You are on page 1of 12

‫البيئة والتلوث‬ ‫جامعة بابل‬

‫د‪.‬جاسم الشمري‬ ‫كلية العلوم‪-‬قسم علوم الحياة‬


‫المرحلة الثالثة‬

‫العوامل الالحياتية ‪Abiotic Factors‬‬

‫تعد دراسة العوامل الالاحيائية في علم البيئة من االمور االساسية لفهم ودراسة توزيع وانتشار الكائن‪11‬ات الحي‪11‬ة‬
‫حيث تشكل جزءا هاما من المحيط (‪ )Environment‬التي تتداخل وتتاثر وتتفاعل م‪11‬ع جمي‪11‬ع الكائن‪11‬ات الحي‪11‬ة‬
‫بضمنها االنس‪1‬ان ‪ .‬وتش‪1‬مل ه‪1‬ذه العوام‪1‬ل انواع‪1‬ا عدي‪1‬دة تش‪1‬ترك بعض‪1‬ها في تاثيره‪1‬ا على البيئ‪1‬ة اليابس‪1‬ة منه‪1‬ا‬
‫والمائي‪11‬ة مث‪11‬ل درج‪11‬ة الح‪11‬رارة والض‪11‬وء والري‪11‬اح في حين تنف‪11‬رد بعض‪11‬ها في الت‪11‬اثير فعام‪11‬ل الترب‪11‬ة والرطوب‪11‬ة‬
‫واالمطار على سبيل المثال ت‪11‬ؤثر في بيئ‪11‬ة اليابس‪11‬ة في حين ي‪11‬ؤثر عام‪11‬ل الض‪11‬غط (ض‪11‬غط عم‪11‬ود الم‪11‬اء) وت‪11‬وافر‬
‫االوكسجين والتيار واختراق الضوء في البيئة المائية ‪ .‬وتؤدي هذه العوامل الى تغيرات نوعية وكمية في كثافة‬
‫النباتات ‪ .‬فض‪1‬ال عن وج‪1‬ود وتوزي‪1‬ع الحيوان‪1‬ات والكائن‪1‬ات الحي‪1‬ة االخ‪1‬رى ‪ .‬وتش‪11‬مل العوام‪1‬ل االحيائي‪1‬ة كال من‬
‫العوامل المناخية والعوامل الالمناخية ‪.‬‬

‫العوامل المناخية ‪Climatic Factors‬‬

‫اوال‪ -‬درجة الحرارة ‪Temperature‬‬

‫تتحكم درج‪11‬ة الح‪11‬رارة في توزي‪11‬ع وانتش‪11‬ار الكائن‪11‬ات الحي‪11‬ة حيث ان لك‪11‬ل ك‪11‬ائن حي درج‪11‬ة ح‪11‬رارة مثلى للنم‪11‬و‬
‫‪ Optimum temperature‬فضال عن مدى معين من درجات الحرارة ‪ .‬وهذا الم‪1‬دى غ‪1‬ير متج‪1‬انس لجمي‪1‬ع‬
‫الكائن‪11‬ات الحي‪11‬ة او مختل‪11‬ف مراح‪11‬ل حياته‪11‬ا ‪ .‬كم‪11‬ا ان الم‪11‬دى الح‪11‬راري يعتم‪11‬د على ع‪11‬دد من العوام‪11‬ل الداخلي‪11‬ة‬
‫والخارجي‪11‬ة كالص‪11‬فات الوراثي‪11‬ة والعم‪11‬ر والعوام‪11‬ل الفيزياوي‪11‬ة المحيط‪11‬ة بالك‪11‬ائن الحي وق‪11‬د تت‪11‬أقلم بعض ان‪11‬واع‬
‫الكائنات في بيئات ذات درجة حرارة عالية او منخفضة خارج نطاق المدى المحدد لذلك النوع فعلى سبيل المثال‬
‫ال الحصر ينمو نبات الحنطة في درجات حرارة تتراوح بين الصفر المئوي و ‪ 37‬درجة مئوية ‪.‬‬

‫وفي المناطق المعتدلة ‪ ،‬تع‪1‬د درج‪1‬ة الح‪1‬رارة ‪ 6‬درج‪1‬ات مئوي‪1‬ة للنبات‪1‬ات معادل‪1‬ة لدرج‪1‬ة الص‪1‬فر للنم‪1‬و من حيث‬
‫الحرارة ‪ Zero point growth‬التي تمثل الحد االدنى لنمو النباتات ‪ .‬وعندما يؤخذ بنظر االعتبار المن‪11‬اطق‬
‫الباردة او الحارة ‪ ،‬فالدرجة اعاله سوف تختلف تباعا ‪ .‬ويتحدد فصل النمو الحراري الذي يختلف في فترت‪1‬ه من‬
‫مننطقة الى اخرى في ضوء صفر النمو الحراري ‪ .‬فانه يتضمن السنة كلها في المناطق االستوائية المداري‪11‬ة ثم‬
‫ياخذ في القصر كلما اقترب من المنطقة القطبية حتى يكاد يختفي تماما في المناطق القطبية المتطرفة ‪ .‬ونتيج‪11‬ة‬
‫لهذا التباين الحراري وعالقته بطول فصل النمو الحراري ‪ ،‬اص‪1‬بحت درج‪1‬ة الح‪1‬رارة في خط‪1‬وط الع‪1‬رض العلي‪1‬ا‬
‫تمثل العامل المناخي الحرج في نمو االحي‪11‬اء وتوزيعه‪11‬ا بينم‪11‬ا يق‪11‬ل االث‪11‬ر الح‪11‬راري الى اق‪11‬ل م‪11‬ايمكن في خط‪11‬وط‬
‫العرض المدارية ‪ .‬فما يحصل من تدرج للغطاء النباتي في الغابات الصنوبرية الى نباتات التندرا ماهو اال نتيج‪1‬ة‬
‫للتغيرات الحرارية وماله عالقة بقصر فصل النمو الحراري بحيث اليسمح بنمو الغابات الصنوبرية ليحل محلها‬
‫الشجيرات القزمية ثم نباتات التندرا في تتابع من الجنوب الى الشمال ‪.‬‬

‫ان انخفاض درجة الحرارة عن الحد االدنى للنمو يؤثر سلبا على نمو النبات ‪ ،‬فعندما يحدث الصقيع على س‪11‬بيل‬
‫الثال في المناطق المعتدلة فانه يقضي على االنتاج النباتي عند حدوثه خالل ف‪11‬ترة االزده‪11‬ار وب‪11‬ذلك يطل‪11‬ق علي‪11‬ه‬
‫بالصقيع القاتل‪ . Killing frost‬وفي المناطق الباردة التي يكثر فيها تساقط الثل‪11‬وج يالح‪11‬ظ انتش‪11‬ار النبات‪11‬ات‬
‫القزمية التي تنمو عند سطح التربة ‪ .‬وقد تغطى بطبقة عازلة من الثلوج اثناء فترة البرد القارص الطويلة ‪ .‬كما‬
‫ان انخفاض درجة الحرارة الشديدة يؤثر سلبا على نمو جذور النباتات حيث تكون قليلة العمق في التربة ‪.‬‬
‫وتع‪11‬د الح‪11‬رارة من العوام‪11‬ل المهم‪11‬ة في العملي‪11‬ات االيض‪11‬ية كالبن‪11‬اء الض‪11‬وئي في النبات‪11‬ات الخض‪11‬راء والتنفس‬
‫والتفاعالت االنزيمية المختلفة في الكائنات الحية ‪ .‬ان ارتفاعها ينشط من تلك العملي‪11‬ات ولح‪11‬دود معين‪11‬ة ‪ .‬وكم‪11‬ا‬
‫هو معلوم فان درجة حرارة (‪ )40‬درجة مئوية واكثر تؤثر سلبا على البنية الثانوية للبروتين‪11‬ات ‪secondary‬‬
‫الصفحة ‪1‬‬
‫البيئة والتلوث‬ ‫جامعة بابل‬
‫د‪.‬جاسم الشمري‬ ‫كلية العلوم‪-‬قسم علوم الحياة‬
‫المرحلة الثالثة‬
‫‪ structure‬ومن ض‪11‬منها االنزيم‪11‬ات بحيث تش‪11‬ل عمله‪11‬ا وه‪11‬ذا مايش‪11‬ار الي‪11‬ه بعملي‪11‬ة تغ‪11‬ير طبيع‪11‬ة البروتين‪11‬ات‬
‫‪ . denaturation of proteins‬وتستطيع الكائنات الحية تقليل درجة حرارتها من خالل عملية التبخ‪1‬ر كم‪1‬ا‬
‫في عملية النتح عند النباتات او التعرق عند الحيوانات حيث تتب‪11‬دد الح‪11‬رارة من اجس‪11‬امها ‪ .‬ف‪11‬الغرام الواح‪11‬د من‬
‫الماء السائل لكي يتحول الى غرام واحد من الماء بالحالة الغازية (بخار ماء) يحتاج الى (‪ )540‬سعرة حراري‪11‬ة‬
‫التي توفره اجسام الكائنات الحية لعملية التبخر ‪ .‬فضال عن ان الحيوانات تستطيع ان تغير اماكنها بانتقاله‪11‬ا الى‬
‫مناطق ذات درجة حرارة اقل كما تعمل بعضها من خالل بقائها في الظ‪11‬ل او في االنف‪11‬اق بعي‪11‬دا عن ح‪11‬رارة الج‪11‬و‬
‫العالية ‪.‬‬

‫وفي البيئة المائية يالحظ ان الحرارة ذات توزيع متفاوت فالمياه السطحية ت‪11‬تراوح درج‪11‬ة ح‪11‬رارة معض‪11‬مها بين‬
‫‪ 30-5‬درج‪11‬ة مئوي‪11‬ة ‪ ،‬في حين ت‪11‬تراوح في اعم‪11‬اق البح‪11‬ار والمحيط‪11‬ات بين واح‪11‬د تحت الص‪11‬فر الى (‪ )4‬درج‪11‬ة‬
‫مئوية فضال عن المديات الواسعة افقيا خاصة في المحيطات ‪ .‬وتزداد درجة الحرارة في المياه الضحلة كما ه‪11‬و‬
‫الحال في االهوار الجنوبية في العراق ومياه الخليج العربي التي تصل حرارتها الى (‪ )35‬درجة مئوية وقد تمثل‬
‫اكثر المياه حرارة في العالم ‪ .‬وله‪1‬ذا التف‪1‬اوت الواض‪1‬ح في درج‪1‬ات الح‪1‬رارة للمس‪1‬طحات المائي‪1‬ة اث‪1‬ر في تواج‪1‬د‬
‫وازدهار انواع االحياء المائية وتحديد المتغلبة منها افقيا وعموديا ‪.‬‬

‫وتتأثر درجة الحرارة الي موقع فصليا ويوميا بعوامل مختلفة من اهمها مايأتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬خطوط العرض‬

