You are on page 1of 22

‫(أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج)‪0‬‬ ‫‪‬‬

‫و‪-‬لكن من أشراط الساعة‪ -‬التي منها ظهور الدخان‪ -‬إن يظهر في السماء خصاص‪ ،‬يصطلح عليه القرآن‪ ،‬بالفرج‪( :‬وإذا السماء‬ ‫‪‬‬

‫فرجت ) فالخصاص ‪ :‬فرجة لسقف األرض الذي هو الغالف الجوي‪ ،‬باعتبار ان الخصاص‪  ‬والدخان كالهما من أشراط الساعة‪،‬‬
‫فينبغي تزامنهما‪...‬‬

‫وان الواقع الحالي لألرض يؤكد على وجود هذا التزامن بين الخصاص الذي هو ثقب األوزون‪ ،‬والدخان المتمثل في االحتباس الحراري ‪ ...‬بنا ًء على ذلك نستنبط‬ ‫‪‬‬
‫انه إذا كانت السماء سقفاً يحمي البيت األرضي‪ -‬أي كوكبنا‪ -‬فان توجد فرجة في سقف السماء‪ ،‬فذلك يعبر عن حدوث ما يضطرب معه الحفظ ‪ ...‬فالسقف المحفوظ‬
‫هنا هو الغالف الجوي الذي يحفظ األرض من اإلشعاعات الخطرة والمميتة ‪..‬‬

‫وعندما قلنا فيما تقدم إن النظام اضطراب‪ ،‬فذلك نتيجة الدخان (ثاني أكسيد الكربون)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فكما انه أدى إلى اتقاد مناخ األرض‪ ،‬و سخونة مياه البحار‪ ،‬كذلك أسهم في تآكل طبقة األوزون‪ ،‬وترتب على ذلك ظهور ثقب األوزون‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الذي يشكل طبقة تحمي األرض من اإلشعاعات الخطرة والمميتة ‪...‬‬

‫وهنا يؤول غشيان الدخان بغشيان يصيب البصر‪( :‬وجعل على بصره غشاوة) حيث يتوقع إصابة عشرات الماليين بإعتام العين إذا استمر تآكل طبقة‬ ‫‪‬‬
‫األوزون ‪ .‬إصابة عشرات الماليين بسرطان الجلد نتيجة السبب ذاته‪.‬‬

‫إن مور السماء في قوله تعالى‪( :‬والسقف المرفوع‪ ،‬والبحر المسجور‪ ،‬إن عذاب ربك لواقع‪ ،‬ما له من دافع‪ ،‬يوم تمور‬ ‫‪‬‬

‫السماء مورا) ‪ ،‬أي اضطرابها‪ ،‬فاضطراب السماء بالدخان(غازات الدفيئة)‪ ،‬هي التي تنعكس في اضطراب األرض‪(  :‬أأمنتم من في السماء أن يخسف‬
‫بكم األرض فإذا هي تمور)‪،‬‬

‫فالمور‪  ‬الطارئ على نظام األرض مؤول بالمور الطارئ على نظام السماء‪ .‬وبناء على اآليتين " يوم تمور السماء‪ ،‬فإذا األرض تمور"‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مما يؤكد على الترابط القائم بين األرض والسماء‪ .‬وفي هذا مصادقية على ما تقدم من تصور‪0‬‬
‫‪ ‬االحتباس الحراري ”أو ما يسميه البعض تغير المناخ ”أو كارثة المناخ‬
‫يمكن تعريفه ببساطة بأنه ارتفاع درجات الحرارة في األرض والتي‬
‫يظن البعض أنها تتسبب في كوارث بيئية وبالتالي كوارث إنسانية‪،‬‬
‫تغير المناخ وارتفاع درجة الحرارة ليس موضوعا ً قابالً للجدال ألنه‬
‫بالفعل يحدث‪ ،‬درجات الحرارة تقاس كل يوم وتقارن بما سجل في‬
‫السنوات الماضية وبالتالي هي حقائق تسجل وليست تخمينات قابلة‬
‫للنقاش‪.‬‬
‫‪ ‬المشكلة ليست في ارتفاع درجات الحرارة‪ ،‬بل في سبب هذا االرتفاع‪،‬‬
‫وسائل اإلعالم والمهتمون بالبيئة يقولون بأن التلوث الذي يتركه‬
‫اإلنسان من استهالك مختلف المواد هو السبب الرئيسي في ارتفاع‬
‫درجات الحرارة‪0‬‬
‫االحتباس الحراري ‪:‬‬

