You are on page 1of 24

‫كلية االدآب و العلوم االنسانية‬

‫جامعة القاضي عياض‬


‫شعبة علم االجتماع‬
‫مراكش‬

‫ماستر السوسيولوجيا والتحوالت المجتمعية‬

‫إشكالية الماء بالمغرب و معالجة المياه العادمة كحل‬


‫‪.‬من بين حلول أخرى لهذه اإلشكالية‬
‫نموذج محطة معالجة و إعادة استعمال المياه العادمة لمراكش‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إنجازالطلبة‪:‬‬


‫د‪.‬حسن ضياء‬ ‫سلمى فجاج‬
‫فاطمة عسلوج‬
‫رضوان ألتيني‬
‫السنة الجامعية‪2020 – 2019 :‬‬

‫تصميم عام حول العرض‬

‫تقديم عام‬

‫‪:‬اإلطار النظري‬

‫اإلشكالية ‪1-‬‬

‫مجال الدراسة ‪2-‬‬

‫المحور األول‪ :‬الماء قضية بيئية‪-‬مجتمعية تشغل العالم‬

‫الماء أساس الحياة ‪1-‬‬

‫تحديات متعلقة بالمياه ‪2-‬‬

‫الحق في المياه ‪3-‬‬

‫الماء محط اهتمام المؤسسات الدولية ‪4-‬‬

‫أسباب ندرة المياه ‪5-‬‬

‫ندرة المياه و رهانات المستقبل ‪6-‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬إشكالية الماء في المغرب‬

‫‪1-‬‬

‫‪2-‬‬

‫‪3-‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬معالجة المياه العادمة كحل من بين حلول أخرى لمكافحة الخصاص المائي‬

‫‪1-‬‬

‫‪2-‬‬

‫‪3-‬‬

‫خالصة‬
‫‪:‬تقديم عام‬
‫‪:‬اإلشكالية ‪1-‬‬

‫إن قضية الخصائص المائي ليست وليدة اليوم‪ ،‬و لكنها قديمة ترجع أسبابها لعدة عوامل يتشابك فيها ما‬
‫هو طبيعي بما هو بشري؛ فمن جهة النمو الديموغرافي و إفراط دول العالم المتقدم خصوصا في‬
‫استهالك الموارد البيئية المختلفة‪ ،‬و من جهة أخرى التوسع في إنتاج الطاقة األحفورية واستغالل‬
‫األراضي الزراعية و قطع األخشاب من الغابات‪ ،‬أدى بشكل أو بآخر إلى ارتفاع نسب تلوث الهواء و‬
‫الماء و التربة مما ساهم بشكل مباشر في اختالل الدورة المائية و بالتالي اختالل نسب التساقطات‬
‫(جفاف‪/‬فياضانات)‪ ،‬الشيء الذي أصبح يهدد حاضر و مستقبل البشرية ال على المستوى البيولوجي؛‬
‫فالماء يشكل أكثر من ‪ 60‬في المئة من جسم اإلنسان و نقصانه أو تلوثه يتسبب في أمراض عديدة قد‬
‫تؤدي إلى الموت‪ ،‬و ال على المستوى اإلجتماعي حيث أن الخصاص المائي يفرز بشكل مباشر أو غير‬
‫مباشر مشاكل مجتمعية –من قبيل اإلحتجاجات‪ ،‬ارتفاع الفواتير‪ ،‬األمراض‪ -...‬تهدد استقرار النظام‬
‫‪.‬اإلجتماعي و استمراره‬

‫المغرب بدوره يعاني خصاصا مائي ليس بالهين‪ ،‬إذ يتوقع حسب هيأة األمم المتحدة أن المغرب سيعاني‬
‫خصاصا مائية مهوال بحلول ‪2050‬؛ و ذلك للتراجع الكبير الذي عرفه معدل نصيب الفرد من الماء‬
‫سنويا‪ ،‬أو ما يصطلح عليه بخط العوز المائي‪ ،‬و الذي يقدر ب‪ 1000‬متر مكعب للفرد سنويا‪ ،‬هذا‬
‫المعدل بالمغرب يقدر اليوم ب ‪ 800‬متر مكعب‪ ،‬مما يدق ناقوص الخطر‪ ،‬و يدفع بالدولة و صناع‬
‫القرار السياسي إلى تبني برامج و سياسات تنموية لمكافحة هذا الخصاص و امتصاص اإلضطرابات‬
‫المجتمعية الناجمة عنه‪ .‬و بالتالي فالماء كمورد بيئي ال يمكن فصله عن التنمية المجتمعية باعتبارها‬
‫‪.‬إحدى الوسائل إلشباع حاجات اإلنسان و اإلرتقاء به‬

‫من التدابير التي اتخدها المغرب لمكافحة هذا الخصاص المائي و المساهمة في الحفاظ على البيئة و‬
‫تعزيز التنمية المستدامة نذكر مشروع معالجة المياه العادمة و الذي يندرج في إطار البرنامج الوطني‬
‫للتطهير السائل و تصفية المياه العادمة‪ ،‬الذي وضع سنة ‪ 2005‬بشراكة بين وزارة الداخلية و الوزارة‬
‫المنتدبة المكلفة بالبيئة‪ .‬حيث يهدف هذا المشروع إلى استغالل المياه العادمة أو مياه الصرف الصحي‬
‫ألغراض أخرى بعد إخضاعها للمعالجة‪ .‬إلى حدود اليوم تستخدم فقط في الري‪ ،‬لكن الدولة تسير في أفق‬
‫‪.‬معالجة هذه المياه معالجة تامة لتصبح صالحة للشرب‬

‫أمام اإلشكال المرتبط بالخصاص المائي الذي يهدد اإلستقرار المجتمعي للمغرب و أمام التدابير التي‬
‫تتخدها الدولة لمكافحة هذا الخصاص يطرح التساؤل التالي‪ :‬كيف تساهم عملية تصفية المياه العادمة‬
‫في تعويض العوز المائي الذي يعاني منه المغرب؟‬
‫‪:‬المفاهيم ‪2-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪:‬مجال الدراسة ‪2-‬‬

‫تمت الدراسة بمحطة معالجة و إعادة استعمال المياه العادمة لمراكش‬


‫الماء عماد المجتمع ‪1-‬‬

‫الحصول على الماء هو حق إنساني حيوي لحفظ كرامة كل إنسان‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ال يزال مليارات الناس"‬
‫محرومين منه" حسب تصريح أدري أزوالي المديرة العامة لمنظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة‬
‫)‪(1UNESCO‬‬

