Professional Documents
Culture Documents
مقدمة :
تعتبر اإلنزالقات األرضية هي إحدى الكوارث البيئية وتحدث عادة على المنحدرات متى توافرت
العوامل المسببة لذلك ،وقد يحدث االنهيار فجائياً أو على مراحل أو على فترات متباعدة.
األهداف :
هي إحد ى الظواهر الطبيعية التي تحدث عند توفر العوامل المؤدية لها حيث تتغلب القوة
المحفزة ( زيادة الحمل والجاذبية وتعرض المنطقة لعوامل ألحت والتعرية) يؤدي إلى ضعفها و
تغلبها على القوة المقاومة لالنزالق (قوة التماسك و االحتكاك)مؤدية إلى االنهيارات و اإلنزالقات
األرضية .
1
تقسم اإلنزالقات األرضية إلى عدة أقسام :
بناءًا على حركة المواد األرضية يمكن أن ،يحدث انهيار بالرمل أو بالصخر أو بينهما االثنين
سواء كانت هذه الحركة سقوط أو زحف وهي :
.1التدفق ( : ) FLOW
هذا النوع من اإلنزالقات يسبب عملية خلط ( )MIXINGللجزيئات مع الحركة ويحدث تداخل
للجزيئات من أعلى الى أسفل االنزالق ,أيضًا تداخل من أسفل الى أعلى االنزالق .
.2انزالق ( ) SLID
إن تواجد طبقة طينية بين الطبقات الصخرية مع وجود الميل يؤدي إلى انزالق هذه الكتل
الصخرية على الطبقة الطينية حيث أن الطبقة الطينية لها قابلية كبيرة على امتصاص المياه
و عند زيادة معدل المياه فإن الطين يسلك سلوك السائل مما يؤدي الى حدوث عملية
االنزالق .
.4االنخساف ( )SUBSIDE
يجب أن يكون في هذا النوع من الحركة حركة عمودية على طول المنحدر حيث تؤدي الى
حدوث خسف في هذه المنطقة عند تشبعها بالماء جزيئًا .
2
بناء على أنواع الحركة هذه تم تصنيف اإلنزالقات األرضية :
3
العوامل المسؤولة عن حدوث اإلنزالقات األرضية
تحدث اإلنزالقات األرضية عند توفر واحد أو أكثر من الظروف التالية :
.1سفوح شديدة االنهيار خاصة في السفوح اإلنكسارية أو المنحدرات التي عملها اإلنسان عند
شقة للطرق خالل المناطق الجبلية ,وتعتبر الجدران الحادة االرتفاع التي تحيط باألنهار
والوديان الجليدية أماكن مناسبة أخرى لتكوين اإلنزالقات األرضية .
.2الترطيب الذي ينتج من خالل سقوط أمطار غزيرة أو ذوبان كميات من الثلج أو الجليد ،
حيث تصبح كثير من الصخور زلقة بعد سقوط أمطار غزيرة على المنطقة كما يكون للوزن
الذي تضيفه مياه األمطار على الصخور أهمية أخرى أيضًا ,هذا وتحدث كثير من
اإلن زالقات األرضية الصغيرة بسبب تشبع األرض بالمياه المتسربة إليها من الخزانات وقنوات
الري .
.3الزالزل التي قد تسبب بداية حركة االنزالق األرضي ,ويمكن للبراكين أن تلعب الدور نفسه
أيضًا .
.4إزالة الطبقات األرضية المساندة بواسطة عمليات طبيعية أو بواسطة اإلنسان ،وذلك عندما
تتحول بعض الطبقات الصخرية من جراء عمليات تجوية كيميائية الى طين يقوم عند ترطيبه
بتسهيل عملية انزالق الطبقات والتكوينات الصخرية الواقعة فوقه ،ويساعد اإلنسان على قيام
عملية االنزالق عندما يزيل طبقات صخرية تحتية بحثًا عن المعادن كالفحم مثالً .
