8 P : page 9 DES : Diplôme des Etudes supérieures 0 مـقـدمـة 1 إن حاجات اإلنسان المادية والمعنوية متعددة مثل حاجاته إلى المأكل والملبس والسكن والعمل والتنقل، 2 كما أنه في حاجة إلى السكينة والحرية وغيرهما من متطلبات النفس البشرية ،والفرد في سعيه إلشباع 3 حاجته وتحقيق رغباته قد تتعارض مصالحه مع غيره من األفراد ،لذا كان البد من تنظيم وتدخل 4 قانوني لضمان توفيرها لإلنسان وتوزيعها بين أفراد المجتمع بشكل عادل وحتى ال تبقى معرضة 5 للفوضى يحصل عليها القوي وال يتمكن منها الضعيف . 6 لقد ترعرعت الحضاراتـ اإلنسانية األولى على ضفاف المجاري المائية ،فالحضارة الفرعونية نشأت 7 على ضفاف النيل ،والحضارة السامرية والسومرية على ضفاف دجلة والفرات ،والحضارة الهندية علة 8 ضفاف “الكنج” و”السند” ،والحضارة األوروبية على ضفاف الراين والدانوب والسين والتايمز 9 ويعتبر الماء أحد أهم هذه الحاجات اإلنسانية لقوله تعالىَ ” :و َج َع ْلنَا ِم َن ْال َماء ُك َّل َش ْي ٍء َح ٍّي ” ،لذلك 0 أولته الشريعة اإلسالمية المكانة التي يستحقها ،فذكر لفظ الماء ثالثا وستين مرة في القرآن الكريم ، 1 وورد في السنة النبوية في أحاديث كثيرة فعن أبي هريرة أنه قال :قلت يا رسول هللا إني رأيتك طابت 2 نفسي وقرت عيني ،فأنبئني عن كل شيء ،قال صلى هللا عليه وسلم ”:كل شيء خلق من ماء” 3 كان طبيعيا أن يهتم المشرع المغربي بتنظيم هذه الثروة الوطنية الهامة ،وأن يصدر بشأنها جملة من 4 النصوص القانونية ،لتحديد نطاقها ،والحفاظ عليها ،وحمايتها من االعتداء ،ويعتبر منشور فاتح نونبر ضع من 1912في شأن تحديد ضابط مؤقت للعقارات التي ال يمكن امتالكها أو تفويتها ،أول نص ُو ِ طرف إدارة الحماية أ ْد ِخلت بموجبه المياه في عداد األموال العامة ،تاله صدور ظهير فاتح يوليوز 1914في شأن األمالك العمومية الذي حدد مكونات الملك العمومي التي ال يسوغ ألحد أن يتفرد بتملكها من بينها مجاري المياه ،واآلبار االرتوازية ،والبحيرات الكبيرة والصغيرة والمستنقعات والترع التي تسير للري ..والمالحظ أن الظهير المذكور لم يجعل كل المياه أمالكا عامة ،اعتباراً ألصحابـ حقوق المياه بل ترك األمر للتعديالت الالحقة ،حيث جاء تعديل الفصلـ األول من ظهير فاتح يوليوز 1914بمقتضى ظهير 8نونبر 1919الذي أدخل ضمن الملك العمومي كل المياه سواء كانت جوفية أو سطحية ومجاري المياه وينابيع المياه أيا ً كانت طبيعتها. كما أن الفقرة الخامسة من الفصلـ األول ضمت إلى الملك العام المائي كل األراضي التي تعتبر وعا ًء 0 للمياه وإن كانت غير مغطاة بها بشكل دائم. 1 وعمد المشرع إلى إيجاد إطار قانوني يعالج بعض اإلشكاليات التي أثيرت بعد تطبيق ظهير فاتح يونيو 2 1914وظهير 8نونبر ،1919خاصة ما يتعلق بحدود األمالك العمومية ونطاقها الجغرافي والوضعية 3 القانونية لموضع مجاري المياه ،وأصدر ظهير فاتح غشت 1925المتعلق بجعل ضابط المياه الذي 4 أدخل إلى الملك العام المائي مجاري المياه العمومية وضفاف األنهار وموضع مجاري المياه التي 5 يجري عليها المد والجزر ،كما تبنى طريقة تدبير المياه من طرف اإلدارة وذلك عبر عقد االمتياز أو 6 الترخيص . 7 وبعد سنوات طويلة من االنتظار ،أصدر المشرع المغربي القانون رقم 10.95المتعلق بالماء ،مستهال 8 إياه بديباجة موضحة لألسباب التي دفعته إلصداره ،وموزعا على 123مادة ،ومنظما في ثالثة عشر 9 بابا ،أوجزها كما يلي: 0 الباب األول :خصص له المشرع خمس مواد متعلقة بأحكام الملك العام المائي. 1 الباب الثاني :من المادة السادسة إلى الحادية عشر ،أكد فيها المشرع على تمسكه بالحقوق المعترف بها 2 ألصحابها ،مع جعلها خاضعة لقانون نزع الملكية عند االقتضاء. 3 الباب الثالث :خصص له المشرع مادة وحيدة هي المادة 12والتي منع بمقتضاها أي تجاوز لمجاري 4 المياه ،والسواقي ،والبحيرات ،والعيون ،وقنوات المالحة أو الري ..التي تدخل في نطاق الملك العام 5 المائي. 6 الباب الرابع :من المادة 13إلى المادة 24تتعلق بالمجلس األعلى للماء والمناخ ،والمخطط الوطني 7 للماء والمخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة لموارد المياه ،وتحديد اختصاصاتـ وكاالت األحواض 8 المائية. 9 الباب الخامس :من المادة 25إلى المادة ،50تتعلق بحقوق وواجباتـ المالك ،والترخيصات 0 واالمتيازات المتعلقة بالملك العام المائي ،ومدارات المحافظة ومدارات المنع. 1 الباب السادس :من المادة 51إلى المادة 57وتتعلق بمحاربة تلوث المياه. 2 الباب السابع :من المادة 58إلى المادة 66وتتعلق بالمياه المخصصة لالستعمال الغذائي ،وتلك 3 المخصصة لتحضير أو تصبير المواد الغذائية الموجهة للعموم. 4 الباب الثامن :من المادة 67إلى المادة 78وتتعلق باستعمال وبيع المياه الطبيعية وذات المنفعة الطبية، 5 ومياه العين ،أو مياه المائدة. 6 الباب التاسع :من المادة 79إلى المادة 85وتتعلق بكيفية الحصول على ترخيص من أجل استعمال 7 المياه ألغراض فالحية ودور وكاالت الحوض المائي في ذلك. 8 الباب العاشر :من المادة 86إلى المادة 88ويتعلق بأحكام الماء في حالة الخصاص. الباب الحادي عشر :من المادة 89إلى المادة 100وتتعلق بإجراءاتـ إنجاز األثقاب بقصد البحث عن الماء ،وطرق محاربة الفيضانات عبر إقامة منشآت وتجهيزات في األراضي التي يمكن أن تغمرها المياه. الباب الثاني عشر :من المادة 101إلى المادة 103وتتعلق بدور الجماعات المحلية في إحداث لجنة الماء بكل عمالة أو إقليم ،والمهام المنوطة بها ،ودورها االستشاري قبل منح رخص المياه من طرف وكالة الحوض المائي. الباب الثالث عشر :من المادة 104إلى المادة 122ويتعلق بدور شرطة المياه والمخالفات والعقوبات. وخصصت المادة 123لنسخ األحكام المخالفة لهذا القانون . وقد أكد القانون الجديد على المبادئ العامة واألحكام األساسية السابقة في موضوعه ،والتي لم ينفها ولم 0 يلغها ،وإنما مدد العمل بها بنصه عليها صراحة ،وأغناها بإضافات جديدة ومبتكرة تتالءم مع روح 1 العصر ،وتنسجم مع فلسفته الجديدة ،والمؤسسة على ترسيخ ووضع الدولة يدها على ثرواتها المائية 2 للتحكم في صرفها واستعمالها،ـ وفق ما تقتضيه المصلحة العامة وضمن المستجدات الهيكلية للمؤسسات 3 المكلفة بتدبير الملك العام المائي ،أحدث القانون الجديد ما يعرف ب “وكاالت األحواض المائية” 4 كمؤسسات عمومية متمتعة بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي،ـ إلى جانب المؤسسات السابقة 5 المتمثلة في المكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي ،ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك ،ووزارة الطاقة 6 والمعادن والماء والبيئة ،ومصالح العمالة أو اإلقليم. 7 كما أكد القانون رقم 10.95المتعلق بالماء على الجهاتـ المكلفة بحماية الملك العام المائي المنظمة في 8 الظهائر السابقة ،ومنح بمقتضى المادة 104لشرطة المياه مكنة القيام بمعاينة مخالفات مقتضيـات هذا 9 القانون ونصوصه التطبيقية ،وعدد األفعال التي تعد جريمة ونص على عقوباتها كجلب مياه سطحية أو 0 جوفية بدون ترخيص ،أو إذا ما وقع داخل المساحات السقويـة المعدة والمجهزة من طرف الدولة، 1 ضبط جلب غير مرخص به مثل صبيب أعلى من الصبيـب المرخص به وسقي غير مرخص أو خارج 2 األوقات المحددة ،وسرقة الماء ،وأحال بخصوص منع شرطة المياه من مزاولة مهامها على العقوبات 3 الواردة في الفصل 609من القانون الجنائي . 4 يكتسي الموضوع أهمية بالغة لما لهذا المورد الحيوي من دور في تنمية العقاراتـ في بالدنا ،وخاصة 5 في المدارات المسقية ،نظرا لكثرة الحاجاتـ في وقت نضوب مصادر التعبئة المناسبة ،كما أنه يعد أحد 6 أهم العناصر الستمرار اإلنسان على وجه البسيطة ،وبذلك استحق أن يكون أحد مقومات السيادة 7 الوطنية . 8 يرجع اختيار موضوع ” الحماية القانونية للماء” إلى عدة دوافع منها: 9 اعتبار المياه أحد أهم المواضيع المتداولة يوميا الرتباطها الوثيق بالحاجيات اليومية واألساسية لحياة 0 اإلنسان بشكل خاص واالقتصاد الوطني بشكل عام ،إال أن المثير لالنتباه هو ندرة الدراسات الخاصة 1 وبشكل أساسي باللغة العربية ،هذا النقص البين في البحوث دفعني إلى البحث في الموضوع. 2 التعريف بالقانون رقم 10.95المتعلق بالماء،ـ وأهم المقتضيات الحمائية المتعلقة بالثروة المائية، 3 والبيئة ،والمستهلك المائي. 4 ويواجه الباحثـ في موضوع الملك العام المائي مجموعة من الصعوبات،ـ أهمها ،ندرة الكتابات 5 والمقاالت واألبحاث الجامعية في الموضوع ،وصعوبة الوصول لبعضها ،كما أن األحكام والقراراتـ 6 القضائية المنشورة في هذا المجال قليلة جدا ،والبحث عن غير المنشور منها غير متاح بالشكل 7 المطلوب ،إال ما تعلق بسرقة أو جلب الماء بدون ترخيص في بعض المحاكم الموجودة بنفوذها مناطق 8 مسقية. باإلضافة إلى ذلك ،فإن البحثـ في الملك العام المائي ،مرتبط بمواضيع ذات صلة وثيقة بالقانون العام مثل القانون اإلداري ،وأخرى ذات صلة بالقانون الخاص كقانون التحفيظ العقاري ،ومدونة الحقوق العينية ،وقانون المسطرة المدنية ،والقانون الجنائي ،وقانون المسطرة الجنائية ،وقانون البيئة ، وقانون نزع الملكية ألجل المنفعة العامة واالحتالل المؤقت . ويطرح موضوع الحماية القانونية للماء عدة إشكاالت وتساؤالت في نفس اآلن ،من قبيل مدى توفير الحماية المتطلبة للماء في ظل حسم المشرع لطبيعته القانونية ؟ وهل وفر تعدد الجهات المتدخلة في حماية هذا المورد الغاية المنشودة من ذلك؟ وهل ينطبق القانون الموضوع مع واقع الماء ،نظرا لما تحدثه مجاري األنهار من تغيير في حدود العقارات؟ـ لدراسة الموضوع ارتأيت تقسيمه إلى فصلين على الشكل التالي: 0 الفصل األول :النظام القانوني للمياه وحمايتها اإلدارية 1 الفصل الثاني :ضوابط ونطاق الحماية الجنائية للملك العام المائي 2 الفصل األول 3 النظام القانوني للمياه وحمايتها اإلدارية 4 عرف المغرب تنظيم المياه منذ القدم وفق األعراف المحلية لكل منطقة ،ومع دخول اإلسالم إليه تم 5 إعادة تنظيم تدبيرها عبر أحكام الراجح والمشهور وما جرى به العمل في مذهب اإلمام مالك ،مع 6 االحتفاظ باألعراف المحلية غير المتناقضة معه ،وبذلك أصبح الماء دائرا بين الملكية العمومية 7 والملكية الخصوصية أو متأرجحا بينهما وال قيد عليه سوى عدم اإلضرار بالغير . 8 إن تنظيم الماء لم يصل إلى الصيغة الحالية إال بعد مروره بعدة مراحل ساهمت في نشأتها ونموها عبر 9 التاريخ عدة عوامل ،سياسية ،واقتصادية ،واجتماعية ،ودينية ،وبدخول االستعمار الفرنسي إلى 0 المغرب أصدرت سلطات الحماية عدة قوانين تنظيمية في هذا المجال منها منشور فاتح نونبر 1912 1 الذي حدد العقارات التي ال يمكن امتالكها أو تفويتها ،تاله صدور ظهير فاتح يوليوز 1914المنظم 2 للملك العمومي الذي عدد أمالك الدولة العامة ،ومنها الملك العام المائي ،وحفاظا على السلم واألمن 3 االجتماعيين ،ونظرا الرتباط المغاربة باألرض والماء فإن المشرع استثنى من األمالك العامة المائية 4 الحقوق التي تم االعتراف بها لألفراد من قبل اإلدارة. 5 وانطالقا من مبدإ عمومية الملك العام المائي ،فإن الخواص ال يمكنهم استعماله أو استغالله إال بعد 6 حصولهم على ترخيص من الجهاتـ المكلفة بالمحافظة عليه ،ويحدد الترخيص نطاق سريانه والتزامات 7 وحقوق المرخص له ،مع احتفاظ اإلدارة بحق سحبه كلما أخل المرخص له بشروط العقد ،من أهمها 8 استنزاف أو تلويث الماء. 9 ومن أجل تدبير ناجع للموارد المائية بالمغرب ،فإن قانون الماء أحدث مجموعة من المؤسسات للحفاظ 0 على هذه الموارد الحيوية ،سواء على الصعيد الوطني كالمجلس األعلى للماء والمناخ ،والمجلس 1 الوطني للبيئة ،أو على الصعيد الجهوي كوكاالت األحواض المائية ،والمركز الجهوي لالستثمار 2 الفالحي محددا اختصاصاتهاـ وطرق تدخلها. 3 وعملية التخطيط الستعمال الموارد المائية وحمايتها تكون إما عن طريق المخطط الوطني للماء الذي 4 يضع استراتيجية وطنية بعيدة المدى لتدبير الموارد المتواجدة على سطح األرض وفي باطنها وطنيا، 5 وإما عن طريق المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة الذي يقوم بتدبير الموارد المائية لوكالة الحوض 6 المائي بما فيها مصبات األنهار من أجل التأمين الكمي والكيفي للحاجيات الحاضرةـ والمستقبلية 7 لمستعملي الحوض. 8 فما هو المفهوم القانوني للملك العام المائي؟ وما هي تقسيماته في ظل الترسانة القانونية للمغرب؟ وما هي الوسائل اإلدارية التي أتى بها المشرع لحماية هذه الثروة الحيوية؟ لإلجابة على هذه األسئلة وغيرها سأقسم هذا الفصل إلى مبحثين: المبحث األول :مفهوم الملك العام المائي وتقسيماته المبحث الثاني :الطرق اإلدارية لحماية الملك العام المائي المبحث األول: مفهوم الملك العام المائي وتقسيماته إن شخصية الدولة المعنوية ال تحتاج إلى نص دستوري أو قانوني ليقررها ،فهي تتقرر تلقائيا وبالضرورة منذ أن تتمكن جماعة سياسية حاكمة من السيطرة على مجموعة من األفراد في إقليم محدد من أقاليم العالم ،ومن ثم فشخصية الدولة ركن من أركان وجودها وفقا لقواعد القانون الدولي العام، 0 وهي التي تضمن لها االستمرارية عبر القرون بصرف النظر عن أشكال الحكومات التي قد تتعاقب 1 عليها ،ومن ثم فال حاجة ألن يتضمن الدستور نصا على شخصية الدولة . 2 فاألمالك العامة للدولة محددة في ظهير فاتح يوليوز 1914المنظم للملك العام للدولة ،والتي تعتبر 3 عامة ال يسوغ ألحد تملكها باعتبارها مرصودة للمنفعة العامة ،سواء بفعل الطبيعة كاألنهار والشواطئ، 4 والتي تبقى مشاعة بين جميع األفراد ،أو نتيجة تدخل اإلنسان كالطرق والقناطر واألسواق وتم إلحاقهاـ 5 بأمالك الدولة العامة. 6 ومن المعلوم أنه ال يمكن ألحد أن يستغني عن الماء لكونه مصدر بقاء جميع المخلوقاتـ وبدونه تنعدم 7 الحياة ويصير مصير اإلنسان وباقي الكائناتـ الفناء ،والحاجة الماسة لهذه المادة الحيوية تجعلها ملكا 8 عاما للجميع ،ويأخذ الماء صفة العمومية من طبيعته ذاتها ،لكونه مخصصا الستعمال العموم ،وهذا ما 9 حدا بالمشرع المغربي إلى إدراجه ضمن األمالك العامة . 0 وفي هذا المجال حددت المادة الثانية من القانون رقم 10.95المتعلق بالماء األنهار الكبرى بالمغرب،ـ 1 وضفافها ،وحاالت تغيير مجرى النهر بفعل الطبيعة والفرضيات الواردة عليه ،كما حددت حقوق 2 المجاورين للنهر المهجور أو الجديد. 3 وبالنظر إلى الخاصية المتميزة للماء باعتباره سائال طبيعيا ،وارتباطه باألرض ،فقد ثار نقاش فقهي 4 وقضائي حول الطبيعة القانونية للماء ،بين من اعتبره منقوال ومن اعتبره عقارا ،واتجاه وسط ذهب إلى 5 اعتبار الماء الذي في باطن األرض أو مساال عليها يأخذ أحكام العقار ما لم تتدخل يد اإلنسان. 6 إذا كان المشرع حسم في مسألة الملكية العامة للماء،ـ فإن ذلك لم يمنعه من استثناء الحقوق المكتسبة من 7 هذا المجال ،فأقر لمن اعترفت له اإلدارة بهذا الحق ،وفق شروط محددة ،تملك الماء والتصرف فيه. 8 وسيتم في هذا المبحث التطرق إلى مفهوم الملك العام المائي ( المطلب األول) ،ونطاق تطبيق قانون 9 الماء واالستثناءات الوارد عليه ( المطلب الثاني ). 0 المطلب األول :مفهوم الملك العام المائي ونطاق تطبيقه 1 إن األمالك العامة مخصصة لتحقيق مصلحة عامة ،الشيء الذي يتطلب حماية خاصة ،وهذه الحماية أيا 2 كان وجهها ،إنما تدور مع تخصيص الملك للنفع العام ،بمعنى أنه متى زال هذا التخصيص فعال بقرار، 3 زالت مقتضيات الحماية القانونية ودخل الملك في نطاق الدومين الخاص وبالتالي يخضع ألحكام 4 القانون الخاص . 5 وقد كانت سنة 1914نقطة تحول متميز في الميدان الذي يهمنا ،وأعني بذلك نظام المياه والحقوق 6 المائية ،لكون هذه السنة هي التي شهدت ميالد أول نص قانوني رسمي حدد بموجبه المشرع المغربي 7 النطاق الموضوعي والمادي للملك العمومي للدولة ،والذي بموجبه أصبحت أصناف المياه جزءاً من 8 مكوناته ( فقرة أولى ). ومن المقتضياتـ التي جاء بها قانون الماء ،إقراره ألحكام االلتصاق الطبيعي كسبب من أسباب كسب الملكية بسبب التغيرات الطبيعية لألنهار والتي ال دخل ليد اإلنسان فيها ،سواء باتساع ضفاف األنهار أو تقلصها ،أو هجر النهر لمجراه الطبيعي واتخاذه لمجرى جديد (فقرة ثانية ). الفقرة األولى :مفهوم الملك العام المائي إن التعامل القانوني مع المياه في المغرب ليس حديث العهد ،فهو قديم جدا وفي ارتباط وثيق مع ممارسة األنشطة الزراعية ،وقد تجلت مظاهره األولى في األعراف والمعاهدات التي كانت تتم بين القبائل حول العيون والخطارات مما راكم عددا من الوثائق التي تنظم االستفادة من الماء وتوزيع الحصص وفقا لألعراف المحلية وأحكام الفقه اإلسالمي ،واستمر هذا الوضع إلى أن دخلت الحماية إلى المغرب حيث أعادت بلورة اإلطار القانوني للمياه (أوال) ،مما أعطى لقانون الماء مميزات خاصة 0 به (ثانيا). 1 أوال :اإلطار القانوني للماء 2 دخلت فرنسا إلى المغرب بواسطة معاهدة 30مارس ،1912وكان من بين أهدفها السيطرة على 3 األرض الفالحية عبر التحكم في مصادر الثروة المائية ،وبذلك أصدرت منشور فاتح نونبر 1912الذي 4 حدد العقارات التي ال يمكن امتالكها أو تفويتها ،من ضمنها موارد الماء العمومية ،وفي هذه المرحلة 5 طرحت فكرة التوفيق بين المصلحة الخاصة للمالك الخواص من المغاربة ،والمصلحة العامة المرتبطة 6 بمصالح الدولة المستعمرة ،كما طرحت أفكاراً تدعو إلى تبني نظام حرية الملكية الخاصة للمياه ،بينما 7 ذهب رأي آخر إلى تبني الملكية العامة للمياه بشكل مطلق دون مراعاة حقوق الخواص . 8 وباعتبار أسبقية تنظيم المستعمر الفرنسي للملكية العامة للماء في الجزائر وتونس َ ،خلُصت األشغال 9 وض ُح بشكل جلي رغبة المشرع في التحضيرية لظهير فاتح يوليوز 1914وما رافقها من نقاشات تُ ِ 0 تبني مشروع مناسب للحالة المحلية ،إلى اعتبار الماء ثروة ال يجب أن تترك للمنافسة الحرة بين 1 الخواص ،وإصدار المشرع لهذا الظهير ما هو إال وجه من أوجه الحداثة التي استهدفت الجانب 2 الهيكلي أو الشكلي للقانون المغربي التقليدي أو العتيق 3 إن تطبيق مبدأ الملكية العامة للماء جاء بشكل تدريجي ،توج بصدور ظهير فاتح يوليوز 1914المنظم 4 للملك العام للدولة الذي جاء في الفصل األول منه على أنه ”:تدخل في عدد األمالك العمومية األمالك 5 اآلتية وهي: 6 أوال :شاطئ البحر الذي يمتد إلى الحد األقصى من مد البحر عند ارتفاعه مع منطقة مساحتها ستة أمتار 7 تقاس من الحد المذكور، 8 ثانيا :األخلجة والمراسي واألموان وملحقاتها،ـ 9 ثالثا :المنارات والفنارات والعالمات التي توضع لإلنذار بالخطر وكافة األعمال المعدة لإلضاءة 0 واإلنذار بالمخاطر في الشواطئ وملحقاتها، 1 رابعا :مجاري المياه مهما كان نوعها مع منابعها، 2 خامسا :اآلبار المعروفة االرتوازية والتي يفجر منها الماء وأيضا اآلبار والمواد العمومية، 3 سادسا :البحيراتـ الكبيرة والصغيرة والمستنقعات والسباخ، 4 سابعا :الترع التي تسير فيها المراكب والتي تستعمل للري أو التي تجفف وتعتبر أشغاال عمومية…” 5 وبالرجوع إلى الفصلـ األول المشار إليه آنفا يالحظ أن المشرع المغربي لم يعط تعريفا واضحا لألمالك 6 العمومية ،بل اكتفى بتحديدها ،معتمدا على فكرة االستعمال من طرف الجميع ،فإرادة المشرع اتجهت 7 إلى تحديد نطاق سريان قواعد الملك العام للدولة ،وذلك عبر تحديده لتمظهرات هذا الملك مما هو مشاع 8 بين أفراد األمة ،بحيث ال يحق ألحد أن يتملك واحدة من مكونات الملك العمومي المذكور في الفصل السابق ،فاستبعاد التملك واالنفراد الخاص باالستفادة الشخصية دليل على عمومية تلك األراضي ،وهذا ما أكده االجتهاد القضائي المغربي . إثر ذلك صدر ظهير 28يوليوز 1918المتعلق بالملك القروي الذي اعتبر المياه التي يشربها الناس أو التي هي معدة لتوريد الماشية وكذلك األجهزة المعدة لذلك ضمن الملك العمومي . إال أن تعديل الفصل األول من ظهير فاتح يوليوز 1914المنظم للملك العام للدولة بمقتضى ظهير 8 نونبر 1919اعتبر المياه أينما وجدت وعلى أي صفة كانت ملكا عموميا ما عدا مياه األمطار المستغلة مباشرة أو التي وقع تجميعها في خزانات اصطناعية ،فلم يكتف المشرع بإدخال المياه ضمن الملكية العمومية بل تعدى ذلك إلى ضم األراضي التي توجد عليها هذه المياه ضمن الملك العام حتى ولو كانت هذه األراضي غير مغطاة بالمياه بشكل دائم ،كما هو الشأن بالنسبة للبحيرات التي تنشأ في فصل الشتاء 0 وتجف في فصل الصيف . 1 لكن ندرة المياه وقلتها في أغلب المناطق بسبب الجفاف ،وارتكاز النظام االجتماعي في المغرب على 2 الفالحة ،جعال الدولة تتدخل بغية فرض نوع من االستغالل المشترك للماء ،حيث أصدرت ظهير فاتح 3 غشت 1925في شأن نظام المياه ،الذي حدد المعايير واألنظمة التي يجب العمل بها الستغالل الماء 4 بالمغرب ،وقرر أنه ال يجوز ألي كان استغالل المياه إال بموجب رخصة أو امتياز . 5 ثانيا :خصوصياتـ قانون الماء 6 من خالل قراءة قواعد قانون الماء ،يمكن ذكر بعض خصائصه: 7 .1قانون الماء فرع من فروع القانون العام: 8 يعتبر قانون الماء أحد فروع القانون العام ،لكونه ينظم العالقة بين اإلدارة واألفراد ،كما أن حمايته 9 تدخل في إطار المصلحة العامة ،ويكتسب صفة العمومية بشكل طبيعي لكونه مخصصا بطبيعته 0 للمصلحة العامة دون تدخل من جانب اإلنسان ،مثل شواطئ البحار ومجاري األنهار ،فالطبيعة هي 1 التي هيأت ذلك النوع من األموال لكي يكون محققا للنفع العام دون أن يكون لإلنسان يد في ذلك، 2 وبالتالي ال حاجة لصدور قرار من اإلدارة العامة العتباره ماال عاما ،وإذا صدر القرار فهو كاشفا 3 لحقيقة قائمة وليس منشئا لها .