You are on page 1of 21

‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫البيئة يف الترشيع املغريب بني آليات الحامية ورهان التنمية‬


‫البيئة في التشريع المغربي بين آليات الحماية ورهان التنمية‬

‫عبد الواحد الركَيلي‬


‫‪ABD WAHED Elrkille‬‬
‫طالب باحث في القانون الخاص؛‬
‫ماستر العقار والتعمير‪ ،‬الكلية المتعددة التخصصات بالناظور‬
‫تجربة مهنية سابقة بمكتب موثق عصري‪.‬‬

‫تقديم‬
‫يشكل موضوع البيئة محورا أساسيا يف كل النظم القانونية‪ ،‬وذلك راجع إل املكانة التي يحتلها‬
‫يف كل القطاعات‪ ،‬فحيثام وليت الوجهة تجد املجال البيئي حارضا‪ ،‬يتعني احرتامه وأخذه بعني االعتبار‬
‫يف كل األنشطة التي تسعى الدولة إل إنشائها‪ ،‬وتخصيصه حيزا شاسعا ضمن السياسيات العمومية‪،‬‬
‫حتى ال يتم اإلرضار به‪.‬‬

‫وتعترب البيئة مجموعة العنارص الطبيعية‪ ،‬واملنشآت البرشية والعوامل االقتصادية واالجتامعية‬
‫والثقافية‪ ،‬التي تساعد عىل وجود وتغري وتنمية الوسط الطبيعي والكائنات الحية واألنشطة البرشية‪.465‬‬
‫حيث وظف املرشع يف التعريف الذي أدرجه يف هذا القانون‪ ،‬إضافة إل بعض التعاريف املدرجة يف‬
‫القوانني املنظمة للبيئة عبارة "تنمية "‪ ،‬مام يفيد غاية املرشع يف الحفاظ عىل الوسط الطبيعي عرب‬
‫االهتامم به ودراسة التأثريات التي تلحق بالبيئة وتنميتها بغرض االستدامة‪.‬‬

‫‪ 465‬املادة األول من القانون رقم ‪ 12.03‬املتعلق بدراسات التأثري عىل البيئة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم ‪ 1-03-60‬الصادر‬
‫يف ‪ 10‬ربيع األول ‪ 1424‬املوافق ‪ 12‬ماي ‪ 2003‬يف الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5118‬بتاريخ ‪ 18‬ربيع األخر ‪ 1424‬املوافق ‪ 19‬يونيو ‪2003‬‬
‫ص ‪.1909‬‬

‫‪235‬‬
‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫وانطالقا من القوانني التي خصصت للبيئة ومنها القانون رقم ‪ 11.03‬املتعلق بحامية واستصالح‬
‫البيئة‪ ،466‬والقانون اإلطار رقم ‪ 12.99‬مبثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية املستدامة‪ ،467‬ثم القانون رقم‬
‫‪ 13.03‬املتعلق مبكافحة تلوث الهواء‪ ،468‬يتضح أنه سن مجموعة من اآلليات الحامئية القانونية‬
‫والقضائية‪ ،‬التي تراعي الشأن البيئي وتسعى إل املحافظة عىل الرثوات الطبيعية‪ ،‬وضامن التوازن فيها‬
‫وصوال إل التنمية الشاملة‪ .‬هذه األخرية التي اعتربت كهدف سعى من خالله املرشع إل تحقيق‬
‫حاجيات األجيال الحارضة ومراعاة حاجيات األجيال القادمة‪.‬‬

‫وككل املواضع القانونية‪ ،‬فإن موضوعنا هذا يحظى هو األخر بأهمية‪ ،‬تلك التي تظهر من خالل‬
‫تضافر الجهود بني الكل من الهيئات الترشيعية والقضائية‪ ،‬واملؤسسات الحكومية وغري الحكومية التي‬
‫تتول تنزيل اآلليات القانونية التي سنت من أجل‪ ،‬تأهيال املجال البيئي حتى يالءم حاجيات األفراد‬
‫ويراعي االستدامة يف املوارد الطبيعية‪.‬‬

‫إال أن ا إلشكالية املحورية التي وجب طرحها بغيت اإلجابة عليها‪ ،‬ومقاربة البحث من كل جوانبه‬
‫تتجىل يف‪:‬‬
‫إل أي حد استطاع املرشع إيجاد آليات حامئية للبيئة كفيلة بتحقيق تنمية مستدامة‬
‫وشاملة؟‬

‫هذه اإلشكالية التي تقتيض منها تفريعها إل أسئلة محورية وفق األيت‪:‬‬

‫‪ -‬ما هو األساس القانوين واملؤسسايت املؤطر للبيئة؟‬


‫‪ -‬ما هي التدابري القانونية والقضائية الحامئية للبيئة ؟‬
‫‪ -‬ما هي سبل تحقيق التنمية البيئية و املعيقات التي تواجهها؟‬

‫‪ 466‬القانون رقم ‪ 11,03‬املتعلق بحامية واستصالح البيئة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم ‪ 1-03-59‬الصادر يف ‪ 10‬ربيع األول‬
‫‪ 1424‬املوافق ‪ 12‬ماي ‪ ،2003‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5118‬بتاريخ ‪ 18‬ربيع األخر ‪ 1424‬املوافق ‪ 19‬يونيو ‪ 2003‬ص ‪.1900‬‬
‫‪1-14-09‬‬ ‫‪ 467‬القانون اإلطار رقم ‪ 12.99‬مبثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية املستدامة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم‬
‫الصادر يف ‪ 4‬جامدى األول ‪ 1435‬املوافق ‪ 6‬مارس ‪ ،2014‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6240‬بتاريخ ‪ 18‬جامدى األول ‪ 1435‬املوافق ‪20‬‬
‫مارس ‪.2014‬‬
‫‪ 468‬القانون رقم ‪ 13.03‬املتعلق مبكافحة تلوث الهواء الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم ‪ 1-03-61‬الصادر يف ‪ 10‬ربيع األول‬
‫‪ 1424‬املوافق ‪ 12‬ماي ‪ 2003‬يف الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5118‬بتاريخ ‪ 18‬ربيع األخر ‪ 1424‬املوافق ‪ 19‬يونيو ‪ 2003‬ص ‪.1912‬‬

‫‪236‬‬
‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫ومادام أن املوضوع ال يستقيم إال باستخدام مناهج معني‪ ،‬فإننا سوف نعالج محاوره باستخدام‬
‫املنهج التحلييل وكذا تقسيمه وفق التصميم التايل‪:‬‬

‫املبحث االول‪ :‬األساس القانوين واملؤسسايت املؤطر للبيئة‬

‫املبحث الثاين‪ :‬التدابري القانونية والقضائية الحامئية للبيئة ورهان التنمية‪.‬‬

‫املبحث االول‪ :‬األساس القانوين واملؤسسايت املؤطر للبيئة‬


‫لقد حظيت البيئة يف الترشيع املغريب بإطار قانوين هام‪ ،‬فيه شق عام غايته الحفاظ عىل املصلحة‬
‫العامة‪ ،‬كون أن الشأن البيئي يهم الجميع سواء كانوا أشخاصا للقانون العام أو للقانون الخاص‪ ،‬ذلك‬
‫الذي تناوله الدستور املغريب‪ .‬ثم ش ق خاص تناولته القوانني املرتبطة باملجال البيئي بشكل مبارش‪ ،‬حيث‬
‫أسست هذه القواعد القانونية العامة والخاصة للمجموعة من األحكام واملبادئ الهادفة إل توفري الحامية‬
‫القانونية لها (املطلب األول )‪ ،‬إال أنه يلزم توفر إطار مؤسسايت‪ ،‬مهمته السهر عىل تطبيق تلك القواعد‬
‫من جهة‪ ،‬وكذا ضامن التنزيل األمثل لها من جهة أخرى (املطلب الثاين)‪.‬‬

‫املطلب االول‪ :‬األساس القانوين املؤطر للبيئة‬


‫لقد خص املرشع املغريب موضوع البيئة بنظام قانوين مهم‪ ،‬وذلك نظرا ملكانتها املهمة يف حياة‬
‫األفراد‪ .‬هذا التنظيم الذي أسس لقواعد عامة‪ ،‬أي ما جاء به الدستور املغريب‪ ،‬مرسخا بذلك أهميتها‬
‫ضمن باقي الحقوق املكفولة لألفراد (الفقرة األول)‪ .‬ثم ما جاءت به القوانني الخاصة التي نظمتها‬
‫وبينت أحكامها وكذا الجزاءات املرتتبة عن مخالفة القواعد الخاصة بها‪ ،‬أو من خالل القوانني األخرى‬
‫التي جعلت من البيئة محورا أساسيا وجب مراعاته عند كل عملية تنموية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األول‪ :‬األساس القانوين العام للبيئة‬