‫لزاوية سقوط الشمس على سطح االرض اهمية في تحديد طول الفترة الض‪11‬وئية خالل الي‪11‬وم الواح‪11‬د في الفص‪11‬ل‬
‫المعين ‪ .‬وتستقبل خطوط العرض العليا اشعة الشمس بزاوية اكبر من الزاوية التي يستقبلها خط االس‪11‬تواء مم‪11‬ا‬
‫يعطي فرصة اكبر للهواء الجوي المتصاص كمية اكبر من الحرارة مما يجعلها تص‪11‬ل س‪11‬طح االرض بكمي‪11‬ة اق‪11‬ل‬
‫اذا ماقورنت مع المنطقة االستوائية ‪.‬‬

‫‪ -2‬مستوى سطح البحر‬

‫تنخفض درجة الحرارة كلما زاد االرتفاع بما يعادل درجة مئوية واحدة لكل (‪ )150‬مترا مع االخذ بنظر االعتبار‬
‫سرعة الرياح ونسبة الرطوبة الجوية ‪ .‬والمثال هن‪11‬ا واض‪11‬ح في المنطق‪11‬ة الجبلي‪11‬ة فعلى قمم الجب‪11‬ال ذات اله‪11‬واء‬
‫البارد بالمقارنة مع الوديان والسهول المنخفضة ‪.‬‬

‫‪ -3‬الغيوم‬

‫تعمل السطوح العليا للغيوم على انعكاس اشعة الشمس اثناء النهار مما يسبب انخفاضا في درجة ح‪1‬رارة س‪1‬طح‬
‫اليابسة في االيام الغائمة ‪.‬‬

‫‪ -4‬الرياح‬

‫تلعب الرياح دورا واضحا في تغيرات درج‪1‬ة الح‪1‬رارة فالري‪1‬اح القادم‪1‬ة من مك‪11‬ان ب‪1‬ارد ت‪1‬ؤدي الى خفض درج‪1‬ة‬
‫الحرارة كما يالحظ في جنوب العراق عند هبوب الرياح الشمالية في ايام الصيف الح‪11‬ارة ‪ .‬كم‪11‬ا ان للري‪11‬اح دورا‬
‫واضحا في تكوين االمواج والتيارات المختلفة في المسطحات المائية مما يساعد في خلط عمود الم‪11‬اء وبالت‪11‬الي‬
‫تجانس درجة الحرارة فيه ‪.‬‬

‫‪ -5‬المحتوى المائي للتربة‬

‫ان درج‪1‬ة ح‪1‬رارة ال‪11‬ترب الرطب‪1‬ة تك‪11‬ون اعلى من ال‪11‬ترب الجاف‪1‬ة وذل‪11‬ك الن الح‪1‬رارة النوعي‪1‬ة للم‪1‬اء اعلى منه‪11‬ا‬
‫للتربة ‪.‬‬

‫الصفحة ‪2‬‬
‫البيئة والتلوث‬ ‫جامعة بابل‬
‫د‪.‬جاسم الشمري‬ ‫كلية العلوم‪-‬قسم علوم الحياة‬
‫المرحلة الثالثة‬

‫‪6‬‬

‫‪ -6‬الكساء الخضري‬

‫يالحظ ان المناطق ذات الكساء الخضري الكثيف كالغابات تكون درجة حرارتها بح‪11‬دود (‪ )10‬درج‪11‬ة مئوي‪11‬ة اق‪11‬ل‬
‫من المناطق التي تفتقر لمثل هذا الكساء كما في الصحاري ‪ .‬والسبب يكمن بان النباتات تق‪11‬وم بامتص‪11‬اص ج‪11‬زء‬
‫من الحرارة المنعكسة من سطح التربة ‪.‬‬

‫درجة الحرارة ونمو النباتات‬

‫تعد درجة الحرارة من العوامل االساس‪1‬ية والمح‪1‬ددة لمراح‪1‬ل نم‪1‬و النب‪1‬ات المختلف‪1‬ة ابت‪1‬داء من عملي‪1‬ة االنب‪1‬ات ‪.‬‬
‫ويمكن اعتبار المدى الح‪1‬راري بين ‪ 35-5‬درج‪1‬ة مئوي‪1‬ة مالئم‪1‬ا النب‪1‬ات معظم ب‪1‬ذور النبات‪1‬ات ‪ .‬وعلى المس‪1‬توى‬
‫الخلوي فان العمليات االيضية ك‪1‬التنفس والبن‪1‬اء الض‪1‬وئي والتف‪1‬اعالت االنزيمي‪1‬ة االخ‪1‬رى تت‪1‬اثر كث‪1‬يرا ب‪1‬درجات‬
‫الحرارة فانها تزداد او تسرع في تفاعالتها ولغاية درجة مئوية معين‪1‬ة (عادةاق‪1‬ل من ‪ 40‬درج‪1‬ة مئوي‪1‬ة) ‪ .‬وكم‪1‬ا‬
‫ذكر في اعاله فان درجة الحرارة اكثر من ‪ 40‬درجة مئوية تؤدي الى ابطال مفعول االنزيم‪11‬ات مم‪11‬ا يس‪11‬بب ع‪11‬دم‬
‫اكتمال ذلك التفاعل المعني ‪.‬‬
‫والمعروف ان درجة حرارة الجو تصل احيانا الى قيما عالية اك‪1‬ثر من (‪ )40‬درج‪1‬ة مئوي‪1‬ة ‪ ،‬ففي فص‪1‬ل الص‪1‬يف‬
‫على سبيل المثال تصل درجة الحرارة نهارا الى اكثر من (‪ )50‬درجة مئوي‪11‬ة في المن‪11‬اطق الص‪11‬حراوية والجاف‪11‬ة‬
‫كما في جنوب العراق ‪ .‬لكن النباتات تحافظ على درجة الحرارة داخل اجس‪1‬امها بحيث الترتف‪1‬ع عن الح‪1‬د الم‪1‬ؤثر‬
‫وذلك من خالل عدد من االمور من اهمها ماتقوم به من تبديد الحرارة في عملية النتح ‪ Transpiration‬التي‬
‫يفقد جسم النبات حرارة كبيرة كما تم توضيحه سابقا ‪ .‬كما ان ارتفاع الحرارة يسبب زي‪11‬ادة في عملي‪11‬ة النتح في‬
‫النبات فضال عن التبخر بشكل عام مما يؤدي الى الجفاف الذي قد يهلك النباتات ‪.‬‬

‫ان زيادة درجات الحرارة يؤدي احيانا الى اندالع الحرائق خاصة مايحدث في بعض الغاب‪1‬ات مم‪1‬ا يلح‪1‬ق ك‪11‬وارث‬
‫كبيرة في الغطاء النباتي فضال عن الكائنات الحية االخرى في منطقة الحريق ‪ .‬كما ان انخفاض درجات الحرارة‬
‫هو االخر له تاثيرات سلبية على نمو النباتات خاصة عند وصولها درج‪11‬ة االنجم‪11‬اد ال‪11‬تي ت‪11‬ؤدي الى تحدي‪11‬د نم‪11‬و‬
‫النباتات وبطىء العمليات االيضية فضال عن تاثيرات اخ‪11‬رى كانس‪11‬داد االوعي‪11‬ة الخش‪11‬بية من خالل تجمي‪11‬د الم‪11‬اء‬
‫فيها مما يسبب توقف انسياب الماء الى اعالي النبات في تلك االوعية وبذلك تموت تلك االطراف من النبات ‪.‬‬

‫ان لدرجة الحرارة عالقة بالمظهر الخارجي للنبات ‪ ،‬فاالشجار المدارية ال‪11‬تي تنم‪11‬و في المن‪11‬اطق الرطب‪11‬ة وش‪11‬به‬
‫الجافة ميل الن تكون على شكل مظلة مما يس‪11‬اعدها على تقلي‪11‬ل الح‪11‬رارة ال‪11‬تي تص‪11‬ل الى س‪11‬طح االرض وتقلي‪11‬ل‬
‫تبخر وفقدان المياه ‪ .‬ويالحظ على مستوى التشريح الداخلي للنب‪11‬ات وج‪11‬ود انس‪11‬جة دعامي‪11‬ة ص‪11‬لبة في النبات‪11‬ات‬
‫الموجودة في المناطق الحارة وعكسها ص‪1‬حيح في اتج‪1‬اه المنطق‪1‬ة القطبي‪1‬ة ‪ .‬ل‪1‬ذا ف‪1‬ان حش‪1‬ائش منطق‪1‬ة الس‪1‬فانا‬
‫المدارية تكون خشنة في حين تك‪11‬ون غض‪11‬ة في المن‪11‬اطق المعتدل‪11‬ة ومنطق‪11‬ة ال‪11‬براري وه‪11‬ذا ب‪11‬دوره ينعكس على‬
‫نوعية المراعي الطبيعية مما يؤثر على الثروة الحيوانية لتلك المناطق ‪.‬‬

‫وتبعا لتأثر نمو النباتات وعالقته بدرجة الحرارة يمكن تقسيمها الى ثالث مجموعات رئيسة هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬نباتات الحرارة المرتفعة ‪Mega thermal plant‬‬

‫وتشمل النباتات التي يتطلب نموها درجات حرارة عالية حيث اليقل المعدل السنوي عن (‪ )20‬درجة مئوي‪11‬ة ‪.‬ان‬
‫معظم النباتات النتشرة في العراق تعود لهذه المجموعة ‪.‬‬

‫الصفحة ‪3‬‬
‫البيئة والتلوث‬ ‫جامعة بابل‬
‫د‪.‬جاسم الشمري‬ ‫كلية العلوم‪-‬قسم علوم الحياة‬
‫المرحلة الثالثة‬

‫‪ -2‬نباتات الحرارة المعتدلة ‪Meso thermal plants‬‬

‫وتشمل النباتات التي تنتشر في خط‪11‬وط الع‪11‬رض المتوس‪11‬طة ال‪11‬تي أقلمت نفس‪11‬ها لماجه‪11‬ة التغ‪11‬يرات الفص‪11‬لية في‬
‫درجات الحرارة بين فصول السنة المختلفة ‪.‬‬

‫‪ -3‬نباتات الحرارة الواطئة ‪Micro thermal plants‬‬

‫وتشمل النباتات التي تنتشر في خطوط العرض العليا حيث يك‪11‬ون متوس‪11‬ط درج‪11‬ات الح‪11‬رارة الش‪11‬هرية اق‪11‬ل من (‬
‫‪ ) 10‬درجات مئوية ‪ .‬وتضم كذلك النباتات التي تغطى المناطق القطبية مثل بعض انواع الطحالب ‪.‬‬

