You are on page 1of 51

‫الحماية القانونية للماء‬

‫‪ redouane‬أعمال جامعية‪ ,‬الرسائل‪ ‬اترك تعليقا‬


‫مجلة المنارة للدراسات القانونية واالدارية‬
‫عبد الرحمان بهلول‬
‫طالب باحث‬
‫شعبة القانون الخاص‬
‫الحماية القانونية للماء‬
‫‪2014‬‬
‫المختصرات‬
‫‪0‬‬ ‫ج‪.‬ر ‪ :‬جريدة رسمية‬
‫‪1‬‬ ‫ص ‪ :‬صفحة‬
‫‪2‬‬ ‫ق‪.‬م‪.‬ج ‪ :‬قانون المسطرة الجنائية‬
‫‪3‬‬ ‫ق‪.‬ج‪.‬م ‪ :‬القانون الجنائي المغربي‬
‫‪4‬‬ ‫م س ‪ :‬مرجع سابق‬
‫‪5‬‬ ‫ج ‪ :‬جزء‬
‫‪6‬‬ ‫‪Abréviation‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪Op.cit : Ouvrage précité‬‬


‫‪8‬‬ ‫‪P : page‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪DES : Diplôme des Etudes supérieures‬‬
‫‪0‬‬ ‫مـقـدمـة‬
‫‪1‬‬ ‫إن حاجات اإلنسان المادية والمعنوية متعددة مثل حاجاته إلى المأكل والملبس والسكن والعمل والتنقل‪،‬‬
‫‪2‬‬ ‫كما أنه في حاجة إلى السكينة والحرية وغيرهما من متطلبات النفس البشرية‪ ،‬والفرد في سعيه إلشباع‬
‫‪3‬‬ ‫حاجته وتحقيق رغباته قد تتعارض مصالحه مع غيره من األفراد‪ ،‬لذا كان البد من تنظيم وتدخل‬
‫‪4‬‬ ‫قانوني لضمان توفيرها لإلنسان وتوزيعها بين أفراد المجتمع بشكل عادل وحتى ال تبقى معرضة‬
‫‪5‬‬ ‫للفوضى يحصل عليها القوي وال يتمكن منها الضعيف ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫لقد ترعرعت الحضاراتـ اإلنسانية األولى على ضفاف المجاري المائية‪ ،‬فالحضارة الفرعونية نشأت‬
‫‪7‬‬ ‫على ضفاف النيل‪ ،‬والحضارة السامرية والسومرية على ضفاف دجلة والفرات‪ ،‬والحضارة الهندية علة‬
‫‪8‬‬ ‫ضفاف “الكنج” و”السند”‪ ،‬والحضارة األوروبية على ضفاف الراين والدانوب والسين والتايمز‬
‫‪9‬‬ ‫ويعتبر الماء أحد أهم هذه الحاجات اإلنسانية لقوله تعالى‪َ ” :‬و َج َع ْلنَا ِم َن ْال َماء ُك َّل َش ْي ٍء َح ٍّي ” ‪ ،‬لذلك‬
‫‪0‬‬ ‫أولته الشريعة اإلسالمية المكانة التي يستحقها‪ ،‬فذكر لفظ الماء ثالثا وستين مرة في القرآن الكريم ‪،‬‬
‫‪1‬‬ ‫وورد في السنة النبوية في أحاديث كثيرة فعن أبي هريرة أنه قال‪ :‬قلت يا رسول هللا إني رأيتك طابت‬
‫‪2‬‬ ‫نفسي وقرت عيني‪ ،‬فأنبئني عن كل شيء‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم‪ ”:‬كل شيء خلق من ماء”‬
‫‪3‬‬ ‫كان طبيعيا أن يهتم المشرع المغربي بتنظيم هذه الثروة الوطنية الهامة‪ ،‬وأن يصدر بشأنها جملة من‬
‫‪4‬‬ ‫النصوص القانونية‪ ،‬لتحديد نطاقها‪ ،‬والحفاظ عليها‪ ،‬وحمايتها من االعتداء‪ ،‬ويعتبر منشور فاتح نونبر‬
‫ضع من‬ ‫‪ 1912‬في شأن تحديد ضابط مؤقت للعقارات التي ال يمكن امتالكها أو تفويتها‪ ،‬أول نص ُو ِ‬
‫طرف إدارة الحماية أ ْد ِخلت بموجبه المياه في عداد األموال العامة‪ ،‬تاله صدور ظهير فاتح يوليوز‬
‫‪ 1914‬في شأن األمالك العمومية الذي حدد مكونات الملك العمومي التي ال يسوغ ألحد أن يتفرد‬
‫بتملكها من بينها مجاري المياه‪ ،‬واآلبار االرتوازية‪ ،‬والبحيرات الكبيرة والصغيرة والمستنقعات والترع‬
‫التي تسير للري ‪ ..‬والمالحظ أن الظهير المذكور لم يجعل كل المياه أمالكا عامة‪ ،‬اعتباراً ألصحابـ‬
‫حقوق المياه بل ترك األمر للتعديالت الالحقة‪ ،‬حيث جاء تعديل الفصلـ األول من ظهير فاتح يوليوز‬
‫‪ 1914‬بمقتضى ظهير ‪ 8‬نونبر ‪ 1919‬الذي أدخل ضمن الملك العمومي كل المياه سواء كانت جوفية‬
‫أو سطحية ومجاري المياه وينابيع المياه أيا ً كانت طبيعتها‪.‬‬
‫كما أن الفقرة الخامسة من الفصلـ األول ضمت إلى الملك العام المائي كل األراضي التي تعتبر وعا ًء‬
‫‪0‬‬ ‫للمياه وإن كانت غير مغطاة بها بشكل دائم‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫وعمد المشرع إلى إيجاد إطار قانوني يعالج بعض اإلشكاليات التي أثيرت بعد تطبيق ظهير فاتح يونيو‬
‫‪2‬‬ ‫‪ 1914‬وظهير ‪ 8‬نونبر ‪ ،1919‬خاصة ما يتعلق بحدود األمالك العمومية ونطاقها الجغرافي والوضعية‬
‫‪3‬‬ ‫القانونية لموضع مجاري المياه‪ ،‬وأصدر ظهير فاتح غشت ‪ 1925‬المتعلق بجعل ضابط المياه الذي‬
‫‪4‬‬ ‫أدخل إلى الملك العام المائي مجاري المياه العمومية وضفاف األنهار وموضع مجاري المياه التي‬
‫‪5‬‬ ‫يجري عليها المد والجزر‪ ،‬كما تبنى طريقة تدبير المياه من طرف اإلدارة وذلك عبر عقد االمتياز أو‬
‫‪6‬‬ ‫الترخيص ‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫وبعد سنوات طويلة من االنتظار‪ ،‬أصدر المشرع المغربي القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء ‪ ،‬مستهال‬
‫‪8‬‬ ‫إياه بديباجة موضحة لألسباب التي دفعته إلصداره‪ ،‬وموزعا على ‪ 123‬مادة‪ ،‬ومنظما في ثالثة عشر‬
‫‪9‬‬ ‫بابا‪ ،‬أوجزها كما يلي‪:‬‬
‫‪0‬‬ ‫الباب األول‪ :‬خصص له المشرع خمس مواد متعلقة بأحكام الملك العام المائي‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫الباب الثاني‪ :‬من المادة السادسة إلى الحادية عشر‪ ،‬أكد فيها المشرع على تمسكه بالحقوق المعترف بها‬
‫‪2‬‬ ‫ألصحابها‪ ،‬مع جعلها خاضعة لقانون نزع الملكية عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫الباب الثالث‪ :‬خصص له المشرع مادة وحيدة هي المادة ‪ 12‬والتي منع بمقتضاها أي تجاوز لمجاري‬
‫‪4‬‬ ‫المياه‪ ،‬والسواقي‪ ،‬والبحيرات‪ ،‬والعيون‪ ،‬وقنوات المالحة أو الري‪ ..‬التي تدخل في نطاق الملك العام‬
‫‪5‬‬ ‫المائي‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫الباب الرابع‪ :‬من المادة ‪ 13‬إلى المادة ‪ 24‬تتعلق بالمجلس األعلى للماء والمناخ‪ ،‬والمخطط الوطني‬
‫‪7‬‬ ‫للماء والمخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة لموارد المياه‪ ،‬وتحديد اختصاصاتـ وكاالت األحواض‬
‫‪8‬‬ ‫المائية‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫الباب الخامس‪ :‬من المادة ‪ 25‬إلى المادة ‪ ،50‬تتعلق بحقوق وواجباتـ المالك‪ ،‬والترخيصات‬
‫‪0‬‬ ‫واالمتيازات المتعلقة بالملك العام المائي‪ ،‬ومدارات المحافظة ومدارات المنع‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫الباب السادس‪ :‬من المادة ‪ 51‬إلى المادة ‪ 57‬وتتعلق بمحاربة تلوث المياه‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫الباب السابع‪ :‬من المادة ‪ 58‬إلى المادة ‪ 66‬وتتعلق بالمياه المخصصة لالستعمال الغذائي‪ ،‬وتلك‬
‫‪3‬‬ ‫المخصصة لتحضير أو تصبير المواد الغذائية الموجهة للعموم‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫الباب الثامن‪ :‬من المادة ‪ 67‬إلى المادة ‪ 78‬وتتعلق باستعمال وبيع المياه الطبيعية وذات المنفعة الطبية‪،‬‬
‫‪5‬‬ ‫ومياه العين‪ ،‬أو مياه المائدة‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫الباب التاسع‪ :‬من المادة ‪ 79‬إلى المادة ‪ 85‬وتتعلق بكيفية الحصول على ترخيص من أجل استعمال‬
‫‪7‬‬ ‫المياه ألغراض فالحية ودور وكاالت الحوض المائي في ذلك‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫الباب العاشر‪ :‬من المادة ‪ 86‬إلى المادة ‪ 88‬ويتعلق بأحكام الماء في حالة الخصاص‪.‬‬
‫الباب الحادي عشر‪ :‬من المادة ‪ 89‬إلى المادة ‪ 100‬وتتعلق بإجراءاتـ إنجاز األثقاب بقصد البحث عن‬
‫الماء‪ ،‬وطرق محاربة الفيضانات عبر إقامة منشآت وتجهيزات في األراضي التي يمكن أن تغمرها‬
‫المياه‪.‬‬
‫الباب الثاني عشر‪ :‬من المادة ‪ 101‬إلى المادة ‪ 103‬وتتعلق بدور الجماعات المحلية في إحداث لجنة‬
‫الماء بكل عمالة أو إقليم‪ ،‬والمهام المنوطة بها‪ ،‬ودورها االستشاري قبل منح رخص المياه من طرف‬
‫وكالة الحوض المائي‪.‬‬
‫الباب الثالث عشر‪ :‬من المادة ‪ 104‬إلى المادة ‪ 122‬ويتعلق بدور شرطة المياه والمخالفات والعقوبات‪.‬‬
‫وخصصت المادة ‪ 123‬لنسخ األحكام المخالفة لهذا القانون ‪.‬‬
‫وقد أكد القانون الجديد على المبادئ العامة واألحكام األساسية السابقة في موضوعه‪ ،‬والتي لم ينفها ولم‬
‫‪0‬‬ ‫يلغها‪ ،‬وإنما مدد العمل بها بنصه عليها صراحة‪ ،‬وأغناها بإضافات جديدة ومبتكرة تتالءم مع روح‬
‫‪1‬‬ ‫العصر‪ ،‬وتنسجم مع فلسفته الجديدة‪ ،‬والمؤسسة على ترسيخ ووضع الدولة يدها على ثرواتها المائية‬
‫‪2‬‬ ‫للتحكم في صرفها واستعمالها‪،‬ـ وفق ما تقتضيه المصلحة العامة وضمن المستجدات الهيكلية للمؤسسات‬
‫‪3‬‬ ‫المكلفة بتدبير الملك العام المائي‪ ،‬أحدث القانون الجديد ما يعرف ب “وكاالت األحواض المائية”‬
‫‪4‬‬ ‫كمؤسسات عمومية متمتعة بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪،‬ـ إلى جانب المؤسسات السابقة‬
‫‪5‬‬ ‫المتمثلة في المكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي‪ ،‬ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك‪ ،‬ووزارة الطاقة‬
‫‪6‬‬ ‫والمعادن والماء والبيئة‪ ،‬ومصالح العمالة أو اإلقليم‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫كما أكد القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء على الجهاتـ المكلفة بحماية الملك العام المائي المنظمة في‬
‫‪8‬‬ ‫الظهائر السابقة‪ ،‬ومنح بمقتضى المادة ‪ 104‬لشرطة المياه مكنة القيام بمعاينة مخالفات مقتضيـات هذا‬
‫‪9‬‬ ‫القانون ونصوصه التطبيقية‪ ،‬وعدد األفعال التي تعد جريمة ونص على عقوباتها كجلب مياه سطحية أو‬
‫‪0‬‬ ‫جوفية بدون ترخيص‪ ،‬أو إذا ما وقع داخل المساحات السقويـة المعدة والمجهزة من طرف الدولة‪،‬‬
‫‪1‬‬ ‫ضبط جلب غير مرخص به مثل صبيب أعلى من الصبيـب المرخص به وسقي غير مرخص أو خارج‬
‫‪2‬‬ ‫األوقات المحددة‪ ،‬وسرقة الماء‪ ،‬وأحال بخصوص منع شرطة المياه من مزاولة مهامها على العقوبات‬
‫‪3‬‬ ‫الواردة في الفصل ‪ 609‬من القانون الجنائي ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫يكتسي الموضوع أهمية بالغة لما لهذا المورد الحيوي من دور في تنمية العقاراتـ في بالدنا‪ ،‬وخاصة‬
‫‪5‬‬ ‫في المدارات المسقية‪ ،‬نظرا لكثرة الحاجاتـ في وقت نضوب مصادر التعبئة المناسبة‪ ،‬كما أنه يعد أحد‬
‫‪6‬‬ ‫أهم العناصر الستمرار اإلنسان على وجه البسيطة‪ ،‬وبذلك استحق أن يكون أحد مقومات السيادة‬
‫‪7‬‬ ‫الوطنية ‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫يرجع اختيار موضوع ” الحماية القانونية للماء” إلى عدة دوافع منها‪:‬‬
‫‪9‬‬ ‫اعتبار المياه أحد أهم المواضيع المتداولة يوميا الرتباطها الوثيق بالحاجيات اليومية واألساسية لحياة‬
‫‪0‬‬ ‫اإلنسان بشكل خاص واالقتصاد الوطني بشكل عام‪ ،‬إال أن المثير لالنتباه هو ندرة الدراسات الخاصة‬
‫‪1‬‬ ‫وبشكل أساسي باللغة العربية‪ ،‬هذا النقص البين في البحوث دفعني إلى البحث في الموضوع‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫التعريف بالقانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء‪،‬ـ وأهم المقتضيات الحمائية المتعلقة بالثروة المائية‪،‬‬
‫‪3‬‬ ‫والبيئة‪ ،‬والمستهلك المائي‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫ويواجه الباحثـ في موضوع الملك العام المائي مجموعة من الصعوبات‪،‬ـ أهمها‪ ،‬ندرة الكتابات‬
‫‪5‬‬ ‫والمقاالت واألبحاث الجامعية في الموضوع‪ ،‬وصعوبة الوصول لبعضها‪ ،‬كما أن األحكام والقراراتـ‬
‫‪6‬‬ ‫القضائية المنشورة في هذا المجال قليلة جدا‪ ،‬والبحث عن غير المنشور منها غير متاح بالشكل‬
‫‪7‬‬ ‫المطلوب‪ ،‬إال ما تعلق بسرقة أو جلب الماء بدون ترخيص في بعض المحاكم الموجودة بنفوذها مناطق‬
‫‪8‬‬ ‫مسقية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن البحثـ في الملك العام المائي‪ ،‬مرتبط بمواضيع ذات صلة وثيقة بالقانون العام‬
‫مثل القانون اإلداري‪ ،‬وأخرى ذات صلة بالقانون الخاص كقانون التحفيظ العقاري ‪ ،‬ومدونة الحقوق‬
‫العينية ‪ ،‬وقانون المسطرة المدنية ‪ ،‬والقانون الجنائي‪ ،‬وقانون المسطرة الجنائية ‪ ،‬وقانون البيئة ‪،‬‬
‫وقانون نزع الملكية ألجل المنفعة العامة واالحتالل المؤقت ‪.‬‬
‫ويطرح موضوع الحماية القانونية للماء عدة إشكاالت وتساؤالت في نفس اآلن‪ ،‬من قبيل مدى توفير‬
‫الحماية المتطلبة للماء في ظل حسم المشرع لطبيعته القانونية ؟ وهل وفر تعدد الجهات المتدخلة في‬
‫حماية هذا المورد الغاية المنشودة من ذلك؟ وهل ينطبق القانون الموضوع مع واقع الماء‪ ،‬نظرا لما‬
‫تحدثه مجاري األنهار من تغيير في حدود العقارات؟ـ‬
‫لدراسة الموضوع ارتأيت تقسيمه إلى فصلين على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪0‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬النظام القانوني للمياه وحمايتها اإلدارية‬
‫‪1‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬ضوابط ونطاق الحماية الجنائية للملك العام المائي‬
‫‪2‬‬ ‫الفصل األول‬
‫‪3‬‬ ‫النظام القانوني للمياه وحمايتها اإلدارية‬
‫‪4‬‬ ‫عرف المغرب تنظيم المياه منذ القدم وفق األعراف المحلية لكل منطقة‪ ،‬ومع دخول اإلسالم إليه تم‬
‫‪5‬‬ ‫إعادة تنظيم تدبيرها عبر أحكام الراجح والمشهور وما جرى به العمل في مذهب اإلمام مالك‪ ،‬مع‬
‫‪6‬‬ ‫االحتفاظ باألعراف المحلية غير المتناقضة معه‪ ،‬وبذلك أصبح الماء دائرا بين الملكية العمومية‬
‫‪7‬‬ ‫والملكية الخصوصية أو متأرجحا بينهما وال قيد عليه سوى عدم اإلضرار بالغير ‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫إن تنظيم الماء لم يصل إلى الصيغة الحالية إال بعد مروره بعدة مراحل ساهمت في نشأتها ونموها عبر‬
‫‪9‬‬ ‫التاريخ عدة عوامل‪ ،‬سياسية‪ ،‬واقتصادية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬ودينية‪ ،‬وبدخول االستعمار الفرنسي إلى‬
‫‪0‬‬ ‫المغرب أصدرت سلطات الحماية عدة قوانين تنظيمية في هذا المجال منها منشور فاتح نونبر ‪1912‬‬
‫‪1‬‬ ‫الذي حدد العقارات التي ال يمكن امتالكها أو تفويتها‪ ،‬تاله صدور ظهير فاتح يوليوز ‪ 1914‬المنظم‬
‫‪2‬‬ ‫للملك العمومي الذي عدد أمالك الدولة العامة‪ ،‬ومنها الملك العام المائي‪ ،‬وحفاظا على السلم واألمن‬
‫‪3‬‬ ‫االجتماعيين‪ ،‬ونظرا الرتباط المغاربة باألرض والماء فإن المشرع استثنى من األمالك العامة المائية‬
‫‪4‬‬ ‫الحقوق التي تم االعتراف بها لألفراد من قبل اإلدارة‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫وانطالقا من مبدإ عمومية الملك العام المائي‪ ،‬فإن الخواص ال يمكنهم استعماله أو استغالله إال بعد‬
‫‪6‬‬ ‫حصولهم على ترخيص من الجهاتـ المكلفة بالمحافظة عليه‪ ،‬ويحدد الترخيص نطاق سريانه والتزامات‬
‫‪7‬‬ ‫وحقوق المرخص له‪ ،‬مع احتفاظ اإلدارة بحق سحبه كلما أخل المرخص له بشروط العقد‪ ،‬من أهمها‬
‫‪8‬‬ ‫استنزاف أو تلويث الماء‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫ومن أجل تدبير ناجع للموارد المائية بالمغرب‪ ،‬فإن قانون الماء أحدث مجموعة من المؤسسات للحفاظ‬
‫‪0‬‬ ‫على هذه الموارد الحيوية‪ ،‬سواء على الصعيد الوطني كالمجلس األعلى للماء والمناخ‪ ،‬والمجلس‬
‫‪1‬‬ ‫الوطني للبيئة‪ ،‬أو على الصعيد الجهوي كوكاالت األحواض المائية‪ ،‬والمركز الجهوي لالستثمار‬
‫‪2‬‬ ‫الفالحي محددا اختصاصاتهاـ وطرق تدخلها‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫وعملية التخطيط الستعمال الموارد المائية وحمايتها تكون إما عن طريق المخطط الوطني للماء الذي‬
‫‪4‬‬ ‫يضع استراتيجية وطنية بعيدة المدى لتدبير الموارد المتواجدة على سطح األرض وفي باطنها وطنيا‪،‬‬
‫‪5‬‬ ‫وإما عن طريق المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة الذي يقوم بتدبير الموارد المائية لوكالة الحوض‬
‫‪6‬‬ ‫المائي بما فيها مصبات األنهار من أجل التأمين الكمي والكيفي للحاجيات الحاضرةـ والمستقبلية‬
‫‪7‬‬ ‫لمستعملي الحوض‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫فما هو المفهوم القانوني للملك العام المائي؟ وما هي تقسيماته في ظل الترسانة القانونية للمغرب؟ وما‬
‫هي الوسائل اإلدارية التي أتى بها المشرع لحماية هذه الثروة الحيوية؟‬
‫لإلجابة على هذه األسئلة وغيرها سأقسم هذا الفصل إلى مبحثين‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الملك العام المائي وتقسيماته‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الطرق اإلدارية لحماية الملك العام المائي‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫مفهوم الملك العام المائي وتقسيماته‬
‫إن شخصية الدولة المعنوية ال تحتاج إلى نص دستوري أو قانوني ليقررها‪ ،‬فهي تتقرر تلقائيا‬
‫وبالضرورة منذ أن تتمكن جماعة سياسية حاكمة من السيطرة على مجموعة من األفراد في إقليم محدد‬
‫من أقاليم العالم‪ ،‬ومن ثم فشخصية الدولة ركن من أركان وجودها وفقا لقواعد القانون الدولي العام‪،‬‬
‫‪0‬‬ ‫وهي التي تضمن لها االستمرارية عبر القرون بصرف النظر عن أشكال الحكومات التي قد تتعاقب‬
‫‪1‬‬ ‫عليها‪ ،‬ومن ثم فال حاجة ألن يتضمن الدستور نصا على شخصية الدولة ‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫فاألمالك العامة للدولة محددة في ظهير فاتح يوليوز ‪ 1914‬المنظم للملك العام للدولة‪ ،‬والتي تعتبر‬
‫‪3‬‬ ‫عامة ال يسوغ ألحد تملكها باعتبارها مرصودة للمنفعة العامة‪ ،‬سواء بفعل الطبيعة كاألنهار والشواطئ‪،‬‬
‫‪4‬‬ ‫والتي تبقى مشاعة بين جميع األفراد‪ ،‬أو نتيجة تدخل اإلنسان كالطرق والقناطر واألسواق وتم إلحاقهاـ‬
‫‪5‬‬ ‫بأمالك الدولة العامة‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫ومن المعلوم أنه ال يمكن ألحد أن يستغني عن الماء لكونه مصدر بقاء جميع المخلوقاتـ وبدونه تنعدم‬
‫‪7‬‬ ‫الحياة ويصير مصير اإلنسان وباقي الكائناتـ الفناء ‪ ،‬والحاجة الماسة لهذه المادة الحيوية تجعلها ملكا‬
‫‪8‬‬ ‫عاما للجميع‪ ،‬ويأخذ الماء صفة العمومية من طبيعته ذاتها‪ ،‬لكونه مخصصا الستعمال العموم‪ ،‬وهذا ما‬
‫‪9‬‬ ‫حدا بالمشرع المغربي إلى إدراجه ضمن األمالك العامة ‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫وفي هذا المجال حددت المادة الثانية من القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء األنهار الكبرى بالمغرب‪،‬ـ‬
‫‪1‬‬ ‫وضفافها‪ ،‬وحاالت تغيير مجرى النهر بفعل الطبيعة والفرضيات الواردة عليه‪ ،‬كما حددت حقوق‬
‫‪2‬‬ ‫المجاورين للنهر المهجور أو الجديد‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫وبالنظر إلى الخاصية المتميزة للماء باعتباره سائال طبيعيا‪ ،‬وارتباطه باألرض‪ ،‬فقد ثار نقاش فقهي‬
‫‪4‬‬ ‫وقضائي حول الطبيعة القانونية للماء‪ ،‬بين من اعتبره منقوال ومن اعتبره عقارا‪ ،‬واتجاه وسط ذهب إلى‬
‫‪5‬‬ ‫اعتبار الماء الذي في باطن األرض أو مساال عليها يأخذ أحكام العقار ما لم تتدخل يد اإلنسان‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫إذا كان المشرع حسم في مسألة الملكية العامة للماء‪،‬ـ فإن ذلك لم يمنعه من استثناء الحقوق المكتسبة من‬
‫‪7‬‬ ‫هذا المجال‪ ،‬فأقر لمن اعترفت له اإلدارة بهذا الحق‪ ،‬وفق شروط محددة‪ ،‬تملك الماء والتصرف فيه‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫وسيتم في هذا المبحث التطرق إلى مفهوم الملك العام المائي ( المطلب األول)‪ ،‬ونطاق تطبيق قانون‬
‫‪9‬‬ ‫الماء واالستثناءات الوارد عليه ( المطلب الثاني )‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الملك العام المائي ونطاق تطبيقه‬
‫‪1‬‬ ‫إن األمالك العامة مخصصة لتحقيق مصلحة عامة‪ ،‬الشيء الذي يتطلب حماية خاصة‪ ،‬وهذه الحماية أيا‬
‫‪2‬‬ ‫كان وجهها‪ ،‬إنما تدور مع تخصيص الملك للنفع العام‪ ،‬بمعنى أنه متى زال هذا التخصيص فعال بقرار‪،‬‬
‫‪3‬‬ ‫زالت مقتضيات الحماية القانونية ودخل الملك في نطاق الدومين الخاص وبالتالي يخضع ألحكام‬
‫‪4‬‬ ‫القانون الخاص ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫وقد كانت سنة ‪ 1914‬نقطة تحول متميز في الميدان الذي يهمنا‪ ،‬وأعني بذلك نظام المياه والحقوق‬
‫‪6‬‬ ‫المائية‪ ،‬لكون هذه السنة هي التي شهدت ميالد أول نص قانوني رسمي حدد بموجبه المشرع المغربي‬
‫‪7‬‬ ‫النطاق الموضوعي والمادي للملك العمومي للدولة‪ ،‬والذي بموجبه أصبحت أصناف المياه جزءاً من‬
‫‪8‬‬ ‫مكوناته ( فقرة أولى )‪.‬‬
‫ومن المقتضياتـ التي جاء بها قانون الماء‪ ،‬إقراره ألحكام االلتصاق الطبيعي كسبب من أسباب كسب‬
‫الملكية بسبب التغيرات الطبيعية لألنهار والتي ال دخل ليد اإلنسان فيها‪ ،‬سواء باتساع ضفاف األنهار أو‬
‫تقلصها‪ ،‬أو هجر النهر لمجراه الطبيعي واتخاذه لمجرى جديد (فقرة ثانية )‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم الملك العام المائي‬
‫إن التعامل القانوني مع المياه في المغرب ليس حديث العهد‪ ،‬فهو قديم جدا وفي ارتباط وثيق مع‬
‫ممارسة األنشطة الزراعية‪ ،‬وقد تجلت مظاهره األولى في األعراف والمعاهدات التي كانت تتم بين‬
‫القبائل حول العيون والخطارات مما راكم عددا من الوثائق التي تنظم االستفادة من الماء وتوزيع‬
‫الحصص وفقا لألعراف المحلية وأحكام الفقه اإلسالمي ‪ ،‬واستمر هذا الوضع إلى أن دخلت الحماية‬
‫إلى المغرب حيث أعادت بلورة اإلطار القانوني للمياه (أوال)‪ ،‬مما أعطى لقانون الماء مميزات خاصة‬
‫‪0‬‬ ‫به (ثانيا)‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫أوال‪ :‬اإلطار القانوني للماء‬
‫‪2‬‬ ‫دخلت فرنسا إلى المغرب بواسطة معاهدة ‪ 30‬مارس ‪ ،1912‬وكان من بين أهدفها السيطرة على‬
‫‪3‬‬ ‫األرض الفالحية عبر التحكم في مصادر الثروة المائية‪ ،‬وبذلك أصدرت منشور فاتح نونبر ‪ 1912‬الذي‬
‫‪4‬‬ ‫حدد العقارات التي ال يمكن امتالكها أو تفويتها‪ ،‬من ضمنها موارد الماء العمومية ‪ ،‬وفي هذه المرحلة‬
‫‪5‬‬ ‫طرحت فكرة التوفيق بين المصلحة الخاصة للمالك الخواص من المغاربة‪ ،‬والمصلحة العامة المرتبطة‬
‫‪6‬‬ ‫بمصالح الدولة المستعمرة‪ ،‬كما طرحت أفكاراً تدعو إلى تبني نظام حرية الملكية الخاصة للمياه‪ ،‬بينما‬
‫‪7‬‬ ‫ذهب رأي آخر إلى تبني الملكية العامة للمياه بشكل مطلق دون مراعاة حقوق الخواص ‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫وباعتبار أسبقية تنظيم المستعمر الفرنسي للملكية العامة للماء في الجزائر وتونس ‪َ ،‬خلُصت األشغال‬
‫‪9‬‬ ‫وض ُح بشكل جلي رغبة المشرع في‬ ‫التحضيرية لظهير فاتح يوليوز ‪ 1914‬وما رافقها من نقاشات تُ ِ‬
‫‪0‬‬ ‫تبني مشروع مناسب للحالة المحلية‪ ،‬إلى اعتبار الماء ثروة ال يجب أن تترك للمنافسة الحرة بين‬
‫‪1‬‬ ‫الخواص ‪ ،‬وإصدار المشرع لهذا الظهير ما هو إال وجه من أوجه الحداثة التي استهدفت الجانب‬
‫‪2‬‬ ‫الهيكلي أو الشكلي للقانون المغربي التقليدي أو العتيق‬
‫‪3‬‬ ‫إن تطبيق مبدأ الملكية العامة للماء جاء بشكل تدريجي‪ ،‬توج بصدور ظهير فاتح يوليوز‪ 1914‬المنظم‬
‫‪4‬‬ ‫للملك العام للدولة الذي جاء في الفصل األول منه على أنه‪ ”:‬تدخل في عدد األمالك العمومية األمالك‬
‫‪5‬‬ ‫اآلتية وهي‪:‬‬
‫‪6‬‬ ‫أوال‪ :‬شاطئ البحر الذي يمتد إلى الحد األقصى من مد البحر عند ارتفاعه مع منطقة مساحتها ستة أمتار‬
‫‪7‬‬ ‫تقاس من الحد المذكور‪،‬‬
‫‪8‬‬ ‫ثانيا‪ :‬األخلجة والمراسي واألموان وملحقاتها‪،‬ـ‬
‫‪9‬‬ ‫ثالثا‪ :‬المنارات والفنارات والعالمات التي توضع لإلنذار بالخطر وكافة األعمال المعدة لإلضاءة‬
‫‪0‬‬ ‫واإلنذار بالمخاطر في الشواطئ وملحقاتها‪،‬‬
‫‪1‬‬ ‫رابعا‪ :‬مجاري المياه مهما كان نوعها مع منابعها‪،‬‬
‫‪2‬‬ ‫خامسا‪ :‬اآلبار المعروفة االرتوازية والتي يفجر منها الماء وأيضا اآلبار والمواد العمومية‪،‬‬
‫‪3‬‬ ‫سادسا‪ :‬البحيراتـ الكبيرة والصغيرة والمستنقعات والسباخ‪،‬‬
‫‪4‬‬ ‫سابعا‪ :‬الترع التي تسير فيها المراكب والتي تستعمل للري أو التي تجفف وتعتبر أشغاال عمومية…”‬
‫‪5‬‬ ‫وبالرجوع إلى الفصلـ األول المشار إليه آنفا يالحظ أن المشرع المغربي لم يعط تعريفا واضحا لألمالك‬
‫‪6‬‬ ‫العمومية‪ ،‬بل اكتفى بتحديدها‪ ،‬معتمدا على فكرة االستعمال من طرف الجميع ‪ ،‬فإرادة المشرع اتجهت‬
‫‪7‬‬ ‫إلى تحديد نطاق سريان قواعد الملك العام للدولة‪ ،‬وذلك عبر تحديده لتمظهرات هذا الملك مما هو مشاع‬
‫‪8‬‬ ‫بين أفراد األمة‪ ،‬بحيث ال يحق ألحد أن يتملك واحدة من مكونات الملك العمومي المذكور في الفصل‬
‫السابق‪ ،‬فاستبعاد التملك واالنفراد الخاص باالستفادة الشخصية دليل على عمومية تلك األراضي ‪ ،‬وهذا‬
‫ما أكده االجتهاد القضائي المغربي ‪.‬‬
‫إثر ذلك صدر ظهير ‪ 28‬يوليوز ‪ 1918‬المتعلق بالملك القروي الذي اعتبر المياه التي يشربها الناس أو‬
‫التي هي معدة لتوريد الماشية وكذلك األجهزة المعدة لذلك ضمن الملك العمومي ‪.‬‬
‫إال أن تعديل الفصل األول من ظهير فاتح يوليوز‪ 1914‬المنظم للملك العام للدولة بمقتضى ظهير ‪8‬‬
‫نونبر ‪ 1919‬اعتبر المياه أينما وجدت وعلى أي صفة كانت ملكا عموميا ما عدا مياه األمطار المستغلة‬
‫مباشرة أو التي وقع تجميعها في خزانات اصطناعية ‪ ،‬فلم يكتف المشرع بإدخال المياه ضمن الملكية‬
‫العمومية بل تعدى ذلك إلى ضم األراضي التي توجد عليها هذه المياه ضمن الملك العام حتى ولو كانت‬
‫هذه األراضي غير مغطاة بالمياه بشكل دائم‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للبحيرات التي تنشأ في فصل الشتاء‬
‫‪0‬‬ ‫وتجف في فصل الصيف ‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫لكن ندرة المياه وقلتها في أغلب المناطق بسبب الجفاف‪ ،‬وارتكاز النظام االجتماعي في المغرب على‬
‫‪2‬‬ ‫الفالحة‪ ،‬جعال الدولة تتدخل بغية فرض نوع من االستغالل المشترك للماء‪ ،‬حيث أصدرت ظهير فاتح‬
‫‪3‬‬ ‫غشت ‪ 1925‬في شأن نظام المياه ‪ ،‬الذي حدد المعايير واألنظمة التي يجب العمل بها الستغالل الماء‬