‫يتمثل األساس القانوين العام للبيئة يف ما جاء به الدستور‪ ،‬حيث وبالرجوع إليه نجده اعترب البيئة‬
‫حقا من الحقوق املكفولة للجميع والتي يتمتع بها الرجال والنساء عىل قدم املساواة‪ ،‬والتي من ضمنها‬
‫الحقوق البيئية‪ ،469‬كام اعترب يف الفصل ‪ 20‬منه أن الحق يف الحياة من أول الحقوق التي تقررت‬
‫لإلنسان والتي يحميها ا لقانون‪ ،‬حيث ال ميكن الحديث يف هذا الصدد عن الحياة دومنا الحديث عن‬

‫‪ 469‬الفصل ‪ 19‬من الدستور املغريب لسنة ‪ ،2011‬الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم ‪ 1.11.91‬يف ‪ 27‬شعبان ‪ 1432‬املوافق ‪29‬‬
‫يوليوز ‪ ،2011‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5964‬مكرر يف ‪ 28‬شعبان ‪ 1432‬املوافق ‪ 30‬يوليوز ‪.2011‬‬

‫‪237‬‬
‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫الوسط البيئي الذي يزداد وينمو ويعيش فيه‪ ،‬هذا الوسط الذي يجب أن يكون مالمئا للحياة البرشية ال‬
‫محالة‪ .‬وحيث ذيل املرشع الفصل ‪ 27‬من الدستور بالتنصيص عىل حق الحصول عىل املعلومات الكافية‬
‫املتعلقة بالحقوق األساسية التي جاء بها‪ ،‬ولعل من أهمها الحق يف وسط بيئي سليم‪ ،‬وهذا ما يجعل‬
‫حقه كذلك مرشوعا أثناء الحصول عىل املعلومة الرامية إل استطالع الرأي حول املجال البيئي‪.‬‬

‫هذا ويتحمل الجميع وبصفة تضامنية مع مراعاة الوسائل التي يتوفرون عليها‪ ،‬التكاليف التي‬
‫تتضم نها تنمية البالد‪ ،‬وكذا تلك الناتجة عن األعباء الناجمة عن اآلفات والكوارث الطبيعية‪ ،470‬حيث‬
‫وبتمعن هذا املقتىض القانوين نجده يرسخ ملبدأ التضامن والتفاعل االيجابيني األساسيني يف حامية‬
‫املجال البيئي من الكوارث املحتمل حدوثها‪.‬‬

‫كام خص الدستور الربملان مبهمة الترشيع يف املجال البيئي وذلك برصيح الفصل ‪ 71‬منه‪ ،‬والذي‬
‫حدد املجاالت ومن ضمنها القواعد املتعلقة بتدبري البيئة وحامية املوارد الطبيعية والتنمية املستدامة‪ ،‬مع‬
‫إلزامه لرئيس الحكومة بعد تعيني أعضائها‪ ،‬بتقديم الربنامج الحكومي الذي يعتزم تطبيقه‪ .‬مبينا فيه‬
‫الخطوات الرئيسية التي تنوي الحكومة القيام بها‪ ،‬يف مجاالت متعددة من ضمنها املجال البيئي‪،471‬‬
‫مؤكدا بذلك عىل االهتامم البالغ الذي يجب أن تحظى به البيئة ضمن األشغال الحكومية كونها تهم‬
‫الجميع‪.‬‬

‫هذا وبتصفح الباب الحادي عرش املعنون باملجلس االقتصادي واالجتامعي و البيئي نجد أن‬
‫الدستور‪ 472‬خصه بتقديم االستشارة للحكومة والربملان يف القضايا ذات الطابع االجتامعي واالقتصادي‬
‫والبيئي‪ ،‬مع اإلدالء برأيه يف التوجهات العامة الخاصة بالتنمية الشاملة التي تهم كافة املجاالت وكذا‬
‫التنمية املستدامة‪ ،‬حيث نستنتج من ذلك دسرتة الحق والبعد البيئي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬األساس القانوين الخاص للبيئة‬


‫إن من بني القوانني الخاصة التي اهتمت بالبيئة بشكل مبارش‪ ،‬نجد القانون اإلطار رقم ‪،12.99‬‬
‫الذي كرس من خالله املرشع املغريب مجموعة من األهداف واملبادئ والحقوق والواجبات‪ ،‬التي يتعني‬
‫االلتزام بها للنهوض بالشأن البيئي يف سبيل حامية األنظمة البيئية املتنوعة التي ميتاز بها املجال‬
‫املغريب‪ .‬مع رضورة العمل وفق املقتىض الدستوري املتعلق بالحكامة البيئية‪ ،‬تلك التي تسهر عليها كافة‬

‫‪ 470‬الفصل ‪ 40‬من الدستور املغريب لسنة ‪.2011‬‬


‫‪ 471‬الفقرة األول من الفصل ‪ 88‬من الدستور املغريب لسنة ‪.2011‬‬
‫‪ 472‬الفصل ‪ 152‬من الدستور املغريب لسنة ‪.2011‬‬

‫‪238‬‬
‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫األطر املؤسساتية املعنية بالشأن البيئي‪ ،‬قصد الوصول إل التنمية املستدامة يف املوارد البيئية وكذا تفعيل‬
‫مقتىض قواعد املسؤولية واملراقبة البيئية‪.‬‬

‫إضافة إل القانون رقم ‪ 11.03‬املتعلق بحامية واستصالح البيئة‪ ،‬حيث وضع القانون املذكور القواعد‬
‫األساسية واملبادئ العامة للسياسة الوطنية يف مجال حامية البيئة واستصالحها‪ ،‬أي أنه جاء بنظرية‬
‫مستقبلية استرشافية غايتها مواكبة املجال البيئي ترشيعيا عرب القواعد واألحكام املنظمة للمجال‪ .‬حيث‬
‫يرمي إل حامية البيئة من كل أشكال التلوث‪ ،‬وتحسني إطار وظروف عيش اإلنسان ثم وضع التوجهات‬
‫األساسية الخاصة بتحديد اإلطار الترشيعي واملايل والتقني املتعلق بحامية واستصالح البيئة‪ ،473‬ثم نظام‬
‫خاص باملسؤولية والحامية من األرضار البيئية وإقرار التعويض‪.‬‬

‫إل جانب هذه القوانني يوجد القانون رقم ‪ 13.03‬املتعلق مبكافحة تلوث الهواء‪ ،‬حيث رشع للوقاية‬
‫والحد من االنبعاث امللوث للجو والتي من املمكن أن تلحق أرضارا باإلنسان والحيـــوان والرتبة واملناخ‬
‫وباقي الرثوات الثقافية والبيئية‪ .‬مع توسيع مجال تطبيقه ليشمل األشخاص الذاتية واملعنوية العامة‬
‫والخاصة‪ ،‬مشكال بذلك سندا قانونيا جائـــز تطبيقه لحامية الوســـط البيئي من كل مسببات التلوث‬
‫التي تلحق األذى بالوسط البيئي‪ .‬ثم القانــــون رقم ‪ 12.03‬املتعلق بدراسات التأثري عىل البيئة‪ ،‬حيث‬
‫يعنى بتقييم ممنهج ومسبــــق لآلثار املحتملة املبارشة وغري املبارشة‪ ،‬املؤقتة والدامئة للمرشوع‪ ،‬وكذا‬
‫عىل الوسط البيئي بجل مكوناته‪ ،‬ثم إزالة التأثريات السلبية له أو التخفيف منها أو تعويضها مع إبراز‬
‫اآلثار االيجابية للمرشوع عىل البيئة وتحسينها وإعالم كافة السكان بذلك توقيا للمخاطر املحتمل‬
‫حدوثها يف ما بعد‪.‬‬

‫يستشف من ما تقدم‪ ،‬أن أغلب القوانني الخاصة املرتبطة باملجال البيئي‪ ،‬رشعت بناء عىل رؤية‬
‫استرشافية توقعية ملا سيكون عليه املجال البيئي يف املستقبل‪ .‬حيث ووظف مصطلح "استصالح" الذي‬
‫يعني إعادة إصالح املجال البيئي وحاميته من املخاطر التي ستهدده‪ ،‬كام أنها نصت عىل "التقييم‬
‫املمنهج واملسبق " أي اإلسترشايف قصد دفع التأثريات السلبية التي من املمكن أن تتسبب فيها املشاريع‬
‫التنموية املرتبطة باملجال البيئي‪ ،‬خاصة الصناعية منها التي تلوث الجو والهواء‪ ،‬وكذا املجال الباطني‪.‬‬
‫األمر الذي سيهدد سالمة وصحة كافة كائنات الوسط البيئي ومنها عىل الخصوص اإلنسان مع التأثر‬
‫عىل التنمية التي حملتها هذه القوانني يف موادها‪.‬‬

‫‪ 473‬املادة األول من القانون رقم ‪ 11.03‬املتعلق بحامية واستصالح البيئة‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬اإلطار املؤسسايت املؤطر للبيئة‬


