You are on page 1of 39

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ /‬قسم الحقوق‬

‫قسم الحقوق‬
‫السنة ‪ :‬الثانية ماستر ‪ /‬تخصص ‪ :‬قانون البيئة و التنمية المستدامة‬

‫المادة ‪ :‬الضبط اإلداري البيئي‬

‫السنة الجامعية ‪2022/2023:‬‬

‫‪....................................................................................‬‬
‫تقوم الدولة من خالل السلطات العامة فيها بأعمال ومهام تحقيقا ألغراض الوظيفة‬
‫اإلداري ة فيه ا‪ ،‬ويتجلى ذل ك في ص ورتين هم ا‪ :‬الض) ))بط اإلداري أو الب وليس اإلداري‬
‫والمرفق العام‪.‬‬
‫وتس تهدف الدول ة من خالل الوظيف ة األولى أو الص ورة األولى المحافظ ة على النظ ام‬
‫العمومي‪.‬‬
‫وباعتبار الضبط اإلداري كإحدى نشاطات السلطات اإلدارية في الدولة فإنه يعد أهم‬
‫هذه النشاطات (ناصر ل ‪ ،)145‬ويتمثل هذا النشاط في مجموعة التدخالت اإلدارية التي‬
‫تجسد في شكل التنظيمات ‪ La réglementation‬والتي تهدف من جهة إلى وضع قيود‬
‫وحدود ومن جهة أخرى تهدف هذه التنظيمات إلى حماية النظام العام في الدولة‪.‬‬
‫ع رف الفقي ه " أن ))دري لوب ))ادر " الض بط اإلداري بقول ه‪" :‬ش ))كل من أش ))كال ت ))دخل‬
‫السلطات اإلدارية يتضمن فرض ح))دود على حري))ات األف))راد لغ))رض ض))مان حماي))ة النظ))ام‬
‫العام "(ن م ل ‪.")146‬‬
‫والضبط اإلداري يستهدف من إحداثه تحقيق جمل ة من األغراض و األه داف تنط وي‬
‫تتمث ل في الحف اظ على النظ ام العم ومي و لص حة العمومي ة والس كينة العمومي ة في ح دود‬
‫س لطتها اإلقليمية‪ ،‬إض افة إلى األغ راض الحديثة كالحف اظ على الرون ق والجم ال العمراني‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫ويتميز الضبط اإلداري بجملة من الخصائص تمكن ه من تحقي ق الغاي ة من اس تحداثه‪،‬‬
‫وتتلخص هذه الخصائص في ‪:‬‬
‫* الصفة الوقائية‪ :‬أي أن ق رارات الس لطات اإلداري ة في الدول ة تتخ ذ به دف من ع وق وع‬
‫االض طرابات والفوض ى من خالل اإلج راءات المس بقة والض رورية ‪ ،‬أي قب ل اإلخالل‬
‫بالنظام العمومي كالتنبيه للمواطنين لمنع المظاهرات تحت طائلة اإلدانة‪.‬‬
‫* ص))فة التعب))ير عن الس))يادة‪ :‬من خالل مجموع ة االمتي ازات االس تثنائية ال تي تمارس ها‬
‫سلطات الضبط اإلداري للحفاظ على النظام العام في الدولة والتي تحد وتقيد من الحريات‬
‫والحقوق الفردية‪.‬‬
‫‪ -‬الصفة االنفرادية‪ :‬حيث أن جميع قرارات س لطات ض إ تتميز بالط ابع االنف رادي‪ ،‬من‬
‫خالل األوام ر ال تي تص در منه ا في ش كل ق ))رارات إداري ))ة (فردي ة‪ ،‬تنظيمي ة)‪ ،‬وموق ف‬
‫المواطن منها هو االمتثال لتلك اإلجراءات طبقا للقانون وتحت رقابة القضاء‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬أهداف الضبط اإلداري ‪:‬‬
‫باعتبار الضبط اإلداري ينطوي على مجموعة القواعد و اإلجراءات التي تفرضها‬
‫السلطة العامة في الدولة على األفراد ‪ ،‬و ذلك من خالل تقييد حرياتهم بقصد حماية النظام‬
‫العام في المجتمع و المحافظة عليه ‪.‬‬
‫إن هذا التعريف يركز على اآلليات و الوسائل و اإلجراءات التي تلجأ إليها السلطة‬
‫التنفيذية قصد حماية النظام العام ‪ ،‬الن الحقوق و الحريات الفردية ليست مطلقة‪.‬‬
‫و أم ام نس بية مفه وم النظ ام الع ام فق د تم تحدي ده من خالل عناص ره والمتمثل ة في‬
‫األمن العام والصحة العامة والسكينة العامة‪.‬‬
‫* األمن الع ))ام‪ :‬معن اه المحافظ ة على س المة الم واطن واطمئنان ه على نفس ه ومال ه من‬
‫المخ اطر ال تي يمكن أن تق ع علي ه في الط رق أو األم اكن العمومي ة أو ح تى من الك وارث‬
‫الطبيعية ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫* السكينة (الراحة) العمومية‪ :‬المحافظة على حالة الهدوء والسكون في الطرق واألماكن‬
‫العمومية في أوقات النهار أوالليل من خالل اإلجراءات الالزمة‪.‬‬
‫* الص))حة العمومي))ة‪ :‬هي المظه ر الث الث من مظ اهر النظ ام العم ومي‪ ،‬وال تي تتمث ل في‬
‫النظافة أو في صيانة الصحة العمومية بالمعنى الواسع للعبارة‪.‬‬
‫يض اف إلى ذلك هناك عناص ر و غايات أخرى يسعى الض بط اإلداري إلى تحقيقها‬
‫وهي األغ)))راض الحديث)))ة للض بط اإلداري كالض بط القتص ادي ‪ ،‬و الض بط اإلداري في‬
‫مجال العمران و الضبط اإلداري الذي يستهدف الحفاظ على الرونق و الجمال و الرواء ‪،‬‬
‫و الضبط اإلداري البيئي وغيرها‪...‬‬
‫ثالثا ‪:‬مفهوم الضبط اإلداري البيئي‬
‫سؤال وجيه في هذا لخصوص و مفاده ‪ :‬لماذا استنجد المشرع بفكرة النظام العام لحماية‬
‫البيئة؟‬
‫كما سلف البيان لم تضع التشريعات تعريفا لفكرة النظام العام وذلك بسبب استحالة‬
‫وصعوبة تحقيق تعريف موحد له وإ نما تمت اإلشارة إليه كهدف للضبط اإلداري من غير‬
‫التطرق لمضمونه أو محتواه‪ ،‬وتم ترك األمر في هذا الشأن إلسهامات الفقه‪.‬‬
‫ومفه وم النظ ام الع ام في الق انون اإلداري نج ده ق د تط ور بتط ور الوظيف ة اإلداري ة للدول ة‪،‬‬
‫بحيث أنه انتقل من أهداف الدولة الحارسة بعناصره الثالث (أمن عام‪ ،‬صحة عامة‪ ،‬سكينة‬
‫عام ة) إلى وظ ائف الدول ة الحديث ة‪ ،‬بحيث اتس ع هن ا مفه وم النظ ام الع ام من خالل ظه ور‬
‫عناص ر جدي دة ب رزت نتيج ة الوض ع الجدي د ال ذي أص بحت في ه الدول ة الحديث ة طرف ا في‬
‫المعادلة االقتصادية واالجتماعية والثقافية ‪ ،‬مما حتم معه توسع هام لوظائف اإلدارة العامة‪،‬‬
‫وبذلك اتسعت مجاالت الضبط اإلداري بتطور المجتمع والدولة‪ ،‬لتشمل كذلك قواعد النظام‬
‫الع ام األدبي أو المعن وي المتخص ص في حماي ة اآلداب الع ام في الط رق والس احات‬
‫والمرافق العمومية‪ ،‬ومنها كذلك قواعد النظام العام العمراني والجمالي والبيئي المتخصص‬
‫في حماية البيئة وجمال العمران والحفاظ على استمراريته‪ ،‬وفي هذا اإلطار صارت فكرة‬
‫النظ ام الع ام البي ئي ترك ز على حماي ة ك ل عناص ر البيئ ة الطبيعي ة والحيوي ة طبق ا ألح دث‬
‫تعاريف الفقه للبيئة‪ ،‬حيث يعرفها على أنها المحيط الم)ادي ال)ذي يعيش في)ه اإلنس)ان بم)ا‬
‫يشمل من ماء وهواء وفض))اء وترب))ة وكائن))ات حي))ة‪ ،‬فهي إذن المج))ال أو الوس))ط المك))اني‬
‫ال))ذي يعيش في ))ه اإلنس ))ان‪ ،‬وفي ه ذا الش أن أوج ز إعالن م ؤتمر البيئ ة البش رية المنعق د‬
‫بستوكهولم سنة ‪ 1972‬مفهوم البيئة على أنها‪" :‬كل شيء يحيط باإلنسان"‪.‬‬
‫وعن التعري ف الق انوني للبيئ ة‪ ،‬فقد ب دأت الحكوم ات في كث ير من ال دول وعلى وجه‬
‫الخص وص ال دول المص نعة بإص دار التش ريعات في ه ذا الش أن للح د من ت دهور البيئ ة‪،‬‬
‫واعت برت مس ألة حماي ة البيئ ة واجب ا من واجب ات ال دول‪ ،‬وجعلته ا كث ير من اإلعالن ات‬
‫الدولية حقا من حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫و أمام هذا االهتمام العالمي بالبيئة على المستوى القانوني إال أن غالبتها لم تضع لها‬
‫تعريفا في تشريعاتها الداخلية‪.‬‬
‫وفي هذا الشأن ومن خالل تعريف البيئة انطالقا من العناصر المشكلة لها فقد انقسم‬
‫تعريفه ا كونه ا محال للحماي ة القانوني ة إلى اتج))اهين اث))نين‪ ،‬األول يأخ ذ ب))المفهوم الض))يق‬
‫للبيئ ة منحص رة في عناص رها الطبيعي ة ‪ ،‬والث اني يأخ ذ بالمفهوم الواسع له ا بحيث يجع ل‬
‫البيئة شاملة للعناصر الطبيعية والعناصر المشيدة‪.‬‬
‫وفي هذا الشأن فقد عرف المشرع المصري البيئة في قانون حماية البيئة المصري‬
‫على أنها‪ " :‬المحيط الحيوي الذي يشمل الكائنات الحية وما تحتويه من مواد ومن موارد‬
‫وما يحيط بها من هواء وماء وتربة وما يقيمه اإلنسان من منشآت" (الم ادة ‪ 01‬من الق انون‬
‫المصري ‪.)04/1994‬‬
‫وعرفها المشرع الجزائري بذكر العناصر التي تتكون منها طبقا لما جاء بالمادة ‪04‬‬
‫من القانون ‪ 03/10‬المؤرخ في ‪ 19/07/2003‬المتعلق بحماية البيئة في إط)ار التنمي)ة‬
‫المس))تدامة (ج ر ‪ )43‬على أن البيئ))ة تتك))ون من الم))وارد الطبيعي))ة الالحيوي))ة والحيوي))ة‬
‫ك))الهواء والج))و والم))اء واألرض وب))اطن األرض والنب))ات والحي))وان بم))ا في ذل))ك ال))تراث‬
‫الوراثي وأشكال التفاعل بين هذه الموارد وكذا األماكن والمناظر والمعالم الطبيعية‪.‬‬
‫وما يستفاد من هذا التعريف الذي جاء به المشرع الجزائري أنه يبدو مفهوما غامضا‬
‫أق رب من ه إلى المفه وم الض يق بخالف المش رع المص ري‪ ،‬لكون ه لم ي درج العناص ر‬
‫الصناعية التي هي من صنع اإلنسان في هذا المفهوم‪.‬‬
‫كم ا ج اء تعري ف البيئ ة ب اإلعالن الص ادر عن م ؤتمر البيئ ة البش رية ال ذي عق د‬
‫بس توكهولم بالس ويد ع ام ‪ 1972‬بأنه ا‪" :‬ك))ل ش))يء يحي))ط باإلنس))ان س))واء ك))ان طبيعي))ا أو‬
‫بشريا"‪.‬‬
‫وإ زاء ه ذا االختالف والتب اين في تحدي د التعري ف الق انوني للبيئ ة واتج اه بعض‬
‫المش رعين إلى تب نى المفه وم الواس ع والبعض اآلخ ر للمفه وم الض يق‪ ،‬ف إن االتج اه الغ الب‬
‫يذهب لألخذ بالمفهوم الواسع لعدة اعتبارات أهمها‪:‬‬
‫* أوال‪ :‬أن مفهوم البيئة أوسع من مفهوم الطبيعة‪ ،‬فهناك فرق بينهما‪ ،‬كون البيئة تضيف‬
‫مظاهر جديدة وعناصر أخرى للطبيعة لم تكن من مكوناتها وهي من نتاج وصنع اإلنسان‬
‫مثل المنشآت‪.‬‬
‫* ثاني))ا‪ :‬أن العناص ر الص ناعية وال تي هي من ص نع اإلنس ان تعت بر الس بب الرئيس ي في‬
‫اإلضرار بالعناصر الطبيعية التي هي من صنع اهلل تعالى‪ ،‬وهو ما يستلزم ضرورة ف رض‬
‫رقابة على العناصر الصناعية وإ دراجها في مفهوم البيئة للحد من مخاطرها المفرطة‪.‬‬
‫وما تجدر اإلشارة إليه في هذا المقام أنه وعلى الرغم من عدم االتفاق على تعريف‬
‫مح دد للبيئ ة والعناص ر ال تي تش ملها‪ ،‬فإن ه من الالزم االع تراف له ا على أنه ا تمث ل قيم))ة‬
‫يسعى النظ)ام الق)انوني في الدول)ة للحف)اظ عليه)ا‪ ،‬ش أنها في ذل ك ش أن الكث ير من القيم في‬
‫المجتمع‪ ،‬وهذا هو األساس القانوني لحماية البيئة بصفة عامة‪ ،‬فكما يسعى في ذات الوقت‬
‫لحماية الحق في الحياة كقيمة يسعى المجتمع لحمايتها بتجريم أفعال القتل‪ ،‬فكذلك تجريم‬
‫االعت داء على البيئ ة واإلض رار به ا لكون ه يع ترف به ا كقيم ة من قيم المجتم ع‪ ،‬ب ل تعت بر‬
‫قيمة تفوق في الواقع أهميتها معظم القيم األخرى‪ ،‬وذلك ألن اإلضرار بها ال يضر فردا‬
‫واحدا‪ ،‬ولكن يضر المجتمع في مجموعه‪.‬‬
‫و من هنا اتجهت معظم الدول لتأكيد هذه القيمة الجديدة في قوانينها‪ ،‬بل وزاد التأكيد‬
