You are on page 1of 25

‫شركة مياه الشرب والصرف الصحي بمطروح‬

‫إحدى الشركات التابعة‬


‫للشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي‬
‫اﻹدارة العامة للمعامل المركزية والجودة‬
‫المعمل المركزي بجنوب العلمين‬

‫بحث بعنوان‬

‫تحلية المياه بين الحاضر والمستقبل‬

‫إعداد‬

‫الكيميائي‬
‫يحيي علي شبل علي سليمان‬
‫مدير معمل جنوب العلمين‬
‫تحلية المياه بين الحاضر والمستقبل‬
‫‪ .1‬مقدمة‬
‫ﻧقص المياه هو واحد من أكبر التحديات التي تواجه العالم في الوقت الحاضر خصوصا في منطقة الشرق‬
‫اﻻوس ط نتيجة لش ح المص ادر أو تلوثها ‪ ،‬والتغيرات المناخية الطارئة باﻹض افة الي الزيادة المطردة في عدد‬
‫الس كان ‪ ،‬فﻼ مفر من ايجاد حلول ومص ادر غير تقليدية للمياه منها تحلية مياه البحر ومياه اﻵبار ذات الملوحة‬
‫المرتفعة خاص ة في المناطق الس احلية والص حراوية ‪ ،‬أيض ا ً معالجة مياه الص رف وإعادة اس تخدامها ‪ ،‬وكذلك‬
‫اﻻستخدام اﻷمثل لمصادر المياه المتاحة والمحافظة علي كل قطرة مياه وترشيد اﻻستهﻼك ‪ ،‬فقطرة المياه تساوي‬
‫حياه وهي الركيزة اﻻساسية لدفع عجلة التنمية وبناء الحضارات‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بجميع الحلول الممكنة ﻷزمة الموارد المائية‪ ،‬والتي ينبغي أن تكون منخفض ة التكلفة وعالية‬
‫الكفاءة‪ ،‬تعتبر تكنولوجيا التناض ح العكس ي هي الحل الواعد من خﻼل توفير مص ادر اقتص ادية بديلة مثل تحلية‬
‫مياه اﻻبار المالحة ومياه البحر‪.‬‬

‫من ﻧاحية أخرى ‪ ،‬فإن زيادة ضغﻂ الطلب على المياه ‪ ،‬وأيضا زيادة مختلف اﻷﻧشطة الصناعية والتنموية‬
‫أدت إلى زيادة مستوى التلوث و كذلك تدهور ﻧوعية المياه وأ صبح من ال صعب الح صول على ﻧوعية مياه جيدة ‪،‬‬
‫والذي بدوره أدي إلى خفض كمية المياه العذبة المتاحة بش كل كبير أو جعلها تحتاج إلى عﻼج إض افي وتكاليف‬
‫ضخمة‪.‬‬

‫فمن الض روري الحص ول على تقنية مثل تقنية التناض ح العكس ي )‪ (RO‬التي تقدم حلوﻻً فعالة‬
‫واقتصادية‪.‬عﻼوة على ذلك ‪ ،‬يجب أن ﻧعمل على توطين وتصنيع أجزائه محليًا ‪ ،‬للحصول على المياه العذبة من‬
‫مصادر وفيرة مثل تحلية مياه البحر أو معالجة المياه وإعادة استخدامها‪ .‬حيث تشمل تكنولوجيا اﻹسموزية العكسية‬
‫التطيبقات اﻻتية ‪:‬‬

‫تحلية مياه البحر أو مياه اﻷبار المالحة ﻹﻧتاح مياه الشرب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إعادة استخدام مياه الصرف الصحي والصناعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اﻧتاج مياه صالحلة لصناعة اﻷغذية والمشروبات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحضير مياه للتطبيقات الطبية ‪ /‬المخبرية والتكنولوجيا الحيوية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تنقية مياه الشرب المنزلية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إﻧتاج الماء عالى النقاوة لﻼستخدام فى صناعة أشباه الموصﻼت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫صناعة الطاقة )مياه تغذية الغﻼيات(‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .2‬الموارد المائية في العالم ومدي ندرتها‬


‫يقع الجزء اﻷكبر من مياه الكوكب في الب حار والمحيطات ‪ ،‬وهو ما يمثل حوالي ‪ ٪ 96.5‬من المياه في‬
‫العالم على شكل مياه مالحة مع متوسﻂ أمﻼح حوالي ‪ 35.0‬جم ‪ /‬لتر ‪ ،‬ويضاف إليها ‪ ٪ 1‬أخرى من المياه المالحة‬
‫أيض ا للمتطلبات الزراعية‪.‬‬
‫في البحيرات والمياه الجوفية ‪ ،‬مما يجعلها غير مناس بة ليس فقﻂ لمياه الش رب ولكن ً‬

‫‪2‬‬
‫باﻹض افة إلى ذلك ‪ ،‬فإن معظم المياه العذبة التي تمثل حوالي ‪ ٪ 2.5‬من المياه في العالم موجودة في ش كل اﻷﻧهار‬
‫الجليدية على القطبين الش مالي والجنوبي ‪ ،‬والتي ﻻ يمكن الوص ول إليها لﻼس تخدام البش ري ‪ ،‬في حين أن حوالي‬
‫‪ ٪ 20‬فقﻂ من المياه العذبة وجدت كمياه سطحية في اﻷﻧهار والبحيرات والتي تمثل أقل من ‪ ٪0.1‬من إجمالي مياه‬
‫العالم )‪ ، (1993 ،Gleick‬توزيع أﻧواع المياه في الكوكب موضحة في الشكل )‪.(1.2‬‬

‫الشكل )‪ :(1.2‬توزيع أﻧواع المياه في العالم )‪. (Gleick, 1993‬‬


‫ويعد ﻧقص المياه من اﻻمور اﻻكثر أهمية في العالم اﻷن ‪ ،‬ووفقا ً لمعايير اﻷمم المتحدة ‪ ،‬عندما يقل ﻧصيب‬
‫الفرد من امدادت المياه في الس نة عن ‪ 1700‬متر مكعب ‪ ،‬يس مي "إجهاد مائي" ‪ ،‬وأقل من ‪ 1000‬متر مكعب من‬
‫إمدادات المياه للفرد الواحد ‪ ،‬هي "ﻧدرة المياه" ‪ ،‬بينما عندما تقل عن ‪ 500‬متر مكعب فيكون هذا هو ما يس مي‬
‫"الندرة المطلقة"‪.‬‬

‫لقد تطور استخدام المياه إلى أكثر من ضعف معدل زيادة السكان في القرن الماضي )‪.(2010 ،Wouters‬‬
‫حيث يوجد حوالي ‪ 1.2‬مليار ش خص أو حوالي ‪ ٪20‬من إجمالي س كان العالم ‪ ،‬يعيش ون في مناطق بها ﻧدرة‬
‫طبيعية للمياه ‪ ،‬في حين يوجد حوالي ‪ 500‬مليون ش خص على مقربة من هذا الوض ع‪ .‬وأيض ا من المتوقع أن‬
‫يواجه ‪ 1.6‬مليار ش خص آخر ‪ ،‬أو قد تص ل النس بة إلي ‪ ٪25‬من إجمالي س كان العالم ‪ ،‬أي حوالي ‪ 2.7‬مليار‬
‫س يعاﻧون من النقص في المياه بحلول عام ‪ ، 2025‬وقد تص ل النس بة إلي أن يواجه ‪ ٪ 66‬من إجمالي الس كان في‬
‫العالم ﻧدرة المياه ‪ ،‬بحلول عام ‪ ، 2030‬أوكما أشار مجلس اﻷعمال العالمي ‪ ،‬فان سكان العالم سوف يحتاجون إلي‬
‫زيادة قد تص ل إلي ﻧحو ‪ ٪30‬من المياه ‪ ،‬و ‪ ٪40‬من الطاقة ‪ ،‬وﻧحو ‪ ٪50‬من الغذاء أيض ا بحلول عام ‪2030‬‬
‫)‪ .(S. (2015 ،Ahuja‬يوض ح الش كل )‪ (2.2‬توزيع ودرجة مناطق ش ح المياه في العالم ‪ ،‬حيث تظهر منطقة‬
‫الش رق اﻻوس ﻂ وش مال أفريقيا )‪ (MENA‬كواحدة من أكثر مناطق العالم ﻧدرة في المياه ‪ ،‬في حين أن العديد من‬
‫المناطق في وس ﻂ أفريقيا لديها ﻧدرة مياه اقتص ادية ‪ ،‬حيث ﻻ توجد اس تثمارات كافية لبناء البنية التحتية المطلوبة‬
‫على الرغم من توافر الكثير من الموارد المائية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الشكل )‪ (2.2‬أماكن ﻧدرة المياه بالعالم‪.(International Water Management Institute) ،‬‬