‫هو ارتفاع في المعدالت الحرارية عالميا ً يؤدي إلى التغيرات المناخية والبيئية التي نشهدها في أيامنا هذه‪ .‬وقد‬
‫تسارعت هذه المعدالت الحرارية في االرتفاع منذ بداية الثورة الصناعية‪ .‬ولنتمكن من فهم األسباب الحقيقية التي‬
‫تؤدي إلى هذا االرتفاع الحراري يجب علينا أن نعلم أن المحيط الذي نحيا فيه والمكون من الغازات مثل النتروجين‬
‫واألكسجين وثاني أكسيد الكربون باإلضافة إلى بخار الماء يملك تأثيراً حاسما ً على حرارة الغالف الجوي للكرة‬
‫األرضية‪ .‬وتقوم بعض تلك الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان بامتصاص الحرارة‪ ,‬مخفضة بذلك كميات‬
‫الحرارة التي يمكنها االنطالق إلى الفضاء خارج الغالف الجوي للكرة األرضية‪.‬‬

‫وكلما امتص الغالف الجوي الطاقة الحرارية كلما ارتفعت حرارة المحيطات وسطح الكرة األرضية بشكل عام‪.‬‬
‫ويسمى هذا بفاعلية البيوت الخضراء الذي بدونه يصبح متوسط حرارة الغالف الجوي للكرة األرضية أقل بثالثين‬
‫درجة مئوية‪ ,‬مما يجعل الحياة غير ممكنة عليها‪ .‬فامتصاص الغازات الموجودة في الغالف الجوي للحرارة المنبعثة‬
‫كناتج الحتراق أية مادة على سطح األرض وفي الغالف الجوي يؤدي إلى ارتفاع في المعدالت الحرارية‪ .‬وقد تراكم‬
‫غاز ثاني أكسيد الكربون في كوكب الزهرة على سبيل المثال إلى حد أدى إلى ارتفاع في الحرارة اليمكن العيش في‬
‫وسطها ألي من الكائنات‪0‬‬
‫أهم مكونات الغالف الجوي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪    1-‬النيتروجين (‪ )N‬ونسبته تقريبا ‪.%78‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -2‬األكسجسن (‪ )O2‬ونسبته تقريبا ‪.%21‬‬
‫‪   3-‬الغازات الخاملة كاألرغون‪ ,‬نيون‪ ,‬هيليوم ونسبتها ‪. %0.9‬‬ ‫‪‬‬
‫‪   4-‬عدد كبير من الغازات مثل‪ :‬الغازات الدفيئة هي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪ -‬ثاني أكسيد الكربون ونسبته ‪%0.03‬‬ ‫‪‬‬


‫ج‪ -‬الميثان‬ ‫ب‪ -‬األوزون‬ ‫‪‬‬
‫هـ ‪ -‬الهيدروجين‬ ‫د‪ -‬أكاسيد الكبريت‬ ‫‪‬‬
‫ز‪ -‬بخار الماء‬ ‫و‪ -‬أكاسيد النيتروجين‬ ‫‪‬‬

‫وهذه الغازات تسمى ”غازات الندرة“ وتعتبر شوائب تسبب التلوث الجوي عندما يزيد تركيزها في الجو‬ ‫‪‬‬
‫وتؤدي إلى حدوث اختالل في مكونات الغالف الجوي واالتزان الحراري‪ .‬وهذا ينتج عنه تغيرات في المناخ‬
‫والجو وآثار سيئة على صحة وحياة االنسان واألحياء‪0‬وان من أهم األخطار التي تهدد التوازن الطبيعي زيادة‬
‫تركيز ثاني أكسيد الكربون‪0‬‬