‫على ه ذه القيم ة ب النص عليه ا في الدس اتير وفي اإلعالن ات الدولي ة بص ورة أض حت معه ا‬
‫حقا من حقوق اإلنسان‪ ،‬وحمايتها واجبا من واجبات الدولة‪.‬‬
‫من هنا نجد بأن الضبط اإلداري البيئي يستهدف حماية البيئة من خالل فرض قيود على‬
‫حرية األفراد و المؤسسات لمكافحة التلوث بمختلف أشكاله و صوره ‪ ،‬لكون حماية البيئة‬
‫و المحافظ ة عليه ا من متطلب ات الحف اظ على النظ ام الع ام ‪ ،‬باتخ اذ مختل ف اإلج راءات و‬
‫الت دابير االحترازي ة و الوقائي ة و ح تى ذات الط ابع ال ردعي منه ا و الموكل ة للس لطات‬
‫العمومية في الدولة ‪ ،‬بحيث يتم الحيلولة دون وقوع المخالفات الماسة بالبيئة ‪ ،‬وآلية ذلك‬
‫تتضح من خالل مجموعة القرارات التي تصدر عن هيئات الضبط اإلداري البيئي لحماية‬
‫مختلف عناصر البيئة من خالل تقييد أنماط سلوك األفراد المؤثرة على البيئة ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬طبيعة الضبط االداري البيئي‬
‫تنطوي طبيعة الضبط اإلداري البيئي على وجهين اثنين ‪:‬‬
‫أ‪ -/‬أنه ذو طبيعة سياسية ‪:‬‬
‫على اعتب ار أن ه مظه ر من مظ اهر س يادة الدول ة ‪ ،‬كونه ا الوس يلة ال تي تس تعين به ا‬
‫للدفاع عن وجودها و فرض هيمنتها ‪ ،‬من خالل تقييد الحريات تحت مبرر حماية النظام‬
‫العام من جهة ‪ ،‬و من جهة أخرى حماية نظام الحكم في الدولة ‪.‬‬
‫ب‪ -/‬أنه ذو طبيعة ادارية‪:‬‬
‫وفق ا له ذه الطبيع ة ف ان ممارس ة الس لطة اإلداري ة في الدول ة لمهامه ا بص فة محاي دة‬
‫هدفها حماية النظام العام فيها ‪ ،‬على اعتبار أن ذلك يمثل العالقة القائمة بين الكل و الجزء‬
‫‪ ،‬بحيث أن الض بط اإلداري البي ئي ه و ج زء من الض بط اإلداري بص فة عام ة ‪ ،‬و‬
‫بمقتض ى ذل ك يجب أن تك ون ه ذه الممارس ة موافق ة للق انون و الدس تور في إط ار مب دأ‬
‫المشروعية ‪ ،‬أي أن سلطات الضبط اإلداري تمارس سلطاتها في حدود القانون ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬خصايص الضبط االداري البيئي‬
‫الهدف من استعراض خصائص الضبط اإلداري البيئي هو تمييزه عن باقي نشاطات‬
‫اإلدارة العامة ‪ ،‬و تتمثل هذه الخصائص في ‪:‬‬
‫الص فة االنفرادي ة‪ :‬فجمي ع ق رارات س لطات الض بط اإلداري البي ئي تتم يز بالط ابع‬ ‫‪‬‬
‫االنفرادي ‪ ،‬و تتجلى من خالل األوامر التي تصدر عنها في شكل قرارات إدارية‬
‫فردي ة أو تنظيمي ة ‪ ،‬وال تلعب إرادة الف رد هن ا دورا ح تى تنتج أعم ال ض ا ب‬
‫أثاره ا القانوني ة ‪ ،‬بحيث م ا على ه ذا األخ ير س وى الخض وع و االمتث ال لتل ك‬
‫األوامر الصادرة عن اإلدارة و التي ال تخضع إال للقانون و لرقابة القضاء فقط‪.‬‬
‫الص))فة الوقائي))ة ‪ :‬بحيث أن الق رارات الص ادرة عن الس لطات اإلداري ة في الدول ة‬ ‫‪‬‬
‫ه دفها من ع االض طرابات و الفوض ى و المخ اطر ‪ ،‬من خالل إص دار الق رارات‬
‫المتخ ذة لحماي ة النظ ام الع ام البي ئي من ك ل تع د و إخالل وانته اك بتقيي د الحري ات‬
‫الفردي ة و ح تى التض حية به ا أحيان ا ول و لم ينص الق انون على إج راء معين‬
‫لمواجهة هذا االنتهاك ‪.‬‬
‫الص)فة التقديري)ة‪ :‬فبمقتض ى ه ذه الص فة تتمت ع اإلدارة بمج ال ومس احة من الحري ة‬ ‫‪‬‬
‫في التص رف أثن اء ممارس ة اختصاص اتها ‪ ،‬فعن دما تتنب أ و تق در وج ود خط ر م ا‬
‫نتيجة عمل ما فتتدخل قبل وقوع الخطر أو الضرر على البيئة ‪.‬‬
‫وعلي ه ف اإلدارة العام ة تمل ك ص الحية الس لطة التقديري ة ال تي من ش أنها الح د من‬
‫وقوع األضرار الماسة بالبيئة و النظام العام‪.‬‬
‫لكن تجب اإلش ارة إلى إن ممارس ة اإلدارة لس لطاتها يك ون في إط ار الخض وع‬
‫للقانون و الذي ال يكبل يدها و ال يضيق عليها الخناق ‪ ،‬ولكنه يعمل على خلق التوازن‬
‫و التوفيق بين امتيازات السلطة العامة و ضمان حماية الحقوق و الحريات التي يتمتع‬
‫األفراد‪.‬‬
‫ساديا ‪ :‬أغراض الضبط االداري البيئي‬
‫حتى ال تحيد سلطات الضبط اإلداري البيئي عن األغراض التي أنيطت بها باعتبارها‬
‫قي د ي رد على الحق وق و الحري ات ‪ ،‬و ح تى ال يك ون مش وبا بعيب االنح راف في اس تعمال‬
‫السلطة ‪ ،‬فالبد من تحديد أغراضه بشكل واضح و جلي طبقا للقانون‪.‬‬
‫و يدور الضبط اإلداري البيئي في تحقيقه ألهدافه بين أغراض تقليدية تنطوي على‬
‫األمن الع ام البي ئي و ص حة بيئي ة و س كينة عام ة بيئي ة ‪ ،‬إض افة إلى أغ راض أخ رى‬
‫مس تحدثة ‪ ،‬هي نت اج التط ور ال ذي تعرف ه البش رية ‪ ،‬كالحف اظ على الجم ال و الرون ق و‬
‫الرواء و الحفاظ على اآلداب العامة و والعمران اآلثار وغيرها‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬أقسام البيئة‬
‫انطالقا من التعريفات السابقة للبيئة فقد قسمت إلى قسمين اثنين‪:‬‬
‫‪ /1‬البيئة الطبيعية‪:‬‬
‫تنطوي على المظاهر التي ال دخل لإلنسان في وجودها‪ ،‬بل هي سابقة على وجوده‪،‬‬
‫كالص حراء‪ ،‬البح ار‪ ،‬المن اخ‪ ،‬التض اريس‪ ،‬الم اء الس طحي والج و‪ ،‬اله واء‪ ،‬الحي اة النباتي ة‬
‫والحيواني ة ‪ ،...‬ونج د ب أن البيئ ة الطبيعي ة له ا ت أثير مباش ر أو غ ير مباش ر على حي اة ه ذه‬
‫الموجودات الطبيعية‪.‬‬
‫‪ /2‬البيئة المشيدة‪:‬‬
‫تتألف من البنية األساسية المادية التي شيدها اإلنسان من طرق ومنشآت وبنايات‪ ،‬ومن‬
‫مؤسس ات‪ ،‬ومن ثم يمكن النظ ر للبيئ ة المش يدة (االص طناعية) من خالل الطريق ))ة ال ))تي‬
‫نظمت بها المجتمعات حياتها والتي غيرت البيئة الطبيعية لخدمة الحاجات البشرية‪.‬‬
‫نج د في األخ ير ب أن البيئ ة بش قيها الط بيعي والمش يد هي ك ل متكام ل‪ ،‬تتفاع ل فيه ا مختل ف‬
‫المكونات بشكل دائم‪.‬‬
‫ثامنا ‪ :‬عناصر البيئة المحمية قانونا في التشريع الجزائري‬
‫لقد تباينت النظم القانونية بصدد حماية البيئة والذي نشأ نتيجة التباين في تطور األمم‬
‫وتق دمها‪ ،‬فكلم ا تط ورت تنبهت تش ريعاتها لوج ود مك ون جدي د من مكوناته ا يعت بر ذا قيم ة‬
‫جديرة بالحماية القانونية‪.‬‬
‫و من هن ا ف أهم العناص ر المش كلة للبيئ ة وال تي حظيت بحماي ة قانوني ة من المش رع‬
‫الجزائري نجد‪:‬‬
‫‪ /1‬اله ))واء الج ))وي‪ :‬اله واء من أثمن عناص ر البيئ ة وأي تغ يرات تط رأ على مكونات ه‬
‫الطبيعية تؤدي ال محالة إلى تأثيرات سلبية على الكائنات الحية من إنسان‪ ،‬حيوان‪ ،‬نبات‪.‬‬
‫ل ذا تنبهت ال دول ومنه ا الجزائ ر لخط ورة المس اس بالبيئ ة الحيوي ة وانعكاس اتها على‬
‫الكائن ات الحي ة‪ ،‬فب ادرت بإص دار تش ريعات في ه ذا الش أن‪ ،‬به دف من ع انبع اث المكون ات‬
‫الهوائية كاألبخرة والروائح واإلشعاعات وما شابه ذلك بسب تتجاوز الحدود المقررة‪ ،‬فقد‬
‫أفرد قانون حماية البيئة فصال بعنوان مقتضيات حماية الهواء والج))و (الم واد من ‪ 44‬إلى‬
‫‪ 47‬من القانون ‪ 03/10‬المتعلق بحماية البيئة) ( ضرورة االطالع على المواد )‪.‬‬
‫وك ذلك ص درت العدي د من المراس يم في ه ذا الش أن و ال تي تؤك د على حماي ة اله واء‬
‫والمحافظة على طبقة األوزون‪ ،‬مث ل المرس م ‪ 06/183‬لـ ‪ 15‬أفريل ‪ 2006‬ينظم انبعاث‬
‫الغاز والدخان والبخار والجزيئات السائلة والصلبة في الجو‪ ،‬وكذا الشروط التي تتم فيه))ا‬
‫مراقبتها (ج ر ‪.)24/2006‬‬
‫‪ /2‬الماء واألوساط المائية‪:‬‬
‫الم اء من العناص ر البيئي ة الهام ة والض رورية لحي اة الكائن ات الحي ة إال أن ه يواج ه‬
‫إش كاالت ال حص ر له ا‪ ،‬تتمث ل في الت دهور المض طرد في نوعيت ه نتيج ة األنش طة البش رية‬
‫المختلفة والتطور الصناعي الهائل‪ ،‬وكذا االنفجار السكاني وغيرها‪ ،‬مما أدى إلى تلويث‬
‫المياه‪ ،‬وجعلها غير صالحة لالستخدامات الالزمة للحياة‪ ،‬فصدرت العديد من القوانين في‬
‫هذا الشأن لحمايتها خاصة ترشيد استهالكها ومنع تلوثها‪.‬‬
‫وأفرد قانون حناية البيئة الجزائري فصال خاصا بمقتضيات حماية المياه واألوساط المائية‬
‫(مي اه معدني ة‪ ،‬مي اه بيئي ة بحري ة‪( ،) ..‬الم ادة ‪ 48‬إلى ‪ 58‬من ق ‪ ، 03/10‬إض افة إلى‬
‫ق انون المي اه ‪ 05/12‬لـ ‪ 04/08/2005‬يتعل ق بالمي اه "ج ر ‪ ،"60/2005‬وك ذا بعض‬
‫المراس يم التنظيمي ة ذات العالق ة بحماي ة المي اه واألوس اط المائي ة "م ت ‪ 06/141‬لـ‬
‫‪ 19/04/2006‬يضبط القيم القصوى للمصبات الصناعية السائلة "ج ر ع ‪.)"26/2006‬‬
‫‪ /3‬التربة‪:‬‬
‫تع د التربي ة العنص ر األك ثر حيوي ة‪ ،‬وتعت بر م وردا متج ددا من م وارد البيئ ة‪ ،‬وتع ادل‬
‫في أهميتها أهمية الماء‪ ،‬غير أنها كأي عنصر بيئي آخر معرضة للتأثيرات الطبيعية أو‬
‫تلك التي من صنع اإلنسان‪ ،‬واليوم هناك إسراف شديد في استغالل األرض‪ ،‬نتيجة الزيادة‬
‫السكانية المتسارعة وما واكبه من حاجة للمزيد من الغذاء والطاقة‪ ،‬وتجلى ذلك من خالل‬
‫اس تخدام األس مدة الكيماوي ة والمبي دات الحش رية‪ ،‬فأجه دت الترب ة وض عفت ق درتها على‬
‫التجدد التلقائي‪.‬‬
‫ل ذلك أعطى المش رع الجزائ ري كغ يره من المش رعين أهمي ة بالغ ة له ذا العنص ر‬
‫الحي وي‪ ،‬من خالل العدي د من النص وص القانوني ة بترش يد اس تخدام الترب ة والمحافظ ة على‬
‫ت وازن مكوناتها‪ ،‬ومن ع تلويثه ا وحمايته ا من التجريف والتص حر‪ ،‬حيث نصت الم ادة ‪59‬‬
‫من الق انون ‪ 03/10‬بقوله ا‪" :‬تك ون األرض وب اطن األرض وال ثروات ال تي تحت وي عليه ا‬
‫بص فتها م وارد مح دودة قابل ة أو غ ير قابل ة للتجدي د‪ ،‬محمي ة من ك ل أش كال الت دهور‬
‫والتلوث"‪.‬‬
‫‪ /4‬اإلطار المعيشي‪:‬‬
‫يتض من مفه وم البيئ ة بحس ب االتج اه الغ الب ليش مل ك ذلك البيئ ة المش يدة ‪ ،‬و ينط وي‬
‫اإلط ار المعيش ي على مختل ف العناص ر و الظ روف ال تي تس اهم في تحس ين حي اة أف راد‬
‫المجتم ع وتض من راحتهم و ص حتهم ‪ ،‬و من ثم يك ون ه ذا اإلط ار المعيش ي مح ل حماي ة‬
‫قانونية ‪.‬‬
‫و من مقتضيات هذه الحماية ‪:‬‬
‫إخضاع العمران للقوانين التي تضمن انسجامه و تناسقه مع المحيط‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تكريس نظافة المحيط ‪ ،‬مثل أوساط العمل و االستقبال ‪ ،‬األماكن العمومية ‪...‬‬ ‫‪‬‬
‫توف ير المس احات الخض راء و الح دائق العمومي ة و األم اكن الترفيهي ة و حماي ة‬ ‫‪‬‬
‫الغطاء النباتي كالغابات و غيرها‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار نشير إلى أن العامل البشري يعد العامل األكثر تأثيرا في التوازن‬