‫‪ .3‬الموارد المائية في مصر ومدي ندرتها‪.‬‬


‫نهر النيل‬
‫ﻧهر النيل هو المصدر الرئيسي للمياه في مصر‪ .‬النيل هو تيار رئيسي يتدفق شماﻻً في شمال شرق أفريقيا‬
‫ويبلغ طوله ‪ 6700‬كم‪ .‬يتش كل ﻧهر النيل من ﻧهر النيل اﻷبيض ‪ ،‬الذي ينبع من بحيرة فيكتوريا ‪ ،‬وﻻ يس اهم إﻻ‬
‫بنس بة ‪ ٪15‬فقﻂ في مجرى النيل المش ترك‪ .‬في حين أن النيل اﻷزرق ‪ ،‬الذي يبدأ من بحيرة تاﻧا داخل إثيوبيا ‪،‬‬
‫يس اهم بنحو ‪ ٪ 85‬من تيار ﻧهر النيل ‪ ،‬تجتمع هذه اﻷﻧهار في الس ودان وبعد ذلك يمر عبر مص ر إلى البحر‬
‫اﻷبيض المتوس ﻂ‪ .‬تعد مص ر فريدة من ﻧوعها بين الدول اﻷخرى في اعتمادها بش كل رئيس ي على المياه من النيل‬
‫كمصدر ﻻ مفر منه ‪ ،‬والذي يخصص حوالي ‪ 55.5‬مليار متر مكعب سنويا ً لمصر )أولواتشو ‪.(2012 ،‬‬

‫مياه اﻷمطار‬
‫يحدث الترس يب في مص ر فقﻂ في فص ل الش تاء في ش كل زخات متفرقة‪ .‬يتم تقييم متوس ﻂ الكمية الس نوية‬
‫لمياه اﻷمطار المستخدمة بفعالية لتكون ‪ 1.3‬مليار متر مكعب في السنة‪ .‬ﻻ يمكن اعتبار هذا المبلغ مصدراً موثوقا ً‬
‫للمياه بسبب القابلية المرتفعة للتغيير وكوﻧها مؤقتة )وزارة الموارد المائية والري‪.(2014 .‬‬

‫المياه الجوفية‬
‫وتوجد معظم المياه الجوفية في الص حراء الغربية وس ناء‪ ،‬وتتكون طبقات المياه الجوفية في أعماق قد‬
‫تص ل إلي ألف متر تحت س طح البحر وهي غير متجددة‪ .‬وقد تم تقييم الكمية اﻹجمالية لهذه المياه الجوفية بنحو‬
‫‪ 40،000‬مليار متر مكعب‪ .‬حاليا يتم اس تخراج حوالي ‪ 2.0‬مليار متر مكعب ‪ /‬س نة‪ .‬إن العوائق اﻷس اس ية في‬

‫‪4‬‬
‫استخدام هذا المورد الضخم هي اﻷعماق الكبيرة )التي تصل إلى ‪ 1500‬متر في بعض المناطق( من هذه الطبقات‬
‫المائية وتدهور جودة المياه في اﻷعماق المتزايدة )‪.(2014 ،Sallam‬‬

‫مياه جوفية ضحلة‬


‫ﻻ يمكن اعتبار المياه الجوفية ال ضحلة الم صاحبة للنيل م صدرا منف صﻼ للمياه حيث يعاد تغذيتها من خﻼل‬
‫تسرب مياه النيل ‪ ،‬أيضا من قنوات الري والمصارف ‪ ،‬إضافة إلى تلك التي تتخللها اﻷراضي المروية‪ .‬وبالتالي ‪،‬‬
‫يجب أﻻ يض اف عائده إلى إجمالي موارد المياه في مص ر‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإﻧه يعتبر جز ًءا من خزان ﻧهر النيل‬
‫ويقتص ر على حوالي ‪ 7.5‬مليار متر مكعب ‪ /‬س نة كمخزن قابل ﻹعادة الش حن‪ .‬يتم تقييم الس حب الحالي من طبقة‬
‫المياه الجوفية هذه ليكون حوالي ‪ 6.5‬مليار متر مكعب في عام ‪) 2013‬وزارة الموارد المائية والري‪.(2014 .‬‬

‫وقد وقعت م صر من حيث كمية المياه التي يمكن الو صول إليها الدرجة التي قد تحد من ﻧموها اﻻقت صادي‬
‫الوطني‪ .‬ووفقا لقيمة حد الفقر المائي طبقا لﻼمم المتحدة )‪ 1000‬م ‪ / 3‬فرد ‪ /‬س نة( ‪ ،‬فقد تجاوزت مص ر هذا الحد‬
‫في التسعينات‪ .‬أما بالنسبة لحد الندرة المطلقة في المياه أو ما يسمي بحد الفقر المائي الشديد وهو )‪ 500‬م ‪ / 3‬فرد‬
‫‪ /‬س نة( طبقا لمعايير اﻻمم المتحدة ‪ ،‬فس يكون هذا أمرا واقعا مع توقعات الس كان لعام ‪ 2025‬والتي س تنقل مص ر‬
‫إلى أقل ‪ 500‬م ‪ / 3‬فرد ‪ /‬سنة كحصة الفرد من المياه في السنة )في حالة ثبات الموارد الحالية(‪.‬‬

‫‪ .4‬لماذا تحلية مياه البحر؟‬


‫من أجل التغلب على هذه التحديات ‪ ،‬ينبغي بذل الجهود لتحس ين اس تخدام مص ادر المياه غير التقليدية مثل‬
‫تحلية مياه البحر ومياه اﻷبار المائلة للملوحة ‪ ،‬وإعادة اس تخدام مياه الص رف الص حي ‪ ،‬وحص اد اﻷمطار والمياه‬
‫الجوفية‪ .‬لكن الطريقة الوحيدة لمض اعفة مص ادر المياه الحالية ‪ ،‬بعيدا ً عن ما يمكن الحص ول عليه من الدورة‬
‫الهيدرولوجية للمياه ‪ ،‬هي من خﻼل تقنيات تحلية المياه أو إعادة استخدام المياه‪.‬‬

‫تحلية المياه المالحة لها دور حيوي في اس تدامة المياه ﻷﻧها تعتمد على مص در غير محدود للمياه والذي‬
‫يمثل حوالي ‪ ٪97‬من إجمالي موارد المياه على كوكب اﻷرض ﻹﻧتاج مص در آمن ومص در ﻻ ينض ب لمياه‬
‫الشرب خاصة في المناطق الساحلية حيث ‪ ٪23‬من إجمالي السكان يعيشون على بعد ‪ 100‬كم من البحر ‪ ،‬وكذلك‬
‫الكثافة السكاﻧية في هذه المناطق تزيد ثﻼثة أضعاف عن المتوسﻂ العالمي )باري ‪.(2007 ،‬‬

‫تحلية المياه لديها القدرة على إﻧتاج المياه العذبة من مختلف أﻧواع مص ادر المياه‪ .‬تحلية المياه لديها العديد‬
‫من التقنيات المثبتة والثابتة التي تزود الناس بالمياه في المناطق التي لديها مص ادر مياه عذبة غير كافية أو ﻹﻧتاج‬
‫مياه فائقة النقاوة للعملية الصناعية‪ .‬في الوقت الحالي ‪ ،‬تم تقدير أن هناك أكثر من ‪ 18000‬محطة لتحلية المياه في‬
‫الخدمة في أكثر من ‪ 150‬دولة حول العالم تنتج قدرة إجمالية تص ل إلى ‪ 86.5‬مليون متر مكعب في اليوم كما هو‬
‫موضح في الشكل )‪ ، (1.3‬أكثر من ﻧصفهم في الشرق اﻷوسﻂ ‪ ،‬والعدد يتزايد باستمرار )‪.(GWI 2015‬‬

‫‪5‬‬
‫الشكل )‪ :(1.3‬القدرة العالمية لمحطات التحلية العاملة والمتعاقد عليها‪.(IDA, 2015-2016) ،‬‬
‫وكذلك فاﻧه من المتوقع أن تتضاعف كمية المياه المحﻼة بمختلف أﻧواع تكنولوجيات التحلية لسد العجز المائي‬
‫علي مستوي العالم لتصل إلي طاقة إجمالية حوالي ‪ 190‬مليون متر مكعب ‪ /‬يوم كما يالشكل التالي‪.‬‬

‫شكل )‪ :(1.4‬كمية المياه المتوقع إﻧتاجها من خﻼل تكنولوجيات التحلية حتي عام ‪.2020‬‬

‫‪ .5‬تقنيات تحلية المياه‬


‫تعتمد الفكرة الرئيس ية لتكنولوجيات تحلية المياه المختلفة على وجود مص در مائي مالح كوجود تغذية‬
‫ومص در للطاقة في ش كل حرارة ‪ ،‬ض غﻂ ماء أو كهرباء يتم إﻧتاجها ﻹﻧتاج ﻧوعين من الماء ‪ ،‬مياه محﻼة ودفق‬
‫آخر من المي اه الم الح ة المركزة التي يج ب التخلص منه ا‪ .‬والش ك ل )‪ (1.4‬يبين بعض أﻧواع تقني ات التحلي ة‬
‫‪6‬‬
‫المس تخدمة في العالم ‪ ،‬ومن بين اﻷﻧواع المختلفة للتقنيات التجارية لتحلية المياه ‪ ،‬هناك مجموعتان رئيس يتان‪:‬‬
‫الحرارية والغشائية‪.‬‬

