32, 1‬‬ ‫‪18, 4‬‬ ‫‪24, 8‬‬ ‫‪34, 9‬‬ ‫‪41, 6‬‬ ‫‪45, 6‬‬ ‫‪45, 9‬‬ ‫‪43, 5‬‬ ‫‪38, 9‬‬ ‫‪31, 2‬‬ ‫‪24, 8‬‬ ‫‪19, 5‬‬ ‫‪16, 4‬‬ ‫العظمى‬ ‫بدرة‬
‫‪13, 8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪17, 3‬‬ ‫‪17, 5‬‬ ‫‪16, 8‬‬ ‫‪16, 6‬‬ ‫‪14, 8‬‬ ‫‪13, 1‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪10, 8‬‬ ‫‪9, 6‬‬ ‫المدى‬
‫‪17‬‬ ‫‪7, 3‬‬ ‫‪11, 2‬‬ ‫‪18, 5‬‬ ‫‪23, 2‬‬ ‫‪27, 1‬‬ ‫‪27, 7‬‬ ‫‪25, 4‬‬ ‫‪21, 8‬‬ ‫‪16, 4‬‬ ‫‪11, 3‬‬ ‫‪7, 6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الصغرى‬
‫‪31, 4‬‬ ‫‪18, 1‬‬ ‫‪24, 2‬‬ ‫‪33, 8‬‬ ‫‪40, 5‬‬ ‫‪44, 7‬‬ ‫‪44, 6‬‬ ‫‪42, 4‬‬ ‫‪37, 7‬‬ ‫‪30, 6‬‬ ‫‪24, 6‬‬ ‫‪19, 4‬‬ ‫‪16, 4‬‬ ‫العظمى‬ ‫العزيزية‬
‫‪14, 4‬‬ ‫‪10, 8‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪15, 3‬‬ ‫‪17, 3‬‬ ‫‪17, 6‬‬ ‫‪16, 9‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪15, 9‬‬ ‫‪14, 2‬‬ ‫‪13, 3‬‬ ‫‪11, 8‬‬ ‫‪10, 4‬‬ ‫المدى‬

‫المصدر ‪ :‬وزارة النقل‪ ,‬الهٌئة العامة لألنواء الجوٌة‪ ,‬قسم المناخ‪ ,‬بٌانات غٌر منشورة‪7102 ,‬‬

‫‪343‬‬
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬

‫الشكل (‪ )1‬المعدالت الشهرية والسنوية لممدى الحراري في محطات الدراسة لممدة(‪)2017_1987‬‬

‫‪20‬‬
‫‪18‬‬
‫‪16‬‬
‫‪14‬‬
‫‪12‬‬
‫‪10‬‬
‫‪8‬‬
‫‪6‬‬
‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬

‫الحً‬ ‫الكوت‬ ‫بدرة‬ ‫العزٌزٌة‬

‫المصدر‪ :‬الباحث باالعتماد عمى الجدول (‪)1‬‬

‫الصورة (‪ )7‬توضح تقشر القطع‬ ‫الصورة (‪ )0‬توضح تقشر الجدران بفعل تغٌر‬
‫الصخرٌة بفعل تغٌر الحرارة‬ ‫الحرارة ( بناٌة النجمً )‬
‫( بىايت انىجمي )‬

‫‪E45 09 15 N32 44‬‬ ‫‪E 45 55 83 N‬‬


‫‪57‬‬ ‫‪33 07 31‬‬

‫المصدر ‪ _:‬الدراسة الميدانية بتاريخ ‪7319/7/2‬‬

‫‪343‬‬
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬

‫الصورة (‪ )4‬توضح أثر التباٌن الحراري على‬ ‫الصورة (‪ )3‬توضح أثر التغٌرات فً الحرارة‬
‫تشقق الصخور ( تل ابوغرٌب)‬ ‫على تفلق الصخور( تل العكر )‬

‫المصدر ‪ _:‬الدراسة الميدانية بتاريخ ‪2019/4/14‬‬ ‫المصدر ‪ :‬الدراسة المٌدانٌة بتارٌخ ‪7102/7/3‬‬

‫وعميو فإن أي معدن من المعادن المكونة لمصخور سوف يتمدد وينكمش بدرجة وكمية تختمف‬
‫باختالف مقدار التذبذب في درجات الح اررة (‪ . ) 5‬وتختمف األضرار التي تسببيا التجوية الح اررية في‬
‫المباني األثرية تبعاً الختالف تركيب مواد الحجارة لممباني األثرية‪ ,‬وخاصية نقميا لمح اررة‪ ,‬وقابميتيا‬
‫لالنكماش والتمدد‪ ,‬وىذا يتبع تغيرات درجات الح اررة اليومية والفصمية‪ ,‬فضالً عن تماسك المواد‬
‫البنائية لممباني األثرية مع بعضيا‪.‬‬

‫ب_ التجوية بفعل الصقيع ( ‪)Weathering by frost‬‬


‫يحدث ىذا النوع من التجوية بفعل تتابع عمميتي األنجماد والذوبان‪ ,‬إذ إن الماء المتواجد بين‬
‫جزيئات صخور المباني األثرية يزداد حجمو عندما يتجمد بنسبة (‪ ,)% 9‬وبذلك تتولد ضغوط شديدة‬
‫داخل صخور المباني‪ ,‬وبعد ذوبان الماء يخف ىذا الضغط‪ ,‬وبتعاقب ىاتين العمميتين يؤدي إلى‬
‫تكسير الصخور والتفتت في أجزائيا وتوسيع الشقوق التي تحتوييا‪ ,‬إذ يعتمد مقدار الضغط عمى كمية‬
‫الماء الموجود داخل مسامات صخور المباني األثرية التي ترسبت إلييا (‪ .) 6‬وأن الضغط الذي يتسمط‬