‫البي ئي ‪ ،‬من خالل اإلس اءة إلى الم وارد البيئي ة ب التلويث و االس تنزاف ‪ ،‬حيث تع د‬
‫النفاي ات و المخلف ات الص ناعية وك ذا الزح ف العم راني العش وائي تح ديات س افرة‬
‫للمجال البيئي ينتج عنها ما ينتج من إفساد في األرض و اإلضرار بالصحة‪.‬‬

‫تاسعا ‪ :‬تعريف التلوث‬


‫تتعدد تعاريف التلويث منها ‪:‬‬
‫ه و ك ل تغي ير كمي أو كيفي في مكون ات البيئ ة الحي ة أو غ ير الحي ة ‪ ،‬ال تق در‬ ‫‪‬‬
‫األنظمة البيئية على استيعابه دون أن يختل اتزانها‪.‬‬
‫إدخال مواد ملوثة في الوسط البيئي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫و يع د التلوث ظ اهرة غ ير مقي دة بح دود جغرافي ة وال بزم ان معين ‪ ،‬ب ل ت زداد حدت ه‬
‫من ي وم ألخ ر ‪ ،‬وع رف المش رع الجزائ ري التل وث بم وجب الم ادة ‪4‬ف‪ 8‬من الق انون‬
‫‪ 03/10‬بأن ه‪ " :‬كل تغيير مباشر أو غ)ير مباش)ر للبيئ)ة يتس)بب في)ه ك)ل فع)ل يح)دث أو ق)د‬
‫يحدث ( بضم حرف الياء) وضعية مضرة بالصحة و سالمة اإلنسان و النب))ات و الحي))وان‬
‫و الهواء و الجو و الماء و األرض و الممتلكات الجماعية و الفردية "‪.‬‬
‫ف التلوث هن ا ينط وي على إدخ ال م واد ملوث ة للوس ط البي ئي س واء ك ان بم واد ص لبة أو‬
‫س ائلة أو غازي ة‪ ،‬فتتفاع ل معه ا و ت ؤدي إلى تغي ير بي ئي ض ار ‪ ،‬ويك))ون التل))وث بفع))ل‬
‫اإلنسان بشكل أساسي ‪.‬‬
‫عاشرا ‪ /‬أنواع التلوث‪:‬‬
‫للتلوث أشكال و أنواع متعددة ‪:‬‬
‫بالنظر إلى طبيعته‪ :‬يمكن أن يكون تلوث بيولوجي أو إشعاعي أو كيميائي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بالنظر إلى مصدره ‪ :‬طبيعي أو صناعي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بالنظر إلى أثاره على البيئة ‪ :‬تلوث معقول ‪ .‬تلوث خطير ‪ .‬تلوث مدمر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ب النظر إلى الوس ط ال ذي يح دث فيه ا‪ :‬تل وث ه وائي ‪ .‬تل وث المي اه ‪ .‬تل وث الترب ة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تلوث الوسط المعيشي ‪.....‬‬
‫إن التدهور البيئي ال يعترف بالحدود السياسية و ال الطبيعية ‪ ،‬فنحن أمام تهديد‬
‫حقيقي لكيان اإلنسان ووجوده في حد ذاته‪.‬‬
‫هناك مصطلح جديد نفذ إلى المجال القانوني و هو مص طلح التنمية المس))تدامة ‪،‬‬
‫و تبعا اللتزامات الجزائر في االتفاقيات الدولية ‪ ،‬فإننا نتساءل عن األثر الذي أحدث ه‬
‫ه ذا المفه وم على مس توى أحك ام ق انون البيئ ة ‪ ،‬على اعتب ار أن ه ذا المفه وم أص بح‬
‫غير قابل للفصل عن القوانين البيئية في األنظمة المقارنة ‪.‬‬
‫و إزاء ما طرأ على المجتمع من تقدم و تطور تكنولوجي هائل ‪ ،‬و ما ترتب عنه‬
‫من اث أر س لبية أص ابت البيئ ة ‪ ،‬ك ان لزام ا على المش رع أن يت دخل ويع الج ه ذه المش كلة‬
‫البيئية الحادة ‪ ،‬من خالل إصدار القوانين و التنظيمات في هذا الش أن ‪ ،‬و على الخص وص‬
‫التأكي د على منح هيئ ات الض بط اإلداري البي ئي اآللي ات القانوني ة الكافي ة ليتمكن من الق درة‬
‫على أداء مهامه في حماية البيئة بشكل فعال‪.‬‬
‫وعلي ه فمض مون و أحك ام الق انون اإلداري هي األك ثر اتص اال بمج ال حماي ة البيئ ة ‪،‬‬
‫خصوصا أمام تضمنه امتيازات السلطة العامة و القواعد اإلمرة الهادفة للحفاظ على النظام‬
‫العمومي ‪ ،‬و منه يعتبر الضبط اإلداري أهم وسائل القانون اإلداري لحماية البيئة‪.‬‬
‫‪........................‬‬

‫‪ / 01‬هيئات الضبط االداري المكلفة بحماية البيئة‬


‫**‪ /‬الهيئات المركزية ‪:‬‬
‫بعد دسترة الحق في بيئة نظيفة و سليمة في إطار التنمية المستدامة بموجب التعديل‬
‫الدستوري لسنة ‪ 2016‬بالمادتين ‪ 19‬و ‪ 68‬منه ‪ ،‬وكا ورد كذلك بالتعديل الدستوري لسنة‬
‫‪ ، 2020‬قصد تكريس األهمية للبعد البيئي في عديد المواد من الدستور مثل المادة ‪ 21‬منه ‪.‬م‬
‫‪ . 34‬م ‪ . 64‬م‪. 91‬م‪. 209‬م‪ ( . 239‬ضرورة قراءة المواد من د ‪.)2020‬‬
‫تم استحداث وزارة البيئة و الطاقات المتجددة ‪ ،‬باعتبارها المسؤولة األولى على حماية النظام‬
‫البيئي ببالدنا بمختلف مجاالتها ‪ ،‬خصوصا ما تعلق منها بمهام الضبط اإلداري البيئي المركزي‪.‬‬
‫و يعتبر وزير البيئة سلطة ضبط خاصة في مجال حماية البيئة بصفة عامة‪ ،‬حيث نصت‬
‫حيث تتعدد صالحياته في مجال حماية البيئة مثلما تعلق باقتراح و إعداد عناصر السياسة‬
‫الوطنية في ميادين البيئة و الطاقات المتجددة ‪ ،‬و تولي تنفيذها و متابعتها و مراقبتها‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 111‬من القانون ‪ 03/10‬بالقول ‪ ":‬إضافة إلى ضباط و أعوان الشرطة‬
‫القضائية العاملين في إطار أحكام قانون اإلجراءات الجزائية وكذا سلطات المراقبة في لطار‬
‫الصالحيات المخولة لهم بموجب التشريع المعمول به ‪ ،‬يؤهل للقيام بالبحث و بمعاينة‬
‫مخالفات أحكام هذا القانون ‪:‬‬
‫‪-‬الموظفون و األعوان المذكورون في المادة ‪ 21‬و ما يليها من قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية ‪.‬‬
‫‪-‬مفتشو البيئة‪ (...‬المادة)" ‪.‬‬
‫تتكون هيكلة الوزارة إضافة إلى الوزير هيئات أخرى مساعدة له كال من األمين العام –‬
‫رئيس الديوان – المفتشية العامة ‪ ،‬تتمثل المهام المنوطة بها في ممارسة مهمة الرقابة و‬
‫التفتيش ‪ ،‬في المجال البيئي ‪ ،‬فانه كذلك يعهد لمفتشي البيئة مهمة المعاينة و البحث إزاء‬
‫المجال المتعلق بالبيئة وفرض تطبيق القانون و التنظيم المعمول به في مجال حماية البيئة من‬
‫التلوث‪.‬‬
‫كما تضمن المرسوم ‪ 17/364‬كذلك األحكام المتعلقة بمجال الطاقات المتجددة ‪ ،‬كما تم‬
‫تفصيل الصالحيات المنوطة بالمديريات الفرعية المشكلة لهيكلة الوزارة‪ ،‬إضافة إلى المؤسسات‬
‫تحت الوصاية ‪ ،‬سواء ذات الطابع اإلداري أو ذات الطابع الصناعي و التجاري‪ ،‬مثل الوكالة‬
‫الوطنية للنفايات ‪ ،‬المحافظة الوطنية للساحل ‪ ،‬الوكالة الوطنية للتغيرات المناخية‪ ،‬المرصد‬
‫الوطني للبيئة و التنمية المستدامة‪...‬‬
‫**‪ /‬الهيئات المحلية للضبط االداري البيئي‬
‫إن مج ال حماي ة البيئ ة ال يتوق ف عن د ال دور ال ذي تلعب ه ال وزارة و الهيئ ات و المؤسس ات‬
‫الوطني ة المس اعدة له ا ‪ ،‬ولكن األم ر يتع دى ذل ك إلى المس توى المحلي ‪ ،‬وعلى الخص وص في‬
‫المهمة المنوط ة بالبل ديات و الواليات في مج ال حماية البيئة وتكريس أبع اد التنمية المستدامة ‪،‬‬
‫حيث يلعب الض بط اإلداري البي ئي المحلي في إط ار مهام ه الض بطية من خالل ح ق الس لطات‬
‫اإلدارية في تقييد مختلف النشاطات بفرض قيود و ضوابط معينة على ممارسة األفراد لحرياتهم‬
‫و نش اطاتهم به دف حماي ة النظ ام الع ام البي ئي المحلي بطريق ة وقائي ة في إط ار النظ ام الق انوني‬
‫للحق وق و الحري ات الس ائدة في الدول ة الجزائري ة ‪ ،‬و يتجلى ذل ك من خالل إص دار الق رارات‬
‫الالئحية و األوامر الفردية و استخدام القوة المادية مع ما يستتبع من فرض قيود على الحريات‬
‫الفردية تستلزمها مقتضيات حماي ة البيئ ة المحلي ة في إط ار مبدأ المشروعية ‪ ،‬و إال ف ان أعماله ا‬
‫و قراراتها تعد مخالفة للقانون‪ ،‬بما يرتب جواز إلغائها وحتى المطالبة بالتعويض عن األضرار‬
‫الالحقة‪.‬‬
‫وتلعب في ه ذا اإلط ار كال من البلدي ة و الوالي ة دورا مهم ا في حماي ة البيئ ة ‪ ،‬تطبيق ا‬
‫لمقتض يات الالمركزي ة اإلداري ة في تجس يد وظ ائف الدول ة في المج ال البي ئي ‪ ،‬ويجس د الق))انون‬
‫رقم‪ 12/07‬الم ؤرخ في ‪ ، 21/02/2012‬المتض من ق انون الوالي ة ‪ ،‬من خالل نصوص ه جمل ة‬
‫من االختصاصات الضبطية للوالي قصد حماية البيئة بتنظيم نشاطات األفراد و المؤسسات ‪،‬‬
‫( للتوضيح على الطالب االطالع على المواد ‪ ،) 77.84.85.86‬كما منحت المادة ‪114.11‬‬
‫‪ 3‬صالحيات للوالي في هذا الشأن ( المادة ) ‪.‬‬
‫من خالل اس تقراء نص وص الق انون ‪ 12/07‬المتعل ق بالوالي ة يتض ح بأنه ا ج اءت بأحك ام و‬
‫قواع د عام ة ‪ ،‬متعلق ة بالنظ ام الع ام ‪ ،‬من خالل االقتص ار على األغ راض الخاص ة بالض بط‬
‫اإلداري عامة من دون اإلشارة إلى عناصر البيئة المحمية ولو على سبيل المثال ‪ ،‬عكس ما هو‬
‫بالنسبة لقانون البلدية رقم ‪ 11/10‬والذي كان أكثر تفصيال في بيان صالحيات الضبط اإلداري‬
‫البي ئي على مس توى إقليم البلدي ة ‪ ،‬غ ير أن م ا تج در اإلش ارة إلي ه أن كال الض بطين – البل دي و‬
‫ال والئي – لهم ا ص لة وثيق ة ببعض هما البعض ‪ ،‬حيث يعت بر مص درا من مص ادر ش رعية‬
‫صالحياته الضبطية في مجال البيئة ‪ ،‬وكذلك فنشاط الضبط اإلداري البيئي البلدي يمارس تحت‬
‫إش راف و س لطة ال والي ‪ ،‬بم ا يخول ه ل ه من س لطة الحل ول مح ل رئيس المجلي الش عبي البل دي‬
‫باعتب اره يمل ك الض بط اإلداري البي ئي البل دي في حال ة تقاعس ه أو امتناع ه عن أداء واجبات ه‬
‫الض بطية للحف اظ على النظ ام الع ام البي ئي المحلي ( أنظ ر الم ادتين ‪ 100.101‬من ق ب ) ‪ ،‬و‬
‫يم ارس ال والي مهام ه الض بطية هن ا في العدي د من المج االت المتص لة بالبيئ ة مث ل اختصاص ه‬
‫بالض بط اإلداري البي ئي في مج))ال العم))ران طبق ا للق انون ‪ 90/29‬المتعل ق بالتهيئ ة و التعم ير‬
‫المع دل و المتمم و نصوص ه التطبيقي ة فيم ا يتعل ق بتنظيم عملي ات البن اء و اله دم و التجزئ ة‬
‫آخرها المرسوم التنفيذي رقم ‪ 22/55‬المؤرخ في ‪ ، 02/02/2022‬والذي يحدد شروط تسوية‬
‫البنايات غير المطابقة لرخصة البناء المسلمة ( ج ر ‪ ، )09‬حيث تتيح المادة ‪ 02‬منه وما بعدها‬
‫كيفيات التدخل لتسوية هذه البنايات غير المطابقة بتدخل من الوالي أو الوالي المنتدب أو رئيس‬
‫المجلس الش عبي البل دي‪ ،‬ك ذلك هن اك ص الحيات ض بطية ممنوح ة لل والي لحماي ة البيئ ة طبق ا‬
‫للق))انون ‪ 18/11‬المتعل ق بالص حة الم ؤرخ في ‪ ( 02/07/2018‬ج ر ‪ ، ) 46‬بتك ريس حماي ة‬
‫الصحة العمومية ‪ ،‬كالوقاية من اإلمراض المتنقلة ومكافحتها‪ ،‬ويساعد الوالي في أداء مهامه كال‬
‫من المجلس الش عبي ال والئي (م ‪ 73‬وم ا بع دها) ‪ ،‬وك ذا ق وات الش رطة و ال درك بم وجب‬
‫تسخيرها(م ‪ 116‬ق و ) ‪ ،‬و أيضا الدائرة باعتبارها مقاطعة إدارية تابعة للوالية ‪ ،‬مديرية البيئ ة‬
‫للوالية ( م ت ‪ 03/494‬المعدل و المتمم ‪ ،‬و هي من المصالح الخارجية التابعة لوزارة البيئ ة ‪،‬‬
‫كذلك نص القانون ‪ 03/10‬بالمادة ‪ 19‬منه على سلطة الوالي في تسليم الرخص إلقامة المنشات‬