‫أسباب انبعاث الملوثات إلى الجو ‪ ,‬هي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أوال‪ٍ :‬أسباب طبيعية وهي‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ج‪ -‬الملوثات العضوية‬ ‫ب‪ -‬حرائق الغابات‬ ‫أ‌‪ -‬البراكين‬ ‫‪‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسباب صناعية‬ ‫‪‬‬


‫أي ناتجة عن نشاطات االنسان وخاصة احتراق الوقود االحفوري "نفط‪ ,‬فحم‪ ,‬غاز طبيعي"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مؤشرات لبداية حدوث هذه ال‪-‬ظاهرة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -1‬يحتوي الجو حاليا على ‪ 380‬جزءاً بالمليون من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر الغاز‬ ‫‪‬‬
‫األساسي المسبب لظاهرة االحتباس الحراري مقارنة بنسبة الـ ‪ 275‬جز ًءا بالمليون التي كانت‬
‫موجودة في الجو قبل الثورة الصناعية‪ .‬ومن هنا نالحظ ان مقدار تركيز ثاني أكسيد ا‪-‬لكربون في‬
‫الغالف الجوي أصبح أعلى بحوال‪-‬ي أكثر من ‪ %30‬بقليل عما كان عليه تركيزه قبل‬
‫الثورة الصناعية‪.‬‬
‫‪ -2‬إن مقدار تركيز الميثان ازداد إلى ضعف مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -3‬الكلوروفلوركاربون يزداد بمقدار ‪ %4‬سنويا عن النسب الحالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -4‬أكسيد النيتروز أصبح أعلى بحوالي ‪ %18‬من مقدار تركيزه قبل‪ -‬الثورة الصناعية (حسب آخر‬ ‫‪‬‬
‫البيانات الصحفية لمنظمة األرصاد العالمية)‪.‬‬
‫‪ ‬وهناك منظمات عالمية عديدة تقوم بدراسة التغيرات المناخية والبيئية‬
‫حول العالم‪ ,‬مثل منظمة األرصاد العالمية والهيئة العالمية للتغيرات‬
‫المناخية واألكاديمية الوطنية للعلوم في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫وغيرها‪ .‬وقد اتفقت كل هذه المنظمات على أن االحتباس الحراري‬
‫سببته النشاطات البشرية ولم يأتي بشكل طبيعي‪.‬‬

