You are on page 1of 78

‫الج ــمهوريــة الجزائريــة الديمقــراطــية الش ــعبــية‬

‫وزارة التــعليم العالي والبحــث العل ـمــي‬

‫جــامعــة عبد الحميد مهري قسنطينة ‪1‬‬

‫كـلية الحقوق تيجاني هدام‬


‫قسم‪ :‬العلوم اإلدارية‬
‫التخصص‪ :‬إدارة عامة‬

‫دور تدابير الضبط اإلداري في الوقاية من انتشار‬


‫فيروس كورونا‬
‫–كوفيد ‪-19‬‬

‫م ــذك ـ ــرة مكــمل ــة لنيل شهادة ماستر أكاديمي‬

‫تحت‬ ‫من إعداد‪:‬‬


‫إشراف‪:‬‬

‫األستاذة بلمرابط حنان‬ ‫بوذراع خير الدين‬


‫السنة الجامعية‪2022-2021:‬‬
‫شكر و تقدير‬
‫بداية الشكر هلل عز و جل الذي أعانني و شد من عزمي إلكمال هذه املذكرة‪،‬‬
‫‪.‬و أشكره ‪ ،‬الذي وهبني الصبر ألجعل هذا املشروع علما ينتفع به‬
‫أتقدم بأجمل‪ O‬عبارات الشكر و االمتنان من قلوب فائضة باالحترام و‬
‫التقدير لها‪ ،‬و نقدم أزكى تحياتي و أجملها و أثناها أرسلها لك بكل الود و‬
‫االحترام شاكر كل ما قدمته و ما نصحتني به في إشرافك على هذه املذكرة‪،‬‬
‫‪:‬فلك مني كل الشكر و االمتنان‬
‫"األستاذة الفاضلة "بلمرابط حنان‬
‫اإلهداء‬
‫أهدي عملي هذا إلى من هي في الحياة حياة إليك ينحني الحرف حبا و امتنان‬
‫إليك من علمتني النجاح و الصبر أمي إلى والدي رمز األمان والتضحية و‬
‫العطاء من حصد األشواك عن دربي ليمهد لي طريق العلم حفظكم هللا لي‬
‫إنشاء هللا‬
‫إلى رفقاء دربي في الدراسة و الحياة إلى كل األهل و األحبة الذي لم يرد‬
‫‪.‬ذكرهم‬
‫بوذراع خير الدين‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬
‫يعد الضبط اإلداري وظيفة قديمة قدم الدولة وذلك لكونها ضرورية لفرض النظام وتحقيق االستقرار‬
‫في المجتمع‪ ،‬وهو الوظيفة األساسية في اإلدارة العامة التي تمثل السلطة التنفيذية في كل دولة‪ ،‬وهذه‬
‫الوظيفة الضبطية هي األكثر خطورة وأهمية وتبرز كمظهر جوهري لوجود الدولة وكتعبير رئيسي‬
‫عن الس يادة الحاكم ة و ال يتص ور للمجتم ع اإلنس اني وج وده دون نظ ام يض بط س لوك الف رد داخ ل‬
‫المجتم ع في ممارس ة لحقوق ه الطبيعي ة ‪،‬فيه دف الض بط اإلداري إلى حماي ة النظ ام الع ام بتنظيم‬
‫ممارسة األفراد لحرياتهم و أنشطتهم الخاصة‪ ،‬وذلك باتخاذ تدابير تقيد بها هذه الحريات وتختلف‬
‫ش دتها حس ب ن وع الحري ة الم راد تقيي دها كم ا تتس ع س لطات الض بط اإلداري في ظ ل الظ روف‬
‫االستثنائية لمواجهة هذه الظروف التي تهدد امن و سالمة الدولة كالخطر الداهم والكوارث الطبيعية‬
‫واألوبئة كجائحة كورونا التي غزت العالم في الفترة األخيرة ‪.‬‬
‫وباعتب ار الض بط اإلداري ه و ص ورة من ص ور النش اط اإلداري ال ذي تق وم ب ه الس لطة اإلداري ة و‬
‫التنفيذي ة عن د ممارس تها لوظيفتها بم ا يحقق المص لحة العام ة لألف راد‪ ،‬ف أن ه ذه الوظيف ة الض بطية هي‬
‫األكثر خطورة ‪ ،‬فهي مظهر جوهري يعبر عن سيادة الدولة بما يوكل إليها من مهمات و مسؤوليات‬
‫السيما إذا ما علمنا إن الغاية من الضبط اإلداري تتسم بالطابع الواقعي والذي يتجسد في المحافظة على‬
‫النظام العام بعناصره المختلفة األمن العام والصحة العامة ‪ ،‬السكينة العامة ‪ ،‬واآلداب واألخالق العامة‬
‫حيث ال تخلو اليوم الدولة من جهة أو وزارة أو إدارة بالتكفل و االهتمام بالبيئة ووضع برنامج يتولى‬
‫االهتمام بالبيئة والمحافظة عليها و لهذا يتميز موضوع الضبط اإلداري باألهمـية البالـغـة لتعلقه بمختلف‬
‫نواحي النشاط اإلداري الذي تتوله اإلدارة العامة ممثلة في السلطة التنفيذية في كل دولة‪ ،‬وتظهر وظيفة‬
‫الضبط اإلداري كمظهر جوه ــري لوجـ ــود ة الدولة و تعبر عن ممارسة السلطة الحاكمة لسيادتها وذلك‬
‫من أجل تنظيم نشاط وحرية األفراد وفرض القيود الضرورية على ذلك النشاط وتلك الحرية لمواجهة‬
‫أي مخ اطر ته دد المجتم ع وتوف ير األمن والص حة والس كينة للمواط نين به دف حماي ة النظ ام الع ام ‪،‬‬
‫ويتميز الضبط اإلداري بالطابع الوقائي إذ يهدف إلى حماية النظام العام في المجتمع قبل وقوع إخالل‬
‫به أو انتهاكه واتخاذ التدابير االحترازية التي تحول دون ذلك‪ ،‬وهو عكس الضبط القضائي الذي تقوم‬
‫به الجهات القضائية بعد وقوع الجريمة للتحري عن مرتكبيها ومتابعتهم لتقدميهم للمحاكمة ومعاقبتهم‬
‫في ح ال ثب وت الجريم ة في حقهم‪ ،‬فه و إج راء ع اجلي‪ ،‬ويتخ ذ الض بط اإلداري ص ورتين هم ا الض بط‬
‫اإلداري الع ام المتمث ل في الق رارات واإلج راءات والت دابير ال تي تتخ ذها اإلدارة العام ة لحماي ة النظ ام‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫الع ام بعناص ره الث الث‪ ،‬والض بط اإلداري الخ اص‪ ،‬ال ذي يم ارس بم وجب نص وص قانوني ة أو ق رارات‬
‫إداري ة ويه دف إلى حماي ة النظ ام الع ام ه و األخ ر لكن في مج االت مح ددة ‪ ،‬وفي ظ ل انتش ار وب اء‬
‫كورونا كوفيد ‪ 19‬الذي تفشى في دول العالم ومس الجزائر وهو جائحة تمثل تهديد حقيقي للمواطنين‬
‫في أمنهم وص حتهم وس كينتهم‪ ،‬وته دد النظ ام الع ام في المجتم ع والدول ة‪ ،‬فك ان لزام ا على س لطات‬
‫الضبط اإلداري في الجزائر أن تتخذ تدابير وقائية لمنع انتشار وتفشي هذا الوباء‪ .‬و من اجل اإللمام‬
‫بالموضوع اقتضت الدراسة وضع اإلشكالية التالية‬