‫المص نفة ‪ ،‬و ذل ك تبع ا ألهميته ا و األخط ار ال تي تش كلها‪ ،‬وك ذلك م ا تض منته الم ادة ‪ 21‬و م ا‬
‫بعدها من القانون من ذات القانون ‪.‬‬
‫ك ذلك األم ر بالنس بة لرئيس المجلس الشعبي البلدي ودوره في حماي ة البيئ ة ‪ ،‬فه و يض طلع‬
‫بالعديد من المهام في هذا الشأن وعلى سبيل المثال يمكن قراءة نصوص عديد المواد القانونية‬
‫بش أن ممارس ة المجلس ش ب و رئيس ه لمه ام الض بط اإلداري البي ئي مث ل الم ادة ‪.109. 108‬‬
‫‪ 113.114 .110‬منه ‪ ،‬كذلك خص رئيس م ش ب في ممارسة مهام الضبطية بالمواد ‪15.8‬‬
‫‪ ،95. 0.88.94‬ك ذلك الم ادة ‪ 19‬من الق انون ‪ ، 03/10‬الق))انون ‪ 01/19‬المتعل ق بتس يير‬
‫النفاي ات و مراقبته ا و إزالته ا‪.....‬وك ذلك الق انون‪ 22/55‬المتعل ق بش روط تس وية البناي ات غ ير‬
‫المطابقة لرخصة البناء‪.‬‬
‫‪.......................................................................................‬‬
‫مخطط يوضح هيكلة وزارة البيئة و الطاقات المتجددة ( انظر موقع الوزارة )‬

‫‪ -/02‬المحور األخير ‪ :‬اآلليات القانونية للضبط اإلداري البيئي‪:‬‬


‫لق د نص الق انون على منح س لطات الض بط اإلداري البي ئي في س بيل أداء مهامه ا في‬
‫حماية البيئة عدة إج راءات وأدوات كآليات فعالة وجادة في هذا اإلطار‪ ،‬وهذه اآلليات منها ما‬
‫تتعلق باإلجراءات السابقة على وقوع الضرر أو ما يسمى باإلجراءات الوقائية المسبقة تتخذها‬
‫الجه ات المختصة لمنع حص ول الض رر أو التقليل منه‪ ،‬وهي م ا يطل ق عليه ا بالوسائل الوقائية‬
‫لحماي ة البيئ ة‪ ،‬بينم ا هن اك آلي ات أخ رى يتم إتباعه ا ك إجراءات ردعي ة الحق ة لحص ول الض رر‬
‫نتيجة مخالفة القواعد والنظم الموضوعة لحماية البيئة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الوسائل الوقائية لحماية البيئة‬
‫يطل ق عليه ا ب أدوات الرقاب ة القبلي ة كآلي ات قانوني ة تمن ع وق وع الس لوك المخ الف إلرادة‬
‫المش رع وال ذي يض ر بالبيئ ة في أح د عناص رها‪ ،‬وتعت بر كرقاب ة س ابقة في ه ذا الش أن‪ ،‬وعلي ه‬
‫فالوقاي ة هي أفض ل أس لوب يمنح لهيئ ات الض بط اإلداري البي ئي لحماي ة البيئ ة‪ ،‬مم ا يقل ل من‬
‫تكاليف عالج األضرار البيئية والتي ال يمكن حصرها‪ ،‬وتتمثل أهم هذه األدوات في‪:‬‬
‫أ‪ /‬الترخيص‪ :‬هو أكثر األساليب استعماال في مجال الضبط اإلداري البيئي‪ ،‬ويقصد به باعتباره‬
‫من األعم ال القانوني ة‪ ،‬األم ر الص ادر من الس لطة المختص ة بممارس ة نش اط معين ال يج وز‬
‫ممارسته بغير هذا اإلذن‪.‬‬
‫بحيث يعتبر في مجال حماية البيئة اإلذن الصادر من جهة اإلدارة المختصة بالترخيص‬
‫بممارس ة نش اط معين‪ ،‬وذل ك به دف ع دم ت أثير مث ل ه ذا النش اط على البيئ ة‪ ،‬ويح دد الق انون أو‬
‫التنظيم عادة شروط منح الترخيص ومدته وإ مكانية تجديده‪.‬‬
‫وال يمكن منح ال ترخيص إال إذا ت وافرت الش روط ال تي يح ددها الق انون‪ ،‬وال ترخيص ه و‬
‫ق رار إداري بم ا تتض منه الكلم ة من مع نى (الش روط الش كلية والموض وعية والخض وع لرقاب ة‬
‫القضاء)‪.‬‬
‫وتعت بر ال تراخيص الخاص ة باألنش طة المرتبط ة بالبيئ ة من طبيع ة عيني ة وليس ت شخص ية‪ ،‬ألن‬
‫مح ل االعتب ار ه و النش اط الم رخص ب ه وليس ش خص ص احبه‪ ،‬ويص در ال ترخيص إم ا من‬
‫الس لطات المركزي ة أو المحلي ة ويتع رض ك ل من يباش ر نش اطا من غ ير رخص ة للج زاءات‬
‫القانوني ة اإلداري ة منه ا والجزائي ة وال تي تط رق إليه ا الق انون ‪، 03/10‬و تنط وي الحكم ة من‬
‫ف رض نظ ام ال ترخيص على تمكين س لطة الض بط اإلداري من الت دخل مس بقا إزاء مختل ف‬
‫النشاطات التخاذ مختلف االحتياطات الالزمة قصد وقاية المجتمع من األخطار التي قد تنجم عن‬
‫ممارسة تلك األنشطة بشكل غير آمن‪ ،‬وعليه فاآلثار المترتبة عن ميزة الترخيص هو أنه يزيل‬
‫الموان ع القانونية ال تي تح ول دون ممارس ة النشاط ال ذي يق در المشرع الجزائ ري خطورته على‬
‫البيئة والمجتمع‪ ،‬فيخضعه لنظام الترخيص المسبق‪.‬‬
‫ويحقق نظام الترخيص جملة من األهداف لعل أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬حماي ة األمن الع ام‪ ،‬كم ا ه و الح ال بالنس بة لل تراخيص المتعلق ة ب المحالت الخط رة والمقلق ة‬
‫للراحة أو المضرة بالصحة و غيرها‪.‬‬
‫‪ -2‬حماية الصحة العامة‪ ،‬كما في حالة التراخيص المتعلقة بإقامة المشروعات الغذائية و غيرها‬
‫‪.‬‬
‫‪ -3‬حماي ة الس كينة العام ة‪ ،‬كم ا في حال ة ال ترخيص باس تخدام مبك رات الص وت في األم اكن‬
‫العامة‪ ،‬أو منشآت قد يسبب نشاطها ضوضاء لراحة الجوار‪.‬‬
‫‪ -4‬حماية أي عنصر من عناصر البيئة‪ ،‬كما هو الشأن في تراخيص الصيد‪ ،‬وتراخيص البناء‬
‫في األراض ي الزراعي ة‪ ،‬وت راخيص إقام ة المش روعات ذات المخلف ات الض ارة وت راخيص نق ل‬
‫النفايات والمواد الخطرة‪...‬‬
‫ويجب أن يك ون الق رار ب الترخيص إيجابي ا وص ريحا ال س لبيا وض منيا‪ ،‬ف إذا س كتت اإلدارة‬
‫لمدة معينة ولو حددها القانون فإن ذلك ال يترتب عنه جواز ممارسة النشاط المطلوب‪ ،‬بحيث‬
‫أنه ال يوجد في قرار الترخيص القبول الضمني‪ ،‬بل يجب أن يكون الترخيص صريحا وإ يجابيا‪.‬‬
‫* ك ذلك يجب أن تك ون ه ذه ال تراخيص عيني ة وال يس مح بنقله ا من الم رخص ل ه إلى غ يره عن‬
‫طري ق التن ازل أو الوف اة‪ ،‬لك ون مح ل االعتب ار ه و النش اط الم رخص ب ه بغض النظ ر عن‬
‫األشخاص المرخص لهم ‪.‬‬
‫ومن تطبيقات التراخيص نجد رخصة البناء‪ ،‬كأداة لتنظيم أنشطة البناء‪ ،‬في مقابل اعتبار هذا‬
‫األخ ير حق ا من حق وق الم واطن الجزائ ري ب النص الص ريح للم ادة ‪ 50‬من الق انون ‪90/29‬‬
‫المتعلق بالتهيئة والتعمير‪ ،‬لكن بسبب ما ينطوي عليه هذا األمر من خطورة على البيئة نتيجة‬
‫االس تهالك العشوائي للمحي ط‪ ،‬فالب د من ممارسة الرقابة على ه ذا المج ال من النش اط اإلنساني‪،‬‬
‫وتطبيق ا وتفعيال ل ذلك ق ام المش رع الجزائ ري بتنظيم عملي ات ش غل األراض ي تحقيق ا للس المة‬
‫والص حة في البن اء وتوقي ا لتأثيراته ا الس لبية على البيئ ة‪ ،‬حيث أوج د م ا يس مى برخص ة البن اء‬
‫وشهادة المطابقة ورخصة التجزئة ورخصة الهدم‪.‬‬
‫فرخصة البناء يعرفها الفقه على أنها‪ :‬قرار إداري صادر من سلطة مختصة قانونا تمنح‬
‫بمقتضاه الحق للشخص (ط بيعي أو معنوي) الحق في إقامة بناء جديد‪ ،‬أو تغيير بناء قائم قبل‬
‫البدء في أعمال البناء التي يجب أن تحترم قواعد العمران المعمول بها قانونا ‪.‬‬
‫وتفادي ا للمش كالت العمراني ة على البيئ ة خصوص ا فق د عل ق المش رع ممارس ة ح ق البن اء‬
‫بوج وب استص دار رخص ة تس مى رخص ة البن اء مح ددا ش روط وإ ج راءات منحه ا وك ذا اآلث ار‬
‫المترتب ة عنه ا‪ ،‬وح دد على س بيل الحص ر األش خاص الم رخص لهم قانون ا تق ديم ه ذا الطلب‬
‫للحص ول على الرخص ة‪ ،‬ويتعل ق األم ر بمال ك القطع ة األرض ية أو مال ك البناي ة مح ل طلب‬
‫الرخص ة‪ ،‬أو المس تأجر لدي ه الم رخص ل ه قانون ا‪ ،‬أو الهيئ ة أو المص لحة المخصص ة له ا قطع ة‬
‫األرض أو البناية‪.‬‬
‫ولرخصة البناء نطاقين حددهما المشرع الجزائري من اجل تطبيقها أحدهما موضوعي‬
‫واآلخ ر مك اني‪ ،‬تطبيق ا للم ادة ‪ 52‬من الق انون ‪ 90/29‬المع دل و المتمم ‪ ،‬والم ادة ‪ 41‬من‬
‫المرس وم التنفي ذي رقم ‪ ،15/19‬حيث يتعل ق األم ر بن وع األش غال الم رخص للمع ني القي ام به ا‬
‫والتي تنطوي على تشييد البنايات الجديدة مهما كان استعمالها سواء من أجل السكن أو ممارسة‬
‫التجارة أو الصناعة أو الفالحة أو الخدمات‪ ،‬وكذلك بشأن تمديد البنايات الموجودة أو توسيعها‪،‬‬
‫وتغيير البناء الذي يمس الحيطان الضخمة منه أو الواجهات المؤدية إلى الساحة العمومية‪ ،‬وكذا‬
‫إنجاز جدار صلب للتدعيم أو التسييج‪.‬‬
‫أما النطاق المكاني فيخص موقع العقار محل مباشرة أعمال البناء‪ ،‬فحدد بموجب المادة‬
‫‪ 04‬من الق)))انون ‪ 90/29‬المع دل والمتمم بالق انون ‪( 04/05‬الم ادة ‪ 02‬من ه) اإلط ار الع ام‬
‫لألراض ي القابل ة للبن اء‪ ،‬بحيث ال تك ون قابل ة للبن اء إال القط ع األرض ية ال تي ت راعي االقتص اد‬
‫الحض ري‪ ،‬عن دما تك ون ه ذه القط ع األرض ية داخ ل المحي ط العم راني للبلدي ة ومراعي ة للح دود‬
‫المتالئم ة م ع األراض ي ذات الط ابع الفالحي‪ ،‬إض افة إلى األراض ي ال تي تك ون في الح دود‬
‫المتالئم ة م ع ض رورة حماي ة المع الم األثري ة والثقافي ة للمنطق ة ‪ ،‬وك ذلك األراض ي الواقع ة في‬
‫الحدود المتالئمة مع ضرورة الحفاظ على التوازنات البيئية عندما يكون العقار موجود في مواقع‬
‫طبيعي ة محال للحماي ة وف ق ق انون البيئ ة‪ ،‬وك ذلك البناي ات ال تي ال تك ون معرض ة بش كل مباش ر‬
‫ألخطار الكوارث الطبيعية والتكنولوجية‪ ،‬ولقد فصلت المادة ‪ 43‬من المرسوم ‪ 15/19‬في جملة‬
‫الوثائق اإلدارية والتقنية المتعلقة بأشغال البناء ومنها يتحدد النطاق المكاني للعقار‪.‬‬
‫وت رد على الح االت ال تي تتطلبه ا الرخص ة المتعلق ة بالبن اء جمل ة من االس))تثناءات وذل ك‬
‫بم وجب نص ق انوني ص ريح حماي ة لألراض ي بحس ب اإلغ راض المخصص ة له ا‪ ،‬ك أن يمن ع‬
‫الق انون مثال االس تعمال غ ير الفالحي ألرض مص نفة ك أرض فالحي ة أو األراض ي ذات الوجه ة‬
‫الفالحي ة كاألراض ي الجبلي ة المص نفة فالحي ة‪ ،‬من أج ل حماي ة األراض ي الفالحي ة ذات العالق ة‬
‫بتأمين األمن الغذائي وضمانا لألمن البيئي من جهة أخرى بسبب كثرة التهديدات التي تتعرض‬
‫لها هذه األراضي بشكل مستمر‪.‬‬
‫كم ا تكف ل المش رع الجزائ ري ك ذلك بتك ريس حماي ة خاص ة لألراض))ي الس))احلية بجمي ع‬
‫مش) ))تمالتها‪ ،‬حيث أق ر تص نيف المواق ع ذات الط ابع اإليكول وجي أو الط بيعي أو الثق افي أو‬
‫السياحي المرتبطة بالساحل‪ ،‬معتبرا إياها مساحات مصنفة يمنع البناء عليها‪ ،‬كما حظر المساس‬
‫بوضعية الساحل الطبيعية وألزم حمايته واستعماله وتثمينه وفقا لوجهته الطبيعية‪ ،‬وأن يتم شغل‬
‫األراضي على الساحل لما يكفل حماية الفضاءات البرية والبحرية والحفاظ عليها‪.‬‬
‫بعد تق ديم الطلب من قب ل المع ني للحص ول على الرخص ة‪ ،‬تب دأ مرحلة دراسته والتحقيق‬
‫في ه من قب ل الهيئ ة اإلداري ة المختص ة وفق ا لإلج راءات واآلج ال المح ددة مس بقا‪ ،‬لتليه ا مرحل))ة‬
