You are on page 1of 8

‫مدرس المادة‪ :‬م‪.

‬م حسين حامد حسن‬


‫جامعة البيان – كلية القانون‬

‫م‪ /‬الـضبـط اإلداري‬


‫تعريف الضبط اإلداري‪ :‬هو مجموع اإلجراءات والقرارات التي تتخذها السلطة اإلدارية بهدف حماية‬
‫النظام العام والمحافظة عليه‪،‬‬
‫والضبط اإلداري من أول الوظائف العامة الذي اضطلعت بها الدولة الحديثة‪ ،‬وتُمثل هذه الوظيفة‬
‫حماية المجتمع وكيانه واألُسس التي يقوم عليها من أي عدوان أو تهديد‪ ،‬فقد كانت اإلدارة ُمنذُ القدم‬
‫وستبقى مكلفة بواجب مواجهة أية مخاطر تهدد المجتمع‪ ،‬وتوفير االمن والصحة والسكينة العامة‬
‫ألبنائه‪.‬‬
‫ولقد دخلت عناصر جديدة غير تلك العناصر التقليدية وطرأ تطور على عناصر الضبط اإلداري فبعد‬
‫أن كانت عناصر ثالث (األمن العام والصحة العامة والسكينة العامة) دخل عليها في قضية (لوتسى)‬
‫عام (‪ ) 1959‬فتطور مفهوم الضبط اإلداري ليشمل بداللته مفهوم البيئة والحفاظ على التراث‬
‫واآلثار‪.‬‬
‫معنى الضبط اإلداري‪:‬‬
‫للضبط اإلداري معنيين‪ :‬األول (عضوي) ويُقصد به الهيئات واألجهزة اإلدارية التي تتولى مهمة‬
‫الحفاظ على النظام العام‪ ،‬ومثالها في العراق أجهزة وزارة الداخلية المنصوص عليها في قانون هذه‬
‫الوزارة رقم (‪ )183‬لسنة ‪ ،1980‬وأجهزة وزارة الصحة رقم (‪ )89‬لسنة ‪.1981‬‬
‫واألجهزة البلدية المنصوص عليها في قانون البلديات‪.....‬الخ‪.‬‬
‫المعنى الثاني‪ :‬فهو (وظيفي مادي) ويُقصد به النشاط الذي تُباشره األجهزة المعنية بحماية النظام‬
‫العام‪.‬‬
‫وتعد الوظيفة اإلدارية المتمثلة في حماية المصالح العُليا للمجتمع (النظام العام) من الوظائف التقليدية‬
‫لإلدارة‪ ،‬وإن اختلفت حدود سلطاتها في هذا الجانب تبعا ً لظروف كل مجتمع وطبيعة المرحلة التي‬
‫يمر بها‪ ،‬وتتولى اإلدارة بموجب هذه الوظيفة تنظيم ومراقبة ممارسة االفراد لحرياتهم الفردية‬ ‫ُ‬
‫ونشاطاتهم الخاصة بها بما يكفل حماية النظام العام‪ ،‬فالضبط اإلداري ليس الحالة الوحيدة لفرض‬
‫بعض القيود على ممارسة الحريات الفردية‪ ،‬ومع التنبيه الى أن هنالك بالدرجة االُولى القوانين التي‬
‫تُنظم كل نشاط في المجتمع‪ ،‬وتضع الحدود والقيود للحريات الفردية في ممارسة ذلك النشاط‪.‬‬
‫مثال ذلك النشاط الصناعي والتجاري والمهني المتمثل في ممارسة المهن المختلفة‪ ،‬وهذا ما يُسمى‬
‫بالضبط التشريعي‪ ،‬ويختلف الضبط اإلداري عن الضبط القضائي الذي تقوم به الجهات الضبطية‬
‫المختصة بعد وقوع الجريمة للتحري عن فاعلها‪ ،‬واتخاذ اإلجراءات القانونية األصولية لتقديمه‬
‫للمحاكمة لينال جزاءه في حالة ثبوت ارتكابه للفعل‪.‬‬
‫مدرس المادة‪ :‬م‪.‬م حسين حامد حسن‬
‫جامعة البيان – كلية القانون‬