‫‪343‬‬
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬

‫نتيجة الزيادة في حجم الماء المتجمد داخل الصخور يقدر بحوالي (‪153‬طن‪/‬قدم‪ ,)7‬وىذا يساعد عمى‬
‫تفتيت الصخور‪ ,‬ويسيل عممية تعريتيا (‪ .) 7‬كما يوضح الشكل (‪ ,)7‬وينتج عن ذلك حطام صخري‬
‫ذات زوايا حادة‪ .‬وىذه العممية تحدث في الترب السطحية لتالل األثرية أيض ًا‪ ,‬ففي المناطق التي تيبط‬
‫فييا درجات الح اررة تحت الصفر يحدث أنجماد الماء فييا ومن ثم تمدده في التربة‪ ,‬مما يسمط ضغط ًا‬
‫شديدًا عمى التربة والصخور الت ي تعموىا‪ ,‬وىذه العممية تساعد عمى زيادة رخاوة التربة‪ ,‬وبيذا يسمح‬
‫بمرور اليواء ويساىم في زيادة خصوبتيا‪ ,‬وىذا التمدد الذي حصل في التربة‪ ,‬قد يساعد عمى حركتيا‬
‫في التالل األثرية ذات األنحدار الشديد (‪ .) 8‬كما في الصورة (‪.)6 ,5‬‬

‫الشكل (‪ )2‬يمثل الضغط الذي يسمطه الماء المتجمد عمى الصخور‬

‫المصدر‪ :‬جودة حسنٌن جودة‪ ,‬الجٌومورفولوجٌا‪ :‬علم أشكال سطح األرض‪ ,‬دار المعرفة الجامعٌة‪ ,0288 ,‬ص‪.73‬‬

‫‪343‬‬
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬

‫إذ يتطمب ىذا النوع سقوط أمطا اًر وارتفاع في نسب الرطوبة‪ ,‬وأيضاً يتبعيا أنخفاض في درجات‬
‫الح اررة‪ ,‬ويساىم ىذا النوع في تفتيت مواد البناء‪ ,‬وجعميا حطام صغير‪.‬‬

‫الصورة (‪ )6‬توضح تفكك الكتل الصخرٌة بفعل اإلجهاد‬ ‫الصورة (‪ )5‬توضح تفتت الكتل الطٌنٌة بفعل تجوٌة االمطار‬
‫الناتج عن التجمد والذوبان (تل النعمان)‬ ‫ثم الصقٌع( تل أبو غرٌب)‬
‫( تم أبو غريب)‬

‫‪45‬ي(‪( E‬‬
‫البمور‬
‫النمو‪17‬‬
‫بفعل‪04 N‬‬
‫الميكانيكية ‪32‬‬
‫ج _التجوية ‪28 34‬‬
‫‪E 46 09 071 N 32 27 36‬‬
‫‪Crystal growth‬‬

‫المصدر ‪ _:‬الدراسة المٌدانٌة بتارٌخ ‪7102/4/31‬‬ ‫المصدر ‪ _:‬الدراسة المٌدانٌة بتارٌخ ‪7102/7/3‬‬

‫تتعرض المباني القديمة والتالل األثرية ليذا النوع من التجوية الذي يشبو فعل األنجماد والذوبان‪,‬‬
‫إذ يعد من األنواع الشائعة في منطقة الدراسة‪ ,‬لكونيا تتعرض لمدد من الجفاف‪ ,‬إذ يعمل تسرب مياه‬
‫األمطار الساقطة لمسامات صخور المباني القديمة أو لتربة التالل األثرية عن طريق الشقوق‬
‫الموجودة‪ ,‬مما يؤدي إلى تفاعل الماء مع األمالح الموجودة والسيما الكبريتية‪ ,‬فعندما تصعد المياه‬
‫الجوفية إلى األعمى بفعل الخاصية الشعرية‪ ,‬وتعرضيا لعمميات التبخر الناتجة بفعل اليواء الحار‬
‫والجاف‪ ,‬مما يسبب ذلك بقاء األمالح مترسبة في داخل شقوق الصخور وأعمى تربة التالل األثرية‪,‬‬
‫ويزداد حجم الذرات الممحية مما تولد ضغطاً شديداً عمى المواد الالحمة بين ذرات التربة والصخور‪ ,‬إذ‬
‫تضائل حجميا ومن ثم يضعف تماسكيا‪ ,‬مما يؤدي إلى تكسير الصخور وتفتيتيا (‪ .) 9‬كما يتضح في‬
‫الصورة (‪)8, 7‬‬

‫‪344‬‬
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬
‫الصورة (‪ )8‬توضح أثر النمو البلوري على صخور‬ ‫الصورة (‪ )2‬توضح االمالح المتبلورة على صخور‬
‫المواقع االثرٌة (تل أبو غرٌب)‬ ‫المواقع االثرٌة (تل سابس)‬

‫‪E46 09 09 N32 29‬‬ ‫‪E45 57 50 N32 29 18‬‬


‫‪17‬‬

‫المصدر ‪ _:‬الدراسة المٌدانٌة بتارٌخ ‪7102/7/3‬‬

‫د_ التجوية بفعل التجفيف والترطيب )‪)Wetting and Drying‬‬


‫تتعرض المواقع األثرية في منطقة الدراسة خالل فصل الشتاء أثناء سقوط األمطار‪ ,‬لتغمغل الماء‬
‫بين شقوق الصخور وفواصميا‪ ,‬مما ينعكس ذلك عمى أتساع ىذه الشقوق والفواصل‪ ,‬وأثناء فصل‬
‫الصيف وتحت تأثير األشعة الشمسية وزيادة قيم التبخر مما يؤدي حصول عممية تقمص وانكماش في‬
‫تربة وصخور المواقع األثرية‪ ,‬وتبرز ىذه الظاىرة في الترب الطينية‪ ,‬وذلك لقدرتيا العالية عمى‬
‫امتصاص الماء‪ ,‬والحتواء الترب الطينية عمى معدن المونتورلونايت (‪ )montmorillonite‬القابل‬
‫لمتقمص عند الجفاف‪ ,‬ويتبعيا االنتفاخ عند اإلشباع بالماء (‪ ,)shrinkage and swelling‬أما‬
‫عندما تزيد كمية المطر عن الحد الذي يمكن أن يجري عمى سطح التالل األثرية أو جدران المباني‬
‫القديمة‪ ,‬فإنو يقوم بنقل المفتتات الصخرية‪ ,‬و يتحول تأثير الماء من عمل تجوية إلى نحت أيضاً‪,‬‬
‫وبتعاقب عمميتي الترطيب والتجفيف تبرز ظاىرة التشققات الطينية (‪.( Mud crack‬‬
‫الصورة (‪)13 ,9‬‬

