Professional Documents
Culture Documents
قسم الحقوق
السنة :الثانية ماستر /تخصص :قانون البيئة و التنمية المستدامة
....................................................................................
تقوم الدولة من خالل السلطات العامة فيها بأعمال ومهام تحقيقا ألغراض الوظيفة
اإلداري ة فيه ا ،ويتجلى ذل ك في ص ورتين هم ا :الض) ))بط اإلداري أو الب وليس اإلداري
والمرفق العام.
وتس تهدف الدول ة من خالل الوظيف ة األولى أو الص ورة األولى المحافظ ة على النظ ام
العمومي.
وباعتبار الضبط اإلداري كإحدى نشاطات السلطات اإلدارية في الدولة فإنه يعد أهم
هذه النشاطات (ناصر ل ،)145ويتمثل هذا النشاط في مجموعة التدخالت اإلدارية التي
تجسد في شكل التنظيمات La réglementationوالتي تهدف من جهة إلى وضع قيود
وحدود ومن جهة أخرى تهدف هذه التنظيمات إلى حماية النظام العام في الدولة.
ع رف الفقي ه " أن ))دري لوب ))ادر " الض بط اإلداري بقول ه" :ش ))كل من أش ))كال ت ))دخل
السلطات اإلدارية يتضمن فرض ح))دود على حري))ات األف))راد لغ))رض ض))مان حماي))ة النظ))ام
العام "(ن م ل .")146
والضبط اإلداري يستهدف من إحداثه تحقيق جمل ة من األغراض و األه داف تنط وي
تتمث ل في الحف اظ على النظ ام العم ومي و لص حة العمومي ة والس كينة العمومي ة في ح دود
س لطتها اإلقليمية ،إض افة إلى األغ راض الحديثة كالحف اظ على الرون ق والجم ال العمراني
وغيرها.
ويتميز الضبط اإلداري بجملة من الخصائص تمكن ه من تحقي ق الغاي ة من اس تحداثه،
وتتلخص هذه الخصائص في :
* الصفة الوقائية :أي أن ق رارات الس لطات اإلداري ة في الدول ة تتخ ذ به دف من ع وق وع
االض طرابات والفوض ى من خالل اإلج راءات المس بقة والض رورية ،أي قب ل اإلخالل
بالنظام العمومي كالتنبيه للمواطنين لمنع المظاهرات تحت طائلة اإلدانة.
* ص))فة التعب))ير عن الس))يادة :من خالل مجموع ة االمتي ازات االس تثنائية ال تي تمارس ها
سلطات الضبط اإلداري للحفاظ على النظام العام في الدولة والتي تحد وتقيد من الحريات
والحقوق الفردية.
-الصفة االنفرادية :حيث أن جميع قرارات س لطات ض إ تتميز بالط ابع االنف رادي ،من
خالل األوام ر ال تي تص در منه ا في ش كل ق ))رارات إداري ))ة (فردي ة ،تنظيمي ة) ،وموق ف
المواطن منها هو االمتثال لتلك اإلجراءات طبقا للقانون وتحت رقابة القضاء.
ثانيا :أهداف الضبط اإلداري :
باعتبار الضبط اإلداري ينطوي على مجموعة القواعد و اإلجراءات التي تفرضها
السلطة العامة في الدولة على األفراد ،و ذلك من خالل تقييد حرياتهم بقصد حماية النظام
العام في المجتمع و المحافظة عليه .
إن هذا التعريف يركز على اآلليات و الوسائل و اإلجراءات التي تلجأ إليها السلطة
التنفيذية قصد حماية النظام العام ،الن الحقوق و الحريات الفردية ليست مطلقة.
و أم ام نس بية مفه وم النظ ام الع ام فق د تم تحدي ده من خالل عناص ره والمتمثل ة في
األمن العام والصحة العامة والسكينة العامة.
* األمن الع ))ام :معن اه المحافظ ة على س المة الم واطن واطمئنان ه على نفس ه ومال ه من
المخ اطر ال تي يمكن أن تق ع علي ه في الط رق أو األم اكن العمومي ة أو ح تى من الك وارث
الطبيعية ...إلخ.
* السكينة (الراحة) العمومية :المحافظة على حالة الهدوء والسكون في الطرق واألماكن
العمومية في أوقات النهار أوالليل من خالل اإلجراءات الالزمة.