‫ومن ذلك يتضح ان الضبط القضائي هو اجراء عالجي‪ ،‬في حين ان الضبط اإلداري هو اجراء‬
‫وقائي غايته حماية النظام العام قبل وقوع االخالل به وانتهاكه‪ ،‬واتخاذ التدابير الكفيلة لمنع مثل هذا‬
‫االنتهاك واالخالل بالنظام العام‪.‬‬
‫هذا وال تتعارض وظيفة اإلدارة في هذا الجانب مع الضمانات الدستورية والقانونية للحريات الفردية‪،‬‬
‫ألن هذه الحريات يجب أن تُمارس في حدود القانون‪.‬‬
‫وبما يُمكن المجتمع من ممارسة حرياتهم بانتظام‪ ،‬فتنظيم المرور يمكن األفراد من ممارسة حرياتهم‬
‫في استعمال الطريق‪ ،‬وتنظيم طرائق الوقاية الصحية من االمراض واألوبئة يحمي المجتمع من‬
‫تفشي تلك األمراض وسريانها‪.‬‬
‫وهكذا الحال بالنسبة لجميع إجراءات الضبط اإلداري التي تهدف دائما ً لحماية النظام العام‪ ،‬ولو تُرك‬
‫حيث يُريد ألنقلب األمر الى فوضى عارمة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫األمر لكل فرد يُفسر الحرية على هواه ويضع حدودها‬
‫ولما تمكن أحد من ممارسة حرية أو نشاطاً‪.‬‬
‫وقد عرف الفقيه (هوريو) النظام العام بأنه‪ :‬انعدام الفوضى والقالقل‪ ،‬والنظام العام هو مجموعة‬
‫عليا مشتركة لمجتمع ما في زمن ُمعين يتفق الجميع على ضرورة سالمتها‪ ،‬ويتكون النظام‬ ‫مصالح ُ‬
‫العام من ثالثة عناصر هي (األمن العام‪ ،‬والسكينة العامة‪ ،‬والصحة العامة)‪.‬‬
‫وعلى ضوء التطورات التي شهدها العالم بعد أحداث (‪11‬أيلول ‪ )2001‬فقد دخل موضوع محاربة‬
‫اإلرهاب ضمن األهداف التي تسعى لتحقيقها الدول‪ ،‬وان كان هذا المصطلح لم يُحدد قانونا ً ال في‬
‫قرارات االُمم المتحدة‪ ،‬وال في التشريعات الداخلية‪ ،‬هذا وقد فرض الدستور على الدولة محاربة‬
‫اإلرهاب بجميع أشكاله‪ ،‬فقد نص الدستور في المادة (‪ )7‬فقرة (ثانيا ً) على‪( :‬تلتزم الدولة بمحاربة‬
‫اإلرهاب بجميع أشكاله‪ ،‬وتعمل على حماية أراضيها من أن تكون مقرا ً أو ممرا ً أو ساحة لنشاطه)‪.‬‬
‫عناصر الضبط اإلداري‪:‬‬
‫يسعى الضبط اإلداري الى المحافظة على النظام العام في المجتمع واعادته الى نصابه إذا ما انحرف‬
‫عن اتجاهه‪ ،‬وعناصر الضبط اإلداري هي‪:‬‬
‫‪ -1‬األمن العام‬
‫يقصد به اطمئنان الفرد على نفسه وماله من خطر االعتداء سواء كان مصدره الطبيعة كالفيضانات‬
‫والبراكين والحرائق التي يمكن ان تهلك النفس والحرث‪ ،‬أو كان مصدره االنسان كما في حالة‬
‫االشعاعات النووية القاتلة التي تنتج عن القنابل الذرية أو أي مصدر آخر‪ ،‬ويهدف الضبط اإلداري‬
‫لتوفير األمن للمواطنين وجعلهم يشعرون بأن أنفسهم وأموالهم وأعراضهم في مأمن من االعتداء‬
‫واالنتهاك‪ ،‬وتتخذ سلطات الضبط اإلجراءات الكفيلة بتحقيق ذلك‪ ،‬مثل منع ارتكاب الجرائم‪ ،‬ومالحقة‬
‫مدرس المادة‪ :‬م‪.‬م حسين حامد حسن‬
‫جامعة البيان – كلية القانون‬