‫الشكل )‪ :(1.5‬مختلف أﻧواع تقنيات التحلية المستخدمة تجاريا ً في العالم‪.‬‬

‫‪ .5.1‬التقنيات الحرارية لتحلية المياه‬


‫تقوم تقنيات التحلية الحرارية ببس اطة بمحاكاة دورة المياه الطبيعية ﻹﻧتاج اﻷمطار من خﻼل تس خين المياه‬
‫المالحة ﻹﻧتاج بخار الماء ثم التكثيف‪ .‬هناك ثﻼثة أﻧواع شائعة اﻻستخدام من تقنيات تحلية المياه الحرارية‪ .‬الفﻼش‬
‫متعدد المراحل )‪ ، (MSF‬التقطير متعدد التأثير )‪ ، (MED‬وضغﻂ البخار )‪ .(VC‬وقد برزت كل من هذه الفئات‬
‫من تقنيات تحلية المياه الحرارية على مدار اﻷربعين إلى الس تين س نة الماض ية ومرت بخطوات تحس ين الكفاءة‬
‫واﻹﻧتاجية‪.‬‬

‫تنتج تقنيات تحلية المياه الحرارية مياه ذات الملوحة المنخفض ة جدا )يتراوح ‪ TDS‬من ‪ 5‬إلى ‪ 25‬مجم ‪/‬‬
‫لتر(‪ .‬هذه المياه العذبة المنتجة لديها أيض ا محتوى منخفض جدا من مس ببات اﻷمراض ومختلف الملوثات مثل‬
‫البورون ‪ ،‬البروم ‪ ،‬والمواد العضوية‪ .‬عمليا الطاقة اﻻزمة لتبخر المياه ﻻ تعتمد بشكل مباشر ورئيسي على تركيز‬
‫ملوحة مياه المص در ‪ ،‬ولذلك فان التبخر الحراري مناس ب جدا وأكثر فعالية لمياه ذات تركيز اﻻمﻼح العالية‬
‫والمركزة‪ .‬وهذا أحد أس باب اس تخدام تحلية المياه الحرارية على ﻧطاق واس ع من قبل دول الش رق اﻷوس ﻂ مثل‬
‫المملكة العربية الس عودية وعمان وقطر واﻹمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت ‪ ،‬والتي تعتمد على مياه‬
‫البحر اﻷكثر ملوحة كمص در للمياه لتحلية المياه )البحر اﻷحمر ‪ ،‬والخليج العربي ‪ ،‬وخليج عمان( ‪ ،‬وبناء على‬
‫ذلك ‪ ،‬تم إﻧش اء ما يقرب من ‪ ٪75‬من محطات التحلية الحرارية في العالم في ش به الجزيرة العربية ‪ -‬ﻧص ف تلك‬
‫المعروض ة في المملكة العربية الس عودية‪ .‬أيض ا ‪ ،‬ﻷن معظم تقنيات التحلية الحرارية تتطلب كميات كبيرة من‬
‫البخار وتفضل تشغيلها على مصدر البخار ‪ ،‬لذلك فهي اﻷكثر شعبية في الشرق اﻷوسﻂ ‪ ،‬حيث يقترن تحلية مياه‬
‫البحر عادة مع محطات توليد الطاقة التي توفر البخار منخفض التكلفة لعملية التقطير ) ‪.(2012 ،Voutchkov‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ .5.1.1‬تقنية الفﻼش المتعدد المراحل )‪(MSF‬‬

‫تم تص نيف الفﻼش مت عدد المرا حل باعت باره تقن ية تحل ية حرار ية ليكون اﻷكثر موثوق ية ورب ما اﻷكثر‬
‫اس تخدا ًما على ﻧطاق واس ع مقلرﻧة بباقي أﻧواع التحلية الحرارية‪ .‬من خﻼل هذه التقنية ‪ ،‬يتم تس خين الماء المالح‬
‫بواسطة سخان أو مبادل حراري ‪ ،‬ثم يمر الماء الساخن إلى غرفة عند ضغﻂ منخفض حيث يتم امتصاص البخار‬
‫من س طح الماء ‪ ،‬ثم يتم تكثيفه ألي الماء النقي بواس طة مبادل حراري فوق الغرفة باس تخدام تغذية المياه المالحة‬
‫الباردة‪ .‬ثم يتم تمرير المحلول الملحي المركز إلى غرفة ثاﻧية أيض ا عند ض غﻂ منخفض ويتبخر المزيد من الماء‬
‫ويتم تكثيف البخار كما في الس ابق‪ .‬يتم تكرار العملية من خﻼل س لس لة من اﻷوعية أو الغرف حتى يتم الوص ول‬
‫إلى ال ضغﻂ الجوي‪ .‬عادة ‪ ،‬يمكن أن تحتوي محطة التحلية الحرارية بتقنية الفﻼش متعدد المراحل على ‪ 4‬إلى ‪40‬‬
‫مرحلة )‪ .(2015 ،IDA‬يوضح الرسم في الشكل )‪ (2.5‬اساسيات محطات الفﻼش متعدد المراحل‪.‬‬

‫الشكل )‪ :(2.5‬رسم توضيحي لمحطات الفﻼش متعدد المراحل‪.‬‬


‫‪(Foundation for Water Research, 2015).‬‬

‫‪ .5.1.2‬تقنية التقطير متعدد التأثيرات )‪(MED‬‬

‫مختصة في إﻧتاج الماء المقطر النقي على غرار تقنية الفﻼش متعدد المراحل‪ .‬محطة التقطير متعدد التأثير يكون‬
‫غالبا بها تأثيران على اﻷقل‪ .‬كل تأثير يعمل في درجة حرارة وضغﻂ أقل على التوالي‪ .‬يستخدم البخار لتسخين‬
‫مياه البحر في المرحلة اﻷولى ويتم استخدام البخار الناتج من المرحلة اﻻولي لتسخين مياه البحر في المراحل‬
‫التالية وأيضا تبريد وتكثيف البخار في كل مرحلة متتالية بحيث تنخفض درجة الحرارة تدريجيًا على كل مرحلة‬
‫من العملية ‪ ،‬وبالتالي تعمل في ضغﻂ منخفض‪ .‬يتم تكثيف البخار من تأثير المحطة النهائية في المكثف النهائي‬
‫حيث تعمل مياه البحر كمبرد )‪ .(2016 ،& Dehkordi ،Azimibavil‬يوضح الرسم البياﻧي في الشكل )‪(3.5‬‬
‫تقنية التقطير متعدد التأثيرات‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الشكل )‪ :(3.5‬رسم توضيحي لمراحل تقنية التقطير متعدد التأثيرات‪.‬‬

‫‪ .5.1.3‬تقنية ضغط البخار )‪(VC‬‬

‫يعت مد ض غﻂ الب خار )‪ (VC‬على غرار تقنيات )الفﻼش متعدد المرا حل و التقطير متعدد التأثير( على‬
‫الحرارة لفص ل الملح وإﻧتاج المياه العذبة‪ .‬ولكن تقنية ض غﻂ البخار تختلف عنهم وتوفر مزايا خاص ة ‪ ،‬حيث أن‬
‫حرارة عملية التقطير للمياه المالحة تنش أ من ض غﻂ البخار بدﻻ من التبادل المباش ر للحرارة من المرجل‪ .‬وفقا‬
‫للقاﻧون العام للغازات )‪ ، (PV = nRT‬فإن مع زيادة ض غﻂ بخار الماء ‪ ،‬ترتفع درجة الحرارة بش كل متناس ب‪.‬‬
‫الض غﻂ يعني تقليل الحجم وزيادة ض غﻂ بخار الماء داخل الحجرة ‪ ،‬وبالتالي زيادة درجة الحرارة‪ .‬تقنية ض غﻂ‬
‫البخار )‪ (VC‬تتواجد ش كلين أحدهم في ش كل ميكاﻧيكي )‪ ، (MVC‬والتي تعمل في المقام اﻷول عن طريق‬
‫الكهرباء من خﻼل ال ضواغﻂ الميكاﻧيكية وأخري في شكل حراري )‪ (TVC‬التي تعتمد على حرارة الت سخين من‬
‫خﻼل ض واغﻂ حرارية ‪ ،‬والرس وم البياﻧية في الش كل )‪ .(1.6‬توض ح )‪ (MVC‬و )‪ (TVC‬تختلف في اس تهﻼك‬
‫الطاقة ‪ ،‬وحدات ‪ MVC‬عادة ما تنتج قدرات ص غيرة من )‪ 5000 - 1‬متر مكعب ‪ /‬يوم( عند تش غيلها بش كل‬
‫منفص ل ‪ ،‬ويفض ل اس تخدامها على ﻧطاق ص غير ‪ /‬متوس ﻂ‪ .‬بخﻼف ذلك ‪ ،‬فإن وحدات ‪ TVC‬قادرة على إﻧتاج‬
‫المياه بس عة أعلى بكثير )تص ل إلى ‪ 36000‬متر مكعب في اليوم( ‪ ،‬وبالتالي تس تخدم مع محطات التقطير متعدد‬
‫التأثير لزيادة كفاءة عملياتها )‪ .(2013 ،et al. ،Ghaffour‬الش كل التالي يوض ح الرس م التمثيلي لمراحل تقنيات‬
‫ضغﻂ البخار بنوعيها الميكاﻧيكي والحراري‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الشكل رقم )‪ :(4.5‬رسم تخطيطي لتقنية ضغﻂ البخار الميكاﻧيكي )أعلي( وتقنية ضغﻂ البخار الحراري )أسفل(‪،‬‬
‫)‪.(2009 ،Al-Karaghouli‬‬

