You are on page 1of 106

2016

-1-
‫مجلة املنارة للدراسات القانونية والادارية‬

‫عبد الرحمان بهلول‬


‫طالب باحث‬
‫شعبة القانون الخاص‬

‫الحماية القانونية للماء‬

‫‪4102‬‬

‫‪-2-‬‬
‫املختصرات‬

‫ج‪.‬ر ‪ :‬جريدة رسمية‬

‫ص ‪ :‬صفحة‬

‫ق‪.‬م‪.‬ج ‪ :‬قانون املسطرة الجنائية‬

‫ق‪.‬ج‪.‬م ‪ :‬القانون الجنائي املغربي‬

‫م س ‪ :‬مرجع سابق‬

‫‪ :‬جزء‬ ‫ج‬

‫‪Abréviation‬‬

‫‪Op.cit : Ouvrage précité‬‬

‫‪P‬‬ ‫‪: page‬‬

‫‪DES : Diplôme des Etudes supérieures‬‬

‫‪-3-‬‬
‫مـقـدمـة‬

‫إن حاجات إلانسان املادية واملعنوية متعددة مثل حاجاته إلى املأكل وامللبس والسكن والعمل والتنقل‪،‬‬

‫كما أنه في حاجة إلى السكينة والحرية وغيرهما من متطلبات النفس البشرية‪ ،‬والفرد في سعيه إلشباع حاجته‬

‫وتحقيق رغباته قد تتعارض مصالحه مع غيره من ألافراد‪ ،‬لذا كان البد من تنظيم وتدخل قانوني لضمان‬

‫توفيرها لإلنسان وتوزيعها بين أفراد املجتمع بشكل عادل وحتى ال تبقى معرضة للفوض ى يحصل عليها القوي وال‬

‫يتمكن منها الضعيف‪.1‬‬

‫لقد ترعرعت الحضارات إلانسانية ألاولى على ضفاف املجاري املائية‪ ،‬فالحضارة الفرعونية نشأت على‬

‫ضفاف النيل‪ ،‬والحضارة السامرية والسومرية على ضفاف دجلة والفرات‪ ،‬والحضارة الهندية علة ضفاف‬
‫‪2‬‬
‫"الكنج" و"السند"‪ ،‬والحضارة ألاوروبية على ضفاف الراين والدانوب والسين والتايمز‬
‫َْ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫ويعتبر املاء‪ 3‬أحد أهم هذه الحاجات إلانسانية لقوله تعالى‪َ " :‬و َج َعل َنا ِم َن املاء ك َّل ش ْي ٍء َح ٍي "‪ ،4‬لذلك‬

‫أولته الشريعة إلاسالمية املكانة التي يستحقها‪ ،‬فذكر لفظ املاء ثالثا وستين مرة في القرآن الكريم‪ ،5‬وورد في‬

‫السنة النبوية في أحاديث كثيرة فعن أبي هريرة أنه قال‪ :‬قلت يا رسول هللا إني رأيتك طابت نفس ي وقرت عيني‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫فأنبئني عن كل ش يء‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم‪ ":‬كل ش يء خلق من ماء"‬

‫كان طبيعيا أن يهتم املشرع املغربي بتنظيم هذه الثروة الوطنية الهامة‪ ،‬وأن يصدر بشأنها جملة من‬

‫النصوص القانونية‪ ،‬لتحديد نطاقها‪ ،‬والحفاظ عليها‪ ،‬وحمايتها من الاعتداء‪ ،‬ويعتبر منشور‪ 7‬فاتح نونبر ‪ 0104‬في‬
‫‪8‬‬
‫شأن تحديد ضابط مؤقت للعقارات التي ال يمكن امتالكها أو تفويتها‪ ،‬أول نص ُو ِضع من طرف إدارة الحماية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أستاذنا إدريس الفاخوري‪ :‬املدخل لدراسة القانون‪ ،‬نظرية القانون والحق‪ ،‬مطبعة دار النشر الجسور بوجدة‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ ،4110‬ص‪.00:‬‬
‫‪ - 2‬محمد بن عبدالعزيز بنعبد هللا‪ :‬املاء في الفكر إلاسالمي وألادب العربي‪ ،‬مطبعة فضالة‪ ،‬املحمدية‪ ،0402-0116،‬ج ‪ ،4‬ص‪.01 :‬‬
‫‪-3‬‬
‫أصل املاء في اللغة من موه ‪ -‬بالتحريك‪ ،‬فقلبت الواو " ألفا" لتحريكها وانفتاح ما قبلها‪ ،‬ولذلك جمع على أمواه في القلة‪ ،‬ومياه في الكثرة كجمل وأجمال‬
‫وجمال‪ ،‬فالهمزة فيه بدل من الهاء وتصغيره – مويه‪ .‬أورده أبي الفضل جمال الدين بن مكرم بن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬ج ‪ ،01‬مطبعة دار صادر‪ ،‬بيروت‬
‫‪ ،0116‬ض‪.121 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬سورة ألانبياء آلاية ‪.11‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬غالب محمد رجا الزعارير‪ :‬املاء في القرآن الكريم‪ ،‬مكتبة دار النزمان للنشر والتوزيع‪ ،‬املدينة املنورة‪0244 ،‬هـ‪ ،‬ص‪.01:‬‬
‫‪ - 6‬إسماعيل بن كثير القرش ي‪ :‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬مطبعة دار املعرفة للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬طبعة ‪ ،0191-0211‬ج ‪ ،1‬ص‪.011 :‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬منشور في الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ألاول‪ ،‬بتاريخ ‪ 41‬صفر ‪ 0( 0110‬فبراير ‪ ،)0101‬ص‪.1 :‬‬
‫إال أن النسخة الفرنسية من نفس العدد صدرت في الفاتح من نونبر ‪ ،0104‬ص‪.6 :‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬دخلت فرنسا إلى املغرب بمقتض ى معاهدة فاس للحماية في ‪ 11‬مارس ‪.0104‬‬

‫‪-4-‬‬
‫ْأد ِخلت بموجبه املياه في عداد ألاموال العامة‪ ،‬تاله صدور ظهير فاتح يوليوز ‪ 90102‬في شأن ألامالك العمومية‬

‫الذي حدد مكونات امللك العمومي التي ال يسوغ ألحد أن يتفرد بتملكها من بينها مجاري املياه‪ ،‬وآلابار الارتوازية‪،‬‬

‫والبحيرات الكبيرة والصغيرة واملستنقعات والترع التي تسير للري ‪ ..‬واملالحظ أن الظهير املذكور لم يجعل كل املياه‬
‫ً‬
‫أمالكا عامة‪ ،‬اعتبارا ألحصحاب حقوق املياه بل ترك ألامر للتعديالت الالحقة‪ ،‬حيث جاء تعديل الفصل ألاول من‬

‫ظهير فاتح يوليوز ‪ 0102‬بمقتض ى ظهير ‪ 9‬نونبر ‪ 100101‬الذي أدخل ضمن امللك العمومي كل املياه سواء كانت‬
‫ً‬
‫جوفية أو سطحية ومجاري املياه وينابيع املياه أيا كانت طبيعتها‪.‬‬
‫كما أن الفقرة الخامسة من الفصل ألاول ضمت إلى امللك العام املائي كل ألاراض ي التي تعتبر ً‬
‫وعاء‬

‫للمياه وإن كانت غير مغطاة بها بشكل دائم‪.‬‬

‫وعمد املشرع إلى إيجاد إطار قانوني يعالج بعض إلاشكاليات التي أثيرت بعد تطبيق ظهير فاتح يونيو‬

‫‪ 0102‬وظهير ‪ 9‬نونبر ‪ ،0101‬خاصة ما يتعلق بحدود ألامالك العمومية ونطاقها الجغرافي والوضعية القانونية‬

‫ملوضع مجاري املياه‪ ،‬وأصدر ظهير فاتح غشت ‪ 110141‬املتعلق بجعل ضابط املياه الذي أدخل إلى امللك العام‬

‫املائي مجاري املياه العمومية وضفاف ألانهار وموضع مجاري املياه التي يجري عليها املد والجزر‪ ،‬كما تبنى طريقة‬

‫تدبير املياه من طرف إلادارة وذلك عبر عقد الامتياز أو الترخيص‪.12‬‬

‫وبعد سنوات طويلة من الانتظار‪ ،‬أصدر املشرع املغربي القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪ ،13‬مستهال إياه‬

‫بديباجة موضحة لألسباب التي دفعته إلصداره‪ ،‬وموزعا على ‪ 041‬مادة‪ ،‬ومنظما في ثالثة عشر بابا‪ ،‬أوجزها كما‬

‫يلي‪:‬‬

‫الباب ألاول‪ :‬خصص له املشرع خمس مواد متعلقة بأحكام امللك العام املائي‪.‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬من املادة السادسة إلى الحادية عشر‪ ،‬أكد فيها املشرع على تمسكه بالحقوق املعترف بها‬

‫ألحصحابها‪ ،‬مع جعلها خاضعة لقانون نزع امللكية عند الاقتضاء‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬منشور في الجريدة الرسمية عدد ‪ ،64‬الصادرة بتاريخ ‪06‬شعبان ‪ 01 ( 0114‬يوليو ‪ ،)0102‬ص‪.416 :‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬منشور في الجريدة الرسمية عدد ‪ ،124‬الصادرة بتاريخ ‪ 41‬صفر ‪ 01 ( 0119‬نونبر ‪ ،)0101‬ص‪.112 :‬‬
‫‪11‬‬
‫ص‪.0211 :‬‬ ‫‪ -‬منشور في الجريدة الرسمية عدد ‪ ،611‬الصادرة بتاريخ ‪ 11‬صفر ‪ 41 ( 0122‬غشت ‪،)0141‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬علوي طاهري محمد‪ :‬حقوق املياه في التشريع املغربي‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬مجموعة البحث والتكوين في القانون املدني املعمق‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الخامس أكدال بالرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،4111-4119‬ص‪.11 :‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 0.11.012‬الصادر في ‪ 09‬من ربيع ألاول ‪ 06 ( 0216‬غشت ‪ ،)0111‬منشور في الجريدة الرسمية عدد ‪ 2141‬املؤرخة‬
‫ص‪.4141 :‬‬ ‫في ‪ 42‬ربيع آلاخر ( ‪ 41‬سبتمبر ‪،)0111‬‬

‫‪-5-‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬خصص له املشرع مادة وحيدة هي املادة ‪ 04‬والتي منع بمقتضاها أي تجاوز ملجاري‬

‫املياه‪ ،‬والسواقي‪ ،‬والبحيرات‪ ،‬والعيون‪ ،‬وقنوات املالحة أو الري‪ ..‬التي تدخل في نطاق امللك العام املائي‪.‬‬

‫الباب الرابع‪ :‬من املادة ‪ 01‬إلى املادة ‪ 42‬تتعلق باملجلس ألاعلى للماء واملناخ‪ ،‬واملخطط الوطني للماء‬

‫واملخطط التوجيهي للتهيئة املندمجة ملوارد املياه‪ ،‬وتحديد اختصاصات وكاالت ألاحواض املائية‪.‬‬

‫الباب الخامس‪ :‬من املادة ‪ 41‬إلى املادة ‪ ،11‬تتعلق بحقوق وواجبات املالك‪ ،‬والترخيصات والامتيازات‬

‫املتعلقة بامللك العام املائي‪ ،‬ومدارات املحافظة ومدارات املنع‪.‬‬

‫الباب السادس‪ :‬من املادة ‪ 10‬إلى املادة ‪ 11‬وتتعلق بمحاربة تلوث املياه‪.‬‬

‫الباب السابع‪ :‬من املادة ‪ 19‬إلى املادة ‪ 66‬وتتعلق باملياه املخصصة لالستعمال الغذائي‪ ،‬وتلك‬

‫املخصصة لتحضير أو تصبير املواد الغذائية املوجهة للعموم‪.‬‬

‫الباب الثامن‪ :‬من املادة ‪ 61‬إلى املادة ‪ 19‬وتتعلق باستعمال وبيع املياه الطبيعية وذات املنفعة الطبية‪،‬‬

‫ومياه العين‪ ،‬أو مياه املائدة‪.‬‬

‫الباب التاسع‪ :‬من املادة ‪ 11‬إلى املادة ‪ 91‬وتتعلق بكيفية الحصول على ترخيص من أجل استعمال‬

‫املياه ألغراض فالحية ودور وكاالت الحوض املائي في ذلك‪.‬‬

‫الباب العاشر‪ :‬من املادة ‪ 96‬إلى املادة ‪ 99‬ويتعلق بأحكام املاء في حالة الخصاص‪.‬‬

‫الباب الحادي عشر‪ :‬من املادة ‪ 91‬إلى املادة ‪ 011‬وتتعلق بإجراءات إنجاز ألاثقاب بقصد البحث عن‬

‫املاء‪ ،‬وطرق محاربة الفيضانات عبر إقامة منشآت وتجهيزات في ألاراض ي التي يمكن أن تغمرها املياه‪.‬‬

‫الباب الثاني عشر‪ :‬من املادة ‪ 010‬إلى املادة ‪ 011‬وتتعلق بدور الجماعات املحلية في إحداث لجنة املاء‬

‫بكل عمالة أو إقليم‪ ،‬واملهام املنوطة بها‪ ،‬ودورها الاستشاري قبل منح رخص املياه من طرف وكالة الحوض‬

‫املائي‪.‬‬

‫الباب الثالث عشر‪ :‬من املادة ‪ 012‬إلى املادة ‪ 044‬ويتعلق بدور شرطة املياه واملخالفات والعقوبات‪.‬‬

‫وخصصت املادة ‪ 041‬لنسخ ألاحكام املخالفة لهذا القانون‪.14‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬نسخت املادة ‪ 041‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء جميع ألاحكام املخالفة لهذا القانون والسيما ‪:‬‬
‫‪ -‬الفقرات د‪ ،‬ه‪ ،‬و‪ ،‬ز‪ ،‬ج من الفصل ألاول من الظهير الشريف الصادر في ‪ 1‬شعبان ‪ (0114‬فاتح يوليوز ‪ ) 0102‬بشأن ألامالك العامة ؛‬
‫الظهير الشريف الصادر فـي ‪ 1‬جمـادى آلاخرة ‪ 01( 0112‬أبريل ‪ )0106‬بتنظيم استغالل املعابر واملمرات على مجاري املياه ؛‬

‫‪-6-‬‬
‫وقد أكد القانون الجديد على املبادئ العامة وألاحكام ألاساسية السابقة في موضوعه‪ ،‬والتي لم ينفها‬

‫ولم يلغها‪ ،‬وإنما مدد العمل بها بنصه عليها صراحة‪ ،‬وأغناها بإضافات جديدة ومبتكرة تتالءم مع روح العصر‪،‬‬

‫وتنسجم مع فلسفته الجديدة‪ ،‬واملؤسسة على ترسيخ ووضع الدولة يدها على ثرواتها املائية للتحكم في صرفها‬

‫واستعمالها‪ ،‬وفق ما تقتضيه املصلحة العامة‪ 15‬وضمن املستجدات الهيكلية للمؤسسات املكلفة بتدبير امللك‬

‫العام املائي‪ ،‬أحدث القانون الجديد ما يعرف ب "وكاالت ألاحواض املائية" كمؤسسات عمومية متمتعة‬

‫بالشخصية املعنوية والاستقالل املالي‪ ،‬إلى جانب املؤسسات السابقة املتمثلة في املكاتب الجهوية لالستثمار‬

‫الفالحي‪ ،‬ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك‪ ،‬ووزارة الطاقة واملعادن واملاء والبيئة‪ ،‬ومصالح العمالة أو إلاقليم‪.‬‬

‫كما أكد القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء على الجهات املكلفة بحماية امللك العام املائي املنظمة في‬

‫الظهائر السابقة‪ ،‬ومنح بمقتض ى املادة ‪ 012‬لشرطة املياه مكنة القيام بمعاينة مخالفات مقتضيـات هذا القانون‬

‫ونصوصه التطبيقية‪ ،‬وعدد ألافعال التي تعد جريمة ونص على عقوباتها كجلب مياه سطحية أو جوفية بدون‬

‫ترخيص‪ ،‬أو إذا ما وقع داخل املساحات السقويـة املعدة واملجهزة من طرف الدولة‪ ،‬ضبط جلب غير مرخص به‬

‫مثل صبيب أعلى من الصبيـب املرخص به وسقي غير مرخص أو خارج ألاوقات املحددة‪ ،‬وسرقة املاء‪ ،‬وأحال‬

‫بخصوص منع شرطة املياه من مزاولة مهامها على العقوبات الواردة في الفصل ‪ 611‬من القانون الجنائي‪.16‬‬

‫يكتس ي املوضوع أهمية بالغة ملا لهذا املورد الحيوي من دور في تنمية العقارات في بالدنا‪ ،‬وخاصة في‬

‫املدارات املسقية‪ ،‬نظرا لكثرة الحاجات في وقت نضوب مصادر التعبئة املناسبة‪ ،‬كما أنه يعد أحد أهم العناصر‬

‫الستمرار إلانسان على وجه البسيطة‪ ،‬وبذلك استحق أن يكون أحد مقومات السيادة الوطنية‪.17‬‬

‫‪ -‬الظهير الشريـف الصادر في ‪ 00‬من محـرم ‪( 0122‬فاتح أغسطس ‪ ) 0141‬في شـأن نظام املياه؛‬
‫‪ -‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 00‬من جمادى آلاخرة ‪ 01( 0121‬ديسمبر ‪ )0146‬بالزجر عن سرقة املاء؛=‬
‫= ‪ -‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 41‬من جمادى ألاولـى ‪ 09( 0114‬سبتمبر ‪ )0111‬املتعلق بالترخيصات في جلب املاء من وادي بهت ووادي سبو ؛‬
‫‪ -‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 00‬من ربيـع آلاخر ‪ 01( 0112‬يوليوز‪ )0111‬املتعلق بالترخيصات في جلب املاء من حقينة سد الوادي املالح ومن وادي أم‬
‫الربيع ؛‬
‫‪ -‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬جمادى آلاخرة ‪ 46( 0119‬يوليوز ‪ )0111‬بتنظيم إنجاز ألاثقاب من أجل البحث عن املاء؛‬
‫‪ -‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 04‬من جمـادى آلاخرة ‪ 41( 0111‬مـارس ‪ )0110‬بتنظيم استغالل وبيع املياه املعدنية الطبيعية واملياه املسماة "مياه املنبع" أو‬
‫"مياه املائدة" وبيع املياه املعدنية املستوردة‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ق‬
‫‪ -‬أحمد إد لفقيه‪ :‬نظام املياه والحقو املرتبطة بها في القانو املغربي‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانو الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫والاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،0111 -0119‬ص‪.412 :‬‬
‫‪16‬‬
‫ن‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 0.11.201‬الصادر في ‪ 49‬من جمادى آلاخرة ‪ 46 ( 0194‬نونبر ‪ )0164‬باملصادقة على مجموعة القانو الجنائي‪ ،‬املنشور في الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 4621‬مكرر بتاريخ ‪ 04‬محرم ‪1( 0191‬يونيو ‪ ،)0161‬ص‪.0411 :‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -‬مقتطفات من خطاب امللك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة التاسعة للمجلس ألاعلى للماء واملناخ بمدينة أكادير‪ ،‬املؤرخ في ‪ 44‬يونيو ‪.4110‬‬

‫‪-7-‬‬
‫يرجع اختيار موضوع " الحماية القانونية للماء" إلى عدة دوافع منها‪:‬‬

‫اعتبار املياه أحد أهم املواضيع املتداولة يوميا الرتباطها الوثيق بالحاجيات اليومية وألاساسية لحياة‬

‫إلانسان بشكل خاص والاقتصاد الوطني بشكل عام‪ ،‬إال أن املثير لالنتباه هو ندرة الدراسات الخاصة وبشكل‬

‫أساس ي باللغة العربية‪ ،‬هذا النقص البين في البحوث دفعني إلى البحث في املوضوع‪.‬‬

‫التعريف بالقانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪ ،‬وأهم املقتضيات الحمائية املتعلقة بالثروة املائية‪،‬‬

‫والبيئة‪ ،‬واملستهلك املائي‪.‬‬

‫ويواجه الباحث في موضوع امللك العام املائي مجموعة من الصعوبات‪ ،‬أهمها‪ ،‬ندرة الكتابات واملقاالت‬

‫وألابحاث الجامعية في املوضوع‪ ،‬وصعوبة الوصول لبعضها‪ ،‬كما أن ألاحكام والقرارات القضائية املنشورة في‬

‫هذا املجال قليلة جدا‪ ،‬والبحث عن غير املنشور منها غير متاح بالشكل املطلوب‪ ،‬إال ما تعلق بسرقة أو جلب‬

‫املاء بدون ترخيص في بعض املحاكم املوجودة بنفوذها مناطق مسقية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن البحث في امللك العام املائي‪ ،‬مرتبط بمواضيع ذات صلة وثيقة بالقانون العام‬

‫مثل القانون إلاداري‪ ،‬وأخرى ذات صلة بالقانون الخاص كقانون التحفيظ العقاري‪ ،18‬ومدونة الحقوق‬

‫العينية‪ ،19‬وقانون املسطرة املدنية‪ ،20‬والقانون الجنائي‪ ،‬وقانون املسطرة الجنائية‪ ،21‬وقانون البيئة‪ ،22‬وقانون‬

‫نزع امللكية ألجل املنفعة العامة والاحتالل املؤقت‪.23‬‬

‫ويطرح موضوع الحماية القانونية للماء عدة إشكاالت وتساؤالت في نفس آلان‪ ،‬من قبيل مدى توفير‬

‫الحماية املتطلبة للماء في ظل حسم املشرع لطبيعته القانونية ؟ وهل وفر تعدد الجهات املتدخلة في حماية هذا‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 1‬رمضان ‪ 04 ( 0110‬أغسطس ‪ ) 0101‬املتعلق بالتحفيظ العقاري كما تم تعديله بالقانون رقم ‪ 02.11‬الصادر بتنفيذه‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 0.00.011‬الصادر في ‪ 41‬من ذي الحجة ‪ 44( 0214‬نونبر ‪ ،) 4100‬منشور في ج‪.‬ر عدد ‪ 1119‬بتاريخ ‪ 41‬ذو الحجة ‪ 42 ( 0214‬نونبر‬
‫ص‪.1111 :‬‬ ‫‪، )4100‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 0.00.019‬الصادر في ‪ 41‬من ذي الحجة ‪ 44 ( 0214‬نونبر ‪ ،) 4100‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 11.19‬املتعلق بمدونة الحقوق العينية‪،‬‬
‫املنشور في ج‪.‬ر عدد ‪ 1119‬بتاريخ ‪ 41‬ذو الحجة ‪ 42 ( 0214‬نونبر ‪ ، )4100‬ص‪.1191 :‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 0.12.221‬املؤرخ في ‪ 00‬رمضان ‪ 49 ( 0112‬شتنبر ‪ ) 0112‬باملصادقة على نص قانون املسطرة املدنية‪ ،‬منشور في ج‪.‬ر‬
‫ص‪.4120 :‬‬ ‫عدد ‪ 1411‬مكرر بتاريخ ‪ 11‬شتنبر ‪،0612‬‬
‫‪- 21‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 411.14.0‬صادر في ‪ 41‬رجب ‪ 1(0241‬أكتوبر ‪ )4114‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 44.10‬املتعلق باملسطرة الجنائية‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 1119‬بتاريخ ‪41‬‬
‫ذي العقدة ‪ 11(0241‬يناير ‪ ،)4111‬ص‪.101 :‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 0.11.11‬صادر في ‪ 01‬ربيع ألاول (‪ 04‬ماي ‪ )4111‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 00.11‬املتعلق بحماية واستصالح البيئة‪ ،‬منشور في ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ 1009‬بتاريخ ‪ 09‬ربيع آلاخر (‪ 01‬يونيو ‪ )4111‬ص‪.0111 :‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 0.90.412‬الصادر في ‪ 00‬رجب ‪ 6 ( 0214‬ماي ‪ ) 0194‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 1.90‬املتعلق بنزع امللكية ألجل املنفعة العامة والاحتالل‬
‫املؤقت‪ ،‬املنشور في ج‪.‬ر عدد ‪ 1691‬املؤرخة في ‪ 1‬رمضان ‪ 01 ( 0211‬يونيو ‪ ،)0191‬ص‪.199 :‬‬

‫‪-8-‬‬
‫املورد الغاية املنشودة من ذلك؟ وهل ينطبق القانون املوضوع مع واقع املاء‪ ،‬نظرا ملا تحدثه مجاري ألانهار من‬

‫تغيير في حدود العقارات؟‬

‫لدراسة املوضوع ارتأيت تقسيمه إلى فصلين على الشكل التالي‪:‬‬

‫الفصل ألاول‪ :‬النظام القانوني للمياه وحمايتها إلادارية‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬ضوابط ونطاق الحماية الجنائية للملك العام املائي‬

‫‪-9-‬‬
‫الفصل ألاول‬

‫النظام القانوني للمياه وحمايتها إلادارية‬

‫عرف املغرب تنظيم املياه منذ القدم وفق ألاعراف املحلية لكل منطقة‪ ،‬ومع دخول إلاسالم إليه تم‬

‫إعادة تنظيم تدبيرها عبر أحكام الراجح واملشهور وما جرى به العمل في مذهب إلامام مالك‪ ،‬مع الاحتفاظ‬

‫باألعراف املحلية غير املتناقضة معه‪ ،‬وبذلك أصبح املاء دائرا بين امللكية العمومية وامللكية الخصوصية أو‬

‫متأرجحا بينهما وال قيد عليه سوى عدم إلاضرار بالغير‪.24‬‬

‫إن تنظيم املاء لم يصل إلى الصيغة الحالية إال بعد مروره بعدة مراحل ساهمت في نشأتها ونموها عبر‬

‫التاريخ عدة عوامل‪ ،‬سياسية‪ ،‬واقتصادية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬ودينية‪ ،‬وبدخول الاستعمار الفرنس ي إلى املغرب أصدرت‬

‫سلطات الحماية عدة قوانين تنظيمية في هذا املجال منها منشور فاتح نونبر ‪ 0104‬الذي حدد العقارات التي ال‬

‫يمكن امتالكها أو تفويتها‪ ،‬تاله صدور ظهير فاتح يوليوز ‪ 0102‬املنظم للملك العمومي الذي عدد أمالك الدولة‬

‫العامة‪ ،‬ومنها امللك العام املائي‪ ،‬وحفاظا على السلم وألامن الاجتماعيين‪ ،‬ونظرا الرتباط املغاربة باألرض واملاء‬

‫فإن املشرع استثنى من ألامالك العامة املائية الحقوق التي تم الاعتراف بها لألفراد من قبل إلادارة‪.‬‬

‫وانطالقا من مبدإ عمومية امللك العام املائي‪ ،‬فإن الخواص ال يمكنهم استعماله أو استغالله إال بعد‬

‫حصولهم على ترخيص من الجهات املكلفة باملحافظة عليه‪ ،‬ويحدد الترخيص نطاق سريانه والتزامات وحقوق‬

‫املرخص له‪ ،‬مع احتفاظ إلادارة بحق سحبه كلما أخل املرخص له بشروط العقد‪ ،‬من أهمها استنزاف أو‬

‫تلويث‪ 25‬املاء‪.‬‬

‫ومن أجل تدبير ناجع للموارد املائية باملغرب‪ ،‬فإن قانون املاء أحدث مجموعة من املؤسسات للحفاظ‬

‫على هذه املوارد الحيوية‪ ،‬سواء على الصعيد الوطني كاملجلس ألاعلى للماء واملناخ‪ ،‬واملجلس الوطني للبيئة‪ ،‬أو‬

‫‪- 24‬‬
‫علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.40 :‬‬
‫‪-‬‬
‫أحمد إد لفقيه‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -‬غالبا ما يتم استعمال مصطلح "تلوث املاء" بدل "تلويث املاء"‪ ،‬وأرى أنه ينبغي استعمال مصطلح تلويث املاء ألنه مصدر مرتبط بفاعل خارجي‪ ،‬أما‬
‫"التلوث" فهو مصدر عائد إلى فاعل داخلي وكأنه اختيار وقناعة وليس فعال مفروضا من قوة فاعلة‪ ،‬ومن الناحية الصرفية‪ :‬لوث تلويثا – وتلوث تلوثا‪.‬‬

‫‪- 10 -‬‬
‫على الصعيد الجهوي كوكاالت ألاحواض املائية‪ ،‬واملركز الجهوي لالستثمار الفالحي محددا اختصاصاتها وطرق‬

‫تدخلها‪.‬‬

‫وعملية التخطيط الستعمال املوارد املائية وحمايتها تكون إما عن طريق املخطط الوطني للماء الذي‬

‫يضع استراتيجية وطنية بعيدة املدى لتدبير املوارد املتواجدة على سطح ألارض وفي باطنها وطنيا‪ ،‬وإما عن طريق‬

‫املخطط التوجيهي للتهيئة املندمجة الذي يقوم بتدبير املوارد املائية لوكالة الحوض املائي بما فيها مصبات‬

‫ألانهار من أجل التأمين الكمي والكيفي للحاجيات الحاضرة واملستقبلية ملستعملي الحوض‪.‬‬

‫فما هو املفهوم القانوني للملك العام املائي؟ وما هي تقسيماته في ظل الترسانة القانونية للمغرب؟ وما‬

‫هي الوسائل إلادارية التي أتى بها املشرع لحماية هذه الثروة الحيوية؟‬

‫لإلجابة على هذه ألاسئلة وغيرها سأقسم هذا الفصل إلى مبحثين‪:‬‬

‫املبحث ألاول‪ :‬مفهوم امللك العام املائي وتقسيماته‬

‫املبحث الثاني‪ :‬الطرق إلادارية لحماية امللك العام املائي‬

‫‪- 11 -‬‬
‫املبحث ألاول‪:‬‬

‫مفهوم امللك العام املائي وتقسيماته‬

‫إن شخصية الدولة املعنوية ال تحتاج إلى نص دستوري أو قانوني ليقررها‪ ،‬فهي تتقرر تلقائيا‬

‫وبالضرورة منذ أن تتمكن جماعة سياسية حاكمة من السيطرة على مجموعة من ألافراد في إقليم محدد من‬

‫أقاليم العالم‪ ،‬ومن ثم فشخصية الدولة ركن من أركان وجودها وفقا لقواعد القانون الدولي العام‪ ،‬وهي التي‬

‫تضمن لها الاستمرارية عبر القرون بصرف النظر عن أشكال الحكومات التي قد تتعاقب عليها‪ ،‬ومن ثم فال‬

‫حاجة ألن يتضمن الدستور نصا على شخصية الدولة‪.26‬‬

‫فاألمالك العامة للدولة محددة في ظهير فاتح يوليوز ‪ 0102‬املنظم للملك العام للدولة‪ ،‬والتي تعتبر‬

‫عامة ال يسوغ ألحد تملكها باعتبارها مرصودة للمنفعة العامة‪ ،‬سواء بفعل الطبيعة كاألنهار والشواطئ‪ ،‬والتي‬

‫تبقى مشاعة بين جميع ألافراد‪ ،‬أو نتيجة تدخل إلانسان كالطرق والقناطر وألاسواق وتم إلحاقها بأمالك الدولة‬

‫العامة‪.‬‬

‫ومن املعلوم أنه ال يمكن ألحد أن يستغني عن املاء لكونه مصدر بقاء جميع املخلوقات وبدونه تنعدم‬

‫الحياة ويصير مصير إلانسان وباقي الكائنات الفناء‪ ،27‬والحاجة املاسة لهذه املادة الحيوية تجعلها ملكا عاما‬

‫للجميع‪ ،‬ويأخذ املاء صفة العمومية من طبيعته ذاتها‪ ،‬لكونه مخصصا الستعمال العموم‪ ،‬وهذا ما حدا باملشرع‬

‫املغربي إلى إدراجه ضمن ألامالك العامة‪.28‬‬

‫وفي هذا املجال حددت املادة الثانية من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء ألانهار الكبرى باملغرب‪،‬‬

‫وضفافها‪ ،‬وحاالت تغيير مجرى النهر بفعل الطبيعة والفرضيات الواردة عليه‪ ،‬كما حددت حقوق املجاورين للنهر‬

‫املهجور أو الجديد‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -‬أسامة عثمان‪ :‬املوسوعة القضائية ألمالك الدولة العامة في ضوء القضاء والفقه‪ ،‬منشأة املعارف باإلسكندرية‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪ ،‬ص‪.41 :‬‬
‫‪ -‬مليكة الصروخ‪ :‬القانون إلاداري دراسة مقارنة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،0116‬ص‪.69 :‬‬
‫‪ -‬أستاذنا أحمد بنكوكوس‪ :‬القانون الدستوري والنظم السياسية‪ ،‬طبعة ‪ ،4111‬مطبعة دار النشر الجسور بوجدة‪ ،‬ص‪.41 :‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ " -‬وجعلنا من املاء كل ش يء حي" سورة ألانبياء آلاية ‪.11‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ -‬علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.91 :‬‬

‫‪- 12 -‬‬
‫وبالنظر إلى الخاصية املتميزة للماء باعتباره سائال طبيعيا‪ ،‬وارتباطه باألرض‪ ،‬فقد ثار نقاش فقهي‬

‫وقضائي حول الطبيعة القانونية للماء‪ ،‬بين من اعتبره منقوال ومن اعتبره عقارا‪ ،‬واتجاه وسط ذهب إلى اعتبار‬

‫املاء الذي في باطن ألارض أو مساال عليها يأخذ أحكام العقار ما لم تتدخل يد إلانسان‪.‬‬

‫إذا كان املشرع حسم في مسألة امللكية العامة للماء‪ ،‬فإن ذلك لم يمنعه من استثناء الحقوق‬

‫املكتسبة من هذا املجال‪ ،‬فأقر ملن اعترفت له إلادارة بهذا الحق‪ ،‬وفق شروط محددة‪ ،‬تملك املاء والتصرف‬

‫فيه‪.‬‬

‫وسيتم في هذا املبحث التطرق إلى مفهوم امللك العام املائي ( املطلب ألاول)‪ ،‬ونطاق تطبيق قانون املاء‬

‫والاستثناءات الوارد عليه ( املطلب الثاني )‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬مفهوم امللك العام املائي ونطاق تطبيقه‬

‫إن ألامالك العامة مخصصة لتحقيق مصلحة عامة‪ ،‬الش يء الذي يتطلب حماية خاصة‪ ،‬وهذه‬

‫الحماية أيا كان وجهها‪ ،‬إنما تدور مع تخصيص امللك للنفع العام‪ ،‬بمعنى أنه متى زال هذا التخصيص فعال‬

‫بقرار‪ ،‬زالت مقتضيات الحماية القانونية ودخل امللك في نطاق الدومين الخاص وبالتالي يخضع ألحكام القانون‬

‫الخاص‪.29‬‬

‫وقد كانت سنة ‪ 0102‬نقطة تحول متميز في امليدان الذي يهمنا‪ ،‬وأعني بذلك نظام املياه والحقوق‬

‫املائية‪ ،‬لكون هذه السنة هي التي شهدت ميالد أول نص قانوني رسمي حدد بموجبه املشرع املغربي النطاق‬
‫ً‬
‫املوضوعي واملادي للملك العمومي للدولة‪ ،‬والذي بموجبه أصبحت أصناف املياه جزءا من مكوناته‪ ( 30‬فقرة أولى‬

‫)‪.‬‬

‫ومن املقتضيات التي جاء بها قانون املاء‪ ،‬إقراره ألحكام الالتصاق الطبيعي كسبب من أسباب كسب‬

‫امللكية بسبب التغيرات الطبيعية لألنهار والتي ال دخل ليد إلانسان فيها‪ ،‬سواء باتساع ضفاف ألانهار أو تقلصها‪،‬‬

‫أو هجر النهر ملجراه الطبيعي واتخاذه ملجرى جديد (فقرة ثانية )‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬مفهوم امللك العام املائي‬

‫‪29‬‬
‫‪ -‬بوعزاوي بوجمعة‪ :‬القانون إلاداري لألمالك‪ ،‬مطبعة إميليف‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪" 4101‬بدون مكان النشر"‪ ،‬ص‪.010 :‬‬
‫‪30‬‬
‫‪ -‬أحمد إد لفقيه‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.412 :‬‬

‫‪- 13 -‬‬
‫إن التعامل القانوني مع املياه في املغرب ليس حديث العهد‪ ،‬فهو قديم جدا‪ 31‬وفي ارتباط وثيق مع‬

‫ممارسة ألانشطة الزراعية‪ ،‬وقد تجلت مظاهره ألاولى في ألاعراف واملعاهدات التي كانت تتم بين القبائل حول‬

‫العيون والخطارات مما راكم عددا من الوثائق التي تنظم الاستفادة من املاء وتوزيع الحصص وفقا لألعراف‬

‫املحلية وأحكام الفقه إلاسالمي‪ ،32‬واستمر هذا الوضع إلى أن دخلت الحماية إلى املغرب حيث أعادت بلورة‬

‫إلاطار القانوني للمياه (أوال)‪ ،‬مما أعطى لقانون املاء مميزات خاصة به (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إلاطار القانوني للماء‬

‫دخلت فرنسا إلى املغرب بواسطة معاهدة ‪ 11‬مارس ‪ ،0104‬وكان من بين أهدفها السيطرة على ألارض‬

‫الفالحية عبر التحكم في مصادر الثروة املائية‪ ،‬وبذلك أصدرت منشور فاتح نونبر ‪ 0104‬الذي حدد العقارات التي‬

‫ال يمكن امتالكها أو تفويتها‪ ،‬من ضمنها موارد املاء العمومية‪ ،33‬وفي هذه املرحلة طرحت فكرة التوفيق بين‬

‫املصلحة الخاصة للمالك الخواص من املغاربة‪ ،‬واملصلحة العامة املرتبطة بمصالح الدولة املستعمرة‪ ،‬كما‬
‫ً‬
‫طرحت أفكارا تدعو إلى تبني نظام حرية امللكية الخاصة للمياه‪ ،‬بينما ذهب رأي آخر إلى تبني امللكية العامة‬

‫للمياه بشكل مطلق دون مراعاة حقوق الخواص‪.34‬‬


‫َُ‬
‫وباعتبار أسبقية تنظيم املستعمر الفرنس ي للملكية العامة للماء في الجزائر وتونس‪ ،35‬خلصت ألاشغال‬
‫ُ‬
‫وض ُح بشكل جلي رغبة املشرع في تبني مشروع‬
‫التحضيرية لظهير فاتح يوليوز ‪ 0102‬وما رافقها من نقاشات ت ِ‬
‫مناسب للحالة املحلية‪ ،‬إلى اعتبار املاء ثروة ال يجب أن تترك للمنافسة الحرة بين الخواص‪ ،36‬وإصدار املشرع‬

‫‪ -31‬يستنتج من ألابحاث والوثائق التاريخية أن مؤسسات تنظيم املاء قبل عهد الحماية كانت ترتكز على نظامين ‪:‬‬
‫أولهما‪ :‬نظام عرفي يتكون من مجموعة من القواعد واملبادئ والعادات تشرف على تطبيقها املؤسسات التقليدية أو ألاعراف التقليدية وهي أعراف يعود أغلبها‬
‫لفترة سابقة عن مجيء إلاسالم إلى املغرب‪.‬‬
‫ثانيهما‪ :‬نظام قانوني مستمد من املبادئ وألانظمة التي تتأصل من الفقه إلاسالمي‪ ،‬وبخاصة الراجح واملشهور وما جرى به العمل من مذهب إلامام مالك‪.‬‬
‫أورده اسماعيلي حسن‪ :‬قراءة في القانون رقم ‪ 01-11‬املتعلق باملاء‪ ،‬املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ 19 -11‬يوليوز‪ -‬أكتوبر ‪ ،4112‬ص‪.11 :‬‬
‫‪ -32‬عشوان عبد هللا‪ :‬دور القضاء في حماية امللك املائي قراءة في القانون رقم ‪ 01-11‬املتعلق باملاء‪ ،‬مجلة املعيار‪ ،‬العدد ‪ ،21‬يونيو ‪ ،4100‬ص‪.21 :‬‬
‫‪ -33‬علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمان البكريوي‪ :‬الوجيز في القانون إلاداري املغربي‪ ،‬مطبعة بابل للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪ ،0111‬ص‪.161 :‬‬
‫‪34 - Sonnier Annie : Le régime juridique des eaux au Maroc, librairie de recueil Sirey, Paris 1933, p: 3 .‬‬
‫أورده علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.12 :‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ -‬نظم مبدأ امللكية العامة للماء في الجزائر بمقتض ى قانون ‪ ،0910/16/06‬وفي تونس بمقتض ى مرسوم الباي بتاريخ ‪.0991/11/42‬‬
‫‪36 -Allal El Menouar : Aspects institutionnels et réglementaires des ressources en eau au Maroc, Imprimerie de la Tour, Rabat, Mai 2009, p19‬‬
‫‪.‬‬

‫‪- 14 -‬‬
‫لهذا الظهير ما هو إال وجه من أوجه الحداثة التي استهدفت الجانب الهيكلي أو الشكلي للقانون املغربي التقليدي‬
‫‪37‬‬
‫أو العتيق‬

‫إن تطبيق مبدأ امللكية العامة للماء‪ 38‬جاء بشكل تدريجي‪ ،‬توج بصدور ظهير فاتح يوليوز‪ 0102‬املنظم‬

‫للملك العام للدولة الذي جاء في الفصل ألاول منه على أنه‪ ":‬تدخل في عدد ألامالك العمومية ألامالك آلاتية‬

‫وهي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬شاطئ البحر الذي يمتد إلى الحد ألاقص ى من مد البحر عند ارتفاعه مع منطقة مساحتها ستة‬