‫األشخاص الذين يُمثلون خطرا ً على جمهور المواطنين مثل المجرمين والمجانين والمخمورين‪،‬‬
‫ومكافحة الحيوانات السائبة الخطرة على اإلنسان‪.‬‬
‫وقد أناط ال ُمشرع العراقي هذه المهمة في أهم جوانبها في وزارة الداخلية التي حدد قانونها رقم‬
‫(‪ )183‬لسنة ‪ 1980‬أهم أهداف مهامها وهي‪:‬‬
‫‪ -‬تنفيذ السياسة العامة للدولة في شأن صيانة األمن الداخلي لجمهورية العراق وتوطيد النظام‬
‫العام فيها‪ ،‬وتنفيذ القوانين واألنظمة المتصلة به وبالتنسيق مع الوزارات والدوائر المختصة في‬
‫المهام المشتركة‪.‬‬
‫‪ -‬حماية أرواح الناس واألموال العامة والخاصة وضمان سالمتها من أي خطر يُهددها‪.‬‬
‫‪ -‬منع ارتكاب الجرائم واتخاذ اإلجراءات القانونية للبحث عن مرتكبيها‪ ،‬ويدخل ضمن هذا الهدف‬
‫مكافحة اإلرهاب لحماية أرواح الناس وأموالهم‪.‬‬

‫‪ -2‬الصحة العامة‬
‫ويعني هذا العنصر من عناصر النظام العام اتخاذ اإلجراءات الالزمة للمحافظة على الصحة العامة‪،‬‬
‫ومنع كل أسباب المرض واألوبئة‪ ،‬فتقوم الجهات المختصة بمنع تجمع المياه أو األوساخ مما يجعلها‬
‫بؤرة النتشار األمراض أو األوبئة أو مضايقة المواطنين‪ ،‬وكذلك تُراقب مياه الشرب للتأكد من‬
‫صالحيتها‪ ،‬كذلك تتخذ اإلجراءات لتلقيح المواطنين ضد األمراض أو األوبئة‪ ،‬ومراقبة المحالت‬
‫العامة وأماكن سير الغذاء للتأكد من مراعاتها للشروط الصحية المطلوبة‪ ،‬ومنها أيضا ً إجراءات‬
‫الحجر الصحي لمنع انتشار األوبئة مثل الكوليرا أو انفلونزا الطيور واإليدز‪.‬‬
‫وقد أعطى قانون الصحة العامة رقم (‪ )89‬لسنة ‪ 1981‬الجانب األساسي من هذه المهام لدوائر‬
‫وزارة الصحة‪ ،‬ونصت المادة (‪ )32‬منه على ما يأتي‪( :‬إن ضمان توافر الشروط والقواعد الصحية‬
‫في المحالت العامة هو حماية لصحة وسالمة المواطنين والبيئة)‪.‬‬
‫إن توفير هذه الشروط والقواعد الصحية واجب على أصحاب المحالت العامة والمسؤولين عنها‪،‬‬
‫وعليه تُمارس الرقابة الصحية من قبل أجهزة وزارة الصحة لجميع أنحاء البالد بصورة مستمرة ليالً‬
‫ونهارا ً على تلك المحالت‪ ،‬ضمانا ً لتطبيق أحكام هذا القانون‪ ،‬وقد نصت مواد أُخرى في القانون‬
‫المذكور على مكافحة األمراض‪ ،‬ومراقبة مياه الشرب‪ ،‬ومنع إيواء وتربية الحيوانات في األحياء‬
‫السكنية‪.....‬الخ‪.‬‬

‫‪ -3‬السكينة العامة‬
‫مدرس المادة‪ :‬م‪.‬م حسين حامد حسن‬
‫جامعة البيان – كلية القانون‬