‫‪345‬‬
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬

‫الصورة (‪ )01‬توضح التشققات‬ ‫الصورة (‪ )2‬توضح التشققات‬


‫الطٌنٌة فً تل البقرات‬ ‫الطٌنٌة فً تل الوالٌة‬

‫‪E45 43 320 N32 20 745‬‬


‫‪E45 39 803 N32 18‬‬
‫‪850‬‬

‫المصدر ‪ _:‬الدراسة الميدانية بتاريخ ‪2019/4/27‬‬ ‫المصدر ‪ _:‬الدراسة الميدانية بتاريخ ‪2019/4/28‬‬

‫‪ _2‬التجوية الكيميائية ( ‪)Chemical Weathering‬‬


‫وىي أحد أنواع التجوية التي تحدث في المواقع األثرية‪ ,‬وتشير دالئل المواقع األثرية إلى أن‬
‫التجوية الكيميائية كانت فعالة خالل عصر الباليستوسين‪ .‬إذ تعني العالقة الكيميائية فيما بين الغالف‬
‫الجوي والمائي والتكوين الصخري ألسطح المناطق المختمفة من المواقع األثرية‪ ,‬أذ يحتوي الغالف‬
‫الجوي عمى األوكسجين(‪ (O2‬وبخار الماء(‪ )H2O‬وثاني أوكسيد الكاربون (‪ )CO2‬والنتروجين (‪,)N2‬‬
‫أن عددًا من ىذه المكونات ذات نشاط كيميائي قوي عمى صخور المواقع األثرية ‪ ,‬فيحتوي الغالف‬
‫المائي عمى العديد من‬
‫األحماض واألمالح التي ينشط من خالليا التفاعل مع الصخور وتعمل عمى تحميميا (‪ .) 10‬إذ تزداد‬
‫سرعة التفاعالت الكيميائية من خالل ارتفاع درجات الح اررة‪ ,‬وأيض ًا يعد بخار الماء من أىم العناصر‬
‫التي تمارس تأثي ًار مباش ًار في عمميتي التميؤ والتحمل المائي‪ ,‬وتسيم بتأثير غير مباشر في قيام‬
‫العمميات الكيميائية‪ ,‬والسيما التكربن واألكسدة في المواقع األثرية (‪.) 11‬‬

‫‪346‬‬
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬

‫ومن خالل المعطيات المناخية يستدل عمى أن ىذا النوع من التجوية قميل الحدوث في المواقع‬
‫األثرية لمنطقة الدراسة‪ ,‬نتيجة قمة التساقط المطري وتذبذب كمياتو‪ .‬اإل أنيا تتم ىذه العممية بفعل‬
‫ال‪ ,‬مما يجعل اليواء المالمس لسطح األرض باردًا‪ ,‬فيتكاثف بخار‬
‫االنخفاض في درجات الح اررة لي ً‬
‫الماء الموجود في الجو‪ ,‬وبعدىا يتحول إلى قط رات من الندى‪ ,‬إذ تتغمغل ىذه القطرات داخل مسامات‬
‫وشقوق صخور المباني األثرية (‪ . ) 12‬مما يؤدي إلى أضعاف الصخور من خالل تحطيم األواصر‬
‫الرابطة فيما بين ذرات الحبيبات المعدنية‪.‬‬
‫إذ تعد بعض أنواع التجوية الكيميائية غير فعالة في أجزاء كبيرة من منطقة الدراسة‪ ,‬وذلك لكون‬
‫منطقة الدراسة تقع ضمن نطاق التجوية الضعيفة بسبب سعة المدى الحراري والتذبذب في تساقط‬
‫األمطار‪ ,‬وأن التضاريس األرضية الناتجة بفعل عممياتيا‪ ,‬ما ىي اإل بقايا قديمة تكونت منذ الزمن‬
‫الرباعي (‪ . ) 13‬وتحصل عممية التجوية الكيميائية من خالل العمميات اآلتية ‪:‬‬
‫أ_ األ كسدة (‪(Oxidation‬‬
‫وىي إحدى عمميات التجوية الكيميائية‪ ,‬وتحدث بتفاعل األوكسجين الموجود في الجو مع المعادن‬
‫والعناصر الموجودة في صخور المباني األثرية ومواد بنائيا‪ ,‬وتحتل ىذه العممية أىمية كبيرة في‬
‫تجوية الصخور التي تحتوي عمى الحديد في تركيبيا‪ ,‬الذي يتفاعل مع األوكسجين مكون ًا أوكسيد‬
‫الحديد (ذو المون البني المحمر)‪ ,‬والذي يسمى ىيماتيت (‪ , (Fe2O3‬كما في المعادلة اآلتية ‪:‬‬
‫‪Fe2‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪O2‬‬ ‫‪Fe2O3‬‬
‫وتحدث ىذه العممية بشكل سريع في البيئات الرطبة‪ ,‬ولكنيا تحدث في البيئات الجافة‪ ,‬األ أن‬
‫بخار الماء وقطرات الندى أثناء الميل تساعد عمى تجوية الصخور في المواقع األثرية‪ ,‬وذلك من خالل‬
‫ما تؤديو في تقميل مقاومة صخور المباني األثرية لعمميات الذوبان‪ ,‬والسيما ذلك الماء الذي يحتوي‬
‫عمى حوامض (‪.) 14‬الصورة (‪.)17 ,11‬‬

