Professional Documents
Culture Documents
الحماية القانونية والقضائية للماء
الحماية القانونية والقضائية للماء
-1-
مجلة املنارة للدراسات القانونية والادارية
4102
-2-
املختصرات
ص :صفحة
م س :مرجع سابق
:جزء ج
Abréviation
-3-
مـقـدمـة
إن حاجات إلانسان املادية واملعنوية متعددة مثل حاجاته إلى املأكل وامللبس والسكن والعمل والتنقل،
كما أنه في حاجة إلى السكينة والحرية وغيرهما من متطلبات النفس البشرية ،والفرد في سعيه إلشباع حاجته
وتحقيق رغباته قد تتعارض مصالحه مع غيره من ألافراد ،لذا كان البد من تنظيم وتدخل قانوني لضمان
توفيرها لإلنسان وتوزيعها بين أفراد املجتمع بشكل عادل وحتى ال تبقى معرضة للفوض ى يحصل عليها القوي وال
لقد ترعرعت الحضارات إلانسانية ألاولى على ضفاف املجاري املائية ،فالحضارة الفرعونية نشأت على
ضفاف النيل ،والحضارة السامرية والسومرية على ضفاف دجلة والفرات ،والحضارة الهندية علة ضفاف
2
"الكنج" و"السند" ،والحضارة ألاوروبية على ضفاف الراين والدانوب والسين والتايمز
َْ ُ َ ْ
ويعتبر املاء 3أحد أهم هذه الحاجات إلانسانية لقوله تعالىَ " :و َج َعل َنا ِم َن املاء ك َّل ش ْي ٍء َح ٍي " ،4لذلك
أولته الشريعة إلاسالمية املكانة التي يستحقها ،فذكر لفظ املاء ثالثا وستين مرة في القرآن الكريم ،5وورد في
السنة النبوية في أحاديث كثيرة فعن أبي هريرة أنه قال :قلت يا رسول هللا إني رأيتك طابت نفس ي وقرت عيني،
6
فأنبئني عن كل ش يء ،قال صلى هللا عليه وسلم ":كل ش يء خلق من ماء"
كان طبيعيا أن يهتم املشرع املغربي بتنظيم هذه الثروة الوطنية الهامة ،وأن يصدر بشأنها جملة من
النصوص القانونية ،لتحديد نطاقها ،والحفاظ عليها ،وحمايتها من الاعتداء ،ويعتبر منشور 7فاتح نونبر 0104في
8
شأن تحديد ضابط مؤقت للعقارات التي ال يمكن امتالكها أو تفويتها ،أول نص ُو ِضع من طرف إدارة الحماية
1
-أستاذنا إدريس الفاخوري :املدخل لدراسة القانون ،نظرية القانون والحق ،مطبعة دار النشر الجسور بوجدة ،الطبعة ألاولى ،4110ص.00:
- 2محمد بن عبدالعزيز بنعبد هللا :املاء في الفكر إلاسالمي وألادب العربي ،مطبعة فضالة ،املحمدية ،0402-0116،ج ،4ص.01 :
-3
أصل املاء في اللغة من موه -بالتحريك ،فقلبت الواو " ألفا" لتحريكها وانفتاح ما قبلها ،ولذلك جمع على أمواه في القلة ،ومياه في الكثرة كجمل وأجمال
وجمال ،فالهمزة فيه بدل من الهاء وتصغيره – مويه .أورده أبي الفضل جمال الدين بن مكرم بن منظور :لسان العرب ،ج ،01مطبعة دار صادر ،بيروت
،0116ض.121 :
4
-سورة ألانبياء آلاية .11
5
-غالب محمد رجا الزعارير :املاء في القرآن الكريم ،مكتبة دار النزمان للنشر والتوزيع ،املدينة املنورة0244 ،هـ ،ص.01:
- 6إسماعيل بن كثير القرش ي :تفسير القرآن العظيم ،مطبعة دار املعرفة للطباعة والنشر ،بيروت ،طبعة ،0191-0211ج ،1ص.011 :
7
-منشور في الجريدة الرسمية ،العدد ألاول ،بتاريخ 41صفر 0( 0110فبراير ،)0101ص.1 :
إال أن النسخة الفرنسية من نفس العدد صدرت في الفاتح من نونبر ،0104ص.6 :
8
-دخلت فرنسا إلى املغرب بمقتض ى معاهدة فاس للحماية في 11مارس .0104
-4-
ْأد ِخلت بموجبه املياه في عداد ألاموال العامة ،تاله صدور ظهير فاتح يوليوز 90102في شأن ألامالك العمومية
الذي حدد مكونات امللك العمومي التي ال يسوغ ألحد أن يتفرد بتملكها من بينها مجاري املياه ،وآلابار الارتوازية،
والبحيرات الكبيرة والصغيرة واملستنقعات والترع التي تسير للري ..واملالحظ أن الظهير املذكور لم يجعل كل املياه
ً
أمالكا عامة ،اعتبارا ألحصحاب حقوق املياه بل ترك ألامر للتعديالت الالحقة ،حيث جاء تعديل الفصل ألاول من
ظهير فاتح يوليوز 0102بمقتض ى ظهير 9نونبر 100101الذي أدخل ضمن امللك العمومي كل املياه سواء كانت
ً
جوفية أو سطحية ومجاري املياه وينابيع املياه أيا كانت طبيعتها.
كما أن الفقرة الخامسة من الفصل ألاول ضمت إلى امللك العام املائي كل ألاراض ي التي تعتبر ً
وعاء
وعمد املشرع إلى إيجاد إطار قانوني يعالج بعض إلاشكاليات التي أثيرت بعد تطبيق ظهير فاتح يونيو
0102وظهير 9نونبر ،0101خاصة ما يتعلق بحدود ألامالك العمومية ونطاقها الجغرافي والوضعية القانونية
ملوضع مجاري املياه ،وأصدر ظهير فاتح غشت 110141املتعلق بجعل ضابط املياه الذي أدخل إلى امللك العام
املائي مجاري املياه العمومية وضفاف ألانهار وموضع مجاري املياه التي يجري عليها املد والجزر ،كما تبنى طريقة
وبعد سنوات طويلة من الانتظار ،أصدر املشرع املغربي القانون رقم 01.11املتعلق باملاء ،13مستهال إياه
بديباجة موضحة لألسباب التي دفعته إلصداره ،وموزعا على 041مادة ،ومنظما في ثالثة عشر بابا ،أوجزها كما
يلي:
الباب ألاول :خصص له املشرع خمس مواد متعلقة بأحكام امللك العام املائي.
الباب الثاني :من املادة السادسة إلى الحادية عشر ،أكد فيها املشرع على تمسكه بالحقوق املعترف بها
9
-منشور في الجريدة الرسمية عدد ،64الصادرة بتاريخ 06شعبان 01 ( 0114يوليو ،)0102ص.416 :
10
-منشور في الجريدة الرسمية عدد ،124الصادرة بتاريخ 41صفر 01 ( 0119نونبر ،)0101ص.112 :
11
ص.0211 : -منشور في الجريدة الرسمية عدد ،611الصادرة بتاريخ 11صفر 41 ( 0122غشت ،)0141
12
-علوي طاهري محمد :حقوق املياه في التشريع املغربي ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص ،مجموعة البحث والتكوين في القانون املدني املعمق،
كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ،جامعة محمد الخامس أكدال بالرباط ،السنة الجامعية ،4111-4119ص.11 :
13
-الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 0.11.012الصادر في 09من ربيع ألاول 06 ( 0216غشت ،)0111منشور في الجريدة الرسمية عدد 2141املؤرخة
ص.4141 : في 42ربيع آلاخر ( 41سبتمبر ،)0111
-5-
الباب الثالث :خصص له املشرع مادة وحيدة هي املادة 04والتي منع بمقتضاها أي تجاوز ملجاري
املياه ،والسواقي ،والبحيرات ،والعيون ،وقنوات املالحة أو الري ..التي تدخل في نطاق امللك العام املائي.
الباب الرابع :من املادة 01إلى املادة 42تتعلق باملجلس ألاعلى للماء واملناخ ،واملخطط الوطني للماء
واملخطط التوجيهي للتهيئة املندمجة ملوارد املياه ،وتحديد اختصاصات وكاالت ألاحواض املائية.
الباب الخامس :من املادة 41إلى املادة ،11تتعلق بحقوق وواجبات املالك ،والترخيصات والامتيازات
الباب السادس :من املادة 10إلى املادة 11وتتعلق بمحاربة تلوث املياه.
الباب السابع :من املادة 19إلى املادة 66وتتعلق باملياه املخصصة لالستعمال الغذائي ،وتلك
الباب الثامن :من املادة 61إلى املادة 19وتتعلق باستعمال وبيع املياه الطبيعية وذات املنفعة الطبية،
الباب التاسع :من املادة 11إلى املادة 91وتتعلق بكيفية الحصول على ترخيص من أجل استعمال
الباب العاشر :من املادة 96إلى املادة 99ويتعلق بأحكام املاء في حالة الخصاص.
الباب الحادي عشر :من املادة 91إلى املادة 011وتتعلق بإجراءات إنجاز ألاثقاب بقصد البحث عن
املاء ،وطرق محاربة الفيضانات عبر إقامة منشآت وتجهيزات في ألاراض ي التي يمكن أن تغمرها املياه.
الباب الثاني عشر :من املادة 010إلى املادة 011وتتعلق بدور الجماعات املحلية في إحداث لجنة املاء
بكل عمالة أو إقليم ،واملهام املنوطة بها ،ودورها الاستشاري قبل منح رخص املياه من طرف وكالة الحوض
املائي.
الباب الثالث عشر :من املادة 012إلى املادة 044ويتعلق بدور شرطة املياه واملخالفات والعقوبات.
14
-نسخت املادة 041من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء جميع ألاحكام املخالفة لهذا القانون والسيما :
-الفقرات د ،ه ،و ،ز ،ج من الفصل ألاول من الظهير الشريف الصادر في 1شعبان (0114فاتح يوليوز ) 0102بشأن ألامالك العامة ؛
الظهير الشريف الصادر فـي 1جمـادى آلاخرة 01( 0112أبريل )0106بتنظيم استغالل املعابر واملمرات على مجاري املياه ؛
-6-
وقد أكد القانون الجديد على املبادئ العامة وألاحكام ألاساسية السابقة في موضوعه ،والتي لم ينفها
ولم يلغها ،وإنما مدد العمل بها بنصه عليها صراحة ،وأغناها بإضافات جديدة ومبتكرة تتالءم مع روح العصر،
وتنسجم مع فلسفته الجديدة ،واملؤسسة على ترسيخ ووضع الدولة يدها على ثرواتها املائية للتحكم في صرفها
واستعمالها ،وفق ما تقتضيه املصلحة العامة 15وضمن املستجدات الهيكلية للمؤسسات املكلفة بتدبير امللك
العام املائي ،أحدث القانون الجديد ما يعرف ب "وكاالت ألاحواض املائية" كمؤسسات عمومية متمتعة
بالشخصية املعنوية والاستقالل املالي ،إلى جانب املؤسسات السابقة املتمثلة في املكاتب الجهوية لالستثمار
الفالحي ،ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك ،ووزارة الطاقة واملعادن واملاء والبيئة ،ومصالح العمالة أو إلاقليم.
كما أكد القانون رقم 01.11املتعلق باملاء على الجهات املكلفة بحماية امللك العام املائي املنظمة في
الظهائر السابقة ،ومنح بمقتض ى املادة 012لشرطة املياه مكنة القيام بمعاينة مخالفات مقتضيـات هذا القانون
ونصوصه التطبيقية ،وعدد ألافعال التي تعد جريمة ونص على عقوباتها كجلب مياه سطحية أو جوفية بدون
ترخيص ،أو إذا ما وقع داخل املساحات السقويـة املعدة واملجهزة من طرف الدولة ،ضبط جلب غير مرخص به
مثل صبيب أعلى من الصبيـب املرخص به وسقي غير مرخص أو خارج ألاوقات املحددة ،وسرقة املاء ،وأحال
بخصوص منع شرطة املياه من مزاولة مهامها على العقوبات الواردة في الفصل 611من القانون الجنائي.16
يكتس ي املوضوع أهمية بالغة ملا لهذا املورد الحيوي من دور في تنمية العقارات في بالدنا ،وخاصة في
املدارات املسقية ،نظرا لكثرة الحاجات في وقت نضوب مصادر التعبئة املناسبة ،كما أنه يعد أحد أهم العناصر
الستمرار إلانسان على وجه البسيطة ،وبذلك استحق أن يكون أحد مقومات السيادة الوطنية.17
-الظهير الشريـف الصادر في 00من محـرم ( 0122فاتح أغسطس ) 0141في شـأن نظام املياه؛
-الظهير الشريف الصادر في 00من جمادى آلاخرة 01( 0121ديسمبر )0146بالزجر عن سرقة املاء؛=
= -الظهير الشريف الصادر في 41من جمادى ألاولـى 09( 0114سبتمبر )0111املتعلق بالترخيصات في جلب املاء من وادي بهت ووادي سبو ؛
-الظهير الشريف الصادر في 00من ربيـع آلاخر 01( 0112يوليوز )0111املتعلق بالترخيصات في جلب املاء من حقينة سد الوادي املالح ومن وادي أم
الربيع ؛
-الظهير الشريف الصادر في 9جمادى آلاخرة 46( 0119يوليوز )0111بتنظيم إنجاز ألاثقاب من أجل البحث عن املاء؛
-الظهير الشريف الصادر في 04من جمـادى آلاخرة 41( 0111مـارس )0110بتنظيم استغالل وبيع املياه املعدنية الطبيعية واملياه املسماة "مياه املنبع" أو
"مياه املائدة" وبيع املياه املعدنية املستوردة.
15
ن ن ق
-أحمد إد لفقيه :نظام املياه والحقو املرتبطة بها في القانو املغربي ،أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانو الخاص ،كلية العلوم القانونية
والاقتصادية والاجتماعية ،جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ،السنة الجامعية ،0111 -0119ص.412 :
16
ن
-الظهير الشريف رقم 0.11.201الصادر في 49من جمادى آلاخرة 46 ( 0194نونبر )0164باملصادقة على مجموعة القانو الجنائي ،املنشور في الجريدة
الرسمية عدد 4621مكرر بتاريخ 04محرم 1( 0191يونيو ،)0161ص.0411 :
17
-مقتطفات من خطاب امللك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة التاسعة للمجلس ألاعلى للماء واملناخ بمدينة أكادير ،املؤرخ في 44يونيو .4110
-7-
يرجع اختيار موضوع " الحماية القانونية للماء" إلى عدة دوافع منها:
اعتبار املياه أحد أهم املواضيع املتداولة يوميا الرتباطها الوثيق بالحاجيات اليومية وألاساسية لحياة
إلانسان بشكل خاص والاقتصاد الوطني بشكل عام ،إال أن املثير لالنتباه هو ندرة الدراسات الخاصة وبشكل
أساس ي باللغة العربية ،هذا النقص البين في البحوث دفعني إلى البحث في املوضوع.
التعريف بالقانون رقم 01.11املتعلق باملاء ،وأهم املقتضيات الحمائية املتعلقة بالثروة املائية،
ويواجه الباحث في موضوع امللك العام املائي مجموعة من الصعوبات ،أهمها ،ندرة الكتابات واملقاالت
وألابحاث الجامعية في املوضوع ،وصعوبة الوصول لبعضها ،كما أن ألاحكام والقرارات القضائية املنشورة في
هذا املجال قليلة جدا ،والبحث عن غير املنشور منها غير متاح بالشكل املطلوب ،إال ما تعلق بسرقة أو جلب
باإلضافة إلى ذلك ،فإن البحث في امللك العام املائي ،مرتبط بمواضيع ذات صلة وثيقة بالقانون العام
مثل القانون إلاداري ،وأخرى ذات صلة بالقانون الخاص كقانون التحفيظ العقاري ،18ومدونة الحقوق
العينية ،19وقانون املسطرة املدنية ،20والقانون الجنائي ،وقانون املسطرة الجنائية ،21وقانون البيئة ،22وقانون
ويطرح موضوع الحماية القانونية للماء عدة إشكاالت وتساؤالت في نفس آلان ،من قبيل مدى توفير
الحماية املتطلبة للماء في ظل حسم املشرع لطبيعته القانونية ؟ وهل وفر تعدد الجهات املتدخلة في حماية هذا
18
-الظهير الشريف الصادر في 1رمضان 04 ( 0110أغسطس ) 0101املتعلق بالتحفيظ العقاري كما تم تعديله بالقانون رقم 02.11الصادر بتنفيذه
الظهير الشريف رقم 0.00.011الصادر في 41من ذي الحجة 44( 0214نونبر ،) 4100منشور في ج.ر عدد 1119بتاريخ 41ذو الحجة 42 ( 0214نونبر
ص.1111 : ، )4100
19
-الظهير الشريف رقم 0.00.019الصادر في 41من ذي الحجة 44 ( 0214نونبر ،) 4100بتنفيذ القانون رقم 11.19املتعلق بمدونة الحقوق العينية،
املنشور في ج.ر عدد 1119بتاريخ 41ذو الحجة 42 ( 0214نونبر ، )4100ص.1191 :
20
-الظهير الشريف بمثابة قانون رقم 0.12.221املؤرخ في 00رمضان 49 ( 0112شتنبر ) 0112باملصادقة على نص قانون املسطرة املدنية ،منشور في ج.ر
ص.4120 : عدد 1411مكرر بتاريخ 11شتنبر ،0612
- 21
ظهير شريف رقم 411.14.0صادر في 41رجب 1(0241أكتوبر )4114بتنفيذ القانون رقم 44.10املتعلق باملسطرة الجنائية ،ج.ر عدد 1119بتاريخ 41
ذي العقدة 11(0241يناير ،)4111ص.101 :
22
-ظهير شريف رقم 0.11.11صادر في 01ربيع ألاول ( 04ماي )4111بتنفيذ القانون رقم 00.11املتعلق بحماية واستصالح البيئة ،منشور في ج.ر عدد
1009بتاريخ 09ربيع آلاخر ( 01يونيو )4111ص.0111 :
23
-الظهير الشريف رقم 0.90.412الصادر في 00رجب 6 ( 0214ماي ) 0194بتنفيذ القانون رقم 1.90املتعلق بنزع امللكية ألجل املنفعة العامة والاحتالل
املؤقت ،املنشور في ج.ر عدد 1691املؤرخة في 1رمضان 01 ( 0211يونيو ،)0191ص.199 :
-8-
املورد الغاية املنشودة من ذلك؟ وهل ينطبق القانون املوضوع مع واقع املاء ،نظرا ملا تحدثه مجاري ألانهار من
-9-
الفصل ألاول
عرف املغرب تنظيم املياه منذ القدم وفق ألاعراف املحلية لكل منطقة ،ومع دخول إلاسالم إليه تم
إعادة تنظيم تدبيرها عبر أحكام الراجح واملشهور وما جرى به العمل في مذهب إلامام مالك ،مع الاحتفاظ
باألعراف املحلية غير املتناقضة معه ،وبذلك أصبح املاء دائرا بين امللكية العمومية وامللكية الخصوصية أو
إن تنظيم املاء لم يصل إلى الصيغة الحالية إال بعد مروره بعدة مراحل ساهمت في نشأتها ونموها عبر
التاريخ عدة عوامل ،سياسية ،واقتصادية ،واجتماعية ،ودينية ،وبدخول الاستعمار الفرنس ي إلى املغرب أصدرت
سلطات الحماية عدة قوانين تنظيمية في هذا املجال منها منشور فاتح نونبر 0104الذي حدد العقارات التي ال
يمكن امتالكها أو تفويتها ،تاله صدور ظهير فاتح يوليوز 0102املنظم للملك العمومي الذي عدد أمالك الدولة
العامة ،ومنها امللك العام املائي ،وحفاظا على السلم وألامن الاجتماعيين ،ونظرا الرتباط املغاربة باألرض واملاء
فإن املشرع استثنى من ألامالك العامة املائية الحقوق التي تم الاعتراف بها لألفراد من قبل إلادارة.
وانطالقا من مبدإ عمومية امللك العام املائي ،فإن الخواص ال يمكنهم استعماله أو استغالله إال بعد
حصولهم على ترخيص من الجهات املكلفة باملحافظة عليه ،ويحدد الترخيص نطاق سريانه والتزامات وحقوق
املرخص له ،مع احتفاظ إلادارة بحق سحبه كلما أخل املرخص له بشروط العقد ،من أهمها استنزاف أو
تلويث 25املاء.
ومن أجل تدبير ناجع للموارد املائية باملغرب ،فإن قانون املاء أحدث مجموعة من املؤسسات للحفاظ
على هذه املوارد الحيوية ،سواء على الصعيد الوطني كاملجلس ألاعلى للماء واملناخ ،واملجلس الوطني للبيئة ،أو
- 24
علوي طاهري محمد :م س ،ص.40 :
-
أحمد إد لفقيه :م س ،ص.11 :
25
-غالبا ما يتم استعمال مصطلح "تلوث املاء" بدل "تلويث املاء" ،وأرى أنه ينبغي استعمال مصطلح تلويث املاء ألنه مصدر مرتبط بفاعل خارجي ،أما
"التلوث" فهو مصدر عائد إلى فاعل داخلي وكأنه اختيار وقناعة وليس فعال مفروضا من قوة فاعلة ،ومن الناحية الصرفية :لوث تلويثا – وتلوث تلوثا.
- 10 -
على الصعيد الجهوي كوكاالت ألاحواض املائية ،واملركز الجهوي لالستثمار الفالحي محددا اختصاصاتها وطرق
تدخلها.
وعملية التخطيط الستعمال املوارد املائية وحمايتها تكون إما عن طريق املخطط الوطني للماء الذي
يضع استراتيجية وطنية بعيدة املدى لتدبير املوارد املتواجدة على سطح ألارض وفي باطنها وطنيا ،وإما عن طريق
املخطط التوجيهي للتهيئة املندمجة الذي يقوم بتدبير املوارد املائية لوكالة الحوض املائي بما فيها مصبات
ألانهار من أجل التأمين الكمي والكيفي للحاجيات الحاضرة واملستقبلية ملستعملي الحوض.
فما هو املفهوم القانوني للملك العام املائي؟ وما هي تقسيماته في ظل الترسانة القانونية للمغرب؟ وما
هي الوسائل إلادارية التي أتى بها املشرع لحماية هذه الثروة الحيوية؟
لإلجابة على هذه ألاسئلة وغيرها سأقسم هذا الفصل إلى مبحثين:
- 11 -
املبحث ألاول:
إن شخصية الدولة املعنوية ال تحتاج إلى نص دستوري أو قانوني ليقررها ،فهي تتقرر تلقائيا
وبالضرورة منذ أن تتمكن جماعة سياسية حاكمة من السيطرة على مجموعة من ألافراد في إقليم محدد من
أقاليم العالم ،ومن ثم فشخصية الدولة ركن من أركان وجودها وفقا لقواعد القانون الدولي العام ،وهي التي
تضمن لها الاستمرارية عبر القرون بصرف النظر عن أشكال الحكومات التي قد تتعاقب عليها ،ومن ثم فال
فاألمالك العامة للدولة محددة في ظهير فاتح يوليوز 0102املنظم للملك العام للدولة ،والتي تعتبر
عامة ال يسوغ ألحد تملكها باعتبارها مرصودة للمنفعة العامة ،سواء بفعل الطبيعة كاألنهار والشواطئ ،والتي
تبقى مشاعة بين جميع ألافراد ،أو نتيجة تدخل إلانسان كالطرق والقناطر وألاسواق وتم إلحاقها بأمالك الدولة
العامة.
ومن املعلوم أنه ال يمكن ألحد أن يستغني عن املاء لكونه مصدر بقاء جميع املخلوقات وبدونه تنعدم
الحياة ويصير مصير إلانسان وباقي الكائنات الفناء ،27والحاجة املاسة لهذه املادة الحيوية تجعلها ملكا عاما
للجميع ،ويأخذ املاء صفة العمومية من طبيعته ذاتها ،لكونه مخصصا الستعمال العموم ،وهذا ما حدا باملشرع
وفي هذا املجال حددت املادة الثانية من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء ألانهار الكبرى باملغرب،
وضفافها ،وحاالت تغيير مجرى النهر بفعل الطبيعة والفرضيات الواردة عليه ،كما حددت حقوق املجاورين للنهر
املهجور أو الجديد.
26
-أسامة عثمان :املوسوعة القضائية ألمالك الدولة العامة في ضوء القضاء والفقه ،منشأة املعارف باإلسكندرية ،دون ذكر الطبعة ،ص.41 :
-مليكة الصروخ :القانون إلاداري دراسة مقارنة ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة الثالثة ،0116ص.69 :
-أستاذنا أحمد بنكوكوس :القانون الدستوري والنظم السياسية ،طبعة ،4111مطبعة دار النشر الجسور بوجدة ،ص.41 :
27
" -وجعلنا من املاء كل ش يء حي" سورة ألانبياء آلاية .11
28
-علوي طاهري محمد :م س ،ص.91 :
- 12 -
وبالنظر إلى الخاصية املتميزة للماء باعتباره سائال طبيعيا ،وارتباطه باألرض ،فقد ثار نقاش فقهي
وقضائي حول الطبيعة القانونية للماء ،بين من اعتبره منقوال ومن اعتبره عقارا ،واتجاه وسط ذهب إلى اعتبار
املاء الذي في باطن ألارض أو مساال عليها يأخذ أحكام العقار ما لم تتدخل يد إلانسان.
إذا كان املشرع حسم في مسألة امللكية العامة للماء ،فإن ذلك لم يمنعه من استثناء الحقوق
املكتسبة من هذا املجال ،فأقر ملن اعترفت له إلادارة بهذا الحق ،وفق شروط محددة ،تملك املاء والتصرف
فيه.
وسيتم في هذا املبحث التطرق إلى مفهوم امللك العام املائي ( املطلب ألاول) ،ونطاق تطبيق قانون املاء
إن ألامالك العامة مخصصة لتحقيق مصلحة عامة ،الش يء الذي يتطلب حماية خاصة ،وهذه
الحماية أيا كان وجهها ،إنما تدور مع تخصيص امللك للنفع العام ،بمعنى أنه متى زال هذا التخصيص فعال
بقرار ،زالت مقتضيات الحماية القانونية ودخل امللك في نطاق الدومين الخاص وبالتالي يخضع ألحكام القانون
الخاص.29
وقد كانت سنة 0102نقطة تحول متميز في امليدان الذي يهمنا ،وأعني بذلك نظام املياه والحقوق
املائية ،لكون هذه السنة هي التي شهدت ميالد أول نص قانوني رسمي حدد بموجبه املشرع املغربي النطاق
ً
املوضوعي واملادي للملك العمومي للدولة ،والذي بموجبه أصبحت أصناف املياه جزءا من مكوناته ( 30فقرة أولى
).
ومن املقتضيات التي جاء بها قانون املاء ،إقراره ألحكام الالتصاق الطبيعي كسبب من أسباب كسب
امللكية بسبب التغيرات الطبيعية لألنهار والتي ال دخل ليد إلانسان فيها ،سواء باتساع ضفاف ألانهار أو تقلصها،
أو هجر النهر ملجراه الطبيعي واتخاذه ملجرى جديد (فقرة ثانية ).
29
-بوعزاوي بوجمعة :القانون إلاداري لألمالك ،مطبعة إميليف ،الطبعة ألاولى " 4101بدون مكان النشر" ،ص.010 :
30
-أحمد إد لفقيه :م س ،ص.412 :
- 13 -
إن التعامل القانوني مع املياه في املغرب ليس حديث العهد ،فهو قديم جدا 31وفي ارتباط وثيق مع
ممارسة ألانشطة الزراعية ،وقد تجلت مظاهره ألاولى في ألاعراف واملعاهدات التي كانت تتم بين القبائل حول
العيون والخطارات مما راكم عددا من الوثائق التي تنظم الاستفادة من املاء وتوزيع الحصص وفقا لألعراف
املحلية وأحكام الفقه إلاسالمي ،32واستمر هذا الوضع إلى أن دخلت الحماية إلى املغرب حيث أعادت بلورة
إلاطار القانوني للمياه (أوال) ،مما أعطى لقانون املاء مميزات خاصة به (ثانيا).
دخلت فرنسا إلى املغرب بواسطة معاهدة 11مارس ،0104وكان من بين أهدفها السيطرة على ألارض
الفالحية عبر التحكم في مصادر الثروة املائية ،وبذلك أصدرت منشور فاتح نونبر 0104الذي حدد العقارات التي
ال يمكن امتالكها أو تفويتها ،من ضمنها موارد املاء العمومية ،33وفي هذه املرحلة طرحت فكرة التوفيق بين
املصلحة الخاصة للمالك الخواص من املغاربة ،واملصلحة العامة املرتبطة بمصالح الدولة املستعمرة ،كما
ً
طرحت أفكارا تدعو إلى تبني نظام حرية امللكية الخاصة للمياه ،بينما ذهب رأي آخر إلى تبني امللكية العامة
-31يستنتج من ألابحاث والوثائق التاريخية أن مؤسسات تنظيم املاء قبل عهد الحماية كانت ترتكز على نظامين :
أولهما :نظام عرفي يتكون من مجموعة من القواعد واملبادئ والعادات تشرف على تطبيقها املؤسسات التقليدية أو ألاعراف التقليدية وهي أعراف يعود أغلبها
لفترة سابقة عن مجيء إلاسالم إلى املغرب.
ثانيهما :نظام قانوني مستمد من املبادئ وألانظمة التي تتأصل من الفقه إلاسالمي ،وبخاصة الراجح واملشهور وما جرى به العمل من مذهب إلامام مالك.
أورده اسماعيلي حسن :قراءة في القانون رقم 01-11املتعلق باملاء ،املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية ،عدد 19 -11يوليوز -أكتوبر ،4112ص.11 :
-32عشوان عبد هللا :دور القضاء في حماية امللك املائي قراءة في القانون رقم 01-11املتعلق باملاء ،مجلة املعيار ،العدد ،21يونيو ،4100ص.21 :
-33علوي طاهري محمد :م س ،ص.11 :
-عبد الرحمان البكريوي :الوجيز في القانون إلاداري املغربي ،مطبعة بابل للطباعة والنشر والتوزيع ،الرباط ،الطبعة ألاولى ،0111ص.161 :
34 - Sonnier Annie : Le régime juridique des eaux au Maroc, librairie de recueil Sirey, Paris 1933, p: 3 .
أورده علوي طاهري محمد :م س ،ص.12 :
35
-نظم مبدأ امللكية العامة للماء في الجزائر بمقتض ى قانون ،0910/16/06وفي تونس بمقتض ى مرسوم الباي بتاريخ .0991/11/42
36 -Allal El Menouar : Aspects institutionnels et réglementaires des ressources en eau au Maroc, Imprimerie de la Tour, Rabat, Mai 2009, p19
.