‫تتوفر السكينة العامة باتخاذ سلطات الضبط اإلداري اإلجراءات الالزمة لمنع الضوضاء والجلبة‪،‬‬
‫طرق واألماكن العامة واألحياء السكنية‪ ،‬فتمنع كل عوامل‬ ‫والمحافظة على الهدوء والسكون في ال ُ‬
‫الضوضاء والجلبة على مدار اليوم‪ ،‬أو في أوقات الليل التي يحتاج اإلنسان فيها للهدوء والراحة‬
‫السكنية‪ ،‬ومن إجراءات الضبط الهادفة لتوفير السكينة العامة هي‪ :‬منع ُمكبرات الصوت في الطرق‬
‫العامة واألحياء السكنية في أوقات معينة‪ ،‬ومنع استخدام ُمنبه السيارة اال في حاالت الضرورة‬
‫القصوى‪ ،‬ومنع استخدام اآلالت المزعجة‪ ،‬أو إنشاء المصانع في المناطق السكنية ومنع انبعاث‬
‫الغازات المضرة‪ ..‬الخ‪ ،‬ومن التشريعات المتعلقة بحماية السكينة العامة قانون منع الضوضاء رقم‬
‫(‪ )21‬لسنة ‪.1966‬‬
‫ولم يقصر القضاء اإلداري مهام البوليس اإلداري على األغراض المذكورة‪ ،‬وإنما أخذ يوسعها‬
‫لتشمل اآلداب العامة واألخالق العامة‪ ،‬فبعد أن كان مجلس الدولة الفرنسي ال يُعد المحافظة على‬
‫األخالق العامة من واجبات الضبط اإلداري‪ ،‬أخذ يُقر بحق السلطات اإلدارية في اتخاذ إجراءات‬
‫الضبط للمحافظة على اآلداب العامة‪ ،‬ومنها منع عرض األفالم المنافية لآلداب واألخالق العامة‪.‬‬

‫صور الضبط اإلداري‬


‫قد يكون الضبط اإلداري عاماً‪ ،‬فتتخذ السلطات المختصة بالضبط اإلداري إجراءات عامة تطبق كل‬
‫من تنطبق عليه دون أن يكونوا ُمحددين ابتدا ًء‪ ،‬وهذا هو الضبط اإلداري العام‪ ،‬اال أن الضبط‬
‫اإلداري قد يكون خاصا ً ومقتصرا ً على حاالت يُحددها القانون أو القرارات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -1‬الضبط اإلداري العام‪:‬‬
‫الضبط اإلداري العام هو الذي يهدف الى حماية النظام العام بعناصره الثالثة التي بينها‪ ،‬األمن العام‪،‬‬
‫والصحة العامة‪ ،‬والسكينة العامة‪ ،‬فتتخذ اإلجراءات من قبل اإلدارة لحماية المجتمع من االخطار‬
‫واالمراض والضوضاء‪ ،‬وكل ما يُعكر استقرار النظام العام‪ ،‬فالضبط اإلداري العام هو مجموع‬
‫األوامر والقرارات واإلجراءات التي تتخذها اإلدارة لحماية النظام العام‪.‬‬
‫‪ -2‬الضبط اإلداري الخاص‪:‬‬
‫قد تحتاج اإلدارة الى سلطات ضبط لحاالت خاصة ال تكفي فيها سلطاتها العامة للضبط اإلداري‬
‫العام‪ ،‬فتُعطى صالحيات ضبط خاص بموجب نصوص قانونية أو قرارات إدارية‪ ،‬وهكذا يهدف‬
‫الضبط اإلداري الخاص الى حماية النظام العام‪،‬‬
‫ولكن في مجاالت محددة‪ ،‬كبعض األماكن التي تُمارس فيها أنواع خاصة من النشاط‪ ،‬مثال ذلك‬
‫سلطات الضبط الخاص بتنظيم المرور والسكك الحديدية‪ ،‬ومنع االحداث من دخول السينما‪،‬‬
‫مدرس المادة‪ :‬م‪.‬م حسين حامد حسن‬
‫جامعة البيان – كلية القانون‬