‫أمتار تقاس من الحد املذكور‪،‬‬

‫ثانيا‪ :‬ألاخلجة واملراس ي وألاموان وملحقاتها‪،‬‬

‫ثالثا‪ :‬املنارات والفنارات والعالمات التي توضع لإلنذار بالخطر وكافة ألاعمال املعدة لإلضاءة وإلانذار‬

‫باملخاطر في الشواطئ وملحقاتها‪،‬‬

‫رابعا‪ :‬مجاري املياه مهما كان نوعها مع منابعها‪،‬‬

‫خامسا‪ :‬آلابار املعروفة الارتوازية والتي يفجر منها املاء وأيضا آلابار واملواد العمومية‪،‬‬

‫سادسا‪ :‬البحيرات الكبيرة والصغيرة واملستنقعات والسباخ‪،‬‬

‫سابعا‪ :‬الترع التي تسير فيها املراكب والتي تستعمل للري أو التي تجفف وتعتبر أشغاال عمومية‪"...‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -‬أحمد إد الفقيه‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.416 :‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ -‬إذا كان موضوع الدراسة يتعلق أساسا بامللك العام املائي فإن هذا ال يمنع من إلاشارة إلى املعايير املعتمدة لتحديد امللك العام‪ ،‬وذلك وفق آلاتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬معيار تخصيص املال للمرفق العام ‪ :‬تزعم هذا الاتجاه الفقيه ليون ديجي"‪ "L.Duguit‬وربط بين املال العام واملرفق العام‪ ،‬حيث تطلق صفة املال العام‬
‫على املال املخصص لخدمة املرفق العام هذه الخدمة هي التي تجعله خاضعا لنظام قانوني استثنائي يمكنه من الحماية الالزمة جنائيا وإداريا‪ ،‬وانتقد هذا‬
‫املعيار ألنه وسع من نطاق ألاموال العمومية حيث ُيدخل جميع ألاموال املخصصة لخدمة املرفق ولو كانت تافهة كاألقالم وأدوات املكتب‪ .‬لذلك اشترط‬
‫الفقيه جيز "‪ "G.Jeze‬شرطين في محاولة للتغلب على هذه العيوب‪ ،‬فحتي يعتبر املال املخصص للمرفق العام ماال عاما‪ ،‬يجب أن يكون املرفق مرفقا عاما‬
‫جوهريا وأن يكون املال املخصص لهذا املرفق رئيسيا في سير املرفق وإدارته‪ ،‬وقد انتقد هذا الرأي لكونه استبعد املباني الحكومية والثكنات من مجال املال‬
‫=‬ ‫العام‪ .‬أورده بوعزاوي بوجمعة‪ :‬م س‪ ،‬ص‪ 21 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫= ب – معيار طبيعة املال‪ :‬ينطلق رواد هذا املعيار من الطبيعة الجوهرية التي يتميز بها هذا امللك العمومي‪ ،‬أي النظر إلى جوهر امللك دون تدخل للمشرع أو‬
‫القانون‪ ،‬ويعتبر الفقيه "‪ "Proudon‬من أهم ممثلي هذا الاتجاه حيث عرف ألامالك العمومية بكونها " مجموع العقارات واملنقوالت التي هي غير قابلة بطبيعتها‬
‫أن تدخل في تملك الخواص كالشوارع وألازقة ‪"..‬‬
‫ج – معيار تخصيص املال العام للمنفعة العامة‪ :‬بناء على الانتقادات التي وجهها الفقه للمعيارين السابقين في تحديد املال العام‪ ،‬ظهر معيار التخصيص‬
‫للمنفعة العامة‪ ،‬الذي يعتبر املال عاما متى كان مخصصا لتحقيق النفع العام سواء كان ذلك عن طريق الاستعمال املباشر للجمهور أو بواسطة تخصيصه‬
‫لخدمة مرفق عام كان منقوال أو عقارا‪ .‬ونظرا ملا يترتب عن ألاخذ بهذا املعيار من توسيع لنطاق املال العام فقد حاول الفقيه " هوريو" وضع بعض الضوابط‬
‫لتحديده فاشترط أن يكون تخصيص املال العام للمنفعة العامة بقرار من إلادارة‪ .‬وتم انتقاد هذا التوجه ألاخير لكونه يعطي لإلدارة سلطة واسعة في تقرير‬
‫الصفة التي يجب إلحاقها بامللك بحيث ال يكون ملكا عاما إال إذا أرادته إلادارة والعكس حصحيح‪.‬‬
‫‪ -‬أوردته منية بنلمليح‪ :‬قانون ألامالك العمومية باملغرب مطبعة دار النشر املغربية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬طبعة ‪ ،4111‬ص‪ 11 :‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪- 15 -‬‬
‫وبالرجوع إلى الفصل ألاول املشار إليه آنفا يالحظ أن املشرع املغربي لم يعط تعريفا واضحا لألمالك‬

‫العمومية‪ ،‬بل اكتفى بتحديدها‪ ،‬معتمدا على فكرة الاستعمال من طرف الجميع‪ ،39‬فإرادة املشرع اتجهت إلى‬

‫تحديد نطاق سريان قواعد امللك العام للدولة‪ ،‬وذلك عبر تحديده لتمظهرات هذا امللك مما هو مشاع بين أفراد‬

‫ألامة‪ ،‬بحيث ال يحق ألحد أن يتملك واحدة من مكونات امللك العمومي املذكور في الفصل السابق‪ ،‬فاستبعاد‬

‫التملك والانفراد الخاص باالستفادة الشخصية دليل على عمومية تلك ألاراض ي‪ ،40‬وهذا ما أكده الاجتهاد‬

‫القضائي املغربي‪.41‬‬

‫إثر ذلك صدر ظهير ‪ 49‬يوليوز ‪ 0109‬املتعلق بامللك القروي الذي اعتبر املياه التي يشربها الناس أو التي‬

‫هي معدة لتوريد املاشية وكذلك ألاجهزة املعدة لذلك ضمن امللك العمومي‪.42‬‬

‫إال أن تعديل الفصل ألاول من ظهير فاتح يوليوز‪ 0102‬املنظم للملك العام للدولة بمقتض ى ظهير ‪9‬‬

‫نونبر ‪ 0101‬اعتبر املياه أينما وجدت وعلى أي صفة كانت ملكا عموميا ما عدا مياه ألامطار املستغلة مباشرة أو‬

‫التي وقع تجميعها في خزانات اصطناعية‪ ،43‬فلم يكتف املشرع بإدخال املياه ضمن امللكية العمومية بل تعدى‬

‫ذلك إلى ضم ألاراض ي التي توجد عليها هذه املياه ضمن امللك العام حتى ولو كانت هذه ألاراض ي غير مغطاة باملياه‬

‫بشكل دائم‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للبحيرات التي تنشأ في فصل الشتاء وتجف في فصل الصيف‪.44‬‬

‫لكن ندرة املياه وقلتها في أغلب املناطق بسبب الجفاف‪ ،‬وارتكاز النظام الاجتماعي في املغرب على‬

‫الفالحة‪ ،‬جعال الدولة تتدخل بغية فرض نوع من الاستغالل املشترك للماء‪ ،‬حيث أصدرت ظهير فاتح غشت‬

‫‪39‬‬
‫‪ -‬منية بنلمليح‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.21 :‬‬
‫‪40‬‬
‫‪ -‬محمد أوزيان‪ :‬ألامالك املخزنية باملغرب النظام القانوني واملنازعات القضائية‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في‬
‫قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬جامعة محمد ألاول بوجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،4101-4104‬ص‪.01 :‬‬
‫‪ -‬منية بنلمليح‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.21 :‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ " -‬حيث إن امل قصود فقها وقضاء باألموال العامة سواء كانت للدولة أو للجماعات أو املؤسسات العمومية‪ ،‬هي تلك الوسائل املادية التي تستعين بها‬
‫الجهات إلادارية على ممارسة نشاطها خدمة للصالح العام ويشترط العتبارها أموالا عامة أن تكون مخصصة للمنفعة العامة بالفعل أو بمقتض ى القانون‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬والتخصيص بالفعل معناه رصد املال الستعمال العموم مباشرة‪ ،‬أما التخصيص بالقانون فهو متى ينص القانون على اعتبار مال معين من‬
‫ألاموال العامة" حكم صادر عن املحكمة إلادارية بفاس‪ ،‬عدد ‪ 911‬صادر بتاريخ ‪ ،4114/04/01‬منشور باملجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪،06‬‬
‫‪ ،4112‬ص‪.611:‬‬
‫‪42‬‬
‫‪ -‬اسماعيلي حسن‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.12 :‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ -‬محمد بونبات‪ :‬حقوق املاء في املغرب مقاربة النوازل وألاعراف وقانون املاء‪ ،‬املطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،‬سلسلة آفاق القانون‪ ،2‬الطبعة ألاولى‬
‫‪ ،4111‬ص‪.11 :‬‬
‫‪ -‬أحمد إد لفقيه‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.411 :‬‬
‫‪44‬‬
‫‪ -‬علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.19 :‬‬

‫‪- 16 -‬‬
‫‪ 0141‬في شأن نظام املياه‪ ،45‬الذي حدد املعايير وألانظمة التي يجب العمل بها الستغالل املاء باملغرب‪ ،‬وقرر أنه‬

‫ال يجوز ألي كان استغالل املياه إال بموجب رخصة أو امتياز‪.46‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصوصيات قانون املاء‬

‫من خالل قراءة قواعد قانون املاء‪ ،‬يمكن ذكر بعض خصائصه‪:‬‬

‫‪ .0‬قانون املاء فرع من فروع القانون العام‪:‬‬

‫يعتبر قانون املاء أحد فروع القانون العام‪ ،‬لكونه ينظم العالقة بين إلادارة وألافراد‪ ،‬كما أن حمايته‬

‫تدخل في إطار املصلحة العامة‪ ،47‬ويكتسب صفة العمومية بشكل طبيعي لكونه مخصصا بطبيعته للمصلحة‬

‫العامة دون تدخل من جانب إلانسان‪ ،‬مثل شواطئ البحار ومجاري ألانهار‪ ،‬فالطبيعة هي التي هيأت ذلك النوع‬

‫من ألاموال لكي يكون محققا للنفع العام دون أن يكون لإلنسان يد في ذلك‪ ،‬وبالتالي ال حاجة لصدور قرار من‬

‫إلادارة العامة العتباره ماال عاما‪ ،‬وإذا صدر القرار فهو كاشفا لحقيقة قائمة وليس منشئا لها‪ .‬أما املال الحكمي‪،‬‬

‫فهو مال هيأه إلانسان وخصصه لتحقيق املنفعة العامة كالجسور والسكك الحديدية وغيرهما‪ ،‬وذلك بصدور‬

‫قرار صريح أو ضمني في ذلك‪.48‬‬

‫‪ .4‬قانون املاء قانون ذو طابع إداري‪:‬‬

‫وذلك لكون أحد موضوعات القانون إلاداري تحديد الخدمات التي تؤديها السلطة التنفيذية للجمهور‪،‬‬

‫فالحكومة هي التي تشرف على تسيير العمل في كافة املرافق العامة للدولة‪ ،‬فهي التي تتولى تنظيم مرفق رجال‬

‫‪45‬‬
‫‪ -‬نص الفصل ألاول من ظهير فاتح غشت ‪ 0141‬على ما يلي‪ " :‬إنه تتمة ملقتضيات الفصل ألاول من ظهيرنا الشريف املؤرخ في ‪ 1‬شعبان عام ‪ 0114‬املوافق‬
‫لفاتح يوليوز ‪ 0102‬كما هو مغير بظهيرنا الشريف املؤرخ في ‪ 02‬من صفر عام ‪ 0119‬املوافق لثامن نونبر سنة ‪ 0101‬تدخل في حيز ألامالك العمومية ألامالك‬
‫آلاتية وهي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬موضع مجاري املياه املستمرة واملنقطعة وكذلك ينابيعها وموضع سيول املياه والشعاب التي يترك فيها جريان املياه آثارا ظاهرة‬
‫ثانيا‪ :‬ضفاف ألانهار حتى وجهها املغمور باملياه قبل فيضانها وكذلك في مواضع مجاري املياه التي يجري عليها املد والجزر وجميع ألاراض ي املغطاة بمياه املد‬
‫والجزر بارتفاع وانخفاض متوسطها متر واحد وعشرون سنتيمترا‬
‫ي‬
‫ثالثا ‪ :‬الضفاف املطلقة البعيدة من الحدود املعينة أعاله بعرض يبلغ ستة أمتار في أقسام مجار املياه املبينة بما يأتي‪ :‬ملوية من مصب منابعها‪"...‬‬
‫‪46‬‬
‫‪ -‬محمد بونبات‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫‪47‬‬
‫‪-‬عشوان عبد هللا‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.26 :‬‬
‫‪48‬‬
‫‪ -‬مليكة الصروخ‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.441 :‬‬
‫‪ -‬محمد الرضواني‪ :‬مفاهيم أساسية في القانون العام‪ ،‬مطبعة املعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬أكتوبر ‪ ،4101‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ص‪.41:‬‬

‫‪- 17 -‬‬
‫ألامن وكافة مرافق الخدمات الاجتماعية ألاخرى كالتعليم و الصحة واملواصالت‪ ،49‬وتحقيق املصلحة العامة من‬

‫طرف السلطة العمومية أو على ألاقل تحت إشرافها‪ ،‬ال ينال من صفتها هذه تحقيقها لبعض الربح‪ ،‬ألن مثل‬

‫هذه ألارباح إنما هي نتيجة قانونية تتصل بتسيير وإدارة هذه املرافق‪ ،50‬ومنها املياه وما يتعلق تدبيرها‪.‬‬

‫‪ .1‬قانون املاء قانون إلزامي‪:‬‬

‫تعتبر نصوص قانون املاء آمرة‪ ،51‬وهذا يتضح بشكل جلي من خالل استعمال املشرع لعبارات تفيد‬

‫الوجوب وإلالزام كاألمر والنهي ‪ ،‬مثل ما جاء في ‪:‬‬

‫‪ -‬املادة ‪ " 01‬يجب على مالكي الحقوق املكتسبة‪"...‬‬

‫‪ -‬املادة ‪ "00‬ال يمكن تفويت أو كراء عقارات فالحية‪"..‬‬

‫‪ -‬املادة ‪ "04‬يمنع ما يلي‪"...‬‬

‫‪ -‬املادة ‪ "41‬يجب أن يصرح بكل جلب للماء‪"...‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬نطاق تطبيق قانون املاء‬

‫حافظ القانون ‪ 01.11‬املتعلق باملاء على جميع املكونات الواردة في ظهير فاتح يوليوز ‪ 0102‬املعدل‬

‫بمقتض ى ظهير فاتح غشت ‪ ،0141‬وفي هذا إلاطار وضع املشرع الئحة شاملة ملكونات امللك العام املائي‪ 52‬وذلك‬

‫‪49‬‬
‫‪ -‬أستاذنا إدريس الفاخوري‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫‪50‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمان البكريوي‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.426 :‬‬
‫‪51‬‬
‫‪ " -‬القواعد القانونية آلامرة هي التي ال يجوز لألشخاص الاتفاق على مخالفتها لكونها تتعلق بكيان املجتمع ونظمه ألاساسية وهي أساسية ألمن املجتمع‬
‫واستقراره"‪ .‬أورده أستاذنا إدريس الفاخوري‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.041 :‬‬
‫‪52‬‬
‫‪- Allal El Menour : op cit , p35.‬‬
‫‪ -‬وشبيه بذلك نص املشرع املصري في املادة ألاولى من قانون رقم ‪ 29‬لسنة ‪ 0194‬في شأن حماية النيل واملجاري املائية من التلوث أنه "تعتبر من مجاري‬
‫=‬ ‫املياه في تطبيق أحكام هذا القانون‪:‬‬
‫= أ‪ -‬مسطحات املياه العذبة وتشمل‪:‬‬
‫‪ -0‬نهر النيل وفرعيه وألاخوار‪.‬‬
‫‪ -4‬الرياحات والترع بجميع درجاتها والجنابيات‪.‬‬
‫ب‪ -‬مسطحات املياه املائية غير العذبة وتشمل‪:‬‬
‫‪ -0‬املصارف بجميع درجاتها‪.‬‬
‫‪ -4‬البحيرات‪.‬‬
‫‪ -1‬البرك واملسطحات املائية املغلقة والسياجات‪.‬‬
‫ج‪ -‬خزانات املياه الجوفية‪"...‬‬
‫تنص املادة ألاولى من قانون ‪ 04‬لسنة ‪ 0192‬املتعلق بالري والصرف في مصر على أن" ألامالك العامة ذات الصلة بالري والصرف هي‪:‬‬
‫‪ -0‬مجرى النيل وجسوره وتدخل في مجرى النيل جميع ألاراض ي الواقعة بين الجسور‪ ،‬ويستثنى من ذلك كل أرض أو منشأة تكون مملوكة ملكية‬
‫خاصة للدولة أو لغيرها‪.‬‬
‫‪ -4‬الرياحات والترع العامة وجسورها‪ ،‬وتدخل فيها ألاراض ي واملنشآت الواقعة بين تلك الجسور ما لم تكن ملكية خاصة للدولة أو لغيرها‪.‬‬

‫‪- 18 -‬‬
‫بموجب املادة الثانية من قانون املاء حيث نصت على أنه " يدخـل في عداد امللك العام املائي بمقتض ى هذا‬

‫القانون ما يلي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬جميع الطبقات املائية‪ ،‬سواء كانـت سطحية أو جوفية‪ ،‬ومجاري املياه بكل أنواعها واملنابع كيفما‬

‫كانت طبيعتها ؛‬

‫ب‪ -‬البحيـرات والبـرك والسبخـات وكذا البحيـرات الشاطئية واملستنقعات املالحة واملستنقعات مـن‬

‫كل ألانواع التي ليس لها اتصال مباشر مع البحر‪ .‬وتدخل في هذه الفئة القطـع ألارضيـة التي بدون أن تكون‬

‫مغمـورة بامليـاه بصفـة دائمة ال تكون قابلة لالستعمال الفالحي في السنوات العادية‪ ،‬نظرا إلمكانياتها املائيـة ؛‬

‫ج‪ -‬آلابار الارتوازية وآلابـار واملساقي ذات الاستعمـال العمومي املشيدة من طرف الدولة أو لفائدتها‬

‫وكذلـك مناطـق حمايتها املحددة بمقتضيات تنظيمية‪ .‬وتتكون هـذه املناطق مـن منطقة مباشرة تضـم إلى امللك‬

‫العـام املائي‪ ،‬وعنـد الاقتضـاء من منـطقتين إحداهما قريبة وألاخرى بعيدة ال تخضعان إال لالرتفاقات ؛‬

‫د‪ -‬قنـوات املالحـة والـري والتطهيـر املخصصـة الستعمال عمومي وكذلك ألاراض ي الواقعة في ضفافهـا‬

‫الحـرة والتـي ال يجـب أن يتجـاوز عرضها خمسة وعشرين مترا لكل ضفة حرة ؛‬

‫ه‪ -‬الحـواجـز والسدود والقناطر املائية وقنوات وأنابيب املاء والسواقـي املخصصة الستعمال عمومي من‬

‫أجل حماية ألاراض ي من املـياه‪ ،‬والـري وتزويـد املـراكز الحضرية والتجمعات القروية باملاء أو الستخدام القوى‬

‫املائية ؛‬

‫‪ -1‬املنشآت الخاصة بموازنة مياه الري أو الصرف أو وقاية ألاراض ي أو القرى من طغيان املياه أو من التآكل‪ ،‬وكذلك املنشآت الصناعية ألاخرى‬
‫اململوكة للدولة ذات الصلة بالري أو الصرف واملقامة داخل ألامالك العامة‪.‬‬
‫‪ -2‬ألاراض ي التي تنزع ملكيتها للمنفعة العامة ألغراض الري أو الصرف وألاراض ي اململوكة للدولة والتي تخصص لهذه ألاغراض"‬
‫‪ -‬كما تنص املادة الرابعة من قانون املياه الجزائري رقم ‪ 04-11‬املؤرخ في ‪ 49‬جمادى الثانية عام ‪ 0246‬املوافق ‪ 2‬غشت سنة ‪ ،4111‬على أنه " بموجب‬
‫يأتي‪:‬‬ ‫مما‬ ‫للمياه‬ ‫الطبيعية‬ ‫العمومية‬ ‫ألامالك‬ ‫تتكون‬ ‫القانون‬ ‫هذا‬
‫‪ -‬املياه الجوفية بما في ذلك املياه املعترف بها كمياه املنبع واملياه املعدنية الطبيعية ومياه الحمامات بمجرد التأكد من جودها أو اكتشافها خاصة بعد الانتهاء‬
‫من أشغال الحفر أو التنقيب الاستكشافية مهما كانت طبيعتها املنجزة من طرف كل شخص طبيعي أو معنوي خاضع للقانون العام أو القانون الخاص‪،‬‬
‫‪ -‬املياه السطحية املشكلة من الوديان والبحيرات والبرك والسبخات والشطوط وكذا ألاراض ي والنباتات املوجودة في حدودها‪،‬‬
‫‪ -‬املوارد املائية غير العادية التي تتكون مما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مياه البحر املحالت واملياه املالحة املنزوعة منها املعادن من أجل املنفعة العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬املياه القذرة املصفاة واملستعملة من أجل املنفعة العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬كل أنواع املياه املدمجة في ألانظمة املائية بتقنية إعادة التموين الاصطناعي "‬

‫‪- 19 -‬‬
‫و‪ -‬مسيل مجـاري امليـاه الدائمـة وغير الدائمـة وكـذلك منابعـها ومسيل السيول التي يترك فيها سيالن‬

‫املياه آثارا بارزة ؛‬

‫ز‪ -‬الحافـات إلى حـدود املستـوى الذي تبلغه ميـاه الفيضان والتـي تحـدد نصوص تنظيمية تواترها‬

‫بالنسبة لكل مجرى ماء أو مقطع منـه‪ ،‬وكذا كل املساحات املغطـاة بمد يبلغ معامله ‪ 041‬في أجزاء مجاري املاء‬

‫الخاضعة لتأثير هذا املد ؛‬

‫ح‪ -‬الضفاف الحرة انطالقا من حدود الحافات ‪:‬‬

‫‪ -‬بعرض ستة أمتار على املجاري املائية‪ ،‬أو مقاطع املجاري املائيـة التالية‪ :‬ملوية من مصبه إلى منابعه‪،‬‬

‫سبو من مصبه إلى منابعه‪ ،‬اللوكوس من مصبه إلى منابعه‪ ،‬أم الربيـع من مصبه إلى منابعه‪ ،‬وأبو رقراق من‬

‫مصبه إلى سد سيدي محـمد بن عبد هللا ؛‬

‫‪ -‬بعرض مترين على املجاري املائية أو مقاطع املجاري املائية ألاخرى"‪.‬‬

‫ويالحظ أن املشرع قد استعمل مصطلح املياه القارية في قانون ‪ 00.11‬املتعلق بحماية واستصالح‬

‫البيئة‪ 53‬وهو مصطلح لم يسبق استعماله في ظهير ‪ ،0102‬كما لم يستعمله في القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪،‬‬

‫حيث اقتصر املشرع آنذاك على استعمال مصطلح املاء أو امللك العام املائي أو املوارد املائية‪.54‬‬

‫وسأقتصر في هذه الفقرة على الحديث عن نطاق امللك العام املائي في حالة تغيير مجرى النهر‪ ،‬والذي‬

‫يحدث بفعل الطبيعة وبدون تدخل إلانسان‪ ،‬كأن يغير نهر من ألانهار مجراه أو يتخذ مجرى جديدا له وذلك‬

‫طبقا للمادتين الثالثة والرابعة من القانون ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪.‬‬

‫الحالة ألاولى‪ :‬التغيير في مجرى النهر‪.‬‬

‫حدد البند(ح) من املادة الثانية من قانون ‪ 01.11‬حدود الحافات بالضفاف الحرة بعرض ستة أمتار‬

‫على املجاري املائية أو مقاطع املجاري املائية التالية‪ :‬ملوية من مصبه إلى منابعه‪ ،‬سبو من مصبه إلى منابعه‪،‬‬

‫اللوكوس من مصبه إلى منابعه‪ ,‬وأبو رقراق من مصبه إلى سد سيدي محمد بن عبد هللا‪.‬‬

‫‪- 53‬‬
‫القانون رقم ‪ 00.11‬املتعلق بحماية واستصالح البيئة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 0.11.11‬الصادر في ‪ 04‬ماي ‪ ،4111‬املنشور في الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 1009‬املؤرخة في ‪ 01‬يونيو ‪ ،4111‬ص‪.0111 :‬‬
‫‪54‬‬
‫ص‪.011 :‬‬ ‫‪ -‬الهادي مقداد‪ :‬قانون البيئة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪،4104 -0211‬‬

‫‪- 20 -‬‬
‫وتبدأ هذه الضفاف الحرة من آخر حد تصل إليه مياه النهر الجارية عند امتالئها وقبل الفيضان‪ ،‬فإذا‬

‫كان التغيير في املجرى حصل نتيجة فيضان مياه النهر وأدى إلى غمر قسم من الضفاف الحرة‪ ،‬فأصبح عرض‬

‫تلك الضفاف أقل من الحد الذي عينه القانون فيجب أن يضم جزء من ألاراض ي املجاورة إلى ما تبقى من‬

‫الضفة القديمة إلى أن يصل عرضها الحد املذكور‪.55‬‬

‫أما باقي ألانهار أو املجاري املائية أو مقاطع املجاري كما سماها املشرع في املادة الثانية(ح‪ )4-‬فعرضها‬

‫متران‪.‬‬

‫ويضم إلى امللك العام املائي مع الضفاف الحرة التي يشملها املسيل الجديد الذي يشقه املجرى املائي‬

‫بشكل طبيعي‪ ،56‬وتكتسب ألامالك الخاصة صفة العمومية بتخصيصها للمنفعة العامة‪ ،‬ويتم ذلك بفعل‬

‫الطبيعة‪.57‬‬

‫أما إذا جرى التعديل نتيجة انحصار مياه النهر‪ ،‬وأدى إلى التحاق جزء املجرى الذي هجرته املياه‬
‫بالضفاف الحرة‪ ،‬بحيث زاد عرضها عن الحد القانوني فإنه ُي ْق َت ُ‬
‫طع من هذه الضفاف جزء يوازي عرضه الجزء‬

‫الذي التحق بها‪ ،‬ويعطى هذا الجزء املقتطع بدون مقابل لصاحب ألارض املجاورة للمجرى‪ ،58‬حيث جاء في‬

‫الفقرة الثانية من املادة الثالثة من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء أنه" في حالة تقدم املياه‪ ،‬تسلم املنطقة‬

‫املذكورة مجانا للمالك املجاور إذا أثبت ملكيته لها قبل أن تغطيها املياه شريطة احترام الارتفاقات الناتجة أو‬

‫التي قد تنتج عن العرف أو عن القوانين وألانظمة"‪ ،‬وهكذا تصبح ملكية العقارات املتاخمة ملجاري ألانهار‬

‫املتأرجحة بين الدولة وألافراد بحسب ارتفاع وانخفاض مستوى املياه في النهر على مدار السنة‪.59‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬اتخاذ النهر مجرى جديدا له‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ -‬أستاذنا إدريس الفاخوري‪ :‬مدونة الحقوق العينية على ضوء القانون ‪ ،11.19‬دار النشر املعرفة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،4101‬ص‪.19 :‬‬
‫‪56‬‬
‫‪ -‬محمد بونبات‪ :‬م س‪ ،‬ص‪. 19 :‬‬
‫‪ -‬تنص الفقرة ألاولى من قانون املاء الجزائري على أنه " إذا انحرف الوادي عن مجراه العادي ألسباب طبيعية وسار في اتجاه جديد‪ ،‬تعين حدود هذا ألاخير‬
‫كما هو منصوص عليه في املادة ‪ 1‬أعاله ليدمج في ألامالك العمومية الطبيعية للمياه‪".‬‬
‫‪57‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمان البكريوي‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.161‬‬
‫‪58‬‬
‫‪ -‬مأمون الكزبري‪ :‬التحفيظ العقاري والحقوق العينية ألاصلية والتبعية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬طبعة ‪ ،0119‬ص‪.016 :‬‬
‫‪59‬‬
‫‪ -‬إدريس السماحي‪ :‬القانون املدني" الحقوق العينية ونظام التحفيظ العقاري"‪ ،‬شركة أمير بزار للطباعة والتأليف‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪ ،4111‬ص‪.92 :‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫عالج املشرع أحكام هذه الحالة في املادة الرابعة من القانون رقم ‪ ،01.11‬فإذا اتخذ النهر مجرى جديدا‬

‫بحيث صار يجري في أرض جديدة بفعل الطبيعة وبدون تدخل إلانسان‪ ،‬فإن املجرى الجديد والضفاف الحرة‬

‫التابعة له تلحق بأمالك الدولة العامة فتنزع ملكيتها الخاصة من املالك السابق لها‪.60‬‬

‫وأرى أن نزع امللكية املتحدث عنه ال يكون وفق القانون رقم ‪ 1.90‬وإلاجراءات واملساطر املتبعة فيه‪ ،‬بل‬

‫هو نزع تلقائي بحسب تمدد مياه النهر‪.‬‬

‫أما تعويض أحصحاب ألارض التي اخترقها املجرى الجديد والضفاف الحرة التابعة له فينبغي التمييز فيه‬

‫بين فرضيتين‪:‬‬

‫الفرضية ألاولى‪:‬‬

‫إذا لم تهجر املياه كلية املسيل القديم‪ ،‬وظلت جارية به‪ ،‬فإن املشرع حرم مالكي العقارات التي يخترقها‬

‫املسيل الجديد من أي تعويض‪ 61.‬ويبدو أن هذا املقتض ى مجحف في حق أحصحاب العقارات التي سيشغلها‬

‫املجرى الجديد‪ ،‬على اعتبار أن املسيل الجديد سيحرمهم من جزء من أرضهم‪ ،‬وكان على املشرع بدل التنصيص‬

‫في آخر الفقرة الثانية من املادة الرابعة على حرمان مالكي العقارات من التعويض‪ ،‬أن يحيل على مقتضيات‬

‫الفصل ‪ 20‬من قانون نزع امللكية ألجل املنفعة العامة والاحتالل املؤقت الذي ينص على أنه" إذا كان‬

‫الاستعجال يقتض ي أن تضم لفائدة الدولة بعض املوارد املائية قصد القيام بإعداد شامل نص مقرر إعالن‬

‫املنفعة العامة على هذا الاستعجال وعين في نفس الوقت الحقوق املائية التي تقتض ي بالتخلي عنها‬

‫ويمكن إلاذن بموجب هذا املقرر في حيازة الحقوق املائية املذكورة حاال أو آجال‪ ،‬وفي هذه الحالة يجب‬

‫على اللجنة املكلفة عند تعذر الاتفاق باملراضاة أن تقوم بتقديم التعويضات داخل أجل شهرين يبتدئ من تاريخ‬

‫نشر مقرر إعالن املنفعة العامة‪ ،‬وتطبق بعد ذلك املسطرة املنصوص عليها في الفصل ‪ 09‬وما يليه‪.‬‬

‫يدفع التعويض عن نزع امللكية طبقا ألحكام الفصل ‪ 41‬وما يليه بعد أن يسقط املبلغ الذي قبضه‬

‫املنزوع ملكيته‪.62"..‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ -‬أستاذنا إدريس الفاخوري‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ -‬الفقرة الثانية من املادة الرابعة من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪.‬‬
‫‪- 62‬‬
‫تنص الفقرتان الثانية والثالثة من املادة الثامنة من قانون املاء الجزائري على أنه " وإذا ما انحرفت مياه الوادي كليا عن مجراها السابق‪ ،‬يمكن منح هذا‬
‫ألاخير كتعويض ملالك العقارات التي يغطيها املجرى الجديد وذلك في حدود نسبة ألارض التي انتزعت من كل واحد منهم‪.‬‬
‫وإذا لم تنجرف املياه كليا عن مجراها السابق أو إذا‬

‫‪- 22 -‬‬
‫الفرضية الثانية‪:‬‬
‫ً‬
‫إذا تخلى النهر عن مجراه القديم‪ ،‬وأخذ له مجرى جديدا فالحكم يكون كالتالي‪:‬‬

‫أ‪ -‬إذا كان املجريان القديم الذي هجرته املياه والجديد يقعان في أرض ملالك واحد‪ ،‬تعطى لهذا ألاخير‬

‫أرض املجرى القديم وضفافه وتزول عنه صفة امللك العام وتسلم له مجانا‪ ،‬وذلك تعويضا عينيا له مقابل‬

‫ألارض التي فقدها في املجرى الجديد والتي أصبحت من ألامالك العامة‪.63‬‬

‫أما إذا كان املجرى القديم يقع في أرض مملوكة لشخص غير املالك لألرض التي يقع املجرى الجديد‬

‫فيها‪ ،‬فإن صفة امللك العمومي تزول عن املجرى القديم‪ ،‬ويمكن للمالكين اكتساب ملكيته عن طريق الحق في‬

‫الشفعة بالنسبة لكل واحد منهم إلى حدود املسيل القديم بعد استيفاء إلاجراءات القانونية‪ ،64‬حيث يحدد ثمن‬

‫املسيل القديم من قبل خبراء يعينهم رئيس املحكمة املختصة بطلب من إلادارة‪ ،‬وإذا لم يصرح املالكون‬

‫املجاورون للنهر عن نيتهم في الاكتساب باألثمنة املحددة من قبل الخبراء‪ ،‬في ظرف ثالثة أشهر من إلاشعار املوجه‬

‫من قبل إلادارة‪ ،‬فإنه يتم بيع املسيل القديم وفق القواعد التي تحدد بيع ألامالك الخاصة للدولة‪.65‬‬

‫ويحدد حسب الفقرة الرابعة من املادة الرابعة السالفة الذكر ثمن املسيل القديم من قبل خبراء‬

‫يعينهم رئيس املحكمة املختصة أو بطلب من إلادارة‪ ،‬والرئيس املختص هو رئيس املحكمة الابتدائية التي يوجد‬

‫بها املسيل القديم‪ ،‬وإذا ما وجد ‪ -‬املسيل القديم ‪ -‬في دائرة اختصاص أكثر من محكمتين فأظن أنه ينعقد للتي‬

‫بها أكبر جزء منه‪.‬‬

‫وبخصوص مسطرة التعويض فإنه "وإذا لم يصرح املالكون املجاورون للنهر عن نيتهم في الاكتساب‬

‫باألثمان املحددة من قبل الخبراء‪ ،‬وفي ظرف ثالثة أشهر من إلاشعار املوجه إليهم من قبل إلادارة‪ .‬فانه يتم بيع‬

‫املسيل القديم وفق القواعد التي تحدد بيع ألامالك الخاصة للدولة‬

‫كانت ألاحكام املنصوص عليها في الفقرة السابقة غير قابلة للتطبيق‪ ،‬يستفيد أحصحاب ألاراض ي التي يمر بها املجرى الجديد من تعويض يحسب مثلما هو‬
‫الحال في مجال نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية "‬
‫‪63‬‬
‫‪ -‬إدريس السماحي‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.91 :‬‬
‫‪64‬‬
‫‪ -‬أستاذنا إدريس الفاخوري‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫‪ -‬محمد بونبات‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫‪65‬‬
‫ن‬
‫‪ -‬الفقرة الثالثة والرابعة من املادة الرابعة من القانو ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪.‬‬

‫‪- 23 -‬‬
‫ويوزع الثمن الناتج عن البيع على مالك ألاراض ي التي يحتلها املجرى الجديد كل بحسب نسبة قيمة‬

‫ألارض التي فقدها‪ ،‬وذلك على سبيل التعويض‪.66‬‬

‫وتجدر إلاشارة إلى أن نطاق امللك العام املائي يقف عند حقوق امللكية أو الانتفاع أو الاستعمال التي تم‬

‫اكتسابها بصفة قانونية على امللك العام املائي قبل صدور ظهير فاتح يوليوز ‪ 0102‬في شأن ألامالك العمومية‬

‫وظهير فاتح غشت ‪ 0141‬املتعلق بجعل ضابط املياه‪ ،‬والتي أودع أحصحابها لدى إلادارة مطالب تستند إلى‬

‫وجودها داخل أجل خمس سنوات تبتدئ من صدور القانون رقم ‪ 01.11‬إذ أنه بانقضاء هذا ألاجل ال يمكن‬

‫ألي أحد أن يدعي أي حق على امللك العام املائي‪.67‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لحقوق املاء‬

‫إذا كان املاء في مفهومه اللغوي يعتبر مادة سائلة ال لون لها وال رائحة‪ ،‬فمن خصائص هذه املادة أنها‬

‫متنقلة‪ ،‬لكن هذه الخاصية الطبيعية ال يمكن أن تسعفنا في تحديد طبيعته القانونية‪ ،‬ذلك أن املفهوم‬

‫القانوني للماء يختلف تمام الاختالف عن املفهوم اللغوي والاصطالحي‪.68‬‬

‫وهذا ما يدفع إلى طرح التساؤل التالي‪ :‬هل يمكن اعتبار املاء منقوال تسري عليه ألاحكام الخاصة‬

‫باألموال املنقولة؟ أم يعد عقارا تطبق بشأنه مقتضيات ألاموال العقارية ( فقرة أولى)‪.‬‬

‫وباعتبار املاء ملكية عامة حسب مختلف القوانين الصادرة في هذا الشأن‪ ،‬فهل القاعدة مطلقة أم ترد‬

‫عليها استثناءات؟ ( فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬الطبيعة القانونية للماء‬

‫حدد املشرع املغربي في املادة السادسة من مدونة الحقوق العينية العقارات بطبيعتها‪ ،‬إال أنه لم يوضح‬

‫في قوانين املاء بشكل صريح الطبيعة القانونية للماء‪ ،‬بيد أن الفقه اهتدى إلى مجموعة من املبادئ التي من‬

‫شأنها توضيح قصد املشرع‪.‬‬

‫‪ -1‬السند التشريعي‬

‫‪66‬‬
‫‪ -‬الفقرة السادسة والسابعة من املادة الرابعة من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫‪ -‬عشوان عبد هللا‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.14 :‬‬
‫‪68‬‬
‫‪ -‬علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.10 :‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫يتضح من أحكام الفصل السادس من ظهير ‪ 4‬يونيو‪" 0101‬امللغى" أن العقارات بطبيعتها في التشريع‬

‫املغربي هي ألاراض ي والبنايات واملنشآت املثبتة واملرساة ببناء وألاغراس املثبتة بجذورها في ألارض‪.69‬‬

‫وهذا ما أكدته املادة السادسة من مدونة الحقوق العينية بشكل صريح إذ نصت على أن‪" :‬العقار‬

‫بطبيعته هو كل ش يء مستقر بحيزه ثابت فيه ال يمكن نقلـه من دون تلف أو تغيير في هيئته "‪.70‬‬

‫أما املنقول فلم يرد له تعريف في التشريع املغربي‪ ،‬وقد عرفه ألاستاذ مأمون الكزبري بأنه كل ش يء‬

‫يمكن نقله من مكان إلى آخر بدون تلف‪ ،‬سواء تحرك بنفسه كالحيوان أو بفعل قوة خارجية كالجماد‪ ،‬شريطة‬

‫عدم رصده الستغالل عقار‪.71‬‬

‫يستفاد مما سبق أن العقارات هي ألاشياء الثابتة و املستقرة في مكانها و التي ال يمكن نقلها بدون تلف‪،‬‬

‫وإذا طبقنا هذا املعيار على املاء الذي يعتبر محال لحقوق املياه‪ ،‬فإنه من حيث مادته وطبيعته قابل للتنقل من‬

‫مكان آلخر دون تلف‪ ،‬فاملاء في تركيبته الطبيعية مادة سائلة تقبل النقل دون تلف ‪ ،72‬فهل يمكن والحالة هاته‬

‫اعتبار املاء منقوال ؟‬

‫‪ -2‬موقف القضاء والفقه‬

‫لقد أضفى القضاء املغربي في عهد الحماية الطبيعة العقارية على املياه‪ ،‬عندما قرر بأن الحقوق‬

‫الواردة على املاء هي حقوق عينية عقارية ولو لم يتم تحديدها من الناحية إلادارية بعد‪ ،‬ولم ترتبط بعقار معين‬

‫بذاته‪ ،‬مادامت تمثل في حقيقتها جزءا من أمالك الدولة العامة‪ ،‬حيث اعتبرت محكمة الاستئناف بالرباط‪ 73‬أن‬

‫حقوق املياه حقوقا عينية عقارية ولو لم يتم الاعتراف بهذه الحقوق بصفة قانونية‪ ،‬وأن عدم ارتباطها بعقار‬

‫معين ال يفقدها هذه الصفة لكونها جزءا من امللك العام‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ -‬محمد الكشبور‪ :‬حقوق املياه ونظام التحفيظ العقاري‪ ،‬الندوة املشتركة حول نظام التحفيظ العقاري باملغرب‪ ،‬الرباط في ‪ 6-2‬ماي ‪ ،0111‬ص‪.11 :‬‬
‫‪70‬‬
‫‪ -‬نفس الش يء جاء به الفصل ‪ 92‬من القانون املدني السوري والفصل ‪ 94‬من القانون املدني املصري حيث عرف العقار بأنه" كل ش يء مستقر بحيزة ثابت‬
‫فيه‪ ،‬ال يمكن نقله من دون تلف"‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫‪ -‬مأمون الكزبري‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪72‬‬
‫‪-‬علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.14 :‬‬
‫‪73 -‬‬
‫‪" Les droits d’eau sont des droits réels immobiliers, même s’ils ne sont pas légalement reconnus ou non encore rattachés à un fonds car ils‬‬
‫"‪sont un démembrement du domaine public..‬‬
‫‪"Jugement N° 441 du 6 juin 1951 confirmé par un arrêt de la cour d’Appel de Rabat du 29 mars 1952.G.T.M. du 25 novembre 1952 P 151 et‬‬
‫‪suiv.‬‬
‫أورده محمد الكشبور‪ :‬ألاوضاع القانونية الخاصة باملياه في الفقه إلاسالمي وفي تشريعات دول املغرب العربي‪ ،‬مجلة القضاء والقانون‪ ،‬السنة الثانية‬
‫والعشرون‪ ،‬العدد ‪ 024‬نونبر ‪ ،0111‬هامش رقم ‪ ،1‬ص ‪.10‬‬