- 14 -
لهذا الظهير ما هو إال وجه من أوجه الحداثة التي استهدفت الجانب الهيكلي أو الشكلي للقانون املغربي التقليدي
37
أو العتيق
إن تطبيق مبدأ امللكية العامة للماء 38جاء بشكل تدريجي ،توج بصدور ظهير فاتح يوليوز 0102املنظم
للملك العام للدولة الذي جاء في الفصل ألاول منه على أنه ":تدخل في عدد ألامالك العمومية ألامالك آلاتية
وهي:
أوال :شاطئ البحر الذي يمتد إلى الحد ألاقص ى من مد البحر عند ارتفاعه مع منطقة مساحتها ستة
ثالثا :املنارات والفنارات والعالمات التي توضع لإلنذار بالخطر وكافة ألاعمال املعدة لإلضاءة وإلانذار
خامسا :آلابار املعروفة الارتوازية والتي يفجر منها املاء وأيضا آلابار واملواد العمومية،
سابعا :الترع التي تسير فيها املراكب والتي تستعمل للري أو التي تجفف وتعتبر أشغاال عمومية"...
37
-أحمد إد الفقيه :م س ،ص.416 :
38
-إذا كان موضوع الدراسة يتعلق أساسا بامللك العام املائي فإن هذا ال يمنع من إلاشارة إلى املعايير املعتمدة لتحديد امللك العام ،وذلك وفق آلاتي:
أ -معيار تخصيص املال للمرفق العام :تزعم هذا الاتجاه الفقيه ليون ديجي" "L.Duguitوربط بين املال العام واملرفق العام ،حيث تطلق صفة املال العام
على املال املخصص لخدمة املرفق العام هذه الخدمة هي التي تجعله خاضعا لنظام قانوني استثنائي يمكنه من الحماية الالزمة جنائيا وإداريا ،وانتقد هذا
املعيار ألنه وسع من نطاق ألاموال العمومية حيث ُيدخل جميع ألاموال املخصصة لخدمة املرفق ولو كانت تافهة كاألقالم وأدوات املكتب .لذلك اشترط
الفقيه جيز " "G.Jezeشرطين في محاولة للتغلب على هذه العيوب ،فحتي يعتبر املال املخصص للمرفق العام ماال عاما ،يجب أن يكون املرفق مرفقا عاما
جوهريا وأن يكون املال املخصص لهذا املرفق رئيسيا في سير املرفق وإدارته ،وقد انتقد هذا الرأي لكونه استبعد املباني الحكومية والثكنات من مجال املال
= العام .أورده بوعزاوي بوجمعة :م س ،ص 21 :وما بعدها.
= ب – معيار طبيعة املال :ينطلق رواد هذا املعيار من الطبيعة الجوهرية التي يتميز بها هذا امللك العمومي ،أي النظر إلى جوهر امللك دون تدخل للمشرع أو
القانون ،ويعتبر الفقيه " "Proudonمن أهم ممثلي هذا الاتجاه حيث عرف ألامالك العمومية بكونها " مجموع العقارات واملنقوالت التي هي غير قابلة بطبيعتها
أن تدخل في تملك الخواص كالشوارع وألازقة "..
ج – معيار تخصيص املال العام للمنفعة العامة :بناء على الانتقادات التي وجهها الفقه للمعيارين السابقين في تحديد املال العام ،ظهر معيار التخصيص
للمنفعة العامة ،الذي يعتبر املال عاما متى كان مخصصا لتحقيق النفع العام سواء كان ذلك عن طريق الاستعمال املباشر للجمهور أو بواسطة تخصيصه
لخدمة مرفق عام كان منقوال أو عقارا .ونظرا ملا يترتب عن ألاخذ بهذا املعيار من توسيع لنطاق املال العام فقد حاول الفقيه " هوريو" وضع بعض الضوابط
لتحديده فاشترط أن يكون تخصيص املال العام للمنفعة العامة بقرار من إلادارة .وتم انتقاد هذا التوجه ألاخير لكونه يعطي لإلدارة سلطة واسعة في تقرير
الصفة التي يجب إلحاقها بامللك بحيث ال يكون ملكا عاما إال إذا أرادته إلادارة والعكس حصحيح.
-أوردته منية بنلمليح :قانون ألامالك العمومية باملغرب مطبعة دار النشر املغربية ،الدار البيضاء ،طبعة ،4111ص 11 :وما بعدها.
- 15 -
وبالرجوع إلى الفصل ألاول املشار إليه آنفا يالحظ أن املشرع املغربي لم يعط تعريفا واضحا لألمالك
العمومية ،بل اكتفى بتحديدها ،معتمدا على فكرة الاستعمال من طرف الجميع ،39فإرادة املشرع اتجهت إلى
تحديد نطاق سريان قواعد امللك العام للدولة ،وذلك عبر تحديده لتمظهرات هذا امللك مما هو مشاع بين أفراد
ألامة ،بحيث ال يحق ألحد أن يتملك واحدة من مكونات امللك العمومي املذكور في الفصل السابق ،فاستبعاد
التملك والانفراد الخاص باالستفادة الشخصية دليل على عمومية تلك ألاراض ي ،40وهذا ما أكده الاجتهاد
القضائي املغربي.41
إثر ذلك صدر ظهير 49يوليوز 0109املتعلق بامللك القروي الذي اعتبر املياه التي يشربها الناس أو التي
هي معدة لتوريد املاشية وكذلك ألاجهزة املعدة لذلك ضمن امللك العمومي.42
إال أن تعديل الفصل ألاول من ظهير فاتح يوليوز 0102املنظم للملك العام للدولة بمقتض ى ظهير 9
نونبر 0101اعتبر املياه أينما وجدت وعلى أي صفة كانت ملكا عموميا ما عدا مياه ألامطار املستغلة مباشرة أو
التي وقع تجميعها في خزانات اصطناعية ،43فلم يكتف املشرع بإدخال املياه ضمن امللكية العمومية بل تعدى
ذلك إلى ضم ألاراض ي التي توجد عليها هذه املياه ضمن امللك العام حتى ولو كانت هذه ألاراض ي غير مغطاة باملياه
بشكل دائم ،كما هو الشأن بالنسبة للبحيرات التي تنشأ في فصل الشتاء وتجف في فصل الصيف.44
لكن ندرة املياه وقلتها في أغلب املناطق بسبب الجفاف ،وارتكاز النظام الاجتماعي في املغرب على
الفالحة ،جعال الدولة تتدخل بغية فرض نوع من الاستغالل املشترك للماء ،حيث أصدرت ظهير فاتح غشت
39
-منية بنلمليح :م س ،ص.21 :
40
-محمد أوزيان :ألامالك املخزنية باملغرب النظام القانوني واملنازعات القضائية ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص ،وحدة التكوين والبحث في
قانون العقود والعقار ،كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ،جامعة محمد ألاول بوجدة ،السنة الجامعية ،4101-4104ص.01 :
-منية بنلمليح :م س ،ص.21 :
41
" -حيث إن امل قصود فقها وقضاء باألموال العامة سواء كانت للدولة أو للجماعات أو املؤسسات العمومية ،هي تلك الوسائل املادية التي تستعين بها
الجهات إلادارية على ممارسة نشاطها خدمة للصالح العام ويشترط العتبارها أموالا عامة أن تكون مخصصة للمنفعة العامة بالفعل أو بمقتض ى القانون
من جهة أخرى ،والتخصيص بالفعل معناه رصد املال الستعمال العموم مباشرة ،أما التخصيص بالقانون فهو متى ينص القانون على اعتبار مال معين من
ألاموال العامة" حكم صادر عن املحكمة إلادارية بفاس ،عدد 911صادر بتاريخ ،4114/04/01منشور باملجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية ،عدد ،06
،4112ص.611:
42
-اسماعيلي حسن :م س ،ص.12 :
43
-محمد بونبات :حقوق املاء في املغرب مقاربة النوازل وألاعراف وقانون املاء ،املطبعة والوراقة الوطنية ،مراكش ،سلسلة آفاق القانون ،2الطبعة ألاولى
،4111ص.11 :
-أحمد إد لفقيه :م س ،ص.411 :
44
-علوي طاهري محمد :م س ،ص.19 :
- 16 -
0141في شأن نظام املياه ،45الذي حدد املعايير وألانظمة التي يجب العمل بها الستغالل املاء باملغرب ،وقرر أنه
ال يجوز ألي كان استغالل املياه إال بموجب رخصة أو امتياز.46
من خالل قراءة قواعد قانون املاء ،يمكن ذكر بعض خصائصه:
يعتبر قانون املاء أحد فروع القانون العام ،لكونه ينظم العالقة بين إلادارة وألافراد ،كما أن حمايته
تدخل في إطار املصلحة العامة ،47ويكتسب صفة العمومية بشكل طبيعي لكونه مخصصا بطبيعته للمصلحة
العامة دون تدخل من جانب إلانسان ،مثل شواطئ البحار ومجاري ألانهار ،فالطبيعة هي التي هيأت ذلك النوع
من ألاموال لكي يكون محققا للنفع العام دون أن يكون لإلنسان يد في ذلك ،وبالتالي ال حاجة لصدور قرار من
إلادارة العامة العتباره ماال عاما ،وإذا صدر القرار فهو كاشفا لحقيقة قائمة وليس منشئا لها .أما املال الحكمي،
فهو مال هيأه إلانسان وخصصه لتحقيق املنفعة العامة كالجسور والسكك الحديدية وغيرهما ،وذلك بصدور
وذلك لكون أحد موضوعات القانون إلاداري تحديد الخدمات التي تؤديها السلطة التنفيذية للجمهور،
فالحكومة هي التي تشرف على تسيير العمل في كافة املرافق العامة للدولة ،فهي التي تتولى تنظيم مرفق رجال
45
-نص الفصل ألاول من ظهير فاتح غشت 0141على ما يلي " :إنه تتمة ملقتضيات الفصل ألاول من ظهيرنا الشريف املؤرخ في 1شعبان عام 0114املوافق
لفاتح يوليوز 0102كما هو مغير بظهيرنا الشريف املؤرخ في 02من صفر عام 0119املوافق لثامن نونبر سنة 0101تدخل في حيز ألامالك العمومية ألامالك
آلاتية وهي:
أوال :موضع مجاري املياه املستمرة واملنقطعة وكذلك ينابيعها وموضع سيول املياه والشعاب التي يترك فيها جريان املياه آثارا ظاهرة
ثانيا :ضفاف ألانهار حتى وجهها املغمور باملياه قبل فيضانها وكذلك في مواضع مجاري املياه التي يجري عليها املد والجزر وجميع ألاراض ي املغطاة بمياه املد
والجزر بارتفاع وانخفاض متوسطها متر واحد وعشرون سنتيمترا
ي
ثالثا :الضفاف املطلقة البعيدة من الحدود املعينة أعاله بعرض يبلغ ستة أمتار في أقسام مجار املياه املبينة بما يأتي :ملوية من مصب منابعها"...
46
-محمد بونبات :م س ،ص.11 :
47
-عشوان عبد هللا :م س ،ص.26 :
48
-مليكة الصروخ :م س ،ص.441 :
-محمد الرضواني :مفاهيم أساسية في القانون العام ،مطبعة املعارف الجديدة ،الرباط ،أكتوبر ،4101الطبعة الرابعة ،ص.41:
- 17 -
ألامن وكافة مرافق الخدمات الاجتماعية ألاخرى كالتعليم و الصحة واملواصالت ،49وتحقيق املصلحة العامة من
طرف السلطة العمومية أو على ألاقل تحت إشرافها ،ال ينال من صفتها هذه تحقيقها لبعض الربح ،ألن مثل
هذه ألارباح إنما هي نتيجة قانونية تتصل بتسيير وإدارة هذه املرافق ،50ومنها املياه وما يتعلق تدبيرها.
تعتبر نصوص قانون املاء آمرة ،51وهذا يتضح بشكل جلي من خالل استعمال املشرع لعبارات تفيد
حافظ القانون 01.11املتعلق باملاء على جميع املكونات الواردة في ظهير فاتح يوليوز 0102املعدل
بمقتض ى ظهير فاتح غشت ،0141وفي هذا إلاطار وضع املشرع الئحة شاملة ملكونات امللك العام املائي 52وذلك
49
-أستاذنا إدريس الفاخوري :م س ،ص.11 :
50
-عبد الرحمان البكريوي :م س ،ص.426 :
51
" -القواعد القانونية آلامرة هي التي ال يجوز لألشخاص الاتفاق على مخالفتها لكونها تتعلق بكيان املجتمع ونظمه ألاساسية وهي أساسية ألمن املجتمع
واستقراره" .أورده أستاذنا إدريس الفاخوري :م س ،ص.041 :
52
- Allal El Menour : op cit , p35.
-وشبيه بذلك نص املشرع املصري في املادة ألاولى من قانون رقم 29لسنة 0194في شأن حماية النيل واملجاري املائية من التلوث أنه "تعتبر من مجاري
= املياه في تطبيق أحكام هذا القانون:
= أ -مسطحات املياه العذبة وتشمل:
-0نهر النيل وفرعيه وألاخوار.
-4الرياحات والترع بجميع درجاتها والجنابيات.
ب -مسطحات املياه املائية غير العذبة وتشمل:
-0املصارف بجميع درجاتها.
-4البحيرات.
-1البرك واملسطحات املائية املغلقة والسياجات.
ج -خزانات املياه الجوفية"...
تنص املادة ألاولى من قانون 04لسنة 0192املتعلق بالري والصرف في مصر على أن" ألامالك العامة ذات الصلة بالري والصرف هي:
-0مجرى النيل وجسوره وتدخل في مجرى النيل جميع ألاراض ي الواقعة بين الجسور ،ويستثنى من ذلك كل أرض أو منشأة تكون مملوكة ملكية
خاصة للدولة أو لغيرها.
-4الرياحات والترع العامة وجسورها ،وتدخل فيها ألاراض ي واملنشآت الواقعة بين تلك الجسور ما لم تكن ملكية خاصة للدولة أو لغيرها.
- 18 -
بموجب املادة الثانية من قانون املاء حيث نصت على أنه " يدخـل في عداد امللك العام املائي بمقتض ى هذا
أ -جميع الطبقات املائية ،سواء كانـت سطحية أو جوفية ،ومجاري املياه بكل أنواعها واملنابع كيفما
كانت طبيعتها ؛
ب -البحيـرات والبـرك والسبخـات وكذا البحيـرات الشاطئية واملستنقعات املالحة واملستنقعات مـن
كل ألانواع التي ليس لها اتصال مباشر مع البحر .وتدخل في هذه الفئة القطـع ألارضيـة التي بدون أن تكون
مغمـورة بامليـاه بصفـة دائمة ال تكون قابلة لالستعمال الفالحي في السنوات العادية ،نظرا إلمكانياتها املائيـة ؛
ج -آلابار الارتوازية وآلابـار واملساقي ذات الاستعمـال العمومي املشيدة من طرف الدولة أو لفائدتها
وكذلـك مناطـق حمايتها املحددة بمقتضيات تنظيمية .وتتكون هـذه املناطق مـن منطقة مباشرة تضـم إلى امللك
العـام املائي ،وعنـد الاقتضـاء من منـطقتين إحداهما قريبة وألاخرى بعيدة ال تخضعان إال لالرتفاقات ؛
د -قنـوات املالحـة والـري والتطهيـر املخصصـة الستعمال عمومي وكذلك ألاراض ي الواقعة في ضفافهـا
الحـرة والتـي ال يجـب أن يتجـاوز عرضها خمسة وعشرين مترا لكل ضفة حرة ؛
ه -الحـواجـز والسدود والقناطر املائية وقنوات وأنابيب املاء والسواقـي املخصصة الستعمال عمومي من
أجل حماية ألاراض ي من املـياه ،والـري وتزويـد املـراكز الحضرية والتجمعات القروية باملاء أو الستخدام القوى
املائية ؛
-1املنشآت الخاصة بموازنة مياه الري أو الصرف أو وقاية ألاراض ي أو القرى من طغيان املياه أو من التآكل ،وكذلك املنشآت الصناعية ألاخرى
اململوكة للدولة ذات الصلة بالري أو الصرف واملقامة داخل ألامالك العامة.
-2ألاراض ي التي تنزع ملكيتها للمنفعة العامة ألغراض الري أو الصرف وألاراض ي اململوكة للدولة والتي تخصص لهذه ألاغراض"
-كما تنص املادة الرابعة من قانون املياه الجزائري رقم 04-11املؤرخ في 49جمادى الثانية عام 0246املوافق 2غشت سنة ،4111على أنه " بموجب
يأتي: مما للمياه الطبيعية العمومية ألامالك تتكون القانون هذا
-املياه الجوفية بما في ذلك املياه املعترف بها كمياه املنبع واملياه املعدنية الطبيعية ومياه الحمامات بمجرد التأكد من جودها أو اكتشافها خاصة بعد الانتهاء
من أشغال الحفر أو التنقيب الاستكشافية مهما كانت طبيعتها املنجزة من طرف كل شخص طبيعي أو معنوي خاضع للقانون العام أو القانون الخاص،
-املياه السطحية املشكلة من الوديان والبحيرات والبرك والسبخات والشطوط وكذا ألاراض ي والنباتات املوجودة في حدودها،
-املوارد املائية غير العادية التي تتكون مما يلي:
-مياه البحر املحالت واملياه املالحة املنزوعة منها املعادن من أجل املنفعة العمومية.
-املياه القذرة املصفاة واملستعملة من أجل املنفعة العمومية.
-كل أنواع املياه املدمجة في ألانظمة املائية بتقنية إعادة التموين الاصطناعي "
- 19 -
و -مسيل مجـاري امليـاه الدائمـة وغير الدائمـة وكـذلك منابعـها ومسيل السيول التي يترك فيها سيالن
ز -الحافـات إلى حـدود املستـوى الذي تبلغه ميـاه الفيضان والتـي تحـدد نصوص تنظيمية تواترها
بالنسبة لكل مجرى ماء أو مقطع منـه ،وكذا كل املساحات املغطـاة بمد يبلغ معامله 041في أجزاء مجاري املاء
-بعرض ستة أمتار على املجاري املائية ،أو مقاطع املجاري املائيـة التالية :ملوية من مصبه إلى منابعه،
سبو من مصبه إلى منابعه ،اللوكوس من مصبه إلى منابعه ،أم الربيـع من مصبه إلى منابعه ،وأبو رقراق من
ويالحظ أن املشرع قد استعمل مصطلح املياه القارية في قانون 00.11املتعلق بحماية واستصالح
البيئة 53وهو مصطلح لم يسبق استعماله في ظهير ،0102كما لم يستعمله في القانون رقم 01.11املتعلق باملاء،
حيث اقتصر املشرع آنذاك على استعمال مصطلح املاء أو امللك العام املائي أو املوارد املائية.54
وسأقتصر في هذه الفقرة على الحديث عن نطاق امللك العام املائي في حالة تغيير مجرى النهر ،والذي
يحدث بفعل الطبيعة وبدون تدخل إلانسان ،كأن يغير نهر من ألانهار مجراه أو يتخذ مجرى جديدا له وذلك
حدد البند(ح) من املادة الثانية من قانون 01.11حدود الحافات بالضفاف الحرة بعرض ستة أمتار
على املجاري املائية أو مقاطع املجاري املائية التالية :ملوية من مصبه إلى منابعه ،سبو من مصبه إلى منابعه،
اللوكوس من مصبه إلى منابعه ,وأبو رقراق من مصبه إلى سد سيدي محمد بن عبد هللا.
- 53
القانون رقم 00.11املتعلق بحماية واستصالح البيئة ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 0.11.11الصادر في 04ماي ،4111املنشور في الجريدة
الرسمية عدد 1009املؤرخة في 01يونيو ،4111ص.0111 :
54
ص.011 : -الهادي مقداد :قانون البيئة ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة ألاولى ،4104 -0211
- 20 -
وتبدأ هذه الضفاف الحرة من آخر حد تصل إليه مياه النهر الجارية عند امتالئها وقبل الفيضان ،فإذا
كان التغيير في املجرى حصل نتيجة فيضان مياه النهر وأدى إلى غمر قسم من الضفاف الحرة ،فأصبح عرض
تلك الضفاف أقل من الحد الذي عينه القانون فيجب أن يضم جزء من ألاراض ي املجاورة إلى ما تبقى من
أما باقي ألانهار أو املجاري املائية أو مقاطع املجاري كما سماها املشرع في املادة الثانية(ح )4-فعرضها
متران.
ويضم إلى امللك العام املائي مع الضفاف الحرة التي يشملها املسيل الجديد الذي يشقه املجرى املائي
بشكل طبيعي ،56وتكتسب ألامالك الخاصة صفة العمومية بتخصيصها للمنفعة العامة ،ويتم ذلك بفعل
الطبيعة.57
أما إذا جرى التعديل نتيجة انحصار مياه النهر ،وأدى إلى التحاق جزء املجرى الذي هجرته املياه
بالضفاف الحرة ،بحيث زاد عرضها عن الحد القانوني فإنه ُي ْق َت ُ
طع من هذه الضفاف جزء يوازي عرضه الجزء
الذي التحق بها ،ويعطى هذا الجزء املقتطع بدون مقابل لصاحب ألارض املجاورة للمجرى ،58حيث جاء في
الفقرة الثانية من املادة الثالثة من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء أنه" في حالة تقدم املياه ،تسلم املنطقة
املذكورة مجانا للمالك املجاور إذا أثبت ملكيته لها قبل أن تغطيها املياه شريطة احترام الارتفاقات الناتجة أو
التي قد تنتج عن العرف أو عن القوانين وألانظمة" ،وهكذا تصبح ملكية العقارات املتاخمة ملجاري ألانهار
املتأرجحة بين الدولة وألافراد بحسب ارتفاع وانخفاض مستوى املياه في النهر على مدار السنة.59
55
-أستاذنا إدريس الفاخوري :مدونة الحقوق العينية على ضوء القانون ،11.19دار النشر املعرفة ،الرباط ،طبعة ،4101ص.19 :
56
-محمد بونبات :م س ،ص. 19 :
-تنص الفقرة ألاولى من قانون املاء الجزائري على أنه " إذا انحرف الوادي عن مجراه العادي ألسباب طبيعية وسار في اتجاه جديد ،تعين حدود هذا ألاخير
كما هو منصوص عليه في املادة 1أعاله ليدمج في ألامالك العمومية الطبيعية للمياه".
57
-عبد الرحمان البكريوي :م س ،ص.161
58
-مأمون الكزبري :التحفيظ العقاري والحقوق العينية ألاصلية والتبعية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الجزء الثاني ،طبعة ،0119ص.016 :
59
-إدريس السماحي :القانون املدني" الحقوق العينية ونظام التحفيظ العقاري" ،شركة أمير بزار للطباعة والتأليف ،الطبعة ألاولى ،4111ص.92 :
- 21 -
عالج املشرع أحكام هذه الحالة في املادة الرابعة من القانون رقم ،01.11فإذا اتخذ النهر مجرى جديدا
بحيث صار يجري في أرض جديدة بفعل الطبيعة وبدون تدخل إلانسان ،فإن املجرى الجديد والضفاف الحرة
التابعة له تلحق بأمالك الدولة العامة فتنزع ملكيتها الخاصة من املالك السابق لها.60
وأرى أن نزع امللكية املتحدث عنه ال يكون وفق القانون رقم 1.90وإلاجراءات واملساطر املتبعة فيه ،بل
أما تعويض أحصحاب ألارض التي اخترقها املجرى الجديد والضفاف الحرة التابعة له فينبغي التمييز فيه
بين فرضيتين:
الفرضية ألاولى:
إذا لم تهجر املياه كلية املسيل القديم ،وظلت جارية به ،فإن املشرع حرم مالكي العقارات التي يخترقها
املسيل الجديد من أي تعويض 61.ويبدو أن هذا املقتض ى مجحف في حق أحصحاب العقارات التي سيشغلها
املجرى الجديد ،على اعتبار أن املسيل الجديد سيحرمهم من جزء من أرضهم ،وكان على املشرع بدل التنصيص
في آخر الفقرة الثانية من املادة الرابعة على حرمان مالكي العقارات من التعويض ،أن يحيل على مقتضيات
الفصل 20من قانون نزع امللكية ألجل املنفعة العامة والاحتالل املؤقت الذي ينص على أنه" إذا كان
الاستعجال يقتض ي أن تضم لفائدة الدولة بعض املوارد املائية قصد القيام بإعداد شامل نص مقرر إعالن
املنفعة العامة على هذا الاستعجال وعين في نفس الوقت الحقوق املائية التي تقتض ي بالتخلي عنها
ويمكن إلاذن بموجب هذا املقرر في حيازة الحقوق املائية املذكورة حاال أو آجال ،وفي هذه الحالة يجب
على اللجنة املكلفة عند تعذر الاتفاق باملراضاة أن تقوم بتقديم التعويضات داخل أجل شهرين يبتدئ من تاريخ
نشر مقرر إعالن املنفعة العامة ،وتطبق بعد ذلك املسطرة املنصوص عليها في الفصل 09وما يليه.
يدفع التعويض عن نزع امللكية طبقا ألحكام الفصل 41وما يليه بعد أن يسقط املبلغ الذي قبضه
املنزوع ملكيته.62"..
60
-أستاذنا إدريس الفاخوري :م س ،ص.11 :
61
-الفقرة الثانية من املادة الرابعة من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء.
- 62
تنص الفقرتان الثانية والثالثة من املادة الثامنة من قانون املاء الجزائري على أنه " وإذا ما انحرفت مياه الوادي كليا عن مجراها السابق ،يمكن منح هذا
ألاخير كتعويض ملالك العقارات التي يغطيها املجرى الجديد وذلك في حدود نسبة ألارض التي انتزعت من كل واحد منهم.
وإذا لم تنجرف املياه كليا عن مجراها السابق أو إذا
- 22 -
الفرضية الثانية:
ً
إذا تخلى النهر عن مجراه القديم ،وأخذ له مجرى جديدا فالحكم يكون كالتالي:
أ -إذا كان املجريان القديم الذي هجرته املياه والجديد يقعان في أرض ملالك واحد ،تعطى لهذا ألاخير
أرض املجرى القديم وضفافه وتزول عنه صفة امللك العام وتسلم له مجانا ،وذلك تعويضا عينيا له مقابل
أما إذا كان املجرى القديم يقع في أرض مملوكة لشخص غير املالك لألرض التي يقع املجرى الجديد
فيها ،فإن صفة امللك العمومي تزول عن املجرى القديم ،ويمكن للمالكين اكتساب ملكيته عن طريق الحق في
الشفعة بالنسبة لكل واحد منهم إلى حدود املسيل القديم بعد استيفاء إلاجراءات القانونية ،64حيث يحدد ثمن
املسيل القديم من قبل خبراء يعينهم رئيس املحكمة املختصة بطلب من إلادارة ،وإذا لم يصرح املالكون
املجاورون للنهر عن نيتهم في الاكتساب باألثمنة املحددة من قبل الخبراء ،في ظرف ثالثة أشهر من إلاشعار املوجه
من قبل إلادارة ،فإنه يتم بيع املسيل القديم وفق القواعد التي تحدد بيع ألامالك الخاصة للدولة.65
ويحدد حسب الفقرة الرابعة من املادة الرابعة السالفة الذكر ثمن املسيل القديم من قبل خبراء
يعينهم رئيس املحكمة املختصة أو بطلب من إلادارة ،والرئيس املختص هو رئيس املحكمة الابتدائية التي يوجد
بها املسيل القديم ،وإذا ما وجد -املسيل القديم -في دائرة اختصاص أكثر من محكمتين فأظن أنه ينعقد للتي
وبخصوص مسطرة التعويض فإنه "وإذا لم يصرح املالكون املجاورون للنهر عن نيتهم في الاكتساب
باألثمان املحددة من قبل الخبراء ،وفي ظرف ثالثة أشهر من إلاشعار املوجه إليهم من قبل إلادارة .فانه يتم بيع
املسيل القديم وفق القواعد التي تحدد بيع ألامالك الخاصة للدولة
كانت ألاحكام املنصوص عليها في الفقرة السابقة غير قابلة للتطبيق ،يستفيد أحصحاب ألاراض ي التي يمر بها املجرى الجديد من تعويض يحسب مثلما هو
الحال في مجال نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية "
63
-إدريس السماحي :م س ،ص.91 :
64
-أستاذنا إدريس الفاخوري :م س ،ص.11 :
-محمد بونبات :م س ،ص.11 :
65
ن
-الفقرة الثالثة والرابعة من املادة الرابعة من القانو 01.11املتعلق باملاء.
- 23 -
ويوزع الثمن الناتج عن البيع على مالك ألاراض ي التي يحتلها املجرى الجديد كل بحسب نسبة قيمة
وتجدر إلاشارة إلى أن نطاق امللك العام املائي يقف عند حقوق امللكية أو الانتفاع أو الاستعمال التي تم
اكتسابها بصفة قانونية على امللك العام املائي قبل صدور ظهير فاتح يوليوز 0102في شأن ألامالك العمومية
وظهير فاتح غشت 0141املتعلق بجعل ضابط املياه ،والتي أودع أحصحابها لدى إلادارة مطالب تستند إلى
وجودها داخل أجل خمس سنوات تبتدئ من صدور القانون رقم 01.11إذ أنه بانقضاء هذا ألاجل ال يمكن
إذا كان املاء في مفهومه اللغوي يعتبر مادة سائلة ال لون لها وال رائحة ،فمن خصائص هذه املادة أنها
متنقلة ،لكن هذه الخاصية الطبيعية ال يمكن أن تسعفنا في تحديد طبيعته القانونية ،ذلك أن املفهوم
وهذا ما يدفع إلى طرح التساؤل التالي :هل يمكن اعتبار املاء منقوال تسري عليه ألاحكام الخاصة
باألموال املنقولة؟ أم يعد عقارا تطبق بشأنه مقتضيات ألاموال العقارية ( فقرة أولى).
وباعتبار املاء ملكية عامة حسب مختلف القوانين الصادرة في هذا الشأن ،فهل القاعدة مطلقة أم ترد
حدد املشرع املغربي في املادة السادسة من مدونة الحقوق العينية العقارات بطبيعتها ،إال أنه لم يوضح
في قوانين املاء بشكل صريح الطبيعة القانونية للماء ،بيد أن الفقه اهتدى إلى مجموعة من املبادئ التي من
-1السند التشريعي
66
-الفقرة السادسة والسابعة من املادة الرابعة من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء.
67
-عشوان عبد هللا :م س ،ص.14 :
68
-علوي طاهري محمد :م س ،ص.10 :
- 24 -
يتضح من أحكام الفصل السادس من ظهير 4يونيو" 0101امللغى" أن العقارات بطبيعتها في التشريع
املغربي هي ألاراض ي والبنايات واملنشآت املثبتة واملرساة ببناء وألاغراس املثبتة بجذورها في ألارض.69
وهذا ما أكدته املادة السادسة من مدونة الحقوق العينية بشكل صريح إذ نصت على أن" :العقار
بطبيعته هو كل ش يء مستقر بحيزه ثابت فيه ال يمكن نقلـه من دون تلف أو تغيير في هيئته ".70
أما املنقول فلم يرد له تعريف في التشريع املغربي ،وقد عرفه ألاستاذ مأمون الكزبري بأنه كل ش يء
يمكن نقله من مكان إلى آخر بدون تلف ،سواء تحرك بنفسه كالحيوان أو بفعل قوة خارجية كالجماد ،شريطة
يستفاد مما سبق أن العقارات هي ألاشياء الثابتة و املستقرة في مكانها و التي ال يمكن نقلها بدون تلف،
وإذا طبقنا هذا املعيار على املاء الذي يعتبر محال لحقوق املياه ،فإنه من حيث مادته وطبيعته قابل للتنقل من
مكان آلخر دون تلف ،فاملاء في تركيبته الطبيعية مادة سائلة تقبل النقل دون تلف ،72فهل يمكن والحالة هاته
لقد أضفى القضاء املغربي في عهد الحماية الطبيعة العقارية على املياه ،عندما قرر بأن الحقوق
الواردة على املاء هي حقوق عينية عقارية ولو لم يتم تحديدها من الناحية إلادارية بعد ،ولم ترتبط بعقار معين
بذاته ،مادامت تمثل في حقيقتها جزءا من أمالك الدولة العامة ،حيث اعتبرت محكمة الاستئناف بالرباط 73أن
حقوق املياه حقوقا عينية عقارية ولو لم يتم الاعتراف بهذه الحقوق بصفة قانونية ،وأن عدم ارتباطها بعقار
69
-محمد الكشبور :حقوق املياه ونظام التحفيظ العقاري ،الندوة املشتركة حول نظام التحفيظ العقاري باملغرب ،الرباط في 6-2ماي ،0111ص.11 :
70
-نفس الش يء جاء به الفصل 92من القانون املدني السوري والفصل 94من القانون املدني املصري حيث عرف العقار بأنه" كل ش يء مستقر بحيزة ثابت
فيه ،ال يمكن نقله من دون تلف".