‫ويتضح مما تقدم ان درجة الحرارة عامل مهم في نمو النبات وتطوره وبالتالي تأثيرها يصبح واضحا على ن‪1‬وع‬
‫الغطاء النباتي وانتشاره وغزارته ‪ .‬وبذلك يمكن فهم ج‪11‬انب من اس‪11‬باب تن‪11‬وع االق‪11‬اليم الحياتي‪11‬ة الموج‪11‬ودة على‬
‫الكرة االرضية كالغابات المدارية والحشائش ونباتات المنطقة القطبية والسفوح الجبلية وغيرها ‪.‬‬

‫واعتمادا على قدرة الحيوانات على تحمل درجات الحرارة يمكن تقسيمها الى مجموعتين اساسيتين ‪:‬‬

‫‪ - 1‬مجموعة ‪ Homeotherms‬ذوات درجة حرارة الدم الثابتة وتش‪11‬مل الحيوان‪11‬ات ال‪11‬تي تحاف‪11‬ظ على درج‪11‬ات‬
‫حرارة جسمها الثابتة كالحيوانات الثدية ‪.‬‬

‫‪ -2‬مجموعة ‪( Poikiliotherms‬ذوات درجة حرارة الدم المتغيرة) وتش‪11‬مل الحيوان‪11‬ات ال‪11‬تي له‪11‬ا الق‪11‬درة على‬
‫تغير درجة حرارة اجسامها بالزيادة لمالئمة ماهو الحال من حرارة في البيئة المحلية ‪ .‬وتمارس الحيوان‪11‬ات في‬
‫بعض الحاالت نوعا من السبات كالدب الرمادي ‪ Grizzly Bear‬والبرمائيات ‪.‬‬

‫يتبين من ماذكر ان توزيع وانتشار الكائن‪11‬ات الحي‪11‬ة في بق‪11‬اع الع‪11‬الم المختلف‪11‬ة يت‪11‬اثر بص‪11‬ورة مباش‪11‬رة ب‪11‬الحرارة‬
‫والتي تبرز تاثيرها بصورة كبيرة في المعدل السنوي لدرجة الحرارة في المنطقة وبهذا تتباين المناطق الحيوية‬
‫المختلفة على سطح الكرة االرضية مثل التندرا والمن‪11‬اطق المعتدل‪11‬ة واالس‪11‬توائية في حين ان االختالف في ع‪11‬دد‬
‫وكثافة الكائنات الحية ضمن المن‪11‬اطق الحيوي‪11‬ة المتش‪11‬ابهة في الك‪11‬رة االرض‪11‬ية يتب‪11‬اين ب‪11‬اختالف م‪11‬ديات التغ‪11‬اير‬
‫السنوي لدرجات الحرارة حيث انه يالحظ على الرغم من تشابه المع‪1‬دل الس‪1‬نوي لدرج‪1‬ة الح‪1‬رارة بين منطق‪1‬تين‬
‫تختلف مديات التغاير وعدد االيام الحارة والباردة والتي بالطبع تؤثر في اختالف الكائنات الحية ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬الرطوبة واالمطار ‪Humidity and precipitations‬‬

‫للرطوبة مفهوم واسع يضم توافر جزيئات الماء سواء في الغالف الجوي ام على سطح التربة او في اعماقه‪11‬ا ‪.‬‬
‫وتشمل الرطوبة في الجو التساقط بانواعه المختلفة كاالمطار والجليد والثلوج والبرد التي تعد مص‪11‬درا لرطوب‪11‬ة‬
‫التربة ‪ .‬ففي الغالف الجوي تتواجد الرطوبة على هيأة بخار م‪11‬اء او جزيئ‪11‬ات الم‪11‬اء الس‪11‬ائل او الص‪11‬لب ك‪11‬الغيوم‬
‫والثلوج والبرد التي جميعها من اشكال التساقط ‪ precipitation‬تصل الى االرض فضال عن االمط‪11‬ار ‪Rains‬‬
‫بكمياتها واوقات سقوطها المختلفة ‪ ،‬وقد تكون غزيرة في فترات قصيرة او كميات قليلة وفي فترات متقطعة او‬
‫دائمية ‪ .‬وهذه االشكال تعتمد على عوامل مناخية اخرى كدرجة الحرارة والرياح والضغط وغيرها ‪.‬‬

‫ان معدالت التساقط وتوزيعها في بقاع االرض له اهمية خاصة في انتشار الكائن‪11‬ات الحي‪11‬ة المختلف‪11‬ة من نبات‪11‬ات‬
‫وحيوانات فضال عن االنسان ‪ .‬فالمناطق االستوائية تحص‪1‬ل على امط‪1‬ار غزي‪1‬رة في جمي‪1‬ع الفص‪1‬ول في حين ان‬
‫هناك امطارا فصلية واخرى مناطق جافة في االقاليم المدارية المجاورة للمن‪11‬اطق االس‪11‬توائية الرطب‪11‬ة ‪ .‬ويالح‪11‬ظ‬
‫من ذلك عالقة فترة النمو بطول فترة توزيع االمطار ‪ .‬ام‪11‬ا المن‪11‬اطق الش‪11‬به مداري‪11‬ة عموم‪11‬ا يك‪11‬ون ص‪11‬يفها جاف‪11‬ا‬

‫الصفحة ‪4‬‬
‫البيئة والتلوث‬ ‫جامعة بابل‬
‫د‪.‬جاسم الشمري‬ ‫كلية العلوم‪-‬قسم علوم الحياة‬
‫المرحلة الثالثة‬
‫وشتاؤها ممطرا مع وجود بعض االختالف‪1‬ات في بعض االحي‪1‬ان في فص‪1‬لية س‪11‬قوط االمط‪1‬ار ‪ .‬وعلى اس‪11‬اس فهم‬
‫التوزيع الفصلي لالمطار يمكن اعتماده في استخدامات االرض زراعيا او الغراض اخرى ‪.‬‬

‫كما ان لالنسان نصيبه في استغالله لفصلية سقوط االمطار فانه يكون اكثر اس‪11‬تقرارا في المن‪11‬اطق ال‪11‬تي تت‪11‬وافر‬
‫فيها االمطار بشكل يسمح له باستغالل االرض زراعيا والعيش منها ويبتع‪11‬د عن المن‪11‬اطق القاحل‪11‬ة او الجاف‪11‬ة او‬
‫الصحارى التي اليقطنها االنسان كثيرا اذا ماقورنت باالراض‪1‬ي الزراعي‪1‬ة والس‪1‬هول الخض‪1‬ر ال‪1‬تي يس‪1‬تفيد منه‪1‬ا‬
‫لقوته مباشرة او تربية حيواناته الداجنة ‪.‬‬

‫وللرطوبة عالقة متينة مع درجة الحرارة والرياح واالشعاع الشمسي فالهواء على سبيل المث‪11‬ال يس‪11‬تطيع حم‪11‬ل‬
‫بخار الماء بكمية اكبر عند ارتفاع درج‪1‬ة الح‪1‬رارة ‪ .‬كم‪1‬ا ان الري‪1‬اح الجاف‪1‬ة تقل‪1‬ل من الرطوب‪1‬ة من خالل طرده‪1‬ا‬
‫للهواء الرطب او خلطه مع اله‪11‬واء الج‪1‬اف والعكس ص‪1‬حيح ‪ .‬ام‪1‬ا االش‪11‬عاع الشمس‪11‬ي الس‪11‬اقط ف‪1‬ان ت‪1‬أثيره غ‪1‬ير‬
‫مباشر وذلك من خالل ما يؤثر في زيادة درجة الحرارة ‪ .‬وللكساء الخضري ت‪1‬اثيره في زي‪1‬ادة الرطوب‪1‬ة النس‪1‬بية‬
‫حيث ي‪11‬زود اله‪11‬واء بالرطوب‪11‬ة (بخ‪11‬ار الم‪11‬اء الن‪11‬اتج من عملي‪11‬ة النتح) من قب‪11‬ل النبات‪11‬ات فض‪11‬ال عن ان الكس‪11‬اء‬
‫الخضري يقلل من تاثير درجة الحرارة والرياح ‪.‬‬

‫وتعتبر الرطوبة من العوامل المحددة لنمو النباتات وانتشارها في بيئة اليابسة ‪ .‬فالمي‪11‬اه تس‪11‬تخدم في المش‪11‬اريع‬
‫االروائية في الزراعة لضمان نمو المحاصيل الزراعية كما هو الحال في المناطق الوسطى والجنوبية في القط‪11‬ر‬
‫حيث يك‪11‬ون مع‪11‬دل س‪11‬قوط االمط‪11‬ار الس‪11‬نوي بح‪11‬دود (‪ )100‬مليم‪11‬تر س‪11‬نويا او اق‪11‬ل في حين تعتم‪11‬د الزراع‪11‬ة في‬
‫المناطق الجبلية في شمال العراق على الطريقة الديمية التي تعتم‪1‬د على ت‪1‬وافر الرطوب‪1‬ة من التس‪11‬اقط كاالمط‪1‬ار‬
‫التي يصل معدل سقوطها السنوي الى اكثر من (‪ )100‬مليمتر خاصة في المناطق المجاورة الى تركيا وايران ‪.‬‬

‫ويمكن اعتماد معدل سقوط االمطار في تقسيم العراق الى اربعة مناطق رئيسة وهي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الصحارى‬

‫وتوجد في الجنوب والغرب ويك‪11‬ون مع‪11‬دل الس‪11‬قوط الس‪11‬نوي اق‪11‬ل من (‪ )100‬مليم‪11‬تر مث‪11‬ل المن‪11‬اطق الواقع‪11‬ة في‬
‫جنوب غرب العراق ‪.‬‬

‫‪ -2‬السهول المنبسطة‬

‫التي توجد في منطقة مابين النهرين في وسط العراق ويتراوح مع‪11‬دل الس‪11‬قوط الس‪11‬نوي بين ‪ 200-100‬مليم‪11‬تر‬
‫مثل محافظات بغداد وبابل وديالى ‪.‬‬

‫‪ -3‬المنطقة المتموجة‬

‫وتالحظ في شمال منطقة السهول والتي يتراوح معدل السقوط السنوي فيها بين ‪ 500-200‬مليمتر مث‪11‬ل نين‪11‬وى‬
‫واربيل وكركوك ‪.‬‬

‫‪ -4‬المنطقة الجبلية‬

‫وتنتشر السالسل الجبلية اساسا في اتجاه الشمال والشمال الشرقي من القطر الذي يتراوح معدل سقوط االمطار‬
‫فيها بين ‪ 1300-1000‬مليمتر وتمتد من شمال خط ‪ 36‬عرض في كردستان العراق ‪.‬‬