‫‪ ‬إال أن السؤال األهم هو بأية سرعة سيستمر االحتباس الحراري‬


‫باالرتفاع خالل العقود القادمة وهل يمكننا توقع األحداث الناجمة عنه؟‬
‫وتقول المعطيات المنشورة بأن الموديالت (النماذج) المستخدمة في‬
‫الكمبيوترات من قبل العلماء المختصين في هذا المجال تتوقع حجما ً‬
‫كبيراً من عدم الوضوح عن المستقبل‪ ,‬إال أنها تؤكد بشكل عام على‬
‫أن االرتفاع الحراري سوف يتسارع في الفترة القادمة مؤديا ً إلى تزايد‬
‫حدة وتكرار العواصف والزالزل واألعاصير وكذلك فترات الجفاف‬
‫العالمية باإلضافة إلى ارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات‬
‫نتيجة لذوبان الثلوج والجليد القطبي‪0‬‬
‫األرقام التي تقدمها جماعات الدفاع عن البيئة تؤكد أن نسبة مساهمة الواليات‬ ‫‪‬‬
‫المتحد'ة في انبعاث الغاز تربو على أربعة وعشرين بالمئة في حين أن عدد‬
‫سكانها ال يزيد على اربعة بالمئة من مجموع سكان العالم ‪0‬‬
‫قال علماء بريطانيون أن عام ‪ 2005‬هو ثاني أشد األعوام حرارة في العالم منذ‬ ‫‪‬‬
‫بداية االحصاءات المناخية الدقيقة في الستينات من القرن التاسع عشر‪.‬‬
‫‪        -‬وقال الباحثون في هيئة األرصاد وجامعة ايست انجليا البريطانيتين أن‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‌‪      -‬درجة الحرارة ارتفعت خالل عام ‪ 2005‬في النصف الشمالي بمقدار‬ ‫‪‬‬
‫‪°0.65‬س فوق المتوسط الذي كان سائدا ما بين ‪.1990 – 1961‬‬
‫ب‌‪  -‬درجة الحرارة ارتفعت خالل عام ‪ 2005‬بحوالي ‪°0.48‬س على مستوى‬ ‫‪‬‬
‫العالم وهذا ما يجعل سنة ‪ 2005‬أشد األعوام حرارة بعد عام ‪.1998‬‬
‫ج‪ -‬يعتقد العلماء أن نصف الكرة الشمالي يزداد سخونة بشكل أسرع من الجنـوب‬ ‫‪‬‬
‫ألن نسـبة أكبر من تكوينه يابسة‪ ،‬وهي تتأثر بشكل أسرع بالتغيرات المناخية‬
‫مقارنة بالمحيط‪.‬‬
‫د‪ -‬اشار الباحث ديفيد فاينر من وحدة أبحاث المناخ بجامعة ايست انجليا أن درجة‬ ‫‪‬‬
‫حرارة المياه بالمحيط األطلسي بنصف الكرة الشمالي هي األعلى منذ عام ‪.1880‬‬
‫آخر ما تم رصده من آثار الظاهرة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ومن آخر تلك اآلثار التي تؤكد بدء ارتفاع درجة حرارة األرض بشكل فعلي والتي تم رصدها ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 1‬ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات خالل الخمسين سنة األخيرة؛ حيث ارتفعت درجة حرارة األلف متر‬
‫السطحية بنسبة ‪ 0.06‬درجة سلزيوس‪ ،‬بينما ارتفعت درجة حرارة الثالثمائة متر السطحية بنسبة ‪0.31‬‬
‫درجة سلزيوس‪ ،‬ورغم صغر تلك النسب في مظهرها فإنها عندما تقارن بكمية المياه الموجودة في تلك‬
‫المحيطات يتضح كم الطاقة المهول الذي تم اختزانه في تلك المحيطات‪.‬‬
‫‪ - 2‬تناقص التواجد الثلجي وسمك الثلوج في القطبين المتجمدين خالل العقود األخيرة؛ فقد أوضحت البيانات‬ ‫‪‬‬
‫التي رصدها القمر الصناعي تناقص الثلج‪ ،‬خاصة الذي يبقى طوال العام بنسبة ‪ %14‬ما بين عامي ‪1978‬‬
‫و ‪ ، 1998‬بينما أوضحت البيانات التي رصدتها الغواصات تناقص سمك الثلج بنسبة ‪ %40‬خالل األربعين‬
‫سنة األخيرة‪ ،‬في حين أكدت بعض الدراسات أن النسب الطبيعية التي يمكن أن يحدث بها هذا التناقص أقل‬
‫من ‪. %2‬‬
‫‪ - 3‬مالحظة ذوبان الغطاء الثلجي بجزيرة "جرين الند" خالل األعوام القليلة الماضية في االرتفاعات‬ ‫‪‬‬
‫المنخفضة بينما االرتفاعات العليا لم تتأثر؛ أدى هذا الذوبان إلى انحالل أكثر من ‪ 50‬بليون طن من الماء في‬
‫المحيطات كل عام‪.‬‬
‫‪ - 4‬أظهرت دراسة القياسات لدرجة حرارة سطح األرض خالل الخمسمائة عام األخيرة ارتفاع درجة حرارة‬ ‫‪‬‬
‫سطح األرض بمعدل‪  ‬درجة سلزيوس واحدة ‪ ،‬وقد حدث ‪ %80‬من هذا االرتفاع منذ عام ‪ ،1800‬بينما‬
‫حدث ‪ %50‬من هذا االرتفاع منذ عام ‪.1900‬‬
‫‪ - 5‬أظهرت الدراسات طول مدة موسم ذوبان الجليد وتناقص مدة موسم تجمده؛ حيث تقدم موعد موسم ذوبان‬ ‫‪‬‬
‫الجليد بمعدل ‪ 6.5‬أيام ‪/‬قرن‪ ،‬بينما تقدم موعد موسم تجمده بمعدل ‪ 5.8‬أيام‪/‬قرن في الفترة ما بين عامي‬
‫‪ 1846‬و‪ ،1996‬مما يعني زيادة درجة حرارة الهواء بمعدل ‪ 1.2‬درجة سلزيوس‪/‬قرن‪0‬‬
‫ودرجة حرارة األرض تعتمد علي طبيعتها وخصائص سطحها سواء لوجود‬ ‫‪‬‬
‫الجليد في القطبين أو فوق قمم الجبال ‪0‬أو الرطوبة بالتربة ‪0‬والمياه بالمحيطات‬
‫والتي لوالها ألرتفعت حرارة األرض‪ .‬ألن المياه تمتص معظم حرارة الشمس‬
‫الواقعة علي األرض‪ .‬وإال أصبحت اليابسة فوقها جحيما ً اليطاق مما يهلك الحرث‬
‫والنسل‪.‬‬
‫كما أن الرياح والعواصف في مساراتها تؤثر علي المناخ اإلقليمي أو العالمي من‬ ‫‪‬‬
‫خالل المطبات والمنخفضات الجوية‪.‬‬
‫لهذا نجد أن المناخ العالمي يعتمد علي منظومة معقدة من اآلليات والعوامل‬ ‫‪‬‬
‫والمتغيرات في الجو المحيط أو فوق سطح األرض‪.‬‬
‫ويتفق كثير من علماء الجيوفيزياء على أن حرارة‬ ‫‪‬‬
‫سطح األرض يبدو أنها بدأت في االرتفاع بينما تظل‬
‫مستويات حرارة الطبقات السفلى من الغالف الجوي على‬
‫ما هي عليه‪.‬‬