‫إشكالية الدراسة ‪:‬‬


‫تنقسم إشكالية البحث إلى إشكالية رئيسية وتنبثق عنها مجموعة من اإلشكاليات‬
‫الفرعية خدمة لموضوع البحث‬
‫بالنسبة لإلشكالية الرئيسية تتمثل في‪:‬‬
‫ما هو دور الضبط اإلداري في ظل جائحة كورونا وما هي انعكاساته على األفراد و على‬
‫النظام العام؟‬
‫تتفرع عنها مجموعة من التساؤالت الثانوية على النحو التالي‪:‬‬
‫‪‬ما المقصود بالضبط اإلداري وما هي خصائصه وفيما يتميز عن غيره من الصور؟‬
‫‪‬ما مدلول النظام العام وما هي مميزاته وعناصره؟‬
‫‪‬ما المقصود بجائحة كورونا وما هي طبيعتها القانونية؟‬
‫‪‬ما هو دور سلطات الضبط اإلداري في ظل جائحة كورونا وما هي الوسائل‬
‫المستخدمة‬
‫في ذلك؟‬
‫‪ -‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تشمل أهداف هذه الدراسة الكشف عن النصوص القانونية والتنظيمية الصادرة في إطار‬
‫مكافحة هذا الوباء الخطير‪ ،‬وكيفية تعامل السلطات المحلية مع هذه النصوص وحرصها‬
‫على المحافظة على النظام العام على المستوى المحلي مع احترام حقوق وحريات‬
‫األفراد‪.‬‬
‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫وتكمن أهمية موضوع الدراسة الذي وقع عليه اختياري في الوقوف على مدى انعكاس‬
‫تدابير الضبط اإلداري في ظل جائحة كورونا وضرورة إعداد برامج وطنية و والئية‬
‫تتضمن‬
‫‪ .‬التدابير الالزمة للحد من تفشي الوباء‬
‫وضرورة إعالم وتوعية المواطنين بكافة اإلجراءات والتدابير مع فرض عقوبات على‬
‫المخالفين وهذا من اجل الحفاظ على النظام العام‪.‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن دواعي اختيار موضوع البحث استوجبته الضرورة العلمية والتي‬
‫تظهر من خالل‪:‬‬
‫دوافع ذاتية‪:‬‬
‫‪ ‬الرغبة الذاتية للبحث في مجال القانون اإلداري والتي كانت الدافع األساسي‬
‫الختياري‬
‫هذا الموضوع‪.‬‬
‫الميل إلى الخوض في المواضيع الحديثة باعتبارها تتصدر القضايا الراهنة والتي‬ ‫‪‬‬
‫تثير اهتمامات واسعة على الصعيد الوطني والدولي‪.‬‬
‫دوافع موضوعية‪:‬‬
‫محاولة التطرق إلى موضوع الضبط اإلداري باعتباره من أبرز وأقدم المواضيع‬ ‫‪‬‬
‫والوقوف على أهم انعكاسات سلطات الضبط اإلداري في ظل جائحة كورونا‪.‬‬
‫إدراك أهمية الموضوع مما يستدعي زيادة االهتمام بهذا المجال الذي يعد أداة‬ ‫‪‬‬
‫لتحقيق النظام العام بتبيان دور المشرع الجزائري في ظل جائحة كورونا‪.‬‬
‫صعوبة الد راسة‪:‬‬
‫باعتبار الموضوع المتخصص الحديث واجهتني صعوبة الوصول إلى بعض المراجع‬
‫المتخصصة في موضوع الدراسة وان وجدت مع قلتها تتشابه من حيث المفردات‬
‫والمضمون‪.‬‬
‫‪ -‬المنهج المتبع‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫لقد اعتمدت في هذه الدراسة على المنهج الوصفي والتحليلي من خالل عرض النصوص‬
‫والت دابير االس تثنائية الص ادرة في إط ار مكافح ة وب اء كورون ا والح د من انتش اره وتحليله ا‬
‫للوقوف على فعاليتها قدر اإلمكان‪ ،‬مع االستعانة باآلراء الفقهية‪.‬‬
‫تمهيد‪: ‬‬
‫اعتمدت في إعداد هذا البحث على بعض الدراسات المتخصصة السابقة التي تناولت‬
‫موضوع تدابير الضبط اإلداري في مجال الصحة العامة في الظروف العادية وأيضا‬
‫بعض األبحاث والمقاالت التي تناولت التدابير المتعلقة بوباء كورونا ‪.‬‬
‫‪ -‬تقسيمات الموضوع‪:‬‬
‫قمت بتقس يم ه ذه الدراس ة إلى فص لين‪ ،‬تن اولت في الفص ل األول ماهي ة الض بط اإلداري‬
‫الص حي و س لطاته ك أداة لمكافح ة وب اء كورون ا‪ ،‬قس م إلى مبح ثين ‪ ،‬المبحث األول مفه وم‬
‫الض بط اإلداري في مج ال الص حة العمومي ة‪ ،‬قس م إلى مطل بين األول تعري ف الض بط‬
‫اإلداري الصحي و خصائصه و الثاني أهداف الضبط اإلداري الصحي‬
‫و تناولت في المبحث الثاني‪ ،‬سلطات الضبط اإلداري في ظل الكوفيد ‪، -19 -‬‬
‫أم ا الفص ل الث اني‪ ،‬فق د خصص ته لوس ائل و ت دابير الض بط اإلداري الص حي في ض ل‬
‫كوفيد ‪،-19-‬‬
‫ض من مبح ثين األول مفه وم جائح ة كورون ا كوفي د ‪ -19-‬تض من ثالث مط الب األول ‪,‬‬
‫تعريف جائحة كورونا و طبيعتها و المطلب الثاني أسباب انتشار فيروس كورونا المستجد‬
‫و المطلب الث الث التك ييف الق انوني لجائح ة كورون ا بين الق وة الق اهرة و الظ رف الط ارئ‬
‫آم ا بالنس بة للمبحث الث اني‪ ،‬تض من الوس ائل القانوني ة و الوس ائل المادي ة و البش رية في‬
‫مواجه ة كوفي د ‪ -19-‬في مطل بين األول الوس ائل المادي ة و البش رية و الث اني الوس ائل‬
‫القانونية‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الضبط اإلداري‬
‫الصحي و سلطاته‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬


‫تعد الصحة على أنها علم يهتم بوقاية أفراد المجتمع من اإلصابة بمختلف األمراض لتمتعهم بصحة‬
‫جيدة ليعيشوا وقتا أطول ‪ ،‬و يشمل جميع الطرق و الوسائل التي يتم اللجوء إليها لتحقيق هذا الهدف‬
‫من توف ير بيئ ة ص حية آمن ة ‪ ،‬و تق ديم الخ دمات الص حية و اللقاح ات و نش رات التوعي ة و الفح وص‬
‫الدورية المجانية و السعي للحد من انتشار بعض األمراض و تقديم العالج لها و االرتقاء بالسلوكيات‬
‫الص حية و تحس ين ظروف البيئ ة المحيط ة مث ل فلورة المي اه و غيره ا‪.‬وال تقتص ر الص حة العام ة على‬
‫الجانب الجسدي فقط ‪ ،‬إنما تشمل الجانب العقلي أو النفسي و الجانب الجسدي و الجانب االجتماعي ‪،‬‬
‫و في حال عدم معاناة الفرد من أي مرض أو مشكلة في جميع هذه الجوانب فهو يتمتع بصحة عامة و‬
‫في ض ل الظ روف ال تي عاش تها الجزائ ر بس بب جائح ة كورون ا لج أت إلى اتخ اذ ك ل الت دابير لحماي ة‬
‫الصحة العمومية عن طريق الضبط اإلداري ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫المبحث األول‪ : ‬مفهوم الضبط اإلداري الصحي وخصائصه‬


‫المطلب األول‪ :‬تعريف الضبط اإلداري الصحي وخصائصه‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الضبط اإلداري في مجال الصحة‬
‫لغة ‪ :‬‬
‫ج اء في لس ان الع رب ألبن منظ ور ‪ ،‬يقص د بالص حة ‪ ،‬ذه اب الم رض ‪ ،‬و هي خالف الس قم ‪ ،‬وي رد‬
‫فيه السقم بمعنى المرض ‪ ،‬أما المرض فهو فيه السقم ونقيض الصحة ‪ ،‬وهكذا تدور المدلوالت اللغوية‬
‫له ذه الكلم ات في حلق ة مفرغ ة و بمع اني مقارب ة ‪ ،‬و ت رد الص حة العام ة و الم رض في معجم‬
‫‪1‬‬
‫المصطلحات القانونية لجراد كورنيه ‪.‬‬
‫تعريف الصحة ‪:‬‬
‫إن الص حة تعت بر من المف اهيم المعق دة لتع دد مع ايير قياس ها المرتبط ة بجمي ع الج وانب االجتماعي ة و‬
‫النفسية ‪ ،‬والشخصية للفرد ‪ ،‬حيث عرفتها منظمة الصحة العالمية في ديباجة دستورها سنة ‪، 1948‬‬
‫على أنه ا ‪ " :‬حال ة من اكتم ال الس المة ب دنيا وعقلي ا و اجتماعي ا‪ ،‬ال مجرد انع دام الم رض أو العجز" و‬
‫المالح ظ من ه ذا التعري ف أن ه جع ل الص حة ال تتمث ل فق ط في خل و اإلنس ان من األم راض و تمتع ه‬
‫بالصحة الجيدة بل حالة من التكامل بين الوظائف الجسمية و النفسية للفرد ‪ ،‬و ينظر إليها في المبادئ‬
‫النظمية الحديثة إلى أنها حالة فردية من اإلحساس بالعافية ‪ ،‬و يكون الفرد قادرا على تحقيق التوازن‬
‫بطريقة مناسبة بين المتطلبات الجسدية الداخلية و المتطلبات الخارجية للبيئة ‪ ،‬حيث يعس بذلك مفهوم‬
‫‪2‬‬
‫الصحة التأثير المتبادل لعدد كبير من العوامل االجتماعية و النفسية و المحيطية‪.‬‬
‫أما تعريفها من الناحية القانونية ‪:‬‬
‫عرفته ا الم ادة ‪ 02‬من ق انون الص حة ‪:18/11‬تس اهم حماي ة الص حة و ترقيته ا في الراح ة البدني ة و‬
‫النفسية و االجتماعية للشخص و رقيه في المجتمع ‪ ،‬و تشكالن عامال أساسيا في التنمية االقتصادية و‬
‫‪3‬‬
‫االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -‬األستاذ قنديلي رمضان ‪ ،‬الحق في الصحة في القانون الجزائري )دراسة تحليلية مقاربة( جامعة بشار الجزائر‬ ‫‪1‬‬