‫‪4‬‬ ‫بالمغرب‪ ،‬وقرر أنه ال يجوز ألي كان استغالل المياه إال بموجب رخصة أو امتياز ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصوصياتـ قانون الماء‬
‫‪6‬‬ ‫من خالل قراءة قواعد قانون الماء‪ ،‬يمكن ذكر بعض خصائصه‪:‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪ .1‬قانون الماء فرع من فروع القانون العام‪:‬‬
‫‪8‬‬ ‫يعتبر قانون الماء أحد فروع القانون العام‪ ،‬لكونه ينظم العالقة بين اإلدارة واألفراد‪ ،‬كما أن حمايته‬
‫‪9‬‬ ‫تدخل في إطار المصلحة العامة ‪ ،‬ويكتسب صفة العمومية بشكل طبيعي لكونه مخصصا بطبيعته‬
‫‪0‬‬ ‫للمصلحة العامة دون تدخل من جانب اإلنسان‪ ،‬مثل شواطئ البحار ومجاري األنهار‪ ،‬فالطبيعة هي‬
‫‪1‬‬ ‫التي هيأت ذلك النوع من األموال لكي يكون محققا للنفع العام دون أن يكون لإلنسان يد في ذلك‪،‬‬
‫‪2‬‬ ‫وبالتالي ال حاجة لصدور قرار من اإلدارة العامة العتباره ماال عاما‪ ،‬وإذا صدر القرار فهو كاشفا‬
‫‪3‬‬ ‫لحقيقة قائمة وليس منشئا لها‪ .‬أما المال الحكمي‪ ،‬فهو مال هيأه اإلنسان وخصصه لتحقيق المنفعة العامة‬
‫‪4‬‬ ‫كالجسور والسكك الحديدية وغيرهما‪ ،‬وذلك بصدور قرار صريح أو ضمني في ذلك ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪ .2‬قانون الماء قانون ذو طابع إداري‪:‬‬
‫‪6‬‬ ‫وذلك لكون أحد موضوعات القانون اإلداري تحديد الخدمات التي تؤديها السلطة التنفيذية للجمهور‪،‬‬
‫‪7‬‬ ‫فالحكومة هي التي تشرف على تسيير العمل في كافة المرافق العامة للدولة‪ ،‬فهي التي تتولى تنظيم‬
‫‪8‬‬ ‫مرفق رجال األمن وكافة مرافق الخدمات االجتماعية األخرى كالتعليم و الصحة والمواصالت ‪،‬‬
‫‪9‬‬ ‫وتحقيق المصلحة العامة من طرف السلطة العمومية أو على األقل تحت إشرافها‪ ،‬ال ينال من صفتها‬
‫‪0‬‬ ‫هذه تحقيقها لبعض الربح‪ ،‬ألن مثل هذه األرباح إنما هي نتيجة قانونية تتصل بتسيير وإدارة هذه‬
‫‪1‬‬ ‫المرافق ‪ ،‬ومنها المياه وما يتعلق تدبيرها‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪ .3‬قانون الماء قانون إلزامي‪:‬‬
‫‪3‬‬ ‫تعتبر نصوص قانون الماء آمرة ‪ ،‬وهذا يتضح بشكل جلي من خالل استعمال المشرع لعبارات تفيد‬
‫‪4‬‬ ‫الوجوب واإللزام كاألمر والنهي ‪ ،‬مثل ما جاء في ‪:‬‬
‫‪5‬‬ ‫– المادة ‪ ” 10‬يجب على مالكي الحقوق المكتسبة…”‬
‫‪6‬‬ ‫– المادة ‪ ″11‬ال يمكن تفويت أو كراء عقارات فالحية‪”..‬‬
‫‪7‬‬ ‫– المادة ‪ ″12‬يمنع ما يلي…”‬
‫‪8‬‬ ‫– المادة ‪ ″27‬يجب أن يصرح بكل جلب للماء…”‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬نطاق تطبيق قانون الماء‬
‫حافظ القانون ‪ 10.95‬المتعلق بالماء على جميع المكونات الواردة في ظهير فاتح يوليوز ‪ 1914‬المعدل‬
‫بمقتضى ظهير فاتح غشت ‪ ،1925‬وفي هذا اإلطار وضع المشرع الئحة شاملة لمكونات الملك العام‬
‫المائي وذلك بموجب المادة الثانية من قانون الماء حيث نصت على أنه ” يدخـل في عداد الملك العام‬
‫المائي بمقتضى هذا القانون ما يلي ‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬جميع الطبقات المائية‪ ،‬سواء كانـت سطحية أو جوفية‪ ،‬ومجاري المياه بكل أنواعها والمنابع كيفما‬
‫كانت طبيعتها ؛‬
‫ب‌‪ -‬البحيـراتـ والبـرك والسبخـات وكذا البحيـراتـ الشاطئية والمستنقعات المالحة والمستنقعات مـن كل‬
‫األنواع التي ليس لها اتصال مباشر مع البحر‪ .‬وتدخل في هذه الفئة القطـع األرضيـة التي بدون أن‬
‫‪0‬‬ ‫تكون مغمـورة بالميـاه بصفـة دائمة ال تكون قابلة لالستعمال الفالحي في السنوات العادية‪ ،‬نظرا‬
‫‪1‬‬ ‫إلمكانياتها المائيـة ؛‬
‫‪2‬‬ ‫ج‌‪ -‬اآلبار االرتوازية واآلبـار والمساقي ذات االستعمـال العمومي المشيدة من طرف الدولة أو لفائدتها‬
‫‪3‬‬ ‫وكذلـك مناطـق حمايتها المحددة بمقتضيات تنظيمية‪ .‬وتتكون هـذه المناطق مـن منطقة مباشرة تضـم‬
‫‪4‬‬ ‫إلى الملك العـام المائي‪ ،‬وعنـد االقتضـاءـ من منـطقتين إحداهما قريبة واألخرى بعيدة ال تخضعان إال‬
‫‪5‬‬ ‫لالرتفاقاتـ ؛‬
‫‪6‬‬ ‫د‌‪ -‬قنـوات المالحـة والـري والتطهيـر المخصصـة الستعمال عمومي وكذلك األراضي الواقعة في‬
‫‪7‬‬ ‫ضفافهـا الحـرة والتـي ال يجـب أن يتجـاوز عرضها خمسة وعشرين مترا لكل ضفة حرة ؛‬
‫‪8‬‬ ‫ه‌‪ -‬الحـواجـز والسدود والقناطر المائية وقنوات وأنابيب الماء والسواقـي المخصصة الستعمال عمومي‬
‫‪9‬‬ ‫من أجل حماية األراضي من المـياه‪،‬ـ والـري وتزويـد المـراكز الحضرية والتجمعات القروية بالماء أو‬
‫‪0‬‬ ‫الستخدام القوى المائية ؛‬
‫‪1‬‬ ‫و‌‪ -‬مسيل مجـاري الميـاه الدائمـة وغير الدائمـة وكـذلك منابعـها ومسيل السيول التي يترك فيها سيالن‬
‫‪2‬‬ ‫المياه آثارا بارزة ؛‬
‫‪3‬‬ ‫ز‪ -‬الحافـات إلى حـدود المستـوى الذي تبلغه ميـاه الفيضان والتـي تحـدد نصوص تنظيمية تواترها‬
‫‪4‬‬ ‫بالنسبة لكل مجرى ماء أو مقطع منـه‪ ،‬وكذا كل المساحات المغطـاة بمد يبلغ معامله ‪ 120‬في أجزاء‬
‫‪5‬‬ ‫مجاري الماء الخاضعة لتأثير هذا المد ؛‬
‫‪6‬‬ ‫ح‌‪ -‬الضفاف الحرة انطالقا من حدود الحافاتـ ‪:‬‬
‫‪7‬‬ ‫– بعرض ستة أمتار على المجاري المائية‪ ،‬أو مقاطع المجاري المائيـة التالية‪ :‬ملوية من مصبه إلى‬
‫‪8‬‬ ‫منابعه‪ ،‬سبو من مصبه إلى منابعه‪ ،‬اللوكوس من مصبه إلى منابعه‪ ،‬أم الربيـع من مصبه إلى منابعه‪،‬‬
‫‪9‬‬ ‫وأبو رقراق من مصبه إلى سد سيدي محـمد بن عبد هللا ؛‬
‫‪0‬‬ ‫– بعرض مترين على المجاري المائية أو مقاطع المجاري المائية األخرى”‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫ويالحظ أن المشرع قد استعمل مصطلح المياه القارية في قانون ‪ 11.03‬المتعلق بحماية واستصالح‬
‫‪2‬‬ ‫البيئة وهو مصطلح لم يسبق استعماله في ظهير ‪ ،1914‬كما لم يستعمله في القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق‬
‫‪3‬‬ ‫بالماء‪ ،‬حيث اقتصر المشرع آنذاك على استعمال مصطلح الماء أو الملك العام المائي أو الموارد المائية‬
‫‪4‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫وسأقتصر في هذه الفقرة على الحديث عن نطاق الملك العام المائي في حالة تغيير مجرى النهر‪ ،‬والذي‬
‫‪6‬‬ ‫يحدث بفعل الطبيعة وبدون تدخل اإلنسان‪ ،‬كأن يغير نهر من األنهار مجراه أو يتخذ مجرى جديدا له‬
‫‪7‬‬ ‫وذلك طبقا للمادتين الثالثة والرابعة من القانون ‪ 10.95‬المتعلق بالماء‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫الحالة األولى‪ :‬التغيير في مجرى النهر‪.‬‬
‫حدد البند(ح) من المادة الثانية من قانون ‪ 10.95‬حدود الحافاتـ بالضفاف الحرة بعرض ستة أمتار على‬
‫المجاري المائية أو مقاطع المجاري المائية التالية‪ :‬ملوية من مصبه إلى منابعه‪ ،‬سبو من مصبه إلى‬
‫منابعه‪ ،‬اللوكوس من مصبه إلى منابعه‪ ,‬وأبو رقراق من مصبه إلى سد سيدي محمد بن عبد هللا‪.‬‬
‫وتبدأ هذه الضفاف الحرة من آخر حد تصل إليه مياه النهر الجارية عند امتالئها وقبل الفيضان‪،‬ـ فإذا‬
‫كان التغيير في المجرى حصل نتيجة فيضان مياه النهر وأدى إلى غمر قسم من الضفافـ الحرة‪،‬‬
‫فأصبح عرض تلك الضفاف أقل من الحد الذي عينه القانون فيجب أن يضم جزء من األراضي‬
‫المجاورة إلى ما تبقى من الضفة القديمة إلى أن يصل عرضها الحد المذكور ‪.‬‬
‫أما باقي األنهار أو المجاري المائية أو مقاطع المجاري كما سماها المشرع في المادة الثانية(ح‪)2-‬‬
‫فعرضها متران‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫ويضم إلى الملك العام المائي مع الضفاف الحرة التي يشملها المسيل الجديد الذي يشقه المجرى المائي‬
‫‪1‬‬ ‫بشكل طبيعي ‪ ،‬وتكتسب األمالك الخاصة صفة العمومية بتخصيصها للمنفعة العامة‪ ،‬ويتم ذلك بفعل‬
‫‪2‬‬ ‫الطبيعة ‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫أما إذا جرى التعديل نتيجة انحصارـ مياه النهر‪ ،‬وأدى إلى التحاق جزء المجرى الذي هجرته المياه‬
‫‪4‬‬ ‫بالضفاف الحرة‪ ،‬بحيث زاد عرضها عن الحد القانوني فإنه يُ ْقتَط ُع من هذه الضفافـ جز ٌء يوازي‬
‫‪5‬‬ ‫عرضه الجزء الذي التحق بها‪ ،‬ويعطى هذا الجزء المقتطع بدون مقابل لصاحب األرض المجاورة‬
‫‪6‬‬ ‫للمجرى ‪ ،‬حيث جاء في الفقرة الثانية من المادة الثالثة من القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء أنه” في‬
‫‪7‬‬ ‫حالة تقدم المياه‪ ،‬تسلم المنطقة المذكورة مجانا للمالك المجاور إذا أثبت ملكيته لها قبل أن تغطيها المياه‬
‫‪8‬‬ ‫شريطة احترام االرتفاقاتـ الناتجة أو التي قد تنتج عن العرف أو عن القوانين واألنظمة”‪ ،‬وهكذا تصبح‬
‫‪9‬‬ ‫ملكية العقاراتـ المتاخمة لمجاري األنهار المتأرجحة بين الدولة واألفراد بحسب ارتفاع وانخفاض‬
‫‪0‬‬ ‫مستوى المياه في النهر على مدار السنة ‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫الحالة الثانية‪ :‬اتخاذ النهر مجرى جديدا له‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫عالج المشرع أحكام هذه الحالة في المادة الرابعة من القانون رقم ‪ ،10.95‬فإذا اتخذ النهر مجرى جديدا‬
‫‪3‬‬ ‫بحيث صار يجري في أرض جديدة بفعل الطبيعة وبدون تدخل اإلنسان‪ ،‬فإن المجرى الجديد والضفاف‬
‫‪4‬‬ ‫الحرة التابعة له تلحق بأمالك الدولة العامة فتنزع ملكيتها الخاصة من المالكـ السابق لها ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫وأرى أن نزع الملكية المتحدث عنه ال يكون وفق القانون رقم ‪ 7.81‬واإلجراءاتـ والمساطر المتبعة‬
‫‪6‬‬ ‫فيه‪ ،‬بل هو نزع تلقائي بحسب تمدد مياه النهر‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫أما تعويض أصحاب األرض التي اخترقها المجرى الجديد والضفاف الحرة التابعة له فينبغي التمييز‬
‫‪8‬‬ ‫فيه بين فرضيتين‪:‬‬
‫‪9‬‬ ‫الفرضية األولى‪:‬‬
‫‪0‬‬ ‫إذا لم تهجر المياه كلية المسيل القديم‪ ،‬وظلت جارية به‪ ،‬فإن المشرع حرم مالكي العقارات التي يخترقها‬
‫‪1‬‬ ‫المسيل الجديد من أي تعويض‪ .‬ويبدو أن هذا المقتضى مجحف في حق أصحابـ العقاراتـ التي‬
‫‪2‬‬ ‫سيشغلها المجرى الجديد‪ ،‬على اعتبار أن المسيل الجديد سيحرمهم من جزء من أرضهم‪ ،‬وكان على‬
‫‪3‬‬ ‫المشرع بدل التنصيص في آخر الفقرة الثانية من المادة الرابعة على حرمان مالكي العقارات من‬
‫‪4‬‬ ‫التعويض‪ ،‬أن يحيل على مقتضيات الفصل ‪ 41‬من قانون نزع الملكية ألجل المنفعة العامة واالحتالل‬
‫‪5‬‬ ‫المؤقت الذي ينص على أنه” إذا كان االستعجال يقتضي أن تضم لفائدة الدولة بعض الموارد المائية‬
‫‪6‬‬ ‫قصد القيام بإعداد شامل نص مقرر إعالن المنفعة العامة على هذا االستعجال وعين في نفس الوقت‬
‫‪7‬‬ ‫الحقوق المائية التي تقتضي بالتخلي عنها‬
‫‪8‬‬ ‫ويمكن اإلذن بموجب هذا المقرر في حيازة الحقوق المائية المذكورة حاال أو آجال‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يجب على اللجنة المكلفة عند تعذر االتفاق بالمراضاةـ أن تقوم بتقديم التعويضات داخل أجل شهرين‬
‫يبتدئ من تاريخ نشر مقرر إعالن المنفعة العامة‪ ،‬وتطبق بعد ذلك المسطرة المنصوص عليها في‬
‫الفصل ‪ 18‬وما يليه‪.‬‬
‫يدفع التعويض عن نزع الملكية طبقا ألحكام الفصل ‪ 29‬وما يليه بعد أن يسقط المبلغ الذي قبضه‬
‫المنزوع ملكيته‪. ”..‬‬
‫الفرضية الثانية‪:‬‬
‫إذا تخلى النهر عن مجراه القديم‪ ،‬وأخذ له مجرى جديداً فالحكم يكون كالتالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا كان المجريان القديم الذي هجرته المياه والجديد يقعان في أرض لمالك واحد‪ ،‬تعطى لهذا األخير‬
‫أرض المجرى القديم وضفافه وتزول عنه صفة الملك العام وتسلم له مجانا‪ ،‬وذلك تعويضا عينيا له‬
‫‪0‬‬ ‫مقابل األرض التي فقدها في المجرى الجديد والتي أصبحت من األمالك العامة ‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫أما إذا كان المجرى القديم يقع في أرض مملوكة لشخص غير المالك لألرض التي يقع المجرى الجديد‬
‫‪2‬‬ ‫فيها‪ ،‬فإن صفة الملك العمومي تزول عن المجرى القديم‪ ،‬ويمكن للمالكين اكتساب ملكيته عن طريق‬
‫‪3‬‬ ‫الحق في الشفعة بالنسبة لكل واحد منهم إلى حدود المسيل القديم بعد استيفاء اإلجراءات القانونية ‪ ،‬حيث‬
‫‪4‬‬ ‫يحدد ثمن المسيل القديم من قبل خبراء يعينهم رئيس المحكمة المختصة بطلب من اإلدارة‪ ،‬وإذا لم‬
‫‪5‬‬ ‫يصرح المالكون المجاورون للنهر عن نيتهم في االكتساب باألثمنة المحددة من قبل الخبراء‪،‬ـ في ظرف‬
‫‪6‬‬ ‫ثالثة أشهر من اإلشعار الموجه من قبل اإلدارة‪ ،‬فإنه يتم بيع المسيل القديم وفق القواعد التي تحدد بيع‬
‫‪7‬‬ ‫األمالك الخاصة للدولة ‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫ويحدد حسب الفقرة الرابعة من المادة الرابعة السالفة الذكر ثمن المسيل القديم من قبل خبراء يعينهم‬
‫‪9‬‬ ‫رئيس المحكمة المختصة أو بطلب من اإلدارة‪ ،‬والرئيس المختص هو رئيس المحكمة االبتدائية التي‬
‫‪0‬‬ ‫يوجد بها المسيل القديم‪ ،‬وإذا ما وجد – المسيل القديم – في دائرة اختصاص أكثر من محكمتين فأظن‬
‫‪1‬‬ ‫أنه ينعقد للتي بها أكبر جزء منه‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫وبخصوص مسطرة التعويض فإنه “وإذا لم يصرح المالكون المجاورون للنهر عن نيتهم في االكتساب‬
‫‪3‬‬ ‫باألثمان المحددة من قبل الخبراء‪ ،‬وفي ظرف ثالثة أشهر من اإلشعار الموجه إليهم من قبل اإلدارة‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫فانه يتم بيع المسيل القديم وفق القواعد التي تحدد بيع األمالك الخاصة للدولة‬
‫‪5‬‬ ‫ويوزع الثمن الناتج عن البيع على مالك األراضي التي يحتلها المجرى الجديد كل بحسب نسبة قيمة‬
‫‪6‬‬ ‫األرض التي فقدها‪ ،‬وذلك على سبيل التعويض ‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن نطاق الملك العام المائي يقف عند حقوق الملكية أو االنتفاع أو االستعمال التي تم‬
‫‪8‬‬ ‫اكتسابها بصفة قانونية على الملك العام المائي قبل صدور ظهير فاتح يوليوز ‪ 1914‬في شأن األمالك‬
‫‪9‬‬ ‫العمومية وظهير فاتح غشت ‪ 1925‬المتعلق بجعل ضابط المياه‪ ،‬والتي أودع أصحابها لدى اإلدارة‬
‫‪0‬‬ ‫مطالب تستند إلى وجودها داخل أجل خمس سنوات تبتدئ من صدور القانون رقم ‪ 10.95‬إذ أنه‬
‫‪1‬‬ ‫بانقضاء هذا األجل ال يمكن ألي أحد أن يدعي أي حق على الملك العام المائي ‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لحقوق الماء‬
‫‪3‬‬ ‫إذا كان الماء في مفهومه اللغوي يعتبر مادة سائلة ال لون لها وال رائحة‪ ،‬فمن خصائص هذه المادة أنها‬
‫‪4‬‬ ‫متنقلة‪ ،‬لكن هذه الخاصية الطبيعية ال يمكن أن تسعفنا في تحديد طبيعته القانونية‪ ،‬ذلك أن المفهوم‬
‫‪5‬‬ ‫القانوني للماء يختلف تمام االختالف عن المفهوم اللغوي واالصطالحي ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫وهذا ما يدفع إلى طرح التساؤل التالي‪ :‬هل يمكن اعتبار الماء منقوال تسري عليه األحكام الخاصة‬
‫‪7‬‬ ‫باألموال المنقولة؟ أم يعد عقارا تطبق بشأنه مقتضيات األموال العقارية ( فقرة أولى)‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫وباعتبار الماء ملكية عامة حسب مختلف القوانين الصادرة في هذا الشأن‪ ،‬فهل القاعدة مطلقة أم ترد‬
‫عليها استثناءات؟ـ ( فقرة ثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الطبيعة القانونية للماء‬
‫حدد المشرع المغربي في المادة السادسة من مدونة الحقوق العينية العقارات بطبيعتها‪ ،‬إال أنه لم يوضح‬
‫في قوانين الماء بشكل صريح الطبيعة القانونية للماء‪،‬ـ بيد أن الفقه اهتدى إلى مجموعة من المبادئ التي‬
‫من شأنها توضيح قصد المشرع‪.‬‬
‫‪ -1‬السند التشريعي‬
‫يتضح من أحكام الفصل السادس من ظهير ‪ 2‬يونيو‪“ 1915‬الملغى” أن العقاراتـ بطبيعتها في التشريع‬
‫المغربي هي األراضي والبنايات والمنشآت المثبتة والمرساة ببناء واألغراس المثبتة بجذورها في‬
‫األرض ‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫وهذا ما أكدته المادة السادسة من مدونة الحقوق العينية بشكل صريح إذ نصت على أن‪“ :‬العقار‬
‫‪1‬‬ ‫بطبيعته هو كل شيء مستقر بحيزه ثابت فيه ال يمكن نقلـه من دون تلف أو تغيير في هيئته ” ‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫أما المنقول فلم يرد له تعريف في التشريع المغربي‪ ،‬وقد عرفه األستاذ مأمون الكزبري بأنه كل شيء‬
‫‪3‬‬ ‫يمكن نقله من مكان إلى آخر بدون تلف‪ ،‬سواء تحرك بنفسه كالحيوان أو بفعل قوة خارجية كالجماد‪،‬‬
‫‪4‬‬ ‫شريطة عدم رصده الستغالل عقار ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫يستفاد مما سبق أن العقارات هي األشياء الثابتة و المستقرة في مكانها و التي ال يمكن نقلها بدون تلف‪،‬‬
‫‪6‬‬ ‫وإذا طبقنا هذا المعيار على الماء الذي يعتبر محال لحقوق المياه‪ ،‬فإنه من حيث مادته وطبيعته قابل‬
‫‪7‬‬ ‫للتنقل من مكان آلخر دون تلف‪ ،‬فالماء في تركيبته الطبيعية مادة سائلة تقبل النقل دون تلف ‪ ،‬فهل يمكن‬
‫‪8‬‬ ‫والحالة هاته اعتبار الماء منقوال ؟‬
‫‪9‬‬ ‫‪ -2‬موقف القضاء والفقه‬
‫‪0‬‬ ‫لقد أضفى القضاء المغربي في عهد الحماية الطبيعة العقارية على المياه‪ ،‬عندما قرر بأن الحقوق‬
‫‪1‬‬ ‫الواردة على الماء هي حقوق عينية عقارية ولو لم يتم تحديدها من الناحية اإلدارية بعد‪ ،‬ولم ترتبط‬
‫‪2‬‬ ‫بعقار معين بذاته‪ ،‬مادامت تمثل في حقيقتها جزءا من أمالك الدولة العامة‪ ،‬حيث اعتبرت محكمة‬
‫‪3‬‬ ‫االستئناف بالرباط أن حقوق المياه حقوقا عينية عقارية ولو لم يتم االعتراف بهذه الحقوق بصفة‬
‫‪4‬‬ ‫قانونية‪ ،‬وأن عدم ارتباطها بعقار معين ال يفقدها هذه الصفة لكونها جزءا من الملك العام‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫ويرى أحد الباحثين أن تكييف محكمة االستئناف بالرباط استند على فكرة الملكية العامة للماء‪ ،‬وأن كل‬
‫‪6‬‬ ‫المياه هي ملك عام للدولة ألنها جزء ال يتجزأ من العقار الذي يعتبر في أساسه ملكا عموميا( الدومين‬
‫‪7‬‬ ‫العام)‪ .‬وحتى إن كانت غير مندمجة في عقار عمومي بصفة مباشرة فإنها تعتبر كذلك حقوقا عينية‬
‫‪8‬‬ ‫عقارية‪ ،‬إال أن هذا التكييف يمكن أن يكون مقبوال حالة اندماج المياه في الدومين العام‪ ،‬أما إذا كانت‬
‫‪9‬‬ ‫مندمجة في ملك خصوصي فان حقوق المياه لن تستمد طبيعتها العقارية من الدومين العام بل انطالقا‬
‫‪0‬‬ ‫من اندماجها في العقار الخاص‪ ،‬وسبب هذا التكييف غير الدقيق هو هيمنة الفكر االستعماري الذي كان‬
‫‪1‬‬ ‫يحاول اعتبار المياه ملكا عموميا حتى تتمكن الدولة االستعمارية من الهيمنة على الثروة المائية وتثبيت‬
‫‪2‬‬ ‫أقدامها وتحقيق مصالحهاـ وأطماعها‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫إال أنه بعد االستقالل تبنى القضاءـ المغربي تكييفا مغايرا‪ ،‬إذ اعتبر أن الطبيعة العقارية لحقوق المياه‬
‫‪4‬‬ ‫تجد أساسها في التصاقها واندماجها في العقار الذي ترد عليه‪ ،‬وهو ما يستشف من أحد األحكام‬
‫‪5‬‬ ‫الصادرة عن المحكمة االبتدائية بكلميم الذي جاء فيه” إن المدعى عليه كان له الحق في التمسك بالحوز‬
‫‪6‬‬ ‫والملك المذكور إذ لم يدل بأية حجة وذلك تماشيا مع القاعدة المقررة بقرار المجلس األعلى المتمسك‬
‫‪7‬‬ ‫به‪ ،‬أما والحالة أن المدعين قد أدلوا برسم قسمة يفيد تملكهم لسبع طاسات وربع بنوبة الخميس بعين‬
‫‪8‬‬ ‫ووغيست يجعله ملزما بإثبات سند حيازته وتواجده بعين الماء المذكورة”‪.‬‬
‫إن استخدام هذا الحكم لعبارة “حيازته وتواجده بعين الماء” تفيد أن هذا الحق ذو طبيعة عقارية‪.‬‬
‫أما الفقه فانقسم إلى ثالث اتجاهات بخصوص الطبيعة القانونية لحقوق الماء ‪.‬‬
‫حيث يرى االتجاه األول بأن حقوق المياه ترد على مادة تستهلك بمجرد االستعمال‪ ،‬في حين أن الحقوق‬
‫األخرى‪ ،‬كالحقوق العرفية اإلسالمية ترد على عقارا ال يستهلك بمجرد االستعمال‪ ،‬واعتبر الفقيه‬
‫صونيه ” ‪ ” Sonnier‬أن التوجه الذي أعطى الصفة العقارية للماء ولحقوق المياه غير مبني على أساس‬
‫صحيح وسليم‪ ،‬ألن الماء منقول وليس عقارا بالنظر إلى طبيعته المتحركة‪.‬‬
‫أما االتجاه الثاني فانقسم إلى رأيين حيث يرى الرأي األول أن حقوق المياه مبهمة وغير واضحة إذا لم‬
‫تكن واردة على عقار محفظ ومقيدة في الرسم العقاري‪،‬ـ وأن هذه الحقوق تصبح ذات طبيعة عقارية‬
‫بمجرد تقييدها في الرسم العقاري‪ ،‬أما الرأي الثاني من هذا التوجه فاعتبر أن حقوق المياه حقوق عينية‬
‫‪0‬‬ ‫عقارية أيا كانت طبيعة العقار الذي ترد عليه‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫وذهب االتجاه الثالثـ إلى أن الماء ذو طبيعة عقارية على اعتبار أن األرض تشمل ما فوقها وما تحتها‪،‬‬
‫‪2‬‬ ‫ومن ثم فالمياه الموجودة في باطن األرض وتلك المنسابة على السطح تعد عقارات بطبيعتها مادامت يد‬
‫‪3‬‬ ‫اإلنسان لم تمتد إليها وتعزلها عن مكانها الطبيعي‪ ،‬ويصير الماء منقوال بعد فصله عن األرض‪ ،‬ألن‬
‫‪4‬‬ ‫هذه األخيرة في الحقيقة هي التي تضفي عليه الصبغة العقارية فيتحول بذلك إلى منقول بطبيعته‪ ،‬مثله‬
‫‪5‬‬ ‫في ذلك مثل المقالع والمناجم‪ ،‬والقاعدة السالفة – حسب هذا االتجاه – تستفاد ضمنيا من الفصل ‪ 11‬من‬
‫‪6‬‬ ‫ظهير ‪ 02‬يونيو ‪ 1915‬الملغى – المادة ‪ 15‬من مدونة الحقوق العينية – حيث جاء فيها أن” ملكية‬
‫‪7‬‬ ‫األرض تشمل ما فوقها وما تحتها إلى الحد المعني في التمتع بها إال إذا نص القانون أو االتفاق على ما‬
‫‪8‬‬ ‫يخالف ذلك”‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫ويظهر أن التوجهين األول والثاني منتقدان‪ ،‬على اعتبار أن المعيار الذي أخذ به االتجاه األول هو‬
‫‪0‬‬ ‫معيار كالسيكي يميز بين المنقول والعقار‪ ،‬وقد أصبح متجاوزا مع تبني تكييف المنقول المخصص‬
‫‪1‬‬ ‫لخدمة العقار بأنه عقار بالتخصيص ‪ .‬أما التوجه الثاني فيعاب عليه حصره الصفة العقارية للماء على‬
‫‪2‬‬ ‫الحقوق المقيدة بالرسم العقاري‪،‬ـ دون اعتبار الحقوق الواردة على العقار غير المحفظ‪ ،‬وأرى أن موقف‬
‫‪3‬‬ ‫األستاذ الكشبور حري بالتأييد النسجامه مع طبيعة حقوق المياه التي ترد على العقاراتـ بطبيعتها من‬
‫‪4‬‬ ‫جهة‪ ،‬ومع ما ورد في المادة ‪ 16‬من مدونة الحقوق العينية من جهة أخرى‪ ،‬كما أن الفصل ‪ 41‬من‬
‫‪5‬‬ ‫القانون رقم ‪ 7.81‬المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة وباالحتالل المؤقت ينص على أنه” إذا‬
‫‪6‬‬ ‫كان االستعجال يقتضي أن تضم لفائدة الدولة بعض الموارد المائية قصد القيام بإعداد شامل نص مقرر‬
‫‪7‬‬ ‫إعالن المنفعة العامة على هذا االستعجال وعين في نفس الوقت الحقوق المائية التي يقضى بالتخلي‬
‫‪8‬‬ ‫عنها”‪ ،‬ومعلوم أن نطاق هذا القانون هو العقار ‪ ،‬وتبنى المشرع للصفة العقارية للماء وفر لهذا العنصر‬
‫‪9‬‬ ‫حماية قانونية هامة‪ ،‬سواء من حيث خضوع حقوق المياه للتقسيم الذي يعرفه العقار‪ ،‬أو من حيث‬
‫‪0‬‬ ‫الحماية المقررة لكل واحد سواء كان محفـظــا أو غير‬
‫‪1‬‬ ‫محفظ‪ ،‬وبذلك يستفيد من الحماية المدنية والجنائية ‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬تقسيم حقوق الماء‬
‫‪3‬‬ ‫القاعدة في التشريع المغربي الحاليـ أن المياه تمثل من حيث طبيعتها القانونية جانبا هاما من أمالك‬
‫‪4‬‬ ‫الدولة العامة‪ ،‬غير أن المشرع حافظ صراحة للخواص على الحقوق المكتسبة العائدة لهم قبل إعالن‬
‫‪5‬‬ ‫تلك المنفعة‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫وسأتناول في هذه الفقرة المياه كأمالك عامة للدولة (أوال) واالستثناءات الوارد عليها (ثانيا)‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫أوال – المبدأ‪ :‬الماء ملك عام‬
‫‪8‬‬ ‫اقتفى المشرع المغربي أثر الظهائر السابقة صراحة حين تبنى الملكية العامة للماء في الفقرة األولى من‬
‫المادة األولى من القانون رقم ‪ 10.95‬حيث نصت على أن” الماء ملك عام‪ ،‬وال يمكن أن يكون‬
‫موضوع تملك خاص مع مراعاة مقتضيات الباب الثاني بعده”‪.‬‬
‫وحسنا فعل المشرع عندما لم يعرف الماء‪،‬ـ وذلك لصعوبة إعطاء تعريف جامع مانع للماء من جهة‪،‬‬
‫ولكون التعاريف من اختصاص الفقه من جهة أخرى‪ ،‬فاقتصر على ذكر ما يدخل في عداد الملك العام‬
‫المائي في المادة الثانية من نفس القانون‪.‬‬
‫ونظرا لألهمية البالغة للماء باعتباره مصدر كل شيء وأصله‪ ،‬لم يبخل الفقهاءـ في تنوير العموم‬
‫بالتصدي للنوازل المعروضة عليهم‪ ،‬وبيان حقوق الجماعة في الماء باعتباره ملكا مشتركا انطالقا من‬
‫الحديث النبوي الشريف” الناس شركاء في ثالث‪“ :‬الماء والكأل والنار”‪ ،‬أظن أن تخصيص الحديث‬
‫لعبارة الناس يحمل العديد من المعاني‪ ،‬إذ لم يقتصر الخطاب على المسلمين أو أهل الكتاب بل جاء‬
‫‪0‬‬ ‫التعبير مطلقا يفيد كل إنسان مهما كان عرقه أو لونه أو دينه ‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫وما يستفاد من تنصيص المشرع المغربي والفقه اإلسالمي على الملكية العامة للماء‪ ،‬هو كون هذه‬
‫‪2‬‬ ‫المادة عصب الحياة‪ ،‬وال يمكن أن تستمر بدون الملكية المشتركة لها‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫ثانيا‪ -‬االستثناء‪ :‬الماء ملك خاص‬
‫‪4‬‬ ‫أقر الشارع أن الماء مشترك بين الناس يتقاسمون االنتفاع به بما ال يضر بعضهم بعضا‪ ،‬إال أنه إذا علم‬
‫‪5‬‬ ‫وثبت تملكه ألحد فهو أحق به ‪ ،‬ومع دخول الحماية للمغرب وقرارها جعل الماء ملكا عاما للدولة‪ ،‬فإن‬
‫‪6‬‬ ‫هذا القرار – إعالن مبدأ الملكية العامة للمياه‪ -‬بصورة مفاجئة قد يثير غضب وثورة األهالي األصليين‬
‫‪7‬‬ ‫أصحاب األرض‪ ،‬وأصحاب المياه الحقيقيين‪ ،‬خاصة أن هذا العنصر يمثل المصدر الرئيسي للحياة‬
‫‪8‬‬ ‫بالنسبة إليهم جميعا‪ ،‬وأن المساس به قد يشكل خطرا كبيرا على المستعمر نفسه‪ ،‬فتقرر استثناء هام‬
‫‪9‬‬ ‫على هذا المبدأ تمثل في عدم سريانه على الحقوق المكتسبة من طرف األهالي ‪ .‬فحقوق الملكية‬
