Professional Documents
Culture Documents
تقديم
يشكل موضوع البيئة محورا أساسيا يف كل النظم القانونية ،وذلك راجع إل املكانة التي يحتلها
يف كل القطاعات ،فحيثام وليت الوجهة تجد املجال البيئي حارضا ،يتعني احرتامه وأخذه بعني االعتبار
يف كل األنشطة التي تسعى الدولة إل إنشائها ،وتخصيصه حيزا شاسعا ضمن السياسيات العمومية،
حتى ال يتم اإلرضار به.
وتعترب البيئة مجموعة العنارص الطبيعية ،واملنشآت البرشية والعوامل االقتصادية واالجتامعية
والثقافية ،التي تساعد عىل وجود وتغري وتنمية الوسط الطبيعي والكائنات الحية واألنشطة البرشية.465
حيث وظف املرشع يف التعريف الذي أدرجه يف هذا القانون ،إضافة إل بعض التعاريف املدرجة يف
القوانني املنظمة للبيئة عبارة "تنمية " ،مام يفيد غاية املرشع يف الحفاظ عىل الوسط الطبيعي عرب
االهتامم به ودراسة التأثريات التي تلحق بالبيئة وتنميتها بغرض االستدامة.
465املادة األول من القانون رقم 12.03املتعلق بدراسات التأثري عىل البيئة ،الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم 1-03-60الصادر
يف 10ربيع األول 1424املوافق 12ماي 2003يف الجريدة الرسمية عدد ،5118بتاريخ 18ربيع األخر 1424املوافق 19يونيو 2003
ص .1909
235
العدد 5يناـيــــــــر 2021
وانطالقا من القوانني التي خصصت للبيئة ومنها القانون رقم 11.03املتعلق بحامية واستصالح
البيئة ،466والقانون اإلطار رقم 12.99مبثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية املستدامة ،467ثم القانون رقم
13.03املتعلق مبكافحة تلوث الهواء ،468يتضح أنه سن مجموعة من اآلليات الحامئية القانونية
والقضائية ،التي تراعي الشأن البيئي وتسعى إل املحافظة عىل الرثوات الطبيعية ،وضامن التوازن فيها
وصوال إل التنمية الشاملة .هذه األخرية التي اعتربت كهدف سعى من خالله املرشع إل تحقيق
حاجيات األجيال الحارضة ومراعاة حاجيات األجيال القادمة.
وككل املواضع القانونية ،فإن موضوعنا هذا يحظى هو األخر بأهمية ،تلك التي تظهر من خالل
تضافر الجهود بني الكل من الهيئات الترشيعية والقضائية ،واملؤسسات الحكومية وغري الحكومية التي
تتول تنزيل اآلليات القانونية التي سنت من أجل ،تأهيال املجال البيئي حتى يالءم حاجيات األفراد
ويراعي االستدامة يف املوارد الطبيعية.
إال أن ا إلشكالية املحورية التي وجب طرحها بغيت اإلجابة عليها ،ومقاربة البحث من كل جوانبه
تتجىل يف:
إل أي حد استطاع املرشع إيجاد آليات حامئية للبيئة كفيلة بتحقيق تنمية مستدامة
وشاملة؟
هذه اإلشكالية التي تقتيض منها تفريعها إل أسئلة محورية وفق األيت:
466القانون رقم 11,03املتعلق بحامية واستصالح البيئة ،الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم 1-03-59الصادر يف 10ربيع األول
1424املوافق 12ماي ،2003الجريدة الرسمية عدد ،5118بتاريخ 18ربيع األخر 1424املوافق 19يونيو 2003ص .1900
1-14-09 467القانون اإلطار رقم 12.99مبثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية املستدامة ،الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم
الصادر يف 4جامدى األول 1435املوافق 6مارس ،2014الجريدة الرسمية عدد 6240بتاريخ 18جامدى األول 1435املوافق 20
مارس .2014
468القانون رقم 13.03املتعلق مبكافحة تلوث الهواء الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم 1-03-61الصادر يف 10ربيع األول
1424املوافق 12ماي 2003يف الجريدة الرسمية عدد ،5118بتاريخ 18ربيع األخر 1424املوافق 19يونيو 2003ص .1912
236
العدد 5يناـيــــــــر 2021
ومادام أن املوضوع ال يستقيم إال باستخدام مناهج معني ،فإننا سوف نعالج محاوره باستخدام
املنهج التحلييل وكذا تقسيمه وفق التصميم التايل:
469الفصل 19من الدستور املغريب لسنة ،2011الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم 1.11.91يف 27شعبان 1432املوافق 29
يوليوز ،2011الجريدة الرسمية عدد 5964مكرر يف 28شعبان 1432املوافق 30يوليوز .2011
237
العدد 5يناـيــــــــر 2021
الوسط البيئي الذي يزداد وينمو ويعيش فيه ،هذا الوسط الذي يجب أن يكون مالمئا للحياة البرشية ال
محالة .وحيث ذيل املرشع الفصل 27من الدستور بالتنصيص عىل حق الحصول عىل املعلومات الكافية
املتعلقة بالحقوق األساسية التي جاء بها ،ولعل من أهمها الحق يف وسط بيئي سليم ،وهذا ما يجعل
حقه كذلك مرشوعا أثناء الحصول عىل املعلومة الرامية إل استطالع الرأي حول املجال البيئي.