71
-مأمون الكزبري :م س ،ص .411
72
-علوي طاهري محمد :م س ،ص.14 :
73 -
" Les droits d’eau sont des droits réels immobiliers, même s’ils ne sont pas légalement reconnus ou non encore rattachés à un fonds car ils
"sont un démembrement du domaine public..
"Jugement N° 441 du 6 juin 1951 confirmé par un arrêt de la cour d’Appel de Rabat du 29 mars 1952.G.T.M. du 25 novembre 1952 P 151 et
suiv.
أورده محمد الكشبور :ألاوضاع القانونية الخاصة باملياه في الفقه إلاسالمي وفي تشريعات دول املغرب العربي ،مجلة القضاء والقانون ،السنة الثانية
والعشرون ،العدد 024نونبر ،0111هامش رقم ،1ص .10
- 25 -
ويرى أحد الباحثين 74أن تكييف محكمة الاستئناف بالرباط استند على فكرة امللكية العامة للماء ،وأن
كل املياه هي ملك عام للدولة ألنها جزء ال يتجزأ من العقار الذي يعتبر في أساسه ملكا عموميا( الدومين العام).
وحتى إن كانت غير مندمجة في عقار عمومي بصفة مباشرة فإنها تعتبر كذلك حقوقا عينية عقارية ،إال أن هذا
التكييف يمكن أن يكون مقبوال حالة اندماج املياه في الدومين العام ،أما إذا كانت مندمجة في ملك خصوص ي
فان حقوق املياه لن تستمد طبيعتها العقارية من الدومين العام بل انطالقا من اندماجها في العقار الخاص،
وسبب هذا التكييف غير الدقيق هو هيمنة الفكر الاستعماري الذي كان يحاول اعتبار املياه ملكا عموميا حتى
تتمكن الدولة الاستعمارية من الهيمنة على الثروة املائية وتثبيت أقدامها وتحقيق مصالحها وأطماعها.
إال أنه بعد الاستقالل تبنى القضاء املغربي تكييفا مغايرا ،إذ اعتبر أن الطبيعة العقارية لحقوق املياه
تجد أساسها في التصاقها واندماجها في العقار الذي ترد عليه ،وهو ما يستشف من أحد ألاحكام الصادرة عن
املحكمة الابتدائية بكلميم 75الذي جاء فيه" إن املدعى عليه كان له الحق في التمسك بالحوز وامللك املذكور إذ
لم يدل بأية حجة وذلك تماشيا مع القاعدة املقررة بقرار املجلس ألاعلى املتمسك به ،أما والحالة أن املدعين
قد أدلوا برسم قسمة يفيد تملكهم لسبع طاسات وربع بنوبة الخميس بعين ووغيست يجعله ملزما بإثبات سند
إن استخدام هذا الحكم لعبارة "حيازته وتواجده بعين املاء" تفيد أن هذا الحق ذو طبيعة عقارية.
أما الفقه فانقسم إلى ثالث اتجاهات بخصوص الطبيعة القانونية لحقوق املاء .
حيث يرى الاتجاه ألاول 76بأن حقوق املياه ترد على مادة تستهلك بمجرد الاستعمال ،في حين أن
الحقوق ألاخرى ،كالحقوق العرفية إلاسالمية ترد على عقارا ال يستهلك بمجرد الاستعمال ،واعتبر الفقيه صونيه
74
-علوي طاهري محمد :م س ،ص.16 :
75
-ملف عدد 4111/441صدر بتاريخ ،4119/10/11منشور بمجلة املنبر القانوني ،العدد ألاول ،أكتوبر ،4100ص.410
كما جاء في قرار محكمة النقض أنه " حقا لقد تبنى حصحة ما نعته الوسيلة على القرار ذلك أن موضوع النزاع يتعلق بطلب إتمام بيع 41دقيقة من املاء
الجاري بساقيه سيدي ورياش التابع لعقار غير محفظ"...
قرار عدد ،0611صادر في ،0111/11/41في ملف مدني عدد ، 1121مجلة املعيار ،العدد ،01سنة ،0111ص.19 :
-جاء في الظهير الشريف رقم 0.00.11الصادر في 41من ذي القعدة 41( 0214أكتوبر) بتنفيذ القانون رقم 19.00املتعلق بمحكمة النقض ،املغير بموجبه
الظهير الشريف رقم 0.11.441الصادر في ربيع ألاول 41( 0111سبتمبر )0111بشأن املجلس ألاعلى في مادته الفريدة أنه " تحل عبارة " محكمة النقض"
محل عبارة " املجلس ألاعلى" "...
76 -
Sonnier (A) : code annoté des eaux au Maroc, Rabat 1935, p38.
أورده علوي طاهري محمد ،م س ،ص .19
- 26 -
" " Sonnierأن التوجه الذي أعطى الصفة العقارية للماء ولحقوق املياه غير مبني على أساس حصحيح وسليم،
أما الاتجاه الثاني 77فانقسم إلى رأيين حيث يرى الرأي ألاول أن حقوق املياه مبهمة وغير واضحة إذا لم
تكن واردة على عقار محفظ ومقيدة في الرسم العقاري ،وأن هذه الحقوق تصبح ذات طبيعة عقارية بمجرد
تقييدها في الرسم العقاري ،أما الرأي الثاني من هذا التوجه 78فاعتبر أن حقوق املياه حقوق عينية عقارية أيا
وذهب الاتجاه الثالث 79إلى أن املاء ذو طبيعة عقارية على اعتبار أن ألارض تشمل ما فوقها وما تحتها،
ومن ثم فاملياه املوجودة في باطن ألارض وتلك املنسابة على السطح تعد عقارات بطبيعتها مادامت يد إلانسان
لم تمتد إليها وتعزلها عن مكانها الطبيعي ،ويصير املاء منقوال بعد فصله عن ألارض ،ألن هذه ألاخيرة في الحقيقة
هي التي تضفي عليه الصبغة العقارية فيتحول بذلك إلى منقول بطبيعته ،مثله في ذلك مثل املقالع واملناجم،
والقاعدة السالفة -حسب هذا الاتجاه -تستفاد ضمنيا من الفصل 00من ظهير 14يونيو 0101امللغى- 80
املادة 01من مدونة الحقوق العينية -حيث جاء فيها أن" ملكية ألارض تشمل ما فوقها وما تحتها إلى الحد املعني
في التمتع بها إال إذا نص القانون أو الاتفاق على ما يخالف ذلك".
ويظهر أن التوجهين ألاول والثاني منتقدان ،على اعتبار أن املعيار الذي أخذ به الاتجاه ألاول هو معيار
كالسيكي يميز بين املنقول والعقار ،وقد أصبح متجاوزا مع تبني تكييف املنقول املخصص لخدمة العقار بأنه
عقار بالتخصيص .81أما التوجه الثاني فيعاب عليه حصره الصفة العقارية للماء على الحقوق املقيدة بالرسم
العقاري ،دون اعتبار الحقوق الواردة على العقار غير املحفظ ،وأرى أن موقف ألاستاذ الكشبور حري بالتأييد
77
- Paul Decoux- droit foncier Marocain, Edition la porte 1977, p :227 .
78
- Ameur Mberk : le statut juridique de l’eau et l’irrigation au Maroc, mémoire de D.E.S, faculté de droit, Rabat, 1982, p: 102.
79
-محمد الكشبور :حقوق املياه ونظام التحفيظ العقاري ،م س ،ص.10 :
-محمد الكشبور :ألاوضاع القانونية الخاصة باملياه في الفقه إلاسالمي وفي تشريعات دول املغرب العربي ،م س ،هامش رقم ،1ص.10 :
-حسن منصف :هذا املاء الذي تشربون؟ ،مجلة ملفات عقارية ،العدد الثالث ،السنة ،4101ص.410 :
- Allah El Menouar, op cit, p: 47.
80
-ينص الفصل 00من ظهير 4يونيو امللغى على ما يلي "إن ملكية العقار تعطي حق امللك لكل ما ينتجه وما يضم إليه وما يدمج فيه بااللتصاق إما طبيعيا
أو اصطناعيا".
81
ق
-تنص املادة الخامسة من مدونة الحقو العينية على أن " ألاشياء العقارية إما عقارات بطبيعتها أو عقارات بالتخصيص".
كما تنص املادة السابعة على أن "العقار بالتخصيص هو املنقول الذي يضعه مالكه في عقار يملكه رصدا لخدمة هذا العقار واستغالله أو يلحقه به بصفة
دائمة".
- 27 -
النسجامه مع طبيعة حقوق املياه التي ترد على العقارات بطبيعتها من جهة ،ومع ما ورد في املادة 06من مدونة
الحقوق العينية من جهة أخرى ،كما أن الفصل 20من القانون رقم 1.90املتعلق بنزع امللكية ألجل املنفعة
العامة وباالحتالل املؤقت ينص على أنه" إذا كان الاستعجال يقتض ي أن تضم لفائدة الدولة بعض املوارد املائية
قصد القيام بإعداد شامل نص مقرر إعالن املنفعة العامة على هذا الاستعجال وعين في نفس الوقت الحقوق
املائية التي يقض ى بالتخلي عنها" ،ومعلوم أن نطاق هذا القانون هو العقار ،82وتبنى املشرع للصفة العقارية
للماء وفر لهذا العنصر حماية قانونية هامة ،سواء من حيث خضوع حقوق املياه للتقسيم الذي يعرفه العقار،
أو من حيث الحماية املقررة لكل واحد سواء كان محفـظ ـا أو غير
- 82
ينص الفصل ألاول من القانون رقم 1.90املتعلق بنزع امللكية ألجل املنفعة العامة وباالحتالل املؤقت على ما يلي " :إن نزع ملكية العقارات كال أو بعضا
أو ملكية الحقوق العينية العقارية ال يجوز الحكم به إال إذا أعلنت املنفعة العامة"...
- 28 -
محفظ ،وبذلك يستفيد من الحماية املدنية 83والجنائية.84
القاعدة في التشريع املغربي الحالي أن املياه تمثل من حيث طبيعتها القانونية جانبا هاما من أمالك
الدولة العامة ،غير أن املشرع حافظ صراحة للخواص على الحقوق املكتسبة العائدة لهم قبل إعالن تلك
املنفعة.
وسأتناول في هذه الفقرة املياه كأمالك عامة للدولة (أوال) والاستثناءات الوارد عليها (ثانيا).
اقتفى املشرع املغربي أثر الظهائر السابقة صراحة حين تبنى امللكية العامة للماء 85في الفقرة ألاولى من
املادة ألاولى من القانون رقم 01.11حيث نصت على أن" املاء ملك عام ،وال يمكن أن يكون موضوع
وحسنا فعل املشرع عندما لم يعرف املاء ،وذلك لصعوبة إعطاء تعريف جامع مانع للماء من جهة،
ولكون التعاريف من اختصاص الفقه من جهة أخرى ،فاقتصر على ذكر ما يدخل في عداد امللك العام املائي في
ونظرا لألهمية البالغة للماء باعتباره مصدر كل ش يء وأصله ،لم يبخل الفقهاء في تنوير العموم
بالتصدي للنوازل املعروضة عليهم ،وبيان حقوق الجماعة في املاء باعتباره ملكا مشتركا 86انطالقا من الحديث
النبوي الشريف" الناس شركاء في ثالث" :املاء والكأل والنار" ،أظن أن تخصيص الحديث لعبارة الناس يحمل
العديد من املعاني ،إذ لم يقتصر الخطاب على املسلمين أو أهل الكتاب بل جاء التعبير مطلقا يفيد كل إنسان
83
-الفصول من 066إلى 011من ق.م.م.
84
-الفصل 111من ق.م.ج.
85
-اسماعيلي حسن :م س ،ص.19 :
86
-محمد بونبات :م س ،ص.41 :
87
-وال يقيد ذلك سوى عدم إلاضرار بالغير ،فإذا اقتضت املصلحة العامة إحداث قنوات لجلب املاء للمدن املحتاجة ليوزع على السكان نظير قيمة معينة
مقابل انتفاعهم فهذا أمر مباح ،ألن أصل هذا املاء يكون من ألانهار الكبيرة املباحة مياهها ،إذ ال حيازة وال ملكية شرعية عليها.أورده محمد بنعبد الجليل:
من تاريخ املاء باملغرب " مياه فاس وروا فدها نموذجا" ،مجلة املصباحية ،العدد السادس ،4111ص.020 :
- 29 -
وما يستفاد من تنصيص املشرع املغربي والفقه إلاسالمي على امللكية العامة للماء ،هو كون هذه املادة
أقر الشارع أن املاء مشترك بين الناس يتقاسمون الانتفاع به بما ال يضر بعضهم بعضا ،إال أنه إذا
علم وثبت تملكه ألحد فهو أحق به ،88ومع دخول الحماية للمغرب وقرارها جعل املاء ملكا عاما للدولة ،فإن
هذا القرار -إعالن مبدأ امللكية العامة للمياه -بصورة مفاجئة قد يثير غضب وثورة ألاهالي ألاصليين أحصحاب
ألارض ،وأحصحاب املياه الحقيقيين ،خاصة أن هذا العنصر يمثل املصدر الرئيس ي للحياة بالنسبة إليهم جميعا،
وأن املساس به قد يشكل خطرا كبيرا على املستعمر نفسه ،فتقرر استثناء هام على هذا املبدأ تمثل في عدم
سريانه على الحقوق املكتسبة من طرف ألاهالي .89فحقوق امللكية والاستنفاع والاستعمال املكتسبة بكيفية
متنوعة على ألامالك العامة قبل دخول هذا الظهير حيز التنفيذ تظل سارية.90
وقد خص القانون رقم 01.11املتعلق باملاء الباب الثاني للحقوق املكتسبة على امللك العام املائي ،إذ
نصت املادة السادسة منه على أنه " يحـتفظ بحقوق امللكيـة أو الانتفاع أو الاستعمال التي اكتسبت بصفة
قانونية على امللك العام املائي قبل صـدور الظهيـر الشريف الصادر في 1شعبان ( 0114فاتح يوليوز )0102في
شـأن امللك العام والظهير الشريف الصادر في 00محـرم ( 0122فـاتـح غشت )0141في شأن نظام املياه كمـا وقع
تغييرهما وتتميمهما أو قبل تـاريـخ استرجاعها من طرف اململكة بالنسبة للمناطق التي ال يطبق فيها هذان
النصان".
إن أغلب مدونات املاء 91في العالم تجعل املاء ملكا عموميا ال يجوز حجزه وال التصرف فيه وال ادعاء
اكتساب ملكيته بالتقادم .إال أن قانون 01.11ترك بعض الاستثناءات الناتجة عن استعمال بعض املنابع أو
88
-حازم املالكي :أحكام املياه فقها وقضاء ،املائدة املستديرة الثالثة حول قانون املاء ودور القضاء وشرطة املياه في تفعيله ،العدد الثالث ،4100،ص92 :
89
-محمد الكشبور :ألاوضاع القانونية الخاصة باملياه في الفقه إلاسالمي وفي تشريعات املغرب العربي ،م س ،ص.21 :
90
-الفصل الثاني من ظهير فاتح يوليوز ،0102والعاشر من ظهير فاتح غشت .0141
91
-تنص املادة ألاولى من قانون املاء الجزائري على أنه " يهدف هذا القانون إلى تنفيذ السياسة الوطنية للماء ،باعتباره ملكا للجماعة الوطنية"..
كما ينص الفصل ألاول من القانون عدد 06لسنة 0111مؤرخ في 10مارس 0111املتعلق بإصدار مجلة املياه التونسية على أنه " تتبع امللك العمومي
مجاري املياه على اختالف أنواعها وألاراض ي الداخلة في ضفافها الحرة"...
92
-إدريس بلمحجوب :كلمة بمناسبة املائدة املستديرة الثالثة حول قانو املاء ودور القضاء وشرطة املياه في تفعيله ،العدد الثالث ،4100،ص.04 :
ن
- 30 -
ومسألة الاعتراف بالحقوق املكتسبة على امللك العام املائي تكون بعد تحقيق تجريه إلادارة من تلقاء
نفسها ،أو بطلب من املعني باألمر وأخذ رأي وزارة الداخلية صاحبة املصلحة في ذلك ،93وتملك الدولة للماء
يبقى مجرد قرينة بسيطة يمكن إثبات عكسها من جانب صاحب املصلحة في ذلك ،أي إثبات وجود حقوق
عينية خاصة على ما اعتبره ذلك التحديد داخال في نطاق امللك العام ،وهذه القرينة تستفاد صراحة من
مقتضيات التشريع املغربي نفسه ،94وهو ما أكده حكم للمحكمة الابتدائية بالحسيمة حيث نص على أنه " :ملا
كان ألامر يتعلق بدعوى استحقاقية منصبة على منبع مائي فإن استحضار مقتضيات الظهير الشريف الصادر
بتاريخ يوليوز 0102مسألة الزمة ،وهذه املقتضيات تعطي في مادته ألاولى بأن املاء ملك عمومي ،بما في ذلك
العيون ومنابع ألانهار واملياه الجوفية ،وال يستثنى من ذلك إال ما ثبت أنه كان قبل صدور هذا الظهير مملوكا
ملكية خاصة ألحصحابه ،وهم في ذلك حجة تامة وثابتة أقرتها مراسيم صادرة لفائدتهم على وزارة ألاشغال
العمومية ،فهذه املراسيم وحدها هي منطلق الحقوق بالنسبة لتلك املياه منها في ذلك رسم التحفيظ ،وفي
املقابل فإن كل شخص لم يتبع هذه إلاجراءات ولم تعترف له وزارة ألاشغال العمومية بملكيته لحق مائي ال
يعتبر مالكا له ،فوزارة ألاشغال العمومية هي إلادارة املختصة بإدارة استغالل املياه العامة ،وهي التي تمنح
التراخيص لألفراد الستغالل هذه املياه بكيفيات معينة وبمقادير محددة ".95
ويتعين على من يتمسك بالحق العيني على امللك العام املائي أن يكون مقررا له قبل صدور ظهير 0102
ً
وظهير ،0141وثابتا له طبقا لقواعد الفقه إلاسالمي وألاعراف املحلية ،96أو داخل أجل خمس سنوات من
صدور القانون رقم 01.11املتعلق باملاء .ويرى ألاستاذ محمد بونبات 97أن املادة السادسة من قانون املاء
أعطت مهلة جديدة ،وسمحت بإمكانية إحياء الحقوق املائية القديمة وتخليصها من امللك العام املائي.
ويبدو لي أن املادة املذكورة فتحت ألاجل فقط بالنسبة لألقاليم الجنوبية ،واملناطق املحتلة كسبتة
ومليلية ،أما بخصوص مفهوم إلاثبات فإنه ليس مطلقا كما يتبين من ظاهر املادة السادسة من قانون ،01.11
93
- Allal El Menouar :op cit, p: 47.
94
-محمد الكشبور :حقوق املياه ونظام التحفيظ العقاري ،م س ،ص.61 :
95
ل
-حكم رقم ،002بتاريخ ،4116/00/49ملف عدد ، 1/11/11منشور في سلسلة ألانظمة واملنازعات العقارية ،الجزء ألاو ،الطبعة الثانية ،4100ص:
.014
96
ق ن ي
-عمر أزوكاغ :مستجدات التحفيظ العقار في ضوء قانو 02.11ومدونة الحقو العينية" دراسة عملية ورصد للمواقف القضائية ملحكمة النقض"
مطبعة النجاح الجديدة البيضاء ،الطبعة ألاولى ،4104-0211ص.111 :
97
-محمد بونبات :م س ،ص.61 :
- 31 -
إذ استبعدت محكمة النقض شهادة الشهود في هذا الخصوص ،حيث جاء في أحد قراراتها " 98إن حقوق الغير
على املاء كملك عمومي للدولة ال تثبت بشهادة الشهود فضال عن كونها ال تخص املطالبين وحدهم باالستفادة
وحيث لذلك يبقى الطلب غير مرتكز على أساس وحليف الرفض ".
إن تقييد محكمة النقض لوسائل إلاثبات واستبعاد شهادة الشهود راجع إلى محاولة حماية امللك
العام املائي أكثر في زمن أصبح فيه الحصول على الشهود أمرا هينا.
وفي نزاع بين أحدى جمعيات مستخدمي املياه املخصصة للزراعة وحافري بئر ،ولكون إلادارة لم
تعترف لهما بحق استغالل املاء ،فإنه جاء في حيثيات قرار ملحكمة الاستئناف بتازة 99ما يلي" :وحيث تبين
للمحكمة من خالل مراجعة أوراق امللف ومحتوياته أنه بغض النظر عن ما جاء في تقرير الخبرة املنجزة من
طرف وكالة الحوض املائي والتي هي مؤسسة عمومية تشرف على استعمال امللك العام املائي من كونها تستبعد
أن يكون الستغالل البئر أثر سلبي على العين وهي الخبرة الرسمية لكن غير الحضورية فإن الصفة في الادعاء غير
ثابتة أصال ذلك أن املاء ملك عام وال يمكن أن يكون موضوع تملك خاص وأن الحقوق املكتسبة على املياه
املتنازع بشأنها غير ثابتة طبقا للمادة 6من القانون املتعلق باملاء ..
وحيث أن الصفة من النظام العام تثيرها املحكمة في جميع املراحل مما يتعين معه بعد إلالغاء و
وأرى أنه كان يجب على وكالة الحوض املائي أن تتدخل في مواجهة طرفي النزاع العتدائهما على امللك
العام املائي ،ألن الخبرة املنجزة من طرفها جاءت بكون صاحبي البئر ال يتوفران على أي رخصة للحفر أو لجلب
املاء.
ومن آلاثار املترتبة على اعتراف إلادارة بالحق املكتسب على املياه لألفراد أنها:
-تكون محال للحجز طبقا للمقتضيات القانونية املضمنة بقانون املسطرة املدنية.
98
-قرار عدد 101بتاريخ 4101/01/1في ملف إداري عدد ،4110-0-2-0611أورده عمر أزوكار ،م.س ،هامش رقم ،201ص.111 :
99
-قرار عدد ،021صادر بتاريخ ، 4101/12/12ملف رقم ( .4101/114غير منشور).
- 32 -
-تكون موضوعا لنزع امللكية من أجل املنفعة العامة طبقا لألحكام الجاري بها العمل في هذا
الصدد.100
-يحق ملالكي حقوق املياه تقييد هذه الحقوق بالرسم العقاري الذي ترد عليه وتصبح بذلك خاضعة
للقانون املدني ،في حين تبقى املياه العامة خاضعة للقانون إلاداري.
-إن امللك العام املائي يستعص ي عن قاعدة التطهير املترتبة عن تأسيس الرسم العقاري.101
100
-محمد الكشبور :م س ،ص.11 :
101
-أستاذنا إدريس الفاخوري :م س ،ص.19 :
- 33 -
املبحث الثاني
إذا كان املبدأ أن املاء ملك عام ال يسوغ ألحد تملكه باعتباره مرصودا للمنفعة العامة ،فإنه يحق
للخواص استعمال املاء العام إذا ما حصلوا على ترخيص مسبق من طرف إلادارة املختصة.
وقد حدد املشرع املغربي العمليات التي تخضع للترخيص بمقتض ى املادة 19من القانون رقم 01.11
املتعلق باملاء ،وحدد إلاجراءات التي يلزم القيام بها للحصول عليه ،وتختص وكالة الحوض املائي بالبت في
طلبات الترخيص وتحدد مدته والتـي ال يمكن أن تتجاوز عشرين سنة قابلة للتجديد ،وكذا التدابير التي يجب
عليه القيام بها لتجنب تدهور املياه التي يستعملها ،وفي حالة مخالفة املستفيد اللتزاماته وشروط الترخيص
وباملقابل فإنه يمكن للمرخص له استعمال املاء العمومي بحسب ما جاء في قرار الترخيص ،والتزام
إلادارة بعدم التشويش عليه ،ومنحه مكنة رد كل اعتداء عليه من طرف الغير(املطلب الثاني).
وضع املشرع مجموعة من إلاجراءات الوقائية للمحافظة على امللك العام املائي من بينها الترخيص
الذي تمنح بموجبه إلادارة ألحد ألاشخاص حق استعمال املاء ،وحدد الحاالت التي يمنح فيها واملسطرة املتبعة
وألقى على عاتق املرخص له مجموعة من الالتزامات التي عليه القيام بها تحت طائلة سحب الترخيص
منه ،ومنحه حقوقا والتزامات ينبغي على إلادارة الالتزام بها حتى يتمكن من الاستفادة منه على الوجه املطلوب.
فما هو نطاق سريانه؟ وما هي مسطرته؟ وفي أي حاالت يسحب؟ (فقرة ثانية).
لقد سبقت إلاشارة إلى كون مفهوم امللك العام املائي تم استقاؤه من ظهير فاتح يوليوز ،0102وظهير 9
نونبر ،0101بحيث اعتبرت جميع أنواع املياه في عداد ألامالك العمومية للدولة ،ما عدا مياه ألامطار املستغلة
- 34 -
مباشرة أو التي تم تجميعها في خزانات اصطناعية واملياه املكتسبة عليها حقوق خاصة ومعلن عن وجودها في
ألاجل القانوني.102
وانطالقا من مبدإ عمومية امللك العام املائي ،فان الخواص ال يمكنهم استعماله إال بعد الحصول على
ترخيص من وكالة الحوض املائي املعينة ،أو املركز الجهوي لالستثمار الفالحي.
وقد حدد املشرع في قانون املاء نطاق الحق في الترخيص(أ) ،وحدد مسطرته(ب).
إن مبدأ امللكية العمومية للمياه يقتض ي أحيانا أن تكون املياه التي تنبع من عقار معين ملكا للدولة ،في
حين يعود العقار الذي تنبع منه ألحد الخواص .وأمام هذا الوضع القانوني والواقعي املعقد ،فإن أي التقاط أو
استعمال للمياه الواقعة في امللكيات الخاصة إال ويحتاج إلى ترخيص مسبق من إدارة املياه.103
-0أشغال البحث مع مراعاة املادة ،10546أو التقاط املياه الجوفية أو النابعة وحفر آلابار وإنجاز
-1إقامة منشآت ملدة ال تتجاوز خمس سنوات قابلة للتجديد ،بهدف استعمال امللك العام املائي
كاملطاحن املائية والحواجز والسدود أو القنوات ،بشرط أال تعرقل حرية سيالن املياه وحرية السير على الضفاف
-2جلب صبيب من مياه الطبقة الجوفية كيفما كانت طبيعتها يفوق الحد الذي تحدده نصوص
تنظيمية.
-1مأخذ املياه املقامة على املجاري املائية أو القنوات املتفرعة عن الوديان واستغالل املعديات أو
102
-اسماعيلي حسن :م س ،ص.91 :
103
-علوي طاهري محمد :م س ،ص.026 :
104
-املادة 19من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء.
105
-تنص املادة 46على أنه يمكن لكل مالك بدون ترخيص أن يحفر في عقاره آبارا أو ينجز بها أثقابا ال يتجاوز عمقها الحد املعين بنصوص تنظيمية ،وأظن
أن الحد املحدد يختلف من منطقة ألخرى حسب توفر أو ندرة املياه بها.
- 35 -
-6جلب املياه كيفما كانت طبيعتها من أجل بيعها أو من أجل استعمالها للعالج الطبي.
وهذا ما أكده قرار صادر عن محكمة الاستئناف بتازة إذ جاء فيه" :حيث إنه يدخل في عداد امللك
العام املائي بمقتض ى قانون املاء جميع الطبقات املائية ،سواء كانت سطحية أو جوفية ،ومجاري املياه بكل
وحيث إن وكالة الحوض املائي عمومية تتمتع بالشخصية املعنوية والاستقالل املالي ،يناط بها منح
الرخص والامتيازات الخاصة باستعمال امللك العام املائي وكذا تقديم كل خدمة وخصوصا املساعدة التقنية
لألشخاص العامة ...ومسك سجل لحقوق املياه املعترف بها ولالمتيازات ورخص جلب املاء املمنوحة ".106
إن استعمال املاء لم يعد دون مراقبة وحماية من طرف إلادارة ،إذ أن أي استعمال له إال ويتطلب
ترخيصا مسبقا ،107وهذا ما نصت عليه الفقرة ألاولى من املادة 16بالقول" تمنح الترخيصات والامتيازات
املتعلقة بامللك العام املائي املشار إليها في هذا الفرع والتي تحدد نصوص تنظيمية شكليات املصادقة عليها بعد
إجراء بحث علني ،ويترتب عن هذه الترخيصات والامتيازات تحمل مصاريف امللف ".
108
في املوضوع إلى مدير وكالة الحوض املائي التي تقع في دائرة وتبدأ مسطرة الترخيص بتقديم طلب
اختصاصها املياه املراد الترخيص باستعمالها ،وال بد لطالب الترخيص سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا من
تحرير طلبه كتابة وفق مطبوعات توزعها الوكالة مجانا ،ويودعها مقابل وصل أو يرسلها بالبريد املضمون مع
إلاشعار بالتوصل.109
106
-قرار عدد 4101/114صادر بتاريخ ( 4104/01/09غير منشور ).
107
-اسماعيلي حسن :م س ،ص.91 :
108
-نصت املادة ألاولى من املرسوم املتعلق بتحديد مسطرة منح التراخيص والامتيازات املتعلقة بامللك العام املائي على وجوب توجيه طلبات التراخيص أو
الامتيازات املتعلقة بامللك العام املائي املنصوص عليها في املادتين 19و 20من القانون 01.11إلى مدير وكالة الحوض املائي املعنية وأن يتضمن العديد من
البيانات منها :هوية الطالب أو ممثله تحديد موقع التجهيزات أو املنشآت بالتقاط املاء ،متوسط الصبيب املراد جلبه،الاستعمال املقرر للماء أو لجزء امللك
العام املائي.
مرسوم رقم 4.11.291صادر في 6شوال )0119/4/2( 0209الصادر في الجريدة الرسمية عدد 2119بتاريخ 0119/4/1ص .219
109
-مسطرة منح الترخيص والامتيازات املتعلقة بامللك العام املائي :موقع مغرس www.maghress.comتاريخ الدخول 4104/19/04على الساعة الرابعة
زوالا.