أما المال الحكمي ،فهو مال هيأه اإلنسان وخصصه لتحقيق المنفعة العامة 4 كالجسور والسكك الحديدية وغيرهما ،وذلك بصدور قرار صريح أو ضمني في ذلك . 5 .2قانون الماء قانون ذو طابع إداري: 6 وذلك لكون أحد موضوعات القانون اإلداري تحديد الخدمات التي تؤديها السلطة التنفيذية للجمهور، 7 فالحكومة هي التي تشرف على تسيير العمل في كافة المرافق العامة للدولة ،فهي التي تتولى تنظيم 8 مرفق رجال األمن وكافة مرافق الخدمات االجتماعية األخرى كالتعليم و الصحة والمواصالت ، 9 وتحقيق المصلحة العامة من طرف السلطة العمومية أو على األقل تحت إشرافها ،ال ينال من صفتها 0 هذه تحقيقها لبعض الربح ،ألن مثل هذه األرباح إنما هي نتيجة قانونية تتصل بتسيير وإدارة هذه 1 المرافق ،ومنها المياه وما يتعلق تدبيرها. 2 .3قانون الماء قانون إلزامي: 3 تعتبر نصوص قانون الماء آمرة ،وهذا يتضح بشكل جلي من خالل استعمال المشرع لعبارات تفيد 4 الوجوب واإللزام كاألمر والنهي ،مثل ما جاء في : 5 – المادة ” 10يجب على مالكي الحقوق المكتسبة…” 6 – المادة ″11ال يمكن تفويت أو كراء عقارات فالحية”.. 7 – المادة ″12يمنع ما يلي…” 8 – المادة ″27يجب أن يصرح بكل جلب للماء…” الفقرة الثانية :نطاق تطبيق قانون الماء حافظ القانون 10.95المتعلق بالماء على جميع المكونات الواردة في ظهير فاتح يوليوز 1914المعدل بمقتضى ظهير فاتح غشت ،1925وفي هذا اإلطار وضع المشرع الئحة شاملة لمكونات الملك العام المائي وذلك بموجب المادة الثانية من قانون الماء حيث نصت على أنه ” يدخـل في عداد الملك العام المائي بمقتضى هذا القانون ما يلي : أ -جميع الطبقات المائية ،سواء كانـت سطحية أو جوفية ،ومجاري المياه بكل أنواعها والمنابع كيفما كانت طبيعتها ؛ ب -البحيـراتـ والبـرك والسبخـات وكذا البحيـراتـ الشاطئية والمستنقعات المالحة والمستنقعات مـن كل األنواع التي ليس لها اتصال مباشر مع البحر .وتدخل في هذه الفئة القطـع األرضيـة التي بدون أن 0 تكون مغمـورة بالميـاه بصفـة دائمة ال تكون قابلة لالستعمال الفالحي في السنوات العادية ،نظرا 1 إلمكانياتها المائيـة ؛ 2 ج -اآلبار االرتوازية واآلبـار والمساقي ذات االستعمـال العمومي المشيدة من طرف الدولة أو لفائدتها 3 وكذلـك مناطـق حمايتها المحددة بمقتضيات تنظيمية .وتتكون هـذه المناطق مـن منطقة مباشرة تضـم 4 إلى الملك العـام المائي ،وعنـد االقتضـاءـ من منـطقتين إحداهما قريبة واألخرى بعيدة ال تخضعان إال 5 لالرتفاقاتـ ؛ 6 د -قنـوات المالحـة والـري والتطهيـر المخصصـة الستعمال عمومي وكذلك األراضي الواقعة في 7 ضفافهـا الحـرة والتـي ال يجـب أن يتجـاوز عرضها خمسة وعشرين مترا لكل ضفة حرة ؛ 8 ه -الحـواجـز والسدود والقناطر المائية وقنوات وأنابيب الماء والسواقـي المخصصة الستعمال عمومي 9 من أجل حماية األراضي من المـياه،ـ والـري وتزويـد المـراكز الحضرية والتجمعات القروية بالماء أو 0 الستخدام القوى المائية ؛ 1 و -مسيل مجـاري الميـاه الدائمـة وغير الدائمـة وكـذلك منابعـها ومسيل السيول التي يترك فيها سيالن 2 المياه آثارا بارزة ؛ 3 ز -الحافـات إلى حـدود المستـوى الذي تبلغه ميـاه الفيضان والتـي تحـدد نصوص تنظيمية تواترها 4 بالنسبة لكل مجرى ماء أو مقطع منـه ،وكذا كل المساحات المغطـاة بمد يبلغ معامله 120في أجزاء 5 مجاري الماء الخاضعة لتأثير هذا المد ؛ 6 ح -الضفاف الحرة انطالقا من حدود الحافاتـ : 7 – بعرض ستة أمتار على المجاري المائية ،أو مقاطع المجاري المائيـة التالية :ملوية من مصبه إلى 8 منابعه ،سبو من مصبه إلى منابعه ،اللوكوس من مصبه إلى منابعه ،أم الربيـع من مصبه إلى منابعه، 9 وأبو رقراق من مصبه إلى سد سيدي محـمد بن عبد هللا ؛ 0 – بعرض مترين على المجاري المائية أو مقاطع المجاري المائية األخرى”. 1 ويالحظ أن المشرع قد استعمل مصطلح المياه القارية في قانون 11.03المتعلق بحماية واستصالح 2 البيئة وهو مصطلح لم يسبق استعماله في ظهير ،1914كما لم يستعمله في القانون رقم 10.95المتعلق 3 بالماء ،حيث اقتصر المشرع آنذاك على استعمال مصطلح الماء أو الملك العام المائي أو الموارد المائية 4 . 5 وسأقتصر في هذه الفقرة على الحديث عن نطاق الملك العام المائي في حالة تغيير مجرى النهر ،والذي 6 يحدث بفعل الطبيعة وبدون تدخل اإلنسان ،كأن يغير نهر من األنهار مجراه أو يتخذ مجرى جديدا له 7 وذلك طبقا للمادتين الثالثة والرابعة من القانون 10.95المتعلق بالماء. 8 الحالة األولى :التغيير في مجرى النهر. حدد البند(ح) من المادة الثانية من قانون 10.95حدود الحافاتـ بالضفاف الحرة بعرض ستة أمتار على المجاري المائية أو مقاطع المجاري المائية التالية :ملوية من مصبه إلى منابعه ،سبو من مصبه إلى منابعه ،اللوكوس من مصبه إلى منابعه ,وأبو رقراق من مصبه إلى سد سيدي محمد بن عبد هللا. وتبدأ هذه الضفاف الحرة من آخر حد تصل إليه مياه النهر الجارية عند امتالئها وقبل الفيضان،ـ فإذا كان التغيير في المجرى حصل نتيجة فيضان مياه النهر وأدى إلى غمر قسم من الضفافـ الحرة، فأصبح عرض تلك الضفاف أقل من الحد الذي عينه القانون فيجب أن يضم جزء من األراضي المجاورة إلى ما تبقى من الضفة القديمة إلى أن يصل عرضها الحد المذكور . أما باقي األنهار أو المجاري المائية أو مقاطع المجاري كما سماها المشرع في المادة الثانية(ح)2- فعرضها متران. 0 ويضم إلى الملك العام المائي مع الضفاف الحرة التي يشملها المسيل الجديد الذي يشقه المجرى المائي 1 بشكل طبيعي ،وتكتسب األمالك الخاصة صفة العمومية بتخصيصها للمنفعة العامة ،ويتم ذلك بفعل 2 الطبيعة . 3 أما إذا جرى التعديل نتيجة انحصارـ مياه النهر ،وأدى إلى التحاق جزء المجرى الذي هجرته المياه 4 بالضفاف الحرة ،بحيث زاد عرضها عن الحد القانوني فإنه يُ ْقتَط ُع من هذه الضفافـ جز ٌء يوازي 5 عرضه الجزء الذي التحق بها ،ويعطى هذا الجزء المقتطع بدون مقابل لصاحب األرض المجاورة 6 للمجرى ،حيث جاء في الفقرة الثانية من المادة الثالثة من القانون رقم 10.95المتعلق بالماء أنه” في 7 حالة تقدم المياه ،تسلم المنطقة المذكورة مجانا للمالك المجاور إذا أثبت ملكيته لها قبل أن تغطيها المياه 8 شريطة احترام االرتفاقاتـ الناتجة أو التي قد تنتج عن العرف أو عن القوانين واألنظمة” ،وهكذا تصبح 9 ملكية العقاراتـ المتاخمة لمجاري األنهار المتأرجحة بين الدولة واألفراد بحسب ارتفاع وانخفاض 0 مستوى المياه في النهر على مدار السنة . 1 الحالة الثانية :اتخاذ النهر مجرى جديدا له. 2 عالج المشرع أحكام هذه الحالة في المادة الرابعة من القانون رقم ،10.95فإذا اتخذ النهر مجرى جديدا 3 بحيث صار يجري في أرض جديدة بفعل الطبيعة وبدون تدخل اإلنسان ،فإن المجرى الجديد والضفاف 4 الحرة التابعة له تلحق بأمالك الدولة العامة فتنزع ملكيتها الخاصة من المالكـ السابق لها . 5 وأرى أن نزع الملكية المتحدث عنه ال يكون وفق القانون رقم 7.81واإلجراءاتـ والمساطر المتبعة 6 فيه ،بل هو نزع تلقائي بحسب تمدد مياه النهر. 7 أما تعويض أصحاب األرض التي اخترقها المجرى الجديد والضفاف الحرة التابعة له فينبغي التمييز 8 فيه بين فرضيتين: 9 الفرضية األولى: 0 إذا لم تهجر المياه كلية المسيل القديم ،وظلت جارية به ،فإن المشرع حرم مالكي العقارات التي يخترقها 1 المسيل الجديد من أي تعويض .ويبدو أن هذا المقتضى مجحف في حق أصحابـ العقاراتـ التي 2 سيشغلها المجرى الجديد ،على اعتبار أن المسيل الجديد سيحرمهم من جزء من أرضهم ،وكان على 3 المشرع بدل التنصيص في آخر الفقرة الثانية من المادة الرابعة على حرمان مالكي العقارات من 4 التعويض ،أن يحيل على مقتضيات الفصل 41من قانون نزع الملكية ألجل المنفعة العامة واالحتالل 5 المؤقت الذي ينص على أنه” إذا كان االستعجال يقتضي أن تضم لفائدة الدولة بعض الموارد المائية 6 قصد القيام بإعداد شامل نص مقرر إعالن المنفعة العامة على هذا االستعجال وعين في نفس الوقت 7 الحقوق المائية التي تقتضي بالتخلي عنها 8 ويمكن اإلذن بموجب هذا المقرر في حيازة الحقوق المائية المذكورة حاال أو آجال ،وفي هذه الحالة يجب على اللجنة المكلفة عند تعذر االتفاق بالمراضاةـ أن تقوم بتقديم التعويضات داخل أجل شهرين يبتدئ من تاريخ نشر مقرر إعالن المنفعة العامة ،وتطبق بعد ذلك المسطرة المنصوص عليها في الفصل 18وما يليه. يدفع التعويض عن نزع الملكية طبقا ألحكام الفصل 29وما يليه بعد أن يسقط المبلغ الذي قبضه المنزوع ملكيته. ”.. الفرضية الثانية: إذا تخلى النهر عن مجراه القديم ،وأخذ له مجرى جديداً فالحكم يكون كالتالي: أ -إذا كان المجريان القديم الذي هجرته المياه والجديد يقعان في أرض لمالك واحد ،تعطى لهذا األخير أرض المجرى القديم وضفافه وتزول عنه صفة الملك العام وتسلم له مجانا ،وذلك تعويضا عينيا له 0 مقابل األرض التي فقدها في المجرى الجديد والتي أصبحت من األمالك العامة . 1 أما إذا كان المجرى القديم يقع في أرض مملوكة لشخص غير المالك لألرض التي يقع المجرى الجديد 2 فيها ،فإن صفة الملك العمومي تزول عن المجرى القديم ،ويمكن للمالكين اكتساب ملكيته عن طريق 3 الحق في الشفعة بالنسبة لكل واحد منهم إلى حدود المسيل القديم بعد استيفاء اإلجراءات القانونية ،حيث 4 يحدد ثمن المسيل القديم من قبل خبراء يعينهم رئيس المحكمة المختصة بطلب من اإلدارة ،وإذا لم 5 يصرح المالكون المجاورون للنهر عن نيتهم في االكتساب باألثمنة المحددة من قبل الخبراء،ـ في ظرف 6 ثالثة أشهر من اإلشعار الموجه من قبل اإلدارة ،فإنه يتم بيع المسيل القديم وفق القواعد التي تحدد بيع 7 األمالك الخاصة للدولة . 8 ويحدد حسب الفقرة الرابعة من المادة الرابعة السالفة الذكر ثمن المسيل القديم من قبل خبراء يعينهم 9 رئيس المحكمة المختصة أو بطلب من اإلدارة ،والرئيس المختص هو رئيس المحكمة االبتدائية التي 0 يوجد بها المسيل القديم ،وإذا ما وجد – المسيل القديم – في دائرة اختصاص أكثر من محكمتين فأظن 1 أنه ينعقد للتي بها أكبر جزء منه. 2 وبخصوص مسطرة التعويض فإنه “وإذا لم يصرح المالكون المجاورون للنهر عن نيتهم في االكتساب 3 باألثمان المحددة من قبل الخبراء ،وفي ظرف ثالثة أشهر من اإلشعار الموجه إليهم من قبل اإلدارة. 4 فانه يتم بيع المسيل القديم وفق القواعد التي تحدد بيع األمالك الخاصة للدولة 5 ويوزع الثمن الناتج عن البيع على مالك األراضي التي يحتلها المجرى الجديد كل بحسب نسبة قيمة 6 األرض التي فقدها ،وذلك على سبيل التعويض . 7 وتجدر اإلشارة إلى أن نطاق الملك العام المائي يقف عند حقوق الملكية أو االنتفاع أو االستعمال التي تم 8 اكتسابها بصفة قانونية على الملك العام المائي قبل صدور ظهير فاتح يوليوز 1914في شأن األمالك 9 العمومية وظهير فاتح غشت 1925المتعلق بجعل ضابط المياه ،والتي أودع أصحابها لدى اإلدارة 0 مطالب تستند إلى وجودها داخل أجل خمس سنوات تبتدئ من صدور القانون رقم 10.95إذ أنه 1 بانقضاء هذا األجل ال يمكن ألي أحد أن يدعي أي حق على الملك العام المائي . 2 المطلب الثاني :الطبيعة القانونية لحقوق الماء 3 إذا كان الماء في مفهومه اللغوي يعتبر مادة سائلة ال لون لها وال رائحة ،فمن خصائص هذه المادة أنها 4 متنقلة ،لكن هذه الخاصية الطبيعية ال يمكن أن تسعفنا في تحديد طبيعته القانونية ،ذلك أن المفهوم 5 القانوني للماء يختلف تمام االختالف عن المفهوم اللغوي واالصطالحي . 6 وهذا ما يدفع إلى طرح التساؤل التالي :هل يمكن اعتبار الماء منقوال تسري عليه األحكام الخاصة 7 باألموال المنقولة؟ أم يعد عقارا تطبق بشأنه مقتضيات األموال العقارية ( فقرة أولى). 8 وباعتبار الماء ملكية عامة حسب مختلف القوانين الصادرة في هذا الشأن ،فهل القاعدة مطلقة أم ترد عليها استثناءات؟ـ ( فقرة ثانية). الفقرة األولى :الطبيعة القانونية للماء حدد المشرع المغربي في المادة السادسة من مدونة الحقوق العينية العقارات بطبيعتها ،إال أنه لم يوضح في قوانين الماء بشكل صريح الطبيعة القانونية للماء،ـ بيد أن الفقه اهتدى إلى مجموعة من المبادئ التي من شأنها توضيح قصد المشرع. -1السند التشريعي يتضح من أحكام الفصل السادس من ظهير 2يونيو“ 1915الملغى” أن العقاراتـ بطبيعتها في التشريع المغربي هي األراضي والبنايات والمنشآت المثبتة والمرساة ببناء واألغراس المثبتة بجذورها في األرض . 0 وهذا ما أكدته المادة السادسة من مدونة الحقوق العينية بشكل صريح إذ نصت على أن“ :العقار 1 بطبيعته هو كل شيء مستقر بحيزه ثابت فيه ال يمكن نقلـه من دون تلف أو تغيير في هيئته ” . 2 أما المنقول فلم يرد له تعريف في التشريع المغربي ،وقد عرفه األستاذ مأمون الكزبري بأنه كل شيء 3 يمكن نقله من مكان إلى آخر بدون تلف ،سواء تحرك بنفسه كالحيوان أو بفعل قوة خارجية كالجماد، 4 شريطة عدم رصده الستغالل عقار . 5 يستفاد مما سبق أن العقارات هي األشياء الثابتة و المستقرة في مكانها و التي ال يمكن نقلها بدون تلف، 6 وإذا طبقنا هذا المعيار على الماء الذي يعتبر محال لحقوق المياه ،فإنه من حيث مادته وطبيعته قابل 7 للتنقل من مكان آلخر دون تلف ،فالماء في تركيبته الطبيعية مادة سائلة تقبل النقل دون تلف ،فهل يمكن 8 والحالة هاته اعتبار الماء منقوال ؟ 9 -2موقف القضاء والفقه 0 لقد أضفى القضاء المغربي في عهد الحماية الطبيعة العقارية على المياه ،عندما قرر بأن الحقوق 1 الواردة على الماء هي حقوق عينية عقارية ولو لم يتم تحديدها من الناحية اإلدارية بعد ،ولم ترتبط 2 بعقار معين بذاته ،مادامت تمثل في حقيقتها جزءا من أمالك الدولة العامة ،حيث اعتبرت محكمة 3 االستئناف بالرباط أن حقوق المياه حقوقا عينية عقارية ولو لم يتم االعتراف بهذه الحقوق بصفة 4 قانونية ،وأن عدم ارتباطها بعقار معين ال يفقدها هذه الصفة لكونها جزءا من الملك العام. 5 ويرى أحد الباحثين أن تكييف محكمة االستئناف بالرباط استند على فكرة الملكية العامة للماء ،وأن كل 6 المياه هي ملك عام للدولة ألنها جزء ال يتجزأ من العقار الذي يعتبر في أساسه ملكا عموميا( الدومين 7 العام) .وحتى إن كانت غير مندمجة في عقار عمومي بصفة مباشرة فإنها تعتبر كذلك حقوقا عينية 8 عقارية ،إال أن هذا التكييف يمكن أن يكون مقبوال حالة اندماج المياه في الدومين العام ،أما إذا كانت 9 مندمجة في ملك خصوصي فان حقوق المياه لن تستمد طبيعتها العقارية من الدومين العام بل انطالقا 0 من اندماجها في العقار الخاص ،وسبب هذا التكييف غير الدقيق هو هيمنة الفكر االستعماري الذي كان 1 يحاول اعتبار المياه ملكا عموميا حتى تتمكن الدولة االستعمارية من الهيمنة على الثروة المائية وتثبيت 2 أقدامها وتحقيق مصالحهاـ وأطماعها. 3 إال أنه بعد االستقالل تبنى القضاءـ المغربي تكييفا مغايرا ،إذ اعتبر أن الطبيعة العقارية لحقوق المياه 4 تجد أساسها في التصاقها واندماجها في العقار الذي ترد عليه ،وهو ما يستشف من أحد األحكام 5 الصادرة عن المحكمة االبتدائية بكلميم الذي جاء فيه” إن المدعى عليه كان له الحق في التمسك بالحوز 6 والملك المذكور إذ لم يدل بأية حجة وذلك تماشيا مع القاعدة المقررة بقرار المجلس األعلى المتمسك 7 به ،أما والحالة أن المدعين قد أدلوا برسم قسمة يفيد تملكهم لسبع طاسات وربع بنوبة الخميس بعين 8 ووغيست يجعله ملزما بإثبات سند حيازته وتواجده بعين الماء المذكورة”. إن استخدام هذا الحكم لعبارة “حيازته وتواجده بعين الماء” تفيد أن هذا الحق ذو طبيعة عقارية. أما الفقه فانقسم إلى ثالث اتجاهات بخصوص الطبيعة القانونية لحقوق الماء . حيث يرى االتجاه األول بأن حقوق المياه ترد على مادة تستهلك بمجرد االستعمال ،في حين أن الحقوق األخرى ،كالحقوق العرفية اإلسالمية ترد على عقارا ال يستهلك بمجرد االستعمال ،واعتبر الفقيه صونيه ” ” Sonnierأن التوجه الذي أعطى الصفة العقارية للماء ولحقوق المياه غير مبني على أساس صحيح وسليم ،ألن الماء منقول وليس عقارا بالنظر إلى طبيعته المتحركة. أما االتجاه الثاني فانقسم إلى رأيين حيث يرى الرأي األول أن حقوق المياه مبهمة وغير واضحة إذا لم تكن واردة على عقار محفظ ومقيدة في الرسم العقاري،ـ وأن هذه الحقوق تصبح ذات طبيعة عقارية بمجرد تقييدها في الرسم العقاري ،أما الرأي الثاني من هذا التوجه فاعتبر أن حقوق المياه حقوق عينية 0 عقارية أيا كانت طبيعة العقار الذي ترد عليه. 1 وذهب االتجاه الثالثـ إلى أن الماء ذو طبيعة عقارية على اعتبار أن األرض تشمل ما فوقها وما تحتها، 2 ومن ثم فالمياه الموجودة في باطن األرض وتلك المنسابة على السطح تعد عقارات بطبيعتها مادامت يد 3 اإلنسان لم تمتد إليها وتعزلها عن مكانها الطبيعي ،ويصير الماء منقوال بعد فصله عن األرض ،ألن 4 هذه األخيرة في الحقيقة هي التي تضفي عليه الصبغة العقارية فيتحول بذلك إلى منقول بطبيعته ،مثله 5 في ذلك مثل المقالع والمناجم ،والقاعدة السالفة – حسب هذا االتجاه – تستفاد ضمنيا من الفصل 11من 6 ظهير 02يونيو 1915الملغى – المادة 15من مدونة الحقوق العينية – حيث جاء فيها أن” ملكية 7 األرض تشمل ما فوقها وما تحتها إلى الحد المعني في التمتع بها إال إذا نص القانون أو االتفاق على ما 8 يخالف ذلك”. 9 ويظهر أن التوجهين األول والثاني منتقدان ،على اعتبار أن المعيار الذي أخذ به االتجاه األول هو 0 معيار كالسيكي يميز بين المنقول والعقار ،وقد أصبح متجاوزا مع تبني تكييف المنقول المخصص 1 لخدمة العقار بأنه عقار بالتخصيص .أما التوجه الثاني فيعاب عليه حصره الصفة العقارية للماء على 2 الحقوق المقيدة بالرسم العقاري،ـ دون اعتبار الحقوق الواردة على العقار غير المحفظ ،وأرى أن موقف 3 األستاذ الكشبور حري بالتأييد النسجامه مع طبيعة حقوق المياه التي ترد على العقاراتـ بطبيعتها من 4 جهة ،ومع ما ورد في المادة 16من مدونة الحقوق العينية من جهة أخرى ،كما أن الفصل 41من 5 القانون رقم 7.81المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة وباالحتالل المؤقت ينص على أنه” إذا 6 كان االستعجال يقتضي أن تضم لفائدة الدولة بعض الموارد المائية قصد القيام بإعداد شامل نص مقرر 7 إعالن المنفعة العامة على هذا االستعجال وعين في نفس الوقت الحقوق المائية التي يقضى بالتخلي 8 عنها” ،ومعلوم أن نطاق هذا القانون هو العقار ،وتبنى المشرع للصفة العقارية للماء وفر لهذا العنصر 9 حماية قانونية هامة ،سواء من حيث خضوع حقوق المياه للتقسيم الذي يعرفه العقار ،أو من حيث 0 الحماية المقررة لكل واحد سواء كان محفـظــا أو غير 1 محفظ ،وبذلك يستفيد من الحماية المدنية والجنائية . 2 الفقرة الثانية :تقسيم حقوق الماء 3 القاعدة في التشريع المغربي الحاليـ أن المياه تمثل من حيث طبيعتها القانونية جانبا هاما من أمالك 4 الدولة العامة ،غير أن المشرع حافظ صراحة للخواص على الحقوق المكتسبة العائدة لهم قبل إعالن 5 تلك المنفعة. 6 وسأتناول في هذه الفقرة المياه كأمالك عامة للدولة (أوال) واالستثناءات الوارد عليها (ثانيا). 7 أوال – المبدأ :الماء ملك عام 8 اقتفى المشرع المغربي أثر الظهائر السابقة صراحة حين تبنى الملكية العامة للماء في الفقرة األولى من المادة األولى من القانون رقم 10.95حيث نصت على أن” الماء ملك عام ،وال يمكن أن يكون موضوع تملك خاص مع مراعاة مقتضيات الباب الثاني بعده”. وحسنا فعل المشرع عندما لم يعرف الماء،ـ وذلك لصعوبة إعطاء تعريف جامع مانع للماء من جهة، ولكون التعاريف من اختصاص الفقه من جهة أخرى ،فاقتصر على ذكر ما يدخل في عداد الملك العام المائي في المادة الثانية من نفس القانون. ونظرا لألهمية البالغة للماء باعتباره مصدر كل شيء وأصله ،لم يبخل الفقهاءـ في تنوير العموم بالتصدي للنوازل المعروضة عليهم ،وبيان حقوق الجماعة في الماء باعتباره ملكا مشتركا انطالقا من الحديث النبوي الشريف” الناس شركاء في ثالث“ :الماء والكأل والنار” ،أظن أن تخصيص الحديث لعبارة الناس يحمل العديد من المعاني ،إذ لم يقتصر الخطاب على المسلمين أو أهل الكتاب بل جاء 0 التعبير مطلقا يفيد كل إنسان مهما كان عرقه أو لونه أو دينه . 1 وما يستفاد من تنصيص المشرع المغربي والفقه اإلسالمي على الملكية العامة للماء ،هو كون هذه 2 المادة عصب الحياة ،وال يمكن أن تستمر بدون الملكية المشتركة لها. 3 ثانيا -االستثناء :الماء ملك خاص 4 أقر الشارع أن الماء مشترك بين الناس يتقاسمون االنتفاع به بما ال يضر بعضهم بعضا ،إال أنه إذا علم 5 وثبت تملكه ألحد فهو أحق به ،ومع دخول الحماية للمغرب وقرارها جعل الماء ملكا عاما للدولة ،فإن 6 هذا القرار – إعالن مبدأ الملكية العامة للمياه -بصورة مفاجئة قد يثير غضب وثورة األهالي األصليين 7 أصحاب األرض ،وأصحاب المياه الحقيقيين ،خاصة أن هذا العنصر يمثل المصدر الرئيسي للحياة 8 بالنسبة إليهم جميعا ،وأن المساس به قد يشكل خطرا كبيرا على المستعمر نفسه ،فتقرر استثناء هام 9 على هذا المبدأ تمثل في عدم سريانه على الحقوق المكتسبة من طرف األهالي .