هذا ويتحمل الجميع وبصفة تضامنية مع مراعاة الوسائل التي يتوفرون عليها ،التكاليف التي
تتضم نها تنمية البالد ،وكذا تلك الناتجة عن األعباء الناجمة عن اآلفات والكوارث الطبيعية ،470حيث
وبتمعن هذا املقتىض القانوين نجده يرسخ ملبدأ التضامن والتفاعل االيجابيني األساسيني يف حامية
املجال البيئي من الكوارث املحتمل حدوثها.
كام خص الدستور الربملان مبهمة الترشيع يف املجال البيئي وذلك برصيح الفصل 71منه ،والذي
حدد املجاالت ومن ضمنها القواعد املتعلقة بتدبري البيئة وحامية املوارد الطبيعية والتنمية املستدامة ،مع
إلزامه لرئيس الحكومة بعد تعيني أعضائها ،بتقديم الربنامج الحكومي الذي يعتزم تطبيقه .مبينا فيه
الخطوات الرئيسية التي تنوي الحكومة القيام بها ،يف مجاالت متعددة من ضمنها املجال البيئي،471
مؤكدا بذلك عىل االهتامم البالغ الذي يجب أن تحظى به البيئة ضمن األشغال الحكومية كونها تهم
الجميع.
هذا وبتصفح الباب الحادي عرش املعنون باملجلس االقتصادي واالجتامعي و البيئي نجد أن
الدستور 472خصه بتقديم االستشارة للحكومة والربملان يف القضايا ذات الطابع االجتامعي واالقتصادي
والبيئي ،مع اإلدالء برأيه يف التوجهات العامة الخاصة بالتنمية الشاملة التي تهم كافة املجاالت وكذا
التنمية املستدامة ،حيث نستنتج من ذلك دسرتة الحق والبعد البيئي.
238
العدد 5يناـيــــــــر 2021
األطر املؤسساتية املعنية بالشأن البيئي ،قصد الوصول إل التنمية املستدامة يف املوارد البيئية وكذا تفعيل
مقتىض قواعد املسؤولية واملراقبة البيئية.
إضافة إل القانون رقم 11.03املتعلق بحامية واستصالح البيئة ،حيث وضع القانون املذكور القواعد
األساسية واملبادئ العامة للسياسة الوطنية يف مجال حامية البيئة واستصالحها ،أي أنه جاء بنظرية
مستقبلية استرشافية غايتها مواكبة املجال البيئي ترشيعيا عرب القواعد واألحكام املنظمة للمجال .حيث
يرمي إل حامية البيئة من كل أشكال التلوث ،وتحسني إطار وظروف عيش اإلنسان ثم وضع التوجهات
األساسية الخاصة بتحديد اإلطار الترشيعي واملايل والتقني املتعلق بحامية واستصالح البيئة ،473ثم نظام
خاص باملسؤولية والحامية من األرضار البيئية وإقرار التعويض.
إل جانب هذه القوانني يوجد القانون رقم 13.03املتعلق مبكافحة تلوث الهواء ،حيث رشع للوقاية
والحد من االنبعاث امللوث للجو والتي من املمكن أن تلحق أرضارا باإلنسان والحيـــوان والرتبة واملناخ
وباقي الرثوات الثقافية والبيئية .مع توسيع مجال تطبيقه ليشمل األشخاص الذاتية واملعنوية العامة
والخاصة ،مشكال بذلك سندا قانونيا جائـــز تطبيقه لحامية الوســـط البيئي من كل مسببات التلوث
التي تلحق األذى بالوسط البيئي .ثم القانــــون رقم 12.03املتعلق بدراسات التأثري عىل البيئة ،حيث
يعنى بتقييم ممنهج ومسبــــق لآلثار املحتملة املبارشة وغري املبارشة ،املؤقتة والدامئة للمرشوع ،وكذا
عىل الوسط البيئي بجل مكوناته ،ثم إزالة التأثريات السلبية له أو التخفيف منها أو تعويضها مع إبراز
اآلثار االيجابية للمرشوع عىل البيئة وتحسينها وإعالم كافة السكان بذلك توقيا للمخاطر املحتمل
حدوثها يف ما بعد.
يستشف من ما تقدم ،أن أغلب القوانني الخاصة املرتبطة باملجال البيئي ،رشعت بناء عىل رؤية
استرشافية توقعية ملا سيكون عليه املجال البيئي يف املستقبل .حيث ووظف مصطلح "استصالح" الذي
يعني إعادة إصالح املجال البيئي وحاميته من املخاطر التي ستهدده ،كام أنها نصت عىل "التقييم
املمنهج واملسبق " أي اإلسترشايف قصد دفع التأثريات السلبية التي من املمكن أن تتسبب فيها املشاريع
التنموية املرتبطة باملجال البيئي ،خاصة الصناعية منها التي تلوث الجو والهواء ،وكذا املجال الباطني.
األمر الذي سيهدد سالمة وصحة كافة كائنات الوسط البيئي ومنها عىل الخصوص اإلنسان مع التأثر
عىل التنمية التي حملتها هذه القوانني يف موادها.
239
العدد 5يناـيــــــــر 2021
كام نصت املادة 13من نفس القانون 475عىل الدور املنوط بالدولة والجامعات الرتابية واملؤسسات
العمومية ،وكذا رشكات الدولة واملتمثل يف إدماج التدابري املستمدة من التنمية املستدامة يف السياسات
العمومية الشاملة والقطاعية ،مع اخذ بعني االعتبار خصوصيات كل قطاع من هذه القطاعات املذكورة.
