‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة كربالء ‪ /‬كلية العلوم‬

‫قسم علوم الحياة‬

‫االحتباس الحراري‬

‫اعداد‪ :‬بنين عادل‪ ،‬انفال محمد‬

‫المرحلة الثالثة‬
‫بأشراف أ‪.‬م حسين الموسوي‬
 ‫‪1‬‬
‫)‬ ‫مشالك تلوث الهواء (الاحتباس احلراري‬

‫على الرغم من وجود مشاكل موقعيه يف تلوث اهلواء ابلغازات املعروفة كملواثت ‪,‬إال أن التلوث يف‬
‫اهلواء ببعض امللواثت األخرى كمركبات الكلوروفلوركاربون و النظائر ذات النشاط اإلشعاعي ال ميكن إن‬
‫يقتصر على منطقة جغرافية حمدده دون غريها فالغالف اجلوي لعموم الكرة األرضية هو قطاع واحد مشرتك‬
‫و ال توجد حدود أمام حركة الكتل اهلوائية ‪,‬واستمرار انطالق ملواثت اثبتة بيئيا مثل بعض امللواثت‬
‫الكيمياوية أو امللواثت اإلشعاعية فإهنا تنتقل من مكان إىل آخر يف عموم الكرة األرضية و ترتفع إىل‬
‫طبقات خمتلفة االرتفاع يف الغالف اجلوي مسببة إضرار بيئية خمتلفة ‪,‬ومن مثل هذه املشاكل ذات الطابع‬
‫العاملي يف االنتشار و التأثري ‪ ,‬هنالك مشكلتان رئيسيتان األوىل تعرف ابالحتباس احلراري وتتعلق برتاكم‬
‫غاز ثنائي اوكسيد الكاربون وغازات أخرى يف الغالف اجلوي ‪,‬و الثانية تعرف مبشكلة طبقة األوزون ‪,‬ويف‬
‫هذا التقرير سنتناول املشكلة األوىل إال وهي االحتباس احلراري ‪.‬‬

‫ظاهرة االحتباس احلراري ‪GLOBAL WARMING‬‬

‫كثر احلديث يف األوساط العلمية خالل السنوات األخرية وهي توضع حتت مسميات خمتلفة منها‬
‫ظاهرة االحتباس احلراري أو التغري املناخي ‪ Global Climate Change‬أو ظاهرة البيوت‬
‫الزجاجية أو الدفيئات ابعتبار إن كلمة الدفيئة هي تعريب لكلمة البيت الزجاجي وفق السياق املتبع يف‬
‫بعض األقطار العربية ومهما تكن التسمية فان املشكلة واحدة وهي تتعلق بزايدة تراكيز اثين اوكسيد‬
‫الكاربون يف الغالف اجلوي وهذا الغاز غري سام لألحياء وهو يوجد يف اهلواء بنسبة حجميه تساوي‬
‫‪ %0,032‬يف اهلواء اجلاف وغري امللوث أي يف املناطق النائية عن األنشطة البشرية وهذا الغاز هو أساس‬

‫الصفحة‪8|1‬‬
 ‫دميومة اإلنتاج الغذائي على سطح األرض إذ تقوم النبااتت بواسطة البناء الضوئي بتحويله اىل املواد‬
‫العضوية املعقدة كالسكرايت و النشوايت و الدهون و الربوتينات النباتية ‪.‬‬

‫تعرف ظاهرة االحتباس احلراري أبهنا الزايدة التدرجيية يف درجة حرارة أدىن طبقات الغالف اجلوي‬
‫احمليط ابألرض كنتيجة لزايدة غازات الصوبة اخلضراء و اليت يتكون معظمها من خبار املاء و اثين اوكسيد‬
‫الكربون وامليثان واألوزون و اوكسيد النرتوز ‪,‬وغازات الصوبة اخلضراء هي غازات طبيعية تلعب دورا هاما‬
‫يف تدفئة سطح األرض فبدوهنا قد تصل درجة حرارة األرض ما بني (‪) 15 -19‬درجة مئوية حتت الصفر‬
‫حيث تقوم تلك الغازات ابمتصاص جزء من األشعة حتت احلمراء اليت تنبعث من سطح األرض كانعكاس‬
‫لألشعة الساقطة على سطح األرض من الشمس وحتتفظ هبا يف الغالف اجلوي لألرض لتحافظ على درجة‬
‫حرارة األرض يف معدهلا الطبيعي ‪.‬‬
‫لكن مع التقدم يف الصناعة ووسائل النقل منذ الثورة الصناعية وحىت اآلن مع االعتماد على الوقود‬
‫االحفوري (الفحم والبرتول والغاز الطبيعي) كمصدر أساسي للطاقة ومع احرتاق هذا الوقود إلنتاج الطاقة‬
‫بدأت تزداد غازات الصوبة اخلضراء بكميات كبرية تفوق ما حيتاجه الغالف اجلوي للحفاظ على درجة‬
‫حرارة األرض وأدى وجود تلك الكميات اإلضافية من تلك الغازات إىل االحتفاظ بكمية أكرب من احلرارة‬
‫يف الغالف اجلوي وابلتايل من الطبيعي أن تبدأ درجة حرارة األرض يف الزايدة‪.‬‬