‫من املعلوم أن يتضمن أي قانون كيف ما كان مجموعة من القواعد واألحكام الترشيعية التي يتعني‬
‫تنزيلها من النص إل الواقع‪ ،‬هذا التنزيل الذي غالبا ما يتم عرب مجموعة من املؤسسات التي تكون‬
‫محددة فيه‪ ،‬واألمر ذاته حدث مع القوانني البيئية‪ ،‬حيت حدد فيها املرشع مؤسسات ذات طابع رسمي‬
‫مركزي وجهوي (الفقرة األول)‪ .‬وكذا مؤسسات ذات طابع ضبطي وزجري الغاية من الكل توفري‬
‫الحامية القانونية املؤسساتية للبيئة (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األول‪ :‬املؤسسات ذات الطابع الرسمي‬


‫إن من بني املؤسسات التي تتخذ طابعا رسميا يف الترشيع البيئي املغريب‪ ،‬نجد ما نصت عليه املادة‬
‫‪ 12‬من القانون اإلطار رقم ‪ ،47499.12‬حيث تسهر السلطات الحكومية والقطاعات الوزارية املتمثلة يف‬
‫وزارة الطاقة واملعادن ووزارة الفالحة والصيد البحري ثم وزارة التعمري والبناء‪ ،‬عىل اعتامد التدابري العملية‬
‫الكفيلة بضامن االستدامة يف املوارد الطبيعية يف طرق تدبريها تحقيقا للتنمية املستدامة‪.‬‬

‫كام نصت املادة ‪ 13‬من نفس القانون‪ 475‬عىل الدور املنوط بالدولة والجامعات الرتابية واملؤسسات‬
‫العمومية‪ ،‬وكذا رشكات الدولة واملتمثل يف إدماج التدابري املستمدة من التنمية املستدامة يف السياسات‬
‫العمومية الشاملة والقطاعية‪ ،‬مع اخذ بعني االعتبار خصوصيات كل قطاع من هذه القطاعات املذكورة‪.‬‬

‫وفيام يخص القانون رقم ‪ 12.03‬املتعلق بدراسات التأثري عىل البيئة نجد املادة ‪ 8‬منه‪ ،476‬قد نصت‬
‫عىل أن السلطة الحكومية املكلفة بالبيئة تحدث لجنة وطنية ولجان جهوية مهمتهم دراسة التأثري عىل‬
‫البيئة وفحصه وإبداء الرأي حول املوافقة البيئية للمشاريع‪.‬‬

‫‪ 474‬تنص املادة ‪ 12‬من القانون اإلطار رقم ‪ 12.99‬عىل األيت‪:‬‬


‫وتعد القطاعات واألنشطة املتعلقة بالطاقة واملاء والغابات والصيد البحري والفالحة والنقل والسياحة والتعمري والبناء وتدبري النفايات‬
‫والصناعة بشكل عام قطاعات وأنشطة تتوفر عىل إمكانيات عالية لالستدامة وتكتيس طابعا أولويا من حيث متطلبات التقيد‬
‫بالتنمية املستدامة‪.‬‬
‫‪ 475‬تنص املادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 12.99‬عىل األيت‪:‬‬
‫تسهر الدولة والجامعات الرتابية عىل إد ماج التدابري املستمدة من التنمية املستدامة يف السياسات العمومية الشاملة والقطاعية‬
‫مع األخذ بعني االعتبار خصوصيات كل قطاع‬
‫‪ 476‬تنص الفقرة األول من املادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ 12.03‬املتعلق بدراسات التأثري عىل البيئة عىل األيت‪:‬‬
‫تحدث لدى السلطة الحكومية املكلفة با لبيئة لجنة وطنية ولجان جهوية لدراسات التأثري عىل البيئة وتناط بها مهمة فحص‬
‫دراسات التأثري عىل البيئة و إبداء الرأي حول املوافقة البيئية للمشاريع‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫كام نصت املادة ‪ 61‬من القانون رقم ‪ 11.03‬املتعلق بحامية واستصالح البيئة‪ ،‬عىل إرشاف السلطة‬
‫الحكومية املكلفة بالبيئة عىل متابعة أنشطة ومهام الصندوق الوطني الخاص بحامية واستصالح البيئة‪.‬‬

‫وحيث تقوم اإلدارة بالتنسيق مع الجامعات الرتابية واملؤسسات العمومية واملنظامت غري الحكومية‬
‫ومختلف الهيئات املعنية‪ ،‬باتخاذ كل اإلجراءات والتدابري الالزمة ملراقبة التلوث الهوايئ‪ ،‬مع وضع‬
‫شبكات ملراقبة جودة الهواء ورصد مصادر التلوث الثابتة واملتحركة التي ستلحق الرضر باإلنسان والبيئة‬
‫عموما‪.477‬‬

‫ومن ما تقدم ميكن القول أن املؤسسات الرسمية التي أوكل لها املرشع مهمة اإلرشاف وتتبع الشأن‬
‫البيئي‪ ،‬كان الغرض منها توفري الحامية املؤسساتية لها‪ ،‬تلك التي تعمل عىل تنزيل املقتضيات القانونية‬
‫بهدف وقايتها من املخاطر‪ ،‬والدفع بها نحو التنمية املستدامة التي تشكل هدفا أساسيا حملته جل‬
‫القوانني املرتبطة بالبيئة‪ .‬خاصة وأن هذه املؤسسات منها ما هو مركزي‪ ،‬متمثل يف السلطة الحكومية‬
‫املكلفة بالبيئة‪ ،‬ومنها ما هو جهوي يتوزع عىل مستوى الجامعات الرتابية‪ ،‬وذلك لتضافر الجهود‬
‫الحامئية للمجال البيئي‪ .‬هذا إل جانب نوع أخر من املؤسسات الضبطية والزجرية التي تتول مهمة‬
‫تنزيل العقوبات التي حملتها القوانني املعنية يف نصوصها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬املؤسسات ذات الطابع الضبطي والزجري‬


‫إل جانب املؤسسات الرسمية التي تعنى بخدمة املجال البيئي يف الترشيع املغريب‪ ،‬مثة مؤسسات‬
‫أخرى ذات طابع ضبطي زجري‪ ،‬تتول مسألة ترتيب الجزاء يف حق كل املخالفني للمقتضيات القانونية‬
‫التي جاء بها النص الترشيعي املرتبط بالشأن البيئي‪.‬‬

‫وبالرجوع إل القانون رقم ‪ 11.03‬املتعلق بحامية واستصالح البيئة‪ ،478‬نص عىل أن ضباط الرشطة‬
‫القضائية واملوظفون واألعوان املنتدبون وموظفوا الجامعات الرتابية املفوض لهم‪ ،‬يكلفون مبعاينة‬
‫املخالفات املرتكبة يف مجال حامية واستصالح البيئة‪ ،‬خاصة وأن من بني مهام الرشطة البيئية‪ ،‬املراقبة‬

‫‪ 477‬املادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 13.03‬املتعلق مبكافحة تلوث الهواء‬


‫‪ 478‬تنص املادة ‪ 77‬من القانون رقم ‪ 12.03‬الخاص بحامية واستصالح البيئة عىل األيت‪:‬‬
‫يكلف مبعاينة املخالفات ألحكام هذا القانون مع مراعاة النصوص الترشيعية والتنظيمية الجاري بها العمل ونصوصه التطبيقية‬
‫ضباط الرشطة القضائية‪ ،‬واألعوان املنتدبون لهذا الغرض من لدن اإلدارة املختصة‪ ،‬وموظفوا الجامعات الرتابية املفوض لهم بذلك‬
‫من طرف رؤساء املجالس الجامعية ‪ ،‬وكذا املحلفون وفقا للترشيع الخاص باليمني املفروض أداؤها عىل املأمورين محررين‬
‫املحارض‪ ،‬وكل خبري أو شخص معنوي كلف بهذه املهمة بصفة استثنائية من طرف اإلدارة‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫والتفتيش والبحث والتحري ومعاينة املخالفات وتحرير املحارض يف شأنها املنصوص عليها يف القانون‬
‫رقم ‪.47911.03‬‬

‫كام نصت املادة ‪ 78‬من ذات القانون‪ ،‬عىل أن هذه األجهزة التي كلفها املرشع مبهمة ضبط‬
‫املخالفات املرتكبة يف مجال البيئة‪ ،‬يحق لها وحسب قواعد قانون املسطرة الجنائية‪ ،480‬الدخول إل‬
‫أرض أو منشأة أو بناء غري دور السكن أو عربة متحركة‪ ،‬قصد أخد العينات أو وضع أجهزة قياس أو إجراء‬
‫تحاليل عند وجود احتامل مامرسة حالية أو سابقة لنشاط ميكنه أن يؤدي إل مخالفة مقتضيات القانون‬
‫املتعلق بحامية واستصالح البيئة‪.481‬‬

‫هذا وقد نصت املادة ‪ 14‬من القانون رقم ‪ 12.03‬املتعلق بدراسات التأثري عىل البيئة أن ضباط الرشطة‬
‫القضائية واألعوان املحلفون واملكلفون من طرف اإلدارة والجامعات الرتابية يتولون مهمة ضبط ومعاينة‬
‫املخالفات املرتكبة يف املجال البيئي‪ .‬كام أن مفتشوا الرشطة البيئية يزاولون مهامهم بطريقة مفاجئة أو‬
‫بطلب من السلطة الحكومية املكلفة بالبيئة أو يف إطار املخطط الوطني للمراقبة البيئية‪.482‬‬