‫الرطوبة ونمو النباتات‬

‫الصفحة ‪5‬‬
‫البيئة والتلوث‬ ‫جامعة بابل‬
‫د‪.‬جاسم الشمري‬ ‫كلية العلوم‪-‬قسم علوم الحياة‬
‫المرحلة الثالثة‬
‫تشارك الرطوبة درجة الحرارة في اهميتها بوصفها عوامل محددة لنم‪1‬و النبات‪1‬ات وازدهاره‪1‬ا وانتش‪1‬ارها فض‪1‬ال‬
‫عن عامل التربة ‪ .‬وتسهم هذه العوامل الثالثة في اهميتها في تحديد نوعي‪11‬ة النبات‪11‬ات وتوزيعه‪11‬ا كم‪11‬ا يالح‪11‬ظ في‬
‫الغابات والسهول والصحارى ‪ .‬فالغابات تنمو في المناطق التي يبلغ معدل التس‪11‬اقط فيه‪11‬ا اك‪11‬ثر من ‪ 250‬مليم‪11‬تر‬
‫في حين تنم‪11‬و الحش‪11‬ائش في من‪11‬اطق اليتج‪11‬اوز فيه‪11‬ا التس‪11‬اقط عن ذل‪11‬ك واليق‪11‬ل عن ‪100‬مليم‪11‬تر ‪ .‬ام‪11‬ا النبات‪11‬ات‬
‫الصحراوية فانها تتكيف للظروف الجافة من خالل مظهرها الخارجي او تشريحها الداخلي ‪.‬‬

‫وبناء على ماتقدم يمكن القول ب‪11‬ان للرطوب‪11‬ة ت‪11‬اثيرا على المظه‪11‬ر الخ‪11‬ارجي للنبات‪11‬ات وتش‪11‬ريحها ال‪11‬داخلي فعلى‬
‫سبيل المثال تلعب الخاليا المحركة ‪ Motor cells‬في نسيج البشرة الوراق النجيليات دورا في انبساط االوراق‬
‫في الجو الرطب وانطباقها في الجو الجاف لتفادي فقدان الماء عن طري‪11‬ق النتح ‪ .‬كم‪11‬ا تنتش‪11‬ر الخالي‪11‬ا الحارس‪11‬ة‬
‫الغائرة ‪ Sunken stomata‬في بشرة اوراق النباتات الصحراوية لتقلي‪1‬ل عملي‪1‬ة النتح ايض‪1‬ا ‪ .‬وتمت‪1‬از اوراق‬
‫الغابات المدارية الرطبة باتساع س‪1‬طحها عكس المن‪1‬اطق الجاف‪1‬ة ‪ .‬كم‪1‬ا ان الطبق‪1‬ة الش‪1‬معية (االدم‪1‬ة ‪)Cuticle‬‬
‫التي تغطي بشرة االوراق يكون سمكها عادة اكثر في النباتات التي تعيش في المن‪11‬اطق الجاف‪11‬ة ‪ .‬وتتح‪11‬ور بعض‬
‫النباتات في شكلها الظاهري لتالفي االجواء الحارة او الجافة فالجزء الخضري للنباتات الصحراوية يكون ع‪11‬ادة‬
‫ذات مس‪11‬احة س‪11‬طحية ص‪11‬غيرة واوراق مختزل‪11‬ة ق‪11‬د تك‪11‬ون على هيئ‪11‬ة اش‪11‬واك كم‪11‬ا في نب‪11‬ات ال‪11‬تين الش‪11‬وكي‬
‫‪ .Optuntia sp‬في حين يمتد مجموعها الجذري الى اعماق كبيرة في التربة بحث‪11‬ا عن الم‪11‬اء ‪ ،‬كم‪11‬ا ان بعض‬
‫النباتات الصحراوية تحتفظ بنسبة كبيرة من الماء في انسجتها العصيرية ‪ Succulent tissues‬تصل الى اكثر‬
‫من ‪ % 95‬من خالل وجود النسيج البرنكيمي الخازن للماء المنتشر في اعضائها الخضرية الغضة كما في ثم‪11‬ار‬
‫نباتات الرقي والخيار ‪.‬‬

‫ويمكن تقسيم النباتات تبعا لوجود الرطوبة وحاجتها للماء الى ثالثة مجاميع رئيسة وهي كاالتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬النباتات المائية ‪Hydrophytes‬‬

‫تعيش هذه النباتات في وسط مائي وتمتاز بان مجموعها الجذري يك‪11‬ون ص‪1‬غيرا او مخ‪1‬تزال ويك‪11‬ون قس‪11‬ما منه‪11‬ا‬
‫طافيا على سطح الماء ‪ .‬ويالحظ طبقة االدمة رقيقة او معدومة ووجود عدد من البالستيدات الخضراء في خاليا‬
‫البشرة في الورقة الستغالل الضوء في عملية البناء الضوئي مع وجود انسجة تهوية في نسيجها المتوس‪11‬ط في‬
‫االوراق الذي يمتاز بمسافات بينية واسعة بين خالياها ‪ .‬وق‪1‬د يالح‪1‬ظ ان المس‪11‬احة الس‪11‬طحية الوراق بعض ه‪11‬ذه‬
‫النب‪11‬ات تك‪11‬ون كب‪11‬يرة ‪ .‬ومن االمثل‪11‬ة على النبات‪11‬ات المائي‪11‬ة هي نب‪11‬ات حش‪11‬يش الس‪11‬مك ‪Nymphaea alba‬‬
‫والشمبالن ‪ Ceratophyllum demersum‬والخويصة ‪ Vallisneria spiralis‬فضال عن نباتي القصب‬
‫والبردي المنتشرة في المسطحات المائية في جنوب القطر كاالهوار ‪.‬‬

‫‪ -2‬النباتات الوسطية ‪Mesophytes‬‬

‫التي تعيش في وسط بيئي تحتاج الى كمية معتدلة من الماء احيان‪11‬ا كم‪11‬ا ه‪11‬و الح‪11‬ال في معظم نبات‪11‬ات المحاص‪11‬يل‬
‫الحقلية كالحنطة والشعير والشوفان ‪ ،‬والخضراوات كالباقالء والباذنجان والخي‪11‬ار والكماط‪11‬ة ‪ ،‬ونبات‪11‬ات الزين‪11‬ة‬
‫كالورد وعين البزون والقرنف‪11‬ل وال‪11‬رازقي ونبات‪11‬ات الفاكه‪11‬ة كالتف‪11‬اح والعنب والبرتق‪11‬ال وغيره‪11‬ا ‪ .‬وتمت‪11‬از ه‪11‬ذه‬
‫النبات‪1‬ات بوج‪1‬ود طبق‪1‬ة االدم‪1‬ة بس‪1‬مك مح‪1‬دود على س‪1‬طح اوراقه‪1‬ا يحي‪1‬ط بالبش‪1‬رة ال‪1‬تي تخل‪1‬و من البالس‪1‬تيدات‬
‫الخضراء فيما عدا الخاليا الحارسة ‪ .‬وهناك توازن بين مجموعها الخضري ومجموعها الجذري ‪.‬‬

‫‪-3‬النباتات الصحراوية ‪Herophytes‬‬

‫تعيش هذه النباتات في بيئة صحراوية قاحلة مما تحتاج الى بعض التحورات لتقلي‪11‬ل فق‪11‬دان الم‪11‬اء من اجس‪11‬امها‬
‫مثل تكوين طبقة سميكة من االدمة في بشرتها مع وجود الخاليا الحرسة من النوع الغئر فض‪11‬ال عن اخ‪11‬تزال في‬
‫مساحتها السطحية الكلية للساق واالوراق وتحور بعض اجزائها ك‪1‬االوراق الى اش‪1‬واك لتقلي‪1‬ل فق‪1‬دان الم‪1‬اء من‬

‫الصفحة ‪6‬‬
‫البيئة والتلوث‬ ‫جامعة بابل‬
‫د‪.‬جاسم الشمري‬ ‫كلية العلوم‪-‬قسم علوم الحياة‬
‫المرحلة الثالثة‬
‫اجسامها ‪ .‬كما تعمل النباتات الصحراوية على خزن الماء في انسجتها كما في النباتات العصيرية كنبات الصبير‬
‫‪ . Cactus‬ويكون نمو المجموع الجذري كبيرا حيث يمتد الى عمق كبير في التربة بحثا عن الماء كما في نبات‬
‫الشوك ‪ Prosopis stephaniana‬والعاقول ‪. Alhagi maurorum‬‬

‫الرطوبة ونمو الحيوانات‬

‫ترتبط الحيوانات اساسا مع وج‪1‬ود النبات‪1‬ات في احي‪1‬ان كث‪1‬يرة لم‪1‬ا تعتم‪1‬د عليه‪11‬ا كمص‪1‬در لغ‪11‬ذائها او موطنه‪11‬ا او‬
‫حمايتها من مخاطر مختلفة ‪ .‬لذا فان ماذكر من تاثير الرطوبة على النبات‪11‬ات وانتش‪11‬ارها وتحدي‪11‬د نوعيته‪11‬ا يمكن‬
‫ان يؤثر على الحيوانات كذلك ‪ .‬وتنتشر بعض الحيوانات في المناطق الرطب‪11‬ة كالحش‪11‬رات مث‪11‬ل البع‪11‬وض ‪ .‬وتع‪11‬د‬
‫المناطق الرطبة موطنا النواع اخرى من الحيوانات كالجاموس والتماسيح والثعبان المائية والدي‪11‬دان والقواق‪11‬ع‬
‫في حين يعيش البعض االخ‪11‬ر في المس‪11‬طحات المائي‪11‬ة المختلف‪11‬ة كاالس‪11‬ماك والحيت‪11‬ان ‪ .‬بينم‪11‬ا اليحت‪11‬اج بعض‬
‫الحيوانات الى توافر المياه بصورة كبيرة فالفأر الصحراوي اليشرب الماء بينم‪1‬ا يحص‪1‬ل علي‪1‬ه من خالل تغذيت‪1‬ه‬
‫على جذور النبات‪1‬ات ‪ ،‬كم‪1‬ا تتحم‪1‬ل الجم‪1‬ال العطش ‪ ،‬ويمكن لبعض الحش‪11‬رات ك‪11‬الجراد الهج‪1‬رة بحث‪1‬ا عن الم‪1‬اء‬
‫والغذاء ‪.‬‬

‫ان الرطوبة بوصفها ع‪1‬امال بيئي‪1‬ا تختل‪11‬ف ب‪1‬اختالف المن‪1‬اطق المتباين‪1‬ة على س‪11‬طح الك‪11‬رة االرض‪1‬ية وانه‪11‬ا تع‪11‬بر‬
‫بالرطوبة النسبية حيث تختلف الرطوبة النسبية في البصرة عن الرطوبة النسبية في السليمانية حيث تتاثر ببعد‬
‫او قرب المنطقة عن المسطحات المائية الطبيعي‪11‬ة ‪ .‬كم‪11‬ا ان م‪11‬دى عم‪11‬ل الك‪11‬ائن الحي للح‪11‬رارة يختل‪11‬ف ب‪11‬اختالف‬
‫الرطوبة‪.‬‬