‫‪343‬‬
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬

‫الصورة (‪ )07‬تبٌن احمرار الفرشً‬ ‫الصورة (‪ )00‬توضح تعرض ممر من الفرشً‬


‫بفعل التأكسد (تل األحٌمر)‬ ‫للتأكسد ( تالل البقرات)‬

‫‪E45 43 319 N32 20‬‬ ‫‪E45 01 055 N32 34‬‬


‫‪742‬‬ ‫‪340‬‬

‫المصدر ‪ _:‬الدراسة المٌدانٌة بتارٌخ‬ ‫المصدر ‪ _:‬الدراسة المٌدانٌة بتارٌخ‬


‫‪7102/3/4‬‬ ‫‪7102/4/72‬‬

‫ب_ اإلذابة ( ‪(Solution‬‬


‫تعد عممية اإلذابة أحدى أىم عمميات التجوية الكيميائية في صخور المواقع األثرية‪ ,‬إذ توجد بشكل‬
‫خاص في المواقع التي تكثر فييا المستنقعات والمنخفضات‪ ,‬عندما يقوم الماء باألحاطو لمصخور‬
‫بشكل رقيق‪ ,‬وىي قدرة الماء عمى آذابة العناصر والمكونات المعدنية في مواد وصخور المباني‬
‫األثرية‪ ,‬إذ تعتمد ىذه العممية عمى كمية المياه‪ ,‬وكذلك عمى قابمية الذرات الصخرية لذوبان‪ ,‬فإذا‬
‫اختمطت المياه باألحماض العضوية ينتج عنيا حامض أقوى تركي ًاز‪ ,‬مما يؤدي إلى زيادة قوى اإلذابة‬
‫لممعادن الموجودة في صخور المباني األثرية ومواد بنائيا ومنيا أكاسيد الحديد واأللمنيوم التي تعد‬
‫أكثر ذوبان في المياه التي تختمط باألحماض‪ ,‬وتؤدي ىذه العممية الى زيادة واتساع الفراغات البينية‬
‫التي توجد فيما بين جزيئات الصخور لممباني القديمة‪ ,‬وبعدىا تتحول األحجار إلى أحجار ىشة تتكون‬
‫من حبيبات رممية غير متماسكة‪ ,‬ومن أبرز األشكا ل الناتجة عنيا ىي حفر اإلذابة‪ ,‬كما في الصورة‬
‫(‪)14, 12‬‬

‫‪343‬‬
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬

‫ج _ الكربنة ( ‪) Carbonation‬‬
‫وىي أحد صور التجوية الكيميائية في المواقع األثرية‪ ,‬أذ يعد غاز ثاني أوكسيد الكاربون (‪(CO2‬‬
‫مصد ًار ميم ًا في تكوين حامض الكاربونيك (‪ ,) H2CO3‬ويوجد ىذا الغاز في الغالف الجوي وفي‬
‫التربة‪ ,‬أذ يتكون حامض الكاربونيك عند ذوبان غاز ثاني أوكسيد الكاربون في الماء‪ ,‬ويكون ىذا‬
‫الحامض ذو قدرة كبيرة عمى مياجمة صخور المباني األثرية ومواد بنائيا والعمل عمى تفكيكيا وتغيير‬
‫في خواصيا‪ ,‬والسيما تمك الصخور التي تحتوي في تركيبيا عمى معدن الكالسيوم والمنغنيسيوم‬
‫والبوتاسيوم‪ ,‬وعند ذوبان ىذه العناصر بحامض الكاربونيك‪ ,‬تتحول إلى كربونات‪ ,‬ذو قابمية كبيرة عمى‬
‫الذوبان‪ ,‬أما عندما يياجم‬
‫الماء الذي يحتوي عمى حامض الكاربونيك األحجار الجيرية‪ ,‬فإنو يتحول بذلك إلى بيكاربونات‬
‫)‪ ,)HCO3‬وذات قابمية أكبر بعدة مرات من قابمية اإلذابة لمحجر الجيري (‪ .) 15‬من خالل المعادلة‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪CO 2‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪H 2O‬‬ ‫‪H2CO 3‬‬ ‫‪H‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪HCO3‬‬
‫وبعد ذلك تنتقل البيكاربونات الذائبة في الماء‪ ,‬وتترك المواد والمعادن األخرى لتتعرض لمعمميات‬
‫التعروية المختمفة (‪.) 16‬‬
‫الصورة (‪ )04‬توضح عملٌة اإلذابة ( ظاهرة بٌوت النحل )‬ ‫الصورة (‪ )03‬جانب من عملٌات اإلذابة‬
‫فً ( تل العكر)‬
‫فً تالل البقرات‬

‫‪E45 55 79 N33 07‬‬ ‫‪E45 43 32 N32 20‬‬


‫‪36‬‬ ‫‪78‬‬
‫المصدر ‪ _:‬الدراسة المٌدانٌة بتارٌخ ‪7102/ 4/ 78‬‬
‫المصدر ‪ _:‬الدراسة المٌدانٌة بتارٌخ ‪7102/4/04‬‬
‫د_ التحمل المائي (‪)Hydrolysis‬‬
‫وىي عممية تفاعل كيماوي تجري بين الماء‬

‫‪343‬‬
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬

‫ومعادن الصخور‪ ,‬أذ يحدث ىذا النوع من التفاعل عندما يوجد اتصال فيما بين المعادن الصخرية‬
‫والماء الذي قد يكون ماءًا نقي ًا‪ ,‬وىي من أىم عمميات التجوية الكيميائية بفعل تأثيرىا في معادن‬
‫الفمدسبار وسميكا‪ ,‬الذي يعد المكون األساسي لمعظم المعادن الصخرية‪ ,‬أذ تسيم عمميات التحمل‬
‫المائي (‪ ) Hydrolysis‬بأحالل الشحنات الموجبة مثل( الكالسيوم ‪ ,Ca‬المنغيسيوم ‪ ,Mg‬صوديوم‬
‫‪ ,Na‬بوتاسيوم ‪ ) K‬بأيونات الييدروجين الذي يؤخذ من خالل حركة الماء بين شقوق صخور المباني‬
‫األثرية مضاف ًا ليذا التفاعل عمل ماء األمطار ذات الحموضة القميمة‪ ,‬وتسيم عممية التحمل المائي‬
‫الماء‪ ,‬وىذا‬ ‫بتحطيم البناء المعدني لمصخور باالعتماد عمى أيونات الييدروجين التي تتوفر في‬
‫يعتمد عمى حامضية الماء الذي يمر عبر صخور المباني األثرية (‪ .) 17‬ويبرز تأثير التميؤ‪ ,‬كما في‬
‫الصورة (‪.) 16,15‬‬

