You are on page 1of 6

‫الدينامية النهرية‬

‫الدينامية النھرية‬
‫تقديم‬
‫يقصد بالمياه الجارية تلك التي تجري فوق السطح وبكميات كبيرة تتجاوز بها حدة السيالن األولي‪ ،‬فشكل‬
‫الجريان المائي ويكون إما متفرقا أو متجمعا ‪.‬والجريان السطحي مصطلح يطلق على مياه األمطار التي‬
‫تجري على السطح‪ ،‬وال تتسرب إلى باطن األرض بعد تشبع التربة فتعمل على تحريك الرواسب المفككة‬
‫في تجاه السافلة‪ ،‬مما ينتج عنه تدفقات طينية ‪.‬وللجريان السطحي أهمية بالغة في تشكيل السطح حيث تنشط‬
‫الدينامية النهرية بجميع المناطق باستثناء نطاق الجليد بالعروض العليا والمناطق الجبلية المرتفعة جدا ‪.‬‬
‫وتتباين أنظمة الجريان حسب أهمية المجرى المائي والذي يتوقف بطبيعة الحال على نظام التصريف وحجم‬
‫الصبيب وقوة االنحدار ‪.‬وينعكس هذا التباين على الشكل المورفولوجي للمجرى المائي والنظام الترسابي‬
‫وتتنوع مصادر المياه بين التساقطات المطرية وذوبان الثلوج والجليد ‪.‬وتعمل المياه الجارية على إضعاف‬
‫الصخر من خالل عمليات النحت الكيماوي والميكانيكي والحفر الجانبي للمجرى المائي أو تقويض من‬
‫األسفل أو النحت الصاعد وتحدد صالبة الصخر االتجاه الذي يتبعه الماء الجاري في نشاطه النحتي‪ ،‬كان‬
‫يشتد النحت الراسي في الصخور الضعيفة‪ ،‬وتعتبر الدينامية النهرية من العمليات الجيومورفولوجية المهمة‬
‫التي تلعب دورا أساسيا في تغيير مظاهر التضاريس على سطح األرض‪.‬‬
‫تعتبر الدينامية النهرية من العمليات الجيومورفولوجية األكثر انتشارا ولها أهمية في التأثير على سطح‬
‫األرض وتغيير مظاهره ‪.‬إذ تقوم األودية بنقل معظم المواد الصخرية القارية التي اقتلعتها إلى البحار‪.‬وبذلك‬
‫فالدينامية النهرية تعمل على تخفيض سطوح القارات بشكل متواصل ‪.‬وتنتشر األنهار عند كل مستويات‬
‫االرتفاع عن مستوى سطح البحر وفي جميع النطاقات المناخية تقريبا ما عدا فوق مستوى خط الثلج الدائم ‪.‬‬
‫وال يقتصر فعل المياه الجارية على النحت والتعرية فقط وإنما يقوم أيضا بوظيفة التشكال ويتجلى ذلك في‬
‫السهول الفيضية والدلتا والحوادير ‪.‬وبالتالي فالمياه الجارية تقوم بوظيفتين متوازيتين النحت والتشكال‪.‬‬

‫حركية المياه الجارية وخصائص نظام الجريان‪:‬‬


‫تعتبر مياه األمطار والثلوج الذائبة المصدر المباشر لمياه األنهار ‪.‬يتسرب قسم منها داخل التكوينات‬
‫الصخرية والتربة ‪.‬ويتحرك بداخلها ثم يخرج في بشكل عيون أو ينابيع حيث تقوم هذه المياه بتغذية األنهار‬
‫ثانية‪ ،‬وتتغذى كثير من المجاري المائية من البحيرات التي تنبع منها أو تمر فيها‪.‬‬
‫نالحظ في الرسم التوضيحي أسفله فعالية الجريان السطحي بحيث أن أقل من ‪ 7‬في المائة من مياه الدورة‬
‫المائية العامة فقط هي التي تعمل على تشكيل القارات‪.‬‬
‫مياه الجريان السطحي هي المسؤولة عن عملية حفر األودية ‪.‬تطور األودية من حيث العمق والعرض‬
‫واألشكال يرتبط بعامل الوقت) الزمن( وهذا ما توضحه الرسوم أسفله‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪www.talibbm.com‬‬
‫الدينامية النهرية‬