‫أزمة المياه أو شح المياه هو مصطلح يشير إلى حالة الموارد المائية في العالم بحسب الطلب البشري‬
‫‪.‬عليها‪ .‬والجوانب الرئيسية ألزمة المياه هي ندرة المياه الصالحة لالستعمال البشري وتلوث المياه‬

‫المياة هي في قلب التنمية المستدامة‪ ،‬وهي ضرورية للتنمية االقتصادية االجتماعية‪ ،‬والطاقة وإنتاج‬
‫الغذاء وسالمة النظم اإليكولوجية وبقاء اإلنسان‪ .‬كما أن المياه كذلك في صلب عملية التكيف مع تغير‬
‫‪.‬المناخ حيث تضطلع بدور الرابط بين المجتمع والبيئة‬

‫والمياه هي كذلك مسألة حقوق‪  .‬ففي حين يزداد تعداد سكان العالم‪ ،‬تزداد الحاجة إلى خلق توازن بين‬
‫‪.‬جميع المتطلبات التجارية من‪  ‬موارد المياه بما يتيح للمجتمعات الحصول على كفايتها من المياه‬

‫تعد قضية األمن البشري الشغل الشاغل للسياسات الدولية و الوطنية‪ ،‬و يتمثل هذا المفهوم ﻓﻲ ﺗﻮﺍﻓﺮ‬
‫ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺿﺪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻳﺆﺩﻱ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﺇﻟﻰ‬

‫ﺣﺪﻭﺙ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺳﺒﻞ ﻣﻌﻴﺸﺘﻬﻢ‪ .‬ﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺗﺄﺛﻴﺮً ﺍ‬

‫ﻣﻮﺭﺩﺍ ﺇﻧﺘﺎﺟﻴًﺎ‪ ،‬ﺗﻌﺪ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻋﺎﻣﻼً ﺣﺎﺳﻤًﺎ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ‬


‫ً‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ‪ .‬ﻓﺒﻮﺻﻔﻬﺎ‬

‫‪،‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻀﺮﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‪ .‬ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﻴﺎﻩ ﻛﺬﻟﻚ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮﻳﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﻭﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎﺕ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ ﻣﺪﺧﻞ‬

‫‪،‬ﺇﻧﺘﺎﺟﻲ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺿﺪ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻀﺮﺭ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺘﻴﻘﻦ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺗﺪﻓﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ‬

‫‪.‬ﻳﻌﺪ ﻭﺍﺣﺪًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻸﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ‬

‫‪1‬‬
‫‪Site web nation unis, L’accès à l’eau potable, 2019.‬‬
‫‪https://www.un.org/development/desa/fr/news/sustainable/new-un-water-development-report.html‬‬
‫تحديات متعلقة بالمياه ‪2-‬‬

‫‪2‬يفتقد ‪ 2.1‬مليار فرد إلى خدمات مياه الشرب المأمونة‪ ،‬ما يعادل ‪ 3‬أشخاص من ‪-10‬‬

‫يفتقد ‪ 4.5‬مليار فرد إلى خدمات المرافق الصحية‪ ،‬ما يعادل ستة أشخاص من عشرة‪-‬‬

‫‪3-‬عدم كفاية الحصول على المياه الصالحة للشرب لنحو ‪ 748‬مليون نسمة‬

‫يموت سنويا ‪ 340‬ألف طفل بسبب أمراض اإلسهال‪-‬‬

‫يعاني ‪ 1‬من كل ‪ 10‬أشخاص في العالم من شح المياه‪  .‬و‪ %90‬من الكوارث الطبيعية متصلة‪-‬‬
‫بالمياه‬

‫‪-‬تستخدم ‪ %75‬من المياه المستخدمة في الصناعة في إنتاج الطاقة‬

‫‪4 -‬عدم كفاية الحصول على مياه تستخدم للصرف الصحي لنحو ‪ 2.5‬مليار نسمة‬

‫الحق في المياه ‪3-‬‬

‫الحق في الماء هو حق كل شخص مهما كان وضعه اإلقتصادي في أن تمكن من الحصول على‬
‫‪5‬القدر الكافي من الماء الصالح ليحفظ صحته و حياته‬

‫وكان أحد أهم المعالم التي أحرزت مؤخرا هو إقرار الجمعية العامة لألمم المتحدة بحق اإلنسان‬
‫في الحصول على كفايته من المياه لالستخدام الشخصي والمنزلي (ما بين ‪ 50‬و ‪ 100‬لتر لكل فرد‬
‫يوميا)‪ ،‬على أن تكون تلك المياه مأمونة وبأثمان معقولة (ال ينبغي أن تزيد كلفة المياه عن ‪ %3‬من‬
‫مجمل الدخل األسري)‪ ،‬وأن تكون متاحة مكانا (أال تبعد أكثر من ‪ 1000‬متر من المنزل) وزمانا (أال‬
‫‪.6‬يستغرق الحصول عليها أكثر من ‪ 30‬دقيقة)‬

‫‪.‬الجودة‪ ،‬القرب و الكفاية هي األبعاد الثالثة لضمان األمن المائي لألفراد‬

‫‪2‬‬
‫‪idem‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Martine Valo, La crise de l’eau illustrée en 5 graphiques, le Monde,2015‬‬

‫‪4‬‬
‫‪JMP Report 2008 - Progress on drinking water and sanitation: special focus on sanitation, unicef‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Henri Smets, Le droit de chacun à l'eau, Revue Européenne de Droit de l’Environnement, 2002, p :129‬‬
‫الموقع اإللكتروني الرسمي لألمم المتحدة ‪https://www.un.org/ar/sections/issues-depth/water/index.html‬‬
‫‪6‬‬
‫الماء محط اهتمام المؤسسات الدولية ‪4-‬‬

‫لم تزل األمم المتحدة تعالج‪ ،‬ومنذ فترة طويلة‪ ،‬األزمة العالمية الناجمة عن تزايد الطلب على الموارد‬
‫المائية في العالم لتلبية االحتياجات اإلنسانية والتجارية والزراعية‪ ،‬فضال عن الحاجة إلى خدمات‬
‫‪.‬الصرف الصحي األساسية‬

‫وركز كل من مؤتمر األمم المتحدة للمياه (‪ ،)1977‬والعقد الدولي لتوفير مياه الشرب والصرف الصحي‬
‫(‪ ،)1990 - 1981‬والمؤتمر الدولي المعني بالمياه والبيئة (‪ ،)1992‬ومؤتمر قمة األرض (‪)1992‬‬
‫‪.‬على هذا المورد الحيوي‬

