Professional Documents
Culture Documents
الدينامية النھرية
تقديم
يقصد بالمياه الجارية تلك التي تجري فوق السطح وبكميات كبيرة تتجاوز بها حدة السيالن األولي ،فشكل
الجريان المائي ويكون إما متفرقا أو متجمعا .والجريان السطحي مصطلح يطلق على مياه األمطار التي
تجري على السطح ،وال تتسرب إلى باطن األرض بعد تشبع التربة فتعمل على تحريك الرواسب المفككة
في تجاه السافلة ،مما ينتج عنه تدفقات طينية .وللجريان السطحي أهمية بالغة في تشكيل السطح حيث تنشط
الدينامية النهرية بجميع المناطق باستثناء نطاق الجليد بالعروض العليا والمناطق الجبلية المرتفعة جدا .
وتتباين أنظمة الجريان حسب أهمية المجرى المائي والذي يتوقف بطبيعة الحال على نظام التصريف وحجم
الصبيب وقوة االنحدار .وينعكس هذا التباين على الشكل المورفولوجي للمجرى المائي والنظام الترسابي
وتتنوع مصادر المياه بين التساقطات المطرية وذوبان الثلوج والجليد .وتعمل المياه الجارية على إضعاف
الصخر من خالل عمليات النحت الكيماوي والميكانيكي والحفر الجانبي للمجرى المائي أو تقويض من
األسفل أو النحت الصاعد وتحدد صالبة الصخر االتجاه الذي يتبعه الماء الجاري في نشاطه النحتي ،كان
يشتد النحت الراسي في الصخور الضعيفة ،وتعتبر الدينامية النهرية من العمليات الجيومورفولوجية المهمة
التي تلعب دورا أساسيا في تغيير مظاهر التضاريس على سطح األرض.
تعتبر الدينامية النهرية من العمليات الجيومورفولوجية األكثر انتشارا ولها أهمية في التأثير على سطح
األرض وتغيير مظاهره .إذ تقوم األودية بنقل معظم المواد الصخرية القارية التي اقتلعتها إلى البحار.وبذلك
فالدينامية النهرية تعمل على تخفيض سطوح القارات بشكل متواصل .وتنتشر األنهار عند كل مستويات
االرتفاع عن مستوى سطح البحر وفي جميع النطاقات المناخية تقريبا ما عدا فوق مستوى خط الثلج الدائم .
وال يقتصر فعل المياه الجارية على النحت والتعرية فقط وإنما يقوم أيضا بوظيفة التشكال ويتجلى ذلك في
السهول الفيضية والدلتا والحوادير .وبالتالي فالمياه الجارية تقوم بوظيفتين متوازيتين النحت والتشكال.
1
www.talibbm.com
الدينامية النهرية
وتساعد الظروف التالية على زيادة جريان المياه السطحية بصورة عامة:
-ظروف مناخية مالئمة:
تتمثل في سق وط األمطار الناتجة عن حدوث تساقطات رعدية مما يؤدي إلى زيادة نسبة الجريان السطحي
وذلك لعدم إتاحة الفرصة للتربة والنبات الطبيعي المتصاص واخذ كمية كبيرة من مياه األمطار .تؤثر
الظروف المناخية على كمية الجريان السطحي من خالل تأثيرها غير المباشر المتمثل في كثافة النبات
الطبيعي حيث تتناقص نسبة المياه السطحية الجارية مع زيادة كثافة الغطاء مما يقلل سرعة جريان مياه
األمطار فوق سطح األرض فتضيع نسبة كبيرة منها بسبب نفاذية الت ربة والصخور وكذلك عن طريق
التبخر –النتح .وكلما قلت كثافة الغطاء النباتي كلما كبرت حصة المياه السطحية الجارية من مياه األمطار.
-ظروف جيولوجية وتضاريسية مالئمة:
تزداد حصة المياه السطحية الجارية في المناطق التي تتكون من صخور ذات درجات مسامية قليلة مثل
الطين والصلصال و الطفل وكذلك عند عدم وجود الشقوق ,ويحصل العكس عندما تكون التكوينات
الصخرية مسامية بد رجة كبيرة كصخور الطباشي رية .كما تزداد حصة المياه السطحية الجارية في
المناطق التي تزيد فيها درجة االنحدار حيث تتعاظم سرعة جريان مياه األمطار والثلوج الذائبة ما يساهم
في حدوث فيضانات يكون لها اثر واضح في عملية النحت واإلرساب.