‫الرسم التوضيحي أسفله يقدم بطريقة بسيطة الحصيلة لسطح األرض‪.‬‬

‫وتساعد الظروف التالية على زيادة جريان المياه السطحية بصورة عامة‪:‬‬
‫‪ -‬ظروف مناخية مالئمة‪:‬‬
‫تتمثل في سق وط األمطار الناتجة عن حدوث تساقطات رعدية مما يؤدي إلى زيادة نسبة الجريان السطحي‬
‫وذلك لعدم إتاحة الفرصة للتربة والنبات الطبيعي المتصاص واخذ كمية كبيرة من مياه األمطار ‪.‬تؤثر‬
‫الظروف المناخية على كمية الجريان السطحي من خالل تأثيرها غير المباشر المتمثل في كثافة النبات‬
‫الطبيعي حيث تتناقص نسبة المياه السطحية الجارية مع زيادة كثافة الغطاء مما يقلل سرعة جريان مياه‬
‫األمطار فوق سطح األرض فتضيع نسبة كبيرة منها بسبب نفاذية الت ربة والصخور وكذلك عن طريق‬
‫التبخر –النتح ‪.‬وكلما قلت كثافة الغطاء النباتي كلما كبرت حصة المياه السطحية الجارية من مياه األمطار‪.‬‬
‫‪ -‬ظروف جيولوجية وتضاريسية مالئمة‪:‬‬
‫تزداد حصة المياه السطحية الجارية في المناطق التي تتكون من صخور ذات درجات مسامية قليلة مثل‬
‫الطين والصلصال و الطفل وكذلك عند عدم وجود الشقوق ‪,‬ويحصل العكس عندما تكون التكوينات‬
‫الصخرية مسامية بد رجة كبيرة كصخور الطباشي رية ‪.‬كما تزداد حصة المياه السطحية الجارية في‬
‫المناطق التي تزيد فيها درجة االنحدار حيث تتعاظم سرعة جريان مياه األمطار والثلوج الذائبة ما يساهم‬
‫في حدوث فيضانات يكون لها اثر واضح في عملية النحت واإلرساب‪.‬‬
‫‪-‬تصنيف المجاري المائية‪:‬‬
‫تختلف المجاري المائية من نطاق آلخر حسب العوامل المناخية والتضاريسية ويمكن تصنيف المجاري‬
‫المائية حسب العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تصنيف المجاري المائية حسب طبيعة الجريان المائي ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪www.talibbm.com‬‬
‫الدينامية النهرية‬