وفيام يخص القانون رقم 12.03املتعلق بدراسات التأثري عىل البيئة نجد املادة 8منه ،476قد نصت
عىل أن السلطة الحكومية املكلفة بالبيئة تحدث لجنة وطنية ولجان جهوية مهمتهم دراسة التأثري عىل
البيئة وفحصه وإبداء الرأي حول املوافقة البيئية للمشاريع.
240
العدد 5يناـيــــــــر 2021
كام نصت املادة 61من القانون رقم 11.03املتعلق بحامية واستصالح البيئة ،عىل إرشاف السلطة
الحكومية املكلفة بالبيئة عىل متابعة أنشطة ومهام الصندوق الوطني الخاص بحامية واستصالح البيئة.
وحيث تقوم اإلدارة بالتنسيق مع الجامعات الرتابية واملؤسسات العمومية واملنظامت غري الحكومية
ومختلف الهيئات املعنية ،باتخاذ كل اإلجراءات والتدابري الالزمة ملراقبة التلوث الهوايئ ،مع وضع
شبكات ملراقبة جودة الهواء ورصد مصادر التلوث الثابتة واملتحركة التي ستلحق الرضر باإلنسان والبيئة
عموما.477
ومن ما تقدم ميكن القول أن املؤسسات الرسمية التي أوكل لها املرشع مهمة اإلرشاف وتتبع الشأن
البيئي ،كان الغرض منها توفري الحامية املؤسساتية لها ،تلك التي تعمل عىل تنزيل املقتضيات القانونية
بهدف وقايتها من املخاطر ،والدفع بها نحو التنمية املستدامة التي تشكل هدفا أساسيا حملته جل
القوانني املرتبطة بالبيئة .خاصة وأن هذه املؤسسات منها ما هو مركزي ،متمثل يف السلطة الحكومية
املكلفة بالبيئة ،ومنها ما هو جهوي يتوزع عىل مستوى الجامعات الرتابية ،وذلك لتضافر الجهود
الحامئية للمجال البيئي .هذا إل جانب نوع أخر من املؤسسات الضبطية والزجرية التي تتول مهمة
تنزيل العقوبات التي حملتها القوانني املعنية يف نصوصها.
وبالرجوع إل القانون رقم 11.03املتعلق بحامية واستصالح البيئة ،478نص عىل أن ضباط الرشطة
القضائية واملوظفون واألعوان املنتدبون وموظفوا الجامعات الرتابية املفوض لهم ،يكلفون مبعاينة
املخالفات املرتكبة يف مجال حامية واستصالح البيئة ،خاصة وأن من بني مهام الرشطة البيئية ،املراقبة
241
العدد 5يناـيــــــــر 2021
والتفتيش والبحث والتحري ومعاينة املخالفات وتحرير املحارض يف شأنها املنصوص عليها يف القانون
رقم .47911.03
كام نصت املادة 78من ذات القانون ،عىل أن هذه األجهزة التي كلفها املرشع مبهمة ضبط
املخالفات املرتكبة يف مجال البيئة ،يحق لها وحسب قواعد قانون املسطرة الجنائية ،480الدخول إل
أرض أو منشأة أو بناء غري دور السكن أو عربة متحركة ،قصد أخد العينات أو وضع أجهزة قياس أو إجراء
تحاليل عند وجود احتامل مامرسة حالية أو سابقة لنشاط ميكنه أن يؤدي إل مخالفة مقتضيات القانون
املتعلق بحامية واستصالح البيئة.481
هذا وقد نصت املادة 14من القانون رقم 12.03املتعلق بدراسات التأثري عىل البيئة أن ضباط الرشطة
القضائية واألعوان املحلفون واملكلفون من طرف اإلدارة والجامعات الرتابية يتولون مهمة ضبط ومعاينة
املخالفات املرتكبة يف املجال البيئي .كام أن مفتشوا الرشطة البيئية يزاولون مهامهم بطريقة مفاجئة أو
بطلب من السلطة الحكومية املكلفة بالبيئة أو يف إطار املخطط الوطني للمراقبة البيئية.482
إضافة إل أن املادة 15من نفس القانون اعتربت أن العون املكلف ،الذي عاين املخالفة يحرر
محرضا ويرسل نسخة إل السلطة املعنية مبارشة باملرشوع ،ونسخة إل السلطة الحكومية املكلفة بالبيئة
داخل أجل 15يوما ،وتقوم هذه األخرية بإنذار املخالف وحثه عىل احرتام القوانني الجاري بها العمل.
واسرتساال يف اإلجراءات الضبطية والزجرية التي نص عليها املرشع يف القوانني البيئية ،نجد
كذلك ما نصت عليه املادة 13من القانون رقم 13.03القايض مبكافحة التلوث ،حيث تتول اإلدارة
إصدار إل الشخص الذي تسبب يف التلوث التعليامت الالزمة التخاذ التدابري التكميلية أو إدخال
التغريات الرضورية للحد من انبعاث التلوث.
479ينص البند االول من الفقرة الثانية من املادة األول من املرسوم رقم 1.14.782الصادر يف 30رجب 1436املوافق 19ماي
2015املتعلق بتنظيم وبكيفيات سري الرشطة البيئية ،الجريدة الرسمية عدد 6366بتاريخ 16شعبان 1436املوافق 4يونيو 2015
ص 5581عىل األيت:
تكلف هذه الرشطة مبهام املراقبة والتفتيش والبحث والتحري معاينة املخالفات وتحرير املحارض يف شأنها املنصوص عليها يف
مقتضيات كل من القانون رقم 11.03والقانون 12.03والقانون رقم 13.03والقانون رقم .28.00
480القانون رقم 22.10املتعلق باملسطرة الجنائية كام تم تعديله الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم 1.02.255بتاريخ 25رجب
1423املوافق 3أكتوبر 2002يف الجريدة الرسمية عدد 5078بتاريخ 27ذي القعدة 1423املوافق 30يناير 2003ص .315
481املادة 78من القانون رقم 11.03املتعلق بحامية واستصالح البيئة.