‫‪0‬‬ ‫واالستنفاع واالستعمال المكتسبة بكيفية متنوعة على األمالك العامة قبل دخول هذا الظهير حيز التنفيذ‬
‫‪1‬‬ ‫تظل سارية ‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫وقد خص القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء الباب الثاني للحقوق المكتسبة على الملك العام المائي‪ ،‬إذ‬
‫‪3‬‬ ‫نصت المادة السادسة منه على أنه ” يحـتفظ بحقوق الملكيـة أو االنتفاع أو االستعمال التي اكتسبت‬
‫‪4‬‬ ‫بصفة قانونية على الملك العام المائي قبل صـدور الظهيـر الشريف الصادر في ‪ 7‬شعبان ‪( 1332‬فاتح‬
‫‪5‬‬ ‫يوليوز ‪ )1914‬في شـأن الملك العام والظهير الشريف الصادر في ‪ 11‬محـرم ‪( 1344‬فـاتـح غشت‬
‫‪6‬‬ ‫‪ )1925‬في شأن نظام المياه كمـا وقع تغييرهما وتتميمهما أو قبل تـاريـخ استرجاعها من طرف المملكة‬
‫‪7‬‬ ‫بالنسبة للمناطق التي ال يطبق فيها هذان النصان‪”.‬‬
‫‪8‬‬ ‫إن أغلب مدونات الماء في العالم تجعل الماء ملكا عموميا ال يجوز حجزه وال التصرف فيه وال ادعاء‬
‫‪9‬‬ ‫اكتساب ملكيته بالتقادم‪ .‬إال أن قانون ‪ 10.95‬ترك بعض االستثناءاتـ الناتجة عن استعمال بعض المنابع‬
‫‪0‬‬ ‫أو السواقي التي تضمنها قوانين الحق في االستعمال ‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫ومسألة االعتراف بالحقوق المكتسبة على الملك العام المائي تكون بعد تحقيق تجريه اإلدارة من تلقاء‬
‫‪2‬‬ ‫نفسها‪ ،‬أو بطلب من المعني باألمر وأخذ رأي وزارة الداخلية صاحبة المصلحة في ذلك ‪ ،‬وتملك الدولة‬
‫‪3‬‬ ‫للماء يبقى مجرد قرينة بسيطة يمكن إثبات عكسها من جانب صاحب المصلحة في ذلك‪ ،‬أي إثبات‬
‫‪4‬‬ ‫وجود حقوق عينية خاصة على ما اعتبره ذلك التحديد داخال في نطاق الملك العام‪ ،‬وهذه القرينة تستفاد‬
‫‪5‬‬ ‫صراحة من مقتضيات التشريع المغربي نفسه ‪ ،‬وهو ما أكده حكم للمحكمة االبتدائية بالحسيمة حيث‬
‫‪6‬‬ ‫نص على أنه‪ ” :‬لما كان األمر يتعلق بدعوى استحقاقية منصبة على منبع مائي فإن استحضار‬
‫‪7‬‬ ‫مقتضيات الظهير الشريف الصادر بتاريخ يوليوز ‪ 1914‬مسألة الزمة‪ ،‬وهذه المقتضياتـ تعطي في‬
‫‪8‬‬ ‫مادته األولى بأن الماء ملك عمومي‪ ،‬بما في ذلك العيون ومنابع األنهار والمياه الجوفية‪ ،‬وال يستثنى من‬
‫ذلك إال ما ثبت أنه كان قبل صدور هذا الظهير مملوكا ملكية خاصة ألصحابه‪ ،‬وهم في ذلك حجة تامة‬
‫وثابتة أقرتها مراسيم صادرة لفائدتهم على وزارة األشغال العمومية‪ ،‬فهذه المراسيم وحدها هي منطلق‬
‫الحقوق بالنسبة لتلك المياه منها في ذلك رسم التحفيظ‪ ،‬وفي المقابل فإن كل شخص لم يتبع هذه‬
‫اإلجراءات ولم تعترف له وزارة األشغال العمومية بملكيته لحق مائي ال يعتبر مالكا له‪ ،‬فوزارة‬
‫األشغال العمومية هي اإلدارة المختصة بإدارة استغالل المياه العامة‪ ،‬وهي التي تمنح التراخيص‬
‫لألفراد الستغالل هذه المياه بكيفيات معينة وبمقادير محددة ” ‪.‬‬
‫ويتعين على من يتمسك بالحق العيني على الملك العام المائي أن يكون مقررا له قبل صدور ظهير‬
‫‪ 1914‬وظهير ‪ ،1925‬وثابتا ً له طبقا لقواعد الفقه اإلسالمي واألعراف المحلية ‪ ،‬أو داخل أجل خمس‬
‫سنوات من صدور القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء‪ .‬ويرى األستاذ محمد بونبات أن المادة السادسة‬
‫‪0‬‬ ‫من قانون الماء أعطت مهلة جديدة‪ ،‬وسمحت بإمكانية إحياءـ الحقوق المائية القديمة وتخليصها من الملك‬
‫‪1‬‬ ‫العام المائي‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫ويبدو لي أن المادة المذكورة فتحت األجل فقط بالنسبة لألقاليم الجنوبية‪ ،‬والمناطق المحتلة كسبتة‬
‫‪3‬‬ ‫ومليلية‪ ،‬أما بخصوص مفهوم اإلثبات فإنه ليس مطلقا كما يتبين من ظاهر المادة السادسة من قانون‬
‫‪4‬‬ ‫‪ ،10.95‬إذ استبعدت محكمة النقض شهادة الشهود في هذا الخصوص‪ ،‬حيث جاء في أحد قراراتها ”‬
‫‪5‬‬ ‫إن حقوق الغير على الماء كملك عمومي للدولة ال تثبت بشهادة الشهود فضال عن كونها ال تخص‬
‫‪6‬‬ ‫المطالبين وحدهم باالستفادة من الماء ولو مع وجود سدين تقليديين…‬
‫‪7‬‬ ‫وحيث لذلك يبقى الطلب غير مرتكز على أساس وحليف الرفض “‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫إن تقييد محكمة النقض لوسائل اإلثبات واستبعاد شهادة الشهود راجع إلى محاولة حماية الملك العام‬
‫‪9‬‬ ‫المائي أكثر في زمن أصبح فيه الحصول على الشهود أمرا هينا‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫وفي نزاع بين أحدى جمعيات مستخدمي المياه المخصصة للزراعة وحافري بئر‪ ،‬ولكون اإلدارة لم‬
‫‪1‬‬ ‫تعترف لهما بحق استغالل الماء‪ ،‬فإنه جاء في حيثيات قرار لمحكمة االستئناف بتازة ما يلي‪“ :‬وحيث‬
‫‪2‬‬ ‫تبين للمحكمة من خالل مراجعة أوراق الملف ومحتوياته أنه بغض النظر عن ما جاء في تقرير الخبرة‬
‫‪3‬‬ ‫المنجزة من طرف وكالة الحوض المائي والتي هي مؤسسة عمومية تشرف على استعمال الملك العام‬
‫‪4‬‬ ‫المائي من كونها تستبعد أن يكون الستغالل البئر أثر سلبي على العين وهي الخبرة الرسمية لكن غير‬
‫‪5‬‬ ‫الحضورية فإن الصفة في االدعاء غير ثابتة أصال ذلك أن الماء ملك عام وال يمكن أن يكون موضوع‬
‫‪6‬‬ ‫تملك خاص وأن الحقوق المكتسبة على المياه المتنازع بشأنها غير ثابتة طبقا للمادة ‪ 6‬من القانون‬
‫‪7‬‬ ‫المتعلق بالماء ‪..‬‬
‫‪8‬‬ ‫وحيث أن الصفة من النظام العام تثيرها المحكمة في جميع المراحل مما يتعين معه بعد اإللغاء و‬
‫‪9‬‬ ‫التصدي‪ ،‬الحكم بعدم قبول الدعوى ”‬
‫‪0‬‬ ‫وأرى أنه كان يجب على وكالة الحوض المائي أن تتدخل في مواجهة طرفي النزاع العتدائهما على‬
‫‪1‬‬ ‫الملك العام المائي‪ ،‬ألن الخبرة المنجزة من طرفها جاءت بكون صاحبي البئر ال يتوفران على أي‬
‫‪2‬‬ ‫رخصة للحفر أو لجلب الماء‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫ومن اآلثار المترتبة على اعتراف اإلدارة بالحق المكتسب على المياه لألفراد أنها‪:‬‬
‫‪4‬‬ ‫– تكون محال لجميع التصرفات القانونية بعوض أو بغير عوض‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫– تكون محال للحجزـ طبقا للمقتضيات القانونية المضمنة بقانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫– تكون موضوعا لنزع الملكية من أجل المنفعة العامة طبقا لألحكام الجاري بها العمل في هذا الصدد ‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫– يحق لمالكي حقوق المياه تقييد هذه الحقوق بالرسم العقاري الذي ترد عليه وتصبح بذلك خاضعة‬
‫للقانون المدني‪ ،‬في حين تبقى المياه العامة خاضعة للقانون اإلداري‪.‬‬
‫– إن الملك العام المائي يستعصي عن قاعدة التطهير المترتبة عن تأسيس الرسم العقاري ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الطرق اإلدارية لحماية الملك العام المائي‬
‫إذا كان المبدأ أن الماء ملك عام ال يسوغ ألحد تملكه باعتباره مرصودا للمنفعة العامة‪ ،‬فإنه يحق‬
‫للخواص استعمال الماء العام إذا ما حصلوا على ترخيص مسبق من طرف اإلدارة المختصة‪.‬‬
‫وقد حدد المشرع المغربي العملياتـ التي تخضع للترخيص بمقتضى المادة ‪ 38‬من القانون رقم ‪10.95‬‬
‫المتعلق بالماء‪ ،‬وحدد اإلجراءاتـ التي يلزم القيام بها للحصول عليه‪ ،‬وتختص وكالة الحوض المائي‬
‫بالبت في طلبات الترخيص وتحدد مدته والتـي ال يمكن أن تتجاوز عشرين سنة قابلة للتجديد‪ ،‬وكذا‬
‫‪0‬‬ ‫التدابير التي يجب عليه القيام بها لتجنب تدهور المياه التي يستعملها‪ ،‬وفي حالة مخالفة المستفيد‬
‫‪1‬‬ ‫اللتزاماته وشروط الترخيص فإنه يحق لإلدارة سحبه منه ( المطلب األول)‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫وبالمقابلـ فإنه يمكن للمرخص له استعمال الماء العمومي بحسب ما جاء في قرار الترخيص‪ ،‬والتزام‬
‫‪3‬‬ ‫اإلدارة بعدم التشويش عليه‪ ،‬ومنحه مكنة رد كل اعتداء عليه من طرف الغير(المطلب الثاني)‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬حماية الملك العام المائي عن طريق الترخيص‬
‫‪5‬‬ ‫وضع المشرع مجموعة من اإلجراءات الوقائية للمحافظة على الملك العام المائي من بينها الترخيص‬
‫‪6‬‬ ‫الذي تمنح بموجبه اإلدارة ألحد األشخاص حق استعمال الماء‪ ،‬وحدد الحاالت التي يمنح فيها‬
‫‪7‬‬ ‫والمسطرة المتبعة لالستفادة منه‪ ،‬وكذا الحاالت التي يسحب فيها (فقرة أولى)‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫وألقى على عاتق المرخص له مجموعة من االلتزاماتـ التي عليه القيام بها تحت طائلة سحب‬
‫‪9‬‬ ‫الترخيص منه‪ ،‬ومنحه حقوقا والتزامات ينبغي على اإلدارة االلتزام بها حتى يتمكن من االستفادة منه‬
‫‪0‬‬ ‫على الوجه المطلوب‪ .‬فما هو نطاق سريانه؟ وما هي مسطرته؟ وفي أي حاالت يسحب؟ (فقرة ثانية)‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬نطاق حق الترخيص ومسطرته‬
‫‪2‬‬ ‫لقد سبقت اإلشارة إلى كون مفهوم الملك العام المائي تم استقاؤه من ظهير فاتح يوليوز ‪ ،1914‬وظهير‬
‫‪3‬‬ ‫‪ 8‬نونبر ‪ ،1919‬بحيث اعتبرت جميع أنواع المياه في عداد األمالك العمومية للدولة‪ ،‬ما عدا مياه‬
‫‪4‬‬ ‫األمطار المستغلة مباشرة أو التي تم تجميعها في خزاناتـ اصطناعية والمياه المكتسبة عليها حقوق‬
‫‪5‬‬ ‫خاصة ومعلن عن وجودها في األجل القانوني ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫وانطالقا من مبدإ عمومية الملك العام المائي‪ ،‬فان الخواص ال يمكنهم استعماله إال بعد الحصول على‬
‫‪7‬‬ ‫ترخيص من وكالة الحوض المائي المعينة‪ ،‬أو المركز الجهوي لالستثمار الفالحي‪.‬ـ‬
‫‪8‬‬ ‫وقد حدد المشرع في قانون الماء نطاق الحق في الترخيص(أ)‪ ،‬وحدد مسطرته(ب)‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫أ‪ -‬نطاق حق الترخيص‬
‫‪0‬‬ ‫إن مبدأ الملكية العمومية للمياه يقتضي أحيانا أن تكون المياه التي تنبع من عقار معين ملكا للدولة‪ ،‬في‬
‫‪1‬‬ ‫حين يعود العقار الذي تنبع منه ألحد الخواص‪ .‬وأمام هذا الوضع القانوني والواقعي المعقد‪ ،‬فإن أي‬
‫‪2‬‬ ‫التقاط أو استعمال للمياه الواقعة في الملكيات الخاصة إال ويحتاج إلى ترخيص مسبق من إدارة المياه ‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫والعمليات الخاضعة للترخيص هي ‪:‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪ -1‬أشغال البحث مع مراعاة المادة ‪ ، 26‬أو التقاط المياه الجوفية أو النابعة وحفر اآلبار وإنجاز األثقابـ‬
‫‪5‬‬ ‫التي يتجاوز عمقها الحد المشار إليه في المادة ‪.26‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪ -2‬أشغال التقاط واستعمال مياه العيون الطبيعية الواقعة في الملكيات الخاصة‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -3‬إقامة منشآت لمدة ال تتجاوز خمس سنوات قابلة للتجديد‪ ،‬بهدف استعمال الملك العام المائي‬
‫‪8‬‬ ‫كالمطاحن المائية والحواجز والسدود أو القنوات‪،‬ـ بشرط أال تعرقل حرية سيالن المياه وحرية السير‬
‫على الضفاف الحرة وأال تتسبب في تلوث المياه‪.‬‬
‫‪ -4‬جلب صبيب من مياه الطبقة الجوفية كيفما كانت طبيعتها يفوق الحد الذي تحدده نصوص تنظيمية‪.‬‬
‫‪ -5‬مأخذ المياه المقامة على المجاري المائية أو القنوات المتفرعة عن الوديان واستغالل المعديات أو‬
‫الممرات على المجاري المائية‪.‬‬
‫‪ -6‬جلب المياه كيفما كانت طبيعتها من أجل بيعها أو من أجل استعمالها للعالج الطبي‪.‬‬
‫وهذا ما أكده قرار صادر عن محكمة االستئناف بتازة إذ جاء فيه‪“ :‬حيث إنه يدخل في عداد الملك العام‬
‫المائي بمقتضى قانون الماء جميع الطبقات المائية‪ ،‬سواء كانت سطحية أو جوفية‪ ،‬ومجاري المياه بكل‬
‫أنواعها والمنابع كيفما كانت طبيعتها وكذا اآلبار‪.‬‬
‫وحيث إن وكالة الحوض المائي عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪،‬ـ يناط بها منح‬
‫‪0‬‬ ‫الرخص واالمتيازات الخاصة باستعمال الملك العام المائي وكذا تقديم كل خدمة وخصوصا المساعدة‬
‫‪1‬‬ ‫التقنية لألشخاص العامة …ومسك سجل لحقوق المياه المعترف بها ولالمتيازات ورخص جلب الماء‬
‫‪2‬‬ ‫الممنوحة ” ‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫ب‪ -‬مسطرة الترخيص‬
‫‪4‬‬ ‫إن استعمال الماء لم يعد دون مراقبة وحماية من طرف اإلدارة‪ ،‬إذ أن أي استعمال له إال ويتطلب‬
‫‪5‬‬ ‫ترخيصا مسبقا ‪ ،‬وهذا ما نصت عليه الفقرة األولى من المادة ‪ 36‬بالقول” تمنح الترخيصاتـ‬
‫‪6‬‬ ‫واالمتيازات المتعلقة بالملك العام المائي المشار إليها في هذا الفرع والتي تحدد نصوص تنظيمية‬
‫‪7‬‬ ‫شكليات المصادقة عليها بعد إجراء بحث علني‪ ،‬ويترتب عن هذه الترخيصاتـ واالمتيازات تحمل‬
‫‪8‬‬ ‫مصاريف الملف “‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫وتبدأ مسطرة الترخيص بتقديم طلب في الموضوع إلى مدير وكالة الحوض المائي التي تقع في دائرة‬
‫‪0‬‬ ‫اختصاصهاـ المياه المراد الترخيص باستعمالها‪،‬ـ وال بد لطالب الترخيص سواء كان شخصا طبيعيا أو‬
‫‪1‬‬ ‫معنويا من تحرير طلبه كتابة وفق مطبوعات توزعها الوكالة مجانا‪،‬ـ ويودعها مقابل وصل أو يرسلها‬
‫‪2‬‬ ‫بالبريد المضمون مع اإلشعار بالتوصل ‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫غير أن عملية منح الترخيصاتـ تستوجب فتح بحث علني ال تتجاوز مدته ثالثين يوما‪ ،‬تقوم بإجرائه‬
‫‪4‬‬ ‫لجنة خاصة يعهد إليها بتلقي مطالب ومالحظات المعنيين من العموم ثم دراستها ‪ ،‬وحسب المادة الثانية‬
‫‪5‬‬ ‫من مرسوم ‪ 4‬فبراير ‪ 1998‬المتعلق بتحديد مسطرة منح التراخيص واالمتيازات المتعلقة بالملك العام‬
‫‪6‬‬ ‫المائي فإنه” تتألف اللجنة المنصوص عليها في الفقرة الثانية من المادة ‪ 36‬بالقانون المشار إليه أعاله‬
‫‪7‬‬ ‫رقم ‪ 10.95‬من‪:‬‬
‫‪8‬‬ ‫– ممثل السلطة اإلدارية المحلية المختصة باعتبار موقع نقطة جلب الماء أو جزء الملك العام المائي‬
‫‪9‬‬ ‫المعني‪ ،‬رئيسا‪،‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-‬ممثل مصالح العمالة أو اإلقليم التابعة للوزارة المكلفة بالتجهيز والمكتب الجهوي لالستثمار الفالحي‬
‫‪1‬‬ ‫المعني عندما يتم جلب الماء داخل منطقة نفوذه‪،‬‬
‫‪2‬‬ ‫– ممثل أو ممثلي مصالح العمالة أو اإلقليم التابعة للوزارة أو الوزارات المنتمي إليها القطاع المرفق ‪،‬‬
‫‪3‬‬ ‫– ممثل وكالة الحوض المائي المعنية‪ ،‬كاتبا‪،‬‬
‫‪4‬‬ ‫– ممثل الجماعة أو الجماعات المعنية‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫ويجوز للرئيس بعد استشارة اللجنة أن يدعو للمشاركة في أعماله على سبيل االستشارة كل شخص‬
‫‪6‬‬ ‫يمكن أن يساعد لجنة البحث في تحرياتها”‬
‫‪7‬‬ ‫وانتقد أحد الباحثين عدم إدراج اللجنة لتمثيلية مستعملي الماء‪ ،‬وأمل أن يتدارك المشرع هذا النقص‬
‫‪8‬‬ ‫لضمان مشاركة مستعملي المياه أو من يمثلهم في قرارات اللجنة وتحرياتها ‪ ،‬وال أظن أن هذا االنتقاد‬
‫صائب‪ ،‬ألنه يحق لممثلي مستعملي الماء التدخل عن طريق التعرض أمام وكالة الحوض المائي‪ ،‬وال‬
‫يجب أن تكون طرفا في لجنة مكونة من طرف جهات إدارية من جانب وأنها قد تكون حكما وخصما‬
‫في نفس اآلن حالة تقدم أحد األفراد المجاورين لها بطلب الترخيص بجلب الماء المجاور لنقطة‬
‫استغاللها‪.‬‬
‫وخالل مدة البحث تضع السلطة العمومية رهن إشارة العموم بمقر الجماعة المعنية‪ ،‬ملف المشروع‬
‫وسجل المالحظات من أجل تلقي مالحظاتهم أو تعرضاتهم حول طلبات المعنيين‪ ،‬وبعد ذلك تبدي‬
‫اللجنة رأيها في الموضوع بواسطة محضر يوقعه األعضاء‪،‬ـ ويوجهه رئيسها إلى مدير الوكالة داخل‬
‫أجل ‪ 15‬يوما من تاريخ انتهاء البحث ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن المادة ‪ 22‬من المرسوم رقم ‪ 02.97.487‬السالف الذكر‪ ،‬تمنح للمكاتب الجهوية‬
‫‪0‬‬ ‫لالستثمار الفالحي داخل مناطق نفوذها االختصاصاتـ نفسها المسندة لوكاالت األحواض المائية‪ ،‬فيما‬
‫‪1‬‬ ‫يتعلق بمنح التراخيص لجلبـ الماء المعد للسقي‪ ،‬وهذا ما أكدته الدورية المشتركة بين وزير التجهيز‬
‫‪2‬‬ ‫والنقل واللوجستيك ووزير الفالحة والصيد البحري حول تطبيق مقتضيات المرسوم ‪2-97-487‬‬
‫‪3‬‬ ‫بتاريخ ‪ 4‬فبراير ‪ 1998‬المتعلق بتحديد مسطرة منح التراخيص واالمتيازات الستغالل الملك العام‬
‫‪4‬‬ ‫المائي داخل نفوذ دائرة المكاتب الجهوية حيث يسند إلى مديري المكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي‬
‫‪5‬‬ ‫داخل مناطق نفوذ مكاتبهم الجهوية‪ ،‬منح ترخيص جلب المياه ألغراض فالحية ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫لكن السؤال المطروح ما هو الجزاء الذي رتبه المشرع على مخالفة اإلجراءاتـ القانونية المتعلقة‬
‫‪7‬‬ ‫بالترخيص؟ بمعنى هل يمكن سحب الترخيص من المستفيد متى أخل بالضوابط القانونية المعمول بها‬
‫‪8‬‬ ‫في قانون الماء والشروط المنصوص عليها في الترخيص الممنوح له؟ ذلك ما سنراه من خالل النقطة‬
‫‪9‬‬ ‫الموالية‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫ج‪ -‬سحب الترخيص‪:‬‬
‫‪1‬‬ ‫عمال بقاعدة توازي األشكال‪ ،‬فإن اإلدارة لها صالحية منح الترخيص‪ ،‬وهي نفسها التي تقوم بسحبه من‬
‫‪2‬‬ ‫المرخص له إذا لم يجعل نشاطه مطابقا للمقاييس القانونية البيئية‪ ،‬وذلك بإصدار قرار إداري بسحب‬
‫‪3‬‬ ‫الرخصة أو توقيف المنشأة كليا‪ ،‬أو جزئيا ‪ ،‬ويتم سحب الترخيص من طرف وكالة الحوض المائي في‬
‫‪4‬‬ ‫أي وقت وبدون تعويض المسحوب منه بعد توجيه إنذار كتابي للمعني باألمر ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫وقد حددت المادة ‪ 39‬من القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء حاالت سحب الترخيص وهي‪:‬‬
‫‪6‬‬ ‫” – … عدم احترام الشروط التي يتضمنها الترخيص‪،‬‬
‫‪7‬‬ ‫– إذا لم يشرع في استعمال الترخيص داخل أجل سنتين‪،‬‬
‫‪8‬‬ ‫– إذا تم تفويض الترخيص أو تحويله دون موافقة مسبقة من وكالة الحوض ما عدا االستثناء‬
‫‪9‬‬ ‫المنصوص عليه في المادة ‪ 40‬بعده‪،‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-‬إذا لم يتم تسديد األتاوات في اآلجال المحددة‪،‬‬
‫‪1‬‬ ‫– إذا استعملت المياه لغرض غير مرخص به‪،‬‬
‫‪2‬‬ ‫ويمكن لوكالة الحوض المائي في أي وقت تغيير الرخصة أو تقليص مدتها أو سحبها من أجل المنفعة‬
‫‪3‬‬ ‫العامة‪ ،‬بشرط توجيه إشعار للمستفيد ال تقل مدته عن ثالثين يوما‪ .‬ويخول هذا التغيير أو التقليص أو‬
‫‪4‬‬ ‫السحب الحق في التعويض لفائدة المستفيد من الترخيص إذا حصل له ضرر مباشر من جراء ذلك”‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫كما يتم سحب الترخيص أيضا في حالة تحويله بمعزل عن العقار الذي منح لفائدته‪ .‬وعند تجزئة العقار‬
‫‪6‬‬ ‫المستفيد فإن تقسيم المياه بين القطع المجزأة يجب أن يكون موضوع ترخيصات جديدة تحل محل‬
‫‪7‬‬ ‫الترخيص األصلي ‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫ويجب أن تكون الغاية من قرار مدير وكالة الحوض المائي كأي قرار إداري تحقيق المصلحة العامة‬
‫وأن يكون معلال ‪ ،‬وإال تم الطعن فيه بسبب التعسف في استعمال الحق ‪ ،‬وذلك طبقا لمقتضيات المادة‬
‫الثامنة من القانون رقم ‪ 90.41‬التي تنص على أنه ” تختص المحاكم اإلدارية … بالبت ابتدائيا في‬
‫طلبات إلغاء قرارات السلطة اإلدارية بسبب تجاوز السلطة‪.”..‬‬
‫وإذا تعلق األمر بتراخيص جلب الماء المعد للسقي فإن سحب الترخيص يكون من طرف المكتب‬
‫الجهوي لالستثمار الفالحي كما تنص على ذلك المادة ‪ 3-39‬من مرسوم ‪.4/2/1989‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حقوق وواجبات المستفيد من الترخيص‬
‫منح المشرع للمستفيد من الترخيص مجموعة من الحقوق عند استعماله للملك العام المائي تخوله‬
‫ممارسة حقه بشكل سليم ( أ )‪ ،‬كما فرض عليه مجموعة من االلتزامات ( ب )‪.‬‬
‫أ – حقوق المستفيد من الترخيص‬
‫‪0‬‬ ‫يمكن للمرخص له استعمال الماء العمومي بحسب ما جاء في قرار الترخيص‪ ،‬والذي يمكن أن يكون‬
‫‪1‬‬ ‫ألغراض منزلية‪ ،‬أو صناعية‪ ،‬أو فالحية‪ ،‬وينتج عن هذا الحق التزام على عاتق وكالة الحوض‬
‫‪2‬‬ ‫المائي ‪ ،‬بتخويل وتسهيل استعمال المرخص له للماء العمومي وذلك بعدم إعاقة استعماله له‪ ،‬أو إثقال‬
‫‪3‬‬ ‫كاهله أو التضييق على هذا إال ما كان في إطار اختصاصها كشرطة إدارية‪ ،‬وذلك باتخاذ كافة التدابير‬
‫‪4‬‬ ‫لفرض احترام قرار الترخيص ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫ومن أجل استغالل أمثل للترخيص‪ ،‬فقد منح المشرع للمرخص له الحق في احتالل جزء من الملك العام‬
‫‪6‬‬ ‫المائي الضروري للمنشآت والعمليات المرخص بها شرط عدم اإلضرار بالغير ‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫ويمنح قرار الترخيص للمرخص له مكنة التمتع بجميع الحقوق القانونية لرد كل اعتداء من شأنه أن‬
‫‪8‬‬ ‫يشوش على استعماله للمياه‪ ،‬سواء بسرقتها أو وضع اليد عليها أو إعاقة سيالنها‪ ،‬حيث يحق له طرق‬
‫‪9‬‬ ‫باب القضاء السترجاع حقه‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫وتنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 40‬من القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء أن الترخيص مرتبط بالعقار‬
‫‪1‬‬ ‫وفي حالة التصرف فيه يتحول الترخيص بقوة القانون إلى المالك الجديد‪ ،‬شريطة قيامه بالتصريح‬
‫‪2‬‬ ‫بالتفويت إلى وكالة الحوض المائي أو المركز الجهوي لالستثمار الفالحي داخل أجل ثالثة أشهر ابتداء‬
‫‪3‬‬ ‫من تاريخ انتقال الملكية‪ ،‬فإذا كان العقار محفظا فإنه لن ينتج أثره تجاه الغير إال من تاريخ تقييده بالرسم‬
‫‪4‬‬ ‫العقاري من طرف المحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬أما إذا كان العقار غير محفظ فإن انتقال الملكية‬
‫‪5‬‬ ‫يكون من تاريخ العقد‪ ،‬والعقد يلزم أن يفرغ في الشكل المحدد في المادة الرابعة من القانون رقم ‪39.08‬‬
‫‪6‬‬ ‫المتعلق بمدونة الحقوق العينية‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫والمالحظ أن المادة ‪ 40‬أعاله لم تحدد شكل التصريح‪ ،‬هل يجب أن يكون كتابيا أم شفهيا؟ ويتضح أنه‬
‫‪8‬‬ ‫يلزم أن يكون كتابيا ومرفقا بعقد انتقال الملكية‪ ،‬وفي حالة عدم االلتزام بهذا اإلجراء فإن المشرع رتب‬
‫‪9‬‬ ‫جزاء البطالن على الترخيص الممنوح لفائدة العقار‪،‬ـ ويسحب بمجرد انقضاء الثالثة أشهر الموالية‬
‫‪0‬‬ ‫لتاريخ انتقال الملكية‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫وفي حالة تعسف وكالة الحوض المائي أو المركز الجهوي لالستثمار الفالحيـ وقيامهما بسحب‬
‫‪2‬‬ ‫الترخيص أو تقليص مدته دون سبب قانوني‪ ،‬فإنه يحق للمرخص له اللجوء إلى القضاءـ من أجل إلغاء‬
‫‪3‬‬ ‫هذا القرار أو المطالبة بالتعويض عن الضرر الالحق ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫ب – التزاماتـ المستفيد من الترخيص‬
‫‪5‬‬ ‫تستنتج التزامات المستفيد من الترخيص من خالل القراءة المعكوسة للفقرة الثالثة من المادة ‪ 39‬من‬
‫‪6‬‬ ‫القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء وهي ‪:‬‬
‫‪7‬‬ ‫– احترام الشروط التي يتضمنها الترخيص‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫– الشروع في استعمال الترخيص داخل أجل سنتين‪.‬‬
‫– الحصول على موافقة مسبقة عند تفويـت الترخيـص أو تحويله للغير من وكالة الحـوض ما عدا‬
‫االستثناء المنصوص عليه في المادة ‪.40‬‬
‫– تسديد اإلتاوات في اآلجال المحددة‪.‬‬
‫– استعمال المياه للغرض المرخص به‪.‬‬
‫وأضافت المادة األولى من المرسوم رقم ‪ 2.97.489‬الخاص بتحديد مسطرة التراخيص واالمتيازات‬
‫المتعلقة بالملك العام المائي أيضا تحديد الصبيب المراد جلبه‪ ،‬والعمق المحتمل للمنشأة ومستويات الماء‬
‫الملتقطة أو المراد التقاطها‪،‬ـ وكذا المساحة المراد سقيها عندما يتعلق األمر بالسقي أو المزمع تهيئتها‬
‫عندما يتعلق األمر بتهيئة بحيرات أو برك أو مستنقعات‪.‬‬
‫كما يحدد المكتب الجهوي لالستثمار الفالحي التدابير التي يجب على المستفيد من الترخيص القيام بها‬
‫‪0‬‬ ‫لتجنب تدهور المياه التي يستعملها إما عن طريق الجلب أو الصرف ومبلغ وكيفيات أداء اإلتاوات‪،‬‬
‫‪1‬‬ ‫وكذا التدابير التي يلزم القيام بها تطبيقا لمقتضيات البابـ السادس من قانون الماء بخصوص محاربة‬
‫‪2‬‬ ‫تلوث المياه ‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الهيآت اإلدارية المكلفة بتدبير الملك العام المائي‬
‫‪4‬‬ ‫إن االنطباع األول الذي يخرج به كل من يلقي نظرة على مواد قانون الماء‪ ،‬هو حرص المشرع‬
‫‪5‬‬ ‫المغربي على إبراز فلسفته التشريعية في هذا المجال‪،‬ـ والرامية إلى إحكام السيطرة اإلدارية وتقوية‬
‫‪6‬‬ ‫صالحياتها‪ ،‬بفسح المجال أمام أجهزتها للتدخل كلما اقتضت الظروف واألحوال ذلك‪ ،‬إما من أجل‬
‫‪7‬‬ ‫المراقبة‪ ،‬أو فرض مقاييس لعقلنة استعمال الموارد المائية واتخاذ ما يلزم من اإلجراءاتـ االحترازية‬
‫‪8‬‬ ‫لضمان المحافظة على جودتها ‪ ،‬ولهذا الغرض نظم المشرع عدة هيئات متدخلة في هذا المجال (فقرة‬
‫‪9‬‬ ‫أولى)‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫وبغية تدبير محكم إلدارة الموارد المائية‪ ،‬فإن السياسات الجديدة لقانون الماء تتمثل في االعتماد على‬
‫‪1‬‬ ‫التدبير الالمركزي‪ ،‬يكون مجاله الحوض المائي‪ ،‬وضابطه المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة المعتمد‬
‫‪2‬‬ ‫على خالصات نتائج المخطط الوطني للماء (فقرة ثانية)‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬الهيئات اإلدارية‬
‫‪4‬‬ ‫لما كانت إدارة المياه العمومية أمرا ضروريا‪ ،‬فقد أنشأ المشرع هيئات إدارية تتولى تدبير وتسيير المياه‬
‫‪5‬‬ ‫العمومية سواء على الصعيد الوطني أو الجهوي أو المحلي‪،‬ـ والشتراك جميع المعنيين بمسألة الماء‪،‬ـ فقد‬