‫‪- 25 -‬‬
‫ويرى أحد الباحثين‪ 74‬أن تكييف محكمة الاستئناف بالرباط استند على فكرة امللكية العامة للماء‪ ،‬وأن‬

‫كل املياه هي ملك عام للدولة ألنها جزء ال يتجزأ من العقار الذي يعتبر في أساسه ملكا عموميا( الدومين العام)‪.‬‬

‫وحتى إن كانت غير مندمجة في عقار عمومي بصفة مباشرة فإنها تعتبر كذلك حقوقا عينية عقارية‪ ،‬إال أن هذا‬

‫التكييف يمكن أن يكون مقبوال حالة اندماج املياه في الدومين العام‪ ،‬أما إذا كانت مندمجة في ملك خصوص ي‬

‫فان حقوق املياه لن تستمد طبيعتها العقارية من الدومين العام بل انطالقا من اندماجها في العقار الخاص‪،‬‬

‫وسبب هذا التكييف غير الدقيق هو هيمنة الفكر الاستعماري الذي كان يحاول اعتبار املياه ملكا عموميا حتى‬

‫تتمكن الدولة الاستعمارية من الهيمنة على الثروة املائية وتثبيت أقدامها وتحقيق مصالحها وأطماعها‪.‬‬

‫إال أنه بعد الاستقالل تبنى القضاء املغربي تكييفا مغايرا‪ ،‬إذ اعتبر أن الطبيعة العقارية لحقوق املياه‬

‫تجد أساسها في التصاقها واندماجها في العقار الذي ترد عليه‪ ،‬وهو ما يستشف من أحد ألاحكام الصادرة عن‬

‫املحكمة الابتدائية بكلميم‪ 75‬الذي جاء فيه" إن املدعى عليه كان له الحق في التمسك بالحوز وامللك املذكور إذ‬

‫لم يدل بأية حجة وذلك تماشيا مع القاعدة املقررة بقرار املجلس ألاعلى املتمسك به‪ ،‬أما والحالة أن املدعين‬

‫قد أدلوا برسم قسمة يفيد تملكهم لسبع طاسات وربع بنوبة الخميس بعين ووغيست يجعله ملزما بإثبات سند‬

‫حيازته وتواجده بعين املاء املذكورة"‪.‬‬

‫إن استخدام هذا الحكم لعبارة "حيازته وتواجده بعين املاء" تفيد أن هذا الحق ذو طبيعة عقارية‪.‬‬

‫أما الفقه فانقسم إلى ثالث اتجاهات بخصوص الطبيعة القانونية لحقوق املاء ‪.‬‬

‫حيث يرى الاتجاه ألاول‪ 76‬بأن حقوق املياه ترد على مادة تستهلك بمجرد الاستعمال‪ ،‬في حين أن‬

‫الحقوق ألاخرى‪ ،‬كالحقوق العرفية إلاسالمية ترد على عقارا ال يستهلك بمجرد الاستعمال‪ ،‬واعتبر الفقيه صونيه‬

‫‪74‬‬
‫‪ -‬علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.16 :‬‬
‫‪75‬‬
‫‪ -‬ملف عدد ‪ 4111/441‬صدر بتاريخ ‪ ،4119/10/11‬منشور بمجلة املنبر القانوني‪ ،‬العدد ألاول‪ ،‬أكتوبر ‪ ،4100‬ص‪.410‬‬
‫كما جاء في قرار محكمة النقض أنه " حقا لقد تبنى حصحة ما نعته الوسيلة على القرار ذلك أن موضوع النزاع يتعلق بطلب إتمام بيع ‪ 41‬دقيقة من املاء‬
‫الجاري بساقيه سيدي ورياش التابع لعقار غير محفظ‪"...‬‬
‫قرار عدد ‪ ،0611‬صادر في ‪ ،0111/11/41‬في ملف مدني عدد ‪ ، 1121‬مجلة املعيار‪ ،‬العدد ‪ ،01‬سنة ‪ ،0111‬ص‪.19 :‬‬
‫‪ -‬جاء في الظهير الشريف رقم ‪ 0.00.11‬الصادر في ‪ 41‬من ذي القعدة ‪ 41( 0214‬أكتوبر) بتنفيذ القانون رقم ‪ 19.00‬املتعلق بمحكمة النقض‪ ،‬املغير بموجبه‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 0.11.441‬الصادر في ربيع ألاول ‪ 41( 0111‬سبتمبر ‪ )0111‬بشأن املجلس ألاعلى في مادته الفريدة أنه " تحل عبارة " محكمة النقض"‬
‫محل عبارة " املجلس ألاعلى" ‪"...‬‬

‫‪76 -‬‬
‫‪Sonnier (A) : code annoté des eaux au Maroc, Rabat 1935, p38.‬‬
‫أورده علوي طاهري محمد ‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪- 26 -‬‬
‫" ‪ " Sonnier‬أن التوجه الذي أعطى الصفة العقارية للماء ولحقوق املياه غير مبني على أساس حصحيح وسليم‪،‬‬

‫ألن املاء منقول وليس عقارا بالنظر إلى طبيعته املتحركة‪.‬‬

‫أما الاتجاه الثاني‪ 77‬فانقسم إلى رأيين حيث يرى الرأي ألاول أن حقوق املياه مبهمة وغير واضحة إذا لم‬

‫تكن واردة على عقار محفظ ومقيدة في الرسم العقاري‪ ،‬وأن هذه الحقوق تصبح ذات طبيعة عقارية بمجرد‬

‫تقييدها في الرسم العقاري‪ ،‬أما الرأي الثاني من هذا التوجه‪ 78‬فاعتبر أن حقوق املياه حقوق عينية عقارية أيا‬

‫كانت طبيعة العقار الذي ترد عليه‪.‬‬

‫وذهب الاتجاه الثالث‪ 79‬إلى أن املاء ذو طبيعة عقارية على اعتبار أن ألارض تشمل ما فوقها وما تحتها‪،‬‬

‫ومن ثم فاملياه املوجودة في باطن ألارض وتلك املنسابة على السطح تعد عقارات بطبيعتها مادامت يد إلانسان‬

‫لم تمتد إليها وتعزلها عن مكانها الطبيعي‪ ،‬ويصير املاء منقوال بعد فصله عن ألارض‪ ،‬ألن هذه ألاخيرة في الحقيقة‬

‫هي التي تضفي عليه الصبغة العقارية فيتحول بذلك إلى منقول بطبيعته‪ ،‬مثله في ذلك مثل املقالع واملناجم‪،‬‬

‫والقاعدة السالفة ‪ -‬حسب هذا الاتجاه ‪ -‬تستفاد ضمنيا من الفصل ‪ 00‬من ظهير ‪ 14‬يونيو ‪ 0101‬امللغى‪- 80‬‬

‫املادة ‪ 01‬من مدونة الحقوق العينية ‪ -‬حيث جاء فيها أن" ملكية ألارض تشمل ما فوقها وما تحتها إلى الحد املعني‬

‫في التمتع بها إال إذا نص القانون أو الاتفاق على ما يخالف ذلك"‪.‬‬

‫ويظهر أن التوجهين ألاول والثاني منتقدان‪ ،‬على اعتبار أن املعيار الذي أخذ به الاتجاه ألاول هو معيار‬

‫كالسيكي يميز بين املنقول والعقار‪ ،‬وقد أصبح متجاوزا مع تبني تكييف املنقول املخصص لخدمة العقار بأنه‬

‫عقار بالتخصيص‪ .81‬أما التوجه الثاني فيعاب عليه حصره الصفة العقارية للماء على الحقوق املقيدة بالرسم‬

‫العقاري‪ ،‬دون اعتبار الحقوق الواردة على العقار غير املحفظ‪ ،‬وأرى أن موقف ألاستاذ الكشبور حري بالتأييد‬

‫‪77‬‬
‫‪- Paul Decoux- droit foncier Marocain, Edition la porte 1977, p :227 .‬‬
‫‪78‬‬
‫‪- Ameur Mberk : le statut juridique de l’eau et l’irrigation au Maroc, mémoire de D.E.S, faculté de droit, Rabat, 1982, p: 102.‬‬
‫‪79‬‬
‫‪ -‬محمد الكشبور‪ :‬حقوق املياه ونظام التحفيظ العقاري‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.10 :‬‬
‫‪ -‬محمد الكشبور‪ :‬ألاوضاع القانونية الخاصة باملياه في الفقه إلاسالمي وفي تشريعات دول املغرب العربي‪ ،‬م س‪ ،‬هامش رقم ‪ ،1‬ص‪.10 :‬‬
‫‪ -‬حسن منصف‪ :‬هذا املاء الذي تشربون؟‪ ،‬مجلة ملفات عقارية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬السنة ‪ ،4101‬ص‪.410 :‬‬
‫‪- Allah El Menouar, op cit, p: 47.‬‬
‫‪80‬‬
‫‪ -‬ينص الفصل ‪ 00‬من ظهير ‪ 4‬يونيو امللغى على ما يلي "إن ملكية العقار تعطي حق امللك لكل ما ينتجه وما يضم إليه وما يدمج فيه بااللتصاق إما طبيعيا‬
‫أو اصطناعيا"‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫ق‬
‫‪ -‬تنص املادة الخامسة من مدونة الحقو العينية على أن " ألاشياء العقارية إما عقارات بطبيعتها أو عقارات بالتخصيص"‪.‬‬
‫كما تنص املادة السابعة على أن "العقار بالتخصيص هو املنقول الذي يضعه مالكه في عقار يملكه رصدا لخدمة هذا العقار واستغالله أو يلحقه به بصفة‬
‫دائمة"‪.‬‬

‫‪- 27 -‬‬
‫النسجامه مع طبيعة حقوق املياه التي ترد على العقارات بطبيعتها من جهة‪ ،‬ومع ما ورد في املادة ‪ 06‬من مدونة‬

‫الحقوق العينية من جهة أخرى‪ ،‬كما أن الفصل ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 1.90‬املتعلق بنزع امللكية ألجل املنفعة‬

‫العامة وباالحتالل املؤقت ينص على أنه" إذا كان الاستعجال يقتض ي أن تضم لفائدة الدولة بعض املوارد املائية‬

‫قصد القيام بإعداد شامل نص مقرر إعالن املنفعة العامة على هذا الاستعجال وعين في نفس الوقت الحقوق‬

‫املائية التي يقض ى بالتخلي عنها"‪ ،‬ومعلوم أن نطاق هذا القانون هو العقار‪ ،82‬وتبنى املشرع للصفة العقارية‬

‫للماء وفر لهذا العنصر حماية قانونية هامة‪ ،‬سواء من حيث خضوع حقوق املياه للتقسيم الذي يعرفه العقار‪،‬‬

‫أو من حيث الحماية املقررة لكل واحد سواء كان محفـظ ـا أو غير‬

‫‪- 82‬‬
‫ينص الفصل ألاول من القانون رقم ‪ 1.90‬املتعلق بنزع امللكية ألجل املنفعة العامة وباالحتالل املؤقت على ما يلي‪ " :‬إن نزع ملكية العقارات كال أو بعضا‬
‫أو ملكية الحقوق العينية العقارية ال يجوز الحكم به إال إذا أعلنت املنفعة العامة‪"...‬‬

‫‪- 28 -‬‬
‫محفظ‪ ،‬وبذلك يستفيد من الحماية املدنية‪ 83‬والجنائية‪.84‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تقسيم حقوق املاء‬

‫القاعدة في التشريع املغربي الحالي أن املياه تمثل من حيث طبيعتها القانونية جانبا هاما من أمالك‬

‫الدولة العامة‪ ،‬غير أن املشرع حافظ صراحة للخواص على الحقوق املكتسبة العائدة لهم قبل إعالن تلك‬

‫املنفعة‪.‬‬

‫وسأتناول في هذه الفقرة املياه كأمالك عامة للدولة (أوال) والاستثناءات الوارد عليها (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ -‬املبدأ‪ :‬املاء ملك عام‬

‫اقتفى املشرع املغربي أثر الظهائر السابقة صراحة حين تبنى امللكية العامة للماء‪ 85‬في الفقرة ألاولى من‬

‫املادة ألاولى من القانون رقم ‪ 01.11‬حيث نصت على أن" املاء ملك عام‪ ،‬وال يمكن أن يكون موضوع‬

‫تملك خاص مع مراعاة مقتضيات الباب الثاني بعده"‪.‬‬

‫وحسنا فعل املشرع عندما لم يعرف املاء‪ ،‬وذلك لصعوبة إعطاء تعريف جامع مانع للماء من جهة‪،‬‬

‫ولكون التعاريف من اختصاص الفقه من جهة أخرى‪ ،‬فاقتصر على ذكر ما يدخل في عداد امللك العام املائي في‬

‫املادة الثانية من نفس القانون‪.‬‬

‫ونظرا لألهمية البالغة للماء باعتباره مصدر كل ش يء وأصله‪ ،‬لم يبخل الفقهاء في تنوير العموم‬

‫بالتصدي للنوازل املعروضة عليهم‪ ،‬وبيان حقوق الجماعة في املاء باعتباره ملكا مشتركا‪ 86‬انطالقا من الحديث‬

‫النبوي الشريف" الناس شركاء في ثالث‪" :‬املاء والكأل والنار"‪ ،‬أظن أن تخصيص الحديث لعبارة الناس يحمل‬

‫العديد من املعاني‪ ،‬إذ لم يقتصر الخطاب على املسلمين أو أهل الكتاب بل جاء التعبير مطلقا يفيد كل إنسان‬

‫مهما كان عرقه أو لونه أو دينه‪.87‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ -‬الفصول من ‪ 066‬إلى ‪ 011‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 111‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫‪ -‬اسماعيلي حسن‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.19 :‬‬
‫‪86‬‬
‫‪ -‬محمد بونبات‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.41 :‬‬
‫‪87‬‬
‫‪ -‬وال يقيد ذلك سوى عدم إلاضرار بالغير‪ ،‬فإذا اقتضت املصلحة العامة إحداث قنوات لجلب املاء للمدن املحتاجة ليوزع على السكان نظير قيمة معينة‬
‫مقابل انتفاعهم فهذا أمر مباح‪ ،‬ألن أصل هذا املاء يكون من ألانهار الكبيرة املباحة مياهها‪ ،‬إذ ال حيازة وال ملكية شرعية عليها‪.‬أورده محمد بنعبد الجليل‪:‬‬
‫من تاريخ املاء باملغرب " مياه فاس وروا فدها نموذجا"‪ ،‬مجلة املصباحية‪ ،‬العدد السادس ‪ ،4111‬ص‪.020 :‬‬

‫‪- 29 -‬‬
‫وما يستفاد من تنصيص املشرع املغربي والفقه إلاسالمي على امللكية العامة للماء‪ ،‬هو كون هذه املادة‬

‫عصب الحياة‪ ،‬وال يمكن أن تستمر بدون امللكية املشتركة لها‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬الاستثناء‪ :‬املاء ملك خاص‬

‫أقر الشارع أن املاء مشترك بين الناس يتقاسمون الانتفاع به بما ال يضر بعضهم بعضا‪ ،‬إال أنه إذا‬

‫علم وثبت تملكه ألحد فهو أحق به‪ ،88‬ومع دخول الحماية للمغرب وقرارها جعل املاء ملكا عاما للدولة‪ ،‬فإن‬

‫هذا القرار ‪ -‬إعالن مبدأ امللكية العامة للمياه‪ -‬بصورة مفاجئة قد يثير غضب وثورة ألاهالي ألاصليين أحصحاب‬

‫ألارض‪ ،‬وأحصحاب املياه الحقيقيين‪ ،‬خاصة أن هذا العنصر يمثل املصدر الرئيس ي للحياة بالنسبة إليهم جميعا‪،‬‬

‫وأن املساس به قد يشكل خطرا كبيرا على املستعمر نفسه‪ ،‬فتقرر استثناء هام على هذا املبدأ تمثل في عدم‬

‫سريانه على الحقوق املكتسبة من طرف ألاهالي‪ .89‬فحقوق امللكية والاستنفاع والاستعمال املكتسبة بكيفية‬

‫متنوعة على ألامالك العامة قبل دخول هذا الظهير حيز التنفيذ تظل سارية‪.90‬‬

‫وقد خص القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء الباب الثاني للحقوق املكتسبة على امللك العام املائي‪ ،‬إذ‬

‫نصت املادة السادسة منه على أنه " يحـتفظ بحقوق امللكيـة أو الانتفاع أو الاستعمال التي اكتسبت بصفة‬

‫قانونية على امللك العام املائي قبل صـدور الظهيـر الشريف الصادر في ‪ 1‬شعبان ‪( 0114‬فاتح يوليوز ‪ )0102‬في‬

‫شـأن امللك العام والظهير الشريف الصادر في ‪ 00‬محـرم ‪( 0122‬فـاتـح غشت ‪ )0141‬في شأن نظام املياه كمـا وقع‬

‫تغييرهما وتتميمهما أو قبل تـاريـخ استرجاعها من طرف اململكة بالنسبة للمناطق التي ال يطبق فيها هذان‬

‫النصان‪".‬‬

‫إن أغلب مدونات املاء‪ 91‬في العالم تجعل املاء ملكا عموميا ال يجوز حجزه وال التصرف فيه وال ادعاء‬

‫اكتساب ملكيته بالتقادم‪ .‬إال أن قانون ‪ 01.11‬ترك بعض الاستثناءات الناتجة عن استعمال بعض املنابع أو‬

‫السواقي التي تضمنها قوانين الحق في الاستعمال‪.92‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ -‬حازم املالكي‪ :‬أحكام املياه فقها وقضاء‪ ،‬املائدة املستديرة الثالثة حول قانون املاء ودور القضاء وشرطة املياه في تفعيله‪ ،‬العدد الثالث‪ ،4100،‬ص‪92 :‬‬
‫‪89‬‬
‫‪ -‬محمد الكشبور‪ :‬ألاوضاع القانونية الخاصة باملياه في الفقه إلاسالمي وفي تشريعات املغرب العربي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.21 :‬‬
‫‪90‬‬
‫‪ -‬الفصل الثاني من ظهير فاتح يوليوز ‪ ،0102‬والعاشر من ظهير فاتح غشت ‪.0141‬‬
‫‪91‬‬
‫‪ -‬تنص املادة ألاولى من قانون املاء الجزائري على أنه " يهدف هذا القانون إلى تنفيذ السياسة الوطنية للماء‪ ،‬باعتباره ملكا للجماعة الوطنية‪"..‬‬
‫كما ينص الفصل ألاول من القانون عدد ‪ 06‬لسنة ‪ 0111‬مؤرخ في ‪ 10‬مارس ‪ 0111‬املتعلق بإصدار مجلة املياه التونسية على أنه " تتبع امللك العمومي‬
‫مجاري املياه على اختالف أنواعها وألاراض ي الداخلة في ضفافها الحرة‪"...‬‬
‫‪92‬‬
‫‪ -‬إدريس بلمحجوب‪ :‬كلمة بمناسبة املائدة املستديرة الثالثة حول قانو املاء ودور القضاء وشرطة املياه في تفعيله‪ ،‬العدد الثالث‪ ،4100،‬ص‪.04 :‬‬
‫ن‬

‫‪- 30 -‬‬
‫ومسألة الاعتراف بالحقوق املكتسبة على امللك العام املائي تكون بعد تحقيق تجريه إلادارة من تلقاء‬

‫نفسها‪ ،‬أو بطلب من املعني باألمر وأخذ رأي وزارة الداخلية صاحبة املصلحة في ذلك‪ ،93‬وتملك الدولة للماء‬

‫يبقى مجرد قرينة بسيطة يمكن إثبات عكسها من جانب صاحب املصلحة في ذلك‪ ،‬أي إثبات وجود حقوق‬

‫عينية خاصة على ما اعتبره ذلك التحديد داخال في نطاق امللك العام‪ ،‬وهذه القرينة تستفاد صراحة من‬

‫مقتضيات التشريع املغربي نفسه‪ ،94‬وهو ما أكده حكم للمحكمة الابتدائية بالحسيمة حيث نص على أنه‪ " :‬ملا‬

‫كان ألامر يتعلق بدعوى استحقاقية منصبة على منبع مائي فإن استحضار مقتضيات الظهير الشريف الصادر‬

‫بتاريخ يوليوز ‪ 0102‬مسألة الزمة‪ ،‬وهذه املقتضيات تعطي في مادته ألاولى بأن املاء ملك عمومي‪ ،‬بما في ذلك‬

‫العيون ومنابع ألانهار واملياه الجوفية‪ ،‬وال يستثنى من ذلك إال ما ثبت أنه كان قبل صدور هذا الظهير مملوكا‬

‫ملكية خاصة ألحصحابه‪ ،‬وهم في ذلك حجة تامة وثابتة أقرتها مراسيم صادرة لفائدتهم على وزارة ألاشغال‬

‫العمومية‪ ،‬فهذه املراسيم وحدها هي منطلق الحقوق بالنسبة لتلك املياه منها في ذلك رسم التحفيظ‪ ،‬وفي‬

‫املقابل فإن كل شخص لم يتبع هذه إلاجراءات ولم تعترف له وزارة ألاشغال العمومية بملكيته لحق مائي ال‬

‫يعتبر مالكا له‪ ،‬فوزارة ألاشغال العمومية هي إلادارة املختصة بإدارة استغالل املياه العامة‪ ،‬وهي التي تمنح‬

‫التراخيص لألفراد الستغالل هذه املياه بكيفيات معينة وبمقادير محددة "‪.95‬‬

‫ويتعين على من يتمسك بالحق العيني على امللك العام املائي أن يكون مقررا له قبل صدور ظهير ‪0102‬‬
‫ً‬
‫وظهير ‪ ،0141‬وثابتا له طبقا لقواعد الفقه إلاسالمي وألاعراف املحلية‪ ،96‬أو داخل أجل خمس سنوات من‬

‫صدور القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪ .‬ويرى ألاستاذ محمد بونبات‪ 97‬أن املادة السادسة من قانون املاء‬

‫أعطت مهلة جديدة‪ ،‬وسمحت بإمكانية إحياء الحقوق املائية القديمة وتخليصها من امللك العام املائي‪.‬‬

‫ويبدو لي أن املادة املذكورة فتحت ألاجل فقط بالنسبة لألقاليم الجنوبية‪ ،‬واملناطق املحتلة كسبتة‬

‫ومليلية‪ ،‬أما بخصوص مفهوم إلاثبات فإنه ليس مطلقا كما يتبين من ظاهر املادة السادسة من قانون ‪،01.11‬‬

‫‪93‬‬
‫‪- Allal El Menouar :op cit, p: 47.‬‬
‫‪94‬‬
‫‪ -‬محمد الكشبور‪ :‬حقوق املياه ونظام التحفيظ العقاري‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.61 :‬‬
‫‪95‬‬
‫ل‬
‫‪ -‬حكم رقم ‪ ،002‬بتاريخ ‪ ،4116/00/49‬ملف عدد ‪ ، 1/11/11‬منشور في سلسلة ألانظمة واملنازعات العقارية‪ ،‬الجزء ألاو ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،4100‬ص‪:‬‬
‫‪.014‬‬
‫‪96‬‬
‫ق‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫‪ -‬عمر أزوكاغ‪ :‬مستجدات التحفيظ العقار في ضوء قانو ‪ 02.11‬ومدونة الحقو العينية" دراسة عملية ورصد للمواقف القضائية ملحكمة النقض"‬
‫مطبعة النجاح الجديدة البيضاء‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪ ،4104-0211‬ص‪.111 :‬‬
‫‪97‬‬
‫‪ -‬محمد بونبات‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.61 :‬‬

‫‪- 31 -‬‬
‫إذ استبعدت محكمة النقض شهادة الشهود في هذا الخصوص‪ ،‬حيث جاء في أحد قراراتها‪ " 98‬إن حقوق الغير‬

‫على املاء كملك عمومي للدولة ال تثبت بشهادة الشهود فضال عن كونها ال تخص املطالبين وحدهم باالستفادة‬

‫من املاء ولو مع وجود سدين تقليديين‪...‬‬

‫وحيث لذلك يبقى الطلب غير مرتكز على أساس وحليف الرفض "‪.‬‬

‫إن تقييد محكمة النقض لوسائل إلاثبات واستبعاد شهادة الشهود راجع إلى محاولة حماية امللك‬

‫العام املائي أكثر في زمن أصبح فيه الحصول على الشهود أمرا هينا‪.‬‬

‫وفي نزاع بين أحدى جمعيات مستخدمي املياه املخصصة للزراعة وحافري بئر‪ ،‬ولكون إلادارة لم‬

‫تعترف لهما بحق استغالل املاء‪ ،‬فإنه جاء في حيثيات قرار ملحكمة الاستئناف بتازة‪ 99‬ما يلي‪" :‬وحيث تبين‬

‫للمحكمة من خالل مراجعة أوراق امللف ومحتوياته أنه بغض النظر عن ما جاء في تقرير الخبرة املنجزة من‬

‫طرف وكالة الحوض املائي والتي هي مؤسسة عمومية تشرف على استعمال امللك العام املائي من كونها تستبعد‬

‫أن يكون الستغالل البئر أثر سلبي على العين وهي الخبرة الرسمية لكن غير الحضورية فإن الصفة في الادعاء غير‬

‫ثابتة أصال ذلك أن املاء ملك عام وال يمكن أن يكون موضوع تملك خاص وأن الحقوق املكتسبة على املياه‬

‫املتنازع بشأنها غير ثابتة طبقا للمادة ‪ 6‬من القانون املتعلق باملاء ‪..‬‬

‫وحيث أن الصفة من النظام العام تثيرها املحكمة في جميع املراحل مما يتعين معه بعد إلالغاء و‬

‫التصدي‪ ،‬الحكم بعدم قبول الدعوى "‬

‫وأرى أنه كان يجب على وكالة الحوض املائي أن تتدخل في مواجهة طرفي النزاع العتدائهما على امللك‬

‫العام املائي‪ ،‬ألن الخبرة املنجزة من طرفها جاءت بكون صاحبي البئر ال يتوفران على أي رخصة للحفر أو لجلب‬

‫املاء‪.‬‬

‫ومن آلاثار املترتبة على اعتراف إلادارة بالحق املكتسب على املياه لألفراد أنها‪:‬‬

‫‪ -‬تكون محال لجميع التصرفات القانونية بعوض أو بغير عوض‪.‬‬

‫‪ -‬تكون محال للحجز طبقا للمقتضيات القانونية املضمنة بقانون املسطرة املدنية‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ -‬قرار عدد ‪ 101‬بتاريخ ‪ 4101/01/1‬في ملف إداري عدد ‪ ،4110-0-2-0611‬أورده عمر أزوكار‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬هامش رقم ‪ ،201‬ص‪.111 :‬‬
‫‪99‬‬
‫‪ -‬قرار عدد ‪ ،021‬صادر بتاريخ ‪ ، 4101/12/12‬ملف رقم ‪( .4101/114‬غير منشور)‪.‬‬

‫‪- 32 -‬‬
‫‪ -‬تكون موضوعا لنزع امللكية من أجل املنفعة العامة طبقا لألحكام الجاري بها العمل في هذا‬

‫الصدد‪.100‬‬

‫‪ -‬يحق ملالكي حقوق املياه تقييد هذه الحقوق بالرسم العقاري الذي ترد عليه وتصبح بذلك خاضعة‬

‫للقانون املدني‪ ،‬في حين تبقى املياه العامة خاضعة للقانون إلاداري‪.‬‬

‫‪ -‬إن امللك العام املائي يستعص ي عن قاعدة التطهير املترتبة عن تأسيس الرسم العقاري‪.101‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ -‬محمد الكشبور‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫‪101‬‬
‫‪ -‬أستاذنا إدريس الفاخوري‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.19 :‬‬

‫‪- 33 -‬‬
‫املبحث الثاني‬

‫الطرق إلادارية لحماية امللك العام املائي‬

‫إذا كان املبدأ أن املاء ملك عام ال يسوغ ألحد تملكه باعتباره مرصودا للمنفعة العامة‪ ،‬فإنه يحق‬

‫للخواص استعمال املاء العام إذا ما حصلوا على ترخيص مسبق من طرف إلادارة املختصة‪.‬‬

‫وقد حدد املشرع املغربي العمليات التي تخضع للترخيص بمقتض ى املادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪01.11‬‬

‫املتعلق باملاء‪ ،‬وحدد إلاجراءات التي يلزم القيام بها للحصول عليه‪ ،‬وتختص وكالة الحوض املائي بالبت في‬

‫طلبات الترخيص وتحدد مدته والتـي ال يمكن أن تتجاوز عشرين سنة قابلة للتجديد‪ ،‬وكذا التدابير التي يجب‬

‫عليه القيام بها لتجنب تدهور املياه التي يستعملها‪ ،‬وفي حالة مخالفة املستفيد اللتزاماته وشروط الترخيص‬

‫فإنه يحق لإلدارة سحبه منه ( املطلب ألاول)‪.‬‬

‫وباملقابل فإنه يمكن للمرخص له استعمال املاء العمومي بحسب ما جاء في قرار الترخيص‪ ،‬والتزام‬

‫إلادارة بعدم التشويش عليه‪ ،‬ومنحه مكنة رد كل اعتداء عليه من طرف الغير(املطلب الثاني)‪.‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬حماية امللك العام املائي عن طريق الترخيص‬

‫وضع املشرع مجموعة من إلاجراءات الوقائية للمحافظة على امللك العام املائي من بينها الترخيص‬

‫الذي تمنح بموجبه إلادارة ألحد ألاشخاص حق استعمال املاء‪ ،‬وحدد الحاالت التي يمنح فيها واملسطرة املتبعة‬

‫لالستفادة منه‪ ،‬وكذا الحاالت التي يسحب فيها (فقرة أولى)‪.‬‬

‫وألقى على عاتق املرخص له مجموعة من الالتزامات التي عليه القيام بها تحت طائلة سحب الترخيص‬

‫منه‪ ،‬ومنحه حقوقا والتزامات ينبغي على إلادارة الالتزام بها حتى يتمكن من الاستفادة منه على الوجه املطلوب‪.‬‬

‫فما هو نطاق سريانه؟ وما هي مسطرته؟ وفي أي حاالت يسحب؟ (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬نطاق حق الترخيص ومسطرته‬

‫لقد سبقت إلاشارة إلى كون مفهوم امللك العام املائي تم استقاؤه من ظهير فاتح يوليوز ‪ ،0102‬وظهير ‪9‬‬

‫نونبر ‪ ،0101‬بحيث اعتبرت جميع أنواع املياه في عداد ألامالك العمومية للدولة‪ ،‬ما عدا مياه ألامطار املستغلة‬

‫‪- 34 -‬‬
‫مباشرة أو التي تم تجميعها في خزانات اصطناعية واملياه املكتسبة عليها حقوق خاصة ومعلن عن وجودها في‬

‫ألاجل القانوني‪.102‬‬

‫وانطالقا من مبدإ عمومية امللك العام املائي‪ ،‬فان الخواص ال يمكنهم استعماله إال بعد الحصول على‬

‫ترخيص من وكالة الحوض املائي املعينة‪ ،‬أو املركز الجهوي لالستثمار الفالحي‪.‬‬

‫وقد حدد املشرع في قانون املاء نطاق الحق في الترخيص(أ)‪ ،‬وحدد مسطرته(ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬نطاق حق الترخيص‬

‫إن مبدأ امللكية العمومية للمياه يقتض ي أحيانا أن تكون املياه التي تنبع من عقار معين ملكا للدولة‪ ،‬في‬

‫حين يعود العقار الذي تنبع منه ألحد الخواص‪ .‬وأمام هذا الوضع القانوني والواقعي املعقد‪ ،‬فإن أي التقاط أو‬

‫استعمال للمياه الواقعة في امللكيات الخاصة إال ويحتاج إلى ترخيص مسبق من إدارة املياه‪.103‬‬

‫والعمليات الخاضعة للترخيص هي‪:104‬‬

‫‪ -0‬أشغال البحث مع مراعاة املادة ‪ ،10546‬أو التقاط املياه الجوفية أو النابعة وحفر آلابار وإنجاز‬

‫ألاثقاب التي يتجاوز عمقها الحد املشار إليه في املادة ‪46.‬‬

‫‪ -4‬أشغال التقاط واستعمال مياه العيون الطبيعية الواقعة في امللكيات الخاصة‪.‬‬

‫‪ -1‬إقامة منشآت ملدة ال تتجاوز خمس سنوات قابلة للتجديد‪ ،‬بهدف استعمال امللك العام املائي‬

‫كاملطاحن املائية والحواجز والسدود أو القنوات‪ ،‬بشرط أال تعرقل حرية سيالن املياه وحرية السير على الضفاف‬

‫الحرة وأال تتسبب في تلوث املياه‪.‬‬

‫‪ -2‬جلب صبيب من مياه الطبقة الجوفية كيفما كانت طبيعتها يفوق الحد الذي تحدده نصوص‬

‫تنظيمية‪.‬‬

‫‪ -1‬مأخذ املياه املقامة على املجاري املائية أو القنوات املتفرعة عن الوديان واستغالل املعديات أو‬

‫املمرات على املجاري املائية‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫‪ -‬اسماعيلي حسن‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.91 :‬‬
‫‪103‬‬
‫‪ -‬علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.026 :‬‬
‫‪104‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪.‬‬
‫‪105‬‬
‫‪ -‬تنص املادة‪ 46‬على أنه يمكن لكل مالك بدون ترخيص أن يحفر في عقاره آبارا أو ينجز بها أثقابا ال يتجاوز عمقها الحد املعين بنصوص تنظيمية‪ ،‬وأظن‬
‫أن الحد املحدد يختلف من منطقة ألخرى حسب توفر أو ندرة املياه بها‪.‬‬

‫‪- 35 -‬‬
‫‪ -6‬جلب املياه كيفما كانت طبيعتها من أجل بيعها أو من أجل استعمالها للعالج الطبي‪.‬‬

‫وهذا ما أكده قرار صادر عن محكمة الاستئناف بتازة إذ جاء فيه‪" :‬حيث إنه يدخل في عداد امللك‬

‫العام املائي بمقتض ى قانون املاء جميع الطبقات املائية‪ ،‬سواء كانت سطحية أو جوفية‪ ،‬ومجاري املياه بكل‬

‫أنواعها واملنابع كيفما كانت طبيعتها وكذا آلابار‪.‬‬

‫وحيث إن وكالة الحوض املائي عمومية تتمتع بالشخصية املعنوية والاستقالل املالي‪ ،‬يناط بها منح‬

‫الرخص والامتيازات الخاصة باستعمال امللك العام املائي وكذا تقديم كل خدمة وخصوصا املساعدة التقنية‬

‫لألشخاص العامة ‪...‬ومسك سجل لحقوق املياه املعترف بها ولالمتيازات ورخص جلب املاء املمنوحة "‪.106‬‬

‫ب‪ -‬مسطرة الترخيص‬

‫إن استعمال املاء لم يعد دون مراقبة وحماية من طرف إلادارة‪ ،‬إذ أن أي استعمال له إال ويتطلب‬

‫ترخيصا مسبقا‪ ،107‬وهذا ما نصت عليه الفقرة ألاولى من املادة ‪ 16‬بالقول" تمنح الترخيصات والامتيازات‬

‫املتعلقة بامللك العام املائي املشار إليها في هذا الفرع والتي تحدد نصوص تنظيمية شكليات املصادقة عليها بعد‬

‫إجراء بحث علني‪ ،‬ويترتب عن هذه الترخيصات والامتيازات تحمل مصاريف امللف "‪.‬‬
‫‪108‬‬
‫في املوضوع إلى مدير وكالة الحوض املائي التي تقع في دائرة‬ ‫وتبدأ مسطرة الترخيص بتقديم طلب‬

‫اختصاصها املياه املراد الترخيص باستعمالها‪ ،‬وال بد لطالب الترخيص سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا من‬

‫تحرير طلبه كتابة وفق مطبوعات توزعها الوكالة مجانا‪ ،‬ويودعها مقابل وصل أو يرسلها بالبريد املضمون مع‬

‫إلاشعار بالتوصل‪.109‬‬

‫‪106‬‬
‫‪ -‬قرار عدد ‪ 4101/114‬صادر بتاريخ ‪ ( 4104/01/09‬غير منشور )‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫‪ -‬اسماعيلي حسن‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.91 :‬‬
‫‪108‬‬
‫‪ -‬نصت املادة ألاولى من املرسوم املتعلق بتحديد مسطرة منح التراخيص والامتيازات املتعلقة بامللك العام املائي على وجوب توجيه طلبات التراخيص أو‬
‫الامتيازات املتعلقة بامللك العام املائي املنصوص عليها في املادتين ‪ 19‬و‪ 20‬من القانون ‪ 01.11‬إلى مدير وكالة الحوض املائي املعنية وأن يتضمن العديد من‬
‫البيانات منها‪ :‬هوية الطالب أو ممثله تحديد موقع التجهيزات أو املنشآت بالتقاط املاء‪ ،‬متوسط الصبيب املراد جلبه‪،‬الاستعمال املقرر للماء أو لجزء امللك‬
‫العام املائي‪.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 4.11.291‬صادر في ‪ 6‬شوال ‪ )0119/4/2( 0209‬الصادر في الجريدة الرسمية عدد ‪ 2119‬بتاريخ ‪ 0119/4/1‬ص ‪.219‬‬
‫‪109‬‬
‫‪ -‬مسطرة منح الترخيص والامتيازات املتعلقة بامللك العام املائي‪ :‬موقع مغرس ‪ www.maghress.com‬تاريخ الدخول ‪ 4104/19/04‬على الساعة الرابعة‬
‫زوالا‪.‬‬

‫‪- 36 -‬‬
‫غير أن عملية منح الترخيصات تستوجب فتح بحث علني ال تتجاوز مدته ثالثين يوما‪ ،‬تقوم بإجرائه‬

‫لجنة خاصة يعهد إليها بتلقي مطالب ومالحظات املعنيين من العموم ثم دراستها‪ ،110‬وحسب املادة الثانية من‬

‫مرسوم ‪ 2‬فبراير ‪ 0119‬املتعلق بتحديد مسطرة منح التراخيص والامتيازات املتعلقة بامللك العام املائي فإنه"‬

‫تتألف اللجنة املنصوص عليها في الفقرة الثانية من املادة ‪ 16‬بالقانون املشار إليه أعاله رقم ‪ 01.11‬من‪:‬‬

‫‪ -‬ممثل السلطة إلادارية املحلية املختصة باعتبار موقع نقطة جلب املاء أو جزء امللك العام املائي‬

‫املعني‪ ،‬رئيسا‪،‬‬

‫‪-‬ممثل مصالح العمالة أو إلاقليم التابعة للوزارة املكلفة بالتجهيز واملكتب الجهوي لالستثمار الفالحي‬

‫املعني عندما يتم جلب املاء داخل منطقة نفوذه‪،‬‬

‫‪ -‬ممثل أو ممثلي مصالح العمالة أو إلاقليم التابعة للوزارة أو الوزارات املنتمي إليها القطاع املرفق ‪،‬‬

‫‪ -‬ممثل وكالة الحوض املائي املعنية‪ ،‬كاتبا‪،‬‬

‫‪ -‬ممثل الجماعة أو الجماعات املعنية‪.‬‬

‫ويجوز للرئيس بعد استشارة اللجنة أن يدعو للمشاركة في أعماله على سبيل الاستشارة كل شخص‬

‫يمكن أن يساعد لجنة البحث في تحرياتها"‬

‫وانتقد أحد الباحثين عدم إدراج اللجنة لتمثيلية مستعملي املاء‪ ،‬وأمل أن يتدارك املشرع هذا النقص‬

‫لضمان مشاركة مستعملي املياه أو من يمثلهم في قرارات اللجنة وتحرياتها‪ ،111‬وال أظن أن هذا الانتقاد صائب‪،‬‬

‫ألنه يحق ملمثلي مستعملي املاء التدخل عن طريق التعرض‪ 112‬أمام وكالة الحوض املائي‪ ،‬وال يجب أن تكون طرفا‬

‫في لجنة مكونة من طرف جهات إدارية من جانب وأنها قد تكون حكما وخصما في نفس آلان حالة تقدم أحد‬

‫ألافراد املجاورين لها بطلب الترخيص بجلب املاء املجاور لنقطة استغاللها‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ -‬الهادي مقداد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.019 :‬‬
‫‪111‬‬
‫‪ -‬علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.029 :‬‬
‫‪112‬‬
‫‪ -‬تنص الفقرة الثانية من املادة ‪ 16‬من القانون رقم ‪ 01.11‬على أنه " تقوم بإجراء البحث العلني لجنـة خـاصة يعهد إليها بتـلقي مطالب املعنيين باألمر‪.‬‬
‫ولهذا الغرض فإن مشروع الترخيص أو الامتياز ينبغي أن ينهى إلى علم العموم عن طريق الصحافة أو أية وسيلة أخرى لإلشهار تكون مالئمة خمسة عشر‬
‫يوما قبل بدء البحث العلني الذي ال يمكن أن تتجـاوز مدته ثالثين يوما‪ .‬ويتعين على وكالة الحوض أن تبت في الطلب أو في أي تعرض من طرف الغير داخل‬
‫أجـل خمسة عشر يوما من تاريـخ انتهاء البحث بعد أخذ رأي اللجـنـة‪.‬‬