‫‪ .5.2‬تقنيات التحلية الغشائية‬


‫يمكن وص ف "الغش اء" كتقنية فص ل ‪ ،‬كحاجز لفص ل وتقييد ﻧقل المكوﻧات المختلفة لمرحلتين في وض ع‬
‫اﻧتقائي‪ .‬تكنولوجيا اﻷغشية هي تقنية سريعة التطور وأصبحت ضرورية بشكل تدريجي في حياتنا‪ .‬في الستينيات‬
‫كبيرا في التطبيقات ال صناعية ‪ ،‬وذلك على الرغم من‬
‫من القرن الع شرين بدأت اﻷغ شية اﻻ صطناعية تحقق تقد ًما ً‬
‫أن دراس ة ظواهر الغش اء بدأت مبكرا ً حيث أن إجراء أول دراس ة مس جلة لظواهر الغش اء يمكن التحقق منها في‬
‫منتص ف القرن الثامن عش ر‪ .‬مع التحس ن الحاد خﻼل حوالي خمس ين عاما ‪ ،‬اﻵن ‪ ،‬ش اركت العديد من العمليات‬
‫الغش ائية في التطبيقات الص ناعية المختلفة ‪ ،‬والتي تعالج إزالة الملوثات من المياه واﻷلبان ‪ ،‬وتحلية المياه المالحة‬
‫‪ ،‬وإعادة تدوير مياه الص رف الص حي ‪ ،‬وإﻧتاج اﻷغذية والمش روبات ‪ ،‬وفص ل الغاز والبخار ‪ ،‬وتحويل الطاقة‬
‫وتخزينها‪ .‬التحكم في تلوث الهواء ومعالجة النفايات الص ناعية الخطرة ‪ ،‬غس يل الكلى ‪ ،‬والبروتينات واس تخراج‬
‫الكائنات الدقيقة ‪ ،‬إلخ‪ .‬لقد حسنت تقنية الغشاء قدراتنا على تغيير وتطوير حماية البيئة ‪ ،‬وتصاميم مشروع الصحة‬
‫العامة ‪ ،‬وتوفير تقنيات جديدة لتلبية النمو المحتمل‪ ،‬حيث لم يص ل بعد الحد المتوقع لنمو تكنولوجيا الغش اء إلى‬
‫أقصى حد له وﻻ يزال قيد التطوير لتلبية اﻻحتياجات المتزايدة وتحقيق التنمية المستدامة )‪.(2011 ،Fane et al.‬‬

‫تص نف اﻷغش ية اﻻص طناعية بعدة طرق‪ .‬منها على س بيل المثال ‪ ،‬يمكن تقس يمها وفقا ً لطبيعة المادة‬
‫الغشائية ‪ ،‬قد تكون اﻷغشية المصنعة عضوية )بوليميرية( أو غير عضوية )سيراميك ‪ /‬معدﻧية( ‪ ،‬صلبة أو سائلة‬
‫متجاﻧس ا أو غير متجاﻧس ‪ ،‬متماثل أو غير متماثل ‪ .‬أيض ا ‪ ،‬يمكن أن‬
‫ً‬ ‫‪ ،‬مش حوﻧة كهربائيًا أو محايدة‪ .‬قد يكون‬
‫تص نف اﻷغش ية اﻻص طناعية من حيث الش كل الهندس ي إلي مس طحة ‪ ،‬أﻧبوبية ‪ ،‬اﻷلياف جوفاء أو اﻷغش ية‬
‫الحلزوﻧية )مولدر ‪ .(1996 ،‬من ﻧاحية أخرى ‪ ،‬يمكن تقسيم عمليات الغشاء وفقا للقوة الدافعة التطبيقية إلى‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ - 1‬عمليات مدفوعة بالضغﻂ ‪ ،‬مثل التناضح العكسي )‪ ، (RO‬ترشيح الجسيمات )‪ ، (NF‬الترشيح الفائق )‪(UF‬‬
‫‪ ،‬الترش يح ال دقيق )‪ ، (MF‬أو فص ل الغ از )‪ (GS‬؛ أو عملي ات م دفوع ة ب الض غﻂ الجزئي ‪ ،‬مث ل‬
‫)‪.pervaporation (PV‬‬
‫‪ - 2‬عمليات مدفوعة بالتدرج في التركيز ‪ ،‬مثل غسيل الكلى‪.‬‬
‫‪ - 3‬العمليات التي تحركها درجة الحرارة ‪ ،‬مثل التقطير الغشائي ‪(MD).4‬‬
‫‪ - 4‬العمليات التي يحركها الجهد الكهربائي ‪ ،‬مثل )‪.(Nath, 2017) ، Electrodialysis (ED‬‬

‫ولقد تطورت تقنية اﻷغشية تطورا كبيرا ولكن من بين هذه التطورات ‪ ،‬تم استخدام اﻻسموزية العك سية ‪،‬‬
‫الترش يح الناﻧومتري والتحليل الكهربي فقﻂ كجزء من التطبيقات واس عة النطاق بينما ﻻ يزال الباقي في المراحل‬
‫التنموية )‪ ، Gullinkala‬وآخرون ‪.(2010 ،‬‬

‫‪ .5.2.1‬التحليل الكهربي والتحليل الكهربي المعكوس‬

‫تفص ل تكنولوجيا التحليل الكهربائي )‪ (ED‬المواد الص لبة الذائبة ‪ ،‬اس تنادًا إلى ش حنتها الكهربائية ‪ ،‬حيث‬
‫تتحرك أيوﻧات الماء المالح من خﻼل غش اء التبادل اﻷيوﻧي المش حون ش به المنفذ ‪ ،‬بواس طة الجهد الكهربائي‬
‫المطبق‪ .‬يتم تحويل مياه التغذية بش كل عام إلى ثﻼثة تيارات منفص لة من المياه‪ :‬المياه المحﻼة‪ ،‬مع محتوى‬
‫منخفض من التوص يلية الكهربية ‪ ،‬المياه المالحة أو المياه المركزة ومياه التغذية ‪ ،‬حيث يمر ماء التغذية بش كل‬
‫مباش ر يغطي اﻷقطاب الكهربائية التي تحقق فرق الجهد الكهربي المطلوب )‪ .(1995 ،AwwA‬يوض ح الش كل‬
‫)‪ (5.5‬رسم تخطيطي لنظام التحليل الكهربائي‪.‬‬

‫الشكل )‪ :(5.5‬رسم تخطيطي لنظام التحليل الكهربائي‪.‬‬

‫التحليل الكهربي المعكوس )‪ Electrodialysis (EDR‬هو مجرد تعديل لعملية ‪ ، ED‬حيث يتم تنظيف‬
‫أ سطح أغ شية الف صل الكهربي تلقائيا ً من خﻼل عكس القطبية مرتين إلى أربع مرات في ال ساعة‪ .‬عندما يتم عكس‬

‫‪11‬‬
‫أيض ا حيث أن التفاعﻼت الكيميائية في اﻷقطاب يتم عكس ها ‪،‬‬
‫القطبية ‪ ،‬يتم عكس غرف المياه المحﻼة والمركزة ً‬
‫ويعمل هذا اﻻﻧعكاس القطبي على تقييد تشكيل الترسبات على اﻷغشية )هيلر ‪.(1984 ،‬‬

‫‪ .5.2.2‬اﻻسموزية العكسية أو التناضح العكسي )‪(RO‬‬

‫تمثل التقنيات التي تعتمد على الض غﻂ الغش ائي حﻼً عالميا ً لتحلية مياه البحر المختلفة أو المياه المائلة‬
‫للملوحة ومعالجة المياه الس طحية الملوثة التي لم تكن مقبولة ﻹﻧتاج مياه الش رب ‪ ،‬وأيض ا ً لتحس ين الخص ائص‬
‫الفيزيائية والميكروبيولوجية للمياه التي تم معالجتها بالمعالجة التقليدية ‪ .‬يوجد أدﻧاه تص نيف عام للمواد التي يمكن‬
‫إزالتها باستخدام طرق مختلفة لتقنيات الترشيح ذات الضغﻂ الغشائي‪ .‬الشكل )‪.(6.5‬‬