‫وقد يتعلق الضبط اإلداري الخاص بتنظيم ممارسة مهنة أو نشاط معين‪ ،‬مثل تنظيم الصيد أو المهن‬
‫مثل (الطب والمحاماة والصيدلة)‪ ،‬وقد يستهدف الضبط اإلداري الخاص الى المحافظة على نظافة‬
‫وجمالية المدينة والطرق والميادين العامة‪ ،‬مثل منع وضع اإلعالنات واللوحات في الشوارع إال في‬
‫األماكن الخاصة بذلك ووفق اإلجراءات المطلوبة لهذا الغرض‪ ،‬أو حماية اآلثار‪ ،....‬والضبط‬
‫اإلداري الخاص قد يكون تنفيذا ً لتشريع أو قرار اداري يتضمن إجراءات ضبط عامة‪ ،‬مثل سحب‬
‫إجازة قيادة مركبة من شخص ما تنفيذا ً لحكم القانون‪ ،‬أو منح االجازة لفتح محل عام‪ ،‬او األمر بهدم‬
‫بناء آيل للسقوط‪......‬الخ‪.‬‬
‫وقد يتعلق الضبط اإلداري الخاص ببعض الفئات من األشخاص مثل تنظيم إقامة األجانب‪.‬‬

‫م‪ /‬وسائل الضبط اإلداري‬


‫‪ -1‬القرارات التنظيمية اللوائح‪:‬‬
‫تلجأ اإلدارة الى استخدام سلطتها بإصدار قرارات ملزمة تتضمن قواعد عامة تهدف الى حماية‬
‫النظام العام‪ ،‬مثل أنظمة المرور والقرارات المتعلقة بحماية الصحة العامة وحماية البيئة من التلوث‬
‫ومنع الضوضاء‪ ،‬الخ‪.‬‬
‫وقد تتضمن قرارات الضبط اإلداري العامة منع القيام بنشاط معين أو القيام بإجراءات معينة‪ ،‬وقد‬
‫تتضمن تلك القرارات شرط الحصول على إذن ُمسبق من السلطات اإلدارية المختصة للقيام بنشاط‬
‫ُمعين‪ ،‬ومن تتوفر فيه الشروط الالزمة ال ُمحددة بالقرار يستطيع تقديم طلب بذلك‪ ،‬إال بعد صدور‬
‫موافقة من الجهة المختصة‪ ،‬فضالً عن ان القرارات التنظيمية في مجال الضبط اإلداري قد تتضمن‬
‫اشتراط إذنا ً أو موافقة مسبقة‪ ،‬وإنما ممارسة النشاط جائزة بشرط إخبار الجهة ال ُمختصة‪ ،‬وأخيرا ً فان‬
‫القرار ات اإلدارية في مجال الضبط اإلداري قد تكتفي بتنظيم النشاط‪ ،‬مثال ذلك تعليمات المرور‬
‫وسير المركبات في الطرق الداخلية والخارجية‪ ،‬وتعليمات وزارة الصحة وتنظيم نشاط المحالت‬
‫العامة بما يضمن توفير الصحة للمواطنين ومنع أسباب األمراض‪.‬‬
‫‪ -2‬األوامر والقرارات الفردية‪:‬‬
‫اذ كانت القرارات اإلدارية التنظيمية تتضمن قواعد عامة تنطبق على عدد غير ُمعين من األشخاص‪،‬‬
‫فان األوامر الفردية على خالف ذلك‪ ...‬قرارات تتضمن أوامر بحق شخص أو أشخاص ُمعينين‬
‫بذواتهم أو محددين بصفاتهم‪ ،‬ومثال ذلك (منح إجازة قيادة السيارة‪ ،‬أو إجازة فتح محل تجاري‪ ،‬أو‬
‫األمر بهدم مبنى آيل للسقوط‪ ،‬أو منح إجازة حمل السالح‪ ،‬أو إجازة البناء‪.....‬الخ‪.‬‬
‫وهذه القرارات الفردية قد تكون تطبيقا ً لقرار تنظيمي بشرط أن ال تخالف القانون أو القرارات‬
‫التنظيمية‪.‬‬
‫مدرس المادة‪ :‬م‪.‬م حسين حامد حسن‬
‫جامعة البيان – كلية القانون‬