‫‪6‬‬ ‫أحدث القانون رقم ‪ 10.95‬جهازين لهما وظيفة استشارية‪ ،‬أحدهما ذو بعد وطني وآخر له بعد جهوي ‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫أوال‪ :‬الهيئات الوطنية‬
‫‪8‬‬ ‫تتمثل الهيئات الوطنية المعنية بمسألة الماء في المجلس األعلى للماء والمناخ (‪ )1‬والمجلس الوطني‬
‫‪9‬‬ ‫للبيئة(‪.)2‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪ – 1‬المجلس األعلى للماء والمناخ‬
‫‪1‬‬ ‫تم تنظيمه في الفرع األول من الباب الرابع من قانون الماء‪ ،‬حيث جاء في المادة ‪ 13‬منه على أنه ”‬
‫‪2‬‬ ‫يحـدث مجلس تحت اسم المجلس األعلى للماء والمناخ يكلف بصياغة التوجهات العامة للسياسة الوطنية‬
‫‪3‬‬ ‫في مجال الماء والمناخ…”‬
‫‪4‬‬ ‫أنشئ المجلس سنة ‪ 1981‬وانعقد ثماني مرات‪ ،‬حيث ناقش المخطط المديري للتهيئة المتعلقة بمنابع‬
‫‪5‬‬ ‫المياه والتلوث المائي‪ ،‬واقتصاد الماء وقانون الماء‪ ،‬وانعقد في دورته التاسعة في يونيو ‪ ،2000‬ومنذ‬
‫‪6‬‬ ‫إنشائه لم يصدر المشرع أي قانون لتحديد اختصاصاته إلى أن صدر قانون الماء ‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫ويتألف المجلس األعلى للماء والمناخ من طائفتين‪ ،‬األولى تضم أعضاء من الجهات اإلدارية المعنية‬
‫‪8‬‬ ‫بالماء وهم ممثلو الدولة ووكاالت األحواض المائية‪ ،‬والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب والمكتب‬
‫الوطني للكهرباء‪ ،‬والمكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي‪،‬ـ والثانية تضم أعضاء من مستعملي المياه‬
‫المنتخبين من طرف نظرائهم وممثلين عن مؤسسات التكوين المهني‪ ،‬ويمكن للمجلس أن يستدعي كل‬
‫شخص مختص في مجال الماء ‪.‬‬
‫وقد نصت ديباجة المرسوم المتعلق بتأليف وتسيير المجلس األعلى للماء والمناخ على أن ال َملِك هو‬
‫الرئيس الشرفي للمجلس‪ ،‬غير أن الرئاسة الفعلية تكون لرئيس الحكومة الذي يدعو المجلس لالنعقاد‬
‫مرة واحدة في السنة على األقل‪ ،‬ويعهد للجنة الدائمة للمجلس بتحضير جدول أعماله واجتماعاته‬
‫وأشغال دوراته‪ ،‬وتطبيق التحديات الصادرة عنه ودراسة كل القضاياـ التي لها عالقة بالماء ‪.‬‬
‫‪ -2‬المجلس الوطني للبيئة‬
‫تأسس المجلس الوطني للبيئة بمقتضى مرسوم ‪ 2-93-1011‬بتاريخ ‪ 20‬يناير ‪ ، 1995‬في إطار إعادة‬
‫‪0‬‬ ‫تنظيم الوحدات اإلدارية المكلفة بحماية البيئة‪ ،‬وتترأس السلطة الحكومية المكلفة بالبيئة المجلس‪ ،‬وتضم‬
‫‪1‬‬ ‫ممثلي السلطات الحكومية المكلفة بالشؤون الخارجية والتعاون الدولي‪ ،‬والفالحة والصيد البحري‬
‫‪2‬‬ ‫والمالحة البحرية والدفاع الوطني والبيئة‪..‬‬
‫‪3‬‬ ‫وحسب المادة الثانية من المرسوم فان المجلس يختص بالمحافظة على التوازن البيئي وخاصة المياه‬
‫‪4‬‬ ‫واألرض‪ ،‬وتحسين إطار العيش وظروفه‪ ،‬ويجتمع مرتين في السنة أو كلما دعت الضرورة إلى ذلك ‪،‬‬
‫‪5‬‬ ‫وعلى هذا األساس يقوم بتوجيه وتنسيق مجهودات الدولة من أجل الحفاظ على الموارد الطبيعية‬
‫‪6‬‬ ‫واإلعالم والتحسيس بأهمية حماية البيئة‪ ،‬ويقترح على الدولة المشاريع الكفيلة بذلك ‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الهيئات الجهوية‬
‫‪8‬‬ ‫بالموازاة مع المجلس الوطني للبيئة‪ ،‬نصت المادة الثانية عشر على تأسيس المجالس الجهوية للبيئة‬
‫‪9‬‬ ‫حيث تقوم بتطبيق التوجهات والتوصيات الصادرة عن المجلس الوطني وجرد المشاكل البيئية جهويا‪،‬‬
‫‪0‬‬ ‫وبذلك تحويل اإلدارة المحلية من أجل تقريبها من المستهلكين ‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫وقد وضع المشرع إطارا مؤسساتيا من أجل تأمين الموارد المائية والتخطيط لتنميتها والمحافظة عليها‪،‬‬
‫‪2‬‬ ‫وكذلك تدبيرها في إطار ال مركزي على مستوى األحواض المائية ‪ ،‬وأنشأ المكاتب الجهوية لالستثمار‬
‫‪3‬‬ ‫الفالحي والتي يدخل في اختصاصاتها تدبير وتوزيع استعمالها ألغراض فالحية ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪ -1‬وكاالت األحواض المائية‬
‫‪5‬‬ ‫أراد المشرع إنشاء هيئات خاصة لتدبير وحماية الموارد المائية‪ ،‬وهذا ما جاء به قانون الماء عندما أنشأ‬
‫‪6‬‬ ‫على مستوى كل حوض مائي مؤسسة تدعى وكالة الحوض المائي‪ ،‬وهي مؤسسة عامة تتمتع‬
‫‪7‬‬ ‫بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬وفي تقديمه لقانون الماء رأى المشرع أن من أهداف هذا‬
‫‪8‬‬ ‫القانون تدبير الموارد المائية في إطار وحدة جغرافية هي الحوض المائي‪ ،‬الذي يعتبر ابتكارا مهما من‬
‫‪9‬‬ ‫شأنه خلق تصور حول تدبير ال مركزي للماء‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫وتجربة وكاالت األحواض المائية عرفتها فرنسا بموجب قانون ‪ 1964‬وأثبتت نجاحها من حيث اتخاذ‬
‫‪1‬‬ ‫القرارات بعين المكان‪ ،‬وحماية المياه العمومية بواسطة شرطة المياه‪ ،‬وأمام نجاح هذه التجربة ارتأى‬
‫‪2‬‬ ‫المشرع المغربي تبني هذا التنظيم من خالل المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫وأول وكالة تم إحداثها هي وكالة حوض أم الربيع ‪ ،‬تالها إحداث باقي الوكاالت وهي وكالة الحوض‬
‫‪4‬‬ ‫المائي لملوية ‪ ،‬ووكالة الحوض المائي للوكوس ‪ ،‬ووكالة الحوض المائي لسبو ‪ ،‬ووكالة الحوض‬
‫‪5‬‬ ‫المائي ألبي رقراق الشاوية ‪ ،‬ووكالة الحوض المائي لتانسيفت ‪ ،‬ووكالة الحوض المائي لسوس ماسة‬
‫‪6‬‬ ‫درعة ‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫وتتكون وكاالت األحواض المائية من مدير يتوفر على السلطات واالختصاصاتـ الضرورية لتسيير‬
‫‪8‬‬ ‫الوكالة‪ ،‬وينفذ مقررات مجلس اإلدارة‪ ،‬وعند االقتضاء مقررات اللجان كما يقوم بمنح الرخص‬
‫واالمتيازات باستعمال الملك العام المائي المنصوص عليها في قانون الماء ‪.‬‬
‫واختصاصاتـ وكاالت األحواض المائية محددة بموجب القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء‪ ،‬ويمكن‬
‫اختزال مهامها في تدبير وحماية الملك العام المائي الموضوع رهن إشارتها والمحدد بموجب المادة‬
‫الثانية من هذا القانون ماعدا‪:‬‬
‫– المياه التي اكتسبت عليها حقوق خاصة وتم االعتراف بها‪.‬‬
‫– المياه المالحة التي تخضع للقانون المنجمي‪.‬‬
‫– مياه األنهار التي يمكنها استقبال السفن‪ ،‬طبقا للقانون رقم ‪ 15.02‬المتعلق بالموانئ ‪.‬‬
‫– مياه البحار والمعدة ضمنيا حسب مقتضيات قانون الماء‪.‬‬
‫– المنشآت التي تم وضعها رهن إشارة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب والمكاتب الجهوية‬
‫‪0‬‬ ‫لالستثمار الفالحي ‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫ويبدو أن تجربة األحواض المائية ساهمت بشكل كبير في تجسيد الحماية القانونية للملك العام المائي من‬
‫‪2‬‬ ‫خالل التدبير الالمركزي للمياه‪ ،‬مما ساهم بسرعة ضبط المجال وزجر االعتداء عليه خاصة‪ ،‬مع الدور‬
‫‪3‬‬ ‫المنوط بشرطة المياه التي سيتم الحديث عنها الحقا‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪ -2‬المكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي‬
‫‪5‬‬ ‫أنشئت المكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي بتاريخ ‪ 22‬أكتوبر ‪ 1966‬وهي مؤسسات عمومية خاضعة‬
‫‪6‬‬ ‫لوصاية وزارة الفالحة‪ ،‬ومسؤولة عن إدارة الموارد المائية المخصصة لالستعمال الفالحي داخل دائرة‬
‫‪7‬‬ ‫نفوذ المكاتب ‪ ،‬واختصاصها هذا ممنوح بمقتضى تفويض من قبل الوزارة المكلفة بالماء حيث خصت‬
‫‪8‬‬ ‫المكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي بحق منح رخص جلب المياه ‪ ،‬وهو أحد االستثناءاتـ الواردة على‬
‫‪9‬‬ ‫اختصاصات وكاالت األحواض المائية‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫ومن أهم اختصاصات المكاتب الجهوية لالستثمار تأمين استغالل وصيانة التجهيزات لضمان خدمة‬
‫‪1‬‬ ‫مائية دائمة وفعالة‪ ،‬وتأمين إنجاز التجهيزاتـ الهيدرو فالحية لحساب الدولة‪ ،‬مع منحها الحق في دعم‬
‫‪2‬‬ ‫مالئم للفالحين في مجال التنمية الفالحية‪ ،‬باإلضافة إلى استخالص إتاوات مياه السقي ومزاولة شرطة‬
‫‪3‬‬ ‫المياه ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫وحفاظا على التنسيق بين المكاتب الجهوية ووكاالت األحواض المائية‪ ،‬فإن مديري المكاتب ملزمون‬
‫‪5‬‬ ‫بتوجيه نسخ من قرارات الترخيص بجلب الماء ألغراض فالحية‪ ،‬وكذا المقررات المتعلقة بتغييرها أو‬
‫‪6‬‬ ‫إلغائها أو تجديدها أو سحبها أو تحويلها إلى مدير وكالة الحوض المائي المعنية‪ ،‬وإلى الوزير المكلف‬
‫‪7‬‬ ‫بالتجهيز‪ ،‬ورغم ذلك فان تعدد المتدخلين بالنسبة لنقطة مائية واحدة يمكن أن يؤدي إلى تنازع‬
‫‪8‬‬ ‫االختصاص وتضارب التدابير المتخذة وإعاقة تطبيق المخططات التوجيهية والوطنية ‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫ويبدو أن المشرع من خالل هذا المقتضى يهدف إلى جعل األحواض الغنية بالموارد المائية متضامنة‬
‫‪0‬‬ ‫بشكل ملزم مع األحواض المائية التي تعرف نقصا في مواردها المائية‪ ،‬بغية تفادي الفوارق بينها من‬
‫‪1‬‬ ‫جهة وخدمة للمستهلك المائي بما يحقق األمن االجتماعي من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫ويوضع المخطط الوطني للماء لمدة ال تقل عن ‪ 20‬سنة‪ ،‬ويمكن مراجعته بصفة دورية كل خمس‬
‫‪3‬‬ ‫سنوات ما عدا إذا اقتضت الظروف االستثنائية تغيير محتواه قبل هذه المدة ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلليات القانونية لتدبير الملك العام المائي‬
‫‪5‬‬ ‫أدت سنوات الجفاف التي عاشها المغرب ابتداء من ثمانينيات القرن الماضي إلى اإلحساس بخطورة‬
‫‪6‬‬ ‫الموقف‪ ،‬مما أدى إلى التفكير في وضع إستراتيجية وطنية للتخطيط من أجل ترشيد استغالل الموارد‬
‫‪7‬‬ ‫المائية المتاحة وتفادي تبذيرها أو استغاللها بطريقة تؤثر على جودتها وصالحيتها لالستعمال ‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫وعملية التخطيط الستعمال الموارد المائية وحمايتها حسب قانون الماء تكون إما عن طريق المخطط‬
‫الوطني للماء‪ ،‬أو عن طريق المخططات التوجيهية للتهيئة المندمجة للموارد المائية‪.‬‬
‫‪ -1‬المخطط الوطني للماء‬
‫جاء في المادة في ‪ 3‬من مرسوم ‪ 2.97.223‬أنه ” تتولى وزارة التجهيز إعداد مشروع المخطط‬
‫الوطني للماء وتعرضه على نظر وزارة الداخلية ووزارة المالية ووزارة الفالحة ووزارة الصحة‬
‫العمومية ووزارة الطاقة والمعادن ووزارة التجارة والصناعة التقليدية ووزارة البيئة والوزارة المكلفة‬
‫بالسكان‪.‬‬
‫وبعد استيفاء اإلجراءات المذكورة‪ ،‬يعرض وزير التجهيز مشروع المخطط على نظر المجلس األعلى‬
‫للماء والمناخ”‪ ،‬هذا األخير الذي يدرس ويبدي رأيه حول هذا المخطط‪.‬‬
‫والهدف من هذا المخطط هو وضع استراتيجية وطنية على المدى البعيد في إطار سياسة مائية عامة‪،‬‬
‫‪0‬‬ ‫لتدبير الموارد المائية المتواجدة بسطح األرض وفي باطنها بكافة التراب الوطني‪ ،‬وتهدف عملية‬
‫‪1‬‬ ‫التخطيط في األصل إلى التوفيق بين الحاجياتـ المتزايدة للمجتمع على الموارد المائية‪ ،‬وفق متطلبات‬
‫‪2‬‬ ‫التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وبين الموارد المائية المتوفرة في األنهار والبحيراتـ والسدود وفي‬
‫‪3‬‬ ‫باطن األرض‪ ،‬كما تهدف إلى تحقيق تخطيط منسجم ومرن الستعمال هذه الموارد بشكل معقلن وفعال ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫وقد حددت المادة ‪ 19‬من القانون ‪ 10.95‬المتعلق بالماء الخطوط العريضة التي تقوم اإلدارة بوضعها‬
‫‪5‬‬ ‫بناء على نتائج وخالصات المخططات التوجيهية لتهيئة األحواض المائية وهي‪:‬‬
‫‪6‬‬ ‫– األولوية الوطنية فيما يتعلق بتعبئة واستعمال موارد المياه‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫– برنامج ومدة إنجاز التجهيزات المائية على المستوى الوطني‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫– الروابط التي يجب أن توجد بينه وبين مخططات التهيئة المندمجة لموارد المياه ومخططات إعداد‬
‫‪9‬‬ ‫التراب‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫– اإلجراءات المرافقة له‪ ،‬خصوصا منها االقتصادية والمالية والنظامية والتنظيمية والتحسيسية‬
‫‪1‬‬ ‫والتربوية للسكان‪ ،‬الضرورية لسريان مفعوله‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫– شروط تحويل المياه من األحواض المائية التي تتوفر على فائض منها إلى األحواض التي تعرف‬
‫‪3‬‬ ‫عجزا فيها‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫ومدة المخطط التوجيهي هي عشرون سنة على األقل‪ ،‬ويمكن أن تراجع من طرف اإلدارة كل خمس‬
‫‪5‬‬ ‫سنوات ما عدا إذا اقتضت الظروف االستثنائية تغيير محتواه قبل هذه المدة ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫فإذا كان المخطط الوطني يحدد االستراتيجية الوطنية والتوجهات الكبرى في مجال تدبير الماء‪ ،‬فان‬
‫‪7‬‬ ‫المخطط التوجيهي المراد اعتماده على مستوى كل حوض مائي هو المعني بوضع مخططات ومشاريع‬
‫‪8‬‬ ‫عملية في إطار تدبير ال مركزي للموارد المائية‪ ،‬سواء تعلق األمر بالتعبئة أو التنمية أو بعقلنة‬
‫‪9‬‬ ‫االستعمال أو بالحماية من التلوث واالستنزاف ‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪ -2‬المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة‬
‫‪1‬‬ ‫حدد القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء اختصاصاتـ وكاالت األحواض المائية‪ ،‬من أجل السهر على‬
‫‪2‬‬ ‫التخطيط والتهيئة والتدبير والتنفيذ ومراقبة االستعماالت المختلفة للموارد المتوفرة في حدود‬
‫‪3‬‬ ‫اختصاصات نفوذها كما هو وارد في المادة ‪ 15‬منه ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫تتولى وكاالت األحواض المائية إعداد مشروع المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة وترفعه إلى وزير‬
‫‪5‬‬ ‫التجهيز الذي يعرضه على أنظار الوزارات المعنية‪ ،‬وبعد استيفاء اإلجراءاتـ المذكورة يعرض‬
‫‪6‬‬ ‫المخطط على نظر المجلس األعلى للماء والمناخ‪ ،‬وال يصبح ناجزا إال بعد اعتماده بمرسوم من طرف‬
‫‪7‬‬ ‫الوزارة المكلفة بالماء ونشره في الجريدة الرسمية ‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫إال أنه بعد إحداث وكاالت األحواض المائية‪ ،‬فإن االختصاص الممنوح لإلدارة بمقتضى المادة ‪ 99‬من‬
‫القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء لم يعد ذا حاجة‪ ،‬حيث نصت على أنه “في انتظار إحداث وكاالت‬
‫األحواض‪ ،‬تكلف اإلدارة بممارسة االختصاصاتـ التي يعترف بها هذا القانون لهذه الوكاالت” وبذلك‬
‫أصبح إعداد مشروع المخطط التوجيهي للماء والمصادقة عليه اختصاصا أصيال لوكاالت األحواض‬
‫المائية‪.‬‬
‫ويهدف المخطط التوجيهي إلى تدبير الموارد المائية للحوض بما فيها مصبات األنهار من أجل التأمين‬
‫الكيفي والكمي للحاجيات المائية الراهنة والمستقبلية لمختلف مستعملي مياه الحوض المائي ‪.‬‬
‫ومن أهم اإلجراءاتـ التي يجب على المخطط التوجيهي للتهيئة اعتمادها‬
‫أ‪ -‬الحدود الترابية للحوض أو األحواض التي يطبق فيها المخطط‪.‬‬
‫ب‪ -‬التقييم والتطور الكمي والكيفي للموارد والحاجياتـ المائية في الحوض‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫ج‪ -‬مخطط تقييم المياه بين مختلف قطاعات الحوض واالستعماالت الرئيسية للماء في الحوض‪ ،‬وعند‬
‫‪1‬‬ ‫االقتضاء يحدد هذا المخطط فائض المياه التي يمكن تحويلها إلى أحواض أخرى‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫د‪ -‬العملياتـ الضرورية لتعبئة وتوزيع وحماية وترميم موارد المياه والملك العمومي المائي وال سيما‬
‫‪3‬‬ ‫المنشآت المائية‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫ه‪ -‬وضع التصميم العام للتهيئة المائية للحوض الذي من شأنه أن يضمن المحافظة على الموارد‬
‫‪5‬‬ ‫ومالءمتها للحاجيات‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫و‪ -‬الشروط الخاصة الستعمال الماء وال سيما تلك المتعلقة باستثماره وبالحفاظ على جودته وبمحاربة‬
‫‪7‬‬ ‫تبذيره ‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪9‬‬ ‫ضوابط ونطاق الحماية الجنائية للملك‬
‫‪0‬‬ ‫العام المائي‬
‫‪1‬‬ ‫لم يكتف المشرع المغربي بحماية الملك العام المائي عن طريق إضفاء صفة العمومية علية‪ ،‬وما ترتبه‬
‫‪2‬‬ ‫هذه األخيرة من آثار قانونية فقط‪ ،‬بل عززها بقواعد زجرية تضمن حماية خاصة واستثنائية لهذا‬
‫‪3‬‬ ‫المورد الحيوي‪ ،‬من ذلك قواعد موضوعية وأخرى إجرائية‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫وقد سلك المشرع المغربي هذا النهج نظرا لإلقبال المتزايد على الثروة المائية‪ ،‬سواء باالستعمال‬
‫‪5‬‬ ‫المنزلي‪ ،‬أو الصناعي‪ ،‬أو الفالحي‪ ،‬وإلدراكه خطورة االعتداء على هذه المادة الهامة من جهة‪ ،‬كما أن‬
‫‪6‬‬ ‫المساس بها قد يهدد األمن االجتماعي واالستقرار العام من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫هذا‪ ،‬وقد بلور مهندسو السياسة المائية بالمغرب منذ االستقالل‪ ،‬توجها لم يراع شروط الحفاظ على‬
‫‪8‬‬ ‫الثروة المائية‪ ،‬وبالتالي كان لزاما‪ ،‬وبشكل ملح ومستعجل‪ ،‬إعادة النظر في أسس السياسة المائية‬
‫‪9‬‬ ‫المغربية وإدراج البعد البيئي في تدبير هذا المورد الهش‪ ،‬وفق مقاربة تتجاوز الرؤية القطاعية‪،‬‬
‫‪0‬‬ ‫وتؤسس إلطار قانوني شامل ‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫ولمواجهة هذه الوضعية كان من الضروري التوفر على آليات قانونية ناجعة لتنظيم وتوزيع الموارد‬
‫‪2‬‬ ‫المائية ومراقبة استعمالها‪ ،‬حيث تم وضع خطة لتهيئة الموارد المائية وتوفيرها وتوزيعها ‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫وقد عدد القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء األفعال التي من شأن القيام بها‪ ،‬ترتيب المسؤولية الجنائية‬
‫‪4‬‬ ‫على صاحبها‪ ،‬فمنع كل خرق لهذا القانون بجلب الماء سواء السطحي أو الجوفي‪،‬ـ وأقر له عقوبات‬
‫‪5‬‬ ‫حبسية ومالية‪ ،‬كما جرم األفعال التي ترتكب داخل المساحات المسقية حماية للماء الفالحي من‬
‫‪6‬‬ ‫االعتداء‪ ،‬وما يثيره ذلك من اضطرابات اجتماعية‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫ومن مميزات هذا القانون أنه يساهم في تحسين الوضع البيئي للموارد المائية الوطنية حيث سيكون أداة‬
‫‪8‬‬ ‫فعالة لمحاربة تلويث المياه ‪ ،‬فإدارة المياه تحتاج إلى تطبيق القواعد والقوانين والمعايير البيئية‪ ،‬وتعمل‬
‫على وقاية الموارد المائية والمحافظة عليها لتنسجم معها‪ .‬ونظرا للتنوع البيئي الذي يعرفه المغرب‪،‬‬
‫وسيرا على النهج األممي الحامي للبيئة‪ ،‬فإن المغرب لم يتردد في االندماج في هذا السياق وأقر قواعد‬
‫حمائية هامة للبيئة سواء في القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء‪،‬ـ أو في نصوص أخرى ‪.‬‬
‫كما جاء قانون الماء بنصوص لحماية المستهلك المائي مما قد يهدد صحته من استهالك مادة ملوثة‪ ،‬أو‬
‫ما قد يتعرض له من غش في المادة المستهلكة‪ ،‬وعدد في المادة ‪ 76‬من القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق‬
‫بالماء الجرائم المتعلقة به‪.‬‬
‫ولتحقيق هذه الغاياتـ ال بد من تدخل جهاز يقوم بالسهر على تطبيق هذه المقتضيات‪،‬ـ وضبط المخالفاتـ‬
‫المتعلقة بها‪ .‬ويتكون هذا الجهاز من الشرطة القضائية‪ ،‬واألعوان المعينين من اإلدارة الذين أعطاهم‬
‫المشرع اسم “شرطة المياه”‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫إال أن عمل هذا الجهاز ال يخلو من إكراهاتـ داخلية وخارجية تؤثر على سير عمله ومردوديته‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫لدراسة هذه اإلشكاالت سأقسم هذا الفصل إلى مبحثين‪:‬‬
‫‪2‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مظاهر الحماية الجنائية على مستوى التجريم‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مظاهر الحماية الجنائية على مستوى ضبط المخالفات‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫المبحث األول‬
‫‪5‬‬ ‫مظاهر الحماية الجنائية على مستوى التجريم‬
‫‪6‬‬ ‫ركز علماء اإلجرام والعقاب وأخصائيو اإلصالح على كل ما يتعلق بالجريمة والمجرم‪ ،‬من حيث‬
‫‪7‬‬ ‫الدوافع واألسباب‪ ،‬ثم إيجاد آليات المعالجة والتأهيل‪ ،‬وظهرت عدة بحوث ودراسات في أوروبا‬
‫‪8‬‬ ‫تستهدف سلوك المجرم داخل المجتمع وتحاول الكشف عن العوامل الكامنة وراء الظاهرة اإلجرامية ‪،‬‬
‫‪9‬‬ ‫حيث أصبح اإلنسان في حد ذاته يشكل موضوعا من بين المواضيع التي استقطبت العلماء والمفكرين‪،‬‬
‫‪0‬‬ ‫فتناولوه من جميع الجوانبـ النفسية واالجتماعية وغيرهما ‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫وال يجرم المشرع المغربي األفعال سواء كانت إيجابية أو سلبية إال إذا كانت مضرة بالمجتمع‪ ،‬وبهذا‬
‫‪2‬‬ ‫أصبح المشرع الجنائي ال يتحكم في موضوع التجريم والعقاب بدون ضوابط إذ أن الفعل ال يجرم إال‬
‫‪3‬‬ ‫إذا كانت طبيعته تهدد مصالح المجتمع وتزعزع أمنه واستقراره ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫وفي هذا اإلطار جاء القانون رقم ‪ 10.95‬بنصوص تجرم حاالت األفعال أو االمتناع وعاقب عليها‬
‫‪5‬‬ ‫حماية للملك العام المائي‪ ،‬فجرم بمقتضى المادة ‪ 113‬منه جريمة جلب الماء وعاقب عليها بما هو وارد‬
‫‪6‬‬ ‫في الفصل ‪ 606‬من القانون الجنائي ‪ ،‬كما جرم االعتداءاتـ المرتكبة داخل المساحات المسقية بمقتضى‬
‫‪7‬‬ ‫المادة ‪ 114‬من قانون الماء‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫وانسجاما مع ما يعرفه العالم من اهتمام متزايد بالبيئة وحمايتها من التلوث‪ ،‬فإن المشرع سن مقتضيات‬
‫‪9‬‬ ‫حمائية لها سواء في قانون الماء أو قوانين أخرى‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫ولم يغفل سن آليات قانونية لحماية المستهلك المائي من التالعب الذي قد يتعرض له من بائعي المادة‪،‬‬
‫‪1‬‬ ‫بل نص على عقوبات زجرية في القانون المتعلق بالزجر عن الغش في البضائع‪ ،‬وكذا القانون رقم‬
‫‪2‬‬ ‫‪ 08.31‬القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلك ‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫ولدراسة هذه المحاور سأقسم هذا المبحث إلى مطلبين‪:‬‬
‫‪4‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬الجرائم المرتبطة بجلب الماء‬
‫‪5‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الجرائم المرتبطة بالبيئة والمستهلك المائي‬
‫‪6‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الجرائم المرتبطة بجلب الماء‬
‫‪7‬‬ ‫إن حماية الملك العام المائي ال تقتصر على سن نصوص تضفي عليه الصبغة العامة‪ ،‬وتمنع التملك‬
‫‪8‬‬ ‫الخاص لها فقط‪ ،‬بل يلزم سن نصوص قانونية تجعل من شأن جلب الماء بدون إذن سابق من طرف‬
‫اإلدارة يعتبر بمثابة جريمة يعاقب عليها القانون‪.‬‬
‫وتجد جريمة جلب الماء بدون إذن قانوني أساسها في المادة ‪ 113‬من القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق‬
‫بالماء التي أحالتـ – بخصوص عقوبتها‪ -‬على الفقرة الثانية من الفصل ‪ 606‬من القانون الجنائي ( فقرة‬
‫أولى)‪.‬‬
‫أما إذا وقع الجلبـ داخل المساحاتـ المسقيـة المعدة والمجهزة من طرف الدولة‪ ،‬ضبط جلب غير‬
‫مرخص به مثل صبيب أعلى من الصبيـبـ المرخص به وسقي غير مرخص أو خارج األوقات‬
‫المحددة‪ ،‬وسرقة الماء فإنه إضافة إلى العقوبات المنصوص عليها في قانون الماء تضاعف اإلتاوات‬
‫( فقرة ثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬جريمة جلب الماء‬
‫‪0‬‬ ‫تجد جريمة جلب الماء أساسها القانوني في المادة ‪ 113‬من القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء والتي‬
‫‪1‬‬ ‫جاء فيها أن‪ ” :‬كل شخص قام بجلب مياه سطحية أو جوفية خرقا ألحكام هذا القانون المتعلقة بشروط‬
‫‪2‬‬ ‫استعمال الماء يتعرض للعقوبات المنصوص عليها في الفصل ‪( 606‬الفقرة الثانية) من القانون الجنائي‬
‫‪3‬‬ ‫السالف الذكر‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫ويعاقب المساهمون والشركاء بنفس عقوبة الفاعل الرئيسي”‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫وتحويل المياه يعني تغيير مسارها‪ ،‬وذلك بتوجيهها إلى عقار الجاني ليستفيد منها بدل المستحق لها أو‬
‫‪6‬‬ ‫تغيير مسارها بقصد اإلضرار بالمستفيد دون انتفاع الجاني بها والصورة األولى هي األكثر شيوعا ‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫ومن المالحظات التي يمكن إبداؤها حول هذا الفصل هو تنصيص المشرع على جريمة “جلب مياه‬
‫‪8‬‬ ‫سطحية أو جوفية” وعدم وضعه لعقوبتها بقانون الماء‪ ،‬بل أحال على الفصلـ ‪ 606‬من القانون الجنائي‬
‫‪9‬‬ ‫والذي ينص على أنه “ويعاقب بالحبس من شهر إلى سنتين وغرامة من ‪ 200‬إلى ‪ 500‬درهم من حول‬
‫‪0‬‬ ‫عمدا وبدون حق مياها عامة أو خاصة”‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫ورأى األستاذ محمد بونبات أن المشرع تشدد عندما أضاف إلى الفاعل كالً من المساهم والمشارك في‬
‫‪2‬‬ ‫المخالفة مخالفا بذلك النظم الجاري بها العمل التي تقـضي‬
‫‪3‬‬ ‫بأن المشارك والمساهم ال يعاقب بنفس عقوبة الفاعل األصلي إال في الجنايات ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫وال أظن أن المشرع تشدد في هذا الباب بل كان منسجما مع قواعد القانون الجنائي‪ ،‬لكون جريمة جلب‬
‫‪5‬‬ ‫الماء ليست مخالفة‪ ،‬بل تعد جنحة ضبطية‪ ،‬حسب ما جاء في الفقرتين الرابعة والخامسة من الفصل‬
‫‪6‬‬ ‫‪ 111‬من القانون الجنائي بالقول‪ ” :‬الجريمة التي يعاقب عليها القانون بحبس حده األقصى سنتان أو أقل‬