‫الصفحة‪8|2‬‬
 ‫كيف حتدث ظاهرة االحتباس احلراري؟‬

‫الطاقة الشمسية هي عبارة عن أمواج كهرومغناطيسية تتكون من أطوال موجية منها ما هو حمصور يف‬
‫مدى ضيق جدا كاألشعة املرئية بواسطة العني البشرية واحملصورة أطواهلا املوجية ما بني (‪)780-400‬‬
‫اننوميرت أما املوجات األقصر من ذلك فتعرف ابألشعة فوق البنفسجية وما دوهنا هي أشعة اكس وأشعة‬
‫غاما أما األطوال األكرب من ‪ 780‬اننوميرت فتعرف ابألشعة حتت احلمراء وهي احلرارة‪ .‬ان األشعة املرئية هلا‬
‫قدرة على اخرتاق طبقات الغالف اجلوي دون مقاومة تذكر كما تستطيع بنفس الطريقة اخرتاق زجاج‬
‫النوافذ و الوصول اىل الداخل بعكس األشعة حتت احلمراء اليت ليس هلا القدرة على ذلك ‪ ,‬ومن احلقائق‬
‫املعلومة إن اصطدام موجات األشعة املرئية أبي حاجز يؤدي إىل حتوهلا إىل حرارة وهبذه الطريقة فان األشعة‬
‫املرئية يف ضوء الشمس و الداخلة إىل جو األرض (ومثلها األشعة املرئية الداخلة إىل الدفيئة أو البيت‬
‫الزجاجي) تتحول حرارة عالية بعد آن تصطدم ابملوجودات فتبقى حبيسة يف الداخل ويف الغالف اجلوي‬
‫يعمل ‪ CO2‬و الغازات األخرى القابلة على احلبس احلراري بنفس الطريقة وكلما ازدادت تراكيزها يف‬
‫الغالف اجلوي كلما زادت كمية احلرارة احملتبسة يف جو األرض‪.‬‬

‫الصفحة‪8|3‬‬
‫الصفحة‪8|4‬‬
 ‫أهم الغازات املسببة لالحتباس احلراري‬
‫‪ -1‬غاز ‪ -: CO2‬ينتج هذا الغاز من‬
‫احرتاق الوقود كالفحم و البرتول‬
‫والغاز الطبيعي كما ينتج أيضا من‬
‫تنفس األحياء و ختمر املواد‬
‫السكرية فضال عن عمليات‬
‫إحراق القمامة وعليه فهو ينتشر‬
‫يف الفضاء بغزارة و لكن عملية‬
‫االتزان البيئي تذيبه يف البحار و احمليطات مكونة محضا ضعيفا هو محض الكربونيك و‬
‫الذي يتفاعل بدوره مع بعض الرواسب مكوان بيكربوانت و كربوانت الكالسيوم ‪,‬وتساهم‬
‫النبااتت يف استخدام جزء كبري من ثنائي اوكسيد الكربون يف عملية البناء الضوئي غري إن‬
‫اجتثاث الغاابت و استبداهلا بغاابت االمسنت أدى إىل فقدان التوازن الطبيعي و ابلتايل‬
‫زايدة نسبة ثنائي اوكسيد الكربون يف اهلواء ‪.‬‬

‫‪-2‬غاز امليثان ‪-: CH4‬ينتج هذا الغاز من عمليات االحرتاق وحتليل البكرتاي للعناصر العضوية‬
‫وخاصة يف مواقع جتمع النفاايت والذي تتزايد درجة تركيزه مبعدل سنوي مقداره ‪ %1‬تقريبا ونسبة‬
‫امتصاصه لألشعة حتت احلمراء ‪ %15‬وعندما ينتقل غاز امليثان إىل طبقة السرتاتوسفري فانه يتحلل إىل‬
‫كربون و هيدروجني حيث تتحد ذرات الكربون مع األوكسجني ليكون ‪ CO2‬أما اهليدروجني فيتحد‬
‫مع األوكسجني ليكون خبار املاء لذا فان غاز امليثان يتجاوز يف قابليته كغاز طبيعي املنشأ قابلية ‪CO2‬‬
‫بثالثني مرة لكنه حلسن احلظ اقل تركيزا يف الغالف اجلوي ‪ .‬ومن املهم اإلشارة إىل أن هنالك غازات‬
‫أخرى يف الغالف اجلوي هلا مثل هذه القابلية بل وأكثر من هذين الغازين ومنها خبار املاء و اوكسيد‬
‫النرتوز ومركبات الكلوروفلوروكاربون و تفوق القدرة النسبية لكل منها على حبس احلرارة قدرة غاز‬
‫ثنائي اوكسيد الكاربون الذي تساوي قدرته (‪ )1‬يف حني ان قدرة غاز امليثان تساوي (‪, )3‬اوكسيد‬