.5وجود بنية صخرية غير اعتيادية كأن تكون طبقات تميل كثي ًار الى درجة أنها قد تتطابق مع
درجة الميل للسفوح نفسها أو حيث توجد مفاصل طبقية تكون موازية للجدران التي تحيط
باألنهار والوديان الجليدية العميقة .
.6أثر الجاذبية األرضية وهو عامل مهم جدًا في تكوين اإلنزالقات األرضية حيث يقوم بمساعدة
العوامل السابقة على األقل .
يؤثر على المناطق المنحدرة المعرضة لحدوث اإلنزالقات األرضية قوتين هما :
4
.1القوة المحفزة ( : ))DF( Driving forceوهي القوة التي تحرك المواد األرضية إلى أسفل
المنحدر .
.2القوى المقاومة ( : ))RF( Resisting forceوهي القوى التي تعارض القوى المحفزة
لحدوث االنهيار وعند تغلبها على معامل وزن المواد الموجودة تتحول إلى قوة جانبية تعاكس
االنهيار .
ولذلك فإن ثبات أي منحدر يعتمد معامل األمان ( ) SFلهذا المنحدر وهو النسبة بين القوى
المحفزة ( ) DFوالقوى المقاومة ( : ) RF
تأثير الصخور النارية والمتحولة والرسوبية بالعديد من الصدوع والشقوق والفواصل عند تكونها
باإلضافة إلى الحركات التكتونية القديمة والمصاحبة النفتاح البحر األحمر أدت إلى رفع
وخفض بعض القطاعات الجيولوجية في تلك المناطق حيث أن بعض الصدوع والشقوق
والفواصل العديدة تأخذ اتجاهات مختلفة مما جعلها غير مستقرة جيولوجيًا وجعلها شديدة
5
االنحدار مما سهل عملية التعرية الطبيعية التي تساعد على حدوث االنهيار وتساقط الكتل
الصخرية .
إن المناطق التي تتعرض لالنهيارات األرضية في المملكة تمتاز بانحدارات شديدة تؤدي إلى
عدم استقرار الكتل الصخرية والتربة الواقعة عليه وكلما زاد الميل اختل الثبات واالستقرار وبدأ
االنهيار بالحركة نحو األسفل أو يبقى في وضع غير مستقر .
إن الجاذبية األرضية تلعب دو اًر كبي اًر في عملية االنهيارات واالنزالقات الصخرية وزحف التربة
المفككة والركام الصخري على المنحدرات وقوة الجاذبية األرضية تزداد بزيادة مقداري الكتلة
ودرجة الميل .
تعتبر األمطار أحد األسباب الرئيسية التي تؤدي إلى االنهيارات واالنزالقات األرضية في
األردن نتيجة لتأثير الصخور بالعديد من الشقوق والفواصل فعندما تشبع هذه الصخور بمياه
األمطار أو الضباب الكثيف المشبع ببخار الماء ،يؤدي إلى تقليل واضعاف قوى التماسك
واالحتكاك بين أسطح التالمس للكتل الصخرية وتعمل أيضًا على غسل واذابة المواد الالحمة
في الصخور وتكوين مادة غروية تسهل عملية انزالق الصخور أو التربة ،كما أن وجود
بعض الطبقات الطينية التي تتوضع عليها الكتل الصخرية المعرضة للسقوط تساعد على
حدوث االنهيارات .
تعد الح اررة من أهم عناصر المناخ لما لها من تأثير مباشر على عناصر المناخ األخرى وهذه
المناطق تتميز بدرجات ح اررة مرتفعة صيفًا ومنخفضة شتاءًا وتنخفض درجة الح اررة بفعل
6
عامل االرتفاع ونتيجة الختالف درجات الح اررة أثناء الليل والنهار تؤدي إلى تمدد الصخور
وانكماشها وهذا يؤدي بدوره إلى خلخلة أجزائها وتفتتها .