- 36 -
غير أن عملية منح الترخيصات تستوجب فتح بحث علني ال تتجاوز مدته ثالثين يوما ،تقوم بإجرائه
لجنة خاصة يعهد إليها بتلقي مطالب ومالحظات املعنيين من العموم ثم دراستها ،110وحسب املادة الثانية من
مرسوم 2فبراير 0119املتعلق بتحديد مسطرة منح التراخيص والامتيازات املتعلقة بامللك العام املائي فإنه"
تتألف اللجنة املنصوص عليها في الفقرة الثانية من املادة 16بالقانون املشار إليه أعاله رقم 01.11من:
-ممثل السلطة إلادارية املحلية املختصة باعتبار موقع نقطة جلب املاء أو جزء امللك العام املائي
املعني ،رئيسا،
-ممثل مصالح العمالة أو إلاقليم التابعة للوزارة املكلفة بالتجهيز واملكتب الجهوي لالستثمار الفالحي
-ممثل أو ممثلي مصالح العمالة أو إلاقليم التابعة للوزارة أو الوزارات املنتمي إليها القطاع املرفق ،
ويجوز للرئيس بعد استشارة اللجنة أن يدعو للمشاركة في أعماله على سبيل الاستشارة كل شخص
وانتقد أحد الباحثين عدم إدراج اللجنة لتمثيلية مستعملي املاء ،وأمل أن يتدارك املشرع هذا النقص
لضمان مشاركة مستعملي املياه أو من يمثلهم في قرارات اللجنة وتحرياتها ،111وال أظن أن هذا الانتقاد صائب،
ألنه يحق ملمثلي مستعملي املاء التدخل عن طريق التعرض 112أمام وكالة الحوض املائي ،وال يجب أن تكون طرفا
في لجنة مكونة من طرف جهات إدارية من جانب وأنها قد تكون حكما وخصما في نفس آلان حالة تقدم أحد
ألافراد املجاورين لها بطلب الترخيص بجلب املاء املجاور لنقطة استغاللها.
110
-الهادي مقداد :م س ،ص.019 :
111
-علوي طاهري محمد :م س ،ص.029 :
112
-تنص الفقرة الثانية من املادة 16من القانون رقم 01.11على أنه " تقوم بإجراء البحث العلني لجنـة خـاصة يعهد إليها بتـلقي مطالب املعنيين باألمر.
ولهذا الغرض فإن مشروع الترخيص أو الامتياز ينبغي أن ينهى إلى علم العموم عن طريق الصحافة أو أية وسيلة أخرى لإلشهار تكون مالئمة خمسة عشر
يوما قبل بدء البحث العلني الذي ال يمكن أن تتجـاوز مدته ثالثين يوما .ويتعين على وكالة الحوض أن تبت في الطلب أو في أي تعرض من طرف الغير داخل
أجـل خمسة عشر يوما من تاريـخ انتهاء البحث بعد أخذ رأي اللجـنـة.
- 37 -
وخالل مدة البحث تضع السلطة العمومية رهن إشارة العموم بمقر الجماعة املعنية ،ملف املشروع
وسجل املالحظات من أجل تلقي مالحظاتهم أو تعرضاتهم حول طلبات املعنيين ،وبعد ذلك تبدي اللجنة رأيها في
املوضوع بواسطة محضر يوقعه ألاعضاء ،ويوجهه رئيسها إلى مدير الوكالة داخل أجل 01يوما من تاريخ انتهاء
البحث.113
وتجدر إلاشارة إلى أن املادة 44من املرسوم رقم 14.11.291السالف الذكر ،تمنح للمكاتب الجهوية
لالستثمار الفالحي داخل مناطق نفوذها الاختصاصات نفسها املسندة لوكاالت ألاحواض املائية ،فيما يتعلق
بمنح التراخيص لجلب املاء املعد للسقي ،وهذا ما أكدته الدورية املشتركة بين وزير التجهيز والنقل واللوجستيك
ووزير الفالحة والصيد البحري حول تطبيق مقتضيات املرسوم 4-11-291بتاريخ 2فبراير 0119املتعلق
بتحديد مسطرة منح التراخيص والامتيازات الستغالل امللك العام املائي داخل نفوذ دائرة املكاتب الجهوية
حيث يسند إلى مديري املكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي داخل مناطق نفوذ مكاتبهم الجهوية ،منح ترخيص
لكن السؤال املطروح ما هو الجزاء الذي رتبه املشرع على مخالفة إلاجراءات القانونية املتعلقة
بالترخيص؟ بمعنى هل يمكن سحب الترخيص من املستفيد متى أخل بالضوابط القانونية املعمول بها في قانون
املاء والشروط املنصوص عليها في الترخيص املمنوح له؟ ذلك ما سنراه من خالل النقطة املوالية.
عمال بقاعدة توازي ألاشكال ،فإن إلادارة لها صالحية منح الترخيص ،وهي نفسها التي تقوم بسحبه من
املرخص له إذا لم يجعل نشاطه مطابقا للمقاييس القانونية البيئية ،وذلك بإصدار قرار إداري بسحب الرخصة
أو توقيف املنشأة كليا ،أو جزئيا ،115ويتم سحب الترخيص من طرف وكالة الحوض املائي في أي وقت وبدون
وقد حددت املادة 11من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء حاالت سحب الترخيص وهي:
113
-الهادي مقداد :م س ،ص.011 :
114
-اسماعيلي حسن :م س ،ص.91 :
115
-عشوان عبد هللا :م س ،ص.19 :
116
-الفقرة التالية من املادة 11من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء.
- 38 -
" ... -عدم احترام الشروط التي يتضمنها الترخيص،
إذا تم تفويض الترخيص أو تحويله دون موافقة مسبقة من وكالة الحوض ما عدا الاستثناء
ويمكن لوكالة الحوض املائي في أي وقت تغيير الرخصة أو تقليص مدتها أو سحبها من أجل املنفعة
العامة ،بشرط توجيه إشعار للمستفيد ال تقل مدته عن ثالثين يوما .ويخول هذا التغيير أو التقليص أو السحب
الحق في التعويض لفائدة املستفيد من الترخيص إذا حصل له ضرر مباشر من جراء ذلك".
كما يتم سحب الترخيص أيضا في حالة تحويله بمعزل عن العقار الذي منح لفائدته .وعند تجزئة
العقار املستفيد فإن تقسيم املياه بين القطع املجزأة يجب أن يكون موضوع ترخيصات جديدة تحل محل
الترخيص ألاصلي.117
ويجب أن تكون الغاية من قرار مدير وكالة الحوض املائي كأي قرار إداري تحقيق املصلحة العامة وأن
يكون معلال ،118وإال تم الطعن فيه بسبب التعسف في استعمال الحق ،119وذلك طبقا ملقتضيات املادة الثامنة
من القانون رقم 12011.20التي تنص على أنه " تختص املحاكم إلادارية ...بالبت ابتدائيا في طلبات إلغاء قرارات
وإذا تعلق ألامر بتراخيص جلب املاء املعد للسقي فإن سحب الترخيص يكون من طرف املكتب الجهوي
لالستثمار الفالحي كما تنص على ذلك املادة 1-11من مرسوم .0191/4/2
117
-الفقرتين الثانية والرابعة من املادة 21من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء.
118
-تنص املادة ألاولى من القانون رقم 11.10بشأن إلزام إلادارات العمومية والجماعات املحلية واملؤسسات العمومية بتعليل قراراتها أنه" تلزم إدارات
الدولة والجماعات املحلية وهيآتها واملؤسسات العمومية واملصالح التي عهد إليها بتسيير مرفق عام بتعليل قراراتها إلادارية الفردية السلبية الصادرة ...تحت
طائلة عدم الشرعية ،وذلك باإلفصاح كتابة في صلب هذه القرارات عن ألاسباب القانونية والواقعية الداعية إلى اتخاذها ".الظهير الشريف رقم 0.14.040
الصادر في فاتح ربيع آلاخر 41 ( 0241يوليو ) 4114الصادر في ج.ر عدد 1141املؤرخة في 1جمادى آلاخرة 04( 0241أغسطس ،)4114ص.4494 :
119
- chouni Mohammed : La loi sur l’eau et le droit à l’eau, Imprimerie Al Maarif Al jadida, Rabat, 2005, p : 52.
120
-ظهير شريف رقم 0.10.441صادر في 44من ربيع ألاول 01 ( 0202سبتمبر ) 0111بتنفيذ القانون رقم 20.11املحدثة بموجبه املحاكم إلادارية ،الصادر
في ج.ر عدد 2441املؤرخة في 09جمادى ألاولى ( ) 0111/00/11الصفحة.4069 :
- 39 -
الفقرة الثانية :حقوق وواجبات املستفيد من الترخيص
منح املشرع للمستفيد من الترخيص مجموعة من الحقوق عند استعماله للملك العام املائي تخوله
ممارسة حقه بشكل سليم ( أ ) ،كما فرض عليه مجموعة من الالتزامات ( ب ).
يمكن للمرخص له استعمال املاء العمومي بحسب ما جاء في قرار الترخيص ،والذي يمكن أن يكون
ألغراض منزلية ،أو صناعية ،أو فالحية ،وينتج عن هذا الحق التزام على عاتق وكالة الحوض املائي ،121بتخويل
وتسهيل استعمال املرخص له للماء العمومي وذلك بعدم إعاقة استعماله له ،أو إثقال كاهله أو التضييق على
هذا إال ما كان في إطار اختصاصها كشرطة إدارية ،وذلك باتخاذ كافة التدابير لفرض احترام قرار الترخيص.122
ومن أجل استغالل أمثل للترخيص ،فقد منح املشرع للمرخص له الحق في احتالل جزء من امللك
العام املائي الضروري للمنشآت والعمليات املرخص بها شرط عدم إلاضرار بالغير.123
ويمنح قرار الترخيص للمرخص له مكنة التمتع بجميع الحقوق القانونية لرد كل اعتداء من شأنه أن
يشوش على استعماله للمياه ،سواء بسرقتها أو وضع اليد عليها أو إعاقة سيالنها ،حيث يحق له طرق باب
وتنص الفقرة الثانية من املادة 21من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء أن الترخيص مرتبط بالعقار
وفي حالة التصرف فيه يتحول الترخيص بقوة القانون إلى املالك الجديد ،شريطة قيامه بالتصريح بالتفويت إلى
وكالة الحوض املائي أو املركز الجهوي لالستثمار الفالحي داخل أجل ثالثة أشهر ابتداء من تاريخ انتقال امللكية،
فإذا كان العقار محفظا فإنه لن ينتج أثره تجاه الغير إال من تاريخ تقييده بالرسم العقاري من طرف املحافظ
على ألامالك العقارية ،أما إذا كان العقار غير محفظ فإن انتقال امللكية يكون من تاريخ العقد ،والعقد يلزم أن
يفرغ في الشكل املحدد في املادة الرابعة 124من القانون رقم 11.19املتعلق بمدونة الحقوق العينية.
121
-الفقرة ألاولى من املادة 21من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء.
-إذا تعلق ألامر بأغراض فالحية داخل الدوائر املسقية ،فإن املركز الجهوي لالستثمار الفالحي هو من يمنح هذه التراخيص.
122
-علوي طاهري محمد :م س ،ص.011 :
123
-الفقرة ألاولى من املادة 11من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء.
124
-تنص املادة الرابعة من مدونة الحقوق العينية على أنه "يجب أن تحرر – تحت طائلة البطالن -جميع التصرفات املتعلقة بنقل امللكية أو بإنشاء
الحقوق العينية ألاخرى أو بنقلها أو تعديلها أو إسقاطها بموجب محرر رسمي ،أو بمحرر ثابت التاريخ يتم تحريره من طرف محام مقبول للترافع أمام محكمة
النقض ما لم ينص قانون خاص على خالف ذلك"...
- 40 -
واملالحظ أن املادة 21أعاله لم تحدد شكل التصريح ،هل يجب أن يكون كتابيا أم شفهيا؟ ويتضح أنه
يلزم أن يكون كتابيا ومرفقا بعقد انتقال امللكية ،وفي حالة عدم الالتزام بهذا إلاجراء فإن املشرع رتب جزاء
البطالن على الترخيص املمنوح لفائدة العقار ،ويسحب بمجرد انقضاء الثالثة أشهر املوالية لتاريخ انتقال
امللكية.
وفي حالة تعسف وكالة الحوض املائي أو املركز الجهوي لالستثمار الفالحي وقيامهما بسحب الترخيص
أو تقليص مدته دون سبب قانوني ،فإنه يحق للمرخص له اللجوء إلى القضاء من أجل إلغاء هذا القرار أو
125
-الفقرة ألاخيرة من املادة 11من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء.
- 41 -
ب – التزامات املستفيد من الترخيص
تستنتج التزامات املستفيد من الترخيص من خالل القراءة املعكوسة للفقرة الثالثة من املادة 11من
-الحصول على موافقة مسبقة عند تفويـت الترخيـص أو تحويله للغير من وكالة الحـوض ما عدا
وأضافت املادة ألاولى من املرسوم رقم 4.11.291الخاص بتحديد مسطرة التراخيص والامتيازات
املتعلقة بامللك العام املائي أيضا تحديد الصبيب املراد جلبه ،والعمق املحتمل للمنشأة ومستويات املاء امللتقطة
أو املراد التقاطها ،وكذا املساحة املراد سقيها عندما يتعلق ألامر بالسقي أو املزمع تهيئتها عندما يتعلق ألامر بتهيئة
كما يحدد املكتب الجهوي لالستثمار الفالحي التدابير التي يجب على املستفيد من الترخيص القيام بها
لتجنب تدهور املياه التي يستعملها إما عن طريق الجلب أو الصرف ومبلغ وكيفيات أداء إلاتاوات ،وكذا التدابير
التي يلزم القيام بها تطبيقا ملقتضيات الباب السادس من قانون املاء بخصوص محاربة تلوث املياه.126
إن الانطباع ألاول الذي يخرج به كل من يلقي نظرة على مواد قانون املاء ،هو حرص املشرع املغربي
على إبراز فلسفته التشريعية في هذا املجال ،والرامية إلى إحكام السيطرة إلادارية وتقوية صالحياتها ،بفسح
املجال أمام أجهزتها للتدخل كلما اقتضت الظروف وألاحوال ذلك ،إما من أجل املراقبة ،أو فرض مقاييس
126
-اسماعيلي حسن :م س ،ص.96 :
- 42 -
لعقلنة استعمال املوارد املائية واتخاذ ما يلزم من إلاجراءات الاحترازية لضمان املحافظة على جودتها ،127ولهذا
الغرض نظم املشرع عدة هيئات متدخلة في هذا املجال (فقرة أولى).
وبغية تدبير محكم إلدارة املوارد املائية ،فإن السياسات الجديدة لقانون املاء تتمثل في الاعتماد على
التدبير الالمركزي ،يكون مجاله الحوض املائي ،وضابطه املخطط التوجيهي للتهيئة املندمجة املعتمد على
ملا كانت إدارة املياه العمومية أمرا ضروريا ،فقد أنشأ املشرع هيئات إدارية تتولى تدبير وتسيير املياه
العمومية سواء على الصعيد الوطني أو الجهوي أو املحلي ،والشتراك جميع املعنيين بمسألة املاء ،فقد أحدث
القانون رقم 01.11جهازين لهما وظيفة استشارية ،أحدهما ذو بعد وطني وآخر له بعد جهوي.128
تتمثل الهيئات الوطنية املعنية بمسألة املاء في املجلس ألاعلى للماء واملناخ ( )0واملجلس الوطني
للبيئة(.)4
تم تنظيمه في الفرع ألاول من الباب الرابع من قانون املاء ،حيث جاء في املادة 01منه على أنه "
يحـدث مجلس تحت اسم املجلس ألاعلى للماء واملناخ يكلف بصياغة التوجهات العامة للسياسة الوطنية في
أنش ئ املجلس سنة 0190وانعقد ثماني مرات ،حيث ناقش املخطط املديري للتهيئة املتعلقة بمنابع
املياه والتلوث املائي ،واقتصاد املاء وقانون املاء ،وانعقد في دورته التاسعة في يونيو ،4111ومنذ إنشائه لم
ويتألف املجلس ألاعلى للماء واملناخ من طائفتين ،ألاولى تضم أعضاء من الجهات إلادارية املعنية باملاء
وهم ممثلو الدولة ووكاالت ألاحواض املائية ،واملكتب الوطني للماء الصالح للشرب واملكتب الوطني للكهرباء،
127
-أحمد إد لفقيه :م س ،ص.141 :
128
- Allal Al Menouar: Op, cit, p: 74
129
-علوي طاهري محمد :م س ،ص.010:
- 43 -
واملكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي ،والثانية تضم أعضاء من مستعملي املياه املنتخبين من طرف نظرائهم
وممثلين عن مؤسسات التكوين املنهي ،ويمكن للمجلس أن يستدعي كل شخص مختص في مجال املاء.130
َ
وقد نصت ديباجة املرسوم املتعلق بتأليف وتسيير املجلس ألاعلى للماء واملناخ131على أن امل ِلك هو
الرئيس الشرفي للمجلس ،غير أن الرئاسة الفعلية تكون لرئيس الحكومة الذي يدعو املجلس لالنعقاد مرة
واحدة في السنة على ألاقل ،ويعهد للجنة الدائمة للمجلس بتحضير جدول أعماله واجتماعاته وأشغال دوراته،
وتطبيق التحديات الصادرة عنه ودراسة كل القضايا التي لها عالقة باملاء.132
تأسس املجلس الوطني للبيئة بمقتض ى مرسوم 4-11-0100بتاريخ 41يناير ،1330111في إطار إعادة
تنظيم الوحدات إلادارية املكلفة بحماية البيئة ،وتترأس السلطة الحكومية املكلفة بالبيئة املجلس ،وتضم ممثلي
السلطات الحكومية املكلفة بالشؤون الخارجية والتعاون الدولي ،والفالحة والصيد البحري واملالحة البحرية
134
والدفاع الوطني والبيئة..
وحسب املادة الثانية من املرسوم فان املجلس يختص باملحافظة على التوازن البيئي وخاصة املياه
وألارض ،وتحسين إطار العيش وظروفه ،ويجتمع مرتين في السنة أو كلما دعت الضرورة إلى ذلك ،135وعلى هذا
ألاساس يقوم بتوجيه وتنسيق مجهودات الدولة من أجل الحفاظ على املوارد الطبيعية وإلاعالم والتحسيس
130
-املادة 02من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء.
-131مرسوم رقم 4-16-019صادر في 9رجب 41( 0201نونبر ،)0116الصادر في الجريدة الرسمية عدد 2216بتاريخ 41رجب ،)0116/04/1( 0201ص:
. 4662
132
- Houria tazi sadeq : Du droit de l’eau au droit à l’eau au Maroc et ailleurs, Imprimerie Toumi oulja, Salé,2007 p: 138.
133
-مرسوم رقم 4/11/0100صادر في 09من شعبان 41( 0201يناير )0111يتعلق بإعادة تنظيم الهيئات املكلفة باملحافظة على البيئة وتحسينها الصادر
بالجريدة الرسمية عدد 2412بتاريخ 01رمضان 01( 0201فبراير ،)0111ص.111 :
134
-املادة الثالثة من املرسوم رقم 4.11.0100السلف الذكر.
135
-املادة الثامنة من املرسوم السابق.
136
-علوي طاهري محمد :م س ،ص.091 :
- 44 -
باملوازاة مع املجلس الوطني للبيئة ،نصت املادة الثانية عشر على تأسيس املجالس الجهوية للبيئة
حيث تقوم بتطبيق التوجهات والتوصيات الصادرة عن املجلس الوطني وجرد املشاكل البيئية جهويا ،وبذلك
وقد وضع املشرع إطارا مؤسساتيا من أجل تأمين املوارد املائية والتخطيط لتنميتها واملحافظة عليها،
وكذلك تدبيرها في إطار ال مركزي على مستوى ألاحواض املائية ،138وأنشأ املكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي
أراد املشرع إنشاء هيئات خاصة لتدبير وحماية املوارد املائية ،وهذا ما جاء به قانون املاء عندما أنشأ
على مستوى كل حوض مائي مؤسسة تدعى وكالة الحوض املائي ،وهي مؤسسة عامة تتمتع بالشخصية املعنوية
والاستقالل املالي ،وفي تقديمه لقانون املاء رأى املشرع أن من أهداف هذا القانون تدبير املوارد املائية في إطار
وحدة جغرافية هي الحوض املائي ،الذي يعتبر ابتكارا مهما من شأنه خلق تصور حول تدبير ال مركزي للماء.
وتجربة وكاالت ألاحواض املائية عرفتها فرنسا بموجب قانون 0162وأثبتت نجاحها من حيث اتخاذ
القرارات بعين املكان ،وحماية املياه العمومية بواسطة شرطة املياه ،وأمام نجاح هذه التجربة ارتأى املشرع
املغربي تبني هذا التنظيم من خالل املادة 41من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء.
وأول وكالة تم إحداثها هي وكالة حوض أم الربيع ،140تالها إحداث باقي الوكاالت وهي وكالة الحوض
املائي مللوية ،141ووكالة الحوض املائي للوكوس ،142ووكالة الحوض املائي لسبو ،143ووكالة الحوض املائي ألبي
رقراق الشاوية ،144ووكالة الحوض املائي لتانسيفت ،145ووكالة الحوض املائي لسوس ماسة درعة.146
137
- Houria tazi sadiq. op, cit, p: 144.
138
-الهادي مقداد :م س ،ص.061 :
139
- Allal El Menouar : op, cit : p76.
140
-مرسوم رقم 4-16-116صادر في 9رجب 41(0201نونبر )0116الصادر بالجريدة الرسمية عدد 2216بتاريخ ،0116/04/11ص.4666
141
-مرسوم رقم 4-11-211صادر في 01شعبان 02(0240نونبر )4111الصادر بالجريدة الرسمية عدد 2911بتاريخ 46شعبان ،)4111/00/41 (0240
ص.1191
142
-مرسوم رقم 4-11-216صادر في 01شعبان 02( 0240نونبر )0116الصادر بالجريدة الرسمية عدد 2911بتاريخ 46شعبان ،)4111/00/41( 0240
ص.1110
143
-مرسوم رقم 4 – 11 – 211-صادر في 01شعبان 02( 0240نونبر )0116الصادر بالجريدة الرسمية عدد 2911بتاريخ 46شعبان ،)4111/00/41( 0240
ص 1114
- 45 -
وتتكون وكاالت ألاحواض املائية من مدير يتوفر على السلطات والاختصاصات الضرورية لتسيير
الوكالة ،وينفذ مقررات مجلس إلادارة ،وعند الاقتضاء مقررات اللجان كما يقوم بمنح الرخص والامتيازات
واختصاصات وكاالت ألاحواض املائية محددة بموجب القانون رقم 01.11املتعلق باملاء ،ويمكن
اختزال مهامها في تدبير وحماية امللك العام املائي املوضوع رهن إشارتها واملحدد بموجب املادة الثانية من هذا
القانون ماعدا:
مياه ألانهار التي يمكنها استقبال السفن ،طبقا للقانون رقم 01.14املتعلق باملوانئ.148
املنشآت التي تم وضعها رهن إشارة املكتب الوطني للماء الصالح للشرب واملكاتب الجهوية
لالستثمار الفالحي.149
ويبدو أن تجربة ألاحواض املائية ساهمت بشكل كبير في تجسيد الحماية القانونية للملك العام املائي
من خالل التدبير الالمركزي للمياه ،مما ساهم بسرعة ضبط املجال وزجر الاعتداء عليه خاصة ،مع الدور
144
مرسوم رقم 4-11-219صادر في 01شعبان 02( 0240نونبر )0116الصادر بالجريدة الرسمية عدد 2911بتاريخ 46شعبان ،)4111/00/41( 0240ص
.1112
145
-مرسوم رقم 4-11-211صادر في 01شعبان 02( 0240نونبر )0116الصادر بالجريدة الرسمية عدد 2911بتاريخ 46شعبان ،)4111/00/41( 0240ص
.1116
146
-مرسوم رقم 4-11-291صادر في 01شعبان 02( 0240نونبر )0116الصادر بالجريدة الرسمية عدد 2911بتاريخ 46شعبان ،)4111/00/41( 0240ص
.1111
147
-املادة 44من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء.
148
-ظهير شريف رقم 0-11-026صادر في 41شوال 41 ( 0246نونبر )4111بتنفيذ القانون رقم 01.14املتعلق باملوانئ بإحداث الوكالة الوطنية للموانئ
وشركة استغالل املوانئ ،الجريدة الرسمية عدد 1111بتاريخ 1ذي القعدة )4111/04/1 (0246ص .1011
149
-دليل شرطة املاء :صادر عن وكالة الحوض املائي ألم الربيع ،أكتوبر ،4100ص.01 :
- 46 -
أنشئت املكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي بتاريخ 44أكتوبر 0166وهي مؤسسات عمومية خاضعة
لوصاية وزارة الفالحة ،ومسؤولة عن إدارة املوارد املائية املخصصة لالستعمال الفالحي داخل دائرة نفوذ
املكاتب ،150واختصاصها هذا ممنوح بمقتض ى تفويض من قبل الوزارة املكلفة باملاء حيث خصت املكاتب
الجهوية لالستثمار الفالحي بحق منح رخص جلب املياه ،151وهو أحد الاستثناءات الواردة على اختصاصات
ومن أهم اختصاصات املكاتب الجهوية لالستثمار تأمين استغالل وصيانة التجهيزات لضمان خدمة
مائية دائمة وفعالة ،وتأمين إنجاز التجهيزات الهيدرو فالحية لحساب الدولة ،مع منحها الحق في دعم مالئم
للفالحين في مجال التنمية الفالحية ،باإلضافة إلى استخالص إتاوات مياه السقي ومزاولة شرطة املياه.152
وحفاظا على التنسيق بين املكاتب الجهوية ووكاالت ألاحواض املائية ،فإن مديري املكاتب ملزمون
بتوجيه نسخ من قرارات الترخيص بجلب املاء ألغراض فالحية ،وكذا املقررات املتعلقة بتغييرها أو إلغائها أو
تجديدها أو سحبها أو تحويلها إلى مدير وكالة الحوض املائي املعنية ،وإلى الوزير املكلف بالتجهيز ،ورغم ذلك فان
تعدد املتدخلين بالنسبة لنقطة مائية واحدة يمكن أن يؤدي إلى تنازع الاختصاص وتضارب التدابير املتخذة
ويبدو أن املشرع من خالل هذا املقتض ى يهدف إلى جعل ألاحواض الغنية باملوارد املائية متضامنة
بشكل ملزم مع ألاحواض املائية التي تعرف نقصا في مواردها املائية ،بغية تفادي الفوارق بينها من جهة وخدمة
ويوضع املخطط الوطني للماء ملدة ال تقل عن 41سنة ،ويمكن مراجعته بصفة دورية كل خمس
سنوات ما عدا إذا اقتضت الظروف الاستثنائية تغيير محتواه قبل هذه املدة .154
150
- Allal El Menouar: op, cit, p79.
151
-علوي طاهري محمد :م س ،ص.021 ،
152
-دليل شرطة املاء :م س ،ص.06 :
-153
علوي طاهري محمد :م س ،ص.021 :
154
-الفقرة ألاخيرة من املادة 01من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء.
- 47 -
الفقرة الثانية :آلاليات القانونية لتدبير امللك العام املائي
أدت سنوات الجفاف التي عاشها املغرب ابتداء من ثمانينيات القرن املاض ي إلى إلاحساس بخطورة
املوقف ،مما أدى إلى التفكير في وضع إستراتيجية وطنية للتخطيط من أجل ترشيد استغالل املوارد املائية
املتاحة وتفادي تبذيرها أو استغاللها بطريقة تؤثر على جودتها وصالحيتها لالستعمال.155
وعملية التخطيط الستعمال املوارد املائية وحمايتها حسب قانون املاء تكون إما عن طريق املخطط
الوطني للماء ،أو عن طريق املخططات التوجيهية للتهيئة املندمجة للموارد املائية.
جاء في املادة في 1من مرسوم 1564.11.441أنه " تتولى وزارة التجهيز إعداد مشروع املخطط الوطني
للماء وتعرضه على نظر وزارة الداخلية ووزارة املالية ووزارة الفالحة ووزارة الصحة العمومية ووزارة الطاقة
واملعادن ووزارة التجارة والصناعة التقليدية ووزارة البيئة والوزارة املكلفة بالسكان.
وبعد استيفاء إلاجراءات املذكورة ،يعرض وزير التجهيز مشروع املخطط على نظر املجلس ألاعلى للماء
واملناخ" ،هذا ألاخير الذي يدرس ويبدي رأيه حول هذا املخطط.
والهدف من هذا املخطط هو وضع استراتيجية وطنية على املدى البعيد في إطار سياسة مائية عامة،
لتدبير املوارد املائية املتواجدة بسطح ألارض وفي باطنها بكافة التراب الوطني ،وتهدف عملية التخطيط في ألاصل
إلى التوفيق بين الحاجيات املتزايدة للمجتمع على املوارد املائية ،وفق متطلبات التنمية الاقتصادية
والاجتماعية ،وبين املوارد املائية املتوفرة في ألانهار والبحيرات والسدود وفي باطن ألارض ،كما تهدف إلى تحقيق
وقد حددت املادة 01من القانون 01.11املتعلق باملاء الخطوط العريضة التي تقوم إلادارة بوضعها
بناء على نتائج وخالصات املخططات التوجيهية لتهيئة ألاحواض املائية وهي:
155
-الهادي مقداد :م س ،ص.069 :
156
-مرسوم 4-11-441صادر في 40جمادى آلاخرة 42 ( 0209أكتوبر )0111يتعلق بإجراء وضع ومراجعة املخططات التوجيهية للتهيئة املندمجة ملوارد املياه
واملخطط الوطني للماء ،الجريدة الرسمية عدد 2114بتاريخ 1رجب 6 ( 0209نونبر ،)0111ص.2401 :
157
-الهادي مقداد :م س ،ص.010 :
- 48 -
برنامج ومدة إنجاز التجهيزات املائية على املستوى الوطني.
الروابط التي يجب أن توجد بينه وبين مخططات التهيئة املندمجة ملوارد املياه ومخططات
إعداد التراب.
إلاجراءات املرافقة له ،خصوصا منها الاقتصادية واملالية والنظامية والتنظيمية والتحسيسية
شروط تحويل املياه من ألاحواض املائية التي تتوفر على فائض منها إلى ألاحواض التي تعرف
عجزا فيها.
ومدة املخطط التوجيهي هي عشرون سنة على ألاقل ،ويمكن أن تراجع من طرف إلادارة كل خمس
سنوات ما عدا إذا اقتضت الظروف الاستثنائية تغيير محتواه قبل هذه املدة.158
فإذا كان املخطط الوطني يحدد الاستراتيجية الوطنية والتوجهات الكبرى في مجال تدبير املاء ،فان
املخطط التوجيهي املراد اعتماده على مستوى كل حوض مائي هو املعني بوضع مخططات ومشاريع عملية في
إطار تدبير ال مركزي للموارد املائية ،سواء تعلق ألامر بالتعبئة أو التنمية أو بعقلنة الاستعمال أو بالحماية من
التلوث والاستنزاف.159
حدد القانون رقم 01.11املتعلق باملاء اختصاصات وكاالت ألاحواض املائية ،من أجل السهر على
التخطيط والتهيئة والتدبير والتنفيذ ومراقبة الاستعماالت املختلفة للموارد املتوفرة في حدود اختصاصات
تتولى وكاالت ألاحواض املائية إعداد مشروع املخطط التوجيهي للتهيئة املندمجة وترفعه إلى وزير
التجهيز الذي يعرضه على أنظار الوزارات املعنية ،وبعد استيفاء إلاجراءات املذكورة يعرض املخطط على نظر
158
-املادة 01من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء.
