Professional Documents
Culture Documents
الحالة الصلبة :يكون فيها الماء على شكل جليد أو ثلج ،يوجد على هذه -1
الحالة عندما تكون درجة حرارة الماء أقل من الصفر المئوي.
الحالة السائلة :يكون فيها الماء سائال شفافا ،وهي الحالة األكثر شيوعا -2
للماء .ويوجد الماء على صورته السائلة في درجات الحرارة ما بين الصفر
المئوي ،ودرجة الغليان ،وهي 100درجة مئوية في الظروف المثالية عند
ضغط 1جو.
الحالة الغازية :يكون فيها الماء على شكل بخار ،ويكون الماء بالحالة -3
الغازية بدرجات حرارة مختلفة تبعا للضغط الجوي .
التع ـ ــادل الحمضي :الماء سائل متعادل كيميائيا ،أذ أن درجة الحموضة أو
القاعدية فيه هي( ،) PH=7وهذا يعني أنه ال يمكن أعتبار الماء مادة
حمضية أو قاعدية ،ألنه مادة متعادلة كيميائيا.
اإلذابـ ـ ـ ـ ـ ـةـ :الماء مادة مذيبة ،وهذا يعني أنه من الممكن أذابة الكثير من
األمالح والمواد في الماء .الماء الموجود في الطبيعة ال يوجد بشكل نقي
%100وذلك بسبب وجود األمالح والغازات في الماء الموجود بالطبيعة.
لكي تذوب مادة في الماء يجب أن تحتوي على أيونات حرة ،أو أن تكون
مادة متقطبة (ألن "المثل يذوب بالمثل"والماء مادة متقطبة لهذا السبب يعتبر
الماء مذيب جيد للمواد).
التوصي ـلـ الكهربائي :الماء مادة موصلة سيئة للكهرباء ،ولكن بما أن الماء
مادة مذيبة ،فعند أذابة األمالح في الماء ،أو إذابة مواد أخرى ،يصبح الماء
موصل جيد للكهرباء.
خواص المــاء الفيز وكيميائية األخ ــرىـ :
1ـ من المعلوم أن درجة غليان الماء مرتفعة و ذلك لقوة رابطته التشاركية لذلك
فهو يمتص قدرة حرارية كبيرة لكي يتبخر حيث كل غران من الماء السائل يحتاج
إلى 540حريرة ليتحول إلى بخار و هذه الخاصية تعطي الماء دوراً فريداً في
نقل القدرة من مكان آلخر ،فالماء الذي يتبخر من المحيطات تسوقه الرياح مئات
و آالف الكيلومتراتـ إلى أماكن باردة فعند تبرد البخار و تحببه و تساقطه على
شكل قطرات مطر ينشر معه الطاقة التي أمتصها أثناء تبخر ه فيساهم في رفع
درجة الحرارة في تلك المناطق و تلطيف حرارة الجو و كذلك في أثناء تساقط
الثلوج فكم هذه الحرارة المنتشرة كبيرة إذا علمنا أنه يتبخر كل عام 520ألف
كيلوا متر مكعب من الماء .
2ـ و هناك خاصة فريدة أخرى للماء تتمثل بتمدد الجليد أثناء تجمده فيطفوا على
سطح الماء ،ولهذه الخاصية البديعة فائدة عظيمة لتلك الكائنات المائية التي تعيش
في المناطق الباردة و المتجمدة فعندما تنخفض درجة حرارة الماء في فصل الشتاء
في األحواض المائية ( نهر _بحيرة _ بحر ) ...نتيجة انخفاض درجة حرارة
الغالف الجوي المحيط تتجمد طبقة الماء السطحية فتتمدد و تزداد كثافتها فتطفوا
على سطح الماء و تشكل عازالً طبيعياً بين الغالف الجوي البارد والماء أسفل
الحوض فتساهم تلك الخاصة في خفض درجة حرارة الماء واعتداله مم يحول
دون تجمد الحوض المائي فيساهم هذا العازل الطبيعي إضافة إلى الحرارة
المنتشرة من تجمد الجليد على تلطيف حرارة الماء و المحافظة على حياة األحياء
المائية و تجنيبها خطر التجمد و الموت .
3ـ نتيجة لقوى التجاذب بين جزيئات الماء يالحظ أن قيمة التوتر السطحي للماء
عالية جداً و تبلغ 72ميلي نيوتن /المتر و هي تفوق الضغط الجوي فهذه الخاصة
هي التي تجعل الماء يرتفع بنفسه في األوعية الشعرية في األشجار و تعرف
بالخاصة الشعرية فيحمل الماء من خاللها الغذاء إلى الخاليا النباتية حتى ارتفاعات
عالية ،كما أنها هي المسئولة عن تحريك الماء في المسامات و الفراغات و
األقنية و الشقوق الدقيقة في التربة و الصخور نحو األعلى حتى تتساوى قوة
التوتر السطحي للماء مع قوة الجاذبية األرضية مم يسهل على جذور النباتات
الحصول على الماء في المناطق الجافة و الصحراوية .