‫وساعد العقد الدولي للعمل‪ ،‬الماء من أجل الحياة‪ 2015 - 2005 ،‬نحوا من ‪ 1.3‬مليار فرد في البلدان‬
‫النامية في الحصول على مياه الشرب المأمونة‪ ،‬كما دفع بعجلة التقدم في ما يتصل بالصرف الصحي‬
‫‪.‬ضمن إطار الجهود التي بُذلت لتحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية‬

‫ومن االتفاقات التي ُتعد بمثابة المعالم في األوانة األخيرة‪ :‬جدول أعمال ‪ 2030‬للتنمية المستدامة‪ ،‬وإطار‬
‫سِ نداي للحد من مخاطر الكوارث للفترة ‪ ،2030- 2015‬وخطة عمل أديس أباب الصادرة عن المؤتمر‬
‫‪.7‬الدولي الثالث لتمويل التنمية‪ ،‬واتفاق باريس ضمن معاهدة األمم المتحدة اإلطارية المعنية بتغير المناخ‬

‫أسباب ندرة المياه ‪5-‬‬

‫‪8‬اختالل التوازن بين العرض و الطلب‪ ،‬ندرة المياه=وجود زيادة في المياه أعلى من اإلمداد المتاح‪-‬‬

‫التوسع الحضري و الصناعي‪-‬‬

‫اإلستخدامات الزراعية‪ ،‬تستهلك الزراعة حوالي ‪ 80‬في المئة من المياه‪-‬‬

‫*تدهور نوعية المياه الجوفية و عدم جودة المياه السطحية بسبب التلوث‪-‬‬

‫سوء إدارة الموارد المائية و استغاللها و استنزافها‪-‬‬

‫‪7‬‬
‫‪idem‬‬
‫التكيف مع ندرة الياه‪ ،‬تقرير منظمة األغدية و الزراعة لألمم المتحدة ‪http://www.fao.org/3/a-i3015a.pdf‬‬
‫‪8‬‬
‫ندرة المياه و رهانات المستقبل ‪6-‬‬

‫ندرة المياه تندر بصراعات بل بحروب تهدد األمن البشري‪ ،‬فحسب تقرير للمخابرات األمريكية فإن‬
‫امدادات المياه العذبة لن تواكب على االرجح الطلب العالمي بحلول عام‪ 2040،‬االمر الذي ينذر‬
‫‪،‬بالمزيد من عدم االستقرار السياسي ويعوق النمو االقتصادي ويعرض أسواق الغذاء العالمية للخطر‬
‫وقال التقرير الصادر من مكتب مدير المخابرات القومية األمريكية إن مناطق منها جنوب آسيا‬
‫والشرق االوسط وشمال أفريقيا ستواجه تحديات كبيرة في معالجة مشاكل المياه التي قد تعوق القدرة‬
‫على انتاج الغذاء وتوليد الطاقة‪ ،‬وقال التقرير إن نشوب "حرب مياه" غير محتمل في السنوات‬
‫العشر المقبلة لكن خطر الصراع سيزداد النه من المحتمل ان يفوق الطلب العالمي على المياه‬
‫االمدادات الحالية المستدامة منها بنسبة ‪ 40‬بالمئة بحلول عام ‪ ،2030‬وقال مسؤول كبير في‬
‫المخابرات األمريكية للصحفيين "بعد عشر سنوات سنشهد تزايد الخطر‪ ...‬ذلك رهن بما تفعله كل‬
‫‪.9.‬دولة واالجراءات الفورية التي ستتخذ لحل قضايا ادارة المياه بين الدول‬