159
-الهادي مقداد :م س ،ص.014 :
160
-الهادي مقداد :م س ،ص.014 :
- 49 -
املجلس ألاعلى للماء واملناخ ،وال يصبح ناجزا إال بعد اعتماده بمرسوم من طرف الوزارة املكلفة باملاء ونشره في
الجريدة الرسمية.161
إال أنه بعد إحداث وكاالت ألاحواض املائية ،فإن الاختصاص املمنوح لإلدارة بمقتض ى املادة 11من
القانون رقم 01.11املتعلق باملاء لم يعد ذا حاجة ،حيث نصت على أنه "في انتظار إحداث وكاالت ألاحواض،
تكلف إلادارة بممارسة الاختصاصات التي يعترف بها هذا القانون لهذه الوكاالت" وبذلك أصبح إعداد مشروع
املخطط التوجيهي للماء واملصادقة عليه اختصاصا أصيال لوكاالت ألاحواض املائية.
ويهدف املخطط التوجيهي إلى تدبير املوارد املائية للحوض بما فيها مصبات ألانهار من أجل التأمين
الكيفي والكمي للحاجيات املائية الراهنة واملستقبلية ملختلف مستعملي مياه الحوض املائي.162
ومن أهم إلاجراءات التي يجب على املخطط التوجيهي للتهيئة اعتمادها
ج -مخطط تقييم املياه بين مختلف قطاعات الحوض والاستعماالت الرئيسية للماء في الحوض،
وعند الاقتضاء يحدد هذا املخطط فائض املياه التي يمكن تحويلها إلى أحواض أخرى.
د -العمليات الضرورية لتعبئة وتوزيع وحماية وترميم موارد املياه وامللك العمومي املائي وال سيما
املنشآت املائية.
ه -وضع التصميم العام للتهيئة املائية للحوض الذي من شأنه أن يضمن املحافظة على املوارد
ومالءمتها للحاجيات.
و -الشروط الخاصة الستعمال املاء وال سيما تلك املتعلقة باستثماره وبالحفاظ على جودته وبمحاربة
تبذيره.163
161
-املادة الثانية من مرسوم رقم 411-411السالف الذكر.
162
- Chaouni Mohammed, op cit, p : 47.
163
-املادة 06من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء.
- 50 -
الفصل الثاني
العام املائي
لم يكتف املشرع املغربي بحماية امللك العام املائي عن طريق إضفاء صفة العمومية علية ،وما ترتبه
هذه ألاخيرة من آثار قانونية فقط ،بل عززها بقواعد زجرية تضمن حماية خاصة واستثنائية لهذا املورد
وقد سلك املشرع املغربي هذا النهج نظرا لإلقبال املتزايد على الثروة املائية ،سواء باالستعمال املنزلي،
أو الصناعي ،أو الفالحي ،وإلدراكه خطورة الاعتداء على هذه املادة الهامة من جهة ،كما أن املساس بها قد يهدد
هذا ،وقد بلور مهندسو السياسة املائية باملغرب منذ الاستقالل ،توجها لم يراع شروط الحفاظ على
الثروة املائية ،وبالتالي كان لزاما ،وبشكل ملح ومستعجل ،إعادة النظر في أسس السياسة املائية املغربية وإدراج
البعد البيئي في تدبير هذا املورد الهش ،وفق مقاربة تتجاوز الرؤية القطاعية ،وتؤسس إلطار قانوني شامل.164
وملواجهة هذه الوضعية كان من الضروري التوفر على آليات قانونية ناجعة لتنظيم وتوزيع املوارد
املائية ومراقبة استعمالها ،حيث تم وضع خطة لتهيئة املوارد املائية وتوفيرها وتوزيعها.165
وقد عدد القانون رقم 01.11املتعلق باملاء ألافعال التي من شأن القيام بها ،ترتيب املسؤولية الجنائية
على صاحبها ،فمنع كل خرق لهذا القانون بجلب املاء سواء السطحي أو الجوفي ،وأقر له عقوبات حبسية
ومالية ،كما جرم ألافعال التي ترتكب داخل املساحات املسقية حماية للماء الفالحي من الاعتداء ،وما يثيره
ومن مميزات هذا القانون أنه يساهم في تحسين الوضع البيئي للموارد املائية الوطنية حيث سيكون
أداة فعالة ملحاربة تلويث املياه ،166فإدارة املياه تحتاج إلى تطبيق القواعد والقوانين واملعايير البيئية ،وتعمل
على وقاية املوارد املائية واملحافظة عليها لتنسجم معها .ونظرا للتنوع البيئي الذي يعرفه املغرب ،وسيرا على
164
-عشوان عبد هللا :م س ،ص.21 :
165
-محمد مومن :حماية مياه السقي في القانون املغربي ،مجلة ألامالك ،العدد الثاني ،السنة ،4111ص.14 :
166
-نعيمة البالي :م س ،ص.010 :
- 51 -
النهج ألاممي الحامي للبيئة ،فإن املغرب لم يتردد في الاندماج في هذا السياق وأقر قواعد حمائية هامة للبيئة
كما جاء قانون املاء بنصوص لحماية املستهلك املائي مما قد يهدد حصحته من استهالك مادة ملوثة ،أو
ما قد يتعرض له من غش في املادة املستهلكة ،وعدد في املادة 16من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء الجرائم
املتعلقة به.
ولتحقيق هذه الغايات ال بد من تدخل جهاز يقوم بالسهر على تطبيق هذه املقتضيات ،وضبط
املخالفات املتعلقة بها .ويتكون هذا الجهاز من الشرطة القضائية ،وألاعوان املعينين من إلادارة الذين أعطاهم
إال أن عمل هذا الجهاز ال يخلو من إكراهات داخلية وخارجية تؤثر على سير عمله ومردوديته.
167
-القانون رقم 00.11املتعلق بحماية واستصالح البيئة.
والقانون رقم 49.11املتعلق بتدبير النفايات والتخلص منها الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 0.16.011الصادر في 44نونبر ،4116املنشور في الجريدة
ص.1121 : الرسمية عدد 1291املؤرخة في 11دجنبر ،4116
- 52 -
املبحث ألاول
ركز علماء إلاجرام والعقاب وأخصائيو إلاصالح على كل ما يتعلق بالجريمة واملجرم ،من حيث الدوافع
وألاسباب ،ثم إيجاد آليات املعالجة والتأهيل ،وظهرت عدة بحوث ودراسات في أوروبا تستهدف سلوك املجرم
داخل املجتمع وتحاول الكشف عن العوامل الكامنة وراء الظاهرة إلاجرامية ،168حيث أصبح إلانسان في حد
ذاته يشكل موضوعا من بين املواضيع التي استقطبت العلماء واملفكرين ،فتناولوه من جميع الجوانب النفسية
والاجتماعية وغيرهما.169
وال يجرم املشرع املغربي ألافعال سواء كانت إيجابية أو سلبية إال إذا كانت مضرة باملجتمع ،وبهذا
أصبح املشرع الجنائي ال يتحكم في موضوع التجريم والعقاب بدون ضوابط إذ أن الفعل ال يجرم إال إذا كانت
وفي هذا إلاطار جاء القانون رقم 01.11بنصوص تجرم حاالت ألافعال أو الامتناع وعاقب عليها حماية
للملك العام املائي ،فجرم بمقتض ى املادة 001منه جريمة جلب املاء وعاقب عليها بما هو وارد في الفصل 616
من القانون الجنائي ،171كما جرم الاعتداءات املرتكبة داخل املساحات املسقية بمقتض ى املادة 002من قانون
املاء.
وانسجاما مع ما يعرفه العالم من اهتمام متزايد بالبيئة وحمايتها من التلوث ،فإن املشرع سن
168
-عبد هللا أحمد املصراتي :في اجتماعيات الجريمة والانحراف ،قراءة اجتماعية معاصرة في النظريات املفسرة للجريمة والانحراف ،منشور في موقع
املنشاوي للدراسات والبحوث www.minshawi.comتاريخ الولوج 4101/00/01
169
-بوجبير بثينة ،حقوق املجني عليه في القانون الجنائي الجزائري ،مذكرة ماجستير في القانون الجنائي والعلوم الجنائية ،كلية الحقوق والعلوم إلادارية،
ص.4 : جامعة الجزائر بالجزائر ،السنة الجامعية ،4114 -4110
170
-لطيفة الداودي :الوجيز في القانون الجنائي املغربي – القسم العام -املطبعة والوراقة الوطنية ،مراكش ،الطبعة ألاولى ،4111ص.20 :
-عرف الفصل 001من ق.ج.م الجريمة بأنها عمل أو امتناع مخالف للقانون الجنائي ومعاقب عليه بمقتضاه.
171
-ينص الفصل 616من القانون الجنائي املغربي على أن " من ردم كال أو جزءا من خندق أو أتلف كال أو جزءا من سياج ،مهما تكن املادة التي صنع
منها ،أو قطع أو قلع حسكا أخضر أو جافا ،أو نقل أو أزال نصبا أو أية عالمة أخرى مغروسة أو متعارف عليها إلثبات الحدود الفاصلة بين العقارات املختلفة،
يعاقب بالحبس من شهر إلى سنة وغرامة من مائتين إلى خمسمائة درهم.
ن ل
ويعاقب بالحبس من شهر إلى سنتين وغرامة من مائتين إلى خمسة آالف درهم من حو عمدا وبدو حق مياها عامة أو خاصة".
- 53 -
ولم يغفل سن آليات قانونية لحماية املستهلك املائي من التالعب الذي قد يتعرض له من بائعي املادة،
بل نص على عقوبات زجرية في القانون املتعلق بالزجر عن الغش في البضائع ،وكذا القانون رقم 19.10القاض ي
إن حماية امللك العام املائي ال تقتصر على سن نصوص تضفي عليه الصبغة العامة ،وتمنع التملك
الخاص لها فقط ،بل يلزم سن نصوص قانونية تجعل من شأن جلب املاء بدون إذن سابق من طرف إلادارة
وتجد جريمة جلب املاء بدون إذن قانوني أساسها في املادة 001من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء
التي أحالت -بخصوص عقوبتها -على الفقرة الثانية من الفصل 616من القانون الجنائي ( فقرة أولى).
أما إذا وقع الجلب داخل املساحات املسقيـة املعدة واملجهزة من طرف الدولة ،ضبط جلب غير مرخص
به مثل صبيب أعلى من الصبيـب املرخص به وسقي غير مرخص أو خارج ألاوقات املحددة ،وسرقة املاء فإنه
إضافة إلى العقوبات املنصوص عليها في قانون املاء تضاعف إلاتاوات ( فقرة ثانية).
تجد جريمة جلب املاء أساسها القانوني في املادة 001من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء والتي جاء
فيها أن " :كل شخص قام بجلب مياه سطحية أو جوفية خرقا ألحكام هذا القانون املتعلقة بشروط استعمال
املاء يتعرض للعقوبات املنصوص عليها في الفصل ( 616الفقرة الثانية) من القانون الجنائي السالف الذكر.
172
-ظهير شريف رقم 0.00.11صادر في 02من ربيع ألاول 09 ( 0214فبراير )4100بتنفيذ القانون رقم 19.10القاض ي بتحديد تدابير لحماية املستهلك
الصادر بالجريدة الرسمية عدد 1114املؤرخة في 1جمادى ألاولى ( 1أبريل )4110ص.0114:
- 54 -
وتحويل املياه يعني تغيير مسارها ،وذلك بتوجيهها إلى عقار الجاني ليستفيد منها بدل املستحق لها أو
تغيير مسارها بقصد إلاضرار باملستفيد دون انتفاع الجاني بها والصورة ألاولى هي ألاكثر شيوعا.173
ومن املالحظات التي يمكن إبداؤها حول هذا الفصل هو تنصيص املشرع على جريمة "جلب مياه
سطحية أو جوفية" وعدم وضعه لعقوبتها بقانون املاء ،بل أحال على الفصل 616من القانون الجنائي والذي
ينص على أنه "ويعاقب بالحبس من شهر إلى سنتين وغرامة من 411إلى 111درهم من حول عمدا وبدون حق
بأن املشارك واملساهم ال يعاقب بنفس عقوبة الفاعل ألاصلي إال في الجنايات.175
وال أظن أن املشرع تشدد في هذا الباب بل كان منسجما مع قواعد القانون الجنائي ،لكون جريمة
جلب املاء ليست مخالفة ،بل تعد جنحة ضبطية ،حسب ما جاء في الفقرتين الرابعة والخامسة من الفصل
000من القانون الجنائي بالقول " :الجريمة التي يعاقب عليها القانون بحبس حده ألاقص ى سنتان أو أقل أو
بغرامة تزيد عن مائتي درهم تعد جنحة ضبطية" ،وبالرجوع إلى الفقرة الثانية من الفصل 616من نفس
القانون ،نجد عقوبة تحويل املياه عمدا هي الحبس من شهر إلى سنتين وغرامة من 411إلى 111درهم.
ويرى أحد الباحثين أن تنصيص املشرع على تجريم املساس بالحدود الفاصلة بين العقارات في الفقرة
ألاولى من الفصل ،616وذلك عن طريق ردم الخندق أو السياج إن كليا أو جزئيا أو قطع أو قلع ألاحساك أو
نقل أو إزالة نصب أو أي عالمة مغروسة أو متعارف عليها إلثبات الحدود ،وانتقاله في الفقرة الثانية إلى
التنصيص على تجريم تحويل املياه غير منطقي ،لعدم وجود أي مبرر لدمج الجريمتين في فصل واحد.176
واتفق مع الرأي الذي خلص إليه الباحث بخصوص عدم وجود رابط بين الفقرتين ،حيث أن الفقرة
ألاولى من الفصل 616منظمة في الفرع الثامن -املتعلق بالتخريب والتعييب وإلاتالف – من الباب التاسع
173
-علوي طاهري محمد ،م س ،ص.194 :
174
ن
-الفقرة الثانية من املادة 001من قانو املاء.
175
-محمد بونبات :م س ،ص.94 :
176
-علوي طاهري محمد :م س ،ص.190 :
- 55 -
املتعلق بالجنايات والجنح املتعلقة باألموال ،وكان على املشرع تنظيم جريمة جلب املاء في الفرع الخامس املتعلق
باالعتداء على ألامالك العقارية والذي أفرد له فصال واحدا هو الفصل 111الذي ينص على أنه " يعاقب
بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة من مائتين إلى 111درهم من انتزع عقارا من حيازة غيره خلسة أو
باستعمال التدليس"...
ويبقى تنصيص املشرع على جريمة تحويل املاء في الفقرة الثانية من الفصل 616مجانبا للصواب،
وذلك راجع العتبار املشرع ومعه جانب مهم من الفقه والقضاء أن املاء عقار كما سلف الذكر ،177وال يصح قول
املشرع في هذا الفصل إال في حالة تحويل املاء وتعبئته في قارورات أو صهاريج أو غيرهما ،وبذلك تتحول الطبيعة
وبالرجوع إلى الفقرة الثانية من املادة 001من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء نجد أنها قد نصت
على قواعد زجرية تضمن الحماية املطلوبة ضد الجلب غير املرخص به للماء ،من خالل معاقبة املساهمين
والشركاء بنفس عقوبة الفاعل ألاصلي ،وفي هذا الصدد جاء في قرار ملحكمة النقض أنه " إذا وقع الضرر من
أشخاص متعددين عملوا متواطئين كان كل منهم مسؤوال بالتضامن عن النتائج دون تمييز بين من كان منهم
منخرطا أو مشاركا أو فاعال أصليا ،ويطبق نفس الحكم إذا تعدد املسؤولون عن الضرر وتعذر تحديد فاعله
ألاصلي من بينهم وتحديد النسبة التي ساهم بها كل واحد منهم في الضرر الالحق به فإنها قضت برفض الطلب
املتعلق بالحكم عليهم بالتضامن بأداء التعويض املحكوم به مما كان معه قرارها خارقا للقانون ومعرضا
178
للنقض"
يتجلى الركن املادي في جريمة تحويل املياه في تجريم املشرع املغربي لهذا الفعل ،من خالل التنصيص
عليه في املادة 001أعاله ،وكذا القواعد الثابتة في التشريعات الجنائية الحديثة ،حيث أن ألافعال مهما بلغت
درجة مساسها بالنظام الاجتماعي ال يمكن العقاب عليها إال إذا جرمها املشرع وحدد لها عقوبات معينة ،فالفعل
177
-أنظر الفقرة ألاولى من املطلب الثاني من الفصل ألاول من هذا البحث.
178
-قرار محكمة النقض رقم 0111بتاريخ 4111/6/01منشور في املائدة املستديرة الثالثة حول قانون املاء ودور القضاء وشرطة املياه في تفعيله ،م س،
ص011 :
- 56 -
يعتبر مشروعا وال وجود للجريمة ما دام املشرع ال يصبغ عليه الصفة غير املشروعة ،179وفي جريمة تحويل
املياه ،فإن السلوك إلاجرامي يتمثل في قيام الفاعل بفعل مادي بأي طريقة تؤدي إلى تغيير مسار املياه سواء
بإزالة السد املائي ،أو تحويل اتجاهه بالشكل الذي يؤدي إلى تحويل اتجاه املياه من عقار إلى آخر.180
يتمثل الركن املعنوي في ضرورة توفر القصد الجنائي ،وقد عرفه ألاستاذ محمد شهيب 181بأنه الشكل
العادي لإلرادة آلاثمة قانونا ،إذ تنصرف إرادة الجاني إلى الفعل الذي يرتكبه والنتيجة املقصودة بالعقاب،
فتبدو الخطيئة في أظهر صورها ،والقصد الجنائي بهذا املعنى هو إرادة تحقق الواقعة إلاجرامية مع العلم
ُ
بالعناصر املكونة لها ،كما تم تعريفه أيضا بأنه " القوة النفسية التي تقف وراء النشاط امل َجرم الذي استهدف
182
به الفاعل إراديا الاعتداء على مصلحة من املصالح املحمية من طرف املشرع الجنائي"
وهو ما عبر عنه املشرع ب" عمدا " أي القيام بفعل التحويل بسوء نية مسبقة وبإرادة آثمة تتجه عن
وعي وإدراك إلى تحقق الفعل إلاجرامي والنتيجة إلاجرامية ،وأضاف املشرع عبارة " وبدون حق " أي أن الفاعل ال
179
-أستاذنا محمد شهيب :النظرية العامة للقانون الجنائي ،الجزء ألاول – الجريمة " -بدون مكان النشر" ،طبعة ،4101ص.21 :
180
-علوي طاهري محمد :م س ،ص .194
181
-أستاذنا محمد شهيب :م س ،ص.011 :
182
-لطيفة الداودي :م س ،ص.10 :
183
-محمد مومن :م س ،ص11 :
- 57 -
الفقرة الثانية :املخالفات املرتكبة داخل املساحات املسقية
تجد هذه املخالفة أساسها القانوني في الفقرة الثالثة من املادة 002حيث نصت على أنه " وإذا وقع،
داخل املساحات السقويـة املعدة واملجهزة من طرف الدولة ،ضبط جلب غير مرخص به مثل صبيب أعلى من
الصبيـب املرخص به وسقي غير مرخص أو خارج ألاوقات املحددة ،وسرقة املاء ...ومن غير مساس بالعقوبات
املطبقة عن مخـالفة شرطة امليـاه املنصوص عليها في هذا القانون ،فإنه يمكن إجبار املخالف على أداء إتاوة
إضافية قدرها ضعف إلاتاوة العادية املستحقة من ألامتار املكعبة املجلوبة بصفة غير قانونية .ويتم احتساب
ألامتار بطريقة جزافية مع افتراض أن الصبيب املجلوب بصفة غير شرعية قد وقع بصفة مستمرة خالل
وقد نص املشرع في املادة السابقة على عدة جرائم ،وأوردها على سبيل املثال حيث قال" :مثل صبيب
أعلى" وكذا وضعه نقط الحذف بعد تنصيصه على سرقة املاء "...مما يترك الباب مفتوحا إلدراج جرائم أخرى
وقد سبق للمشرع املغربي أن عرف السرقة في الفصل 111من ق.ج بالقول" :من اختلس عمدا ماال
مملوكا للغير يعد سارقا "...ويتبين أن املشرع تعرض في الفصل 111لعقوبة السرقة البسيطة ،أي التي تكون قد
184
ارتكبت في ظروف عادية فاعتبرها جنحة من الجنح ،لكن باإلطالع على باقي النصوص العائدة لهذه الجريمة
ويتضح من خالل ذلك أن املشرع املغربي كيف كل جريمة سرقة على حدة ،بحسب ظروف ارتكابها ،وحدد لها
فهل مفهوم السرقة الوارد في القانون الجنائي هو ما يقصده املشرع في قانون املاء؟
املالحظ أن هذا الفعل يمكن أن يكيف على أنه جريمة سرقة تخضع ألحكام الفصل 111من ق.ج ،إال
أن املشرع املغربي اعتبر في قانون املاء أن سرقة املاء هي جلب غير مرخص به للماء ،وأحال بشأنها على العقوبة
املنصوص عليها في الفصل 616من ق.ج الذي يتعلق بتحويل املياه من مجراها الطبيعي دون اختالسها ولم يشر
إلى العقوبة املقررة للسرقة بشكل عام واملنصوص عليها في الفصل 111من ق.ج .وبالتالي يجب تطبيق النص
184
-تعرض املشرع للسرقة في الفصول من 111إلى 111من القانون الجنائي.
185
-عبد الواحد العلمي :شرح القانون الجنائي املغربي -القسم الخاص -مطبعة النجاح الجديدة البيضاء ،الطبعة الثانية ،4111-0211ص.111 :
- 58 -
الخاص وهو قانون املاء واستبعاد النص العام ،كيفما كانت هذه السرقة سواء عن طريق تحويل املياه من
مجراها "أي كانت لها صفة عقار" ،أو أخذها من مكانها الطبيعي ووضعها في صهاريج أو غيرها "أي كانت لها
186
صفة منقول"
187
بأن " ....املسمى (ب.م) يقوم بسرقة ماء السقي وقد جاء في حكم للمحكمة الابتدائية بالجديدة
وجاء في حكم آخر 188أن " املتهم بارتكابه داخل الدائرة القضائية لهذه املحكمة ومنذ زمن لم يمض
عليه أمد التقادم الجنحي ،مخالفة سرقة مياه السقي والري املنصوص عليها وعلى عقوبتها في ظهير
...0111/19/06
وحيث تتلخص وقائع النازلة من املحضر املنجز من طرف املكتب الجهوي لإلستثمار الفالحي عدد
00/01أنه بتاريخ 4100/11/01ضبط املتهم وقد ارتكب املذكور أعاله وتم تحرير محضر معاينة بشأنها"
189
التي تحتسب غالبا ويمكن تصور الجلب غير املرخص له أيضا في حالة مخالفة الدورة املائية
بالوقت حالة قيام املستغل بسقي أرضه خارج ألاوقات املحددة ،أو الزيادة في السقي عن الوقت املخصص له.
واملالحظ أن العقوبات التي تصدر بحق املخالفين جد هزيلة ال ترقى إلى مستوى الردع املطلوب
والحماية املتطلبة قضاء للملك العام املائي ،حيث جاء في حكم آخر لنفس املحكمة " 190فإن املحكمة وهي تبت
علنيا ابتدائيا وغيابيا بمؤاخذة املتهم من أجل املنسوب إليه والحكم عليه بغرامة نافذة قدرها 0111درهم مع
وحسب ألاحكام املتوفر عليها أثناء البحث فإنه نادرا ما يحضر املتهم لجلسة املحكمة أو ينصب عنه
محاميا ،لعلمه املسبق بالحكم الذي سيصدر في حقه واملتمثل في الغرامة ،والتي يستطيع دفعها دون تردد ،أو
186
-محمد مومن :م س ،ص.19 :
187
-حكم املحكمة الابتدائية بالجديدة في ملف جنحي عادي رقم 04/4124بتاريخ 1نونبر ( 4104غير منشور)
-حكم املحكمة الابتدائية بالجديدة في ملف جنحي عادي رقم 04/1126بتاريخ 41فبراير ( 4101غير منشور).
188
-حكم املحكمة الابتدائية بالجديدة في ملف جنحي عادي رقم 04/1121بتاريخ 41فبراير ( 4101غير منشور).
189
-بحسب ما صرح به لي أحد سكان منطقة تيزنيت بجنوب املغرب فإن تنظيم دورات املياه كان يتم عبر ملء إناء مثقوب باملاء يدعى "الطاسة " وينتهي
الوقت املحدد للمستغل بانتهاء تسرب املاء كليا منه ،وقد تكون للمستغل "طاسة" أو أكثر ،وتم الاستغناء عليها وتم تعويضها بالدقائق.
-نفس الش يء مع مناطق أخرى كمنطقة كلميم و شيشاوة فإن لصاحب الطاسة حق إيجارها وبيعها ورهنها ،وتكتسب صبغة املال الخاص الرتباطها
بصاحبها أكثر من ارتباطها باألرض.
أورده أحمد إد الفقيه :م س ،ص.441 :
190
-حكم املحكمة الابتدائية بالجديدة في ملف جنحي عادي رقم 04/1121صادر بتاريخ 41فبراير ( 4101غير منشور).
- 59 -
عدم املتباعة ،حيث جاء في حكم صادر عن املحكمة الابتدائية بتيزنيت 191ما يلي " :حيث توبع الظنين وأحيل
وحيث أن الظنين تخلف على الحضور رغم توصله باالستدعاء بصفة قانونية.
وحيث أن تصريحات الظنين تمهيديا لم يرد فيها ما يفيد أن قام بتحويل مجرى املاء.
وحيث أن وثائق امللف خالية مما يثبت أن الظنين اقترف الفعل املتابع من أجله ...فإن املحكمة تصرح
علنيا وابتدائيا وبمثابة حضوري بعم مؤاخذة الظنين من أجل ما نسب إليه والحكم ببراءته وتحميل الخزينة
العامة الصائر"
وأمام تعدد نفس القضايا وصدور نفس ألاحكام فإن املحاكم وضعت مطبوعا جاهزا لألحكام تضاف
إليه فقط بعض املعلومات املتعلقة بالظنين ونوع املخالفة و العقوبة الصادرة بشأنها.
وإذا ما عاد الشخص الذي ارتكب الجريمة بعد أن حكم عليه بحكم حائز لقوة الش يء املحكوم به من
أجل جريمة سابقة فإنه يعتبر في حالة عود ،192وقد نظم املشرع املغربي -على غرار باقي التشريعات املقارنة-
أحكام العود في القانون الجنائي ولم يعط تعريفا له ،بل اكتفى بذكر حاالته في الفصول من 193012إلى ،061
تاركا بذلك مهمة تعريفه للفقه .وال يمكن أن تطلق صفة عائد على مجرم إال إذا توفرت فيه عدة شروط ،أهمها
أن يكون قد صدر في حق الشخص حكم جنائي ،وأن يكون هذا الحكم حائزا لقوة الش يء املحكوم به من أجل
جريمة سابقة ،وأن يعود الشخص إلى ارتكاب جريمة ثانية حسب ما حدده القانون.194
ونصت الفقرة الرابعة والخامسة من املادة 002من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء أنه "وفي حالة
العود ،فإن املخالف يتعرض لعقوبة من نفس الدرجـة ،إال أن الثمن املطبق ينتقل من الضعف إلى ثالث مرات
- 191
حكم املحكمة الابتدائية بتيزنيت عدد 0091بتاريخ 4114/01/49في امللف الجنحي العادي رقم ( .14/411غير منشور).
-حكم املحكمة الابتدائية بتيزنيت عدد 011بتاريخ 4112/14/04في امللف الجنحي العادي رقم ( 14/129غير منشور ).
192
-أستاذنا محمد شهيب :م س ،ص.11:
193
-ينص الفصل 012من القانون الجنائي على أنه " يعتبر في حالة عود ،طبقا للشروط املقررة في الفصول التالية ،من يرتكب جريمة بعد أن حكم عليه
بحكم حائز لقوة الش يء املحكوم به ،من أجل جريمة سابقة"
194
-عبد اللطيف بوحموش :دليل الشرطة القضائية في تحرير املحاضر وتوثيق املساطر ،مطبعة ألامنية الرباط ،الطبعة الثالثة ،4101ص.26 :
- 60 -
وفي حالة العود من جديد ،فإن املخالف يمكن حرمانه من املاء إلى حين نهاية موسم السقي الجاري
ً
به .وفي هذه الحالة يبقى خاضعا ألداء الحد ألادنى لإلتاوة املحدد في النصوص الجاري بها العمل".
إن الارتفاع امللحوظ في وثيرة النمو الديموغرافي ،وتوسع املناطق الحضرية ،وما رافق ذلك من تطور
عمراني ،وانتشار الصناعات التحويلية بمختلف أنواعها ،كل ذلك كان له تأثير مباشر على تزايد الطلب على املياه
من جهة ،وعلى تعرض مواردها للتلوث أكثر من أي وقت مض ى من جهة ثانية.195
وباعتبار املاء أحد أهم مقومات الحياة على سطح ألارض بالنسبة لإلنسان والحيوان والنبات ،فإنه
أيضا قد يكون سببا في تهديد الحياة عليها إذا كان ملوثا ،ومع ازدياد عدد السكان في العالم املصاحب للتقدم
الصناعي والتكنولوجي تسارع تلويث مياه ألانهار والبحيرات والبحار واملياه الجوفية ،196ووعيا من املشرع املغربي
بخطورة املسألة تدخل بعدة نصوص لتجريم تلوث امللك العام املائي (فقرة أولى).
كما سن في نفس القانون مقتضيات عدة لحماية املستهلك املائي في املادة 11من القانون رقم 01.11
يتميز املغرب بتنوع بيئي ال مثيل له في حوض البحر ألابيض املتوسط ،فالثروات البيئية ذات قيمة
لالستهالك والاستعمال من الصعب تقديرها ،فضال عن الدور املهم الذي تلعبه ،غير أن هناك مخاطر تهددها،
ترجع باألساس إلى تعدد ألانشطة البشرية ،ذلك أن التزايد الديموغرافي ،من جهة ،والتنمية الاقتصادية على
حساب املوارد الطبيعية ،من جهة أخرى ،يؤديان إلى تدمير هذا التنوع.197
وقد كانت مسألة الحفاظ على ثروات البالد من التلوث – كاملياه ،والتربة ،والشواطئ -هاجسا ثقيال
شغل بال املسؤولين في املغرب منذ السنوات ألاولى الستقالله ،ودفعهم إلى اتخاذ عدة إجراءات احترازية حيال
195
-أحمد إد لفقيه :م س ،ص.110:
196
-موقع ويكيبيديا www.ar.wikipidia.orgتاريخ الزيارة ،4101/00/11على الساعة الثالثة والنصف زوالا.