‫إضافة إل أن املادة ‪ 15‬من نفس القانون اعتربت أن العون املكلف‪ ،‬الذي عاين املخالفة يحرر‬
‫محرضا ويرسل نسخة إل السلطة املعنية مبارشة باملرشوع‪ ،‬ونسخة إل السلطة الحكومية املكلفة بالبيئة‬
‫داخل أجل ‪ 15‬يوما‪ ،‬وتقوم هذه األخرية بإنذار املخالف وحثه عىل احرتام القوانني الجاري بها العمل‪.‬‬

‫واسرتساال يف اإلجراءات الضبطية والزجرية التي نص عليها املرشع يف القوانني البيئية‪ ،‬نجد‬
‫كذلك ما نصت عليه املادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 13.03‬القايض مبكافحة التلوث‪ ،‬حيث تتول اإلدارة‬
‫إصدار إل الشخص الذي تسبب يف التلوث التعليامت الالزمة التخاذ التدابري التكميلية أو إدخال‬
‫التغريات الرضورية للحد من انبعاث التلوث‪.‬‬

‫‪ 479‬ينص البند االول من الفقرة الثانية من املادة األول من املرسوم رقم ‪ 1.14.782‬الصادر يف ‪ 30‬رجب ‪ 1436‬املوافق ‪ 19‬ماي‬
‫‪ 2015‬املتعلق بتنظيم وبكيفيات سري الرشطة البيئية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6366‬بتاريخ ‪ 16‬شعبان ‪ 1436‬املوافق ‪ 4‬يونيو ‪2015‬‬
‫ص ‪ 5581‬عىل األيت‪:‬‬
‫تكلف هذه الرشطة مبهام املراقبة والتفتيش والبحث والتحري معاينة املخالفات وتحرير املحارض يف شأنها املنصوص عليها يف‬
‫مقتضيات كل من القانون رقم ‪ 11.03‬والقانون ‪ 12.03‬والقانون رقم ‪ 13.03‬والقانون رقم ‪.28.00‬‬
‫‪ 480‬القانون رقم ‪ 22.10‬املتعلق باملسطرة الجنائية كام تم تعديله الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم ‪ 1.02.255‬بتاريخ ‪ 25‬رجب‬
‫‪ 1423‬املوافق ‪ 3‬أكتوبر ‪ 2002‬يف الجريدة الرسمية عدد ‪ 5078‬بتاريخ ‪ 27‬ذي القعدة ‪ 1423‬املوافق ‪ 30‬يناير ‪ 2003‬ص ‪.315‬‬
‫‪ 481‬املادة ‪ 78‬من القانون رقم ‪ 11.03‬املتعلق بحامية واستصالح البيئة‪.‬‬
‫‪ 482‬املادة الخامسة من املرسوم املتعلق بتنظيم وبكيفيات سري الرشطة البيئية‬

‫‪242‬‬
‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫ويف حالة اإلدانة وطبقا للامدة ‪ 15‬من القانون نفسه‪ ،‬وبعد نفاذ اآلجال ويف حالة عدم تنفيذ تلك‬
‫األشغال يف أجلها ميكن الحكم بغرامة ترتاوح ما بني ‪ 2000‬و ‪ 200.000‬درهم مع إمكانية أن تأمر‬
‫املحكمة بتنفيذ األشغال واإلصالحات عىل نفقة املحكوم عليه‪ ،‬كام يعاقب املخالف بالغرامة املذكورة‬
‫وبعقوبة حبسية ترتاوح من شهر إل سنة‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬التدابري القانونية والقضائية الحامئية للبيئة ورهان التنمية‪.‬‬


‫تتوزع التدابري الحامئية للبيئة بني ما هو قانوين ألزم من خالله املرشع كل شخص سواء أكان‬
‫شخصا طبيعيا أو شخصا معنويا منتميا للقانون الخاص أو العام‪ ،‬أن يتقيد باإلجراءات االحرتازية التي‬
‫من شأنها حامية املجال البيئي‪ ،‬وبني ما هو قضايئ أحال من خالله االختصاص إل املحكمة التي يف‬
‫حاالت معينة تصدر أوامر قضائية استعجالية‪ ،‬من شأنها توقيف األثر السلبي لسلوك التي سيرض بالبيئة‪،‬‬
‫وذلك تفعيال للحامية القضائية يف هذا املجال‪ ،‬وتنزيال للمقتضيات القانونية التي تعنى به (املطلب‬
‫األول )‪ .‬والكل من أجل الوصول إل التنمية التي تعترب مكتسب ورهان البد من تحقيقه‪ ،‬نصت عليه‬
‫مختلف القوانني املرتبطة واملنظمة لشأن البيئي (املطلب الثاين)‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬التدابري القانونية والقضائية الحامئية للبيئة‬


‫اتخذ املرشع مجموعة من التدابري الحامئية التي تغيى من خاللها توفري الحامية القانونية‬
‫والقضائية للبيئة‪ ،‬والتي ارتأينا أن نعالجها وفق الصيغية التالية‪ ،‬حيت سنناقش ما جاء عىل مستوى النص‬
‫القانوين (الفقرة األول)‪ ،‬عىل أن ننتقل ملا هو متعلق بالعمل القضايئ (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األول‪ :‬عىل مستوى النص القانوين‬


‫إذا تأملنا يف القوانني التي رشعت يف املجال البيئي‪ ،‬نجدها تتقاطع عند مقتىض الحامية‬
‫الترشيعية للبيئة‪ .‬حيث وبالرجوع إل القانون اإلطار رقم ‪ 99.12‬مبثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية‬
‫املستدامة‪ ،‬نجده قد جاء ببعض التدبري الحامئية للبيئة‪ ،‬والتي تتوزع بني ما هو احرتازي يجب العمل‬
‫وفقه‪ ،‬وبني ما هو مؤسسايت تفعيال للمقتىض الترشيعي‪ .‬ولعل من بني هذه التدابري القانونية ما نصت‬
‫عليه املادة ‪ 6‬من الق انون اإلطار املذكور أعاله؛ حيث تعترب املوارد الطبيعية واألنظمة البيئية والرتاث‬
‫التاريخي والثقايف ملك مشرتك لألمة‪ ،‬يتعني حاميته واستصالحه وتثمينه‪ ،‬بناء عىل تدبري مندمج‬
‫ومستدام من خالل التدابري الترشيعية واملؤسساتية يف املجال البيئي‪.483‬‬

‫‪ 483‬املادة ‪ 6‬من القانون اإلطار رقم ‪.12.99‬‬

‫‪243‬‬
‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫وتهدف هذه التدابري الت رشيعية إل تشجيع طرق االستعامل املستدام للموارد البيئية‪ ،‬وذلك‬
‫لضامن التوازن االيكولوجي‪ ،‬وكذا الطاقات املتجددة الصديقة للبيئة‪ .‬مع اعتامد نظام قانوين حاميئ‬
‫للرتبة من كافة أشكال التدهور والتلوث‪ ،‬ثم صون جاملية الرتاث العمراين والثقايف واالجتامعي للمدن‬
‫واملجاالت الحرضية والقروية‪ ،‬والحفاظ عىل املساحات الخرضاء وحتى الحامية من الكوارث الطبيعية‪.484‬‬

‫ويف حالة وجود خطر كبري ومؤكد وملحوظ عىل صحة اإلنسان أو البيئة بصفة عامة‪ ،‬ميكن لإلدارة‬
‫املختصة بعد إنذار املستغل‪ ،‬وطبقا للقوانني الجاري بها العمل‪ ،‬أن تصدر قرارا بالتوفيق الجزيئ أو الكيل‬
‫ألنشطة املنشأة املصنفة املسؤولة عن الخطر إل حني صدور قرار الحكم عن قايض األمور املستعجلة‪،‬‬
‫إما يف حالة التحقق من خطر وشيك يستدعي إجراءات استعجالية‪ ،‬تأمر اإلدارة بتوقيف نشاط املنشأة‬
‫جزئيا أو كليا دون إنذار املستغل‪.485‬‬

‫كام ميكن لإلدارة أن تفرض عىل مستغل منشأة مصنفة‪ ،486‬أن يضع تجهيزات قياس للتلوث أو‬
‫يوافيها بصفة دورية بالنتائج املحصل عليها‪ ،‬وميكن أن تحدث مجاالت لحامية صحة اإلنسان وحامية‬
‫املواقع الطبيعية واألثرية حول مناطق األنشطة االقتصادية‪.487‬‬

‫كذلك حظي التنوع البيولوجي بحامية بالغة األهمية‪ ،‬حيث نص املرشع عىل إمكانية اتخاذ تدابري‬
‫معقلنة تسمح باملحافظة عىل كل أصناف الوحيش‪ ،‬ثم ضامن التوازن البيئي‪.488‬‬