فحقوق الملكية 0 واالستنفاع واالستعمال المكتسبة بكيفية متنوعة على األمالك العامة قبل دخول هذا الظهير حيز التنفيذ 1 تظل سارية . 2 وقد خص القانون رقم 10.95المتعلق بالماء الباب الثاني للحقوق المكتسبة على الملك العام المائي ،إذ 3 نصت المادة السادسة منه على أنه ” يحـتفظ بحقوق الملكيـة أو االنتفاع أو االستعمال التي اكتسبت 4 بصفة قانونية على الملك العام المائي قبل صـدور الظهيـر الشريف الصادر في 7شعبان ( 1332فاتح 5 يوليوز )1914في شـأن الملك العام والظهير الشريف الصادر في 11محـرم ( 1344فـاتـح غشت 6 )1925في شأن نظام المياه كمـا وقع تغييرهما وتتميمهما أو قبل تـاريـخ استرجاعها من طرف المملكة 7 بالنسبة للمناطق التي ال يطبق فيها هذان النصان”. 8 إن أغلب مدونات الماء في العالم تجعل الماء ملكا عموميا ال يجوز حجزه وال التصرف فيه وال ادعاء 9 اكتساب ملكيته بالتقادم .إال أن قانون 10.95ترك بعض االستثناءاتـ الناتجة عن استعمال بعض المنابع 0 أو السواقي التي تضمنها قوانين الحق في االستعمال . 1 ومسألة االعتراف بالحقوق المكتسبة على الملك العام المائي تكون بعد تحقيق تجريه اإلدارة من تلقاء 2 نفسها ،أو بطلب من المعني باألمر وأخذ رأي وزارة الداخلية صاحبة المصلحة في ذلك ،وتملك الدولة 3 للماء يبقى مجرد قرينة بسيطة يمكن إثبات عكسها من جانب صاحب المصلحة في ذلك ،أي إثبات 4 وجود حقوق عينية خاصة على ما اعتبره ذلك التحديد داخال في نطاق الملك العام ،وهذه القرينة تستفاد 5 صراحة من مقتضيات التشريع المغربي نفسه ،وهو ما أكده حكم للمحكمة االبتدائية بالحسيمة حيث 6 نص على أنه ” :لما كان األمر يتعلق بدعوى استحقاقية منصبة على منبع مائي فإن استحضار 7 مقتضيات الظهير الشريف الصادر بتاريخ يوليوز 1914مسألة الزمة ،وهذه المقتضياتـ تعطي في 8 مادته األولى بأن الماء ملك عمومي ،بما في ذلك العيون ومنابع األنهار والمياه الجوفية ،وال يستثنى من ذلك إال ما ثبت أنه كان قبل صدور هذا الظهير مملوكا ملكية خاصة ألصحابه ،وهم في ذلك حجة تامة وثابتة أقرتها مراسيم صادرة لفائدتهم على وزارة األشغال العمومية ،فهذه المراسيم وحدها هي منطلق الحقوق بالنسبة لتلك المياه منها في ذلك رسم التحفيظ ،وفي المقابل فإن كل شخص لم يتبع هذه اإلجراءات ولم تعترف له وزارة األشغال العمومية بملكيته لحق مائي ال يعتبر مالكا له ،فوزارة األشغال العمومية هي اإلدارة المختصة بإدارة استغالل المياه العامة ،وهي التي تمنح التراخيص لألفراد الستغالل هذه المياه بكيفيات معينة وبمقادير محددة ” . ويتعين على من يتمسك بالحق العيني على الملك العام المائي أن يكون مقررا له قبل صدور ظهير 1914وظهير ،1925وثابتا ً له طبقا لقواعد الفقه اإلسالمي واألعراف المحلية ،أو داخل أجل خمس سنوات من صدور القانون رقم 10.95المتعلق بالماء .ويرى األستاذ محمد بونبات أن المادة السادسة 0 من قانون الماء أعطت مهلة جديدة ،وسمحت بإمكانية إحياءـ الحقوق المائية القديمة وتخليصها من الملك 1 العام المائي. 2 ويبدو لي أن المادة المذكورة فتحت األجل فقط بالنسبة لألقاليم الجنوبية ،والمناطق المحتلة كسبتة 3 ومليلية ،أما بخصوص مفهوم اإلثبات فإنه ليس مطلقا كما يتبين من ظاهر المادة السادسة من قانون 4 ،10.95إذ استبعدت محكمة النقض شهادة الشهود في هذا الخصوص ،حيث جاء في أحد قراراتها ” 5 إن حقوق الغير على الماء كملك عمومي للدولة ال تثبت بشهادة الشهود فضال عن كونها ال تخص 6 المطالبين وحدهم باالستفادة من الماء ولو مع وجود سدين تقليديين… 7 وحيث لذلك يبقى الطلب غير مرتكز على أساس وحليف الرفض “. 8 إن تقييد محكمة النقض لوسائل اإلثبات واستبعاد شهادة الشهود راجع إلى محاولة حماية الملك العام 9 المائي أكثر في زمن أصبح فيه الحصول على الشهود أمرا هينا. 0 وفي نزاع بين أحدى جمعيات مستخدمي المياه المخصصة للزراعة وحافري بئر ،ولكون اإلدارة لم 1 تعترف لهما بحق استغالل الماء ،فإنه جاء في حيثيات قرار لمحكمة االستئناف بتازة ما يلي“ :وحيث 2 تبين للمحكمة من خالل مراجعة أوراق الملف ومحتوياته أنه بغض النظر عن ما جاء في تقرير الخبرة 3 المنجزة من طرف وكالة الحوض المائي والتي هي مؤسسة عمومية تشرف على استعمال الملك العام 4 المائي من كونها تستبعد أن يكون الستغالل البئر أثر سلبي على العين وهي الخبرة الرسمية لكن غير 5 الحضورية فإن الصفة في االدعاء غير ثابتة أصال ذلك أن الماء ملك عام وال يمكن أن يكون موضوع 6 تملك خاص وأن الحقوق المكتسبة على المياه المتنازع بشأنها غير ثابتة طبقا للمادة 6من القانون 7 المتعلق بالماء .. 8 وحيث أن الصفة من النظام العام تثيرها المحكمة في جميع المراحل مما يتعين معه بعد اإللغاء و 9 التصدي ،الحكم بعدم قبول الدعوى ” 0 وأرى أنه كان يجب على وكالة الحوض المائي أن تتدخل في مواجهة طرفي النزاع العتدائهما على 1 الملك العام المائي ،ألن الخبرة المنجزة من طرفها جاءت بكون صاحبي البئر ال يتوفران على أي 2 رخصة للحفر أو لجلب الماء. 3 ومن اآلثار المترتبة على اعتراف اإلدارة بالحق المكتسب على المياه لألفراد أنها: 4 – تكون محال لجميع التصرفات القانونية بعوض أو بغير عوض. 5 – تكون محال للحجزـ طبقا للمقتضيات القانونية المضمنة بقانون المسطرة المدنية. 6 – تكون موضوعا لنزع الملكية من أجل المنفعة العامة طبقا لألحكام الجاري بها العمل في هذا الصدد . 7 – يحق لمالكي حقوق المياه تقييد هذه الحقوق بالرسم العقاري الذي ترد عليه وتصبح بذلك خاضعة للقانون المدني ،في حين تبقى المياه العامة خاضعة للقانون اإلداري. – إن الملك العام المائي يستعصي عن قاعدة التطهير المترتبة عن تأسيس الرسم العقاري . المبحث الثاني الطرق اإلدارية لحماية الملك العام المائي إذا كان المبدأ أن الماء ملك عام ال يسوغ ألحد تملكه باعتباره مرصودا للمنفعة العامة ،فإنه يحق للخواص استعمال الماء العام إذا ما حصلوا على ترخيص مسبق من طرف اإلدارة المختصة. وقد حدد المشرع المغربي العملياتـ التي تخضع للترخيص بمقتضى المادة 38من القانون رقم 10.95 المتعلق بالماء ،وحدد اإلجراءاتـ التي يلزم القيام بها للحصول عليه ،وتختص وكالة الحوض المائي بالبت في طلبات الترخيص وتحدد مدته والتـي ال يمكن أن تتجاوز عشرين سنة قابلة للتجديد ،وكذا 0 التدابير التي يجب عليه القيام بها لتجنب تدهور المياه التي يستعملها ،وفي حالة مخالفة المستفيد 1 اللتزاماته وشروط الترخيص فإنه يحق لإلدارة سحبه منه ( المطلب األول). 2 وبالمقابلـ فإنه يمكن للمرخص له استعمال الماء العمومي بحسب ما جاء في قرار الترخيص ،والتزام 3 اإلدارة بعدم التشويش عليه ،ومنحه مكنة رد كل اعتداء عليه من طرف الغير(المطلب الثاني). 4 المطلب األول :حماية الملك العام المائي عن طريق الترخيص 5 وضع المشرع مجموعة من اإلجراءات الوقائية للمحافظة على الملك العام المائي من بينها الترخيص 6 الذي تمنح بموجبه اإلدارة ألحد األشخاص حق استعمال الماء ،وحدد الحاالت التي يمنح فيها 7 والمسطرة المتبعة لالستفادة منه ،وكذا الحاالت التي يسحب فيها (فقرة أولى). 8 وألقى على عاتق المرخص له مجموعة من االلتزاماتـ التي عليه القيام بها تحت طائلة سحب 9 الترخيص منه ،ومنحه حقوقا والتزامات ينبغي على اإلدارة االلتزام بها حتى يتمكن من االستفادة منه 0 على الوجه المطلوب .فما هو نطاق سريانه؟ وما هي مسطرته؟ وفي أي حاالت يسحب؟ (فقرة ثانية). 1 الفقرة األولى :نطاق حق الترخيص ومسطرته 2 لقد سبقت اإلشارة إلى كون مفهوم الملك العام المائي تم استقاؤه من ظهير فاتح يوليوز ،1914وظهير 3 8نونبر ،1919بحيث اعتبرت جميع أنواع المياه في عداد األمالك العمومية للدولة ،ما عدا مياه 4 األمطار المستغلة مباشرة أو التي تم تجميعها في خزاناتـ اصطناعية والمياه المكتسبة عليها حقوق 5 خاصة ومعلن عن وجودها في األجل القانوني . 6 وانطالقا من مبدإ عمومية الملك العام المائي ،فان الخواص ال يمكنهم استعماله إال بعد الحصول على 7 ترخيص من وكالة الحوض المائي المعينة ،أو المركز الجهوي لالستثمار الفالحي.ـ 8 وقد حدد المشرع في قانون الماء نطاق الحق في الترخيص(أ) ،وحدد مسطرته(ب). 9 أ -نطاق حق الترخيص 0 إن مبدأ الملكية العمومية للمياه يقتضي أحيانا أن تكون المياه التي تنبع من عقار معين ملكا للدولة ،في 1 حين يعود العقار الذي تنبع منه ألحد الخواص .وأمام هذا الوضع القانوني والواقعي المعقد ،فإن أي 2 التقاط أو استعمال للمياه الواقعة في الملكيات الخاصة إال ويحتاج إلى ترخيص مسبق من إدارة المياه . 3 والعمليات الخاضعة للترخيص هي : 4 -1أشغال البحث مع مراعاة المادة ، 26أو التقاط المياه الجوفية أو النابعة وحفر اآلبار وإنجاز األثقابـ 5 التي يتجاوز عمقها الحد المشار إليه في المادة .26 6 -2أشغال التقاط واستعمال مياه العيون الطبيعية الواقعة في الملكيات الخاصة. 7 -3إقامة منشآت لمدة ال تتجاوز خمس سنوات قابلة للتجديد ،بهدف استعمال الملك العام المائي 8 كالمطاحن المائية والحواجز والسدود أو القنوات،ـ بشرط أال تعرقل حرية سيالن المياه وحرية السير على الضفاف الحرة وأال تتسبب في تلوث المياه. -4جلب صبيب من مياه الطبقة الجوفية كيفما كانت طبيعتها يفوق الحد الذي تحدده نصوص تنظيمية. -5مأخذ المياه المقامة على المجاري المائية أو القنوات المتفرعة عن الوديان واستغالل المعديات أو الممرات على المجاري المائية. -6جلب المياه كيفما كانت طبيعتها من أجل بيعها أو من أجل استعمالها للعالج الطبي. وهذا ما أكده قرار صادر عن محكمة االستئناف بتازة إذ جاء فيه“ :حيث إنه يدخل في عداد الملك العام المائي بمقتضى قانون الماء جميع الطبقات المائية ،سواء كانت سطحية أو جوفية ،ومجاري المياه بكل أنواعها والمنابع كيفما كانت طبيعتها وكذا اآلبار. وحيث إن وكالة الحوض المائي عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي،ـ يناط بها منح 0 الرخص واالمتيازات الخاصة باستعمال الملك العام المائي وكذا تقديم كل خدمة وخصوصا المساعدة 1 التقنية لألشخاص العامة …ومسك سجل لحقوق المياه المعترف بها ولالمتيازات ورخص جلب الماء 2 الممنوحة ” . 3 ب -مسطرة الترخيص 4 إن استعمال الماء لم يعد دون مراقبة وحماية من طرف اإلدارة ،إذ أن أي استعمال له إال ويتطلب 5 ترخيصا مسبقا ،وهذا ما نصت عليه الفقرة األولى من المادة 36بالقول” تمنح الترخيصاتـ 6 واالمتيازات المتعلقة بالملك العام المائي المشار إليها في هذا الفرع والتي تحدد نصوص تنظيمية 7 شكليات المصادقة عليها بعد إجراء بحث علني ،ويترتب عن هذه الترخيصاتـ واالمتيازات تحمل 8 مصاريف الملف “. 9 وتبدأ مسطرة الترخيص بتقديم طلب في الموضوع إلى مدير وكالة الحوض المائي التي تقع في دائرة 0 اختصاصهاـ المياه المراد الترخيص باستعمالها،ـ وال بد لطالب الترخيص سواء كان شخصا طبيعيا أو 1 معنويا من تحرير طلبه كتابة وفق مطبوعات توزعها الوكالة مجانا،ـ ويودعها مقابل وصل أو يرسلها 2 بالبريد المضمون مع اإلشعار بالتوصل . 3 غير أن عملية منح الترخيصاتـ تستوجب فتح بحث علني ال تتجاوز مدته ثالثين يوما ،تقوم بإجرائه 4 لجنة خاصة يعهد إليها بتلقي مطالب ومالحظات المعنيين من العموم ثم دراستها ،وحسب المادة الثانية 5 من مرسوم 4فبراير 1998المتعلق بتحديد مسطرة منح التراخيص واالمتيازات المتعلقة بالملك العام 6 المائي فإنه” تتألف اللجنة المنصوص عليها في الفقرة الثانية من المادة 36بالقانون المشار إليه أعاله 7 رقم 10.95من: 8 – ممثل السلطة اإلدارية المحلية المختصة باعتبار موقع نقطة جلب الماء أو جزء الملك العام المائي 9 المعني ،رئيسا، 0 -ممثل مصالح العمالة أو اإلقليم التابعة للوزارة المكلفة بالتجهيز والمكتب الجهوي لالستثمار الفالحي 1 المعني عندما يتم جلب الماء داخل منطقة نفوذه، 2 – ممثل أو ممثلي مصالح العمالة أو اإلقليم التابعة للوزارة أو الوزارات المنتمي إليها القطاع المرفق ، 3 – ممثل وكالة الحوض المائي المعنية ،كاتبا، 4 – ممثل الجماعة أو الجماعات المعنية. 5 ويجوز للرئيس بعد استشارة اللجنة أن يدعو للمشاركة في أعماله على سبيل االستشارة كل شخص 6 يمكن أن يساعد لجنة البحث في تحرياتها” 7 وانتقد أحد الباحثين عدم إدراج اللجنة لتمثيلية مستعملي الماء ،وأمل أن يتدارك المشرع هذا النقص 8 لضمان مشاركة مستعملي المياه أو من يمثلهم في قرارات اللجنة وتحرياتها ،وال أظن أن هذا االنتقاد صائب ،ألنه يحق لممثلي مستعملي الماء التدخل عن طريق التعرض أمام وكالة الحوض المائي ،وال يجب أن تكون طرفا في لجنة مكونة من طرف جهات إدارية من جانب وأنها قد تكون حكما وخصما في نفس اآلن حالة تقدم أحد األفراد المجاورين لها بطلب الترخيص بجلب الماء المجاور لنقطة استغاللها. وخالل مدة البحث تضع السلطة العمومية رهن إشارة العموم بمقر الجماعة المعنية ،ملف المشروع وسجل المالحظات من أجل تلقي مالحظاتهم أو تعرضاتهم حول طلبات المعنيين ،وبعد ذلك تبدي اللجنة رأيها في الموضوع بواسطة محضر يوقعه األعضاء،ـ ويوجهه رئيسها إلى مدير الوكالة داخل أجل 15يوما من تاريخ انتهاء البحث . وتجدر اإلشارة إلى أن المادة 22من المرسوم رقم 02.97.487السالف الذكر ،تمنح للمكاتب الجهوية 0 لالستثمار الفالحي داخل مناطق نفوذها االختصاصاتـ نفسها المسندة لوكاالت األحواض المائية ،فيما 1 يتعلق بمنح التراخيص لجلبـ الماء المعد للسقي ،وهذا ما أكدته الدورية المشتركة بين وزير التجهيز 2 والنقل واللوجستيك ووزير الفالحة والصيد البحري حول تطبيق مقتضيات المرسوم 2-97-487 3 بتاريخ 4فبراير 1998المتعلق بتحديد مسطرة منح التراخيص واالمتيازات الستغالل الملك العام 4 المائي داخل نفوذ دائرة المكاتب الجهوية حيث يسند إلى مديري المكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي 5 داخل مناطق نفوذ مكاتبهم الجهوية ،منح ترخيص جلب المياه ألغراض فالحية . 6 لكن السؤال المطروح ما هو الجزاء الذي رتبه المشرع على مخالفة اإلجراءاتـ القانونية المتعلقة 7 بالترخيص؟ بمعنى هل يمكن سحب الترخيص من المستفيد متى أخل بالضوابط القانونية المعمول بها 8 في قانون الماء والشروط المنصوص عليها في الترخيص الممنوح له؟ ذلك ما سنراه من خالل النقطة 9 الموالية. 0 ج -سحب الترخيص: 1 عمال بقاعدة توازي األشكال ،فإن اإلدارة لها صالحية منح الترخيص ،وهي نفسها التي تقوم بسحبه من 2 المرخص له إذا لم يجعل نشاطه مطابقا للمقاييس القانونية البيئية ،وذلك بإصدار قرار إداري بسحب 3 الرخصة أو توقيف المنشأة كليا ،أو جزئيا ،ويتم سحب الترخيص من طرف وكالة الحوض المائي في 4 أي وقت وبدون تعويض المسحوب منه بعد توجيه إنذار كتابي للمعني باألمر . 5 وقد حددت المادة 39من القانون رقم 10.95المتعلق بالماء حاالت سحب الترخيص وهي: 6 ” – … عدم احترام الشروط التي يتضمنها الترخيص، 7 – إذا لم يشرع في استعمال الترخيص داخل أجل سنتين، 8 – إذا تم تفويض الترخيص أو تحويله دون موافقة مسبقة من وكالة الحوض ما عدا االستثناء 9 المنصوص عليه في المادة 40بعده، 0 -إذا لم يتم تسديد األتاوات في اآلجال المحددة، 1 – إذا استعملت المياه لغرض غير مرخص به، 2 ويمكن لوكالة الحوض المائي في أي وقت تغيير الرخصة أو تقليص مدتها أو سحبها من أجل المنفعة 3 العامة ،بشرط توجيه إشعار للمستفيد ال تقل مدته عن ثالثين يوما .ويخول هذا التغيير أو التقليص أو 4 السحب الحق في التعويض لفائدة المستفيد من الترخيص إذا حصل له ضرر مباشر من جراء ذلك”. 5 كما يتم سحب الترخيص أيضا في حالة تحويله بمعزل عن العقار الذي منح لفائدته .وعند تجزئة العقار 6 المستفيد فإن تقسيم المياه بين القطع المجزأة يجب أن يكون موضوع ترخيصات جديدة تحل محل 7 الترخيص األصلي . 8 ويجب أن تكون الغاية من قرار مدير وكالة الحوض المائي كأي قرار إداري تحقيق المصلحة العامة وأن يكون معلال ،وإال تم الطعن فيه بسبب التعسف في استعمال الحق ،وذلك طبقا لمقتضيات المادة الثامنة من القانون رقم 90.41التي تنص على أنه ” تختص المحاكم اإلدارية … بالبت ابتدائيا في طلبات إلغاء قرارات السلطة اإلدارية بسبب تجاوز السلطة.”.. وإذا تعلق األمر بتراخيص جلب الماء المعد للسقي فإن سحب الترخيص يكون من طرف المكتب الجهوي لالستثمار الفالحي كما تنص على ذلك المادة 3-39من مرسوم .4/2/1989 الفقرة الثانية :حقوق وواجبات المستفيد من الترخيص منح المشرع للمستفيد من الترخيص مجموعة من الحقوق عند استعماله للملك العام المائي تخوله ممارسة حقه بشكل سليم ( أ ) ،كما فرض عليه مجموعة من االلتزامات ( ب ). أ – حقوق المستفيد من الترخيص 0 يمكن للمرخص له استعمال الماء العمومي بحسب ما جاء في قرار الترخيص ،والذي يمكن أن يكون 1 ألغراض منزلية ،أو صناعية ،أو فالحية ،وينتج عن هذا الحق التزام على عاتق وكالة الحوض 2 المائي ،بتخويل وتسهيل استعمال المرخص له للماء العمومي وذلك بعدم إعاقة استعماله له ،أو إثقال 3 كاهله أو التضييق على هذا إال ما كان في إطار اختصاصها كشرطة إدارية ،وذلك باتخاذ كافة التدابير 4 لفرض احترام قرار الترخيص . 5 ومن أجل استغالل أمثل للترخيص ،فقد منح المشرع للمرخص له الحق في احتالل جزء من الملك العام 6 المائي الضروري للمنشآت والعمليات المرخص بها شرط عدم اإلضرار بالغير . 7 ويمنح قرار الترخيص للمرخص له مكنة التمتع بجميع الحقوق القانونية لرد كل اعتداء من شأنه أن 8 يشوش على استعماله للمياه ،سواء بسرقتها أو وضع اليد عليها أو إعاقة سيالنها ،حيث يحق له طرق 9 باب القضاء السترجاع حقه. 0 وتنص الفقرة الثانية من المادة 40من القانون رقم 10.95المتعلق بالماء أن الترخيص مرتبط بالعقار 1 وفي حالة التصرف فيه يتحول الترخيص بقوة القانون إلى المالك الجديد ،شريطة قيامه بالتصريح 2 بالتفويت إلى وكالة الحوض المائي أو المركز الجهوي لالستثمار الفالحي داخل أجل ثالثة أشهر ابتداء 3 من تاريخ انتقال الملكية ،فإذا كان العقار محفظا فإنه لن ينتج أثره تجاه الغير إال من تاريخ تقييده بالرسم 4 العقاري من طرف المحافظ على األمالك العقارية ،أما إذا كان العقار غير محفظ فإن انتقال الملكية 5 يكون من تاريخ العقد ،والعقد يلزم أن يفرغ في الشكل المحدد في المادة الرابعة من القانون رقم 39.08 6 المتعلق بمدونة الحقوق العينية. 7 والمالحظ أن المادة 40أعاله لم تحدد شكل التصريح ،هل يجب أن يكون كتابيا أم شفهيا؟ ويتضح أنه 8 يلزم أن يكون كتابيا ومرفقا بعقد انتقال الملكية ،وفي حالة عدم االلتزام بهذا اإلجراء فإن المشرع رتب 9 جزاء البطالن على الترخيص الممنوح لفائدة العقار،ـ ويسحب بمجرد انقضاء الثالثة أشهر الموالية 0 لتاريخ انتقال الملكية. 1 وفي حالة تعسف وكالة الحوض المائي أو المركز الجهوي لالستثمار الفالحيـ وقيامهما بسحب 2 الترخيص أو تقليص مدته دون سبب قانوني ،فإنه يحق للمرخص له اللجوء إلى القضاءـ من أجل إلغاء 3 هذا القرار أو المطالبة بالتعويض عن الضرر الالحق . 4 ب – التزاماتـ المستفيد من الترخيص 5 تستنتج التزامات المستفيد من الترخيص من خالل القراءة المعكوسة للفقرة الثالثة من المادة 39من 6 القانون رقم 10.95المتعلق بالماء وهي : 7 – احترام الشروط التي يتضمنها الترخيص. 8 – الشروع في استعمال الترخيص داخل أجل سنتين. – الحصول على موافقة مسبقة عند تفويـت الترخيـص أو تحويله للغير من وكالة الحـوض ما عدا االستثناء المنصوص عليه في المادة .40 – تسديد اإلتاوات في اآلجال المحددة. – استعمال المياه للغرض المرخص به. وأضافت المادة األولى من المرسوم رقم 2.97.489الخاص بتحديد مسطرة التراخيص واالمتيازات المتعلقة بالملك العام المائي أيضا تحديد الصبيب المراد جلبه ،والعمق المحتمل للمنشأة ومستويات الماء الملتقطة أو المراد التقاطها،ـ وكذا المساحة المراد سقيها عندما يتعلق األمر بالسقي أو المزمع تهيئتها عندما يتعلق األمر بتهيئة بحيرات أو برك أو مستنقعات. كما يحدد المكتب الجهوي لالستثمار الفالحي التدابير التي يجب على المستفيد من الترخيص القيام بها 0 لتجنب تدهور المياه التي يستعملها إما عن طريق الجلب أو الصرف ومبلغ وكيفيات أداء اإلتاوات، 1 وكذا التدابير التي يلزم القيام بها تطبيقا لمقتضيات البابـ السادس من قانون الماء بخصوص محاربة 2 تلوث المياه . 3 المطلب الثاني :الهيآت اإلدارية المكلفة بتدبير الملك العام المائي 4 إن االنطباع األول الذي يخرج به كل من يلقي نظرة على مواد قانون الماء ،هو حرص المشرع 5 المغربي على إبراز فلسفته التشريعية في هذا المجال،ـ والرامية إلى إحكام السيطرة اإلدارية وتقوية 6 صالحياتها ،بفسح المجال أمام أجهزتها للتدخل كلما اقتضت الظروف واألحوال ذلك ،إما من أجل 7 المراقبة ،أو فرض مقاييس لعقلنة استعمال الموارد المائية واتخاذ ما يلزم من اإلجراءاتـ االحترازية 8 لضمان المحافظة على جودتها ،ولهذا الغرض نظم المشرع عدة هيئات متدخلة في هذا المجال (فقرة 9 أولى). 0 وبغية تدبير محكم إلدارة الموارد المائية ،فإن السياسات الجديدة لقانون الماء تتمثل في االعتماد على 1 التدبير الالمركزي ،يكون مجاله الحوض المائي ،وضابطه المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة المعتمد 2 على خالصات نتائج المخطط الوطني للماء (فقرة ثانية). 