‫إص))دار الق))رار الض))بطي بالموافق ة أو ال رفض أو تأجي ل البت في ه ‪ ،‬ف إذا ص در الق رار بالموافق ة‬
‫بمنح الرخصة‪ ،‬فهذا يعني أن البناء ال يشكل أي خطر على السالمة أو األمن العام أو تعريض‬
‫البيئة للمخاطر واألضرار‪ ،‬وأنه ال يتعارض مع مخططات التهيئة العمرانية‪ ،‬وكذلك أنها منجزة‬
‫على أرضية غير معرضة لألخطار الطبيعية كالفيضانات والزالزل وغيرها‪.‬‬
‫إن ص دور الق رار الض بطي البي ئي يمنح ص احبه ح ق البناء بم وجب الرخص ة المتحص ل‬
‫عليها‪ ،‬لكن في مقابل ذلك فإن وظيفة هيئة الضبط اإلداري تبقى قائمة‪ ،‬حيث يمكنها إعمال رقابة‬
‫الحق ة على أنش طة البن اء مح ل الرخص ة‪ ،‬تب دأ بلوح ة البيان ات وال تي تتعل ق بمواص فات البن اء‬
‫ومراجع ه وبيانات ه‪ ،‬كرخص ة البن اء وارتفاع ه ومس احته ونوع ه‪ ،‬وبداي ة النش اط ونهايت ه‪ ،‬وإ ن‬
‫اقتض ى األم ر بي ان اس م ص احب المش روع‪ ،‬مكتب الدراس ات ومؤسس ة اإلنج از (الم ادة ‪ 60‬من‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ ،)..... 15/19‬كما يجب على هيئات الضبط اإلداري البيئي المحلي وكذلك‬
‫األعوان المؤهلين قانونا بالقيام بزيارات للبنايات التي هي في مرحلة اإلنجاز‪ ،‬والقي ام بالمعاينات‬
‫التي يرونها ضرورية‪ ،‬وطلب الوثائق التقنية الخاصة بالبناء واإلطالع عليها في ك ل وقت للتأكد‬
‫من السير الحسن لها حيث نصت المادة ‪ 06‬من القانون ‪ 04/05‬المعدلة للمادة ‪ 73‬من القانون‬
‫‪ ،90/29‬حيث أنيطت ه ذه المهم ة اإلجباري ة ل) ))رئيس المجلس الش) ))عبي البل) ))دي واألع) ))وان‬
‫الم))ؤهلين قانون))ا للقي ام ب ذلك‪ ،‬ولم تتط رق الم ادة ‪ 73‬المعدل ة له ذه المهم ة بالنس بة لل والي‪ ،‬من‬
‫خالل عدم منحه الصالحيات الضبطية في هذا الشأن‪ ،‬أم أن األمر متروك له اختياريا ؟‬
‫وتس تمر التزام ات المس تفيد من الرخص ة ح تى بع د انته اء األش غال‪ ،‬حيث أوجبت علي ه‬
‫المادة ‪ 66‬من القانون ‪ 15/19‬المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير بإي داع تصريح مك ون من‬
‫نسختين‪ ،‬يشهد من خالله على االنتهاء من األشغال بالنسبة للبنايات ذات االستعمال السكني وكذا‬
‫محضر تسليم األشغال معدا من طرف الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبناء ‪ ،‬بالنسبة للتجهيزات‬
‫والبناي ات ذات االس تعمال الس كني الجم اعي أو البنايات المس تقبلة للجمه ور‪ ،‬وذلك بمق ر المجلس‬
‫الشعبي البلدي لمكان البناء‪ ،‬مقابل وصل إيداع يسلم في نفس اليوم وذلك خالل (‪ )30‬يوما ابت داء‬
‫من ت اريخ انته اء األش غال‪ ،‬ويق وم ذل ك مق ام طلب الحص ول على ش هادة مطابق ة األش غال م ع‬
‫رخص ة البن اء‪ ،‬طبق ا للم ادة ‪ 75‬من الق انون ‪ 90/29‬وك ذلك م ا نص ت علي ه الم ادة ‪ 63‬من‬
‫المرس وم التنفي ذي ‪ ،15/19‬وتعت بر ه ذه الش هادة وثيق ة تح ل مح ل رخص ة الس كن أو ت رخيص‬
‫باس تقبال الجمه ور أو المس تخدمين إذا ك ان البن اء مخصص ا لوظ ائف اجتماعي ة وتربوي ة أو‬
‫للخ دمات أو الص ناعة أو التج ارة‪ ،‬م ع مراع اة األحك ام التشريعية والتنظيمية في مي دان اس تغالل‬
‫المؤسسات الخطرة أو غير المالئمة أو غير الصحية تبعا لنص المادة ‪ 65‬من المرس وم التنفيذي‬
‫‪ 15/19‬المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير وتسليمها‪.‬‬
‫لق د منح المش رع الجزائ ري ل رئيس المجلس الش عبي البل دي وال والي االختص اص بتس ليم‬
‫ش))هادة المطابق))ة بم وجب الم ادة ‪ 75‬من الق انون ‪ ،90/29‬رغم أن المرس وم التنفي ذي ‪15/19‬‬
‫يمنح االختص اص حص ريا ل رئيس المجلس الش عبي البل دي فق ط‪ ،‬وألن الق انون أعلى درج ة من‬
‫المرسوم التنفيذي‪ ،‬فتطبق حينئذ نص المادة ‪ 75‬وليس المادة ‪.64‬‬
‫ومن أجل فرض صرامة أكثر إزاء احترام المعايير المتعلقة بالبناء والعمران نتيجة عدم‬
‫احترام اإلجراءات المتعلقة بالمطابقة‪ ،‬فقد أصدر المشرع الجزائري القانون ‪ 08/15‬ونصوصه‬
‫التطبيقي ة في ه ذا الش أن (الق انون ‪ 08/15‬الم ؤرخ في‪ 20/07/2008‬المتعل ق تحدي ))د قواع ))د‬
‫مطابق)ة البناي)ات و إتم)ام انجازه)ا ‪ .‬ج ر ع ‪ 44‬لس نة ‪ ، )2008‬و ال ذي تم تمدي ده ع دة م رات‪،‬‬
‫كما أصدر المشرع في هذا الشأن المرسوم ت رقم ‪ 22/55‬السالف بيانه من أجل تحديد شروط‬
‫تس وية البناي ات غ ير المطابق ة لرخص ة البن اء المس لمة من الجه ات المختص ة ‪ ،‬من أج ل إع ادة‬
‫ضبط االختالالت الناتجة عن مخالفة البناء لعدم مطابقته لرخصة البناء المادة ‪ 02‬و ما بعدها‬
‫من المرس وم ‪ ،‬كم ا نص بالم)))ادة ‪ 05‬و م ا بع دها على اختص اص ال والة أو رئيس المجلس‬
‫الشعبي البلدي بحسب الحالة و بموجب قرار إداري بإنشاء لجنة مكلفة بمعالجة طلبات رخصة‬
‫البن اء المعدل ة أو ش هادة المطابق ة ‪ ،‬على س بيل التس وية‪ ،‬وح ددت الم)))ادة ‪ 07‬اختصاص اتها‬
‫خصوصا من خالل معاينة ميدانية للتحقق من المخالفات لرخصة البناء أو شهادة المطابقة ‪ ،‬ويتم‬
‫تسجيل تلك المخالفات ببطاقة معدة خصيصا لهذا الغرض حددها المرسوم السالف بيانه‪ ،‬ثم تبدي‬
‫اللجن ة بع د ذل ك برأيه ا إزاء الطلب المق دم من المع ني ‪ ،‬وتتعل ق وض عية البن اء المرف ق ب الملف‬
‫الحالة التي توجد عليها البنايات ‪ ،‬سواء كانت في طور االنجاز و غير مطابقة لرخصة البناء‬
‫المس لمة ‪ ،‬أو تل ك المتعلق ة بالبناي ات المنتهي ة و غ ير المطابق ة لرخص ة البن اء المس لمة ‪ ،‬كم ا‬
‫تتضمن تحميل المعنيين دفع غرامات ح ددها الق انون بحس ب الحال ة ( الم واد ‪ 09‬و ما بعدها من‬
‫المرسوم )‪.‬‬
‫وكم ا ه و الش أن بالنس بة لرخص ة البن اء فق د منح لهيئ ات الض بط اإلداري البي ئي اآللي ات‬
‫القانوني ة لتنظيم أنش طة اله))دم‪ ،‬حيث اش ترط ك ذلك الرخص ة له دم البن اء‪ ،‬مراع اة لم ا يمكن أن‬
‫يترتب من مخاطر الهدم التي يستحيل تداركها‪ ،‬وتتمثل في استصدار قرار إداري من لدن الجهة‬
‫اإلدارية المختصة تمنح للمستفيد منها حق إزالة البناء بشكل كلي أو جزئي متى كان هذا البناء‬
‫واقعا في طريق التصنيف‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار أكد المشرع الجزائري على منح رئيس المجلس الشعبي البلدي حصريا‬
‫دون غيره من الهيئات حق منح رخصة الهدم وذلك طبقا للمادة ‪ 68‬من القانون ‪ 90/29‬بقولها‪:‬‬
‫" تس لم رخص ة اله دم من قب ل رئيس المجلس الش عبي البل دي"‪ ،‬وك ذلك الم ادة ‪ 78‬من المرس وم‬
‫التنفيذي ‪ 15/19‬كتطبيق للقانون ‪ ،90/29‬كما أكد قانون البلدية الصادر بموجب القانون رقم‬
‫‪ 11/10‬بالم ادة ‪ 95‬من ه ب القول‪" :‬يس لم رئيس المجلس الش عبي البل دي رخص))ة البن))اء واله))دم‬
‫والتجزئ))ة حس ب الش روط والكيفي ات المح ددة في التش ريع والتنظيم المعم ول بهم ا"‪ ،‬وه ذا على‬
‫عكس رخص ة البن اء والتجزئ ة الل تين يختص بمنحهم ا ك ذلك كال من ال والي المختص إقليمي ا‬
‫والوزير المكلف بالتعمير في حاالت محددة قانونا‪.‬‬
‫وبتق ديم طلب رخص ة اله دم وفق ا لإلج راءات القانوني ة المح ددة تب دأ مرحل ة التحق ق لتت وج‬
‫بع دها بإص دار رئيس المجلس الشعبي البل دي قراره في أج ل ال يتع دى شهرا واح دا طبقا للمادة‬
‫‪ 75‬من المرس وم التنفي ذي ‪ ،15/19‬ونك ون هن ا أم ام ثالثة ح االت إم ا قبول منح رخص ة اله دم‬
‫لطالبها‪ ،‬وإ ما برفض منحها له‪ ،‬وفي حاالت أخرى ال يكون منه رد ويلتزم الصمت‪.‬‬
‫وفي الحال ة األولى يمكن للمع ني مباش رة عملي ة اله دم ويل تزم بجمل ة من االلتزام ات‬
‫المتعلقة أساسا باإلعالم وكذا احتياطات السالمة واألمن من مخاطر الهدم المحتملة وكذلك اآلثار‬
‫على البيئة‪.‬‬
‫و حدد المشرع الجزائري لرخصة الهدم آجاال ومددا وبتجاوزها أو فواتها فإنها تصبح‬
‫الغية بقوة القانون‪ ،‬وحددت هذه المدد على سبيل الحصر وذلك إما بموجب قرار قضائي‪ ،‬أو‬
‫بموجب قرار إداري من السلطة مانحة الرخصة جزاء على المماطلة في تنفيذ مضمونها‪ ،‬أو إذا‬
‫لم تح دث عملي ة اله دم خالل أج ل خمس (‪ )05‬س نوات‪ ،‬أو إذا بوش رت أش غال اله دم ثم ت وقفت‬
‫خالل س نة واح دة من دون م برر ومس وغ مقب ول قانون ا‪ ،‬وذل ك بم وجب الم ادة ‪ 85‬من المرس وم‬
‫التنفيذي ‪.15/19‬‬
‫كم ا أن هن اك حال ة أخ رى مرتبط ة بالموافق ة وهي متعلق ة بإب داء ال رأي بالموافق ة م ع‬
‫تحفظ ات خاص ة‪ ،‬وفي ه ذه الحال ة يل زم رئيس المجلس الش عبي البل دي تبلي غ ال رأي للمع ني‬
‫بالرخصة ويكون معلال على وجه اإللزام‪.‬‬
‫أم ا إذا ص در ق رار من رئيس المجلس الش عبي البل دي ب رفض منح رخص ة اله دم‪ ،‬فإن ه ال يمكن‬
‫له ذا األخ ير رفض طلب الرخص ة إال إذا تخلفت الش روط المنص وص عليه ا ق انون إزاء طلب‬
‫الهدم‪.‬‬
‫ونش ير هن ا إلى الحال ة ال تي يك ون فيه ا منح رخص ة اله))دم وجوبي))ا على رئيس المجلس‬
‫الش عبي البل دي وبق وة الق انون لطالبه ا وذل ك فيم ا إذا ك ان اله دم ه و الوس يلة الوحي دة لوض ع ح د‬
‫النهيار البناية‪ ،‬وال يمكن هنا لرئيس المجلس الشعبي البلدي رفض منحها لطالبها وذلك بحسب‬
‫المادة ‪ 76‬من المرسوم التنفيذي ‪ 15/19‬المتعلق بعقود التعمير‪.‬‬
‫رخصة استغالل المنشآت المصنفة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫نص المش رع الجزائ ري على المنش آت المص نفة بم وجب الم ادة ‪ 18‬من الق انون ‪03/10‬‬
‫الس الف بيان ه‪ ،‬و نص ن الم))ادة ‪ 02‬من المرس وم ت ‪ 06/198‬الم ؤرخ في ‪ 31/05/2006‬على‬
‫تعريف المنشأة المصنفة المعدل و المتمم على أنها‪ ":‬كل وحدة تقنية ثابتة يمارس فيها نشاط أو‬
‫ع دة أنش طة من النش اطات الم ذكورة في قائم ة المنش آت المص نفة المح ددة في التنظيم المعم ول‬
‫به" ‪ ،‬وتتمثل المؤسسة المصنفة في‪ " :‬مجموع منطقة اإلقامة والتي تتضمن منشأة واحدة أو عدة‬
‫منشآت مصنفة تخضع لمسؤولية شخص طبيعي أو معنوي خاضع للقانون العام أو الخاص‪." ...‬‬
‫وتبعا لعالقة هذه المنشآت المصنفة بالبيئة فهي تعتبر تلك المنشآت التي تشكل مصادر دائمة‬
‫للتلوث وتسبب مخاطر أو مضايقات لألمن العام والصحة والنظافة العمومية وتشكل خطرا على‬
‫البيئة‪ ،‬وبالت الي جعلها المش رع الجزائري مج اال لت دخل هيئ ات الض بط اإلداري س واء المركزية‬
‫منها أو المحلية‪ (.‬المادة ‪ 18‬من الق ‪.)03/10‬‬
‫ولقد أخضع المشرع الجزائري هذه المنشآت المصنفة إما للترخيص أو للتصريح ‪ ،‬وذل ك‬