‫‪ ‬األنھار الدائمة الجريان ‪ : Permanent‬وهي المجاري المائية التي يستمر جريانها طيلة السنة وبشكل دائم‬
‫ويساهم في ذلك التساقطات المطرية المنتظمة طيلة السنة(النطاق االستوائي نهر االمزون) أو مجرى مائي‬
‫ينبع من بحيرة كنهر النيل أو يتغذى النهر من غطاءات جليدية وثلجية (نهر الدانوب والراين)‪.‬‬
‫‪ ‬المجاري المائية المتقطعة ‪ : Intermittent‬و تعرف تذبذب في نظام جريانها ‪.‬وتوجد هذه المجاري في األقاليم‬
‫التي تكون فيها التساقطات فصلية كاألقاليم شبه الجافة ‪.‬تقسم هذه األنهار بدورها إلى قسمين هما‪:‬‬
‫‪ ‬المجاري المائية المتقطعة‪ :‬التي تتغذى انطالقا من العيون و الينابيع ‪.‬يتذبذب الجريان كونها أودية‬
‫لم تعمق مجاريها إلى دون المستوى الدائم للماء الباطني خالل الفترة الجافة من السنة‪.‬‬
‫‪ ‬المجاري المائية المتقطعة التي تتغذى من الجريان السطحي ‪.‬أي أن الجريان يتوقف على التساقطات‬
‫ويصبح المجرى فصليا إذا لم ينبع من مناطق مرتفعة تغطيها الثلوج أو ينابيع‪.‬‬
‫‪ ‬المجاري المائية المؤقتة ‪:Temporaire‬تظهر هذه األودية في المناطق الجافة وشبه الجافة ‪,‬وال يحدث أي‬
‫جريان مائي فيها إال بعد سقوط األمطار‪.‬‬
‫‪ ‬تصنيف المجاري المائية حسب نظام التصريف‪ :‬أي التميز بين الفترات العادية وفترات الشح‬
‫واالمتطاح ‪:‬‬
‫‪ ‬أودية ذات نظام تصريف بسيط ‪ :‬يرتفع منسوب الماء مرة واحدة في السنة ترتبط بفترة التساقطات الكبيرة‬
‫وتنخفض تناقص التساقطات (نهري دجلة والفرات)‬
‫‪ ‬أودية ذات نظام تصريف مزدوج ‪:‬نميز بين فترتين يرتفع أو يقل فيهما منسوب المياه ‪.‬وتعتبر األنهار‬
‫االستوائية مثاال جيدا على هذه الحالة حيث توجد في المناخ االستوائي قمتان للمطر تتفقان مع فترتي تعامد‬
‫الشمس على األقاليم االستوائية األمر الذي يؤدي رفع منسوب المياه في األنهار ‪.‬وينخفض هذا الصبيب عند‬
‫قلة المطر بين هاتين القمتين‪ ( ،‬نهري األمازون والكونغو)‪.‬‬
‫‪ ‬أودية ذات نظام تصريف مركب ‪:‬عندما تكون مساحة حوض المائي كبيرة جدا بحيث يمكن أن تضم أنواعا‬
‫متباينة من األقاليم المناخية و تشمل تضاريس متنوعة يصبح نظام الجريان مركبا فيها ‪.‬وتتصف هذه األنهار‬
‫بكثرة روافدها وتباعد المسافات بين الروافد(انهار المسيسبي والدانوب)‪.‬‬
‫‪ ‬تصنيف المجاري المائية حسب مراتبھا ‪Ordres de cours d'eau:‬‬

‫قام العديد من الباحثين بوضع مجموعة من التصنيفات للشبكة المائية تبعا لمراتبها كان من بينها محاولة‬
‫هورتن ‪ Horton‬في سنة ‪ 1945‬ومحاولة سترالر عام ‪ 1952‬وشايدكر سنة ‪ 1965‬تهدف كل تلك المحاوالت‬
‫إلى تصنيف األودية تبعا لبدء تسلسلها في تكوين المجرى المائي‪.‬‬
‫مراتب مجاري مائية حسب دليل هورتون ‪:‬‬
‫‪-‬مجاري مائية المرتبة األولى ‪ :‬وهي الوديان التي ليست لها أية روافد‪.‬‬
‫‪-‬مجاري مائية المرتبة الثانية وهي األودية التي تصب فيها وديان المرتبة األولى فقط‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪www.talibbm.com‬‬
‫الدينامية النهرية‬