‫دون سنة النشر‬


‫‪ -‬منصر نصر الدين ‪ ،‬المتصدي للوباء العالمي كورونا كوفيد ‪ 19‬من خالل وسائل الضبط اإلداري العام في الجزائر‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،‬جامعة العربي التبسي تبسه ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬جويلية ‪2020‬‬


‫‪ -‬الجريدة الرسمية ‪ 11/ 18‬مؤرخة في ‪ 02‬يوليو ‪ ، 2018‬قانون الصحة ‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪46‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫كم ا عرفته ا الم ادة ‪ 29‬من نفس الق انون على أنه ا ‪ :‬حماي ة الص حة هي ك ل الت دابير الص حية و‬
‫اإلقتصادية و االجتماعية و التربوية و البيئية الرامية إلى الحد من األخطار الصحية أو القضاء عليها ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫سواء كانت ذات أصل وراثي أو الحفاظ على صحة الشخص و الجماعة‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الخصائص الضبط اإلداري الوقائية‬


‫تعتبر الوقاية سياسة صحية هادفة إلى العمل على تفادي ظهور و انتشار أو تفاقم األمراض و األخطار‬
‫حماية لحياة الفرد و الجماعة ‪ ،‬ببعض الخصائص منها ‪:‬‬
‫أنها طبيعيا متعددة الشعب لنجاح السياسات الوقائية البد من مساهمة الجميع فيها ‪ ،‬باعتبار أن فائدة ه ذه‬
‫السياسة تعود على الجماعة كلها ‪ ،‬لذلك فال يمكن تصور الشعب الطيبة هي وحدها المختصة بها و إنما‬
‫ال بد من اقتحام شعب علمية أخرى غير طبية ‪ ،‬و اجتماعية و هندسية و معمارية و تكنولوجية و بيئية‬
‫و قانونية ‪....‬الخ ‪ ،‬فمثال ال يمكن تصور إعداد سياسة وقائية ضد الحوادث و األخطار في المدارس و‬
‫المؤسسات التربوية بمعزل عن مسؤولية ومسرى قطاع التربية و مختلف القدرات البشرية العاملة في‬
‫ه ذا الس لك تمام ا كم ا ه و الش أن أيض ا لحال ة انته اج برن امج وق ائي من ح وادث الطرق ات ‪ ،‬فال يمكن‬
‫اتخاذه و إعداده بصفة علمية و موضوعية بدون اشتراك فيه إضافة إلى مختص الصحة رجال القانون‬
‫و مس ؤولين عن وزارة الداخلي ة و مس ؤولين عن وزارة الع دل ووزارة األش غال العمومي ة و أه ل‬
‫االختصاص من الجامعيين الدارسين للتصرفات االجتماعية الخاصة بهذه الحوادث ‪.‬‬
‫ـ إن حمالت الوقاي ة الص حية موجه ة ألش خاص هم في ص حة جي دة أو على األق ل ظاهري ا ‪ ،‬و ذل ك‬
‫به دف من ع تعرض هم للم رض أو الخط ر المع ني ‪ ،‬وهي مختلف ة في ذل ك عن العالق ة الموج ودة م ابين‬
‫المريض و الطبيب يجتهد حسب ما أوتي من علم إلحقاق هذه النتيجة ‪.‬‬
‫ـ ينتج بفعل تطبيق سياسات الوقاية الصحية مشاكل تخص األخالقيات و ذات نوع أدبي و ذلك مابين‬
‫مب دئي اح ترام الحري ات الفردي ة من جه ة و إحق اق المص لحة العام ة أو مص لحة الجماع ة من جه ة‬
‫أخرى ‪.‬‬
‫ـ تك ون ع ادة القواع د أو النص وص القانوني ة المنظم ة للوقاي ة الص حية آم رة و ملزم ة تحت طائل ة‬
‫عقوبات جزائي ة السيما تلك الخاصة منها بالوقاية العامة ‪ ،‬و ذلك بهدف حماية الصحة العمومية من‬
‫تهاون أو رعونة أو ال مباالة البعض من الناس الجاهلين أو المتجاهلين لروح المواطنة ‪.‬‬

‫‪ -‬الجريدة الرسمية ‪ 11- 18‬قانون الصحة ‪ ،‬نفس المرجع‬ ‫‪1‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫ـ إن السياس ات الوقائي ة له ا ط ابع جم اعي و احتم الي في نفس ال وقت ‪ ،‬بحيث تع رض برنامجه ا على‬
‫الجماعة انتهاج سلوكيات معينة و مرتكزة في ذلك على حجج مؤكدة بهدف إحقاق الصحة العمومية ‪،‬‬
‫و لكن تلك النتيجة المرجوة و الهدف المتوخى منها يبقى احتمالي غير أكيد سواء بالنسبة للجماعة أو‬
‫للفرد ‪ ،‬وذلك بالرغم من مشاركة هذا األخير في الحملة الوقائية ضمن الجماعة التي ينتمي إليها ‪.‬‬
‫ـ ت أثر السياس ة الوقائي ة بعوام ل خارجي ة عدي دة ق د تس اهم في إنجاحه ا أو إفش الها ‪ ،‬وفي ذل ك يض رب‬
‫الدكتور " ميشال باس " مثال عن حملة وقائية انتهجتها السلطات العمومية في دولة فنلندا ضد أمراض‬
‫القلب و الشرايين نظرا الرتفاع معدالتها في هذا البلد ‪ ،‬بحيث تبين بعد االنتهاء من هذه الحملة الوقائية‬
‫أن فئة السكان التي مستها الحملة شهدت معدل اإلصابة بسداد و لم ينخفض كما كان منتظرا و مس تهدفا‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬وذلك بسبب عدم فعالية التقنيات التي استعملت في هذه الحملة الوقائية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أهداف الضبط اإلداري‬
‫الفرع األول ‪ :‬األهداف التقليدية للضبط اإلداري‬
‫يدور ال دور التقليدي حول فكرة النظ ام الع ام‪ ،‬ل ذلك سنقس م ه ذا الف رع إلى نقطتين اث نين يتض من أوال‬
‫مفهوم النظام العام أما الثانية فتتضمن عناصر النظام العام‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم النظام العام‬