‫هذا وقد شدد املرشع يف باقي التدابري اإلجرائية واالحرتازية الحامئية‪ ،‬حينام اعترب أن كل نشاط‬
‫من شأنه أن يهدد تلك األصناف الحيوانية والنباتية يخضع لرخصة مسبقة‪ ،‬أي أنها تكون قبل الرشوع‬
‫يف النشاط املعني‪ ،‬والتي تسلمها اإلدارة أخذتا بعني االعتبار باقي النصوص التنظيمية والترشيعية‪.489‬‬

‫‪ 484‬املادة ‪ 7‬من نفس القانون‪.‬‬


‫‪ 485‬املادة ‪ 13‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 486‬تعرف املادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 11.03‬املتعلق بحامية واستصالح البيئة‪ ،‬املنشاة املصنفة بكونها كل منشأة وردة تسميتها يف‬
‫النصوص املنظمة للمحالت املرضة بالصحة واملزعجة والخطرة مستغلة أو مملوكة من طرف أي شخص مادي أو معنوي عمومي أو‬
‫خاص‪ ،‬ميكنها أن تشكل خطر أو إزعاج للجوار أو عىل الصحة واألمن والنظافة العمومية أو عىل الفالحة والصيد البحري واملواقع‬
‫واملآثر أو عىل أي عنرص من عنارص البيئة‪.‬‬
‫‪ 487‬الفقرتني الثانية والثالثة من املادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 11.03‬املتعلق بحامية واستصالح البيئة‪.‬‬
‫‪ 488‬املادة ‪ 20‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 489‬املادة ‪ 21‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫إضافة لذلك؛ نصت املادة ‪ 7‬من القانون رقم ‪ 12.03‬املتعلق بدراسات التأثري عىل البيئة‪ ،‬رضورة‬
‫الرتخيص لكل مرشوع خاضع لدراسة التأثري عىل البيئة عىل قرار املوافقة البيئية‪ ،‬إضافة إل إجراء‬
‫البحث العمومي لتمكني السكان املعنيني من التعرف عىل اآلثار املحتملة للمرشوع وإبداء مالحاتهم‬
‫حوله‪ ،490‬مام يعني إرشاك السكان يف الشأن البيئي الذي يعترب مبدأ أساس من مبادئ القانون البيئي‪.491‬‬
‫كام يتم تفعيل املقتىض الدستوري املتعلق بالحق يف املعلومة‪ ،492‬وذلك لتمكني العموم أثناء فرتة البحث‬
‫العمومي من االطالع عىل املعلومات والخالصات الرئيسية لدراسة التأثري عىل البيئة لكن مع حفظ الرس‬
‫املهني واتخاذ اإلدارة ما يلزم بخصوص كتامنه خاصة فيام يتعلق باملعلومات التي تعترب رسية‪.493‬‬

‫أما يف حالة عدم امتثال املخالف بعد توجيه اإلنذار إليه‪ ،‬وكانت أشغال التجهيز أو البناء يف مرحلة‬
‫اإلنجاز أو تم الرشوع يف استغالل املرشوع‪ ،‬تقوم السلطة الحكومية املكلفة بالبيئة بإحالة نسخة من‬
‫محرض املخالفة إل السيد العامل والسيد رئيس املجلس الجامعي‪ ،‬إلصدار األمر باإليقاف املؤقت‬
‫لألشغال ريثام يصدر الحكم من املحكمة‪.494‬‬

‫وبتنسيق اإلدارة مع الجامعات الرتابية واملؤسسات العمومية واملنظامت غري الحكومية ومختلف‬
‫الهيئات‪ ،‬يتم اتخاذ التدابري الالزمة ملراقبة التلوث الهوايئ وكذا وضع شبكات ملراقبة جودة الهواء ورصد‬
‫مصادر التلوث‪.495‬‬

‫كام أن كل شخص طبيعي أو شخص معنوي خاضع للقانون العام أو للقانون الخاص يكون ملزم‬
‫بالوقاية والتقليص والحد من انبعاث املواد امللوثة يف الجو‪ ،‬تلك التي من شأنها أن ترض باإلنسان‬
‫والحيوان والنبات واملآثر واملواقع‪ .496‬هذا ويلتزم صاحب املنشأة باتخاذ االحتياطات والتدابري الالزمة لعدم‬
‫ترسب أو انبعاث ملوثات الهواء داخل أماكن العمل إال يف الحدود املسموح بها‪.497‬‬

‫‪ 490‬املادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ 12.03‬املتعلق بدراسات التأثر عىل البيئة‪.‬‬


‫‪ 491‬البند الرابع من املادة ‪ 1‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 492‬الفصل ‪ 127‬من الدستور املغريب لسنة ‪.2011‬‬
‫‪ 493‬املادة ‪ 10‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 494‬املادة ‪ 16‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 495‬املادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 13.03‬املتعلق مبكافحة تلوث الهواء‪.‬‬
‫‪ 496‬املادة ‪ 5‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 497‬املادة ‪ 6‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫ويف الحاالت الحرجة؛ تتدخل اإلدارة الوصية عىل القطاع البيئي‪ ،‬وتفعل املخططات االستعجالية‬
‫ملواجهاتها‪ ،‬خاصة إذا تعلق األمر بالتلوث الخطري للبيئة أو بسبب حوادث طارئة أو بسبب كوارث طبيعية‬
‫أو تكنولوجية‪ ،‬مع تفعيل أسلوب املشاركة مع باقي الهيئات املؤسساتية املتدخلة يف الشأن البيئي ومنها‬
‫الجامعات الرتابية‪.498‬‬

‫وكل ما سب ق تناوله من إجراءات قانونية يرسي عىل باقي املكونات البيئية التي جاء بها قانون حامية‬
‫واستصالح البيئة‪ ،‬سواء تعلق األمر باملياه القارية والهواء والرتبة واملوارد البحرية واألرياف واملناطق‬
‫الجبلية واملحميات الطبيعية‪ ،‬التي يتعني عىل اإلدارات الوصية عليها أن تكون يقظة يف التعامل معها‪،‬‬
‫وتفعيل كل ما سنه املرشع من تدابري‪ ،‬غايتها الحامية القصوى والقبلية وكذا البعدية للمجال‪ ،‬ثم دفع‬
‫كل أشكال اإليذاء املحتمل حدوثه‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬عىل مستوى العمل القضايئ‬


‫لقد خص املرشع املغريب املجال البيئي مبجموعة من التدابري القانونية التي ال تكتمل فعاليتها إال‬
‫بتطبيقها عرب الجهاز القضايئ‪ ،‬هذا األخري الذي يحظى بدور هام يف حامية البيئة‪.‬‬

‫ولعل من بني التدابري القضائية الحامئية للبيئة‪ ،‬منح االختصاص لقايض األمور املستعجلة ملنع‬
‫استغالل املنشأة املخالفة للقانون‪ ،‬وذلك إل حني القيام باإلصالحات واألشغال الالزمة‪ .‬كام ميكن لها‬
‫أن تأمر بإنجاز تلك األشغال واإلصالحات مبعية اإلدارة وعىل نفقة املالك أو مستغل املنشأة‪.499‬‬

‫مع وجوب وضع الشخص املسؤول عن إصالح الرضر قيام مالية رهن إشارة املحكمة املكلفة‬
‫بالقضية‪ ،‬هذه القيم من الرضوري أن تعادل قيمة تحديد مسؤوليته نتيجة تقصريه الذي خلف أثارا سلبية‬
‫يف حق البيئة‪ .‬هذا وقد ذهب املرشع إل حد تحديد أنواع القيم املالية التي قد تكون إما عىل شكل‬
‫مبلغ مايل نقدي أو عىل شكل ضامنة بنكية أو أي ضامنة أخرى مقبولة حسب القوانني الجاري بها‬
‫العمل‪.500‬‬

‫ويف حالة استصالح الرضر الذي تسبب فيه الشخص املسؤول‪ ،‬ميكن االحتفاظ بحق النظر يف‬
‫تطبيق العقوبة الجنائية‪ ،501‬مام يدل عىل أهمية البيئة يف مجال القانون العام خاصة النص الدستوري‪،‬‬

‫‪ 498‬املادة ‪ 51‬القانون رقم ‪ 11.03‬املتعلق بحامية واستصالح البيئة‪.‬‬


‫‪ 499‬أخر ما ذيلت به املادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 11.03‬املتعلق بحامية واستصالح البيئة‪.‬‬
‫‪ 500‬املادة ‪ 66‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 501‬املادة ‪ 69‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪246‬‬
‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫حيث يتعني عىل الجميع احرتام املقتضيات الترشيعات املتعلقة بالبيئة كون أن طبيعة هذا القانون عامة‬
‫ومزدوجة‪.‬‬

‫هذا وقد نص املرشع عىل إمكانية تحويل املخالفة املرتكبة واملعاقبة عليها مبوجب القانون‪ ،‬حيث‬
‫ال ميكن إجراء التحويل إال بعد النطق بالحكم القضايئ النهايئ‪ ،‬مع موازاة قيمتها لقيمة الغرامة التي‬
‫نص عليها القانون‪ .502‬ويف حالة تنفيذ التحويل يتم االحتفاظ بحق النظر يف التعويضات املدنية املحتملة‬
‫تجاه ضحايا االضطرار املرتكبة‪.503‬‬