‫‪ -3‬استخدام القوة المادة (التعسف)‪:‬‬


‫قد ترى سلطة الضبط اإلداري أن النظام العام ُمهدد وال يُمكن حمايته إال باستخدام القوة المادية في‬
‫سبيل المحافظة على النظام العام وقمع االضطرابات في حالة وقوعها‪ ،‬ولكن استخدام القوة يجب أن‬
‫يكون ُمنظما ً بتشريع أو تعليمات في الحدود الالزمة إلعادة النظام الى الحياة العامة‪.‬‬
‫ويمكن تشبيه حق اإلدارة في استخدام هذه الوسيلة من وسائل الضبط اإلداري مع الفارق بحق الدفاع‬
‫الشرعي‪ ،‬فالنظام العام يهم عموم المجتمع واالعتداء عليه أو خرقه يُملي على اإلدارة واجب اتخاذ‬
‫اإلجراءات الالزمة للحفاظ عليه‪ ،‬ويجب عدم استخدام هذه الوسيلة اال بعد خيبة جميع الوسائل‬
‫االُخرى لحماية النظام العام‪.‬‬

‫م‪ /‬حدود سلطات الضبط اإلداري‬


‫‪ -1‬في الظروف الطبيعية‪:‬‬
‫الضبط اإلداري نشاط تقوم به اإلدارة الى جانب أنشطة أُخرى‪ ،‬وهو يخضع لما تخضع له أعمال‬
‫اإلدارة جميعا ً من وجوب احترامها للقانون أي لمبدأ (المشروعية)‪ ،‬ال بل احترام اإلدارة لمبدأ‬
‫المشروعية يجب ان يظهر بأبهى وأجلى صورة في حالة الضبط اإلداري‪ ،‬ذلك ان الضبط اإلداري‬
‫يتعلق بحريات األفراد ونشاطهم‪ ،‬لذلك فان قرارات الضبط اإلداري تخضع لرقابة القضاء شأنها في‬
‫ذلك شأن القرارات اإلدارية األُخرى‪ ،‬فيراقب القضاء أركان القرار اإلداري المتعلق بالضبط للتأكد‬
‫من سالمته القانونية‪.‬‬
‫وتمتد رقابة القضاء اإلداري في البلدان التي يوجد فيها قضاء اداري مثل فرنسا ومصر الى أبعد من‬
‫مراقبة المشروعية قرارات الضبط‪ ....‬فيراقب مالئمة إجراءات الضبط ووسائله للظروف التي‬
‫استدعت تدخل سلطات الضبط‪ ،‬وهكذا فان القاضي اإلداري قد وضع وهو يراقب المالئمة قاعدة‬
‫جديدة باعتبار المالئمة في قرارات الضبط عنصرا ً من عناصر المشروعية‪،‬‬
‫فيشترط في صحة اإلجراءات الضبطي أن يكون (ضروريا ً والزما ً ومتناسباً) مع أهمية الوقائع التي‬
‫تدعو اإلدارة التخاذها‪ ،‬ويُراقب القضاء أهداف إجراءات الضبط للتأكد من كونها تدخل في أهداف‬
‫الضبط اإلداري‪ ،‬يُضاف الى ذلك أنه يُراقب أسباب التدخل ويلزم اإلدارة ببيان إجراءاتها‪ ،‬ويُراقب‬
‫تناسب الوسائل المستخدمة مع السبب‪.‬‬