‫الصورة (‪ )06‬توضح جانب من عملٌة التحلل المائً‬ ‫الصورة (‪ )05‬عملٌة التمٌؤ التً تحدث على صخور‬
‫للصخور( تل أبو غرٌب)‬ ‫المدن االثرٌة( تل العكر )‬

‫‪E46 06 10 N32 27 39‬‬

‫المصدر ‪ _:‬الدراسة المٌدانٌة بتارٌخ ‪7102/4/04‬‬


‫المصدر ‪ _:‬الدراسة المٌدانٌة بتارٌخ ‪7102/ 7/ 3‬‬

‫‪353‬‬
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬

‫‪_3‬التجوية البايولوجية الحياتية (‪)Biological Weathering‬‬


‫تمارس الكثير من الكائنات الحية التجوية بفعل نشاطاتيا المتنوعة في المواقع األثرية‪ ,‬فمن ىذه‬
‫األنشطة ماىو متعمد مثل القيام بالحفر غير المنظم في المواقع األثرية‪ ,‬ومنيا غير متعمد مثل عدم‬
‫االىتمام في نمو الحشائش وأجراء عممية القطع الدورية ليا‪ ,‬ووجود الكائنات الحية مثل القوارض التي‬
‫تمارس الحفر في المواقع األثرية أيض ًا (‪ . ) 18‬وتشمل التجوية الحياتية النوعين السابقين من التجوية‬
‫والسيما الفيزيائية والكيميائية‪ ,‬وتتم التجوية الحياتية (البايولوجية)‪ ,‬بفعل كل مما يأتي‪:‬‬
‫أ_ التجوية بفعل األنسان‪ :‬إذ يقوم اإلنسان بعمميات الحفر العشوائية وذلك تبع ًا لرغباتو المتعددة‪,‬‬
‫فمنيم من يحاول التنقيب لكنو بشكل غير عممي ومنظم‪ ,‬ومنيم من يحاول سرقة ما في بطون التالل‬
‫األثرية مخمف ًا وراءه العديد من الحفر العشوائية ويكشف مكوناتيا ويجعميا مفتتو بدون أي تغيير في‬
‫تركيبيا المعدني‪ ,‬وبيذا يجعل التربة مييأة لعمميات التعرية الريحية والمائية‪ ,‬وىذا يندرج ضمن مفيوم‬
‫التجوية بفعل اإلنسان ذات البعد الميكانيكي‪ ,‬وقيام اإلنسان بيذا األثر التخريبي إنما يعود إلى جيمو‬
‫بيذه الثروة‪ ,‬ومن أبرز المواقع األثرية التي تعرضت لتجوية بفعل األنسان ىي تل الوالية في‬
‫ناحيةاألحرار‪ ,‬ينظر الصورة(‪. )18, 17‬‬

‫الصورة (‪ )08‬دور العامل البشري فً تجوٌة المبانً‬ ‫الصورة (‪ )02‬تبٌن تجوٌة الموقع األثري بواسطة‬
‫االثرٌة ( منارة واسط )‬ ‫األنسان ( تل الوالٌة )‬

‫‪E46 18 280 N32 11‬‬ ‫‪E45 39 88 N32 18‬‬


‫‪307‬‬ ‫‪88‬‬

‫المصدر ‪ _:‬الدراسة المٌدانٌة بتارٌخ ‪7102/ 7/ 4‬‬ ‫المصدر ‪ _:‬الدراسة المٌدانٌة بتارٌخ ‪7102/ 4/ 78‬‬

‫‪353‬‬
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬

‫ب_ التجوية بفعل الحيوانات‬


‫أما دور الحيوانات في تنشيط عممية التجوية فيكون ميكانيكي ًا‪ ,‬كالنمل إذ يعد من الحشرات التي‬
‫تدمر المواقع األثرية‪ ,‬وتقوم بحفر أنفاق ليا تحت أساسات البناء‪ ,‬مما يؤدي ذلك إلى خمخمة في‬
‫التربة‪ ,‬وبالتالي يؤدي إلى اختالل المبنى بأكممو‪ ,‬أما في حالة المباني الطينية فنجد أن النمل يقوم‬
‫باختالل الطين ويعمل عمى تفتيتو‪ ,‬ليتغذى عمى قشور القمح الميروس مع الطين‪ ,‬كما أن لمطيور‬
‫والحيوانات البرية والقوارض دو ًار في القيام بتجوية المواقع األثرية‪ ,‬وأيض ًا لمثعالب واألرانب والذئاب‬
‫فإنيا تقوم من خالل ّمد جحورىا لمسافات في الجدران‪ ,‬األمر الذي ينتيي بانييار الجدران (‪ .) 19‬ينظر‬
‫الصورة (‪ ,) 73, 19‬وال يمكن إغفال الدور الذي تقوم بو حيوانات الرعي والسيما األغنام والماعز‪ ,‬أذ‬
‫تقوم من خالل رعييا الجائر بتفتيت وتقميب التربة‪ ,‬وتييئتيا لمعمميات المورفومناخية‪ ,‬كما ىو يتضح‬
‫في تالل البقرات والعق ر أيض ًا‪ .‬كما أن تواجد الحيوانات في المواقع األثرية يمكن أن تساىم في‬
‫التجوية كيميائي ًا‪ ,‬وذلك من خالل موت الحيوانات في داخل المواقع األثرية‪ ,‬مما يؤدي إلى تحمميا‪,‬‬
‫وبالتالي تتحول إلى مواد كيميائية‪.‬‬
‫ج _ التجوية بفعل النباتات‬
‫ال‬
‫تعمل النباتات عمى حماية التربة من التعرية من خالل تماسكيا‪ ,‬ولكنيا في الوقت ذاتو تقوم بعم ً‬
‫تدمي ًار لمتربة‪ ,‬وذلك من خالل توغل جذورىا ومن ثم ّمدىا في باطن األرض من خالل فتحات الشقوق‬
‫والتصدعات من شأنيا أن تؤدي إلى أتساع ىذه الشقوق وتفكيك الصخور‪ ,‬ينظر الشكل (‪ ,)2‬والجدير‬
‫بالذكر فإن لمنباتات دو اًر ميماً في تجوية المواقع األثرية بنوعييا المباني القديمة أو التالل األثرية‪ ,‬إذ‬
‫تشكل النباتات التي تنمو بجوار أساسات المباني خط ًار من خالل امتداد جذورىا‪ ,‬مما يسبب ذلك‬
‫شروخاً جديدة وتصدعات فيو‪ ,‬ينظر الصورة (‪ ,)71‬وتفتيت مواد البناء أيضاً‪ ,‬ف ضالً عن العمل‬
‫الميكانيكي لمنباتات‪ ,‬فيناك تجوية كيميائية تقوم بيا من خالل استمرار تغمغل جذور النباتات في‬
‫الشقوق الصخرية أو في التربة‪ ,‬فتزداد نسبة (‪ (CO2‬داخل مسامات الصخور‪ ,‬وبيذا يساعد عمى‬
‫تنشيط التجوية الكيمائية في تربة المواقع األثرية في منطقة الدراسة‪.‬‬