‫الشكل )‪ :(6.5‬أغشية المدفوعة بالضغﻂ لمعالجة مياه الشرب والصرف الصحي‪.‬‬


‫)‪.(2008 ،et al. ،Koltuniewicz‬‬

‫‪ .6‬اختيار التكنولوجيا المناسبة لتحلية المياه‬


‫وقد اس تخدمت تقنيات مختلفة لتحلية المياه المالحة مع خص ائص مختلفة في اﻷداء‪ .‬من خﻼل هذه اﻷﻧواع‬
‫من تقنيات تحلية المياه ‪ ،‬هناك قواعد ومبادئ ﻻختيار تكنولوجيا تحلية المياه المﻼئمة وقابلية تطبيق أي عملية‬
‫تعتمد على‪:‬‬

‫• تركيز الملح في مياه التغذية‪.‬‬

‫• استخدامات المياه المنتج‪.‬‬

‫• تكلفة وحدة المياه المنتج‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ويرد في الشكل )‪ (1.6‬تحديد عام لتكنولوجيا التحلية الفعالة من حيث التكلفة وفقا ً لنطاق ملوحة مياه المصدر‪.‬‬

‫الشكل )‪ :(1.6‬مدي تطبيقية أﻧواع تكنولوجيات التحلية المختلفة إقتصاديا طبقا لنوع مياه المصدر‪.‬‬

‫من مما س بق ‪ ،‬فإن التناض ح العكس ي )‪ (RO‬يمكن تطبيقة على ﻧطاق واس ع حيث أﻧه يوفر خيارات عملية‬
‫أكثر فاعلية واقتص ادية للمص ادر الطبيعية من المياه المالحة ومياه البحر من ﻧطاق ص غير إلى أﻧظمة التحلية‬
‫واس عة النطاق ‪ ،‬وكذلك المياه المحﻼة بتفنية التناض ح العكس ي ‪ RO‬تس توفي معظم المعايير الحالية لجودة مياه‬
‫الشرب‪.‬‬

‫في الوقت الحالي ‪ ،‬تش ارك تقنية اﻷغش ية بحوالي ‪ ٪70‬من إجمالي طاقة المياه المحﻼة العالمية وحوالي‬
‫‪ ٪65‬منها عبارة عن محطات التناض ح العكس ي ‪ RO‬بينما حوالي ‪ ٪28‬فقﻂ من مرافق التحلية هي التحلية‬
‫بالتقنيات الحرارية )‪. (GWI 2015‬تزايد معدل تركيب محطات تحلية المياه العميقة ب شكل مطرد خﻼل ال سنوات‬
‫العش ر اﻷخيرة بس بب التقدم الملحوظ في خص ائص الغش اء والتطور الكبير لكفاءة أجهزة اس تعادة الطاقة مما أدى‬
‫إلى اﻻﻧخفاض الهائل في إجمالي تكاليف إﻧتاج المياه‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الشكل )‪ :(2.6‬حصة تقنيات التحلية المختلفة في إجمالي طاقة محطات التحلية في العالم‪.‬‬

‫‪ .7‬أغشية التناضح العكسي‬

‫تصنف أغشية ‪ RO‬التجارية بشكل عام إلى فئتين رئيسيتين‪:‬‬

‫أغشية السليلوز أسيتات )‪:(CA‬‬

‫أول أغشية في سوق أغشية ‪ .RO‬يتم تصنيعها أساسا من السليلوز اﻷسيتيل ‪ ،‬السليلوز التي تم الحصول‬
‫عليها من النباتات مثل القطن البوليمر الطبيعي‪ .‬أغش ية )‪ (CA‬بس يطة التحض ير ولديها خص ائص ميكاﻧيكية جيدة‬
‫ﻧس بيا‪ .‬باﻹض افة إلى ذلك ‪ ،‬فهي تتحمل إلى حد ما التعرض للعوامل المؤكس دة مثل الكلور ‪ ،‬وغيرها من العوامل‬
‫المؤكس دة ‪ ،‬بالمقارﻧة مع غيرها من اﻷغش ية القائمة على مادة البولي أميد‪ .‬على الجاﻧب اﻵخر ‪ ،‬فإن أغش ية‬
‫ال سيليلوز اسيتات )‪ (CA‬لديها ميل إلى التحلل مع مرور الوقت ‪ ،‬وأكثر عرضة للهجوم البيولوجي مما يؤدي إلى‬
‫اﻧخفاض وتدهور كمية وﻧوعية المياه المنتجة بهم‪ .‬باﻹض افة إلى ذلك ‪ ،‬فهي حس اس ة للغاية لتغيرات اﻷس‬
‫الهيدروجيني ‪ ،‬مع ﻧطاق اس هيدروجيني محدود )‪ .(7-3‬أيض ا ‪ ،‬درجة حرارة مياه التغذية عادة ﻻ تتجاوز ‪35‬‬
‫درجة مئوية )سوريجان ‪.(1977 ،‬‬

‫اﻷغش ية الرقيقة المركبة )‪ .(TFC‬من خﻼل ظهور أغش ية )‪ RO (TFC‬في عام ‪ ، 1972‬هيمنت على‬
‫سوق أغ شية ‪ ، RO‬تدفقات الغ شاء ‪ TFC‬ودرجة ﻧزعها لﻸمﻼح تتجاوز أغ شية ال سيليوز أ سيتات‪ .‬معظم أغ شية‬
‫‪ TFC‬تتكون من ثﻼث طبقات‪ .‬يتكون من ثﻼث طبقات‪ :‬ش بكة من البوليس تر تعمل كدعم أس اس ي )‪150-120‬‬
‫ميكرون ( ‪ ،‬طبقة داخلية ص غيرة بس ماكة ص غيرة )حوالي ‪ 40‬ميكروميتر( ‪ ،‬ومغلفة بطبقة رقيقة من مادة البولي‬
‫أميد على الس طح العلوي )حوالي ‪ ( μm 0.2‬تتكون طبقة الطﻼء هذه من خﻼل عملية بلمرة بينية وهي مس ؤولة‬
‫عن خصائص ﻧزع اﻻمﻼح لﻸغشية )‪.(2000 ،Baker‬‬

‫‪14‬‬
‫باﻹضافة إلى أن أغشية ‪ TFC‬لها قدرة عالية علي ﻧزع اﻻمﻼح وكذلك إﻧتاجيتها أكبر من أغشية السيليوز‬
‫أسيتات ‪ ،‬فاﻧها أيضا لديها القدرة على رفض بعض المركبات العضوية ذات الوزن الجزيئي المنخفض‪ .‬باﻹضافة‬
‫إلى ذلك ‪ ،‬فهي مس تقرة من خﻼل القدرة علي العمل في مدي واس ع من اﻷس الهيدروجيني وفي درجات حرارة‬
‫أعلى‪ .‬من ﻧاحية أخرى ‪ ،‬فإن أغشية ‪ TFC‬حساسة للغاية للكلور وتحتاج إلى خطوات إضافية في المعالجة اﻻولية‬
‫ﻹزالة الكلور قبل أن تدخل مياه التغذية ﻷغشية بولي أميد )‪.(2004 ،Baker‬‬

‫‪ .8‬مكونات نظام التحلية بالتناضح العكسي ‪RO‬‬

‫يتضمن النظام النموذجي لغشاء التناضح العكسي ثﻼث وحدات رئيسية )المعالجة المسبقة ‪ -‬عملية ‪- RO‬‬
‫المعالجة النهائية( كما هو مو ضح في الشكل )‪ .(2.8‬تعتبر وحدة المعالجة المسبقة ضرورية ومهمة للغاية لحماية‬
‫غش اء ‪ ، RO‬واﻻس تدامة ‪ ،‬وطول العمر ‪ ،‬لذلك من الض روري لجميع مص ادر المياه التي يتم تنفيذ أﻧظمة غش اء‬
‫‪ RO‬فيها‪ .‬من خﻼل فهم جيد لخص ائص وتفاص يل مص در مياه التغذية ‪ ،‬يجب أن تخض ع لعدة مس تويات من‬
‫المعالجة المسبقة للتقليل إلى أقصى حد ممكن من تعرض اﻷغشية للقاذورات ‪ ،‬الترسبات‪ ،‬اﻻﻧضغاط‪ ،‬واﻷك سدة ‪،‬‬
‫وغيرها ‪ ...‬قد تحتوي وحدة المعالجة المس بقة على إض افة الحمض ‪ ،‬ماﻧع الترس يبات‪ ،‬المعالجة بالكلور ‪ ،‬إزالة‬
‫الكلور ‪ ،‬التخثر ‪ ،‬التلبد ‪ ،‬الترس يب ‪ ،‬الترش يح )الترش يح الدقيق ‪ -‬الترش يح الفائق( ‪ ،‬تعتبر وحدة المعالجة النهائية‬
‫ض رورية لتحقيق ﻧوعية المياه الموص ى بها وقد تحتوي على ؛ تعديل درجة الحموض ة ‪ ،‬التعقيم ‪ ،‬إعادة العس ر‪،‬‬
‫إضافة مضادات للتآكل ‪ ،‬وغيرها ‪...‬‬