‫‪9‬‬
‫كمال عبيد‪ ،‬أزمة المياه وصراعات المستقبل ‪، 2019 http://www.alrassedonline.com/2012/06/blog-post_7164.html‬‬
‫مؤشرات قوية لحروب استراتيجية‬
‫المحور التاني‪ :‬وإشكالية الماء بالمغرب‪:‬‬
‫يعت بر الم اء م وردا طبيعي ة أساس يا للحي اة‪ ،‬وم ادة ض رورية يرتك ز عليه ا ك ل األنش طة‬
‫البش رية في مختل ف من احي الحي اة فاألنش طة اإلجتماعي ة واالقتص ادية كله ا رهين ة به ذه‬
‫الثروة الحيوية‪ ،‬ويتميز توفرها بع دم االنتظ ام في الزم ان والمك ان حيت أن توزيعه ا على‬
‫سطح الكرة األرضية ليس متساوي‪ ،‬كما كان دور الماء مند األزل ب الغ االهمي ة في تحدي د‬
‫إستقرار التجمعات البشرية‪.‬‬
‫‪ ‬أهم عوامل أزمة الماء‪:‬‬
‫فبالنسبة لوضعية المغرب فق د تع ددت العوام ل المس اهمة في ن درة المي اه ومح دوديتها‬
‫يت داخل فيه ا م ا ه و ط بيعي وم ا ه و متعل ق بالس لوكات والممارس ات البش رية‪ ،‬حيت أن‬
‫وضعية المغرب بخصوص المياه أصبحت تدق ناقوس الخطر إن لم تكن ق د دخلت مرحل ة‬
‫الخطر في بعض المناطق وبالتالي إن هاته الوضعية تشكل رهان ا وتح ديا كب يرة أم ام ك ل‬
‫الجهات المعنية ‪.‬‬
‫إن الموارد المائية بالمغرب هي موضوع رهانات كبرى ‪ ،‬وبها يرتهن طم وح التنمي ة‬
‫اإلقتصاديةواإلجتماعية والتنمية البشرية على العم وم ‪ ،‬ف المغرب يش هد وض عيات مختلف ة‬
‫بين فترات رخاء وفترات أزمة مرتبطة مباشرة بالجفاف ‪ ،‬ولتحليل وضعية الموارد المائية‬
‫بالمغرب فإن للموقع الجغرافي دور هام في ندرة المياه حيت يقع الموقع الجغرافي للمغرب‬
‫في منطقة محص ورة بين الص حراء الك برى اإلفريقي ة والمحي ط وبالت الي يخض ع لتقلب ات‬
‫بيسنويةعنبفة تنعكس سلبا على مختل ف الم وارد الطبيع ة وعلى وج ه الخص وص الم وارد‬
‫المائية‪ ،‬زد على ذلك موقع يطغى عليه مناخ شبه ج اف ومن اخ ج اف ومن هن ا ف إن وط أة‬
‫المناخ والتغيرات المناخية لها دور هام في النقص الذي تعرفه ه ذه الم ادة الحيوي ة‪ ،‬زي ادة‬
‫على ذلك فإن للسلوكات والممارسات البشرية تأثير على الموارد المائي ة حيت أن األنش طة‬
‫البشرية تمارس ضغط يزداد قوة مع الزمن مما يؤثر سلبا وبطريقة تكاد تك ون نهائي ة على‬
‫كمية المياه‪ ،‬وكذلك أثر عملية الضخ واإلستغالل المفرط للفرشات المائية الغير المتج ددة ‪،‬‬
‫وبالتالي أصبحت إستدامة الموارد المائية معرضة للخطر ؛ أضف إلى ذل ك وج ود ح االت‬
‫إستغالل غير رشيد في مختلف القطاعات‪ ،‬إذن فالوضعية الحالية للموارد المائية ب المغرب‬
‫تهدد إستدامتها‪.‬‬
‫يعت بر الم اء ث روة ثمين ة ألن ه مص در وأس اس الحي اة ووج وده يع ني وج ود الحي اة‬
‫وإس تمرارها ؛ وزوال ه زوال الحي اة ونهايته ا‪ ،‬إال أن االنفج ار ال ديموغرافي والط ور‬
‫اإلقتصادي أدى إلى إستنزاف الثروة المائية‪.‬‬
‫تعرف الموارد المائية بالمغرب ندرة بسبب التغيرات المناخية وتعرض ه للثل وت نتيج ة‬
‫المق دوفات الص ناعية والمنزلي ة ومط ارح النفاي ات ال تي غالب ا م ا ت تركز على ض فاف‬
‫المجاري المائية‪ ،‬نهيك عن اإلستعمال المكثف للمبيدات واألسمدة التي تلحق أضررا عديدة‬
‫بالفرشات المائية وتهدد إستدامتها مما ينجم عن هاته الوضعية مخاطر جس يمة على ص حة‬
‫اإلنسان ‪ ،‬وبالتالي هن ا الممارس ات والس لوكات الس لبية لإلنس ان تج اه البيئ ة على العم وم‬
‫والموارد المائية على الخصوص لها إنعكاسات على اإلنسان ذاتيه وعلى المجال ككل‪.‬‬
‫حظيت الموارد المائية على الدوام بإهتمام بالغ في المغ رب حيت أن ن درة الم اء أص بح‬
‫من المطالب اإلجتماعية الملح ة ال تي أص بحت تف رض نفس ها م ؤخرا ‪ ،‬وذل ك راج ع إلى‬
‫التغيرات التي تعرفها هاته المادة األساسية‪.‬‬
‫يعاني المغرب كغيره من دول العالم من مشكل ع دم تك افئ توزي ع الم اء‪ ،‬حيت ت تراوح‬
‫مع دالت التس اقطات الس نوية أزي د من‪ 1000‬ملم بالمن اطق الش مالية والش مالية الغربي ة‬
‫والمرتفعات الجبلي ة‪ ،‬وأق ل من ‪ 50‬ملم بالمن اطق الص حراوية‪ .‬كم ا تق در المي اه المتج ددة‬
‫والقابلة لإلستعمال بحوالي ‪ 29‬مليار متر مكعب ‪ ،‬تتجدد بفعل الدورة المائية العادية‪.‬‬
‫تعتبر أزمة الماء بالمغرب من القضايا التي تع رف تن امي ملح وظ ‪ ،‬حيت ش هدت ع دد‬
‫كبيرمن المناطق في السنوات األخير موجات من الجفاف والخص اص على مس توى الم اء‬
‫األمرالذي أدى إلى إندالع مجموعة من الحركات اإلحتجاجية"نم‪DD‬وذج مدين‪DD‬ة زاك‪DD‬ورة"‬
‫ذات مطالب إجتماعية شكل التزود بالماء الص الح للش رب أهم مطالبه ا الرئيس ية وبالت الي‬
‫نحن أمام ظواهر بيئية طبيعة تؤثر على المجتمع في سلوكياته وأفعاله‪ .‬إذن هات ه الوض عية‬
‫أصبحت تدق ناقوس الخطر وتندر بأزمات إجتماعية س تكون له ا ع واقب وخيم ة‪ .‬كم ا أن‬
‫مجوعة من التقارير الدولية تح در المغ رب من المخ اطر ال تي يمكن أن ت ترتب عن أزم ة‬
‫الماء‪ ،‬وال تي من ش أنها ان تمس بالس لم واألمن اإلجتم اعيين وتس اهم في تعمي ق الف وارق‬
‫المجالية واإلجتماعية‪ .‬وقد إحتلت مس ألة األمن الم ائي في الس نوات األخ يرة مكان ة ب ارزة‬
‫وأضحى الحديت عنه ال يقل أهمية عن األمن الغدائي واألمن العسكري‪ .‬وقد ص در تقري ر‬
‫عن المجلس اإلقتصاديواإلجتماعي نبه في ه من أن وض عية ن درة المي اه في المغ رب مقلق ة‬
‫ألن موارده المائية تق در حالي ا بأق ل ‪ 650‬م تر مكعب للف رد س نويا ‪ ،‬مقاب ل ‪ 2500‬م تر‬
‫مكعب في سنة ‪ 1960‬وستراجع إلى ‪ 500‬متر مكعب بحلول س نة ‪ ،2030‬وهن ا نالح ظ‬
‫هذا التراجع المهول في حصة الفرد من هاته المادة الحيوية ‪ .‬وأضاف ك ذلك أن الدراس ات‬
‫الدولية تشير إلى أن التغيرات المناخية يمكن أن تتسبب في إختف اء ‪ 80‬بالمئ ة من الم وارد‬
‫المائية المتاحة في المغرب خالل ‪ 52‬سنة المقبلة‪.‬‬
‫إن إشكالية ندرة المياه والنقص الذي أصبحت تفرضه هاته الم ادة الحيوي ة تف رض البحت‬
‫عن حلول وتبني سياس ات ناجع ة للتجاوزه ذا الواق ع الم زري‪ ،‬وبالت الي فالوض ع يف رض‬
‫اللجوء إلى التعبئة وتشييد بنيات تحتي ة من أج ل اإلس تجابة لحاجي ات الس اكنة والقطاع ات‬
‫اإلنتاجية ‪ ،‬هذه الحاجيات المتزايدة كثيرا ما تكون في حالة تن افس ب ل وح تى تض ارب في‬
‫ما بينها مما يجعل من مسلسل التخطيط وتدبير المياه أمر بالغ التعقيد والص عوبة‪ .‬في ه ذا‬
‫الصدد لقد إنتبه المغرب مبكرا إلى هذه اإلشكالية الحقيقية التي أضحت تش غل بل دان الع الم‬
‫وباتت رهانا عالميا ‪ ،‬فالمغرب بعد تحدير من مجموع ة من التق ارير لمنظم ات دولي ة نهج‬
‫سياسة ش كل الم اء أح د محاوره ا األساس ية والجوهري ة وال تي من ش أنها أن يب ني عليه ا‬
‫سياسته المستقبلية‪.‬‬
‫تقدر الموارد المائية في المغرب بما يناهز ‪ 20‬مليار مكعب ‪ 75‬بالمئة منها سطحية و ‪25‬‬
‫بالمئة هي مياه جوفية ‪ ،‬وقد دعا تمايز توفر المياه على صعيد الزمان والمك ان إلى إعتم اد‬
‫سياسة السدود التي تبناها الملك الحسن التاني في ستنيات القرن الماض ي حيت ك انت س نة‬
‫‪ 1967‬بمتابة سنة اإلنطالقة لهاته السياسة التي تهدف تخزين الماء وإع ادة توزيعه ا ب دف‬
‫تحقيق تنمية إقتصاديةوإجتماعية متوازنة على صعيد ال تراب الوط ني ‪ .‬في ه ذا الص دد تم‬
‫تشيد ‪ 135‬سدا كبيرا تبلغ مجموع قدرتها اإلستعابية ما قدره ‪ 17.5‬مليار متر مكعب ‪ ،‬أما‬
‫المياه الجوفية فهي تق در بم ا ين اهز ‪ 4‬ملي ار م تر مكعب في الس نة إال أن أغلبه ا أس تغلت‬
‫بوثيرة تفوققدرتها على الجديد ‪ ،‬وهذا من شأنه أن يؤدي إلى نضوب بعضها وبالتالي تكون‬
‫لها إنعكاسات سلبية على تنمية مجموعة من المناطق‪.‬‬
‫أمام هذه اإلكراهات واإلشكاالت ك ان لزام ا على المغ رب تب نى إس تراتجيات وحل ول‬
‫تأخد بعين اإلعتبار ضمان عملي ة ال تزود ب الموارد المائي ة وإس تمرار ت دفقها بغي ة تحقي ق‬
‫أهداف التنمية المستدامة وتحسين مستوى عيش السكان ‪ .‬لهذا الغ رض تم تأس يس المجلس‬
‫األعلى للماء والمناخ سنة ‪ 1931‬وقد وض ع ض من أولويت ه ت أمين تزوي د الس كان بالم اء‬
‫الص الح للش رب بالع المين الحض ري والق روي؛ وتحس ين وحماي ة ج ودة المي اه من خالل‬
‫المزاوجة بين الحفاظ على المياه من حيت الكم والج ودة‪ .‬في ه ذا الص دد تم تب ني سياس ة‬
‫تحلية مياه البحر ومحطات معالجة المياه العادمة كتقني ة جدي دة للتخفي ف من النقص الت ذي‬
‫تعرفه الموارد المائية بالمغرب‪.‬‬
‫‪ -1‬ماذا تعني عبارة معالجة المياه المستعملة أو العادمة‪D:‬‬