* الص))حة العمومي))ة :هي المظه ر الث الث من مظ اهر النظ ام العم ومي ،وال تي تتمث ل في
النظافة أو في صيانة الصحة العمومية بالمعنى الواسع للعبارة.
يض اف إلى ذلك هناك عناص ر و غايات أخرى يسعى الض بط اإلداري إلى تحقيقها
وهي األغ)))راض الحديث)))ة للض بط اإلداري كالض بط القتص ادي ،و الض بط اإلداري في
مجال العمران و الضبط اإلداري الذي يستهدف الحفاظ على الرونق و الجمال و الرواء ،
و الضبط اإلداري البيئي وغيرها...
ثالثا :مفهوم الضبط اإلداري البيئي
سؤال وجيه في هذا لخصوص و مفاده :لماذا استنجد المشرع بفكرة النظام العام لحماية
البيئة؟
كما سلف البيان لم تضع التشريعات تعريفا لفكرة النظام العام وذلك بسبب استحالة
وصعوبة تحقيق تعريف موحد له وإ نما تمت اإلشارة إليه كهدف للضبط اإلداري من غير
التطرق لمضمونه أو محتواه ،وتم ترك األمر في هذا الشأن إلسهامات الفقه.
ومفه وم النظ ام الع ام في الق انون اإلداري نج ده ق د تط ور بتط ور الوظيف ة اإلداري ة للدول ة،
بحيث أنه انتقل من أهداف الدولة الحارسة بعناصره الثالث (أمن عام ،صحة عامة ،سكينة
عام ة) إلى وظ ائف الدول ة الحديث ة ،بحيث اتس ع هن ا مفه وم النظ ام الع ام من خالل ظه ور
عناص ر جدي دة ب رزت نتيج ة الوض ع الجدي د ال ذي أص بحت في ه الدول ة الحديث ة طرف ا في
المعادلة االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،مما حتم معه توسع هام لوظائف اإلدارة العامة،
وبذلك اتسعت مجاالت الضبط اإلداري بتطور المجتمع والدولة ،لتشمل كذلك قواعد النظام
الع ام األدبي أو المعن وي المتخص ص في حماي ة اآلداب الع ام في الط رق والس احات
والمرافق العمومية ،ومنها كذلك قواعد النظام العام العمراني والجمالي والبيئي المتخصص
في حماية البيئة وجمال العمران والحفاظ على استمراريته ،وفي هذا اإلطار صارت فكرة
النظ ام الع ام البي ئي ترك ز على حماي ة ك ل عناص ر البيئ ة الطبيعي ة والحيوي ة طبق ا ألح دث
تعاريف الفقه للبيئة ،حيث يعرفها على أنها المحيط الم)ادي ال)ذي يعيش في)ه اإلنس)ان بم)ا
يشمل من ماء وهواء وفض))اء وترب))ة وكائن))ات حي))ة ،فهي إذن المج))ال أو الوس))ط المك))اني
ال))ذي يعيش في ))ه اإلنس ))ان ،وفي ه ذا الش أن أوج ز إعالن م ؤتمر البيئ ة البش رية المنعق د
بستوكهولم سنة 1972مفهوم البيئة على أنها" :كل شيء يحيط باإلنسان".
وعن التعري ف الق انوني للبيئ ة ،فقد ب دأت الحكوم ات في كث ير من ال دول وعلى وجه
الخص وص ال دول المص نعة بإص دار التش ريعات في ه ذا الش أن للح د من ت دهور البيئ ة،
واعت برت مس ألة حماي ة البيئ ة واجب ا من واجب ات ال دول ،وجعلته ا كث ير من اإلعالن ات
الدولية حقا من حقوق اإلنسان.
و أمام هذا االهتمام العالمي بالبيئة على المستوى القانوني إال أن غالبتها لم تضع لها
تعريفا في تشريعاتها الداخلية.
وفي هذا الشأن ومن خالل تعريف البيئة انطالقا من العناصر المشكلة لها فقد انقسم
تعريفه ا كونه ا محال للحماي ة القانوني ة إلى اتج))اهين اث))نين ،األول يأخ ذ ب))المفهوم الض))يق
للبيئ ة منحص رة في عناص رها الطبيعي ة ،والث اني يأخ ذ بالمفهوم الواسع له ا بحيث يجع ل
البيئة شاملة للعناصر الطبيعية والعناصر المشيدة.