‫‪- 37 -‬‬
‫وخالل مدة البحث تضع السلطة العمومية رهن إشارة العموم بمقر الجماعة املعنية‪ ،‬ملف املشروع‬

‫وسجل املالحظات من أجل تلقي مالحظاتهم أو تعرضاتهم حول طلبات املعنيين‪ ،‬وبعد ذلك تبدي اللجنة رأيها في‬

‫املوضوع بواسطة محضر يوقعه ألاعضاء‪ ،‬ويوجهه رئيسها إلى مدير الوكالة داخل أجل ‪ 01‬يوما من تاريخ انتهاء‬

‫البحث‪.113‬‬

‫وتجدر إلاشارة إلى أن املادة ‪ 44‬من املرسوم رقم ‪ 14.11.291‬السالف الذكر‪ ،‬تمنح للمكاتب الجهوية‬

‫لالستثمار الفالحي داخل مناطق نفوذها الاختصاصات نفسها املسندة لوكاالت ألاحواض املائية‪ ،‬فيما يتعلق‬

‫بمنح التراخيص لجلب املاء املعد للسقي‪ ،‬وهذا ما أكدته الدورية املشتركة بين وزير التجهيز والنقل واللوجستيك‬

‫ووزير الفالحة والصيد البحري حول تطبيق مقتضيات املرسوم ‪ 4-11-291‬بتاريخ ‪ 2‬فبراير ‪ 0119‬املتعلق‬

‫بتحديد مسطرة منح التراخيص والامتيازات الستغالل امللك العام املائي داخل نفوذ دائرة املكاتب الجهوية‬

‫حيث يسند إلى مديري املكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي داخل مناطق نفوذ مكاتبهم الجهوية‪ ،‬منح ترخيص‬

‫جلب املياه ألغراض فالحية‪.114‬‬

‫لكن السؤال املطروح ما هو الجزاء الذي رتبه املشرع على مخالفة إلاجراءات القانونية املتعلقة‬

‫بالترخيص؟ بمعنى هل يمكن سحب الترخيص من املستفيد متى أخل بالضوابط القانونية املعمول بها في قانون‬

‫املاء والشروط املنصوص عليها في الترخيص املمنوح له؟ ذلك ما سنراه من خالل النقطة املوالية‪.‬‬

‫ج‪ -‬سحب الترخيص‪:‬‬

‫عمال بقاعدة توازي ألاشكال‪ ،‬فإن إلادارة لها صالحية منح الترخيص‪ ،‬وهي نفسها التي تقوم بسحبه من‬

‫املرخص له إذا لم يجعل نشاطه مطابقا للمقاييس القانونية البيئية‪ ،‬وذلك بإصدار قرار إداري بسحب الرخصة‬

‫أو توقيف املنشأة كليا‪ ،‬أو جزئيا‪ ،115‬ويتم سحب الترخيص من طرف وكالة الحوض املائي في أي وقت وبدون‬

‫تعويض املسحوب منه بعد توجيه إنذار كتابي للمعني باألمر‪.116‬‬

‫وقد حددت املادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء حاالت سحب الترخيص وهي‪:‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ -‬الهادي مقداد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.011 :‬‬
‫‪114‬‬
‫‪ -‬اسماعيلي حسن‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.91 :‬‬
‫‪115‬‬
‫‪ -‬عشوان عبد هللا‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.19 :‬‬
‫‪116‬‬
‫‪ -‬الفقرة التالية من املادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪.‬‬

‫‪- 38 -‬‬
‫" ‪ ... -‬عدم احترام الشروط التي يتضمنها الترخيص‪،‬‬

‫إذا لم يشرع في استعمال الترخيص داخل أجل سنتين‪،‬‬

‫إذا تم تفويض الترخيص أو تحويله دون موافقة مسبقة من وكالة الحوض ما عدا الاستثناء‬

‫املنصوص عليه في املادة ‪ 21‬بعده‪،‬‬

‫‪-‬إذا لم يتم تسديد ألاتاوات في آلاجال املحددة‪،‬‬

‫‪ -‬إذا استعملت املياه لغرض غير مرخص به‪،‬‬

‫ويمكن لوكالة الحوض املائي في أي وقت تغيير الرخصة أو تقليص مدتها أو سحبها من أجل املنفعة‬

‫العامة‪ ،‬بشرط توجيه إشعار للمستفيد ال تقل مدته عن ثالثين يوما‪ .‬ويخول هذا التغيير أو التقليص أو السحب‬

‫الحق في التعويض لفائدة املستفيد من الترخيص إذا حصل له ضرر مباشر من جراء ذلك"‪.‬‬

‫كما يتم سحب الترخيص أيضا في حالة تحويله بمعزل عن العقار الذي منح لفائدته‪ .‬وعند تجزئة‬

‫العقار املستفيد فإن تقسيم املياه بين القطع املجزأة يجب أن يكون موضوع ترخيصات جديدة تحل محل‬

‫الترخيص ألاصلي‪.117‬‬

‫ويجب أن تكون الغاية من قرار مدير وكالة الحوض املائي كأي قرار إداري تحقيق املصلحة العامة وأن‬

‫يكون معلال ‪ ،118‬وإال تم الطعن فيه بسبب التعسف في استعمال الحق‪ ،119‬وذلك طبقا ملقتضيات املادة الثامنة‬

‫من القانون رقم ‪ 12011.20‬التي تنص على أنه " تختص املحاكم إلادارية ‪ ...‬بالبت ابتدائيا في طلبات إلغاء قرارات‬

‫السلطة إلادارية بسبب تجاوز السلطة‪."..‬‬

‫وإذا تعلق ألامر بتراخيص جلب املاء املعد للسقي فإن سحب الترخيص يكون من طرف املكتب الجهوي‬

‫لالستثمار الفالحي كما تنص على ذلك املادة ‪ 1-11‬من مرسوم ‪.0191/4/2‬‬

‫‪117‬‬
‫‪ -‬الفقرتين الثانية والرابعة من املادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫‪ -‬تنص املادة ألاولى من القانون رقم ‪ 11.10‬بشأن إلزام إلادارات العمومية والجماعات املحلية واملؤسسات العمومية بتعليل قراراتها أنه" تلزم إدارات‬
‫الدولة والجماعات املحلية وهيآتها واملؤسسات العمومية واملصالح التي عهد إليها بتسيير مرفق عام بتعليل قراراتها إلادارية الفردية السلبية الصادرة ‪ ...‬تحت‬
‫طائلة عدم الشرعية‪ ،‬وذلك باإلفصاح كتابة في صلب هذه القرارات عن ألاسباب القانونية والواقعية الداعية إلى اتخاذها‪ ".‬الظهير الشريف رقم ‪0.14.040‬‬
‫الصادر في فاتح ربيع آلاخر ‪ 41 ( 0241‬يوليو‪ ) 4114‬الصادر في ج‪.‬ر عدد ‪ 1141‬املؤرخة في ‪ 1‬جمادى آلاخرة ‪04( 0241‬أغسطس ‪ ،)4114‬ص‪.4494 :‬‬
‫‪119‬‬
‫‪- chouni Mohammed : La loi sur l’eau et le droit à l’eau, Imprimerie Al Maarif Al jadida, Rabat, 2005, p : 52.‬‬
‫‪120‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 0.10.441‬صادر في ‪ 44‬من ربيع ألاول ‪ 01 ( 0202‬سبتمبر ‪ ) 0111‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 20.11‬املحدثة بموجبه املحاكم إلادارية‪ ،‬الصادر‬
‫في ج‪.‬ر عدد ‪ 2441‬املؤرخة في ‪ 09‬جمادى ألاولى (‪ ) 0111/00/11‬الصفحة‪.4069 :‬‬

‫‪- 39 -‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حقوق وواجبات املستفيد من الترخيص‬

‫منح املشرع للمستفيد من الترخيص مجموعة من الحقوق عند استعماله للملك العام املائي تخوله‬

‫ممارسة حقه بشكل سليم ( أ )‪ ،‬كما فرض عليه مجموعة من الالتزامات ( ب )‪.‬‬

‫أ ‪ -‬حقوق املستفيد من الترخيص‬

‫يمكن للمرخص له استعمال املاء العمومي بحسب ما جاء في قرار الترخيص‪ ،‬والذي يمكن أن يكون‬

‫ألغراض منزلية‪ ،‬أو صناعية‪ ،‬أو فالحية‪ ،‬وينتج عن هذا الحق التزام على عاتق وكالة الحوض املائي‪ ،121‬بتخويل‬

‫وتسهيل استعمال املرخص له للماء العمومي وذلك بعدم إعاقة استعماله له‪ ،‬أو إثقال كاهله أو التضييق على‬

‫هذا إال ما كان في إطار اختصاصها كشرطة إدارية‪ ،‬وذلك باتخاذ كافة التدابير لفرض احترام قرار الترخيص‪.122‬‬

‫ومن أجل استغالل أمثل للترخيص‪ ،‬فقد منح املشرع للمرخص له الحق في احتالل جزء من امللك‬

‫العام املائي الضروري للمنشآت والعمليات املرخص بها شرط عدم إلاضرار بالغير‪.123‬‬

‫ويمنح قرار الترخيص للمرخص له مكنة التمتع بجميع الحقوق القانونية لرد كل اعتداء من شأنه أن‬

‫يشوش على استعماله للمياه‪ ،‬سواء بسرقتها أو وضع اليد عليها أو إعاقة سيالنها‪ ،‬حيث يحق له طرق باب‬

‫القضاء السترجاع حقه‪.‬‬

‫وتنص الفقرة الثانية من املادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء أن الترخيص مرتبط بالعقار‬

‫وفي حالة التصرف فيه يتحول الترخيص بقوة القانون إلى املالك الجديد‪ ،‬شريطة قيامه بالتصريح بالتفويت إلى‬

‫وكالة الحوض املائي أو املركز الجهوي لالستثمار الفالحي داخل أجل ثالثة أشهر ابتداء من تاريخ انتقال امللكية‪،‬‬

‫فإذا كان العقار محفظا فإنه لن ينتج أثره تجاه الغير إال من تاريخ تقييده بالرسم العقاري من طرف املحافظ‬

‫على ألامالك العقارية‪ ،‬أما إذا كان العقار غير محفظ فإن انتقال امللكية يكون من تاريخ العقد‪ ،‬والعقد يلزم أن‬

‫يفرغ في الشكل املحدد في املادة الرابعة‪ 124‬من القانون رقم ‪ 11.19‬املتعلق بمدونة الحقوق العينية‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫‪ -‬الفقرة ألاولى من املادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪.‬‬
‫‪ -‬إذا تعلق ألامر بأغراض فالحية داخل الدوائر املسقية‪ ،‬فإن املركز الجهوي لالستثمار الفالحي هو من يمنح هذه التراخيص‪.‬‬
‫‪122‬‬
‫‪ -‬علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.011 :‬‬
‫‪123‬‬
‫‪ -‬الفقرة ألاولى من املادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪.‬‬
‫‪124‬‬
‫‪ -‬تنص املادة الرابعة من مدونة الحقوق العينية على أنه "يجب أن تحرر – تحت طائلة البطالن‪ -‬جميع التصرفات املتعلقة بنقل امللكية أو بإنشاء‬
‫الحقوق العينية ألاخرى أو بنقلها أو تعديلها أو إسقاطها بموجب محرر رسمي‪ ،‬أو بمحرر ثابت التاريخ يتم تحريره من طرف محام مقبول للترافع أمام محكمة‬
‫النقض ما لم ينص قانون خاص على خالف ذلك‪"...‬‬

‫‪- 40 -‬‬
‫واملالحظ أن املادة ‪ 21‬أعاله لم تحدد شكل التصريح‪ ،‬هل يجب أن يكون كتابيا أم شفهيا؟ ويتضح أنه‬

‫يلزم أن يكون كتابيا ومرفقا بعقد انتقال امللكية‪ ،‬وفي حالة عدم الالتزام بهذا إلاجراء فإن املشرع رتب جزاء‬

‫البطالن على الترخيص املمنوح لفائدة العقار‪ ،‬ويسحب بمجرد انقضاء الثالثة أشهر املوالية لتاريخ انتقال‬

‫امللكية‪.‬‬

‫وفي حالة تعسف وكالة الحوض املائي أو املركز الجهوي لالستثمار الفالحي وقيامهما بسحب الترخيص‬

‫أو تقليص مدته دون سبب قانوني‪ ،‬فإنه يحق للمرخص له اللجوء إلى القضاء من أجل إلغاء هذا القرار أو‬

‫املطالبة بالتعويض عن الضرر الالحق‪.125‬‬

‫‪125‬‬
‫‪ -‬الفقرة ألاخيرة من املادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪.‬‬

‫‪- 41 -‬‬
‫ب – التزامات املستفيد من الترخيص‬

‫تستنتج التزامات املستفيد من الترخيص من خالل القراءة املعكوسة للفقرة الثالثة من املادة ‪ 11‬من‬

‫القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء وهي ‪:‬‬

‫‪ -‬احترام الشروط التي يتضمنها الترخيص‪.‬‬

‫‪ -‬الشروع في استعمال الترخيص داخل أجل سنتين‪.‬‬

‫‪ -‬الحصول على موافقة مسبقة عند تفويـت الترخيـص أو تحويله للغير من وكالة الحـوض ما عدا‬

‫الاستثناء املنصوص عليه في املادة ‪.21‬‬

‫‪ -‬تسديد إلاتاوات في آلاجال املحددة‪.‬‬

‫‪ -‬استعمال املياه للغرض املرخص به‪.‬‬

‫وأضافت املادة ألاولى من املرسوم رقم ‪ 4.11.291‬الخاص بتحديد مسطرة التراخيص والامتيازات‬

‫املتعلقة بامللك العام املائي أيضا تحديد الصبيب املراد جلبه‪ ،‬والعمق املحتمل للمنشأة ومستويات املاء امللتقطة‬

‫أو املراد التقاطها‪ ،‬وكذا املساحة املراد سقيها عندما يتعلق ألامر بالسقي أو املزمع تهيئتها عندما يتعلق ألامر بتهيئة‬

‫بحيرات أو برك أو مستنقعات‪.‬‬

‫كما يحدد املكتب الجهوي لالستثمار الفالحي التدابير التي يجب على املستفيد من الترخيص القيام بها‬

‫لتجنب تدهور املياه التي يستعملها إما عن طريق الجلب أو الصرف ومبلغ وكيفيات أداء إلاتاوات‪ ،‬وكذا التدابير‬

‫التي يلزم القيام بها تطبيقا ملقتضيات الباب السادس من قانون املاء بخصوص محاربة تلوث املياه‪.126‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬الهيآت إلادارية املكلفة بتدبير امللك العام املائي‬

‫إن الانطباع ألاول الذي يخرج به كل من يلقي نظرة على مواد قانون املاء‪ ،‬هو حرص املشرع املغربي‬

‫على إبراز فلسفته التشريعية في هذا املجال‪ ،‬والرامية إلى إحكام السيطرة إلادارية وتقوية صالحياتها‪ ،‬بفسح‬

‫املجال أمام أجهزتها للتدخل كلما اقتضت الظروف وألاحوال ذلك‪ ،‬إما من أجل املراقبة‪ ،‬أو فرض مقاييس‬

‫‪126‬‬
‫‪ -‬اسماعيلي حسن‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.96 :‬‬

‫‪- 42 -‬‬
‫لعقلنة استعمال املوارد املائية واتخاذ ما يلزم من إلاجراءات الاحترازية لضمان املحافظة على جودتها‪ ،127‬ولهذا‬

‫الغرض نظم املشرع عدة هيئات متدخلة في هذا املجال (فقرة أولى)‪.‬‬

‫وبغية تدبير محكم إلدارة املوارد املائية‪ ،‬فإن السياسات الجديدة لقانون املاء تتمثل في الاعتماد على‬

‫التدبير الالمركزي‪ ،‬يكون مجاله الحوض املائي‪ ،‬وضابطه املخطط التوجيهي للتهيئة املندمجة املعتمد على‬

‫خالصات نتائج املخطط الوطني للماء (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬الهيئات إلادارية‬

‫ملا كانت إدارة املياه العمومية أمرا ضروريا‪ ،‬فقد أنشأ املشرع هيئات إدارية تتولى تدبير وتسيير املياه‬

‫العمومية سواء على الصعيد الوطني أو الجهوي أو املحلي‪ ،‬والشتراك جميع املعنيين بمسألة املاء‪ ،‬فقد أحدث‬

‫القانون رقم ‪ 01.11‬جهازين لهما وظيفة استشارية‪ ،‬أحدهما ذو بعد وطني وآخر له بعد جهوي‪.128‬‬

‫أوال‪ :‬الهيئات الوطنية‬

‫تتمثل الهيئات الوطنية املعنية بمسألة املاء في املجلس ألاعلى للماء واملناخ (‪ )0‬واملجلس الوطني‬

‫للبيئة(‪.)4‬‬

‫‪ - 1‬املجلس ألاعلى للماء واملناخ‬

‫تم تنظيمه في الفرع ألاول من الباب الرابع من قانون املاء‪ ،‬حيث جاء في املادة ‪ 01‬منه على أنه "‬

‫يحـدث مجلس تحت اسم املجلس ألاعلى للماء واملناخ يكلف بصياغة التوجهات العامة للسياسة الوطنية في‬

‫مجال املاء واملناخ‪"...‬‬

‫أنش ئ املجلس سنة ‪ 0190‬وانعقد ثماني مرات‪ ،‬حيث ناقش املخطط املديري للتهيئة املتعلقة بمنابع‬

‫املياه والتلوث املائي‪ ،‬واقتصاد املاء وقانون املاء‪ ،‬وانعقد في دورته التاسعة في يونيو ‪ ،4111‬ومنذ إنشائه لم‬

‫يصدر املشرع أي قانون لتحديد اختصاصاته إلى أن صدر قانون املاء‪.129‬‬

‫ويتألف املجلس ألاعلى للماء واملناخ من طائفتين‪ ،‬ألاولى تضم أعضاء من الجهات إلادارية املعنية باملاء‬

‫وهم ممثلو الدولة ووكاالت ألاحواض املائية‪ ،‬واملكتب الوطني للماء الصالح للشرب واملكتب الوطني للكهرباء‪،‬‬

‫‪127‬‬
‫‪ -‬أحمد إد لفقيه‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.141 :‬‬
‫‪128‬‬
‫‪- Allal Al Menouar: Op, cit, p: 74‬‬
‫‪129‬‬
‫‪ -‬علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.010:‬‬

‫‪- 43 -‬‬
‫واملكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي‪ ،‬والثانية تضم أعضاء من مستعملي املياه املنتخبين من طرف نظرائهم‬

‫وممثلين عن مؤسسات التكوين املنهي‪ ،‬ويمكن للمجلس أن يستدعي كل شخص مختص في مجال املاء‪.130‬‬
‫َ‬
‫وقد نصت ديباجة املرسوم املتعلق بتأليف وتسيير املجلس ألاعلى للماء واملناخ‪131‬على أن امل ِلك هو‬

‫الرئيس الشرفي للمجلس‪ ،‬غير أن الرئاسة الفعلية تكون لرئيس الحكومة الذي يدعو املجلس لالنعقاد مرة‬

‫واحدة في السنة على ألاقل‪ ،‬ويعهد للجنة الدائمة للمجلس بتحضير جدول أعماله واجتماعاته وأشغال دوراته‪،‬‬

‫وتطبيق التحديات الصادرة عنه ودراسة كل القضايا التي لها عالقة باملاء‪.132‬‬

‫‪ -2‬املجلس الوطني للبيئة‬

‫تأسس املجلس الوطني للبيئة بمقتض ى مرسوم ‪ 4-11-0100‬بتاريخ ‪ 41‬يناير ‪ ،1330111‬في إطار إعادة‬

‫تنظيم الوحدات إلادارية املكلفة بحماية البيئة‪ ،‬وتترأس السلطة الحكومية املكلفة بالبيئة املجلس‪ ،‬وتضم ممثلي‬

‫السلطات الحكومية املكلفة بالشؤون الخارجية والتعاون الدولي‪ ،‬والفالحة والصيد البحري واملالحة البحرية‬
‫‪134‬‬
‫والدفاع الوطني والبيئة‪..‬‬

‫وحسب املادة الثانية من املرسوم فان املجلس يختص باملحافظة على التوازن البيئي وخاصة املياه‬

‫وألارض‪ ،‬وتحسين إطار العيش وظروفه‪ ،‬ويجتمع مرتين في السنة أو كلما دعت الضرورة إلى ذلك‪ ،135‬وعلى هذا‬

‫ألاساس يقوم بتوجيه وتنسيق مجهودات الدولة من أجل الحفاظ على املوارد الطبيعية وإلاعالم والتحسيس‬

‫بأهمية حماية البيئة‪ ،‬ويقترح على الدولة املشاريع الكفيلة بذلك‪.136‬‬

‫ثانيا‪ :‬الهيئات الجهوية‬

‫‪130‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪.‬‬
‫‪ -131‬مرسوم رقم ‪ 4-16-019‬صادر في ‪ 9‬رجب ‪ 41( 0201‬نونبر‪ ،)0116‬الصادر في الجريدة الرسمية عدد ‪ 2216‬بتاريخ ‪ 41‬رجب ‪ ،)0116/04/1( 0201‬ص‪:‬‬
‫‪. 4662‬‬
‫‪132‬‬
‫‪- Houria tazi sadeq : Du droit de l’eau au droit à l’eau au Maroc et ailleurs, Imprimerie Toumi oulja, Salé,2007 p: 138.‬‬
‫‪133‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 4/11/0100‬صادر في ‪ 09‬من شعبان ‪ 41( 0201‬يناير‪ )0111‬يتعلق بإعادة تنظيم الهيئات املكلفة باملحافظة على البيئة وتحسينها الصادر‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2412‬بتاريخ ‪ 01‬رمضان ‪ 01( 0201‬فبراير‪ ،)0111‬ص‪.111 :‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ -‬املادة الثالثة من املرسوم رقم ‪ 4.11.0100‬السلف الذكر‪.‬‬
‫‪135‬‬
‫‪ -‬املادة الثامنة من املرسوم السابق‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫‪ -‬علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.091 :‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫باملوازاة مع املجلس الوطني للبيئة‪ ،‬نصت املادة الثانية عشر على تأسيس املجالس الجهوية للبيئة‬

‫حيث تقوم بتطبيق التوجهات والتوصيات الصادرة عن املجلس الوطني وجرد املشاكل البيئية جهويا‪ ،‬وبذلك‬

‫تحويل إلادارة املحلية من أجل تقريبها من املستهلكين‪.137‬‬

‫وقد وضع املشرع إطارا مؤسساتيا من أجل تأمين املوارد املائية والتخطيط لتنميتها واملحافظة عليها‪،‬‬

‫وكذلك تدبيرها في إطار ال مركزي على مستوى ألاحواض املائية‪ ،138‬وأنشأ املكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي‬

‫والتي يدخل في اختصاصاتها تدبير وتوزيع استعمالها ألغراض فالحية‪.139‬‬

‫‪ -1‬وكاالت ألاحواض املائية‬

‫أراد املشرع إنشاء هيئات خاصة لتدبير وحماية املوارد املائية‪ ،‬وهذا ما جاء به قانون املاء عندما أنشأ‬

‫على مستوى كل حوض مائي مؤسسة تدعى وكالة الحوض املائي‪ ،‬وهي مؤسسة عامة تتمتع بالشخصية املعنوية‬

‫والاستقالل املالي‪ ،‬وفي تقديمه لقانون املاء رأى املشرع أن من أهداف هذا القانون تدبير املوارد املائية في إطار‬

‫وحدة جغرافية هي الحوض املائي‪ ،‬الذي يعتبر ابتكارا مهما من شأنه خلق تصور حول تدبير ال مركزي للماء‪.‬‬

‫وتجربة وكاالت ألاحواض املائية عرفتها فرنسا بموجب قانون ‪ 0162‬وأثبتت نجاحها من حيث اتخاذ‬

‫القرارات بعين املكان‪ ،‬وحماية املياه العمومية بواسطة شرطة املياه‪ ،‬وأمام نجاح هذه التجربة ارتأى املشرع‬

‫املغربي تبني هذا التنظيم من خالل املادة ‪ 41‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪.‬‬

‫وأول وكالة تم إحداثها هي وكالة حوض أم الربيع‪ ،140‬تالها إحداث باقي الوكاالت وهي وكالة الحوض‬

‫املائي مللوية‪ ،141‬ووكالة الحوض املائي للوكوس‪ ،142‬ووكالة الحوض املائي لسبو‪ ،143‬ووكالة الحوض املائي ألبي‬

‫رقراق الشاوية‪ ،144‬ووكالة الحوض املائي لتانسيفت‪ ،145‬ووكالة الحوض املائي لسوس ماسة درعة‪.146‬‬

‫‪137‬‬
‫‪- Houria tazi sadiq. op, cit, p: 144.‬‬
‫‪138‬‬
‫‪ -‬الهادي مقداد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.061 :‬‬
‫‪139‬‬
‫‪- Allal El Menouar : op, cit : p76.‬‬
‫‪140‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 4-16-116‬صادر في ‪ 9‬رجب ‪ 41(0201‬نونبر ‪ )0116‬الصادر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2216‬بتاريخ ‪ ،0116/04/11‬ص‪.4666‬‬
‫‪141‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 4-11-211‬صادر في ‪ 01‬شعبان ‪ 02(0240‬نونبر ‪ )4111‬الصادر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2911‬بتاريخ ‪ 46‬شعبان ‪،)4111/00/41 (0240‬‬
‫ص‪.1191‬‬
‫‪142‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 4-11-216‬صادر في‪ 01‬شعبان ‪ 02( 0240‬نونبر ‪ )0116‬الصادر بالجريدة الرسمية عدد‪ 2911‬بتاريخ ‪ 46‬شعبان ‪،)4111/00/41( 0240‬‬
‫ص‪.1110‬‬
‫‪143‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 4 – 11 – 211-‬صادر في‪ 01‬شعبان ‪ 02( 0240‬نونبر ‪ )0116‬الصادر بالجريدة الرسمية عدد‪ 2911‬بتاريخ ‪ 46‬شعبان ‪،)4111/00/41( 0240‬‬
‫ص ‪1114‬‬

‫‪- 45 -‬‬
‫وتتكون وكاالت ألاحواض املائية من مدير يتوفر على السلطات والاختصاصات الضرورية لتسيير‬

‫الوكالة‪ ،‬وينفذ مقررات مجلس إلادارة‪ ،‬وعند الاقتضاء مقررات اللجان كما يقوم بمنح الرخص والامتيازات‬

‫باستعمال امللك العام املائي املنصوص عليها في قانون املاء‪.147‬‬

‫واختصاصات وكاالت ألاحواض املائية محددة بموجب القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪ ،‬ويمكن‬

‫اختزال مهامها في تدبير وحماية امللك العام املائي املوضوع رهن إشارتها واملحدد بموجب املادة الثانية من هذا‬

‫القانون ماعدا‪:‬‬

‫املياه التي اكتسبت عليها حقوق خاصة وتم الاعتراف بها‪.‬‬

‫املياه املالحة التي تخضع للقانون املنجمي‪.‬‬

‫مياه ألانهار التي يمكنها استقبال السفن‪ ،‬طبقا للقانون رقم ‪ 01.14‬املتعلق باملوانئ‪.148‬‬

‫مياه البحار واملعدة ضمنيا حسب مقتضيات قانون املاء‪.‬‬

‫املنشآت التي تم وضعها رهن إشارة املكتب الوطني للماء الصالح للشرب واملكاتب الجهوية‬

‫لالستثمار الفالحي‪.149‬‬

‫ويبدو أن تجربة ألاحواض املائية ساهمت بشكل كبير في تجسيد الحماية القانونية للملك العام املائي‬

‫من خالل التدبير الالمركزي للمياه‪ ،‬مما ساهم بسرعة ضبط املجال وزجر الاعتداء عليه خاصة‪ ،‬مع الدور‬

‫املنوط بشرطة املياه التي سيتم الحديث عنها الحقا‪.‬‬

‫‪ -2‬املكاتب الجهوية للستثمار الفليي‬

‫‪144‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 4-11-219‬صادر في‪ 01‬شعبان ‪ 02( 0240‬نونبر ‪ )0116‬الصادر بالجريدة الرسمية عدد‪ 2911‬بتاريخ ‪ 46‬شعبان ‪ ،)4111/00/41( 0240‬ص‬
‫‪.1112‬‬
‫‪145‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 4-11-211‬صادر في‪ 01‬شعبان ‪ 02( 0240‬نونبر ‪ )0116‬الصادر بالجريدة الرسمية عدد‪ 2911‬بتاريخ ‪ 46‬شعبان ‪ ،)4111/00/41( 0240‬ص‬
‫‪.1116‬‬
‫‪146‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 4-11-291‬صادر في‪ 01‬شعبان ‪ 02( 0240‬نونبر ‪ )0116‬الصادر بالجريدة الرسمية عدد‪ 2911‬بتاريخ ‪ 46‬شعبان ‪ ،)4111/00/41( 0240‬ص‬
‫‪.1111‬‬
‫‪147‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 44‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪.‬‬
‫‪148‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 0-11-026‬صادر في ‪ 41‬شوال ‪ 41 ( 0246‬نونبر ‪ )4111‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 01.14‬املتعلق باملوانئ بإحداث الوكالة الوطنية للموانئ‬
‫وشركة استغالل املوانئ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1111‬بتاريخ ‪ 1‬ذي القعدة ‪ )4111/04/1 (0246‬ص ‪.1011‬‬
‫‪149‬‬
‫‪ -‬دليل شرطة املاء‪ :‬صادر عن وكالة الحوض املائي ألم الربيع‪ ،‬أكتوبر ‪ ،4100‬ص‪.01 :‬‬

‫‪- 46 -‬‬
‫أنشئت املكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي بتاريخ ‪ 44‬أكتوبر ‪ 0166‬وهي مؤسسات عمومية خاضعة‬

‫لوصاية وزارة الفالحة‪ ،‬ومسؤولة عن إدارة املوارد املائية املخصصة لالستعمال الفالحي داخل دائرة نفوذ‬

‫املكاتب‪ ،150‬واختصاصها هذا ممنوح بمقتض ى تفويض من قبل الوزارة املكلفة باملاء حيث خصت املكاتب‬

‫الجهوية لالستثمار الفالحي بحق منح رخص جلب املياه‪ ،151‬وهو أحد الاستثناءات الواردة على اختصاصات‬

‫وكاالت ألاحواض املائية‪.‬‬

‫ومن أهم اختصاصات املكاتب الجهوية لالستثمار تأمين استغالل وصيانة التجهيزات لضمان خدمة‬

‫مائية دائمة وفعالة‪ ،‬وتأمين إنجاز التجهيزات الهيدرو فالحية لحساب الدولة‪ ،‬مع منحها الحق في دعم مالئم‬

‫للفالحين في مجال التنمية الفالحية‪ ،‬باإلضافة إلى استخالص إتاوات مياه السقي ومزاولة شرطة املياه‪.152‬‬

‫وحفاظا على التنسيق بين املكاتب الجهوية ووكاالت ألاحواض املائية‪ ،‬فإن مديري املكاتب ملزمون‬

‫بتوجيه نسخ من قرارات الترخيص بجلب املاء ألغراض فالحية‪ ،‬وكذا املقررات املتعلقة بتغييرها أو إلغائها أو‬

‫تجديدها أو سحبها أو تحويلها إلى مدير وكالة الحوض املائي املعنية‪ ،‬وإلى الوزير املكلف بالتجهيز‪ ،‬ورغم ذلك فان‬

‫تعدد املتدخلين بالنسبة لنقطة مائية واحدة يمكن أن يؤدي إلى تنازع الاختصاص وتضارب التدابير املتخذة‬

‫وإعاقة تطبيق املخططات التوجيهية والوطنية‪.153‬‬

‫ويبدو أن املشرع من خالل هذا املقتض ى يهدف إلى جعل ألاحواض الغنية باملوارد املائية متضامنة‬

‫بشكل ملزم مع ألاحواض املائية التي تعرف نقصا في مواردها املائية‪ ،‬بغية تفادي الفوارق بينها من جهة وخدمة‬

‫للمستهلك املائي بما يحقق ألامن الاجتماعي من جهة أخرى‪.‬‬

‫ويوضع املخطط الوطني للماء ملدة ال تقل عن ‪ 41‬سنة‪ ،‬ويمكن مراجعته بصفة دورية كل خمس‬

‫سنوات ما عدا إذا اقتضت الظروف الاستثنائية تغيير محتواه قبل هذه املدة ‪.154‬‬

‫‪150‬‬
‫‪- Allal El Menouar: op, cit, p79.‬‬
‫‪151‬‬
‫‪ -‬علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.021 ،‬‬
‫‪152‬‬
‫‪ -‬دليل شرطة املاء‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.06 :‬‬
‫‪-153‬‬
‫علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.021 :‬‬
‫‪154‬‬
‫‪ -‬الفقرة ألاخيرة من املادة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪.‬‬

‫‪- 47 -‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬آلاليات القانونية لتدبير امللك العام املائي‬

‫أدت سنوات الجفاف التي عاشها املغرب ابتداء من ثمانينيات القرن املاض ي إلى إلاحساس بخطورة‬

‫املوقف‪ ،‬مما أدى إلى التفكير في وضع إستراتيجية وطنية للتخطيط من أجل ترشيد استغالل املوارد املائية‬

‫املتاحة وتفادي تبذيرها أو استغاللها بطريقة تؤثر على جودتها وصالحيتها لالستعمال‪.155‬‬

‫وعملية التخطيط الستعمال املوارد املائية وحمايتها حسب قانون املاء تكون إما عن طريق املخطط‬

‫الوطني للماء‪ ،‬أو عن طريق املخططات التوجيهية للتهيئة املندمجة للموارد املائية‪.‬‬

‫‪ -1‬املخطط الوطني للماء‬

‫جاء في املادة في ‪ 1‬من مرسوم ‪ 1564.11.441‬أنه " تتولى وزارة التجهيز إعداد مشروع املخطط الوطني‬

‫للماء وتعرضه على نظر وزارة الداخلية ووزارة املالية ووزارة الفالحة ووزارة الصحة العمومية ووزارة الطاقة‬

‫واملعادن ووزارة التجارة والصناعة التقليدية ووزارة البيئة والوزارة املكلفة بالسكان‪.‬‬

‫وبعد استيفاء إلاجراءات املذكورة‪ ،‬يعرض وزير التجهيز مشروع املخطط على نظر املجلس ألاعلى للماء‬

‫واملناخ"‪ ،‬هذا ألاخير الذي يدرس ويبدي رأيه حول هذا املخطط‪.‬‬

‫والهدف من هذا املخطط هو وضع استراتيجية وطنية على املدى البعيد في إطار سياسة مائية عامة‪،‬‬

‫لتدبير املوارد املائية املتواجدة بسطح ألارض وفي باطنها بكافة التراب الوطني‪ ،‬وتهدف عملية التخطيط في ألاصل‬

‫إلى التوفيق بين الحاجيات املتزايدة للمجتمع على املوارد املائية‪ ،‬وفق متطلبات التنمية الاقتصادية‬

‫والاجتماعية‪ ،‬وبين املوارد املائية املتوفرة في ألانهار والبحيرات والسدود وفي باطن ألارض‪ ،‬كما تهدف إلى تحقيق‬

‫تخطيط منسجم ومرن الستعمال هذه املوارد بشكل معقلن وفعال‪.157‬‬

‫وقد حددت املادة ‪ 01‬من القانون ‪ 01.11‬املتعلق باملاء الخطوط العريضة التي تقوم إلادارة بوضعها‬

‫بناء على نتائج وخالصات املخططات التوجيهية لتهيئة ألاحواض املائية وهي‪:‬‬

‫ألاولوية الوطنية فيما يتعلق بتعبئة واستعمال موارد املياه‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫‪ -‬الهادي مقداد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.069 :‬‬
‫‪156‬‬
‫‪ -‬مرسوم ‪ 4-11-441‬صادر في ‪ 40‬جمادى آلاخرة ‪ 42 ( 0209‬أكتوبر ‪ )0111‬يتعلق بإجراء وضع ومراجعة املخططات التوجيهية للتهيئة املندمجة ملوارد املياه‬
‫واملخطط الوطني للماء‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2114‬بتاريخ ‪ 1‬رجب ‪ 6 ( 0209‬نونبر ‪ ،)0111‬ص‪.2401 :‬‬
‫‪157‬‬
‫‪ -‬الهادي مقداد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.010 :‬‬

‫‪- 48 -‬‬
‫برنامج ومدة إنجاز التجهيزات املائية على املستوى الوطني‪.‬‬

‫الروابط التي يجب أن توجد بينه وبين مخططات التهيئة املندمجة ملوارد املياه ومخططات‬

‫إعداد التراب‪.‬‬

‫إلاجراءات املرافقة له‪ ،‬خصوصا منها الاقتصادية واملالية والنظامية والتنظيمية والتحسيسية‬

‫والتربوية للسكان‪ ،‬الضرورية لسريان مفعوله‪.‬‬

‫شروط تحويل املياه من ألاحواض املائية التي تتوفر على فائض منها إلى ألاحواض التي تعرف‬

‫عجزا فيها‪.‬‬

‫ومدة املخطط التوجيهي هي عشرون سنة على ألاقل‪ ،‬ويمكن أن تراجع من طرف إلادارة كل خمس‬

‫سنوات ما عدا إذا اقتضت الظروف الاستثنائية تغيير محتواه قبل هذه املدة‪.158‬‬

‫فإذا كان املخطط الوطني يحدد الاستراتيجية الوطنية والتوجهات الكبرى في مجال تدبير املاء‪ ،‬فان‬

‫املخطط التوجيهي املراد اعتماده على مستوى كل حوض مائي هو املعني بوضع مخططات ومشاريع عملية في‬

‫إطار تدبير ال مركزي للموارد املائية‪ ،‬سواء تعلق ألامر بالتعبئة أو التنمية أو بعقلنة الاستعمال أو بالحماية من‬

‫التلوث والاستنزاف‪.159‬‬

‫‪ -2‬املخطط التوجيهي للتهيئة املندمجة‬

‫حدد القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء اختصاصات وكاالت ألاحواض املائية‪ ،‬من أجل السهر على‬

‫التخطيط والتهيئة والتدبير والتنفيذ ومراقبة الاستعماالت املختلفة للموارد املتوفرة في حدود اختصاصات‬

‫نفوذها كما هو وارد في املادة ‪ 01‬منه‪.160‬‬

‫تتولى وكاالت ألاحواض املائية إعداد مشروع املخطط التوجيهي للتهيئة املندمجة وترفعه إلى وزير‬

‫التجهيز الذي يعرضه على أنظار الوزارات املعنية‪ ،‬وبعد استيفاء إلاجراءات املذكورة يعرض املخطط على نظر‬

‫‪158‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪.‬‬
‫‪159‬‬
‫‪ -‬الهادي مقداد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.014 :‬‬
‫‪160‬‬
‫‪ -‬الهادي مقداد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.014 :‬‬

‫‪- 49 -‬‬
‫املجلس ألاعلى للماء واملناخ‪ ،‬وال يصبح ناجزا إال بعد اعتماده بمرسوم من طرف الوزارة املكلفة باملاء ونشره في‬

‫الجريدة الرسمية‪.161‬‬

‫إال أنه بعد إحداث وكاالت ألاحواض املائية‪ ،‬فإن الاختصاص املمنوح لإلدارة بمقتض ى املادة ‪ 11‬من‬

‫القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء لم يعد ذا حاجة‪ ،‬حيث نصت على أنه "في انتظار إحداث وكاالت ألاحواض‪،‬‬

‫تكلف إلادارة بممارسة الاختصاصات التي يعترف بها هذا القانون لهذه الوكاالت" وبذلك أصبح إعداد مشروع‬

‫املخطط التوجيهي للماء واملصادقة عليه اختصاصا أصيال لوكاالت ألاحواض املائية‪.‬‬

‫ويهدف املخطط التوجيهي إلى تدبير املوارد املائية للحوض بما فيها مصبات ألانهار من أجل التأمين‬

‫الكيفي والكمي للحاجيات املائية الراهنة واملستقبلية ملختلف مستعملي مياه الحوض املائي‪.162‬‬

‫ومن أهم إلاجراءات التي يجب على املخطط التوجيهي للتهيئة اعتمادها‬

‫أ‪ -‬الحدود الترابية للحوض أو ألاحواض التي يطبق فيها املخطط‪.‬‬

‫ب‪ -‬التقييم والتطور الكمي والكيفي للموارد والحاجيات املائية في الحوض‪.‬‬

‫ج‪ -‬مخطط تقييم املياه بين مختلف قطاعات الحوض والاستعماالت الرئيسية للماء في الحوض‪،‬‬

‫وعند الاقتضاء يحدد هذا املخطط فائض املياه التي يمكن تحويلها إلى أحواض أخرى‪.‬‬

‫د‪ -‬العمليات الضرورية لتعبئة وتوزيع وحماية وترميم موارد املياه وامللك العمومي املائي وال سيما‬

‫املنشآت املائية‪.‬‬

‫ه‪ -‬وضع التصميم العام للتهيئة املائية للحوض الذي من شأنه أن يضمن املحافظة على املوارد‬

‫ومالءمتها للحاجيات‪.‬‬

‫و‪ -‬الشروط الخاصة الستعمال املاء وال سيما تلك املتعلقة باستثماره وبالحفاظ على جودته وبمحاربة‬