482املادة الخامسة من املرسوم املتعلق بتنظيم وبكيفيات سري الرشطة البيئية
242
العدد 5يناـيــــــــر 2021
ويف حالة اإلدانة وطبقا للامدة 15من القانون نفسه ،وبعد نفاذ اآلجال ويف حالة عدم تنفيذ تلك
األشغال يف أجلها ميكن الحكم بغرامة ترتاوح ما بني 2000و 200.000درهم مع إمكانية أن تأمر
املحكمة بتنفيذ األشغال واإلصالحات عىل نفقة املحكوم عليه ،كام يعاقب املخالف بالغرامة املذكورة
وبعقوبة حبسية ترتاوح من شهر إل سنة.
243
العدد 5يناـيــــــــر 2021
وتهدف هذه التدابري الت رشيعية إل تشجيع طرق االستعامل املستدام للموارد البيئية ،وذلك
لضامن التوازن االيكولوجي ،وكذا الطاقات املتجددة الصديقة للبيئة .مع اعتامد نظام قانوين حاميئ
للرتبة من كافة أشكال التدهور والتلوث ،ثم صون جاملية الرتاث العمراين والثقايف واالجتامعي للمدن
واملجاالت الحرضية والقروية ،والحفاظ عىل املساحات الخرضاء وحتى الحامية من الكوارث الطبيعية.484
ويف حالة وجود خطر كبري ومؤكد وملحوظ عىل صحة اإلنسان أو البيئة بصفة عامة ،ميكن لإلدارة
املختصة بعد إنذار املستغل ،وطبقا للقوانني الجاري بها العمل ،أن تصدر قرارا بالتوفيق الجزيئ أو الكيل
ألنشطة املنشأة املصنفة املسؤولة عن الخطر إل حني صدور قرار الحكم عن قايض األمور املستعجلة،
إما يف حالة التحقق من خطر وشيك يستدعي إجراءات استعجالية ،تأمر اإلدارة بتوقيف نشاط املنشأة
جزئيا أو كليا دون إنذار املستغل.485
كام ميكن لإلدارة أن تفرض عىل مستغل منشأة مصنفة ،486أن يضع تجهيزات قياس للتلوث أو
يوافيها بصفة دورية بالنتائج املحصل عليها ،وميكن أن تحدث مجاالت لحامية صحة اإلنسان وحامية
املواقع الطبيعية واألثرية حول مناطق األنشطة االقتصادية.487
كذلك حظي التنوع البيولوجي بحامية بالغة األهمية ،حيث نص املرشع عىل إمكانية اتخاذ تدابري
معقلنة تسمح باملحافظة عىل كل أصناف الوحيش ،ثم ضامن التوازن البيئي.488
هذا وقد شدد املرشع يف باقي التدابري اإلجرائية واالحرتازية الحامئية ،حينام اعترب أن كل نشاط
من شأنه أن يهدد تلك األصناف الحيوانية والنباتية يخضع لرخصة مسبقة ،أي أنها تكون قبل الرشوع
يف النشاط املعني ،والتي تسلمها اإلدارة أخذتا بعني االعتبار باقي النصوص التنظيمية والترشيعية.489
244
العدد 5يناـيــــــــر 2021
إضافة لذلك؛ نصت املادة 7من القانون رقم 12.03املتعلق بدراسات التأثري عىل البيئة ،رضورة
الرتخيص لكل مرشوع خاضع لدراسة التأثري عىل البيئة عىل قرار املوافقة البيئية ،إضافة إل إجراء
البحث العمومي لتمكني السكان املعنيني من التعرف عىل اآلثار املحتملة للمرشوع وإبداء مالحاتهم
حوله ،490مام يعني إرشاك السكان يف الشأن البيئي الذي يعترب مبدأ أساس من مبادئ القانون البيئي.491
كام يتم تفعيل املقتىض الدستوري املتعلق بالحق يف املعلومة ،492وذلك لتمكني العموم أثناء فرتة البحث
العمومي من االطالع عىل املعلومات والخالصات الرئيسية لدراسة التأثري عىل البيئة لكن مع حفظ الرس
املهني واتخاذ اإلدارة ما يلزم بخصوص كتامنه خاصة فيام يتعلق باملعلومات التي تعترب رسية.493
أما يف حالة عدم امتثال املخالف بعد توجيه اإلنذار إليه ،وكانت أشغال التجهيز أو البناء يف مرحلة
اإلنجاز أو تم الرشوع يف استغالل املرشوع ،تقوم السلطة الحكومية املكلفة بالبيئة بإحالة نسخة من
محرض املخالفة إل السيد العامل والسيد رئيس املجلس الجامعي ،إلصدار األمر باإليقاف املؤقت
لألشغال ريثام يصدر الحكم من املحكمة.494
وبتنسيق اإلدارة مع الجامعات الرتابية واملؤسسات العمومية واملنظامت غري الحكومية ومختلف
الهيئات ،يتم اتخاذ التدابري الالزمة ملراقبة التلوث الهوايئ وكذا وضع شبكات ملراقبة جودة الهواء ورصد
مصادر التلوث.495
كام أن كل شخص طبيعي أو شخص معنوي خاضع للقانون العام أو للقانون الخاص يكون ملزم
بالوقاية والتقليص والحد من انبعاث املواد امللوثة يف الجو ،تلك التي من شأنها أن ترض باإلنسان
والحيوان والنبات واملآثر واملواقع .496هذا ويلتزم صاحب املنشأة باتخاذ االحتياطات والتدابري الالزمة لعدم
ترسب أو انبعاث ملوثات الهواء داخل أماكن العمل إال يف الحدود املسموح بها.497
245
العدد 5يناـيــــــــر 2021