وفي هذا الشأن فقد عرف المشرع المصري البيئة في قانون حماية البيئة المصري
على أنها " :المحيط الحيوي الذي يشمل الكائنات الحية وما تحتويه من مواد ومن موارد
وما يحيط بها من هواء وماء وتربة وما يقيمه اإلنسان من منشآت" (الم ادة 01من الق انون
المصري .)04/1994
وعرفها المشرع الجزائري بذكر العناصر التي تتكون منها طبقا لما جاء بالمادة 04
من القانون 03/10المؤرخ في 19/07/2003المتعلق بحماية البيئة في إط)ار التنمي)ة
المس))تدامة (ج ر )43على أن البيئ))ة تتك))ون من الم))وارد الطبيعي))ة الالحيوي))ة والحيوي))ة
ك))الهواء والج))و والم))اء واألرض وب))اطن األرض والنب))ات والحي))وان بم))ا في ذل))ك ال))تراث
الوراثي وأشكال التفاعل بين هذه الموارد وكذا األماكن والمناظر والمعالم الطبيعية.
وما يستفاد من هذا التعريف الذي جاء به المشرع الجزائري أنه يبدو مفهوما غامضا
أق رب من ه إلى المفه وم الض يق بخالف المش رع المص ري ،لكون ه لم ي درج العناص ر
الصناعية التي هي من صنع اإلنسان في هذا المفهوم.
كم ا ج اء تعري ف البيئ ة ب اإلعالن الص ادر عن م ؤتمر البيئ ة البش رية ال ذي عق د
بس توكهولم بالس ويد ع ام 1972بأنه ا" :ك))ل ش))يء يحي))ط باإلنس))ان س))واء ك))ان طبيعي))ا أو
بشريا".
وإ زاء ه ذا االختالف والتب اين في تحدي د التعري ف الق انوني للبيئ ة واتج اه بعض
المش رعين إلى تب نى المفه وم الواس ع والبعض اآلخ ر للمفه وم الض يق ،ف إن االتج اه الغ الب
يذهب لألخذ بالمفهوم الواسع لعدة اعتبارات أهمها:
* أوال :أن مفهوم البيئة أوسع من مفهوم الطبيعة ،فهناك فرق بينهما ،كون البيئة تضيف
مظاهر جديدة وعناصر أخرى للطبيعة لم تكن من مكوناتها وهي من نتاج وصنع اإلنسان
مثل المنشآت.
* ثاني))ا :أن العناص ر الص ناعية وال تي هي من ص نع اإلنس ان تعت بر الس بب الرئيس ي في
اإلضرار بالعناصر الطبيعية التي هي من صنع اهلل تعالى ،وهو ما يستلزم ضرورة ف رض
رقابة على العناصر الصناعية وإ دراجها في مفهوم البيئة للحد من مخاطرها المفرطة.
وما تجدر اإلشارة إليه في هذا المقام أنه وعلى الرغم من عدم االتفاق على تعريف
مح دد للبيئ ة والعناص ر ال تي تش ملها ،فإن ه من الالزم االع تراف له ا على أنه ا تمث ل قيم))ة
يسعى النظ)ام الق)انوني في الدول)ة للحف)اظ عليه)ا ،ش أنها في ذل ك ش أن الكث ير من القيم في
المجتمع ،وهذا هو األساس القانوني لحماية البيئة بصفة عامة ،فكما يسعى في ذات الوقت
لحماية الحق في الحياة كقيمة يسعى المجتمع لحمايتها بتجريم أفعال القتل ،فكذلك تجريم
االعت داء على البيئ ة واإلض رار به ا لكون ه يع ترف به ا كقيم ة من قيم المجتم ع ،ب ل تعت بر
قيمة تفوق في الواقع أهميتها معظم القيم األخرى ،وذلك ألن اإلضرار بها ال يضر فردا
واحدا ،ولكن يضر المجتمع في مجموعه.
و من هنا اتجهت معظم الدول لتأكيد هذه القيمة الجديدة في قوانينها ،بل وزاد التأكيد
على ه ذه القيم ة ب النص عليه ا في الدس اتير وفي اإلعالن ات الدولي ة بص ورة أض حت معه ا
حقا من حقوق اإلنسان ،وحمايتها واجبا من واجبات الدولة.