‫معالجة المياه المستعملة (استصالح المياه) هي عملية تحويل المياه العادمة أو مياه الص رف الص حي إلى‬
‫مياه يمكن إعادة استخدامها ألغراض أخرى مفي دة ق د تش مل ري الح دائق والحق ول الزراعي ة أو تجدي د‬
‫موارد المياه السطحية والجوفية كما يمكن توجيه اس تخدامها لتل بي احتياج ات معين ة للس كان في من ازلهم‬
‫(مثل تنظي ف المرح اض) واألعم ال التجاري ة والص ناعة‪ .‬ه ذه العملي ة تس اهم في الحف اظ علي ال ثروة‬
‫المائية كجزء من التنمية المستدامة للمياه مما يقلل من الندرة والجفاف و يخفف من الضغوط على المي اه‬
‫الجوفية وغيرها من المسطحات المائية الطبيعية‪.‬‬

‫الماء المستعمل هو الماء الملوث الذي تدخل عليه المواد الغريبة فتفسد خواص ه الكيميائي ة والفيزيائي ة أو‬
‫تغير من طبيعته مما يجعله غير صالح لالستعمال من طرف اإلنسان والحي وان والنب ات والكائن ات ال تي‬
‫تعيش في البحار والمحيطات‪.‬‬

‫يتم تدوير المياه بشكل متكرر من خالل عمليات تساقط األمطار والتبخر‪ ،‬فكل المي اه على األرض عب ارة‬
‫عن مي اه مع اد ت دويرها ‪،‬م ايعرف بال دورة المائي ة ‪,‬إال أن تع ابير "المي اه المع اد ت دويرها" أو "المي اه‬
‫المستصلحة" تعني عادة مياه الصرف ال تي يتم إرس الها من الم نزل أو المعم ل من خالل نظ ام الص رف‬
‫الصحي إلى محطة معالجة مياه الص رف الص حي ‪ ،‬حيث يتم عالجه ا إلى مس توى يتف ق م ع االس تخدام‬
‫المقصود‪.‬‬

‫أ‪ -‬أقرت منظمة الصحة العالمية أسباب االضطرار إلعادة استخدام مياه الصرف الصحي وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬زيادة ندرة المياه‪.‬‬

‫‪ -2‬الزيادة السكانية وقضايا األمن الغذائي ذات الصلة‪.‬‬

‫‪3-‬زيادة التلوث البيئي من مياه الصرف الصحي بطرق خاطئة‪.‬‬

‫‪ -4‬زيادة الوعي و إدراك قيمة موارد مياه الصرف الصحي والفضالت‪.‬‬

‫ب‪ -‬تاريخ استخدام‪ D‬هذه التقنية‪:‬‬

‫ً‬
‫ارتباطا وثي ًقا بتطوير خدمات الصرف الصحي‪.‬‬ ‫يتم تطبيق هذه العملية عبر سنوات طويلة وترتبط‬