‫المكون اﻷس اس ي لعملية التناض ح العكس ي هو مض خة الض غﻂ العالي وغش اء منفذ ‪ ،‬حيث توفر المض خة‬
‫القوة الدافعة المطلوبة والكافية ويمر الغش اء بالماء وتنزع غالبية اﻷمﻼح الذائبة بالماء لتكوين تيار من المياه‬
‫العذبة وتيار أخر أكثر تركيزا ً محمﻼ باﻻمﻼح‪ .‬ﻻ تش به عملية التناض ح العكس ي الترش يح ﻷن الترش يح هو إزالة‬
‫الجسيمات بواسطة آلية استبعاد الحجم فقﻂ حيث يتم إزالة الجسيمات ﻷﻧها كبيرة جدًا بحيث ﻻ تتسطح عبر المسام‬
‫الفيزيائية في وس ائﻂ الترش يح ‪ ،‬بينما يمكن لجزيئات الماء أن تمر عبر المس ام‪ .‬لكن آلية ‪ RO‬هي مختلفة ﻷن‬
‫الثقوب المادية قد ﻻ تكون موجودة في غش اء ‪ .RO‬من المرجح أن الماء قادر على اﻻﻧتش ار من خﻼل بنية‬
‫البوليمر الغش ائي ‪ ،‬حيث تنزع معظم اﻷمﻼح والمواد العض وية ذات الوزن الجزيئي اﻷكبر بس بب حجمها وخص ائص‬
‫شحنتها‪.‬‬

‫شكل )‪ :(1.8‬رسم تخطيطي لعملية التناضح العكسي داخل اﻷغشية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الشكل )‪ :(2.8‬رسم تخطيطي للمكوﻧات الرئيسية لنظام‪RO.‬‬

‫إن التحسينات المستمرة في خصائص اﻷغشية الضغط اﻻسموزي العكسي وكذلك تطوير أجهزة استعادة‬
‫كبيرا في اقتص اديات ‪ ، RO‬كما أن بس اطتها التش غيلية وقابليتها للتطبيق جعلت تقنية‬
‫الطاقة قد حققت تقد ًما ً‬
‫‪ RO‬هي تكنولوجيا التحلية الرائدة‪ .‬وقد س محت التحس ينات الكبيرة في مواد عناص ر الغش اء ومعدات اس تعادة‬
‫الطاقة على مدى العش رين س نة الماض ية ‪ ،‬إلى جانب التحس ينات في كفاءة مض خات تغذية ‪ RO‬وتقليل فقدان‬
‫الضغط من خﻼل عناصر الغشاء ‪ ،‬بالحد من استخدام الطاقة لتحلية مياه البحر إلى أقل من ‪ 3.0‬كيلووات ساعة‬
‫‪ /‬متر مكعب من المياه العذبة المنتجة اليوم‪.‬‬

‫‪ .9‬مراحل تطور أجهزة أستعادة الطاقة‬

‫يخرج تيار المياه المركزة من أوعية الض غﻂ بطاقة ض غﻂ عالية تحتوي على جزء كبير من طاقة مياه‬
‫التغذية التي يتم تطبيقها من خﻼل مض خات ‪ RO‬ذات الض غﻂ العالي والتي يمكن اس تردادها وإعادة اس تخدامها‬
‫لتقليل التكلفة اﻹجمالية للطاقة لتحلية مياه البحر‪.‬‬

‫الشكل التالي يوضح التركيب البدائي لوحدة التحلية بدون معدات توفير الطاقة‬

‫‪16‬‬
‫ثم ظهرت أول وحدات توفير الطاقة والتي تس مي ب )‪ (Pelton wheel‬وهي عبارة عن ريش ة بعمود‬
‫يتص ل بعمود ماتور وطلمبة الض غط العالي ‪ ،‬وتدخل عليه المياه المركزة بض غطها المرتفع فتعمل علي دفع تلك‬
‫الريش ة فيقلل من الطاقة المطلوبة ‪ ،‬وتص ل كفاءة اس ترجاع الطاقة لتلك الوحدة حوالي ‪ %75‬من الطاقة‬
‫المهدرة في الميا المركزة ويعيبها أنها تحتاج إلي مضخة كبيرة ‪ ،‬إنخفاض الكفاءة ‪ ،‬و عدم المرونة‪.‬‬

‫ثم تطورت أجهزة موفرات الطاقة وظهر جهاز يس مي )‪ ، (Turbo Charger‬وهو يعطي كفاءة أعلي‬
‫تص ل إلي ‪ %80‬من الط اق ة المه درة في المي اه المركزة ‪ ،‬وك ذل ك يقل ل من حجم طلمب ة الض غﻂ الع الي‬
‫المطلوبةوالشكل التالي يوضح ذلك الجهاز ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ومؤخرا تطورت أجهزة موفرات الطاقة تطورا ملوحظا وظهر جهاز )‪ (pressure exchanger‬والتي‬
‫تص ل كفاءتها في اس ترجاع الطاقة المهدرة في المياه المركزة إلي أن تص ل إلي ‪ ، %97‬وأيض ا تتميز بأﻧها ذات‬
‫كفاءة عالية ثابتة ومروﻧة عالية في التش غيل وأيض ا تتميز باحتياجها الي طلمبة ض غﻂ عالي ص غيرة الحجم‪،‬‬
‫والشكل التالي يوضح تركيب تلك اﻷجهزة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ .10‬تطور أغشية التناضح العكسي‬
‫إن لتطور أغشية التناضح العكسي اﻷثر الكبير في اﻧتشار وتوسع تقنية التناضح العكسي لتشمل تطبيقات‬
‫عديدة وتنوع مص ادر المياه المراد معالجتها وكذلك التوس ع الكبير في الطاقة اﻹﻧتاجية لمحطات تحلية مياه البحر‬
‫حيث تص ل أكبر س عة إﻧتاجية لمحطة تحلية مياه بحر بالتناض ح العكس ي إلي طاقة إجمالية قدرها ‪ 500000‬متر‬
‫مكعب يوميا بمنطقة مقطع ببلدية مرسى الحجاج قرب وﻻية وهران بالجزائر‪.‬‬

‫من أجل تطوير أغشية التناضح العكسي ‪ ،‬توجه إستراتيجيات البحث إلى العديد من اﻻتجاهات بما في ذلك‬
‫تطوير وتعديل المواد الغشائية الحالية من خﻼل التطعيم السطحي والطﻼء وكذلك من خﻼل تطوير مادة غشاء‬
‫مختلﻂ بين المواد العضوية وغير العضوية أو من خﻼل اختراع مادة غشائية غير عضوية كاملة بدﻻ من‬
‫البوليمرات العضوية‪.‬‬

‫حاليا ‪ ،‬هيكل اﻷغش ية ‪ RO‬التجاري الذي يهيمن عليه هو غش اء رقيق مركب من مادة البولي أميد‬
‫)‪ (TFC PA‬يتألف من ثﻼث طبقات‪:‬‬

‫• طبقة من البوليستر لدعم هيكل الغشاء بسمك حوالي ‪ 120-100‬ميكرون‪.‬‬


‫• طبقة ‪ microporous‬ص غيرة من ‪ Polysulfone‬تعمل بش كل أس اس ي كدعامات مدمجة بس مك ‪50-40‬‬
‫ميكرومتر‪.‬‬
‫• طبقة الحاجز الفائق من مادة البولي أميد )الس طح العلوي( بس مك ‪ 0.25-0.2‬ميكرومتر ‪ ،‬كما هو مبين في‬
‫الشكل )‪.(1.10‬‬

‫الشكل )‪ :(1.10‬يوضح تركيب غشاء البولي أميد المستخدم حاليا‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الجزء اﻷكثر أهمية في أي عملية فص ل غش اء هو الغش اء ﻧفس ه‪ .‬الغش اء هو حاجز رقيق يس مح بالنقل‬
‫الجماعي اﻻﻧتقائي‪.‬‬

‫التحدي الرئيسي لتكنولوجيا اﻷغشية هو المقايضة اﻷساسية بين ﻧسبة ﻧزع اﻻمﻼح للغشاء والنفاذية‪ .‬يعتبر‬
‫استهﻼك الطاقة المرتفع عائقًا مل ًحا لﻼستخدام الوا سع لعمليات الغ شاء الذي يحركه ال ضغﻂ‪ .‬ويمكن تحقيق خفض‬
‫تكلفة المياه إما من خﻼل توفير الطاقة ‪ ،‬ب سبب اﻧخفاض ضغﻂ التشغيل المطلوب ‪ ،‬أو زيادة في اﻹﻧتاج المتخلل ‪،‬‬
‫بزيادة تدفق المحطة واﻧتاجيتها‪.‬‬

‫‪ .11‬مشاكل أغشية ‪ RO‬الحالية وأوجه التعديل‬


‫وفقا لعيوب الغش اء الحالية مثل ؛ ض عف اس تقرار اﻻداء على المدى الطويل مثل اﻧخفاض تدفق المياه‬
‫وزيادة أمﻼح مياه المحﻼه باﻹضافة إلى القابلية للقاذورات أيضا مقاومته الضعيفة للعوامل المؤكسدة مثل الكلور‪.‬‬
‫لذلك من المتوقع أن تفيد اﻷبحاث صناعة الغشاء من خﻼل‪:‬‬