من هنا نجد بأن الضبط اإلداري البيئي يستهدف حماية البيئة من خالل فرض قيود على
حرية األفراد و المؤسسات لمكافحة التلوث بمختلف أشكاله و صوره ،لكون حماية البيئة
و المحافظ ة عليه ا من متطلب ات الحف اظ على النظ ام الع ام ،باتخ اذ مختل ف اإلج راءات و
الت دابير االحترازي ة و الوقائي ة و ح تى ذات الط ابع ال ردعي منه ا و الموكل ة للس لطات
العمومية في الدولة ،بحيث يتم الحيلولة دون وقوع المخالفات الماسة بالبيئة ،وآلية ذلك
تتضح من خالل مجموعة القرارات التي تصدر عن هيئات الضبط اإلداري البيئي لحماية
مختلف عناصر البيئة من خالل تقييد أنماط سلوك األفراد المؤثرة على البيئة .
رابعا :طبيعة الضبط االداري البيئي
تنطوي طبيعة الضبط اإلداري البيئي على وجهين اثنين :
أ -/أنه ذو طبيعة سياسية :
على اعتب ار أن ه مظه ر من مظ اهر س يادة الدول ة ،كونه ا الوس يلة ال تي تس تعين به ا
للدفاع عن وجودها و فرض هيمنتها ،من خالل تقييد الحريات تحت مبرر حماية النظام
العام من جهة ،و من جهة أخرى حماية نظام الحكم في الدولة .
ب -/أنه ذو طبيعة ادارية:
وفق ا له ذه الطبيع ة ف ان ممارس ة الس لطة اإلداري ة في الدول ة لمهامه ا بص فة محاي دة
هدفها حماية النظام العام فيها ،على اعتبار أن ذلك يمثل العالقة القائمة بين الكل و الجزء
،بحيث أن الض بط اإلداري البي ئي ه و ج زء من الض بط اإلداري بص فة عام ة ،و
بمقتض ى ذل ك يجب أن تك ون ه ذه الممارس ة موافق ة للق انون و الدس تور في إط ار مب دأ
المشروعية ،أي أن سلطات الضبط اإلداري تمارس سلطاتها في حدود القانون .
خامسا :خصايص الضبط االداري البيئي
الهدف من استعراض خصائص الضبط اإلداري البيئي هو تمييزه عن باقي نشاطات
اإلدارة العامة ،و تتمثل هذه الخصائص في :
الص فة االنفرادي ة :فجمي ع ق رارات س لطات الض بط اإلداري البي ئي تتم يز بالط ابع
االنفرادي ،و تتجلى من خالل األوامر التي تصدر عنها في شكل قرارات إدارية
فردي ة أو تنظيمي ة ،وال تلعب إرادة الف رد هن ا دورا ح تى تنتج أعم ال ض ا ب
أثاره ا القانوني ة ،بحيث م ا على ه ذا األخ ير س وى الخض وع و االمتث ال لتل ك
األوامر الصادرة عن اإلدارة و التي ال تخضع إال للقانون و لرقابة القضاء فقط.
الص))فة الوقائي))ة :بحيث أن الق رارات الص ادرة عن الس لطات اإلداري ة في الدول ة
ه دفها من ع االض طرابات و الفوض ى و المخ اطر ،من خالل إص دار الق رارات
المتخ ذة لحماي ة النظ ام الع ام البي ئي من ك ل تع د و إخالل وانته اك بتقيي د الحري ات
الفردي ة و ح تى التض حية به ا أحيان ا ول و لم ينص الق انون على إج راء معين
لمواجهة هذا االنتهاك .
الص)فة التقديري)ة :فبمقتض ى ه ذه الص فة تتمت ع اإلدارة بمج ال ومس احة من الحري ة
في التص رف أثن اء ممارس ة اختصاص اتها ،فعن دما تتنب أ و تق در وج ود خط ر م ا
نتيجة عمل ما فتتدخل قبل وقوع الخطر أو الضرر على البيئة .
وعلي ه ف اإلدارة العام ة تمل ك ص الحية الس لطة التقديري ة ال تي من ش أنها الح د من
وقوع األضرار الماسة بالبيئة و النظام العام.