‫‪-‬مجاري مائية المرتبة الثالثة ‪:‬وتنشأ هذه األودية من ارتباط الوديان التي تعود إلى المرتبة الثانية ‪.‬وتأتي‬
‫بعد ذلك بقية المراتب بشكل متسلسل‪.‬‬
‫‪ ‬تصنيف األنھار تبعا لنشأتھا‬
‫تصنيف األودية تبعا لنشاتها وطبيعة العالقة بينها وبين ميل الطبقات الصخرية التي تجري عليها ونميز بين‬
‫األنهار التابعة الجريان يتبع اتجاه ميل الطبقات )األنهار العكسية( الجريان يكون عكس اتجاه ميل الطبقات‬
‫وغير عميقة ألنها تجري في طبقات صلبة )و األنهار العشوائية( ال تتبع ترتيب البنية الصخرية كما أنها ال‬
‫تجري باتجاه الميل للطبقات‪.‬‬
‫‪ ‬االمتطاح والشح ‪Crue et Étiage‬‬
‫يحدث الفيضان عند حدوث تساقطات غزيرة أو ذوبان الثلوج فيرتفع مستوى النهر ليغمر ما حوله ويسجل‬
‫الصبيب أرقاما قياسية عكس الشح فهو تراجع أو انعدام الصبيب ويحدث خاصة بالمناطق الجافة بعد انحباس‬
‫المطر أو تراجع صبيب العيون خالل الفصل الجاف‪.‬‬

‫النحت واإلزالة‬
‫تعمل المياه الجارية على إضعاف الصخر ونحته من خالل عمليات الفعل الكيماوي والميكانيكي والحفر‬
‫واالقتالع المائي التي تؤدي عادة إلى الحفر الجانبي والرأسي وتحدد صالبه الصخر االتجاه الذي يتبعه‬
‫الماء الجاري في نشاطه الحتي‪ ،‬وينشط النحت الراسي في الصخور الهشة‪ ،‬وتعتبر األنهار من العمليات‬
‫الجيومورفولوجية المهمة التي تلعب دورا أساسيا في تغيير مظاهر التضاريس على سطح األرض وتوجه‬
‫األنهار قسما من طاقتها إلى عملية التعرية التي يمكن أن تتم بالطرق التالية‪:‬‬
‫‪ ‬الذوبان ‪Solution:‬‬
‫ونعني بها عملية اإلذابة التي تقوم بها المياه عند جريانها فوق الطبقات الصخرية ‪.‬وتختلف كمية المواد‬
‫المذابة من مجرى مائي إلى آخر تبعا لدرجة نقاوة المياه وكذلك تبعا لطبيعة الصخور التي يجري ف وقها‬
‫الواد خاصة الصخور الكلسية والملحية ‪.‬كما تقوم المياه الباطنية هي األخرى بتزويد المجاري المائية بكميات‬
‫كبيرة من المواد الذائبة عن طريق الينابيع والعيون‪ .‬وتنقل كل هذه المواد الذائبة نحو السافلة لتتوضع في‬
‫شكل قشرات خاصة عند توفر ظروف مناخية مالئمة‪.‬‬
‫‪ ‬النحت ‪Ablation :‬‬
‫ويعني عملية الصقل أو النحت الميكانيكي الذي تقوم بها المجاري المائية ‪.‬وينتج عن هذه العملية المواد‬
‫الصلبة التي يحملها النهر وحبات الغرين والحصى المختلفة األحجام ‪,‬بجوانب المجرى النهري‪ ،‬أو من‬
‫خالل التصادم المتكرر الذي يحدث بين الصخور الكبيرة األحجام وبين قعر المجرى المائي خالل‬
‫االمتطاحات بشكل خاص‪ ،‬أو نتيجة لتحطم مواد الحمولة نفسها إلى حبيبات اصغر حجما بسبب اصطدامها‬
‫ببعضها البعض‪ ،‬أو اصطدامها بقعر وجوانب المجرى المائي‪ ،‬ونتيجة لذلك تتناقص أحجام المواد المنقولة‬
‫ويصبح من السهل على الواد نقلها بعيدا ‪.‬تكون قوة النحت ضعيفة في المياه الصافية عكس المياه العكرة‬
‫والمحملة بحبات الرمل والصخور الصغيرة والحصى التي تصقل وتزيل الصخور التي تكون على اتصال‬
‫معها ‪.‬ويدل وجود الحصى المدملك جيدا فوق قعر المجرى المائي على حدوث عملية نحت طويلة األمد قد‬
‫حولت تلك الحصى إلى هذه األشكال المدملكة ‪.‬وال يمكن إيجاد تقدير مقنع لمعدل التعرية التي تقوم بها‬
‫الدينامية النهرية‪ ،‬وذلك لتعقد العمليات التي تتحكم فيها ‪.‬ففي المناطق التي تسود فيها الصخور الطينية تكون‬
‫التعرية النهرية مهمة مقارنة بالمناطق ذات الصخور النارية الصلبة‪.‬‬
‫ويساهم الجريان وقوة الصبيب وسرعته في الضغط على الصخور المختلفة المكونة لجوانب المجرى‬
‫المائي ‪.‬ويندفع تيار الماء وسط الشقوق ومواقع الضعف الموجودة في الصخور فيسبب توسيع تلك المناطق‬