‫‪7‬‬ ‫أو بغرامة تزيد عن مائتي درهم تعد جنحة ضبطية”‪ ،‬وبالرجوع إلى الفقرة الثانية من الفصلـ ‪ 606‬من‬
‫‪8‬‬ ‫نفس القانون‪ ،‬نجد عقوبة تحويل المياه عمدا هي الحبس من شهر إلى سنتين وغرامة من ‪ 200‬إلى ‪500‬‬
‫‪9‬‬ ‫درهم‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫ويرى أحد الباحثين أن تنصيص المشرع على تجريم المساس بالحدود الفاصلة بين العقارات في الفقرة‬
‫‪1‬‬ ‫األولى من الفصلـ ‪ ،606‬وذلك عن طريق ردم الخندق أو السياج إن كليا أو جزئيا أو قطع أو قلع‬
‫‪2‬‬ ‫األحساك أو نقل أو إزالة نصب أو أي عالمة مغروسة أو متعارف عليها إلثبات الحدود‪ ،‬وانتقاله في‬
‫‪3‬‬ ‫الفقرة الثانية إلى التنصيص على تجريم تحويل المياه غير منطقي‪ ،‬لعدم وجود أي مبرر لدمج‬
‫‪4‬‬ ‫الجريمتين في فصل واحد ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫واتفق مع الرأي الذي خلص إليه الباحثـ بخصوص عدم وجود رابط بين الفقرتين‪ ،‬حيث أن الفقرة‬
‫‪6‬‬ ‫األولى من الفصلـ ‪ 606‬منظمة في الفرع الثامن – المتعلق بالتخريب والتعييب واإلتالف – من الباب‬
‫‪7‬‬ ‫التاسع المتعلق بالجناياتـ والجنح المتعلقة باألموال‪ ،‬وكان على المشرع تنظيم جريمة جلب الماء في‬
‫‪8‬‬ ‫الفرع الخامس المتعلق باالعتداء على األمالك العقارية والذي أفرد له فصال واحدا هو الفصل ‪570‬‬
‫الذي ينص على أنه ” يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة من مائتين إلى ‪ 500‬درهم من‬
‫انتزع عقارا من حيازة غيره خلسة أو باستعمال التدليس…”‬
‫ويبقى تنصيص المشرع على جريمة تحويل الماء في الفقرة الثانية من الفصلـ ‪ 606‬مجانبا للصواب‪،‬‬
‫وذلك راجع العتبار المشرع ومعه جانب مهم من الفقه والقضاء أن الماء عقار كما سلف الذكر ‪ ،‬وال‬
‫يصح قول المشرع في هذا الفصل إال في حالة تحويل الماء وتعبئته في قارورات أو صهاريج أو‬
‫غيرهما‪ ،‬وبذلك تتحول الطبيعة القانونية للماء من عقار إلى منقول‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى الفقرة الثانية من المادة ‪ 113‬من القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء نجد أنها قد نصت‬
‫على قواعد زجرية تضمن الحماية المطلوبة ضد الجلب غير المرخص به للماء‪ ،‬من خالل معاقبة‬
‫المساهمين والشركاء بنفس عقوبة الفاعل األصلي‪ ،‬وفي هذا الصدد جاء في قرار لمحكمة النقض أنه ”‬
‫‪0‬‬ ‫إذا وقع الضرر من أشخاص متعددين عملوا متواطئين كان كل منهم مسؤوال بالتضامن عن النتائج دون‬
‫‪1‬‬ ‫تمييز بين من كان منهم منخرطا أو مشاركا أو فاعال أصليا‪،‬ـ ويطبق نفس الحكم إذا تعدد المسؤولون‬
‫‪2‬‬ ‫عن الضرر وتعذر تحديد فاعله األصلي من بينهم وتحديد النسبة التي ساهم بها كل واحد منهم في‬
‫‪3‬‬ ‫الضرر الالحق به فإنها قضت برفض الطلب المتعلق بالحكم عليهم بالتضامن بأداء التعويض المحكوم‬
‫‪4‬‬ ‫به مما كان معه قرارها خارقاـ للقانون ومعرضا للنقض”‬
‫‪5‬‬ ‫ولتحقق جريمة تحويل المياه ال بد من تحقق الركن المادي والمعنوي فيها‪:‬‬
‫‪6‬‬ ‫أوال‪ :‬الركن المادي‬
‫‪7‬‬ ‫يتجلى الركن المادي في جريمة تحويل المياه في تجريم المشرع المغربي لهذا الفعل‪ ،‬من خالل‬
‫‪8‬‬ ‫التنصيص عليه في المادة ‪ 113‬أعاله‪ ،‬وكذا القواعد الثابتة في التشريعات الجنائية الحديثة‪ ،‬حيث أن‬
‫‪9‬‬ ‫األفعال مهما بلغت درجة مساسها بالنظام االجتماعي ال يمكن العقاب عليها إال إذا جرمها المشرع‬
‫‪0‬‬ ‫وحدد لها عقوبات معينة‪ ،‬فالفعل يعتبر مشروعا وال وجود للجريمة ما دام المشرع ال يصبغ عليه‬
‫‪1‬‬ ‫الصفة غير المشروعة ‪ ،‬وفي جريمة تحويل المياه‪ ،‬فإن السلوك اإلجرامي يتمثل في قيام الفاعل بفعل‬
‫‪2‬‬ ‫مادي بأي طريقة تؤدي إلى تغيير مسار المياه سواء بإزالة السد المائي‪ ،‬أو تحويل اتجاهه بالشكل الذي‬
‫‪3‬‬ ‫يؤدي إلى تحويل اتجاه المياه من عقار إلى آخر ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الركن المعنوي‬
‫‪5‬‬ ‫يتمثل الركن المعنوي في ضرورة توفر القصد الجنائي‪،‬ـ وقد عرفه األستاذ محمد شهيب بأنه الشكل‬
‫‪6‬‬ ‫العادي لإلرادة اآلثمة قانونا‪ ،‬إذ تنصرف إرادة الجاني إلى الفعل الذي يرتكبه والنتيجة المقصودة‬
‫‪7‬‬ ‫بالعقاب‪،‬ـ فتبدو الخطيئة في أظهر صورها‪ ،‬والقصد الجنائي بهذا المعنى هو إرادة تحقق الواقعة‬
‫‪8‬‬ ‫اإلجرامية مع العلم بالعناصر المكونة لها‪ ،‬كما تم تعريفه أيضا بأنه ” القوة النفسية التي تقف وراء‬
‫‪9‬‬ ‫النشاط ال ُم َجرم الذي استهدف به الفاعل إراديا االعتداء على مصلحة من المصالح المحمية من طرف‬
‫‪0‬‬ ‫المشرع الجنائي”‬
‫‪1‬‬ ‫وهو ما عبر عنه المشرع ب” عمدا ” أي القيام بفعل التحويل بسوء نية مسبقة وبإرادة آثمة تتجه عن‬
‫‪2‬‬ ‫وعي وإدراك إلى تحقق الفعل اإلجرامي والنتيجة اإلجرامية‪ ،‬وأضاف المشرع عبارة ” وبدون حق ”‬
‫‪3‬‬ ‫أي أن الفاعل ال حق له في التصرف في الماء أو حيازته للقيام بتحويله ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬المخالفات المرتكبة داخل المساحاتـ المسقية‬
‫‪5‬‬ ‫تجد هذه المخالفة أساسها القانوني في الفقرة الثالثة من المادة ‪ 114‬حيث نصت على أنه ” وإذا وقع‪،‬‬
‫‪6‬‬ ‫داخل المساحاتـ السقويـة المعدة والمجهزة من طرف الدولة‪ ،‬ضبط جلب غير مرخص به مثل صبيب‬
‫‪7‬‬ ‫أعلى من الصبيـبـ المرخص به وسقي غير مرخص أو خارج األوقات المحددة‪ ،‬وسرقة الماء… ومن‬
‫‪8‬‬ ‫غير مساس بالعقوبات المطبقة عن مخـالفة شرطة الميـاه المنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬فإنه يمكن‬
‫إجبار المخالف على أداء إتاوة إضافية قدرها ضعف اإلتاوة العادية المستحقة من األمتار المكعبة‬
‫المجلوبة بصفة غير قانونية‪ .‬ويتم احتساب األمتار بطريقة جزافية مع افتراض أن الصبيب المجلوب‬
‫بصفة غير شرعية قد وقع بصفة مستمرة خالل العشرة أيام السابقة لضبط المخالفة‪”.‬‬
‫وقد نص المشرع في المادة السابقة على عدة جرائم‪ ،‬وأوردها على سبيل المثال حيث قال‪“ :‬مثل‬
‫صبيب أعلى” وكذا وضعه نقط الحذف بعد تنصيصه على سرقة الماء…” مما يترك البابـ مفتوحا‬
‫إلدراج جرائم أخرى كلما ظهر لها موجب‪.‬‬
‫وقد سبق للمشرع المغربي أن عرف السرقة في الفصل ‪ 505‬من ق‪.‬ج بالقول‪“ :‬من اختلس عمدا ماال‬
‫مملوكا للغير يعد سارقا…” ويتبين أن المشرع تعرض في الفصلـ ‪ 505‬لعقوبة السرقة البسيطة‪ ،‬أي‬
‫التي تكون قد ارتكبت في ظروف عادية فاعتبرها جنحة من الجنح‪ ،‬لكن باإلطالع على باقي النصوص‬
‫‪0‬‬ ‫العائدة لهذه الجريمة ويتضح من خالل ذلك أن المشرع المغربي كيف كل جريمة سرقة على حدة‪،‬‬
‫‪1‬‬ ‫بحسب ظروف ارتكابها‪ ،‬وحدد لها العقوبة المالئمة بحسب هذه الظروف ‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫فهل مفهوم السرقة الوارد في القانون الجنائي هو ما يقصده المشرع في قانون الماء؟‬
‫‪3‬‬ ‫المالحظ أن هذا الفعل يمكن أن يكيف على أنه جريمة سرقة تخضع ألحكام الفصلـ ‪ 505‬من ق‪.‬ج‪ ،‬إال‬
‫‪4‬‬ ‫أن المشرع المغربي اعتبر في قانون الماء أن سرقة الماء هي جلب غير مرخص به للماء‪،‬ـ وأحال‬
‫‪5‬‬ ‫بشأنها على العقوبة المنصوص عليها في الفصل ‪ 606‬من ق‪.‬ج الذي يتعلق بتحويل المياه من مجراها‬
‫‪6‬‬ ‫الطبيعي دون اختالسها ولم يشر إلى العقوبة المقررة للسرقة بشكل عام والمنصوص عليها في الفصل‬
‫‪7‬‬ ‫‪ 505‬من ق‪.‬ج‪ .‬وبالتالي يجب تطبيق النص الخاص وهو قانون الماء واستبعاد النص العام‪ ،‬كيفما كانت‬
‫‪8‬‬ ‫هذه السرقة سواء عن طريق تحويل المياه من مجراها “أي كانت لها صفة عقار”‪ ،‬أو أخذها من مكانها‬
‫‪9‬‬ ‫الطبيعي ووضعها في صهاريج أو غيرها “أي كانت لها صفة منقول”‬
‫‪0‬‬ ‫وقد جاء في حكم للمحكمة االبتدائية بالجديدة بأن “…‪ .‬المسمى (ب‪.‬م) يقوم بسرقة ماء السقي بواسطة‬
‫‪1‬‬ ‫أنابيب بالستيك لسقي بقعة بورية بالمنطقة…”‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫وجاء في حكم آخر أن ” المتهم بارتكابه داخل الدائرة القضائية لهذه المحكمة ومنذ زمن لم يمض عليه‬
‫‪3‬‬ ‫أمد التقادم الجنحي‪،‬ـ مخالفة سرقة مياه السقي والري المنصوص عليها وعلى عقوبتها في ظهير‬
‫‪4‬‬ ‫‪…16/08/1995‬‬
‫‪5‬‬ ‫وحيث تتلخص وقائع النازلة من المحضر المنجز من طرف المكتب الجهوي لإلستثمار الفالحي عدد‬
‫‪6‬‬ ‫‪ 15/11‬أنه بتاريخ ‪ 13/09/2011‬ضبط المتهم وقد ارتكب المذكور أعاله وتم تحرير محضر معاينة‬
‫‪7‬‬ ‫بشأنها”‬
‫‪8‬‬ ‫ويمكن تصور الجلب غير المرخص له أيضا في حالة مخالفة الدورة المائية التي تحتسب غالبا بالوقت‬
‫‪9‬‬ ‫حالة قيام المستغل بسقي أرضه خارج األوقات المحددة‪ ،‬أو الزيادة في السقي عن الوقت المخصص له‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫والمالحظ أن العقوبات التي تصدر بحق المخالفين جد هزيلة ال ترقى إلى مستوى الردع المطلوب‬
‫‪1‬‬ ‫والحماية المتطلبة قضاء للملك العام المائي‪ ،‬حيث جاء في حكم آخر لنفس المحكمة “فإن المحكمة وهي‬
‫‪2‬‬ ‫تبت علنيا ابتدائيا وغيابيا بمؤاخذة المتهم من أجل المنسوب إليه والحكم عليه بغرامة نافذة قدرها ‪1000‬‬
‫‪3‬‬ ‫درهم مع الصائر واإلجبار في األدنى “‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫وحسب األحكام المتوفر عليها أثناء البحثـ فإنه نادرا ما يحضر المتهم لجلسة المحكمة أو ينصب عنه‬
‫‪5‬‬ ‫محاميا‪ ،‬لعلمه المسبق بالحكم الذي سيصدر في حقه والمتمثل في الغرامة‪ ،‬والتي يستطيع دفعها دون‬
‫‪6‬‬ ‫تردد‪ ،‬أو عدم المتباعة‪ ،‬حيث جاء في حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بتيزنيت ما يلي‪ ” :‬حيث توبع‬
‫‪7‬‬ ‫الظنين وأحيل على المحكمة من أجل من نسب إليه‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫وحيث أن الظنين تخلف على الحضور رغم توصله باالستدعاء بصفة قانونية‪.‬‬
‫وحيث أن تصريحات الظنين تمهيديا لم يرد فيها ما يفيد أن قام بتحويل مجرى الماء‪.‬‬
‫وحيث أن وثائق الملف خالية مما يثبت أن الظنين اقترف الفعل المتابع من أجله… فإن المحكمة تصرح‬
‫علنيا وابتدائيا وبمثابة حضوري بعم مؤاخذة الظنين من أجل ما نسب إليه والحكم ببراءته وتحميل‬
‫الخزينة العامة الصائر”‬
‫وأمام تعدد نفس القضاياـ وصدور نفس األحكام فإن المحاكم وضعت مطبوعا جاهزا لألحكام تضاف‬
‫إليه فقط بعض المعلومات المتعلقة بالظنين ونوع المخالفة و العقوبة الصادرة بشأنها‪.‬‬
‫وإذا ما عاد الشخص الذي ارتكب الجريمة بعد أن حكم عليه بحكم حائز لقوة الشيء المحكوم به من‬
‫أجل جريمة سابقة فإنه يعتبر في حالة عود ‪ ،‬وقد نظم المشرع المغربي ‪-‬على غرار باقي التشريعات‬
‫المقارنة‪ -‬أحكام العود في القانون الجنائي ولم يعط تعريفا له‪ ،‬بل اكتفى بذكر حاالته في الفصول من‬
‫‪0‬‬ ‫‪ 154‬إلى ‪ ،160‬تاركا بذلك مهمة تعريفه للفقه‪ .‬وال يمكن أن تطلق صفة عائد على مجرم إال إذا توفرت‬
‫‪1‬‬ ‫فيه عدة شروط‪ ،‬أهمها أن يكون قد صدر في حق الشخص حكم جنائي‪ ،‬وأن يكون هذا الحكم حائزا لقوة‬
‫‪2‬‬ ‫الشيء المحكوم به من أجل جريمة سابقة‪ ،‬وأن يعود الشخص إلى ارتكاب جريمة ثانية حسب ما حدده‬
‫‪3‬‬ ‫القانون ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫ونصت الفقرة الرابعة والخامسة من المادة ‪ 114‬من القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء أنه “وفي حالة‬
‫‪5‬‬ ‫العود‪ ،‬فإن المخالفـ يتعرض لعقوبة من نفس الدرجـة‪ ،‬إال أن الثمن المطبق ينتقل من الضعف إلى ثالث‬
‫‪6‬‬ ‫مرات من الثمن العادي‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫وفي حالة العود من جديد‪ ،‬فإن المخالف يمكن حرمانه من الماء إلى حين نهاية موسم السقي الجاري به‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫وفي هذه الحالة يبقى خاضعا ً ألداء الحد األدنى لإلتاوة المحدد في النصوص الجاري بها العمل‪”.‬‬
‫‪9‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬حماية البيئة والمستهلك في قانون الماء‬
‫‪0‬‬ ‫إن االرتفاع الملحوظ في وثيرة النمو الديموغرافي‪ ،‬وتوسع المناطق الحضرية‪ ،‬وما رافق ذلك من‬
‫‪1‬‬ ‫تطور عمراني‪ ،‬وانتشار الصناعات التحويلية بمختلف أنواعها‪ ،‬كل ذلك كان له تأثير مباشر على تزايد‬
‫‪2‬‬ ‫الطلب على المياه من جهة‪ ،‬وعلى تعرض مواردها للتلوث أكثر من أي وقت مضى من جهة ثانية ‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫وباعتبار الماء أحد أهم مقومات الحياة على سطح األرض بالنسبة لإلنسان والحيوان والنبات‪،‬ـ فإنه‬
‫‪4‬‬ ‫أيضا قد يكون سببا في تهديد الحياة عليها إذا كان ملوثا‪ ،‬ومع ازدياد عدد السكان في العالم المصاحب‬
‫‪5‬‬ ‫للتقدم الصناعي والتكنولوجي تسارع تلويث مياه األنهار والبحيرات والبحار والمياه الجوفية ‪ ،‬ووعيا‬
‫‪6‬‬ ‫من المشرع المغربي بخطورة المسألة تدخل بعدة نصوص لتجريم تلوث الملك العام المائي (فقرة‬
‫‪7‬‬ ‫أولى)‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫كما سن في نفس القانون مقتضيات عدة لحماية المستهلك المائي في المادة ‪ 73‬من القانون رقم ‪10.95‬‬
‫‪9‬‬ ‫المتعلق بالماء ( فقرة ثانية)‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬المخالفات المتعلقة بالبيئة‬
‫‪1‬‬ ‫يتميز المغرب بتنوع بيئي ال مثيل له في حوض البحر األبيض المتوسط‪ ،‬فالثروات البيئية ذات قيمة‬
‫‪2‬‬ ‫لالستهالك واالستعمال من الصعب تقديرها‪ ،‬فضال عن الدور المهم الذي تلعبه‪ ،‬غير أن هناك مخاطر‬
‫‪3‬‬ ‫تهددها‪ ،‬ترجع باألساس إلى تعدد األنشطة البشرية‪ ،‬ذلك أن التزايد الديموغرافي‪ ،‬من جهة‪ ،‬والتنمية‬
‫‪4‬‬ ‫االقتصادية على حساب الموارد الطبيعية‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬يؤديان إلى تدمير هذا التنوع ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫وقد كانت مسألة الحفاظ على ثروات البالد من التلوث – كالمياه ‪ ،‬والتربة‪ ،‬والشواطئ‪ -‬هاجسا ثقيال‬
‫‪6‬‬ ‫شغل بال المسؤولين في المغرب منذ السنوات األولى الستقالله‪ ،‬ودفعهم إلى اتخاذ عدة إجراءات‬
‫‪7‬‬ ‫احترازية حيال بعض تصرفات السكان في تعاملهم مع عناصر البيئة الطبيعية‪ ،‬بما في ذلك الموارد‬
‫‪8‬‬ ‫المائية‪ ،‬بقصد الحد من اآلفات السلبية‪ ،‬وكافة أنواع األذى التي يمكن أن تنعكس على البيئة سلبا ‪.‬‬
‫ومن تجليات ذلك‪ ،‬عملت السلطات العمومية على إعادة هيكلة اللجنة الوطنية للمحافظة على البيئة‬
‫الطبيعية المحدثة بمرسوم ‪ 28‬ماي ‪ 1974‬في عدة مناسبات من أجل مسايرة التطورات التي عرفها‬
‫المغرب في هذا المجال‪ ،‬ففي بداية الثمانينيات صدر مرسوم ‪ 12‬ماي ‪ 1980‬المتعلق بإعادة تنظيم‬
‫المؤسسات المكلفة بحماية البيئة وتحسينها ‪ ،‬وتم بمقتضى هذا المرسوم إحداث مجلس وطني للمحافظة‬
‫على البيئة‪ ،‬بدل اللجنة الوطنية‪ ،‬وكذا إحداث مجالس جهوية مكلفة بمتابعة القضايا البيئية على المستوى‬
‫الجهوي‪ .‬وقد عمل المرسوم على توسيع اختصاصات هذا المجلس وتعزيز عملية التشاور والتنسيق من‬
‫خاللها بين كافة األطراف المعنية بقطاع البيئة سواء على المستوى الوطني أو على المستوى المحلي‬
‫ومن مميزات القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء أنه سيساهم في تحسين الوضع البيئي للموارد المائية‬
‫الوطنية حيث سيكون أداة فعالة لمحاربة تلويث المياه‪ ،‬علما بأن تحقيق هذا الهدف يتطلب عمال تشريعيا‬
‫‪0‬‬ ‫إضافيا قي مجال تدبير الشواطئ وتقنين استعمال الموارد الكيماوية المستعملة في األنشطة االقتصادية‬
‫‪1‬‬ ‫اإلنتاجية ‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫وقد خص قانون الماء مواد لمحاربة التلويث المائي‪ ،‬ويمكن تعريف تلويث الماء بأنه إحداث إتالف أو‬
‫‪3‬‬ ‫فساد في نوعية الماء بما يؤدي إلى تدهور نظامها اإليكولوجي بصورة أو بأخرى إلى درجة تسبب في‬
‫‪4‬‬ ‫نتائج مؤذية ناجمة عن استخدام هذا الماء ‪ ،‬ويعرف كذلك بأنه أي تغير فزيائي أو كيميائي في نوعية‬
‫‪5‬‬ ‫المياه‪ ،‬بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬يؤثر سلبا على الكائناتـ الحية‪ ،‬أو يجعل المياه غير صالحة‬
‫‪6‬‬ ‫لالستخدامات المطلوبة‪ ،‬مما يؤثر على حياة الفرد واألسرة والمجتمع ‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫وفي هذا السياق جاء الدستور الجديد بمقتضى جد هام يتعلق بحق المواطن المغربي في بيئة سليمة‪،‬‬
‫‪8‬‬ ‫حيث نص الفصل ‪ 31‬منه على أن‪ ” :‬تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية‪ ،‬على‬
‫‪9‬‬ ‫تعبئة كل الوسائل المتاحة‪ ،‬لتسيير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين‪ ،‬على قدم المساواة‪ ،‬من الحق‬
‫‪0‬‬ ‫في‪:‬‬
‫‪1‬‬ ‫– العالج والعناية الصحية؛‬
‫‪2‬‬ ‫–…‬
‫‪3‬‬ ‫– الحصول على الماء والعيش في بيئة سليمة”‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫وهو ما يدعم ما جاء به المشرع في الباب السادس من القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء المعنون‬
‫‪5‬‬ ‫ب”محاربة تلوث المياه”‪ ،‬إذ خصص له المواد من ‪ 51‬إلى ‪ ،57‬حيث منعت المادة ‪ 53‬كل عمليات‬
‫‪6‬‬ ‫صب أو سيالن أو رمي أو إيداع مباشر أو غير مباشر في مياه سطحية أو طبقات جوفية من شـأنـه أن‬
‫‪7‬‬ ‫يـغير المميزات الفيزيائية بما فيها الحرارية واإلشعاعية والكيميائيـة والبيولوجية أو البكتيرولوجية‬
‫‪8‬‬ ‫بدون ترخيص سابق تسلمه وكـالة الحوض بعد إجراء بحث‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫أما العملياتـ الموجودة قبل صدور هذا القانون‪ ،‬فإنه يجب التصريح بها داخل األجل الذي تحدده وكالة‬
‫‪0‬‬ ‫الحوض المائي‪ ،‬ويعتبر التصريح المقدم في هذا الشأن بمثابة ترخيص يخضع للشروط المشار إليها‬
‫‪1‬‬ ‫سابقا‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫وقد نصت المادة ‪ 57‬من قانون الماء على شروط استعمال المياه المستعملة‪ ،‬والتي تحتاج إلى ترخيص‬
‫‪3‬‬ ‫من وكالة الحوض المائي‪ ،‬واعتبر المشرع المغربي في المادة ‪ 112‬من قانون الماء أن كل خرق‬
‫‪4‬‬ ‫لمقتضيات المادة ‪ 57‬يشكل جريمة يعاقب عليها بالحبـس من شهر إلى ‪ 12‬شهرا وبغرامة من ‪1200‬‬
‫‪5‬‬ ‫إلى ‪ 2500‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫وتتكون هذه الجريمة من ركن مادي يتمثل في القيام باستعمال المياه المستعملة دون الحصول على‬
‫‪7‬‬ ‫ترخيص من وكالة الحوض المائي‪ ،‬وركن معنوي يتمثل في أن يكون للفاعل النية والقصد الجنائي في‬
‫‪8‬‬ ‫استعمال المياه المستعملة رغم عدم توفره على ترخيص مسبق من الوكالة ‪.‬‬
‫وتؤكد مختلف الدراسات أن جودة المياه السطحية والباطنية أصبحت تواجه تدهوراً ملحوظا نتيجة‬
‫التلوث‪ ،‬ومن أسبابه نجد التخلص من مياه الصرف الصحي بالمجاري المائية أو على األتربة‪ ،‬وكذا‬
‫المياه العادمة الصناعية دون تنقية في المجاري المائية‪ ،‬ورشح األسمدة والمبيدات المستعملة في‬
‫الزراعة‪ ،‬حيث أصبحت عدة نقاط مائية تعرف تركيزات عالية من النترات تفوق المعايير الطبيعية‬
‫للماء الشروب‪ ،‬وهو ‪ 50‬ملغ‪/‬لتر‪ ،‬كما هو الحالـ مع فرشة تادلة ‪.‬‬
‫ومن أجل المحافظة على موارد المياه العامة والجوفية من عوامل وأسباب التلوث‪ ،‬فإن المشرع نص‬
‫صراحة في المادة ‪ 54‬على منع ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬إفراغ ميـاه مستعملة أو نفاياتـ صلبة في الوديان الجافة وفي اآلبار والمساقي والمغـاسل العموميـة‬
‫واألثقاب والقنوات ودهاليز التقاط المياه‪ .‬ويسمح فقط بتفريغ المياه الراسبة أو الميـاه المنزلية المستـعملة‬
‫‪0‬‬ ‫في آبار مصفية مسبوقة بمبلعات ؛‬
‫‪1‬‬ ‫‪ -2‬القيـام بأي تفريش أو طمر للمصاريف المائيـة ووضع نفاياتـ من شأنها تلويث المياه الجوفية عن‬
‫‪2‬‬ ‫طريق التسرب أو تلويث المياه السطحية عن طريق السيالن؛‬
‫‪3‬‬ ‫‪ -3‬تنظيف الغسيل أو أشياء أخرى خاصة اللحـوم أو الجلود أو المنتجـات الحيوانـية في مياه السواقي‬
‫‪4‬‬ ‫وأنابيب الماء والقناطر المائية والقنوات والخزانـات واآلبـار التي تغذي المدن والتـجمعاتـ السكنية‬
‫‪5‬‬ ‫واألماكن العمومية وداخـل مناطق حمايـة هذه السواقي واألنابيب والقنـاطر والقنوات والخزانات‬
‫‪6‬‬ ‫واآلبار؛‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -4‬االستحـمام واالغتسال في المنشآت المذكورة أو توريد الحيواناتـ منها وتنظيفها أو غسلها ؛‬
‫‪8‬‬ ‫‪ -5‬وضع مـواد مضرة وإنشـاء مـراحـيـض أو بالوعات داخل مناطق حماية السـواقي وأنابيب الماء‬
‫‪9‬‬ ‫والقناطر المائية والقنوات والخزاناتـ واآلبار المذكورة؛‬
‫‪0‬‬ ‫‪ -6‬رمي الحـيـوانات الميتـة في مجـاري الماء وفي البـحـيراتـ والبرك والمستنقعات ودفنها بمقربة من‬
‫‪1‬‬ ‫اآلبار والنـافوراتـ والمساقـي العمومية ؛‬
‫‪2‬‬ ‫‪ -7‬القيـام داخل المدارات الحضرية والمراكز المحددة والتـجـمعاتـ القروية التي تتوفر على مخطط‬
‫‪3‬‬ ‫للتنمية برمي أية مياه مستعملة أو أية مادة مضرة بالصحة العمومية خـارجـ األماكن المعينة لهذا‬
‫‪4‬‬ ‫الغرض أو بكيفية تتـعارض مع ما هو منصوص عليه في هذا القانون وفي النصوص التنظيمية الجاري‬
‫‪5‬‬ ‫بها العمل‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫ويهدف المشرع من تجريم هذه األفعال إلى الحفاظ على الصحة العامة‪ ،‬والحماية من التلوث‪ ،‬ألن من‬
‫‪7‬‬ ‫شأن استعمال مياه مستعملة سواء في الفالحة أو في أي استعمال آخر أن يؤدي إلى إضرار بالصحة‬
‫‪8‬‬ ‫العامة وتلويث البيئة‪ ،‬وأن وكالة الحوض ال ترخص باستعمال المياه المستعملة إال بعد إخضاعها‬
‫‪9‬‬ ‫للمعالجاتـ خاصة والتثبت من عدم إضرارها بالصحة العامة في االستعماالت التي ستخصص لها ‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫ومن أجل حماية أكثر لمستعملي الماء‪ ،‬فإن المشرع قد حمى المستهلك المائي بمقتضيات خاصة‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬الحماية القانونية للمستهلك المائي‬
‫‪2‬‬ ‫أصبحت حماية المستهلك الشغل الرئيسي لألفراد وبشكل خاص في الجانبـ االقتصادي منها‪ ،‬ومن‬
‫‪3‬‬ ‫البديهي أن لالستهالك دورا أساسيا في الحياة االقتصادية لما له من تأثير في الحياة اليومية للفرد‬
‫‪4‬‬ ‫والمجتمع‪ ،‬األمر الذي دفع بالمشرع المغربي إلى إصدار العديد من النصوص التشريعية التي تهدف‬
‫‪5‬‬ ‫إلى حماية المستهلك من تجاوزات المنتجين والبائعين والمحتكرين‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫ولتطبيق هذه الحماية فإن المشرع الجنائي يضع عدداً من النصوص التجريمية بقدر عدد األفعال التي‬
‫‪7‬‬ ‫يريد منعها‪ ،‬وفي كل نص من تلك النصوص يحدد نموذجا لما ينبغي أن تكون عليه الجريمة‪ ،‬ويتطلب‬
‫‪8‬‬ ‫بعد ذلك أن يكون الفعل المرتكب مطابقا لهذا النموذج لكي يستمد منه الصفة غير المشروعة ‪ ،‬وفي هذا‬
‫السياق جاءت المادة ‪ 76‬من قانون الماء كآلية قانونية لحماية المستهلك المائي من التالعب الذي قد‬
‫يتعرض له من بائعي المادة‪ ،‬وانطالقا من ذلك يمكن تسمية هذه الجرائم‪ ،‬بجرائم غش وتضليل‬
‫المستهلك المائي‪ ،‬جرمها قانون الماء في الفقرة األولى من المادة المذكورة بالقول ” يعتبر ما يلي‬
‫جريمة بمفهوم القانون رقم ‪ 13.83‬المتعلق بالزجر عن الغش في البضائع الصادر بتنفيذه الظهير‬
‫الشريف رقم ‪ 1.83.108‬بتاريخ ‪ 9‬محرم ‪ 5 ( 1405‬أكتوبر ‪ )1984‬ويعاقب عليها بالعقوبات‬
‫المنصوص عليها في هذا القانون”‪.‬‬
‫ومع صدور القانون القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلك‪ ،‬فإن المقتضياتـ الواردة فيه هي الواجبة‬
‫التطبيق بدل القانون المتعلق بالزجر عن الغش في البضائع‪،‬ـ لكون المادة ‪ 196‬منه نسخت المادة‬
‫العاشرة من القانون المتعلق بالزجر عن الغش في البضائع بالقول ” تنسخ أحكام الفصل ‪ 10‬من القانون‬
‫‪0‬‬ ‫رقم ‪ 10.83‬المتعلق بالزجر عن الغش في البضائع ‪”.‬‬
‫‪1‬‬ ‫وقد عرفت مجلة المياه التونسية ماء االستهالك بالقول‪“ :‬الماء المعد لالستهالك هو الماء الخام أو‬
‫‪2‬‬ ‫المعالج المعد للشرب ولألغراض المنزلية ولصنع المشروبات الغازية والمياه المعدنية وكل مادة‬
‫‪3‬‬ ‫غذائية‪ ،‬ويجب أال يشمل الماء المعد لالستهالك على كميات مضرة وال على مواد كيميائية وال على‬
‫‪4‬‬ ‫جراثيم مضرة بالصحة كما يجب عالوة على ذلك أن يكون خاليا من عالئم التلوث وأن تكون له‬
‫‪5‬‬ ‫خصائص مقبولة من حيث تكوينه العضوي” ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫لذا جاء قانون االستهالك بمجموعة من القواعد القانونية لحماية المستهلك في مواجهة التحوالت‬
‫‪7‬‬ ‫االقتصادية والتطورات العلمية‪ ،‬بعد أن تبين عدم كفاية القواعد العامة للتعاقد في توفير رضى حر‬
‫‪8‬‬ ‫ومتبصر للمستهلك كطرف ضعيف في مواجهة المهنيين المتمتعين بكل عناصر التفوق ‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫فعقد االستهالك يجمع بين مستهلك مشدود بجاذبية قوة اإلغراءات‪ ،‬منبهر بفعل تنوع أساليب العرض‬
‫‪0‬‬ ‫والدعاية‪ ،‬مندفع نحو استهالك مواد وسلع وأغذية وخدمات يجهل في الغالبـ كنهها وتركيبتها‪ ،‬وبين‬
‫‪1‬‬ ‫مهني يمتلك القدرة الفنية والتقنية التي تخوله إمكانية التحكم في ظروف التعاقد وشروطه‪ ،‬بحيث‬
‫‪2‬‬ ‫يستدرج المستهلك في الحقيقة إلى التوقيع على عقد ال يساهم في إنشائه بإرادة متبصرة وواعية بكل‬
‫‪3‬‬ ‫حيثيات االتفاق وتداعياته‪ ،‬فإن قانون االستهالك يطرح مجموعة من األحكام التي ترمي في مجملها إلى‬
‫‪4‬‬ ‫تدعيم رضا المستهلك حتى ينشأ العقد االستهالكي عن بينة واختيار حقيقيين ‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة‬
‫‪5‬‬ ‫الثالثة من القانون رقم ‪ 08.31‬القاضيـ بتحديد تدابير لحماية المستهلك بالقول إنه” يجب على كل مورد‬
‫‪6‬‬ ‫أن يمكن المستهلك بأي وسيلة مالئمة من معرفة المميزات األساسية للمنتوج أو السلعة التي من شأنها‬