‫‪353‬‬
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬

‫الصورة (‪ )71‬تبٌن الحفر الذي تقوم به‬ ‫انصورة (‪ )19‬تبيه تجويت انحيواواث مه خالل‬
‫القوارض( تل الوالٌة)‬ ‫حفر جحورها ( تالل انبقراث)‬

‫‪E45 43 34 N32 18 90‬‬

‫المصدر ‪ _:‬الدراسة المٌدانٌة بتارٌخ‬


‫المصدر ‪ _:‬الدراسة المٌدانٌة بتارٌخ ‪7102/ 4/ 78‬‬
‫‪7102/ 4/ 72‬‬

‫الصورة (‪ )70‬تبٌن دور النبات فً تجوٌة المواقع االثرٌة‬ ‫الشكل (‪ٌ )3‬وضح عمل جذور النباتات فً‬
‫( تالل انبقراث)‬ ‫توسٌع الشقوق و الفواصل‬

‫‪E45 43 35 N32 20‬‬


‫‪78‬‬

‫المصدر ‪ _:‬الدراسة المٌدانٌة ‪2019/4/ 72‬‬ ‫الجٌومورفولوجٌا‪:‬في‬


‫المعرفة برو اًز‬
‫ودة‪ ,‬األكثر‬
‫التجوية‬ ‫رابعا ‪ :‬عمميات‬
‫المصدر ‪ _:‬جودة حسنٌن ج‬
‫الجامعٌة‪,‬‬ ‫علم ًا شكال سطح األرض‪ ,‬دار‬
‫الدراسة‬
‫‪.006‬‬‫لممنطقة‬ ‫االثرية‬
‫‪ ,0288‬ص‬ ‫المواقع‬
‫اإلسكندرٌة ‪,‬‬

‫‪353‬‬
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬

‫يختمف تواجد أنواع عمميات التجوية في المواقع األثرية من منطقة لألخرى في منطقة الدراسة‪,‬‬
‫وذلك تبع ًا لمجموعة العوامل المؤثرة والسيما الطبيعية منيا والبشرية‪ ,‬إذ يتضح ىذا التأثير عمى المقى‬
‫األثرية السطحية المتواجدة فوق سطح التالل األثرية أو عمى جدران المبنى المباني القديمة‪ ,‬فيبرز‬
‫تواجد التجوية الفيزيائية في بعض المواقع األثرية‪ ,‬ويتضح ذلك من خالل تيشم وتقشر جدران المباني‬
‫وتربة التالل بفعل التباين الحراري أو التجمد والذوبان‪ ,‬كما في ( منارة واسط‪ ,‬وبناية النجمي)‪,‬‬
‫ويتضح تأثير التجوية الكيميائية من خالل تغير خصائص الممتقطات السطحية المتواجدة في الموقع‬
‫األثري والسيما لونيا وطبيعتيا‪ ,‬وعمل التجوية الكيميائية يعتمد عمى الظروف الجوية المساعدة‪ ,‬كما‬
‫في الكسر الفخارية المنتشرة فوق كل من ( تل سابس‪ ,‬تل أبو غريب )‪ ,‬وأخي ًار يبرز تواجد أىم أنواع‬
‫عممية التجوية‪ ,‬وىي التجوية الحياتية‪ ,‬إذ ال يكاد أن يخمو موقع أثري من تواجد نوع من الكائنات‬
‫الحية سواء كانت إنسان ًا أو نبات ًا أو حيوان ًا‪ ,‬وبيذا فتقوم الكائنات الحية بترك أثرىا عمى الموقع األثري‬
‫والسيما من خالل الحفر العشوائي لميد البشرية كما في (تل الوالية)‪ ,‬أو حفر اإلنفاق بواسطة‬
‫الحيوانات كم ا في تل (العكر)‪.‬‬

‫الجدول (‪)7‬عملٌات التجوٌة األكثر بروز اً على المواقع األثرٌة فً منطقة الدراسة‬
‫ووع انتجويت‬ ‫مساحته‬ ‫أرتفاعت‬ ‫موقعه انجغرافي‬ ‫اسم انموقع‬ ‫ث‬

‫حياتيت‬ ‫انكيميائيت‬ ‫انفيزيائيت‬ ‫انعرض‬ ‫انطو‬ ‫انىاحيت‬ ‫انقضاء‬


‫ل‬
‫اإلوسان‬ ‫اإلذابت‬ ‫انحراريت‬ ‫‪112‬‬ ‫‪022‬‬ ‫‪11‬‬ ‫واسظ‬ ‫انكوث‬ ‫مىارة واسظ‬ ‫‪1‬‬