‫تبذيره‪.163‬‬

‫‪161‬‬
‫‪ -‬املادة الثانية من مرسوم رقم ‪ 411-411‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪162‬‬
‫‪- Chaouni Mohammed, op cit, p : 47.‬‬
‫‪163‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 06‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪.‬‬

‫‪- 50 -‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫ضوابط ونطاق الحماية الجنائية للملك‬

‫العام املائي‬

‫لم يكتف املشرع املغربي بحماية امللك العام املائي عن طريق إضفاء صفة العمومية علية‪ ،‬وما ترتبه‬

‫هذه ألاخيرة من آثار قانونية فقط‪ ،‬بل عززها بقواعد زجرية تضمن حماية خاصة واستثنائية لهذا املورد‬

‫الحيوي‪ ،‬من ذلك قواعد موضوعية وأخرى إجرائية‪.‬‬

‫وقد سلك املشرع املغربي هذا النهج نظرا لإلقبال املتزايد على الثروة املائية‪ ،‬سواء باالستعمال املنزلي‪،‬‬

‫أو الصناعي‪ ،‬أو الفالحي‪ ،‬وإلدراكه خطورة الاعتداء على هذه املادة الهامة من جهة‪ ،‬كما أن املساس بها قد يهدد‬

‫ألامن الاجتماعي والاستقرار العام من جهة أخرى‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬وقد بلور مهندسو السياسة املائية باملغرب منذ الاستقالل‪ ،‬توجها لم يراع شروط الحفاظ على‬

‫الثروة املائية‪ ،‬وبالتالي كان لزاما‪ ،‬وبشكل ملح ومستعجل‪ ،‬إعادة النظر في أسس السياسة املائية املغربية وإدراج‬

‫البعد البيئي في تدبير هذا املورد الهش‪ ،‬وفق مقاربة تتجاوز الرؤية القطاعية‪ ،‬وتؤسس إلطار قانوني شامل‪.164‬‬

‫وملواجهة هذه الوضعية كان من الضروري التوفر على آليات قانونية ناجعة لتنظيم وتوزيع املوارد‬

‫املائية ومراقبة استعمالها‪ ،‬حيث تم وضع خطة لتهيئة املوارد املائية وتوفيرها وتوزيعها‪.165‬‬

‫وقد عدد القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء ألافعال التي من شأن القيام بها‪ ،‬ترتيب املسؤولية الجنائية‬

‫على صاحبها‪ ،‬فمنع كل خرق لهذا القانون بجلب املاء سواء السطحي أو الجوفي‪ ،‬وأقر له عقوبات حبسية‬

‫ومالية‪ ،‬كما جرم ألافعال التي ترتكب داخل املساحات املسقية حماية للماء الفالحي من الاعتداء‪ ،‬وما يثيره‬

‫ذلك من اضطرابات اجتماعية‪.‬‬

‫ومن مميزات هذا القانون أنه يساهم في تحسين الوضع البيئي للموارد املائية الوطنية حيث سيكون‬

‫أداة فعالة ملحاربة تلويث املياه‪ ،166‬فإدارة املياه تحتاج إلى تطبيق القواعد والقوانين واملعايير البيئية‪ ،‬وتعمل‬

‫على وقاية املوارد املائية واملحافظة عليها لتنسجم معها‪ .‬ونظرا للتنوع البيئي الذي يعرفه املغرب‪ ،‬وسيرا على‬

‫‪164‬‬
‫‪ -‬عشوان عبد هللا‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.21 :‬‬
‫‪165‬‬
‫‪ -‬محمد مومن‪ :‬حماية مياه السقي في القانون املغربي‪ ،‬مجلة ألامالك‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬السنة ‪ ،4111‬ص‪.14 :‬‬
‫‪166‬‬
‫‪ -‬نعيمة البالي‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.010 :‬‬

‫‪- 51 -‬‬
‫النهج ألاممي الحامي للبيئة‪ ،‬فإن املغرب لم يتردد في الاندماج في هذا السياق وأقر قواعد حمائية هامة للبيئة‬

‫سواء في القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪ ،‬أو في نصوص أخرى‪.167‬‬

‫كما جاء قانون املاء بنصوص لحماية املستهلك املائي مما قد يهدد حصحته من استهالك مادة ملوثة‪ ،‬أو‬

‫ما قد يتعرض له من غش في املادة املستهلكة‪ ،‬وعدد في املادة ‪ 16‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء الجرائم‬

‫املتعلقة به‪.‬‬

‫ولتحقيق هذه الغايات ال بد من تدخل جهاز يقوم بالسهر على تطبيق هذه املقتضيات‪ ،‬وضبط‬

‫املخالفات املتعلقة بها‪ .‬ويتكون هذا الجهاز من الشرطة القضائية‪ ،‬وألاعوان املعينين من إلادارة الذين أعطاهم‬

‫املشرع اسم "شرطة املياه"‪.‬‬

‫إال أن عمل هذا الجهاز ال يخلو من إكراهات داخلية وخارجية تؤثر على سير عمله ومردوديته‪.‬‬

‫لدراسة هذه إلاشكاالت سأقسم هذا الفصل إلى مبحثين‪:‬‬

‫املبحث ألاول‪ :‬مظاهر الحماية الجنائية على مستوى التجريم‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬مظاهر الحماية الجنائية على مستوى ضبط املخالفات‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 00.11‬املتعلق بحماية واستصالح البيئة‪.‬‬
‫والقانون رقم ‪ 49.11‬املتعلق بتدبير النفايات والتخلص منها الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 0.16.011‬الصادر في ‪ 44‬نونبر ‪ ،4116‬املنشور في الجريدة‬
‫ص‪.1121 :‬‬ ‫الرسمية عدد ‪ 1291‬املؤرخة في ‪ 11‬دجنبر ‪،4116‬‬

‫‪- 52 -‬‬
‫املبحث ألاول‬

‫مظاهر الحماية الجنائية على مستوى التجريم‬

‫ركز علماء إلاجرام والعقاب وأخصائيو إلاصالح على كل ما يتعلق بالجريمة واملجرم‪ ،‬من حيث الدوافع‬

‫وألاسباب‪ ،‬ثم إيجاد آليات املعالجة والتأهيل‪ ،‬وظهرت عدة بحوث ودراسات في أوروبا تستهدف سلوك املجرم‬

‫داخل املجتمع وتحاول الكشف عن العوامل الكامنة وراء الظاهرة إلاجرامية‪ ،168‬حيث أصبح إلانسان في حد‬

‫ذاته يشكل موضوعا من بين املواضيع التي استقطبت العلماء واملفكرين‪ ،‬فتناولوه من جميع الجوانب النفسية‬

‫والاجتماعية وغيرهما‪.169‬‬

‫وال يجرم املشرع املغربي ألافعال سواء كانت إيجابية أو سلبية إال إذا كانت مضرة باملجتمع‪ ،‬وبهذا‬

‫أصبح املشرع الجنائي ال يتحكم في موضوع التجريم والعقاب بدون ضوابط إذ أن الفعل ال يجرم إال إذا كانت‬

‫طبيعته تهدد مصالح املجتمع وتزعزع أمنه واستقراره‪.170‬‬

‫وفي هذا إلاطار جاء القانون رقم ‪ 01.11‬بنصوص تجرم حاالت ألافعال أو الامتناع وعاقب عليها حماية‬

‫للملك العام املائي‪ ،‬فجرم بمقتض ى املادة ‪ 001‬منه جريمة جلب املاء وعاقب عليها بما هو وارد في الفصل ‪616‬‬

‫من القانون الجنائي‪ ،171‬كما جرم الاعتداءات املرتكبة داخل املساحات املسقية بمقتض ى املادة ‪ 002‬من قانون‬

‫املاء‪.‬‬

‫وانسجاما مع ما يعرفه العالم من اهتمام متزايد بالبيئة وحمايتها من التلوث‪ ،‬فإن املشرع سن‬

‫مقتضيات حمائية لها سواء في قانون املاء أو قوانين أخرى‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫‪ -‬عبد هللا أحمد املصراتي‪ :‬في اجتماعيات الجريمة والانحراف‪ ،‬قراءة اجتماعية معاصرة في النظريات املفسرة للجريمة والانحراف‪ ،‬منشور في موقع‬
‫املنشاوي للدراسات والبحوث ‪ www.minshawi.com‬تاريخ الولوج ‪4101/00/01‬‬
‫‪169‬‬
‫‪ -‬بوجبير بثينة‪ ،‬حقوق املجني عليه في القانون الجنائي الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون الجنائي والعلوم الجنائية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم إلادارية‪،‬‬
‫ص‪.4 :‬‬ ‫جامعة الجزائر بالجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪،4114 -4110‬‬
‫‪170‬‬
‫‪ -‬لطيفة الداودي‪ :‬الوجيز في القانون الجنائي املغربي – القسم العام‪ -‬املطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪ ،4111‬ص‪.20 :‬‬
‫‪ -‬عرف الفصل ‪ 001‬من ق‪.‬ج‪.‬م الجريمة بأنها عمل أو امتناع مخالف للقانون الجنائي ومعاقب عليه بمقتضاه‪.‬‬
‫‪171‬‬
‫‪ -‬ينص الفصل ‪ 616‬من القانون الجنائي املغربي على أن " من ردم كال أو جزءا من خندق أو أتلف كال أو جزءا من سياج‪ ،‬مهما تكن املادة التي صنع‬
‫منها‪ ،‬أو قطع أو قلع حسكا أخضر أو جافا‪ ،‬أو نقل أو أزال نصبا أو أية عالمة أخرى مغروسة أو متعارف عليها إلثبات الحدود الفاصلة بين العقارات املختلفة‪،‬‬
‫يعاقب بالحبس من شهر إلى سنة وغرامة من مائتين إلى خمسمائة درهم‪.‬‬
‫ن‬ ‫ل‬
‫ويعاقب بالحبس من شهر إلى سنتين وغرامة من مائتين إلى خمسة آالف درهم من حو عمدا وبدو حق مياها عامة أو خاصة"‪.‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫ولم يغفل سن آليات قانونية لحماية املستهلك املائي من التالعب الذي قد يتعرض له من بائعي املادة‪،‬‬

‫بل نص على عقوبات زجرية في القانون املتعلق بالزجر عن الغش في البضائع‪ ،‬وكذا القانون رقم ‪ 19.10‬القاض ي‬

‫بتحديد تدابير لحماية املستهلك ‪. 172‬‬

‫ولدراسة هذه املحاور سأقسم هذا املبحث إلى مطلبين‪:‬‬

‫املطلب ألاول ‪ :‬الجرائم املرتبطة بجلب املاء‬

‫املطلب الثاني‪ :‬الجرائم املرتبطة بالبيئة واملستهلك املائي‬

‫املطلب ألاول‪ :‬الجرائم املرتبطة بجلب املاء‬

‫إن حماية امللك العام املائي ال تقتصر على سن نصوص تضفي عليه الصبغة العامة‪ ،‬وتمنع التملك‬

‫الخاص لها فقط‪ ،‬بل يلزم سن نصوص قانونية تجعل من شأن جلب املاء بدون إذن سابق من طرف إلادارة‬

‫يعتبر بمثابة جريمة يعاقب عليها القانون‪.‬‬

‫وتجد جريمة جلب املاء بدون إذن قانوني أساسها في املادة ‪ 001‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‬

‫التي أحالت ‪ -‬بخصوص عقوبتها‪ -‬على الفقرة الثانية من الفصل ‪ 616‬من القانون الجنائي ( فقرة أولى)‪.‬‬

‫أما إذا وقع الجلب داخل املساحات املسقيـة املعدة واملجهزة من طرف الدولة‪ ،‬ضبط جلب غير مرخص‬

‫به مثل صبيب أعلى من الصبيـب املرخص به وسقي غير مرخص أو خارج ألاوقات املحددة‪ ،‬وسرقة املاء فإنه‬

‫إضافة إلى العقوبات املنصوص عليها في قانون املاء تضاعف إلاتاوات ( فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬جريمة جلب املاء‬

‫تجد جريمة جلب املاء أساسها القانوني في املادة ‪ 001‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء والتي جاء‬

‫فيها أن‪ " :‬كل شخص قام بجلب مياه سطحية أو جوفية خرقا ألحكام هذا القانون املتعلقة بشروط استعمال‬

‫املاء يتعرض للعقوبات املنصوص عليها في الفصل ‪( 616‬الفقرة الثانية) من القانون الجنائي السالف الذكر‪.‬‬

‫ويعاقب املساهمون والشركاء بنفس عقوبة الفاعل الرئيس ي"‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 0.00.11‬صادر في ‪ 02‬من ربيع ألاول ‪ 09 ( 0214‬فبراير ‪ )4100‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 19.10‬القاض ي بتحديد تدابير لحماية املستهلك‬
‫الصادر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 1114‬املؤرخة في ‪ 1‬جمادى ألاولى (‪ 1‬أبريل ‪ )4110‬ص‪.0114:‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫وتحويل املياه يعني تغيير مسارها‪ ،‬وذلك بتوجيهها إلى عقار الجاني ليستفيد منها بدل املستحق لها أو‬

‫تغيير مسارها بقصد إلاضرار باملستفيد دون انتفاع الجاني بها والصورة ألاولى هي ألاكثر شيوعا‪.173‬‬

‫ومن املالحظات التي يمكن إبداؤها حول هذا الفصل هو تنصيص املشرع على جريمة "جلب مياه‬

‫سطحية أو جوفية" وعدم وضعه لعقوبتها بقانون املاء‪ ،‬بل أحال على الفصل ‪ 616‬من القانون الجنائي والذي‬

‫ينص على أنه "ويعاقب بالحبس من شهر إلى سنتين وغرامة من ‪ 411‬إلى ‪ 111‬درهم من حول عمدا وبدون حق‬

‫مياها عامة أو خاصة"‪.‬‬


‫ً‬
‫ورأى ألاستاذ محمد بونبات أن املشرع تشدد عندما أضاف إلى الفاعل كال من املساهم واملشارك في‬

‫املخالفة‪ 174‬مخالفا بذلك النظم الجاري بها العمل التي تقـض ي‬

‫بأن املشارك واملساهم ال يعاقب بنفس عقوبة الفاعل ألاصلي إال في الجنايات‪.175‬‬

‫وال أظن أن املشرع تشدد في هذا الباب بل كان منسجما مع قواعد القانون الجنائي‪ ،‬لكون جريمة‬

‫جلب املاء ليست مخالفة‪ ،‬بل تعد جنحة ضبطية‪ ،‬حسب ما جاء في الفقرتين الرابعة والخامسة من الفصل‬

‫‪ 000‬من القانون الجنائي بالقول‪ " :‬الجريمة التي يعاقب عليها القانون بحبس حده ألاقص ى سنتان أو أقل أو‬

‫بغرامة تزيد عن مائتي درهم تعد جنحة ضبطية"‪ ،‬وبالرجوع إلى الفقرة الثانية من الفصل ‪ 616‬من نفس‬

‫القانون‪ ،‬نجد عقوبة تحويل املياه عمدا هي الحبس من شهر إلى سنتين وغرامة من ‪ 411‬إلى ‪ 111‬درهم‪.‬‬

‫ويرى أحد الباحثين أن تنصيص املشرع على تجريم املساس بالحدود الفاصلة بين العقارات في الفقرة‬

‫ألاولى من الفصل ‪ ،616‬وذلك عن طريق ردم الخندق أو السياج إن كليا أو جزئيا أو قطع أو قلع ألاحساك أو‬

‫نقل أو إزالة نصب أو أي عالمة مغروسة أو متعارف عليها إلثبات الحدود‪ ،‬وانتقاله في الفقرة الثانية إلى‬

‫التنصيص على تجريم تحويل املياه غير منطقي‪ ،‬لعدم وجود أي مبرر لدمج الجريمتين في فصل واحد‪.176‬‬

‫واتفق مع الرأي الذي خلص إليه الباحث بخصوص عدم وجود رابط بين الفقرتين‪ ،‬حيث أن الفقرة‬

‫ألاولى من الفصل ‪ 616‬منظمة في الفرع الثامن ‪ -‬املتعلق بالتخريب والتعييب وإلاتالف – من الباب التاسع‬

‫‪173‬‬
‫‪ -‬علوي طاهري محمد‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.194 :‬‬
‫‪174‬‬
‫ن‬
‫‪ -‬الفقرة الثانية من املادة ‪ 001‬من قانو املاء‪.‬‬
‫‪175‬‬
‫‪ -‬محمد بونبات‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.94 :‬‬
‫‪176‬‬
‫‪ -‬علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.190 :‬‬

‫‪- 55 -‬‬
‫املتعلق بالجنايات والجنح املتعلقة باألموال‪ ،‬وكان على املشرع تنظيم جريمة جلب املاء في الفرع الخامس املتعلق‬

‫باالعتداء على ألامالك العقارية والذي أفرد له فصال واحدا هو الفصل ‪ 111‬الذي ينص على أنه " يعاقب‬

‫بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة من مائتين إلى ‪ 111‬درهم من انتزع عقارا من حيازة غيره خلسة أو‬

‫باستعمال التدليس‪"...‬‬

‫ويبقى تنصيص املشرع على جريمة تحويل املاء في الفقرة الثانية من الفصل ‪ 616‬مجانبا للصواب‪،‬‬

‫وذلك راجع العتبار املشرع ومعه جانب مهم من الفقه والقضاء أن املاء عقار كما سلف الذكر‪ ،177‬وال يصح قول‬

‫املشرع في هذا الفصل إال في حالة تحويل املاء وتعبئته في قارورات أو صهاريج أو غيرهما‪ ،‬وبذلك تتحول الطبيعة‬

‫القانونية للماء من عقار إلى منقول‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى الفقرة الثانية من املادة ‪ 001‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء نجد أنها قد نصت‬

‫على قواعد زجرية تضمن الحماية املطلوبة ضد الجلب غير املرخص به للماء‪ ،‬من خالل معاقبة املساهمين‬

‫والشركاء بنفس عقوبة الفاعل ألاصلي‪ ،‬وفي هذا الصدد جاء في قرار ملحكمة النقض أنه " إذا وقع الضرر من‬

‫أشخاص متعددين عملوا متواطئين كان كل منهم مسؤوال بالتضامن عن النتائج دون تمييز بين من كان منهم‬

‫منخرطا أو مشاركا أو فاعال أصليا‪ ،‬ويطبق نفس الحكم إذا تعدد املسؤولون عن الضرر وتعذر تحديد فاعله‬

‫ألاصلي من بينهم وتحديد النسبة التي ساهم بها كل واحد منهم في الضرر الالحق به فإنها قضت برفض الطلب‬

‫املتعلق بالحكم عليهم بالتضامن بأداء التعويض املحكوم به مما كان معه قرارها خارقا للقانون ومعرضا‬
‫‪178‬‬
‫للنقض"‬

‫ولتحقق جريمة تحويل املياه ال بد من تحقق الركن املادي واملعنوي فيها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الركن املادي‬

‫يتجلى الركن املادي في جريمة تحويل املياه في تجريم املشرع املغربي لهذا الفعل‪ ،‬من خالل التنصيص‬

‫عليه في املادة ‪ 001‬أعاله‪ ،‬وكذا القواعد الثابتة في التشريعات الجنائية الحديثة‪ ،‬حيث أن ألافعال مهما بلغت‬

‫درجة مساسها بالنظام الاجتماعي ال يمكن العقاب عليها إال إذا جرمها املشرع وحدد لها عقوبات معينة‪ ،‬فالفعل‬

‫‪177‬‬
‫‪ -‬أنظر الفقرة ألاولى من املطلب الثاني من الفصل ألاول من هذا البحث‪.‬‬
‫‪178‬‬
‫‪ -‬قرار محكمة النقض رقم ‪ 0111‬بتاريخ ‪ 4111/6/01‬منشور في املائدة املستديرة الثالثة حول قانون املاء ودور القضاء وشرطة املياه في تفعيله‪ ،‬م س‪،‬‬
‫ص‪011 :‬‬

‫‪- 56 -‬‬
‫يعتبر مشروعا وال وجود للجريمة ما دام املشرع ال يصبغ عليه الصفة غير املشروعة‪ ،179‬وفي جريمة تحويل‬

‫املياه‪ ،‬فإن السلوك إلاجرامي يتمثل في قيام الفاعل بفعل مادي بأي طريقة تؤدي إلى تغيير مسار املياه سواء‬

‫بإزالة السد املائي‪ ،‬أو تحويل اتجاهه بالشكل الذي يؤدي إلى تحويل اتجاه املياه من عقار إلى آخر‪.180‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركن املعنوي‬

‫يتمثل الركن املعنوي في ضرورة توفر القصد الجنائي‪ ،‬وقد عرفه ألاستاذ محمد شهيب‪ 181‬بأنه الشكل‬

‫العادي لإلرادة آلاثمة قانونا‪ ،‬إذ تنصرف إرادة الجاني إلى الفعل الذي يرتكبه والنتيجة املقصودة بالعقاب‪،‬‬

‫فتبدو الخطيئة في أظهر صورها‪ ،‬والقصد الجنائي بهذا املعنى هو إرادة تحقق الواقعة إلاجرامية مع العلم‬
‫ُ‬
‫بالعناصر املكونة لها‪ ،‬كما تم تعريفه أيضا بأنه " القوة النفسية التي تقف وراء النشاط امل َجرم الذي استهدف‬
‫‪182‬‬
‫به الفاعل إراديا الاعتداء على مصلحة من املصالح املحمية من طرف املشرع الجنائي"‬

‫وهو ما عبر عنه املشرع ب" عمدا " أي القيام بفعل التحويل بسوء نية مسبقة وبإرادة آثمة تتجه عن‬

‫وعي وإدراك إلى تحقق الفعل إلاجرامي والنتيجة إلاجرامية‪ ،‬وأضاف املشرع عبارة " وبدون حق " أي أن الفاعل ال‬

‫حق له في التصرف في املاء أو حيازته للقيام بتحويله‪.183‬‬

‫‪179‬‬
‫‪ -‬أستاذنا محمد شهيب ‪ :‬النظرية العامة للقانون الجنائي‪ ،‬الجزء ألاول – الجريمة‪ " -‬بدون مكان النشر"‪ ،‬طبعة ‪ ،4101‬ص‪.21 :‬‬
‫‪180‬‬
‫‪ -‬علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫‪181‬‬
‫‪ -‬أستاذنا محمد شهيب‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.011 :‬‬
‫‪182‬‬
‫‪ -‬لطيفة الداودي‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.10 :‬‬
‫‪183‬‬
‫‪ -‬محمد مومن‪ :‬م س‪ ،‬ص‪11 :‬‬

‫‪- 57 -‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬املخالفات املرتكبة داخل املساحات املسقية‬

‫تجد هذه املخالفة أساسها القانوني في الفقرة الثالثة من املادة ‪ 002‬حيث نصت على أنه " وإذا وقع‪،‬‬

‫داخل املساحات السقويـة املعدة واملجهزة من طرف الدولة‪ ،‬ضبط جلب غير مرخص به مثل صبيب أعلى من‬

‫الصبيـب املرخص به وسقي غير مرخص أو خارج ألاوقات املحددة‪ ،‬وسرقة املاء‪ ...‬ومن غير مساس بالعقوبات‬

‫املطبقة عن مخـالفة شرطة امليـاه املنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬فإنه يمكن إجبار املخالف على أداء إتاوة‬

‫إضافية قدرها ضعف إلاتاوة العادية املستحقة من ألامتار املكعبة املجلوبة بصفة غير قانونية‪ .‬ويتم احتساب‬

‫ألامتار بطريقة جزافية مع افتراض أن الصبيب املجلوب بصفة غير شرعية قد وقع بصفة مستمرة خالل‬

‫العشرة أيام السابقة لضبط املخالفة‪".‬‬

‫وقد نص املشرع في املادة السابقة على عدة جرائم‪ ،‬وأوردها على سبيل املثال حيث قال‪" :‬مثل صبيب‬

‫أعلى" وكذا وضعه نقط الحذف بعد تنصيصه على سرقة املاء‪ "...‬مما يترك الباب مفتوحا إلدراج جرائم أخرى‬

‫كلما ظهر لها موجب‪.‬‬

‫وقد سبق للمشرع املغربي أن عرف السرقة في الفصل ‪ 111‬من ق‪.‬ج بالقول‪" :‬من اختلس عمدا ماال‬

‫مملوكا للغير يعد سارقا‪ "...‬ويتبين أن املشرع تعرض في الفصل ‪ 111‬لعقوبة السرقة البسيطة‪ ،‬أي التي تكون قد‬
‫‪184‬‬
‫ارتكبت في ظروف عادية فاعتبرها جنحة من الجنح‪ ،‬لكن باإلطالع على باقي النصوص العائدة لهذه الجريمة‬

‫ويتضح من خالل ذلك أن املشرع املغربي كيف كل جريمة سرقة على حدة‪ ،‬بحسب ظروف ارتكابها‪ ،‬وحدد لها‬

‫العقوبة املالئمة بحسب هذه الظروف‪.185‬‬

‫فهل مفهوم السرقة الوارد في القانون الجنائي هو ما يقصده املشرع في قانون املاء؟‬

‫املالحظ أن هذا الفعل يمكن أن يكيف على أنه جريمة سرقة تخضع ألحكام الفصل ‪ 111‬من ق‪.‬ج‪ ،‬إال‬

‫أن املشرع املغربي اعتبر في قانون املاء أن سرقة املاء هي جلب غير مرخص به للماء‪ ،‬وأحال بشأنها على العقوبة‬

‫املنصوص عليها في الفصل ‪ 616‬من ق‪.‬ج الذي يتعلق بتحويل املياه من مجراها الطبيعي دون اختالسها ولم يشر‬

‫إلى العقوبة املقررة للسرقة بشكل عام واملنصوص عليها في الفصل ‪ 111‬من ق‪.‬ج‪ .‬وبالتالي يجب تطبيق النص‬

‫‪184‬‬
‫‪ -‬تعرض املشرع للسرقة في الفصول من ‪ 111‬إلى ‪ 111‬من القانون الجنائي‪.‬‬
‫‪185‬‬
‫‪ -‬عبد الواحد العلمي‪ :‬شرح القانون الجنائي املغربي‪ -‬القسم الخاص‪ -‬مطبعة النجاح الجديدة البيضاء‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،4111-0211‬ص‪.111 :‬‬

‫‪- 58 -‬‬
‫الخاص وهو قانون املاء واستبعاد النص العام‪ ،‬كيفما كانت هذه السرقة سواء عن طريق تحويل املياه من‬

‫مجراها "أي كانت لها صفة عقار"‪ ،‬أو أخذها من مكانها الطبيعي ووضعها في صهاريج أو غيرها "أي كانت لها‬
‫‪186‬‬
‫صفة منقول"‬
‫‪187‬‬
‫بأن "‪ ....‬املسمى (ب‪.‬م) يقوم بسرقة ماء السقي‬ ‫وقد جاء في حكم للمحكمة الابتدائية بالجديدة‬

‫بواسطة أنابيب بالستيك لسقي بقعة بورية باملنطقة‪."...‬‬

‫وجاء في حكم آخر‪ 188‬أن " املتهم بارتكابه داخل الدائرة القضائية لهذه املحكمة ومنذ زمن لم يمض‬

‫عليه أمد التقادم الجنحي‪ ،‬مخالفة سرقة مياه السقي والري املنصوص عليها وعلى عقوبتها في ظهير‬

‫‪...0111/19/06‬‬

‫وحيث تتلخص وقائع النازلة من املحضر املنجز من طرف املكتب الجهوي لإلستثمار الفالحي عدد‬

‫‪ 00/01‬أنه بتاريخ ‪ 4100/11/01‬ضبط املتهم وقد ارتكب املذكور أعاله وتم تحرير محضر معاينة بشأنها"‬
‫‪189‬‬
‫التي تحتسب غالبا‬ ‫ويمكن تصور الجلب غير املرخص له أيضا في حالة مخالفة الدورة املائية‬

‫بالوقت حالة قيام املستغل بسقي أرضه خارج ألاوقات املحددة‪ ،‬أو الزيادة في السقي عن الوقت املخصص له‪.‬‬

‫واملالحظ أن العقوبات التي تصدر بحق املخالفين جد هزيلة ال ترقى إلى مستوى الردع املطلوب‬

‫والحماية املتطلبة قضاء للملك العام املائي‪ ،‬حيث جاء في حكم آخر لنفس املحكمة ‪" 190‬فإن املحكمة وهي تبت‬

‫علنيا ابتدائيا وغيابيا بمؤاخذة املتهم من أجل املنسوب إليه والحكم عليه بغرامة نافذة قدرها ‪ 0111‬درهم مع‬

‫الصائر وإلاجبار في ألادنى "‪.‬‬

‫وحسب ألاحكام املتوفر عليها أثناء البحث فإنه نادرا ما يحضر املتهم لجلسة املحكمة أو ينصب عنه‬

‫محاميا‪ ،‬لعلمه املسبق بالحكم الذي سيصدر في حقه واملتمثل في الغرامة‪ ،‬والتي يستطيع دفعها دون تردد‪ ،‬أو‬
‫‪186‬‬
‫‪ -‬محمد مومن‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.19 :‬‬
‫‪187‬‬
‫‪ -‬حكم املحكمة الابتدائية بالجديدة في ملف جنحي عادي رقم ‪ 04/4124‬بتاريخ ‪ 1‬نونبر ‪( 4104‬غير منشور)‬
‫‪ -‬حكم املحكمة الابتدائية بالجديدة في ملف جنحي عادي رقم ‪ 04/1126‬بتاريخ ‪ 41‬فبراير ‪( 4101‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪188‬‬
‫‪ -‬حكم املحكمة الابتدائية بالجديدة في ملف جنحي عادي رقم ‪ 04/1121‬بتاريخ ‪ 41‬فبراير ‪( 4101‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪189‬‬
‫‪ -‬بحسب ما صرح به لي أحد سكان منطقة تيزنيت بجنوب املغرب فإن تنظيم دورات املياه كان يتم عبر ملء إناء مثقوب باملاء يدعى "الطاسة " وينتهي‬
‫الوقت املحدد للمستغل بانتهاء تسرب املاء كليا منه‪ ،‬وقد تكون للمستغل "طاسة" أو أكثر‪ ،‬وتم الاستغناء عليها وتم تعويضها بالدقائق‪.‬‬
‫‪ -‬نفس الش يء مع مناطق أخرى كمنطقة كلميم و شيشاوة فإن لصاحب الطاسة حق إيجارها وبيعها ورهنها‪ ،‬وتكتسب صبغة املال الخاص الرتباطها‬
‫بصاحبها أكثر من ارتباطها باألرض‪.‬‬
‫أورده أحمد إد الفقيه‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.441 :‬‬
‫‪190‬‬
‫‪ -‬حكم املحكمة الابتدائية بالجديدة في ملف جنحي عادي رقم ‪ 04/1121‬صادر بتاريخ ‪ 41‬فبراير ‪( 4101‬غير منشور)‪.‬‬

‫‪- 59 -‬‬
‫عدم املتباعة‪ ،‬حيث جاء في حكم صادر عن املحكمة الابتدائية بتيزنيت‪ 191‬ما يلي‪ " :‬حيث توبع الظنين وأحيل‬

‫على املحكمة من أجل من نسب إليه‪.‬‬

‫وحيث أن الظنين تخلف على الحضور رغم توصله باالستدعاء بصفة قانونية‪.‬‬

‫وحيث أن تصريحات الظنين تمهيديا لم يرد فيها ما يفيد أن قام بتحويل مجرى املاء‪.‬‬

‫وحيث أن وثائق امللف خالية مما يثبت أن الظنين اقترف الفعل املتابع من أجله‪ ...‬فإن املحكمة تصرح‬

‫علنيا وابتدائيا وبمثابة حضوري بعم مؤاخذة الظنين من أجل ما نسب إليه والحكم ببراءته وتحميل الخزينة‬

‫العامة الصائر"‬

‫وأمام تعدد نفس القضايا وصدور نفس ألاحكام فإن املحاكم وضعت مطبوعا جاهزا لألحكام تضاف‬

‫إليه فقط بعض املعلومات املتعلقة بالظنين ونوع املخالفة و العقوبة الصادرة بشأنها‪.‬‬

‫وإذا ما عاد الشخص الذي ارتكب الجريمة بعد أن حكم عليه بحكم حائز لقوة الش يء املحكوم به من‬

‫أجل جريمة سابقة فإنه يعتبر في حالة عود ‪ ،192‬وقد نظم املشرع املغربي ‪-‬على غرار باقي التشريعات املقارنة‪-‬‬

‫أحكام العود في القانون الجنائي ولم يعط تعريفا له‪ ،‬بل اكتفى بذكر حاالته في الفصول من ‪ 193012‬إلى ‪،061‬‬

‫تاركا بذلك مهمة تعريفه للفقه‪ .‬وال يمكن أن تطلق صفة عائد على مجرم إال إذا توفرت فيه عدة شروط‪ ،‬أهمها‬

‫أن يكون قد صدر في حق الشخص حكم جنائي‪ ،‬وأن يكون هذا الحكم حائزا لقوة الش يء املحكوم به من أجل‬

‫جريمة سابقة‪ ،‬وأن يعود الشخص إلى ارتكاب جريمة ثانية حسب ما حدده القانون‪.194‬‬

‫ونصت الفقرة الرابعة والخامسة من املادة ‪ 002‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء أنه "وفي حالة‬

‫العود‪ ،‬فإن املخالف يتعرض لعقوبة من نفس الدرجـة‪ ،‬إال أن الثمن املطبق ينتقل من الضعف إلى ثالث مرات‬

‫من الثمن العادي‪.‬‬

‫‪- 191‬‬
‫حكم املحكمة الابتدائية بتيزنيت عدد ‪ 0091‬بتاريخ ‪ 4114/01/49‬في امللف الجنحي العادي رقم ‪ ( .14/411‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ -‬حكم املحكمة الابتدائية بتيزنيت عدد ‪ 011‬بتاريخ ‪ 4112/14/04‬في امللف الجنحي العادي رقم ‪ ( 14/129‬غير منشور )‪.‬‬
‫‪192‬‬
‫‪ -‬أستاذنا محمد شهيب‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.11:‬‬
‫‪193‬‬
‫‪ -‬ينص الفصل ‪ 012‬من القانون الجنائي على أنه " يعتبر في حالة عود‪ ،‬طبقا للشروط املقررة في الفصول التالية‪ ،‬من يرتكب جريمة بعد أن حكم عليه‬
‫بحكم حائز لقوة الش يء املحكوم به‪ ،‬من أجل جريمة سابقة"‬
‫‪194‬‬
‫‪ -‬عبد اللطيف بوحموش‪ :‬دليل الشرطة القضائية في تحرير املحاضر وتوثيق املساطر‪ ،‬مطبعة ألامنية الرباط‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،4101‬ص‪.26 :‬‬

‫‪- 60 -‬‬
‫وفي حالة العود من جديد‪ ،‬فإن املخالف يمكن حرمانه من املاء إلى حين نهاية موسم السقي الجاري‬
‫ً‬
‫به‪ .‬وفي هذه الحالة يبقى خاضعا ألداء الحد ألادنى لإلتاوة املحدد في النصوص الجاري بها العمل‪".‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬حماية البيئة واملستهلك في قانون املاء‬

‫إن الارتفاع امللحوظ في وثيرة النمو الديموغرافي‪ ،‬وتوسع املناطق الحضرية‪ ،‬وما رافق ذلك من تطور‬

‫عمراني‪ ،‬وانتشار الصناعات التحويلية بمختلف أنواعها‪ ،‬كل ذلك كان له تأثير مباشر على تزايد الطلب على املياه‬

‫من جهة‪ ،‬وعلى تعرض مواردها للتلوث أكثر من أي وقت مض ى من جهة ثانية‪.195‬‬

‫وباعتبار املاء أحد أهم مقومات الحياة على سطح ألارض بالنسبة لإلنسان والحيوان والنبات‪ ،‬فإنه‬

‫أيضا قد يكون سببا في تهديد الحياة عليها إذا كان ملوثا‪ ،‬ومع ازدياد عدد السكان في العالم املصاحب للتقدم‬

‫الصناعي والتكنولوجي تسارع تلويث مياه ألانهار والبحيرات والبحار واملياه الجوفية‪ ،196‬ووعيا من املشرع املغربي‬

‫بخطورة املسألة تدخل بعدة نصوص لتجريم تلوث امللك العام املائي (فقرة أولى)‪.‬‬

‫كما سن في نفس القانون مقتضيات عدة لحماية املستهلك املائي في املادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪01.11‬‬

‫املتعلق باملاء ( فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬املخالفات املتعلقة بالبيئة‬

‫يتميز املغرب بتنوع بيئي ال مثيل له في حوض البحر ألابيض املتوسط‪ ،‬فالثروات البيئية ذات قيمة‬

‫لالستهالك والاستعمال من الصعب تقديرها‪ ،‬فضال عن الدور املهم الذي تلعبه‪ ،‬غير أن هناك مخاطر تهددها‪،‬‬

‫ترجع باألساس إلى تعدد ألانشطة البشرية‪ ،‬ذلك أن التزايد الديموغرافي‪ ،‬من جهة‪ ،‬والتنمية الاقتصادية على‬

‫حساب املوارد الطبيعية‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬يؤديان إلى تدمير هذا التنوع‪.197‬‬

‫وقد كانت مسألة الحفاظ على ثروات البالد من التلوث – كاملياه ‪ ،‬والتربة‪ ،‬والشواطئ‪ -‬هاجسا ثقيال‬

‫شغل بال املسؤولين في املغرب منذ السنوات ألاولى الستقالله‪ ،‬ودفعهم إلى اتخاذ عدة إجراءات احترازية حيال‬

‫‪195‬‬
‫‪ -‬أحمد إد لفقيه‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.110:‬‬
‫‪196‬‬
‫‪ -‬موقع ويكيبيديا ‪ www.ar.wikipidia.org‬تاريخ الزيارة ‪ ،4101/00/11‬على الساعة الثالثة والنصف زوالا‪.‬‬
‫‪197‬‬
‫‪ -‬تقرير الخمسينية‪ :‬املغرب املمكن‪ ،‬إسهام في النقاش العام من أجل طموح مشترك‪ ،‬مطبعة دار النشر املغربية الدار البيضاء‪ ،4116 ،‬ص‪.011:‬‬

‫‪- 61 -‬‬
‫بعض تصرفات السكان في تعاملهم مع عناصر البيئة الطبيعية‪ ،‬بما في ذلك املوارد املائية‪ ،‬بقصد الحد من‬

‫آلافات السلبية‪ ،‬وكافة أنواع ألاذى التي يمكن أن تنعكس على البيئة سلبا‪.198‬‬

‫ومن تجليات ذلك‪ ،‬عملت السلطات العمومية على إعادة هيكلة اللجنة الوطنية للمحافظة على البيئة‬

‫الطبيعية املحدثة بمرسوم ‪ 49‬ماي ‪ 0112‬في عدة مناسبات من أجل مسايرة التطورات التي عرفها املغرب في‬

‫هذا املجال‪ ،‬ففي بداية الثمانينيات صدر مرسوم ‪ 04‬ماي ‪ 0191‬املتعلق بإعادة تنظيم املؤسسات املكلفة‬

‫بحماية البيئة وتحسينها‪ ،199‬وتم بمقتض ى هذا املرسوم إحداث مجلس وطني للمحافظة على البيئة‪ ،‬بدل اللجنة‬

‫الوطنية‪ ،‬وكذا إحداث مجالس جهوية مكلفة بمتابعة القضايا البيئية على املستوى الجهوي‪ .‬وقد عمل املرسوم‬

‫على توسيع اختصاصات هذا املجلس وتعزيز عملية التشاور والتنسيق من خاللها بين كافة ألاطراف املعنية‬

‫بقطاع البيئة سواء على املستوى الوطني أو على املستوى املحلي‬

‫ومن مميزات القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء أنه سيساهم في تحسين الوضع البيئي للموارد املائية‬

‫الوطنية حيث سيكون أداة فعالة ملحاربة تلويث املياه‪ ،‬علما بأن تحقيق هذا الهدف يتطلب عمال تشريعيا‬

‫إضافيا قي مجال تدبير الشواطئ وتقنين استعمال املوارد الكيماوية املستعملة في ألانشطة الاقتصادية‬

‫إلانتاجية‪.200‬‬

‫وقد خص قانون املاء مواد ملحاربة التلويث املائي‪ ،‬ويمكن تعريف تلويث املاء بأنه إحداث إتالف أو‬

‫فساد في نوعية املاء بما يؤدي إلى تدهور نظامها إلايكولوجي بصورة أو بأخرى إلى درجة تسبب في نتائج مؤذية‬

‫ناجمة عن استخدام هذا املاء‪ ،201‬ويعرف كذلك بأنه أي تغير فزيائي أو كيميائي في نوعية املياه‪ ،‬بطريقة مباشرة‬

‫أو غير مباشرة‪ ،‬يؤثر سلبا على الكائنات الحية‪ ،‬أو يجعل املياه غير صالحة لالستخدامات املطلوبة‪ ،‬مما يؤثر على‬