‫ﻧفاذية عالية وارتفاع تدفق المياه مما يؤدي إلى اﻧخفاض تكاليف رأس المال وتقليل الطاقة المطلوبة‪.‬‬ ‫•‬
‫الثبات الميكاﻧيكي والكيميائي والحراري المرتفع المص حوب برفض اﻷيوﻧات والعض وية العالية والذي‬ ‫•‬
‫يمكن أن يفتح مجاﻻت عمل جديدة ويوسع تطبيقاته‪.‬‬
‫مقاومة عالية لﻸكسدة بواسطة الكلور ‪ ،‬لذلك يمكن تبسيﻂ عمليات المعالجة المسبقة‪.‬‬ ‫•‬
‫زيادة خصائص مقاومة الترسبات والتصاق الﻼتساخات مما يؤدي إلى تقليل تكاليف صياﻧة الغشاء وزيادة‬ ‫•‬
‫العمر المفيد لﻸغشية‪.‬‬
‫زيادة المساحة السطحية لﻸغشية التي تزيد من قدرة المحطة وتقلل من حجم الغشاء‪.‬‬ ‫•‬
‫وباختصار ‪ ،‬فإﻧه يعد بإجراء تخفيضات كبيرة في كل من اﻻستثمار الرأسمالي وتكاليف التشغيل‪.‬‬ ‫•‬

‫‪ .12‬تقنية النانو‪ :‬حلول واعدة لتحديات المياه العالمية‬


‫المواد الناﻧومترية ذات اﻷش كال المختلفة ‪ ،‬مثل الجس يمات الناﻧوية واﻷﻧابيب الناﻧوية واﻷس ﻼك الناﻧوية‬
‫واﻷلياف الناﻧوية ‪ ،‬ذات ﻧمﻂ واس ع من الخواص الفيزيائية والكيميائية ‪ ،‬مما يجعلها قادرة على العمل كممتزات‬
‫ومواد حفازة ومواد طﻼء بشكل فعال وتصبح جذابة جدا ﻹﻧتاج أغشية لمعالجة المياه مع خصائص واعدة‪ .‬وﻧتيجة‬
‫لقدرتها اﻻس تيعابية اﻻس تثنائية على ملوثات المياه ‪ ،‬برزت المواد الناﻧوية القائمة على الجرافين كموض وع ذو‬
‫أهمية كبيرة في مجال التر شيح الغ شائي ومعالجة المياه‪ .‬أي ضا ‪ ،‬تم العثور على عمليات اﻷك سدة المتقدمة ‪ ،‬مع أو‬
‫بدون مص ادر إش عاع الض وء أو الموجات فوق الص وتية ‪ ،‬ليكون خيارا واعدة لمعالجة المياه في درجات الحرارة‬
‫المحيطة والض غوط القريبة‪ .‬وعﻼوة على ذلك ‪ ،‬فإن اس تخدامات المحفزات الض وئية لثاﻧي أكس يد التيتاﻧيوم التي‬
‫تعمل بالض وء المرئي وعمليات فينتون الفوتوﻧية أظهرت إمكاﻧات كبيرة لتنقية المياه‪ .‬وأيض ا يمكن أن تعطي‬
‫مجموعة واسعة من أجهزة اﻻستشعار القائمة على المواد الناﻧوية لرصد ﻧوعية المياه )‪.(2015 ،Ahuja‬‬

‫في الوقت الحالي ‪ ،‬تتوفر في الس وق أغش ية تحلية قائمة على دمج المواد الناﻧوية ‪ ،‬مع وجود منتجات‬
‫أخرى قريبة من السوق أو قيد التطوير )جوه ‪ ،‬وآخرون ‪ .(2013 ،‬وقد ﻧظر تقرير ﻧشر في أوائل عام ‪ 2011‬من‬
‫قبل ‪ BCC Research‬في وض ع الس وق الحالي للتكنولوجيا الناﻧوية المطبقة على معالجة المياه والتنبؤ بنموها‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫في عام ‪ ، 2010‬قدروا الس وق )بالدوﻻر اﻷمريكي( للمنتجات الناﻧوية المس تخدمة في معالجة المياه بمبلغ ‪1.4‬‬
‫مليار دوﻻر‪ .‬بحلول عام ‪ ، 2015‬توقعوا أن ينمو هذا إلى ‪ 2.2‬مليار دوﻻر‪ .‬ومن المثير لﻼهتمام أن هذا كان في‬
‫الغالب محصوراً في المنتجات القائمة بما في ذلك تكنولوجيا اﻷغشية )‪.(2013 ،et al. ،Duke‬‬

‫يوفر دمج المواد الناﻧوية الوظيفية في اﻷغش ية فرص ة كبيرة لتحس ين ﻧفاذية الغش اء ‪ ،‬ومقاومة الحش ف ‪،‬‬
‫واﻻس تقرار الميكاﻧيكي والحراري باﻹض افة إلى توفير وظائف جديدة لتكس ير وطرد الملوثات والتنظيف الذاتي‬
‫)جوه ‪ ،‬وإ سماعيل ‪ .(2015 ،‬هناك إمكاﻧات هائلة لت صنيع الغ شاء المختلﻂ الم صفوف من خﻼل ت شتت الح شوات‬
‫غير العضوية في الطبقات البوليمرية الرقيقة وقد تم القيام بها خﻼل تعدد الموﻧمرات البينية باستخدام أﻧواع مختلفة‬
‫من المواد ذات البنية الناﻧوية ‪ ،‬مثل الزيوليت والس يليكا وأﻧابيب الكربون الناﻧوية ‪ ،‬والجس يمات الناﻧوية ﻷكس يد‬
‫المعادن ‪ ،‬والتي س وف تؤثر بش كل كبير على تقنيات تحلية المياه والمياه‪ .‬إن دمج هذه المواد متناهية الص غر‬
‫التلوث وض عف توافق بين اﻻغش ية وبيئة العمل ‪ ،‬التي‬
‫المتقدمة في مص فوفة البوليمر يبش ر بحل المش اكل ‪ ،‬مثل ّ‬
‫تواجه عند اس تخدام أغش ية البوليمر التقليدية‪ .‬وقد أظهر الغش اء المختلﻂ المص فوفة خص ائص تحلية ممتازة من‬
‫ح يث تدفق ال ماء المم تاز ‪ ،‬ورفض الملح المرتفع ‪ ،‬واﻧخ فاض ال قدرة على التلويث الحيوي ) ‪،Zhang et al.‬‬
‫‪ .(2016‬إن أحد المعلمات الرئيس ية للتنفيذ الناجح لﻼغش ية المختلطة الناﻧوية هو تحس ين تش تت الحش و غير‬
‫العض وي للمواد الناﻧوية في مص فوفة البوليمر من خﻼل إﻧش اء تفاعل محدد بين المرحلتين )قادر ‪ ،‬وآخرون ‪،‬‬
‫‪ .(2017‬لس وء الحظ ‪ ،‬فإن تش تت ‪ nanofiller‬يعرقله س وء التوافق البيني بين ‪ nanofiller‬مكتل مع البوليمر ‪،‬‬
‫مما يؤدي إلى تش كيل فراغات غير اﻧتقائية في اﻷغش ية‪ .‬وأيض ا احتمالية ارتش اح ‪ nanofiller‬من ‪ MMM‬أن‬
‫يقلل من عمر الغش اء ويثير المخاوف فيما يتعلق بالمخاطر البيئية والص حية المحتملة المرتبطة بااﻧتزاع المواد‬
‫أيض ا إعداد‬
‫الناﻧومترية من اﻻغش ية ووص لها للبيئة أو مع مياه الش رب لﻼﻧس ان )‪ .(2016 ،et al. ،Patil‬يمكن ً‬
‫‪ MMMs‬عن طريق طﻼء أو ترسيخ جسيمات غير عضوية مباشرة على سطح الغشاء‪ .‬مواد الغشاء البولي أميد‬
‫معر ضة لل ضرر الكيميائي والفيزيائي ومن ﻧاحية أخرى ‪ ،‬مواد اﻷغشية غير الع ضوية ‪ ،‬هي أكثر قوة ويمكن أن‬
‫تعمل في درجات حرارة الت شغيل وال ضغﻂ المتطرفة مع قدر أكبر من المروﻧة للهجوم الكيميائي من ال سوائل مثل‬
‫المذيبات العضوية أو عوامل التنظيف من البوليمر اﻷغشية )‪.(2017 ،et al. ،Vinoba‬‬

‫‪ .13‬الفجوة الحالية بين البحوث والمنتجات التجارية‬


‫في الو قت ال حالي ‪ ،‬وفي س ياق ما يقرب من عدة عقود من اﻷب حاث ‪ ،‬تم بذل جهود كبيرة لتحس ين‬
‫خص ائص أغش ية التناض ح العكس ي ومعالجة عيوب معينة من أغش ية البولي أميد ‪ ، TFC‬حيث يمكن تص نيف‬
‫تطوير مواد أغشية ‪ RO‬بشكل عام إلى مرحلتين وفقا لنوع النشاط‪:‬‬