‫اما االمطار فان معدل سقوطها السنوي ومديات التغير في كميتها وعدد االيام الممط‪11‬رة وف‪11‬ترات الجف‪11‬اف يعت‪11‬بر‬
‫من احد االسباب الرئيس‪1‬ة في توزي‪1‬ع وانتش‪1‬ار المجتمع‪1‬ات النباتي‪1‬ة والحيواني‪1‬ة على الك‪1‬رة االرض‪1‬ية ‪ .‬والتب‪1‬اين‬
‫الواضح في مكوناتها حسب المناطق قد اثر حتى في التحورات والتكيفات الظاهرية والفسلجية في جسم الكائن‬

‫الحي والمجتمعات بصورة عامة ‪ .‬فما اختالف منطقة الغابات النفضية عن منطقة الغابات االستوائية او التن‪11‬درا‬
‫(السفافا) اال انعكاس واضح لهذه الظاهرة ‪.‬‬

‫ثالثا – الضوء ‪Ligt‬‬

‫تعت‪111‬بر الش‪111‬مس مص‪111‬درا للطاق‪111‬ة الكلي‪111‬ة لالرض تقريب‪111‬ا ‪ .‬وتس‪111‬تلم الطاق‪111‬ة االش‪111‬عاعية على هي‪111‬أة موج‪111‬ات‬
‫كهرومغناطيسية ‪ Electromagnetic‬مختلفة االطوال تتراوح بين ‪ 5000-290‬مليم‪11‬ايكرون ض‪11‬منها الض‪11‬وء‬
‫المرئي ‪ .‬فالضوء اذن هو الجزء من الطاقة االشعاعية المنتقلة بموجات كهرومغناطيسية مرئية وبطول يتراوح‬
‫بين ‪ 760-390‬مليمايكرون ‪.‬‬

‫ان امتصاص ضوء الشمس يختلف حسب نوعية السطح فالتربة المغطاة بالثلج على سبيل المثال تمتص حوالي‬
‫‪ %25‬من الكمية التي تصل الى سطح االرض ‪ .‬وتمتص االعشاب ‪ %90-80‬وقد تصل الى ‪ %95‬في الغاب‪11‬ات‬
‫الكثيف‪1‬ة في حين تمتص المس‪11‬طحات المائي‪1‬ة بنس‪11‬بة ت‪1‬تراوح بين ‪ %96-60‬من اش‪11‬عة الش‪11‬مس حس‪1‬ب الزاوي‪1‬ة‬
‫الساقطة ‪ .‬وتمتص الرمال الجافة ‪ %75‬والحقول الزراعية المحروثة بين ‪. %95-70‬‬

‫ويشمل االشعاع الشمسي االمواج االكثر طوال (‪ 750‬مليمايكرون فاطول) كاالش‪1‬عة تحت الحم‪1‬راء ‪Infra red‬‬
‫التي الترى بالعين المجردة ‪ ،‬لكن االنسان يحس بها كاشعة حرارية ‪ ،‬وكلما طالت الموجة كان تأثيرها الحراري‬
‫اكثر ‪ .‬وهذه االشعة لها اهميته‪11‬ا في الت‪1‬اثير على الهرمون‪1‬ات المح‪1‬ددة لالنب‪1‬ات واس‪11‬تجابة النب‪1‬ات لط‪1‬ول الف‪1‬ترة‬
‫الضوئية ‪ .‬كما يشمل االشعة فوق البنفسج ‪violet 380 ) Ultra‬مليمايكرون) التي تعتبر ذات تاثير مهل‪11‬ك‬
‫لخاليا الكائنات الحية ‪ ،‬وتصل كمياتها الى الض‪11‬عف في المرتفع‪11‬ات العالي‪11‬ة في الجب‪11‬ال (‪4000‬م‪11‬تر) مقارن‪11‬ة م‪11‬ع‬
‫مس‪11‬توى س‪11‬طح البح‪11‬ر مم‪11‬ا يجعله‪11‬ا ذات اهمي‪11‬ة خاص‪11‬ة في بيئ‪11‬ات قمم الجب‪11‬ال الش‪11‬اهقة ‪ .‬ويمتص معظم ه‪11‬ذه‬

‫الصفحة ‪7‬‬
‫البيئة والتلوث‬ ‫جامعة بابل‬
‫د‪.‬جاسم الشمري‬ ‫كلية العلوم‪-‬قسم علوم الحياة‬
‫المرحلة الثالثة‬
‫االشاعات وغيرها قصيرة الموجة في منطقة االوزون التي تبعد حوالي(‪ )10‬كيلومترات في طبقات الجو العليا ‪.‬‬
‫ه‪11‬ذه االش‪11‬عة قص‪11‬يرة ج‪11‬دا الت‪11‬رى من قب‪11‬ل العين البش‪11‬رية والتحتاجه‪11‬ا النبات‪11‬ات في نموه‪11‬ا وليس‪11‬ت مض‪11‬رة له‪11‬ا‬
‫لوجودها بنسب ضئيلة جدا على سطح الكرة االرضية وتقدر بحوالي ‪ %1‬من مجموع االشعة الشمسية ‪.‬‬

‫هناك بعض االشاعات ذات الطاقة العالية تدخل محي‪1‬ط الك‪1‬رة االرض‪1‬ية من خ‪1‬ارج المجموع‪1‬ة الشمس‪1‬ية التس‪1‬هم‬
‫كثيرا في سريان الطاقة في المحيط الحيوي لكنه لها تاثيرات بايولوجي‪11‬ة من خالل ت‪11‬اثيرات بايولوجي‪11‬ة من خالل‬
‫تاثيره‪111‬ا الت‪111‬ايني على ت‪111‬ركيب الص‪111‬بغيات (‪ )chromosomes‬وه‪111‬ذه تس‪111‬مى باالش‪111‬عة الكوني‪111‬ة ‪Cosmic‬‬
‫‪. radiation‬‬

‫كما ان هناك اشعاعات اخرى تسببها بعض الصخور المشعة والغب‪1‬ار ال‪1‬ذري المتس‪1‬اقط ومن‪1‬ابع المي‪1‬اه المعدني‪1‬ة‬
‫والبراكين توجد في مواقع معينة يطلق عليها االش‪11‬عة المحلي‪11‬ة ‪ . Local radiation‬فض‪11‬ال عن وج‪11‬ود ان‪11‬واع‬
‫اخرى من االشعاعات تتواجد بنسب ضئيلة بالمقارن‪1‬ة ‪ ،‬وتالح‪1‬ظ في طبق‪1‬ات الج‪1‬و العلي‪1‬ا كاالش‪1‬عة الس‪1‬ينية (‪X-‬‬
‫‪ )ray‬التي يمتص معظمها من قبل الغزات في طبقات الجو العليا ‪.‬‬

‫ويطلق على الضوء باالشعاع المرئي ‪ Visible radiation‬كونه ي‪11‬رى ب‪11‬العين البش‪11‬رية المج‪11‬ردة وال‪11‬ذي ه‪11‬و‬
‫جزء من االشعاع الشمسي الذي يصل سطح االرض ‪ .‬ويع‪11‬د الض‪1‬وء من العوام‪1‬ل المهم‪1‬ة في النظ‪1‬ام البي‪1‬ئي من‬
‫خالل تأثيره على حرارة المحيط الجوي ‪ Biosphere‬فضال عن استغالله كطاقة اساسية للكائنات الحية بوصفه‬
‫مصدرا للطاقة الضوئية ‪ Light energy‬لعملية البناء الضوئي ‪ . Photosynthesis‬ويضم الضوء مجموعة‬
‫الوان عند م‪1‬روره بموش‪1‬ور زج‪1‬اجي لكن ه‪1‬ذه االل‪1‬وان التس‪1‬تخدم جميعه‪1‬ا في عملي‪1‬ة البن‪1‬اء الض‪1‬وئي ‪ .‬ف‪1‬اللون‬
‫االخضر ينعكس او ينفذ خالل االوراق النباتية الخضراء واليمتص منه اال قليال بينما تمتص الموج‪11‬ات الحم‪11‬راء‬
‫والزرق‪11‬اء من قب‪11‬ل الص‪11‬بغات النباتي‪11‬ة المس‪11‬ؤولة في تل‪11‬ك العملي‪11‬ة كاليخض‪11‬ور (الكلوروفي‪11‬ل) والكاروتين‪11‬ات‬
‫والفايكوبلينات وغيرها وتتفاوت نسب امتصاصها حسب االنواع النباتية وعمر الورق‪11‬ة وام‪11‬ور اخ‪11‬رى ‪ .‬وتق‪11‬وم‬
‫هذه الصبغات بتحويل الطاقة الضوئية الى طاقة كيمياوية تس‪11‬هم في تث‪1‬بيت غ‪1‬از ثن‪1‬ائي اوكس‪11‬يد الك‪11‬اربون على‬
‫شكل مادة عضوية تستخدمها بعدئذ الحيوانات التي تتغذى على هذه النباتات كمصدر للطاقة ‪.‬‬

‫ويصل سطح االرض كميات كبيرة من الطاقة الضوئية تفوق قابلية استغالل الكائنات الحي‪11‬ة ‪ .‬فالنبات‪11‬ات الخض‪11‬ر‬
‫الكائنات الوحيدة التي تستطيع امتصاص هذه الطاقة الضوئية المتاحة ‪.‬وعلى هذا االساس تع‪11‬د النبات‪11‬ات كائن‪11‬ات‬
‫حية ذاتية التغذية ‪ Autotrophic‬تعتمد على الطاقة الضوئية اعتمادا كبيرا في نموها وازدهارها ‪ .‬وق‪11‬د يك‪11‬ون‬
‫الضوء عامال محددا لنمو النباتات كما يحدث في النباتات النامية على تربة الغابات كالحشائش او النباتات ال‪11‬تي‬
‫تغطى بطبق‪1‬ة من الثل‪1‬وج تحجب عنه‪1‬ا الض‪1‬وء او الهائم‪1‬ات النباتي‪1‬ة المتواج‪1‬دة في مس‪1‬طح م‪1‬ائي مغطى بطبق‪1‬ة‬
‫عازلة للضوء كالنفط ومخلفاته التي تعد احدى انواع الملوثات في النظام البيئي المائي ‪.‬‬