‫حياة الفرد وألاسرة واملجتمع‪.202‬‬

‫‪198‬‬
‫‪ -‬أحمد إد لفقيه‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.111 :‬‬
‫‪199‬‬
‫‪ -‬تجدر إلاشارة إلى أن املجلس الوطني للبيئة قد تمت إعادة هيكلته بمقتض ى املرسوم رقم ‪ 4.11.0100‬الصادر في ‪ 09‬شعبان ‪ 41( 0201‬يناير ‪)0111‬‬
‫املتعلق بإعادة تنظيم الهيئات املكلفة باملحافظة على البيئة وتحسينها‪ ،‬واملنشور في الجريدة الرسمية عدد ‪ 2412‬بتاريخ ‪ 01‬رمضان ‪ 01( 0201‬فبراير ‪،)0111‬‬
‫ص‪.111 :‬‬
‫‪200‬‬
‫ن‬
‫‪ -‬ديباجة القانو رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪.‬‬
‫‪201‬‬
‫‪ -‬نعيمة البالي‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.010 :‬‬
‫‪202‬‬
‫‪ -‬موقع ويكيبيديا ‪ www.ar.wikipidia.org‬تاريخ الزيارة ‪ 4101/00/11‬على الساعة الرابعة زوالا‪.‬‬

‫‪- 62 -‬‬
‫‪203‬‬
‫بمقتض ى جد هام يتعلق بحق املواطن املغربي في بيئة‬ ‫وفي هذا السياق جاء الدستور الجديد‬

‫سليمة‪ ،‬حيث نص الفصل ‪ 10‬منه على أن‪ " :‬تعمل الدولة واملؤسسات العمومية والجماعات الترابية‪ ،‬على‬

‫تعبئة كل الوسائل املتاحة‪ ،‬لتسيير أسباب استفادة املواطنات واملواطنين‪ ،‬على قدم املساواة‪ ،‬من الحق في‪:‬‬

‫العالج والعناية الصحية؛‬

‫‪...‬‬

‫الحصول على املاء والعيش في بيئة سليمة"‪.‬‬

‫وهو ما يدعم ما جاء به املشرع في الباب السادس من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء املعنون‬

‫ب"محاربة تلوث املياه"‪ ،‬إذ خصص له املواد من ‪ 10‬إلى ‪ ،11‬حيث منعت املادة ‪ 11‬كل عمليات صب أو سيالن‬

‫أو رمي أو إيداع مباشر أو غير مباشر في مياه سطحية أو طبقات جوفية من شـأنـه أن يـغير املميزات الفيزيائية بما‬

‫فيها الحرارية وإلاشعاعية والكيميائيـة والبيولوجية أو البكتيرولوجية بدون ترخيص سابق تسلمه وكـالة الحوض‬

‫بعد إجراء بحث‪.‬‬

‫أما العمليات املوجودة قبل صدور هذا القانون‪ ،‬فإنه يجب التصريح بها داخل ألاجل الذي تحدده‬

‫وكالة الحوض املائي‪ ،‬ويعتبر التصريح املقدم في هذا الشأن بمثابة ترخيص يخضع للشروط املشار إليها سابقا‪.‬‬

‫وقد نصت املادة ‪ 11‬من قانون املاء على شروط استعمال املياه املستعملة‪ ،‬والتي تحتاج إلى ترخيص‬

‫من وكالة الحوض املائي‪ ،‬واعتبر املشرع املغربي في املادة ‪ 204004‬من قانون املاء أن كل خرق ملقتضيات املادة ‪11‬‬

‫يشكل جريمة يعاقب عليها بالحبـس من شهر إلى ‪ 04‬شهرا وبغرامة من ‪ 0411‬إلى ‪ 4111‬درهم أو بإحدى هاتين‬

‫العقوبتين فقط‪.‬‬

‫وتتكون هذه الجريمة من ركن مادي يتمثل في القيام باستعمال املياه املستعملة دون الحصول على‬

‫ترخيص من وكالة الحوض املائي‪ ،‬وركن معنوي يتمثل في أن يكون للفاعل النية والقصد الجنائي في استعمال‬

‫املياه املستعملة رغم عدم توفره على ترخيص مسبق من الوكالة‪.205‬‬

‫‪- 203‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 0.00.10‬صادر في ‪ 41‬شعبان ‪ 41 ( 0214‬يوليو ‪ ) 4100‬بتنفيذ نص الدستور‪ ،‬منشور في ج‪.‬ر عدد ‪ 1162‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 49‬شعبان‬
‫‪ 11 ( 0214‬يوليو ‪ ) 4100‬ص‪.1611 :‬‬
‫‪204‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 004‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪.‬‬
‫‪205‬‬
‫‪ -‬علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.416 :‬‬

‫‪- 63 -‬‬
‫ً‬
‫وتؤكد مختلف الدراسات أن جودة املياه السطحية والباطنية أصبحت تواجه تدهورا ملحوظا نتيجة‬

‫التلوث‪ ،‬ومن أسبابه نجد التخلص من مياه الصرف الصحي باملجاري املائية أو على ألاتربة‪ ،‬وكذا املياه العادمة‬

‫الصناعية دون تنقية في املجاري املائية‪ ،‬ورشح ألاسمدة واملبيدات املستعملة في الزراعة‪ ،‬حيث أصبحت عدة‬

‫نقاط مائية تعرف تركيزات عالية من النترات تفوق املعايير الطبيعية للماء الشروب‪ ،‬وهو ‪ 11‬ملغ‪/‬لتر‪ ،‬كما هو‬

‫الحال مع فرشة تادلة‪.206‬‬

‫ومن أجل املحافظة على موارد املياه العامة والجوفية من عوامل وأسباب التلوث‪ ،‬فإن املشرع نص‬

‫صراحة في املادة ‪ 12‬على منع ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -0‬إفراغ ميـاه مستعملة أو نفايات صلبة في الوديان الجافة وفي آلابار واملساقي واملغـاسل العموميـة‬

‫وألاثقاب والقنوات ودهاليز التقاط املياه‪ .‬ويسمح فقط بتفريغ املياه الراسبة أو امليـاه املنزلية املستـعملة في آبار‬

‫مصفية مسبوقة بمبلعات ؛‬

‫‪ -4‬القيـام بأي تفريش أو طمر للمصاريف املائيـة ووضع نفايات من شأنها تلويث املياه الجوفية عن‬

‫طريق التسرب أو تلويث املياه السطحية عن طريق السيالن؛‬

‫‪ -1‬تنظيف الغسيل أو أشياء أخرى خاصة اللحـوم أو الجلود أو املنتجـات الحيوانـية في مياه السواقي‬

‫وأنابيب املاء والقناطر املائية والقنوات والخزانـات وآلابـار التي تغذي املدن والتـجمعات السكنية وألاماكن‬

‫العمومية وداخـل مناطق حمايـة هذه السواقي وألانابيب والقنـاطر والقنوات والخزانات وآلابار؛‬

‫‪ -2‬الاستحـمام والاغتسال في املنشآت املذكورة أو توريد الحيوانات منها وتنظيفها أو غسلها ؛‬

‫‪ -1‬وضع مـواد مضرة وإنشـاء مـراحـيـض أو بالوعات داخل مناطق حماية السـواقي وأنابيب املاء والقناطر‬

‫املائية والقنوات والخزانات وآلابار املذكورة؛‬

‫‪ -6‬رمي الحـيـوانات امليتـة في مجـاري املاء وفي البـحـيرات والبرك واملستنقعات ودفنها بمقربة من آلابار‬

‫والنـافورات واملساقـي العمومية ؛‬

‫‪206‬‬
‫‪ -‬محمد السنوني‪ :‬تقييم تجربة التدبير املفوض للماء الصالح للشرب‪ ،‬املجلة إلالكترونية لندوات محاكم فاس‪ ،‬العدد الثامن ‪ 00‬فبراير ‪ ،4100‬ص‪.29 :‬‬

‫‪- 64 -‬‬
‫‪ -1‬القيـام داخل املدارات الحضرية واملراكز املحددة والتـجـمعات القروية التي تتوفر على مخطط‬

‫للتنمية برمي أية مياه مستعملة أو أية مادة مضرة بالصحة العمومية خـارج ألاماكن املعينة لهذا الغرض أو‬

‫بكيفية تتـعارض مع ما هو منصوص عليه في هذا القانون وفي النصوص التنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬

‫ويهدف املشرع من تجريم هذه ألافعال‪ 207‬إلى الحفاظ على الصحة العامة‪ ،‬والحماية من التلوث‪ ،‬ألن‬

‫من شأن استعمال مياه مستعملة سواء في الفالحة أو في أي استعمال آخر أن يؤدي إلى إضرار بالصحة العامة‬

‫وتلويث البيئة‪ ،‬وأن وكالة الحوض ال ترخص باستعمال املياه املستعملة إال بعد إخضاعها للمعالجات خاصة‬

‫والتثبت من عدم إضرارها بالصحة العامة في الاستعماالت التي ستخصص لها‪.208‬‬

‫ومن أجل حماية أكثر ملستعملي املاء‪ ،‬فإن املشرع قد حمى املستهلك املائي بمقتضيات خاصة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الحماية القانونية للمستهلك املائي‬

‫أصبحت حماية املستهلك‪ 209‬الشغل الرئيس ي لألفراد وبشكل خاص في الجانب الاقتصادي منها‪ ،‬ومن‬

‫البديهي أن لالستهالك دورا أساسيا في الحياة الاقتصادية ملا له من تأثير في الحياة اليومية للفرد واملجتمع‪ ،‬ألامر‬

‫الذي دفع باملشرع املغربي إلى إصدار العديد من النصوص التشريعية التي تهدف إلى حماية املستهلك من‬

‫تجاوزات املنتجين والبائعين واملحتكرين‪.‬‬


‫ً‬
‫ولتطبيق هذه الحماية فإن املشرع الجنائي يضع عددا من النصوص التجريمية بقدر عدد ألافعال التي‬

‫يريد منعها‪ ،‬وفي كل نص من تلك النصوص يحدد نموذجا ملا ينبغي أن تكون عليه الجريمة‪ ،‬ويتطلب بعد ذلك‬

‫‪207‬‬
‫‪ -‬يحاول املشرع في الواقع وضع عقوبات تتناسب مع خطورة الفعل املرتكب‪ ،‬حيث قد تصيب الجاني في شخصه (سلب الحرية)‪ ،‬أو في ماله وممتلكاته (‬
‫=‬ ‫الغرامات والحجز)‪ ،‬وهناك ثالثة أنواع من املخالفات التي يقننها املشرع في مجال البيئة‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬
‫= ‪ -‬املخالفات البسيطة التي يمكن ملرتكبيها تداركها دون حاجة للجوء للقضاء‪ ،‬وفي هذه الحالة توجه إلادارة ملرتكب املخالفة‪ ،‬بعد تحرير محضر في املوضوع‪،‬‬
‫إنذارا مكتوبا الحترام املقتضيات القانونية والتنظيمية‪ ،‬أو تأمره باتخاذ إلاجراءات الالزمة ملعالجة الخطر أو التخفيف من حدته على البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬املخالفات املتعلقة بعدم احترام القانون التي تقض ي بإحالة املخالف على القضاء‪.‬‬
‫‪ -‬املخالفات الخطيرة التي تهدد حصحة إلانسان أو تضر بالبيئة‪ .‬وهي مخالفات يتشدد املشرع في زجرها سواء على مستوى الغرامات املالية املفروضة أو على‬
‫مستوى العقوبات السالبة للحرية‪.‬‬
‫أورده الهادي مقداد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.20 :‬‬
‫‪208‬‬
‫‪ -‬علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.411 :‬‬
‫‪ - 209‬عرف املشرع املستهلك في الفقرة الثانية من القانون رقم ‪ 19.10‬القاض ي بتحديد تدابير لحماية املستهلك‪ .‬واملستهلك هو كل شخص طبيعي أو معنوي‬
‫يقتني أو يستعمل لتلبية حاجاته غير املهنية منتوجات أو سلعا أو خدمات معدة الستعماله الشخص ي أو العائلي‬
‫‪ -‬و املستهلك باملفهوم الواسع هو الشخص الذي يحصل على الخدمات املختلفة كما هو الحال بشراء املواد الغذائية وغيرها من السلع ‪ .‬أورده أستاذنا‬
‫عبد العزيز حضري‪ :‬العقود الاستهالكية‪ ،‬مطبعة طه حسين بوجدة‪ ،‬طبعة ‪ ،4104-4100‬ص‪.26 :‬‬
‫‪ -‬نائل عبد الرحمان صالح‪ :‬الحماية الجزائية للمستهلك في القانون ألاردني‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬السنة الثالثة والعشرون‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬دجنبر ‪ ،0111‬ص‪.11 :‬‬

‫‪- 65 -‬‬
‫أن يكون الفعل املرتكب مطابقا لهذا النموذج لكي يستمد منه الصفة غير املشروعة‪ ،210‬وفي هذا السياق جاءت‬

‫املادة ‪ 21116‬من قانون املاء كآلية قانونية لحماية املستهلك املائي من التالعب الذي قد يتعرض له من بائعي‬

‫املادة‪ ،‬وانطالقا من ذلك يمكن تسمية هذه الجرائم‪ ،‬بجرائم غش وتضليل املستهلك املائي‪ ،‬جرمها قانون املاء‬

‫في الفقرة ألاولى من املادة املذكورة بالقول " يعتبر ما يلي جريمة بمفهوم القانون رقم ‪ 01.91‬املتعلق بالزجر عن‬

‫الغش في البضائع‪ 212‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 0.91.019‬بتاريخ ‪ 1‬محرم ‪ 1 ( 0211‬أكتوبر ‪)0192‬‬

‫ويعاقب عليها بالعقوبات املنصوص عليها في هذا القانون"‪.‬‬

‫ومع صدور القانون القاض ي بتحديد تدابير لحماية املستهلك‪ ،‬فإن املقتضيات الواردة فيه هي الواجبة‬

‫التطبيق بدل القانون املتعلق بالزجر عن الغش في البضائع‪ ،‬لكون املادة ‪ 016‬منه نسخت املادة العاشرة‪ 213‬من‬

‫القانون املتعلق بالزجر عن الغش في البضائع بالقول " تنسخ أحكام الفصل ‪ 01‬من القانون رقم ‪ 01.91‬املتعلق‬

‫بالزجر عن الغش في البضائع ‪".‬‬

‫وقد عرفت مجلة املياه التونسية ماء الاستهالك بالقول‪" :‬املاء املعد لالستهالك هو املاء الخام أو املعالج‬

‫املعد للشرب ولألغراض املنزلية ولصنع املشروبات الغازية واملياه املعدنية وكل مادة غذائية‪ ،‬ويجب أال يشمل‬

‫املاء املعد لالستهالك على كميات مضرة وال على مواد كيميائية وال على جراثيم مضرة بالصحة كما يجب عالوة‬

‫على ذلك أن يكون خاليا من عالئم التلوث وأن تكون له خصائص مقبولة من حيث تكوينه العضوي"‪.214‬‬

‫لذا جاء قانون الاستهالك بمجموعة من القواعد القانونية لحماية املستهلك في مواجهة التحوالت‬

‫الاقتصادية والتطورات العلمية‪ ،‬بعد أن تبين عدم كفاية القواعد العامة للتعاقد في توفير رض ى حر ومتبصر‬

‫للمستهلك كطرف ضعيف في مواجهة املهنيين املتمتعين بكل عناصر التفوق‪.215‬‬

‫‪210‬‬
‫‪ -‬أستاذنا محمد شهيب‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.26 :‬‬
‫‪211‬‬
‫‪ -‬تمنع املادة ‪ 61‬من نفس القانون بيع ماء غير صالح للشرب قصد التغذية البشرية‪ ،‬أو ال تستجيب للمعايير القانونية من أجل تحضير أو تكييف أو‬
‫تصبير املواد الغذائية‪.‬‬
‫‪212‬‬
‫‪ -‬الصادر في الجريدة الرسمية عدد ‪ 1111‬بتاريخ ‪ ،0191/11/41‬ص‪.111 :‬‬
‫‪213‬‬
‫‪ -‬ينص الفصل ‪ 01‬من القانون رقم ‪ 01.91‬املتعلق بالزجر عن الغش في البضائع " يمنع كل إعالن مهما كان شكله يشتمل على ادعاء أو بيان أو عرض‬
‫كاذب أو من شأنه أن يوقع في الغلط بشأن العناصر آلاتية ‪ :‬وجود السلع أو الخدمات وطبيعتها وتركيبها وجودتها ومحتواها من العناصر املفيدة ونوعها‬
‫ومنشؤها وكميتها وطريقة وتاريخ صنعها وخصائصها وأثمان وشروط بيعها وشروط أو نتائج استعمالها وأسباب وأساليب البيع أو التسليم أو تقديم الخدمة‬
‫ومدى الالتزامات وهوية أو صفة أو أهلية الصناع والباعة واملشهرين واملعلنين ومنجزي الخدمات‪".‬‬
‫‪214‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 11‬من مجلة املياه التونسية‪.‬‬
‫‪215‬‬
‫‪ -‬أستاذنا عبد العزيز حضري‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.01 :‬‬

‫‪- 66 -‬‬
‫فعقد الاستهالك يجمع بين مستهلك مشدود بجاذبية قوة إلاغراءات‪ ،‬منبهر بفعل تنوع أساليب العرض‬

‫والدعاية‪ ،‬مندفع نحو استهالك مواد وسلع وأغذية وخدمات يجهل في الغالب كنهها وتركيبتها‪ ،‬وبين منهي يمتلك‬

‫القدرة الفنية والتقنية التي تخوله إمكانية التحكم في ظروف التعاقد وشروطه‪ ،‬بحيث يستدرج املستهلك في‬

‫الحقيقة إلى التوقيع على عقد ال يساهم في إنشائه بإرادة متبصرة وواعية بكل حيثيات الاتفاق وتداعياته‪ ،‬فإن‬

‫قانون الاستهالك يطرح مجموعة من ألاحكام التي ترمي في مجملها إلى تدعيم رضا املستهلك حتى ينشأ العقد‬

‫الاستهالكي عن بينة واختيار حقيقيين‪ ،216‬وهو ما نصت عليه املادة الثالثة من القانون رقم ‪ 19.10‬القاض ي‬

‫بتحديد تدابير لحماية املستهلك بالقول إنه" يجب على كل مورد أن يمكن املستهلك بأي وسيلة مالئمة من‬

‫معرفة املميزات ألاساسية للمنتوج أو السلعة التي من شأنها مساعدته على القيام باختيار معقول باعتبار‬

‫حاجياته وإمكانياته‪.‬‬

‫ولهذه الغاية‪ ،‬يجب على كل مورد أن يعلم املستهلك بوجه خاص عن طريق وضع العالمة أو العنونة أو‬

‫إلاعالن أو بأي طريقة مناسبة أخرى بأسعار املنتوجات والسلع وبتعريفات الخدمات وطريقة الاستخدام أو دليل‬

‫الاستعمال ‪"..‬‬

‫وتحقيق التوازن يتطلب توفير الحماية للطرف الضعيف في املعادلة‪ ،‬هذه الحماية التي تأخذ ثالثة‬

‫أبعاد‪ ،‬أولها الحماية املادية للمستهلك بضمان سالمته الصحية‪ ،‬ثانيها الحماية القضائية وثالثها الحماية‬

‫القانونية‪ ،‬وتتمثل في حق ولوج العدالة والحق في التعويض‪.217‬‬

‫ولحماية املستهلك املائي‪ ،‬فقد عددت املادة ‪ 11‬من قانون املاء مجموعة من الجرائم‪ ،‬ويتعلق ألامر ب‪:‬‬

‫‪ -‬جريمة الحيازة من أجل البيع أو العرض للبيع تحت اسم " ماء طبيعي" ذي منعة طبية‪ ،218‬وماء‬

‫املائدة‪ 219‬أو ماء العين‪ 220‬غير مرخص رسميا باستغالله وبعرضه للبيع أو بيعه‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫‪ -‬أستاذنا الحسين بلحساني‪ :‬أساس الالتزام بتبصير املستهلك ومظاهره‪ ،‬املجلة املغربية لالقتصاد والقانون‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬دجنبر ‪ ،4110‬ص‪.01 :‬‬
‫‪217‬‬
‫‪ -‬تقرير حول ندوة خصوصية قانون حماية املستهلك على ضوء قانون الالتزامات والعقود التي نظمتها مؤسسة محمد إلادريس ي العلمي املشيش ي بشراكة‬
‫مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكدال‪ ،‬مداخلة عبد املجيد غميجة‪ :‬حماية املستهلك بين ألامن القانوني وإلانصاف‪ ،‬املجلة املغربية‬
‫لإلدارة املحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،010‬نونبر – دجنبر ‪ ،4100‬ص‪.411 :‬‬
‫‪218‬‬
‫‪ -‬وهي حسب املادة ‪ 61‬من قانون املاء املياه ذات املنفعة الطبية حسب هذا القانو هي مياه خالية من ألاضرار والتي يمكن أن تستعمل كعوامل عالجية‬
‫ن‬
‫بسبب درجة حـرارتها والطبيـعة الخصوصية ملكوناتها امللحية أو الغازية أو إلاشعاعية‪.‬‬
‫‪219‬‬
‫‪ -‬يراد باملياه املسماة "مياه املائدة" حسب املادة ‪ 11‬من قانون املاء كل املياه الصالحة للشـرب آلاتيـة مـن الشبكـة العموميـة للتزويد بمياه الشرب‪ ،‬ويمكن‬
‫أن تخضع هذه املياه ملعالجـة إضافيـة مقبـولة مـن طرف إلادارة‪.‬‬
‫‪220‬‬
‫‪ -‬ويراد باملياه املسماة "مياه العين" حسب نفس املادة كل املياه الطبيعية الصالحة للشرب املنبثقة من الينابيع‪.‬‬

‫‪- 67 -‬‬
‫ويأتي هذا التجريم لحماية املستهلكين من أي تناول ملياه ال تستجيب للمعايير الصحية الضرورية‪ ،‬وما‬

‫ينتج عن ذلك من أضرار حصحية خطيرة‪.‬‬

‫‪ -‬جريمة الحيازة بغرض البيع أو العرض للبيـع أو البيع تحت تسمية مطبقـة علـى امليـاه الغازية طبيعيا‬

‫ملاء غازي مصطنع‪ ،‬أو تمت تقويـة نسبـة الغاز فيـه‪ ،‬إذا لم تكـن هذه إلاضافة أو التقويـة مرخصـا بـها ومشـارا‬

‫إليـها صراحـة في كل أشكـال التـعبئـة املوضوعة رهن إشارة العموم‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يشكل تزييفا‪ ،‬والتزييف‬

‫هو التغيير الذي يدخل على املنتوج بفعل يد إلانسان بطرق كثيرة‪ ،‬أهمها الخلط أو النزع‪.221‬‬

‫‪ -‬جريمة الحيازة بغرض البيع أو العـرض للبيـع أو البيـع عـن قصد تحـت تسميـات متعددة لنفس املاء‪،‬‬

‫وفي هذا تضليل للمستهلك من أجل إيقاعه في غلط يدفعه إلى التعاقد بوسائل احتيالية‪ ،‬ويحق للمستهلك‬

‫والحالة هذه املطالبة بالتعويض عن الضرر الذي لحقه نتيجة هذا الفعل الجرمي سواء في إطار الدعوى املدنية‬

‫التابعة‪ ،‬أو دعوى مدنية أمام القضاء املدني‪.222‬‬

‫‪ -‬جريمة الحيازة بغرض البيع أو العرض للبيع أو البيع عن قصد تحت اسم معين‪ ،‬ملـاء ليس له ألاصل‬

‫املشار إليه‪ ،‬وهو ما يشكل إشهارا كاذبا‪ ،223‬ويكون إلاشهار كاذبا في وجود السلع أو الخدمات و طبيعتها وتركيب‬

‫وجودها ومحتواها من العناصر املفيدة ومنشئها وكميتها وطريقة وتاريخ صنعها وخصائصها‪.224‬‬

‫واملالحظ أن الشروط التي تنقل فيها املياه املعبأة غير حصحية‪ ،‬إذ تنقل في النهار تحت أشعة الشمس‬

‫مما يؤثر على خصائصها ويفقدها جودتها املطلوبة‪ ،‬لذا يجب أن يتدخل املشرع بإلزام املهنيين بنقل وتخزين‬

‫املياه املعبأة وفق ظروف تستجيب ملعايير السالمة الصحية من قبيل نقلها ليال وتغطية القوارير بغطاء يضمن‬

‫عدم تعرضها ألشعة الشمس وخزنها في مكان خال من الرطوبة وبعيدا عن املواد امللوثة‪.‬‬

‫‪ -‬اسـتعمال أي إشـارة أو عـالمـة على ألاوراق التـجـاريـة والفاتـورات والفهـارس والبـيـانات التمهيدية‬

‫وامللصقات وإلاعالنات أو أية وسيلة أخرى لإلشهار يكـون من شأنها أن تحدث غموضا في ذهن املستهلك حول‬

‫‪221‬‬
‫‪ -‬جواد الغماري‪ :‬جرائم الغش في البضائع‪ ،‬دراسة‪ -‬شرح‪ -‬نصوص‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الثانية ‪،4114-0244‬ص‪.016 :‬‬
‫‪222‬‬
‫‪ -‬علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.414 :‬‬
‫‪223‬‬
‫‪ -‬كان الفصل ‪ 01‬من القانون رقم ‪ 01.91‬املتعلق بالزجر عن الغش في البضائع هو النص القانوني الوحيد الذي يحكم إلاشهار الكاذب‪ ،‬وقد تم نسخه‬
‫بعد أن تبين قصوره في توفير الحماية الكاملة للمستهلك في ظل التطور الذي عرفته أساليب وتقنيات إلاشهار‪ .‬أورده أستاذنا عبد العزيز حضري‪ :‬م س‪،‬‬
‫ص‪44‬‬
‫‪224‬‬
‫ن‬
‫‪ -‬أستاذتنا دنيا مباركة‪ :‬الحماية القانونية لرض ى مستهلكي السلع والخدمات‪ ،‬املجلة املغربية لالقتصاد والقانو ‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.19 :‬‬

‫‪- 68 -‬‬
‫طبيعة وحـجم وجـودة ومصـدر املياه‪ ،‬وهو ما أكدته املادة ‪ 40‬من القانون رقم ‪ 10.19‬القاض ي بتحديد تدابير‬

‫لحماية املستهلك بالقول إنه "يمنع كل إشهار من شأنه أن يوقع في الغلط بأي وجه من الوجوه‪ ،‬إذا كان ذلك‬

‫يتعلق بواحد أو أكثر من العناصر التالية‪:‬‬

‫حقيقة وجود السلع أو املنتوجات والخدمات محل إلاشهار وطبيعتها وتركيبها‪ ،‬ومميزاتها ألاساسية‬

‫ومحتواها من العناصر املفيدة ونوعها ومنشؤها وكميتها وطريقة وتاريخ صنعها وخصائصها وسعرها أو تعريفتها‬

‫وشروط بيعها‪"...‬‬

‫عدم إلاشارة على املنتوج إلى تاريخ عرضه للبيـع وتاريخ نهاية صالحيتـه‪ ،‬يعد أحد أهم املقتضيات التي‬

‫يجب على املنهي الحرص على توضيحها للمستهلك بشكل مقروء وفي مكان واضح‪ ،‬وعدم إلاشارة لذلك من شأنه‬

‫أن يضر بصحة املستهلك‪ ،‬مما قد يهدد ألامن والصحة الاجتماعيين‪ ،‬لذلك حرص املشرع على زجر عدم إلاشارة‬

‫إلى تاريخ نهاية صالحية املنتوج املائي‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى القرار املشترك لوزير الفالحة والتنمية القروية والصيد البحري ووزير الصحة‪ ،225‬فإنه‬

‫يجب أن يـبين في املياه املعدنية من الينابيع أو املائدة التاريخ ألاقص ى للصالحية‪ ،‬وهو سنة واحدة‪ .‬أما الحرارة‬

‫القصوى للحفظ فقد أشار الجدول امللحق بالقرار إلى أنها متغيرة‪ ،‬وفي هذا قصور حمائي للمستهلك‪،‬على اعتبار‬

‫الظروف التي تنقل فيها املياه في فصل الصيف‪.‬‬

‫املبحث الثاني‬

‫مظاهر الحماية الجنائية على مستوى ضبط املخالفات‬

‫تقتض ي دراسة إلاجراءات الخاصة التي يجب سلوكها بالنسبة لجرائم املياه تحديد الجهات التي يخولها‬

‫املشرع حق ضبط هذه الجرائم والتي سماها شرطة املاء‪ ،226‬ومن وظائف شرطة املاء – كما هو الحال بالنسبة‬

‫‪225‬‬
‫‪ -‬قرار رقم ‪ 141.11‬صادر في ‪ 41‬محرم ‪ 01( 0241‬ماي‪ )0111‬املتعلق بمدة صالحية بعض املنتوجات وبشروط حفظها‪ ،‬والصادر في الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 2614‬املؤرخة في الرابع من صفر ‪ 41( 0241‬ماي‪ )0111‬ص‪.0041 :‬‬
‫‪226‬‬
‫‪ -‬محمد مومن‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.61 :‬‬

‫‪- 69 -‬‬
‫للشرطة القضائية العامة – تدعيم الحفاظ على طمأنينة وسالمة ألافراد‪ ،‬وكذا املحافظة على النظام العام في‬

‫الجانب املتعلق باملياه‪.227‬‬

‫وقد حدد القانون ‪ 01.11‬املتعلق باملاء في املادة ‪ 012‬الجهات التي يتكون منها جهاز شرطة املاء‪ ،‬وتتمثل‬

‫في ضباط الشرطة القضائية املنصوص عليهم في املادتين ‪ 01‬و ‪ 41‬من قانون املسطرة الجنائية‪ ،‬وكذا ألاعوان‬

‫املعينين لهذا الغرض من طرف إلادارة ووكالة الحوض‪ ،‬وحدد الاختصاصات املوكولة إليه واملتمثلة في حماية‬

‫امللك العام املائي من كل اعتداء من شأنه أن يلحق الضرر‪ ،‬وذلك بتحرير محضر للمخالف‪ ،‬محددا البيانات‬

‫التي يجب أن تدرج فيه وحجيته القانونية (املطلب ألاول) ‪.‬‬

‫بيد أن مزاولة شرطة املاء ال تخلو من إكراهات عدة تؤثر على الجدوى منه ومن الدور املنوط به‪ ،‬منها‬

‫ما هو مرتبط بالجهاز نفسه‪ ،‬ومنها ما هو مرتبط باملحيط الذي يشتغل فيه ( املطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫‪ -‬محمد الزردة‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.41:‬‬

‫‪- 70 -‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬الجهاز املكلف بمعاينة مخالفات املاء وحجية محاضره‬

‫عدد مشرع املسطرة الجنائية ضباط الشرطة القضائية وحدد املهام املنوطة بهم واملتمثلة في مهمة‬

‫البحث والتحري عن الجرائم البيئية في إطار نشاطهم العام‪ ،‬وجمع ألادلة عنها والبحث عن مرتكبيها وتحرير‬

‫محضر في ذلك مع إخطار وكيل امللك املختص وإفادته بأصول هذه املحاضر‪.228‬‬

‫إلى جانب ضباط الشرطة القضائية توجد شرطة إدارية تهدف وظائفها أساسا إلى تدعيم الحفاظ على‬

‫طمأنينة وسالمة ألافراد‪ ،‬وكذا املحافظة على النظام العام في الجانب املتعلق باملياه هي " شرطة املياه" (فقرة‬

‫أولى)‪.‬‬

‫وجميع ألاعمال التي تقوم بها شرطة املياه تنجز في وثائق مكتوبة تسمى املحاضر‪ ،‬وقد حدد املشرع‬

‫املغربي شكليتها وحجيتها في إلاثبات‪ ،‬ونص على أن عدم التقيد باإلجراءات الواجب تضمينها بها‪ ،‬من شأنه أن‬

‫يضعف قوتها القانونية كورقة إثبات ضد مرتكب املخالفة ( فقرة ثانية )‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬الجهاز املكلف بمعاينة مخالفات قانون املاء‬

‫إن مفهوم الشرطة القضائية ال يمكن أن يقصد منه تلك الهيئة املوجودة في بنايات ألامن الوطني أو‬

‫الدرك امللكي‪ ،‬بل هي هيئات خول لها املشرع الصالحية للبحث عن الجرائم ومشاهدتها وجمع الحجج عليها‬

‫والبحث عن الفاعل أو الفاعلين وتقديمهم إلى النيابة العامة‪.229‬‬

‫ويجد الجهاز املكلف بضبط مخالفات املاء أساسه في املادة ‪ 012‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‬

‫التي نصت على أنه" يعهد بمعاينة املخالفات ملقتضيات هذا القانون ونصوصه التطبيقية‪ ،‬عالوة على ضباط‬

‫الشرطة القضائية إلى ألاعوان املعينين لهذا الغرض من طرف إلادارة ووكالة الحوض واملحلفين طبقا للتشريع‬

‫املتعلق بأداء القسم من طرف ألاعوان املكلفين بتحرير املحاضر"‪.‬‬

‫وشرطه املاء ليست وليدة القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء بل أنشأها املشرع بمقتض ى الفصل ‪ 42‬من‬

‫ظهير فاتح غشت ‪ 0141‬املتعلق بجعل ضابط املياه‪ ،‬وكانت تشمل مهندس ي الطرق وألاشغال العمومية‪،‬‬

‫‪228‬‬
‫‪ -‬عشوان عبد هللا‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.61 :‬‬
‫‪229‬‬
‫‪ -‬عبد اللطيف بوحموش‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.96 :‬‬

‫‪- 71 -‬‬
‫واملوظفين وألاعوان بإدارة املياه والغابات الذين لهم الصفة الضبطية‪ ،‬إضافة إلى ضباط الشرطة القضائية من‬

‫شرطة ودرك وكل شخص مكلف بحراسة املياه‪.‬‬


‫‪230‬‬
‫شرطة املياه بأنها جهاز إداري يتمتع بالصفة الضبطية يتولى ضبط ومعاينة‬ ‫وعرف أحد الباحثين‬

‫الجرائم والخروقات املاسة بقانون املاء‪ ،‬والتي تهدد سالمة امللك العام املائي بصفة خاصة وألامن العام املائي‬

‫بصفة عامة وعرفها آخر بأنها ذلك الجهاز الذي يقوم بمراقبة تطبيق القوانين والقرارات واملعين من طرف‬

‫إلادارة‪.231‬‬

‫وألاشخاص املوكول لهم ضبط مخالفات املاء حسب املادة ‪ 012‬أعاله صنفان هما‪:‬‬

‫ضباط الشرطة القضائية(أوال)‪ ،‬وألاعوان املكلفون لهذا الغرض من طرف إلادارة ووكالة الحوض‬

‫املائي(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ضباط الشرطة القضائية‬

‫لن تتم دراسة جهاز الشرطة القضائية باعتباره أحد مباحث املسطرة الجنائية‪ ،‬ولكن سيتم من باب‬

‫تحديد ألاشخاص الذين أوكل لهم املشرع إمكانية املعاينة والتثبت من املخالفات املتعلقة بقانون املاء‪.232‬‬

‫وضباط الشرطة القضائية منظمون في الباب الثاني من الباب ألاول من القسم ألاول من الكتاب ألاول‬

‫من قانون املسطرة الجنائية املغربي‪ ،‬وهم حسب املادة ‪ 01‬منه يضمون باإلضافة إلى الوكيل العام للملك‬

‫ووكيل امللك ونوابهما وقاض ي التحقيق‪ ،‬بوصفهم ضباطا سامين للشرطة القضائية‪ ،‬كذلك ضباط الشرطة‬

‫القضائية املكلفين باألحداث وأعوان الشرطة القضائية‪.‬‬

‫الضباط العاديون املحددون في املادة ‪ 41‬من القانون السالف الذكر وهم أساسا املدير العام لألمن‬

‫الوطني ووالة ألامن واملراقبون العامون للشرطة‪ ،‬وعمداء الشرطة وضباطها‪ ،‬وضباط الدرك امللكي وذووا الرتب‬

‫فيه‪ .‬وكذا الدركيون الذين يتولون قيادة فرقة أو مركز للدرك طيلة مدة هذه القيادة‪ ،‬تم الباشاوات والقواد‪.233‬‬

‫‪230‬‬
‫‪ -‬علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.411 :‬‬
‫‪231‬‬
‫‪- Aallal el Menour: op cit, p: 96.‬‬
‫‪232‬‬
‫‪ -‬رشيد حوبابي‪ :‬املائدة املستديرة الثالثة حول قانون املاء ودور القضاء وشرطة املياه في تفعيله‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.61 :‬‬
‫‪233‬‬
‫‪ -‬محمد مومن‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.61 :‬‬

‫‪- 72 -‬‬
‫ويمكن أن تخول كذلك صفة ضباط الشرطة القضائية ملفتش ي الشرطة التابعين لألمن الوطني ممن‬

‫قضوا على ألاقل ‪ 1‬سنوات بهذه الصفة بقرار مشترك لوزيري العدل والداخلية وللدركيين الذين قضوا على‬

‫ألاقل ‪ 1‬سنوات من الخدمة بالدرك امللكي وعينوا رسميا بقرار مشترك لوزير العدل والسلطة الحكومية املكلفة‬

‫بالدفاع الوطني‪.234‬‬

‫ثانيا‪ :‬ألاعوان املعينون من طرف إلادارة ووكالة الحوض املائي‬

‫ويمثلون ألاشخاص الذين تم تعيينهم بقرار يصدره كاتب الدولة املكلف باملاء بعد استشارة مدير وكالة‬

‫الحوض املائي املختص والذي يقدم تقريرا في املوضوع حول سيرة وسلوك املوظف املقترح وقدرته على تحمل‬

‫هاته املسؤولية كما يمكن تعيينهم بقرار ملدير وكالة الحوض املائي والذي يبقى املختص في ذلك بصفة أصيلة‪.235‬‬

‫وإذا تعلق ألامر باملوظفين املكلفين بمعاينة مخالفات املاء أو الشرطة املائية التابعين للمكاتب الجهوية‬

‫لالستثمار الفالحي‪ ،‬فإنه يتم اختيارهم من لدن رؤساء مكاتب توزيع املاء‪ ،‬ورؤساء مراكز تسيير شبكة الري‪،‬‬

‫وبعد ذلك يقوم مدير املكتب باقتراح من رئيس قسم تسيير الري التابع له باتخاذ قرار تعيين املوظف املقترح‬

‫للقيام بتثبيت مخالفات سرقة مياه السقي‪ ،‬وكذا الخسائر وألاضرار التي تمس امللك العمومي ومرافقه‪.236‬‬

‫ويلزم ألاعوان املذكورين أداء اليمين القانونية حسب ما جاء في املادة ‪ 012‬من القانون رقم ‪01.11‬‬

‫املتعلق باملاء وإال فقدت املحاضر التي ينجزونها قوتها الثبوتية‪.‬‬

‫واملالحظ أن تعدد املتدخلين في ضبط مخالفات املاء ال يؤدي الوظيفة املطلوبة بل يؤثر سلبا عليها على‬

‫اعتبار اعتقاد هذه الجهات أن ضبط مخالفات املاء ليس اختصاصا أصيال لها‪ ،‬أو لجهل عناصرها بهذه املهمة‪،‬‬

‫نفس الش يء نجده مع تعدد جهات الضبط في قوانين أخرى كالقانون رقم‪ 04.11‬املتعلق بالتعمير‪ 237‬والقانون‬

‫رقم ‪ 11.41‬املتعلق بالتجزئات العقارية واملجموعات السكنية وتقسيم العقارات‪.238‬‬

‫‪234‬‬
‫‪ -‬دليل شرطة املاء‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.01 :‬‬
‫‪235‬‬
‫‪ -‬رشيد حوباني‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.62 :‬‬
‫‪236‬‬
‫‪ -‬محمد الزردة‪ :‬الشرطة القضائية في مجال املياه باملغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة‪ ،‬شعبة القانون الخاص‪ ،‬وحدة القانون املدني‬
‫املعمق‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ‪ ،‬جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،0111 -0119‬ص‪.10 :‬‬
‫‪237‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 0.14.10‬صادر في ‪ 01‬ذي الحجة ‪ 01( 0204‬يونيو‪ )0114‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 04.11‬املتعلق بالتعمير‪ ،‬ج ر عدد ‪ 2011‬بتاريخ ‪02‬‬
‫محرم ‪ 01 ( 0201‬يوليوز‪ ،)0114‬ص‪.999 :‬‬
‫‪238‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 0.14.1‬صادر في ‪ 01‬ذي الحجة ‪ 01( 0204‬يونيو‪ )0114‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 41.11‬املتعلق بالتجزئات العقارية واملجموعات السكنية‬
‫وتقسيم العقارات‪ ،‬ج ر عدد ‪ 2011‬بتاريخ ‪ 02‬محرم ‪ 01( 0201‬يوليوز‪ ،)0114‬ص‪.991 :‬‬

‫‪- 73 -‬‬
‫نفس إلاشكالية يعرفها التشريع الفرنس ي‪ ،‬لذلك دعا الفقيه الفرنس ي ‪ Carole Evard‬إلى توحيد كافة‬

‫الوحدات إلادارية املكلفة بشرطة املياه في مصلحة واحدة تحت إشراف ووصاية جهاز واحد الن من كثرة‬

‫املتدخلين وغياب التنسيق ضياع ألاهداف‪ ،‬وتعاني شرطة املياه في فرنسا من ضعف في تغطية كافة التراب‬

‫الفرنس ي الش يء الذي يؤدي إلى عدم تفعيل النصوص القانونية والعقوبات املقررة ويطرح إشكالية تطبيق‬

‫"امللوث مؤدي"‪.239‬‬

‫واملالحظ أن شرطة املاء في املغرب ليست أفضل حاال من نظيرتها الفرنسية سواء من حيث تعدد‬

‫املتدخلين ومحدودية فعاليتهم‪ ،‬سواء من حيث قلة ألاعوان املكلفين بضبط مخالفات املاء على مستوى كل‬

‫حوض مائي‪ ،‬أو من حيث عدم القدرة على تغطيته ترابيا‪ ،‬إذ نجد عدد ألاعوان بوكالة الحوض املائي بملوية‬