‫‪4‬‬
‫‪www.talibbm.com‬‬
‫الدينامية النهرية‬

‫واقتطاع أجزاء صخرية منها ‪.‬ويؤدي االنفجار الفجائي للفقاعات التي تحتوي على بخار الماء في التيار‬
‫المائي القوي مما يؤدي إلى توليد موجات قوية تضرب السطوح الصخرية المجاورة األمر الذي ينتج عنه‬
‫تفتيت وتحطيم الصخور_‪.‬‬
‫أساليب النقل‬
‫تتدخل في عملية النقل بفعل المياه الجارية عدة عوامل ومنها حجم المواد المنقولة وفعل الجاذبية والقوة‬
‫المائية وحركيتها ‪.‬وبذلك تختلف أساليب النقل وتتغير كما وكيفا حسب الزمان والمكان وتتخذ عملية نقل‬
‫المواد أشكال مختلفة حسب حجم المواد المقولة وصالبتها وقابليتها للتفكك والذوبان‪.‬‬
‫‪ ‬نقل المحاليل أو الحمولة الذائبة ‪:‬‬
‫تقوم المياه الجارية بنقل المواد على شكل ايونات ذائبة في الماء بعد تحلل مواد صخرية ومعادنها ‪.‬ويعتبر‬
‫الكاربون والكبريت واالكاسيد من أهم تلك االيونات ‪.‬وينتج ذلك عن عمليات التجوية التي يتعرض لها‬
‫الصخر ‪.‬و من خالل عمليات اإلذابة التي تحصل على جوانب وقعر المجاري المائية ما عدا تلك األودية‬
‫التي تجري فوق الصخور الجيرية أو الجبس ‪.‬وتعتبر عملية اإلذابة مهمة جدا ليس فقط في األقاليم الجبلية‬
‫بل حتى في األقاليم ذات التضاريس المنخفضة والجريان السطحي البطيء ‪.‬ففي القسم الجنوبي الشرقي من‬
‫الواليات المتحدة يعتقد بعض الباحثين أن عملية الذوبان استطاعت أن تخفض من مستوى سطح األرض‬
‫بمعدل متر واحد كل ‪ 250.000‬سنة ‪.‬وتتجاوز الحمولة النه رية الذائبة في مثل هذه المناطق األنواع األخرى‬
‫من الحم والت كما هو االمر في المناطق المعتدلة والرطبة نهر السين‪ 34‬طن‪/‬كلم ‪ 2‬من المواد المذابة مقابل‬
‫‪5‬طن‪/‬كلم‪ 2‬من المواد الدقيقة غير المحلولة‪.‬‬
‫‪ ‬نقل المواد العالقة ‪Matières en Suspension (MES) :‬‬
‫وتنقل المواد الدقيقة العالقة نظرا لعدم التوازن بين القوة المائية الناقلة من جهة وقوة الجاذبية من جهة ثانية ‪.‬‬
‫وتتألف الحمولة العالقة للمجاري المائية من حبات طمي والرمل الدقيق والمتوسط ‪ ( 0,2‬ملم ‪).‬وتبقى هذه‬
‫المواد عالقة في المياه حتى تتوقف حركة الجريان عند وصول النهر إلى جسم مائي راكد ‪.‬وال تعتمد كمية‬