‫‪7‬‬ ‫مساعدته على القيام باختيار معقول باعتبار حاجياته وإمكانياته‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫ولهذه الغاية‪ ،‬يجب على كل مورد أن يعلم المستهلك بوجه خاص عن طريق وضع العالمة أو العنونة‬
‫‪9‬‬ ‫أو اإلعالن أو بأي طريقة مناسبة أخرى بأسعار المنتوجات والسلع وبتعريفات الخدمات وطريقة‬
‫‪0‬‬ ‫االستخدام أو دليل االستعمال ‪”..‬‬
‫‪1‬‬ ‫وتحقيق التوازن يتطلب توفير الحماية للطرف الضعيف في المعادلة‪ ،‬هذه الحماية التي تأخذ ثالثة أبعاد‪،‬‬
‫‪2‬‬ ‫أولها الحماية المادية للمستهلك بضمان سالمته الصحية‪ ،‬ثانيها الحماية القضائية وثالثها الحماية‬
‫‪3‬‬ ‫القانونية‪ ،‬وتتمثل في حق ولوج العدالة والحق في التعويض ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫ولحماية المستهلك المائي‪ ،‬فقد عددت المادة ‪ 73‬من قانون الماء مجموعة من الجرائم‪،‬ـ ويتعلق األمر ب‪:‬‬
‫‪5‬‬ ‫– جريمة الحيازة من أجل البيع أو العرض للبيع تحت اسم ” ماء طبيعي” ذي منعة طبية ‪ ،‬وماء المائدة‬
‫‪6‬‬ ‫أو ماء العين غير مرخص رسميا باستغالله وبعرضه للبيع أو بيعه‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫ويأتي هذا التجريم لحماية المستهلكين من أي تناول لمياه ال تستجيب للمعايير الصحية الضرورية‪ ،‬وما‬
‫‪8‬‬ ‫ينتج عن ذلك من أضرار صحية خطيرة‪.‬‬
‫– جريمة الحيازة بغرض البيع أو العرض للبيـع أو البيع تحت تسمية مطبقـة علـى الميـاه الغازية‬
‫طبيعيا لماء غازي مصطنع‪ ،‬أو تمت تقويـة نسبـة الغاز فيـه‪ ،‬إذا لم تكـن هذه اإلضافة أو التقويـة‬
‫مرخصـا بـها ومشـارا إليـها صراحـة في كل أشكـال التـعبئـة الموضوعة رهن إشارة العموم‪ ،‬وهو ما‬
‫من شأنه أن يشكل تزييفا‪ ،‬والتزييف هو التغيير الذي يدخل على المنتوج بفعل يد اإلنسان بطرق كثيرة‪،‬‬
‫أهمها الخلط أو النزع ‪.‬‬
‫– جريمة الحيازة بغرض البيع أو العـرض للبيـع أو البيـع عـن قصد تحـت تسميـات متعددة لنفس‬
‫الماء‪ ،‬وفي هذا تضليل للمستهلك من أجل إيقاعه في غلط يدفعه إلى التعاقد بوسائل احتيالية‪ ،‬ويحق‬
‫للمستهلك والحالة هذه المطالبة بالتعويض عن الضرر الذي لحقه نتيجة هذا الفعل الجرمي سواء في‬
‫إطار الدعوى المدنية التابعة‪ ،‬أو دعوى مدنية أمام القضاءـ المدني ‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫– جريمة الحيازة بغرض البيع أو العرض للبيع أو البيع عن قصد تحت اسم معين‪ ،‬لمـاء ليس له‬
‫‪1‬‬ ‫األصل المشار إليه‪ ،‬وهو ما يشكل إشهارا كاذبا ‪ ،‬ويكون اإلشهار كاذبا في وجود السلع أو الخدماتـ و‬
‫‪2‬‬ ‫طبيعتها وتركيب وجودها ومحتواها من العناصر المفيدة ومنشئها وكميتها وطريقة وتاريخ صنعها‬
‫‪3‬‬ ‫وخصائصها ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫والمالحظ أن الشروط التي تنقل فيها المياه المعبأة غير صحية‪ ،‬إذ تنقل في النهار تحت أشعة الشمس‬
‫‪5‬‬ ‫مما يؤثر على خصائصهاـ ويفقدها جودتها المطلوبة‪ ،‬لذا يجب أن يتدخل المشرع بإلزام المهنيين بنقل‬
‫‪6‬‬ ‫وتخزين المياه المعبأة وفق ظروف تستجيب لمعايير السالمة الصحية من قبيل نقلها ليال وتغطية‬
‫‪7‬‬ ‫القوارير بغطاء يضمن عدم تعرضها ألشعة الشمس وخزنها في مكان خال من الرطوبة وبعيدا عن‬
‫‪8‬‬ ‫المواد الملوثة‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫– اسـتعمال أي إشـارة أو عـالمـة على األوراق التـجـاريـة والفاتـورات والفهـارس والبـيـاناتـ‬
‫‪0‬‬ ‫التمهيدية والملصقاتـ واإلعالنات أو أية وسيلة أخرى لإلشهار يكـون من شأنها أن تحدث غموضا في‬
‫‪1‬‬ ‫ذهن المستهلك حول طبيعة وحـجم وجـودة ومصـدر المياه‪ ،‬وهو ما أكدته المادة ‪ 21‬من القانون رقم‬
‫‪2‬‬ ‫‪ 31.08‬القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلك بالقول إنه “يمنع كل إشهار من شأنه أن يوقع في الغلط‬
‫‪3‬‬ ‫بأي وجه من الوجوه‪ ،‬إذا كان ذلك يتعلق بواحد أو أكثر من العناصر التالية‪:‬‬
‫‪4‬‬ ‫حقيقة وجود السلع أو المنتوجات والخدمات محل اإلشهار وطبيعتها وتركيبها‪ ،‬ومميزاتها األساسية‬
‫‪5‬‬ ‫ومحتواها من العناصر المفيدة ونوعها ومنشؤها وكميتها وطريقة وتاريخ صنعها وخصائصها وسعرها‬
‫‪6‬‬ ‫أو تعريفتها وشروط بيعها…”‬
‫‪7‬‬ ‫عدم اإلشارة على المنتوج إلى تاريخ عرضه للبيـع وتاريخ نهاية صالحيتـه‪ ،‬يعد أحد أهم المقتضياتـ‬
‫‪8‬‬ ‫التي يجب على المهني الحرص على توضيحها للمستهلك بشكل مقروء وفي مكان واضح‪ ،‬وعدم‬
‫‪9‬‬ ‫اإلشارة لذلك من شأنه أن يضر بصحة المستهلك‪ ،‬مما قد يهدد األمن والصحة االجتماعيين‪ ،‬لذلك‬
‫‪0‬‬ ‫حرص المشرع على زجر عدم اإلشارة إلى تاريخ نهاية صالحية المنتوج المائي‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫وبالرجوع إلى القرار المشترك لوزير الفالحة والتنمية القروية والصيد البحري ووزير الصحة ‪ ،‬فإنه‬
‫‪2‬‬ ‫يجب أن يـبين في المياه المعدنية من الينابيع أو المائدة التاريخ األقصى للصالحية‪ ،‬وهو سنة واحدة‪ .‬أما‬
‫‪3‬‬ ‫الحرارة القصوى للحفظ فقد أشار الجدول الملحق بالقرار إلى أنها متغيرة‪ ،‬وفي هذا قصور حمائي‬
‫‪4‬‬ ‫للمستهلك‪،‬على اعتبار الظروف التي تنقل فيها المياه في فصل الصيف‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫المبحث الثاني‬
‫‪6‬‬ ‫مظاهر الحماية الجنائية على مستوى ضبط المخالفاتـ‬
‫‪7‬‬ ‫تقتضي دراسة اإلجراءاتـ الخاصة التي يجب سلوكها بالنسبة لجرائم المياه تحديد الجهات التي يخولها‬
‫‪8‬‬ ‫المشرع حق ضبط هذه الجرائم والتي سماها شرطة الماء ‪ ،‬ومن وظائف شرطة الماء – كما هو الحال‬
‫بالنسبة للشرطة القضائية العامة – تدعيم الحفاظ على طمأنينة وسالمة األفراد‪ ،‬وكذا المحافظة على‬
‫النظام العام في الجانب المتعلق بالمياه ‪.‬‬
‫وقد حدد القانون ‪ 10.95‬المتعلق بالماء في المادة ‪ 104‬الجهاتـ التي يتكون منها جهاز شرطة الماء‪،‬‬
‫وتتمثل في ضباط الشرطة القضائية المنصوص عليهم في المادتين ‪ 19‬و ‪ 20‬من قانون المسطرة‬
‫الجنائية‪ ،‬وكذا األعوان المعينين لهذا الغرض من طرف اإلدارة ووكالة الحوض‪ ،‬وحدد االختصاصاتـ‬
‫الموكولة إليه والمتمثلة في حماية الملك العام المائي من كل اعتداء من شأنه أن يلحق الضرر‪ ،‬وذلك‬
‫بتحرير محضر للمخالف‪ ،‬محددا البيانات التي يجب أن تدرج فيه وحجيته القانونية (المطلب األول) ‪.‬‬
‫بيد أن مزاولة شرطة الماء ال تخلو من إكراهاتـ عدة تؤثر على الجدوى منه ومن الدور المنوط به‪،‬‬
‫منها ما هو مرتبط بالجهاز نفسه‪ ،‬ومنها ما هو مرتبط بالمحيط الذي يشتغل فيه ( المطلب الثاني)‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الجهاز المكلف بمعاينة مخالفات الماء وحجية محاضره‬
‫‪1‬‬ ‫عدد مشرع المسطرة الجنائية ضباط الشرطة القضائية وحدد المهام المنوطة بهم والمتمثلة في مهمة‬
‫‪2‬‬ ‫البحث والتحري عن الجرائم البيئية في إطار نشاطهم العام‪ ،‬وجمع األدلة عنها والبحث عن مرتكبيها‬
‫‪3‬‬ ‫وتحرير محضر في ذلك مع إخطار وكيل الملك المختص وإفادته بأصول هذه المحاضر ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫إلى جانب ضباط الشرطة القضائية توجد شرطة إدارية تهدف وظائفها أساسا إلى تدعيم الحفاظ على‬
‫‪5‬‬ ‫طمأنينة وسالمة األفراد‪ ،‬وكذا المحافظة على النظام العام في الجانبـ المتعلق بالمياه هي ” شرطة‬
‫‪6‬‬ ‫المياه” (فقرة أولى)‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫وجميع األعمال التي تقوم بها شرطة المياه تنجز في وثائق مكتوبة تسمى المحاضر‪ ،‬وقد حدد المشرع‬
‫‪8‬‬ ‫المغربي شكليتها وحجيتها في اإلثبات‪ ،‬ونص على أن عدم التقيد باإلجراءاتـ الواجب تضمينها بها‪ ،‬من‬
‫‪9‬‬ ‫شأنه أن يضعف قوتها القانونية كورقة إثبات ضد مرتكب المخالفة ( فقرة ثانية )‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬الجهاز المكلف بمعاينة مخالفاتـ قانون الماء‬
‫‪1‬‬ ‫إن مفهوم الشرطة القضائية ال يمكن أن يقصد منه تلك الهيئة الموجودة في بنايات األمن الوطني أو‬
‫‪2‬‬ ‫الدرك الملكي‪ ،‬بل هي هيئات خول لها المشرع الصالحية للبحث عن الجرائم ومشاهدتها وجمع الحجج‬
‫‪3‬‬ ‫عليها والبحث عن الفاعل أو الفاعلين وتقديمهم إلى النيابة العامة ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫ويجد الجهاز المكلف بضبط مخالفاتـ الماء أساسه في المادة ‪ 104‬من القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق‬
‫‪5‬‬ ‫بالماء التي نصت على أنه” يعهد بمعاينة المخالفات لمقتضياتـ هذا القانون ونصوصه التطبيقية‪ ،‬عالوة‬
‫‪6‬‬ ‫على ضباط الشرطة القضائية إلى األعوان المعينين لهذا الغرض من طرف اإلدارة ووكالة الحوض‬
‫‪7‬‬ ‫والمحلفين طبقا للتشريع المتعلق بأداء القسم من طرف األعوان المكلفين بتحرير المحاضر”‪.‬ـ‬
‫‪8‬‬ ‫وشرطه الماء ليست وليدة القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء بل أنشأها المشرع بمقتضى الفصل ‪24‬‬
‫‪9‬‬ ‫من ظهير فاتح غشت ‪ 1925‬المتعلق بجعل ضابط المياه‪ ،‬وكانت تشمل مهندسي الطرق واألشغال‬
‫‪0‬‬ ‫العمومية‪ ،‬والموظفين واألعوان بإدارة المياه والغابات الذين لهم الصفة الضبطية‪ ،‬إضافة إلى ضباط‬
‫‪1‬‬ ‫الشرطة القضائية من شرطة ودرك وكل شخص مكلف بحراسة المياه‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫وعرف أحد الباحثين شرطة المياه بأنها جهاز إداري يتمتع بالصفة الضبطية يتولى ضبط ومعاينة‬
‫‪3‬‬ ‫الجرائم والخروقات الماسة بقانون الماء‪،‬ـ والتي تهدد سالمة الملك العام المائي بصفة خاصة واألمن‬
‫‪4‬‬ ‫العام المائي بصفة عامة وعرفها آخر بأنها ذلك الجهاز الذي يقوم بمراقبة تطبيق القوانين والقراراتـ‬
‫‪5‬‬ ‫والمعين من طرف اإلدارة ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫واألشخاص الموكول لهم ضبط مخالفات الماء حسب المادة ‪ 104‬أعاله صنفان هما‪:‬‬
‫‪7‬‬ ‫ضباط الشرطة القضائية(أوال)‪ ،‬واألعوان المكلفون لهذا الغرض من طرف اإلدارة ووكالة الحوض‬
‫‪8‬‬ ‫المائي(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬ضباط الشرطة القضائية‬
‫لن تتم دراسة جهاز الشرطة القضائية باعتباره أحد مباحث المسطرة الجنائية‪ ،‬ولكن سيتم من باب‬
‫تحديد األشخاص الذين أوكل لهم المشرع إمكانية المعاينة والتثبت من المخالفات المتعلقة بقانون الماء ‪.‬‬
‫وضباط الشرطة القضائية منظمون في الباب الثاني من الباب األول من القسم األول من الكتاب األول‬
‫من قانون المسطرة الجنائية المغربي‪ ،‬وهم حسب المادة ‪ 19‬منه يضمون باإلضافة إلى الوكيل العام‬
‫للملك ووكيل الملك ونوابهما وقاضي التحقيق‪ ،‬بوصفهم ضباطا سامين للشرطة القضائية‪ ،‬كذلك ضباط‬
‫الشرطة القضائية المكلفين باألحداث وأعوان الشرطة القضائية‪.‬‬
‫الضباط العاديون المحددون في المادة ‪ 20‬من القانون السالف الذكر وهم أساسا المدير العام لألمن‬
‫الوطني ووالة األمن والمراقبون العامون للشرطة‪ ،‬وعمداء الشرطة وضباطها‪ ،‬وضباط الدرك الملكي‬
‫‪0‬‬ ‫وذووا الرتب فيه‪ .‬وكذا الدركيون الذين يتولون قيادة فرقة أو مركز للدرك طيلة مدة هذه القيادة‪ ،‬تم‬
‫‪1‬‬ ‫الباشاوات والقواد ‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫ويمكن أن تخول كذلك صفة ضباط الشرطة القضائية لمفتشي الشرطة التابعين لألمن الوطني ممن‬
‫‪3‬‬ ‫قضوا على األقل ‪ 3‬سنوات بهذه الصفة بقرار مشترك لوزيري العدل والداخلية وللدركيين الذين قضوا‬
‫‪4‬‬ ‫على األقل ‪ 3‬سنوات من الخدمة بالدرك الملكي وعينوا رسميا بقرار مشترك لوزير العدل والسلطة‬
‫‪5‬‬ ‫الحكومية المكلفة بالدفاع الوطني ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫ثانيا‪ :‬األعوان المعينون من طرف اإلدارة ووكالة الحوض المائي‬
‫‪7‬‬ ‫ويمثلون األشخاص الذين تم تعيينهم بقرار يصدره كاتب الدولة المكلف بالماء بعد استشارة مدير وكالة‬
‫‪8‬‬ ‫الحوض المائي المختص والذي يقدم تقريرا في الموضوع حول سيرة وسلوك الموظف المقترح وقدرته‬
‫‪9‬‬ ‫على تحمل هاته المسؤولية كما يمكن تعيينهم بقرار لمدير وكالة الحوض المائي والذي يبقى المختص‬
‫‪0‬‬ ‫في ذلك بصفة أصيلة ‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫وإذا تعلق األمر بالموظفين المكلفين بمعاينة مخالفاتـ الماء أو الشرطة المائية التابعين للمكاتب الجهوية‬
‫‪2‬‬ ‫لالستثمار الفالحي‪ ،‬فإنه يتم اختيارهم من لدن رؤساء مكاتب توزيع الماء‪ ،‬ورؤساء مراكز تسيير شبكة‬
‫‪3‬‬ ‫الري‪ ،‬وبعد ذلك يقوم مدير المكتب باقتراح من رئيس قسم تسيير الري التابع له باتخاذ قرار تعيين‬
‫‪4‬‬ ‫الموظف المقترح للقيام بتثبيت مخالفات سرقة مياه السقي‪ ،‬وكذا الخسائر واألضرار التي تمس الملك‬
‫‪5‬‬ ‫العمومي ومرافقه ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫ويلزم األعوان المذكورين أداء اليمين القانونية حسب ما جاء في المادة ‪ 104‬من القانون رقم ‪10.95‬‬
‫‪7‬‬ ‫المتعلق بالماء وإال فقدت المحاضرـ التي ينجزونها قوتها الثبوتية‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫والمالحظ أن تعدد المتدخلين في ضبط مخالفات الماء ال يؤدي الوظيفة المطلوبة بل يؤثر سلبا عليها‬
‫‪9‬‬ ‫على اعتبار اعتقاد هذه الجهاتـ أن ضبط مخالفاتـ الماء ليس اختصاصا أصيال لها‪ ،‬أو لجهل عناصرها‬
‫‪0‬‬ ‫بهذه المهمة‪ ،‬نفس الشيء نجده مع تعدد جهات الضبط في قوانين أخرى كالقانون رقم‪ 12.90‬المتعلق‬
‫‪1‬‬ ‫بالتعمير والقانون رقم ‪ 90.25‬المتعلق بالتجزئاتـ العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقاراتـ ‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫نفس اإلشكالية يعرفها التشريع الفرنسي‪ ،‬لذلك دعا الفقيه الفرنسي ‪ Carole Evard‬إلى توحيد كافة‬
‫‪3‬‬ ‫الوحدات اإلدارية المكلفة بشرطة المياه في مصلحة واحدة تحت إشراف ووصاية جهاز واحد الن من‬
‫‪4‬‬ ‫كثرة المتدخلين وغياب التنسيق ضياع األهداف‪ ،‬وتعاني شرطة المياه في فرنسا من ضعف في تغطية‬
‫‪5‬‬ ‫كافة التراب الفرنسي الشيء الذي يؤدي إلى عدم تفعيل النصوص القانونية والعقوبات المقررة ويطرح‬
‫‪6‬‬ ‫إشكالية تطبيق “الملوث مؤدي” ‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫والمالحظ أن شرطة الماء في المغرب ليست أفضل حاال من نظيرتها الفرنسية سواء من حيث تعدد‬
‫‪8‬‬ ‫المتدخلين ومحدودية فعاليتهم‪ ،‬سواء من حيث قلة األعوان المكلفين بضبط مخالفاتـ الماء على مستوى‬
‫كل حوض مائي‪ ،‬أو من حيث عدم القدرة على تغطيته ترابيا‪ ،‬إذ نجد عدد األعوان بوكالة الحوض‬
‫المائي بملوية ستة أفراد‪ ،‬وهذا العدد من المستحيل أن يغطي تراب الحوض الذي يضم ‪ 12‬عمالة‬
‫إقليما‪ ،‬و‪ 170‬جماعة ‪.‬‬
‫وتعاني شرطة الماء من جهل المواطنين بهذا الجهاز وعدم توفرهم على زي رسمي من شأنه أن ينبه‬
‫المخالفين إلى صفة هذه الفئة كما سنرى الحقا‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حجية المحاضر المنجزة من طرف شرطة المياه‬
‫إن مجموع العمليات التي تقوم بها شرطة المياه بجميع مكوناتها ال تكون لها قيمة قانونية ما لم تفرغ في‬
‫الشكل القانوني الذي أطلق عليه المشرع اسم ” المحضر” ‪ ،‬والمحضر حسب المادة ‪ 24‬من قانون‬
‫المسطرة الجنائية هو ” الوثيقة المكتوبة التي يحررها ضباط الشرطة القضائية أثناء ممارسة مهامهم‬
‫‪0‬‬ ‫ويضمنها ما تلقاه من تصريحاتـ أو قام به من عمليات ترجع الختصاصه”‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫إال أن قانون الماء لم يعرف المحضر‪ ،‬بل اكتفى بذكر ما يجب أن يتضمنه حيث جاء في المادة ‪108‬‬
‫‪2‬‬ ‫منه على أنه ” يجب أن يـتضمن محضر المعاينة على الخصوص ظروف ارتكـابـ المخالفة‬
‫‪3‬‬ ‫وشروحات المخالف وكذا العناصر التي تبين مادية المخالفات‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫وتوجه المحاضر المحررة إلى المحاكم المختصة داخل أجل عشرة أيام‪ ،‬ويوثق بالمعاينات التي‬
‫‪5‬‬ ‫يتضمنها المحضر إلى أن يثبت العكس”‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫فما هي البيانات التي يجب أن يتضمنها المحضر؟ وما حجيته القانونية؟‬
‫‪7‬‬ ‫أوال‪ :‬بيانات محضر المعاينة‬
‫‪8‬‬ ‫لقد اقتصرت المادة اآلنفة الذكر على ذكر أهم البيانات التي يلزم أن يتضمنها المحضر‪ ،‬ويرجع‬
‫‪9‬‬ ‫بخصوص باقي البيانات المتطلبة في المحاضرـ إلى قانون المسطرة الجنائية باعتبارها الشريعة العامة‬
‫‪0‬‬ ‫في هذا المجال‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫والمحاضر تتوج عمل جهاز شرطة الماء بحيث يجب أن تتضمن جميع المعلومات المتعلقة بالمخالفة‪،‬ـ‬
‫‪2‬‬ ‫وأهميتها تزداد في المجال الجنحي ألن رجال القضاءـ سيركزون بدرجة أساسية على ما هو وارد فيها‬
‫‪3‬‬ ‫من معلومات ما لم يقتنع القاضيـ بضرورة استبعادها كلما تراءت له ظروف وقرائن تدعم قناعاته ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫ومن أهم الطعون الموجهة للمحاضر أمام هيئة القضاء نجد عدم التفصيل في ذكر ظروف ارتكاب‬
‫‪5‬‬ ‫المخالفة من حيث زمانها ومكانها وطبيعتها بشكل مدقق‪ ،‬خاصة إذا كان المحضر هو الوثيقة الوحيدة‬
‫‪6‬‬ ‫بالملف‪ ،‬واالعتناء بشكليات المحضر من تعريف بالجهاز الذي ينتمي إليه محرر المخالفة وصفته‬
‫‪7‬‬ ‫وغيرهما مما يرفع الجهالة عنه كمثال على ذلك “محضر المعاينة رقم ‪ ،10/102‬يوم المعاينة‪ :‬في يوم‬
‫‪8‬‬ ‫الخميس ‪ 17/06/2010‬على الساعة الثانية مساء‪ ،‬أنا الموقع أسفله ( م‪.‬ص) تقني بوكالة الحوض‬
‫‪9‬‬ ‫المائي لسبو وعون الشرطة المكلف بمراقبة الملك العام المائي بمقتضى القرار رقم ‪ 17‬بتاريخ‬
‫‪0‬‬ ‫‪ 21/07/2008‬الصادر عن السيد كاتب الدولة المكلف بالبيئة والماء‪ ،‬والمؤدي اليمين القانونية أمام‬
‫‪1‬‬ ‫المحكمة االبتدائية بفاس بتاريخ ‪ 25/09/2008‬نورد المعطيات اآلتية‪:‬‬
‫‪2‬‬ ‫سند التدخل‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫في إطار مراقبتنا للملك العام المائي على مستوى مقطع من واد بورجلين ضبطنا …‪”.‬‬
‫‪4‬‬ ‫نفس الشيء نجده مع بعض المحاضرـ المنجزة في شأن مخالفة شروط استعمال الماء الفالحي‪،‬ـ إذ تكون‬
‫‪5‬‬ ‫خالية من أي إشارة إلى توقيع المخالف‪،‬ـ وهذا مالم ينظمه قانون الماء رقم ‪ 10.95‬ضمن أحكامه‪ ،‬إذ لم‬
‫‪6‬‬ ‫يشر إلى توقيع المكلف بشرطة المياه في النصوص المتعلقة بإثبات المخالفات‪ ،‬ومع ذلك فإن هذه‬
‫‪7‬‬ ‫المحاضر – من الناحية العملية – تتضمن توقيع العون الذي عاين وأثبت المخالفة وحرر المحضر‬
‫‪8‬‬ ‫بشأنها‪ ،‬لما للتوقيع من أهمية‪.‬‬
‫وعلى العون المكلف بضبط المخالفة تبني الحياد الذي ال يعني فقط عدم تحريف الوقائع– الذي هو‬
‫شرط في تحقق الموضوعية – وإنما االمتناع عن إعطاء تأويالت للوقائع التي تناولها البحث بحيث‬
‫يصل به األمر إلى إعطائها تكييفا قانونيا بحسب ما اقتنع به شخصيا‪ ،‬ألن هذا ليس من صالحياته التي‬
‫تقتصر على جمع المعلومات بشأن أفعال ووقائع معينة ووضعها رهن إشارة السلطة التي أوكل إليها‬
‫القانون سلطة اتخاذ القرار بشأن المتابعة أو عدمها‪.‬‬
‫إن عون شرطة المياه يقوم باستعراض الوقائع دون تكييفها قانونا‪ ،‬ألن هذا العمل من اختصاص‬
‫الجهات القضائية‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن اإلدارات المختصة قد اعتمدت نماذج مطبوعة لمحاضرـ مختلف‬
‫المخالفات ‪ ،‬وذلك لتفادي نقص البيانات الالزمة في المحضر والتي من شأن نقصانها أن يؤدي إلى‬
‫الطعن فيها‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫ويوجه المحضر طبقا للمادة ‪ 108‬من القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء إلى المحاكم المختصة داخل‬
‫‪1‬‬ ‫أجل ‪ 10‬أيام‪ ،‬غير أن المشرع لم يحدد تاريخ بداية احتسابها‪ ،‬هل من يوم تحرير المحضر؟ أم من يوم‬
‫‪2‬‬ ‫ارتكاب المخالفة؟‬
‫‪3‬‬ ‫انقسم الباحثون بخصوص تحديد ابتداء العشرة أيام إلى قسمين‪ ،‬حيث ذهب التوجه األول إلى أنه وإن‬
‫‪4‬‬ ‫كان استعمال المشرع في هذه المادة لعبارة ” المحاضر المحررة ” يسمح بالقول إن أجل العشرة أيام‬
‫‪5‬‬ ‫يحتسب من تاريخ المحضر وليس من تاريخ وقوع المخالفة‪،‬ـ فإن تأكيد المادة ‪ 106‬على فورية تحرير‬
‫‪6‬‬ ‫المحاضر يجعل من الضروري أن يكون التاريخان واحدا‪ ،‬وأن عدم احترام هذا األجل لبعث المحاضرـ‬
‫‪7‬‬ ‫للمحكمة يجعلها معيبة من حيث الشكل‪ .‬في حين ذهب التوجه الثاني إلى أن أجل العشرة أيام يحتسب‬
‫‪8‬‬ ‫من تاريخ تحرير المحضر‪،‬ـ ذلك أن إجراءاتـ البحث التمهيدي قد تستغرق وقتا أطول من عشرة أيام‪،‬‬
‫‪9‬‬ ‫خاصة وإن صاحبتها عمليات أخرى من قبيل التحليالت المخبرية للعينات واستجماع الوثائق واالستماع‬
‫‪0‬‬ ‫للمعنيين باألمر‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫وحسب ما تكون لدي من رأي فإن التوجه الثاني حري بالتأييد على اعتبار المبررات المنطقية التي جاء‬
‫‪2‬‬ ‫بها‪ ،‬وكذا انسجاما مع روح المادة ‪ 108‬التي جاءت في فقرتها الثانية بصيغة ” وتوجه المحاضر‬
‫‪3‬‬ ‫المحررة إلى المحاكم المختصة داخل ‪ 10‬أيام ‪.”..‬‬
‫‪4‬‬ ‫ثانيا‪ :‬حجية محضر المعاينة‬
‫‪5‬‬ ‫ينص الفصلـ ‪ 291‬من ق‪.‬م‪.‬ج على ما يلي ” إن المحاضرـ والتقارير التي يحررها في شأن التثبت من‬
‫‪6‬‬ ‫الجنح والمخالفات ضباط الشرطة القضائية وجنود الدرك يوثق بمضمونها ما لم يثبت ما يخالف ذلك”‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫لقد ميز المشرع المغربي في قانون المسطرة الجنائية بين محاضر الضابطة القضائية على مستوى‬
‫‪8‬‬ ‫الجنح والجنايات‪ ،‬فبينما أعطى لمحاضر الضابطة القضائية في الجنح حجية نسبية‪ ،‬إذ جاء في قرار‬
‫‪9‬‬ ‫لمحكمة النقض ” إن المحضر المستوفي لما يشترطه القانون يقوم حجة ال يمكن دحضها إال بقيام الدليل‬
‫‪0‬‬ ‫القاطع على مخالفتهاـ للوقائع بواسطة حجة تماثلها في قوة اإلثبات‪،‬ـ كشهادة الشهود المستمع إليهم بصفة‬
‫‪1‬‬ ‫قانونية‪ ،‬وكاإلدالء بمحاضر أخرى أو تقارير خبراء أو ما شابه ذلك من المستندات الموثوق بصحتها‬
‫‪2‬‬ ‫قانونا”‪ ،‬فإنه اعتبرها على مستوى الجنايات مجرد بيانات ‪ ،‬حيث جاء في قرار لمحكمة النقض أنه ”‬
‫‪3‬‬ ‫لئن كان الفصل ‪ 293‬من ق م ج ينص على أن المحاضرـ والتقارير في الجنايات ال تعتبر إال مجرد‬
‫‪4‬‬ ‫بيانات‪ ،‬فإن للمحكمة أن تأخذ بما جاء فيها متى اطمأنت إليه‪ ،‬ألن ما حواه من اعترافات يخضع تقديره‬
‫‪5‬‬ ‫لقضاة الموضوع في حدود سلطتهم”‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫واعتبر المشرع أن المحاضر المعدة من طرف إدارة المياه والغابات محاضر رسمية ال يطعن فيها إال‬
‫‪7‬‬ ‫بالزور حيت تنص المادة ‪ 65‬من ظهير ‪ 10‬أكتوبر ‪1917‬المتعلق بحفظ الغاباتـ واستغاللها على ” أن‬
‫‪8‬‬ ‫التقارير التي يكتبها الموظفون‪ ..‬تعتبر حجة صحيحة في ثبوت المخالفات المقررة فيها كيفما كانت‬
‫العقوبة ويعتبر ما تضمنه التقارير من المخالفاتـ صحيحا كيفما كانت معاقبته ما لم يدع التزوير فيها “‪،‬‬
‫وهو ما أكدته محكمة النقض بالقول “إن المحاضرـ التي يحررها ويمضيها أعوان إدارة المياه والغابات‪،‬‬
‫تقوم حجة على األفعال المادية المتعلقة بالجنح التي تشهد بوقوعها‪ ،‬ما لم يطعن في تلك المحاضرـ‬
‫بالزور (الفصل ‪ 28‬من ظهير ‪ ، ”)11/04/1922‬كما جاء في حيثيات حكم صادر عن المحكمة‬
‫االبتدائية بالجديدة أن ” الظنين بارتكابه داخل الدائرة القضائية لهذه المحكمة منذ زمن لم يمض عليه‬
‫أمد التقادم الجنحي لجنحة سرقة مياه السقي … حيث تفيد معطيات تقرير المخالفة أن الظنين قام بما‬
‫نسب إليه‪ ،‬وحيث أن المحاضرـ والتقارير التي يحررها مأمورو المياه والغاباتـ في شأن المخالفاتـ‬
‫والجنح يوثق بمضمونها ما لم يثبت العكس بادعاء الزور‪”.‬‬
‫وبذلك يكون لمحاضر رجال المياه والغاباتـ المتعلقة بالجرائم الواردة في قانون الماء الصفة الرسمية‬
‫‪0‬‬ ‫استنادا إلى الفصل ‪ 65‬من ظهير ‪ 10‬أكتوبر ‪ 1917‬وليس الحجية النسبية الواردة في المادة ‪ 108‬من‬
‫‪1‬‬ ‫القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء‪،‬ـ ألن النص الخاص أولى بالتطبيق من النص العام‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫وحتى تكون لمحاضر شرطة المياه الصفة الرسمية‪ ،‬فإنهم غالبا ما يطلبون من القائد اإلمضاء إلى‬
‫‪3‬‬ ‫جانبهم بمحضر المعاينة ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫أمام هذا الوضع ال بد من تدخل تشريعي لتعديل الفقرة الثانية من المادة ‪ 108‬من القانون رقم ‪10.95‬‬
‫‪5‬‬ ‫المتعلق بالماء والتنصيص على رسمية محاضر المعاينة المنجزة من طرف األعوان والموظفين‬
‫‪6‬‬ ‫المشار إليهم في المادة ‪ 104‬من نفس القانون‪ ،‬وأقترح أن تكون على الشكل التالي ” وتوجه المحاضر‬
‫‪7‬‬ ‫المحررة إلى المحاكم المختصة داخل أجل عشرة أيام من تاريخ تحرير المحضر‪،‬ـ ويوثق بالمعاينات‬
‫‪8‬‬ ‫التي يتضمنها إلى أن يطعن فيها بالزور”‬
‫‪9‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬إكراهات مزاولة شرطة الماء بين النص و الواقع‬
‫‪0‬‬ ‫تتعدد اإلكراهات التي تواجه مزاولي شرطة الماء‪ ،‬بين ما هو ناتج عن عوامل مرتبطة بالقانون المتعلق‬
‫‪1‬‬ ‫بالماء وما يعتريه من نقص وعدم وضوح في العديد من فقراته خاصة تلك المرتبطة بإجراء المعاينة‬
‫‪2‬‬ ‫والتكليف من جهة‪ ،‬وارتباطه بقوانين أخرى ذات صلة من جهة أخرى‪ ،‬الشيء الذي ينقص من‬
‫‪3‬‬ ‫مردودية عمل العاملين على ضبط مخالفات الماء ( فقرة أولى)‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫إال أن الممارسة العملية ألفراد شرطة المياه وقيامهم بضبط المخالفاتـ المرتكبة في حق الملك العام‬