‫كغيره ا من األفك ار تعرض ت فك رة النظ ام الع ام الهتمام ات الفقهي ة والقض ائية بش أن تعريفه ا وتحدي د‬
‫خصائصها‪.‬‬
‫‪ -1‬موقف الفقه من تعريف النظام العام‬
‫عرف ه ج انب من الفق ه بأن ه مجم وع الش روط الالزم ة االس تتباب األمن واآلداب العام ة‪ ،‬ال تي ال غ نى‬
‫عنها لقيام عالقات سلمية بين المواطنين بما يتناسب و عالقاتهم االقتصادية ‪.‬‬
‫المالحظ على هذا التعريف أنه واسع جدا يرتكز على تحديد المتطلبات التي تعد أساسية لحماية الحياة‬
‫في المجتمع‪ .‬وقد اختلف الفقه في تعريف النظام العام من زاويتين‪ ،‬من زاوية أولى‪ ،‬هناك من عرفه‬
‫تعريفا سلبيا‪ ،‬حيث عرفه الفقيه الفرنسي ‪ M.Hauriou‬بأنه "حالة واقعية تعارض حالة واقعية أخرى‬

‫‪ -‬عمر شنتير رضا ‪ ،‬النظام القانوني للصحة العمومية ‪ ،‬أطروحة دكتورا في الحقوق قسم القانون العام ‪ ،‬كلية الحقوق‬ ‫‪1‬‬

‫ببن‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫هي الفوضى" وذلك معناه أن الهدف من الضبط سلبي ال يسمح بوقوع اضطرابات‪ ،‬وال يتدخل إال إذا‬
‫‪1‬‬
‫حدث التهديد بالنظام العام ‪.‬‬
‫ولكن تطورات هذا التعريف بعد ذلك إلى البعد االيجابي بارتكازه على تحديد واجبات الدولة لتحقيق‬
‫االستقرار نتيجة توسع و تشعب تدخالت هذه األخيرة‪ ،‬وتطور االجتهاد القضائي وما تبعه من اتساع‬
‫لفكرة النظام العام ‪ 2.‬وقد أكد الدكتور محمد عصفور على أنه ال يمكن أن يعرف النظام التقليدي العام‬
‫تعريفا سلبيا وهو اختفاء اإلخالل‪ ،‬وإ نما يجب أن ينطوي على معنى استثنائي يتجاوز النتيجة المباشرة‪،‬‬
‫ولذلك لم يعد الهدوء العام مثال يعني اختفاء الضجة واالضطرابات الخارجية وإ نما يعني راحة الس كان‪،‬‬
‫بمعنى اختفاء الجانب السلبي لتحل محله سياسة عامة لتنظيم وتحقيق االنسجام في المجتمع‪.‬‬
‫أما من زاوية ثانية‪ ،‬فقد ذهب العديد من الفقهاء إلى تحديد مضمون فكرة النظام العام‪ ،‬ولكنهم اختلفوا‬
‫في ش موله للج انب الم ادي فق ط أم المعن وي أيض ا ‪،‬فمن الفقه اء ال ذين اكتف وا في تع ريفهم لفك رة النظ ام‬
‫العام بالجانب المادي على غرار الفقيه الفرنسي ‪ ،M.Hauriou‬الذي اعتبر أن مفهوم النظام العام يشمل‬
‫العناص ر التقليدي ة الث الث ‪،‬أم ا في المقاب ل فمن الفقه اء من ذهب في تعريف ه للنظ ام الع ام على اعتب ار‬
‫شموله الجانب المادي واألدبي معا‪ ،‬ومنهم الفقيه الفرنسي ‪ M.Valine‬الذي اعتبر أن النظام العام فكرة‬
‫غامضة وواسعة ال تقتصر على النظام العام المادي فحسب بل يشمل أيضا النظام األدبي‪ ،‬وكذلك الفقيه‬
‫الفرنسي‪ ،G.Burdeau‬حيث شملت فكرة النظام العام عنده الجانب المادي واألدبي واالقتصادي وتمتد‬
‫لتغطي كافة صور النشاط االجتماعي ‪.‬‬
‫وقد أيد هذا االتجاه الدكتور محمد عصفور ‪3 .‬وكان هذا االتجاه محل إجماع الحق من الفقهاء‪.‬‬
‫‪ -2‬موقف القضاء اإلداري الفرنسي من تعريف النظام العام‬
‫تميز موقف القضاء اإلداري الفرنسي من تعريف النظام العام باالختالف بين مرحلتين‪:‬‬
‫‪ -‬مرحل ة م ا قب ل س نة ‪ :1959‬حيث ك ان يخ رج المس ائل المتعلق ة ب اآلداب العام ة واألخالق من نط اق‬
‫النظام العام‪ ،‬ومن أهداف الضبط اإلداري‪ ،‬ومنه كانت إجراءات وتدابير الضبط اإلداري المتعلقة بهذا‬
‫الجانب والتي تمس حقوق وحريات األفراد تتعرض إللغاء‪.‬‬

‫‪ -‬محمد بدران‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.64.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬سكينة عزوز‪ ،‬عملية الموازنة بين أعمال الضبط اإلداري والحريات العامة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،9110‬ص‪.29.‬‬
‫‪ -‬عبد الرؤوف هاشم بسيوني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪8.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫‪ -‬مرحلة ما بعد سنة ‪ :1959‬بداية من حكم ‪ 7‬ديسمبر ‪ 1959‬في قضية ‪،Luthesia‬‬