إن العوامل البشرية أو الصناعية لها تأثير كبير كونها تعتبر عوامل محفزة لحدوث الكوارث
مثل امتداد التوسع والنشاط العمراني وشق الطرق وبناء المساكين على المنحدرات وعلى
مجاري السيول مما يؤدي الى حدوث االنهيارات و اإلنزالقات األرضية .
أدى انهيار صخري مدمر في اليمن إلى مقتل 56شخصًا على األقل ،فقد دمرت الصخور
المتساقطة حوالي ثالثين منزالً قرية الطفير التي تبعد نحو 70كم غربي العاصمة صنعاء ،ولم
ترد أي عالمة على حدوث زلزال أو أحوال جوية سيئة وأن االنهيارات األرضية غير مألوفة في
اليمن لكن ما هي أسباب هذا االنهيار المدمر ؟ .
إن وجود بعض األشجار والحشائش ذات الجذور الكبيرة الموجودة في مناطق االنزالق
األرضي تلعب دو اًر كبي اًر في عملية االنزالق حيث تنمو جذورها داخل شقوق وفجوات
الصخور الموجودة فيها وهذا يؤدي إلى توسعها كما أنها تساعد على غور وترسب المياه مما
يؤدي إلى تفتت الصخور وتحولها إلى حطام مع الزمن .
إن قلة رقعة األرض المنبسطة دفع الناس إلى البناء على المنحدرات وعلى مجاري السيول
والوديان وازالة الغطاء النباتي باإلضافة إلى شق الطرق التي تصل إلى مواقع تلك المنشآت
بشكل عشوائي كما أن عمليات الحفر والتحجير من أجل استخراج الصخور والتربة ألغراض
7
البناء ورصف الطرق تؤدي إلى عدم استقرار تلك المنطقة مما يؤدي إلى خلخلة قوى الترابط
بين الطبقات الصخرية وسقوطها .
قوة الجاذبية األرضية تتناسب تناسب طرديًا مع مقدار الكتلة درجة الميل وتزداد عندما تمتلئ
مسامات الصخور بالماء أثناء تساقط األمطار وأن مناطق االنهيارات الصخرية تتميز
بانحدارات شديدة تصل في بعض األماكن إلى أكثر من ( ْ)85درجة ويوجد بها كتل
صخرية معلقة ومتشققة على ارتفاعات مختلفة مما يجعلها تكون قوى ضغط رأسي ومائل إلى
األسفل تحت تأثير وزنها فتعمل الجاذبية األرضية على شد تلك المواد إلى أسفل وانهيارها .
تتغير منطقة االنهيار الصخري باليمن بأنها شديدة االنحدارات تؤدي إلى عدم استقرار الكتل
الصخرية والتربة الواقعة عليه حيث زاوية الميل قد تصل في بعض المناطق أكثر من
( ْ) 85درجة وكلما زاد الميل اختل الثبات واالستقرار وبدأ االنهيار بالحركة نحو األسفل
وحدوث االنهيارات الصخرية .
إن وجود الصدوع والشقوق والفواصل جعل هذه المنطقة غير مستقرة جيولوجيًا كما أن عوامل
التعرية القديمة والحديثة في تلك المناطق أدت إلى تهشم وتحلل بعض أجزاء الصخور إلى
أطين وأن هذه الصخور الطينية تلعب دو ًار مهمًا في حدوث االنهيار الصخرية كونها قابلة
لالنتفاخ ومن ثم حدوث اإلسالة مما يؤدي إلى انهيار الصخور التي تحتوي على الشقوق
والصدوع .
8
أدى تواصل سقوط األمطار لمدة أسبوعين في الفلبين إلى حدوث انهيار طيني مما أدى إلى
دفن مئات المنازل في إحدى القرى تحت الطمي ومقتل قرابة 300شخص ،فيما اعتبر نحو
1500شخص في عداد المفقودين .