ويف الحاالت الحرجة؛ تتدخل اإلدارة الوصية عىل القطاع البيئي ،وتفعل املخططات االستعجالية
ملواجهاتها ،خاصة إذا تعلق األمر بالتلوث الخطري للبيئة أو بسبب حوادث طارئة أو بسبب كوارث طبيعية
أو تكنولوجية ،مع تفعيل أسلوب املشاركة مع باقي الهيئات املؤسساتية املتدخلة يف الشأن البيئي ومنها
الجامعات الرتابية.498
وكل ما سب ق تناوله من إجراءات قانونية يرسي عىل باقي املكونات البيئية التي جاء بها قانون حامية
واستصالح البيئة ،سواء تعلق األمر باملياه القارية والهواء والرتبة واملوارد البحرية واألرياف واملناطق
الجبلية واملحميات الطبيعية ،التي يتعني عىل اإلدارات الوصية عليها أن تكون يقظة يف التعامل معها،
وتفعيل كل ما سنه املرشع من تدابري ،غايتها الحامية القصوى والقبلية وكذا البعدية للمجال ،ثم دفع
كل أشكال اإليذاء املحتمل حدوثه.
ولعل من بني التدابري القضائية الحامئية للبيئة ،منح االختصاص لقايض األمور املستعجلة ملنع
استغالل املنشأة املخالفة للقانون ،وذلك إل حني القيام باإلصالحات واألشغال الالزمة .كام ميكن لها
أن تأمر بإنجاز تلك األشغال واإلصالحات مبعية اإلدارة وعىل نفقة املالك أو مستغل املنشأة.499
مع وجوب وضع الشخص املسؤول عن إصالح الرضر قيام مالية رهن إشارة املحكمة املكلفة
بالقضية ،هذه القيم من الرضوري أن تعادل قيمة تحديد مسؤوليته نتيجة تقصريه الذي خلف أثارا سلبية
يف حق البيئة .هذا وقد ذهب املرشع إل حد تحديد أنواع القيم املالية التي قد تكون إما عىل شكل
مبلغ مايل نقدي أو عىل شكل ضامنة بنكية أو أي ضامنة أخرى مقبولة حسب القوانني الجاري بها
العمل.500
ويف حالة استصالح الرضر الذي تسبب فيه الشخص املسؤول ،ميكن االحتفاظ بحق النظر يف
تطبيق العقوبة الجنائية ،501مام يدل عىل أهمية البيئة يف مجال القانون العام خاصة النص الدستوري،
246
العدد 5يناـيــــــــر 2021
حيث يتعني عىل الجميع احرتام املقتضيات الترشيعات املتعلقة بالبيئة كون أن طبيعة هذا القانون عامة
ومزدوجة.
هذا وقد نص املرشع عىل إمكانية تحويل املخالفة املرتكبة واملعاقبة عليها مبوجب القانون ،حيث
ال ميكن إجراء التحويل إال بعد النطق بالحكم القضايئ النهايئ ،مع موازاة قيمتها لقيمة الغرامة التي
نص عليها القانون .502ويف حالة تنفيذ التحويل يتم االحتفاظ بحق النظر يف التعويضات املدنية املحتملة
تجاه ضحايا االضطرار املرتكبة.503
ولربط ببني اإلجراءات اإلدارية التي تتوالها املصالح والهيئات املؤسساتية املختصة يف املجال
البيئي خاصة الضبطية والزجرية منها ،فإن املحارض املحررة من قبلهم تحال يف وقت قصري عىل
املحكمة املختصة وعىل عام ل العاملة أو اإلقليم املعني ،ما مل توجد أجال أخرى يف النصوص القانونية
والتنظيمية الجاري بها العمل ،التي تنص عىل رفع دعوى إلنذار مرتكب املخالفة وإلزامه باإلستصالحات
الرضورية .واألمر بإيقاف أشغال البناء أو التجهيز السالف ذكره أعاله ،ال يسقط حق تقديم شكاية أمام
القضاء من قبل أي شخص طبيعي أو معنوي له الصفة واملصلحة يف التقايض .504ويف حال تقديم
الشكاية بسبب توفر قرار املوافقة البيئية ،تأمر املحكمة وبصفة استعجالية بإبطال الرخصة.505
حيث يالحظ من خالل هذه اإلجراءات ،أن املرشع أحال االختصاص يف الدعوى عىل قايض
األمور املستعجلة ،وذلك ملا للموضوع من أهمية قصوى ،تقتيض حامية بالغة لتوقيف األثر السلبي
للرتخيص أو القرار الذي ينظر إليه أنه سيرض بالبيئة .وبخصوص املحارض التي تحرر يف مجال مكافحة
تلوث الهواء ،والتي تبني فيها بوجه خاص ظروف ونوع املخالفة واإليضاحات املدل بها من لدن مرتكب
املخالفة ،حيث تعتمد هذه املحارض إل حني إثبات ما يخالفها .وتبلغ بعد معاينتها من سلطة مراقبة
الحدود إل املعني باألمر الذي له أجل أقصاه ستة أشهر يشار إليها يف التبليغ.506
247
العدد 5يناـيــــــــر 2021
حيث جعل من التنم ية هدفا وغاية كربى سيتم العمل عليه من خالل ضامن املالمئة بني اإلطار
القانوين الوطني الخاص باملجال البيئي ،مع كل من االتفاقيات واملعايري الدولية الساعية إل حامية
البيئة ،ليكون بذلك السبيل القانوين هو أول أداة ميكن من خاللها وضع قاعدة قانونية شاملة وهادفة
لدفع بالشأن البيئي وتنميته.