-تصنيف المجاري المائية:
تختلف المجاري المائية من نطاق آلخر حسب العوامل المناخية والتضاريسية ويمكن تصنيف المجاري
المائية حسب العناصر التالية:
تصنيف المجاري المائية حسب طبيعة الجريان المائي :
2
www.talibbm.com
الدينامية النهرية
األنھار الدائمة الجريان : Permanentوهي المجاري المائية التي يستمر جريانها طيلة السنة وبشكل دائم
ويساهم في ذلك التساقطات المطرية المنتظمة طيلة السنة(النطاق االستوائي نهر االمزون) أو مجرى مائي
ينبع من بحيرة كنهر النيل أو يتغذى النهر من غطاءات جليدية وثلجية (نهر الدانوب والراين).
المجاري المائية المتقطعة : Intermittentو تعرف تذبذب في نظام جريانها .وتوجد هذه المجاري في األقاليم
التي تكون فيها التساقطات فصلية كاألقاليم شبه الجافة .تقسم هذه األنهار بدورها إلى قسمين هما:
المجاري المائية المتقطعة :التي تتغذى انطالقا من العيون و الينابيع .يتذبذب الجريان كونها أودية
لم تعمق مجاريها إلى دون المستوى الدائم للماء الباطني خالل الفترة الجافة من السنة.
المجاري المائية المتقطعة التي تتغذى من الجريان السطحي .أي أن الجريان يتوقف على التساقطات
ويصبح المجرى فصليا إذا لم ينبع من مناطق مرتفعة تغطيها الثلوج أو ينابيع.
المجاري المائية المؤقتة :Temporaireتظهر هذه األودية في المناطق الجافة وشبه الجافة ,وال يحدث أي
جريان مائي فيها إال بعد سقوط األمطار.
تصنيف المجاري المائية حسب نظام التصريف :أي التميز بين الفترات العادية وفترات الشح
واالمتطاح :
أودية ذات نظام تصريف بسيط :يرتفع منسوب الماء مرة واحدة في السنة ترتبط بفترة التساقطات الكبيرة
وتنخفض تناقص التساقطات (نهري دجلة والفرات)
أودية ذات نظام تصريف مزدوج :نميز بين فترتين يرتفع أو يقل فيهما منسوب المياه .وتعتبر األنهار
االستوائية مثاال جيدا على هذه الحالة حيث توجد في المناخ االستوائي قمتان للمطر تتفقان مع فترتي تعامد
الشمس على األقاليم االستوائية األمر الذي يؤدي رفع منسوب المياه في األنهار .وينخفض هذا الصبيب عند
قلة المطر بين هاتين القمتين ( ،نهري األمازون والكونغو).
أودية ذات نظام تصريف مركب :عندما تكون مساحة حوض المائي كبيرة جدا بحيث يمكن أن تضم أنواعا
متباينة من األقاليم المناخية و تشمل تضاريس متنوعة يصبح نظام الجريان مركبا فيها .وتتصف هذه األنهار
بكثرة روافدها وتباعد المسافات بين الروافد(انهار المسيسبي والدانوب).
تصنيف المجاري المائية حسب مراتبھا Ordres de cours d'eau:
قام العديد من الباحثين بوضع مجموعة من التصنيفات للشبكة المائية تبعا لمراتبها كان من بينها محاولة
هورتن Hortonفي سنة 1945ومحاولة سترالر عام 1952وشايدكر سنة 1965تهدف كل تلك المحاوالت
إلى تصنيف األودية تبعا لبدء تسلسلها في تكوين المجرى المائي.
مراتب مجاري مائية حسب دليل هورتون :
-مجاري مائية المرتبة األولى :وهي الوديان التي ليست لها أية روافد.
-مجاري مائية المرتبة الثانية وهي األودية التي تصب فيها وديان المرتبة األولى فقط.
3
www.talibbm.com
الدينامية النهرية
-مجاري مائية المرتبة الثالثة :وتنشأ هذه األودية من ارتباط الوديان التي تعود إلى المرتبة الثانية .وتأتي
بعد ذلك بقية المراتب بشكل متسلسل.