‫لكن هذا البحث الذي نشر حول تأثير اإلشعاعات الكونية‬ ‫‪‬‬
‫يفترض أن هذه اإلشعاعات يمكنها أن تتسبب في تغييرات‬
‫في الغطاء الخارجي للسحب‪.‬‬

‫و هذا الغطاء قد يمكن تقديم شرحا للغز الحرارة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وأن االختالف في درجات الحرارة بالمناخ العالمي ليس‬ ‫‪‬‬


‫بسبب التغيرات التي سببها اإلنسان على المناخ ‪.‬ألن‬
‫الشواهد علي هذا مازالت ضعيفة‪ .‬فهذا التأثير يفترض أن‬
‫يظهر في ارتفاع كامل في الحرارة من األسفل نحو‬
‫الغالف الجوي‪.‬‬

‫ورغم أن العلماء رأوا أن التغييرات الطارئة على غطاء‬ ‫‪‬‬


‫السحب يمكن أن تفسر هذا االختالف‪ ،‬فإنه لم يستطع أحد‬
‫أن يقدم دليال عن أسباب االختالفات الموجودة في‬
‫مستويات الحرارة بالمناخ العالمي‪ .‬لكن الدراسة األخيرة‬
‫رجحت أن تكون األشعاعات الكونية‪ ،‬وهي عبارة عن‬
‫شحنات غاية في الصغر وتغزو مختلف الكواكب بقياسات‬
‫مختلفة حسب قوة الرياح الشمسية وربما تكون هذه هي‬
‫الحلقة المفقودة في تأثير األشعة الكونية علي المناخ فوق‬
‫كوكبنا ‪0‬‬
‫وما بين المؤيدين والمعارضين ظهر رأي ثالث هو‪ :‬أن السبب‬ ‫‪‬‬
‫الرئيسي في زيادة درجة حرارة األرض هو الرياح الشمسية؛‬
‫حيث تؤدي تلك الرياح الشمسية بمساعدة المجال‪ -‬المغناطيسي‬
‫للشمس إلى الحد من كمية األشعة الكونية التي تخترق‬
‫الغالف الجوي لألرض‪ ،‬والتي تحتوي على جزيئات عالية‬
‫الطاقة تقوم باالصطدام بجزيئات الهواء؛ لتنتج جزيئات جديدة‬
‫تعد النواة ألنواع معينة من السحب التي تساعد على تبريد سطح‬
‫األرض‪ ،‬وبالتالي فإن وجود هذا النشاط ال‪-‬شمسي يعني نقص‬
‫كمية األشعة الكونية‪ ،‬أي نقص السحب التي تساعد على تبريد‬
‫سطح األرض وبالتالي ارتفاع درجة حرا‪-‬رة سطح األرض‪.‬‬
‫ويرى هذا الفريق أن هذا الرأي أكثر منطقية وأبسط تبريرًا‬
‫الرتفاع درجة حرارة األرض‪ ،‬وأنه عند انخفاض هذا النشاط‬
‫الشمسي المؤقت ستعود درجة حرارة األرض إلى طبيعتها‪،‬‬
‫بالتالي يرون ضرورة توفير المبالغ الطائلة التي تُنفق على‬
‫البحث عن وسائل لتخفيض نسب انبعاث ثاني أكسيد ا‪-‬لكربون؛‬
‫حيث إنهم مهما قاموا بتخفيض نسبه فلن يغير هذا من األمر‬
‫شيًئا مادام النشاط الشمسي مستم ًّرا ؛ حيث إن اإلنسان مهما زاد‬
‫نشاطه على سطح هذا الكوكب فلن يكون ذا تأثير على النظام‬
‫الكوني الضخم ا‪-‬لذي يتضمن النظام المناخي لألرض؛ لذلك من‬
‫األفضل استخدام تلك األموال في تنقية هواء المدن المزدحمة‬