‫ستة أفراد‪ ،‬وهذا العدد من املستحيل أن يغطي تراب الحوض الذي يضم ‪ 04‬عمالة إقليما‪ ،‬و‪ 011‬جماعة‪.240‬‬

‫وتعاني شرطة املاء من جهل املواطنين بهذا الجهاز وعدم توفرهم على زي رسمي من شأنه أن ينبه‬

‫املخالفين إلى صفة هذه الفئة كما سنرى الحقا‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬حجية املحاضر املنجزة من طرف شرطة املياه‬

‫إن مجموع العمليات التي تقوم بها شرطة املياه بجميع مكوناتها ال تكون لها قيمة قانونية ما لم تفرغ في‬

‫الشكل القانوني الذي أطلق عليه املشرع اسم " املحضر"‪ ،241‬واملحضر حسب املادة ‪ 42‬من قانون املسطرة‬

‫الجنائية هو " الوثيقة املكتوبة التي يحررها ضباط الشرطة القضائية أثناء ممارسة مهامهم ويضمنها ما تلقاه‬

‫من تصريحات أو قام به من عمليات ترجع الختصاصه"‪.‬‬

‫إال أن قانون املاء لم يعرف املحضر‪ ،‬بل اكتفى بذكر ما يجب أن يتضمنه حيث جاء في املادة ‪ 019‬منه‬

‫على أنه " يجب أن يـتضمن محضر املعاينة على الخصوص ظروف ارتكـاب املخالفة وشروحات املخالف وكذا‬

‫العناصر التي تبين مادية املخالفات‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫‪ -‬علوي طاهري محمد‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.410 :‬‬
‫‪240‬‬
‫‪ -‬حسب تصريح أحد أفراد شرطة املاء بوكالة الحوض املائي بملوية‪.‬‬
‫‪241‬‬
‫‪ -‬رشيد حوبابي‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.11 :‬‬

‫‪- 74 -‬‬
‫وتوجه املحاضر املحررة إلى املحاكم‪ 242‬املختصة داخل أجل عشرة أيام‪ ،‬ويوثق باملعاينات التي يتضمنها‬

‫املحضر إلى أن يثبت العكس"‪.‬‬

‫فما هي البيانات التي يجب أن يتضمنها املحضر؟ وما حجيته القانونية؟‬

‫أوال‪ :‬بيانات محضر املعاينة‬

‫لقد اقتصرت املادة آلانفة الذكر على ذكر أهم البيانات التي يلزم أن يتضمنها املحضر‪ ،‬ويرجع‬

‫بخصوص باقي البيانات املتطلبة في املحاضر إلى قانون املسطرة الجنائية باعتبارها الشريعة العامة في هذا‬

‫املجال‪.‬‬

‫واملحاضر تتوج عمل جهاز شرطة املاء بحيث يجب أن تتضمن جميع املعلومات املتعلقة باملخالفة‪،‬‬

‫وأهميتها تزداد في املجال الجنحي ألن رجال القضاء سيركزون بدرجة أساسية على ما هو وارد فيها من معلومات‬

‫ما لم يقتنع القاض ي بضرورة استبعادها كلما تراءت له ظروف وقرائن تدعم قناعاته‪.243‬‬

‫ومن أهم الطعون املوجهة للمحاضر أمام هيئة القضاء نجد عدم التفصيل في ذكر ظروف ارتكاب‬

‫املخالفة من حيث زمانها ومكانها وطبيعتها بشكل مدقق‪ ،‬خاصة إذا كان املحضر هو الوثيقة الوحيدة بامللف‪،‬‬

‫والاعتناء بشكليات املحضر من تعريف بالجهاز الذي ينتمي إليه محرر املخالفة وصفته وغيرهما مما يرفع‬

‫الجهالة عنه كمثال على ذلك‪" 244‬محضر املعاينة رقم ‪ ،014/01‬يوم املعاينة‪ :‬في يوم الخميس ‪ 4101/16/01‬على‬

‫الساعة الثانية مساء‪ ،‬أنا املوقع أسفله ( م‪.‬ص) تقني بوكالة الحوض املائي لسبو وعون الشرطة املكلف بمراقبة‬

‫امللك العام املائي بمقتض ى القرار رقم ‪ 01‬بتاريخ ‪ 4119/11/40‬الصادر عن السيد كاتب الدولة املكلف بالبيئة‬

‫واملاء‪ ،‬واملؤدي اليمين القانونية أمام املحكمة الابتدائية بفاس بتاريخ ‪ 4119/11/41‬نورد املعطيات آلاتية‪:‬‬

‫سند التدخل‪.‬‬

‫في إطار مراقبتنا للملك العام املائي على مستوى مقطع من واد بورجلين ضبطنا ‪"....‬‬

‫‪242‬‬
‫‪ -‬توجه نسخة من املحضر إلى السيد وكيل امللك باملحكمة الابتدائية‪ ،‬وتوجه نسخة إلى عامل العمالة أو إلاقليم‪ ،‬وأخرى إلى السيد كاتب الدولة املكلف‬
‫باملاء والبيئة‪ ،‬ويحتفظ بنسخة بأرشيف وكالة الحوض املائي‪ .‬أنظر امللحق ألاول‬
‫‪243‬‬
‫‪ -‬الحسن هوداية‪ :‬محاضر الضابطة القضائية‪ ،‬أهميتها وحجيتها القانونية وإلاشكاليات املطروحة بشأنها في العمل القضائي‪ ،‬مطبعة دار السالم الرباط‪،‬‬
‫دون ذكر الطبعة‪ ،‬ص‪. 1 :‬‬
‫‪244‬‬
‫‪ -‬أورده رشيد حوباني‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.11 :‬‬

‫‪- 75 -‬‬
‫نفس الش يء نجده مع بعض املحاضر املنجزة في شأن مخالفة شروط استعمال املاء الفالحي‪ ،‬إذ تكون‬

‫خالية من أي إشارة إلى توقيع املخالف‪ ،‬وهذا مالم ينظمه قانون املاء رقم ‪ 01.11‬ضمن أحكامه‪ ،‬إذ لم يشر إلى‬

‫توقيع املكلف بشرطة املياه في النصوص املتعلقة بإثبات املخالفات‪ ،‬ومع ذلك فإن هذه املحاضر – من الناحية‬

‫العملية – تتضمن توقيع العون الذي عاين وأثبت املخالفة وحرر املحضر بشأنها‪ ،‬ملا للتوقيع من أهمية‪.‬‬

‫وعلى العون املكلف بضبط املخالفة تبني الحياد الذي ال يعني فقط عدم تحريف الوقائع– الذي هو‬

‫شرط في تحقق املوضوعية – وإنما الامتناع عن إعطاء تأويالت للوقائع التي تناولها البحث بحيث يصل به ألامر‬

‫إلى إعطائها تكييفا قانونيا بحسب ما اقتنع به شخصيا‪ ،‬ألن هذا ليس من صالحياته التي تقتصر على جمع‬

‫املعلومات بشأن أفعال ووقائع معينة ووضعها رهن إشارة السلطة التي أوكل إليها القانون سلطة اتخاذ القرار‬

‫بشأن املتابعة أو عدمها‪.‬‬

‫إن عون شرطة املياه يقوم باستعراض الوقائع دون تكييفها قانونا‪ ،‬ألن هذا العمل من اختصاص‬

‫الجهات القضائية‪ ،‬مع إلاشارة إلى أن إلادارات املختصة قد اعتمدت نماذج مطبوعة ملحاضر مختلف‬

‫املخالفات‪ ،245‬وذلك لتفادي نقص البيانات الالزمة في املحضر والتي من شأن نقصانها أن يؤدي إلى الطعن فيها‪.‬‬

‫ويوجه املحضر طبقا للمادة ‪ 019‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء إلى املحاكم املختصة داخل‬

‫أجل ‪ 01‬أيام‪ ،‬غير أن املشرع لم يحدد تاريخ بداية احتسابها‪ ،‬هل من يوم تحرير املحضر؟ أم من يوم ارتكاب‬

‫املخالفة؟‬

‫انقسم الباحثون بخصوص تحديد ابتداء العشرة أيام إلى قسمين‪ ،‬حيث ذهب التوجه ألاول‪ 246‬إلى أنه‬

‫وإن كان استعمال املشرع في هذه املادة لعبارة " املحاضر املحررة " يسمح بالقول إن أجل العشرة أيام يحتسب‬

‫من تاريخ املحضر وليس من تاريخ وقوع املخالفة‪ ،‬فإن تأكيد املادة ‪ 016‬على فورية تحرير املحاضر يجعل من‬

‫الضروري أن يكون التاريخان واحدا‪ ،‬وأن عدم احترام هذا ألاجل لبعث املحاضر للمحكمة يجعلها معيبة من‬

‫حيث الشكل‪ .‬في حين ذهب التوجه الثاني‪ 247‬إلى أن أجل العشرة أيام يحتسب من تاريخ تحرير املحضر‪ ،‬ذلك أن‬

‫‪245‬‬
‫‪ -‬محمد مومن‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫‪246‬‬
‫‪ -‬محمد مومن‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫‪247‬‬
‫‪ -‬عبد هللا عشوان‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.61 :‬‬

‫‪- 76 -‬‬
‫إجراءات البحث التمهيدي قد تستغرق وقتا أطول من عشرة أيام‪ ،‬خاصة وإن صاحبتها عمليات أخرى من‬

‫قبيل التحليالت املخبرية للعينات واستجماع الوثائق والاستماع للمعنيين باألمر‪.‬‬

‫وحسب ما تكون لدي من رأي فإن التوجه الثاني حري بالتأييد على اعتبار املبررات املنطقية التي جاء‬

‫بها‪ ،‬وكذا انسجاما مع روح املادة ‪ 019‬التي جاءت في فقرتها الثانية بصيغة " وتوجه املحاضر املحررة إلى املحاكم‬

‫املختصة داخل ‪ 01‬أيام ‪."..‬‬

‫ثانيا‪ :‬حجية محضر املعاينة‬

‫ينص الفصل ‪ 410‬من ق‪.‬م‪.‬ج على ما يلي " إن املحاضر والتقارير التي يحررها في شأن التثبت من‬

‫الجنح واملخالفات ضباط الشرطة القضائية وجنود الدرك يوثق بمضمونها ما لم يثبت ما يخالف ذلك"‪.‬‬

‫لقد ميز املشرع املغربي في قانون املسطرة الجنائية بين محاضر الضابطة القضائية على مستوى الجنح‬
‫‪248‬‬
‫والجنايات‪ ،‬فبينما أعطى ملحاضر الضابطة القضائية في الجنح حجية نسبية‪ ،‬إذ جاء في قرار ملحكمة النقض‬

‫" إن املحضر املستوفي ملا يشترطه القانون يقوم حجة ال يمكن دحضها إال بقيام الدليل القاطع على مخالفتها‬

‫للوقائع بواسطة حجة تماثلها في قوة إلاثبات‪ ،‬كشهادة الشهود املستمع إليهم بصفة قانونية‪ ،‬وكاإلدالء بمحاضر‬

‫أخرى أو تقارير خبراء أو ما شابه ذلك من املستندات املوثوق بصحتها قانونا"‪ ،‬فإنه اعتبرها على مستوى‬

‫الجنايات مجرد بيانات‪ ،249‬حيث جاء في قرار ملحكمة النقض أنه " لئن كان الفصل ‪ 411‬من ق م ج ينص على‬

‫أن املحاضر والتقارير في الجنايات ال تعتبر إال مجرد بيانات‪ ،‬فإن للمحكمة أن تأخذ بما جاء فيها متى اطمأنت‬

‫إليه‪ ،‬ألن ما حواه من اعترافات يخضع تقديره لقضاة املوضوع في حدود سلطتهم"‪.‬‬

‫واعتبر املشرع أن املحاضر املعدة من طرف إدارة املياه والغابات محاضر رسمية ال يطعن فيها إال بالزور‬

‫حيت تنص املادة ‪ 61‬من ظهير ‪ 01‬أكتوبر ‪0101‬املتعلق بحفظ الغابات واستغاللها‪ 250‬على " أن التقارير التي‬

‫يكتبها املوظفون‪ ..‬تعتبر حجة حصحيحة في ثبوت املخالفات املقررة فيها كيفما كانت العقوبة ويعتبر ما تضمنه‬

‫التقارير من املخالفات حصحيحا كيفما كانت معاقبته ما لم يدع التزوير فيها "‪ ،‬وهو ما أكدته محكمة النقض‬

‫‪248‬‬
‫‪ -‬قرار عدد ‪ 116‬بتاريخ ‪ 0164/11/14‬منشور بمجلة القضاء والقانون عدد ‪ 21-29‬السنة الخامسة‪ ،‬ابريل‪ -‬ماي ‪ ،0164‬ص ‪.191‬‬
‫‪249‬‬
‫‪ -‬قرار عدد ‪ 1161‬في امللف عدد ‪ 02219/91‬أورده حسن هوداية‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪250‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف مؤرخ في ‪ 41‬ذي الحجة ‪ 01 ( 0111‬أكتوبر ‪ )0101‬املتعلق بحفظ الغابات واستغاللها‪ ،‬الصادر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 411‬بتاريخ ‪41‬‬
‫أكتوبر ‪ ،0101‬ص‪.110 :‬‬

‫‪- 77 -‬‬
‫بالقول "إن املحاضر التي يحررها ويمضيها أعوان إدارة املياه والغابات‪ ،‬تقوم حجة على ألافعال املادية املتعلقة‬

‫بالجنح التي تشهد بوقوعها‪ ،‬ما لم يطعن في تلك املحاضر بالزور (الفصل ‪ 49‬من ظهير ‪ ،251")0144/12/00‬كما‬

‫جاء في حيثيات حكم صادر عن املحكمة الابتدائية بالجديدة‪ 252‬أن " الظنين بارتكابه داخل الدائرة القضائية‬

‫لهذه املحكمة منذ زمن لم يمض عليه أمد التقادم الجنحي لجنحة سرقة مياه السقي ‪ ...‬حيث تفيد معطيات‬

‫تقرير املخالفة أن الظنين قام بما نسب إليه‪ ،‬وحيث أن املحاضر والتقارير التي يحررها مأمورو املياه والغابات في‬

‫شأن املخالفات والجنح يوثق بمضمونها ما لم يثبت العكس بادعاء الزور‪".‬‬

‫وبذلك يكون ملحاضر رجال املياه والغابات املتعلقة بالجرائم الواردة في قانون املاء الصفة الرسمية‬

‫استنادا إلى الفصل ‪ 61‬من ظهير ‪ 01‬أكتوبر ‪ 0101‬وليس الحجية النسبية الواردة في املادة ‪ 019‬من القانون رقم‬

‫‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪ ،‬ألن النص الخاص أولى بالتطبيق من النص العام‪.‬‬

‫وحتى تكون ملحاضر شرطة املياه الصفة الرسمية‪ ،‬فإنهم غالبا ما يطلبون من القائد إلامضاء إلى‬

‫جانبهم بمحضر املعاينة‪.253‬‬

‫أمام هذا الوضع ال بد من تدخل تشريعي لتعديل الفقرة الثانية من املادة ‪ 019‬من القانون رقم‬

‫‪ 01.11‬املتعلق باملاء والتنصيص على رسمية محاضر املعاينة املنجزة من طرف ألاعوان واملوظفين املشار إليهم في‬

‫املادة ‪ 012‬من نفس القانون‪ ،‬وأقترح أن تكون على الشكل التالي " وتوجه املحاضر املحررة إلى املحاكم املختصة‬

‫داخل أجل عشرة أيام من تاريخ تحرير املحضر‪ ،‬ويوثق باملعاينات التي يتضمنها إلى أن يطعن فيها بالزور"‬

‫املطلب الثاني‪ :‬إكراهات مزاولة شرطة املاء بين النص و الواقع‬

‫‪251‬‬
‫‪ -‬قرار عدد ‪ 111‬بتاريخ ‪ 0164/14/11‬منشور بمجلة القضاء والقانون‪ ،‬عدد ‪ ،12‬ص‪.094 :‬‬
‫‪ -‬جاء في قرار آخر ملحكمة النقض " أنه ملا اعتمدت املحكمة في مؤاخذتها للمخالف على ما أثبته العون التقني للمياه والغابات في النازلة من كونه عاين في‬
‫التاريخ واملكان املشار إليهما في املحضر قطعة أرض من غابة الدولة محروثة حديثا ‪ ...‬وأنه تم التعرف على املخالف الذي وصل إلى عين املكان وعرف املقدم‬
‫بهويته‪= =،‬فإنها تكون بذلك قد اعتمدت محضرا قانونيا بإثبات املخالفة الغابوية منصوصا في الفصل ‪ 46‬من ق م ج ومارست سلطتها التقديرية في تقدير‬
‫ثبوت الفعل واطمأنت إلى نسبته للطالب" قرار عدد‪ 2/01‬مؤرخ في ‪ 0119/11/11‬في امللف الجنائي عدد ‪ ،12/46000‬منشور بمجلة قضاء املجلس ألاعلى‬
‫ص‪.246 :‬‬ ‫عدد ‪،12-11‬‬
‫‪ -‬قرار عدد ‪ 6111/1‬بتاريخ ‪ 0111/04/01‬في امللف الجنحي عدد ‪ 46001/12‬منشور بمجلة قضاء املجلس ألاعلى‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.211 :‬‬
‫‪252‬‬
‫‪ -‬ملف جنحي عادي رقم ‪ 11/1412‬صادر بتاريخ ‪( 0119/11/11‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪253‬‬
‫‪ -‬حسب مقابلة غير رسمية أجريتها مع أحد أفراد شرطة املياه التابع للمديرية إلاقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك بمدينة تيزنيت يوم ‪.4101/04/02‬‬

‫‪- 78 -‬‬
‫تتعدد إلاكراهات التي تواجه مزاولي شرطة املاء‪ ،‬بين ما هو ناتج عن عوامل مرتبطة بالقانون املتعلق‬

‫باملاء وما يعتريه من نقص وعدم وضوح في العديد من فقراته خاصة تلك املرتبطة بإجراء املعاينة والتكليف من‬

‫جهة‪ ،‬وارتباطه بقوانين أخرى ذات صلة من جهة أخرى‪ ،‬الش يء الذي ينقص من مردودية عمل العاملين على‬

‫ضبط مخالفات املاء ( فقرة أولى)‪.‬‬

‫إال أن املمارسة العملية ألفراد شرطة املياه وقيامهم بضبط املخالفات املرتكبة في حق امللك العام‬

‫املائي ‪ ،‬أبرزت لهم إكراهات واقعية متمثلة في ضعف الدعم اللوجستيكي من جانب‪ ،‬ومواجهتهم الدائمة مع‬

‫املخالفين وما يترتب عنها من احتكاك من جانب آخر (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬إلاكراهات املرتبطة بالتشريع‬

‫أدى إخضاع املاء لنفس أحكام العقار إلى تعقيد في البنية القانونية لحق املاء‪ ،‬وتجلى أكثر بعد رسوخ‬

‫أعراف مائية محلية فصلت ملكية املاء عن ملكية العقار‪ ،‬حيث أصبحت ملكية هذا ألاخير غير مرتبطة باملاء‪،‬‬
‫َ‬
‫وأصبح مالك ألارض ليس هو مالك املياه‪ ،‬كما أصبحنا أمام ملكية خاصة واردة على أراض ي الجموع والكيش‬

‫وهي أراض غير قابلة للملكية الخاصة‪ ،254‬كما نجد أن حقوق املياه تخضع للتصرف والتفويت أو الهبة مع العلم‬

‫أن النظام القانوني الواردة عليه يمنع هذه التصرفات‪.‬‬

‫ولحماية امللك العام املائي فإن قانون املاء جاء ليؤكد على شرطة املاء ودورها كمؤسسة مهمة في‬

‫التنمية املستدامة في مجال املاء‪ ،‬ووضع مقتضيات تنظيمية لهذا الجهاز من أجل تدبير مندمج ملصادر املياه‪،255‬‬

‫بيد أن شرطة املاء تواجه عدة إكراهات تشوش على عملها وألاهداف املرجوة منه‪ ،‬كتكليف وزارة التجهيز‬

‫والنقل واللوجستيك ‪-‬قطاع ألاشغال العمومية سابقا‪ -‬بتدبير هذا امللك بمقتض ى ظهير فاتح يوليوز ‪ ،0102‬ورغم‬

‫أن تدبير امللك العام املائي تميز بالتشتت منذ ذلك الحين لدرجة أن كل صنف منه (مائي‪ ،‬بحري‪ )..‬كان يسيره‬

‫‪254‬‬
‫‪ -‬عبد الوهاب رافع‪ :‬ألانظمة العقارية في املغرب‪،‬أعمال الندوة الوطنية التي نظمها مركز الدراسات القانونية املدنية والعقارية بكلية العلوم القانونية‬
‫والاقتصادية والاجتماعية ‪ -‬جامعة القاض ي عياض – مراكش‪ ،‬يومي ‪1‬و‪ 6‬أبريل ‪ ،4114‬الطبعة ألاولى ‪،4111‬ص‪ 11 :‬وما بعدها‬
‫‪ -‬إبراهيم فكري‪ :‬ألامالك الجماعية مميزاتها الحقوقية وطبيعتها املادية‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪ 91 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪255‬‬
‫‪-Allal El Mneoua :op cit, p : 173‬‬

‫‪- 79 -‬‬
‫قطاع خاص‪ ،‬إال أن هذا الظهير يبقى هو السند القانوني ألاول الذي يمكن قطاع التجهيز والنقل واللوجستيك‬
‫‪.256‬‬
‫من تكوين شرطة املاء‬

‫وغالبا ما ال يتم هذا التكليف على أسس ومعايير موضوعية كالكفاءة والنزاهة وغيرهما‪ ،‬بل إن بطاقات‬

‫التكليف تمنح أحيانا لبعض ألاعوان كالسائقين‪ ،‬وفي جميع الحاالت سواء كان املكلفون أعوانا أو أطرا عليا‪،‬‬

‫فإن املحلفين املكلفين على الصعيد املركزي لم ينجزوا أي محاضر خاصة بشرطة املاء‪.257‬‬

‫كما أن هنالك تناقضا بين بعض مقتضيات القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء ومقتضيات بعض‬

‫القوانين القطاعية كظهير ‪ 41‬غشت ‪ 0102‬املتعلق باملؤسسات املصنفة بحيث يجب أن تتضمن هاته‬

‫املؤسسات مقتضيات تهم مكان وكيفية وشروط إفراغ واستعمال ومعالجة املياه العادمة والنفايات‪ ،‬لكون‬

‫السلطات التي تمنح هذه الرخص ال تسهر على تدبير املوارد املائية‪ ،‬مما يجعل هذه املقتضيات غير مالئمة أو‬

‫متناقضة مع رخص الصب املمنوحة من طرف وكالة الحوض املائي‪ .‬وكذا ظهير ‪ 06‬أبريل ‪ 0110‬بشأن سن نظام‬

‫املناجم الذي تخضع بموجبه لنظام املناجم املياه الجوفية املائية التي تعتبر ملكا عاما مائيا حسب القانون‬

‫‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪.258‬‬

‫ويالحظ أن هناك إفراطا في إلاحالة على النصوص التنظيمية‪ ،‬مما أراه مشوشا على عمل املتتبع‬
‫‪259‬‬
‫والباحث‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إلاكراهات الواقعية‬

‫‪256‬‬
‫‪ -‬تنص املادة ‪ 012‬من القانون ‪ 01.11‬املتعلق باملاء على أنه " يعهد بمعاينة املخلفات ملقتضيـات هذا القانون ونصوصه التطبيقية‪ ،‬عالوة على ضبـاط‬
‫الشرطة القضائيـة إلى ألاعوان املعينين لهذا الغرض من طرف إلادارة ووكالة الحوض واملحلفين طبقا للتشريع املتعلق بأداء القسم من طرف ألاعوان‬
‫املكلفين بتحرير املحاضر‪".‬‬
‫‪257‬‬
‫‪ -‬دليل شرطة املاء‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.26 :‬‬
‫‪ -‬محمد الشاوني‪ :‬إكراهات تطبيق القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪ ،‬املائدة املستديرة الثالثة حول قانون املاء ودور القضاء وشرطة املياه في تفعيله‪ ،‬م‬
‫س‪ ،‬ص‪.19 :‬‬
‫‪258‬‬
‫‪ -‬محمد الشاوني‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.19 :‬‬
‫‪ -‬دليل شرطة املاء‪ :‬م س‪.21 :‬‬
‫‪259‬‬
‫‪ -‬مثل ما نصت عليه املادة السابعة " ‪ ...‬بعـد إجـراء بحث علني طبقا للشروط املحددة بنصوص تنظيمية"‬
‫‪ -‬املادة ‪... " 04‬ويمنع‪ ،‬إال بترخيص سابق ممنوح حسب الكيفيات املحددة بنصوص تنظيمية"‬
‫‪ -‬املادة ‪ " 01‬وتعين حـدود كل حوض مائي بنصوص تنظيمية"‬
‫‪ -‬املادة ‪ ..." 01‬وتحدد نصوص تنـظيمـيـة شـروط ومسطرة وضعه ومراجعته "‬

‫‪- 80 -‬‬
‫من إلاكراهات املرتبطة باملحيط‪ ،‬نقص الصرامة من طرف املحاكم املكلفة بتطبيق النصوص‬

‫القانونية املعتمدة‪ ،260‬وهي املعول عليها ‪ -‬مع باقي ألاجهزة الساهرة على تفعيل قانون املاء – للحفاظ على هذه‬

‫الثروة إلانسانية‪.261‬‬

‫كما تواجه شرطة املاء معيقات تتعلق بالتحقق من هوية املخالف وعدم توقيعه على املحضر‪ ،‬مما قد‬

‫يعرض دعواها للنقض‪ ،‬حيث جاء في قرار ملحكمة النقض‪ 262‬أنه " تكون املحكمة الزجرية قد بنت قرارها على‬

‫غير أساس ملا أدانت املتهم بجنحة سرقة مياه السقي بناء على اعترافه املضمن في محضر الشرطة القضائية‬

‫رغم أنه ينكر أمامها صدور هذا الاعتراف عنه‪ ،‬ورغم كون التصريح املنسوب إليه في املحضر غير مذيل بتوقيعه‬

‫مستندة في قضائها على مقتضيات القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء الذي لم يستلزم صراحة توقيع املصرح‬

‫على محضر معاينة املخالفة املنجز من طرف شرطة املياه‪ ،‬ذلك أن الاعتراف الذي يتضمنه محضر الضابطة‬

‫القضائية لكي يعتبر وسيلة إثبات يجب أن يكون صادرا عن املتهم‪ ،‬وهو ال يعتبر كذلك إذا كان التصريح املنسوب‬

‫إليه في املحضر ال يقر بصدوره عنه أو ال يعقبه توقيعه بحسب ألاحوال املقررة بمقتض ى املادة ‪ 42‬من ق م ج‬

‫التي يتوجب التقيد بها وتطبيقها بخصوص شكليات محاضر الضابطة القضائية"‪.‬‬

‫وبخصوص إلاكراهات التي تواجه أعوان شرطة املاء‪ ،‬وإلغناء البحث أكثر‪ ،‬قمت بدراسة ميدانية عن‬

‫طريق توزيع استمارة تشمل عدة أسئلة حول املهام العملية والصعوبات التي تواجه أفراد شرطة املاء‪ ،‬وتتكون‬

‫العينة من خمسة أفراد من شرطة املاء‪ ،‬جاءت بما يلي‪:‬‬

‫بخصوص تعرض أفراد شرطة املاء للتهديد والاعتداء‪ ،‬كانت نتيجة البحث كما يلي‪:‬‬

‫‪260‬‬
‫‪- Allal El Menouar : op cit, p : 173‬‬
‫‪261‬‬
‫‪ -‬رشيد حوباني‪ :‬م س‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫‪ - 262‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 121/1‬بتاريخ ‪ 41‬مارس ‪ 4111‬في امللف عدد ‪ ، 4111/1/6/9119‬منشور في املائدة املستديرة الثالثة حول قانون املاء ودور‬
‫القضاء وشرطة في تفعيله‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.11 :‬‬

‫‪- 81 -‬‬
‫أحيانا‬
‫‪20%‬‬

‫أبدا‬
‫أحيانا‬

‫دائما‬

‫دائما‬
‫‪0%‬‬

‫أبدا‬
‫‪80%‬‬

‫يستنتج من البيان أعاله أن أفراد شرطة املاء يتعرضون أحيانا لإلهانة أو الاعتداء بغض النظر عن‬

‫نوعه( سب‪ ،‬شتم‪ ،)..‬وتبقى املعطيات أعاله نسبية في ظل غياب دراسة رسمية في هذا الشأن‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك فإن النصوص املنظمة لشرطة املاء لم تشر إلى الزي الذي يجب إن يرتديه شرطي‬

‫املاء‪ ،‬الش يء الذي ي تسبب لهم في عدة مشاكل تتمثل في عدم معرفة املواطنين لهذا الجهاز‪ ،‬مما قد يتسبب في‬

‫قلة احترامهم له‪ ،‬وهذا ما دفع بعض أعوان شرطة املاء إلى إلاحجام عن القيام بدورهم مخافة التعرض‬

‫لالعتداء‪ ،‬وحسب العينة املعنية فهناك إجماع بنسبة ‪ % 011‬على أنه لو وجد هذا الزي لكان الاحترام الواجب‬

‫للجهاز وأفراده‪ ،‬كما هو الحال مع أفراد ألامن الوطني أو أعوان املياه والغابات‪.‬‬

‫وأمام هذا الوضع ال بد من تدخل تشريعي في أول فرصة تسنح بتعديل القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق‬

‫باملاء والتنصيص على الزي الرسمي الذي يلزم أن يرتديه مزاولو شرطة املياه‪.‬‬

‫ومن الصعوبات التي تواجه أفراد شرطة املياه عند معاينة املخالفة‪ ،‬عدم وجود مالك أو مستغل‬

‫املنشآت موضوع املخالفة في غالب ألاحيان بعين املكان‪ ،‬مما ينتج عنه صعوبة الحصول على هويته‪ ،‬وبالتالي‬

‫عدم القيام بمعاينة الجريمة‪ ،‬على اعتبار أن املشرع املغربي ألزم ضمنيا إدراج اسم املخالف حين نص على أنه‬

‫‪- 82 -‬‬
‫"يجب أن يتضمن محضر املعاينة على الخصوص ظروف ارتكاب املخالفة وشروحات املخالف وكذا العناصر‬

‫التي تبين مادية املخالفة"‪ ،263‬وأرى أنه يلزم على شرطي املاء ضبط املخالفة ولو أن املخالف غير موجود في مكان‬

‫الجريمة‪ ،‬إذا ما أتيحت له بأية وسيلة معرفة هويته‪ ،‬خاصة إذا كان معروفا لدى أعوان السلطة‪.‬‬

‫ومن املشاكل التي يعاني منها أفراد شرطة املاء حسب الاستمارة املوزعة نجد أيضا‪:‬‬

‫‪ -‬عدم وجود حوافز مالية للقيام بهذا الدور الهام والخطير‪.‬‬

‫‪ -‬وسائل التنقل إلى أماكن الجرائم غير متوفرة في بعض ألاحيان‪ ،‬أو أن بعضها قديم ولم يعد صالحا‪.‬‬

‫‪ -‬عدم وجود تحسيس للمواطنين في وسائل البث املرئية‪ ،‬واملسموعة‪ ،‬واملقروءة بالدور املنوط بالجهاز‪.‬‬

‫إن عدم وجود هذا التحسيس من طرف إلادارة املكلفة باملاء‪ ،‬ووكاالت ألاحواض املائية‪ ،‬واملكاتب‬

‫الجهوية لالستثمار الفالحي‪ ،‬دفعني إلى القيام باستقصاء رأي املواطنين ‪ -‬وأغلبهم من القانونيين ‪ -‬حول مدى‬

‫معرفتهم بشرطة املياه‪ ،‬وكان السؤال‪ :‬هل تعرف بوجود شرطة املياه؟‬

‫وقد كانت النتيجة كالتالي‪:‬‬

‫نعم‬
‫ال‬

‫‪263‬‬
‫‪ -‬الفقرة ألاولى من املادة ‪ 019‬من القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪.‬‬

‫‪- 83 -‬‬
‫أي أن اثنين من أصل خمسين شخصا ال يعرفون شرطة املياه‪ ،‬بمعنى أن أكثر من ‪ % 16‬من املغاربة‬

‫ال يعرفون هذا الجهاز‪ ،‬مما يتطلب من الجهات املكلفة باملاء مضاعفة مجهوداتها التحسيسية للتعريف به‪،‬‬

‫وبالتالي حماية امللك العام املائي عن طريق الوعي بأهمية املحافظة عليه‪.‬‬

‫‪- 84 -‬‬
‫خـاتـمـة‬

‫في ختام هذا البحث املعنون ب " الحماية القانونية للماء"‪ ،‬تأكد لنا أن القانون رقم ‪ 01.11‬املتعلق‬

‫باملاء زكى في عمومه القواعد الواردة في الظهائر السابقة غير املتعارضة مع نصوصه‪ ،‬وبشكل أساس ي امللكية‬

‫العامة للمياه‪ ،‬والتي ال يجوز استغاللها أو استعمالها أو التصرف فيها إال بمقتض ى تصريح من إلادارة أو وكالة‬

‫الحوض املائي‪ ،‬ما عدا الحقوق املعترف بها ألحصحابها ومياه ألامطار التي تتساقط على العقارات أو املجمعة‬

‫بشكل اصطناعي ‪.‬‬

‫فتدخل الدولة هذا راجع إلى محاولة املشرع املغربي تنظيم املياه بما يحقق ألامن املائي‪ ،‬واملحافظة على‬

‫هذا املورد الحيوي والثروة الوطنية من التبذير وسوء الاستعمال‪ ،‬ألن البالد تواجه تحديا حقيقيا بسبب تعاقب‬

‫سنوات الجفاف ونضوب الفرشة املائية‪.‬‬

‫ومن أجل حماية امللك العام املائي‪ ،‬أقترح ما يلي‪:‬‬

‫على املستوى التشريعي‪:‬‬

‫تحيين النصوص املتعلقة بالعقوبات‪ ،‬والزيادة في الغرامات ومدة الحبس تماشيا مع حجم‬ ‫أ‪-‬‬

‫الجرم املرتكب في حق امللك العام املائي‪.‬‬

‫تبني مدونة جديدة تدمج قانون املاء في قانون البيئة‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫تعديل النصوص الغامضة في قانون املاء والتي تحمل أكثر من تأويل كالفصل ‪ 019‬من القانون‬ ‫ج‪-‬‬

‫رقم ‪ 01.11‬املتعلق باملاء‪ ،‬وتحديد البيانات الالزمة في محضر املعاينة ونقطة انطالق احتساب العشرة أيام‬

‫املتعلقة بتوجيه املحاضر املحررة إلى املحاكم املختصة‪.‬‬

‫إقرار الحجية الرسمية ملحاضر شرطة املياه‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للمحاضر املنجزة من‬ ‫د‪-‬‬

‫طرف أعوان املياه والغابات‪.‬‬

‫تنظيم الزي الخاص بشرطة املياه والزيادة في عدد أفرادها‪.‬‬ ‫ه‪-‬‬

‫توحيد كافة الوحدات إلادارية املكلفة بشرطة املياه في مصلحة واحدة تحت إشراف ووصاية‬ ‫و‪-‬‬

‫جهاز واحد‪.‬‬

‫‪- 85 -‬‬
‫على املستوى العملي‪:‬‬

‫اعتماد مقاربة تشاركية مع الجهات امللوثة للبيئة واملاء‪ ،‬والرقي بها من جهات ملوثة‪ -‬مؤدية‬ ‫أ‪-‬‬

‫إلى جهات شريكة‪.‬‬

‫التكوين املستمر ألفراد شرطة املياه في مجال املعاينة‪ ،‬وتدريبهم على تقنيات وشكليات تحرير‬ ‫ب‪-‬‬

‫املحاضر‪ ،‬وتعويضهم عن مهام املعاينة‪.‬‬

‫القيام بحمالت تحسيسية وتوعوية في مختلف وسائل إلاعالم بأهمية املحافظة على املاء من‬ ‫ج‪-‬‬

‫التلوث والهدر‪ ،‬وتوضيح الدور الهام لشرطة املياه في هذا املجال‪.‬‬

‫تخصيص دورات تكوينية لفائدة القضاة‪ ،‬مع تدريس قانون املاء والبيئة في املعهد العالي‬ ‫د‪-‬‬

‫للقضاء‪.‬‬

‫‪- 86 -‬‬
- 87 -
- 88 -
- 89 -
- 90 -
‫* ب ــاسم جلل ــة املل ــك و طبقا للقانون *‬
‫اململكة املغربية‬
‫أصــدرت محكمــة الاســتئناف بتــازة بتــاريخ ‪ 4101/12/12‬وهــي تبــث قــي املــادة املدنيــة‬ ‫محكمة الاستئناف‬
‫مؤلفة من السادة ‪:‬‬ ‫بت ــازة‬
‫ذ‪ /‬عبدالقادر العلمــي ‪ :‬رئيسا‬
‫ذ‪ /‬كمـال فاتـ ــح‪ :‬مستشارا ومقررا‬ ‫الغرفة املدنية‬
‫ذ ‪/‬لحسن الس ــاوي‪ :‬مستشارا‬ ‫رقم ‪4101/114 :‬‬
‫وبمساعدة السيدة‪ :‬مغزة علية كاتبة للضبط‪.‬‬ ‫قرار عدد ‪021 :‬‬
‫القرار آلاتي نصه ‪:‬‬ ‫تاريخ ‪4101-12-12 :‬‬
‫بين السيد‪:‬‬
‫هرمـ ــو محمـ ــد بـ ــن عبدالسـ ــلم وهرمـ ــو بلقاسـ ــم بـ ــن عبدالسـ ــلم السـ ــاكنون‬
‫بجماعة الصباب جرسيف ‪.‬‬
‫ينوب عنهما ألاستاذ عبداملالك الادريس ي و محمد الصيوري وألاستاذة لطيفة صديق‬
‫املحامون بهيئة بتازة‪.‬‬
‫بوصفه مستانف من جهة‪.‬‬

‫وبين السيد‪:‬‬

‫جمعية مستخدمي املياه املخصصة للزراعة عين الحوت جماعة‬


‫الصباب دائرة جرسيف بواسطة رئيسها واعضاء مجلسها الاداري‬
‫بعنوانها جماعة الصباب‬
‫ينوب عنها ذ‪ /‬محمد بوليف املحامي بهيئة بتازة‪.‬‬

‫بوصفه مستأنف عليه من جهة أخرى‪.‬‬

‫بناء على مقال الاستئناف والحكم املستأنف ومستنتجات الطرفين ومجموع الوثائق املدرجة‬
‫بامللف‪.‬‬
‫وبناء على تقرير السيد املستشار املقرر الذي لم تقع تالوته بإعفاء من الرئيس وعدم‬
‫معارضة الطرفين‪.‬‬

‫وتطبيقا ملقتضيات الفصل ‪ 012‬وما يليه والفصل ‪ 149‬وما يليه والفصل ‪ 241‬من‬
‫قانون املسطرة املدنية‪.‬‬

‫‪- 91 -‬‬
‫في الشك ـ ـ ـ ـ ــل‪:‬‬

‫حيث انه بتاريخ ‪ 1‬يوليوز ‪ 4101‬استانف هرموش محمد وهرموش بلقاسم الحكم الصادر عن املحكمة الابتدائية‬
‫بجرسيف في امللف املدني عدد ‪ 4111/01‬بتاريخ ‪ 4111/04/11‬والقاض ي بقبول الدعوى وفي املوضوع بالزام املدعى عليهما‬
‫بهدم البئر املحادي بعين الحوت والذي اقيم بمنزل والدهما والذي يعتمد على الة ضخ قطرها ثالث ارباع لضخ املياه واملشار‬
‫اليه بمحضر الزيارة التي تمت بعين الحوت بالصباب من طرف اللجنة الادارية بتاريخ ‪ 4116/11/01‬فقط دون غيره من الابار‬
‫مع شمول الحكم بغرامة تهديدية قدرها ‪ 11.11‬درهم عن كل يوم تاخير عن التنفيذ مع تحميلهما الصائر وبرفض باقي‬
‫الطلبات‪.‬‬

‫وحيث ان الاستئناف قد توفر على شروط ممارسته الشكلية املنصوص عليها في الفصل ‪ 012‬و ‪ 024‬من ق م م‬
‫مما يتعين معه الحكم بقبوله شكال السيما وان الطي ورد دون تبيان تاريخ التبليغ ‪.‬‬