كام يبدو بأن املرشع كان له نفس النهج يف ما يخص ما سنه من قواعد قانونية مؤطرة لشأن
البيئي ،حيث أدرج كذلك التنمية ضمن املبادئ الكربى التي يرتكز عليها القانون املتعلق حامية
واستصالح البيئة رقم ،11.03وإقرار التوازن بني ما تتطلبه التنمية من جهود وبني متطلبات حامية البيئة،
مع األخذ بعني االعتبار بهذا املبدأ أثناء إعداد املخططات القطاعية للتنمية وإدماجها فيها ،508معتربا بذلك
التنمية املستدامة مسلسال يحقق متطلبات األجيال الحارضة مع مراعاة األجيال القادمة.
248
العدد 5يناـيــــــــر 2021
كام أن انبعاث الغازات يف املجال الجوي من طرف املصانع الصناعية خاصة الكيميائية ،يجب أن
يكون محرتما للحدود القصوى ،تجنبا لألرضار التي قد تنجم عنه وستأثر سلبا عىل الهواء ،حيث تتم
مراعاة املعطيات العلمية املستجدة وكذا متطلبات التنمية االقتصادية واالجتامعية الوطنية املستدامة.509
حيث يالحظ أن املرشع أرشك فلسفة التنمية املستدامة ضمن السبل القانونية التي مبوجبات تتحقق
التنمية البيئية ،وذلك من خالل ترشيد استغالل املواد الطبيعية بشكل معقلن يراعي الدميومة
واالستدامة حفاظا عليها لألجيال القادمة ،ومحاربة استنزاف املوارد الطبيعية التي تعترب رضورية ألي
نشاط زراعي أو صناعي ،ستكون له أثار ضارة عىل التنمية واالقتصاد بشكل عام ،لهذا فإن أول بند يف
مفهوم التنمية املس تدامة هو محاولة املوازنة بني النظام االقتصادي والنظام البيئي ،بدون استنزاف املوارد
الطبيعية مع مراعاة األمن البيئي.510
مام يفرض االلتزام بالقواعد البيئية ،بحيث يكون لكل نظام بيئي حدود معينة ال ميكن تجاوزها
أثناء االستهالك ،ويف حالة تجاوزها فإنه سيؤدي حتام إل تدهوره ،وعىل هذا األساس يجب وضع
حدودا مؤطرة الستهالك وللنمو السكاين دفعا للتلوث.511
ونظرا العتبار البيئة ذات أهمية كربى يف حياة كل األفراد وكل املواطنني ،فمن الواجب عىل
الجميع التحيل بروح املواطنة اتجاهها ،وذلك من أجل تحسني األوضاع البيئية وضامن التنافسية يف
أفق االستدامة ،إل جانب املحافظة عىل املوارد الطبيعية وتحسني إطار عيش كافة الناس ،حيث تعترب
هذه الواجبات رضورية لضامن الحفاظ عليها مع القيام بترصفات بيئية مسؤولة.512
هذا وتظل املقاربة التشاركية تحظى هي األخرى مبكانة متميزة يف الشأن البيئي ،عىل اعتبار أنها
متنح الفرصة للمجتمع املدين وللسكان من أجل املساهمة يف الرقي باملجال البيئي ،وذلك عرب تعزيز
آليات التنسيق والتشاور بينهم ،من أجل املساهمة يف إعداد وتقييم السياسات العمومية.
249
العدد 5يناـيــــــــر 2021
وكذا تفعيل املقتضيات القانونية الخاص بالقانون رقم 31.13املتعلق بالحصول عىل املعلومة،513
هذه األخرية التي تضل حقا أساسيا كرسه الدستور 514لكافة املواطنني واملواطنات ،بغيت معرفة ما يتعلق
بالبيئة ،والتي يتعني عىل اإلدارة أن تزود بها كل من طلبها منها.515
األمر الذي فتح املجال ملجموعة من الهيئات واملؤسسات التي تتدخل من خالل ما منح لها من
اختصاصات ،إال أن ذلك ال يرقى إل املستوى املطلوب ،بغض النظر عن االيجابية التي يحققها ،والعلة
يف ذلك ،تعدد األراء التي تنصب عىل مشكل بيئي ما ،مام يزيد من شساعته ويعطل إيجاد الحل
الفوري بشأنه ،خاصة ونحن أمام مجال حيوي يتطلب الحزم واليقظة يف التعامل معه عوض الرتاخي
فيه ،مام يجعل مهمة الوصول إل الحل األنجع أمر صعب.
هذا وتتعدد مظاهر تردي الوضع البيئي التي مست كل من املاء والهواء والرتاب والتنوع البيولوجي،
وذلك بسبب تدخالت اإلنسان الالمعقولة الذي تستنزف الرثوات الطبيعية دون مراعاة منه لخاصية
االستدامة يف تلك املوارد ،رغم وجود مقتضيات قانونية ضبطية وجزائية يف حق املخالفني الذين تم
ضبطهم ،وما عادا ذلك فإن الرضر اتجاه البيئية يكون كبريا جراء هذه السلوكيات السلبية.