‫من الغازات السامة‪ ،‬أو تنقية مياه الشرب لشعوب العالم ا‪-‬لثالث‪.‬‬
‫ولقد شهد العالم في العقد األخير من القرن الماضي أكبر موجة حرارية شهدتها األرض منذ قرن‬ ‫‪‬‬
‫حيث زادت درجة حرارتها ‪6‬درجات مئوية‪ .‬وهذا معناه أن ثمة تغيراً كبيراً في مناخها اليحمد‬
‫عقباه‪ .‬فلقد ظهرت الفيضانات والجفاف والتصحر والمجاعات وحرائق الغابات‪.‬‬
‫وهذا ماجعل علماء وزعماء العالم ينزعجون ويعقدون المؤتمرات للحد من هذه الظاهرة‬ ‫‪‬‬
‫اإلحترارية التي باتت تؤرق الضمير العالمي مما أصابنا بالهلع‪ .‬وهذا معناه أن األرض ستكتسحها‬
‫الفياضانات والكوارث البيئية واألوبئة واالمراض المعدية‪.‬‬
‫وفي هذا ا‪f‬لسيناريو البيئي نجد أن المتهم األول هو غاز ثاني أكسيد الكربون الذي أصبح شبحا‬ ‫‪‬‬
‫تالحق لعنته مستقبل األرض‪ .‬وهذا ما جناه اإلنسان عندما أفرط في إحراق ا‪f‬لنفط والفحم والخشب‬
‫والقش ومخلفات المحاصيل الزراعية فزاد معدل الكربون بالجو‪ .‬كما أ‪f‬ن إلجتثاث اَشجار الغابات‬
‫وإنتشار التصحر قلل الخضرة النباتية التي تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو‪ .‬مما جعل‬
‫تركيزه يزيد به‪.‬‬
‫وقد قام الفريق األلماني بتركيب عدسة أيونية ضخمة في إحدى الطائرات‪ .‬فوجدوا‬
‫القياسات التي أجروها قد رصدت ألول مرة في الطبقات العليا من الغالف الجوي‬
‫أيونات موجبة ضخمة بأعداد كثيفة‪ .‬ومن خالل مراقبتهم وجدوا أدلة قوية بأن‬
‫الغيوم تلعب دورا هاما في التغير المناخي حسب تأثيرها على الطبيعة األيونية‬
‫وتشكيل ونمو هذه الجزيئات الفضائية في الطبقات العليا من الغالف الجوي‪ .‬مما‬
‫يؤيد النظرة القائلة بأن األشعة الكونية يمكن أن تساهم في التغيرات المناخية‬
‫وتؤثر على قدرة الغيوم على حجب ‪0‬الضوء‬
‫ولقد وجد أن اإلشعاعات الكونية والغيوم تؤثر علي تغيرات المناخ بالعالم والسيما‬ ‫‪‬‬
‫وأن فريقا من علماء المناخ األلمان بمعهد ماكس بالنك بهايدلبرج في دراستهم‬
‫للمناخ التي نشرت مؤخرا بمجلة يصدرها االتحاد الجيوفيزيائي األمريكي‪ .‬وقد‬
‫جاء بها أنهم عثروا على أدلة علي وجود عالقة ما بين هذه األشعة و‬
‫التغيرات المناخية فوق األرض‪ .‬فلقد إكتشفوا كتال من الشحنات الجزيئية في‬
‫الطبقات السفلى من الغالف الجوي تولدت عن اإلشعاع الفضائي‪ .‬وهذه الكتل‬
‫تؤدي إلي ظهور األشكال النووية المكثفة التي تتحول إلى غيوم كثيفة تقوم بدور‬
‫أساسي في العمليات المناخية حيث يقوم بعضها بتسخين العالم والبعض اآلخر‬
‫يساهم في إضفاء البرودة عليه‪.‬‬