4ـ تعد قيمة ثابت العزل الكهربائي للماء عالية جداً و نحو ( ) 80في جزيئات
الماء تكون مراكز الشحنات الموجبة و السالبة منزاحة كثيراً عن بعضها البعض،
فنالحظ أنه عند غمر جسم ما ف بالماء أن القوى الناشئة بين الجزيئات أو الذرات
على سطحه تضعف تحت تأثير الماء مئة مرة تقريباً ،فإذا أصبحا الرابطة بين
الجزيئات غير قادرة على مقاومة فعل الحركة الحرارية بدأت جزيئات الجسم أو
ذراته باالنفصال عن سطحه و االنتقال إلى الماء ،و بدأ الجسم عندئذ بالذوبان
حيث يتفكك إلى جزيئات مستقلة كما يحدث للسكر عند ذوبانه في كأس من الشاي
أو يتفكك إلى جسيمات مشحونة ( أيونات ) كما يحدث لملح الطعام .
ويعتبر الماء بفضل ثابت عزله الكهربائي الكبير جداً،ن من أقوى المذيبات
( المحالت ) ،فباستطاعته أن يذيب أي صخر كان على سطح األرض ،فالماء
يفتت ببطء الغرانيت و يسحب أو يمتص منه األجزاء السهلة الذوبان .ولهذه
الخاصة أهمية كبيرة للنبات فالماء يذيب األمالح و المعادن و الشوائب الضرورية
لحياة النبات التي تنتقل عبر األنابيب الشعرية إلى الخاليا النباتية .
تحمل مياه األنهار و الجداول والسواقي الشوائب المنحلة فيها و تقذف بها في
المحيطات التي تتراكم فيها األمالح و الشوائب على مدى العصور ،لذلك تكون
مياه البحار و المحيطات مشبعة باألمالح و المعادن و الشوائب التي بدورها تمنع
المياه من أن تتسنه وتتنتن وتتحول إلى مستنقعات فتموت بالتالي معظم األحياء
البحرية
ٌّ
جزئيا .فجزيء الماء يتكون من اتحاد ذرة شكل رقم( ) الماء عنصر قطبي
أوكسجين (تحتوي على ست إلكترونات في مدارها األخير) مع ذرتين هيدروجين
(تمتلك كل منهما إلكترونا واحدا) برابطة تسمى الرابطة التساهمية .تعتبر هذه
الرابطة من أقوى الروابط على اإلطالق ،لذا فليس من السهل كسرها واستعادة
األوكسجين والهيدروجين من الماء .
تشكل البحار والمحيطات ( )% 97.32من نسبة المياه على األرض ،غير أنه ال
يمكن االستفادة منها لملوحتها .ويخزن حوالي ( )%2.14من المياه على هيئة
جبال ثلجية كمخزون إضافي لألرض .وتقوم حياة البشرية كلها على المياه العذبة
التي تشكل أقل من (( )% 0.6من مجموع المياه على األرض والموجود على
هيئة مياه جوفية وسطحية وأنهار .ولكن رحمة المولى اقتضت تعويض األرض
بما تحتاجه من المياه بالقدر المناسب عن طريق الدورة المائية المعروفة بدورة
المطر التي يوضحها الشكل( .الصورة والنسب مأخوذة من
(http://ga.usgs.gov/edu
والسـؤال كيف تنتظم ذرات األوكسجين والهـيدروجــينـ لتكــونـ جزيء الماء ؟ إن
أول ما يتب ــادرـ للذهن أنها تنتظم على هيئة خط مستقيم (( ،H-O-Hغير أن األدلة
المعملية أثبتت أن تلك الذرات تنتظم بهيئة الخطية بحيث تكون الزاوية بين ذرتي
الهيدروجين حوالي ( )105كما هو موضح بالشكل ( 2ـ أ) األمر الذي جعل
البعض يطلق على جزيء الماء اسم (رأس الفأر) .شكل رقم ()
من جانب آخر نجد أن توزيع اإللكترونات عبر الرابطة التساهمية بين الذرات
غير متجانس .فذرة األوكسجين تقوم بجذب اإللكترونات نحوها أكثر مما تفعل ذرة
الهيدروجين األمر الذي يعطي ذرة األوكسجين شحنة جزئية سالبة ( )-بينما يترك
على كل ذرة من ذرتي الهيدروجين شحنة جزئية موجبة ( .)+إن هذا االنحياز
لإللكترونات إضافة إلى ذلك الترتيب الالخطي للذرات يجعل جزيء الماء جزيئا
غير متعادل كهربيا وهو ما يعرف في لغة الكيمياء بـ (الجزيء القطبي) .شكل
رقم( -2ب)
يعود السبب في كثير من خصائص الماء إلى قطبيته .فقدرة الماء الفائقة على
اإلذابة (التي ال تقدر بثمن للكائنات الحية) تعود إلى هذه القطبية .فبها أصبح الماء
من أقوى المذيبات حيث يسهم بفعالية في إتمام عمليات الهضم وتجديد الدم
والتخلص من المواد السامة (الفضالت) في أجسام الكائنات العضوية وغير
العضوية على حد سواء .وبفضل هذه القدرة على اإلذابة تستطيع األنهار
والمحيطات نقل األمالح والمعادن من مكان آلخر على سطح األرض.