لكن تجب اإلش ارة إلى إن ممارس ة اإلدارة لس لطاتها يك ون في إط ار الخض وع
للقانون و الذي ال يكبل يدها و ال يضيق عليها الخناق ،ولكنه يعمل على خلق التوازن
و التوفيق بين امتيازات السلطة العامة و ضمان حماية الحقوق و الحريات التي يتمتع
األفراد.
ساديا :أغراض الضبط االداري البيئي
حتى ال تحيد سلطات الضبط اإلداري البيئي عن األغراض التي أنيطت بها باعتبارها
قي د ي رد على الحق وق و الحري ات ،و ح تى ال يك ون مش وبا بعيب االنح راف في اس تعمال
السلطة ،فالبد من تحديد أغراضه بشكل واضح و جلي طبقا للقانون.
و يدور الضبط اإلداري البيئي في تحقيقه ألهدافه بين أغراض تقليدية تنطوي على
األمن الع ام البي ئي و ص حة بيئي ة و س كينة عام ة بيئي ة ،إض افة إلى أغ راض أخ رى
مس تحدثة ،هي نت اج التط ور ال ذي تعرف ه البش رية ،كالحف اظ على الجم ال و الرون ق و
الرواء و الحفاظ على اآلداب العامة و والعمران اآلثار وغيرها.
سابعا :أقسام البيئة
انطالقا من التعريفات السابقة للبيئة فقد قسمت إلى قسمين اثنين:
/1البيئة الطبيعية:
تنطوي على المظاهر التي ال دخل لإلنسان في وجودها ،بل هي سابقة على وجوده،
كالص حراء ،البح ار ،المن اخ ،التض اريس ،الم اء الس طحي والج و ،اله واء ،الحي اة النباتي ة
والحيواني ة ،...ونج د ب أن البيئ ة الطبيعي ة له ا ت أثير مباش ر أو غ ير مباش ر على حي اة ه ذه
الموجودات الطبيعية.
/2البيئة المشيدة:
تتألف من البنية األساسية المادية التي شيدها اإلنسان من طرق ومنشآت وبنايات ،ومن
مؤسس ات ،ومن ثم يمكن النظ ر للبيئ ة المش يدة (االص طناعية) من خالل الطريق ))ة ال ))تي
نظمت بها المجتمعات حياتها والتي غيرت البيئة الطبيعية لخدمة الحاجات البشرية.
نج د في األخ ير ب أن البيئ ة بش قيها الط بيعي والمش يد هي ك ل متكام ل ،تتفاع ل فيه ا مختل ف
المكونات بشكل دائم.
ثامنا :عناصر البيئة المحمية قانونا في التشريع الجزائري
لقد تباينت النظم القانونية بصدد حماية البيئة والذي نشأ نتيجة التباين في تطور األمم
وتق دمها ،فكلم ا تط ورت تنبهت تش ريعاتها لوج ود مك ون جدي د من مكوناته ا يعت بر ذا قيم ة
جديرة بالحماية القانونية.
و من هن ا ف أهم العناص ر المش كلة للبيئ ة وال تي حظيت بحماي ة قانوني ة من المش رع
الجزائري نجد:
/1اله ))واء الج ))وي :اله واء من أثمن عناص ر البيئ ة وأي تغ يرات تط رأ على مكونات ه
الطبيعية تؤدي ال محالة إلى تأثيرات سلبية على الكائنات الحية من إنسان ،حيوان ،نبات.
ل ذا تنبهت ال دول ومنه ا الجزائ ر لخط ورة المس اس بالبيئ ة الحيوي ة وانعكاس اتها على
الكائن ات الحي ة ،فب ادرت بإص دار تش ريعات في ه ذا الش أن ،به دف من ع انبع اث المكون ات
الهوائية كاألبخرة والروائح واإلشعاعات وما شابه ذلك بسب تتجاوز الحدود المقررة ،فقد
أفرد قانون حماية البيئة فصال بعنوان مقتضيات حماية الهواء والج))و (الم واد من 44إلى
47من القانون 03/10المتعلق بحماية البيئة) ( ضرورة االطالع على المواد ).