‫وباتاث‬ ‫انتأكسد‬ ‫انىمو انبهوري‬ ‫‪112‬‬ ‫‪022‬‬ ‫‪99‬‬ ‫واسظ‬ ‫انكوث‬ ‫سابس‬ ‫‪0‬‬
‫اإلوسان‬ ‫انتأكسد‬ ‫انترطيب‬ ‫‪102‬‬ ‫‪012‬‬ ‫‪11‬‬ ‫واسظ‬ ‫انكوث‬ ‫أبو غريب‬ ‫‪0‬‬
‫حيواواث‬ ‫اإلذابت‬ ‫انترطيب‬ ‫‪082‬‬ ‫‪402‬‬ ‫‪00‬‬ ‫مركز‬ ‫بدرة‬ ‫انعكر‬ ‫‪4‬‬
‫اإلوسان‬ ‫‪-‬‬ ‫انحراريت‬ ‫‪182‬‬ ‫‪022‬‬ ‫‪10‬‬ ‫جصان‬ ‫بدرة‬ ‫برتانت‬ ‫‪1‬‬
‫اإلوسان‬ ‫انتأكسد‬ ‫انترطيب‬ ‫‪002‬‬ ‫‪412‬‬ ‫‪10‬‬ ‫جصان‬ ‫بدرة‬ ‫جصان‬ ‫‪1‬‬
‫حيواواث‬ ‫انتحهم انمائي‬ ‫انحراريت‬ ‫‪022‬‬ ‫‪422‬‬ ‫‪00‬‬ ‫األحرار‬ ‫انىعماويت‬ ‫انبقراث‬ ‫‪9‬‬
‫اإلوسان‬ ‫‪-‬‬ ‫انحراريت‬ ‫‪022‬‬ ‫‪082‬‬ ‫‪1‬‬ ‫األحرار‬ ‫انىعماويت‬ ‫انواليت‬ ‫‪8‬‬
‫اإلوسان‬ ‫انتأكسد‬ ‫انترطيب‬ ‫‪022‬‬ ‫‪022‬‬ ‫‪01‬‬ ‫انمركز‬ ‫انىعماويت‬ ‫انىعمان‬ ‫‪9‬‬
‫انىباتاث‬ ‫‪-‬‬ ‫انحراريت‬ ‫‪011‬‬ ‫‪022‬‬ ‫‪41‬‬ ‫انشحيميت‬ ‫انصويرة‬ ‫األحيمر‬ ‫‪12‬‬
‫انحيواواث‬ ‫انتميؤ‬ ‫انترطيب‬ ‫‪022‬‬ ‫‪422‬‬ ‫‪01‬‬ ‫انشحيميت‬ ‫انصويرة‬ ‫خيظ انفاج‬ ‫‪11‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫انحراريت‬ ‫‪022‬‬ ‫‪022‬‬ ‫‪19‬‬ ‫انزبيديت‬ ‫انصويرة‬ ‫بىايت انىجمي‬ ‫‪10‬‬
‫المصدر ‪ _:‬الدراسة المٌدانٌة التً قام بها الباحث للمواقع األثرٌة فً منطقة الدراسة‪.‬‬

‫‪354‬‬
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬
‫_ االستنتاجات‬
‫‪ _ 1‬تعد التجوية وأحده من العمميات التي تجري عمى الصخور فتعمل عمى تيشيميا بعدة طرق‬
‫(كالتفتت والتفمق والتميؤ والتحمل واألكسدة والتبمور والذوبان والتقشر)‬
‫‪ _ 7‬أن جميع أنواع الصخور الظاىرة عمى سطح األرض تتعرض لفعل التجوية التي ينجم من خالل‬
‫أشكال أرضية مختمفة أو تعديل لألشكال األرضية القديمة‪.‬‬
‫‪ _ 2‬تختمف أشكال التجوية وصورىا في المواقع األثرية لمنطقة الدراسة‪ ,‬تبعاً لالختالفات في العوامل‬
‫التي تساعد عمى نشاطيا ومنيا المناخية و التركيب المعدني لصخور المباني‪.‬‬
‫‪ _ 4‬يمكن أن ينحصر تأثير التجوية الكيميائية عمى المباني القديمة التاريخية ‪ ,‬أما التجوية الميكانيكية‬
‫فتظير بشكل كبير عمى التالل األثرية او األيشانات القديمة‪.‬‬
‫‪ _ 5‬تختمف األضرار التي تسببيا التجوية الح اررية في المباني األثرية تبعاً ألختالف مجموعة من‬
‫العوامل منيا تركيب مواد الحجارة لممباني األثرية‪ ,‬وخاصية نقميا لمح اررة‪ ,‬وقابميتيا لالنكماش والتمدد‪.‬‬
‫‪ _ 6‬تعد عممية اإلذابة أحدى أىم عمميات التجوية الكيميائية في صخور المواقع األثرية‪ ,‬إذ توجد‬
‫بشكل خاص في المواقع التي تكثر فييا المستنقعات والمنخفضات‪ ,‬عندما يقوم الماء باإلحاطة‬
‫لمصخور بشكل رقيق‪.‬‬
‫_ التوصيات‬
‫‪ _1‬ينبغي الح فاظ عمى المواقع األثرية من تأثيرات التجوية وما تمارسو من عمميات تيشيم وتأكل‬
‫لمبقايا األثرية في منطقة الدراسة ‪.‬‬
‫‪ _ 7‬أتباع أفضل أساليب الصيانة لممواقع األثرية وبشكل دوري‪ ,‬والسيما المباني القديمة وذلك لتقميل‬
‫من األثر الذي يترك من قبل عمميات التجوية‪.‬‬
‫‪ _2‬الحد من مسببات التجوية الحياتية التي يكون اإلنسان ذا دور ميم فييا‪ ,‬وذلك لكونيا من ابرز ما‬
‫يؤثر عمى المواقع األثرية والسيما المباني القديمة والتالل األثرية‪.‬‬