3 الفقرة األولى :الهيئات اإلدارية 4 لما كانت إدارة المياه العمومية أمرا ضروريا ،فقد أنشأ المشرع هيئات إدارية تتولى تدبير وتسيير المياه 5 العمومية سواء على الصعيد الوطني أو الجهوي أو المحلي،ـ والشتراك جميع المعنيين بمسألة الماء،ـ فقد 6 أحدث القانون رقم 10.95جهازين لهما وظيفة استشارية ،أحدهما ذو بعد وطني وآخر له بعد جهوي . 7 أوال :الهيئات الوطنية 8 تتمثل الهيئات الوطنية المعنية بمسألة الماء في المجلس األعلى للماء والمناخ ( )1والمجلس الوطني 9 للبيئة(.)2 0 – 1المجلس األعلى للماء والمناخ 1 تم تنظيمه في الفرع األول من الباب الرابع من قانون الماء ،حيث جاء في المادة 13منه على أنه ” 2 يحـدث مجلس تحت اسم المجلس األعلى للماء والمناخ يكلف بصياغة التوجهات العامة للسياسة الوطنية 3 في مجال الماء والمناخ…” 4 أنشئ المجلس سنة 1981وانعقد ثماني مرات ،حيث ناقش المخطط المديري للتهيئة المتعلقة بمنابع 5 المياه والتلوث المائي ،واقتصاد الماء وقانون الماء ،وانعقد في دورته التاسعة في يونيو ،2000ومنذ 6 إنشائه لم يصدر المشرع أي قانون لتحديد اختصاصاته إلى أن صدر قانون الماء . 7 ويتألف المجلس األعلى للماء والمناخ من طائفتين ،األولى تضم أعضاء من الجهات اإلدارية المعنية 8 بالماء وهم ممثلو الدولة ووكاالت األحواض المائية ،والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب والمكتب الوطني للكهرباء ،والمكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي،ـ والثانية تضم أعضاء من مستعملي المياه المنتخبين من طرف نظرائهم وممثلين عن مؤسسات التكوين المهني ،ويمكن للمجلس أن يستدعي كل شخص مختص في مجال الماء . وقد نصت ديباجة المرسوم المتعلق بتأليف وتسيير المجلس األعلى للماء والمناخ على أن ال َملِك هو الرئيس الشرفي للمجلس ،غير أن الرئاسة الفعلية تكون لرئيس الحكومة الذي يدعو المجلس لالنعقاد مرة واحدة في السنة على األقل ،ويعهد للجنة الدائمة للمجلس بتحضير جدول أعماله واجتماعاته وأشغال دوراته ،وتطبيق التحديات الصادرة عنه ودراسة كل القضاياـ التي لها عالقة بالماء . -2المجلس الوطني للبيئة تأسس المجلس الوطني للبيئة بمقتضى مرسوم 2-93-1011بتاريخ 20يناير ، 1995في إطار إعادة 0 تنظيم الوحدات اإلدارية المكلفة بحماية البيئة ،وتترأس السلطة الحكومية المكلفة بالبيئة المجلس ،وتضم 1 ممثلي السلطات الحكومية المكلفة بالشؤون الخارجية والتعاون الدولي ،والفالحة والصيد البحري 2 والمالحة البحرية والدفاع الوطني والبيئة.. 3 وحسب المادة الثانية من المرسوم فان المجلس يختص بالمحافظة على التوازن البيئي وخاصة المياه 4 واألرض ،وتحسين إطار العيش وظروفه ،ويجتمع مرتين في السنة أو كلما دعت الضرورة إلى ذلك ، 5 وعلى هذا األساس يقوم بتوجيه وتنسيق مجهودات الدولة من أجل الحفاظ على الموارد الطبيعية 6 واإلعالم والتحسيس بأهمية حماية البيئة ،ويقترح على الدولة المشاريع الكفيلة بذلك . 7 ثانيا :الهيئات الجهوية 8 بالموازاة مع المجلس الوطني للبيئة ،نصت المادة الثانية عشر على تأسيس المجالس الجهوية للبيئة 9 حيث تقوم بتطبيق التوجهات والتوصيات الصادرة عن المجلس الوطني وجرد المشاكل البيئية جهويا، 0 وبذلك تحويل اإلدارة المحلية من أجل تقريبها من المستهلكين . 1 وقد وضع المشرع إطارا مؤسساتيا من أجل تأمين الموارد المائية والتخطيط لتنميتها والمحافظة عليها، 2 وكذلك تدبيرها في إطار ال مركزي على مستوى األحواض المائية ،وأنشأ المكاتب الجهوية لالستثمار 3 الفالحي والتي يدخل في اختصاصاتها تدبير وتوزيع استعمالها ألغراض فالحية . 4 -1وكاالت األحواض المائية 5 أراد المشرع إنشاء هيئات خاصة لتدبير وحماية الموارد المائية ،وهذا ما جاء به قانون الماء عندما أنشأ 6 على مستوى كل حوض مائي مؤسسة تدعى وكالة الحوض المائي ،وهي مؤسسة عامة تتمتع 7 بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ،وفي تقديمه لقانون الماء رأى المشرع أن من أهداف هذا 8 القانون تدبير الموارد المائية في إطار وحدة جغرافية هي الحوض المائي ،الذي يعتبر ابتكارا مهما من 9 شأنه خلق تصور حول تدبير ال مركزي للماء. 0 وتجربة وكاالت األحواض المائية عرفتها فرنسا بموجب قانون 1964وأثبتت نجاحها من حيث اتخاذ 1 القرارات بعين المكان ،وحماية المياه العمومية بواسطة شرطة المياه ،وأمام نجاح هذه التجربة ارتأى 2 المشرع المغربي تبني هذا التنظيم من خالل المادة 20من القانون رقم 10.95المتعلق بالماء. 3 وأول وكالة تم إحداثها هي وكالة حوض أم الربيع ،تالها إحداث باقي الوكاالت وهي وكالة الحوض 4 المائي لملوية ،ووكالة الحوض المائي للوكوس ،ووكالة الحوض المائي لسبو ،ووكالة الحوض 5 المائي ألبي رقراق الشاوية ،ووكالة الحوض المائي لتانسيفت ،ووكالة الحوض المائي لسوس ماسة 6 درعة . 7 وتتكون وكاالت األحواض المائية من مدير يتوفر على السلطات واالختصاصاتـ الضرورية لتسيير 8 الوكالة ،وينفذ مقررات مجلس اإلدارة ،وعند االقتضاء مقررات اللجان كما يقوم بمنح الرخص واالمتيازات باستعمال الملك العام المائي المنصوص عليها في قانون الماء . واختصاصاتـ وكاالت األحواض المائية محددة بموجب القانون رقم 10.95المتعلق بالماء ،ويمكن اختزال مهامها في تدبير وحماية الملك العام المائي الموضوع رهن إشارتها والمحدد بموجب المادة الثانية من هذا القانون ماعدا: – المياه التي اكتسبت عليها حقوق خاصة وتم االعتراف بها. – المياه المالحة التي تخضع للقانون المنجمي. – مياه األنهار التي يمكنها استقبال السفن ،طبقا للقانون رقم 15.02المتعلق بالموانئ . – مياه البحار والمعدة ضمنيا حسب مقتضيات قانون الماء. – المنشآت التي تم وضعها رهن إشارة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب والمكاتب الجهوية 0 لالستثمار الفالحي . 1 ويبدو أن تجربة األحواض المائية ساهمت بشكل كبير في تجسيد الحماية القانونية للملك العام المائي من 2 خالل التدبير الالمركزي للمياه ،مما ساهم بسرعة ضبط المجال وزجر االعتداء عليه خاصة ،مع الدور 3 المنوط بشرطة المياه التي سيتم الحديث عنها الحقا. 4 -2المكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي 5 أنشئت المكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي بتاريخ 22أكتوبر 1966وهي مؤسسات عمومية خاضعة 6 لوصاية وزارة الفالحة ،ومسؤولة عن إدارة الموارد المائية المخصصة لالستعمال الفالحي داخل دائرة 7 نفوذ المكاتب ،واختصاصها هذا ممنوح بمقتضى تفويض من قبل الوزارة المكلفة بالماء حيث خصت 8 المكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي بحق منح رخص جلب المياه ،وهو أحد االستثناءاتـ الواردة على 9 اختصاصات وكاالت األحواض المائية. 0 ومن أهم اختصاصات المكاتب الجهوية لالستثمار تأمين استغالل وصيانة التجهيزات لضمان خدمة 1 مائية دائمة وفعالة ،وتأمين إنجاز التجهيزاتـ الهيدرو فالحية لحساب الدولة ،مع منحها الحق في دعم 2 مالئم للفالحين في مجال التنمية الفالحية ،باإلضافة إلى استخالص إتاوات مياه السقي ومزاولة شرطة 3 المياه . 4 وحفاظا على التنسيق بين المكاتب الجهوية ووكاالت األحواض المائية ،فإن مديري المكاتب ملزمون 5 بتوجيه نسخ من قرارات الترخيص بجلب الماء ألغراض فالحية ،وكذا المقررات المتعلقة بتغييرها أو 6 إلغائها أو تجديدها أو سحبها أو تحويلها إلى مدير وكالة الحوض المائي المعنية ،وإلى الوزير المكلف 7 بالتجهيز ،ورغم ذلك فان تعدد المتدخلين بالنسبة لنقطة مائية واحدة يمكن أن يؤدي إلى تنازع 8 االختصاص وتضارب التدابير المتخذة وإعاقة تطبيق المخططات التوجيهية والوطنية . 9 ويبدو أن المشرع من خالل هذا المقتضى يهدف إلى جعل األحواض الغنية بالموارد المائية متضامنة 0 بشكل ملزم مع األحواض المائية التي تعرف نقصا في مواردها المائية ،بغية تفادي الفوارق بينها من 1 جهة وخدمة للمستهلك المائي بما يحقق األمن االجتماعي من جهة أخرى. 2 ويوضع المخطط الوطني للماء لمدة ال تقل عن 20سنة ،ويمكن مراجعته بصفة دورية كل خمس 3 سنوات ما عدا إذا اقتضت الظروف االستثنائية تغيير محتواه قبل هذه المدة . 4 الفقرة الثانية :اآلليات القانونية لتدبير الملك العام المائي 5 أدت سنوات الجفاف التي عاشها المغرب ابتداء من ثمانينيات القرن الماضي إلى اإلحساس بخطورة 6 الموقف ،مما أدى إلى التفكير في وضع إستراتيجية وطنية للتخطيط من أجل ترشيد استغالل الموارد 7 المائية المتاحة وتفادي تبذيرها أو استغاللها بطريقة تؤثر على جودتها وصالحيتها لالستعمال . 8 وعملية التخطيط الستعمال الموارد المائية وحمايتها حسب قانون الماء تكون إما عن طريق المخطط الوطني للماء ،أو عن طريق المخططات التوجيهية للتهيئة المندمجة للموارد المائية. -1المخطط الوطني للماء جاء في المادة في 3من مرسوم 2.97.223أنه ” تتولى وزارة التجهيز إعداد مشروع المخطط الوطني للماء وتعرضه على نظر وزارة الداخلية ووزارة المالية ووزارة الفالحة ووزارة الصحة العمومية ووزارة الطاقة والمعادن ووزارة التجارة والصناعة التقليدية ووزارة البيئة والوزارة المكلفة بالسكان. وبعد استيفاء اإلجراءات المذكورة ،يعرض وزير التجهيز مشروع المخطط على نظر المجلس األعلى للماء والمناخ” ،هذا األخير الذي يدرس ويبدي رأيه حول هذا المخطط. والهدف من هذا المخطط هو وضع استراتيجية وطنية على المدى البعيد في إطار سياسة مائية عامة، 0 لتدبير الموارد المائية المتواجدة بسطح األرض وفي باطنها بكافة التراب الوطني ،وتهدف عملية 1 التخطيط في األصل إلى التوفيق بين الحاجياتـ المتزايدة للمجتمع على الموارد المائية ،وفق متطلبات 2 التنمية االقتصادية واالجتماعية ،وبين الموارد المائية المتوفرة في األنهار والبحيراتـ والسدود وفي 3 باطن األرض ،كما تهدف إلى تحقيق تخطيط منسجم ومرن الستعمال هذه الموارد بشكل معقلن وفعال . 4 وقد حددت المادة 19من القانون 10.95المتعلق بالماء الخطوط العريضة التي تقوم اإلدارة بوضعها 5 بناء على نتائج وخالصات المخططات التوجيهية لتهيئة األحواض المائية وهي: 6 – األولوية الوطنية فيما يتعلق بتعبئة واستعمال موارد المياه. 7 – برنامج ومدة إنجاز التجهيزات المائية على المستوى الوطني. 8 – الروابط التي يجب أن توجد بينه وبين مخططات التهيئة المندمجة لموارد المياه ومخططات إعداد 9 التراب. 0 – اإلجراءات المرافقة له ،خصوصا منها االقتصادية والمالية والنظامية والتنظيمية والتحسيسية 1 والتربوية للسكان ،الضرورية لسريان مفعوله. 2 – شروط تحويل المياه من األحواض المائية التي تتوفر على فائض منها إلى األحواض التي تعرف 3 عجزا فيها. 4 ومدة المخطط التوجيهي هي عشرون سنة على األقل ،ويمكن أن تراجع من طرف اإلدارة كل خمس 5 سنوات ما عدا إذا اقتضت الظروف االستثنائية تغيير محتواه قبل هذه المدة . 6 فإذا كان المخطط الوطني يحدد االستراتيجية الوطنية والتوجهات الكبرى في مجال تدبير الماء ،فان 7 المخطط التوجيهي المراد اعتماده على مستوى كل حوض مائي هو المعني بوضع مخططات ومشاريع 8 عملية في إطار تدبير ال مركزي للموارد المائية ،سواء تعلق األمر بالتعبئة أو التنمية أو بعقلنة 9 االستعمال أو بالحماية من التلوث واالستنزاف . 0 -2المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة 1 حدد القانون رقم 10.95المتعلق بالماء اختصاصاتـ وكاالت األحواض المائية ،من أجل السهر على 2 التخطيط والتهيئة والتدبير والتنفيذ ومراقبة االستعماالت المختلفة للموارد المتوفرة في حدود 3 اختصاصات نفوذها كما هو وارد في المادة 15منه . 4 تتولى وكاالت األحواض المائية إعداد مشروع المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة وترفعه إلى وزير 5 التجهيز الذي يعرضه على أنظار الوزارات المعنية ،وبعد استيفاء اإلجراءاتـ المذكورة يعرض 6 المخطط على نظر المجلس األعلى للماء والمناخ ،وال يصبح ناجزا إال بعد اعتماده بمرسوم من طرف 7 الوزارة المكلفة بالماء ونشره في الجريدة الرسمية . 8 إال أنه بعد إحداث وكاالت األحواض المائية ،فإن االختصاص الممنوح لإلدارة بمقتضى المادة 99من القانون رقم 10.95المتعلق بالماء لم يعد ذا حاجة ،حيث نصت على أنه “في انتظار إحداث وكاالت األحواض ،تكلف اإلدارة بممارسة االختصاصاتـ التي يعترف بها هذا القانون لهذه الوكاالت” وبذلك أصبح إعداد مشروع المخطط التوجيهي للماء والمصادقة عليه اختصاصا أصيال لوكاالت األحواض المائية. ويهدف المخطط التوجيهي إلى تدبير الموارد المائية للحوض بما فيها مصبات األنهار من أجل التأمين الكيفي والكمي للحاجيات المائية الراهنة والمستقبلية لمختلف مستعملي مياه الحوض المائي . ومن أهم اإلجراءاتـ التي يجب على المخطط التوجيهي للتهيئة اعتمادها أ -الحدود الترابية للحوض أو األحواض التي يطبق فيها المخطط. ب -التقييم والتطور الكمي والكيفي للموارد والحاجياتـ المائية في الحوض. 0 ج -مخطط تقييم المياه بين مختلف قطاعات الحوض واالستعماالت الرئيسية للماء في الحوض ،وعند 1 االقتضاء يحدد هذا المخطط فائض المياه التي يمكن تحويلها إلى أحواض أخرى. 2 د -العملياتـ الضرورية لتعبئة وتوزيع وحماية وترميم موارد المياه والملك العمومي المائي وال سيما 3 المنشآت المائية. 4 ه -وضع التصميم العام للتهيئة المائية للحوض الذي من شأنه أن يضمن المحافظة على الموارد 5 ومالءمتها للحاجيات. 6 و -الشروط الخاصة الستعمال الماء وال سيما تلك المتعلقة باستثماره وبالحفاظ على جودته وبمحاربة 7 تبذيره . 8 الفصل الثاني 9 ضوابط ونطاق الحماية الجنائية للملك 0 العام المائي 1 لم يكتف المشرع المغربي بحماية الملك العام المائي عن طريق إضفاء صفة العمومية علية ،وما ترتبه 2 هذه األخيرة من آثار قانونية فقط ،بل عززها بقواعد زجرية تضمن حماية خاصة واستثنائية لهذا 3 المورد الحيوي ،من ذلك قواعد موضوعية وأخرى إجرائية. 4 وقد سلك المشرع المغربي هذا النهج نظرا لإلقبال المتزايد على الثروة المائية ،سواء باالستعمال 5 المنزلي ،أو الصناعي ،أو الفالحي ،وإلدراكه خطورة االعتداء على هذه المادة الهامة من جهة ،كما أن 6 المساس بها قد يهدد األمن االجتماعي واالستقرار العام من جهة أخرى. 7 هذا ،وقد بلور مهندسو السياسة المائية بالمغرب منذ االستقالل ،توجها لم يراع شروط الحفاظ على 8 الثروة المائية ،وبالتالي كان لزاما ،وبشكل ملح ومستعجل ،إعادة النظر في أسس السياسة المائية 9 المغربية وإدراج البعد البيئي في تدبير هذا المورد الهش ،وفق مقاربة تتجاوز الرؤية القطاعية، 0 وتؤسس إلطار قانوني شامل . 1 ولمواجهة هذه الوضعية كان من الضروري التوفر على آليات قانونية ناجعة لتنظيم وتوزيع الموارد 2 المائية ومراقبة استعمالها ،حيث تم وضع خطة لتهيئة الموارد المائية وتوفيرها وتوزيعها . 3 وقد عدد القانون رقم 10.95المتعلق بالماء األفعال التي من شأن القيام بها ،ترتيب المسؤولية الجنائية 4 على صاحبها ،فمنع كل خرق لهذا القانون بجلب الماء سواء السطحي أو الجوفي،ـ وأقر له عقوبات 5 حبسية ومالية ،كما جرم األفعال التي ترتكب داخل المساحات المسقية حماية للماء الفالحي من 6 االعتداء ،وما يثيره ذلك من اضطرابات اجتماعية. 7 ومن مميزات هذا القانون أنه يساهم في تحسين الوضع البيئي للموارد المائية الوطنية حيث سيكون أداة 8 فعالة لمحاربة تلويث المياه ،فإدارة المياه تحتاج إلى تطبيق القواعد والقوانين والمعايير البيئية ،وتعمل على وقاية الموارد المائية والمحافظة عليها لتنسجم معها .ونظرا للتنوع البيئي الذي يعرفه المغرب، وسيرا على النهج األممي الحامي للبيئة ،فإن المغرب لم يتردد في االندماج في هذا السياق وأقر قواعد حمائية هامة للبيئة سواء في القانون رقم 10.95المتعلق بالماء،ـ أو في نصوص أخرى . كما جاء قانون الماء بنصوص لحماية المستهلك المائي مما قد يهدد صحته من استهالك مادة ملوثة ،أو ما قد يتعرض له من غش في المادة المستهلكة ،وعدد في المادة 76من القانون رقم 10.95المتعلق بالماء الجرائم المتعلقة به. ولتحقيق هذه الغاياتـ ال بد من تدخل جهاز يقوم بالسهر على تطبيق هذه المقتضيات،ـ وضبط المخالفاتـ المتعلقة بها .ويتكون هذا الجهاز من الشرطة القضائية ،واألعوان المعينين من اإلدارة الذين أعطاهم المشرع اسم “شرطة المياه”. 0 إال أن عمل هذا الجهاز ال يخلو من إكراهاتـ داخلية وخارجية تؤثر على سير عمله ومردوديته. 1 لدراسة هذه اإلشكاالت سأقسم هذا الفصل إلى مبحثين: 2 المبحث األول :مظاهر الحماية الجنائية على مستوى التجريم. 3 المبحث الثاني :مظاهر الحماية الجنائية على مستوى ضبط المخالفات. 4 المبحث األول 5 مظاهر الحماية الجنائية على مستوى التجريم 6 ركز علماء اإلجرام والعقاب وأخصائيو اإلصالح على كل ما يتعلق بالجريمة والمجرم ،من حيث 7 الدوافع واألسباب ،ثم إيجاد آليات المعالجة والتأهيل ،وظهرت عدة بحوث ودراسات في أوروبا 8 تستهدف سلوك المجرم داخل المجتمع وتحاول الكشف عن العوامل الكامنة وراء الظاهرة اإلجرامية ، 9 حيث أصبح اإلنسان في حد ذاته يشكل موضوعا من بين المواضيع التي استقطبت العلماء والمفكرين، 0 فتناولوه من جميع الجوانبـ النفسية واالجتماعية وغيرهما . 1 وال يجرم المشرع المغربي األفعال سواء كانت إيجابية أو سلبية إال إذا كانت مضرة بالمجتمع ،وبهذا 2 أصبح المشرع الجنائي ال يتحكم في موضوع التجريم والعقاب بدون ضوابط إذ أن الفعل ال يجرم إال 3 إذا كانت طبيعته تهدد مصالح المجتمع وتزعزع أمنه واستقراره . 4 وفي هذا اإلطار جاء القانون رقم 10.95بنصوص تجرم حاالت األفعال أو االمتناع وعاقب عليها 5 حماية للملك العام المائي ،فجرم بمقتضى المادة 113منه جريمة جلب الماء وعاقب عليها بما هو وارد 6 في الفصل 606من القانون الجنائي ،كما جرم االعتداءاتـ المرتكبة داخل المساحات المسقية بمقتضى 7 المادة 114من قانون الماء. 8 وانسجاما مع ما يعرفه العالم من اهتمام متزايد بالبيئة وحمايتها من التلوث ،فإن المشرع سن مقتضيات 9 حمائية لها سواء في قانون الماء أو قوانين أخرى. 0 ولم يغفل سن آليات قانونية لحماية المستهلك المائي من التالعب الذي قد يتعرض له من بائعي المادة، 1 بل نص على عقوبات زجرية في القانون المتعلق بالزجر عن الغش في البضائع ،وكذا القانون رقم 2 08.31القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلك . 3 ولدراسة هذه المحاور سأقسم هذا المبحث إلى مطلبين: 4 المطلب األول :الجرائم المرتبطة بجلب الماء 5 المطلب الثاني :الجرائم المرتبطة بالبيئة والمستهلك المائي 6 المطلب األول :الجرائم المرتبطة بجلب الماء 7 إن حماية الملك العام المائي ال تقتصر على سن نصوص تضفي عليه الصبغة العامة ،وتمنع التملك 8 الخاص لها فقط ،بل يلزم سن نصوص قانونية تجعل من شأن جلب الماء بدون إذن سابق من طرف اإلدارة يعتبر بمثابة جريمة يعاقب عليها القانون. وتجد جريمة جلب الماء بدون إذن قانوني أساسها في المادة 113من القانون رقم 10.95المتعلق بالماء التي أحالتـ – بخصوص عقوبتها -على الفقرة الثانية من الفصل 606من القانون الجنائي ( فقرة أولى). أما إذا وقع الجلبـ داخل المساحاتـ المسقيـة المعدة والمجهزة من طرف الدولة ،ضبط جلب غير مرخص به مثل صبيب أعلى من الصبيـبـ المرخص به وسقي غير مرخص أو خارج األوقات المحددة ،وسرقة الماء فإنه إضافة إلى العقوبات المنصوص عليها في قانون الماء تضاعف اإلتاوات ( فقرة ثانية). الفقرة األولى :جريمة جلب الماء 0 تجد جريمة جلب الماء أساسها القانوني في المادة 113من القانون رقم 10.95المتعلق بالماء والتي 1 جاء فيها أن ” :كل شخص قام بجلب مياه سطحية أو جوفية خرقا ألحكام هذا القانون المتعلقة بشروط 2 استعمال الماء يتعرض للعقوبات المنصوص عليها في الفصل ( 606الفقرة الثانية) من القانون الجنائي 3 السالف الذكر. 4 ويعاقب المساهمون والشركاء بنفس عقوبة الفاعل الرئيسي”. 5 وتحويل المياه يعني تغيير مسارها ،وذلك بتوجيهها إلى عقار الجاني ليستفيد منها بدل المستحق لها أو 6 تغيير مسارها بقصد اإلضرار بالمستفيد دون انتفاع الجاني بها والصورة األولى هي األكثر شيوعا . 7 ومن المالحظات التي يمكن إبداؤها حول هذا الفصل هو تنصيص المشرع على جريمة “جلب مياه 8 سطحية أو جوفية” وعدم وضعه لعقوبتها بقانون الماء ،بل أحال على الفصلـ 606من القانون الجنائي 9 والذي ينص على أنه “ويعاقب بالحبس من شهر إلى سنتين وغرامة من 200إلى 500درهم من حول 0 عمدا وبدون حق مياها عامة أو خاصة”. 1 ورأى األستاذ محمد بونبات أن المشرع تشدد عندما أضاف إلى الفاعل كالً من المساهم والمشارك في 2 المخالفة مخالفا بذلك النظم الجاري بها العمل التي تقـضي 3 بأن المشارك والمساهم ال يعاقب بنفس عقوبة الفاعل األصلي إال في الجنايات . 4 وال أظن أن المشرع تشدد في هذا الباب بل كان منسجما مع قواعد القانون الجنائي ،لكون جريمة جلب 5 الماء ليست مخالفة ،بل تعد جنحة ضبطية ،حسب ما جاء في الفقرتين الرابعة والخامسة من الفصل 6 111من القانون الجنائي بالقول ” :الجريمة التي يعاقب عليها القانون بحبس حده األقصى سنتان أو أقل 7 أو بغرامة تزيد عن مائتي درهم تعد جنحة ضبطية” ،وبالرجوع إلى الفقرة الثانية من الفصلـ 606من 8 نفس القانون ،نجد عقوبة تحويل المياه عمدا هي الحبس من شهر إلى سنتين وغرامة من 200إلى 500 9 درهم. 0 ويرى أحد الباحثين أن تنصيص المشرع على تجريم المساس بالحدود الفاصلة بين العقارات في الفقرة 1 األولى من الفصلـ ،606وذلك عن طريق ردم الخندق أو السياج إن كليا أو جزئيا أو قطع أو قلع 2 األحساك أو نقل أو إزالة نصب أو أي عالمة مغروسة أو متعارف عليها إلثبات الحدود ،وانتقاله في 3 الفقرة الثانية إلى التنصيص على تجريم تحويل المياه غير منطقي ،لعدم وجود أي مبرر لدمج 4 الجريمتين في فصل واحد . 