197
-تقرير الخمسينية :املغرب املمكن ،إسهام في النقاش العام من أجل طموح مشترك ،مطبعة دار النشر املغربية الدار البيضاء ،4116 ،ص.011:
- 61 -
بعض تصرفات السكان في تعاملهم مع عناصر البيئة الطبيعية ،بما في ذلك املوارد املائية ،بقصد الحد من
آلافات السلبية ،وكافة أنواع ألاذى التي يمكن أن تنعكس على البيئة سلبا.198
ومن تجليات ذلك ،عملت السلطات العمومية على إعادة هيكلة اللجنة الوطنية للمحافظة على البيئة
الطبيعية املحدثة بمرسوم 49ماي 0112في عدة مناسبات من أجل مسايرة التطورات التي عرفها املغرب في
هذا املجال ،ففي بداية الثمانينيات صدر مرسوم 04ماي 0191املتعلق بإعادة تنظيم املؤسسات املكلفة
بحماية البيئة وتحسينها ،199وتم بمقتض ى هذا املرسوم إحداث مجلس وطني للمحافظة على البيئة ،بدل اللجنة
الوطنية ،وكذا إحداث مجالس جهوية مكلفة بمتابعة القضايا البيئية على املستوى الجهوي .وقد عمل املرسوم
على توسيع اختصاصات هذا املجلس وتعزيز عملية التشاور والتنسيق من خاللها بين كافة ألاطراف املعنية
ومن مميزات القانون رقم 01.11املتعلق باملاء أنه سيساهم في تحسين الوضع البيئي للموارد املائية
الوطنية حيث سيكون أداة فعالة ملحاربة تلويث املياه ،علما بأن تحقيق هذا الهدف يتطلب عمال تشريعيا
إضافيا قي مجال تدبير الشواطئ وتقنين استعمال املوارد الكيماوية املستعملة في ألانشطة الاقتصادية
إلانتاجية.200
وقد خص قانون املاء مواد ملحاربة التلويث املائي ،ويمكن تعريف تلويث املاء بأنه إحداث إتالف أو
فساد في نوعية املاء بما يؤدي إلى تدهور نظامها إلايكولوجي بصورة أو بأخرى إلى درجة تسبب في نتائج مؤذية
ناجمة عن استخدام هذا املاء ،201ويعرف كذلك بأنه أي تغير فزيائي أو كيميائي في نوعية املياه ،بطريقة مباشرة
أو غير مباشرة ،يؤثر سلبا على الكائنات الحية ،أو يجعل املياه غير صالحة لالستخدامات املطلوبة ،مما يؤثر على
198
-أحمد إد لفقيه :م س ،ص.111 :
199
-تجدر إلاشارة إلى أن املجلس الوطني للبيئة قد تمت إعادة هيكلته بمقتض ى املرسوم رقم 4.11.0100الصادر في 09شعبان 41( 0201يناير )0111
املتعلق بإعادة تنظيم الهيئات املكلفة باملحافظة على البيئة وتحسينها ،واملنشور في الجريدة الرسمية عدد 2412بتاريخ 01رمضان 01( 0201فبراير ،)0111
ص.111 :
200
ن
-ديباجة القانو رقم 01.11املتعلق باملاء.
201
-نعيمة البالي :م س ،ص.010 :
202
-موقع ويكيبيديا www.ar.wikipidia.orgتاريخ الزيارة 4101/00/11على الساعة الرابعة زوالا.
- 62 -
203
بمقتض ى جد هام يتعلق بحق املواطن املغربي في بيئة وفي هذا السياق جاء الدستور الجديد
سليمة ،حيث نص الفصل 10منه على أن " :تعمل الدولة واملؤسسات العمومية والجماعات الترابية ،على
تعبئة كل الوسائل املتاحة ،لتسيير أسباب استفادة املواطنات واملواطنين ،على قدم املساواة ،من الحق في:
...
وهو ما يدعم ما جاء به املشرع في الباب السادس من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء املعنون
ب"محاربة تلوث املياه" ،إذ خصص له املواد من 10إلى ،11حيث منعت املادة 11كل عمليات صب أو سيالن
أو رمي أو إيداع مباشر أو غير مباشر في مياه سطحية أو طبقات جوفية من شـأنـه أن يـغير املميزات الفيزيائية بما
فيها الحرارية وإلاشعاعية والكيميائيـة والبيولوجية أو البكتيرولوجية بدون ترخيص سابق تسلمه وكـالة الحوض
أما العمليات املوجودة قبل صدور هذا القانون ،فإنه يجب التصريح بها داخل ألاجل الذي تحدده
وكالة الحوض املائي ،ويعتبر التصريح املقدم في هذا الشأن بمثابة ترخيص يخضع للشروط املشار إليها سابقا.
وقد نصت املادة 11من قانون املاء على شروط استعمال املياه املستعملة ،والتي تحتاج إلى ترخيص
من وكالة الحوض املائي ،واعتبر املشرع املغربي في املادة 204004من قانون املاء أن كل خرق ملقتضيات املادة 11
يشكل جريمة يعاقب عليها بالحبـس من شهر إلى 04شهرا وبغرامة من 0411إلى 4111درهم أو بإحدى هاتين
العقوبتين فقط.
وتتكون هذه الجريمة من ركن مادي يتمثل في القيام باستعمال املياه املستعملة دون الحصول على
ترخيص من وكالة الحوض املائي ،وركن معنوي يتمثل في أن يكون للفاعل النية والقصد الجنائي في استعمال
- 203
ظهير شريف رقم 0.00.10صادر في 41شعبان 41 ( 0214يوليو ) 4100بتنفيذ نص الدستور ،منشور في ج.ر عدد 1162مكرر ،بتاريخ 49شعبان
11 ( 0214يوليو ) 4100ص.1611 :
204
-املادة 004من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء.
205
-علوي طاهري محمد :م س ،ص.416 :
- 63 -
ً
وتؤكد مختلف الدراسات أن جودة املياه السطحية والباطنية أصبحت تواجه تدهورا ملحوظا نتيجة
التلوث ،ومن أسبابه نجد التخلص من مياه الصرف الصحي باملجاري املائية أو على ألاتربة ،وكذا املياه العادمة
الصناعية دون تنقية في املجاري املائية ،ورشح ألاسمدة واملبيدات املستعملة في الزراعة ،حيث أصبحت عدة
نقاط مائية تعرف تركيزات عالية من النترات تفوق املعايير الطبيعية للماء الشروب ،وهو 11ملغ/لتر ،كما هو
ومن أجل املحافظة على موارد املياه العامة والجوفية من عوامل وأسباب التلوث ،فإن املشرع نص
-0إفراغ ميـاه مستعملة أو نفايات صلبة في الوديان الجافة وفي آلابار واملساقي واملغـاسل العموميـة
وألاثقاب والقنوات ودهاليز التقاط املياه .ويسمح فقط بتفريغ املياه الراسبة أو امليـاه املنزلية املستـعملة في آبار
-4القيـام بأي تفريش أو طمر للمصاريف املائيـة ووضع نفايات من شأنها تلويث املياه الجوفية عن
-1تنظيف الغسيل أو أشياء أخرى خاصة اللحـوم أو الجلود أو املنتجـات الحيوانـية في مياه السواقي
وأنابيب املاء والقناطر املائية والقنوات والخزانـات وآلابـار التي تغذي املدن والتـجمعات السكنية وألاماكن
العمومية وداخـل مناطق حمايـة هذه السواقي وألانابيب والقنـاطر والقنوات والخزانات وآلابار؛
-1وضع مـواد مضرة وإنشـاء مـراحـيـض أو بالوعات داخل مناطق حماية السـواقي وأنابيب املاء والقناطر
-6رمي الحـيـوانات امليتـة في مجـاري املاء وفي البـحـيرات والبرك واملستنقعات ودفنها بمقربة من آلابار
206
-محمد السنوني :تقييم تجربة التدبير املفوض للماء الصالح للشرب ،املجلة إلالكترونية لندوات محاكم فاس ،العدد الثامن 00فبراير ،4100ص.29 :
- 64 -
-1القيـام داخل املدارات الحضرية واملراكز املحددة والتـجـمعات القروية التي تتوفر على مخطط
للتنمية برمي أية مياه مستعملة أو أية مادة مضرة بالصحة العمومية خـارج ألاماكن املعينة لهذا الغرض أو
بكيفية تتـعارض مع ما هو منصوص عليه في هذا القانون وفي النصوص التنظيمية الجاري بها العمل.
ويهدف املشرع من تجريم هذه ألافعال 207إلى الحفاظ على الصحة العامة ،والحماية من التلوث ،ألن
من شأن استعمال مياه مستعملة سواء في الفالحة أو في أي استعمال آخر أن يؤدي إلى إضرار بالصحة العامة
وتلويث البيئة ،وأن وكالة الحوض ال ترخص باستعمال املياه املستعملة إال بعد إخضاعها للمعالجات خاصة
ومن أجل حماية أكثر ملستعملي املاء ،فإن املشرع قد حمى املستهلك املائي بمقتضيات خاصة.
أصبحت حماية املستهلك 209الشغل الرئيس ي لألفراد وبشكل خاص في الجانب الاقتصادي منها ،ومن
البديهي أن لالستهالك دورا أساسيا في الحياة الاقتصادية ملا له من تأثير في الحياة اليومية للفرد واملجتمع ،ألامر
الذي دفع باملشرع املغربي إلى إصدار العديد من النصوص التشريعية التي تهدف إلى حماية املستهلك من
يريد منعها ،وفي كل نص من تلك النصوص يحدد نموذجا ملا ينبغي أن تكون عليه الجريمة ،ويتطلب بعد ذلك
207
-يحاول املشرع في الواقع وضع عقوبات تتناسب مع خطورة الفعل املرتكب ،حيث قد تصيب الجاني في شخصه (سلب الحرية) ،أو في ماله وممتلكاته (
= الغرامات والحجز) ،وهناك ثالثة أنواع من املخالفات التي يقننها املشرع في مجال البيئة ،وهي كالتالي:
= -املخالفات البسيطة التي يمكن ملرتكبيها تداركها دون حاجة للجوء للقضاء ،وفي هذه الحالة توجه إلادارة ملرتكب املخالفة ،بعد تحرير محضر في املوضوع،
إنذارا مكتوبا الحترام املقتضيات القانونية والتنظيمية ،أو تأمره باتخاذ إلاجراءات الالزمة ملعالجة الخطر أو التخفيف من حدته على البيئة.
-املخالفات املتعلقة بعدم احترام القانون التي تقض ي بإحالة املخالف على القضاء.
-املخالفات الخطيرة التي تهدد حصحة إلانسان أو تضر بالبيئة .وهي مخالفات يتشدد املشرع في زجرها سواء على مستوى الغرامات املالية املفروضة أو على
مستوى العقوبات السالبة للحرية.
أورده الهادي مقداد :م س ،ص.20 :
208
-علوي طاهري محمد :م س ،ص.411 :
- 209عرف املشرع املستهلك في الفقرة الثانية من القانون رقم 19.10القاض ي بتحديد تدابير لحماية املستهلك .واملستهلك هو كل شخص طبيعي أو معنوي
يقتني أو يستعمل لتلبية حاجاته غير املهنية منتوجات أو سلعا أو خدمات معدة الستعماله الشخص ي أو العائلي
-و املستهلك باملفهوم الواسع هو الشخص الذي يحصل على الخدمات املختلفة كما هو الحال بشراء املواد الغذائية وغيرها من السلع .أورده أستاذنا
عبد العزيز حضري :العقود الاستهالكية ،مطبعة طه حسين بوجدة ،طبعة ،4104-4100ص.26 :
-نائل عبد الرحمان صالح :الحماية الجزائية للمستهلك في القانون ألاردني ،مجلة الحقوق ،السنة الثالثة والعشرون ،العدد الرابع ،دجنبر ،0111ص.11 :
- 65 -
أن يكون الفعل املرتكب مطابقا لهذا النموذج لكي يستمد منه الصفة غير املشروعة ،210وفي هذا السياق جاءت
املادة 21116من قانون املاء كآلية قانونية لحماية املستهلك املائي من التالعب الذي قد يتعرض له من بائعي
املادة ،وانطالقا من ذلك يمكن تسمية هذه الجرائم ،بجرائم غش وتضليل املستهلك املائي ،جرمها قانون املاء
في الفقرة ألاولى من املادة املذكورة بالقول " يعتبر ما يلي جريمة بمفهوم القانون رقم 01.91املتعلق بالزجر عن
الغش في البضائع 212الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 0.91.019بتاريخ 1محرم 1 ( 0211أكتوبر )0192
ومع صدور القانون القاض ي بتحديد تدابير لحماية املستهلك ،فإن املقتضيات الواردة فيه هي الواجبة
التطبيق بدل القانون املتعلق بالزجر عن الغش في البضائع ،لكون املادة 016منه نسخت املادة العاشرة 213من
القانون املتعلق بالزجر عن الغش في البضائع بالقول " تنسخ أحكام الفصل 01من القانون رقم 01.91املتعلق
وقد عرفت مجلة املياه التونسية ماء الاستهالك بالقول" :املاء املعد لالستهالك هو املاء الخام أو املعالج
املعد للشرب ولألغراض املنزلية ولصنع املشروبات الغازية واملياه املعدنية وكل مادة غذائية ،ويجب أال يشمل
املاء املعد لالستهالك على كميات مضرة وال على مواد كيميائية وال على جراثيم مضرة بالصحة كما يجب عالوة
على ذلك أن يكون خاليا من عالئم التلوث وأن تكون له خصائص مقبولة من حيث تكوينه العضوي".214
لذا جاء قانون الاستهالك بمجموعة من القواعد القانونية لحماية املستهلك في مواجهة التحوالت
الاقتصادية والتطورات العلمية ،بعد أن تبين عدم كفاية القواعد العامة للتعاقد في توفير رض ى حر ومتبصر
210
-أستاذنا محمد شهيب :م س ،ص.26 :
211
-تمنع املادة 61من نفس القانون بيع ماء غير صالح للشرب قصد التغذية البشرية ،أو ال تستجيب للمعايير القانونية من أجل تحضير أو تكييف أو
تصبير املواد الغذائية.
212
-الصادر في الجريدة الرسمية عدد 1111بتاريخ ،0191/11/41ص.111 :
213
-ينص الفصل 01من القانون رقم 01.91املتعلق بالزجر عن الغش في البضائع " يمنع كل إعالن مهما كان شكله يشتمل على ادعاء أو بيان أو عرض
كاذب أو من شأنه أن يوقع في الغلط بشأن العناصر آلاتية :وجود السلع أو الخدمات وطبيعتها وتركيبها وجودتها ومحتواها من العناصر املفيدة ونوعها
ومنشؤها وكميتها وطريقة وتاريخ صنعها وخصائصها وأثمان وشروط بيعها وشروط أو نتائج استعمالها وأسباب وأساليب البيع أو التسليم أو تقديم الخدمة
ومدى الالتزامات وهوية أو صفة أو أهلية الصناع والباعة واملشهرين واملعلنين ومنجزي الخدمات".
214
-الفصل 11من مجلة املياه التونسية.
215
-أستاذنا عبد العزيز حضري :م س ،ص.01 :
- 66 -
فعقد الاستهالك يجمع بين مستهلك مشدود بجاذبية قوة إلاغراءات ،منبهر بفعل تنوع أساليب العرض
والدعاية ،مندفع نحو استهالك مواد وسلع وأغذية وخدمات يجهل في الغالب كنهها وتركيبتها ،وبين منهي يمتلك
القدرة الفنية والتقنية التي تخوله إمكانية التحكم في ظروف التعاقد وشروطه ،بحيث يستدرج املستهلك في
الحقيقة إلى التوقيع على عقد ال يساهم في إنشائه بإرادة متبصرة وواعية بكل حيثيات الاتفاق وتداعياته ،فإن
قانون الاستهالك يطرح مجموعة من ألاحكام التي ترمي في مجملها إلى تدعيم رضا املستهلك حتى ينشأ العقد
الاستهالكي عن بينة واختيار حقيقيين ،216وهو ما نصت عليه املادة الثالثة من القانون رقم 19.10القاض ي
بتحديد تدابير لحماية املستهلك بالقول إنه" يجب على كل مورد أن يمكن املستهلك بأي وسيلة مالئمة من
معرفة املميزات ألاساسية للمنتوج أو السلعة التي من شأنها مساعدته على القيام باختيار معقول باعتبار
حاجياته وإمكانياته.
ولهذه الغاية ،يجب على كل مورد أن يعلم املستهلك بوجه خاص عن طريق وضع العالمة أو العنونة أو
إلاعالن أو بأي طريقة مناسبة أخرى بأسعار املنتوجات والسلع وبتعريفات الخدمات وطريقة الاستخدام أو دليل
الاستعمال "..
وتحقيق التوازن يتطلب توفير الحماية للطرف الضعيف في املعادلة ،هذه الحماية التي تأخذ ثالثة
أبعاد ،أولها الحماية املادية للمستهلك بضمان سالمته الصحية ،ثانيها الحماية القضائية وثالثها الحماية
ولحماية املستهلك املائي ،فقد عددت املادة 11من قانون املاء مجموعة من الجرائم ،ويتعلق ألامر ب:
-جريمة الحيازة من أجل البيع أو العرض للبيع تحت اسم " ماء طبيعي" ذي منعة طبية ،218وماء
املائدة 219أو ماء العين 220غير مرخص رسميا باستغالله وبعرضه للبيع أو بيعه.
216
-أستاذنا الحسين بلحساني :أساس الالتزام بتبصير املستهلك ومظاهره ،املجلة املغربية لالقتصاد والقانون ،العدد الرابع ،دجنبر ،4110ص.01 :
217
-تقرير حول ندوة خصوصية قانون حماية املستهلك على ضوء قانون الالتزامات والعقود التي نظمتها مؤسسة محمد إلادريس ي العلمي املشيش ي بشراكة
مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكدال ،مداخلة عبد املجيد غميجة :حماية املستهلك بين ألامن القانوني وإلانصاف ،املجلة املغربية
لإلدارة املحلية والتنمية ،عدد ،010نونبر – دجنبر ،4100ص.411 :
218
-وهي حسب املادة 61من قانون املاء املياه ذات املنفعة الطبية حسب هذا القانو هي مياه خالية من ألاضرار والتي يمكن أن تستعمل كعوامل عالجية
ن
بسبب درجة حـرارتها والطبيـعة الخصوصية ملكوناتها امللحية أو الغازية أو إلاشعاعية.
219
-يراد باملياه املسماة "مياه املائدة" حسب املادة 11من قانون املاء كل املياه الصالحة للشـرب آلاتيـة مـن الشبكـة العموميـة للتزويد بمياه الشرب ،ويمكن
أن تخضع هذه املياه ملعالجـة إضافيـة مقبـولة مـن طرف إلادارة.
220
-ويراد باملياه املسماة "مياه العين" حسب نفس املادة كل املياه الطبيعية الصالحة للشرب املنبثقة من الينابيع.
- 67 -
ويأتي هذا التجريم لحماية املستهلكين من أي تناول ملياه ال تستجيب للمعايير الصحية الضرورية ،وما
-جريمة الحيازة بغرض البيع أو العرض للبيـع أو البيع تحت تسمية مطبقـة علـى امليـاه الغازية طبيعيا
ملاء غازي مصطنع ،أو تمت تقويـة نسبـة الغاز فيـه ،إذا لم تكـن هذه إلاضافة أو التقويـة مرخصـا بـها ومشـارا
إليـها صراحـة في كل أشكـال التـعبئـة املوضوعة رهن إشارة العموم ،وهو ما من شأنه أن يشكل تزييفا ،والتزييف
هو التغيير الذي يدخل على املنتوج بفعل يد إلانسان بطرق كثيرة ،أهمها الخلط أو النزع.221
-جريمة الحيازة بغرض البيع أو العـرض للبيـع أو البيـع عـن قصد تحـت تسميـات متعددة لنفس املاء،
وفي هذا تضليل للمستهلك من أجل إيقاعه في غلط يدفعه إلى التعاقد بوسائل احتيالية ،ويحق للمستهلك
والحالة هذه املطالبة بالتعويض عن الضرر الذي لحقه نتيجة هذا الفعل الجرمي سواء في إطار الدعوى املدنية
-جريمة الحيازة بغرض البيع أو العرض للبيع أو البيع عن قصد تحت اسم معين ،ملـاء ليس له ألاصل
املشار إليه ،وهو ما يشكل إشهارا كاذبا ،223ويكون إلاشهار كاذبا في وجود السلع أو الخدمات و طبيعتها وتركيب
وجودها ومحتواها من العناصر املفيدة ومنشئها وكميتها وطريقة وتاريخ صنعها وخصائصها.224
واملالحظ أن الشروط التي تنقل فيها املياه املعبأة غير حصحية ،إذ تنقل في النهار تحت أشعة الشمس
مما يؤثر على خصائصها ويفقدها جودتها املطلوبة ،لذا يجب أن يتدخل املشرع بإلزام املهنيين بنقل وتخزين
املياه املعبأة وفق ظروف تستجيب ملعايير السالمة الصحية من قبيل نقلها ليال وتغطية القوارير بغطاء يضمن
عدم تعرضها ألشعة الشمس وخزنها في مكان خال من الرطوبة وبعيدا عن املواد امللوثة.
-اسـتعمال أي إشـارة أو عـالمـة على ألاوراق التـجـاريـة والفاتـورات والفهـارس والبـيـانات التمهيدية
وامللصقات وإلاعالنات أو أية وسيلة أخرى لإلشهار يكـون من شأنها أن تحدث غموضا في ذهن املستهلك حول
221
-جواد الغماري :جرائم الغش في البضائع ،دراسة -شرح -نصوص ،مطبعة النجاح الجديدة -الدار البيضاء ،الطبعة الثانية ،4114-0244ص.016 :
222
-علوي طاهري محمد :م س ،ص.414 :
223
-كان الفصل 01من القانون رقم 01.91املتعلق بالزجر عن الغش في البضائع هو النص القانوني الوحيد الذي يحكم إلاشهار الكاذب ،وقد تم نسخه
بعد أن تبين قصوره في توفير الحماية الكاملة للمستهلك في ظل التطور الذي عرفته أساليب وتقنيات إلاشهار .أورده أستاذنا عبد العزيز حضري :م س،
ص44
224
ن
-أستاذتنا دنيا مباركة :الحماية القانونية لرض ى مستهلكي السلع والخدمات ،املجلة املغربية لالقتصاد والقانو ،م س ،ص.19 :
- 68 -
طبيعة وحـجم وجـودة ومصـدر املياه ،وهو ما أكدته املادة 40من القانون رقم 10.19القاض ي بتحديد تدابير
لحماية املستهلك بالقول إنه "يمنع كل إشهار من شأنه أن يوقع في الغلط بأي وجه من الوجوه ،إذا كان ذلك
حقيقة وجود السلع أو املنتوجات والخدمات محل إلاشهار وطبيعتها وتركيبها ،ومميزاتها ألاساسية
ومحتواها من العناصر املفيدة ونوعها ومنشؤها وكميتها وطريقة وتاريخ صنعها وخصائصها وسعرها أو تعريفتها
وشروط بيعها"...
عدم إلاشارة على املنتوج إلى تاريخ عرضه للبيـع وتاريخ نهاية صالحيتـه ،يعد أحد أهم املقتضيات التي
يجب على املنهي الحرص على توضيحها للمستهلك بشكل مقروء وفي مكان واضح ،وعدم إلاشارة لذلك من شأنه
أن يضر بصحة املستهلك ،مما قد يهدد ألامن والصحة الاجتماعيين ،لذلك حرص املشرع على زجر عدم إلاشارة
وبالرجوع إلى القرار املشترك لوزير الفالحة والتنمية القروية والصيد البحري ووزير الصحة ،225فإنه
يجب أن يـبين في املياه املعدنية من الينابيع أو املائدة التاريخ ألاقص ى للصالحية ،وهو سنة واحدة .أما الحرارة
القصوى للحفظ فقد أشار الجدول امللحق بالقرار إلى أنها متغيرة ،وفي هذا قصور حمائي للمستهلك،على اعتبار
املبحث الثاني
تقتض ي دراسة إلاجراءات الخاصة التي يجب سلوكها بالنسبة لجرائم املياه تحديد الجهات التي يخولها
املشرع حق ضبط هذه الجرائم والتي سماها شرطة املاء ،226ومن وظائف شرطة املاء – كما هو الحال بالنسبة
225
-قرار رقم 141.11صادر في 41محرم 01( 0241ماي )0111املتعلق بمدة صالحية بعض املنتوجات وبشروط حفظها ،والصادر في الجريدة الرسمية عدد
2614املؤرخة في الرابع من صفر 41( 0241ماي )0111ص.0041 :
226
-محمد مومن :م س ،ص.61 :
- 69 -
للشرطة القضائية العامة – تدعيم الحفاظ على طمأنينة وسالمة ألافراد ،وكذا املحافظة على النظام العام في
وقد حدد القانون 01.11املتعلق باملاء في املادة 012الجهات التي يتكون منها جهاز شرطة املاء ،وتتمثل
في ضباط الشرطة القضائية املنصوص عليهم في املادتين 01و 41من قانون املسطرة الجنائية ،وكذا ألاعوان
املعينين لهذا الغرض من طرف إلادارة ووكالة الحوض ،وحدد الاختصاصات املوكولة إليه واملتمثلة في حماية
امللك العام املائي من كل اعتداء من شأنه أن يلحق الضرر ،وذلك بتحرير محضر للمخالف ،محددا البيانات
بيد أن مزاولة شرطة املاء ال تخلو من إكراهات عدة تؤثر على الجدوى منه ومن الدور املنوط به ،منها
ما هو مرتبط بالجهاز نفسه ،ومنها ما هو مرتبط باملحيط الذي يشتغل فيه ( املطلب الثاني).
227
-محمد الزردة :م س ،ص.41:
- 70 -
املطلب ألاول :الجهاز املكلف بمعاينة مخالفات املاء وحجية محاضره
عدد مشرع املسطرة الجنائية ضباط الشرطة القضائية وحدد املهام املنوطة بهم واملتمثلة في مهمة
البحث والتحري عن الجرائم البيئية في إطار نشاطهم العام ،وجمع ألادلة عنها والبحث عن مرتكبيها وتحرير
محضر في ذلك مع إخطار وكيل امللك املختص وإفادته بأصول هذه املحاضر.228
إلى جانب ضباط الشرطة القضائية توجد شرطة إدارية تهدف وظائفها أساسا إلى تدعيم الحفاظ على
طمأنينة وسالمة ألافراد ،وكذا املحافظة على النظام العام في الجانب املتعلق باملياه هي " شرطة املياه" (فقرة
أولى).
وجميع ألاعمال التي تقوم بها شرطة املياه تنجز في وثائق مكتوبة تسمى املحاضر ،وقد حدد املشرع
املغربي شكليتها وحجيتها في إلاثبات ،ونص على أن عدم التقيد باإلجراءات الواجب تضمينها بها ،من شأنه أن
يضعف قوتها القانونية كورقة إثبات ضد مرتكب املخالفة ( فقرة ثانية ).
إن مفهوم الشرطة القضائية ال يمكن أن يقصد منه تلك الهيئة املوجودة في بنايات ألامن الوطني أو
الدرك امللكي ،بل هي هيئات خول لها املشرع الصالحية للبحث عن الجرائم ومشاهدتها وجمع الحجج عليها
ويجد الجهاز املكلف بضبط مخالفات املاء أساسه في املادة 012من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء
التي نصت على أنه" يعهد بمعاينة املخالفات ملقتضيات هذا القانون ونصوصه التطبيقية ،عالوة على ضباط
الشرطة القضائية إلى ألاعوان املعينين لهذا الغرض من طرف إلادارة ووكالة الحوض واملحلفين طبقا للتشريع
وشرطه املاء ليست وليدة القانون رقم 01.11املتعلق باملاء بل أنشأها املشرع بمقتض ى الفصل 42من
ظهير فاتح غشت 0141املتعلق بجعل ضابط املياه ،وكانت تشمل مهندس ي الطرق وألاشغال العمومية،
228
-عشوان عبد هللا :م س ،ص.61 :
229
-عبد اللطيف بوحموش :م س ،ص.96 :
- 71 -
واملوظفين وألاعوان بإدارة املياه والغابات الذين لهم الصفة الضبطية ،إضافة إلى ضباط الشرطة القضائية من
الجرائم والخروقات املاسة بقانون املاء ،والتي تهدد سالمة امللك العام املائي بصفة خاصة وألامن العام املائي
بصفة عامة وعرفها آخر بأنها ذلك الجهاز الذي يقوم بمراقبة تطبيق القوانين والقرارات واملعين من طرف
إلادارة.231
وألاشخاص املوكول لهم ضبط مخالفات املاء حسب املادة 012أعاله صنفان هما:
ضباط الشرطة القضائية(أوال) ،وألاعوان املكلفون لهذا الغرض من طرف إلادارة ووكالة الحوض
املائي(ثانيا).
لن تتم دراسة جهاز الشرطة القضائية باعتباره أحد مباحث املسطرة الجنائية ،ولكن سيتم من باب
تحديد ألاشخاص الذين أوكل لهم املشرع إمكانية املعاينة والتثبت من املخالفات املتعلقة بقانون املاء.232
وضباط الشرطة القضائية منظمون في الباب الثاني من الباب ألاول من القسم ألاول من الكتاب ألاول
من قانون املسطرة الجنائية املغربي ،وهم حسب املادة 01منه يضمون باإلضافة إلى الوكيل العام للملك
ووكيل امللك ونوابهما وقاض ي التحقيق ،بوصفهم ضباطا سامين للشرطة القضائية ،كذلك ضباط الشرطة
الضباط العاديون املحددون في املادة 41من القانون السالف الذكر وهم أساسا املدير العام لألمن
الوطني ووالة ألامن واملراقبون العامون للشرطة ،وعمداء الشرطة وضباطها ،وضباط الدرك امللكي وذووا الرتب
فيه .وكذا الدركيون الذين يتولون قيادة فرقة أو مركز للدرك طيلة مدة هذه القيادة ،تم الباشاوات والقواد.233
230
-علوي طاهري محمد :م س ،ص.411 :
231
- Aallal el Menour: op cit, p: 96.