تصنيف األنھار تبعا لنشأتھا
تصنيف األودية تبعا لنشاتها وطبيعة العالقة بينها وبين ميل الطبقات الصخرية التي تجري عليها ونميز بين
األنهار التابعة الجريان يتبع اتجاه ميل الطبقات )األنهار العكسية( الجريان يكون عكس اتجاه ميل الطبقات
وغير عميقة ألنها تجري في طبقات صلبة )و األنهار العشوائية( ال تتبع ترتيب البنية الصخرية كما أنها ال
تجري باتجاه الميل للطبقات.
االمتطاح والشح Crue et Étiage
يحدث الفيضان عند حدوث تساقطات غزيرة أو ذوبان الثلوج فيرتفع مستوى النهر ليغمر ما حوله ويسجل
الصبيب أرقاما قياسية عكس الشح فهو تراجع أو انعدام الصبيب ويحدث خاصة بالمناطق الجافة بعد انحباس
المطر أو تراجع صبيب العيون خالل الفصل الجاف.
النحت واإلزالة
تعمل المياه الجارية على إضعاف الصخر ونحته من خالل عمليات الفعل الكيماوي والميكانيكي والحفر
واالقتالع المائي التي تؤدي عادة إلى الحفر الجانبي والرأسي وتحدد صالبه الصخر االتجاه الذي يتبعه
الماء الجاري في نشاطه الحتي ،وينشط النحت الراسي في الصخور الهشة ،وتعتبر األنهار من العمليات
الجيومورفولوجية المهمة التي تلعب دورا أساسيا في تغيير مظاهر التضاريس على سطح األرض وتوجه
األنهار قسما من طاقتها إلى عملية التعرية التي يمكن أن تتم بالطرق التالية:
الذوبان Solution:
ونعني بها عملية اإلذابة التي تقوم بها المياه عند جريانها فوق الطبقات الصخرية .وتختلف كمية المواد
المذابة من مجرى مائي إلى آخر تبعا لدرجة نقاوة المياه وكذلك تبعا لطبيعة الصخور التي يجري ف وقها
الواد خاصة الصخور الكلسية والملحية .كما تقوم المياه الباطنية هي األخرى بتزويد المجاري المائية بكميات
كبيرة من المواد الذائبة عن طريق الينابيع والعيون .وتنقل كل هذه المواد الذائبة نحو السافلة لتتوضع في
شكل قشرات خاصة عند توفر ظروف مناخية مالئمة.
النحت Ablation :
ويعني عملية الصقل أو النحت الميكانيكي الذي تقوم بها المجاري المائية .وينتج عن هذه العملية المواد
الصلبة التي يحملها النهر وحبات الغرين والحصى المختلفة األحجام ,بجوانب المجرى النهري ،أو من
خالل التصادم المتكرر الذي يحدث بين الصخور الكبيرة األحجام وبين قعر المجرى المائي خالل
االمتطاحات بشكل خاص ،أو نتيجة لتحطم مواد الحمولة نفسها إلى حبيبات اصغر حجما بسبب اصطدامها
ببعضها البعض ،أو اصطدامها بقعر وجوانب المجرى المائي ،ونتيجة لذلك تتناقص أحجام المواد المنقولة
ويصبح من السهل على الواد نقلها بعيدا .تكون قوة النحت ضعيفة في المياه الصافية عكس المياه العكرة
والمحملة بحبات الرمل والصخور الصغيرة والحصى التي تصقل وتزيل الصخور التي تكون على اتصال
معها .ويدل وجود الحصى المدملك جيدا فوق قعر المجرى المائي على حدوث عملية نحت طويلة األمد قد
حولت تلك الحصى إلى هذه األشكال المدملكة .وال يمكن إيجاد تقدير مقنع لمعدل التعرية التي تقوم بها
الدينامية النهرية ،وذلك لتعقد العمليات التي تتحكم فيها .ففي المناطق التي تسود فيها الصخور الطينية تكون
التعرية النهرية مهمة مقارنة بالمناطق ذات الصخور النارية الصلبة.
ويساهم الجريان وقوة الصبيب وسرعته في الضغط على الصخور المختلفة المكونة لجوانب المجرى
المائي .ويندفع تيار الماء وسط الشقوق ومواقع الضعف الموجودة في الصخور فيسبب توسيع تلك المناطق
4
www.talibbm.com
الدينامية النهرية
واقتطاع أجزاء صخرية منها .ويؤدي االنفجار الفجائي للفقاعات التي تحتوي على بخار الماء في التيار
المائي القوي مما يؤدي إلى توليد موجات قوية تضرب السطوح الصخرية المجاورة األمر الذي ينتج عنه
تفتيت وتحطيم الصخور_.