‫المواد العالقة المحمولة على سرعة الجريان فقط بل على عوامل أخرى مثل طبيعة التساقطات المطرية‬
‫ومقدار حجم المفتتات الصخرية السطحية وكذلك وجود الغطاء النباتي وخاصة المتكون من الحشائش ‪.‬‬
‫وتساعد حالة االضطراب الناتجة عن حركة الماء في المجرى المائي على حمل كميات من مواد ذات أحجام‬
‫كبيرة ‪.‬وتلعب التيارات الصاعدة دورا مهما في رفع المواد المنقولة وإبقائها عالقة في المياه ‪.‬ويزداد تكرار‬
‫حدوث التيارات الهابطة في مياه النهر كلما اقترب المجرى المائي باتجاه المصب بحيث تفوق في عددها‬
‫مقدار التيا رات المائية الصاعدة ولكن مثل هذه التيارات ال تؤدي إال إلى حدوث حالة االضطراب التي‬
‫تبقي المواد عالقة في المجرى المائي‪.‬‬
‫‪ ‬الدحر ‪Charriage :‬‬
‫إن بعض المواد خشنة والتي ال يستطيع المجرى المائي رفعها أو نقلها كمواد عالقة يقوم برفعها ودحرجتها‬
‫على طول قعر المجري المائي‪ ،‬وتتألف الحمولة القاعية من الصخور الصغيرة والحصى والرمال‬
‫والجالميد ‪.‬ويكون من الصعوبة بمكان قياس كمية الحمولة القاعية حيث ال يمكن تقدير الحدود بين مواد‬
‫القعر والحمولة العالقة التي تك ون غير واضحة ‪.‬يكون التيار قويا ومتميزا يسمح باندفاعات وديناميات‬
‫مختلفة ومتذبذبة ينتج عنها خليط من مواد غير متجانسة ومختلفة األحجام تحتوي أحيانا على جالميد كبيرة‬
‫نسبيا ويحدث ذلك خالل االمتطاحات الكبرى حيث بفعل الدومات التي يحدثها قوة الجريان واندفاعه يمكن‬
‫من نقل المواد وتكمن أهمية هذا األسلوب في فعاليته على مستوى القعر بالرغم من طابعه االستثنائي‪.‬‬
‫‪ ‬الوثب والطفر‪Saltation :‬‬
‫تتعرض بعض المواد الصخرية في حجم الرمل والحصى الصغير الحجم لحركة رفع بشكل متقطع على‬
‫طول المجرى المائي مما يساعد على نلقها ‪.‬فهذه المواد ال تنقل عالقة مثل الرمل الدقيق أو الطمي وال‬
‫مدحرجة كالحصى والجالميد ‪.‬وإنما تثب وتتساقط باستمرار حسب قوة وفعالية المجرى المائي وكفاءته‬
‫وعموما تتوقف هذه العملية على وزن المواد وسرعة الجريان‪.‬‬
‫‪ ‬ويمكن حصر قابلية المجرى المائي على النقل من خالل عنصرين هما ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫‪www.talibbm.com‬‬
‫الدينامية النهرية‬