232
-رشيد حوبابي :املائدة املستديرة الثالثة حول قانون املاء ودور القضاء وشرطة املياه في تفعيله ،م س ،ص.61 :
233
-محمد مومن :م س ،ص.61 :
- 72 -
ويمكن أن تخول كذلك صفة ضباط الشرطة القضائية ملفتش ي الشرطة التابعين لألمن الوطني ممن
قضوا على ألاقل 1سنوات بهذه الصفة بقرار مشترك لوزيري العدل والداخلية وللدركيين الذين قضوا على
ألاقل 1سنوات من الخدمة بالدرك امللكي وعينوا رسميا بقرار مشترك لوزير العدل والسلطة الحكومية املكلفة
بالدفاع الوطني.234
ويمثلون ألاشخاص الذين تم تعيينهم بقرار يصدره كاتب الدولة املكلف باملاء بعد استشارة مدير وكالة
الحوض املائي املختص والذي يقدم تقريرا في املوضوع حول سيرة وسلوك املوظف املقترح وقدرته على تحمل
هاته املسؤولية كما يمكن تعيينهم بقرار ملدير وكالة الحوض املائي والذي يبقى املختص في ذلك بصفة أصيلة.235
وإذا تعلق ألامر باملوظفين املكلفين بمعاينة مخالفات املاء أو الشرطة املائية التابعين للمكاتب الجهوية
لالستثمار الفالحي ،فإنه يتم اختيارهم من لدن رؤساء مكاتب توزيع املاء ،ورؤساء مراكز تسيير شبكة الري،
وبعد ذلك يقوم مدير املكتب باقتراح من رئيس قسم تسيير الري التابع له باتخاذ قرار تعيين املوظف املقترح
للقيام بتثبيت مخالفات سرقة مياه السقي ،وكذا الخسائر وألاضرار التي تمس امللك العمومي ومرافقه.236
ويلزم ألاعوان املذكورين أداء اليمين القانونية حسب ما جاء في املادة 012من القانون رقم 01.11
واملالحظ أن تعدد املتدخلين في ضبط مخالفات املاء ال يؤدي الوظيفة املطلوبة بل يؤثر سلبا عليها على
اعتبار اعتقاد هذه الجهات أن ضبط مخالفات املاء ليس اختصاصا أصيال لها ،أو لجهل عناصرها بهذه املهمة،
نفس الش يء نجده مع تعدد جهات الضبط في قوانين أخرى كالقانون رقم 04.11املتعلق بالتعمير 237والقانون
234
-دليل شرطة املاء :م س ،ص.01 :
235
-رشيد حوباني :م س ،ص.62 :
236
-محمد الزردة :الشرطة القضائية في مجال املياه باملغرب ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة ،شعبة القانون الخاص ،وحدة القانون املدني
املعمق ،كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ،جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ،السنة الجامعية ،0111 -0119ص.10 :
237
-ظهير شريف رقم 0.14.10صادر في 01ذي الحجة 01( 0204يونيو )0114بتنفيذ القانون رقم 04.11املتعلق بالتعمير ،ج ر عدد 2011بتاريخ 02
محرم 01 ( 0201يوليوز ،)0114ص.999 :
238
-ظهير شريف رقم 0.14.1صادر في 01ذي الحجة 01( 0204يونيو )0114بتنفيذ القانون رقم 41.11املتعلق بالتجزئات العقارية واملجموعات السكنية
وتقسيم العقارات ،ج ر عدد 2011بتاريخ 02محرم 01( 0201يوليوز ،)0114ص.991 :
- 73 -
نفس إلاشكالية يعرفها التشريع الفرنس ي ،لذلك دعا الفقيه الفرنس ي Carole Evardإلى توحيد كافة
الوحدات إلادارية املكلفة بشرطة املياه في مصلحة واحدة تحت إشراف ووصاية جهاز واحد الن من كثرة
املتدخلين وغياب التنسيق ضياع ألاهداف ،وتعاني شرطة املياه في فرنسا من ضعف في تغطية كافة التراب
الفرنس ي الش يء الذي يؤدي إلى عدم تفعيل النصوص القانونية والعقوبات املقررة ويطرح إشكالية تطبيق
"امللوث مؤدي".239
واملالحظ أن شرطة املاء في املغرب ليست أفضل حاال من نظيرتها الفرنسية سواء من حيث تعدد
املتدخلين ومحدودية فعاليتهم ،سواء من حيث قلة ألاعوان املكلفين بضبط مخالفات املاء على مستوى كل
حوض مائي ،أو من حيث عدم القدرة على تغطيته ترابيا ،إذ نجد عدد ألاعوان بوكالة الحوض املائي بملوية
ستة أفراد ،وهذا العدد من املستحيل أن يغطي تراب الحوض الذي يضم 04عمالة إقليما ،و 011جماعة.240
وتعاني شرطة املاء من جهل املواطنين بهذا الجهاز وعدم توفرهم على زي رسمي من شأنه أن ينبه
إن مجموع العمليات التي تقوم بها شرطة املياه بجميع مكوناتها ال تكون لها قيمة قانونية ما لم تفرغ في
الشكل القانوني الذي أطلق عليه املشرع اسم " املحضر" ،241واملحضر حسب املادة 42من قانون املسطرة
الجنائية هو " الوثيقة املكتوبة التي يحررها ضباط الشرطة القضائية أثناء ممارسة مهامهم ويضمنها ما تلقاه
إال أن قانون املاء لم يعرف املحضر ،بل اكتفى بذكر ما يجب أن يتضمنه حيث جاء في املادة 019منه
على أنه " يجب أن يـتضمن محضر املعاينة على الخصوص ظروف ارتكـاب املخالفة وشروحات املخالف وكذا
239
-علوي طاهري محمد :م س ،ص.410 :
240
-حسب تصريح أحد أفراد شرطة املاء بوكالة الحوض املائي بملوية.
241
-رشيد حوبابي :م س ،ص.11 :
- 74 -
وتوجه املحاضر املحررة إلى املحاكم 242املختصة داخل أجل عشرة أيام ،ويوثق باملعاينات التي يتضمنها
لقد اقتصرت املادة آلانفة الذكر على ذكر أهم البيانات التي يلزم أن يتضمنها املحضر ،ويرجع
بخصوص باقي البيانات املتطلبة في املحاضر إلى قانون املسطرة الجنائية باعتبارها الشريعة العامة في هذا
املجال.
واملحاضر تتوج عمل جهاز شرطة املاء بحيث يجب أن تتضمن جميع املعلومات املتعلقة باملخالفة،
وأهميتها تزداد في املجال الجنحي ألن رجال القضاء سيركزون بدرجة أساسية على ما هو وارد فيها من معلومات
ما لم يقتنع القاض ي بضرورة استبعادها كلما تراءت له ظروف وقرائن تدعم قناعاته.243
ومن أهم الطعون املوجهة للمحاضر أمام هيئة القضاء نجد عدم التفصيل في ذكر ظروف ارتكاب
املخالفة من حيث زمانها ومكانها وطبيعتها بشكل مدقق ،خاصة إذا كان املحضر هو الوثيقة الوحيدة بامللف،
والاعتناء بشكليات املحضر من تعريف بالجهاز الذي ينتمي إليه محرر املخالفة وصفته وغيرهما مما يرفع
الجهالة عنه كمثال على ذلك" 244محضر املعاينة رقم ،014/01يوم املعاينة :في يوم الخميس 4101/16/01على
الساعة الثانية مساء ،أنا املوقع أسفله ( م.ص) تقني بوكالة الحوض املائي لسبو وعون الشرطة املكلف بمراقبة
امللك العام املائي بمقتض ى القرار رقم 01بتاريخ 4119/11/40الصادر عن السيد كاتب الدولة املكلف بالبيئة
واملاء ،واملؤدي اليمين القانونية أمام املحكمة الابتدائية بفاس بتاريخ 4119/11/41نورد املعطيات آلاتية:
سند التدخل.
في إطار مراقبتنا للملك العام املائي على مستوى مقطع من واد بورجلين ضبطنا "....
242
-توجه نسخة من املحضر إلى السيد وكيل امللك باملحكمة الابتدائية ،وتوجه نسخة إلى عامل العمالة أو إلاقليم ،وأخرى إلى السيد كاتب الدولة املكلف
باملاء والبيئة ،ويحتفظ بنسخة بأرشيف وكالة الحوض املائي .أنظر امللحق ألاول
243
-الحسن هوداية :محاضر الضابطة القضائية ،أهميتها وحجيتها القانونية وإلاشكاليات املطروحة بشأنها في العمل القضائي ،مطبعة دار السالم الرباط،
دون ذكر الطبعة ،ص. 1 :
244
-أورده رشيد حوباني :م س ،ص.11 :
- 75 -
نفس الش يء نجده مع بعض املحاضر املنجزة في شأن مخالفة شروط استعمال املاء الفالحي ،إذ تكون
خالية من أي إشارة إلى توقيع املخالف ،وهذا مالم ينظمه قانون املاء رقم 01.11ضمن أحكامه ،إذ لم يشر إلى
توقيع املكلف بشرطة املياه في النصوص املتعلقة بإثبات املخالفات ،ومع ذلك فإن هذه املحاضر – من الناحية
العملية – تتضمن توقيع العون الذي عاين وأثبت املخالفة وحرر املحضر بشأنها ،ملا للتوقيع من أهمية.
وعلى العون املكلف بضبط املخالفة تبني الحياد الذي ال يعني فقط عدم تحريف الوقائع– الذي هو
شرط في تحقق املوضوعية – وإنما الامتناع عن إعطاء تأويالت للوقائع التي تناولها البحث بحيث يصل به ألامر
إلى إعطائها تكييفا قانونيا بحسب ما اقتنع به شخصيا ،ألن هذا ليس من صالحياته التي تقتصر على جمع
املعلومات بشأن أفعال ووقائع معينة ووضعها رهن إشارة السلطة التي أوكل إليها القانون سلطة اتخاذ القرار
إن عون شرطة املياه يقوم باستعراض الوقائع دون تكييفها قانونا ،ألن هذا العمل من اختصاص
الجهات القضائية ،مع إلاشارة إلى أن إلادارات املختصة قد اعتمدت نماذج مطبوعة ملحاضر مختلف
املخالفات ،245وذلك لتفادي نقص البيانات الالزمة في املحضر والتي من شأن نقصانها أن يؤدي إلى الطعن فيها.
ويوجه املحضر طبقا للمادة 019من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء إلى املحاكم املختصة داخل
أجل 01أيام ،غير أن املشرع لم يحدد تاريخ بداية احتسابها ،هل من يوم تحرير املحضر؟ أم من يوم ارتكاب
املخالفة؟
انقسم الباحثون بخصوص تحديد ابتداء العشرة أيام إلى قسمين ،حيث ذهب التوجه ألاول 246إلى أنه
وإن كان استعمال املشرع في هذه املادة لعبارة " املحاضر املحررة " يسمح بالقول إن أجل العشرة أيام يحتسب
من تاريخ املحضر وليس من تاريخ وقوع املخالفة ،فإن تأكيد املادة 016على فورية تحرير املحاضر يجعل من
الضروري أن يكون التاريخان واحدا ،وأن عدم احترام هذا ألاجل لبعث املحاضر للمحكمة يجعلها معيبة من
حيث الشكل .في حين ذهب التوجه الثاني 247إلى أن أجل العشرة أيام يحتسب من تاريخ تحرير املحضر ،ذلك أن
245
-محمد مومن :م س ،ص.11 :
246
-محمد مومن :م س ،ص.11 :
247
-عبد هللا عشوان :م س ،ص.61 :
- 76 -
إجراءات البحث التمهيدي قد تستغرق وقتا أطول من عشرة أيام ،خاصة وإن صاحبتها عمليات أخرى من
وحسب ما تكون لدي من رأي فإن التوجه الثاني حري بالتأييد على اعتبار املبررات املنطقية التي جاء
بها ،وكذا انسجاما مع روح املادة 019التي جاءت في فقرتها الثانية بصيغة " وتوجه املحاضر املحررة إلى املحاكم
ينص الفصل 410من ق.م.ج على ما يلي " إن املحاضر والتقارير التي يحررها في شأن التثبت من
الجنح واملخالفات ضباط الشرطة القضائية وجنود الدرك يوثق بمضمونها ما لم يثبت ما يخالف ذلك".
لقد ميز املشرع املغربي في قانون املسطرة الجنائية بين محاضر الضابطة القضائية على مستوى الجنح
248
والجنايات ،فبينما أعطى ملحاضر الضابطة القضائية في الجنح حجية نسبية ،إذ جاء في قرار ملحكمة النقض
" إن املحضر املستوفي ملا يشترطه القانون يقوم حجة ال يمكن دحضها إال بقيام الدليل القاطع على مخالفتها
للوقائع بواسطة حجة تماثلها في قوة إلاثبات ،كشهادة الشهود املستمع إليهم بصفة قانونية ،وكاإلدالء بمحاضر
أخرى أو تقارير خبراء أو ما شابه ذلك من املستندات املوثوق بصحتها قانونا" ،فإنه اعتبرها على مستوى
الجنايات مجرد بيانات ،249حيث جاء في قرار ملحكمة النقض أنه " لئن كان الفصل 411من ق م ج ينص على
أن املحاضر والتقارير في الجنايات ال تعتبر إال مجرد بيانات ،فإن للمحكمة أن تأخذ بما جاء فيها متى اطمأنت
إليه ،ألن ما حواه من اعترافات يخضع تقديره لقضاة املوضوع في حدود سلطتهم".
واعتبر املشرع أن املحاضر املعدة من طرف إدارة املياه والغابات محاضر رسمية ال يطعن فيها إال بالزور
حيت تنص املادة 61من ظهير 01أكتوبر 0101املتعلق بحفظ الغابات واستغاللها 250على " أن التقارير التي
يكتبها املوظفون ..تعتبر حجة حصحيحة في ثبوت املخالفات املقررة فيها كيفما كانت العقوبة ويعتبر ما تضمنه
التقارير من املخالفات حصحيحا كيفما كانت معاقبته ما لم يدع التزوير فيها " ،وهو ما أكدته محكمة النقض
248
-قرار عدد 116بتاريخ 0164/11/14منشور بمجلة القضاء والقانون عدد 21-29السنة الخامسة ،ابريل -ماي ،0164ص .191
249
-قرار عدد 1161في امللف عدد 02219/91أورده حسن هوداية :م س ،ص.11
250
-ظهير شريف مؤرخ في 41ذي الحجة 01 ( 0111أكتوبر )0101املتعلق بحفظ الغابات واستغاللها ،الصادر بالجريدة الرسمية عدد 411بتاريخ 41
أكتوبر ،0101ص.110 :
- 77 -
بالقول "إن املحاضر التي يحررها ويمضيها أعوان إدارة املياه والغابات ،تقوم حجة على ألافعال املادية املتعلقة
بالجنح التي تشهد بوقوعها ،ما لم يطعن في تلك املحاضر بالزور (الفصل 49من ظهير ،251")0144/12/00كما
جاء في حيثيات حكم صادر عن املحكمة الابتدائية بالجديدة 252أن " الظنين بارتكابه داخل الدائرة القضائية
لهذه املحكمة منذ زمن لم يمض عليه أمد التقادم الجنحي لجنحة سرقة مياه السقي ...حيث تفيد معطيات
تقرير املخالفة أن الظنين قام بما نسب إليه ،وحيث أن املحاضر والتقارير التي يحررها مأمورو املياه والغابات في
وبذلك يكون ملحاضر رجال املياه والغابات املتعلقة بالجرائم الواردة في قانون املاء الصفة الرسمية
استنادا إلى الفصل 61من ظهير 01أكتوبر 0101وليس الحجية النسبية الواردة في املادة 019من القانون رقم
وحتى تكون ملحاضر شرطة املياه الصفة الرسمية ،فإنهم غالبا ما يطلبون من القائد إلامضاء إلى
أمام هذا الوضع ال بد من تدخل تشريعي لتعديل الفقرة الثانية من املادة 019من القانون رقم
01.11املتعلق باملاء والتنصيص على رسمية محاضر املعاينة املنجزة من طرف ألاعوان واملوظفين املشار إليهم في
املادة 012من نفس القانون ،وأقترح أن تكون على الشكل التالي " وتوجه املحاضر املحررة إلى املحاكم املختصة
داخل أجل عشرة أيام من تاريخ تحرير املحضر ،ويوثق باملعاينات التي يتضمنها إلى أن يطعن فيها بالزور"
251
-قرار عدد 111بتاريخ 0164/14/11منشور بمجلة القضاء والقانون ،عدد ،12ص.094 :
-جاء في قرار آخر ملحكمة النقض " أنه ملا اعتمدت املحكمة في مؤاخذتها للمخالف على ما أثبته العون التقني للمياه والغابات في النازلة من كونه عاين في
التاريخ واملكان املشار إليهما في املحضر قطعة أرض من غابة الدولة محروثة حديثا ...وأنه تم التعرف على املخالف الذي وصل إلى عين املكان وعرف املقدم
بهويته= =،فإنها تكون بذلك قد اعتمدت محضرا قانونيا بإثبات املخالفة الغابوية منصوصا في الفصل 46من ق م ج ومارست سلطتها التقديرية في تقدير
ثبوت الفعل واطمأنت إلى نسبته للطالب" قرار عدد 2/01مؤرخ في 0119/11/11في امللف الجنائي عدد ،12/46000منشور بمجلة قضاء املجلس ألاعلى
ص.246 : عدد ،12-11
-قرار عدد 6111/1بتاريخ 0111/04/01في امللف الجنحي عدد 46001/12منشور بمجلة قضاء املجلس ألاعلى ،نفس املرجع ،ص.211 :
252
-ملف جنحي عادي رقم 11/1412صادر بتاريخ ( 0119/11/11غير منشور).
253
-حسب مقابلة غير رسمية أجريتها مع أحد أفراد شرطة املياه التابع للمديرية إلاقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك بمدينة تيزنيت يوم .4101/04/02
- 78 -
تتعدد إلاكراهات التي تواجه مزاولي شرطة املاء ،بين ما هو ناتج عن عوامل مرتبطة بالقانون املتعلق
باملاء وما يعتريه من نقص وعدم وضوح في العديد من فقراته خاصة تلك املرتبطة بإجراء املعاينة والتكليف من
جهة ،وارتباطه بقوانين أخرى ذات صلة من جهة أخرى ،الش يء الذي ينقص من مردودية عمل العاملين على
إال أن املمارسة العملية ألفراد شرطة املياه وقيامهم بضبط املخالفات املرتكبة في حق امللك العام
املائي ،أبرزت لهم إكراهات واقعية متمثلة في ضعف الدعم اللوجستيكي من جانب ،ومواجهتهم الدائمة مع
أدى إخضاع املاء لنفس أحكام العقار إلى تعقيد في البنية القانونية لحق املاء ،وتجلى أكثر بعد رسوخ
أعراف مائية محلية فصلت ملكية املاء عن ملكية العقار ،حيث أصبحت ملكية هذا ألاخير غير مرتبطة باملاء،
َ
وأصبح مالك ألارض ليس هو مالك املياه ،كما أصبحنا أمام ملكية خاصة واردة على أراض ي الجموع والكيش
وهي أراض غير قابلة للملكية الخاصة ،254كما نجد أن حقوق املياه تخضع للتصرف والتفويت أو الهبة مع العلم
ولحماية امللك العام املائي فإن قانون املاء جاء ليؤكد على شرطة املاء ودورها كمؤسسة مهمة في
التنمية املستدامة في مجال املاء ،ووضع مقتضيات تنظيمية لهذا الجهاز من أجل تدبير مندمج ملصادر املياه،255
بيد أن شرطة املاء تواجه عدة إكراهات تشوش على عملها وألاهداف املرجوة منه ،كتكليف وزارة التجهيز
والنقل واللوجستيك -قطاع ألاشغال العمومية سابقا -بتدبير هذا امللك بمقتض ى ظهير فاتح يوليوز ،0102ورغم
أن تدبير امللك العام املائي تميز بالتشتت منذ ذلك الحين لدرجة أن كل صنف منه (مائي ،بحري )..كان يسيره
254
-عبد الوهاب رافع :ألانظمة العقارية في املغرب،أعمال الندوة الوطنية التي نظمها مركز الدراسات القانونية املدنية والعقارية بكلية العلوم القانونية
والاقتصادية والاجتماعية -جامعة القاض ي عياض – مراكش ،يومي 1و 6أبريل ،4114الطبعة ألاولى ،4111ص 11 :وما بعدها
-إبراهيم فكري :ألامالك الجماعية مميزاتها الحقوقية وطبيعتها املادية ،نفس املرجع ،ص 91 :وما بعدها.
255
-Allal El Mneoua :op cit, p : 173
- 79 -
قطاع خاص ،إال أن هذا الظهير يبقى هو السند القانوني ألاول الذي يمكن قطاع التجهيز والنقل واللوجستيك
.256
من تكوين شرطة املاء
وغالبا ما ال يتم هذا التكليف على أسس ومعايير موضوعية كالكفاءة والنزاهة وغيرهما ،بل إن بطاقات
التكليف تمنح أحيانا لبعض ألاعوان كالسائقين ،وفي جميع الحاالت سواء كان املكلفون أعوانا أو أطرا عليا،
فإن املحلفين املكلفين على الصعيد املركزي لم ينجزوا أي محاضر خاصة بشرطة املاء.257
كما أن هنالك تناقضا بين بعض مقتضيات القانون رقم 01.11املتعلق باملاء ومقتضيات بعض
القوانين القطاعية كظهير 41غشت 0102املتعلق باملؤسسات املصنفة بحيث يجب أن تتضمن هاته
املؤسسات مقتضيات تهم مكان وكيفية وشروط إفراغ واستعمال ومعالجة املياه العادمة والنفايات ،لكون
السلطات التي تمنح هذه الرخص ال تسهر على تدبير املوارد املائية ،مما يجعل هذه املقتضيات غير مالئمة أو
متناقضة مع رخص الصب املمنوحة من طرف وكالة الحوض املائي .وكذا ظهير 06أبريل 0110بشأن سن نظام
املناجم الذي تخضع بموجبه لنظام املناجم املياه الجوفية املائية التي تعتبر ملكا عاما مائيا حسب القانون
01.11املتعلق باملاء.258
ويالحظ أن هناك إفراطا في إلاحالة على النصوص التنظيمية ،مما أراه مشوشا على عمل املتتبع
259
والباحث
256
-تنص املادة 012من القانون 01.11املتعلق باملاء على أنه " يعهد بمعاينة املخلفات ملقتضيـات هذا القانون ونصوصه التطبيقية ،عالوة على ضبـاط
الشرطة القضائيـة إلى ألاعوان املعينين لهذا الغرض من طرف إلادارة ووكالة الحوض واملحلفين طبقا للتشريع املتعلق بأداء القسم من طرف ألاعوان
املكلفين بتحرير املحاضر".
257
-دليل شرطة املاء :م س ،ص.26 :
-محمد الشاوني :إكراهات تطبيق القانون رقم 01.11املتعلق باملاء ،املائدة املستديرة الثالثة حول قانون املاء ودور القضاء وشرطة املياه في تفعيله ،م
س ،ص.19 :
258
-محمد الشاوني :م س ،ص.19 :
-دليل شرطة املاء :م س.21 :
259
-مثل ما نصت عليه املادة السابعة " ...بعـد إجـراء بحث علني طبقا للشروط املحددة بنصوص تنظيمية"
-املادة ... " 04ويمنع ،إال بترخيص سابق ممنوح حسب الكيفيات املحددة بنصوص تنظيمية"
-املادة " 01وتعين حـدود كل حوض مائي بنصوص تنظيمية"
-املادة ..." 01وتحدد نصوص تنـظيمـيـة شـروط ومسطرة وضعه ومراجعته "
- 80 -
من إلاكراهات املرتبطة باملحيط ،نقص الصرامة من طرف املحاكم املكلفة بتطبيق النصوص
القانونية املعتمدة ،260وهي املعول عليها -مع باقي ألاجهزة الساهرة على تفعيل قانون املاء – للحفاظ على هذه
الثروة إلانسانية.261
كما تواجه شرطة املاء معيقات تتعلق بالتحقق من هوية املخالف وعدم توقيعه على املحضر ،مما قد
يعرض دعواها للنقض ،حيث جاء في قرار ملحكمة النقض 262أنه " تكون املحكمة الزجرية قد بنت قرارها على
غير أساس ملا أدانت املتهم بجنحة سرقة مياه السقي بناء على اعترافه املضمن في محضر الشرطة القضائية
رغم أنه ينكر أمامها صدور هذا الاعتراف عنه ،ورغم كون التصريح املنسوب إليه في املحضر غير مذيل بتوقيعه
مستندة في قضائها على مقتضيات القانون رقم 01.11املتعلق باملاء الذي لم يستلزم صراحة توقيع املصرح
على محضر معاينة املخالفة املنجز من طرف شرطة املياه ،ذلك أن الاعتراف الذي يتضمنه محضر الضابطة
القضائية لكي يعتبر وسيلة إثبات يجب أن يكون صادرا عن املتهم ،وهو ال يعتبر كذلك إذا كان التصريح املنسوب
إليه في املحضر ال يقر بصدوره عنه أو ال يعقبه توقيعه بحسب ألاحوال املقررة بمقتض ى املادة 42من ق م ج
التي يتوجب التقيد بها وتطبيقها بخصوص شكليات محاضر الضابطة القضائية".
وبخصوص إلاكراهات التي تواجه أعوان شرطة املاء ،وإلغناء البحث أكثر ،قمت بدراسة ميدانية عن
طريق توزيع استمارة تشمل عدة أسئلة حول املهام العملية والصعوبات التي تواجه أفراد شرطة املاء ،وتتكون
بخصوص تعرض أفراد شرطة املاء للتهديد والاعتداء ،كانت نتيجة البحث كما يلي:
260
- Allal El Menouar : op cit, p : 173
261
-رشيد حوباني :م س ،ص.11 :
- 262قرار محكمة النقض عدد 121/1بتاريخ 41مارس 4111في امللف عدد ، 4111/1/6/9119منشور في املائدة املستديرة الثالثة حول قانون املاء ودور
القضاء وشرطة في تفعيله ،م س ،ص.11 :
- 81 -
أحيانا
20%
أبدا
أحيانا
دائما
دائما
0%
أبدا
80%
يستنتج من البيان أعاله أن أفراد شرطة املاء يتعرضون أحيانا لإلهانة أو الاعتداء بغض النظر عن
نوعه( سب ،شتم ،)..وتبقى املعطيات أعاله نسبية في ظل غياب دراسة رسمية في هذا الشأن.
إضافة إلى ذلك فإن النصوص املنظمة لشرطة املاء لم تشر إلى الزي الذي يجب إن يرتديه شرطي
املاء ،الش يء الذي ي تسبب لهم في عدة مشاكل تتمثل في عدم معرفة املواطنين لهذا الجهاز ،مما قد يتسبب في
قلة احترامهم له ،وهذا ما دفع بعض أعوان شرطة املاء إلى إلاحجام عن القيام بدورهم مخافة التعرض
لالعتداء ،وحسب العينة املعنية فهناك إجماع بنسبة % 011على أنه لو وجد هذا الزي لكان الاحترام الواجب
للجهاز وأفراده ،كما هو الحال مع أفراد ألامن الوطني أو أعوان املياه والغابات.
وأمام هذا الوضع ال بد من تدخل تشريعي في أول فرصة تسنح بتعديل القانون رقم 01.11املتعلق
باملاء والتنصيص على الزي الرسمي الذي يلزم أن يرتديه مزاولو شرطة املياه.
ومن الصعوبات التي تواجه أفراد شرطة املياه عند معاينة املخالفة ،عدم وجود مالك أو مستغل
املنشآت موضوع املخالفة في غالب ألاحيان بعين املكان ،مما ينتج عنه صعوبة الحصول على هويته ،وبالتالي
عدم القيام بمعاينة الجريمة ،على اعتبار أن املشرع املغربي ألزم ضمنيا إدراج اسم املخالف حين نص على أنه
- 82 -
"يجب أن يتضمن محضر املعاينة على الخصوص ظروف ارتكاب املخالفة وشروحات املخالف وكذا العناصر
التي تبين مادية املخالفة" ،263وأرى أنه يلزم على شرطي املاء ضبط املخالفة ولو أن املخالف غير موجود في مكان
الجريمة ،إذا ما أتيحت له بأية وسيلة معرفة هويته ،خاصة إذا كان معروفا لدى أعوان السلطة.
ومن املشاكل التي يعاني منها أفراد شرطة املاء حسب الاستمارة املوزعة نجد أيضا:
-وسائل التنقل إلى أماكن الجرائم غير متوفرة في بعض ألاحيان ،أو أن بعضها قديم ولم يعد صالحا.
-عدم وجود تحسيس للمواطنين في وسائل البث املرئية ،واملسموعة ،واملقروءة بالدور املنوط بالجهاز.
إن عدم وجود هذا التحسيس من طرف إلادارة املكلفة باملاء ،ووكاالت ألاحواض املائية ،واملكاتب
الجهوية لالستثمار الفالحي ،دفعني إلى القيام باستقصاء رأي املواطنين -وأغلبهم من القانونيين -حول مدى
معرفتهم بشرطة املياه ،وكان السؤال :هل تعرف بوجود شرطة املياه؟
نعم
ال
263
-الفقرة ألاولى من املادة 019من القانون رقم 01.11املتعلق باملاء.
- 83 -
أي أن اثنين من أصل خمسين شخصا ال يعرفون شرطة املياه ،بمعنى أن أكثر من % 16من املغاربة
ال يعرفون هذا الجهاز ،مما يتطلب من الجهات املكلفة باملاء مضاعفة مجهوداتها التحسيسية للتعريف به،
وبالتالي حماية امللك العام املائي عن طريق الوعي بأهمية املحافظة عليه.
- 84 -
خـاتـمـة
في ختام هذا البحث املعنون ب " الحماية القانونية للماء" ،تأكد لنا أن القانون رقم 01.11املتعلق
باملاء زكى في عمومه القواعد الواردة في الظهائر السابقة غير املتعارضة مع نصوصه ،وبشكل أساس ي امللكية
العامة للمياه ،والتي ال يجوز استغاللها أو استعمالها أو التصرف فيها إال بمقتض ى تصريح من إلادارة أو وكالة
الحوض املائي ،ما عدا الحقوق املعترف بها ألحصحابها ومياه ألامطار التي تتساقط على العقارات أو املجمعة
فتدخل الدولة هذا راجع إلى محاولة املشرع املغربي تنظيم املياه بما يحقق ألامن املائي ،واملحافظة على
هذا املورد الحيوي والثروة الوطنية من التبذير وسوء الاستعمال ،ألن البالد تواجه تحديا حقيقيا بسبب تعاقب
تحيين النصوص املتعلقة بالعقوبات ،والزيادة في الغرامات ومدة الحبس تماشيا مع حجم أ-
تعديل النصوص الغامضة في قانون املاء والتي تحمل أكثر من تأويل كالفصل 019من القانون ج-
رقم 01.11املتعلق باملاء ،وتحديد البيانات الالزمة في محضر املعاينة ونقطة انطالق احتساب العشرة أيام
إقرار الحجية الرسمية ملحاضر شرطة املياه ،كما هو الشأن بالنسبة للمحاضر املنجزة من د-
توحيد كافة الوحدات إلادارية املكلفة بشرطة املياه في مصلحة واحدة تحت إشراف ووصاية و-
جهاز واحد.
- 85 -
على املستوى العملي:
اعتماد مقاربة تشاركية مع الجهات امللوثة للبيئة واملاء ،والرقي بها من جهات ملوثة -مؤدية أ-
التكوين املستمر ألفراد شرطة املياه في مجال املعاينة ،وتدريبهم على تقنيات وشكليات تحرير ب-
القيام بحمالت تحسيسية وتوعوية في مختلف وسائل إلاعالم بأهمية املحافظة على املاء من ج-
تخصيص دورات تكوينية لفائدة القضاة ،مع تدريس قانون املاء والبيئة في املعهد العالي د-
للقضاء.
- 86 -
- 87 -
- 88 -
- 89 -
- 90 -
* ب ــاسم جلل ــة املل ــك و طبقا للقانون *
اململكة املغربية
أصــدرت محكمــة الاســتئناف بتــازة بتــاريخ 4101/12/12وهــي تبــث قــي املــادة املدنيــة محكمة الاستئناف
مؤلفة من السادة : بت ــازة
ذ /عبدالقادر العلمــي :رئيسا
ذ /كمـال فاتـ ــح :مستشارا ومقررا الغرفة املدنية
ذ /لحسن الس ــاوي :مستشارا رقم 4101/114 :
وبمساعدة السيدة :مغزة علية كاتبة للضبط. قرار عدد 021 :
القرار آلاتي نصه : تاريخ 4101-12-12 :
بين السيد:
هرمـ ــو محمـ ــد بـ ــن عبدالسـ ــلم وهرمـ ــو بلقاسـ ــم بـ ــن عبدالسـ ــلم السـ ــاكنون
بجماعة الصباب جرسيف .