‫ولربط ببني اإلجراءات اإلدارية التي تتوالها املصالح والهيئات املؤسساتية املختصة يف املجال‬
‫البيئي خاصة الضبطية والزجرية منها‪ ،‬فإن املحارض املحررة من قبلهم تحال يف وقت قصري عىل‬
‫املحكمة املختصة وعىل عام ل العاملة أو اإلقليم املعني‪ ،‬ما مل توجد أجال أخرى يف النصوص القانونية‬
‫والتنظيمية الجاري بها العمل‪ ،‬التي تنص عىل رفع دعوى إلنذار مرتكب املخالفة وإلزامه باإلستصالحات‬
‫الرضورية‪ .‬واألمر بإيقاف أشغال البناء أو التجهيز السالف ذكره أعاله‪ ،‬ال يسقط حق تقديم شكاية أمام‬
‫القضاء من قبل أي شخص طبيعي أو معنوي له الصفة واملصلحة يف التقايض‪ .504‬ويف حال تقديم‬
‫الشكاية بسبب توفر قرار املوافقة البيئية‪ ،‬تأمر املحكمة وبصفة استعجالية بإبطال الرخصة‪.505‬‬

‫حيث يالحظ من خالل هذه اإلجراءات‪ ،‬أن املرشع أحال االختصاص يف الدعوى عىل قايض‬
‫األمور املستعجلة‪ ،‬وذلك ملا للموضوع من أهمية قصوى‪ ،‬تقتيض حامية بالغة لتوقيف األثر السلبي‬
‫للرتخيص أو القرار الذي ينظر إليه أنه سيرض بالبيئة‪ .‬وبخصوص املحارض التي تحرر يف مجال مكافحة‬
‫تلوث الهواء‪ ،‬والتي تبني فيها بوجه خاص ظروف ونوع املخالفة واإليضاحات املدل بها من لدن مرتكب‬
‫املخالفة‪ ،‬حيث تعتمد هذه املحارض إل حني إثبات ما يخالفها‪ .‬وتبلغ بعد معاينتها من سلطة مراقبة‬
‫الحدود إل املعني باألمر الذي له أجل أقصاه ستة أشهر يشار إليها يف التبليغ‪.506‬‬

‫‪ 502‬املادة ‪ 73‬من القانون رقم ‪ 11.03‬املتعلق بحامية واستصالح البيئة‪.‬‬


‫‪ 503‬املادة ‪ 74‬من نفس القانون‬
‫‪ 504‬املادة ‪ 17‬من نفس القانون‬
‫‪ 505‬املادة ‪ 18‬من القانون دراسات التأثري علال البيئة‪.‬‬
‫‪ 506‬املرسوم ‪ 2.09.631‬الصادر يف ‪ 23‬من رجب ‪ 1431‬املوافق ‪ 6‬يوليوز ‪ ،2010‬تحدد مبوجبه الحدود القصوى لفظ املواد امللوثة يف‬
‫الهواء وإطالقها ورميها واملتأتية من مصادر تلوث ثابتة وكيفيات مراقبة هذه االنبعاث‪ ،‬الصادر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5858‬يف ‪9‬‬
‫شعبان ‪ 1431‬املوافق ‪ 22‬يوليوز ‪.2010‬‬

‫‪247‬‬
‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬رهان التنمية يف املجال البيئي وتحدياته‬


‫يشكل رهان التنمية هدفا أساسيا سعت إل تحقيقه كل القوانني املؤطرة للبيئة‪ ،‬وذلك يدل عىل‬
‫األهمية الكربى ضمن النسق الترشيعي والقضايئ نظرا ملكانتها الكربى يف حياة اإلنسان وباقي‬
‫الكائنات الحية‪ .‬لذلك نجد أن املرشع قد سن مجموعة من السبل القانونية التي قصد من خاللها تحقيق‬
‫التنمية يف املجال البيئي (الفقرة األول)‪ ،‬لكن هذا ال مينع من وجود تحديات تعرقل وتحول دون ذلك‬
‫والتي تتخذ أوجها متعددة (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األول‪ :‬سبل تحقيق التنمية يف املجال البيئي‬


‫إن مصطلح التنمية بات حارضا يف كل القوانني املنظمة للبيئة‪ ،‬حيث نجذ القانون اإلطار رقم ‪12.99‬‬
‫قد اعترب التنمية املستدامة هدفا يسعى إل تحقيقه‪ ،‬مع الحرص عىل إدراجها ضمن السياسات العمومية‬
‫القطاعية‪ ،‬واعتامد إسرتاتيجية وطنية لها‪ ،‬ثم املالمئة بينه وبني االتفاقيات واملعايري الدولية الهادفة إل‬
‫حامية البيئة والتنمية املستدامة‪.507‬‬

‫حيث جعل من التنم ية هدفا وغاية كربى سيتم العمل عليه من خالل ضامن املالمئة بني اإلطار‬
‫القانوين الوطني الخاص باملجال البيئي‪ ،‬مع كل من االتفاقيات واملعايري الدولية الساعية إل حامية‬
‫البيئة‪ ،‬ليكون بذلك السبيل القانوين هو أول أداة ميكن من خاللها وضع قاعدة قانونية شاملة وهادفة‬
‫لدفع بالشأن البيئي وتنميته‪.‬‬

‫كام يبدو بأن املرشع كان له نفس النهج يف ما يخص ما سنه من قواعد قانونية مؤطرة لشأن‬
‫البيئي‪ ،‬حيث أدرج كذلك التنمية ضمن املبادئ الكربى التي يرتكز عليها القانون املتعلق حامية‬
‫واستصالح البيئة رقم ‪ ،11.03‬وإقرار التوازن بني ما تتطلبه التنمية من جهود وبني متطلبات حامية البيئة‪،‬‬
‫مع األخذ بعني االعتبار بهذا املبدأ أثناء إعداد املخططات القطاعية للتنمية وإدماجها فيها‪ ،508‬معتربا بذلك‬
‫التنمية املستدامة مسلسال يحقق متطلبات األجيال الحارضة مع مراعاة األجيال القادمة‪.‬‬

‫‪ 507‬املادة األول من القانون اإلطار ‪.12.99‬‬


‫‪ 508‬املادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 11.03‬املتعلق بحامية واستصالح البيئة‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫كام أن انبعاث الغازات يف املجال الجوي من طرف املصانع الصناعية خاصة الكيميائية‪ ،‬يجب أن‬
‫يكون محرتما للحدود القصوى‪ ،‬تجنبا لألرضار التي قد تنجم عنه وستأثر سلبا عىل الهواء‪ ،‬حيث تتم‬
‫مراعاة املعطيات العلمية املستجدة وكذا متطلبات التنمية االقتصادية واالجتامعية الوطنية املستدامة‪.509‬‬

‫حيث يالحظ أن املرشع أرشك فلسفة التنمية املستدامة ضمن السبل القانونية التي مبوجبات تتحقق‬
‫التنمية البيئية‪ ،‬وذلك من خالل ترشيد استغالل املواد الطبيعية بشكل معقلن يراعي الدميومة‬
‫واالستدامة حفاظا عليها لألجيال القادمة‪ ،‬ومحاربة استنزاف املوارد الطبيعية التي تعترب رضورية ألي‬
‫نشاط زراعي أو صناعي‪ ،‬ستكون له أثار ضارة عىل التنمية واالقتصاد بشكل عام‪ ،‬لهذا فإن أول بند يف‬
‫مفهوم التنمية املس تدامة هو محاولة املوازنة بني النظام االقتصادي والنظام البيئي‪ ،‬بدون استنزاف املوارد‬
‫الطبيعية مع مراعاة األمن البيئي‪.510‬‬

‫مام يفرض االلتزام بالقواعد البيئية‪ ،‬بحيث يكون لكل نظام بيئي حدود معينة ال ميكن تجاوزها‬
‫أثناء االستهالك‪ ،‬ويف حالة تجاوزها فإنه سيؤدي حتام إل تدهوره‪ ،‬وعىل هذا األساس يجب وضع‬
‫حدودا مؤطرة الستهالك وللنمو السكاين دفعا للتلوث‪.511‬‬

‫ونظرا العتبار البيئة ذات أهمية كربى يف حياة كل األفراد وكل املواطنني‪ ،‬فمن الواجب عىل‬
‫الجميع التحيل بروح املواطنة اتجاهها‪ ،‬وذلك من أجل تحسني األوضاع البيئية وضامن التنافسية يف‬
‫أفق االستدامة‪ ،‬إل جانب املحافظة عىل املوارد الطبيعية وتحسني إطار عيش كافة الناس‪ ،‬حيث تعترب‬
‫هذه الواجبات رضورية لضامن الحفاظ عليها مع القيام بترصفات بيئية مسؤولة‪.512‬‬

‫هذا وتظل املقاربة التشاركية تحظى هي األخرى مبكانة متميزة يف الشأن البيئي‪ ،‬عىل اعتبار أنها‬
‫متنح الفرصة للمجتمع املدين وللسكان من أجل املساهمة يف الرقي باملجال البيئي‪ ،‬وذلك عرب تعزيز‬
‫آليات التنسيق والتشاور بينهم‪ ،‬من أجل املساهمة يف إعداد وتقييم السياسات العمومية‪.‬‬