5 واتفق مع الرأي الذي خلص إليه الباحثـ بخصوص عدم وجود رابط بين الفقرتين ،حيث أن الفقرة 6 األولى من الفصلـ 606منظمة في الفرع الثامن – المتعلق بالتخريب والتعييب واإلتالف – من الباب 7 التاسع المتعلق بالجناياتـ والجنح المتعلقة باألموال ،وكان على المشرع تنظيم جريمة جلب الماء في 8 الفرع الخامس المتعلق باالعتداء على األمالك العقارية والذي أفرد له فصال واحدا هو الفصل 570 الذي ينص على أنه ” يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة من مائتين إلى 500درهم من انتزع عقارا من حيازة غيره خلسة أو باستعمال التدليس…” ويبقى تنصيص المشرع على جريمة تحويل الماء في الفقرة الثانية من الفصلـ 606مجانبا للصواب، وذلك راجع العتبار المشرع ومعه جانب مهم من الفقه والقضاء أن الماء عقار كما سلف الذكر ،وال يصح قول المشرع في هذا الفصل إال في حالة تحويل الماء وتعبئته في قارورات أو صهاريج أو غيرهما ،وبذلك تتحول الطبيعة القانونية للماء من عقار إلى منقول. وبالرجوع إلى الفقرة الثانية من المادة 113من القانون رقم 10.95المتعلق بالماء نجد أنها قد نصت على قواعد زجرية تضمن الحماية المطلوبة ضد الجلب غير المرخص به للماء ،من خالل معاقبة المساهمين والشركاء بنفس عقوبة الفاعل األصلي ،وفي هذا الصدد جاء في قرار لمحكمة النقض أنه ” 0 إذا وقع الضرر من أشخاص متعددين عملوا متواطئين كان كل منهم مسؤوال بالتضامن عن النتائج دون 1 تمييز بين من كان منهم منخرطا أو مشاركا أو فاعال أصليا،ـ ويطبق نفس الحكم إذا تعدد المسؤولون 2 عن الضرر وتعذر تحديد فاعله األصلي من بينهم وتحديد النسبة التي ساهم بها كل واحد منهم في 3 الضرر الالحق به فإنها قضت برفض الطلب المتعلق بالحكم عليهم بالتضامن بأداء التعويض المحكوم 4 به مما كان معه قرارها خارقاـ للقانون ومعرضا للنقض” 5 ولتحقق جريمة تحويل المياه ال بد من تحقق الركن المادي والمعنوي فيها: 6 أوال :الركن المادي 7 يتجلى الركن المادي في جريمة تحويل المياه في تجريم المشرع المغربي لهذا الفعل ،من خالل 8 التنصيص عليه في المادة 113أعاله ،وكذا القواعد الثابتة في التشريعات الجنائية الحديثة ،حيث أن 9 األفعال مهما بلغت درجة مساسها بالنظام االجتماعي ال يمكن العقاب عليها إال إذا جرمها المشرع 0 وحدد لها عقوبات معينة ،فالفعل يعتبر مشروعا وال وجود للجريمة ما دام المشرع ال يصبغ عليه 1 الصفة غير المشروعة ،وفي جريمة تحويل المياه ،فإن السلوك اإلجرامي يتمثل في قيام الفاعل بفعل 2 مادي بأي طريقة تؤدي إلى تغيير مسار المياه سواء بإزالة السد المائي ،أو تحويل اتجاهه بالشكل الذي 3 يؤدي إلى تحويل اتجاه المياه من عقار إلى آخر . 4 ثانيا :الركن المعنوي 5 يتمثل الركن المعنوي في ضرورة توفر القصد الجنائي،ـ وقد عرفه األستاذ محمد شهيب بأنه الشكل 6 العادي لإلرادة اآلثمة قانونا ،إذ تنصرف إرادة الجاني إلى الفعل الذي يرتكبه والنتيجة المقصودة 7 بالعقاب،ـ فتبدو الخطيئة في أظهر صورها ،والقصد الجنائي بهذا المعنى هو إرادة تحقق الواقعة 8 اإلجرامية مع العلم بالعناصر المكونة لها ،كما تم تعريفه أيضا بأنه ” القوة النفسية التي تقف وراء 9 النشاط ال ُم َجرم الذي استهدف به الفاعل إراديا االعتداء على مصلحة من المصالح المحمية من طرف 0 المشرع الجنائي” 1 وهو ما عبر عنه المشرع ب” عمدا ” أي القيام بفعل التحويل بسوء نية مسبقة وبإرادة آثمة تتجه عن 2 وعي وإدراك إلى تحقق الفعل اإلجرامي والنتيجة اإلجرامية ،وأضاف المشرع عبارة ” وبدون حق ” 3 أي أن الفاعل ال حق له في التصرف في الماء أو حيازته للقيام بتحويله . 4 الفقرة الثانية :المخالفات المرتكبة داخل المساحاتـ المسقية 5 تجد هذه المخالفة أساسها القانوني في الفقرة الثالثة من المادة 114حيث نصت على أنه ” وإذا وقع، 6 داخل المساحاتـ السقويـة المعدة والمجهزة من طرف الدولة ،ضبط جلب غير مرخص به مثل صبيب 7 أعلى من الصبيـبـ المرخص به وسقي غير مرخص أو خارج األوقات المحددة ،وسرقة الماء… ومن 8 غير مساس بالعقوبات المطبقة عن مخـالفة شرطة الميـاه المنصوص عليها في هذا القانون ،فإنه يمكن إجبار المخالف على أداء إتاوة إضافية قدرها ضعف اإلتاوة العادية المستحقة من األمتار المكعبة المجلوبة بصفة غير قانونية .ويتم احتساب األمتار بطريقة جزافية مع افتراض أن الصبيب المجلوب بصفة غير شرعية قد وقع بصفة مستمرة خالل العشرة أيام السابقة لضبط المخالفة”. وقد نص المشرع في المادة السابقة على عدة جرائم ،وأوردها على سبيل المثال حيث قال“ :مثل صبيب أعلى” وكذا وضعه نقط الحذف بعد تنصيصه على سرقة الماء…” مما يترك البابـ مفتوحا إلدراج جرائم أخرى كلما ظهر لها موجب. وقد سبق للمشرع المغربي أن عرف السرقة في الفصل 505من ق.ج بالقول“ :من اختلس عمدا ماال مملوكا للغير يعد سارقا…” ويتبين أن المشرع تعرض في الفصلـ 505لعقوبة السرقة البسيطة ،أي التي تكون قد ارتكبت في ظروف عادية فاعتبرها جنحة من الجنح ،لكن باإلطالع على باقي النصوص 0 العائدة لهذه الجريمة ويتضح من خالل ذلك أن المشرع المغربي كيف كل جريمة سرقة على حدة، 1 بحسب ظروف ارتكابها ،وحدد لها العقوبة المالئمة بحسب هذه الظروف . 2 فهل مفهوم السرقة الوارد في القانون الجنائي هو ما يقصده المشرع في قانون الماء؟ 3 المالحظ أن هذا الفعل يمكن أن يكيف على أنه جريمة سرقة تخضع ألحكام الفصلـ 505من ق.ج ،إال 4 أن المشرع المغربي اعتبر في قانون الماء أن سرقة الماء هي جلب غير مرخص به للماء،ـ وأحال 5 بشأنها على العقوبة المنصوص عليها في الفصل 606من ق.ج الذي يتعلق بتحويل المياه من مجراها 6 الطبيعي دون اختالسها ولم يشر إلى العقوبة المقررة للسرقة بشكل عام والمنصوص عليها في الفصل 7 505من ق.ج .وبالتالي يجب تطبيق النص الخاص وهو قانون الماء واستبعاد النص العام ،كيفما كانت 8 هذه السرقة سواء عن طريق تحويل المياه من مجراها “أي كانت لها صفة عقار” ،أو أخذها من مكانها 9 الطبيعي ووضعها في صهاريج أو غيرها “أي كانت لها صفة منقول” 0 وقد جاء في حكم للمحكمة االبتدائية بالجديدة بأن “… .المسمى (ب.م) يقوم بسرقة ماء السقي بواسطة 1 أنابيب بالستيك لسقي بقعة بورية بالمنطقة…”. 2 وجاء في حكم آخر أن ” المتهم بارتكابه داخل الدائرة القضائية لهذه المحكمة ومنذ زمن لم يمض عليه 3 أمد التقادم الجنحي،ـ مخالفة سرقة مياه السقي والري المنصوص عليها وعلى عقوبتها في ظهير 4 …16/08/1995 5 وحيث تتلخص وقائع النازلة من المحضر المنجز من طرف المكتب الجهوي لإلستثمار الفالحي عدد 6 15/11أنه بتاريخ 13/09/2011ضبط المتهم وقد ارتكب المذكور أعاله وتم تحرير محضر معاينة 7 بشأنها” 8 ويمكن تصور الجلب غير المرخص له أيضا في حالة مخالفة الدورة المائية التي تحتسب غالبا بالوقت 9 حالة قيام المستغل بسقي أرضه خارج األوقات المحددة ،أو الزيادة في السقي عن الوقت المخصص له. 0 والمالحظ أن العقوبات التي تصدر بحق المخالفين جد هزيلة ال ترقى إلى مستوى الردع المطلوب 1 والحماية المتطلبة قضاء للملك العام المائي ،حيث جاء في حكم آخر لنفس المحكمة “فإن المحكمة وهي 2 تبت علنيا ابتدائيا وغيابيا بمؤاخذة المتهم من أجل المنسوب إليه والحكم عليه بغرامة نافذة قدرها 1000 3 درهم مع الصائر واإلجبار في األدنى “. 4 وحسب األحكام المتوفر عليها أثناء البحثـ فإنه نادرا ما يحضر المتهم لجلسة المحكمة أو ينصب عنه 5 محاميا ،لعلمه المسبق بالحكم الذي سيصدر في حقه والمتمثل في الغرامة ،والتي يستطيع دفعها دون 6 تردد ،أو عدم المتباعة ،حيث جاء في حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بتيزنيت ما يلي ” :حيث توبع 7 الظنين وأحيل على المحكمة من أجل من نسب إليه. 8 وحيث أن الظنين تخلف على الحضور رغم توصله باالستدعاء بصفة قانونية. وحيث أن تصريحات الظنين تمهيديا لم يرد فيها ما يفيد أن قام بتحويل مجرى الماء. وحيث أن وثائق الملف خالية مما يثبت أن الظنين اقترف الفعل المتابع من أجله… فإن المحكمة تصرح علنيا وابتدائيا وبمثابة حضوري بعم مؤاخذة الظنين من أجل ما نسب إليه والحكم ببراءته وتحميل الخزينة العامة الصائر” وأمام تعدد نفس القضاياـ وصدور نفس األحكام فإن المحاكم وضعت مطبوعا جاهزا لألحكام تضاف إليه فقط بعض المعلومات المتعلقة بالظنين ونوع المخالفة و العقوبة الصادرة بشأنها. وإذا ما عاد الشخص الذي ارتكب الجريمة بعد أن حكم عليه بحكم حائز لقوة الشيء المحكوم به من أجل جريمة سابقة فإنه يعتبر في حالة عود ،وقد نظم المشرع المغربي -على غرار باقي التشريعات المقارنة -أحكام العود في القانون الجنائي ولم يعط تعريفا له ،بل اكتفى بذكر حاالته في الفصول من 0 154إلى ،160تاركا بذلك مهمة تعريفه للفقه .وال يمكن أن تطلق صفة عائد على مجرم إال إذا توفرت 1 فيه عدة شروط ،أهمها أن يكون قد صدر في حق الشخص حكم جنائي ،وأن يكون هذا الحكم حائزا لقوة 2 الشيء المحكوم به من أجل جريمة سابقة ،وأن يعود الشخص إلى ارتكاب جريمة ثانية حسب ما حدده 3 القانون . 4 ونصت الفقرة الرابعة والخامسة من المادة 114من القانون رقم 10.95المتعلق بالماء أنه “وفي حالة 5 العود ،فإن المخالفـ يتعرض لعقوبة من نفس الدرجـة ،إال أن الثمن المطبق ينتقل من الضعف إلى ثالث 6 مرات من الثمن العادي. 7 وفي حالة العود من جديد ،فإن المخالف يمكن حرمانه من الماء إلى حين نهاية موسم السقي الجاري به. 8 وفي هذه الحالة يبقى خاضعا ً ألداء الحد األدنى لإلتاوة المحدد في النصوص الجاري بها العمل”. 9 المطلب الثاني :حماية البيئة والمستهلك في قانون الماء 0 إن االرتفاع الملحوظ في وثيرة النمو الديموغرافي ،وتوسع المناطق الحضرية ،وما رافق ذلك من 1 تطور عمراني ،وانتشار الصناعات التحويلية بمختلف أنواعها ،كل ذلك كان له تأثير مباشر على تزايد 2 الطلب على المياه من جهة ،وعلى تعرض مواردها للتلوث أكثر من أي وقت مضى من جهة ثانية . 3 وباعتبار الماء أحد أهم مقومات الحياة على سطح األرض بالنسبة لإلنسان والحيوان والنبات،ـ فإنه 4 أيضا قد يكون سببا في تهديد الحياة عليها إذا كان ملوثا ،ومع ازدياد عدد السكان في العالم المصاحب 5 للتقدم الصناعي والتكنولوجي تسارع تلويث مياه األنهار والبحيرات والبحار والمياه الجوفية ،ووعيا 6 من المشرع المغربي بخطورة المسألة تدخل بعدة نصوص لتجريم تلوث الملك العام المائي (فقرة 7 أولى). 8 كما سن في نفس القانون مقتضيات عدة لحماية المستهلك المائي في المادة 73من القانون رقم 10.95 9 المتعلق بالماء ( فقرة ثانية). 0 الفقرة األولى :المخالفات المتعلقة بالبيئة 1 يتميز المغرب بتنوع بيئي ال مثيل له في حوض البحر األبيض المتوسط ،فالثروات البيئية ذات قيمة 2 لالستهالك واالستعمال من الصعب تقديرها ،فضال عن الدور المهم الذي تلعبه ،غير أن هناك مخاطر 3 تهددها ،ترجع باألساس إلى تعدد األنشطة البشرية ،ذلك أن التزايد الديموغرافي ،من جهة ،والتنمية 4 االقتصادية على حساب الموارد الطبيعية ،من جهة أخرى ،يؤديان إلى تدمير هذا التنوع . 5 وقد كانت مسألة الحفاظ على ثروات البالد من التلوث – كالمياه ،والتربة ،والشواطئ -هاجسا ثقيال 6 شغل بال المسؤولين في المغرب منذ السنوات األولى الستقالله ،ودفعهم إلى اتخاذ عدة إجراءات 7 احترازية حيال بعض تصرفات السكان في تعاملهم مع عناصر البيئة الطبيعية ،بما في ذلك الموارد 8 المائية ،بقصد الحد من اآلفات السلبية ،وكافة أنواع األذى التي يمكن أن تنعكس على البيئة سلبا . ومن تجليات ذلك ،عملت السلطات العمومية على إعادة هيكلة اللجنة الوطنية للمحافظة على البيئة الطبيعية المحدثة بمرسوم 28ماي 1974في عدة مناسبات من أجل مسايرة التطورات التي عرفها المغرب في هذا المجال ،ففي بداية الثمانينيات صدر مرسوم 12ماي 1980المتعلق بإعادة تنظيم المؤسسات المكلفة بحماية البيئة وتحسينها ،وتم بمقتضى هذا المرسوم إحداث مجلس وطني للمحافظة على البيئة ،بدل اللجنة الوطنية ،وكذا إحداث مجالس جهوية مكلفة بمتابعة القضايا البيئية على المستوى الجهوي .وقد عمل المرسوم على توسيع اختصاصات هذا المجلس وتعزيز عملية التشاور والتنسيق من خاللها بين كافة األطراف المعنية بقطاع البيئة سواء على المستوى الوطني أو على المستوى المحلي ومن مميزات القانون رقم 10.95المتعلق بالماء أنه سيساهم في تحسين الوضع البيئي للموارد المائية الوطنية حيث سيكون أداة فعالة لمحاربة تلويث المياه ،علما بأن تحقيق هذا الهدف يتطلب عمال تشريعيا 0 إضافيا قي مجال تدبير الشواطئ وتقنين استعمال الموارد الكيماوية المستعملة في األنشطة االقتصادية 1 اإلنتاجية . 2 وقد خص قانون الماء مواد لمحاربة التلويث المائي ،ويمكن تعريف تلويث الماء بأنه إحداث إتالف أو 3 فساد في نوعية الماء بما يؤدي إلى تدهور نظامها اإليكولوجي بصورة أو بأخرى إلى درجة تسبب في 4 نتائج مؤذية ناجمة عن استخدام هذا الماء ،ويعرف كذلك بأنه أي تغير فزيائي أو كيميائي في نوعية 5 المياه ،بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ،يؤثر سلبا على الكائناتـ الحية ،أو يجعل المياه غير صالحة 6 لالستخدامات المطلوبة ،مما يؤثر على حياة الفرد واألسرة والمجتمع . 7 وفي هذا السياق جاء الدستور الجديد بمقتضى جد هام يتعلق بحق المواطن المغربي في بيئة سليمة، 8 حيث نص الفصل 31منه على أن ” :تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية ،على 9 تعبئة كل الوسائل المتاحة ،لتسيير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين ،على قدم المساواة ،من الحق 0 في: 1 – العالج والعناية الصحية؛ 2 –… 3 – الحصول على الماء والعيش في بيئة سليمة”. 4 وهو ما يدعم ما جاء به المشرع في الباب السادس من القانون رقم 10.95المتعلق بالماء المعنون 5 ب”محاربة تلوث المياه” ،إذ خصص له المواد من 51إلى ،57حيث منعت المادة 53كل عمليات 6 صب أو سيالن أو رمي أو إيداع مباشر أو غير مباشر في مياه سطحية أو طبقات جوفية من شـأنـه أن 7 يـغير المميزات الفيزيائية بما فيها الحرارية واإلشعاعية والكيميائيـة والبيولوجية أو البكتيرولوجية 8 بدون ترخيص سابق تسلمه وكـالة الحوض بعد إجراء بحث. 9 أما العملياتـ الموجودة قبل صدور هذا القانون ،فإنه يجب التصريح بها داخل األجل الذي تحدده وكالة 0 الحوض المائي ،ويعتبر التصريح المقدم في هذا الشأن بمثابة ترخيص يخضع للشروط المشار إليها 1 سابقا. 2 وقد نصت المادة 57من قانون الماء على شروط استعمال المياه المستعملة ،والتي تحتاج إلى ترخيص 3 من وكالة الحوض المائي ،واعتبر المشرع المغربي في المادة 112من قانون الماء أن كل خرق 4 لمقتضيات المادة 57يشكل جريمة يعاقب عليها بالحبـس من شهر إلى 12شهرا وبغرامة من 1200 5 إلى 2500درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط. 6 وتتكون هذه الجريمة من ركن مادي يتمثل في القيام باستعمال المياه المستعملة دون الحصول على 7 ترخيص من وكالة الحوض المائي ،وركن معنوي يتمثل في أن يكون للفاعل النية والقصد الجنائي في 8 استعمال المياه المستعملة رغم عدم توفره على ترخيص مسبق من الوكالة . وتؤكد مختلف الدراسات أن جودة المياه السطحية والباطنية أصبحت تواجه تدهوراً ملحوظا نتيجة التلوث ،ومن أسبابه نجد التخلص من مياه الصرف الصحي بالمجاري المائية أو على األتربة ،وكذا المياه العادمة الصناعية دون تنقية في المجاري المائية ،ورشح األسمدة والمبيدات المستعملة في الزراعة ،حيث أصبحت عدة نقاط مائية تعرف تركيزات عالية من النترات تفوق المعايير الطبيعية للماء الشروب ،وهو 50ملغ/لتر ،كما هو الحالـ مع فرشة تادلة . ومن أجل المحافظة على موارد المياه العامة والجوفية من عوامل وأسباب التلوث ،فإن المشرع نص صراحة في المادة 54على منع ما يلي : -1إفراغ ميـاه مستعملة أو نفاياتـ صلبة في الوديان الجافة وفي اآلبار والمساقي والمغـاسل العموميـة واألثقاب والقنوات ودهاليز التقاط المياه .ويسمح فقط بتفريغ المياه الراسبة أو الميـاه المنزلية المستـعملة 0 في آبار مصفية مسبوقة بمبلعات ؛ 1 -2القيـام بأي تفريش أو طمر للمصاريف المائيـة ووضع نفاياتـ من شأنها تلويث المياه الجوفية عن 2 طريق التسرب أو تلويث المياه السطحية عن طريق السيالن؛ 3 -3تنظيف الغسيل أو أشياء أخرى خاصة اللحـوم أو الجلود أو المنتجـات الحيوانـية في مياه السواقي 4 وأنابيب الماء والقناطر المائية والقنوات والخزانـات واآلبـار التي تغذي المدن والتـجمعاتـ السكنية 5 واألماكن العمومية وداخـل مناطق حمايـة هذه السواقي واألنابيب والقنـاطر والقنوات والخزانات 6 واآلبار؛ 7 -4االستحـمام واالغتسال في المنشآت المذكورة أو توريد الحيواناتـ منها وتنظيفها أو غسلها ؛ 8 -5وضع مـواد مضرة وإنشـاء مـراحـيـض أو بالوعات داخل مناطق حماية السـواقي وأنابيب الماء 9 والقناطر المائية والقنوات والخزاناتـ واآلبار المذكورة؛ 0 -6رمي الحـيـوانات الميتـة في مجـاري الماء وفي البـحـيراتـ والبرك والمستنقعات ودفنها بمقربة من 1 اآلبار والنـافوراتـ والمساقـي العمومية ؛ 2 -7القيـام داخل المدارات الحضرية والمراكز المحددة والتـجـمعاتـ القروية التي تتوفر على مخطط 3 للتنمية برمي أية مياه مستعملة أو أية مادة مضرة بالصحة العمومية خـارجـ األماكن المعينة لهذا 4 الغرض أو بكيفية تتـعارض مع ما هو منصوص عليه في هذا القانون وفي النصوص التنظيمية الجاري 5 بها العمل. 6 ويهدف المشرع من تجريم هذه األفعال إلى الحفاظ على الصحة العامة ،والحماية من التلوث ،ألن من 7 شأن استعمال مياه مستعملة سواء في الفالحة أو في أي استعمال آخر أن يؤدي إلى إضرار بالصحة 8 العامة وتلويث البيئة ،وأن وكالة الحوض ال ترخص باستعمال المياه المستعملة إال بعد إخضاعها 9 للمعالجاتـ خاصة والتثبت من عدم إضرارها بالصحة العامة في االستعماالت التي ستخصص لها . 0 ومن أجل حماية أكثر لمستعملي الماء ،فإن المشرع قد حمى المستهلك المائي بمقتضيات خاصة. 1 الفقرة الثانية :الحماية القانونية للمستهلك المائي 2 أصبحت حماية المستهلك الشغل الرئيسي لألفراد وبشكل خاص في الجانبـ االقتصادي منها ،ومن 3 البديهي أن لالستهالك دورا أساسيا في الحياة االقتصادية لما له من تأثير في الحياة اليومية للفرد 4 والمجتمع ،األمر الذي دفع بالمشرع المغربي إلى إصدار العديد من النصوص التشريعية التي تهدف 5 إلى حماية المستهلك من تجاوزات المنتجين والبائعين والمحتكرين. 6 ولتطبيق هذه الحماية فإن المشرع الجنائي يضع عدداً من النصوص التجريمية بقدر عدد األفعال التي 7 يريد منعها ،وفي كل نص من تلك النصوص يحدد نموذجا لما ينبغي أن تكون عليه الجريمة ،ويتطلب 8 بعد ذلك أن يكون الفعل المرتكب مطابقا لهذا النموذج لكي يستمد منه الصفة غير المشروعة ،وفي هذا السياق جاءت المادة 76من قانون الماء كآلية قانونية لحماية المستهلك المائي من التالعب الذي قد يتعرض له من بائعي المادة ،وانطالقا من ذلك يمكن تسمية هذه الجرائم ،بجرائم غش وتضليل المستهلك المائي ،جرمها قانون الماء في الفقرة األولى من المادة المذكورة بالقول ” يعتبر ما يلي جريمة بمفهوم القانون رقم 13.83المتعلق بالزجر عن الغش في البضائع الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.83.108بتاريخ 9محرم 5 ( 1405أكتوبر )1984ويعاقب عليها بالعقوبات المنصوص عليها في هذا القانون”. ومع صدور القانون القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلك ،فإن المقتضياتـ الواردة فيه هي الواجبة التطبيق بدل القانون المتعلق بالزجر عن الغش في البضائع،ـ لكون المادة 196منه نسخت المادة العاشرة من القانون المتعلق بالزجر عن الغش في البضائع بالقول ” تنسخ أحكام الفصل 10من القانون 0 رقم 10.83المتعلق بالزجر عن الغش في البضائع ”. 1 وقد عرفت مجلة المياه التونسية ماء االستهالك بالقول“ :الماء المعد لالستهالك هو الماء الخام أو 2 المعالج المعد للشرب ولألغراض المنزلية ولصنع المشروبات الغازية والمياه المعدنية وكل مادة 3 غذائية ،ويجب أال يشمل الماء المعد لالستهالك على كميات مضرة وال على مواد كيميائية وال على 4 جراثيم مضرة بالصحة كما يجب عالوة على ذلك أن يكون خاليا من عالئم التلوث وأن تكون له 5 خصائص مقبولة من حيث تكوينه العضوي” . 6 لذا جاء قانون االستهالك بمجموعة من القواعد القانونية لحماية المستهلك في مواجهة التحوالت 7 االقتصادية والتطورات العلمية ،بعد أن تبين عدم كفاية القواعد العامة للتعاقد في توفير رضى حر 8 ومتبصر للمستهلك كطرف ضعيف في مواجهة المهنيين المتمتعين بكل عناصر التفوق . 