‫في املوض ـ ـ ـ ـ ــوع ‪:‬‬

‫حيث يستفاد من وثائق امللف ومحتوياته انه بتاريخ ‪ 4111/10/41‬تقدمت املدعية جمعية عين حوت بواسطة‬
‫دفاعها امام ابتدائية جرسيف بمقال افتتاحي وكذبك مقال اصالحي والذي تعرض فيه انه في اطار الاعمال العمومية‬
‫الهادفة الى تنمية البالد تم تاسيس جمعية عين الحوت بجماعة الصباب بهدف تنمية اقتصاد ومحاربة الجفاف في البادية‬
‫بحيث تقوم بتوزيع حصص املاء الا ان املدعى عليهما بزعامة والدهما املرحوم عبدالسالم خرموس قاموا بحفر بئر محادي‬
‫لعين الحوت واصبحوا يجلبوا منه املاء بصورة عشوائية مما اثر سلبا على العين خاصة وانه قد سبق للسلطات املحلية‬
‫وان وجهت لهم عدة انذارات بهذا الخصوص من اجل الكف عن حفر البئر لكنهم زادوا تعنتا وحفروا ابار اخرى وصلت الى‬
‫ستة وهو ما اثر على الفرشة املائية التي ينبع منها ينبوع عين الحوت التي تستغلها الجمعية وان والد املدعى عليهما وبعد‬
‫الانذارات املوجهة اليه من طرف مديرية التجهيز واعداد التراب الوطني التزم كتابة بموجب التزام مصحح الامضاء بالكف‬
‫عن العمل غير املشروع الا انه تراجع عن التزامه وعاد الى حفر الابار لطلب املاء بدون حق وهو ما يشكل خطرا دائما يهدد‬
‫الجماعة واملنطقة الجله يلتمس اصدار حكم يقض ي على املدعى عليهما بهدم جميع الابار املحادية لعين الحوت تحت طائلة‬
‫غرامة تهديدية التقل عن ‪ 411‬درهم لكل واحد منهما عن كل يوم تاخير او امتناع عن التنفيذ وتحميلهما الصائر مجبرا في‬
‫الاقص ى مع شموةل الحكم بالنفاذ املعجل وارفقت مقالها بصورة من التزام املدعى عليهما ووالدهما املرحوم وبصورة من‬
‫شهادة ادارية وبصورة من اتفافية وبصورة من انطار موجه من طرف املديرية الاقليمية للتجهيز لوالدا املدعى عليهما من‬
‫اجل الكف عن حفر البئر وبمحضر منجز من طرف السلطة املحلية ‪.‬‬
‫وبناء على ادراج القضية بجلسة ‪ 4111/01/40‬حضرتها ذة صديق عن املدعى عليهما والتمست مهلة لالدالء بما‬
‫يفيذ سبقية البث في القضية ‪.‬‬
‫وبناء على ادالء دفاع املدعي عليهما بنسخة عادية من حكم ابتدائي وقرار استئنافي وبامر استعجالي ‪.‬‬
‫وبناء على ادراج القضية بعدة جلسات اخرها جلسة ‪ 4111/04/06‬حضرتها دفاع املدعى عليهما وتخلف عنها‬
‫دفاع املدعية رغم الاعالم فتم حجز القضية للتامل لجلسة ‪. 4111/12/11‬‬

‫‪- 92 -‬‬
‫وحيث صد الحكم املطعون فيه باالستئناف من طرف هرموش محمد وهرموش بلقاسم ‪.‬‬
‫في اسباب الاستئناف‬
‫حيث عاب املستانف على الحكم املستانف كونه جاء مخالفا للصواب ذلك انه سبق لنفس الجمعية املستانف‬
‫عليها ان استصدرت حكما قض ى برفض طلبها هذا و انه سبق لنفس الطرف ان استصدرت حكما قض ى بعدم‬
‫الاختصاص بنفس املوضوع في مواجتهي دائما و انه سبق وان تقدم بطعنه الرامي الى سبق الفصل في النازلة‬
‫وادليت بالحجج التي تفيذ ذلك ولكن بدون جدوى‬
‫لهذه الاسباب ‪ :‬يلتمس من حيث الشكل ‪ :‬قبول الاستئناف شكال و في املوضوع ‪ :‬الغاء الحكم املستانف‬
‫والتصدي والقول بسبق الفصل في النازلة ‪.‬‬
‫وبناء على املذكرة الجوابية للمستانف عليها بواسطة دفاعها مودعة لدى كتابة ضبط هذه املحكمة بتاريخ‬
‫‪ 4104/11/41‬والرامية الى عدم قبول الاستئناف وتاييد الحكم املستانف ‪.‬‬
‫وبناء على املذكرة املرفقة املؤرخة في ‪ 4100/00/11‬والتي يعرض فيها املستانفين بواسطة دفاعهما انها يؤكدان‬
‫مقالهما الاستئنافي ويوضحان ان البئر التي حكمت املحكمة بردمها حفر وبني سنة ‪ 0192‬في ملكهما من طرف والدهما‬
‫وان استغالله استمر منذ ذلك الى حدود الان وهو مايجعل حقهما مكتسبا وطاله التقادم وان الحق املكتسب بالتقادم‬
‫حفر بئر واستغالله اليرثر على صبيب العين وهو ما ابتته معاينات وتقارير خبرة سابقة يتعلق بنفس املوضوع وان الامر‬
‫ببئر واحدة ووحيدة وان استغاللها يتم بواسطة مضخة كهربائية صغيرة قياسا ‪ 1/2‬وان هذا الاستغالل ليس له أي تاثير‬
‫على صبيب العين ان مسؤولي الدولة املغربية يشعون تلك املبادرات وذلك بواسطة نشرات اذاعية وتلفزية تحت حافري‬
‫الابار الى التوجه الى اقرب وكالة للحوض املائي لتسجيل ابارهم وان مثل ذلك الحكم سوف يؤثر سلبا على الاستقرار‬
‫باملناطق القروية وعلى الاستثمار بها ملتمسين اساسا عدم قبول الطلب شكال لكونه مخالف لقواعد الاثبات ورفض‬
‫الطلب موضعا بكونه غير مؤسس ولكون الامر يتعلق بحق مكتسب بالتقادم منذ ‪ 0192‬و لكون الضرر الذي يدعيه‬
‫املستانف هو ضرر محتمل ولو بعد الامر باجراء خبرة يعهد بها لذوي الاختصاص وارفقا مذكرتهما بمحضرؤ معاينة وتقرير‬
‫خبرة في ملف عقود ‪. 4116/46‬‬
‫وبناءا على املذكرة تاكيدية للمستانف عليها بواسطة دفاعها مودعة بتاريخ ‪ 4104/04/41‬ان الخبرة واملعاينة‬
‫املدلى بها من صنع املستانفين ملتمسة التاييد ‪.‬‬
‫وبناءا على القرار التمهيدي القاض ي باجراء خبرة بتاريخ ‪. 4104/10/46‬‬
‫وبناءا على طلب املستانف عليها بواسطة دفاعها مودع لدى كتابة ضبط هذه املحكمة بتاريخ ‪4104/11/02‬‬
‫والرامي الى استبدال الخبير عبدالقادر السباعي ‪.‬‬
‫وبناءا على القرار التمهيدي الصادر بتاريخ ‪ 4104/11/44‬والقاض ي بتكليف الخبير الطاوس ي امحمد وباملامورية ‪.‬‬
‫وبناءا على تقرير الخبير الطوس ي امحمد املؤرخ في ‪ 4104/1/1‬واملفض ي الى انه بالرجوع الى حفر البئر القديم‬
‫العهد وطبيعته التقليدية وعمه واملساحة التي تفصله مع موقع النبع عين الحوت انه اليحدث أي تاثير او ضرر عن‬
‫صبيب مياه عين الحوت وان مياه البئر جوفية ومنبع العين هي سطحية ‪.‬‬
‫و بناءا على مستنتجات على ضوء الخبرة مودعة لدى كتابة ضبط هذه املحكمة بتاريخ ‪ 4104/11/6‬والتي‬
‫يلتمس فيها دفاع املستانفين املصادقة على الخبرة والغاء الحكم املستانف وبعد التصدي الحكم برفض الطلب ‪.‬‬
‫وبناءا على مستنتجات على ضوء الخبرة مودعة لدى كتابة ضبط هذه املحكمة بتاريخ ‪ 4104/11/46‬و التي‬
‫يلتمس فيها املستانف عليها اعادة الخبرة لعدم جديتها لكون الخبير الطوس ي يفيد ان البئر بعيدة عن العين ب ‪ 411‬متر في‬

‫‪- 93 -‬‬
‫حين ان السباعي سنة ‪ 4116‬افاد انها بعيدة ‪ 091‬متر فقط علما كذلك ان املياه الجوفية تستغرق املياه السطحية او‬
‫توماتيكية خاصة اذا كانت املسافة قريبة بينهما واحتياطيا الوقوف على عين املكان بمعية السلطة املحلية واحتياطيا‬
‫جدا تاييد الحكم املستانف‪.‬‬
‫وبناء على ادراج القضية بجلسة ‪ 4104/11/41‬حضرها ذ‪ /‬عبداملالك الادريس ي عن ذ‪ /‬الصيوري فقط والفي‬
‫بامللف مذكرة ذ‪ /‬محمد بوليف على ضوء الخبرة تسلم ذ‪ /‬الادريس ي نسخة منها موضحا مرة ثانية انه ينوب عن ذة‬
‫صادق ايضا واكد املذكرة املدلى بها والتمس الاستجابة القص ى ماورد فيها املقال الاستئنافي مما اعتبرت معه املحكمة‬
‫القضية جاهزة وقررت حجزها للمداولة لجلسة ‪. 4104/01/09‬‬
‫وبناءا على الحكم التمهيدي الصادر بتاريخ ‪ 4104/01/09‬والقاض ي علنيا وتمهيديا ان محكمة الاستئناف وهي‬
‫تقض ي علنيا حضوريا وتمهيديا باعادة الخبرة على البئر والعين موضوع النزاع يقوم بها مدير وكالة الحوض مللوية بوجدة‬
‫بعد التاكد من القيام بواسطة مهندس هيدرولوجي بعد ادائه اليمين ان لم يكن محلفا وذلك بالوقوف على عين املكان‬
‫والتاكد من ترخيص طرفي النزاع وتسجيل حقوق املاء بالنسبة للطرفين وحصولهما او من خلفوه على ترخيص الحفر او‬
‫الاستغالل مع تبيان الخصائص الجيوديزة لكن من العين والبئر وبعدهما عن بعضهما وصبيبهما ومدى تاثير استغالل‬
‫البئر على العين وطريقة الاستغالل املنزلي او الزراعي للبئر على صبيب العين واتجاه التيارات الجوفية بين العين والبئر وكذا‬
‫على جودة املياه وعلى املكلف باالنجاز التاكد من استدعاء كل الاطراف ودفاعيهما بواسطة البريد املضمون مع الاشعار‬
‫بالتوصل بمدة كافية التقل عن خمسة ايام التاكد من حضور طرفي النزاع يوم الخبرة مع انجاز تقرير حول املامورية‬
‫باللغة العربية في ‪ 6‬نسخ موقعة واملوافاة بالناتج فور الانجاز داخل اجل شهر من تاريخ التوصل بهذا القرار ‪.‬‬
‫وبناءا على تقرير الخبرة املودع بامللف والذي جاء فيه انه تم استدعاء طرفي النزاع من طرف وكالة الحوض‬
‫املائي ملولية عن طريق السلطة املحلية بواسطة فاكس رقم و ج م م ‪ 112‬بتاريخ ‪ 2‬يناير ‪ 4101‬لحضور الخبرة امليدانية‬
‫التي حدد لها تاريخ ‪ 01‬يناير ‪ 4104‬وقد اجريت الخبرة التقنية في اليوم املحدد وهو ‪ 01‬يناير ‪ 4104‬بحضور جميع‬
‫الاطراف باستثناء رئيس جمعية مستغلي عين الحوت و بخصوص معطيات حول املوارد املائية باملنطقة فان ‪:‬‬
‫الجماعة القروية الصباب تقع في حوض ملوية الوسطى بوسط غرب سهل كرسيج حيث املناخ السائد جاف‬
‫مع تساقطات سنوية في حدود ‪ 411‬ملم تتميز التربة بالجماعة بطبيعة طمية رملية في الولجات على جوانب الوديان اما‬
‫بباقي الجهات فهي ذات طبيعة طينية كلسية يبقى النساط الفالحي بالجماعة جد محدود ولذك بفعل الاكراهات‬
‫املناخية وصعوية التضاريس واهم الزراعات تتركز بالقرب من واد ملوية ومركز الجماعة حيث يتم اللجوء الى السقي من‬
‫خالل عين الحوت و بخصوص املياه السطحية ‪ :‬يمثل واد ملوية اهم مورد مائي بالجماعة كما يعبرها كل من واد‬
‫بوراشد وواد مزكيتام في الفترات املطوية و بخصوص املياه الجوفية ‪ :‬يغلب على اكثر من نصف تراب الجماعة‬
‫التكوينات الصلصالية امليوسنية هذه التكوينات تتخللها طبقات رملية ذات انتاجية ضعيهة من ‪ 0‬الى ‪ 0‬ل ‪/‬ث‪/‬منشاة‬
‫عمقها يصل الى ‪ 011‬متر مستوى عمق املاء يصل قرابة ‪ 01‬م عن مستوى سطح الارض ويشغل جنوب الجماعة تكوينات‬
‫جوراسية متكونة اساسا من حث بوراشد بصبيب ‪1.1‬ل‪/‬ث‪ /‬منشاة اضافة الى ذلك يشكل الجريان التحتي لواد ملوية‬
‫مورد مائي مهم لكنه يتميز بجودة رديئة يتم استعمال املياه السطحية والجوفية بالجماعة لغرض السقي والتزود باملاء‬
‫الشروب يهيمن نمط السقي التقليدي على عملية السقي اضافة الى السقي بالتنقيط والسقي بالرش تقدر احتياجات‬
‫الساكنة من املاء الصالح للشرب في افق ‪ 4101‬ب ‪ 1.69‬لتر في الثانية و بخصوص خصائص عين الحوت والبئر ‪:‬‬
‫‪ -0‬خصائص عين الحوت ‪:‬‬
‫كرسيف‬ ‫العمالة‬

‫‪- 94 -‬‬
‫كرسيف‬ ‫الدائرة‬
‫بركين‬ ‫قيادة‬
‫الصباب‬ ‫الجماعة‬
‫مستغل عين الحوت جمعية مستخدمي املياه املخصصة للزراعة‬
‫احداثيات العين حسب خريطة بوراشد بسلم ‪11111/0‬‬
‫‪ 614 =z 112.461=y 614.641 =x‬م‬
‫مصدر العين ‪ :‬تتشكل العين من تصريف مياه الفرشة املائية املسماة ملعروف طريقة سيالن العين هناك منبع‬
‫رئيس ي دو اتجاه من الشمال الغربي الى الجونب الشرقي ومنبعين صغيرين اتجاه سيالنهما من الغرب الى الشرق ‪.‬‬
‫الاستغالل الحالي للعين ‪:‬‬
‫التجهيزات تم ترميم العين بالحجارة وانجاز نفق تحت القنطرة في اتجاه الشمال الغربي ويتم نقل مياه العين‬
‫بواسطة سواقي تقليدية وخزان ارض ي لجمع املياه مبنى بالخرسانة سعته ‪ 141‬متر مكعب وتتوفر العين على صبيب‬
‫املتوسط تم تقديره ب ‪ 9‬لتر في الثانية يوجد في سافلة العين حاجز على وادي بوراشد لجمع مياه السيالن التحتي للوادي‬
‫من اجل استغاللها كذلك الغراض السقي نسبة ملوحة مياه العين تصل الى ‪ 0.110‬غرام في اللتر ‪.‬‬
‫تسقي العين بطريقة تقليدية مساحة ‪ 211‬هكتار عدد الاسر املستفيدة من هذه العين ‪ 211‬اسرة حسب‬
‫السلطة املحلية ‪.‬‬
‫موقع العين بالنسبة للبئر يوجد منبع العين في عالية البئر على مسافة ‪ 462‬مترطولي ‪.‬‬
‫التوجد أي حقوق مكتسبة على املاء على هذه العين معترف بها لدى وكالة الحوض املائي مللوية ‪.‬‬
‫‪ -4‬خصائص البئر ‪:‬‬
‫كرسيف‬ ‫العمالة‬
‫كرسيف‬ ‫الدائرة‬
‫بركين‬ ‫قيادة‬
‫الصباب‬ ‫الجماعة‬
‫اسم صاحبي البئر هرموش محمد بن عبدالسالم وهرموش بلقاسم بن عبدالسالم‬
‫احداثيات البئر حسب خريطة بوراشد بسلم ‪11111/0‬‬
‫‪ 600 =z 112.111 = Y 614.661 = x‬م‬
‫تاريخ انجاز البئر ‪ 0194‬حسب تصريح صاحبي البئر‬
‫العمق الاجكاعلي ‪ 04.69‬م قطر ‪ 1.11‬م نوع البناء بالحجارة‬
‫مستوى املاء على سطح الارض ‪ 01.11‬م‬
‫امللوحة ‪ 0.619‬غ ‪ /‬ل‬
‫املسافة الفاصلة بين البئر والعين ‪ 462‬م‬
‫مقطع جيولوجي للبئر طين وطين ملي‬
‫التجهيز بوسائل الضخ ‪:‬‬
‫تاريخ التجهيز بوسائل الضخ سنة ‪ 4111‬حسب تصريح صاحبي البئر‬
‫نوع املضخة ذات محور افقي تعمل بالكهرباء‬

‫‪- 95 -‬‬
‫عمق تثبيت املضخة ‪ 04‬م وقطر انابيب الضخ ‪ 1.141‬م‬
‫الصببيب ‪ 1.2‬ل ‪ /‬ث‬
‫خزان فوق الارض سعته ‪ 9.1‬متر مكعب يوجد داخل الاسطبل‬
‫الاستعمال‬
‫اغراض فالحية املساحة املسقية ‪ 1.0‬هكتار‬
‫تزويد اسرة صاحبي البئر باملاء الشروب‬
‫طريقة السقي بالتنقيط انابيب قطرها ‪ 1.141‬م‬
‫نوع املغروسات اشجار الزيتون‬
‫موقع البئر بالنسبة للعين ان البئر يوجد في سافلة العين الجنوب الغربي ويبعد عنها ب ‪ 462‬متر طولي ‪.‬‬
‫ان صاحبي البئر اليتوفران على أي رخهصة للحفر او لجلب املاء‬
‫بخصوص نتائج البحث امليداني‬
‫بناء على املعطيات لدى وكالة الحوض املائي مللوية وعلى الخبرة امليدانية املنجزة بتاريخ ‪ 01‬يناير ‪ 4104‬فانه تم‬
‫استخالص مايلي ‪ - :‬ان عين الحوت توجد على الضفة اليمنى من نهر وادي بوراشد في عالية البئر طبيعتها تصريف مياه‬
‫فرشة مائية مكونة من احجار رملية وحص ى وسط طين بالطبقة املائية ملعروف ‪.‬‬
‫رغم ان البئر والعين يوجدان بنفس الطبقة املائية ملعروف فان اتجاه سيالن املياه الجوفية من العين في اتجاه‬
‫البئر كما بينه ارتفاع سطح ماء البئر الذي يصل الى ‪ 610‬متر في حين ان ارتفاع سطح ماء العين ‪ 614‬متر كما ان صبيب‬
‫استغالل البئر ضعيف ‪ 1.2‬لتر في التانية ويؤثر على صبيب العين الذي يتعدى ‪ 9‬لتر في الثانية بحكم املسافة الفاصلة بين‬
‫البئر والعين والتي تصل الى ‪ 462‬متر و تتوفر الجمعية على مورد اضافي للماء وهو مياه الحاجز املنجز على سافلة العين‬
‫لجمع مياه العيون املتبقية بين العين والحاجز من طرف جمعية مستغلي العين الغراض زراعية ‪.‬‬
‫اما جودة املياه خاصة فيما يتعلق بدرجة امللوحة مختلفة مابين البئر ومياه العين ليخلص التقني املمتاز لدى‬
‫وكالة الحوض املائي في الاخير املسمى مبارك الزيقة انه نظرا للمعطيات املتوفر والسالفة الذكر فان الوكالة تستبعد ان‬
‫يكون الستغالل البئر بالخصائص املذكورة اعاله اثر سلبي على العين كما تدعو الفرقاء املتنازعين الى تسوية وضعيتهم‬
‫اتجاه امللك العام املائي طبقا للقوانين الجاري بها العمل في اقر الاجال تحت طائلة العقوبات املنصوص عليها في هذا‬
‫الشان ‪.‬‬
‫وبناء على مستنتجات على ضوء الخبرة املؤرخة في ‪ 4101/11/09‬والتي يعرض فيها املستانفان انه بناءا على‬
‫تقرير الخبرة الذي انجزته الوكالة املذكورة الذي اوضحت فيها انها تستبعد ان يكون الستغالل البئر بالخصائص املذكورة‬
‫وفق الخبرة اثر سلبي على العين وفقا للخالصة التي توصلت بها الوكالة بناءا على نتائج البحث امليداني و املصادقة على‬
‫تقرير الخبرة والحكم تبعا لذلك بالغاء الحكم املطعون فيه بعد التصدي والحكم برفض طلب الجمعية املذكورة عين‬
‫الحوت لكونه غير مؤسس مع تحميل املستانف عليها الصائر ‪.‬‬
‫وبناءا على مذكرة بعد الخبرة للمستانف عليها املودعة لدى كتابة ضبط هذه املحكمة بتاريخ ‪4101/11/40‬‬
‫والتي تعرض فيها بواسطة دفاعها ان هذه الخبرة جاءت معيبة ولم تستجب للمعطيات القانونية امللزمة للخبير بعلة انه‬
‫لم يتم استدعاء املنوب عنها وان التقرير انجز بمحضر املستانف فقط والدليل على ذلك ان الخبير لم يرفق في تقريره بما‬
‫يفيد توصل املنوب عنها باي استدعاء بل لم يدل حتى بما يفيذ قيامه باالجراءات املنصوص عليها في الفصل ‪ 61‬من‬

‫‪- 96 -‬‬
‫قانون املسطرة املدنية وان الخبرة غيابية في حق املنوب عنها وبالتالي فاليمكن الاعتداد بها ألجله تلتمس املنوب عنها من‬
‫جنابكم املوقر استبعاد هذا التقرير والقول باعادة الخبرة من جديد حضورية في حق جميع الاطراف ‪.‬‬
‫وبناءا على عرض القضية على عدة جلسات اخرها جلسة ‪ 4101/11/40‬الفي خاللها بامللف بمستنتجات‬
‫الخبرة مدلى بها من طرف ذ‪/‬ة صديق واخرى مدلى بها من طرف ذ‪ /‬بولسف مما تقرر معه اعتبار القضية جاهزة وحجزها‬
‫للمداولة لجلسة ‪. 4101/12/12‬‬

‫التعليل‬

‫حيث ركز املستانف استئنافه على الاسباب املذكورة اعاله ‪.‬‬


‫وحيث تبين للمحكمة من خالل مراجعة اوراق امللف ومحتوياته انه بغض النظر عن ماجاء في تقرير الخبرة‬
‫املنجزة من طرف وكالة الحوض املائي والتي هي مؤسسة عمومية تشرف على استعمال امللك العام املائي من كونها‬
‫تستبعد ان يكون الستغالل البئر اثر سلبي على العين وهي الخبرة الرسمية لكن غير الحضورية فان الصفة في الادعاء غير‬
‫ثابتة اصال ذلك ان املاء ملك عام واليمكن ان يكون موضوع تملك خاص وان الحقوق املكتسبة على املياه املتنازع بشانها‬
‫غير ثابتة طبقا للمادة ‪ 6‬من القانون املتعلق باملاء { راجع محمد الشاوني القانون املتعلق باملاء والحق في املاء بالفرنسية }‬
‫مطبعة املعارف الجديدة الرباط ص ‪ 41‬وما يليها ‪.‬‬
‫وحيث ان الصفة من النظام العام تثيرها املحكمة في جميع املراحل مما يتعين معه بعد إلالغاء و التصدي‬
‫الحكم بعدم قبول الدعوى ‪.‬‬
‫وحيث ان خاسر الاستئناف يتحمل صائره ‪.‬‬
‫لهده ألاسباب‬

‫ان محكمة الاستئناف وهي تقض ي علنيا وحضوريا و انتهائيا‬


‫في الشك ـ ـ ــل‪ :‬بقبول الاستئنـ ــاف ‪.‬‬

‫الغاء الحكم املستانف وبعد التصدي التصريح بعدم قبول الدعوى وتحميل املستانف عليها الصائر ‪.‬‬ ‫في املوضـ ـ ــوع ‪:‬‬

‫بهدا صدر القرار في اليوم والشهر والسنة اعاله بالقاعة العادية للجلسات بمقر محكمة الاستئناف‬
‫امضاء‪:‬‬

‫الكاتب ‪:‬‬ ‫املقرر ‪:‬‬ ‫الرئيس ‪:‬‬

‫قائمة املراجع‬

‫أوال‪ :‬املراجع باللغة العربية‬

‫‪- 97 -‬‬
‫أ‪ -‬املراجع العامة والخاصة‬

‫‪ -‬أبي الفضل جمال الدين بن مكرم بن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬ج ‪ ،01‬مطبعة دار صادر‪ ،‬بيروت ‪.0116‬‬

‫‪ -‬أستاذنا أحمد بنكوكوس‪ :‬القانون الدستوري والنظم السياسية‪ ،‬دار النشر الجسور بوجدة ‪ ،‬طبعة‬

‫‪.4111‬‬

‫‪ -‬أستاذنا إدريس الفاخوري‪ :‬املدخل لدراسة القانون‪ ،‬نظرية القانون والحق‪ ،‬دار النشر الجسور‬

‫بوجدة‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪.4110‬‬

‫‪ -‬أستاذنا إدريس الفاخوري‪ :‬مدونة الحقوق العينية على ضوء القانون ‪ ،11.19‬دار النشر املعرفة‪،‬‬

‫الرباط‪ ،‬طبعة ‪.4101‬‬

‫‪ -‬إدريس السماحي‪ :‬القانون املدني" الحقوق العينية ونظام التحفيظ العقاري"‪ ،‬شركة أمير بزار للطباعة‬

‫والتأليف‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪.4111‬‬

‫‪ -‬أسامة عثمان‪ :‬املوسوعة القضائية ألمالك الدولة العامة في ضوء القضاء والفقه‪ ،‬منشأة املعارف‬

‫باإلسكندرية‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪.‬‬

‫‪ -‬الحسن هوداية‪ :‬محاضر الضابطة القضائية‪ ،‬أهميتها وحجيتها القانونية وإلاشكاليات املطروحة‬

‫بشأنها في العمل القضائي‪ ،‬مطبعة دار السالم الرباط‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪.‬‬

‫‪ -‬إسماعيل بن كثير القرش ي‪ :‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬مطبعة دار املعرفة للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬طبعة‬

‫‪ ،0191-0211‬ج‪.1‬‬

‫‪ -‬الهادي مقداد‪ :‬قانون البيئة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪.4104-0211‬‬

‫‪ -‬بوعزاوي بوجمعة‪ :‬القانون إلاداري لألمالك‪ ،‬مطبعة إميليف‪" ،‬بدون مكان النشر"‪ ،‬الطبعة ألاولى‬

‫‪.4101‬‬

‫‪ -‬جواد الغماري‪ :‬جرائم الغش في البضائع‪ ،‬دراسة‪ -‬شرح‪ -‬نصوص‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ -‬الدار‬

‫البيضاء‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.4114-0244‬‬

‫‪ -‬دليل شرطة املاء‪ :‬صادر عن وكالة الحوض املائي ألم الربيع‪ ،‬أكتوبر ‪.4100‬‬

‫‪- 98 -‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمان البكريوي‪ :‬الوجيز في القانون إلاداري املغربي‪ ،‬مطبعة بابل للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬

‫الرباط‪ ،‬الطبعة ألاولى‪.0111،‬‬

‫‪ -‬أستاذنا عبد العزيز حضري‪ :‬العقود الاستهالكية‪ ،‬مطبعة طه حسين بوجدة‪ ،‬طبعة ‪.4104-4100‬‬

‫‪ -‬عبد اللطيف بوحموش‪ :‬دليل الشرطة القضائية في تحرير املحاضر وتوثيق املساطر‪ ،‬مطبعة ألامنية‬

‫الرباط‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪.4101‬‬

‫‪ -‬عبد الواحد العلمي‪ :‬شرح القانون الجنائي املغربي‪ -‬القسم الخاص‪ -‬مطبعة النجاح الجديدة‬

‫البيضاء‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.4111-0211‬‬

‫‪ -‬عمر أزوكاغ‪ :‬مستجدات التحفيظ العقاري في ضوء قانون ‪ 02.11‬ومدونة الحقوق العينية" دراسة‬

‫عملية ورصد للمواقف القضائية ملحكمة النقض"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة البيضاء‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪-0211‬‬

‫‪.4104‬‬

‫‪ -‬غالب محمد رجا الزعارير‪ :‬املاء في القرآن الكريم‪ ،‬مكتبة دار النزمان للنشر والتوزيع‪ ،‬املدينة املنورة‪،‬‬

‫‪0244‬هـ ‪.‬‬

‫‪ -‬لطيفة الداودي‪ :‬الوجيز في القانون الجنائي املغربي ‪ -‬القسم العام‪ -‬املطبعة والوراقة الوطنية‪،‬‬

‫مراكش‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪.4111‬‬

‫‪ -‬مأمون الكزبري‪ :‬التحفيظ العقاري والحقوق العينية والحقوق العينية ألاصلية والتبعية‪ ،‬مطبعة‬

‫النجاح الجديد‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬طبعة ‪.0119‬‬

‫‪ -‬محمد الرضواني‪ :‬مفاهيم أساسية في القانون العام‪ ،‬مطبعة املعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة‬

‫الرابعة‪ ،‬أكتوبر ‪.4101‬‬

‫‪ -‬محمد بونبات‪ :‬حقوق املاء في املغرب مقاربة النوازل وألاعراف وقانون املاء‪،‬املطبعة والوراقة‬

‫الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،‬سلسلة آفاق القانون‪ ،2‬الطبعة ألاولى ‪.4111‬‬

‫‪ -‬أستاذنا محمد شهيب ‪ :‬النظرية العامة للقانون الجنائي‪ ،‬الجزء ألاول– الجريمة‪"-‬بدون مكان النشر"‪،‬‬

‫طبعة ‪.4101‬‬

‫‪- 99 -‬‬
‫‪ -‬مليكة الصروخ‪ :‬القانون إلاداري دراسة مقارنة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة‬

‫الثالثة ‪.0116‬‬

‫‪ -‬منية بنلمليح‪ :‬قانون ألامالك العمومية باملغرب‪ ،‬مطبعة دار النشر املغربية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬طبعة‬

‫‪.4111‬‬

‫ب ‪ -‬ألاطاريح والرسائل‬

‫‪ :1‬ألاطاريح الجامعية‬

‫‪ -‬أحمد إد لفقيه‪ :‬نظام املياه والحقوق املرتبطة بها في القانون املغربي‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراة الدولة‬

‫في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء‪،‬‬

‫السنة الجامعية ‪.0111 -0119‬‬

‫‪ -‬علوي طاهري محمد‪ :‬حقوق املياه في التشريع املغربي‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪،‬‬

‫مجموعة البحث والتكوين في القانون املدني املعمق‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬جامعة‬

‫محمد الخامس أكدال بالرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪.4111 -4119‬‬

‫‪ -‬محمد أوزيان‪ :‬ألامالك املخزنية باملغرب النظام القانوني واملنازعات القضائية‪ ،‬أطروحة لنيل‬

‫الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬

‫والاقتصادية والاجتماعية ‪ ،‬جامعة محمد ألاول بوجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪4101.-4104‬‬

‫‪ :2‬الرسائل‬

‫‪ -‬بوجبير بثينة‪ ،‬حقوق املجني عليه في القانون الجنائي الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون الجنائي‬

‫والعلوم الجنائية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم إلادارية‪ ،‬جامعة الجزائر بالجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪.4114 -4110‬‬

‫‪ -‬محمد الزردة‪ :‬الشرطة القضائية في مجال املياه باملغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‬

‫املعمقة‪ ،‬شعبة القانون الخاص‪ ،‬وحدة القانون املدني املعمق‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية‬

‫والاجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪.0111 -0119‬‬

‫ج‪ -‬املقاالت‬

‫‪- 100 -‬‬


‫‪ -‬إبراهيم فكري‪ :‬ألامالك الجماعية مميزاتها الحقوقية وطبيعتها املادية‪ ،‬أعمال الندوة الوطنية التي نظمها‬

‫مركز الدراسات القانونية املدنية والعقارية بكلية الحقوق ‪-‬جامعة القاض ي عياض – مراكش‪ ،‬يومي ‪1‬و‪ 6‬أبريل‬

‫‪ ،4114‬الطبعة ألاولى ‪.4111‬‬

‫‪ -‬إدريس بلمحجوب‪ :‬كلمة بمناسبة املائدة املستديرة الثالثة حول قانون املاء ودور القضاء وشرطة‬

‫املياه في تفعيله‪ ،‬العدد الثالث‪.4100،‬‬

‫‪ -‬اسماعيلي حسن‪ :‬قراءة في القانون رقم ‪ 01-11‬املتعلق باملاء‪ ،‬املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية‪،‬‬

‫عدد ‪ 19 -11‬يوليوز‪ -‬أكتوبر ‪. 4112‬‬

‫‪ -‬أستاذنا الحسين بلحساني‪ :‬أساس الالتزام بتبصير املستهلك ومظاهره‪ ،‬املجلة املغربية لالقتصاد‬

‫والقانون‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬دجنبر ‪.4110‬‬

‫‪ -‬حسن منصف‪ :‬هذا املاء الذي تشربون؟‪ ،‬مجلة ملفات عقارية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬السنة ‪.4101‬‬

‫‪ -‬نائل عبد الرحمان صالح‪ :‬الحماية الجزائية للمستهلك في القانون ألاردني‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬السنة‬

‫الثالثة والعشرون‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬دجنبر ‪.0111‬‬

‫‪ -‬محمد مومن‪ :‬حماية مياه السقي في القانون املغربي‪ ،‬مجلة ألامالك‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬السنة ‪.4111‬‬

‫‪ -‬عبد الوهاب رافع‪ :‬ألانظمة العقارية في املغرب‪،‬أعمال الندوة الوطنية التي نظمها مركز الدراسات‬

‫القانونية املدنية والعقارية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ‪-‬جامعة القاض ي عياض –‬

‫مراكش‪ ،‬يومي ‪1‬و‪ 6‬أبريل ‪ ،4114‬الطبعة ألاولى ‪.4111‬‬

‫‪ -‬محمد الكشبور‪ :‬حقوق املياه ونظام التحفيظ العقاري‪ ،‬الندوة املشتركة حول نظام التحفيظ‬

‫العقاري باملغرب‪ ،‬الرباط في ‪ 6-2‬ماي ‪.0111‬‬

‫‪ -‬عشوان عبد هللا‪ :‬دور القضاء في حماية امللك املائي قراءة في القانون رقم ‪ 01-11‬املتعلق باملاء‪ ،‬مجلة‬

‫املعيار‪ ،‬العدد ‪ ،21‬يونيو ‪.4100‬‬

‫‪ -‬رشيد حوبابي‪ :‬املائدة املستديرة الثالثة حول قانون املاء ودور القضاء وشرطة املياه في تفعيله‪ ،‬العدد‬

‫الثالث‪.4100،‬‬

‫‪- 101 -‬‬


‫‪ -‬محمد الشاوني‪ :‬املائدة املستديرة الثالثة حول قانون املاء ودور القضاء وشرطة املياه في تفعيله‪،‬‬

‫العدد الثالث‪.4100،‬‬

‫‪ -‬حازم املالكي‪ :‬أحكام املياه فقها وقضاء‪ ،‬املائدة املستديرة الثالثة حول قانون املاء ودور القضاء‬

‫وشرطة املياه في تفعيله‪ ،‬العدد الثالث‪.4100،‬‬

‫‪ -‬أستاذتنا دنيا مباركة‪ :‬الحماية القانونية لرض ى مستهلكي السلع والخدمات‪ ،‬املجلة املغربية لالقتصاد‬

‫والقانون‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬دجنبر ‪.4110‬‬

‫‪ -‬محمد الكشبور‪ :‬ألاوضاع القانونية الخاصة باملياه في الفقه إلاسالمي وفي تشريعات دول املغرب‬

‫العربي‪ ،‬مجلة القضاء والقانون‪ ،‬السنة الثانية والعشرون‪ ،‬العدد ‪ 024‬نونبر ‪.0111‬‬

‫‪ -‬محمد بنعبد الجليل‪ :‬من تاريخ املاء باملغرب " مياه فاس وروافدها نموذجا"‪ ،‬مجلة املصباحية‪ ،‬العدد‬

‫السادس ‪.4111‬‬

‫د‪ -‬املجلت‬

‫‪ -‬املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪.4112 ،06‬‬

‫‪ -‬سلسلة ألانظمة واملنازعات العقارية‪ ،‬الجزء ألاول‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.4100‬‬

‫‪ -‬مجلة املعيار‪ ،‬العدد ‪ ،01‬سنة ‪.0111‬‬

‫‪ -‬مجلة املنبر القانوني‪ ،‬العدد ألاول‪ ،‬أكتوبر ‪.4100‬‬

‫‪ -‬مجلة القضاء والقانون عدد ‪ 21-29‬السنة الخامسة‪ ،‬ابريل‪ -‬ماي ‪.0164‬‬

‫‪ -‬مجلة القضاء والقانون‪ ،‬عدد ‪.12‬‬

‫‪ -‬مجلة قضاء املجلس ألاعلى عدد ‪.12-11‬‬

‫ه‪ -‬التقارير‬

‫‪ -‬تقرير الخمسينية‪ :‬املغرب املمكن‪ ،‬إسهام في النقاش العام من أجل طموح مشترك‪ ،‬مطبعة دار النشر‬

‫املغربية الدار البيضاء‪.4116 ،‬‬

‫‪ -‬تقرير حول ندوة خصوصية قانون حماية املستهلك على ضوء قانون الالتزامات والعقود والتي نظمتها‬

‫مؤسسة محمد إلادريس ي العلمي املشيش ي بشراكة مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكدال‪،‬‬

‫‪- 102 -‬‬


‫مداخلة عبد املجيد غميجة‪ :‬حماية املستهلك بين ألامن القانوني وإلانصاف‪ ،‬املجلة املغربية لإلدارة املحلية‬

‫والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،010‬نونبر – دجنبر ‪.4100‬‬

‫و‪ -‬املواقع إلالكترونية‬

‫‪ -‬موقع املنشاوي للدراسات والبحوث ‪www.minshawi.com‬‬

‫‪ -‬موقع مغرس ‪www.maghress.com‬‬

‫‪ -‬موقع ويكيبيديا ‪www.ar.wikipidia.org‬‬

‫‪- 103 -‬‬


‫ املراجع باللغة الفرنسية‬:‫ثانيا‬

A- Les Ouvrages

- Allal El Menouar : Aspects institutionnels et réglementaires des ressources en eau au

Maroc, Imprimerie de la Tour, Rabat, Mai 2009.

- Chaouni Mohammed : La loi sur l’eau et le droit à l’eau, Imprimerie Al Maarif Al jadida,

Rabat, 2005.

- Houria tazi sadeq : Du droit de l’eau au droit à l’eau au Maroc et ailleurs, Imprimerie Toumi

oulja, Salé, 2007.

- Paul Decoux : droit foncier Marocain, Edition la porte 1977.

B- Les mémoires

- Ameur Mberk : les statuts juridiques de l’eau et l’irrigation au Maroc, mémoire de D.E.S,

faculté de droit, Rabat, 1982.

- 104 -
‫الفهرس‬

‫مـقـدمـة ‪4 ...................................................................‬‬

‫الفصل ألاول‪ :‬النظام القانوني للمياه وحمايتها إلادارية ‪1 ...........................‬‬

‫املبحث ألاول‪ :‬مفهوم امللك العام املائي وتقسيماته ‪00 .........................‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬مفهوم امللك العام املائي ونطاق تطبيقه ‪04 .................‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬مفهوم امللك العام املائي ‪01 ...........................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬نطاق تطبيق قانون املاء ‪09 ...........................‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لحقوق املاء ‪41 ..........................‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬الطبيعة القانونية للماء ‪46 .............................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تقسيم حقوق املاء ‪10 .................................‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬الطرق إلادارية لحماية امللك العام املائي ‪11 ....................‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬حماية امللك العام املائي عن طريق الترخيص ‪11 .........‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬نطاق حق الترخيص ومسطرته ‪19 ....................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬حقوق وواجبات املستفيد من الترخيص ‪22 .............‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬الهيآت إلادارية املكلفة بتدبير امللك العام املائي ‪26 ........‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬الهيئات إلادارية ‪21 ...................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آلاليات القانونية لتدبير امللك العام املائي ‪11 ...........‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬ضوابط ونطاق الحماية الجنائية للملك ‪11 ...........................‬‬

‫العام املائي‪.‬‬

‫املبحث ألاول‪ :‬مظاهر الحماية الجنائية على مستوى التجريم ‪61 ...............‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬الجرائم املرتبطة بجلب املاء ‪60 ...........................‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬جريمة جلب املاء ‪64 .................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬املخالفات املرتكبة داخل املساحات املسقية ‪66 .........‬‬

‫‪- 105 -‬‬


‫املطلب الثاني‪ :‬حماية البيئة واملستهلك في قانون املاء ‪11 .................‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬املخالفات املتعلقة بالبيئة ‪11 ..........................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الحماية القانونية للمستهلك املائي ‪11 ...................‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬مظاهر الحماية الجنائية على مستوى ضبط املخالفات ‪90 ........‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬الجهاز املكلف بمعاينة مخالفات املاء وحجية محاضره ‪94 ..‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬الجهاز املكلف بمعاينة مخالفات قانون املاء ‪94 .........‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬حجية املحاضر املنجزة من طرف شرطة املياه ‪96 ....‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬إكراهات مزاولة شرطة املاء بين النص و الواقع ‪14 .......‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬إلاكراهات املرتبطة بالتشريع ‪14 ......................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إلاكراهات الواقعية ‪12 ..................................‬‬

‫خـاتـمـة ‪11 .................................................................‬‬

‫املالحق ‪010 ...................................................................‬‬

‫قائمة املراجع ‪001 ...............................................................‬‬

‫الفهرس ‪041 ......................................................................‬‬

‫‪- 106 -‬‬

You might also like