أساليب النقل
تتدخل في عملية النقل بفعل المياه الجارية عدة عوامل ومنها حجم المواد المنقولة وفعل الجاذبية والقوة
المائية وحركيتها .وبذلك تختلف أساليب النقل وتتغير كما وكيفا حسب الزمان والمكان وتتخذ عملية نقل
المواد أشكال مختلفة حسب حجم المواد المقولة وصالبتها وقابليتها للتفكك والذوبان.
نقل المحاليل أو الحمولة الذائبة :
تقوم المياه الجارية بنقل المواد على شكل ايونات ذائبة في الماء بعد تحلل مواد صخرية ومعادنها .ويعتبر
الكاربون والكبريت واالكاسيد من أهم تلك االيونات .وينتج ذلك عن عمليات التجوية التي يتعرض لها
الصخر .و من خالل عمليات اإلذابة التي تحصل على جوانب وقعر المجاري المائية ما عدا تلك األودية
التي تجري فوق الصخور الجيرية أو الجبس .وتعتبر عملية اإلذابة مهمة جدا ليس فقط في األقاليم الجبلية
بل حتى في األقاليم ذات التضاريس المنخفضة والجريان السطحي البطيء .ففي القسم الجنوبي الشرقي من
الواليات المتحدة يعتقد بعض الباحثين أن عملية الذوبان استطاعت أن تخفض من مستوى سطح األرض
بمعدل متر واحد كل 250.000سنة .وتتجاوز الحمولة النه رية الذائبة في مثل هذه المناطق األنواع األخرى
من الحم والت كما هو االمر في المناطق المعتدلة والرطبة نهر السين 34طن/كلم 2من المواد المذابة مقابل
5طن/كلم 2من المواد الدقيقة غير المحلولة.
نقل المواد العالقة Matières en Suspension (MES) :
وتنقل المواد الدقيقة العالقة نظرا لعدم التوازن بين القوة المائية الناقلة من جهة وقوة الجاذبية من جهة ثانية .
وتتألف الحمولة العالقة للمجاري المائية من حبات طمي والرمل الدقيق والمتوسط ( 0,2ملم ).وتبقى هذه
المواد عالقة في المياه حتى تتوقف حركة الجريان عند وصول النهر إلى جسم مائي راكد .وال تعتمد كمية
المواد العالقة المحمولة على سرعة الجريان فقط بل على عوامل أخرى مثل طبيعة التساقطات المطرية
ومقدار حجم المفتتات الصخرية السطحية وكذلك وجود الغطاء النباتي وخاصة المتكون من الحشائش .
وتساعد حالة االضطراب الناتجة عن حركة الماء في المجرى المائي على حمل كميات من مواد ذات أحجام
كبيرة .وتلعب التيارات الصاعدة دورا مهما في رفع المواد المنقولة وإبقائها عالقة في المياه .ويزداد تكرار
حدوث التيارات الهابطة في مياه النهر كلما اقترب المجرى المائي باتجاه المصب بحيث تفوق في عددها
مقدار التيا رات المائية الصاعدة ولكن مثل هذه التيارات ال تؤدي إال إلى حدوث حالة االضطراب التي
تبقي المواد عالقة في المجرى المائي.
الدحر Charriage :
إن بعض المواد خشنة والتي ال يستطيع المجرى المائي رفعها أو نقلها كمواد عالقة يقوم برفعها ودحرجتها
على طول قعر المجري المائي ،وتتألف الحمولة القاعية من الصخور الصغيرة والحصى والرمال
والجالميد .ويكون من الصعوبة بمكان قياس كمية الحمولة القاعية حيث ال يمكن تقدير الحدود بين مواد
القعر والحمولة العالقة التي تك ون غير واضحة .يكون التيار قويا ومتميزا يسمح باندفاعات وديناميات
مختلفة ومتذبذبة ينتج عنها خليط من مواد غير متجانسة ومختلفة األحجام تحتوي أحيانا على جالميد كبيرة
نسبيا ويحدث ذلك خالل االمتطاحات الكبرى حيث بفعل الدومات التي يحدثها قوة الجريان واندفاعه يمكن
من نقل المواد وتكمن أهمية هذا األسلوب في فعاليته على مستوى القعر بالرغم من طابعه االستثنائي.