9 فعقد االستهالك يجمع بين مستهلك مشدود بجاذبية قوة اإلغراءات ،منبهر بفعل تنوع أساليب العرض 0 والدعاية ،مندفع نحو استهالك مواد وسلع وأغذية وخدمات يجهل في الغالبـ كنهها وتركيبتها ،وبين 1 مهني يمتلك القدرة الفنية والتقنية التي تخوله إمكانية التحكم في ظروف التعاقد وشروطه ،بحيث 2 يستدرج المستهلك في الحقيقة إلى التوقيع على عقد ال يساهم في إنشائه بإرادة متبصرة وواعية بكل 3 حيثيات االتفاق وتداعياته ،فإن قانون االستهالك يطرح مجموعة من األحكام التي ترمي في مجملها إلى 4 تدعيم رضا المستهلك حتى ينشأ العقد االستهالكي عن بينة واختيار حقيقيين ،وهو ما نصت عليه المادة 5 الثالثة من القانون رقم 08.31القاضيـ بتحديد تدابير لحماية المستهلك بالقول إنه” يجب على كل مورد 6 أن يمكن المستهلك بأي وسيلة مالئمة من معرفة المميزات األساسية للمنتوج أو السلعة التي من شأنها 7 مساعدته على القيام باختيار معقول باعتبار حاجياته وإمكانياته. 8 ولهذه الغاية ،يجب على كل مورد أن يعلم المستهلك بوجه خاص عن طريق وضع العالمة أو العنونة 9 أو اإلعالن أو بأي طريقة مناسبة أخرى بأسعار المنتوجات والسلع وبتعريفات الخدمات وطريقة 0 االستخدام أو دليل االستعمال ”.. 1 وتحقيق التوازن يتطلب توفير الحماية للطرف الضعيف في المعادلة ،هذه الحماية التي تأخذ ثالثة أبعاد، 2 أولها الحماية المادية للمستهلك بضمان سالمته الصحية ،ثانيها الحماية القضائية وثالثها الحماية 3 القانونية ،وتتمثل في حق ولوج العدالة والحق في التعويض . 4 ولحماية المستهلك المائي ،فقد عددت المادة 73من قانون الماء مجموعة من الجرائم،ـ ويتعلق األمر ب: 5 – جريمة الحيازة من أجل البيع أو العرض للبيع تحت اسم ” ماء طبيعي” ذي منعة طبية ،وماء المائدة 6 أو ماء العين غير مرخص رسميا باستغالله وبعرضه للبيع أو بيعه. 7 ويأتي هذا التجريم لحماية المستهلكين من أي تناول لمياه ال تستجيب للمعايير الصحية الضرورية ،وما 8 ينتج عن ذلك من أضرار صحية خطيرة. – جريمة الحيازة بغرض البيع أو العرض للبيـع أو البيع تحت تسمية مطبقـة علـى الميـاه الغازية طبيعيا لماء غازي مصطنع ،أو تمت تقويـة نسبـة الغاز فيـه ،إذا لم تكـن هذه اإلضافة أو التقويـة مرخصـا بـها ومشـارا إليـها صراحـة في كل أشكـال التـعبئـة الموضوعة رهن إشارة العموم ،وهو ما من شأنه أن يشكل تزييفا ،والتزييف هو التغيير الذي يدخل على المنتوج بفعل يد اإلنسان بطرق كثيرة، أهمها الخلط أو النزع . – جريمة الحيازة بغرض البيع أو العـرض للبيـع أو البيـع عـن قصد تحـت تسميـات متعددة لنفس الماء ،وفي هذا تضليل للمستهلك من أجل إيقاعه في غلط يدفعه إلى التعاقد بوسائل احتيالية ،ويحق للمستهلك والحالة هذه المطالبة بالتعويض عن الضرر الذي لحقه نتيجة هذا الفعل الجرمي سواء في إطار الدعوى المدنية التابعة ،أو دعوى مدنية أمام القضاءـ المدني . 0 – جريمة الحيازة بغرض البيع أو العرض للبيع أو البيع عن قصد تحت اسم معين ،لمـاء ليس له 1 األصل المشار إليه ،وهو ما يشكل إشهارا كاذبا ،ويكون اإلشهار كاذبا في وجود السلع أو الخدماتـ و 2 طبيعتها وتركيب وجودها ومحتواها من العناصر المفيدة ومنشئها وكميتها وطريقة وتاريخ صنعها 3 وخصائصها . 4 والمالحظ أن الشروط التي تنقل فيها المياه المعبأة غير صحية ،إذ تنقل في النهار تحت أشعة الشمس 5 مما يؤثر على خصائصهاـ ويفقدها جودتها المطلوبة ،لذا يجب أن يتدخل المشرع بإلزام المهنيين بنقل 6 وتخزين المياه المعبأة وفق ظروف تستجيب لمعايير السالمة الصحية من قبيل نقلها ليال وتغطية 7 القوارير بغطاء يضمن عدم تعرضها ألشعة الشمس وخزنها في مكان خال من الرطوبة وبعيدا عن 8 المواد الملوثة. 9 – اسـتعمال أي إشـارة أو عـالمـة على األوراق التـجـاريـة والفاتـورات والفهـارس والبـيـاناتـ 0 التمهيدية والملصقاتـ واإلعالنات أو أية وسيلة أخرى لإلشهار يكـون من شأنها أن تحدث غموضا في 1 ذهن المستهلك حول طبيعة وحـجم وجـودة ومصـدر المياه ،وهو ما أكدته المادة 21من القانون رقم 2 31.08القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلك بالقول إنه “يمنع كل إشهار من شأنه أن يوقع في الغلط 3 بأي وجه من الوجوه ،إذا كان ذلك يتعلق بواحد أو أكثر من العناصر التالية: 4 حقيقة وجود السلع أو المنتوجات والخدمات محل اإلشهار وطبيعتها وتركيبها ،ومميزاتها األساسية 5 ومحتواها من العناصر المفيدة ونوعها ومنشؤها وكميتها وطريقة وتاريخ صنعها وخصائصها وسعرها 6 أو تعريفتها وشروط بيعها…” 7 عدم اإلشارة على المنتوج إلى تاريخ عرضه للبيـع وتاريخ نهاية صالحيتـه ،يعد أحد أهم المقتضياتـ 8 التي يجب على المهني الحرص على توضيحها للمستهلك بشكل مقروء وفي مكان واضح ،وعدم 9 اإلشارة لذلك من شأنه أن يضر بصحة المستهلك ،مما قد يهدد األمن والصحة االجتماعيين ،لذلك 0 حرص المشرع على زجر عدم اإلشارة إلى تاريخ نهاية صالحية المنتوج المائي. 1 وبالرجوع إلى القرار المشترك لوزير الفالحة والتنمية القروية والصيد البحري ووزير الصحة ،فإنه 2 يجب أن يـبين في المياه المعدنية من الينابيع أو المائدة التاريخ األقصى للصالحية ،وهو سنة واحدة .أما 3 الحرارة القصوى للحفظ فقد أشار الجدول الملحق بالقرار إلى أنها متغيرة ،وفي هذا قصور حمائي 4 للمستهلك،على اعتبار الظروف التي تنقل فيها المياه في فصل الصيف. 5 المبحث الثاني 6 مظاهر الحماية الجنائية على مستوى ضبط المخالفاتـ 7 تقتضي دراسة اإلجراءاتـ الخاصة التي يجب سلوكها بالنسبة لجرائم المياه تحديد الجهات التي يخولها 8 المشرع حق ضبط هذه الجرائم والتي سماها شرطة الماء ،ومن وظائف شرطة الماء – كما هو الحال بالنسبة للشرطة القضائية العامة – تدعيم الحفاظ على طمأنينة وسالمة األفراد ،وكذا المحافظة على النظام العام في الجانب المتعلق بالمياه . وقد حدد القانون 10.95المتعلق بالماء في المادة 104الجهاتـ التي يتكون منها جهاز شرطة الماء، وتتمثل في ضباط الشرطة القضائية المنصوص عليهم في المادتين 19و 20من قانون المسطرة الجنائية ،وكذا األعوان المعينين لهذا الغرض من طرف اإلدارة ووكالة الحوض ،وحدد االختصاصاتـ الموكولة إليه والمتمثلة في حماية الملك العام المائي من كل اعتداء من شأنه أن يلحق الضرر ،وذلك بتحرير محضر للمخالف ،محددا البيانات التي يجب أن تدرج فيه وحجيته القانونية (المطلب األول) . بيد أن مزاولة شرطة الماء ال تخلو من إكراهاتـ عدة تؤثر على الجدوى منه ومن الدور المنوط به، منها ما هو مرتبط بالجهاز نفسه ،ومنها ما هو مرتبط بالمحيط الذي يشتغل فيه ( المطلب الثاني). 0 المطلب األول :الجهاز المكلف بمعاينة مخالفات الماء وحجية محاضره 1 عدد مشرع المسطرة الجنائية ضباط الشرطة القضائية وحدد المهام المنوطة بهم والمتمثلة في مهمة 2 البحث والتحري عن الجرائم البيئية في إطار نشاطهم العام ،وجمع األدلة عنها والبحث عن مرتكبيها 3 وتحرير محضر في ذلك مع إخطار وكيل الملك المختص وإفادته بأصول هذه المحاضر . 4 إلى جانب ضباط الشرطة القضائية توجد شرطة إدارية تهدف وظائفها أساسا إلى تدعيم الحفاظ على 5 طمأنينة وسالمة األفراد ،وكذا المحافظة على النظام العام في الجانبـ المتعلق بالمياه هي ” شرطة 6 المياه” (فقرة أولى). 7 وجميع األعمال التي تقوم بها شرطة المياه تنجز في وثائق مكتوبة تسمى المحاضر ،وقد حدد المشرع 8 المغربي شكليتها وحجيتها في اإلثبات ،ونص على أن عدم التقيد باإلجراءاتـ الواجب تضمينها بها ،من 9 شأنه أن يضعف قوتها القانونية كورقة إثبات ضد مرتكب المخالفة ( فقرة ثانية ). 0 الفقرة األولى :الجهاز المكلف بمعاينة مخالفاتـ قانون الماء 1 إن مفهوم الشرطة القضائية ال يمكن أن يقصد منه تلك الهيئة الموجودة في بنايات األمن الوطني أو 2 الدرك الملكي ،بل هي هيئات خول لها المشرع الصالحية للبحث عن الجرائم ومشاهدتها وجمع الحجج 3 عليها والبحث عن الفاعل أو الفاعلين وتقديمهم إلى النيابة العامة . 4 ويجد الجهاز المكلف بضبط مخالفاتـ الماء أساسه في المادة 104من القانون رقم 10.95المتعلق 5 بالماء التي نصت على أنه” يعهد بمعاينة المخالفات لمقتضياتـ هذا القانون ونصوصه التطبيقية ،عالوة 6 على ضباط الشرطة القضائية إلى األعوان المعينين لهذا الغرض من طرف اإلدارة ووكالة الحوض 7 والمحلفين طبقا للتشريع المتعلق بأداء القسم من طرف األعوان المكلفين بتحرير المحاضر”.ـ 8 وشرطه الماء ليست وليدة القانون رقم 10.95المتعلق بالماء بل أنشأها المشرع بمقتضى الفصل 24 9 من ظهير فاتح غشت 1925المتعلق بجعل ضابط المياه ،وكانت تشمل مهندسي الطرق واألشغال 0 العمومية ،والموظفين واألعوان بإدارة المياه والغابات الذين لهم الصفة الضبطية ،إضافة إلى ضباط 1 الشرطة القضائية من شرطة ودرك وكل شخص مكلف بحراسة المياه. 2 وعرف أحد الباحثين شرطة المياه بأنها جهاز إداري يتمتع بالصفة الضبطية يتولى ضبط ومعاينة 3 الجرائم والخروقات الماسة بقانون الماء،ـ والتي تهدد سالمة الملك العام المائي بصفة خاصة واألمن 4 العام المائي بصفة عامة وعرفها آخر بأنها ذلك الجهاز الذي يقوم بمراقبة تطبيق القوانين والقراراتـ 5 والمعين من طرف اإلدارة . 6 واألشخاص الموكول لهم ضبط مخالفات الماء حسب المادة 104أعاله صنفان هما: 7 ضباط الشرطة القضائية(أوال) ،واألعوان المكلفون لهذا الغرض من طرف اإلدارة ووكالة الحوض 8 المائي(ثانيا). أوال :ضباط الشرطة القضائية لن تتم دراسة جهاز الشرطة القضائية باعتباره أحد مباحث المسطرة الجنائية ،ولكن سيتم من باب تحديد األشخاص الذين أوكل لهم المشرع إمكانية المعاينة والتثبت من المخالفات المتعلقة بقانون الماء . وضباط الشرطة القضائية منظمون في الباب الثاني من الباب األول من القسم األول من الكتاب األول من قانون المسطرة الجنائية المغربي ،وهم حسب المادة 19منه يضمون باإلضافة إلى الوكيل العام للملك ووكيل الملك ونوابهما وقاضي التحقيق ،بوصفهم ضباطا سامين للشرطة القضائية ،كذلك ضباط الشرطة القضائية المكلفين باألحداث وأعوان الشرطة القضائية. الضباط العاديون المحددون في المادة 20من القانون السالف الذكر وهم أساسا المدير العام لألمن الوطني ووالة األمن والمراقبون العامون للشرطة ،وعمداء الشرطة وضباطها ،وضباط الدرك الملكي 0 وذووا الرتب فيه .وكذا الدركيون الذين يتولون قيادة فرقة أو مركز للدرك طيلة مدة هذه القيادة ،تم 1 الباشاوات والقواد . 2 ويمكن أن تخول كذلك صفة ضباط الشرطة القضائية لمفتشي الشرطة التابعين لألمن الوطني ممن 3 قضوا على األقل 3سنوات بهذه الصفة بقرار مشترك لوزيري العدل والداخلية وللدركيين الذين قضوا 4 على األقل 3سنوات من الخدمة بالدرك الملكي وعينوا رسميا بقرار مشترك لوزير العدل والسلطة 5 الحكومية المكلفة بالدفاع الوطني . 6 ثانيا :األعوان المعينون من طرف اإلدارة ووكالة الحوض المائي 7 ويمثلون األشخاص الذين تم تعيينهم بقرار يصدره كاتب الدولة المكلف بالماء بعد استشارة مدير وكالة 8 الحوض المائي المختص والذي يقدم تقريرا في الموضوع حول سيرة وسلوك الموظف المقترح وقدرته 9 على تحمل هاته المسؤولية كما يمكن تعيينهم بقرار لمدير وكالة الحوض المائي والذي يبقى المختص 0 في ذلك بصفة أصيلة . 1 وإذا تعلق األمر بالموظفين المكلفين بمعاينة مخالفاتـ الماء أو الشرطة المائية التابعين للمكاتب الجهوية 2 لالستثمار الفالحي ،فإنه يتم اختيارهم من لدن رؤساء مكاتب توزيع الماء ،ورؤساء مراكز تسيير شبكة 3 الري ،وبعد ذلك يقوم مدير المكتب باقتراح من رئيس قسم تسيير الري التابع له باتخاذ قرار تعيين 4 الموظف المقترح للقيام بتثبيت مخالفات سرقة مياه السقي ،وكذا الخسائر واألضرار التي تمس الملك 5 العمومي ومرافقه . 6 ويلزم األعوان المذكورين أداء اليمين القانونية حسب ما جاء في المادة 104من القانون رقم 10.95 7 المتعلق بالماء وإال فقدت المحاضرـ التي ينجزونها قوتها الثبوتية. 8 والمالحظ أن تعدد المتدخلين في ضبط مخالفات الماء ال يؤدي الوظيفة المطلوبة بل يؤثر سلبا عليها 9 على اعتبار اعتقاد هذه الجهاتـ أن ضبط مخالفاتـ الماء ليس اختصاصا أصيال لها ،أو لجهل عناصرها 0 بهذه المهمة ،نفس الشيء نجده مع تعدد جهات الضبط في قوانين أخرى كالقانون رقم 12.90المتعلق 1 بالتعمير والقانون رقم 90.25المتعلق بالتجزئاتـ العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقاراتـ . 2 نفس اإلشكالية يعرفها التشريع الفرنسي ،لذلك دعا الفقيه الفرنسي Carole Evardإلى توحيد كافة 3 الوحدات اإلدارية المكلفة بشرطة المياه في مصلحة واحدة تحت إشراف ووصاية جهاز واحد الن من 4 كثرة المتدخلين وغياب التنسيق ضياع األهداف ،وتعاني شرطة المياه في فرنسا من ضعف في تغطية 5 كافة التراب الفرنسي الشيء الذي يؤدي إلى عدم تفعيل النصوص القانونية والعقوبات المقررة ويطرح 6 إشكالية تطبيق “الملوث مؤدي” . 7 والمالحظ أن شرطة الماء في المغرب ليست أفضل حاال من نظيرتها الفرنسية سواء من حيث تعدد 8 المتدخلين ومحدودية فعاليتهم ،سواء من حيث قلة األعوان المكلفين بضبط مخالفاتـ الماء على مستوى كل حوض مائي ،أو من حيث عدم القدرة على تغطيته ترابيا ،إذ نجد عدد األعوان بوكالة الحوض المائي بملوية ستة أفراد ،وهذا العدد من المستحيل أن يغطي تراب الحوض الذي يضم 12عمالة إقليما ،و 170جماعة . وتعاني شرطة الماء من جهل المواطنين بهذا الجهاز وعدم توفرهم على زي رسمي من شأنه أن ينبه المخالفين إلى صفة هذه الفئة كما سنرى الحقا. الفقرة الثانية :حجية المحاضر المنجزة من طرف شرطة المياه إن مجموع العمليات التي تقوم بها شرطة المياه بجميع مكوناتها ال تكون لها قيمة قانونية ما لم تفرغ في الشكل القانوني الذي أطلق عليه المشرع اسم ” المحضر” ،والمحضر حسب المادة 24من قانون المسطرة الجنائية هو ” الوثيقة المكتوبة التي يحررها ضباط الشرطة القضائية أثناء ممارسة مهامهم 0 ويضمنها ما تلقاه من تصريحاتـ أو قام به من عمليات ترجع الختصاصه”. 1 إال أن قانون الماء لم يعرف المحضر ،بل اكتفى بذكر ما يجب أن يتضمنه حيث جاء في المادة 108 2 منه على أنه ” يجب أن يـتضمن محضر المعاينة على الخصوص ظروف ارتكـابـ المخالفة 3 وشروحات المخالف وكذا العناصر التي تبين مادية المخالفات. 4 وتوجه المحاضر المحررة إلى المحاكم المختصة داخل أجل عشرة أيام ،ويوثق بالمعاينات التي 5 يتضمنها المحضر إلى أن يثبت العكس”. 6 فما هي البيانات التي يجب أن يتضمنها المحضر؟ وما حجيته القانونية؟ 7 أوال :بيانات محضر المعاينة 8 لقد اقتصرت المادة اآلنفة الذكر على ذكر أهم البيانات التي يلزم أن يتضمنها المحضر ،ويرجع 9 بخصوص باقي البيانات المتطلبة في المحاضرـ إلى قانون المسطرة الجنائية باعتبارها الشريعة العامة 0 في هذا المجال. 1 والمحاضر تتوج عمل جهاز شرطة الماء بحيث يجب أن تتضمن جميع المعلومات المتعلقة بالمخالفة،ـ 2 وأهميتها تزداد في المجال الجنحي ألن رجال القضاءـ سيركزون بدرجة أساسية على ما هو وارد فيها 3 من معلومات ما لم يقتنع القاضيـ بضرورة استبعادها كلما تراءت له ظروف وقرائن تدعم قناعاته . 4 ومن أهم الطعون الموجهة للمحاضر أمام هيئة القضاء نجد عدم التفصيل في ذكر ظروف ارتكاب 5 المخالفة من حيث زمانها ومكانها وطبيعتها بشكل مدقق ،خاصة إذا كان المحضر هو الوثيقة الوحيدة 6 بالملف ،واالعتناء بشكليات المحضر من تعريف بالجهاز الذي ينتمي إليه محرر المخالفة وصفته 7 وغيرهما مما يرفع الجهالة عنه كمثال على ذلك “محضر المعاينة رقم ،10/102يوم المعاينة :في يوم 8 الخميس 17/06/2010على الساعة الثانية مساء ،أنا الموقع أسفله ( م.ص) تقني بوكالة الحوض 9 المائي لسبو وعون الشرطة المكلف بمراقبة الملك العام المائي بمقتضى القرار رقم 17بتاريخ 0 21/07/2008الصادر عن السيد كاتب الدولة المكلف بالبيئة والماء ،والمؤدي اليمين القانونية أمام 1 المحكمة االبتدائية بفاس بتاريخ 25/09/2008نورد المعطيات اآلتية: 2 سند التدخل. 3 في إطار مراقبتنا للملك العام المائي على مستوى مقطع من واد بورجلين ضبطنا …”. 4 نفس الشيء نجده مع بعض المحاضرـ المنجزة في شأن مخالفة شروط استعمال الماء الفالحي،ـ إذ تكون 5 خالية من أي إشارة إلى توقيع المخالف،ـ وهذا مالم ينظمه قانون الماء رقم 10.95ضمن أحكامه ،إذ لم 6 يشر إلى توقيع المكلف بشرطة المياه في النصوص المتعلقة بإثبات المخالفات ،ومع ذلك فإن هذه 7 المحاضر – من الناحية العملية – تتضمن توقيع العون الذي عاين وأثبت المخالفة وحرر المحضر 8 بشأنها ،لما للتوقيع من أهمية. وعلى العون المكلف بضبط المخالفة تبني الحياد الذي ال يعني فقط عدم تحريف الوقائع– الذي هو شرط في تحقق الموضوعية – وإنما االمتناع عن إعطاء تأويالت للوقائع التي تناولها البحث بحيث يصل به األمر إلى إعطائها تكييفا قانونيا بحسب ما اقتنع به شخصيا ،ألن هذا ليس من صالحياته التي تقتصر على جمع المعلومات بشأن أفعال ووقائع معينة ووضعها رهن إشارة السلطة التي أوكل إليها القانون سلطة اتخاذ القرار بشأن المتابعة أو عدمها. إن عون شرطة المياه يقوم باستعراض الوقائع دون تكييفها قانونا ،ألن هذا العمل من اختصاص الجهات القضائية ،مع اإلشارة إلى أن اإلدارات المختصة قد اعتمدت نماذج مطبوعة لمحاضرـ مختلف المخالفات ،وذلك لتفادي نقص البيانات الالزمة في المحضر والتي من شأن نقصانها أن يؤدي إلى الطعن فيها. 0 ويوجه المحضر طبقا للمادة 108من القانون رقم 10.95المتعلق بالماء إلى المحاكم المختصة داخل 1 أجل 10أيام ،غير أن المشرع لم يحدد تاريخ بداية احتسابها ،هل من يوم تحرير المحضر؟ أم من يوم 2 ارتكاب المخالفة؟ 3 انقسم الباحثون بخصوص تحديد ابتداء العشرة أيام إلى قسمين ،حيث ذهب التوجه األول إلى أنه وإن 4 كان استعمال المشرع في هذه المادة لعبارة ” المحاضر المحررة ” يسمح بالقول إن أجل العشرة أيام 5 يحتسب من تاريخ المحضر وليس من تاريخ وقوع المخالفة،ـ فإن تأكيد المادة 106على فورية تحرير 6 المحاضر يجعل من الضروري أن يكون التاريخان واحدا ،وأن عدم احترام هذا األجل لبعث المحاضرـ 7 للمحكمة يجعلها معيبة من حيث الشكل .في حين ذهب التوجه الثاني إلى أن أجل العشرة أيام يحتسب 8 من تاريخ تحرير المحضر،ـ ذلك أن إجراءاتـ البحث التمهيدي قد تستغرق وقتا أطول من عشرة أيام، 9 خاصة وإن صاحبتها عمليات أخرى من قبيل التحليالت المخبرية للعينات واستجماع الوثائق واالستماع 0 للمعنيين باألمر. 1 وحسب ما تكون لدي من رأي فإن التوجه الثاني حري بالتأييد على اعتبار المبررات المنطقية التي جاء 2 بها ،وكذا انسجاما مع روح المادة 108التي جاءت في فقرتها الثانية بصيغة ” وتوجه المحاضر 3 المحررة إلى المحاكم المختصة داخل 10أيام .”.. 4 ثانيا :حجية محضر المعاينة 5 ينص الفصلـ 291من ق.م.ج على ما يلي ” إن المحاضرـ والتقارير التي يحررها في شأن التثبت من 6 الجنح والمخالفات ضباط الشرطة القضائية وجنود الدرك يوثق بمضمونها ما لم يثبت ما يخالف ذلك”. 7 لقد ميز المشرع المغربي في قانون المسطرة الجنائية بين محاضر الضابطة القضائية على مستوى 8 الجنح والجنايات ،فبينما أعطى لمحاضر الضابطة القضائية في الجنح حجية نسبية ،إذ جاء في قرار 9 لمحكمة النقض ” إن المحضر المستوفي لما يشترطه القانون يقوم حجة ال يمكن دحضها إال بقيام الدليل 0 القاطع على مخالفتهاـ للوقائع بواسطة حجة تماثلها في قوة اإلثبات،ـ كشهادة الشهود المستمع إليهم بصفة 1 قانونية ،وكاإلدالء بمحاضر أخرى أو تقارير خبراء أو ما شابه ذلك من المستندات الموثوق بصحتها 2 قانونا” ،فإنه اعتبرها على مستوى الجنايات مجرد بيانات ،حيث جاء في قرار لمحكمة النقض أنه ” 3 لئن كان الفصل 293من ق م ج ينص على أن المحاضرـ والتقارير في الجنايات ال تعتبر إال مجرد 4 بيانات ،فإن للمحكمة أن تأخذ بما جاء فيها متى اطمأنت إليه ،ألن ما حواه من اعترافات يخضع تقديره 5 لقضاة الموضوع في حدود سلطتهم”. 6 واعتبر المشرع أن المحاضر المعدة من طرف إدارة المياه والغابات محاضر رسمية ال يطعن فيها إال 7 بالزور حيت تنص المادة 65من ظهير 10أكتوبر 1917المتعلق بحفظ الغاباتـ واستغاللها على ” أن 8 التقارير التي يكتبها الموظفون ..تعتبر حجة صحيحة في ثبوت المخالفات المقررة فيها كيفما كانت العقوبة ويعتبر ما تضمنه التقارير من المخالفاتـ صحيحا كيفما كانت معاقبته ما لم يدع التزوير فيها “، وهو ما أكدته محكمة النقض بالقول “إن المحاضرـ التي يحررها ويمضيها أعوان إدارة المياه والغابات، تقوم حجة على األفعال المادية المتعلقة بالجنح التي تشهد بوقوعها ،ما لم يطعن في تلك المحاضرـ بالزور (الفصل 28من ظهير ، ”)11/04/1922كما جاء في حيثيات حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بالجديدة أن ” الظنين بارتكابه داخل الدائرة القضائية لهذه المحكمة منذ زمن لم يمض عليه أمد التقادم الجنحي لجنحة سرقة مياه السقي … حيث تفيد معطيات تقرير المخالفة أن الظنين قام بما نسب إليه ،وحيث أن المحاضرـ والتقارير التي يحررها مأمورو المياه والغاباتـ في شأن المخالفاتـ والجنح يوثق بمضمونها ما لم يثبت العكس بادعاء الزور”. وبذلك يكون لمحاضر رجال المياه والغاباتـ المتعلقة بالجرائم الواردة في قانون الماء الصفة الرسمية 0 استنادا إلى الفصل 65من ظهير 10أكتوبر 1917وليس الحجية النسبية الواردة في المادة 108من 1 القانون رقم 10.95المتعلق بالماء،ـ ألن النص الخاص أولى بالتطبيق من النص العام. 2 وحتى تكون لمحاضر شرطة المياه الصفة الرسمية ،فإنهم غالبا ما يطلبون من القائد اإلمضاء إلى 3 جانبهم بمحضر المعاينة . 