‫الصفحة‪8|5‬‬
 ‫النرتوز (‪ , )240‬كلوروفلوروكاربون ‪, )2000( F22‬كلوروفلوروكاربون ‪)8600( F11‬‬
‫‪,‬كلوروفلوروكاربون ‪ )1800(F12‬ويتضح من ذلك وجود غازات عديدة أخرى هلا القدرة على‬
‫احلبس احلراري وتفوق يف قدرهتا غاز اثين اوكسيد الكاربون آبالف املرات خصوصا مركبات‬
‫الكلوروفلوروكاربون املتعددة األشكال إال إن هذه الغازات ال تذكر دائما كمسببات هلذه الظاهرة أو‬
‫املشكلة ويعود ذلك ألسباب متعدد منها اخنفاض تركيزها يف الغالف اجلوي وقلة مصادرها على سطح‬
‫األرض مقارنة بغاز ثنائي اوكسيد الكاربون ‪.‬‬

‫آخر ما مت رصده من آاثر هذه الظاهرة‬

‫‪ -1‬ارتفاع حرارة مياه احمليطات خالل اخلمسني سنة‬

‫األخرية‪.‬‬
‫‪ -2‬تناقص التواجد الثلجي ومسك الثلوج يف القطبني‪.‬‬
‫‪ -3‬ارتفاع مستوى سطح البحر ‪ 48‬سم مما ميكن أن‬
‫يهدد املباين والطرق وخطوط الكهرابء وغريها من البىن‬
‫التحتية‪.‬‬
‫‪ -4‬ارتفاع درجة حرارة سطح األرض مبعدل درجة مئوية‬
‫واحدة وقد حدث ‪%80‬من هذا االرتفاع منذ عام ‪ 1800‬بينما حدث ‪%50‬من هذا االرتفاع منذ عام‬
‫‪ 1900‬وهذا االرتفاع يؤدي اىل اخنفاض إنتاجية النبااتت‪.‬‬
‫‪ -5‬طول مدة موسم ذوابن الثلوج وتناقص مدة موسم جتمده‪.‬‬
‫‪ -6‬انقراض أنواع كثرية من الطيور والنبااتت وذلك لصعوبة أتقلم الكائنات اليت تعيش يف املناطق املتجمدة‬
‫مع سرعة ارتفاع درجة حرارة األرض وقد أكد اخلرباء إن حنو ‪ 70‬نوعا من الضفادع انقرضت بسبب‬
‫التغريات املناخية كما إن األخطار حتيط مبا بني ‪ 100‬إىل ‪ 200‬من أنواع احليواانت اليت تعيش يف املناطق‬
‫الباردة‪.‬‬

‫الصفحة‪8|6‬‬
 ‫‪ -7‬ارتفاع درجة احلرارة يؤدي إىل زايدة معدل انتشار األمراض املستوطنة مثل املالراي والكولريا بسبب‬
‫هجرة احلشرات الناقلة هلا من أماكنها يف اجلنوب حنو الشمال وكذلك بسبب ارتفاع احلرارة والرطوبة ونقص‬
‫مياه الشرب النظيفة‪.‬‬
‫‪ -8‬زايدة األراضي القاحلة واخنفاض اإلنتاجية الزراعية كنتيجة مباشرة لزايدة نسبة اجلفاف‪.‬‬

‫هل يؤثر االحتباس احلراري على الصحة البشرية؟‬

‫ج\\ نعم يؤثر حيث يسبب‪- :‬‬
‫‪ -1‬ارتفاع نسبة األمراض اليت تنقلها احلشرات‪.‬‬
‫‪ -2‬زايدة نسبة اإلصابة بضربة الشمس‪.‬‬
‫‪ -3‬ازدايد حاالت اإلصابة ابلتسمم الغذائي‪.‬‬
‫‪ -4‬أتثر مصادر الغذاء اليت يعتمد عليها اإلنسان يف معيشته مثل األمساك‪.‬‬
‫‪ -5‬يؤدي ارتفاع درجات احلرارة إىل اخنفاض نوعية مياه الشرب يف بعض املناطق مما يؤدي اىل‬
‫ارتفاع نسبة األمراض‪.‬‬

‫حلول ملشكلة االحتباس احلراري‬

‫‪ -1‬تفعيل قرارات خفض نسبة التلوث على املستوى العاملي‪.‬‬
‫‪ -2‬زراعة األشجار ومحاية الغاابت هو أمر له دور حيوي وأساسي يف ختفيض الضغط على‬
‫الغاابت الرئيسية واحلفاظ على أماكن معيشة الكائنات الطبيعية ويف احلد من آتكل الرتبة‪،‬‬
‫وامتصاص ‪ CO2‬مما يعين إبطاء عملية االحتباس احلراري العاملية وأخريا احلفاظ على‬
‫التنوع احليوي‪.‬‬
‫‪ -3‬التوسع يف استخدام مصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الذرية والطاقة الشمسية وطاقة‬
‫الرايح يف الدول الصناعية لتقليل االنبعااثت الناجتة من استخدام الوقود العادي‬

‫الصفحة‪8|7‬‬