‫‪5‬‬ ‫المائي ‪ ،‬أبرزت لهم إكراهاتـ واقعية متمثلة في ضعف الدعم اللوجستيكي من جانب‪ ،‬ومواجهتهم‬
‫‪6‬‬ ‫الدائمة مع المخالفين وما يترتب عنها من احتكاك من جانب آخر (فقرة ثانية)‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬اإلكراهات المرتبطة بالتشريع‬
‫‪8‬‬ ‫أدى إخضاع الماء لنفس أحكام العقار إلى تعقيد في البنية القانونية لحق الماء‪ ،‬وتجلى أكثر بعد رسوخ‬
‫‪9‬‬ ‫أعراف مائية محلية فصلتـ ملكية الماء عن ملكية العقار‪ ،‬حيث أصبحت ملكية هذا األخير غير مرتبطة‬
‫‪0‬‬ ‫بالماء‪ ،‬وأصبح مالك األرض ليس هو مالك المياه‪ ،‬كما أصبحنا أمام ملكية خاصة واردة على أراضي‬
‫‪1‬‬ ‫الجموع وال َكيش وهي أراض غير قابلة للملكية الخاصة ‪ ،‬كما نجد أن حقوق المياه تخضع للتصرف‬
‫‪2‬‬ ‫والتفويت أو الهبة مع العلم أن النظام القانوني الواردة عليه يمنع هذه التصرفات‪.‬ـ‬
‫‪3‬‬ ‫ولحماية الملك العام المائي فإن قانون الماء جاء ليؤكد على شرطة الماء ودورها كمؤسسة مهمة في‬
‫‪4‬‬ ‫التنمية المستدامة في مجال الماء‪ ،‬ووضع مقتضيات تنظيمية لهذا الجهاز من أجل تدبير مندمج لمصادر‬
‫‪5‬‬ ‫المياه ‪ ،‬بيد أن شرطة الماء تواجه عدة إكراهات تشوش على عملها واألهداف المرجوة منه‪ ،‬كتكليف‬
‫‪6‬‬ ‫وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك ‪-‬قطاع األشغال العمومية سابقا‪ -‬بتدبير هذا الملك بمقتضى ظهير‬
‫‪7‬‬ ‫فاتح يوليوز ‪ ،1914‬ورغم أن تدبير الملك العام المائي تميز بالتشتت منذ ذلك الحين لدرجة أن كل‬
‫‪8‬‬ ‫صنف منه (مائي‪ ،‬بحري‪ )..‬كان يسيره قطاع خاص‪ ،‬إال أن هذا الظهير يبقى هو السند القانوني األول‬
‫الذي يمكن قطاع التجهيز والنقل واللوجستيك من تكوين شرطة الماء ‪.‬‬
‫وغالبا ما ال يتم هذا التكليف على أسس ومعايير موضوعية كالكفاءة والنزاهة وغيرهما‪ ،‬بل إن بطاقات‬
‫التكليف تمنح أحيانا لبعض األعوان كالسائقين‪ ،‬وفي جميع الحاالتـ سواء كان المكلفون أعوانا أو أطرا‬
‫عليا‪ ،‬فإن المحلفين المكلفين على الصعيد المركزي لم ينجزوا أي محاضر خاصة بشرطة الماء ‪.‬‬
‫كما أن هنالك تناقضاـ بين بعض مقتضيات القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء ومقتضيات بعض‬
‫القوانين القطاعية كظهير ‪ 25‬غشت ‪ 1914‬المتعلق بالمؤسسات المصنفة بحيث يجب أن تتضمن هاته‬
‫المؤسسات مقتضيات تهم مكان وكيفية وشروط إفراغ واستعمال ومعالجة المياه العادمة والنفايات‪،‬ـ‬
‫لكون السلطات التي تمنح هذه الرخص ال تسهر على تدبير الموارد المائية‪ ،‬مما يجعل هذه المقتضياتـ‬
‫غير مالئمة أو متناقضة مع رخص الصب الممنوحة من طرف وكالة الحوض المائي‪ .‬وكذا ظهير ‪16‬‬
‫‪0‬‬ ‫أبريل ‪ 1951‬بشأن سن نظام المناجم الذي تخضع بموجبه لنظام المناجم المياه الجوفية المائية التي‬
‫‪1‬‬ ‫تعتبر ملكا عاما مائيا حسب القانون ‪ 10.95‬المتعلق بالماء ‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫ويالحظ أن هناك إفراطا في اإلحالة على النصوص التنظيمية‪ ،‬مما أراه مشوشا على عمل المتتبع‬
‫‪3‬‬ ‫والباحث‬
‫‪4‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلكراهات الواقعية‬
‫‪5‬‬ ‫من اإلكراهات المرتبطة بالمحيط‪ ،‬نقص الصرامة من طرف المحاكم المكلفة بتطبيق النصوص‬
‫‪6‬‬ ‫القانونية المعتمدة ‪ ،‬وهي المعول عليها – مع باقي األجهزة الساهرة على تفعيل قانون الماء – للحفاظ‬
‫‪7‬‬ ‫على هذه الثروة اإلنسانية ‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫كما تواجه شرطة الماء معيقات تتعلق بالتحقق من هوية المخالف وعدم توقيعه على المحضر‪،‬ـ مما قد‬
‫‪9‬‬ ‫يعرض دعواها للنقض‪ ،‬حيث جاء في قرار لمحكمة النقض أنه ” تكون المحكمة الزجرية قد بنت‬
‫‪0‬‬ ‫قرارها على غير أساس لما أدانت المتهم بجنحة سرقة مياه السقي بناء على اعترافه المضمن في‬
‫‪1‬‬ ‫محضر الشرطة القضائية رغم أنه ينكر أمامها صدور هذا االعتراف عنه‪ ،‬ورغم كون التصريح‬
‫‪2‬‬ ‫المنسوب إليه في المحضر غير مذيل بتوقيعه مستندة في قضائها على مقتضيات القانون رقم ‪10.95‬‬
‫‪3‬‬ ‫المتعلق بالماء الذي لم يستلزم صراحة توقيع المصرح على محضر معاينة المخالفة المنجز من طرف‬
‫‪4‬‬ ‫شرطة المياه‪ ،‬ذلك أن االعتراف الذي يتضمنه محضر الضابطة القضائية لكي يعتبر وسيلة إثبات يجب‬
‫‪5‬‬ ‫أن يكون صادرا عن المتهم‪ ،‬وهو ال يعتبر كذلك إذا كان التصريح المنسوب إليه في المحضر ال يقر‬
‫‪6‬‬ ‫بصدوره عنه أو ال يعقبه توقيعه بحسب األحوال المقررة بمقتضى المادة ‪ 24‬من ق م ج التي يتوجب‬
‫‪7‬‬ ‫التقيد بها وتطبيقها بخصوص شكليات محاضر الضابطة القضائية”‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫وبخصوص اإلكراهات التي تواجه أعوان شرطة الماء‪ ،‬وإلغناء البحث أكثر‪ ،‬قمت بدراسة ميدانية عن‬
‫‪9‬‬ ‫طريق توزيع استمارة تشمل عدة أسئلة حول المهام العملية والصعوبات التي تواجه أفراد شرطة الماء‪،‬ـ‬
‫‪0‬‬ ‫وتتكون العينة من خمسة أفراد من شرطة الماء‪ ،‬جاءتـ بما يلي‪:‬‬
‫‪1‬‬ ‫بخصوص تعرض أفراد شرطة الماء للتهديد واالعتداء‪ ،‬كانت نتيجة البحثـ كما يلي‪:‬‬
‫‪2‬‬ ‫يستنتج من البيان أعاله أن أفراد شرطة الماء يتعرضون أحيانا لإلهانة أو االعتداء بغض النظر عن‬
‫‪3‬‬ ‫نوعه( سب‪ ،‬شتم‪ ،)..‬وتبقى المعطيات أعاله نسبية في ظل غياب دراسة رسمية في هذا الشأن‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫إضافة إلى ذلك فإن النصوص المنظمة لشرطة الماء لم تشر إلى الزي الذي يجب إن يرتديه شرطي‬
‫‪5‬‬ ‫الماء‪ ،‬الشيء الذي يتسبب لهم في عدة مشاكل تتمثل في عدم معرفة المواطنين لهذا الجهاز‪ ،‬مما قد‬
‫‪6‬‬ ‫يتسبب في قلة احترامهم له‪ ،‬وهذا ما دفع بعض أعوان شرطة الماء إلى اإلحجام عن القيام بدورهم‬
‫‪7‬‬ ‫مخافة التعرض لالعتداء‪ ،‬وحسب العينة المعنية فهناك إجماع بنسبة ‪ %100‬على أنه لو وجد هذا الزي‬
‫‪8‬‬ ‫لكان االحترام الواجبـ للجهاز وأفراده‪ ،‬كما هو الحال مع أفراد األمن الوطني أو أعوان المياه والغابات‪.‬ـ‬
‫وأمام هذا الوضع ال بد من تدخل تشريعي في أول فرصة تسنح بتعديل القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق‬
‫بالماء والتنصيص على الزي الرسمي الذي يلزم أن يرتديه مزاولو شرطة المياه‪.‬‬
‫ومن الصعوبات التي تواجه أفراد شرطة المياه عند معاينة المخالفة‪ ،‬عدم وجود مالك أو مستغل‬
‫المنشآت موضوع المخالفة في غالب األحيان بعين المكان‪ ،‬مما ينتج عنه صعوبة الحصول على هويته‪،‬‬
‫وبالتالي عدم القيام بمعاينة الجريمة‪ ،‬على اعتبار أن المشرع المغربي ألزم ضمنيا إدراج اسم المخالفـ‬
‫حين نص على أنه “يجب أن يتضمن محضر المعاينة على الخصوص ظروف ارتكاب المخالفة‬
‫وشروحات المخالف وكذا العناصر التي تبين مادية المخالفة” ‪ ،‬وأرى أنه يلزم على شرطي الماء ضبط‬
‫المخالفة ولو أن المخالف غير موجود في مكان الجريمة‪ ،‬إذا ما أتيحت له بأية وسيلة معرفة هويته‪،‬‬
‫خاصة إذا كان معروفا لدى أعوان السلطة‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫ومن المشاكل التي يعاني منها أفراد شرطة الماء حسب االستمارة الموزعة نجد أيضا‪:‬‬
‫‪1‬‬ ‫– عدم وجود حوافز مالية للقيام بهذا الدور الهام والخطير‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫– وسائل التنقل إلى أماكن الجرائم غير متوفرة في بعض األحيان‪ ،‬أو أن بعضها قديم ولم يعد صالحا‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫– عدم وجود تحسيس للمواطنين في وسائل البث المرئية‪ ،‬والمسموعة‪ ،‬والمقروءة بالدور المنوط‬
‫‪4‬‬ ‫بالجهاز‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫إن عدم وجود هذا التحسيس من طرف اإلدارة المكلفة بالماء‪ ،‬ووكاالت األحواض المائية‪ ،‬والمكاتب‬
‫‪6‬‬ ‫الجهوية لالستثمار الفالحي‪ ،‬دفعني إلى القيام باستقصاء رأي المواطنين – وأغلبهم من القانونيين –‬
‫‪7‬‬ ‫حول مدى معرفتهم بشرطة المياه‪ ،‬وكان السؤال‪ :‬هل تعرف بوجود شرطة المياه؟‬
‫‪8‬‬ ‫وقد كانت النتيجة كالتالي‪:‬‬
‫‪9‬‬ ‫أي أن اثنين من أصل خمسين شخصا ال يعرفون شرطة المياه‪ ،‬بمعنى أن أكثر من ‪ % 96‬من المغاربة‬
‫‪0‬‬ ‫ال يعرفون هذا الجهاز‪،‬ـ مما يتطلب من الجهات المكلفة بالماء مضاعفة مجهوداتها التحسيسية للتعريف‬
‫‪1‬‬ ‫به‪ ،‬وبالتالي حماية الملك العام المائي عن طريق الوعي بأهمية المحافظة عليه‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫خـاتـمـة‬
‫‪3‬‬ ‫في ختام هذا البحث المعنون ب ” الحماية القانونية للماء”‪ ،‬تأكد لنا أن القانون رقم ‪ 10.95‬المتعلق‬
‫‪4‬‬ ‫بالماء زكى في عمومه القواعد الواردة في الظهائر السابقة غير المتعارضة مع نصوصه‪ ،‬وبشكل‬
‫‪5‬‬ ‫أساسي الملكية العامة للمياه‪ ،‬والتي ال يجوز استغاللها أو استعمالها أو التصرف فيها إال بمقتضى‬
‫‪6‬‬ ‫تصريح من اإلدارة أو وكالة الحوض المائي‪ ،‬ما عدا الحقوق المعترف بها ألصحابها ومياه األمطار‬
‫‪7‬‬ ‫التي تتساقط على العقارات أو المجمعة بشكل اصطناعي ‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫فتدخل الدولة هذا راجع إلى محاولة المشرع المغربي تنظيم المياه بما يحقق األمن المائي‪ ،‬والمحافظة‬
‫‪9‬‬ ‫على هذا المورد الحيوي والثروة الوطنية من التبذير وسوء االستعمال‪ ،‬ألن البالد تواجه تحديا حقيقيا‬
‫‪0‬‬ ‫بسبب تعاقب سنوات الجفاف ونضوب الفرشة المائية‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫ومن أجل حماية الملك العام المائي‪ ،‬أقترح ما يلي‪:‬‬
‫‪2‬‬ ‫على المستوى التشريعي‪:‬‬
‫‪3‬‬ ‫‌أ – تحيين النصوص المتعلقة بالعقوبات‪،‬ـ والزيادة في الغرامات ومدة الحبس تماشيا مع حجم الجرم‬
‫‪4‬‬ ‫المرتكب في حق الملك العام المائي‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‌ب – تبني مدونة جديدة تدمج قانون الماء في قانون البيئة‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫‌ج – تعديل النصوص الغامضة في قانون الماء والتي تحمل أكثر من تأويل كالفصل ‪ 108‬من القانون‬
‫‪7‬‬ ‫رقم ‪ 10.95‬المتعلق بالماء‪ ،‬وتحديد البيانات الالزمة في محضر المعاينة ونقطة انطالق احتساب‬
‫العشرة أيام المتعلقة بتوجيه المحاضرـ المحررة إلى المحاكم المختصة‪.‬‬
‫‌د – إقرار الحجية الرسمية لمحاضر شرطة المياه‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للمحاضرـ المنجزة من طرف‬
‫أعوان المياه والغابات‪.‬‬
‫‌ه – تنظيم الزي الخاص بشرطة المياه والزيادة في عدد أفرادها‪.‬‬
‫‌و – توحيد كافة الوحدات اإلدارية المكلفة بشرطة المياه في مصلحة واحدة تحت إشراف ووصاية‬
‫جهاز واحد‪.‬‬
‫على المستوى العملي‪:‬‬
‫‌أ – اعتماد مقاربة تشاركية مع الجهات الملوثة للبيئة والماء‪ ،‬والرقي بها من جهات ملوثة‪ -‬مؤدية إلى‬
‫جهات شريكة‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫‌ب – التكوين المستمر ألفراد شرطة المياه في مجال المعاينة‪ ،‬وتدريبهم على تقنيات وشكليات تحرير‬
‫‪1‬‬ ‫المحاضر‪،‬ـ وتعويضهم عن مهام المعاينة‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫‌ج – القيام بحمالت تحسيسية وتوعوية في مختلف وسائل اإلعالم بأهمية المحافظة على الماء من‬
‫‪3‬‬ ‫التلوث والهدر‪ ،‬وتوضيح الدور الهام لشرطة المياه في هذا المجال‪.‬ـ‬
‫‪4‬‬ ‫‌د – تخصيص دورات تكوينية لفائدة القضاة‪،‬ـ مع تدريس قانون الماء والبيئة في المعهد العالي للقضاء‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫المملكة المغربية‬
‫‪6‬‬ ‫محكمة االستئناف‬
‫‪7‬‬ ‫بتـــازة‬
‫‪8‬‬ ‫الغرفة المدنية‬
‫‪9‬‬ ‫رقم ‪332/2010 :‬‬
‫‪0‬‬ ‫قرار عدد ‪149 :‬‬
‫‪1‬‬ ‫تاريخ ‪ * 2013-04-04 :‬بـــاسم جاللـــة الملـــكـ و طبقا للقانون *‬
‫‪2‬‬ ‫أصدرت محكمة االستئناف بتازة بتاريخ ‪ 04/04/2013‬وهي تبث قي المادة المدنية مؤلفة من السادة ‪:‬‬
‫‪3‬‬ ‫ذ‪ /‬عبدالقادر العلمــي ‪ :‬رئيسا‬
‫‪4‬‬ ‫ذ‪ /‬كمـال فاتـــــح‪ :‬مستشارا ومقررا‬
‫‪5‬‬ ‫ذ ‪/‬لحسن الســــاوي‪ :‬مستشارا‬
‫‪6‬‬ ‫وبمساعدة السيدة‪ :‬مغزة علية كاتبة للضبط‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫القرار اآلتي نصه ‪:‬‬
‫‪8‬‬ ‫بين السيد‪:‬‬
‫‪9‬‬ ‫هرموش محمد بن عبدالسالم وهرموش بلقاسم بن عبدالسالم الساكنون بجماعة الصبابـ جرسيف ‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫ينوب عنهما األستاذ عبدالمالك االدريسي و محمد الصيوري واألستاذة لطيفة صديق المحامون بهيئة‬
‫‪1‬‬ ‫بتازة‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫بوصفه مستانف من جهة‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫وبين السيد‪:‬‬
‫‪4‬‬ ‫جمعية مستخدمي المياه المخصصة للزراعة عين الحوت جماعة الصباب دائرة جرسيف بواسطة‬
‫‪5‬‬ ‫رئيسها واعضاء مجلسها االداري بعنوانها جماعة الصباب‬
‫‪6‬‬ ‫ينوب عنها ذ‪ /‬محمد بوليف المحامي بهيئة بتازة‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫بوصفه مستأنف عليه من جهة أخرى‪.‬‬
‫بناء على مقال االستئناف والحكم المستأنف ومستنتجات الطرفين ومجموع الوثائق المدرجة‬
‫بالملف‪.‬‬
‫وبناء على تقرير السيد المستشار المقرر الذي لم تقع تالوته بإعفاء من الرئيس وعدم‬
‫معارضة الطرفين‪.‬‬
‫وتطبيقا لمقتضيات الفصل ‪ 134‬وما يليه والفصل ‪ 328‬وما يليه والفصل ‪ 425‬من‬
‫قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫في الشكـــــــــــــــل‪:‬ـ‬
‫حيث انه بتاريخ ‪ 9‬يوليوز ‪ 2010‬استانف هرموش محمد وهرموش بلقاسم الحكم الصادر عن المحكمة‬
‫االبتدائية بجرسيف في الملف المدني عدد ‪ 15/2009‬بتاريخ ‪ 30/12/2009‬والقاضي بقبول الدعوى‬
‫‪0‬‬ ‫وفي الموضوع بالزام المدعى عليهما بهدم البئر المحادي بعين الحوت والذي اقيم بمنزل والدهما والذي‬
‫‪1‬‬ ‫يعتمد على الة ضخ قطرها ثالث ارباع لضخ المياه والمشار اليه بمحضر الزيارة التي تمت بعين‬
‫‪2‬‬ ‫الحوت بالصباب من طرف اللجنة االدارية بتاريخ ‪ 13/07/2006‬فقط دون غيره من االبار مع شمول‬
‫‪3‬‬ ‫الحكم بغرامة تهديدية قدرها ‪ 50.00‬درهم عن كل يوم تاخير عن التنفيذ مع تحميلهما الصائر وبرفض‬
‫‪4‬‬ ‫باقي الطلبات‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫وحيث ان االستئناف قد توفر على شروط ممارسته الشكلية المنصوص عليها في الفصل ‪ 134‬و ‪142‬‬
‫‪6‬‬ ‫من ق م م مما يتعين معه الحكم بقبوله شكال السيما وان الطي ورد دون تبيان تاريخ التبليغ ‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫في الموضــــــــــــــــوع ‪:‬‬
‫‪8‬‬ ‫حيث يستفاد من وثائق الملف ومحتوياته انه بتاريخ ‪ 23/01/2009‬تقدمت المدعية جمعية عين حوت‬
‫‪9‬‬ ‫بواسطة دفاعها امام ابتدائية جرسيف بمقال افتتاحي وكذبك مقال اصالحي والذي تعرض فيه انه في‬
‫‪0‬‬ ‫اطار االعمال العمومية الهادفة الى تنمية البالد تم تاسيس جمعية عين الحوت بجماعة الصبابـ بهدف‬
‫‪1‬‬ ‫تنمية اقتصاد ومحاربة الجفافـ في البادية بحيث تقوم بتوزيع حصص الماء اال ان المدعى عليهما‬
‫‪2‬‬ ‫بزعامة والدهما المرحوم عبدالسالم خرموس قاموا بحفر بئر محادي لعين الحوت واصبحوا يجلبوا منه‬
‫‪3‬‬ ‫الماء بصورة عشوائية مما اثر سلبا على العين خاصة وانه قد سبق للسلطات المحلية وان وجهت لهم‬
‫‪4‬‬ ‫عدة انذارات بهذا الخصوص من اجل الكف عن حفر البئر لكنهم زادوا تعنتا وحفروا ابار اخرى‬
‫‪5‬‬ ‫وصلت الى ستة وهو ما اثر على الفرشة المائية التي ينبع منها ينبوع عين الحوت التي تستغلها الجمعية‬
‫‪6‬‬ ‫وان والد المدعى عليهما وبعد االنذارات الموجهة اليه من طرف مديرية التجهيز واعداد التراب‬
‫‪7‬‬ ‫الوطني التزم كتابة بموجب التزام مصحح االمضاء بالكف عن العمل غير المشروع اال انه تراجع عن‬
‫‪8‬‬ ‫التزامه وعاد الى حفر االبار لطلب الماء بدون حق وهو ما يشكل خطرا دائما يهدد الجماعة والمنطقة‬
‫‪9‬‬ ‫الجله يلتمس اصدار حكم يقضي على المدعى عليهما بهدم جميع االبار المحادية لعين الحوت تحت‬
‫‪0‬‬ ‫طائلة غرامة تهديدية التقل عن ‪ 200‬درهم لكل واحد منهما عن كل يوم تاخير او امتناع عن التنفيذ‬
‫‪1‬‬ ‫وتحميلهما الصائر مجبرا في االقصى مع شموةل الحكم بالنفاذ المعجل وارفقت مقالها بصورة من‬
‫‪2‬‬ ‫التزام المدعى عليهما ووالدهما المرحوم وبصورة من شهادة ادارية وبصورة من اتفافية وبصورة من‬
‫‪3‬‬ ‫انطار موجه من طرف المديرية االقليمية للتجهيز لوالدا المدعى عليهما من اجل الكف عن حفر البئر‬
‫‪4‬‬ ‫وبمحضر منجز من طرف السلطة المحلية ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫وبناء على ادراج القضية بجلسة ‪ 21/10/2009‬حضرتها ذة صديق عن المدعى عليهما والتمست مهلة‬
‫لالدالء بما يفيذ سبقية البث في القضية ‪.‬‬
‫وبناء على ادالء دفاع المدعي عليهما بنسخة عادية من حكم ابتدائي وقرار استئنافي وبامر استعجالي ‪.‬‬
‫وبناء على ادراج القضية بعدة جلسات اخرها جلسة ‪ 16/12/2009‬حضرتها دفاع المدعى عليهما‬
‫وتخلف عنها دفاع المدعية رغم االعالم فتم حجز القضية للتامل لجلسة ‪. 30/04/2009‬‬
‫وحيث صد الحكم المطعون فيه باالستئناف من طرف هرموش محمد وهرموش بلقاسم ‪.‬‬
‫في اسباب االستئناف‬
‫حيث عاب المستانف على الحكم المستانف كونه جاء مخالفاـ للصواب ذلك انه سبق لنفس الجمعية‬
‫المستانف عليها ان استصدرت حكما قضى برفض طلبها هذا و انه سبق لنفس الطرف ان استصدرت‬
‫حكما قضى بعدم االختصاص بنفس الموضوع في مواجهتي دائما و انه سبق وان تقدم بطعنه الرامي‬
‫‪0‬‬ ‫الى سبق الفصلـ في النازلة وادليت بالحجج التي تفيذ ذلك ولكن بدون جدوى‬
‫‪1‬‬ ‫لهذه االسباب ‪ :‬يلتمس من حيث الشكل ‪ :‬قبول االستئناف شكال و في الموضوع ‪ :‬الغاء الحكم المستانف‬
‫‪2‬‬ ‫والتصدي والقول بسبق الفصلـ في النازلة ‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫وبناء على المذكرة الجوابية للمستانف عليها بواسطة دفاعها مودعة لدى كتابة ضبط هذه المحكمة‬
‫‪4‬‬ ‫بتاريخ ‪ 23/03/2012‬والرامية الى عدم قبول االستئناف وتاييد الحكم المستانف ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫وبناء على المذكرة المرفقة المؤرخة في ‪ 30/11/2011‬والتي يعرض فيها المستانفين بواسطة دفاعهما‬
‫‪6‬‬ ‫انها يؤكدان مقالهما االستئنافي ويوضحان ان البئر التي حكمت المحكمة بردمها حفر وبني سنة ‪1984‬‬
‫‪7‬‬ ‫في ملكهما من طرف والدهما وان استغالله استمر منذ ذلك الى حدود االن وهو مايجعل حقهما مكتسبا‬
‫‪8‬‬ ‫وطاله التقادم وان الحق المكتسب بالتقادم حفر بئر واستغالله اليرثر على صبيب العين وهو ما ابتته‬
‫‪9‬‬ ‫معاينات وتقارير خبرة سابقة يتعلق بنفس الموضوع وان االمر ببئر واحدة ووحيدة وان استغاللها يتم‬
‫‪0‬‬ ‫بواسطة مضخة كهربائية صغيرة قياسا ‪ 4/3‬وان هذا االستغالل ليس له أي تاثير على صبيب العين ان‬
‫‪1‬‬ ‫مسؤولي الدولة المغربية يشعون تلك المبادرات وذلك بواسطة نشرات اذاعية وتلفزية تحت حافري‬
‫‪2‬‬ ‫االبار الى التوجه الى اقرب وكالة للحوض المائي لتسجيل ابارهم وان مثل ذلك الحكم سوف يؤثر سلبا‬
‫‪3‬‬ ‫على االستقرار بالمناطق القروية وعلى االستثمار بها ملتمسين اساسا عدم قبول الطلب شكال لكونه‬
‫‪4‬‬ ‫مخالف لقواعد االثبات ورفض الطلب موضعا بكونه غير مؤسس ولكون االمر يتعلق بحق مكتسب‬
‫‪5‬‬ ‫بالتقادم منذ ‪ 1984‬و لكون الضرر الذي يدعيه المستانف هو ضرر محتمل ولو بعد االمر باجراء خبرة‬
‫‪6‬‬ ‫يعهد بها لذوي االختصاص وارفقا مذكرتهما بمحضرؤ معاينة وتقرير خبرة في ملف عقود‬
‫‪7‬‬ ‫‪. 26/2006‬‬
‫‪8‬‬ ‫وبناءا على المذكرة تاكيدية للمستانف عليها بواسطة دفاعها مودعة بتاريخ ‪ 20/12/2012‬ان الخبرة‬
‫‪9‬‬ ‫والمعاينة المدلى بها من صنع المستانفين ملتمسة التاييد ‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫وبناءا على القرار التمهيدي القاضي باجراء خبرة بتاريخ ‪. 26/01/2012‬‬
‫‪1‬‬ ‫وبناءا على طلب المستانف عليها بواسطة دفاعها مودع لدى كتابة ضبط هذه المحكمة بتاريخ‬
‫‪2‬‬ ‫‪ 14/03/2012‬والرامي الى استبدال الخبير عبدالقادر السباعي ‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫وبناءا على القرار التمهيدي الصادر بتاريخ ‪ 22/03/2012‬والقاضي بتكليف الخبير الطاوسي امحمد‬
‫‪4‬‬ ‫وبالمامورية ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫وبناءا على تقرير الخبير الطوسي امحمد المؤرخ في ‪ 9/7/2012‬والمفضي الى انه بالرجوع الى حفر‬
‫‪6‬‬ ‫البئر القديم العهد وطبيعته التقليدية وعمه والمساحة التي تفصله مع موقع النبع عين الحوت انه اليحدث‬
‫‪7‬‬ ‫أي تاثير او ضرر عن صبيب مياه عين الحوت وان مياه البئر جوفية ومنبع العين هي سطحية ‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫و بناءا على مستنتجات على ضوء الخبرة مودعة لدى كتابة ضبط هذه المحكمة بتاريخ ‪6/09/2012‬‬
‫والتي يلتمس فيها دفاع المستانفين المصادقة على الخبرة والغاء الحكم المستانف وبعد التصدي الحكم‬
‫برفض الطلب ‪.‬‬
‫وبناءا على مستنتجات على ضوء الخبرة مودعة لدى كتابة ضبط هذه المحكمة بتاريخ ‪26/09/2012‬‬
‫و التي يلتمس فيها المستانف عليها اعادة الخبرة لعدم جديتها لكون الخبير الطوسي يفيد ان البئر بعيدة‬
‫عن العين ب ‪ 270‬متر في حين ان السباعي سنة ‪ 2006‬افاد انها بعيدة ‪ 180‬متر فقط علما كذلك ان‬
‫المياه الجوفية تستغرق المياه السطحية او توماتيكية خاصة اذا كانت المسافة قريبة بينهما واحتياطيا‬
‫الوقوف على عين المكان بمعية السلطة المحلية واحتياطيا جدا تاييد الحكم المستانف‪.‬‬
‫وبناء على ادراج القضية بجلسة ‪ 27/09/2012‬حضرها ذ‪ /‬عبدالمالكـ االدريسي عن ذ‪ /‬الصيوري فقط‬
‫والفي بالملف مذكرة ذ‪ /‬محمد بوليف على ضوء الخبرة تسلم ذ‪ /‬االدريسي نسخة منها موضحا مرة‬
‫‪0‬‬ ‫ثانية انه ينوب عن ذة صادق ايضا واكد المذكرة المدلى بها والتمس االستجابة القصى ماورد فيها‬
‫‪1‬‬ ‫المقال االستئنافي مما اعتبرت معه المحكمة القضية جاهزة وقررت حجزها للمداولة لجلسة‬
‫‪2‬‬ ‫‪. 18/10/2012‬‬
‫‪3‬‬ ‫وبناءا على الحكم التمهيدي الصادر بتاريخ ‪ 18/10/2012‬والقاضي علنيا وتمهيديا ان محكمة‬
‫‪4‬‬ ‫االستئناف وهي تقضي علنيا حضوريا وتمهيديا باعادة الخبرة على البئر والعين موضوع النزاع يقوم‬
‫‪5‬‬ ‫بها مدير وكالة الحوض لملوية بوجدة بعد التاكد من القيام بواسطة مهندس هيدرولوجي بعد ادائه اليمين‬
‫‪6‬‬ ‫ان لم يكن محلفا وذلك بالوقوف على عين المكان والتاكد من ترخيص طرفي النزاع وتسجيل حقوق‬
‫‪7‬‬ ‫الماء بالنسبة للطرفين وحصولهما او من خلفوه على ترخيص الحفر او االستغالل مع تبيان الخصائص‬
‫‪8‬‬ ‫الجيوديزة لكن من العين والبئر وبعدهما عن بعضهما وصبيبهما ومدى تاثير استغالل البئر على العين‬
‫‪9‬‬ ‫وطريقة االستغالل المنزلي او الزراعي للبئر على صبيب العين واتجاه التيارات الجوفية بين العين‬
‫‪0‬‬ ‫والبئر وكذا على جودة المياه وعلى المكلف باالنجاز التاكد من استدعاء كل االطراف ودفاعيهما‬
‫‪1‬‬ ‫بواسطة البريد المضمون مع االشعار بالتوصل بمدة كافية التقل عن خمسة ايام التاكد من حضور‬
‫‪2‬‬ ‫طرفي النزاع يوم الخبرة مع انجاز تقرير حول المامورية باللغة العربية في ‪ 6‬نسخ موقعة والموافاة‬
‫‪3‬‬ ‫بالناتج فور االنجاز داخل اجل شهر من تاريخ التوصل بهذا القرار ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫وبناءا على تقرير الخبرة المودع بالملف والذي جاء فيه انه تم استدعاء طرفي النزاع من طرف وكالة‬
‫‪5‬‬ ‫الحوض المائي لمولية عن طريق السلطة المحلية بواسطة فاكس رقم و ج م م ‪ 004‬بتاريخ ‪ 4‬يناير‬
‫‪6‬‬ ‫‪ 2013‬لحضور الخبرة الميدانية التي حدد لها تاريخ ‪ 10‬يناير ‪ 2012‬وقد اجريت الخبرة التقنية في‬
‫‪7‬‬ ‫اليوم المحدد وهو ‪ 10‬يناير ‪ 2012‬بحضور جميع االطراف باستثناء رئيس جمعية مستغلي عين‬
‫‪8‬‬ ‫الحوت و بخصوص معطيات حول الموارد المائية بالمنطقة فان ‪:‬‬
‫‪9‬‬ ‫الجماعة القروية الصباب تقع في حوض ملوية الوسطى بوسط غرب سهل كرسيج حيث المناخ السائد‬
‫‪0‬‬ ‫جاف مع تساقطات سنوية في حدود ‪ 200‬ملم تتميز التربة بالجماعة بطبيعة طمية رملية في الولجاتـ‬
‫‪1‬‬ ‫على جوانب الوديان اما بباقي الجهات فهي ذات طبيعة طينية كلسية يبقى النساط الفالحي بالجماعة جد‬
‫‪2‬‬ ‫محدود ولذك بفعل االكراهاتـ المناخية وصعوية التضاريس واهم الزراعات تتركز بالقرب من واد‬
‫‪3‬‬ ‫ملوية ومركز الجماعة حيث يتم اللجوء الى السقي من خالل عين الحوت و بخصوص المياه السطحية ‪:‬‬
‫‪4‬‬ ‫يمثل واد ملوية اهم مورد مائي بالجماعة كما يعبرها كل من واد بوراشد وواد مزكيتام في الفترات‬
‫‪5‬‬ ‫المطوية و بخصوص المياه الجوفية ‪ :‬يغلب على اكثر من نصف تراب الجماعة التكوينات الصلصالية‬
‫‪6‬‬ ‫الميوسنية هذه التكوينات تتخللها طبقات رملية ذات انتاجية ضعيهة من ‪ 1‬الى ‪ 1‬ل ‪/‬ث‪/‬منشاة عمقها‬
‫‪7‬‬ ‫يصل الى ‪ 100‬متر مستوى عمق الماء يصل قرابة ‪ 15‬م عن مستوى سطح االرض ويشغل جنوب‬
‫‪8‬‬ ‫الجماعة تكوينات جوراسية متكونة اساسا من حث بوراشد بصبيب ‪3.5‬ل‪/‬ث‪ /‬منشاة اضافة الى ذلك‬
‫يشكل الجريان التحتي لواد ملوية مورد مائي مهم لكنه يتميز بجودة رديئة يتم استعمال المياه السطحية‬
‫والجوفية بالجماعة لغرض السقي والتزود بالماء الشروب يهيمن نمط السقي التقليدي على عملية السقي‬
‫اضافة الى السقي بالتنقيط والسقي بالرش تقدر احتياجات الساكنة من الماء الصالح للشرب في افق‬
‫‪ 2015‬ب ‪ 3.68‬لتر في الثانية و بخصوص خصائص عين الحوت والبئر ‪:‬‬
‫‪ -1‬خصائص عين الحوت ‪:‬‬
‫العمالة كرسيف‬
‫الدائرة كرسيف‬
‫قيادة بركين‬
‫الجماعة الصبابـ‬
‫‪0‬‬ ‫مستغل عين الحوت جمعية مستخدمي المياه المخصصة للزراعة‬