‫‪ 509‬البند الثامن من املادة األول من القانون املتعلق مبكافحة تلوث الهواء‬


‫‪ 510‬عبد الغني حسونة‪ ،‬الحامية القانونية للبيئة يف إن طار التنمية املستدامة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه علوم يف‬
‫الحقوق‪ ،‬تخصص قانون أعامل‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة محمد خيرض بسكرة‪ ،‬املوسم الجامعي‬
‫‪ ،2012-2013‬ص ‪.42‬‬
‫‪ 511‬مراد نارص‪ ،‬التنمية املستدامة وتحدياتها يف الجزائر‪ ،‬مجلة بحوث اقتصادية عربية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬سنة‬
‫‪ ،2009‬العدد ‪ ،46‬ص ‪( 108‬بترصف)‪.‬‬
‫‪ 512‬ملخص اإلسرتاتيجية الوطنية للتنمية املستدامة ‪ ،2030‬أكتوبر ‪ ،2017‬ص ‪.47‬‬

‫‪249‬‬
‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫وكذا تفعيل املقتضيات القانونية الخاص بالقانون رقم ‪ 31.13‬املتعلق بالحصول عىل املعلومة‪،513‬‬
‫هذه األخرية التي تضل حقا أساسيا كرسه الدستور‪ 514‬لكافة املواطنني واملواطنات‪ ،‬بغيت معرفة ما يتعلق‬
‫بالبيئة‪ ،‬والتي يتعني عىل اإلدارة أن تزود بها كل من طلبها منها‪.515‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تحديات تحقيق التنمية يف املجال البيئي‬


‫لقد أول املرشع للبيئة ا هتامما ترشيعيا كبريا يتمثل يف تعدد القوانني التي تؤطرها وتنظمها ثم‬
‫تسعى إل توفري الحامية لها‪ ،‬لكن وأمام هذا التعدد الترشيعي تظهر نتائج سلبية تتجىل يف تشتت‬
‫القوانني الهادفة إل النهوض بالشأن البيئي‪.‬‬

‫األمر الذي فتح املجال ملجموعة من الهيئات واملؤسسات التي تتدخل من خالل ما منح لها من‬
‫اختصاصات‪ ،‬إال أن ذلك ال يرقى إل املستوى املطلوب‪ ،‬بغض النظر عن االيجابية التي يحققها‪ ،‬والعلة‬
‫يف ذلك‪ ،‬تعدد األراء التي تنصب عىل مشكل بيئي ما‪ ،‬مام يزيد من شساعته ويعطل إيجاد الحل‬
‫الفوري بشأنه‪ ،‬خاصة ونحن أمام مجال حيوي يتطلب الحزم واليقظة يف التعامل معه عوض الرتاخي‬
‫فيه‪ ،‬مام يجعل مهمة الوصول إل الحل األنجع أمر صعب‪.‬‬

‫هذا وتتعدد مظاهر تردي الوضع البيئي التي مست كل من املاء والهواء والرتاب والتنوع البيولوجي‪،‬‬
‫وذلك بسبب تدخالت اإلنسان الالمعقولة الذي تستنزف الرثوات الطبيعية دون مراعاة منه لخاصية‬
‫االستدامة يف تلك املوارد‪ ،‬رغم وجود مقتضيات قانونية ضبطية وجزائية يف حق املخالفني الذين تم‬
‫ضبطهم‪ ،‬وما عادا ذلك فإن الرضر اتجاه البيئية يكون كبريا جراء هذه السلوكيات السلبية‪.‬‬

‫كذلك البيئة الحرضية مل تسلم من عوامل التدهور‪ ،‬بل تشهد بدورها تحديات كبرية لعل أبرزها‬
‫االمتداد العمراين وغزو االسمنت‪ ،‬وما يرتتب عن طغيان العامرات وتزايد عدد السكان من تشويه جاملية‬
‫األبنية‪ ،‬وتغري لونها األصيل خاصة يف املدن الساحلية‪ ،‬ناهيك عن تزايد البناء العشوايئ بشكل يدعو‬
‫للقلق‪ ،‬وسيادة الضجيج الذي أضحى يهدد راحة السكان‪ .516‬هذا ويطال الرتدي حتى املنتجات النباتية‬

‫‪ 513‬القانون رقم ‪ 13.31‬املتعلق بالحق يف الحصول عىل املعلومات‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم ‪ 1.18.15‬الصادر بتاريخ‬
‫جامدى األخرية ‪ 1439‬املوافق ‪ 22‬فرباير ‪ ،2018‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،6655‬بتاريخ ‪ 23‬جامدى األخرية ‪ ،1439‬املوافق ‪ 12‬ماري‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ 514‬الفصل ‪ 27‬من دستور املغرب لسنة ‪.2011‬‬
‫‪ 515‬ميثاق مثالية اإلدارة‪ ،‬سنة ‪ ،2019‬ص ‪.4‬‬
‫‪ 516‬جودية خليل‪ ،‬التحديات البيئية ووسائل مواجهتها‪ ،‬ص ‪.223‬‬

‫‪250‬‬
‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫التي يتم تناولها بشكل يومي‪ ،‬والتي تكون محفوفة بالعديد من املخاطر نظرا الحتوائها عىل بعض املواد‬
‫الكيامئية الضارة‪ ،‬التي تنقل إل اإلنسان وترض بصحته‪.517‬‬

‫لكن القانون الخاص مبكافحة تلوث الهواء كان رصيحا حينام نص عىل التدابري الحامئية التي‬
‫تحد من انبعاث امللوثات يف الجو‪ ،‬والتي ميكنها أن تلحق أرضار بصحة اإلنسان والرتبة وغريها‪ ،518‬تم‬
‫دعا إل التنسيق بني اإلدارة والجامعات الرتابية وباقي املؤسسات املعنية بالشأن البيئي‪ ،‬قصد اتخاذ‬
‫كافة التدابري الالزمة ملراقبة تلوث الهواء‪ .519‬إال انه ورغم ذلك يتأثر الوسط البيئي باملواد امللوثة التي‬
‫تكون سببا يف العديد من األمراض ويف العديد من الظواهر البيئية مثل االحتباس الحراري‪ ،‬إضافة إل‬
‫تشتت اإلحصائيات يف هذا الشق ‪ ،‬وغياب املعطيات الجهوية التي يتم الوصول إليها عىل مستوى‬
‫مكاتب الدراسات التي تجريها الهيئات املنتخبة املعنية يف الجامعات الرتابية‪ ،‬خاصة وان املجال يعاين‬
‫من قلة األطر املتخصصة التي ستتول مهمة إجراء اإلحصاءات مام ينعكس سلبا عىل نتائجها‬
‫وتوفرها‪.520‬‬

‫وللحد من هذه التأثريات السلبية التي تجعل البيئية تتدهور يوما بعض يوم‪ ،‬وجب أن يتم التشدد‬
‫يف تن زيل املقتضيات القانونية لردع أشخاص القانون العام والخاص التي مل تحرتم الوسط‪ ،‬مع تكثيف‬
‫الحمالت اإلشهارية الهادفة إل التوعية بأهمية البيئة يف حياة اإلنسان وكل الكائنات الحية‪.‬‬

‫ثم الزيادة يف إرشاك السكان والجمعيات واملجتمع املدين‪ ،‬حتى يتم بالفعل التصدي لكل أشكال‬
‫االعتداء عىل الوسط البيئي‪ ،‬وكذا عىل الرثوات الطبيعية التي يتم استنزافها‪ ،‬وذلك للحفاظ عليها بشكل‬
‫يضمن االستدامة واالستمرارية خاصة املواد الحيوية مثال املاء والهواء‪.‬‬

‫خامتة‬
‫من خالل ما سبق؛ نخلص بالقول إل أن موضوع البيئة يف الترشيع املغريب بني آليات الحامية‬
‫ورهان التنمية‪ ،‬يعترب من أهم املواضيع التي يجب البحث فيها بغيت مقاربتها بشكل دقيق‪ ،‬وكذا الوقوف‬
‫عىل تجليات الحامية القانونية والقضائية يف ذلك‪ .‬حيث وكام سلف الذكر فقد خصص لها املرشع‬

‫‪ 517‬جودية خليل‪ ،‬مرجع سابق‪.224 ،‬‬


‫‪ 518‬املادة الثانية من القانون الخاص مبكافحة تلوث الهواء‪.‬‬
‫‪ 519‬املادة الثالثة من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 520‬إحصاءات البيئة والطاقة دورة تدريبية‪ ،‬األردن ‪ 12-08‬يوليوز‪-‬شتنرب ‪ ،2013‬وضعية البيئة باملغرب‪ ،‬مديرية اإلحصاء باملندوبية‬
‫السامية للتخطيط باململكة املغربية‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪251‬‬
‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫مجموعة من القوانني التي أسست لها ووضع معظم األحكام املنظمة لها وكذا اآلليات الحامئية ثم سبل‬
‫تنميتها‪.‬‬