‫في الواليات المتحدة‪ ،‬أقر قانون المياه النظيفة لعام ‪ 1972‬القضاء على تصريف النفايات غ ير المعالج ة‬
‫والصناعية لجعل المياه آمنة للصيد واالستجمام‪ .‬وقدمت الحكومة الفيدرالية األمريكية مليارات الدوالرات‬
‫من المنح لبناء محطات معالجة مياه الصرف الصحي في جميع أنحاء البالد‪.‬‬
‫بدأت هيئات الصرف الصحي في والية لوس أنجل وس باس تخدام مي اه الص رف المعالج ة ل ري المن اظر‬
‫الطبيعية في المنتزهات ومالعب الغولف في عام ‪.1929‬‬

‫تم بناء أول منشأة مياه مستصلحة في منتزه غولدن غيت في سان فرانسيسكو بكاليفورنيا عام ‪.1932‬‬

‫كانت منطق ة تغذي ة م وارد المي اه في جن وب كاليفورني ا أول وكال ة للمي اه الجوفي ة تحص ل على موافق ة‬
‫رسمية الستخدام المياه المعالجة إلعادة شحن المياه الجوفية في عام ‪.1962‬‬

‫تصنيف أنواع الملوثات التي يتم فصلها عن المياه في محطات المعالجة وتطبيقاتها‪:‬‬

‫تلوث فيزيائي ‪ :‬يشمل مواد صلبة حج ارة م واد بالس تكية أترب ة عالق ة و مص دره فيزي ائي مث ل نفاي ات‬
‫منزلية و ما تجره السيول ‪.‬المخاطر الناتجة منه هي اعاق ة في اس تعمال ه ذه المي اه وانس داد أن ابيب نق ل‬
‫المياه ‪.‬نوع المعالجة فيزيائية كالسكية غربلة ترشيح وترقيد‪.‬‬

‫تل وث عض وي ‪:‬و يش مل زي وت ص ناعية م واد عض وية منحل ة و مص دره نفاي ات منزلي ة وص ناعية‬
‫‪.‬المخاطر الناتج ة عن ه تل وث البيئ ة وتس مم المي اه وام راض ميكروبي ه‪.‬ن وع المعالج ة معالج ة فيزيائي ة‬
‫كالسكية فصل الزيوت ومعالجة بيولوجية‪.‬‬

‫تلوث كيميائي ‪:‬وهو مواد كيميائي ة ومعدني ة ومع ادن ثقيل ة مث ل الرص اص والزئب ق ‪.‬مص دره المبي دات‬
‫الحش ريه والفالحي ة و مخلف ات المستش فيات ومخلف ات ص ناعية‪ .‬المخ اطر الناتج ة عن ه ام راض‬
‫ميكروبيولوجيةو نوع المعالجة كيميائية‪.‬‬

‫معظم استخدامات ه ذه المي اه المستص لحة تك ون ألغ راض غ ير ص الحة للش رب مث ل غس ل الس يارات‬
‫والمراحيض و تبريد محطات الطاقة والبحيرات االصطناعية والري حيثما يكون ذلك ممكنا‪.‬‬

‫أوجه االستخدام ‪:‬‬

‫‪-1‬استخدامات المدن والمناطق العمرانية‪ :‬ري الحدائق العامة و الخاص ة والمراف ق الرياض ية و تنظي ف‬
‫الشوارع وأنظمة الحماية من الحريق‪.‬‬

‫‪ -2‬االس تخدامات الزراعي ة‪ :‬مث ل المحاص يل الغذائي ة المع دة و الغ ير المع دة للتج ارة ‪،‬الم راعي لحلب‬
‫الحيوانات‪ ،‬البذور‪ ،‬زهورالزينة تربية األحياء المائية‪ ،‬زراعة الكروم ‪.‬‬
‫‪ -3‬االستخدامات الصناعية‪ :‬مثل إعادة تدوير ‪،‬غسل المواد األولية صنع الخرسانة ‪،‬اعمال البن اء بص فة‬
‫عامة‪.‬‬

‫‪-4‬االستخدامات الترفيهية‪:‬سقي مالعب الجولف و صنع الثلج‪.‬النافورات ‪.‬‬

‫‪-5‬االستخدامات البيئية‪ :‬إعادة شحن المياه الجوفية في األراضي الرطبة و زراعة الغابات‪.‬‬

‫يعبرالعديد من البشر عن شعورهم باالشمئزاز من المياه المستصلحة ومع ذلك ‪ ،‬فإن الخطر الرئيس ي من‬
‫استخدامها للشرب هو احتمالية استمرار تواجد المواد الصيدالنية والمواد الكيميائي ة المنزلي ة األخ رى أو‬
‫مشتقاتها (الملوثات الدوائية البيئية الثابتة) في هذه المياه لكن قد تق ل ه ذه الخط ورة إذا تم إبع اد فض الت‬
‫اإلنسان عن مياه الصرف الصحي باستخدام مراحيض جافة أو أنظمة تعالج المياه السوداء بشكل منفص ل‬
‫عن المياه الرمادية‪.‬‬

‫الهدف من المعالجة‪:‬‬

‫‪-‬الحفاظ على الصحة العمومية‪.‬‬

‫‪-‬الحفاظ على البيئة‪.‬‬

‫‪-‬استرجاع المياه‪.‬‬

‫مزايا استخدام المياه المعالجة و فوائدها‪:‬‬

‫‪-‬المحافظة على المياه الصالحة للشرب والتوسع في الزراعة‪.‬‬

‫‪-‬الحد من الحاجة إلى األسمدة االصطناعية بسبب وجود العناصر الضرورية في تلك المياه المعالجة‪.‬‬

‫‪-‬زيادة توافر المياه ألغراض الشرب والتنظيف والري واالستخدامات المنزلي ة و غس ل الم راحيض وم ا‬
‫إلى ذلك تقليل اإلفراط في استخراج المياه الجوفية‪.‬‬

‫‪-‬تقليل حموالت المغذيات إلى مياه األنهار والقنوات وموارد المياه السطحية األخرى‪.‬‬

‫‪-‬تقليل تكاليف التصنيع الستخدام المياه المستصلحة عالية الجودة و زيادة اإلنتاج الزراعي‪.‬‬

‫‪-‬تعزيز حماية البيئة عن طريق الحفاظ على األراضي الرطبة والبرك‪.‬‬

‫‪-‬زيادة العمالة وتعزيز االقتصاد المحلي (مثل السياحة والزراعة)‪.‬‬


‫مساوئ المياه المعالجة‪:‬‬

‫تسبب مشاكل صحية إذا لم يتم معالجتها بشكل صحيح قد تسبب اضرار للنبات‪.‬‬

‫محطة معالجة المياه العادمة بمراكش مش روع بي ئي من دمج‪ ،‬ين درج في إط ار السياس ة الوطني ة للت دبير‬
‫التكاملي للموارد المائية‪.‬‬