‫أص بح مجلس الدول ة الفرنس ي يعت بر اآلداب واألخالق العام ة كه دف من أه داف النظ ام الع ام والض بط‬
‫اإلداري ‪ ،‬وتتلخص وقائع القضية في أن رئيس بلدية ‪ Nice‬أصدر قرارا ضبطي يقضي بمنع عرض‬
‫ثالث ة أفالم حص لت على ت رخيص ق انوني من ط رف ال وزير المختص بع د موافق ة لجن ة المراقب ة على‬
‫األفالم السينمائية المنظم بموجب قانون ‪ ، 1945‬وقد صدر قرار رئيس البلدية تحت تأثير قوى ضغط‬
‫مجتمعي ة وبالخصوص جمعي ة أولي اء التالميذ‪ ،‬الذين ه ددوا بالقي ام بمظاهرات في المدين ة لمن ع عرض‬
‫ه ذه األفالم ال تي ته دد تربي ة وأخالق أوالدهم‪ ،‬حينئ ذ رفعت ش ركة األفالم دع وى أم ام مجلس الدول ة‬
‫مطالبة بإلغاء قرار رئيس البلدية والتعويض عن األضرار والخسائر‪ .‬أصدر هذا األخير قرارا برفض‬
‫إلغ اء ق رار رئيس البلدي ة ألن ه من ص ميم س لطاته الض بطية أن يق وم بالمحافظ ة على اآلداب العام ة‬
‫واألخالق‪ ،‬إذا كانت تهدد النظام العام وتعرضه للخطر‪ ،‬وذلك من خالل قيامه بحضر عرض األفالم‬
‫السينمائية سبق إجازتها من هيئة‬
‫الرقابة على األفالم‪ ،‬إذا كان ذلك من شأنه المساس بالنظام العام بسبب طابعها األخالقي ‪.‬‬
‫وص درت بع د ه ذا الق رار العدي د من الق رارات في الس ياق نفس ه ‪ ،‬وأص بح ب ذلك مجلس الدول ة ‪ ،‬يأخ ذ‬
‫‪1‬‬
‫بالبعد األخالقي في بناء فكرة النظام العام وكهدف مشروع للضبط اإلداري‪.‬‬
‫وق د تب نى القض اء اإلداري المص ري االتج اه نفس ه في القض ية رقم ‪ 902‬لجلس ة ‪ 08‬فيف ري ‪1978‬‬
‫المتعلقة بقرار وزير الثقافة المتضمن حذف بعض مشاهد فيلم العش الهادئ‪ ،‬حيث قضى مجلس الدولة‬
‫بحق هذا الوزير‪ ،‬باعتباره الرئيس اإلداري األعلى للرقابة على المصنفات الفنية‪ ،‬بحذف بعض مشاهد‬
‫هذا الفيلم لما يمثله من معارضة لقيم ومبادئ المجتمع‪ .‬وقضى أيضا أنه يعد مساسا بالنظام العام تأليف‬
‫الكتب أو إلق اء المحاض رات ال تي تحث على اإللح اد واإلباحي ة في المجتم ع ال ذي يتمس ك باألدي ان‬
‫الس ماوية‪، 2.‬كم ا اعت بر مجلس الدول ة الفرنس ي أن ت دخل اإلدارة لحماي ة المظه ر وال رواء في حكم‬
‫في قض ية اإلتح اد الباريس ي لنقاب ات المط ابع‪ ،‬مش روع في إط ار الض بط‬ ‫بت اريخ‪23-10-1936‬‬
‫اإلداري‪ ،‬وتتلخص وقائع القضية في أن اإلدارة أصدرت الالئحة تمنع توزيع اإلعالنات على المارة في‬

‫‪ -‬فيصل نسيغة ورياض دنش‪ ،‬النظام العام‪ ،‬مجلة المنتدى القانوني‪ ،‬قسم الكفاءة الوطنية للمحاماة‪ ،‬جامعة محمد‬ ‫‪1‬‬

‫خيضر بسكرة‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬ص ص‪.967-961.‬‬


‫‪ -‬عبد الرؤوف هاشم بسيوني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪88.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫الطرقات خوفا من إلقائها في الطرقات العامة عقب قراءتها‪ ،‬مما يؤدي إلى تشويه جمال الشوارع‪ ،‬ولما‬
‫‪1‬‬
‫طعن اتحاد النقابات طالبا إلغاء الالئحة‪ ،‬رفض مجلس الدولة طلبه وحكم بشرعية هذه األخيرة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬العناصر التقليدية للنظام العام‬


‫لم يتطرق المشرع عموما في أغلب التشريعات المقارنة لتعريف الضبط اإلداري‪ ،‬ولكنه تطرق له من‬
‫خالل عناص ر النظ ام الع ام‪ .‬ن ذكر على س بيل المث ال ق انون الجماع ات اإلقليمي ة الفرنس ي ال ذي ع رف‬
‫الضبط اإلداري بنص المادة ‪ 212-2‬من القسم التشريعي له من خالل هدفه المتمثل في ضمان النظام‬
‫‪2‬‬
‫الجيد‪ ،‬األمن‪ ،‬السكينة والصحة العمومية‪.‬‬
‫وق د وص ف الفقي ه الفرنس ي م وريس هوري و ه ذه العناص ر بالثالثي ة التقليدي ة وتتمث ل في عنص ر األمن‬
‫العام‪ ،‬الصحة العامة والسكينة العامة‪.‬‬
‫وينصرف معنى النظام العام التقليدي الذي هو هدف النشاط الضبط األساسي إلى العناصر التالية ‪:‬‬
‫تحقيق األمن العام ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫يعرف بصفة عامة على أنه الحفاظ على بقاء األمن السائد في مجتمع أو دولة مستتباً دون زعزعة‪،‬‬
‫وبالتالي تحقيق األمن لدى المواطنين الذين يعيشون في ذلك المجتمع‪ ،‬ومن مظاهر تحقيق األمن العام‬
‫الحد من وقوع الجرائم ومنعها‪ ،‬وفرض العقوبات على األفراد المتسببين بزعزعة األمن‬
‫و يع رف األمن الع ام أيض ا على أن ه إيج اد الثق ة عن د األف راد بك ونهم آم نين على أرواحهم وأمـوالهم‬
‫‪3‬‬
‫وأعراضهم بإبعادهم عن الفتن واالضطرابات وجميع األخطار المحيطة‪.‬‬
‫و‪ ،‬مثال ذلك يعد تنظيم المرور بما فيه من قوانين لتالفي الحوادث ضبطاً إداري اً عام اً من خالل حماية‬
‫حيـاة األفـراد ومركب اتهم من الح وادث‪ ،‬س واء وقعت بس بب االس تهتار‪ ،‬أو لمش كالت في اللوحـات‬
‫اإلرشـادية‪ ،‬واإلش ارات الض وئية‪ ،‬وك ذلك الح ال عن د اتخ اذ اإلدارة س لطات لمن ع االض طرابات أو‬
‫‪4‬‬
‫الكوارث‪.‬‬