‫بم وجب الم ادة ‪ 19‬من الق انون ‪ 03/10‬وم ا بع دها المتعل ق بحماي ة البيئ ة في إط ار التنمي ة‬
‫المس تدامة‪ ،‬وذل ك حس ب أهميته ا وك ذلك حس ب األخط ار أو المض ار ال تي تنج ر عن اس تغاللها‪،‬‬
‫ف))الخطر حس ب نص الم))ادة ‪ 02‬من المرس وم الس ابق ه و‪ " :‬خاص ية مالزم ة لم ادة أو عام ل أو‬
‫مصدر طاقة أو وضعية يمكن أن تترتب عنها أضرار لألشخاص و الممتلكات و البيئة" ‪ ،‬بينما‬
‫الخطر المحتمل فيتحدد بموجب عنصرين هما ‪ :‬احتمال حدوث الضرر و خطورة العواقب‪.‬‬
‫إذ أن المنشآت الخاضعة للترخيص هي تلك التي تصنف على أنها األكثر خطورة على‬
‫البيئة‪ ،‬وتبعا لمقتضيات المرسوم التنفيذي ‪ 06/198‬المؤرخ في ‪ ،31/05/2006‬الذي يضبط‬
‫التنظيم المطب))ق على المؤسس))ات المص))نفة لحماي))ة البيئ))ة ‪ ،‬المع))دل و المنمم ‪ ،‬فق د قس مت ه ذه‬
‫المنشآت إلى أربع (‪ )04‬فئات‪ ،‬الثالث األولى منها تخضع لنظام الترخيص‪:‬‬
‫‪ -‬الفئة األولى‪ :‬تتضمن المنشآت التي تخضع لترخيص من الوزير المكلف بالبيئة (وزير البيئة‬
‫والطاقات المتجددة) و الوزير المعني بالقطاع‪.‬‬
‫‪ -‬الفئة الثانية‪ :‬تتضمن المنشآت التي تخضع لترخيص من الوالي المختص إقليميا‪.‬‬
‫‪ -‬الفئة الثالثة‪ :‬تخضع لترخيص رئيس المجلس الشعبي البلدي المختص إقليميا‪.‬‬
‫‪ -‬الفئ))ة الرابع))ة‪ :‬تخض ع للتص ريح ل دى رئيس المجلس الش عبي البل دي المختص إقليمي ا‪ ،‬لك ون‬
‫مخاطره ا ض عيفة أو منعدم ة إزاء البيئ ة‪ ،‬وال تتطلب بالت الي إع داد دراس ة الت أثير على البيئ ة أو‬
‫م وجز الت أثير على البيئ ة (الم ادة ‪ 19‬من الق انون ‪ ،)03/10‬كم ا أش ار ق انون البلدي ة بالم ادة ‪92‬‬
‫من ه على اختص اص ر م ش ب بالموافق ة على إقام ة أي مش روع على ت راب البلدي ة وال ذي من‬
‫شأنه أن ينطوي على مخاطر مضرة بالبيئة‪.‬‬
‫و لكي تتم الموافق ة على طلب رخص ة اس تغالل المنش أة المص نفة‪ ،‬الب د أن يتط ابق نش اط‬
‫المنش أة المعني ة م ع األحك ام والش روط القانوني ة و التنظيمي ة المتعلق ة بحماي ة البيئ ة‪ ،‬بحيث‬
‫تس تهدف تحدي د تبع ات النش اطات االقتص ادية على البيئ ة والتكف ل به ا‪ ،‬فل ذلك أحاطه ا المش رع‬
‫الجزائري بجملة من الشروط أهمها أن يتضمن طلب الرخصة‪ :‬دراسة التأثير أو موجز التأثير‬
‫على البيئة – ودراسة الخطر‪ ،‬وكذلك التحقيق العمومي‪.‬‬
‫وه ذه اإلج راءات المرافق ة للطلب هي ذات ط ابع أم ني‪ ،‬تس مح بض بط الت دابير التقني ة‬
‫للتقليص من احتمال وقوع الحوادث وتخفيف آثارها وكيفي ة تس ييرها ( أنظر المواد ‪ 12‬إلى ‪14‬‬
‫من المرسوم ‪.)06/198‬‬
‫ك ذلك ض رورة االطالع على الم واد ‪ 05 - 04‬من المرس وم المتعلق ة بنظ ام رخص ة‬
‫اس تغالل المنش ات المص نفة باعتباره ا وثيق ة إداري ة ‪ ،‬وك ذلك ك ل م ا يتعل ق ب الملف اإلداري ‪ ،‬و‬
‫المراح ل التي يمر بها إليداعه ‪ ،‬ألن هناك مرحلة أولية إلنشاء المؤسسة المص نفة ‪ ،‬و مرحلة‬
‫نهائي ة لتس ليم الرخص ة قص د ممارس ة النش اط والجه ات المتدخل ة فيه ا طبق ا للق انون ( ض رورة‬
‫معرفتها ) ‪ ،‬إلى غاية إرسال الملف الوالي المختص إقليميا‪ (.‬للتوسعة أكثر من اطلبة)‬
‫دراسة الخطر‪ :‬بقص د تحدي د جمل ة المخ اطر ال تي ينط وي عليه ا النش اط وال ذي تتكف ل به‬
‫مك اتب خ برة أو مك اتب دراس ات أو استش ارات‪ ،‬ثم يتم بع د ذل ك التط رق لمحتوي ))ات دراس ))ة‬
‫الخط))ر‪ ،‬ثم تس ليم الموافق ة المس بقة النش اء المؤسس ة المص نفة‪ ،‬لتليه ا المرحل ة األخ يرة المتعلق ة‬
‫بتسليم رخصة ااستغالل للمؤسسة المصتفة ‪.‬‬
‫كم ا أن المش رع ع الج بم وجب المرس وم ح))االت تعليقه))ا و س))حبها (وج وب االطالع‬
‫على هذه الحاالت من خالل نصوص المرسوم ‪ 06/198‬المعدل و المتمم )‪.‬‬
‫إن هذه الشروط وغيرها المرتبطة بالمنشأة من ناحية طبيعة نشاطها وموقعها على وجه‬
‫الخصوص هي من أهم المقاييس والمعايير التي تسمح لإلدارة المختصة على المستوى المركزي‬
‫أو المحلي بمنح أو رفض منح الرخص ة المطلوب ة بحس ب م دى اإلعم ال بتل ك الش روط و‬
‫الضوابط التي حددتها مختلف القوانين المتعلقة بالبيئة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحظر‬
‫أسلوب الحظر كذلك يعد من القرارات اإلدارية االنفرادية التي تمتلكها اإلدارة العامة سواء‬
‫كانت محلية أو مركزية تستهدف من خاللها منع إتيان بعض التصرفات لما لها من خطورة على‬
‫البيئة‪ ،‬وتصدر هذه القرارات تبعا لما تملكه اإلدارة من امتيازات السلطة العامة في هذا الشأن‪.‬‬
‫وللحظر صورتان‪ :‬الحظر المطلق و الحظر النسبي ‪.‬‬
‫ينطوي الحظر المطلق كأسلوب تلجأ إليه سلطات الضبط اإلداري حفاظا على النظام العام‬
‫بك ل عناص ره‪ ،‬حيث يمن ع إتي ان النش اط بش كل نه ائي ومطل ق (اس تمرارية المن ع بش كل نه ائي)‬
‫مادامت أسباب المنع مازالت قائمة ومستمرة‪ ،‬وللحظر المطلق تطبيقات كثيرة في مجال حماية‬
‫البيئة ومنها‪:‬‬
‫* مجال حماية التنوع البيولوجي‪ :‬بحسب المادة ‪ 04‬فقرة ‪ 05‬من القانون ‪ 03/10‬حيث يقصد‬
‫به قابلية التغير لدى األجسام الحية من كل مصدر‪ ،‬بما في ذلك األنظمة البيئية البرية والبحرية‬
‫وغيرها من األنظمة البيئية المائية والمركبات اإليكولوجية التي تتألف منها‪ ،‬وهذا يشمل التنوع‬
‫ضمن األصناف فيما بينها وكذا تنوع النظم البيئية‪.‬‬
‫ونتيج ة لألهمي ة ال تي ينط وي عليه ا التن وع ال بيولوجي وض رورته الس تمرار الحي اة‬
‫والمحافظ ة على الت وازن البي ئي‪ ،‬فق د أك د المش رع الجزائ ري وبم وجب الم ادة ‪ 40‬من الق انون‬
‫‪ 03/10‬على منع إتيان أو القيام ببعض التصرفات في بيئات محددة ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬منع إتالف البيض واألعشاش أو سلبها وتشويه الحيوانات أو إبادتها أو مسكها أو تحنيطها‪،‬‬
‫وكذا نقلها أو استعمالها أو عرضها للبيع‪ ،‬وبيعها أو شرائها حية أو ميتة‪.‬‬
‫‪ -2‬من ع إتالف النبات ات من ه ذه الفص ائل أو قطعه ا أو تش ويهها أو استئص الها أو قطفه ا‪ ،‬وك ذا‬
‫اس تثمارها في أي ش كل تتخ ذها ه ذه الفص ائل أثن اء دورته ا البيولوجي ة‪ ،‬أو نقله ا أو اس تعمالها أو‬
‫عرضها للبيع‪ ،‬أو بيعها أو شراؤها‪ ،‬وكذا حيازة عينات مأخوذة من الوسط الطبيعي‪.‬‬
‫‪ -3‬منع تخريب الوسط الخاص بهذه الفصائل الحيوانية أو النباتية أو تعكيره أو تدهوره‪.‬‬
‫وأك دت الم ادة ‪ 33‬من الق انون ‪ 03/10‬على مس ألة الحظ ر داخ ل المج ال المحمي من ك ل تهدي د‬
‫( أنظر المادة )‬
‫مجال حماية البيئة العمرانية واإلطار المعيشي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أك د ق انون حماي ة البيئ ة رقم ‪ 03/10‬على أس لوب الحظ ر في مج ال العم ران واإلط ار‬
‫المعيش ي حينم ا من ع اإلش هار بم وجب الم ادة ‪ 66‬من ه ذا الق انون‪ ،‬حماي ة للط ابع الجم الي‪ ،‬حيث‬
‫منع كل إشهار على العقارات المصنفة ضمن اآلثار التاريخية‪ ،‬وعلى اآلثار الطبيعية والمواقع‬
‫المسنفة في المساحات المحمية ومباني اإلدارات العمومية وعلى األشجار‪.‬‬
‫‪ -‬الحظر المرتبط بمجال حماية المياه واألوساط المائية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫حيث من ع المش رع ك ل ط رح للمي اه المس تعملة أو رمي النفاي ات في المي اه المخصص ة‬
‫إلعادة تزويد المياه الجوفية واآلبار وغيرها (المادة ‪ 51‬من القانون ‪.)03/10‬‬
‫كما منع وحظر المشرع تلويث األوساط المائية كتفريغ المياه القذرة منها أو طمر المواد‬
‫غير الصحية فيها والتي يمكن أن تلوث المياه الجوفية‪ ،‬أو رمي جثث الحيوانات أو طمرها في‬
‫الوديان والبحيرات والبرك‪ ،‬واألماكن القريبة من اآلبار والحفر‪.‬‬
‫ومن أمثلة الحظر نجد ما نصت عليه المادة ‪ 25‬من القانون ‪ 01/19‬على المنع النهائي‬
‫الستيراد النفايات الخاصة الخطرة‪.‬‬
‫بينم ا الحظ ر النس بي فينط وي غلى من ع المش رع للنش اطات ال تي من ش أنها أن تض ر‬
‫بالبيئ ة‪ ،‬اال في حال ة اس تيفاء بعض الشروط ال تي ح ددها التش ريع و التنظيم ‪ ،‬وعلي ه فالتص رف‬
‫ممنوع مبدئيا لكن الحظر يزول بتوفر شروط حماية البيئة بما يجعل من الحظر بأن ال لزوم له‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإللزام ‪:‬‬
‫عكس الحظر الذي يعتبر إجراء سلبيا ينطوي على منع إتيان نشاط معين‪ ،‬فاإللزام يتمثل‬
‫في ج بر وف رض القي ام بعم ل إيج ابي معين على األف راد والهيئ ات والمنش آت قص د من ع تل ويث‬
‫البيئة بعناصرها المختلفة‪ ،‬أو إلزام من تسبب في تلويث البيئة بإزالة آثار التلوث‪.‬‬
‫وهذه األوامر الضبطية تأتي تطبيقا لقاعدة تنظيمية عامة (قانون أو الئحة تنظيمية) بحيث‬
‫تستند هذه األوامر بالقيام بعمل إلى هذه التشريعات حتى تمتثل لطابع الشرعية وجزاء مخالفة‬
‫هذا التطابق بين القرار الضبطي والنص التشريعي يترتب عنه البطالن ألنه فيه تجاوز للسلطة‪.‬‬
‫وتتع))دد مج))االت التط))بيق بآلي ة اإلل زام قص د حماي ة البيئ ة‪ :‬ونج د هن ا ث راء النص وص‬
‫القانوني ة المتعلق ة بحماي ة البيئ ة والملزم ة لألف راد والهيئ ات والمؤسس ات من أج ل حماي ة البيئ ة‬
‫والحف اظ على النظ ام الع ام‪ ،‬س واء تمثلت في ق انون حماي ة البيئ ة ‪ 03/10‬أو في التش ريعات‬
‫الخاصة ذات العالقة بحماية البيئة مثل قانون تسيير النفايات ومراقبتها وإ زالتها (الم ادة ‪ 03‬من‬
‫القانون ‪ 01/19‬المتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وإ زالته ا) – المادة ‪ 6‬من نفس الق انون‪ ،‬ك ذلك‬
‫القانون ‪ 02/02‬المتعلق بحماية الساحل وتثمينه (المواد ‪ 04‬و‪ 05‬منه)‪.‬‬
‫ومن أمثلة قواعد اإللزام المكرسة لحماية البيئة واإلنسان ما جاءت به المادة األولى وما‬
‫بع دها من المرس وم التنفي ذي رقم ‪ 05/315‬الم ؤرخ في ‪ 10/09/2005‬ال ذي يح دد كيفي ات‬
‫التص ريح بالنفاي ات الخاص ة الخط رة‪ ،‬وذل ك تطبيق ا لمقتض يات الم ادة ‪ 21‬من الق انون ‪01/19‬‬
‫المتعل ق بتس يير النفاي ات ومراقبته ا وإ زالته ا‪ ،‬حيث ج اء بالم ادة الثاني ة من المرس وم ‪05/315‬‬
‫ب القول‪" :‬تع د المعلوم ات المتعلق ة بطبيع ة النفاي ات وكميته ا وخصائص ها ومعالجته ا واإلج راءات‬
‫المتخذة والمتوقعة لتفادي إنتاج هذه النفايات الي تشكل تصريحا بالنفايات الخاصة الخطرة طبقا‬
‫لالستمارة الملحقة بالمرسوم"‪ ،‬بحيث أوجب المرسوم إرسال التصريح إلى اإلدارة المكلفة بالبيئة‬