‫وبما ان المغرب كباقي دول العلم يعاني من ندرة المي اه نظ را الرتف اع ع دد س اكنته وزي ادة الطلب على‬
‫موارد الندرة ومن بينها الماء ‪,‬ونظرا لتفشي ثقافة هدر الم وارد وع دم تثمين ال ثروات المائي ة‪,‬فق د نهجت‬
‫الدولة سياسات مائية للحفاظ على منسوب الدورة المائية كعهدة او امانة يجب ترش يد اس تهالكها والحف اظ‬
‫عليها كحق لألجيال القادمة‪.‬وكجزء من هذه السياسة المائية تاتي محطات معالجة المياه العادم ة بم راكش‬
‫من بين الحلول العملية للتلوث البيئي الذي يطال الفرشة المائية التي تتسرب اليها مي اه الص رف الص حي‬
‫مسببة االضرار الصحية للساكنة زيادة عن االضرار التي تطال الزراعة بسبب تل وث الترب ة ناهي ك عن‬
‫تلوث الهواء بالروائح المنبعثة من مجاري الصرف الصحي‪....‬‬

‫وقد تمكنت محطة معالجة المياه العادمة من تجاوز مجم وع اإلكراه ات‪ ،‬التيكانتتتمث ل في غي اب مخط ط‬
‫لمعالجة هذه المياه بالمدينة‪ ،‬حيث كان يجري قذف مجموع سوائل الصرف الصحي المنزلية والصناعية‪،‬‬
‫والمقدر حجمها بحوالي ‪ 90‬ألف متر مكعب يوميا‪ ،‬بثالث نقط سوداء على مستوى طريق الدارالبيض اء‪،‬‬
‫وطريق آسفي‪ ،‬وشمال وادي تانسيفت‪.‬‬

‫وينجم عن هذه الوضعية غير السليمة تلوث الوسط الطبيعي‪ ،‬خاصة الفرشة المائية‪ ،‬باإلض افة إلى وقعه ا‬
‫السلبي على الجانب الصحي والبيئي‪.‬‬

‫واعتب ارا للتط ور غ ير المس بوق‪ ،‬ال ذي تش هده مدين ة م راكش على المس توى العم راني والس ياحي‬
‫واالقتصادي‪ ،‬شهد الطلب على الماء تزايدا كبيرا‪ ،‬مع العلم أن موارد هذه المادة الحيوية جد محدودة‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬وبناء على هذه الحالة الطارئة‪ ،‬والرهانات البالغ ة األهمي ة الناتج ة عنه ا‪ ،‬أص بحت معالج ة المي اه‬
‫العادمة ضرورة ال مناص منها‪.‬‬
‫ومن أج ل ح ل ه ذه اإلش كالية‪ ،‬وتف ادي مض اعفاتها‪ ،‬ق امت الوكال ة المس تقلة لتوزي ع الم اء والكهرب اء‬
‫بمراكش‪ ،‬بإنجاز الدراسات المعمقة حتى تتمكن من المس اهمة في تحقي ق الت وازن بين متطلب ات التط ور‬
‫الذي تشهده المدينة‪ ،‬وحماية البيئة‪ ،‬والموارد المائية‪ ،‬وباألساس تحسين الظروف الصحية‪ ،‬وحماية سكان‬
‫المدينة من األمراض المائية‪.‬‬

‫وأسفرت هذه الدراسات‪ ،‬عن تبني مشروع إنشاء محطة لمعالجة المياه العادم ة بالحم أ والفحم المنش ط ‪،‬‬
‫قبل قذفها بالوسط الطبيعي‪ ،‬يصل متوسط صبيبها إلى حوالي ‪ 1050‬لترا في الثانية‪ ،‬جرى إنشاؤها على‬
‫مساحة ‪ 17‬هكتارا‪ ،‬على يسار الطريق المؤدي إلى مدينة آسفي بجانب وادي تانسيفت‪.‬‬

‫وتمكن هذه المحطة من معالجة التلوث الن اتج عم ا يع ادل مليون ا و‪ 300‬أل ف نس مة‪ ،‬وأنج زت األش غال‬
‫المتعلقة بالمرحلة األولى من المشروع‪ ،‬والخاصة بالمعالج ة األولي ة‪ ،‬في يوني و ‪ ،2006‬وج رى تش غيل‬
‫شطرها األول خالل أكتوبر ‪.2008‬‬

‫أم ا بخص وص المرحل ة الثاني ة‪ ،‬ال تي تمكن من معالج ة وتص فية المي اه العادم ة بنس بة ‪ 95‬في المائ ة‪،‬‬
‫والخاصة بالمعالجة الثانوية والثالثي ة‪ ،‬فق د انطلقت أش غالها بداي ة من نون بر ‪ ،2008‬وانتهت خالل س نة‬
‫‪.2010‬‬

‫ومن خصوصيات هذه المحطة‪ ،‬توفرها على وحدات إلنت اج البيوغ از واس تغالله لتغطي ة كاف ة متطلب ات‬
‫الطاقة الكهربائية في المرحلة األولى من عمل المحطة‪.‬‬

‫وبالموازاة مع هذه األشغال‪ ،‬أعدت الوكالة الدراسات التنفيذية إلنجاز شبكة لتوزيع المياه المعالج ة‪ ،‬يق در‬
‫طولها بحوالي ‪ 52‬كيلومترا‪.‬‬
‫وهكذا فإن هذا المشروع البيئي المندمج‪ ،‬الذي يندرج في إطار السياسة الوطنية للتدبير التك املي للم وارد‬
‫المائية‪ ،‬يهدف لوقاية الوسط الطبيعي‪ ،‬وتحسين الظروف الصحية‪ ،‬وتوفير حوالي ‪ 33‬مليون م تر مكعب‬
‫من المياه المعالجة والخاضعة للمواصفات والمعايير األكثر دقة في ما يتعلق بسقي المساحات الخضراء‪.‬‬

‫يذكر أنه منذ سنة ‪ ،1998‬ت اريخ تف ويت ت دبير قط اع التطه ير الس ائل إلى الوكال ة‪ ،‬أولت ه ذه األخ يرة‬
‫عناية خاصة لتأهيل هذا القطاع‪ ،‬ورصدت اإلمكانات الالزمة لهذا الغرض‪.‬‬