وأدى استمرار تساقط األمطار إلى انهيار أجزاء من الجبل المجاور للقرية المنكوبة في منطقة
بالقرب من مدينة ( سان برنارد ) بجنوب جزيرة اليتاي الفلبينية .وبلغ معدل تساقط األمطار
خالل هذا الشهر على المنطقة حوالي 500سم .
تعتبر األمطار أحد األسباب الرئيسية التي أدت إلى حدوث االنهيارات واالنزالقات األرضية في
الفلبين ،حيث أدت إلى تقليل واضعاف قوى التماسك والشد واالحتكاك بين أسطح التالمس للكتل
الصخرية وتعمل أيضًا على غسيل واذابة المواد الالحمة في الصخور وتكون مادة غروية أو
صابونية تسهل عملية انزالق الصخور والتربة ،كما أن من أهم خصائص التربة في الفلبين أنها
خفيفة إلى متوسطة القوام وذات مسامية جيدة إلى متوسطة ،وتسمح هذه التربة بتغلغل جيد لمياه
األمطار ومياه الري وبالتالي حدث التدفق الطيني الذي انتقل من انهيار للكتل الصخرية إلى تدفق
طيني ،ويعتبر هذا االنهيار من االنهيارات المعقدة ( أنظر إلى الشكل ) ،وأيضًا من أسباب هذا
االنهيار الميل واالنحدار والجاذبية األرضية .
إن دور المديرية العامة للدفاع المدني في مواجهة كارثة اإلنزالقات األرضية ينبثق من خالل
الخطة الوطنية الشاملة لمواجهة الحاالت الطارئة والكوارث 2004م ويتلخص ذلك فيما يلي :
9
.6توعية المواطنين بعدم السكن ضمن منطقة اإلنزالقات األرضية كالمنحدرات والوديان .
.7التوعية والتثقيف للمواطنين من خالل وسائل اإلعالم المرئية والمسموعة والمقروءة عن
مخاطر اإلنزالقات األرضية .
.1نشر الوعي البيئي في أوساط المجتمع من خالل وسائل اإلعالم من أجل توعية الناس
بمخاطر االنهيارات األرضية والبناء العشوائي لتفادي أضرار وخسائر مادية وبشرية مما
يؤدي إلى صعوبة مواجهة الدولة لمثل هذه الكوارث لعدم توفر اإلمكانيات المناسبة لذلك .
.2عند تنفيذ أي مشاريع إنشائية يجب الرجوع إلى جهة االختصاص من أجل عمل دراسات
جيولوجية تكتونية وزلزالية باإلضافة إلى دراسة ميكانيكية التربة والصخور للمواقع المراد
استخدامها .
.3تصميم وتنفيذ قنوات تصريف لمياه األمطار لمنعها من التغلغل ووصولها إلى الكتل
الصخرية اآليلة للسقوط .
.4عمل جدران وحواجز إسمنتية تمنع من تساقط الكتل الصخرية وتعبئة الفواصل والشقوق
بالمواد اإلسمنتية وذلك لمنع وصول مياه األمطار وتخللها فيها .
.5عدم بناء المساكن أو استحداث أي مباني أو أدوار إضافية على المنحدرات كونها تشكل
حمل إضافي على المنحدر .
.6يجب إخالء المنازل التي تعرضت للشقوق تحسبًا لسقوط مفاجئ للكتل الصخرية .
.7خالل سقوط األمطار يجب عدم االقتراب من أماكن تساقط الكتل الصخرية ألن مياه
األمطار اآلتية من قبل الجبال تمر عبر مناطق االنهيار حيث تعمل المياه على تعرية واذابة
وجرف المواد المساندة لهذه الصخور .
.8خالل موسم سقوط األمطار يجب مراقبة الشقوق والفواصل الموجودة ومعرفة مدى اتساعها.
.9إعداد خرائط جيوبيئية ويحدد عليها مواقع االنهيارات األرضية ومدى درجة خطورتها .
10