‫في أجل ال يتجاوز (‪ )03‬أشهر بعد نهاية السنة المعتبرة من هذا التصريح‪ ،‬حتى تكون اإلدارة‬
‫على علم وتحكم بك ل المس ائل والمقتض يات المرتبط ة به ذا المج ال الخط ر المتعل ق بالنفاي ات‪،‬‬
‫وتوقيا بالتالي من األخطار البيئية ألنها ليست من صنف النفايات العادية كالنفايات المنزلية بل‬
‫أنه ا من النفاي ات ال تي تنط وي على ق در من الخط ورة وبالت الي من الالزم على اإلدارة البيئي ة‬
‫فرض التزامات في التعامل مع هذا الصنف من النفايات ‪ ،‬عرف المشرع الجزائري النفايات‬
‫الخاص ة الخط رة بم وجب الم ادة ‪ 03‬من الق))انون ‪ 01/19‬على أنه ا ك ل النفاي ات الخاص ة ال تي‬
‫بفعل مكوناتها وخاصة المواد السامة التي تحتويها يحتمل أن تضر بالصحة العمومية والبيئية‪،‬‬
‫ويقصد بالنفايات الخاصة تلك الناتجة عن النشاطات الصناعية والزراعية والعالجية والخدمات‬
‫وكل النشاطات األخرى التي بفعل طبيعتها ومكونات المواد التي تحتويها ال يمكن جمعها ونقلها‬
‫ومعالجتها بنفس الشروط مع النفايات المنزلية وما شابهها والنفايات الهامدة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬دراسة التأثير على البيئة ‪:‬‬
‫من أجل مراقبة والتحكم في كل تأثير آني أو مستقبلي على مختلف عناصر البيئة والتي‬
‫يس بب أو يحتم ل أن يس بب ض ررا له ذه األخ يرة‪ ،‬ومن أج ل الح د منه ا أو التكف ل به ا أو ح تى‬
‫تقليلها‪ ،‬فقد أكد المشرع على كل من يريد مباشرة نشاط من النشاطات ذات العالقة بهذا التأثير‬
‫وقب ل االنطالق في ه ذا المش روع أن يق دم دراس ة تقييمي ة له ذه المش اريع والنش اطات‪ ،‬ودراس ة‬
‫مدى التأثير على البيئة يعد إجراءا إداريا قبليا‪ ،‬ويرتبط بالقرار اإلداري الضبطي الذي ستتخذه‬
‫اإلدارة بمنح أو رفض ال ترخيص وطبق ا لم ا ج اءت ب ه الم ادة ‪ 04‬من المرس وم التنفي ذي‬
‫‪ 06/198‬المع دل و المتمم فإن ه ومن أج ل تحدي د تبع ات النش اطات االقتص ادية على البيئ ة‬
‫والتكف ل به ا‪ ،‬وح تى تك ون الرخص ة قانوني ة تثبت أن المنش أة المص نفة ال يتع ارض نش اطها م ع‬
‫ش روط وقواع د حماي ة البيئ ة وبحس ب الم ادة ‪ 05‬من نفس المرس وم فق د أك د المش رع الجزائ ري‬
‫على أن يس بق ك ل طلب رخص ة اس تغالل مؤسسة مص نفة حس ب الحال ة‪ ،‬وطبق ا لقائمة المنشآت‬
‫المصنفة تقديم دراسة أو موجز التأثير على البيئة بعد أن يصادق عليهما الجهات المعنية سواء‬
‫على المستوى المحلي أو المركزي‪ ،‬هذا إلى جانب الحظر والتحقيق العمومي‪.‬‬
‫وتهدف دراسة التأثير على البيئة إلى‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد مدى التالؤم بين المشروع المنجز وبيئته‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد اآلثار المحتملة للمشروع وتأثيرها على البيئة بشكل مباشر أو غير مباشر‪.‬‬
‫‪ -‬التحقق من ضمان التكف ل بالتعليمات الخاصة بحماية البيئة بحسب طبيعة المشروع المنجز‪،‬‬
‫وهو ما يضمن حصول المشروع على الرخصة من الجهات المعنية‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن ذلك‬
‫يحق ق أيض ا مص لحة ص احب المش روع خاص ة عن دما يتعل ق األم ر بطلب التموي ل من جه ات‬
‫دولية‪ ،‬وهذه األخيرة تطلب تقييم هذه المشاريع وآثارها على البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬استبعاد إقامة المشروعات في أماكن معينة تضر بالبيئة ويتعذر إصالح تلك األضرار‪.‬‬
‫‪ -‬ت وقي المنازع ات البيئي ة بين ص احب المش روع وغ يره من لهم مص لحة وعالق ة بالمش روع‬
‫كالمجاورين له‪ ،‬كطلب التعويضات بسبب األضرار التي يلحقها المشروع على البيئة وقد تكون‬
‫تعويضات ضخمة‪ ،‬وقد يؤدي ذلك إلى توقف المشروع مما يؤثر سلبا على التنمية‪.‬‬
‫وقد حددت المادة ‪ 15‬من القانون ‪ 03/10‬قائمة هذه المشاريع الخاضعة مسبقا لدراسة‬
‫الت أثير على البيئة أو م وجز التأثير‪ ،‬وهي مشاريع التنمية والهياك ل والمنش آت الثابتة والمصانع‬
‫واألعم ال الفني ة وك ل األعم ال وب رامج البن اء والتهيئ ة‪ ،‬وال تي له ا ت أثير على البيئ ة‪ ،‬كمش اريع‬
‫إنج از من اطق ص ناعية جدي دة على س بيل المث ال‪ ،‬إنش اء الط رق الس ريعة‪ ،‬مش اريع اس تخراج‬
‫البترول والغاز ‪...‬‬
‫والف رق بين م وجز الت أثير ودراس ة الت أثير ينط وي على حجم المش روع مح ل اإلنج از‪،‬‬
‫بحيث أن م وجز التأثير‪ ،‬كمثل مشاريع تهيئة ح واجز مائية فتخضع لم وجز تأثير وليس دراسة‬
‫تأثير أو إنشاء وقود فتتم دراسة إنشائها على مستوى الوزارة المكلفة بالطاقة والمناجم‪.‬‬
‫لقد تكفل المشرع الجزائري من خالل المرسوم التنفيذي ‪ 07/144‬المتعلق بتحديد قائمة‬
‫المؤسس ات المص نفة لحماي ة البيئ ة والتص اريح الخاض عة له ا بالنس بة لمؤسس ة ي راد إنش اؤها‪،‬‬
‫وك ذلك المرس وم ‪ 07/145‬ال ذي يح دد مج ال تط بيق ومحت وى وكيفي ات المص ادقة على دراس ة‬
‫وموجز التأثير على البيئة‪ ،‬والمؤرخين في ‪ 19/05/2007‬الجريدة الرسمية رقم ‪ ( .34‬وجوب‬
‫االطالع عليهما فيما يتعلق بمهام الضبط االداري البيئي)‪.‬‬
‫وعلي ه فقب ل إنش اء المش روع الب د من إنج از دراس ة المالئم ة وع دم المالئم ة م ع قواع د‬
‫وش روط الس المة البيئي ة‪ ،‬س واء على مس توى البلدي ة أو على مس توى الوالي ة‪ ،‬أو على المس توى‬
‫المركزي (الوزارة)‪.‬‬
‫وفيم ا يتعل ق بمحت وى دراس ة الت أثير فق د ح دد المرس وم ‪ 07/145‬س))الف البي ان مض مون ه ذه‬
‫الدراس ة (الم واد ‪ 06‬وم ا بع دها)‪ ،‬ثم ت أتي مرحل ة إج راء الفحص والمص ادقة على الدراس ة‬
‫وموجز الدراسة‪ ،‬يتخللها إجراء تحقيق عمومي‪.‬‬
‫** آليات الرقابة البعدية لحماية عناصر البيئة ‪ :‬آليات الردع‬
‫كم ا منح المش رع الجزائ ري اآللي ات القبلي ة لس لطات الض بط اإلداري المحلي ة (البلدي ة‬
‫والوالية) أو المركزية (الوزارة) من أجل مراقبة مدى تحقق التوازن البيئي ومكافحة التلوث بكل‬
‫أشكاله من خالل وسائل التدخل القبلية أو السابقة طبقا لما تكرسه مختلف النصوص التشريعية‬
‫والتنظيمية في هذا الشأن‪ ،‬فقد منح كذلك آلية تدخل أخرى لهذه السلطات تمارسها على األفراد‬
‫والمؤسس ات ح ول م دى اح ترام اإلج راءات المتبع ة‪ ،‬أو إخاللهم بمقتض يات حماي ة البيئ ة‬
‫وعناصرها‪.‬‬
‫وألن مس ألة حماي ة البيئ ة هي من مس ائل النظ ام الع ام‪ ،‬فق د ك رس المش رع الجزائ ري‬
‫نصوص ا لحمايته ا في ش كل قواع د آم رة ال يج وز مخالفته ا وتبع ا ل ذلك منح لس لطات الض بط‬
‫اإلداري بما تتمتع به من امتيازات تضمن بها تنفيذ تلك القواعد‪ ،‬والتي زودت بجزاءات تكفل‬
‫احترامها‪ ،‬ويتم قمع المخالفات التي ال تحترم اإلجراءات الكفيلة بحماية البيئة‪.‬‬
‫وتتع دد اآللي ات القانوني ة الممنوح ة لس لطات الض بط اإلداري لحماي ة البيئ ة وذل ك بحس ب‬
‫درج ة المخالف ة المرتكبة من األف راد والمؤسس ات إزاء القواع د والنظم المكرسة‪ ،‬فق د تأخ ذ شكل‬
‫اإلعذار أو وقف النشاط كليا أو جزئيا‪ ،‬أو حتى إلغاء الترخيص‪.‬‬
‫أ‪ /‬اإلنذار ‪ :‬يعتبر اإلنذار أو اإلعذار إحدى األساليب الممنوحة لهيئات الض بط اإلداري المركزية‬
‫و المحلي ة باعتباره ا أس اليب للرقاب ة البعدي ة‪ ،‬بحيث تس تند إلي ه اإلدارة الض بطية قص د تنبي ه‬
‫المخالفين من أفراد ومؤسسات والذين يمارسون نشاطا من شأنه اإلضرار بالبيئة من أجل ف رض‬
‫تصحيح الوضع وتفادي وقوع األضرار‪ ،‬وإ ذا استمرت المخالف ة رغم وجود اإلنذار‪ ،‬فيتعرض‬
‫المع ني للج زاءات اإلداري ة ال تي تك ون أش د وقع ا على المخ الف من أس لوب اإلن ذار أو اإلع ذار‪،‬‬
‫كاللجوء إلى سحب الترخيص أو الغلق‪.‬‬
‫وينط وي اإلع ذار على تنبي ه المع ني إلى م دى خط ورة النش اط ال ذي يق وم ب ه على البيئ ة‬
‫وك ذا جس امة الج زاء ال ذي يتع رض ل ه في حال ة ع دم االمتث ال‪ ،‬وبالت الي فه و ليس بمثاب ة ج زاء‬
‫حقيقي بل هو تنبيه فقط لتدارك الوضع وتصحيحه‪ ،‬وإ ال فإنه سيكون تحت طائلة الجزاء المقرر‬
‫قانونا‪.‬‬
‫وغاية اإلعذار هو الحماية األولية والسريعة من اآلثار السلبية للنشاط قبل تفاقم الوضع‪،‬‬
‫وقبل اللجوء إلى اإلجراءات الردعية الصارمة‪.‬‬
‫ولق د اس تعان المش رع الجزائ ري به ذا األس لوب (باعتب اره أخ ف القي ود الوقائي ة وأكثره ا‬
‫توفيق ا بين الح ق في الحري ة ومقتض يات ممارس ة الس لطة العام ة) في عدي د المج االت‪ ،‬كالمج ال‬
‫المتعلق بمراقبة المنشآت المصنفة وما يمكن أن ينجم عنها من أخطار على البيئة‪ ،‬وكمثال على‬
‫ذل ك م ا نص ت علي ه الم ادة ‪ 25‬من الق انون ‪ 03/10‬المتعل ق بحماي ة البيئ ة في إط ار التنمي ة‬
‫المس تدامة‪ ،‬حيث ج اء فيه ا أن ه عن دما تنجم عن اس تغالل منش أة غ ير مص نفة في قائم ة المنش آت‬
‫المصنفة‪ ،‬اخطارا أو أضرارا تمس بالمصالح المذكورة بالمادة ‪ 18‬من هذا القانون‪ ،‬وبناء على‬
‫تقرير من مصالح البيئة يعذر الوالي المستغل ويحدد له أجال التخاذ التدابير الضرورية إلزالة‬
‫األخطار أو األضرار المثبتة ‪ ،‬كما نصت على نظام اإلعذار المادة ‪ 56‬من نفس القانون وذلك‬
‫فيما يتعلق بحماية البيئة البحرية‪ ،‬عندما نصت على أنه في حالة وقوع عطب أو حادث يطرأ في‬
‫المياه اإلقليمية الجزائرية سفينة أو طائرة أو آلية أو قاعدة عائمة تنقل أو تحمل موادا ضارة أو‬
‫خطيرة أو محروقات من شأنها أن تشكل خطرا كبيرا ال يمكن دفعه‪ ،‬ومن طبيعته إلحاق الضرر‬
‫بالس احل والمن افع المرتبط ة ب ه‪ ،‬يع ذر ص احب الس فينة أو الط ائرة أو اآللي ة أو القاع دة العائم ة‬
‫التخ اذ ك ل الت دابير الض رورية والالزم ة لوض ع ح د له ذه األخط ار‪ ،‬وإ ذا لم يس فر اإلع ذار عن‬
‫النت ائج المنتظ رة أو ظ ل دون ج دوى‪ ،‬أو في حال ة االس تعجال فت أمر الس لطة المختص ة بتنفي ذ‬
‫التدابير الالزمة على نفقة المالك‪.‬‬
‫وفي مج ال معالج ة النفاي ات والوقاي ة من أخطاره ا‪ ،‬فق د نص الق انون ‪ 01/19‬على أن ه‬
‫عن دما يش كل اس تغالل منش أة لمعالج ة النفاي ات أخط ارا أو ع واقب س لبية وذات خط ورة على‬
‫الصحة العمومية والبيئية‪ ،‬تأمر السلطة اإلدارية المختصة المستغل باتخاذ التدابير واإلجراءات‬
‫الضرورية فورا إلصالح هذه األوضاع‪ ،‬أما في حالة عدم االمتثال تتخذ السلطة اإلدارية تلقائيا‬
‫تل ك اإلج راءات التحفظي ة الض رورية على حس اب المع ني و‪/‬أو توق ف ك ل أو ج زء من النش اط‬
‫محل اإلنذار‪.‬‬