‫‪ -‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.88‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬رقم ‪ 96-142‬المؤرخ في‪ 1996-02-21‬المتضمن القانون العام للجماعات اإلقليمية‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪-02-1996‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ .24‬أنظر الموقع من االنترنت‪www.legifrance.gouv.fr :‬‬


‫‪ -‬د‪ .‬فاروق عبد البر‪ ،‬دور مجلس الدولة المصري في حماية الحقوق والحريات العامة‪ ،‬ج ‪ ،2‬غير محدد مكان‬ ‫‪3‬‬

‫الطبع‪ ،1991 ،‬ص‪. 267‬‬


‫‪ -‬د‪.‬عبد الرؤوف هاشم بسيوني‪ ،‬نظرية الضبط اإلداري في النظم المعاصرة والشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار النهضة‬ ‫‪4‬‬

‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1995 ،‬ص‪. 87‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫حماية الصحة العامة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫اإلداري مسؤولية الحفاظ على المجتمع خالي اً من‬
‫ّ‬ ‫التنفيذية المسؤولة عن الضبط‬
‫ّ‬ ‫تقع على عاتق السلطة‬
‫حيواني اً أم‬
‫ّ‬ ‫األم راض المعدي ة ووقايت ه بش كل فع ال منه ا‪ ،‬بغض النظ ر عن مص در الع دوى س واء أك ان‬
‫طبيعي اً‪ ،‬ل ذلك تح رص دائم اً على تمت ع المواط نين بالص حة من خالل تنقي ة مص ادر المي اه‬
‫ّ‬ ‫انياً أم‬
‫إنس ّ‬
‫ملوث ة‪ ،‬وغيره ا من اإلج راءات‬‫والقض اء على الج راثيم والحف اظ على أن ابيب نق ل المي اه نظيف ة وغ ير ّ‬
‫ال من األم راض‪ ،‬ومن هنا نج د أن حماي ة الص حة العام ة يقص د ب ه‬ ‫الوقائي ة الالزم ة إليجاد مجتم ع خ ٍ‬

‫اتخ اذ اإلج راءات والت دابير الوقائي ة و العالجي ة لحماي ة المواط نين من مخـاطر األوبئ ة واألم راض‬
‫والج راثيم ال تي تته دد ص حتهم ‪ ،‬ويك ون ذل ك من خالل ف رض رقاب ة صـارمة على المحالت المض رة‬
‫بالص حة‪ ،‬وحماي ة مص ادر المي اه‪ ،‬كم ا ي دخل من ض منها على س بيل المث ال إنش اء المس الك العام ة ال تي‬
‫يستطيع األفراد اللجوء إليها بسهولة ؛ بدالً من تركهم ليقومـوا بـذلك بطريقة عشوائية مما قد يعرض‬
‫‪1‬‬
‫المجتمع لمخاطر صحية وبائية بسبب اإلهمال في التخلص مما ينجم عنها من قاذورات‪.‬‬
‫حماية السكينة العامة‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وتعرف عموما على أنها الهدوء في المناطق السكنية والقضاء على مظاهر اإلزعاج التي تقلق راحة‬
‫ويعت بر اله دوء والتمت ع ب ه من ح ق الف رد وخاص ة في األم اكن العام ة‪ ،‬وتتخلص الجه ات‬
‫المواط نين‪ُ ،‬‬
‫الحكومي ة من مصادر اإلزعاج وخاصة تلك التي تظهر ليالً ‪ ،‬كما يقصد أيضا المحافظة على حالة‬
‫ّ‬
‫اله دوء والس كون‪ ،‬ومن ع الضوض اء ال تي تقلـق الراحـة والناتج ة عن إنس ان أو أش ياء أو حي وان أو عن‬
‫‪2‬‬
‫أبواق السيارات‪ ،‬أو مضايقات الباعة المتجـولين في الشوارع وغيرها‪.‬‬
‫لذلك فإن المشرع عمد إلى حماية السكينة العامة وقد جاء في أحـد قـرارات محكمـة التمييز األردنية ما‬
‫يلي ‪ :‬أوجب المشرع على اإلدارة مراعاة األسس العامـة عنـد إجـازة أي مصنف مرئي أو مس موع ومن‬
‫هذه األسس‪ ،‬عدم اإلساءة إلى أي من العقائد الدينيـة المكفولـة حريتها في الدستور‪ ،‬وأن ال تتضمن هذه‬

‫‪ -‬د‪.‬أحمد الفارسي‪ ،‬د‪,‬خليفة الحميدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪98‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬ومن ذاك إنشاء القسائم الصناعية؛ وسوق الحدادة (ويسمى سوق الصفافير) في الكويت واللذين ينجم عنهمـا أصوات‬ ‫‪2‬‬