‫–القدرة ‪ : Capacité :‬وتعني مجموع الوزن اإلجمالي لحمولة الرواسب ذات أحجام متباينة‬
‫‪-‬الكفاءة ‪ : Compétence :‬وتعني وزن أو حجم اكبر المواد الصخرية التي يمكن للمجارى المائي أن‬
‫يحركها على طول مجراها ‪ .‬إذ تستطيع كثير من األودية أن تحرك جالميد صخرية يزيد قطرها عن ‪ 3‬م‬
‫باتجاه السافلة‪.‬‬
‫الترسيب النھري ‪:‬‬
‫يرسب النهر عندما تتناقص سرعته إما بسبب تراجع منسوب المياه أو بسبب ضعف االنحدار بالنسبة‬
‫للمجرى النهري‪ ،‬حيث يصبح جزء من الحمولة فوق طاقته على النقل فيقوم بترسيبها ‪.‬يبدأ المجرى المائي‬
‫بترسيب المواد األكبر حجما من حمولته كلما ضعفت سرعته فيرسب الصخور ثم الحصى الكبيرة تتبعها‬
‫الحصى الصغيرة والرمال ثم الغرين ‪.‬ويعني ذلك أن الترسيب النهري يكون منتظما ومتدرجا من أعالي‬
‫المجرى حتى أسفله ‪.‬وتظهر بعض االستثناءات لهذا التدرج في بعض الحاالت كأن توجد سدود تعترض‬
‫المج رى المائي أو وجود بعض البحيرات التي تعترض مجرى الواد نفسه حيث يلقي بمعظم إرساباته داخل‬
‫تلك البحيرة ويخرج منها وهو يكاد يكون خاليا من الرواسب ‪.‬وخير مثال على ذلك نهر الراين الذي يدخل‬
‫بحيرة وهو محمل بالطمي ويخرج منها بمياه صافية ‪.‬و نهر النيل عند دخوله منطقة مستنقعات السدود في‬
‫‪Constance‬كونستانس جنوب السودان حيث يلقي بمعظم رواسبه فيها ويخرج صافيا يسمى بعدها بالنيل‬
‫األبيض‪.‬‬
‫ال ترتبط عملية الترسيب بالقسم األسفل من المجرى النهري فقط وإنما توجد على كل قطاعات المجرى‬
‫تقريبا غير أن نوعية تلك اإلرسابات تختلف من مكان إلى أخر من المجارى المائية إذ تقل الرواسب عند‬
‫االقتراب من السافلة‪ ،‬وبالتالي فالمجرى المائي يلقي بجزء من الرواسب التي يحملها كلما تتناقص سرعته‬
‫وكفاءته وقدرته ويمكن إجمال ذلك في النقط التالية ‪:‬‬
‫‪-1‬عند حصول تغيير واضح في درجة االنحدار مثال عندما ينتقل المجرى المائي من منطقة جبلية شديدة‬
‫االنحدار إلى مناطق هضبية أو سهلية ذات درجة انحدار ضعيفة‪.‬‬
‫‪-2‬عندما يكون قعر المجرى المائي واسعا وتتخلله مجموعة من األودية بحيث تكون الظروف مواتية‬
‫لحدوث الفيضانات وبالتالي حدوث عملية الترسيب فوق تلك األودية‪.‬‬
‫‪-3‬عندما ينتهي مجرى سريع الجريان محمل بالرواسب في بحيرة األمر الذي يؤدي إلى إلقاءه لمعظم‬
‫الرواسب في البحيرة مكونا دلتا أو مغطيا لقعر البحيرة بالرواسب بصورة تدريجية‪.‬‬
‫‪-4‬عندما يصل مجرى مائي إلى إقليم صحراوي أو شبة صحراوي حيث تتناقص قوته وتتبخر مياهه‬
‫بسرعة تاركا المواد التي يحملها في شكل رواسب‪.‬‬
‫‪-5‬عندما ينتهي النهر في البحر حيث تتكون الدلتات إذا كانت الظروف في البحر مالئمة لتجمع الرواسب‬
‫وتكون الدلتات‪.‬‬

‫)في الجزء الثاني سنتطرق الى االشكال الناتجة عن الدينامية النھرية)‬

‫‪6‬‬
‫‪www.talibbm.com‬‬

You might also like