‫ب‪ /‬وق))ف النش))اط ‪ :‬يعت بر إج راءا ض بطيا رقابي ا وك ذا عقوب ة إداري ة مؤقت ة كآلي ة بي د هيئ ات‬
‫وس لطات الض بط اإلداري وكوس يلة إلل زام المع ني أو المخ الف التخ اذ اإلج راءات الض رورية‬
‫قصد منع وقوع األخطار التي تمس بالبيئة‪.‬‬
‫ويتم اللجوء إلى أسلوب وقف النشاط عندما يقع الخطر نتيجة ممارسة النشاط الذي قد يؤدي إلى‬
‫تلويث البيئة‪ ،‬حيث تكون هنا المنشأة قد ارتكبت عمال مخالفا للقوانين والتنظيمات‪ ،‬ويعتبر جزاءا‬
‫إداري ا إيجابي ا ينط وي على ن وع من الس رعة في اإلج راء ال واجب اتخ اذه للح د من تل وث البيئ ة‪،‬‬
‫حيث تلجأ إليه اإلدارة بسلطتها عندما ترى بأن هناك حالة تلويث للبيئة‪ ،‬ومن دون انتظار حكم‬
‫القضاء في هذا الشأن‪.‬‬
‫وه و المث ال ك ذلك م ا نص ت علي ه الم ادة ‪ 48‬من الق انون ‪ 01/19‬إزاء منش آت معالج ة النفاي ات‬
‫وال تي ش كلت ع واقب س لبية على البيئ ة‪ ،‬فت أمر هيئ ات الض بط اإلداري المختص ة حس ب الحال ة‬
‫باتخ اذ اإلج راءات الض رورية ف ورا إلص الح األض رار‪ ،‬وفي حال ة ع دم االمتث ال تتخ ذ الس لطة‬
‫المعني ة تلقائي ا تل ك اإلج راءات التحفظي ة على حس اب ص احب النش اط و‪/‬أو توق ف ك ل ج زء من‬
‫النشاط‪.‬‬
‫ج‪ /‬س))حب ال))ترخيص ‪ :‬ينط وي س حب ال ترخيص على أهمي ة كب يرة‪ ،‬باعتب اره أهم وأقص ى‬
‫الت دابير ال تي تتخ ذها اإلدارة الض بطية لحماي ة البيئ ة من أخط ار التل وث من خالل مواجه ة‬
‫المخالف ات المرتكب ة بآلي ة س حب ال ترخيص من أص حاب النش اطات س واء ك انوا أف رادا أو‬
‫مؤسسات‪ ،‬بسبب أن نشاطاتهم تنطوي على خطورة كبيرة على األمن البيئي‪.‬‬
‫لقد منحت مختلف القوانين للسلطات اإلدارية المختصة في قوانين حماية البيئة الحق في‬
‫إلغ اء ال تراخيص أو س حبها‪ ،‬إن ت بين له ا ب أن المع ني بالرخص ة ق د خ الف الض وابط والش روط‬
‫الخاصة بمزاولة النشاط أو العمل المرخص به‪.‬‬
‫والترخيص إن كان من أهم وسائل الرقابة القبلية أو السابقة على األنشطة التي قد تضر‬
‫بالبيئ ة‪ ،‬وبالت الي فه و أيض ا إذا تم إلغ اؤه أو س حبه فيعت بر من أخط ر الج زاءات اإلداري ة ال تي‬
‫خولها المشرع لإلدارة بما لها من مساس بحقوق األفراد المكتسبة‪ ،‬ورغم ذلك فقد منح المشرع‬
‫الجزائ ري لإلدارة ح ق س حب قراراته ا‪ ،‬إذ من ح ق أن تغ ير رأيه ا في حال ة ارتك اب خط أ أو‬
‫مخالفة من األفراد والمؤسسات بنشاطاتها‪ ،‬أو إذا استجدت ظروف لم تكن أم ام اإلدارة وقت منح‬
‫الرخص ة‪ ،‬ويس تهدف الس حب الحف اظ على البيئ ة وبالت الي النظ ام الع ام البي ئي‪ ،‬ويس ري الس حب‬
‫على الحاضر والمستقبل‪.‬‬
‫ونش ير إلى أن الس حب لل تراخيص ليس بس لطة تقديري ة لإلدارة تمارس ه كم ا تش اء‪ ،‬ب ل‬
‫مجال سلطاتها محدود بموجب مقاييس وشروط قانونية إذا خولفت تكون اإلدارة قد خرجت عن‬
‫مقتضيات سلطتها القانونية وليس حماية للنظام العام البيئي‪.‬‬
‫وتنطوي أغلب أسباب السحب في‪:‬‬
‫‪ -‬أن استمرار المشروع فيه خطر داهم على النظام العام بعناصره‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استيفاء المشروع للشروط القانونية الالزمة لممارسة النشاط‪.‬‬
‫‪ -‬توقف العمل بالمشروع ألكثر من مدة معينة يحددها القانون‪.‬‬
‫‪ -‬صدور حكم قضائي بغلق المشروع أو إزالته‪.‬‬
‫ومن أهم تطبيقاته العديدة في مجال سحب التراخيص البيئية‪ ،‬نجد ما نصت عليه المادة ‪23‬‬
‫من المرسوم التنفيذي ‪ 06/198‬المتضمن التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة على سحب‬
‫رخصة استغالل المؤسسة المصنفة‪ ،‬بسبب معاينة وجود وضعية غير مطابقة (عند كل مراقبة)‪:‬‬
‫‪ -‬للتنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة في مجال حماية البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم مطابقة األحكام التقنية الخاصة المنصوص عليها في رخصة االستغالل الممنوحة‪.‬‬
‫حيث يح رر ب ذلك محض ر ي بين األفع ال المجرم ة حس ب جس امتها‪ ،‬ويح دد للمع ني أج ل‬
‫لتسوية الوضع‪ ،‬وبنهاية األجل وعدم التكفل بالوضعية غير المطابقة‪ ،‬يتم تعليق الرخصة‪ ،‬وتمنح‬
‫للمع ني م دة (‪ )06‬أش هر لتس وية الوض عية‪ ،‬ف إن لم يقم ه ذا األخ ير باتخ اذ اإلج راء في األج ل‬
‫المح دد ابت داء من ت اريخ التعلي ق فيتم إص دار ق رار بس حب رخص ة اس تغالل المؤسس ة المعني ة‬
‫حفاظا على البيئة‪.‬‬
‫والتعليق هنا عبارة عن وق ف كلي للنشاط إلى غاية االمتثال بتنفيذ الت دابير الضرورية‪،‬‬
‫وبعد ‪ 06‬أشهر تسحب الرخصة نهائيا‪.‬‬
‫وإ ذا أراد العني معاودة النشاط عليه إتباع نفس إجراءات الحصول على الترخيص األول‬
‫باعتباره أمام طلب جديد بكافة عناصره‪.‬‬
‫( ض)رورة التوس)ع أك)ثر فيم)ا يخص س)حب ال)تراخيص البيئي)ة مث)ل م)ا يتعل)ق بالمنش)ات‬
‫المصنفة‪ .‬ألن منح الرخصة يمكن أن يليه سحبها أيضا ؟؟)‬
‫رابعا‪ :‬الرسم البيئي ‪:‬‬
‫يتمث ل الرس م البي ئي في تحمي ل ع بئ التكلف ة االجتماعي ة للتل وث على ال ذي يحدث ه وليس‬
‫تحميل الجماعة الوطنية بذلك العبئ‪ ،‬وهو كأسلوب للضغط على الملوث ليمتنع عن تلويث البيئة‪،‬‬
‫أو على األق ل التقليص من ح دة ه ذا التل ويث الم ترتب عن نش اطه الص ناعي‪ ،‬والبحث عن‬
‫التكنولوجيا األقل تلويثا‪.‬‬
‫والرسم البيئي هو تجسيد لمبدأ مهم من مبادئ قانون حماية البيئة باعتباره مبدأ عالمي يسمى‬
‫"مبدأ الملوث الدافع"‪ ،‬وق د تبناه المشرع الجزائري باعتباره أح د المبادئ األساسية ال تي يتأسس‬
‫عليها قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬وتم تكريس هذا المبدأ بشكل فعلي في المبدأ‬
‫الس ادس عش ر من إعالن ري و دي ج انيرو س نة ‪ ،1992‬وتبن اه المش رع الجزائ ري ص راحة في‬
‫قانون حماية البيئة بالمادة ‪ 03/7‬من القانون ‪ 03/10‬بالقول‪" :‬هو المبدأ الذي يتحمل بمقتضاه‬
‫من يتس بب نش اطه‪ ،‬أو يمكن أن يتس بب في إلح اق الض رر بالبيئ ة‪ ،‬نفق ات ك ل ت دابير الوقاي ة من‬
‫التلوث والتقليص منه‪ ،‬وإ عادة األماكن وبيئتها إلى حالتهما األصلية"‪.‬‬
‫والرس وم البيئي ة ال تش كل دائم ا عقوب ة إداري ة مفروض ة نتيج ة مخالف ة معين ة بم وجب‬
‫القانون في مجال حماية البيئة‪ ،‬بل هي إجراء مستمر ومرتبط باألنشطة الملوثة للبيئة ولو بشكل‬
‫ضعيف ودون خطأ من المعني بها‪ ،‬وتستهدف اإلدارة من ورائها التخلص من التلوث‪ ،‬وتوجيه‬
‫س لوك المعن يين للتعام ل إيجابي ا م ع البيئ ة‪ ،‬وبالت الي فهي وس يلة وآلي ة ذات ط ابع اقتص ادي أم ام‬
‫عدم فعالية وسائل الضبط اإلداري بمفردها في مواجهة تطور التدهور المستمر والمتزايد للبيئة‬
‫بفعل التلوث‪ ،‬وتم تبني اإلجراء ألول مرة بموجب قانون المالية لسنة‬
‫‪ 1991‬من خالل الق انون ‪ 91/25‬الم ؤرخ في ‪ 18/12/1991‬المتض من ق انون المالي ة لس نة‬
‫‪ 1992‬بالمادة ‪ 117‬منه ‪ ،‬و التي كانت تعدل بموجب قوانين المالية الالحقة مثل قانون المالية‬
‫لسنة ‪ 2018‬بموجب المادة ‪ 61‬منه والتي تعدل المادة ‪ 117‬من قانون المالية لسنة ‪.1992‬‬
‫ويتم تحديد قيم الوعاء الضريبي تبعا لتصنيف المنشأة المعنية الخاضعة للترخيص من‬
‫قبل وزير البيئة أو الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ :‬كمثال ‪:‬‬
‫* هناك الرسم على النشاطات الملوثة أو الخطرة على البيئة‪.‬‬
‫ويتم توزي ع مب الغ الوع اء الض ريبي الن اتج عنه ا إلى ميزاني ة الدول ة بنس بة ‪ % 33‬وللص ندوق‬
‫الوطني للبيئة والساحل بنسبة ‪.% 67‬‬
‫* هناك الرسم التكميلي على التلوث الجوي ذي المصدر الصناعي‪ ،‬والذي نظمته قوانين المالية‬
‫وأيض ا المرس وم التنفي ذي ‪ 07/299‬لـ ‪ 27/12/2007‬المح دد لكيفي ات تط بيق الرس م التكميلي‬
‫على التلوث الجوي ذي المصدر الصناعي‪.‬‬
‫وي وزع حاص ل الوع اء الض ريبي الن اتج عن اقتطاعاته ا على الص ندوق الوط ني للبيئ ة‬
‫والساحل بنسبة ‪ ،% 50‬وإ لى ميزانية الدولة بنسبة ‪ ،% 33‬والباقي للبلديات بنسبة ‪.% 17‬‬
‫* هناك الرسم التكميلي على المياه المستعملة ذات المصدر الصناعي‪.‬‬
‫* هن اك الرس م على الحت للتخلص من مخ زون النفاي ات الص ناعية الخاص ة و‪/‬أو الخاص ة‬
‫الخطرة‪.‬‬
‫* الرسم على النشاطات العالجية‪.‬‬
‫* الرسم على الوقود‪.‬‬
‫* الرسم على النفايات المنزلية‪.‬‬
‫* الرسم على الزيوت والشحوم الزيتية‪.‬‬
‫* الرسم على نفايات التغليف‪.‬‬

‫بعض المراجع المعتمدة و التي يمكن للطالب الرجوع اليها‬


‫‪ -/01‬بشكل أساسي مختلف التشريعات ذات العالقة و المعتمدة في تقديم المادة خصوصا‬
‫القانون ‪ . 03/10‬ق البلدية ‪ .‬قانون الوالية ‪..‬‬
‫‪ -/02‬د‪.‬ناصر لباد ‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري ‪ ،‬التنظيم اإلداري – النشاط اإلداري‪ ،‬ط‬
‫‪ ،1‬الجزائر ‪.2006 ،‬‬
‫‪ -/ 03‬د‪ .‬جلطي أعمر ‪ ،‬األهداف الحديثة للضبط اإلداري ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫‪ ،‬جامعة تلمسان ‪ ،‬س ج ‪.2015/2016 :‬‬
‫‪ -/04‬د‪ .‬لعم وري س عيدة ‪ ،‬النظ ام الق انوني للض بط اإلداري البي ئي المحلي في التش ريع‬
‫الجزائ ري ‪ ،‬أطروح ة دكت وراه ‪ ،‬كلي ة الحق وق و العل وم السياس ية ‪ ،‬جامع ة تبس ة ‪ ،‬س ج ‪:‬‬
‫‪.2018/2019‬‬
‫‪ -/05‬بوخالفة فيصل ‪ ،‬الجريمة البيئية و سبل مكافحتها في التشريع الجزائري ‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،01‬س ج ‪.2016/2017‬‬
‫‪ -/06‬د‪.‬محمد حميداني ‪ ،‬المسؤولية المدنية البيئية في التشريع الجزائري و المقارن – نحو‬
‫مسؤولية بيئية وقائية ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬االسكندرية ‪، 2017 ،‬‬
‫‪ -/07‬كم ال معيفي ‪ ،‬الض بط اإلداري و حماي ة البيئ ة ‪ ،‬دراس ة تحليلي ة على ض وء البش ريع‬
‫الجزائري ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬االسكندرية ‪.2016 ،‬‬
‫‪ -/08‬عم ري أحم د ‪ ،‬سلطات الض بط اإلداري في مج ال حماية النظ ام الع ام البي ئي ‪ ،‬مجلة‬
‫البحوث العلمية في التشريعات البيئية‪ ،‬العدد‪ ،09‬جوان ‪ ،2017‬جامعة تيارت‪.‬‬
‫بالتوفيق للجميع ‪amoreb12@gmail.com :/ /‬‬
‫‪..............................................................................................‬‬
‫‪..................................................‬انتهى المقرر‪......................‬‬

You might also like