كذلك البيئة الحرضية مل تسلم من عوامل التدهور ،بل تشهد بدورها تحديات كبرية لعل أبرزها
االمتداد العمراين وغزو االسمنت ،وما يرتتب عن طغيان العامرات وتزايد عدد السكان من تشويه جاملية
األبنية ،وتغري لونها األصيل خاصة يف املدن الساحلية ،ناهيك عن تزايد البناء العشوايئ بشكل يدعو
للقلق ،وسيادة الضجيج الذي أضحى يهدد راحة السكان .516هذا ويطال الرتدي حتى املنتجات النباتية
513القانون رقم 13.31املتعلق بالحق يف الحصول عىل املعلومات ،الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم 1.18.15الصادر بتاريخ
جامدى األخرية 1439املوافق 22فرباير ،2018الجريدة الرسمية عدد ،6655بتاريخ 23جامدى األخرية ،1439املوافق 12ماري
.2018
514الفصل 27من دستور املغرب لسنة .2011
515ميثاق مثالية اإلدارة ،سنة ،2019ص .4
516جودية خليل ،التحديات البيئية ووسائل مواجهتها ،ص .223
250
العدد 5يناـيــــــــر 2021
التي يتم تناولها بشكل يومي ،والتي تكون محفوفة بالعديد من املخاطر نظرا الحتوائها عىل بعض املواد
الكيامئية الضارة ،التي تنقل إل اإلنسان وترض بصحته.517
لكن القانون الخاص مبكافحة تلوث الهواء كان رصيحا حينام نص عىل التدابري الحامئية التي
تحد من انبعاث امللوثات يف الجو ،والتي ميكنها أن تلحق أرضار بصحة اإلنسان والرتبة وغريها ،518تم
دعا إل التنسيق بني اإلدارة والجامعات الرتابية وباقي املؤسسات املعنية بالشأن البيئي ،قصد اتخاذ
كافة التدابري الالزمة ملراقبة تلوث الهواء .519إال انه ورغم ذلك يتأثر الوسط البيئي باملواد امللوثة التي
تكون سببا يف العديد من األمراض ويف العديد من الظواهر البيئية مثل االحتباس الحراري ،إضافة إل
تشتت اإلحصائيات يف هذا الشق ،وغياب املعطيات الجهوية التي يتم الوصول إليها عىل مستوى
مكاتب الدراسات التي تجريها الهيئات املنتخبة املعنية يف الجامعات الرتابية ،خاصة وان املجال يعاين
من قلة األطر املتخصصة التي ستتول مهمة إجراء اإلحصاءات مام ينعكس سلبا عىل نتائجها
وتوفرها.520
وللحد من هذه التأثريات السلبية التي تجعل البيئية تتدهور يوما بعض يوم ،وجب أن يتم التشدد
يف تن زيل املقتضيات القانونية لردع أشخاص القانون العام والخاص التي مل تحرتم الوسط ،مع تكثيف
الحمالت اإلشهارية الهادفة إل التوعية بأهمية البيئة يف حياة اإلنسان وكل الكائنات الحية.
ثم الزيادة يف إرشاك السكان والجمعيات واملجتمع املدين ،حتى يتم بالفعل التصدي لكل أشكال
االعتداء عىل الوسط البيئي ،وكذا عىل الرثوات الطبيعية التي يتم استنزافها ،وذلك للحفاظ عليها بشكل
يضمن االستدامة واالستمرارية خاصة املواد الحيوية مثال املاء والهواء.
خامتة
من خالل ما سبق؛ نخلص بالقول إل أن موضوع البيئة يف الترشيع املغريب بني آليات الحامية
ورهان التنمية ،يعترب من أهم املواضيع التي يجب البحث فيها بغيت مقاربتها بشكل دقيق ،وكذا الوقوف
عىل تجليات الحامية القانونية والقضائية يف ذلك .حيث وكام سلف الذكر فقد خصص لها املرشع
251
العدد 5يناـيــــــــر 2021
مجموعة من القوانني التي أسست لها ووضع معظم األحكام املنظمة لها وكذا اآلليات الحامئية ثم سبل
تنميتها.
ولقد توزعت تلك اآلليات بني ما هو ضبطي وزجري وذلك بحسب نوع الفعل املرتكب حتى يتم ردع
املخالفني يك ال يعيدوا تكرار األفعال الضار اتجاه البيئية ،كام زىك ذلك بهيئات ومؤسسات لها
اختصاص تنزيل ما جاء به القانون.
هذا ويشكل بعد التنمية يف هذه القوانني رهانا البد من الوصول إليه ،ضامنا الستدامة املوارد
الطبيعية واملحافظة عليها ،ثم عقلنت استغاللها حتى تجد األجيال القادمة نصيبها منها .لكن مثة
مجموعة من املعيقات التي تحول دون تحقيق التنمية البيئية ،حيث تتخذ أوجها متعددة ،منها:
• العامل البرشي :الذي عرب سلوكه غري القويم ،يؤدي إل إلحاق الرضر بالبيئة بشكل مبارش،
خاصة يف ما يتعلق باستنزاف الرثوات ،وكذا تلوثها مام يؤدي يف حاالت متعددة إل تعطيل
رهان التنمية.