‫‪1‬‬ ‫احداثيات العين حسب خريطة بوراشد بسلم ‪1/50000‬‬
‫‪2‬‬ ‫=‪ x 672.629 =y374.260 =z 602‬م‬
‫‪3‬‬ ‫مصدر العين ‪ :‬تتشكل العين من تصريف مياه الفرشة المائية المسماة لمعروف طريقة سيالن العين‬
‫‪4‬‬ ‫هناك منبع رئيسي دو اتجاه من الشمال الغربي الى الجونب الشرقي ومنبعين صغيرين اتجاه سيالنهما‬
‫‪5‬‬ ‫من الغرب الى الشرق ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫االستغالل الحالي للعين ‪:‬‬
‫‪7‬‬ ‫التجهيزات تم ترميم العين بالحجارةـ وانجاز نفق تحت القنطرة في اتجاه الشمال الغربي ويتم نقل مياه‬
‫‪8‬‬ ‫العين بواسطة سواقي تقليدية وخزان ارضي لجمع المياه مبنى بالخرسانة سعته ‪ 720‬متر مكعب‬
‫‪9‬‬ ‫وتتوفر العين على صبيب المتوسط تم تقديره ب ‪ 8‬لتر في الثانية يوجد في سافلة العين حاجز على‬
‫‪0‬‬ ‫وادي بوراشد لجمع مياه السيالن التحتي للوادي من اجل استغاللها كذلك الغراض السقي نسبة ملوحة‬
‫‪1‬‬ ‫مياه العين تصل الى ‪ 1.351‬غرام في اللتر ‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫تسقي العين بطريقة تقليدية مساحة ‪ 400‬هكتار عدد االسر المستفيدة من هذه العين ‪ 450‬اسرة حسب‬
‫‪3‬‬ ‫السلطة المحلية ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫موقع العين بالنسبة للبئر يوجد منبع العين في عالية البئر على مسافة ‪ 264‬مترطولي ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫التوجد أي حقوق مكتسبة على الماء على هذه العين معترف بها لدى وكالة الحوض المائي لملوية ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪ -2‬خصائص البئر ‪:‬‬
‫‪7‬‬ ‫العمالة كرسيف‬
‫‪8‬‬ ‫الدائرة كرسيف‬
‫‪9‬‬ ‫قيادة بركين‬
‫‪0‬‬ ‫الجماعة الصبابـ‬
‫‪1‬‬ ‫اسم صاحبي البئر هرموش محمد بن عبدالسالم وهرموش بلقاسم بن عبدالسالم‬
‫‪2‬‬ ‫احداثيات البئر حسب خريطة بوراشد بسلم ‪1/50000‬‬
‫‪3‬‬ ‫= ‪ x672.663 = Y 374.003 =z 611‬م‬
‫‪4‬‬ ‫تاريخ انجاز البئر ‪ 1982‬حسب تصريح صاحبي البئر‬
‫‪5‬‬ ‫العمق االجكاعلي ‪ 12.68‬م قطر ‪ 0.73‬م نوع البناء بالحجارة‬
‫‪6‬‬ ‫مستوى الماء على سطح االرض ‪ 10.09‬م‬
‫‪7‬‬ ‫الملوحة ‪ 1.638‬غ ‪ /‬ل‬
‫‪8‬‬ ‫المسافة الفاصلة بين البئر والعين ‪ 264‬م‬
‫مقطع جيولوجي للبئر طين وطين ملي‬
‫التجهيز بوسائل الضخ ‪:‬‬
‫تاريخ التجهيز بوسائل الضخ سنة ‪ 2000‬حسب تصريح صاحبي البئر‬
‫نوع المضخة ذات محور افقي تعمل بالكهرباء‬
‫عمق تثبيت المضخة ‪ 12‬م وقطر انابيب الضخ ‪ 0.025‬م‬
‫الصببيب ‪ 0.4‬ل ‪ /‬ث‬
‫خزان فوق االرض سعته ‪ 8.7‬متر مكعب يوجد داخل االسطبل‬
‫االستعمال‬
‫اغراض فالحية المساحة المسقية ‪ 5.1‬هكتار‬
‫‪0‬‬ ‫تزويد اسرة صاحبي البئر بالماء الشروب‬
‫‪1‬‬ ‫طريقة السقي بالتنقيط انابيب قطرها ‪ 0.025‬م‬
‫‪2‬‬ ‫نوع المغروسات اشجار الزيتون‬
‫‪3‬‬ ‫موقع البئر بالنسبة للعين ان البئر يوجد في سافلة العين الجنوب الغربي ويبعد عنها ب ‪ 264‬متر‬
‫‪4‬‬ ‫طولي ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫ان صاحبي البئر اليتوفران على أي رخهصة للحفرـ او لجلب الماء‬
‫‪6‬‬ ‫بخصوص نتائج البحث الميداني‬
‫‪7‬‬ ‫بناء على المعطيات لدى وكالة الحوض المائي لملوية وعلى الخبرة الميدانية المنجزة بتاريخ ‪ 10‬يناير‬
‫‪8‬‬ ‫‪ 2012‬فانه تم استخالص مايلي ‪ – :‬ان عين الحوت توجد على الضفة اليمنى من نهر وادي بوراشد في‬
‫‪9‬‬ ‫عالية البئر طبيعتها تصريف مياه فرشة مائية مكونة من احجار رملية وحصى وسط طين بالطبقة‬
‫‪0‬‬ ‫المائية لمعروف ‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫رغم ان البئر والعين يوجدان بنفس الطبقة المائية لمعروف فان اتجاه سيالن المياه الجوفية من العين في‬
‫‪2‬‬ ‫اتجاه البئر كما بينه ارتفاع سطح ماء البئر الذي يصل الى ‪ 601‬متر في حين ان ارتفاع سطح ماء‬
‫‪3‬‬ ‫العين ‪ 602‬متر كما ان صبيب استغالل البئر ضعيف ‪ 0.4‬لتر في التانية ويؤثر على صبيب العين الذي‬
‫‪4‬‬ ‫يتعدى ‪ 8‬لتر في الثانية بحكم المسافة الفاصلة بين البئر والعين والتي تصل الى ‪ 264‬متر و تتوفر‬
‫‪5‬‬ ‫الجمعية على مورد اضافي للماء وهو مياه الحاجز المنجز على سافلة العين لجمع مياه العيون المتبقية‬
‫‪6‬‬ ‫بين العين والحاجزـ من طرف جمعية مستغلي العين الغراض زراعية ‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫اما جودة المياه خاصة فيما يتعلق بدرجة الملوحة مختلفة مابين البئر ومياه العين ليخلص التقني الممتاز‬
‫‪8‬‬ ‫لدى وكالة الحوض المائي في االخير المسمى مبارك الزيقة انه نظرا للمعطيات المتوفر والسالفة الذكر‬
‫‪9‬‬ ‫فان الوكالة تستبعد ان يكون الستغالل البئر بالخصائص المذكورة اعاله اثر سلبي على العين كما تدعو‬
‫‪0‬‬ ‫الفرقاء المتنازعين الى تسوية وضعيتهم اتجاه الملك العام المائي طبقا للقوانين الجاري بها العمل في‬
‫‪1‬‬ ‫اقر االجال تحت طائلة العقوبات المنصوص عليها في هذا الشان ‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫وبناء على مستنتجات على ضوء الخبرة المؤرخة في ‪ 18/03/2013‬والتي يعرض فيها المستانفان انه‬
‫‪3‬‬ ‫بناءا على تقرير الخبرة الذي انجزته الوكالة المذكورة الذي اوضحت فيها انها تستبعد ان يكون‬
‫‪4‬‬ ‫الستغالل البئر بالخصائص المذكورة وفق الخبرة اثر سلبي على العين وفقا للخالصة التي توصلت بها‬
‫‪5‬‬ ‫الوكالة بناءا على نتائج البحث الميداني و المصادقة على تقرير الخبرة والحكم تبعا لذلك بالغاء الحكم‬
‫‪6‬‬ ‫المطعون فيه بعد التصدي والحكم برفض طلب الجمعية المذكورة عين الحوت لكونه غير مؤسس مع‬
‫‪7‬‬ ‫تحميل المستانف عليها الصائر ‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫وبناءا على مذكرة بعد الخبرة للمستانف عليها المودعة لدى كتابة ضبط هذه المحكمة بتاريخ‬
‫‪ 21/03/2013‬والتي تعرض فيها بواسطة دفاعها ان هذه الخبرة جاءت معيبة ولم تستجب للمعطيات‬
‫القانونية الملزمة للخبير بعلة انه لم يتم استدعاء المنوب عنها وان التقرير انجز بمحضر المستانف فقط‬
‫والدليل على ذلك ان الخبير لم يرفق في تقريره بما يفيد توصل المنوب عنها باي استدعاء بل لم يدل‬
‫حتى بما يفيذ قيامه باالجراءات المنصوص عليها في الفصل ‪ 63‬من قانون المسطرة المدنية وان‬
‫الخبرة غيابية في حق المنوب عنها وبالتالي فاليمكن االعتداد بها ألجله تلتمس المنوب عنها من جنابكم‬
‫الموقر استبعاد هذا التقرير والقول باعادة الخبرة من جديد حضورية في حق جميع االطراف ‪.‬‬
‫وبناءا على عرض القضية على عدة جلسات اخرها جلسة ‪ 21/03/2013‬الفي خاللها بالملف‬
‫بمستنتجات الخبرة مدلى بها من طرف ذ‪/‬ة صديق واخرى مدلى بها من طرف ذ‪ /‬بولسف مما تقرر‬
‫معه اعتبار القضية جاهزة وحجزها للمداولة لجلسة ‪. 04/04/2013‬‬
‫‪0‬‬ ‫التعليل‬
‫‪1‬‬ ‫حيث ركز المستانف استئنافه على االسباب المذكورة اعاله ‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫وحيث تبين للمحكمة من خالل مراجعة اوراق الملف ومحتوياته انه بغض النظر عن ماجاء في تقرير‬
‫‪3‬‬ ‫الخبرة المنجزة من طرف وكالة الحوض المائي والتي هي مؤسسة عمومية تشرف على استعمال الملك‬
‫‪4‬‬ ‫العام المائي من كونها تستبعد ان يكون الستغالل البئر اثر سلبي على العين وهي الخبرة الرسمية لكن‬
‫‪5‬‬ ‫غير الحضورية فان الصفة في االدعاء غير ثابتة اصال ذلك ان الماء ملك عام واليمكن ان يكون‬
‫‪6‬‬ ‫موضوع تملك خاص وان الحقوق المكتسبة على المياه المتنازع بشانها غير ثابتة طبقا للمادة ‪ 6‬من‬
‫‪7‬‬ ‫القانون المتعلق بالماء { راجع محمد الشاوني القانون المتعلق بالماء والحق في الماء بالفرنسية }‬
‫‪8‬‬ ‫مطبعة المعارف الجديدة الرباط ص ‪ 20‬وما يليها ‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫وحيث ان الصفة من النظام العام تثيرها المحكمة في جميع المراحل مما يتعين معه بعد اإللغاء و‬
‫‪0‬‬ ‫التصدي الحكم بعدم قبول الدعوى ‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫وحيث ان خاسر االستئناف يتحمل صائره ‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫لهده األسباب‬
‫‪3‬‬ ‫ان محكمة االستئناف وهي تقضي علنيا وحضوريا و انتهائيا‬
‫‪4‬‬ ‫في الشكـــــــــل‪ :‬بقبول االستئنـــــاف ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫في الموضــــــــوع ‪ :‬الغاء الحكم المستانف وبعد التصدي التصريح بعدم قبول الدعوى وتحميل‬
‫‪6‬‬ ‫المستانف عليها الصائر ‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫بهدا صدر القرار في اليوم والشهر والسنة اعاله بالقاعة العادية للجلسات بمقر محكمة االستئناف‬
‫‪8‬‬ ‫امضاء‪:‬‬
‫‪9‬‬ ‫الرئيس ‪ :‬المقرر ‪ :‬الكاتب ‪:‬‬
‫‪0‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪1‬‬ ‫أوال‪ :‬المراجع باللغة العربية‬
‫‪2‬‬ ‫أ‪ -‬المراجع العامة والخاصة‬
‫‪3‬‬ ‫– أبي الفضل جمال الدين بن مكرم بن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬ج ‪ ،13‬مطبعة دار صادر‪ ،‬بيروت‬
‫‪4‬‬ ‫‪.1956‬‬
‫‪5‬‬ ‫– أستاذنا أحمد بنكوكوس‪ :‬القانون الدستوري والنظم السياسية‪ ،‬دار النشر الجسور بوجدة ‪ ،‬طبعة‬
‫‪6‬‬ ‫‪.2000‬‬
‫– أستاذنا إدريس الفاخوري‪ :‬المدخل لدراسة القانون‪ ،‬نظرية القانون والحق‪ ،‬دار النشر الجسور بوجدة‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪.2001‬‬
‫– أستاذنا إدريس الفاخوري‪ :‬مدونة الحقوق العينية على ضوء القانون ‪ ،39.08‬دار النشر المعرفة‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬طبعة ‪.2013‬‬
‫– إدريس السماحي‪ :‬القانون المدني” الحقوق العينية ونظام التحفيظ العقاري”‪ ،‬شركة أمير بزار‬
‫للطباعة والتأليف‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2003‬‬
‫– أسامة عثمان‪ :‬الموسوعة القضائية ألمالك الدولة العامة في ضوء القضاء والفقه‪ ،‬منشأة المعارف‬
‫باإلسكندرية‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪.‬‬
‫– الحسن هوداية‪ :‬محاضر الضابطة القضائية‪ ،‬أهميتها وحجيتها القانونية واإلشكالياتـ المطروحة‬
‫‪0‬‬ ‫بشأنها في العمل القضائي‪،‬ـ مطبعة دار السالم الرباط‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫– إسماعيل بن كثير القرشي‪ :‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬مطبعة دار المعرفة للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬طبعة‬
‫‪2‬‬ ‫‪ ،1980-1400‬ج‪.3‬‬
‫‪3‬‬ ‫– الهادي مقداد‪ :‬قانون البيئة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪،‬ـ الطبعة األولى ‪.2012-1433‬‬
‫‪4‬‬ ‫– بوعزاوي بوجمعة‪ :‬القانون اإلداري لألمالك‪ ،‬مطبعة إميليف‪“ ،‬بدون مكان النشر”‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪5‬‬ ‫‪.2013‬‬
‫‪6‬‬ ‫– جواد الغماري‪ :‬جرائم الغش في البضائع‪ ،‬دراسة‪ -‬شرح‪ -‬نصوص‪ ،‬مطبعة النجاحـ الجديدة‪ -‬الدار‬
‫‪7‬‬ ‫البيضاء‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.2002-1422‬‬
‫‪8‬‬ ‫– دليل شرطة الماء‪ :‬صادر عن وكالة الحوض المائي ألم الربيع‪ ،‬أكتوبر ‪.2011‬‬
‫‪9‬‬ ‫– عبد الرحمان البكريوي‪ :‬الوجيز في القانون اإلداري المغربي‪ ،‬مطبعة بابل للطباعة والنشر‬
‫‪0‬‬ ‫والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪.1995،‬‬
‫‪1‬‬ ‫– أستاذنا عبد العزيز حضري‪ :‬العقود االستهالكية‪ ،‬مطبعة طه حسين بوجدة‪ ،‬طبعة ‪.2012-2011‬‬
‫‪2‬‬ ‫– عبد اللطيف بوحموش‪ :‬دليل الشرطة القضائية في تحرير المحاضرـ وتوثيق المساطر‪ ،‬مطبعة األمنية‬
‫‪3‬‬ ‫الرباط‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪.2013‬‬
‫‪4‬‬ ‫– عبد الواحد العلمي‪ :‬شرح القانون الجنائي المغربي‪ -‬القسم الخاص‪ -‬مطبعة النجاحـ الجديدة البيضاء‪،‬‬
‫‪5‬‬ ‫الطبعة الثانية ‪.2009-1430‬‬
‫‪6‬‬ ‫– عمر أزوكاغ‪ :‬مستجدات التحفيظ العقاري في ضوء قانون ‪ 14.07‬ومدونة الحقوق العينية” دراسة‬
‫‪7‬‬ ‫عملية ورصد للمواقف القضائية لمحكمة النقض”‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة البيضاء‪،‬ـ الطبعة األولى‬
‫‪8‬‬ ‫‪.2012-1433‬‬
‫‪9‬‬ ‫– غالب محمد رجا الزعارير‪ :‬الماء في القرآن الكريم‪ ،‬مكتبة دار النزمان للنشر والتوزيع‪ ،‬المدينة‬
‫‪0‬‬ ‫المنورة‪1422 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫– لطيفة الداودي‪ :‬الوجيز في القانون الجنائي المغربي – القسم العام‪ -‬المطبعة والوراقة الوطنية‪،‬‬
‫‪2‬‬ ‫مراكش‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2007‬‬
‫‪3‬‬ ‫– مأمون الكزبري‪ :‬التحفيظ العقاري والحقوق العينية والحقوق العينية األصلية والتبعية‪ ،‬مطبعة النجاح‬
‫‪4‬‬ ‫الجديد‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬ـ طبعة ‪.1978‬‬
‫‪5‬‬ ‫– محمد الرضواني‪ :‬مفاهيم أساسية في القانون العام‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة الرابعة‪،‬‬
‫‪6‬‬ ‫أكتوبر ‪.2013‬‬
‫‪7‬‬ ‫– محمد بونبات‪ :‬حقوق الماء في المغرب مقاربة النوازل واألعراف وقانون الماء‪،‬المطبعة والوراقة‬
‫‪8‬‬ ‫الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،‬سلسلة آفاق القانون‪ ،4‬الطبعة األولى ‪.2000‬‬
‫– أستاذنا محمد شهيب ‪ :‬النظرية العامة للقانون الجنائي‪ ،‬الجزء األول– الجريمة‪“-‬بدون مكان النشر”‪،‬‬
‫طبعة ‪.2013‬‬
‫– مليكة الصروخ‪ :‬القانون اإلداري دراسة مقارنة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬ـ الطبعة الثالثة‬
‫‪.1996‬‬
‫– منية بنلمليح‪ :‬قانون األمالك العمومية بالمغرب‪،‬ـ مطبعة دار النشر المغربية‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬ـ طبعة‬
‫‪.2009‬‬
‫ب – األطاريح والرسائل‬
‫‪ :1‬األطاريح الجامعية‬
‫– أحمد إد لفقيه‪ :‬نظام المياه والحقوق المرتبطة بها في القانون المغربي‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراة الدولة‬
‫‪0‬‬ ‫في القانون الخاص‪،‬ـ كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني بالدار‬
‫‪1‬‬ ‫البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1999 -1998‬‬
‫‪2‬‬ ‫– علوي طاهري محمد‪ :‬حقوق المياه في التشريع المغربي‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون‬
‫‪3‬‬ ‫الخاص‪ ،‬مجموعة البحث والتكوين في القانون المدني المعمق‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫‪4‬‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الخامس أكدال بالرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2009 -2008‬‬
‫‪5‬‬ ‫– محمد أوزيان‪ :‬األمالك المخزنية بالمغرب النظام القانوني والمنازعات القضائية‪،‬ـ أطروحة لنيل‬
‫‪6‬‬ ‫الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫‪7‬‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬جامعة محمد األول بوجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2013-2012‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪ :2‬الرسائل‬
‫‪9‬‬ ‫– بوجبير بثينة‪ ،‬حقوق المجني عليه في القانون الجنائي الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون الجنائي‬
‫‪0‬‬ ‫والعلوم الجنائية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر بالجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2001‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪.2002‬‬
‫‪2‬‬ ‫– محمد الزردة‪ :‬الشرطة القضائية في مجال المياه بالمغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‬
‫‪3‬‬ ‫المعمقة‪ ،‬شعبة القانون الخاص‪،‬ـ وحدة القانون المدني المعمق‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫‪4‬‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1999 -1998‬‬
‫‪5‬‬ ‫ج‪ -‬المقاالت‬
‫‪6‬‬ ‫– إبراهيم فكري‪ :‬األمالك الجماعية مميزاتها الحقوقية وطبيعتها المادية‪ ،‬أعمال الندوة الوطنية التي‬
‫‪7‬‬ ‫نظمها مركز الدراسات القانونية المدنية والعقارية بكلية الحقوق ‪-‬جامعة القاضي عياض – مراكش‪،‬‬
‫‪8‬‬ ‫يومي ‪5‬و‪ 6‬أبريل ‪ ،2002‬الطبعة األولى ‪.2003‬‬
‫‪9‬‬ ‫– إدريس بلمحجوب‪ :‬كلمة بمناسبة المائدة المستديرة الثالثة حول قانون الماء ودور القضاء وشرطة‬
‫‪0‬‬ ‫المياه في تفعيله‪ ،‬العدد الثالث‪.2011،‬‬
‫‪1‬‬ ‫– اسماعيلي حسن‪ :‬قراءة في القانون رقم ‪ 10-95‬المتعلق بالماء‪،‬ـ المجلة المغربية لإلدارة المحلية‬
‫‪2‬‬ ‫والتنمية‪ ،‬عدد ‪ 58 -57‬يوليوز‪ -‬أكتوبر ‪. 2004‬‬
‫‪3‬‬ ‫– أستاذنا الحسين بلحساني‪ :‬أساس االلتزام بتبصير المستهلك ومظاهره‪ ،‬المجلة المغربية لالقتصاد‬
‫‪4‬‬ ‫والقانون‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬دجنبر ‪.2001‬‬
‫‪5‬‬ ‫– حسن منصف‪ :‬هذا الماء الذي تشربون؟‪ ،‬مجلة ملفات عقارية‪ ،‬العدد الثالث‪،‬ـ السنة ‪.2013‬‬
‫‪6‬‬ ‫– نائل عبد الرحمان صالح‪ :‬الحماية الجزائية للمستهلك في القانون األردني‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬السنة‬
‫‪7‬‬ ‫الثالثة والعشرون‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬دجنبر ‪.1999‬‬
‫‪8‬‬ ‫– محمد مومن‪ :‬حماية مياه السقي في القانون المغربي‪ ،‬مجلة األمالك‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬السنة ‪.2007‬‬
‫– عبد الوهاب رافع‪ :‬األنظمة العقارية في المغرب‪،‬أعمالـ الندوة الوطنية التي نظمها مركز الدراسات‬
‫القانونية المدنية والعقارية بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪-‬جامعة القاضي عياض –‬
‫مراكش‪ ،‬يومي ‪5‬و‪ 6‬أبريل ‪ ،2002‬الطبعة األولى ‪.2003‬‬
‫– محمد الكشبور‪ :‬حقوق المياه ونظام التحفيظ العقاري‪ ،‬الندوة المشتركة حول نظام التحفيظ العقاري‬
‫بالمغرب‪ ،‬الرباط في ‪ 6-4‬ماي ‪.1990‬‬
‫– عشوان عبد هللا‪ :‬دور القضاءـ في حماية الملك المائي قراءة في القانون رقم ‪ 10-95‬المتعلق بالماء‪،‬ـ‬
‫مجلة المعيار‪ ،‬العدد ‪ ،45‬يونيو ‪.2011‬‬
‫– رشيد حوبابي‪ :‬المائدة المستديرة الثالثة حول قانون الماء ودور القضاء وشرطة المياه في تفعيله‪،‬‬
‫العدد الثالث‪،‬ـ‪.2011‬‬
‫‪0‬‬ ‫– محمد الشاوني‪ :‬المائدة المستديرة الثالثة حول قانون الماء ودور القضاءـ وشرطة المياه في تفعيله‪،‬‬
‫‪1‬‬ ‫العدد الثالث‪،‬ـ‪.2011‬‬
‫‪2‬‬ ‫– حازم المالكي‪ :‬أحكام المياه فقها وقضاء‪ ،‬المائدة المستديرة الثالثة حول قانون الماء ودور القضاء‬
‫‪3‬‬ ‫وشرطة المياه في تفعيله‪ ،‬العدد الثالث‪،‬ـ‪.2011‬‬
‫‪4‬‬ ‫– أستاذتنا دنيا مباركة‪ :‬الحماية القانونية لرضى مستهلكي السلع والخدمات‪ ،‬المجلة المغربية لالقتصاد‬
‫‪5‬‬ ‫والقانون‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬دجنبر ‪.2001‬‬
‫‪6‬‬ ‫– محمد الكشبور‪ :‬األوضاع القانونية الخاصة بالمياه في الفقه اإلسالمي وفي تشريعات دول المغرب‬
‫‪7‬‬ ‫العربي‪ ،‬مجلة القضاء والقانون‪ ،‬السنة الثانية والعشرون‪ ،‬العدد ‪ 142‬نونبر ‪.1990‬‬
‫‪8‬‬ ‫– محمد بنعبد الجليل‪ :‬من تاريخ الماء بالمغرب ” مياه فاس وروافدها نموذجا”‪ ،‬مجلة المصباحية‪،‬‬
‫‪9‬‬ ‫العدد السادس ‪.2003‬‬
‫‪0‬‬ ‫د‪ -‬المجالتـ‬
‫‪1‬‬ ‫– المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪.2004 ،16‬‬
‫‪2‬‬ ‫– سلسلة األنظمة والمنازعات العقارية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.2011‬‬
‫‪3‬‬ ‫– مجلة المعيار‪ ،‬العدد ‪ ،17‬سنة ‪.1990‬‬
‫‪4‬‬ ‫– مجلة المنبر القانوني‪ ،‬العدد األول‪ ،‬أكتوبر ‪.2011‬‬
‫‪5‬‬ ‫– مجلة القضاء والقانون عدد ‪ 49-48‬السنة الخامسة‪ ،‬ابريل‪ -‬ماي ‪.1962‬‬
‫‪6‬‬ ‫– مجلة القضاء والقانون‪ ،‬عدد ‪.54‬‬
‫‪7‬‬ ‫– مجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪.54-53‬‬
‫‪8‬‬ ‫ه‪ -‬التقارير‬
‫‪9‬‬ ‫– تقرير الخمسينية‪ :‬المغرب الممكن‪ ،‬إسهام في النقاش العام من أجل طموح مشترك‪ ،‬مطبعة دار النشر‬
‫‪0‬‬ ‫المغربية الدار البيضاء‪،‬ـ ‪.2006‬‬
‫‪1‬‬ ‫– تقرير حول ندوة خصوصية قانون حماية المستهلك على ضوء قانون االلتزامات والعقود والتي‬
‫‪2‬‬ ‫نظمتها مؤسسة محمد اإلدريسي العلمي المشيشي بشراكة مع كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫‪3‬‬ ‫واالجتماعية بأكدال‪ ،‬مداخلة عبد المجيد غميجة‪ :‬حماية المستهلك بين األمن القانوني واإلنصاف‪،‬‬
‫‪4‬‬ ‫المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،101‬نونبر – دجنبر ‪.2011‬‬
‫‪5‬‬ ‫و‪ -‬المواقع اإللكترونية‬
‫‪6‬‬ ‫– موقع المنشاوي للدراسات والبحوث ‪www.minshawi.com‬‬
‫‪7‬‬ ‫– موقع مغرس ‪www.maghress.com‬‬
‫‪8‬‬ ‫– موقع ويكيبيديا ‪www.ar.wikipidia.org‬‬
‫ثانيا‪ :‬المراجع باللغة الفرنسية‬
‫‪A- Les Ouvrages‬‬
‫‪Allal El Menouar : Aspects institutionnels et réglementaires des ressources en eau au -‬‬
‫‪.Maroc, Imprimerie de la Tour, Rabat, Mai 2009‬‬
‫– ‪Chaouni Mohammed : La loi sur l’eau et le droit à l’eau, Imprimerie Al Maarif Al‬‬
‫‪.jadida, Rabat, 2005‬‬
‫– ‪Houria tazi sadeq : Du droit de l’eau au droit à l’eau au Maroc et ailleurs, Imprimerie‬‬
‫‪.Toumi oulja, Salé, 2007‬‬
‫– ‪.Paul Decoux: droit foncier Marocain, Edition la porte 1977‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪B- Les mémoires‬‬
‫‪1‬‬ ‫– ‪Ameur Mberk : les statuts juridiques de l’eau et l’irrigation au Maroc, mémoire de‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪.D.E.S, faculté de droit, Rabat, 1982‬‬
‫‪3‬‬ ‫الفهرس‬
‫‪4‬‬ ‫مـقـدمـة …………………………………………………………‪2 .‬‬
‫‪5‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬النظام القانوني للمياه وحمايتها اإلدارية ……………………… ‪9‬‬
‫‪6‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الملك العام المائي وتقسيماته ……………………‪11 .‬‬
‫‪7‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الملك العام المائي ونطاق تطبيقه ……………‪12 ..‬‬
‫‪8‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم الملك العام المائي ……………………… ‪13‬‬
‫‪9‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬نطاق تطبيق قانون الماء ……………………… ‪18‬‬
‫‪0‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لحقوق الماء ……………………‪25 ..‬‬
‫‪1‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬الطبيعة القانونية للماء ………………………‪26 ..‬‬
‫‪2‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬تقسيم حقوق الماء …………………………… ‪31‬‬
‫‪3‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الطرق اإلدارية لحماية الملك العام المائي ………………‪37 ..‬‬
‫‪4‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬حماية الملك العام المائي عن طريق الترخيص ……… ‪37‬‬
‫‪5‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬نطاق حق الترخيص ومسطرته ………………‪38 ..‬‬
‫‪6‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬حقوق وواجبات المستفيد من الترخيص …………‪44 .‬‬
‫‪7‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الهيآت اإلدارية المكلفة بتدبير الملك العام المائي ……‪46 ..‬‬
‫‪8‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬الهيئات اإلدارية ……………………………‪47 ..‬‬
‫‪9‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلليات القانونية لتدبير الملك العام المائي ………‪53 ..‬‬
‫‪0‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬ضوابط ونطاق الحماية الجنائية للملك ……………………… ‪57‬‬
‫‪1‬‬ ‫العام المائي‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مظاهر الحماية الجنائية على مستوى التجريم …………… ‪60‬‬
‫‪3‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الجرائم المرتبطة بجلب الماء ……………………… ‪61‬‬
‫‪4‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬جريمة جلب الماء …………………………… ‪62‬‬
‫‪5‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬المخالفات المرتكبة داخل المساحاتـ المسقية ……… ‪66‬‬
‫‪6‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬حماية البيئة والمستهلك في قانون الماء ……………‪70 ..‬‬
‫‪7‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬المخالفات المتعلقة بالبيئة ……………………‪70 ..‬‬
‫‪8‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬الحماية القانونية للمستهلك المائي ………………‪75 .‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مظاهر الحماية الجنائية على مستوى ضبط المخالفات ……‪81 ..‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الجهاز المكلف بمعاينة مخالفات الماء وحجية محاضره ‪82 ..‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الجهاز المكلف بمعاينة مخالفاتـ قانون الماء ……… ‪82‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حجية المحاضر المنجزة من طرف شرطة المياه …‪86 .‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إكراهات مزاولة شرطة الماء بين النص و الواقع ……‪92 .‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اإلكراهات المرتبطة بالتشريع …………………‪92 .‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلكراهات الواقعية ……………………………‪94 .‬‬
‫خـاتـمـة ………………………………………………………‪99 ..‬‬
‫المالحق …………………………………………………………‪101 .‬‬
‫‪0‬‬ ‫قائمة المراجع ……………………………………………………… ‪113‬‬
‫‪1‬‬ ‫الفهرس ……………………………………………………………‪120 .‬‬
‫‪2‬‬

You might also like