اآلن وقد رأينا مما يتكون جزيء الماء الواحد لننظر كيف ترتبط هذه الجزيئات
معا لتكون عنصر الماء؟ وفقًا لقانون كولوم (الذي ينص على أن الشحنات
ً
الكهربية المختلفة تتجاذب) تنجذب ذرة األوكسجين (السالبة) في جزيء نحو ذرتي
الهيدروجين (الموجبة) في الجزيء المجاور ،و بتكــرارـ ه ــذه العمليـ ـةـ يتكون الماء
كم ــا في الشكل ( 2ـ ب) .يطلق على هذا النوع من الروابط الرابطة الهيدروجينية.
هذه الرابطة وإ ن كانت تصنف من ضمن الروابط الهشة سريعة الكسر إال أنها
تتميز بأنها سريعة التكون أيضاً .ولنا أن نتخيل عنصر الماء كسلسلة من
المغناطيسات المتالصقة ،إذا حاولنا إخراج أحد تلك المغناطيسات من مكان ما فإنه
سرعان ما يلتصق في مكان آخر .وهنا يكمن في سر قوة تالصق الماء وتماسكه
والتي نتحدث عنها في الفقرة التالية بمزيد من التفصيل .
عند وضع سائل ما في إناء فإن الرابطة التي تربط جزيئاته بعضها ببعض تنقطع
عند السطح ،ونتيجة لذلك تبدو جزيئات سطح السائل مجذوبة نحو الداخل.
وبمصطلح الفيزيائيين تسمى ظاهرة شد جزيئات سطح سائل ما بعضها لبعض
بالتوتر السطحي وتقاس بالقوة المؤثرة على وحدة األطوال ( .)Dyne/cmووفقا
لهذه القوة يبدو سطح السائل كقطعة جلد مشدودة على إطار .وباستثناء الزئبق فإن
عنصر الماء يمتلك أعلى قيمة توتر سطحي بين جميع السوائل .تبدو هذه الظاهرة
جلية عندما نمأل كوبا بالماء إلى حافته وال ينسكب ..وعندما نرى العناكب تسير
على سطح المياه الراكدة دون أن تبتل أقدامها وكأنها تسير على سطح صلب..
وفي ميل الماء إلى التكور على هيئة قطرات بدل االنتشار على السطح الذي
يسكب عليه ...وفي تكوين ذلك الحاجز غير المرئي بين المياه العذبة والمالحة عند
مصاب األنهار في البحار والتي جاءت اإلشارة إليها في قوله سبحانهَ ) :و ُه َو الَِّذى
اج َو َج َع َل َب ْـي َـنهُ َما َب ْر َز ًخا َو ِح ْج ًرا
ُج ٌ ِ
ات َو َه َذا مْل ٌح أ َ َم َر َج اْلَب ْح َر ْي ِن َه َذا َع ْذ ٌ
ب فَُر ٌ
ورا( الفرقان ( )53وفي اآلية الكريمة إشارة واضحة إلى شدة تلك القوة
َّم ْح ُج ً
الحاجزة والتي تؤكد عظم التوتر السطحي للماء .
ولعل من أهم خصائص الماء الناتجة عن التوتر السطحي هي قدرة الماء الفائقة
على تسلق جدران الوعاء الذي يوضع فيه ،وكلما كان قطر الجدار الذي يتسلقه
صغير كلما أرتفع فيه مسافة أعلى .هذه الخاصية الحيوية للماء والمعروفة باسم
الخاصية الشعرية هي التي تتيح للماء -واألمالح المذابة فيه -فرصة الحركة من
جذور النباتات إلى أعلى أغصانها ،كما أنها المسؤولة عن سريان الدم في األوعية
الدموية الدقيقة في أجسامنا.