‫‪355‬‬
‫العــدد الحادي واألربعون‬ ‫جامـــعت واســـظ‬
‫الجزء الثالث‪/‬تشرين الثاني‪2020/‬‬ ‫مجهــــــــت كهيــــــــت انتربيــــــت‬
‫_ المصادر‬
‫‪1_ Richard John tlogett , fundaments of geomorphology , Second edition , Routed Tay lor‬‬
‫‪and Francis group , London and New York ,2007, P.154.‬‬
‫‪ _3‬عبدهللا صبار عبود العجٌلً ‪ ,‬ودٌان غرب بحٌرة الرزازه الثانوٌة واألشكال األرضٌة المتعلقة بها ‪ ,‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ,‬كلٌة األداب‪ ,‬جامعة بغداد ‪ ,2005 ,‬ص‪.68_66‬‬
‫‪ _3‬رحٌم حمٌد عبد ثامر العبدان‪ ,‬االشكال األرضٌة فً حوض وادي عامج ‪,‬أطروحة دكتوراه ‪ ,‬كلٌة األداب ‪ ,‬جامعة‬
‫بغداد ‪ ,2004 ,‬ص‪.62_61‬‬
‫‪ _4‬مٌشٌل كامل عطا هللا ‪ ,‬أساسٌات الجٌولوجٌة‪ ,‬دار المسٌرة للنشر والتوزٌع ‪,‬األردن‪ ,‬عمان‪ ,2000 ,‬ص‪. 148‬‬
‫‪ _5‬وفٌق الخشاب وآخرون‪ ,‬علم الجٌومورفولوجٌة_ تعرٌفه_ تطوره_مجاالته وتطبٌقاته‪ ,‬مطبعة جامعة الموصل‪,‬‬
‫الموصل‪ ,1868 ,‬ص‪.12‬‬
‫‪6_John Bridge and Robert Demicco , Earth Surface Processes Land Forms and Sediment‬‬
‫‪Deposits , Cambridge University , New York , 2008 , p.45.‬‬
‫‪ _8‬عادل كمال جمٌل وآخرون ‪ ,‬علم الصخور ‪ ,‬مطابع وزارة التعلٌم العالً والبحث العلمً ‪ ,‬بغداد ‪ ,1861 ,‬ص‬
‫‪.146‬‬
‫‪ٌ _6‬اسر محمد عبد التمٌمً ‪ ,‬آثر عملٌات التعرٌة التجوٌة فً تكوٌن أشكال سطح األرض فً طٌة حمرٌن الجنوبً‬
‫شمالً المنصورٌة_ العراق ‪ ,‬رسالة ماجستٌر(غ‪.‬م)‪ ,‬كلٌة التربٌة‪ ,‬جامعة دٌالى ‪, 2012,‬ص‪. 61‬‬
‫‪ _8‬آر ثر سترٌلر ‪ ,‬علم أشكال سطح األرض ‪ ,‬تعرٌب ‪ :‬وفٌق الخشاب و عبد الوهاب الدباغ ‪ ,‬مطبعة دار الزمان ‪,‬‬
‫بغداد ‪ ,1864 ,‬ص‪. 48‬‬
‫‪10_ Linda D.Williams , Earth Science , Mc Graw _ hill Education , 2004 , P.330.‬‬
‫‪ _11‬محمد ٌوسف حسن وآخرون‪ ,‬أساسٌات علم الجٌولوجٌا ‪ ,‬مركز الكتب األردنً ‪ ,‬ط‪ ,1880 ,2‬ص‪.211‬‬
‫‪ _12‬عبد هللا صبار عبود العجٌلً ‪ ,‬مصدر سابق ‪ ,‬ص‪.100‬‬
‫‪ _13‬علً حمزة عبد الحسٌن الجوذري ‪ ,‬أثر العملٌات الجٌومورفٌة فً تشكٌل المظهر األرضً لناحٌة الشنافٌة ‪ ,‬رسالة‬
‫ماجستٌر(غ‪.‬م) ‪ ,‬كلٌة التربٌة للعلوم األنسانٌة ‪ ,‬جامعة بابل ‪ ,2014 ,‬ص‪.66‬‬
‫‪ _14‬والء كامل صبري ‪ ,‬عبد هللا صبار عبود ‪ ,‬التجوٌة الكٌمٌائٌة واألشكال األرضٌة الناتجة عنها فً بادٌة المثنى ‪,‬‬
‫مجلة آوروك ‪ ,‬العدد‪ , 3‬المجلد ‪ , 2018 , 8‬ص‪.234‬‬
‫‪ _15‬عبد اإلله رزوقً كربل‪ ,‬علم األشكال األرضٌة‪ ,‬جامعة البصرة‪ , 1866 ,‬ص‪.84‬‬
‫‪16_Torraca Giorgio , Porous Building Material , Science for Architectural Conservation‬‬
‫‪Iccrom , Roma , 1982 , P.138_139.‬‬
‫‪ _ 17‬ىالو محمد سعيد مجيد ‪,‬آثر العمميات الجيومورفولوجية في استعماالت األرض في قضاء كويسنجق ‪ ,‬أطروحة‬
‫دكتوراه(غ‪.‬م) ‪ ,‬كمية التربية لمبنات ‪,‬بغداد ‪ ,7338 ,‬ص‪.177‬‬
‫‪ _ 18‬محمد عبد المعتمد عبد الرسول‪ ,‬التجوية وأثرىا عمى المناطق األثرية بمنطقة سرت (دراسة جيومورفولوجية) ‪,‬‬
‫الممتقى الجغرافي الرابع عشر‪ ,‬جامعة سرت‪ ,‬ليبيا ‪ ,7312 ,‬ص‪.778‬‬
‫‪ _ 19‬أمل عمي حسين الموسوي‪ ,‬مظاىر تصحر المواقع األثرية في محافظة ذي قار وأثاره البيئية باستخدام نظم‬
‫المعمومات الجغرافية‪ ,‬رسالة ماجستير(غ‪.‬م)‪ ,‬كمية اآلداب‪ ,‬جامعة ذي قار‪ , 7316,‬ص‪.123‬‬

‫‪356‬‬

You might also like