‫ورغم هذا لم يتم التعرف إلى اآلن وبشكل كامل على عمل هذه الغيوم‪ .‬إال أن‬ ‫‪‬‬
‫كميات اإلشعاعات الكونية القادمة نحو األرض تخضع بشكل كبير لتأثير الشمس‪.‬‬
‫والبعض يقول أن النجوم لها تأثير غير مباشر على المناخ العام فوق األرض‪.‬‬
‫ويرى بعض العلماء أن جزءا هاما من الزيادة التي شهدتها درجات حرارة‬
‫األرض في القرن العشرين‪ ،‬ربما يكون مرده إلى تغيرات حدثت في أنشطة‬
‫الشمس‪ ،‬وليس فقط فيما يسمى باالحتباس الحراري الناجم عن اإلفراط في‬
‫استخدام المحروقات‪.‬‬
‫وفي مركز (تيندال لألبحاث حول التغيرات المناخية) التابع لجامعة إيست أنجليا‬ ‫‪‬‬
‫في بريطانيا إكتشف مؤخرا أهمية الغيوم في المنظومة المناخية ‪0‬‬
‫أن للغيوم تأثيراً قويا ً في اختراق األشعة للغالف الجوي لألرض‪ .‬ألن الغيوم تمنع‬ ‫‪‬‬
‫بعض إشعاعات الموجات القصيرة الوافدة نحو األرض‪ ،‬كما تمتص إشعاعات‬
‫أرضية من نوع الموجات الطويلة الصادرة عن األرض مما يسفر عن حجب هذه‬
‫األشعة القصيرة وإمتصاص األشعة الطويلة برودة وزيادة حرارة الغالف الجوي‬
‫على التوالي‪ .‬فقد يكون تأثير السحب كبيراً لكن لم يظهر حتي اآلن دليل يؤيد صحة‬
‫ذلك‪ .‬ألن السحب المنخفضة تميل إلى البرودة‪ ،‬بينما السحب العليا تميل وتتجه نحو‬
‫الحرارة‪ .‬لهذا السحب العليا تقوم بحجب نور الشمس بشكل أقل مما تفعله السحب‬
‫المنخفضة ‪0‬‬
‫لكن الغيوم تعتبر ظواهر قادرة على امتصاص األشعة تحت الحمراء‪ .‬ألن الغيوم‬ ‫‪‬‬
‫العالية تكون طبقاتها الفوقية أكثر برودة من نظيرتها في الغيوم المنخفضة‬
‫وبالتالي فإنها تعكس قدراً أقل من األشعة تحت الحمراء للفضاء الخارجي‪.‬‬
‫لكن ما يزيد األمر تعقيداً هو إمكانية تغير خصائص السحب مع تغير المناخ‪0‬‬ ‫‪‬‬