لعل خواص الماء الحرارية من أكثر خصائصه شذوذا وغرابة .يبدو ذلك ٌّ
جليا عند
مقارنة درجة غليان الماء بدرجات غليان العناصر الهيدروجينية األخرى المشابهة
له في التركيب الكيميائي مثل كبريتات الهيدروجين أو الميثانول أو اإليثانول .فكما
جدا رغم كبر
يتضح من جدول ( )1تمتلك تلك العناصر درجات غليان منخفضة ً
وزنها الجزيء ،ولو أن الماء يتبع نفس سلوك تلك العناصر لكانت درجة غليانه
وفقًا لوزنه الجزيء الصغير عند درجة (ْ 70-م) وليس عند (ْ 100م) كما هو
معروف (عند الضغط الجوي النظامي) .أي لوال هذا الشذوذ لوجد الماء على
األرض وعند درجات الحرارة االعتيادية في حالة بخار فقط !!
ومن مظاهر استقرار الماء الحراري أيضا ارتفاع معامل الحرارة النوعية له .مما
جدا من الحرارة حتى يسخن مقارنة مع
يعني أن الماء يحتاج إلى كمية كبيرة ً
العناصر األخرى .فإذا وضعنا قدرا فارغا على النار ،فسرعان ما يسخن حتى
االحمرار .بينما لو سكبنا فيه بعض الماء ووضعناه من جديد الستغرق الماء وقتا
كبيرا حتى يسخن .ذلك أن الحرارة النوعية للماء أكبر عشر مرات من الحرارة
النوعية للحديد .ولو ذهبنا إلى شاطئ البحر في وقت الظهيرة لوجدنا الرمل أشد
حرارة من البحر بينما الوضع ينعكس تماما في الليل.
والسبب أن الحرارة النوعية للماء أكبر بحوالي خمس مرات من الحرارة النوعية
للرمل .فالماء يسخن ببـطء ويفقد حرارته أثناء تبريده أيضا ببطء .بينما الرمل
يسخن بسرعة ويبرد بسرعة كذلك .وبقي أن نـذكر أن الحرارة النوعية للماء
تساوي ( 1كالوري /جم) ،بمعنى أنه لرفع حرارة واحد جرام من الماء درجة
مؤوية واحدة فإننا نحتاج إلى واحد كالوري .وكما أن معامل الحرارة النوعية للماء
مرتفع فكذلك معاملي الحرارة الكامنة للتبخر ولإلنصهار فإنه لتحويل جرام واحد
من الماء عند درجة (ْ 100م) إلى بخار عند نفس الدرجة نحتاج إلى ()540
كالوري !! وإلذابة جرام واحد من الجليد عند درجة (ْ 0م) إلى ماء عند نفس
الدرجة نحتاج إلى ( )80كالوري .ومن فوائد االستقرار الحراري للماء أن درجة
غليان الماء ودرجة تجمده تستخدمان كنقطتين مرجعيتين لمعظم الترمومترات .كما
أن حرارته النوعية العالية جعلته يستخدم كمبرد في راديتر السيارات وفي كثير
من المصانع .وبفضل الحرارة العالية الالزمة لتبخر الماء أو لتجمده نتج فصال
الربيع والخريف كمرحلتين انتقاليتين بين الشتاء والصيف.
إذا أخـذنا حجــماً معيناً من الماء وقمنا بتبريده فإن حجمــه ينكم ـشـ وبالتــالي كثــافته
تزداد مثله مثل أي ســائل آخر .غير أن المــدهشـ في الماء أن هذه الخـاصية تتوقف
عندما تصل درجة حرارة الماء إلى (ْ 4م) .إذا قمنا بتبريد الماء أكثر فإن حجمه
بدال من أن ينكمش يتمدد وتقل كثافته تبعا لذلك .حتى أنه حين يتجمد -أي تصبح
درجة حرارته صفرا مؤويا -فإن كثافته تكون قد انخفضت بمقدار ( )%10عنها
عند درجة حرارة (ْ 4م) كما هو موضح بالشكل ()
وهذا يفسر لماذا تنفجر أنابيب المياه عند التجمد .ولماذا يطفو الجليد على سطح
الماء وال تتجمد البحيرات من األسفل إلى األعلى .أنها لخاصية فريدة تعكس بعض
تجليات اسم الحفيظ ـ سبحانه ـ الذي حفظ للكائنات البحرية في المناطق المتجمدة
حقها في الحياة.