‫وكلفت الدراسات المتعلقة بالمش روع لوح دها ‪ 18‬ملي ون درهم‪ ،‬والمعالج ة األولي ة ‪ 168‬ملي ون درهم‪،‬‬
‫والمعالجة الثانوية ‪ 560‬مليون درهم‪ ،‬والثالثية ‪ 90‬مليون درهم‪ ،‬وشبكة توزي ع وإع ادة اس تعمال المي اه‬
‫المعالجة ‪ 240‬مليون درهم‪.‬‬

‫وجرى تمويل الشطر األول الخاص بالمعالجة األولية‪ ،‬والبالغة تكلفته ‪ 168‬مليون درهم مناصفة بين‬
‫الوكالة والبنك األوروبي لالستثمار‪ .‬ويجري تمويل الشطر الثاني الخاص بالمعالجة الثانوية والثالثية‪،‬‬
‫وكذا شبكة توزيع المياه المعالجة في إطار شراكة بين الوكالة (‪ 428‬مليون درهم)‪ ،‬والدولة (‪150‬‬
‫مليون درهم)‪ ،‬والمستفيدين (‪ 330‬مليون درهم)‪.‬‬

‫مراحلمعالجةالمياهالمستعملة‪:‬‬

‫‪ 1‬المعالجةاألولية (فيزيائيةكالسكية)‪:‬‬

‫غربلةونزعالموادالصلبة‪.‬‬

‫نزعالموادالصلبةالدقيقةبالترقيد‪.‬‬

‫نزعالزيوتواالتربة‪.‬‬

‫‪ 2‬المعالجةالبيولوجية‪:‬‬

‫التهويةلتنشيطالبكتيرياالتيتستهلكالموادالعضوية‪.‬‬

‫التركيدلترسيبالمكروبات‪.‬‬
‫‪ 3‬المعالجةالكيميائيةالتطهيروالتعقيم‬

‫‪4‬التصفية‪.‬‬

‫‪ 5‬الترشيح‪.‬‬

‫‪6‬التطهير‪ :‬وذلكباضافةاألوزون‪O3‬وإضافةالكلور‪cl2‬‬

‫كيفية عمل محطة المعالجة للمياه ؟‬

‫محطات معالجة مياه الصرف الصحي المنزلية أو المشابهة لدلك ذات نظ ام التهوي ة البيولوجي ة المطول ة‬
‫هي عبارة عن نظام فعال من أجل الحص ول على م ردود جي د من التص فية و المعالج ة و يمكن تلخيص‬
‫مبدأ عمل هده المحطات في ثالثة أطوار رئيسية ‪:‬‬

‫الطور األولي‬

‫عملية معالج ة المي اه المس تعملة تب دأ من خالل معالج ة أولي ة من أج ل التخلص من الم واد الص لبة مث ل‬
‫الرمال و المواد األخرى العائمة فوق الماء و دلك بواسطة غربال خاص و من تم يتم تجميعها و التخلص‬
‫منها‬

‫الطور الثاني‬

‫يعتبر هدا الطور من المعالجة البيولوجية هو األساس في هده العملية‪.‬حيث يتم تس خير البكتيري ا الهوائي ة‬
‫للقضاء على المواد العضوية‪.‬و يتم تزويدها بالهواء بواس طة الض واغط ال تي تض من تزوي د األوكس جين‬
‫بكمية جيدة و كافية للحفاظ على كمية البكتيريا بتوازن‪ .‬ثم تأتي مرحلة العزل‪ ،‬والتي تسمح بفص ل الطين‬
‫النشط عن المياه المعالجة ‪ .‬يتم إعادة تدوير الطين المنش ط في حج رة التهوي ة بحيث تبقى كمي ة البكت يرا‬
‫مثالي ة وفي نهاي ة ه ذه العملي ة يتم ط رح المي اه في الوس ط الط بيعي طبق ا للمعاييرالمح ددة في الق انون‬
‫المغربي للحفاظ على البيئة‬

‫كيف تساهم محطة معالجة المياه العادمة بمراكش بالتنمية المستدامة والمحافظة على الموارد؟‬
‫كان لمشروع محطة معالجة المياه العادمة بمراكش اثر واضح على تنمي ة المدين ة من خالل ع دة مواق ع‬
‫لعل أبرزها أن المحطة تعتبر مصدرا بديال ومتجددا لسقي واحات النخي ل وس قي ‪ 19‬ملعب غول ف‪,‬كم ا‬
‫توفر فرص عم ل للع املين في قط اع الزراع ات المس قية من المي اه المعالج ة‪,‬كنبات ات الزين ة والح دائق‬
‫العامة والمزارع النموذجية في واحات النخيل ‪,‬التي تعتمد كذالك في سقيها على مياه المحط ة‪,‬كم ا تس اهم‬
‫في التنمية المستدامة من خالل انعاش السياحة باعتبار مدين ة م راكش مدين ة س ياحية‪,‬وذلكبام داد الفن ادق‬
‫والمسابح الخاصة بها بالمي اه وك ذالك الحمام ات بالمي اه ال تي تمكن من الحف اظ وترش يد اس تهالك المي اه‬
‫النظيف ة كم ا ان المحط ة في ح د ذاته ا منحت فرص ة لتش غيل مجموع ة من العم ال والتق نين والف نين‬
‫واألط ر‪,‬ه ذا بالض افة الى أنه ا وض عت نهاي ة لمعان ات الس اكنة في ال دواوير المج اورة للنق ط الس وداء‬
‫للصرف الصحي‪,‬والتي كانت تعاني من الرائحة الكريهة المنبعثة من المجاري المكشوفة‪,‬وهواألمر ال ذي‬
‫أدى الى ركود سوق العقار بالمنطقة وانخفاظقيمة األراضي المجاورة للمج اري‪,‬وأض ر بمص لحة المالك‬
‫وأصحاب العقار وكذالكأضر بصحة الساكنة‪.‬محطة معالجة المياه العادمة بمراكش‪,‬مشروع خاص بالي ات‬
‫التنمية النظيفة ‪,MDP‬تقوم المحطة بمعالجة‪33‬مليون متر مكعب سنويا كمصدر متجددللمياه‬

‫وتعزيز انتاج الغاز الحيوي والمساهمة فيمكافحة االنبعاثاث التي تبلغ تقريبا‪66,000‬من غاز االحتباس‬
‫‪.‬الحراري كل سنة‬

You might also like