4 أمام هذا الوضع ال بد من تدخل تشريعي لتعديل الفقرة الثانية من المادة 108من القانون رقم 10.95 5 المتعلق بالماء والتنصيص على رسمية محاضر المعاينة المنجزة من طرف األعوان والموظفين 6 المشار إليهم في المادة 104من نفس القانون ،وأقترح أن تكون على الشكل التالي ” وتوجه المحاضر 7 المحررة إلى المحاكم المختصة داخل أجل عشرة أيام من تاريخ تحرير المحضر،ـ ويوثق بالمعاينات 8 التي يتضمنها إلى أن يطعن فيها بالزور” 9 المطلب الثاني :إكراهات مزاولة شرطة الماء بين النص و الواقع 0 تتعدد اإلكراهات التي تواجه مزاولي شرطة الماء ،بين ما هو ناتج عن عوامل مرتبطة بالقانون المتعلق 1 بالماء وما يعتريه من نقص وعدم وضوح في العديد من فقراته خاصة تلك المرتبطة بإجراء المعاينة 2 والتكليف من جهة ،وارتباطه بقوانين أخرى ذات صلة من جهة أخرى ،الشيء الذي ينقص من 3 مردودية عمل العاملين على ضبط مخالفات الماء ( فقرة أولى). 4 إال أن الممارسة العملية ألفراد شرطة المياه وقيامهم بضبط المخالفاتـ المرتكبة في حق الملك العام 5 المائي ،أبرزت لهم إكراهاتـ واقعية متمثلة في ضعف الدعم اللوجستيكي من جانب ،ومواجهتهم 6 الدائمة مع المخالفين وما يترتب عنها من احتكاك من جانب آخر (فقرة ثانية). 7 الفقرة األولى :اإلكراهات المرتبطة بالتشريع 8 أدى إخضاع الماء لنفس أحكام العقار إلى تعقيد في البنية القانونية لحق الماء ،وتجلى أكثر بعد رسوخ 9 أعراف مائية محلية فصلتـ ملكية الماء عن ملكية العقار ،حيث أصبحت ملكية هذا األخير غير مرتبطة 0 بالماء ،وأصبح مالك األرض ليس هو مالك المياه ،كما أصبحنا أمام ملكية خاصة واردة على أراضي 1 الجموع وال َكيش وهي أراض غير قابلة للملكية الخاصة ،كما نجد أن حقوق المياه تخضع للتصرف 2 والتفويت أو الهبة مع العلم أن النظام القانوني الواردة عليه يمنع هذه التصرفات.ـ 3 ولحماية الملك العام المائي فإن قانون الماء جاء ليؤكد على شرطة الماء ودورها كمؤسسة مهمة في 4 التنمية المستدامة في مجال الماء ،ووضع مقتضيات تنظيمية لهذا الجهاز من أجل تدبير مندمج لمصادر 5 المياه ،بيد أن شرطة الماء تواجه عدة إكراهات تشوش على عملها واألهداف المرجوة منه ،كتكليف 6 وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك -قطاع األشغال العمومية سابقا -بتدبير هذا الملك بمقتضى ظهير 7 فاتح يوليوز ،1914ورغم أن تدبير الملك العام المائي تميز بالتشتت منذ ذلك الحين لدرجة أن كل 8 صنف منه (مائي ،بحري )..كان يسيره قطاع خاص ،إال أن هذا الظهير يبقى هو السند القانوني األول الذي يمكن قطاع التجهيز والنقل واللوجستيك من تكوين شرطة الماء . وغالبا ما ال يتم هذا التكليف على أسس ومعايير موضوعية كالكفاءة والنزاهة وغيرهما ،بل إن بطاقات التكليف تمنح أحيانا لبعض األعوان كالسائقين ،وفي جميع الحاالتـ سواء كان المكلفون أعوانا أو أطرا عليا ،فإن المحلفين المكلفين على الصعيد المركزي لم ينجزوا أي محاضر خاصة بشرطة الماء . كما أن هنالك تناقضاـ بين بعض مقتضيات القانون رقم 10.95المتعلق بالماء ومقتضيات بعض القوانين القطاعية كظهير 25غشت 1914المتعلق بالمؤسسات المصنفة بحيث يجب أن تتضمن هاته المؤسسات مقتضيات تهم مكان وكيفية وشروط إفراغ واستعمال ومعالجة المياه العادمة والنفايات،ـ لكون السلطات التي تمنح هذه الرخص ال تسهر على تدبير الموارد المائية ،مما يجعل هذه المقتضياتـ غير مالئمة أو متناقضة مع رخص الصب الممنوحة من طرف وكالة الحوض المائي .وكذا ظهير 16 0 أبريل 1951بشأن سن نظام المناجم الذي تخضع بموجبه لنظام المناجم المياه الجوفية المائية التي 1 تعتبر ملكا عاما مائيا حسب القانون 10.95المتعلق بالماء . 2 ويالحظ أن هناك إفراطا في اإلحالة على النصوص التنظيمية ،مما أراه مشوشا على عمل المتتبع 3 والباحث 4 الفقرة الثانية :اإلكراهات الواقعية 5 من اإلكراهات المرتبطة بالمحيط ،نقص الصرامة من طرف المحاكم المكلفة بتطبيق النصوص 6 القانونية المعتمدة ،وهي المعول عليها – مع باقي األجهزة الساهرة على تفعيل قانون الماء – للحفاظ 7 على هذه الثروة اإلنسانية . 8 كما تواجه شرطة الماء معيقات تتعلق بالتحقق من هوية المخالف وعدم توقيعه على المحضر،ـ مما قد 9 يعرض دعواها للنقض ،حيث جاء في قرار لمحكمة النقض أنه ” تكون المحكمة الزجرية قد بنت 0 قرارها على غير أساس لما أدانت المتهم بجنحة سرقة مياه السقي بناء على اعترافه المضمن في 1 محضر الشرطة القضائية رغم أنه ينكر أمامها صدور هذا االعتراف عنه ،ورغم كون التصريح 2 المنسوب إليه في المحضر غير مذيل بتوقيعه مستندة في قضائها على مقتضيات القانون رقم 10.95 3 المتعلق بالماء الذي لم يستلزم صراحة توقيع المصرح على محضر معاينة المخالفة المنجز من طرف 4 شرطة المياه ،ذلك أن االعتراف الذي يتضمنه محضر الضابطة القضائية لكي يعتبر وسيلة إثبات يجب 5 أن يكون صادرا عن المتهم ،وهو ال يعتبر كذلك إذا كان التصريح المنسوب إليه في المحضر ال يقر 6 بصدوره عنه أو ال يعقبه توقيعه بحسب األحوال المقررة بمقتضى المادة 24من ق م ج التي يتوجب 7 التقيد بها وتطبيقها بخصوص شكليات محاضر الضابطة القضائية”. 8 وبخصوص اإلكراهات التي تواجه أعوان شرطة الماء ،وإلغناء البحث أكثر ،قمت بدراسة ميدانية عن 9 طريق توزيع استمارة تشمل عدة أسئلة حول المهام العملية والصعوبات التي تواجه أفراد شرطة الماء،ـ 0 وتتكون العينة من خمسة أفراد من شرطة الماء ،جاءتـ بما يلي: 1 بخصوص تعرض أفراد شرطة الماء للتهديد واالعتداء ،كانت نتيجة البحثـ كما يلي: 2 يستنتج من البيان أعاله أن أفراد شرطة الماء يتعرضون أحيانا لإلهانة أو االعتداء بغض النظر عن 3 نوعه( سب ،شتم ،)..وتبقى المعطيات أعاله نسبية في ظل غياب دراسة رسمية في هذا الشأن. 4 إضافة إلى ذلك فإن النصوص المنظمة لشرطة الماء لم تشر إلى الزي الذي يجب إن يرتديه شرطي 5 الماء ،الشيء الذي يتسبب لهم في عدة مشاكل تتمثل في عدم معرفة المواطنين لهذا الجهاز ،مما قد 6 يتسبب في قلة احترامهم له ،وهذا ما دفع بعض أعوان شرطة الماء إلى اإلحجام عن القيام بدورهم 7 مخافة التعرض لالعتداء ،وحسب العينة المعنية فهناك إجماع بنسبة %100على أنه لو وجد هذا الزي 8 لكان االحترام الواجبـ للجهاز وأفراده ،كما هو الحال مع أفراد األمن الوطني أو أعوان المياه والغابات.ـ وأمام هذا الوضع ال بد من تدخل تشريعي في أول فرصة تسنح بتعديل القانون رقم 10.95المتعلق بالماء والتنصيص على الزي الرسمي الذي يلزم أن يرتديه مزاولو شرطة المياه. ومن الصعوبات التي تواجه أفراد شرطة المياه عند معاينة المخالفة ،عدم وجود مالك أو مستغل المنشآت موضوع المخالفة في غالب األحيان بعين المكان ،مما ينتج عنه صعوبة الحصول على هويته، وبالتالي عدم القيام بمعاينة الجريمة ،على اعتبار أن المشرع المغربي ألزم ضمنيا إدراج اسم المخالفـ حين نص على أنه “يجب أن يتضمن محضر المعاينة على الخصوص ظروف ارتكاب المخالفة وشروحات المخالف وكذا العناصر التي تبين مادية المخالفة” ،وأرى أنه يلزم على شرطي الماء ضبط المخالفة ولو أن المخالف غير موجود في مكان الجريمة ،إذا ما أتيحت له بأية وسيلة معرفة هويته، خاصة إذا كان معروفا لدى أعوان السلطة. 0 ومن المشاكل التي يعاني منها أفراد شرطة الماء حسب االستمارة الموزعة نجد أيضا: 1 – عدم وجود حوافز مالية للقيام بهذا الدور الهام والخطير. 2 – وسائل التنقل إلى أماكن الجرائم غير متوفرة في بعض األحيان ،أو أن بعضها قديم ولم يعد صالحا. 3 – عدم وجود تحسيس للمواطنين في وسائل البث المرئية ،والمسموعة ،والمقروءة بالدور المنوط 4 بالجهاز. 5 إن عدم وجود هذا التحسيس من طرف اإلدارة المكلفة بالماء ،ووكاالت األحواض المائية ،والمكاتب 6 الجهوية لالستثمار الفالحي ،دفعني إلى القيام باستقصاء رأي المواطنين – وأغلبهم من القانونيين – 7 حول مدى معرفتهم بشرطة المياه ،وكان السؤال :هل تعرف بوجود شرطة المياه؟ 8 وقد كانت النتيجة كالتالي: 9 أي أن اثنين من أصل خمسين شخصا ال يعرفون شرطة المياه ،بمعنى أن أكثر من % 96من المغاربة 0 ال يعرفون هذا الجهاز،ـ مما يتطلب من الجهات المكلفة بالماء مضاعفة مجهوداتها التحسيسية للتعريف 1 به ،وبالتالي حماية الملك العام المائي عن طريق الوعي بأهمية المحافظة عليه. 2 خـاتـمـة 3 في ختام هذا البحث المعنون ب ” الحماية القانونية للماء” ،تأكد لنا أن القانون رقم 10.95المتعلق 4 بالماء زكى في عمومه القواعد الواردة في الظهائر السابقة غير المتعارضة مع نصوصه ،وبشكل 5 أساسي الملكية العامة للمياه ،والتي ال يجوز استغاللها أو استعمالها أو التصرف فيها إال بمقتضى 6 تصريح من اإلدارة أو وكالة الحوض المائي ،ما عدا الحقوق المعترف بها ألصحابها ومياه األمطار 7 التي تتساقط على العقارات أو المجمعة بشكل اصطناعي . 8 فتدخل الدولة هذا راجع إلى محاولة المشرع المغربي تنظيم المياه بما يحقق األمن المائي ،والمحافظة 9 على هذا المورد الحيوي والثروة الوطنية من التبذير وسوء االستعمال ،ألن البالد تواجه تحديا حقيقيا 0 بسبب تعاقب سنوات الجفاف ونضوب الفرشة المائية. 1 ومن أجل حماية الملك العام المائي ،أقترح ما يلي: 2 على المستوى التشريعي: 3 أ – تحيين النصوص المتعلقة بالعقوبات،ـ والزيادة في الغرامات ومدة الحبس تماشيا مع حجم الجرم 4 المرتكب في حق الملك العام المائي. 5 ب – تبني مدونة جديدة تدمج قانون الماء في قانون البيئة. 6 ج – تعديل النصوص الغامضة في قانون الماء والتي تحمل أكثر من تأويل كالفصل 108من القانون 7 رقم 10.95المتعلق بالماء ،وتحديد البيانات الالزمة في محضر المعاينة ونقطة انطالق احتساب العشرة أيام المتعلقة بتوجيه المحاضرـ المحررة إلى المحاكم المختصة. د – إقرار الحجية الرسمية لمحاضر شرطة المياه ،كما هو الشأن بالنسبة للمحاضرـ المنجزة من طرف أعوان المياه والغابات. ه – تنظيم الزي الخاص بشرطة المياه والزيادة في عدد أفرادها. و – توحيد كافة الوحدات اإلدارية المكلفة بشرطة المياه في مصلحة واحدة تحت إشراف ووصاية جهاز واحد. على المستوى العملي: أ – اعتماد مقاربة تشاركية مع الجهات الملوثة للبيئة والماء ،والرقي بها من جهات ملوثة -مؤدية إلى جهات شريكة. 0 ب – التكوين المستمر ألفراد شرطة المياه في مجال المعاينة ،وتدريبهم على تقنيات وشكليات تحرير 1 المحاضر،ـ وتعويضهم عن مهام المعاينة. 2 ج – القيام بحمالت تحسيسية وتوعوية في مختلف وسائل اإلعالم بأهمية المحافظة على الماء من 3 التلوث والهدر ،وتوضيح الدور الهام لشرطة المياه في هذا المجال.ـ 4 د – تخصيص دورات تكوينية لفائدة القضاة،ـ مع تدريس قانون الماء والبيئة في المعهد العالي للقضاء. 5 المملكة المغربية 6 محكمة االستئناف 7 بتـــازة 8 الغرفة المدنية 9 رقم 332/2010 : 0 قرار عدد 149 : 1 تاريخ * 2013-04-04 :بـــاسم جاللـــة الملـــكـ و طبقا للقانون * 2 أصدرت محكمة االستئناف بتازة بتاريخ 04/04/2013وهي تبث قي المادة المدنية مؤلفة من السادة : 3 ذ /عبدالقادر العلمــي :رئيسا 4 ذ /كمـال فاتـــــح :مستشارا ومقررا 5 ذ /لحسن الســــاوي :مستشارا 6 وبمساعدة السيدة :مغزة علية كاتبة للضبط. 7 القرار اآلتي نصه : 8 بين السيد: 9 هرموش محمد بن عبدالسالم وهرموش بلقاسم بن عبدالسالم الساكنون بجماعة الصبابـ جرسيف . 0 ينوب عنهما األستاذ عبدالمالك االدريسي و محمد الصيوري واألستاذة لطيفة صديق المحامون بهيئة 1 بتازة. 2 بوصفه مستانف من جهة. 3 وبين السيد: 4 جمعية مستخدمي المياه المخصصة للزراعة عين الحوت جماعة الصباب دائرة جرسيف بواسطة 5 رئيسها واعضاء مجلسها االداري بعنوانها جماعة الصباب 6 ينوب عنها ذ /محمد بوليف المحامي بهيئة بتازة. 7 بوصفه مستأنف عليه من جهة أخرى. بناء على مقال االستئناف والحكم المستأنف ومستنتجات الطرفين ومجموع الوثائق المدرجة بالملف. وبناء على تقرير السيد المستشار المقرر الذي لم تقع تالوته بإعفاء من الرئيس وعدم معارضة الطرفين. وتطبيقا لمقتضيات الفصل 134وما يليه والفصل 328وما يليه والفصل 425من قانون المسطرة المدنية. في الشكـــــــــــــــل:ـ حيث انه بتاريخ 9يوليوز 2010استانف هرموش محمد وهرموش بلقاسم الحكم الصادر عن المحكمة االبتدائية بجرسيف في الملف المدني عدد 15/2009بتاريخ 30/12/2009والقاضي بقبول الدعوى 0 وفي الموضوع بالزام المدعى عليهما بهدم البئر المحادي بعين الحوت والذي اقيم بمنزل والدهما والذي 1 يعتمد على الة ضخ قطرها ثالث ارباع لضخ المياه والمشار اليه بمحضر الزيارة التي تمت بعين 2 الحوت بالصباب من طرف اللجنة االدارية بتاريخ 13/07/2006فقط دون غيره من االبار مع شمول 3 الحكم بغرامة تهديدية قدرها 50.00درهم عن كل يوم تاخير عن التنفيذ مع تحميلهما الصائر وبرفض 4 باقي الطلبات. 5 وحيث ان االستئناف قد توفر على شروط ممارسته الشكلية المنصوص عليها في الفصل 134و 142 6 من ق م م مما يتعين معه الحكم بقبوله شكال السيما وان الطي ورد دون تبيان تاريخ التبليغ . 7 في الموضــــــــــــــــوع : 8 حيث يستفاد من وثائق الملف ومحتوياته انه بتاريخ 23/01/2009تقدمت المدعية جمعية عين حوت 9 بواسطة دفاعها امام ابتدائية جرسيف بمقال افتتاحي وكذبك مقال اصالحي والذي تعرض فيه انه في 0 اطار االعمال العمومية الهادفة الى تنمية البالد تم تاسيس جمعية عين الحوت بجماعة الصبابـ بهدف 1 تنمية اقتصاد ومحاربة الجفافـ في البادية بحيث تقوم بتوزيع حصص الماء اال ان المدعى عليهما 2 بزعامة والدهما المرحوم عبدالسالم خرموس قاموا بحفر بئر محادي لعين الحوت واصبحوا يجلبوا منه 3 الماء بصورة عشوائية مما اثر سلبا على العين خاصة وانه قد سبق للسلطات المحلية وان وجهت لهم 4 عدة انذارات بهذا الخصوص من اجل الكف عن حفر البئر لكنهم زادوا تعنتا وحفروا ابار اخرى 5 وصلت الى ستة وهو ما اثر على الفرشة المائية التي ينبع منها ينبوع عين الحوت التي تستغلها الجمعية 6 وان والد المدعى عليهما وبعد االنذارات الموجهة اليه من طرف مديرية التجهيز واعداد التراب 7 الوطني التزم كتابة بموجب التزام مصحح االمضاء بالكف عن العمل غير المشروع اال انه تراجع عن 8 التزامه وعاد الى حفر االبار لطلب الماء بدون حق وهو ما يشكل خطرا دائما يهدد الجماعة والمنطقة 9 الجله يلتمس اصدار حكم يقضي على المدعى عليهما بهدم جميع االبار المحادية لعين الحوت تحت 0 طائلة غرامة تهديدية التقل عن 200درهم لكل واحد منهما عن كل يوم تاخير او امتناع عن التنفيذ 1 وتحميلهما الصائر مجبرا في االقصى مع شموةل الحكم بالنفاذ المعجل وارفقت مقالها بصورة من 2 التزام المدعى عليهما ووالدهما المرحوم وبصورة من شهادة ادارية وبصورة من اتفافية وبصورة من 3 انطار موجه من طرف المديرية االقليمية للتجهيز لوالدا المدعى عليهما من اجل الكف عن حفر البئر 4 وبمحضر منجز من طرف السلطة المحلية . 5 وبناء على ادراج القضية بجلسة 21/10/2009حضرتها ذة صديق عن المدعى عليهما والتمست مهلة لالدالء بما يفيذ سبقية البث في القضية . وبناء على ادالء دفاع المدعي عليهما بنسخة عادية من حكم ابتدائي وقرار استئنافي وبامر استعجالي . وبناء على ادراج القضية بعدة جلسات اخرها جلسة 16/12/2009حضرتها دفاع المدعى عليهما وتخلف عنها دفاع المدعية رغم االعالم فتم حجز القضية للتامل لجلسة . 30/04/2009 وحيث صد الحكم المطعون فيه باالستئناف من طرف هرموش محمد وهرموش بلقاسم . في اسباب االستئناف حيث عاب المستانف على الحكم المستانف كونه جاء مخالفاـ للصواب ذلك انه سبق لنفس الجمعية المستانف عليها ان استصدرت حكما قضى برفض طلبها هذا و انه سبق لنفس الطرف ان استصدرت حكما قضى بعدم االختصاص بنفس الموضوع في مواجهتي دائما و انه سبق وان تقدم بطعنه الرامي 0 الى سبق الفصلـ في النازلة وادليت بالحجج التي تفيذ ذلك ولكن بدون جدوى 1 لهذه االسباب :يلتمس من حيث الشكل :قبول االستئناف شكال و في الموضوع :الغاء الحكم المستانف 2 والتصدي والقول بسبق الفصلـ في النازلة . 3 وبناء على المذكرة الجوابية للمستانف عليها بواسطة دفاعها مودعة لدى كتابة ضبط هذه المحكمة 4 بتاريخ 23/03/2012والرامية الى عدم قبول االستئناف وتاييد الحكم المستانف . 5 وبناء على المذكرة المرفقة المؤرخة في 30/11/2011والتي يعرض فيها المستانفين بواسطة دفاعهما 6 انها يؤكدان مقالهما االستئنافي ويوضحان ان البئر التي حكمت المحكمة بردمها حفر وبني سنة 1984 7 في ملكهما من طرف والدهما وان استغالله استمر منذ ذلك الى حدود االن وهو مايجعل حقهما مكتسبا 8 وطاله التقادم وان الحق المكتسب بالتقادم حفر بئر واستغالله اليرثر على صبيب العين وهو ما ابتته 9 معاينات وتقارير خبرة سابقة يتعلق بنفس الموضوع وان االمر ببئر واحدة ووحيدة وان استغاللها يتم 0 بواسطة مضخة كهربائية صغيرة قياسا 4/3وان هذا االستغالل ليس له أي تاثير على صبيب العين ان 1 مسؤولي الدولة المغربية يشعون تلك المبادرات وذلك بواسطة نشرات اذاعية وتلفزية تحت حافري 2 االبار الى التوجه الى اقرب وكالة للحوض المائي لتسجيل ابارهم وان مثل ذلك الحكم سوف يؤثر سلبا 3 على االستقرار بالمناطق القروية وعلى االستثمار بها ملتمسين اساسا عدم قبول الطلب شكال لكونه 4 مخالف لقواعد االثبات ورفض الطلب موضعا بكونه غير مؤسس ولكون االمر يتعلق بحق مكتسب 5 بالتقادم منذ 1984و لكون الضرر الذي يدعيه المستانف هو ضرر محتمل ولو بعد االمر باجراء خبرة 6 يعهد بها لذوي االختصاص وارفقا مذكرتهما بمحضرؤ معاينة وتقرير خبرة في ملف عقود 7 . 26/2006 8 وبناءا على المذكرة تاكيدية للمستانف عليها بواسطة دفاعها مودعة بتاريخ 20/12/2012ان الخبرة 9 والمعاينة المدلى بها من صنع المستانفين ملتمسة التاييد . 0 وبناءا على القرار التمهيدي القاضي باجراء خبرة بتاريخ . 26/01/2012 1 وبناءا على طلب المستانف عليها بواسطة دفاعها مودع لدى كتابة ضبط هذه المحكمة بتاريخ 2 14/03/2012والرامي الى استبدال الخبير عبدالقادر السباعي . 3 وبناءا على القرار التمهيدي الصادر بتاريخ 22/03/2012والقاضي بتكليف الخبير الطاوسي امحمد 4 وبالمامورية . 5 وبناءا على تقرير الخبير الطوسي امحمد المؤرخ في 9/7/2012والمفضي الى انه بالرجوع الى حفر 6 البئر القديم العهد وطبيعته التقليدية وعمه والمساحة التي تفصله مع موقع النبع عين الحوت انه اليحدث 7 أي تاثير او ضرر عن صبيب مياه عين الحوت وان مياه البئر جوفية ومنبع العين هي سطحية . 8 و بناءا على مستنتجات على ضوء الخبرة مودعة لدى كتابة ضبط هذه المحكمة بتاريخ 6/09/2012 والتي يلتمس فيها دفاع المستانفين المصادقة على الخبرة والغاء الحكم المستانف وبعد التصدي الحكم برفض الطلب . وبناءا على مستنتجات على ضوء الخبرة مودعة لدى كتابة ضبط هذه المحكمة بتاريخ 26/09/2012 و التي يلتمس فيها المستانف عليها اعادة الخبرة لعدم جديتها لكون الخبير الطوسي يفيد ان البئر بعيدة عن العين ب 270متر في حين ان السباعي سنة 2006افاد انها بعيدة 180متر فقط علما كذلك ان المياه الجوفية تستغرق المياه السطحية او توماتيكية خاصة اذا كانت المسافة قريبة بينهما واحتياطيا الوقوف على عين المكان بمعية السلطة المحلية واحتياطيا جدا تاييد الحكم المستانف. وبناء على ادراج القضية بجلسة 27/09/2012حضرها ذ /عبدالمالكـ االدريسي عن ذ /الصيوري فقط والفي بالملف مذكرة ذ /محمد بوليف على ضوء الخبرة تسلم ذ /االدريسي نسخة منها موضحا مرة 0 ثانية انه ينوب عن ذة صادق ايضا واكد المذكرة المدلى بها والتمس االستجابة القصى ماورد فيها 1 المقال االستئنافي مما اعتبرت معه المحكمة القضية جاهزة وقررت حجزها للمداولة لجلسة 2 . 18/10/2012 3 وبناءا على الحكم التمهيدي الصادر بتاريخ 18/10/2012والقاضي علنيا وتمهيديا ان محكمة 4 االستئناف وهي تقضي علنيا حضوريا وتمهيديا باعادة الخبرة على البئر والعين موضوع النزاع يقوم 5 بها مدير وكالة الحوض لملوية بوجدة بعد التاكد من القيام بواسطة مهندس هيدرولوجي بعد ادائه اليمين 6 ان لم يكن محلفا وذلك بالوقوف على عين المكان والتاكد من ترخيص طرفي النزاع وتسجيل حقوق 7 الماء بالنسبة للطرفين وحصولهما او من خلفوه على ترخيص الحفر او االستغالل مع تبيان الخصائص 8 الجيوديزة لكن من العين والبئر وبعدهما عن بعضهما وصبيبهما ومدى تاثير استغالل البئر على العين 9 وطريقة االستغالل المنزلي او الزراعي للبئر على صبيب العين واتجاه التيارات الجوفية بين العين 0 والبئر وكذا على جودة المياه وعلى المكلف باالنجاز التاكد من استدعاء كل االطراف ودفاعيهما 1 بواسطة البريد المضمون مع االشعار بالتوصل بمدة كافية التقل عن خمسة ايام التاكد من حضور 2 طرفي النزاع يوم الخبرة مع انجاز تقرير حول المامورية باللغة العربية في 6نسخ موقعة والموافاة 3 بالناتج فور االنجاز داخل اجل شهر من تاريخ التوصل بهذا القرار . 