‫‪ -2‬في الظروف االستثنائية‪:‬‬


‫مدرس المادة‪ :‬م‪.‬م حسين حامد حسن‬
‫جامعة البيان – كلية القانون‬

‫قد ال تكفي اإلجراءات التي تتخذها اإلدارة في الظروف االعتيادية لحماية النظام العام وعند وقوع‬
‫ظروف استثنائية مثل الحروب والكوارث الطبيعية‪ ،‬لذلك أجاز القضاء اإلداري لإلدارة ان تتحلل‬
‫مؤقتا ً من قيود المشروعية التي تحكم أعمالها في الظروف االعتيادية لتوسع سلطاتها‪ ،‬لكي تتمكن من‬
‫مواجهة الظروف االستثنائية وحماية النظام العام في ظلها‪ ،‬وهكذا تتعطل المشروعية االعتيادية لتحل‬
‫محلها في الظروف االستثنائية مشروعية جديدة تُسمى (مشروعية االزمات) أو (المشروعية‬
‫االستثنائية)‪ ،‬وتُبرير التوسع في حرية اإلدارة في التصرف لمواجهة الظروف االستثنائية كما‬
‫أوضحه مجلس الدولة الفرنسي هو (واجبات اإلدارة)‪.‬‬
‫فاإلدارة ُمكلفة بحماية النظام العام وضمان سير المرفق العام بانتظام إلشباع الحاجات العامة‬
‫للجمهور‪ ،‬فإذا لم تتمكن من القيام بهذا الواجب بسبب وقوع ظروف استثنائية‪ ،‬فلها أن تترك مؤقتا ً‬
‫التقيد بالمشروعية االستثنائية االعتيادية‪ ،‬وتوسع سلطاتها لتتمكن من القيام بواجباتها في ظل‬
‫الظروف االستثنائية المستجدة‪ ،‬لذلك فإن مجلس الدولة أقر الكثير من إجراءات وقرارات اإلدارة في‬
‫ظل الظروف االستثنائية‪ ،‬في حين كانت مثل هذه القرارات تُعد غير مشروعة في ظل الظروف‬
‫العادية‪ ،‬ولكن هذا ال يعني أن قرارات الدارة تُعد غير مشروعة في ظل الظروف العادية‪ ،‬ولكن هذا‬
‫ال يعني أن قرارات اإلدارة في الظروف االستثنائية ال تخضع لرقابة القضاء‪ ،‬فهي تبقى خاضعة‬
‫لرقابة القضاء‪ ،‬ولكنه يُطبق عليها مشروعية تختلف عن المشروعية االعتيادية‪.‬‬
‫وقد أعطت الفقرة (ز) من المادة (‪ )62‬من دستور ‪ 1970‬السابق‪ ،‬لمجلس الوزراء وصالحية اعالن‬
‫الطوارئ الكلية أو الجزئية وانهائها وفقا ً للقانون‪.‬‬
‫أما الدستور الحالي لعام ‪ ،2005‬فقد أعطى لمجلس النواب صالحية اعالن حالة الطوارئ بموجب‬
‫المادة (‪ )61‬تاسعاً(ب) التي تنص على ما يأتي‪( :‬تُعلن حالة الطوارئ لمدة ‪ 30‬يوما ً قابلة للتمديد‪،‬‬
‫وبموافقة عليها في كل مرة)‪.‬‬
‫وقد خول الدستور رئيس مجلس الوزراء الصالحيات الالزمة التي تُمكنه من إدارة شؤون البالد‬
‫خالل مدة اعالن الحرب وحالة الطوارئ‪ ،‬على أن يُعرض على مجلس النواب اإلجراءات التي‬
‫اتخذت والنتائج في أثناء مدة اعالن الحرب وحالة الطوارئ خالل مدة (‪ )15‬يوما ً من تاريخ انتهائها‬
‫(م‪ -61‬تاسعا ً ج و ء)‪.‬‬
‫هذا وكان مجلس الحكم قد أصدر بتاريخ ‪ 2004‬قانون الدفاع عن السالمة الوطنية تضمن صالحيات‬
‫واسعة للسلطة التنفيذية لمواجهة الظروف الطارئة‪.‬‬
‫أما على مستوى التشريعات العادية‪ ،‬فقد أصدر ال ُمشرع مسبقا ً عددا ً من القوانين لتنظيم سلطات‬
‫واختصاصات الجهات اإلدارية المختصة بحماية النظام العام في الظروف االستثنائية‪ ،‬منها قانون‬
‫السالمة الوطنية رقم (‪ )12‬لسنة ‪ ،1971‬وقانون الدفاع المدني رقم‪ 64‬لسنة ‪.1978‬‬
‫مدرس المادة‪ :‬م‪.‬م حسين حامد حسن‬
‫جامعة البيان – كلية القانون‬

You might also like