‫للضوء اهميته للكائنات الحية اساسا لسببين مختلفين االول هو انه يستخدم محفزا للتواقت الي‪11‬ومي او الفص‪11‬لي‬
‫لكل من النباتات والحيوان‪11‬ات ‪ .‬فالحيوان‪11‬ات الص‪11‬حراوية الناش‪11‬طة في اللي‪11‬ل على س‪11‬بيل المث‪11‬ال تس‪11‬تخدم الض‪11‬وء‬
‫كمنبه لدورات انشطتها ‪ .‬وتكون مواسم التكاثر لعدد من النباتات والحيوانات مرتبطة بتغيرات طول النه‪11‬ار ‪ .‬ان‬
‫دراسة تأثير الموسم لطول النهار على االستجابات الفسيولوجية تدعى الت‪11‬واقت الض‪11‬وئي ‪photoperiodism‬‬
‫التي سلط عليها الضوء في الدراسات البيئية الفسيولوجية ‪ .‬والسبب الرئيس االخر هو اهميته في عملية البناء‬
‫الضوئي ‪.‬‬

‫وفي البيئة المائية تحتاج المنتج‪11‬ات ‪ producers‬كالهائم‪11‬ات النباتي‪11‬ة ‪ phytoplankton‬الى الض‪11‬وء الكم‪11‬ال‬
‫عملية البناء الضوئي وتصنيع المادة العضوية التي تشكل القاعدة االساسية للهرم الغذائي التي تعتمد عليه بقية‬
‫المستويات االغتذائية ‪ . Trophical levels‬لذا تك‪11‬ون دراس‪11‬ة الض‪1‬وء واختراق‪1‬ه لعم‪1‬ود الم‪1‬اء ذو اهمي‪1‬ة في‬
‫تحديد نمو تلك المنتجات الي مسطح مائي وبالتالي االحياء المائية االخرى ‪.‬‬

‫الضوء ونمو النباتات‬

‫للضوء تاثيرات عديدة ومختلفة على نمو النبات واكم‪11‬ال دورة حيات‪11‬ه ‪ .‬والب‪11‬د من االخ‪11‬ذ بنظ‪11‬ر االعتب‪11‬ار االم‪11‬ور‬
‫االتية قبل التطرق الى الفعاليات الفسيولوجية ذات العالقة ‪:‬‬

‫الصفحة ‪8‬‬
‫البيئة والتلوث‬ ‫جامعة بابل‬
‫د‪.‬جاسم الشمري‬ ‫كلية العلوم‪-‬قسم علوم الحياة‬
‫المرحلة الثالثة‬

‫اوال‪ -‬شدة الضوء وكميته ‪Light intensity and quantity‬‬

‫يعبر عن شدة الضوء بكميته الستلمة في وحدة المساحة ولفترة معينة من الزمن ‪ .‬وتتاثر بعوامل مختلفة تشمل‬
‫مكونات الهواء الجوي حيث تقوم الغازات الموجودة ك‪11‬النتروجين واالوكس‪11‬جين (الل‪11‬ذان يمثالن النس‪11‬بة العظمى‬
‫من مكونات الهواء ) بامتصاص كميات من االشعاعات الضوئية ذات االمواج القصيرة الطول ‪ ،‬ل‪11‬ذا يالح‪11‬ظ ب‪11‬ان‬
‫االش‪11‬عة ف‪11‬وق البنفس‪11‬جية ‪ Ultraviolate‬ذات اط‪11‬وال موجي‪11‬ة اق‪11‬ل من (‪ )290‬مليم‪11‬ايكرون التص‪11‬ل الى س‪11‬طح‬
‫االرض ‪ .‬فض‪11‬ال عن رطوب‪11‬ة اله‪11‬واء ال‪11‬تي هي االخ‪11‬رى تمتص ج‪11‬زءا من االش‪11‬عاعات ذات الموج‪11‬ات الطويل‪11‬ة‬
‫واالشعة تحت الحمراء ‪ ،‬لذا فان ش‪1‬دة الض‪1‬وء تق‪1‬ل ح‪1‬والي ‪ %4‬في االي‪1‬ام الغائم‪1‬ة ‪ .‬كم‪1‬ا ان الجزيئ‪1‬ات الص‪1‬لبة‬
‫الموجودة في الهواء كدقائق الغبار والدخان وغيرها تقوم هي االخ‪1‬رى بحجب ج‪1‬زءا من االش‪1‬عة الض‪1‬وئية مم‪1‬ا‬
‫يقلل من شدته ‪.‬‬

‫ان لزاوية سقوط االشعة الشمسية تأثيرا على شدة الضوء حيث كلما ك‪1‬ان مس‪1‬ار الض‪1‬وء بمس‪1‬افة اط‪1‬ول س‪1‬وف‬
‫تقل شدته من خالل مروره بطبقات اك‪11‬ثر من الغالف الج‪11‬وي ‪ .‬ل‪11‬ذا تك‪11‬ون ش‪11‬دة الض‪11‬وء في المن‪11‬اطق االس‪11‬توائية‬
‫عالية بسبب الوضع العمودي للشمس وكلما كان التوجه نحو القطبين قلت شدة الضوء ‪ .‬كم‪11‬ا ان لطوبوغرافي‪11‬ة‬
‫االرض تاثيرا على شدة الضوء من خالل اتجاه سطح االرض بالنسبة لمس‪11‬ار االش‪11‬عة الشمس‪11‬ية وكمي‪11‬ة الض‪11‬وء‬
‫المستلمة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬نوعية الضوء ‪Light quality‬‬

‫ويقصد بنوعية الضوء تركيب طول الموجة المؤثرة ‪ ،‬فالبناء الضوئي على سبيل المثال يت‪1‬اثر ب‪1‬اللونين االحم‪1‬ر‬
‫واالزرق من الضوء بدرجة كبيرة مقارنة بااللوان االخرى ‪ .‬ويكون اعلى امتصاص للصبغات النباتية المسؤولة‬
‫عن امتصاص الطاقة الض‪1‬وئية وتحويله‪11‬ا الى طاق‪1‬ة كيمياوي‪1‬ة كالخيض‪1‬ور يق‪1‬ع على الل‪11‬ونين الم‪1‬ذكورين ‪ .‬وفي‬
‫عملية انبات البذور فيالحظ بان اللون االحمر بطول موجة ‪ 730‬مليمايكرون و‪ 666‬مليمايكرون هم‪11‬ا الم‪11‬ؤثران‬
‫في ص‪11‬بغة الف‪11‬ايتوكروم ‪ phytochrome‬ال‪11‬تي له‪11‬ا عالق‪11‬ة بعملي‪11‬ة االنب‪11‬ات ‪ .‬حيث يبل‪11‬غ اعلى امتص‪11‬اص له‪11‬ذه‬
‫الصبغة عند طول موجي (‪ )666‬مليمايكرون التي تعرف بصبغة الفايتوكروم الحمراء (‪ ، )Pr‬وكذلك عند ط‪11‬ول‬
‫موجي (‪ )730‬مليمايكرون التي تعرف بصبغة الفايتوكروم فوق الحمراء (‪ . )Pfr‬وتلعب هاتان الص‪11‬بغتان دورا‬
‫كبيرا في عمليات ايضية اخرى مثل تزهير النباتات واستطالة السالميات ‪.‬‬

‫وفي البيئات المائية يالح‪11‬ظ ان الموج‪1‬ات الحم‪1‬راء اق‪1‬ل نفاذيي‪1‬ة من الموج‪1‬ات القص‪1‬يرة كالموج‪1‬ات الزرق‪1‬اء ل‪11‬ذا‬
‫يالحظ ان بعض الطح‪11‬الب ك‪11‬الحمراء تتمكن من العيش في من‪11‬اطق عميق‪11‬ة لق‪11‬درتها من االس‪11‬تفادة من الموج‪11‬ات‬
‫الزرقاء من الضوء في عملية استمرار نموها ‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬طول الفترة الضوئية ‪Photoperiod‬‬

‫في الوقت ال‪11‬ذي يس‪11‬تمر ض‪11‬وء النه‪11‬ار اثن‪11‬تي عش‪11‬رة س‪11‬اعة عن‪11‬د خ‪11‬ط االس‪11‬تواء فان‪11‬ه يختل‪11‬ف ب‪11‬اختالف خط‪11‬وط‬
‫العرض ‪ .‬فقد يصل عند خطوط العرض العليا اربع وعشرين ساعة في اليوم لفترة من السنة ‪ .‬وللفترة الضوئية‬
‫اهمي‪11‬ة لبعض العملي‪11‬ات الفس‪11‬يولوجية مث‪11‬ل عملي‪11‬ة التزه‪11‬ير ‪ . Flowering‬ولك‪11‬ل نب‪11‬ات ف‪11‬ترة ض‪11‬وئية حرج‪11‬ة‬
‫‪ Critical photoperiod‬التي يزه‪1‬ر النب‪1‬ات عن‪1‬د التع‪1‬رض له‪1‬ا ‪ .‬وعلي‪1‬ه تقس‪1‬م النبات‪1‬ات الى ثالث‪1‬ة مج‪1‬اميع‬
‫رئيسة هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬نباتات طويلة النهار ‪Long-day plants‬‬


‫وهذه النبات‪1‬ات تزه‪11‬ر عن‪1‬دما تتع‪11‬رض لف‪1‬ترات ض‪1‬وئية يومي‪1‬ة اط‪1‬ول من الف‪1‬ترة الض‪1‬وئية الحرج‪1‬ة له‪11‬ا ك‪11‬القمح‬
‫والشعير والبرسيم االحمر والشوفان والشوندر واللفت والسبانخ والفجل ‪.‬‬

‫‪ -2‬نباتات قصيرة النهار ‪Short-day plants‬‬


‫وتزهر هذه النباتات عند تعرضها لفترات ضوئية يومية اقصر من الف‪11‬ترة الض‪11‬وئية الحرج‪11‬ة له‪11‬ا ك‪11‬الرز وال‪11‬ذرة‬
‫الصفراء والدخن والتبغ وقصب السكر وفول الصويا ‪.‬‬

‫‪ -3‬نباتات معتدلة النهار ‪Day-neutral plants‬‬

‫الصفحة ‪9‬‬
‫البيئة والتلوث‬ ‫جامعة بابل‬
‫د‪.‬جاسم الشمري‬ ‫كلية العلوم‪-‬قسم علوم الحياة‬
‫المرحلة الثالثة‬
‫وتتمثل بتلك النباتات التي ليس لها فترة ض‪1‬وئية حرج‪1‬ة أي بمع‪1‬نى ان عملي‪1‬ة التزه‪1‬ير العالق‪1‬ة له‪1‬ا بط‪1‬ول تل‪1‬ك‬
‫الفترة كالطماطة والخيار والفاصوليا وعباد الشمس والقطن ‪.‬‬