‫كما أن الدخان الذي يتسبب فيه البشر يمكن أن يخلط األمور في ما يتعلق بتأثير‬ ‫‪‬‬
‫ظاهرة االحتباس الحراري على الغيوم‪0‬‬
‫ولوحظ أيضا ما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‌‪ -‬ارتفاع مستوى المياه في البحار من ‪ 0.7-0.3‬قدم خالل القرن الماضي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ب‌‪ -‬ارتفعت درجة الحرارة ما بين ‪ 0.8 – 0.4‬درجة مئوية خالل القرن‬ ‫‪‬‬
‫الماضي حسب تقرير اللجنة الدولية لتغير المناخ التابعة لألمم المتحدة‪.‬‬

‫ومعنى ذلك فان التأثير على المناخ سيغدو واض ًحا وأهم الظواهر التي ستحدث‬ ‫‪‬‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن أجزاءًا كبيرة من الجليد ستنصهر وتؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر‬ ‫‪‬‬
‫مما يسبب حدوث فياضانات وتهديد للجزر المنخفضة والمدن الساحلية‪.‬‬
‫‪ -2‬ارتفاع مستوى سطح البحر قد يحدث تأثيرات خطيرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -3‬زيادة عدد وشدة العواصف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -4‬انشار األمراض المعدية في العالم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -5‬تدمير بعض األنواع الحية والحد من التنوع الحيوي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -6‬حدوث موجات جفاف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -7‬حدوث كوارث زراعية وفقدان بعض المحاصيل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -8‬احتماالت متزايدة بوقوع أحداث متطرفة في الطقس‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬
‫تنبأ فريق من الباحثين البريطانيين والفنلنديين بأن منسوب مياه البحر قد يرتفع مع نهاية القرن الحالي‬
‫بمعدل يصل إلى متر ونصف المتر مقارنة بالوضع الراهن‪.‬‬
‫ويتجاوز الرقم الجديد بشكل كبير المستوى الذي كانت اللجنة الدولية لتغير المناخ (آي بي سي سي) قد تنبأت‬ ‫‪‬‬
‫بالوصول إليه في إطار التقييم الذي كانت قد أجرته العام الماضي وشكل عالمة فارقة في مجال دراسة علم‬
‫المناخ‪ ،‬حيث رأت ان االرتفاع سيكون عام ‪ 2100‬بين ‪ 28‬و ‪ 43‬سنتمترا فقط‪.‬‬
‫فوفقا للدراسة الجديدة التي أعدها فريق الباحثين المشترك‪ ،‬سيكون لمثل هذا االرتفاع إلى هذا الحد في مستوى‬ ‫‪‬‬
‫مياه البحر آثار جوهرية على البلدان التي تضم أراض منخفضة مثل بنجالديش‪.‬‬
‫وقد عرض الباحثون النتائج التي توصلوا إليها في دراستهم أمام المؤتمر السنوي لالتحاد األوروبي للعلوم‬ ‫‪‬‬
‫الجيولوجية الذي ُعقد في العاصمة النمساوية فيينا مؤخراً‪0‬‬
‫من آثار ارتفاع درجة حرارة األرض‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ذوبان الجليد عند القطبين‪..‬وهو ما يقدر العلماء أنه‬ ‫‪‬‬


‫في حال استمراره فإن ذلك سيؤدي إلى إغراق كثير‬
‫من المدن الساحلية حول العالم‪.‬‬
‫كما سيؤدي إرتفاع درجة حرارة األرض إلى‬ ‫‪‬‬
‫تغير المناخ العالمي ‪0‬‬
‫وتصحر مساحات كبيرة من األرض‪.‬‬ ‫‪‬‬

You might also like