• العامل املؤسسايت :حيث ال تؤدي املؤسسات املعنية األدوار املنوطة بها كام يجب ،مام يتعني
معه عىل املرشع أن يعيد النظر يف األجهزة التي أوكل إليها تنزيل املقتضيات القانونية الخادمة
لشأن البيئي ،حتى يتم ضبط االختصاص عرب تفعيل أسلوب التنسيق بينها ،حتى تيم توحيد
األراء يك يعود ذلك باإليجاب عىل الوسط البيئي .
• العامل املايل :الذي يجعل العديد من األوراش التنموية معطلة ،بسبب قلة املوارد املالية
املخصصة للمجال البيئي ضمن السياسيات العمومية ،وكذا ضمن القطاعات الحكومية.
-رضورة إنشاء هيأت وطنية وجهوية بهدف العمل عىل مراقبة جودة اإلحصائيات البيئية وتوحيد
املعايري املستعملة إلنتاجها؛
-تفعيل اإلدارة الرقمية عىل مستوى الوطني والجهوية حتى يتمكن األشخاص املعنيني من
االطالع عىل الوضعيات البيئية وكذا سهولة الحصول من خاللها عىل املعلومة؛
-تكريس منوذجية اإلدارة يف مجال التنمية املستدامة؛
-تكريس املقاربة التشاركية للسكان يف الشأن البيئي وتحسني جودة األداء؛
252
العدد 5يناـيــــــــر 2021
-اعتامد املقاربة املجالية والتخطيط االسرتاتيجي املبني عىل مبدأ االندماج والرشاكة التصاعدية
والتعاقد وتبني أسس التنمية املستدامة؛
-تخصيص جزء من امليزانية العامة وامليزانيات الجهوية الخاصة بالجامعات الرتابية للبيئية وللبعد
التنموي فيها؛
253
العدد 5يناـيــــــــر 2021
الئحة املراجع:
الدساتري: ▪
✓ الدستور املغريب لسنة ،2011الدستور املغريب الصادر سنة ،2011الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم 1.11.91يف
27شعبان 1432املوافق 29يوليوز ،2011الجريدة الرسمية عدد 5964مكرر يف 28شعبان 1432املوافق 30يوليوز
.2011
▪ األطروحات والرسائل الجامعية:
✓ عبد الغني حسونة ،الحامية القانونية للبيئة يف إن طار التنمية املستدامة ،أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه علوم
يف الحقوق ،تخصص قانون أعامل ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة محمد خيرض بسكرة،
املوسم الجامعي .2013-2012
▪ املجالت واملقاالت القانونية:
✓ مراد نارص ،التنمية املستدامة وتحدياتها يف الجزائر ،مجلة بحوث اقتصادية عربية مركز دراسات الوحدة
العربية،سنة ،2009العدد .46
✓ جودية خليل ،مقال قانوين بعنوان التحديات البيئية ووسائل مواجهتها.
▪ املناشري
✓ ملخص اإلسرتاتيجية الوطنية للتنمية املستدامة ،2030أكتوبر .2017
✓ ميثاق مثالية اإلدارة ،سنة .2019
✓ إحصاءات البيئة والطاقة دورة تدريبية ،األردن 12-08يوليوز-شتنرب 2013وضعية البيئة باملغرب ،مديرية اإلحصاء
باملندوبية السامية للتخطيط باململكة املغربية.
▪ القوانني
✓ القانون رقم 12.03املتعلق بدراسات التأثري عىل البيئة ،الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم 1-03-60الصادر يف
10ربيع األول 1424املوافق 12ماي 2003يف الجريدة الرسمية عدد ،5118بتاريخ 18ربيع األخر 1424املوافق
19يونيو .2003
✓ القانون رقم 11,03املتعلق بحامية واستصالح البيئة ،الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم 1-03-59الصادر يف 10
ربيع األول 1424املوافق 12ماي ،2003الجريدة الرسمية عدد ،5118بتاريخ 18ربيع األخر 1424املوافق 19يونيو
.2003
✓ القانون اإلطار رقم 12.99مبثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية املستدامة ،الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم -09
14-1الصادر يف 4جامدى األول 1435املوافق 6مارس ،2014الجريدة الرسمية عدد 6240بتاريخ 18جامدى
األول 1435املوافق 20مارس .2014
✓ القانون رقم 13.03املتعلق مبكافحة تلوث الهواء الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم 1-03-61الصادر يف 10ربيع
األول 1424املوافق 12ماي 2003يف الجريدة الرسمية عدد ،5118بتاريخ 18ربيع األخر 1424املوافق 19يونيو
2003
254
العدد 5يناـيــــــــر 2021
✓ القانون رقم 22.10املتعلق باملسطرة الجنائية كام تم تعديله الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم 1.02.255بتاريخ
25رجب 1423املوافق 3أكتوبر 2002يف الجريدة الرسمية عدد 5078بتاريخ 27ذي القعدة 1423املوافق 30يناير
.2003
▪ املراسيم
املرسوم رقم 1.14.782الصادر يف 30رجب 1436املوافق 19ماي 2015املتعلق بتنظيم وبكيفيات سري
الرشطة البيئية ،الجريدة الرسمية عدد 6366بتاريخ 16شعبان 1436املوافق 4يونيو .2015
املرسوم 2.09.631الصادر يف 23من رجب 1431املوافق 6يوليوز ،2010تحدد مبوجبه الحدود القصوى
لفظ املواد امللوثة يف الهواء وإطالقها ورميها واملتأتية من مصادر تلوث ثابتة وكيفيات مراقبة هذه االنبعاث ،الصادر
بالجريدة الرسمية عدد 5858يف 9شعبان 1431املوافق 22يوليوز .2010
255