ينوب عنهما ألاستاذ عبداملالك الادريس ي و محمد الصيوري وألاستاذة لطيفة صديق
املحامون بهيئة بتازة.
بوصفه مستانف من جهة.
وبين السيد:
بناء على مقال الاستئناف والحكم املستأنف ومستنتجات الطرفين ومجموع الوثائق املدرجة
بامللف.
وبناء على تقرير السيد املستشار املقرر الذي لم تقع تالوته بإعفاء من الرئيس وعدم
معارضة الطرفين.
وتطبيقا ملقتضيات الفصل 012وما يليه والفصل 149وما يليه والفصل 241من
قانون املسطرة املدنية.
- 91 -
في الشك ـ ـ ـ ـ ــل:
حيث انه بتاريخ 1يوليوز 4101استانف هرموش محمد وهرموش بلقاسم الحكم الصادر عن املحكمة الابتدائية
بجرسيف في امللف املدني عدد 4111/01بتاريخ 4111/04/11والقاض ي بقبول الدعوى وفي املوضوع بالزام املدعى عليهما
بهدم البئر املحادي بعين الحوت والذي اقيم بمنزل والدهما والذي يعتمد على الة ضخ قطرها ثالث ارباع لضخ املياه واملشار
اليه بمحضر الزيارة التي تمت بعين الحوت بالصباب من طرف اللجنة الادارية بتاريخ 4116/11/01فقط دون غيره من الابار
مع شمول الحكم بغرامة تهديدية قدرها 11.11درهم عن كل يوم تاخير عن التنفيذ مع تحميلهما الصائر وبرفض باقي
الطلبات.
وحيث ان الاستئناف قد توفر على شروط ممارسته الشكلية املنصوص عليها في الفصل 012و 024من ق م م
مما يتعين معه الحكم بقبوله شكال السيما وان الطي ورد دون تبيان تاريخ التبليغ .
حيث يستفاد من وثائق امللف ومحتوياته انه بتاريخ 4111/10/41تقدمت املدعية جمعية عين حوت بواسطة
دفاعها امام ابتدائية جرسيف بمقال افتتاحي وكذبك مقال اصالحي والذي تعرض فيه انه في اطار الاعمال العمومية
الهادفة الى تنمية البالد تم تاسيس جمعية عين الحوت بجماعة الصباب بهدف تنمية اقتصاد ومحاربة الجفاف في البادية
بحيث تقوم بتوزيع حصص املاء الا ان املدعى عليهما بزعامة والدهما املرحوم عبدالسالم خرموس قاموا بحفر بئر محادي
لعين الحوت واصبحوا يجلبوا منه املاء بصورة عشوائية مما اثر سلبا على العين خاصة وانه قد سبق للسلطات املحلية
وان وجهت لهم عدة انذارات بهذا الخصوص من اجل الكف عن حفر البئر لكنهم زادوا تعنتا وحفروا ابار اخرى وصلت الى
ستة وهو ما اثر على الفرشة املائية التي ينبع منها ينبوع عين الحوت التي تستغلها الجمعية وان والد املدعى عليهما وبعد
الانذارات املوجهة اليه من طرف مديرية التجهيز واعداد التراب الوطني التزم كتابة بموجب التزام مصحح الامضاء بالكف
عن العمل غير املشروع الا انه تراجع عن التزامه وعاد الى حفر الابار لطلب املاء بدون حق وهو ما يشكل خطرا دائما يهدد
الجماعة واملنطقة الجله يلتمس اصدار حكم يقض ي على املدعى عليهما بهدم جميع الابار املحادية لعين الحوت تحت طائلة
غرامة تهديدية التقل عن 411درهم لكل واحد منهما عن كل يوم تاخير او امتناع عن التنفيذ وتحميلهما الصائر مجبرا في
الاقص ى مع شموةل الحكم بالنفاذ املعجل وارفقت مقالها بصورة من التزام املدعى عليهما ووالدهما املرحوم وبصورة من
شهادة ادارية وبصورة من اتفافية وبصورة من انطار موجه من طرف املديرية الاقليمية للتجهيز لوالدا املدعى عليهما من
اجل الكف عن حفر البئر وبمحضر منجز من طرف السلطة املحلية .
وبناء على ادراج القضية بجلسة 4111/01/40حضرتها ذة صديق عن املدعى عليهما والتمست مهلة لالدالء بما
يفيذ سبقية البث في القضية .
وبناء على ادالء دفاع املدعي عليهما بنسخة عادية من حكم ابتدائي وقرار استئنافي وبامر استعجالي .
وبناء على ادراج القضية بعدة جلسات اخرها جلسة 4111/04/06حضرتها دفاع املدعى عليهما وتخلف عنها
دفاع املدعية رغم الاعالم فتم حجز القضية للتامل لجلسة . 4111/12/11
- 92 -
وحيث صد الحكم املطعون فيه باالستئناف من طرف هرموش محمد وهرموش بلقاسم .
في اسباب الاستئناف
حيث عاب املستانف على الحكم املستانف كونه جاء مخالفا للصواب ذلك انه سبق لنفس الجمعية املستانف
عليها ان استصدرت حكما قض ى برفض طلبها هذا و انه سبق لنفس الطرف ان استصدرت حكما قض ى بعدم
الاختصاص بنفس املوضوع في مواجتهي دائما و انه سبق وان تقدم بطعنه الرامي الى سبق الفصل في النازلة
وادليت بالحجج التي تفيذ ذلك ولكن بدون جدوى
لهذه الاسباب :يلتمس من حيث الشكل :قبول الاستئناف شكال و في املوضوع :الغاء الحكم املستانف
والتصدي والقول بسبق الفصل في النازلة .
وبناء على املذكرة الجوابية للمستانف عليها بواسطة دفاعها مودعة لدى كتابة ضبط هذه املحكمة بتاريخ
4104/11/41والرامية الى عدم قبول الاستئناف وتاييد الحكم املستانف .
وبناء على املذكرة املرفقة املؤرخة في 4100/00/11والتي يعرض فيها املستانفين بواسطة دفاعهما انها يؤكدان
مقالهما الاستئنافي ويوضحان ان البئر التي حكمت املحكمة بردمها حفر وبني سنة 0192في ملكهما من طرف والدهما
وان استغالله استمر منذ ذلك الى حدود الان وهو مايجعل حقهما مكتسبا وطاله التقادم وان الحق املكتسب بالتقادم
حفر بئر واستغالله اليرثر على صبيب العين وهو ما ابتته معاينات وتقارير خبرة سابقة يتعلق بنفس املوضوع وان الامر
ببئر واحدة ووحيدة وان استغاللها يتم بواسطة مضخة كهربائية صغيرة قياسا 1/2وان هذا الاستغالل ليس له أي تاثير
على صبيب العين ان مسؤولي الدولة املغربية يشعون تلك املبادرات وذلك بواسطة نشرات اذاعية وتلفزية تحت حافري
الابار الى التوجه الى اقرب وكالة للحوض املائي لتسجيل ابارهم وان مثل ذلك الحكم سوف يؤثر سلبا على الاستقرار
باملناطق القروية وعلى الاستثمار بها ملتمسين اساسا عدم قبول الطلب شكال لكونه مخالف لقواعد الاثبات ورفض
الطلب موضعا بكونه غير مؤسس ولكون الامر يتعلق بحق مكتسب بالتقادم منذ 0192و لكون الضرر الذي يدعيه
املستانف هو ضرر محتمل ولو بعد الامر باجراء خبرة يعهد بها لذوي الاختصاص وارفقا مذكرتهما بمحضرؤ معاينة وتقرير
خبرة في ملف عقود . 4116/46
وبناءا على املذكرة تاكيدية للمستانف عليها بواسطة دفاعها مودعة بتاريخ 4104/04/41ان الخبرة واملعاينة
املدلى بها من صنع املستانفين ملتمسة التاييد .
وبناءا على القرار التمهيدي القاض ي باجراء خبرة بتاريخ . 4104/10/46
وبناءا على طلب املستانف عليها بواسطة دفاعها مودع لدى كتابة ضبط هذه املحكمة بتاريخ 4104/11/02
والرامي الى استبدال الخبير عبدالقادر السباعي .
وبناءا على القرار التمهيدي الصادر بتاريخ 4104/11/44والقاض ي بتكليف الخبير الطاوس ي امحمد وباملامورية .
وبناءا على تقرير الخبير الطوس ي امحمد املؤرخ في 4104/1/1واملفض ي الى انه بالرجوع الى حفر البئر القديم
العهد وطبيعته التقليدية وعمه واملساحة التي تفصله مع موقع النبع عين الحوت انه اليحدث أي تاثير او ضرر عن
صبيب مياه عين الحوت وان مياه البئر جوفية ومنبع العين هي سطحية .
و بناءا على مستنتجات على ضوء الخبرة مودعة لدى كتابة ضبط هذه املحكمة بتاريخ 4104/11/6والتي
يلتمس فيها دفاع املستانفين املصادقة على الخبرة والغاء الحكم املستانف وبعد التصدي الحكم برفض الطلب .
وبناءا على مستنتجات على ضوء الخبرة مودعة لدى كتابة ضبط هذه املحكمة بتاريخ 4104/11/46و التي
يلتمس فيها املستانف عليها اعادة الخبرة لعدم جديتها لكون الخبير الطوس ي يفيد ان البئر بعيدة عن العين ب 411متر في
- 93 -
حين ان السباعي سنة 4116افاد انها بعيدة 091متر فقط علما كذلك ان املياه الجوفية تستغرق املياه السطحية او
توماتيكية خاصة اذا كانت املسافة قريبة بينهما واحتياطيا الوقوف على عين املكان بمعية السلطة املحلية واحتياطيا
جدا تاييد الحكم املستانف.
وبناء على ادراج القضية بجلسة 4104/11/41حضرها ذ /عبداملالك الادريس ي عن ذ /الصيوري فقط والفي
بامللف مذكرة ذ /محمد بوليف على ضوء الخبرة تسلم ذ /الادريس ي نسخة منها موضحا مرة ثانية انه ينوب عن ذة
صادق ايضا واكد املذكرة املدلى بها والتمس الاستجابة القص ى ماورد فيها املقال الاستئنافي مما اعتبرت معه املحكمة
القضية جاهزة وقررت حجزها للمداولة لجلسة . 4104/01/09
وبناءا على الحكم التمهيدي الصادر بتاريخ 4104/01/09والقاض ي علنيا وتمهيديا ان محكمة الاستئناف وهي
تقض ي علنيا حضوريا وتمهيديا باعادة الخبرة على البئر والعين موضوع النزاع يقوم بها مدير وكالة الحوض مللوية بوجدة
بعد التاكد من القيام بواسطة مهندس هيدرولوجي بعد ادائه اليمين ان لم يكن محلفا وذلك بالوقوف على عين املكان
والتاكد من ترخيص طرفي النزاع وتسجيل حقوق املاء بالنسبة للطرفين وحصولهما او من خلفوه على ترخيص الحفر او
الاستغالل مع تبيان الخصائص الجيوديزة لكن من العين والبئر وبعدهما عن بعضهما وصبيبهما ومدى تاثير استغالل
البئر على العين وطريقة الاستغالل املنزلي او الزراعي للبئر على صبيب العين واتجاه التيارات الجوفية بين العين والبئر وكذا
على جودة املياه وعلى املكلف باالنجاز التاكد من استدعاء كل الاطراف ودفاعيهما بواسطة البريد املضمون مع الاشعار
بالتوصل بمدة كافية التقل عن خمسة ايام التاكد من حضور طرفي النزاع يوم الخبرة مع انجاز تقرير حول املامورية
باللغة العربية في 6نسخ موقعة واملوافاة بالناتج فور الانجاز داخل اجل شهر من تاريخ التوصل بهذا القرار .
وبناءا على تقرير الخبرة املودع بامللف والذي جاء فيه انه تم استدعاء طرفي النزاع من طرف وكالة الحوض
املائي ملولية عن طريق السلطة املحلية بواسطة فاكس رقم و ج م م 112بتاريخ 2يناير 4101لحضور الخبرة امليدانية
التي حدد لها تاريخ 01يناير 4104وقد اجريت الخبرة التقنية في اليوم املحدد وهو 01يناير 4104بحضور جميع
الاطراف باستثناء رئيس جمعية مستغلي عين الحوت و بخصوص معطيات حول املوارد املائية باملنطقة فان :
الجماعة القروية الصباب تقع في حوض ملوية الوسطى بوسط غرب سهل كرسيج حيث املناخ السائد جاف
مع تساقطات سنوية في حدود 411ملم تتميز التربة بالجماعة بطبيعة طمية رملية في الولجات على جوانب الوديان اما
بباقي الجهات فهي ذات طبيعة طينية كلسية يبقى النساط الفالحي بالجماعة جد محدود ولذك بفعل الاكراهات
املناخية وصعوية التضاريس واهم الزراعات تتركز بالقرب من واد ملوية ومركز الجماعة حيث يتم اللجوء الى السقي من
خالل عين الحوت و بخصوص املياه السطحية :يمثل واد ملوية اهم مورد مائي بالجماعة كما يعبرها كل من واد
بوراشد وواد مزكيتام في الفترات املطوية و بخصوص املياه الجوفية :يغلب على اكثر من نصف تراب الجماعة
التكوينات الصلصالية امليوسنية هذه التكوينات تتخللها طبقات رملية ذات انتاجية ضعيهة من 0الى 0ل /ث/منشاة
عمقها يصل الى 011متر مستوى عمق املاء يصل قرابة 01م عن مستوى سطح الارض ويشغل جنوب الجماعة تكوينات
جوراسية متكونة اساسا من حث بوراشد بصبيب 1.1ل/ث /منشاة اضافة الى ذلك يشكل الجريان التحتي لواد ملوية
مورد مائي مهم لكنه يتميز بجودة رديئة يتم استعمال املياه السطحية والجوفية بالجماعة لغرض السقي والتزود باملاء
الشروب يهيمن نمط السقي التقليدي على عملية السقي اضافة الى السقي بالتنقيط والسقي بالرش تقدر احتياجات
الساكنة من املاء الصالح للشرب في افق 4101ب 1.69لتر في الثانية و بخصوص خصائص عين الحوت والبئر :
-0خصائص عين الحوت :
كرسيف العمالة
- 94 -
كرسيف الدائرة
بركين قيادة
الصباب الجماعة
مستغل عين الحوت جمعية مستخدمي املياه املخصصة للزراعة
احداثيات العين حسب خريطة بوراشد بسلم 11111/0
614 =z 112.461=y 614.641 =xم
مصدر العين :تتشكل العين من تصريف مياه الفرشة املائية املسماة ملعروف طريقة سيالن العين هناك منبع
رئيس ي دو اتجاه من الشمال الغربي الى الجونب الشرقي ومنبعين صغيرين اتجاه سيالنهما من الغرب الى الشرق .
الاستغالل الحالي للعين :
التجهيزات تم ترميم العين بالحجارة وانجاز نفق تحت القنطرة في اتجاه الشمال الغربي ويتم نقل مياه العين
بواسطة سواقي تقليدية وخزان ارض ي لجمع املياه مبنى بالخرسانة سعته 141متر مكعب وتتوفر العين على صبيب
املتوسط تم تقديره ب 9لتر في الثانية يوجد في سافلة العين حاجز على وادي بوراشد لجمع مياه السيالن التحتي للوادي
من اجل استغاللها كذلك الغراض السقي نسبة ملوحة مياه العين تصل الى 0.110غرام في اللتر .
تسقي العين بطريقة تقليدية مساحة 211هكتار عدد الاسر املستفيدة من هذه العين 211اسرة حسب
السلطة املحلية .
موقع العين بالنسبة للبئر يوجد منبع العين في عالية البئر على مسافة 462مترطولي .
التوجد أي حقوق مكتسبة على املاء على هذه العين معترف بها لدى وكالة الحوض املائي مللوية .
-4خصائص البئر :
كرسيف العمالة
كرسيف الدائرة
بركين قيادة
الصباب الجماعة
اسم صاحبي البئر هرموش محمد بن عبدالسالم وهرموش بلقاسم بن عبدالسالم
احداثيات البئر حسب خريطة بوراشد بسلم 11111/0
600 =z 112.111 = Y 614.661 = xم
تاريخ انجاز البئر 0194حسب تصريح صاحبي البئر
العمق الاجكاعلي 04.69م قطر 1.11م نوع البناء بالحجارة
مستوى املاء على سطح الارض 01.11م
امللوحة 0.619غ /ل
املسافة الفاصلة بين البئر والعين 462م
مقطع جيولوجي للبئر طين وطين ملي
التجهيز بوسائل الضخ :
تاريخ التجهيز بوسائل الضخ سنة 4111حسب تصريح صاحبي البئر
نوع املضخة ذات محور افقي تعمل بالكهرباء
- 95 -
عمق تثبيت املضخة 04م وقطر انابيب الضخ 1.141م
الصببيب 1.2ل /ث
خزان فوق الارض سعته 9.1متر مكعب يوجد داخل الاسطبل
الاستعمال
اغراض فالحية املساحة املسقية 1.0هكتار
تزويد اسرة صاحبي البئر باملاء الشروب
طريقة السقي بالتنقيط انابيب قطرها 1.141م
نوع املغروسات اشجار الزيتون
موقع البئر بالنسبة للعين ان البئر يوجد في سافلة العين الجنوب الغربي ويبعد عنها ب 462متر طولي .
ان صاحبي البئر اليتوفران على أي رخهصة للحفر او لجلب املاء
بخصوص نتائج البحث امليداني
بناء على املعطيات لدى وكالة الحوض املائي مللوية وعلى الخبرة امليدانية املنجزة بتاريخ 01يناير 4104فانه تم
استخالص مايلي - :ان عين الحوت توجد على الضفة اليمنى من نهر وادي بوراشد في عالية البئر طبيعتها تصريف مياه
فرشة مائية مكونة من احجار رملية وحص ى وسط طين بالطبقة املائية ملعروف .
رغم ان البئر والعين يوجدان بنفس الطبقة املائية ملعروف فان اتجاه سيالن املياه الجوفية من العين في اتجاه
البئر كما بينه ارتفاع سطح ماء البئر الذي يصل الى 610متر في حين ان ارتفاع سطح ماء العين 614متر كما ان صبيب
استغالل البئر ضعيف 1.2لتر في التانية ويؤثر على صبيب العين الذي يتعدى 9لتر في الثانية بحكم املسافة الفاصلة بين
البئر والعين والتي تصل الى 462متر و تتوفر الجمعية على مورد اضافي للماء وهو مياه الحاجز املنجز على سافلة العين
لجمع مياه العيون املتبقية بين العين والحاجز من طرف جمعية مستغلي العين الغراض زراعية .
اما جودة املياه خاصة فيما يتعلق بدرجة امللوحة مختلفة مابين البئر ومياه العين ليخلص التقني املمتاز لدى
وكالة الحوض املائي في الاخير املسمى مبارك الزيقة انه نظرا للمعطيات املتوفر والسالفة الذكر فان الوكالة تستبعد ان
يكون الستغالل البئر بالخصائص املذكورة اعاله اثر سلبي على العين كما تدعو الفرقاء املتنازعين الى تسوية وضعيتهم
اتجاه امللك العام املائي طبقا للقوانين الجاري بها العمل في اقر الاجال تحت طائلة العقوبات املنصوص عليها في هذا
الشان .
وبناء على مستنتجات على ضوء الخبرة املؤرخة في 4101/11/09والتي يعرض فيها املستانفان انه بناءا على
تقرير الخبرة الذي انجزته الوكالة املذكورة الذي اوضحت فيها انها تستبعد ان يكون الستغالل البئر بالخصائص املذكورة
وفق الخبرة اثر سلبي على العين وفقا للخالصة التي توصلت بها الوكالة بناءا على نتائج البحث امليداني و املصادقة على
تقرير الخبرة والحكم تبعا لذلك بالغاء الحكم املطعون فيه بعد التصدي والحكم برفض طلب الجمعية املذكورة عين
الحوت لكونه غير مؤسس مع تحميل املستانف عليها الصائر .
وبناءا على مذكرة بعد الخبرة للمستانف عليها املودعة لدى كتابة ضبط هذه املحكمة بتاريخ 4101/11/40
والتي تعرض فيها بواسطة دفاعها ان هذه الخبرة جاءت معيبة ولم تستجب للمعطيات القانونية امللزمة للخبير بعلة انه
لم يتم استدعاء املنوب عنها وان التقرير انجز بمحضر املستانف فقط والدليل على ذلك ان الخبير لم يرفق في تقريره بما
يفيد توصل املنوب عنها باي استدعاء بل لم يدل حتى بما يفيذ قيامه باالجراءات املنصوص عليها في الفصل 61من
- 96 -
قانون املسطرة املدنية وان الخبرة غيابية في حق املنوب عنها وبالتالي فاليمكن الاعتداد بها ألجله تلتمس املنوب عنها من
جنابكم املوقر استبعاد هذا التقرير والقول باعادة الخبرة من جديد حضورية في حق جميع الاطراف .
وبناءا على عرض القضية على عدة جلسات اخرها جلسة 4101/11/40الفي خاللها بامللف بمستنتجات
الخبرة مدلى بها من طرف ذ/ة صديق واخرى مدلى بها من طرف ذ /بولسف مما تقرر معه اعتبار القضية جاهزة وحجزها
للمداولة لجلسة . 4101/12/12
التعليل
الغاء الحكم املستانف وبعد التصدي التصريح بعدم قبول الدعوى وتحميل املستانف عليها الصائر . في املوضـ ـ ــوع :
بهدا صدر القرار في اليوم والشهر والسنة اعاله بالقاعة العادية للجلسات بمقر محكمة الاستئناف
امضاء:
قائمة املراجع
- 97 -
أ -املراجع العامة والخاصة
-أبي الفضل جمال الدين بن مكرم بن منظور :لسان العرب ،ج ،01مطبعة دار صادر ،بيروت .0116
-أستاذنا أحمد بنكوكوس :القانون الدستوري والنظم السياسية ،دار النشر الجسور بوجدة ،طبعة
.4111
-أستاذنا إدريس الفاخوري :املدخل لدراسة القانون ،نظرية القانون والحق ،دار النشر الجسور
-أستاذنا إدريس الفاخوري :مدونة الحقوق العينية على ضوء القانون ،11.19دار النشر املعرفة،
-إدريس السماحي :القانون املدني" الحقوق العينية ونظام التحفيظ العقاري" ،شركة أمير بزار للطباعة
-أسامة عثمان :املوسوعة القضائية ألمالك الدولة العامة في ضوء القضاء والفقه ،منشأة املعارف
-الحسن هوداية :محاضر الضابطة القضائية ،أهميتها وحجيتها القانونية وإلاشكاليات املطروحة
بشأنها في العمل القضائي ،مطبعة دار السالم الرباط ،دون ذكر الطبعة.
-إسماعيل بن كثير القرش ي :تفسير القرآن العظيم ،مطبعة دار املعرفة للطباعة والنشر ،بيروت ،طبعة
،0191-0211ج.1
-الهادي مقداد :قانون البيئة ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،الطبعة ألاولى .4104-0211
-بوعزاوي بوجمعة :القانون إلاداري لألمالك ،مطبعة إميليف" ،بدون مكان النشر" ،الطبعة ألاولى
.4101
-جواد الغماري :جرائم الغش في البضائع ،دراسة -شرح -نصوص ،مطبعة النجاح الجديدة -الدار
-دليل شرطة املاء :صادر عن وكالة الحوض املائي ألم الربيع ،أكتوبر .4100
- 98 -
-عبد الرحمان البكريوي :الوجيز في القانون إلاداري املغربي ،مطبعة بابل للطباعة والنشر والتوزيع،
-أستاذنا عبد العزيز حضري :العقود الاستهالكية ،مطبعة طه حسين بوجدة ،طبعة .4104-4100
-عبد اللطيف بوحموش :دليل الشرطة القضائية في تحرير املحاضر وتوثيق املساطر ،مطبعة ألامنية
-عبد الواحد العلمي :شرح القانون الجنائي املغربي -القسم الخاص -مطبعة النجاح الجديدة
-عمر أزوكاغ :مستجدات التحفيظ العقاري في ضوء قانون 02.11ومدونة الحقوق العينية" دراسة
عملية ورصد للمواقف القضائية ملحكمة النقض" ،مطبعة النجاح الجديدة البيضاء ،الطبعة ألاولى -0211
.4104
-غالب محمد رجا الزعارير :املاء في القرآن الكريم ،مكتبة دار النزمان للنشر والتوزيع ،املدينة املنورة،
0244هـ .
-لطيفة الداودي :الوجيز في القانون الجنائي املغربي -القسم العام -املطبعة والوراقة الوطنية،
-مأمون الكزبري :التحفيظ العقاري والحقوق العينية والحقوق العينية ألاصلية والتبعية ،مطبعة
-محمد الرضواني :مفاهيم أساسية في القانون العام ،مطبعة املعارف الجديدة ،الرباط ،الطبعة
-محمد بونبات :حقوق املاء في املغرب مقاربة النوازل وألاعراف وقانون املاء،املطبعة والوراقة
-أستاذنا محمد شهيب :النظرية العامة للقانون الجنائي ،الجزء ألاول– الجريمة"-بدون مكان النشر"،
طبعة .4101
- 99 -
-مليكة الصروخ :القانون إلاداري دراسة مقارنة ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة
الثالثة .0116
-منية بنلمليح :قانون ألامالك العمومية باملغرب ،مطبعة دار النشر املغربية ،الدار البيضاء ،طبعة
.4111
ب -ألاطاريح والرسائل
:1ألاطاريح الجامعية
-أحمد إد لفقيه :نظام املياه والحقوق املرتبطة بها في القانون املغربي ،أطروحة لنيل دكتوراة الدولة
في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ،جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء،
-علوي طاهري محمد :حقوق املياه في التشريع املغربي ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص،
مجموعة البحث والتكوين في القانون املدني املعمق ،كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ،جامعة
-محمد أوزيان :ألامالك املخزنية باملغرب النظام القانوني واملنازعات القضائية ،أطروحة لنيل
الدكتوراه في القانون الخاص ،وحدة التكوين والبحث في قانون العقود والعقار ،كلية العلوم القانونية
:2الرسائل
-بوجبير بثينة ،حقوق املجني عليه في القانون الجنائي الجزائري ،مذكرة ماجستير في القانون الجنائي
والعلوم الجنائية ،كلية الحقوق والعلوم إلادارية ،جامعة الجزائر بالجزائر ،السنة الجامعية .4114 -4110
-محمد الزردة :الشرطة القضائية في مجال املياه باملغرب ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا
املعمقة ،شعبة القانون الخاص ،وحدة القانون املدني املعمق ،كلية العلوم القانونية والاقتصادية
والاجتماعية ،جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ،السنة الجامعية .0111 -0119
ج -املقاالت
مركز الدراسات القانونية املدنية والعقارية بكلية الحقوق -جامعة القاض ي عياض – مراكش ،يومي 1و 6أبريل
-إدريس بلمحجوب :كلمة بمناسبة املائدة املستديرة الثالثة حول قانون املاء ودور القضاء وشرطة
-اسماعيلي حسن :قراءة في القانون رقم 01-11املتعلق باملاء ،املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية،
-أستاذنا الحسين بلحساني :أساس الالتزام بتبصير املستهلك ومظاهره ،املجلة املغربية لالقتصاد
-حسن منصف :هذا املاء الذي تشربون؟ ،مجلة ملفات عقارية ،العدد الثالث ،السنة .4101
-نائل عبد الرحمان صالح :الحماية الجزائية للمستهلك في القانون ألاردني ،مجلة الحقوق ،السنة
-محمد مومن :حماية مياه السقي في القانون املغربي ،مجلة ألامالك ،العدد الثاني ،السنة .4111
-عبد الوهاب رافع :ألانظمة العقارية في املغرب،أعمال الندوة الوطنية التي نظمها مركز الدراسات
القانونية املدنية والعقارية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية -جامعة القاض ي عياض –
-محمد الكشبور :حقوق املياه ونظام التحفيظ العقاري ،الندوة املشتركة حول نظام التحفيظ
-عشوان عبد هللا :دور القضاء في حماية امللك املائي قراءة في القانون رقم 01-11املتعلق باملاء ،مجلة
-رشيد حوبابي :املائدة املستديرة الثالثة حول قانون املاء ودور القضاء وشرطة املياه في تفعيله ،العدد
الثالث.4100،
العدد الثالث.4100،
-حازم املالكي :أحكام املياه فقها وقضاء ،املائدة املستديرة الثالثة حول قانون املاء ودور القضاء
-أستاذتنا دنيا مباركة :الحماية القانونية لرض ى مستهلكي السلع والخدمات ،املجلة املغربية لالقتصاد
-محمد الكشبور :ألاوضاع القانونية الخاصة باملياه في الفقه إلاسالمي وفي تشريعات دول املغرب
العربي ،مجلة القضاء والقانون ،السنة الثانية والعشرون ،العدد 024نونبر .0111
-محمد بنعبد الجليل :من تاريخ املاء باملغرب " مياه فاس وروافدها نموذجا" ،مجلة املصباحية ،العدد
السادس .4111
د -املجلت
ه -التقارير
-تقرير الخمسينية :املغرب املمكن ،إسهام في النقاش العام من أجل طموح مشترك ،مطبعة دار النشر
-تقرير حول ندوة خصوصية قانون حماية املستهلك على ضوء قانون الالتزامات والعقود والتي نظمتها
مؤسسة محمد إلادريس ي العلمي املشيش ي بشراكة مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكدال،
A- Les Ouvrages
- Chaouni Mohammed : La loi sur l’eau et le droit à l’eau, Imprimerie Al Maarif Al jadida,
Rabat, 2005.
- Houria tazi sadeq : Du droit de l’eau au droit à l’eau au Maroc et ailleurs, Imprimerie Toumi
B- Les mémoires
- Ameur Mberk : les statuts juridiques de l’eau et l’irrigation au Maroc, mémoire de D.E.S,
- 104 -
الفهرس
مـقـدمـة 4 ...................................................................
املطلب ألاول :مفهوم امللك العام املائي ونطاق تطبيقه 04 .................
املبحث الثاني :الطرق إلادارية لحماية امللك العام املائي 11 ....................
املطلب ألاول :حماية امللك العام املائي عن طريق الترخيص 11 .........
املطلب الثاني :الهيآت إلادارية املكلفة بتدبير امللك العام املائي 26 ........
الفقرة الثانية :آلاليات القانونية لتدبير امللك العام املائي 11 ...........
العام املائي.
املبحث ألاول :مظاهر الحماية الجنائية على مستوى التجريم 61 ...............
املبحث الثاني :مظاهر الحماية الجنائية على مستوى ضبط املخالفات 90 ........
املطلب ألاول :الجهاز املكلف بمعاينة مخالفات املاء وحجية محاضره 94 ..
الفقرة ألاولى :الجهاز املكلف بمعاينة مخالفات قانون املاء 94 .........
الفقرة الثانية :حجية املحاضر املنجزة من طرف شرطة املياه 96 ....
املطلب الثاني :إكراهات مزاولة شرطة املاء بين النص و الواقع 14 .......