‫المرحلة اﻷولي ‪ ،‬البحث عن مادة مناسبة وتشكيل آلية )من الستينات إلى أواخر الثماﻧينات( ‪ ،‬و‬

‫المرحلة الثانية ‪ ،‬تعزيز متاﻧة اﻷغش ية ووظائفها من خﻼل تطوير ظروف ص ياغة غش ائية أكثر تطوراً ‪،‬‬
‫والتطورات في أبعاد الفواصل ‪ ،‬وقنوات التغذية ‪ ،‬ومساحة السطح ‪ ،‬وتحسين تصميم الوحدة )في وقت متأخر من‬
‫‪ 1980‬حتى اﻵن(‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫وقد شاركت المواد الناﻧوية وتكنولوجيا الناﻧو في بحوث تطوير اﻷغشية منذ حوالي ‪ 20‬عا ًما ‪ ،‬بما في ذلك‬
‫؛ تش تييت الجس يمات الناﻧوية في الموﻧومر خﻼل البلمرة البينية ‪ ،‬تطعيم البلمرة ‪ electrospinning ،‬من ألياف‬
‫الناﻧو ‪ ،‬وطرق أخرى‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ﻻ تزال هناك فجوة بين ﻧتائج هذه اﻷبحاث المنش ورة والنتائج التجارية لهذه‬
‫التطبيقات ‪ ،‬بسبب بعض العقبات مثل )سليم وآخرون ‪:(2017 ،‬‬

‫ضعف التوافق البيني بين الجسيمات الناﻧوية ومصفوفة البوليمر‪.‬‬ ‫•‬


‫تشكيل فراغات غير اﻧتقائية في اﻷغشية‪.‬‬ ‫•‬
‫ﻧزع المواد الناﻧومترية ‪ nanofiller‬الذي قد يکون له إمکاﻧية بيئية ومخاطر صحية مرتبطة بإطﻼق تلك‬ ‫•‬
‫المواد الﻧاﻧوية‪.‬‬
‫تكلفة اﻹﻧتاج اﻻقتصادي مقارﻧة باﻷغشية الحالية‪.‬‬ ‫•‬
‫صعوبة تحويل النتائج المختبرية إلى إﻧتاج واسع النطاق‪.‬‬ ‫•‬

‫‪22‬‬
‫ المصادر‬.14
1. Ahuja, S. (2015). Overview of Global Water Challenges and Solutions. In Water
Challenges and Solutions on a Global Scale (pp. 1-25). American Chemical
Society.
2. Al-Karaghouli, A., Renne, D., & Kazmerski, L. L. (2009). Solar and wind
opportunities for water desalination in the Arab regions. Renewable and
Sustainable Energy Reviews, 13(9), 2397-2407.
3. Amjad, Z. (1993). Reverse osmosis: membrane technology, water chemistry &
industrial applications. Chapman & Hall.
4. Arab Republic of Egypt, Ministry of Water Resources and Irrigation. Water
Scarcity in Egypt; February 2014. [accessed August 31, 2014], mfa.gov.eg.
5. Australia, U. R. S. (2002). Introduction to desalination technologies in
Australia. Report for Agriculture, Fisheries and Forestry–Australia.
6. Awulachew, S. B. (Ed.). (2012). The Nile River Basin: water, agriculture,
governance and livelihoods. Routledge.
7. AWWA, A. P. H. A. (1995). WPCF. Standard methods for the examination of
water and wastewater, 15.
8. Azimibavil, S., & Dehkordi, A. J. (2016). Dynamic simulation of a Multi-Effect
Distillation (MED) process. Desalination, 392, 91-101.
9. Baker, R. W. (2000). Membrane technology. John Wiley & Sons, Inc.
10. Baker, R. W. (2004). Reverse osmosis. Membrane Technology and
Applications, Second Edition, 191-235.
11. Cabasso, I. (1987). Membranes. Encyclopedia of Polymer Science and
Engineering. JI Kroschwitz.
12. Duke, M., Semiat, R., & Zhao, D. (2013). Target Areas for Nanotechnology
Development for Water Treatment and Desalination. Functional
Nanostructured Materials and Membranes for Water Treatment, 1-6.
13. Fane, A. T., Wang, R., & Jia, Y. (2011). Membrane technology: past, present
and future. In Membrane and Desalination Technologies (pp. 1-45). Humana
Press.
14. Foundation for Water Research, & Clayton, R. (2015). Desalination for water
supply. Foundation for Water Research.
15. Ghaffour, N., Missimer, T. M., & Amy, G. L. (2013). Technical review and
evaluation of the economics of water desalination: current and future challenges
for better water supply sustainability. Desalination, 309, 197-207.
16. Gleick, P. H. (1993). Water in crisis: a guide to the worlds fresh water resources.
17. Goh, P. S., & Ismail, A. F. (2015). is interplay between nanomaterial and
membrane technology the way forward for desalination?. Journal of Chemical
Technology and Biotechnology, 90(6), 971-980.
18. Goh, P. S., Ismail, A. F., & Ng, B. C. (2013). Carbon nanotubes for desalination:
Performance evaluation and current hurdles. Desalination, 308, 2-14.

23
19. Gullinkala, T., Digman, B., Gorey, C., Hausman, R., & Escobar, I. C. (2010).
Desalination: reverse osmosis and membrane distillation. Sustainability Science
and Engineering, 2, 65-93.
20. GWI, Market profile. In: IDA Desalination Yearbook 2015–2016.(Media
Analytics Ltd. ed, Oxford. 2015)
21. Heller, F. H. (1984). Electrodialysis (ED) And Electrodialysis Reversal (EDR)
Technology. Ionics Inc.
22. Koltuniewicz, A. B., & Drioli, E. (2008). Membranes in clean technologies.
Membranes, 31, 3-1.
23. Kummu, M., Guillaume, J. H. A., De Moel, H., Eisner, S., Flörke, M., Porkka,
M., ... & Ward, P. J. (2016). The world’s road to water scarcity: shortage and
stress in the 20th century and pathways towards sustainability. Scientific
reports, 6, 38495.
24. Lee, K. P., Arnot, T. C., & Mattia, D. (2011). A review of reverse osmosis
membrane materials for desalination—development to date and future potential.
Journal of Membrane Science, 370(1), 1-22.
25. Li, C., Goswami, D. Y., Shapiro, A., Stefanakos, E. K., & Demirkaya, G.
(2012). A new combined power and desalination system driven by low grade
heat for concentrated brine. Energy, 46(1), 582-595.
26. Mulder, M. (1996). Polarisation phenomena and membrane fouling. In Basic
Principles of Membrane Technology (pp. 416-464). Springer Netherlands.
27. Nath, K. (2017). Membrane separation processes. PHI Learning Pvt. Ltd..
28. Parry, M. L. (Ed.). (2007). Climate change 2007-impacts, adaptation and
vulnerability: Working group II contribution to the fourth assessment report of
the IPCC (Vol. 4). Cambridge University Press.
29. Patil, S. S., Shedbalkar, U. U., Truskewycz, A., Chopade, B. A., & Ball, A. S.
(2016). Nanoparticles for environmental clean-up: a review of potential risks
and emerging solutions. Environmental Technology & Innovation, 5, 10-21.
30. Peñate, B., & García-Rodríguez, L. (2012). Current trends and future prospects
in the design of seawater reverse osmosis desalination technology.
Desalination, 284, 1-8.
31. Qadir, D., Mukhtar, H., & Keong, L. K. (2017). Mixed matrix membranes for
water purification applications. Separation & Purification Reviews, 46(1), 62-
80.
32. Sallam, O. M. (2014). Water footprints as an indicator for the equitable
utilization of shared water resources:(Case study: Egypt and Ethiopia shared
water resources in Nile Basin). Journal of African Earth Sciences, 100, 645-
655.
33. Selim, M. S., Shenashen, M. A., El-Safty, S. A., Higazy, S. A., Isago, H., &
Elmarakbi, A. (2017). Recent progress in marine foul-release polymeric
nanocomposite coatings. Progress in Materials Science.
34. Sourirajan, S. (1977). Reverse osmosis and synthetic membrane. National
Council Canada.

24
35. Strathmann, H. (2010). Electrodialysis, a mature technology with a multitude of
new applications. Desalination, 264(3), 268-288.
36. Vinoba, M., Bhagiyalakshmi, M., Alqaheem, Y., Alomair, A. A., Pérez, A., &
Rana, M. S. (2017). Recent progress of fillers in mixed matrix membranes for
CO2 separation: A review. Separation and Purification Technology, 188, 431-
450.
37. Voutchkov, N. (2012). Desalination engineering: planning and design.
McGraw Hill Professional.
38. Wouters, P. (2010). Water security: Global, regional and local challenges.
39. Youssef, P. G., Al-Dadah, R. K., & Mahmoud, S. M. (2014). Comparative
analysis of desalination technologies. Energy Procedia, 61, 2604-2607.
40. Zhang, S., Luo, L., Thong, Z. W., & Chung, T. S. (2016). Materials for Water
Remediation (Membranes). In 50 Years of Materials Science in Singapore (pp.
37-74).

25

You might also like