الوثب والطفرSaltation :
تتعرض بعض المواد الصخرية في حجم الرمل والحصى الصغير الحجم لحركة رفع بشكل متقطع على
طول المجرى المائي مما يساعد على نلقها .فهذه المواد ال تنقل عالقة مثل الرمل الدقيق أو الطمي وال
مدحرجة كالحصى والجالميد .وإنما تثب وتتساقط باستمرار حسب قوة وفعالية المجرى المائي وكفاءته
وعموما تتوقف هذه العملية على وزن المواد وسرعة الجريان.
ويمكن حصر قابلية المجرى المائي على النقل من خالل عنصرين هما :
5
www.talibbm.com
الدينامية النهرية
–القدرة : Capacité :وتعني مجموع الوزن اإلجمالي لحمولة الرواسب ذات أحجام متباينة
-الكفاءة : Compétence :وتعني وزن أو حجم اكبر المواد الصخرية التي يمكن للمجارى المائي أن
يحركها على طول مجراها .إذ تستطيع كثير من األودية أن تحرك جالميد صخرية يزيد قطرها عن 3م
باتجاه السافلة.
الترسيب النھري :
يرسب النهر عندما تتناقص سرعته إما بسبب تراجع منسوب المياه أو بسبب ضعف االنحدار بالنسبة
للمجرى النهري ،حيث يصبح جزء من الحمولة فوق طاقته على النقل فيقوم بترسيبها .يبدأ المجرى المائي
بترسيب المواد األكبر حجما من حمولته كلما ضعفت سرعته فيرسب الصخور ثم الحصى الكبيرة تتبعها
الحصى الصغيرة والرمال ثم الغرين .ويعني ذلك أن الترسيب النهري يكون منتظما ومتدرجا من أعالي
المجرى حتى أسفله .وتظهر بعض االستثناءات لهذا التدرج في بعض الحاالت كأن توجد سدود تعترض
المج رى المائي أو وجود بعض البحيرات التي تعترض مجرى الواد نفسه حيث يلقي بمعظم إرساباته داخل
تلك البحيرة ويخرج منها وهو يكاد يكون خاليا من الرواسب .وخير مثال على ذلك نهر الراين الذي يدخل
بحيرة وهو محمل بالطمي ويخرج منها بمياه صافية .و نهر النيل عند دخوله منطقة مستنقعات السدود في
Constanceكونستانس جنوب السودان حيث يلقي بمعظم رواسبه فيها ويخرج صافيا يسمى بعدها بالنيل
األبيض.
ال ترتبط عملية الترسيب بالقسم األسفل من المجرى النهري فقط وإنما توجد على كل قطاعات المجرى
تقريبا غير أن نوعية تلك اإلرسابات تختلف من مكان إلى أخر من المجارى المائية إذ تقل الرواسب عند
االقتراب من السافلة ،وبالتالي فالمجرى المائي يلقي بجزء من الرواسب التي يحملها كلما تتناقص سرعته
وكفاءته وقدرته ويمكن إجمال ذلك في النقط التالية :
-1عند حصول تغيير واضح في درجة االنحدار مثال عندما ينتقل المجرى المائي من منطقة جبلية شديدة
االنحدار إلى مناطق هضبية أو سهلية ذات درجة انحدار ضعيفة.
-2عندما يكون قعر المجرى المائي واسعا وتتخلله مجموعة من األودية بحيث تكون الظروف مواتية
لحدوث الفيضانات وبالتالي حدوث عملية الترسيب فوق تلك األودية.
-3عندما ينتهي مجرى سريع الجريان محمل بالرواسب في بحيرة األمر الذي يؤدي إلى إلقاءه لمعظم
الرواسب في البحيرة مكونا دلتا أو مغطيا لقعر البحيرة بالرواسب بصورة تدريجية.
-4عندما يصل مجرى مائي إلى إقليم صحراوي أو شبة صحراوي حيث تتناقص قوته وتتبخر مياهه
بسرعة تاركا المواد التي يحملها في شكل رواسب.
-5عندما ينتهي النهر في البحر حيث تتكون الدلتات إذا كانت الظروف في البحر مالئمة لتجمع الرواسب
وتكون الدلتات.
6
www.talibbm.com