‫ولقد توزعت تلك اآلليات بني ما هو ضبطي وزجري وذلك بحسب نوع الفعل املرتكب حتى يتم ردع‬
‫املخالفني يك ال يعيدوا تكرار األفعال الضار اتجاه البيئية‪ ،‬كام زىك ذلك بهيئات ومؤسسات لها‬
‫اختصاص تنزيل ما جاء به القانون‪.‬‬

‫هذا ويشكل بعد التنمية يف هذه القوانني رهانا البد من الوصول إليه‪ ،‬ضامنا الستدامة املوارد‬
‫الطبيعية واملحافظة عليها‪ ،‬ثم عقلنت استغاللها حتى تجد األجيال القادمة نصيبها منها‪ .‬لكن مثة‬
‫مجموعة من املعيقات التي تحول دون تحقيق التنمية البيئية‪ ،‬حيث تتخذ أوجها متعددة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫• العامل البرشي ‪ :‬الذي عرب سلوكه غري القويم‪ ،‬يؤدي إل إلحاق الرضر بالبيئة بشكل مبارش‪،‬‬
‫خاصة يف ما يتعلق باستنزاف الرثوات‪ ،‬وكذا تلوثها مام يؤدي يف حاالت متعددة إل تعطيل‬
‫رهان التنمية‪.‬‬

‫• العامل املؤسسايت‪ :‬حيث ال تؤدي املؤسسات املعنية األدوار املنوطة بها كام يجب‪ ،‬مام يتعني‬
‫معه عىل املرشع أن يعيد النظر يف األجهزة التي أوكل إليها تنزيل املقتضيات القانونية الخادمة‬
‫لشأن البيئي‪ ،‬حتى يتم ضبط االختصاص عرب تفعيل أسلوب التنسيق بينها‪ ،‬حتى تيم توحيد‬
‫األراء يك يعود ذلك باإليجاب عىل الوسط البيئي ‪.‬‬

‫• العامل املايل‪ :‬الذي يجعل العديد من األوراش التنموية معطلة‪ ،‬بسبب قلة املوارد املالية‬
‫املخصصة للمجال البيئي ضمن السياسيات العمومية‪ ،‬وكذا ضمن القطاعات الحكومية‪.‬‬

‫وعليه ميكن الخروج مبجموعة من االستنتاجات مثل األيت‪:‬‬

‫‪ -‬رضورة إنشاء هيأت وطنية وجهوية بهدف العمل عىل مراقبة جودة اإلحصائيات البيئية وتوحيد‬
‫املعايري املستعملة إلنتاجها؛‬

‫‪ -‬تفعيل اإلدارة الرقمية عىل مستوى الوطني والجهوية حتى يتمكن األشخاص املعنيني من‬
‫االطالع عىل الوضعيات البيئية وكذا سهولة الحصول من خاللها عىل املعلومة؛‬
‫‪ -‬تكريس منوذجية اإلدارة يف مجال التنمية املستدامة؛‬
‫‪ -‬تكريس املقاربة التشاركية للسكان يف الشأن البيئي وتحسني جودة األداء؛‬

‫‪252‬‬
‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫‪ -‬اعتامد املقاربة املجالية والتخطيط االسرتاتيجي املبني عىل مبدأ االندماج والرشاكة التصاعدية‬
‫والتعاقد وتبني أسس التنمية املستدامة؛‬
‫‪ -‬تخصيص جزء من امليزانية العامة وامليزانيات الجهوية الخاصة بالجامعات الرتابية للبيئية وللبعد‬
‫التنموي فيها؛‬

‫‪253‬‬
‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫الئحة املراجع‪:‬‬
‫الدساتري‪:‬‬ ‫▪‬
‫✓ الدستور املغريب لسنة ‪ ،2011‬الدستور املغريب الصادر سنة ‪ ،2011‬الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم ‪ 1.11.91‬يف‬
‫‪ 27‬شعبان ‪ 1432‬املوافق ‪ 29‬يوليوز ‪ ،2011‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5964‬مكرر يف ‪ 28‬شعبان ‪ 1432‬املوافق ‪ 30‬يوليوز‬
‫‪.2011‬‬
‫▪ األطروحات والرسائل الجامعية‪:‬‬
‫✓ عبد الغني حسونة‪ ،‬الحامية القانونية للبيئة يف إن طار التنمية املستدامة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه علوم‬
‫يف الحقوق‪ ،‬تخصص قانون أعامل‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة محمد خيرض بسكرة‪،‬‬
‫املوسم الجامعي ‪.2013-2012‬‬
‫▪ املجالت واملقاالت القانونية‪:‬‬
‫✓ مراد نارص‪ ،‬التنمية املستدامة وتحدياتها يف الجزائر‪ ،‬مجلة بحوث اقتصادية عربية مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪،‬سنة ‪ ،2009‬العدد ‪.46‬‬
‫✓ جودية خليل‪ ،‬مقال قانوين بعنوان التحديات البيئية ووسائل مواجهتها‪.‬‬
‫▪ املناشري‬
‫✓ ملخص اإلسرتاتيجية الوطنية للتنمية املستدامة ‪ ،2030‬أكتوبر ‪.2017‬‬
‫✓ ميثاق مثالية اإلدارة‪ ،‬سنة ‪.2019‬‬
‫✓ إحصاءات البيئة والطاقة دورة تدريبية‪ ،‬األردن ‪ 12-08‬يوليوز‪-‬شتنرب ‪ 2013‬وضعية البيئة باملغرب‪ ،‬مديرية اإلحصاء‬
‫باملندوبية السامية للتخطيط باململكة املغربية‪.‬‬
‫▪ القوانني‬
‫✓ القانون رقم ‪ 12.03‬املتعلق بدراسات التأثري عىل البيئة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم ‪ 1-03-60‬الصادر يف‬
‫‪ 10‬ربيع األول ‪ 1424‬املوافق ‪ 12‬ماي ‪ 2003‬يف الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5118‬بتاريخ ‪ 18‬ربيع األخر ‪ 1424‬املوافق‬
‫‪ 19‬يونيو ‪.2003‬‬
‫✓ القانون رقم ‪ 11,03‬املتعلق بحامية واستصالح البيئة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم ‪ 1-03-59‬الصادر يف ‪10‬‬
‫ربيع األول ‪ 1424‬املوافق ‪ 12‬ماي ‪ ،2003‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5118‬بتاريخ ‪ 18‬ربيع األخر ‪ 1424‬املوافق ‪ 19‬يونيو‬
‫‪.2003‬‬
‫✓ القانون اإلطار رقم ‪ 12.99‬مبثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية املستدامة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم ‪-09‬‬
‫‪ 14-1‬الصادر يف ‪ 4‬جامدى األول ‪ 1435‬املوافق ‪ 6‬مارس ‪ ،2014‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6240‬بتاريخ ‪ 18‬جامدى‬
‫األول ‪ 1435‬املوافق ‪ 20‬مارس ‪.2014‬‬
‫✓ القانون رقم ‪ 13.03‬املتعلق مبكافحة تلوث الهواء الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم ‪ 1-03-61‬الصادر يف ‪ 10‬ربيع‬
‫األول ‪ 1424‬املوافق ‪ 12‬ماي ‪ 2003‬يف الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5118‬بتاريخ ‪ 18‬ربيع األخر ‪ 1424‬املوافق ‪ 19‬يونيو‬
‫‪2003‬‬

‫‪254‬‬
‫العدد ‪ 5‬يناـيــــــــر ‪2021‬‬

‫✓ القانون رقم ‪ 22.10‬املتعلق باملسطرة الجنائية كام تم تعديله الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم ‪ 1.02.255‬بتاريخ‬
‫‪ 25‬رجب ‪ 1423‬املوافق ‪ 3‬أكتوبر ‪ 2002‬يف الجريدة الرسمية عدد ‪ 5078‬بتاريخ ‪ 27‬ذي القعدة ‪ 1423‬املوافق ‪ 30‬يناير‬
‫‪.2003‬‬

‫▪ املراسيم‬
‫املرسوم رقم ‪ 1.14.782‬الصادر يف ‪ 30‬رجب ‪ 1436‬املوافق ‪ 19‬ماي ‪ 2015‬املتعلق بتنظيم وبكيفيات سري‬
‫الرشطة البيئية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6366‬بتاريخ ‪ 16‬شعبان ‪ 1436‬املوافق ‪ 4‬يونيو ‪.2015‬‬
‫املرسوم ‪ 2.09.631‬الصادر يف ‪ 23‬من رجب ‪ 1431‬املوافق ‪ 6‬يوليوز ‪ ،2010‬تحدد مبوجبه الحدود القصوى‬
‫لفظ املواد امللوثة يف الهواء وإطالقها ورميها واملتأتية من مصادر تلوث ثابتة وكيفيات مراقبة هذه االنبعاث‪ ،‬الصادر‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5858‬يف ‪ 9‬شعبان ‪ 1431‬املوافق ‪ 22‬يوليوز ‪.2010‬‬

‫‪255‬‬

You might also like