وك ذلك ص درت العدي د من المراس يم في ه ذا الش أن و ال تي تؤك د على حماي ة اله واء
والمحافظة على طبقة األوزون ،مث ل المرس م 06/183لـ 15أفريل 2006ينظم انبعاث
الغاز والدخان والبخار والجزيئات السائلة والصلبة في الجو ،وكذا الشروط التي تتم فيه))ا
مراقبتها (ج ر .)24/2006
/2الماء واألوساط المائية:
الم اء من العناص ر البيئي ة الهام ة والض رورية لحي اة الكائن ات الحي ة إال أن ه يواج ه
إش كاالت ال حص ر له ا ،تتمث ل في الت دهور المض طرد في نوعيت ه نتيج ة األنش طة البش رية
المختلفة والتطور الصناعي الهائل ،وكذا االنفجار السكاني وغيرها ،مما أدى إلى تلويث
المياه ،وجعلها غير صالحة لالستخدامات الالزمة للحياة ،فصدرت العديد من القوانين في
هذا الشأن لحمايتها خاصة ترشيد استهالكها ومنع تلوثها.
وأفرد قانون حناية البيئة الجزائري فصال خاصا بمقتضيات حماية المياه واألوساط المائية
(مي اه معدني ة ،مي اه بيئي ة بحري ة( ،) ..الم ادة 48إلى 58من ق ، 03/10إض افة إلى
ق انون المي اه 05/12لـ 04/08/2005يتعل ق بالمي اه "ج ر ،"60/2005وك ذا بعض
المراس يم التنظيمي ة ذات العالق ة بحماي ة المي اه واألوس اط المائي ة "م ت 06/141لـ
19/04/2006يضبط القيم القصوى للمصبات الصناعية السائلة "ج ر ع .)"26/2006
/3التربة:
تع د التربي ة العنص ر األك ثر حيوي ة ،وتعت بر م وردا متج ددا من م وارد البيئ ة ،وتع ادل
في أهميتها أهمية الماء ،غير أنها كأي عنصر بيئي آخر معرضة للتأثيرات الطبيعية أو
تلك التي من صنع اإلنسان ،واليوم هناك إسراف شديد في استغالل األرض ،نتيجة الزيادة
السكانية المتسارعة وما واكبه من حاجة للمزيد من الغذاء والطاقة ،وتجلى ذلك من خالل
اس تخدام األس مدة الكيماوي ة والمبي دات الحش رية ،فأجه دت الترب ة وض عفت ق درتها على
التجدد التلقائي.
ل ذلك أعطى المش رع الجزائ ري كغ يره من المش رعين أهمي ة بالغ ة له ذا العنص ر
الحي وي ،من خالل العدي د من النص وص القانوني ة بترش يد اس تخدام الترب ة والمحافظ ة على
ت وازن مكوناتها ،ومن ع تلويثه ا وحمايته ا من التجريف والتص حر ،حيث نصت الم ادة 59
من الق انون 03/10بقوله ا" :تك ون األرض وب اطن األرض وال ثروات ال تي تحت وي عليه ا
بص فتها م وارد مح دودة قابل ة أو غ ير قابل ة للتجدي د ،محمي ة من ك ل أش كال الت دهور
والتلوث".
/4اإلطار المعيشي:
يتض من مفه وم البيئ ة بحس ب االتج اه الغ الب ليش مل ك ذلك البيئ ة المش يدة ،و ينط وي
اإلط ار المعيش ي على مختل ف العناص ر و الظ روف ال تي تس اهم في تحس ين حي اة أف راد
المجتم ع وتض من راحتهم و ص حتهم ،و من ثم يك ون ه ذا اإلط ار المعيش ي مح ل حماي ة
قانونية .
و من مقتضيات هذه الحماية :
إخضاع العمران للقوانين التي تضمن انسجامه و تناسقه مع المحيط.
تكريس نظافة المحيط ،مثل أوساط العمل و االستقبال ،األماكن العمومية ...
توف ير المس احات الخض راء و الح دائق العمومي ة و األم اكن الترفيهي ة و حماي ة
الغطاء النباتي كالغابات و غيرها.
وفي هذا اإلطار نشير إلى أن العامل البشري يعد العامل األكثر تأثيرا في التوازن
البي ئي ،من خالل اإلس اءة إلى الم وارد البيئي ة ب التلويث و االس تنزاف ،حيث تع د
النفاي ات و المخلف ات الص ناعية وك ذا الزح ف العم راني العش وائي تح ديات س افرة
للمجال البيئي ينتج عنها ما ينتج من إفساد في األرض و اإلضرار بالصحة.