‫ويمكن استعراض عدد من الفعاليات الفسيولوجية والمظهرية التي لها عالقة بالضوء ‪:‬‬

‫‪ -1‬عملية البناء الضوئي ‪Photosynthesis‬‬

‫يعد الضوء المصدر االساسي للطاقة التي تمتصها الص‪11‬بغات النباتي‪11‬ة كاليخض‪11‬ور والكاروتين‪11‬ات والفايكوبلين‪11‬ات‬
‫المنتشرة في االجزاء النباتية الخض‪1‬راء ‪ .‬وتتح‪1‬ول ه‪1‬ذه الطاق‪1‬ة الممتص‪1‬ة الى طاق‪1‬ة كيمياوي‪1‬ة يس‪1‬تفاد منه‪1‬ا في‬
‫تحويل ثن‪1‬ائي اوكس‪1‬يد الك‪1‬اربون الج‪1‬وي بوج‪1‬ود الم‪1‬اء الى م‪1‬ادة عض‪1‬وية على ش‪1‬كل مركب‪1‬ات كاربوهيدراتي‪1‬ة ‪.‬‬
‫وتحتاج عملية البناء الضوئي اساسا الموجات الحمراء والزرقاء من الطيف الضوئي وال‪11‬تي تمتص‪1‬ها الص‪1‬بغات‬
‫النباتية بنسب متفاوتة ‪ .‬ان معظم النباتات التستخدم اكثر من ‪ %1‬من مجموع االشعاع الكلي في هذه العملي‪1‬ة ‪،‬‬
‫كما انها تختلف فيما بينها في نسب ماتحوله من ثنائي اوكسيد الكاربون مع االخذ بنظر االعتبار شدة الضوء ‪.‬‬

‫‪ -2‬االنبات ‪Germination‬‬

‫تحتاج بعض بذور النبات‪1‬ات الى التع‪11‬رض للض‪1‬وء لكي تنبت ويحت‪1‬اج البعض االخ‪1‬ر الى الظالم في حين ان اك‪11‬ثر‬
‫النباتات التحتاج بذورها الضوء او بعبارة اخرى ليس للضوء او الظالم أي تأثير على انباته‪11‬ا ال‪11‬تي من امثلته‪11‬ا‬
‫معظم المحاصيل الزراعية ‪ .‬وهناك ص‪1‬بغات حساس‪1‬ة للض‪1‬وء االحم‪1‬ر كالف‪1‬ايتوكروم ال‪1‬تي تلعب دورا في عملي‪1‬ة‬
‫انبات بعض بذور النباتات ‪ .‬ان بذور نبات الخس يتم انباتها بع‪11‬د تعرض‪11‬ها للض‪11‬وء ‪ ،‬كم‪11‬ا يفض‪11‬ل تع‪11‬ريض ب‪11‬ذور‬
‫نباتي التبغ والجزر للضوء لتحفيزها على االنبات بينم‪1‬ا تثب‪1‬ط عملي‪1‬ة االنب‪1‬ات لب‪1‬ذور بعض النبات‪1‬ات ك‪1‬انواع من‬
‫العائلة القثائية والعئلة البصلية ‪ .‬وعلى هذا االساس يتم اختيار العمق المناس‪11‬ب عن‪11‬د عملي‪11‬ة الب‪11‬ذر بالنس‪11‬بة الى‬
‫قرب او بعد البذور عن مصدر الضوء ‪.‬‬

‫‪ -3‬تكوين صبغة اليخضور ‪Chlorophyll synthesis‬‬

‫تتكون صبغة اليخضور (الكلوروفيل) من تح‪11‬ول م‪11‬ركب البروتوكلوروفي‪11‬ل ‪ protochlorophyll‬بع‪11‬د تعرض‪11‬ه‬


‫الى الضوء لذا يالحظ ان البادرات او النبات‪1‬ات ال‪1‬تي يحج‪1‬ز عنه‪1‬ا الض‪1‬وء س‪1‬يتعذر تك‪1‬ون ص‪1‬بغة اليخض‪1‬ور مم‪1‬ا‬
‫يجعلها بلون شاحب يميل الى االصفرار ‪.‬‬

‫‪ -4‬تكوين الهرمونات ‪Hormones, formation‬‬

‫تتأثر بعض الهرمونات في تكوينها وانتشارها عند تعرض الجزع النباتي الذي يحويه‪11‬ا الى ش‪11‬دة اض‪11‬اءة عالي‪11‬ة‬
‫كما يحدث لهرمون االوكسجين ‪ Auxin‬المتواجد في القمة النامية للنباتات مما يثب‪1‬ط عمل‪1‬ه في نموذل‪1‬ك الج‪1‬زء‬
‫المضيء او المرض للضوء الع‪1‬الي او يس‪1‬بب في انتق‪1‬ال الهرم‪1‬ون الى الج‪1‬زء البعي‪1‬د عن مص‪1‬در تل‪1‬ك االض‪1‬اءة‬
‫العالية وبذلك يكون نمو الجزء البعيد افضل واسرع مم‪1‬ا يس‪1‬بب انحن‪1‬اء القم‪1‬ة النامي‪1‬ة الى اتج‪1‬اه الض‪1‬وء وه‪1‬ذه‬
‫الظاهرة تسمى باالنحناء الضوئي ‪. Phototropism‬‬

‫‪ -5‬نمو االوراق وتشريحها ‪Leave growth and anatomy‬‬

‫للضوء كعامل بيئي تأثير على نمو االوراق حيث يالحظ انها تكون اكثر سمكا واصغر مساحة واكثر خشونة عند‬
‫تعرضها الى ضوء اشعة الشمس اذا ماقورنت عن تلك التي تعيش في الظل ‪ .‬وقد يالحظ مث‪11‬ل ه‪11‬ذا االختالف في‬
‫النبات نفسه بين االوراق العلوية واالوراق السفلية وللسبب ذاته ‪ .‬كما ان شدة الض‪1‬وء العالي‪1‬ة تجع‪11‬ل من بعض‬
‫النباتات باحتواء اوراقها على خاليا عمادي‪11‬ة وب‪11‬اكثر من ص‪11‬ف من الخالي‪11‬ا في العكس من ذل‪11‬ك يص‪11‬احبه ظه‪11‬ور‬
‫الخاليا االسفنجية بكثرة ‪ .‬وكم‪1‬ا ه‪11‬و مع‪11‬روف في تش‪11‬ريح النب‪1‬ات ب‪1‬ان الخالي‪1‬ا العمادي‪1‬ة ذات الوج‪1‬ود الكب‪1‬ير من‬

‫الصفحة ‪10‬‬
‫البيئة والتلوث‬ ‫جامعة بابل‬
‫د‪.‬جاسم الشمري‬ ‫كلية العلوم‪-‬قسم علوم الحياة‬
‫المرحلة الثالثة‬
‫البالستيدات الخضر سوف تستغل الطاقة الضوئية بصورة اكثر كف‪1‬اءة من خالي‪1‬ا النس‪11‬يج االس‪1‬فنجي ‪ .‬ومن ه‪11‬ذا‬
‫المفهوم يالحظ ان للضوء تاثيرا ليس فقط على المظهر الخارجي للورقة وانما على تشريحها الداخلي ايضا ‪.‬‬

‫‪ -6‬التواقت الضوئي ‪Photoperiodism‬‬

‫للفترة الضوئية اليومية اهمية واضحة في نمو معظم النباتات ‪ .‬ويطلق على تج‪11‬اوب النبات‪11‬ات لمث‪11‬ل ه‪11‬ذه الف‪11‬ترة‬
‫ب‪11‬التواقت الض‪11‬وئي ‪ .‬فعلى س‪11‬بيل المث‪11‬ال تت‪11‬اثر عملي‪11‬ة االزه‪11‬ار في بعض النبات‪11‬ات بط‪11‬ول الف‪11‬ترة الض‪11‬وئية‬
‫‪photoperiod‬‬
‫وعلى اساسها قسمت النباتات الى مجاميع ثالث رئيسة كم‪11‬ا وض‪11‬حت س‪11‬ابقا ‪ .‬مم‪11‬ا ان توزي‪11‬ع النبات‪11‬ات جغرافي‪11‬ا‬
‫يتاثر وفق متطلبات الفترة الضوئية للمجاميع النباتية التي تخضع ازهارها للفترة الضوئية المعينة وبذلك تتمكن‬
‫من نشر بذورها بكفاءة عالية ‪.‬‬

‫فضال عما ذكر اعاله فان الضوء له تاثير واضح في تكوين االعضاء التكاثرية وفتح وغلق الثغور في النباتات ‪.‬‬

‫الضوء وتأثيره على الحيوانات‬

‫تختلف الحيوانات في مدى تأثرها بعامل الضوء ‪ .‬فمنها من يستطيع العيش بعي‪11‬دا عن الض‪11‬وء كم‪11‬ا تعيش بعض‬
‫االحياء البحرية كحيوانات القاع في اعماق المحيطات والبح‪11‬ار في ظالم دامس او في اعم‪11‬اق الترب‪11‬ة والكه‪11‬وف‬
‫المظلمة ‪ .‬وبعضها يحت‪1‬اج الض‪1‬وء لحيات‪1‬ه ‪ .‬وتت‪1‬أثر الحيوان‪1‬ات بالض‪1‬وء بطرائ‪1‬ق مختلف‪1‬ة فمنه‪1‬ا تت‪1‬اثر بص‪1‬ورة‬
‫مباشرة لوجود اعضاء حسية ضوئية او بصورة غير مباشرة من خالل اعتمادها في غذائها على النباتات ‪.‬‬

‫ولما كان عامل الضوء له ارتباط بعامل الحرارة لذا فان الض‪11‬وء ي‪11‬ؤثر بص‪11‬ورة غ‪11‬ير مباش‪11‬رة على نم‪11‬و وتكي‪11‬ف‬
‫الحيوانات من خالل تاثيره على درجة حرارة المحيط ‪ .‬فالحيوانات ال‪11‬تي تعيش في المنطق‪1‬ة القطبي‪1‬ة تختل‪11‬ف في‬
‫اشكالها ومظهرها وسرعة نموها وفعاليتها الحيوي‪1‬ة عن تل‪1‬ك ال‪1‬تي تعيش عن‪1‬د منطق‪1‬ة خ‪1‬ط االس‪1‬تواء المتم‪1‬يزة‬
‫بحرارتها المرتفعة المنتظمة فضال عن تساوي نهارها وليلها في الطول ‪ .‬كما ان للف‪11‬ترة الض‪11‬وئية تاثيره‪11‬ا على‬
‫الحيوانات فيالحظ بان لهذه الف‪11‬ترة عالق‪11‬ة ببعض الفعالي‪11‬ات الفس‪11‬يولوجية ك‪11‬الطيور تش‪11‬مل تغ‪11‬ير ريش‪11‬ها ولون‪11‬ه‬
‫وترسيب الدهن او وضع البيض والهجرة من مكان الخر ‪ .‬فالطيور تهاجر ش‪11‬ماال عن‪11‬دما يط‪11‬ول النه‪11‬ار وجنوب‪11‬ا‬
‫عندما يقصر ‪.‬‬