4 وبناءا على تقرير الخبرة المودع بالملف والذي جاء فيه انه تم استدعاء طرفي النزاع من طرف وكالة 5 الحوض المائي لمولية عن طريق السلطة المحلية بواسطة فاكس رقم و ج م م 004بتاريخ 4يناير 6 2013لحضور الخبرة الميدانية التي حدد لها تاريخ 10يناير 2012وقد اجريت الخبرة التقنية في 7 اليوم المحدد وهو 10يناير 2012بحضور جميع االطراف باستثناء رئيس جمعية مستغلي عين 8 الحوت و بخصوص معطيات حول الموارد المائية بالمنطقة فان : 9 الجماعة القروية الصباب تقع في حوض ملوية الوسطى بوسط غرب سهل كرسيج حيث المناخ السائد 0 جاف مع تساقطات سنوية في حدود 200ملم تتميز التربة بالجماعة بطبيعة طمية رملية في الولجاتـ 1 على جوانب الوديان اما بباقي الجهات فهي ذات طبيعة طينية كلسية يبقى النساط الفالحي بالجماعة جد 2 محدود ولذك بفعل االكراهاتـ المناخية وصعوية التضاريس واهم الزراعات تتركز بالقرب من واد 3 ملوية ومركز الجماعة حيث يتم اللجوء الى السقي من خالل عين الحوت و بخصوص المياه السطحية : 4 يمثل واد ملوية اهم مورد مائي بالجماعة كما يعبرها كل من واد بوراشد وواد مزكيتام في الفترات 5 المطوية و بخصوص المياه الجوفية :يغلب على اكثر من نصف تراب الجماعة التكوينات الصلصالية 6 الميوسنية هذه التكوينات تتخللها طبقات رملية ذات انتاجية ضعيهة من 1الى 1ل /ث/منشاة عمقها 7 يصل الى 100متر مستوى عمق الماء يصل قرابة 15م عن مستوى سطح االرض ويشغل جنوب 8 الجماعة تكوينات جوراسية متكونة اساسا من حث بوراشد بصبيب 3.5ل/ث /منشاة اضافة الى ذلك يشكل الجريان التحتي لواد ملوية مورد مائي مهم لكنه يتميز بجودة رديئة يتم استعمال المياه السطحية والجوفية بالجماعة لغرض السقي والتزود بالماء الشروب يهيمن نمط السقي التقليدي على عملية السقي اضافة الى السقي بالتنقيط والسقي بالرش تقدر احتياجات الساكنة من الماء الصالح للشرب في افق 2015ب 3.68لتر في الثانية و بخصوص خصائص عين الحوت والبئر : -1خصائص عين الحوت : العمالة كرسيف الدائرة كرسيف قيادة بركين الجماعة الصبابـ 0 مستغل عين الحوت جمعية مستخدمي المياه المخصصة للزراعة 1 احداثيات العين حسب خريطة بوراشد بسلم 1/50000 2 = x 672.629 =y374.260 =z 602م 3 مصدر العين :تتشكل العين من تصريف مياه الفرشة المائية المسماة لمعروف طريقة سيالن العين 4 هناك منبع رئيسي دو اتجاه من الشمال الغربي الى الجونب الشرقي ومنبعين صغيرين اتجاه سيالنهما 5 من الغرب الى الشرق . 6 االستغالل الحالي للعين : 7 التجهيزات تم ترميم العين بالحجارةـ وانجاز نفق تحت القنطرة في اتجاه الشمال الغربي ويتم نقل مياه 8 العين بواسطة سواقي تقليدية وخزان ارضي لجمع المياه مبنى بالخرسانة سعته 720متر مكعب 9 وتتوفر العين على صبيب المتوسط تم تقديره ب 8لتر في الثانية يوجد في سافلة العين حاجز على 0 وادي بوراشد لجمع مياه السيالن التحتي للوادي من اجل استغاللها كذلك الغراض السقي نسبة ملوحة 1 مياه العين تصل الى 1.351غرام في اللتر . 2 تسقي العين بطريقة تقليدية مساحة 400هكتار عدد االسر المستفيدة من هذه العين 450اسرة حسب 3 السلطة المحلية . 4 موقع العين بالنسبة للبئر يوجد منبع العين في عالية البئر على مسافة 264مترطولي . 5 التوجد أي حقوق مكتسبة على الماء على هذه العين معترف بها لدى وكالة الحوض المائي لملوية . 6 -2خصائص البئر : 7 العمالة كرسيف 8 الدائرة كرسيف 9 قيادة بركين 0 الجماعة الصبابـ 1 اسم صاحبي البئر هرموش محمد بن عبدالسالم وهرموش بلقاسم بن عبدالسالم 2 احداثيات البئر حسب خريطة بوراشد بسلم 1/50000 3 = x672.663 = Y 374.003 =z 611م 4 تاريخ انجاز البئر 1982حسب تصريح صاحبي البئر 5 العمق االجكاعلي 12.68م قطر 0.73م نوع البناء بالحجارة 6 مستوى الماء على سطح االرض 10.09م 7 الملوحة 1.638غ /ل 8 المسافة الفاصلة بين البئر والعين 264م مقطع جيولوجي للبئر طين وطين ملي التجهيز بوسائل الضخ : تاريخ التجهيز بوسائل الضخ سنة 2000حسب تصريح صاحبي البئر نوع المضخة ذات محور افقي تعمل بالكهرباء عمق تثبيت المضخة 12م وقطر انابيب الضخ 0.025م الصببيب 0.4ل /ث خزان فوق االرض سعته 8.7متر مكعب يوجد داخل االسطبل االستعمال اغراض فالحية المساحة المسقية 5.1هكتار 0 تزويد اسرة صاحبي البئر بالماء الشروب 1 طريقة السقي بالتنقيط انابيب قطرها 0.025م 2 نوع المغروسات اشجار الزيتون 3 موقع البئر بالنسبة للعين ان البئر يوجد في سافلة العين الجنوب الغربي ويبعد عنها ب 264متر 4 طولي . 5 ان صاحبي البئر اليتوفران على أي رخهصة للحفرـ او لجلب الماء 6 بخصوص نتائج البحث الميداني 7 بناء على المعطيات لدى وكالة الحوض المائي لملوية وعلى الخبرة الميدانية المنجزة بتاريخ 10يناير 8 2012فانه تم استخالص مايلي – :ان عين الحوت توجد على الضفة اليمنى من نهر وادي بوراشد في 9 عالية البئر طبيعتها تصريف مياه فرشة مائية مكونة من احجار رملية وحصى وسط طين بالطبقة 0 المائية لمعروف . 1 رغم ان البئر والعين يوجدان بنفس الطبقة المائية لمعروف فان اتجاه سيالن المياه الجوفية من العين في 2 اتجاه البئر كما بينه ارتفاع سطح ماء البئر الذي يصل الى 601متر في حين ان ارتفاع سطح ماء 3 العين 602متر كما ان صبيب استغالل البئر ضعيف 0.4لتر في التانية ويؤثر على صبيب العين الذي 4 يتعدى 8لتر في الثانية بحكم المسافة الفاصلة بين البئر والعين والتي تصل الى 264متر و تتوفر 5 الجمعية على مورد اضافي للماء وهو مياه الحاجز المنجز على سافلة العين لجمع مياه العيون المتبقية 6 بين العين والحاجزـ من طرف جمعية مستغلي العين الغراض زراعية . 7 اما جودة المياه خاصة فيما يتعلق بدرجة الملوحة مختلفة مابين البئر ومياه العين ليخلص التقني الممتاز 8 لدى وكالة الحوض المائي في االخير المسمى مبارك الزيقة انه نظرا للمعطيات المتوفر والسالفة الذكر 9 فان الوكالة تستبعد ان يكون الستغالل البئر بالخصائص المذكورة اعاله اثر سلبي على العين كما تدعو 0 الفرقاء المتنازعين الى تسوية وضعيتهم اتجاه الملك العام المائي طبقا للقوانين الجاري بها العمل في 1 اقر االجال تحت طائلة العقوبات المنصوص عليها في هذا الشان . 2 وبناء على مستنتجات على ضوء الخبرة المؤرخة في 18/03/2013والتي يعرض فيها المستانفان انه 3 بناءا على تقرير الخبرة الذي انجزته الوكالة المذكورة الذي اوضحت فيها انها تستبعد ان يكون 4 الستغالل البئر بالخصائص المذكورة وفق الخبرة اثر سلبي على العين وفقا للخالصة التي توصلت بها 5 الوكالة بناءا على نتائج البحث الميداني و المصادقة على تقرير الخبرة والحكم تبعا لذلك بالغاء الحكم 6 المطعون فيه بعد التصدي والحكم برفض طلب الجمعية المذكورة عين الحوت لكونه غير مؤسس مع 7 تحميل المستانف عليها الصائر . 8 وبناءا على مذكرة بعد الخبرة للمستانف عليها المودعة لدى كتابة ضبط هذه المحكمة بتاريخ 21/03/2013والتي تعرض فيها بواسطة دفاعها ان هذه الخبرة جاءت معيبة ولم تستجب للمعطيات القانونية الملزمة للخبير بعلة انه لم يتم استدعاء المنوب عنها وان التقرير انجز بمحضر المستانف فقط والدليل على ذلك ان الخبير لم يرفق في تقريره بما يفيد توصل المنوب عنها باي استدعاء بل لم يدل حتى بما يفيذ قيامه باالجراءات المنصوص عليها في الفصل 63من قانون المسطرة المدنية وان الخبرة غيابية في حق المنوب عنها وبالتالي فاليمكن االعتداد بها ألجله تلتمس المنوب عنها من جنابكم الموقر استبعاد هذا التقرير والقول باعادة الخبرة من جديد حضورية في حق جميع االطراف . وبناءا على عرض القضية على عدة جلسات اخرها جلسة 21/03/2013الفي خاللها بالملف بمستنتجات الخبرة مدلى بها من طرف ذ/ة صديق واخرى مدلى بها من طرف ذ /بولسف مما تقرر معه اعتبار القضية جاهزة وحجزها للمداولة لجلسة . 04/04/2013 0 التعليل 1 حيث ركز المستانف استئنافه على االسباب المذكورة اعاله . 2 وحيث تبين للمحكمة من خالل مراجعة اوراق الملف ومحتوياته انه بغض النظر عن ماجاء في تقرير 3 الخبرة المنجزة من طرف وكالة الحوض المائي والتي هي مؤسسة عمومية تشرف على استعمال الملك 4 العام المائي من كونها تستبعد ان يكون الستغالل البئر اثر سلبي على العين وهي الخبرة الرسمية لكن 5 غير الحضورية فان الصفة في االدعاء غير ثابتة اصال ذلك ان الماء ملك عام واليمكن ان يكون 6 موضوع تملك خاص وان الحقوق المكتسبة على المياه المتنازع بشانها غير ثابتة طبقا للمادة 6من 7 القانون المتعلق بالماء { راجع محمد الشاوني القانون المتعلق بالماء والحق في الماء بالفرنسية } 8 مطبعة المعارف الجديدة الرباط ص 20وما يليها . 9 وحيث ان الصفة من النظام العام تثيرها المحكمة في جميع المراحل مما يتعين معه بعد اإللغاء و 0 التصدي الحكم بعدم قبول الدعوى . 1 وحيث ان خاسر االستئناف يتحمل صائره . 2 لهده األسباب 3 ان محكمة االستئناف وهي تقضي علنيا وحضوريا و انتهائيا 4 في الشكـــــــــل :بقبول االستئنـــــاف . 5 في الموضــــــــوع :الغاء الحكم المستانف وبعد التصدي التصريح بعدم قبول الدعوى وتحميل 6 المستانف عليها الصائر . 7 بهدا صدر القرار في اليوم والشهر والسنة اعاله بالقاعة العادية للجلسات بمقر محكمة االستئناف 8 امضاء: 9 الرئيس :المقرر :الكاتب : 0 قائمة المراجع 1 أوال :المراجع باللغة العربية 2 أ -المراجع العامة والخاصة 3 – أبي الفضل جمال الدين بن مكرم بن منظور :لسان العرب ،ج ،13مطبعة دار صادر ،بيروت 4 .1956 5 – أستاذنا أحمد بنكوكوس :القانون الدستوري والنظم السياسية ،دار النشر الجسور بوجدة ،طبعة 6 .2000 – أستاذنا إدريس الفاخوري :المدخل لدراسة القانون ،نظرية القانون والحق ،دار النشر الجسور بوجدة، الطبعة األولى .2001 – أستاذنا إدريس الفاخوري :مدونة الحقوق العينية على ضوء القانون ،39.08دار النشر المعرفة، الرباط ،طبعة .2013 – إدريس السماحي :القانون المدني” الحقوق العينية ونظام التحفيظ العقاري” ،شركة أمير بزار للطباعة والتأليف ،الطبعة األولى .2003 – أسامة عثمان :الموسوعة القضائية ألمالك الدولة العامة في ضوء القضاء والفقه ،منشأة المعارف باإلسكندرية ،دون ذكر الطبعة. – الحسن هوداية :محاضر الضابطة القضائية ،أهميتها وحجيتها القانونية واإلشكالياتـ المطروحة 0 بشأنها في العمل القضائي،ـ مطبعة دار السالم الرباط ،دون ذكر الطبعة. 1 – إسماعيل بن كثير القرشي :تفسير القرآن العظيم ،مطبعة دار المعرفة للطباعة والنشر ،بيروت ،طبعة 2 ،1980-1400ج.3 3 – الهادي مقداد :قانون البيئة ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء،ـ الطبعة األولى .2012-1433 4 – بوعزاوي بوجمعة :القانون اإلداري لألمالك ،مطبعة إميليف“ ،بدون مكان النشر” ،الطبعة األولى 5 .2013 6 – جواد الغماري :جرائم الغش في البضائع ،دراسة -شرح -نصوص ،مطبعة النجاحـ الجديدة -الدار 7 البيضاء ،الطبعة الثانية .2002-1422 8 – دليل شرطة الماء :صادر عن وكالة الحوض المائي ألم الربيع ،أكتوبر .2011 9 – عبد الرحمان البكريوي :الوجيز في القانون اإلداري المغربي ،مطبعة بابل للطباعة والنشر 0 والتوزيع ،الرباط ،الطبعة األولى.1995، 1 – أستاذنا عبد العزيز حضري :العقود االستهالكية ،مطبعة طه حسين بوجدة ،طبعة .2012-2011 2 – عبد اللطيف بوحموش :دليل الشرطة القضائية في تحرير المحاضرـ وتوثيق المساطر ،مطبعة األمنية 3 الرباط ،الطبعة الثالثة .2013 4 – عبد الواحد العلمي :شرح القانون الجنائي المغربي -القسم الخاص -مطبعة النجاحـ الجديدة البيضاء، 5 الطبعة الثانية .2009-1430 6 – عمر أزوكاغ :مستجدات التحفيظ العقاري في ضوء قانون 14.07ومدونة الحقوق العينية” دراسة 7 عملية ورصد للمواقف القضائية لمحكمة النقض” ،مطبعة النجاح الجديدة البيضاء،ـ الطبعة األولى 8 .2012-1433 9 – غالب محمد رجا الزعارير :الماء في القرآن الكريم ،مكتبة دار النزمان للنشر والتوزيع ،المدينة 0 المنورة1422 ،هـ . 1 – لطيفة الداودي :الوجيز في القانون الجنائي المغربي – القسم العام -المطبعة والوراقة الوطنية، 2 مراكش ،الطبعة األولى .2007 3 – مأمون الكزبري :التحفيظ العقاري والحقوق العينية والحقوق العينية األصلية والتبعية ،مطبعة النجاح 4 الجديد ،الدار البيضاء،ـ طبعة .1978 5 – محمد الرضواني :مفاهيم أساسية في القانون العام ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ،الطبعة الرابعة، 6 أكتوبر .2013 7 – محمد بونبات :حقوق الماء في المغرب مقاربة النوازل واألعراف وقانون الماء،المطبعة والوراقة 8 الوطنية ،مراكش ،سلسلة آفاق القانون ،4الطبعة األولى .2000 – أستاذنا محمد شهيب :النظرية العامة للقانون الجنائي ،الجزء األول– الجريمة“-بدون مكان النشر”، طبعة .2013 – مليكة الصروخ :القانون اإلداري دراسة مقارنة ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء،ـ الطبعة الثالثة .1996 – منية بنلمليح :قانون األمالك العمومية بالمغرب،ـ مطبعة دار النشر المغربية ،الدار البيضاء،ـ طبعة .2009 ب – األطاريح والرسائل :1األطاريح الجامعية – أحمد إد لفقيه :نظام المياه والحقوق المرتبطة بها في القانون المغربي ،أطروحة لنيل دكتوراة الدولة 0 في القانون الخاص،ـ كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة الحسن الثاني بالدار 1 البيضاء ،السنة الجامعية .1999 -1998 2 – علوي طاهري محمد :حقوق المياه في التشريع المغربي ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون 3 الخاص ،مجموعة البحث والتكوين في القانون المدني المعمق ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية 4 واالجتماعية ،جامعة محمد الخامس أكدال بالرباط ،السنة الجامعية .2009 -2008 5 – محمد أوزيان :األمالك المخزنية بالمغرب النظام القانوني والمنازعات القضائية،ـ أطروحة لنيل 6 الدكتوراه في القانون الخاص ،وحدة التكوين والبحث في قانون العقود والعقار ،كلية العلوم القانونية 7 واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة محمد األول بوجدة ،السنة الجامعية .2013-2012 8 :2الرسائل 9 – بوجبير بثينة ،حقوق المجني عليه في القانون الجنائي الجزائري ،مذكرة ماجستير في القانون الجنائي 0 والعلوم الجنائية ،كلية الحقوق والعلوم اإلدارية ،جامعة الجزائر بالجزائر ،السنة الجامعية -2001 1 .2002 2 – محمد الزردة :الشرطة القضائية في مجال المياه بالمغرب ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا 3 المعمقة ،شعبة القانون الخاص،ـ وحدة القانون المدني المعمق ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية 4 واالجتماعية ،جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ،السنة الجامعية .1999 -1998 5 ج -المقاالت 6 – إبراهيم فكري :األمالك الجماعية مميزاتها الحقوقية وطبيعتها المادية ،أعمال الندوة الوطنية التي 7 نظمها مركز الدراسات القانونية المدنية والعقارية بكلية الحقوق -جامعة القاضي عياض – مراكش، 8 يومي 5و 6أبريل ،2002الطبعة األولى .2003 9 – إدريس بلمحجوب :كلمة بمناسبة المائدة المستديرة الثالثة حول قانون الماء ودور القضاء وشرطة 0 المياه في تفعيله ،العدد الثالث.2011، 1 – اسماعيلي حسن :قراءة في القانون رقم 10-95المتعلق بالماء،ـ المجلة المغربية لإلدارة المحلية 2 والتنمية ،عدد 58 -57يوليوز -أكتوبر . 2004 3 – أستاذنا الحسين بلحساني :أساس االلتزام بتبصير المستهلك ومظاهره ،المجلة المغربية لالقتصاد 4 والقانون ،العدد الرابع ،دجنبر .2001 5 – حسن منصف :هذا الماء الذي تشربون؟ ،مجلة ملفات عقارية ،العدد الثالث،ـ السنة .2013 6 – نائل عبد الرحمان صالح :الحماية الجزائية للمستهلك في القانون األردني ،مجلة الحقوق ،السنة 7 الثالثة والعشرون ،العدد الرابع ،دجنبر .1999 8 – محمد مومن :حماية مياه السقي في القانون المغربي ،مجلة األمالك ،العدد الثاني ،السنة .2007 – عبد الوهاب رافع :األنظمة العقارية في المغرب،أعمالـ الندوة الوطنية التي نظمها مركز الدراسات القانونية المدنية والعقارية بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -جامعة القاضي عياض – مراكش ،يومي 5و 6أبريل ،2002الطبعة األولى .2003 – محمد الكشبور :حقوق المياه ونظام التحفيظ العقاري ،الندوة المشتركة حول نظام التحفيظ العقاري بالمغرب ،الرباط في 6-4ماي .1990 – عشوان عبد هللا :دور القضاءـ في حماية الملك المائي قراءة في القانون رقم 10-95المتعلق بالماء،ـ مجلة المعيار ،العدد ،45يونيو .2011 – رشيد حوبابي :المائدة المستديرة الثالثة حول قانون الماء ودور القضاء وشرطة المياه في تفعيله، العدد الثالث،ـ.2011 0 – محمد الشاوني :المائدة المستديرة الثالثة حول قانون الماء ودور القضاءـ وشرطة المياه في تفعيله، 1 العدد الثالث،ـ.2011 2 – حازم المالكي :أحكام المياه فقها وقضاء ،المائدة المستديرة الثالثة حول قانون الماء ودور القضاء 3 وشرطة المياه في تفعيله ،العدد الثالث،ـ.2011 4 – أستاذتنا دنيا مباركة :الحماية القانونية لرضى مستهلكي السلع والخدمات ،المجلة المغربية لالقتصاد 5 والقانون ،العدد الرابع ،دجنبر .2001 6 – محمد الكشبور :األوضاع القانونية الخاصة بالمياه في الفقه اإلسالمي وفي تشريعات دول المغرب 7 العربي ،مجلة القضاء والقانون ،السنة الثانية والعشرون ،العدد 142نونبر .1990 8 – محمد بنعبد الجليل :من تاريخ الماء بالمغرب ” مياه فاس وروافدها نموذجا” ،مجلة المصباحية، 9 العدد السادس .2003 0 د -المجالتـ 1 – المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد .2004 ،16 2 – سلسلة األنظمة والمنازعات العقارية ،الجزء األول ،الطبعة الثانية .2011 3 – مجلة المعيار ،العدد ،17سنة .1990 4 – مجلة المنبر القانوني ،العدد األول ،أكتوبر .2011 5 – مجلة القضاء والقانون عدد 49-48السنة الخامسة ،ابريل -ماي .1962 6 – مجلة القضاء والقانون ،عدد .54 7 – مجلة قضاء المجلس األعلى عدد .54-53 8 ه -التقارير 9 – تقرير الخمسينية :المغرب الممكن ،إسهام في النقاش العام من أجل طموح مشترك ،مطبعة دار النشر 0 المغربية الدار البيضاء،ـ .2006 1 – تقرير حول ندوة خصوصية قانون حماية المستهلك على ضوء قانون االلتزامات والعقود والتي 2 نظمتها مؤسسة محمد اإلدريسي العلمي المشيشي بشراكة مع كلية العلوم القانونية واالقتصادية 3 واالجتماعية بأكدال ،مداخلة عبد المجيد غميجة :حماية المستهلك بين األمن القانوني واإلنصاف، 4 المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد ،101نونبر – دجنبر .2011 5 و -المواقع اإللكترونية 6 – موقع المنشاوي للدراسات والبحوث www.minshawi.com 7 – موقع مغرس www.maghress.com 8 – موقع ويكيبيديا www.ar.wikipidia.org ثانيا :المراجع باللغة الفرنسية A- Les Ouvrages Allal El Menouar : Aspects institutionnels et réglementaires des ressources en eau au - .Maroc, Imprimerie de la Tour, Rabat, Mai 2009 – Chaouni Mohammed : La loi sur l’eau et le droit à l’eau, Imprimerie Al Maarif Al .jadida, Rabat, 2005 – Houria tazi sadeq : Du droit de l’eau au droit à l’eau au Maroc et ailleurs, Imprimerie .Toumi oulja, Salé, 2007 – .Paul Decoux: droit foncier Marocain, Edition la porte 1977 0 B- Les mémoires 1 – Ameur Mberk : les statuts juridiques de l’eau et l’irrigation au Maroc, mémoire de 2 .D.E.S, faculté de droit, Rabat, 1982 3 الفهرس 4 مـقـدمـة …………………………………………………………2 . 5 الفصل األول :النظام القانوني للمياه وحمايتها اإلدارية ……………………… 9 6 المبحث األول :مفهوم الملك العام المائي وتقسيماته ……………………11 . 7 المطلب األول :مفهوم الملك العام المائي ونطاق تطبيقه ……………12 .. 8 الفقرة األولى :مفهوم الملك العام المائي ……………………… 13 9 الفقرة الثانية :نطاق تطبيق قانون الماء ……………………… 18 0 المطلب الثاني :الطبيعة القانونية لحقوق الماء ……………………25 .. 1 الفقرة األولى :الطبيعة القانونية للماء ………………………26 .. 2 الفقرة الثانية :تقسيم حقوق الماء …………………………… 31 3 المبحث الثاني :الطرق اإلدارية لحماية الملك العام المائي ………………37 .. 4 المطلب األول :حماية الملك العام المائي عن طريق الترخيص ……… 37 5 الفقرة األولى :نطاق حق الترخيص ومسطرته ………………38 .. 6 الفقرة الثانية :حقوق وواجبات المستفيد من الترخيص …………44 . 7 المطلب الثاني :الهيآت اإلدارية المكلفة بتدبير الملك العام المائي ……46 .. 8 الفقرة األولى :الهيئات اإلدارية ……………………………47 .. 9 الفقرة الثانية :اآلليات القانونية لتدبير الملك العام المائي ………53 .. 0 الفصل الثاني :ضوابط ونطاق الحماية الجنائية للملك ……………………… 57 1 العام المائي. 2 المبحث األول :مظاهر الحماية الجنائية على مستوى التجريم …………… 60 3 المطلب األول :الجرائم المرتبطة بجلب الماء ……………………… 61 4 الفقرة األولى :جريمة جلب الماء …………………………… 62 5 الفقرة الثانية :المخالفات المرتكبة داخل المساحاتـ المسقية ……… 66 6 المطلب الثاني :حماية البيئة والمستهلك في قانون الماء ……………70 .. 7 الفقرة األولى :المخالفات المتعلقة بالبيئة ……………………70 .. 8 الفقرة الثانية :الحماية القانونية للمستهلك المائي ………………75 . المبحث الثاني :مظاهر الحماية الجنائية على مستوى ضبط المخالفات ……81 .. المطلب األول :الجهاز المكلف بمعاينة مخالفات الماء وحجية محاضره 82 .. الفقرة األولى :الجهاز المكلف بمعاينة مخالفاتـ قانون الماء ……… 82 الفقرة الثانية :حجية المحاضر المنجزة من طرف شرطة المياه …86 . المطلب الثاني :إكراهات مزاولة شرطة الماء بين النص و الواقع ……92 . الفقرة األولى :اإلكراهات المرتبطة بالتشريع …………………92 . الفقرة الثانية :اإلكراهات الواقعية ……………………………94 . خـاتـمـة ………………………………………………………99 .. المالحق …………………………………………………………101 . 0 قائمة المراجع ……………………………………………………… 113 1 الفهرس ……………………………………………………………120 . 2