‫كما ان اعضاء البصر عند الحيوانات تتاثر سلبا عند انعدام الضوء لذا يالحظ ب‪11‬ان بعض‪11‬ها ال‪11‬ذي يعيش في ظالم‬
‫دامس يكون اعمى او ضعيف البصر كما هو الح‪11‬ال في من‪11‬اطق اعم‪11‬اق البح‪11‬ار والمحيط‪11‬ات والكه‪11‬وف المظلم‪11‬ة‬
‫فضال عن ظهور صبغات على هيأة بقع على جل‪11‬دها بل‪11‬ون الوس‪11‬ط ال‪11‬ذي يعيش في‪11‬ه ‪ .‬فيالح‪11‬ظ ان الحيوان‪11‬ات في‬
‫اعماق البحار يكون لون جلدها اسود او احمر قاتم ‪ .‬ويتغير لون ف‪11‬راء االرانب القطبي‪11‬ة من الل‪11‬ون الب‪11‬ني ص‪11‬يفا‬
‫الى اللون االبيض شتاًء ‪.‬‬

‫وللضوء تأثير على بعض الصفات الوراثية من خالل تاثيره على عامل الح‪11‬رارة ك‪11‬ذلك ‪ .‬فق‪11‬د لوح‪11‬ظ ب‪11‬ان النه‪11‬ار‬
‫الطويل او الضوء الدائم او الظالم المستمر تكون اف‪1‬راد حش‪11‬رة المن ‪ Aphids‬غ‪1‬ير مجنح‪1‬ة عذري‪1‬ة ول‪11‬ودة في‬
‫حين تنتج افراد مجنحة جنسية بيوض‪1‬ة اذا ك‪11‬ان النه‪11‬ار قص‪1‬يرا او وض‪1‬عت في ج‪1‬و يتب‪1‬ادل في‪1‬ه الض‪1‬وء والظالم‬
‫بالتساوي ‪ .‬كما ان للضوء تاثيرا واضحا في التمنط‪11‬ق ‪ Stratification‬في الغاب‪11‬ات حيث ت‪11‬تركز نبات‪11‬ات الظ‪11‬ل‬
‫في االسفل والنباتات الش‪11‬جرية ذات االوراق العريض‪11‬ة الى االعلى وينعكس ه‪11‬ذا على اختالف وج‪11‬ود الحيوان‪11‬ات‬
‫حيث تتوزع الطي‪1‬ور والزواح‪1‬ف ض‪1‬من الغاب‪1‬ة ب‪1‬اختالف االض‪1‬اءة ‪ .‬وم‪1‬ا اختالف النبات‪1‬ات الموس‪1‬مية (الش‪1‬توية‬
‫والصيفية) اال انعكاس واضح على مديات االضاءة ‪.‬‬

‫رابعا – الرياح ‪Wind‬‬

‫الصفحة ‪11‬‬
‫البيئة والتلوث‬ ‫جامعة بابل‬
‫د‪.‬جاسم الشمري‬ ‫كلية العلوم‪-‬قسم علوم الحياة‬
‫المرحلة الثالثة‬
‫ان لعامل الرياح تأثيرا ايجابيا واخر سلبا على بني‪1‬ة النظ‪1‬ام البي‪1‬ئي ‪ .‬فالت‪1‬اثير االيج‪1‬ابي يمكن ان يك‪1‬ون من خالل‬
‫تاثيره على رفع درجة الحرارة على السفوح الجبلية المغط‪1‬اة ب‪1‬الثلوج مم‪1‬ا يس‪11‬اعد على ذوب‪1‬ان الثل‪11‬وج وتوف‪1‬ير‬
‫المياه مما يدعم نمو الحشائش والنباتات االخرى في الوديان والسهول ‪ .‬كم‪11‬ا ان للري‪11‬اح اهمي‪11‬ة في نق‪11‬ل حب‪11‬وب‬
‫اللقاح التمام عملية التلقيح بين النباتات فضال عن نقل بذور بعضها الى مواقع مختلف‪11‬ة مم‪11‬ا تس‪11‬اعد في انتش‪11‬ار‬
‫النبات‪1‬ات وتوزيعه‪11‬ا ‪ .‬وتس‪11‬اعد الري‪1‬اح البطيئ‪1‬ة الس‪11‬رعة في ازال‪11‬ة الطبق‪1‬ة المس‪11‬تقرة ‪ Boundary layer‬من‬
‫الهواء الرطب الوجود على سطح االوراق النباتية مما تسهم في زيادة عملية النتح وبالت‪11‬الي ت‪11‬دعم نم‪11‬و النب‪11‬ات‬
‫من خالل تبديد الحرارة من جسمه فضال عن استمرارية صعود عمود الماء الى اجزاء النبات العليا ‪.‬‬

‫اما الرياح الشديدة فان تاثيرها يكون سلبيا على بعض مكونات النظام البيئي ‪ .‬فقد تسهم في ازالة الطبق‪11‬ة العلي‪11‬ا‬
‫السطحية من التربة الغنية بالعناصر الغذائية مما يؤدي الى فقدان تلك المغذيات ‪ .‬فضال عن نقل حبيب‪11‬ات الترب‪11‬ة‬
‫من منطقة الى اخرى مما يسبب تغيرا في صفات التربة ‪ .‬كما تحدث الرياح اضرارا ميكانيكية مثل كس‪11‬ر او ث‪11‬ني‬
‫اجزاء من النبات واحيانا تكون الرياح اكثر شدة (اكثر من ‪ 120‬كيلو متر بالساعة) فت‪11‬ؤدي الى اقتالع االش‪11‬جار‬
‫حتى الكبيرة منها من جذورها كما يحدث في االعاصير التي تهب في مناطق مختلفة من العالم واحدث مثال ه‪11‬و‬
‫اعصار اندرو في والي‪1‬تي فلوري‪1‬دا ولويزيان‪1‬ا في الوالي‪1‬ات المتح‪1‬دة االمريكي‪1‬ة اواخ‪1‬ر اب ‪ ، 1992‬حيث وص‪1‬لت‬
‫سرعته الى اكثر من ‪ 240‬كيلو متر في الساعة مما سبب خسائر بلغت حوالي ‪ 30‬مليار دوالر ‪ .‬وتحم‪11‬ل الري‪11‬اح‬
‫الرذاذ الملحي المتناثر من االمواج في البحار والمحيطات مم‪1‬ا يح‪1‬دد نم‪1‬و االج‪1‬زاء النباتي‪1‬ة ال‪1‬تي تتع‪1‬رض ل‪1‬ذلك‬
‫والواقعة قرب السواحل ‪.‬‬

‫وللرياح عالقة واضحة مع الضغط الجوي حيث انها تهب من منطقة الى اخرى نتيج‪11‬ة الختالف الض‪11‬غط الج‪11‬وي‬
‫بين تلك المنطقتين ويكون اتجاهها من منطقة الضغط العالي الى منطقة الضغط الواطيء وبصورة غير مباش‪11‬رة‬
‫نحو مركز الضغط الواطيء حيث تدور حوله وفق حركة االرض الدورانية ح‪1‬ول نفس‪1‬ها ‪ .‬ويك‪1‬ون اتج‪1‬اه الري‪1‬اح‬
‫حول منطق‪1‬ة الض‪1‬غط ال‪1‬واطيء عكس اتج‪1‬اه عق‪1‬رب الس‪1‬اعة في النص‪1‬ف الش‪1‬مالي للك‪1‬رة االرض‪1‬ية وعكس‪1‬ه في‬
‫النصف الجنوبي والعكس صحيح عند اتجاه الرياح ح‪1‬ول من‪1‬اطق الض‪1‬غط الع‪1‬الي وذل‪1‬ك يرج‪1‬ع الى الحقيق‪1‬ة ب‪1‬ان‬
‫سرعة دوران اية نقطة فوق سطح االرض عند خط االستواء تكون اعظم من سرعة دوران نقط‪1‬ة اخ‪1‬رى بعي‪1‬دة‬
‫عنه ‪ ،‬وتتناقص هذه السرعة تدريجيا كلما اقترب من القطبين ‪ .‬لذا يالحظ ان هبوب الري‪11‬اح نح‪11‬و القط‪11‬بين تنق‪11‬ل‬
‫من جهات سريعة الدوران الى اخرى ابطيء نسبيا فتسبق الجهات االخيرة في دورانه‪11‬ا وتنح‪11‬رف نح‪11‬و الش‪11‬رق‬
‫باعتبار ان دوران االرض حول نفسها يكون من الغرب الى الشرق ‪ .‬ام‪1‬ا الري‪1‬اح ال‪1‬تي تهب نح‪1‬و خ‪1‬ط االس‪1‬تواء‬
‫فتنتقل من جهات بطيئة الى جهات سريعة وبذلك تنحرف نحو الغرب ‪.‬‬

‫واعتم‪111‬ادا على توزي‪111‬ع الض‪111‬غط الج‪111‬وي يمكن تقس‪111‬يم الري‪111‬اح الى ع‪111‬دة ان‪111‬واع من اهمه‪111‬ا م‪111‬ا ي‪111‬اتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الرياح الدائمية ‪ : Permenant winds‬وتهب طوال السنة تقريبا لكن تختلف في سرعتها وانتشارها من‬
‫فصل الخر ‪.‬‬
‫‪ -2‬الياح الموس‪1‬مية ‪ : The monosoons‬ويك‪1‬ون اتجاهه‪1‬ا متغ‪1‬يرا في معظم االحي‪1‬ان م‪1‬ابين فص‪1‬لي الص‪1‬يف‬
‫والشتاء ‪ .‬وتظهر غالبا بين المدارين على المناطق الشرقية للقارات ‪ .‬وتعد ق‪11‬ارة اس‪11‬يا من المن‪11‬اطق المش‪11‬هورة‬
‫جدا في مثل هذا النوع من الرياح ‪.‬‬
‫‪ -3‬الرياح اليومية ‪ : Daily winds‬وتهب بصورة خفيفة نتيجة لالختالفات المحلية في درجات الحرارة وتؤثر‬
‫عادة على مناخ مناطق صغيرة نسبيا ومن امثلتها نسيم البر ونسيم البحر ونسيم الجبل ونسيم الوادي ‪.‬‬
‫‪ -4‬الرياح المحلية ‪ : Local winds‬وتهب هذه الرياح بنظام ثابت ولفترات قصيرة (بضعة ايام) ‪ .‬وق‪11‬د تنش‪11‬ط‬
‫في بعض الفصول ‪ .‬ومن امثلتها تلك ال‪11‬تي تهب بس‪11‬بب االنخفاض‪11‬ات الجوي‪11‬ة كم‪11‬ا ه‪11‬و الح‪11‬ال في البح‪11‬ر االبيض‬
‫المتوسط ‪ ،‬وتهب من جنوب اوربا او شمال افريقيا باتجاه هذه االنخفاضات ‪.‬‬

‫‪Assit Prof.Dr.Jasim M.Salman‬‬


‫‪___________________2012‬‬

‫الصفحة ‪12‬‬

You might also like