‫عالية ال تتالءم مع ما يجب أن يكون من هدوء في أوساط المناطق السكنية ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫المص نفات م ادة مث يرة للغرائ ز أو مروج ة لإلباحيـة أو العن ف أو الجريم ة أو اإلره اب أو اإلس اءة‬
‫‪1‬‬
‫لألخالق العامة‪.‬‬
‫ومن هن ا يث ار التس اؤل الت الي ‪ :‬ه ل تع د حماي ة اآلداب العام ة غرض اً تقلي دياً من أغـراض الض بط‬
‫اإلداري؟‬
‫وللج واب عن ه ذا الس ؤال فق د ك ان القض اء اإلداري الفرنس ي يقص ر أغـراض الـضبط اإلداري على‬
‫العناص ر الثالث ة الس ابقة للنظ ام الع ام‪ ،‬إال أن ه أض اف فيم ا بعـد عنـصر األخـالق واآلداب العام ة عن دما‬
‫قض ى مجلس الدول ة الفرنس ي بح ق س لطا ت الض بط اإلداري في الت دخل في بعض الح االت لحماي ة‬
‫األخالق واآلداب العام ة‪ ،‬وك ان ذل ك في مج ال حظـر عـرض األفـالم الس ينمائية إذا ك ان من ش أن‬
‫‪2‬‬
‫عرضها إثارة اضطرابات جسيمة في النظام العام بسبب الصفة غير األخالقية للفيلم محل العرض‪.‬‬
‫باإلض افة إلى الحف اظ على اآلداب العام ة و ال تي یقص د به ا مجموع ة القیم والمب ادئ األخالقیة ال تي‬
‫تواض ع الن اس في مجتم ع معین على احترامه ا واالل تزام به ا‪ 3.‬وق د أض اف اجته اد القض اء اإلداري‬
‫الفرنس ي إلى مقوم ات النظ ام الع ام الس الف ذكره ا عنص ر األخالق واآلداب العام ة لتص بح المحافظ ة‬
‫علیها تندرج ضمن أهداف الضبط اإلداري‪ ،‬إال أنه یشترط في ذلك أن تتصف "بالعمومیة"‪ ،‬باعتبارها‬
‫عنصر من عناصر النظام العام‪.‬‬
‫ویعت بر اإلخالل ب اآلداب واألخالق العام ة بمثاب ة المس اس بمص الح وأخالقیات أف راد معینین ب ذاتهم‬
‫وتطبیقا لما سبق ذكره فإن حكم "لوتیسیا"‪ ،‬الصادر عن مجلس الدولة الفرنسي سنة ‪ ،1959‬یعد نقطة‬
‫تحول في هذا المجال‪ ،‬حیث اعترف مجلس الدولة لسلطات الضبط بالحق في التدخل في حالة المساس‬
‫ب اآلداب العام ة‪ ،‬وتتمح ور وق ائع القض یة في أن عم دة نیس لع ام ‪ ،1954‬أص در ع دة ق رارات بمن ع‬
‫عرض بعض األفالم التي حصلت على تصریح بالعرض من الوزیر المختص‪ ،‬حیث طعنت الش ركات‬
‫المنتجة لألفالم المذكورة في هذه القرارات وقضى مجلس الدولة الفرنسي بحق سلطات الضبط المحلیة‬
‫في الت دخل لمن ع ع رض فیلم رغم س بق الحص ول على ت رخیص من الس لطات المركزیة إذ ك ان من‬
‫شأن عرض مثل‬

‫‪ -‬المادة(‪ ) 6‬أ‪ /‬من نظام رقابة المصنفات المرئية والمسموعة رقم (‪ )19‬لسنة ‪.1998‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬صدر حكم الدولة الفرنسي الشهير هذا في قضية شركة لوتيسيا (‪ )LUTETIA‬بتاريخ ‪ 18‬كانون األول سنة‪1959‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ - 3‬هاني علي الطهراوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.240‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫هذه األفالم خدش القیم األخالقیة‪ ،‬وقد یترتب على ذلك إثارة الشغب واإلخالل بالنظام العام‪ ،‬ولم یؤخذ‬
‫مجلس الدولة الفرنسي بوجهة نظر مفوض الحكومة‪ ،‬حیث قرر أن منع عرض هذه األفالم‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األهداف الحديثة للضبط اإلداري‬


‫لم تب ق أه داف وظيف ة الض بط اإلداري محص ورة في الثالثي ة التقليدي ة‪ ،‬ب ل تجاوزته ا بتط ور وتوس ع‬
‫وتش عب ت دخالت الدول ة وتط ور التش ريع واالجته اد القض ائي‪ ،‬إلى أه داف حديث ة تتعل ق بالنظ ام الع ام‬
‫‪2‬‬
‫الخلقي واآلداب العامة وجمال المدن ورونقها‪ ،‬النظام العام االقتصادي والنظام العام البيئي‪.‬‬
‫حيث لم تعد الدولة مجرد متدخل في عملية التنظيم‪ ،‬بل أصبحت فاعال‬
‫من الفواع ل في الحي اة االجتماعي ة واالقتص ادية والثقافي ة‪ ،‬ومن ثم توس عت وظيفته ا الض بطية لتش مل‬
‫المحافظ ة على اس تقرار الحي اة في المجتمع وتوازنها‪ ،‬لذلك لم تعد ه ذه الوظيف ة تتميز بط ابع االستثناء‬
‫‪3‬‬
‫المقيد للحرية بل الضابط األصيل لها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬النظام العام الخلقي (اآلداب العامة)‬


‫أص بح النظ ام الع ام في بع ده الجدي د يتض من حماي ة األخالق واآلداب العام ة‪ ،‬بع دما ك ان مقتص را على‬
‫المظ اهر المادي ة المحسوس ة ال تي ته دده‪ ،‬وال يعت د ب الجوانب األدبي ة أو األخالقي ة إال إذا ك ان من ش أنها‬
‫تهدي د النظ ام الم ادي ت دخل القض اء اإلداري الفرنس ي ليوس ع من س لطات الض بط اإلداري المش روعة‬
‫لحماية النظام الخلقي في قضية ‪ Luthesia‬بتاريخ ‪ 1959-12-18‬المذكورة سابقا‪ ،‬حيث أجاز لرئيس‬
‫البلدية حظر عرض أفالم سينمائية إذا كان من شأن هذا العرض اإلضرار بالنظام العام بسبب الصفة‬
‫غ ير األخالقي ة للفيلم‪ ،4‬واتب ع نهج ه القض اء اإلداري المص ري في ذلك‪ ،5‬ويش مل البع د الخلقي واآلداب‬

‫‪ -‬سعید بوعلي‪ ،‬نسرین شریقي‪ ،‬مریم عمارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪151‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.Ch-Edouard Minet, Op., Cit., p.37 -‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ضد‪.‬س‪.‬ط(‪ ،‬ص‪.272 .‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬محمد محمد بدران‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.103 .‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬في قضية بتاريخ ‪ 91/71‬بأن اقتناء صور ماجنة بقصد البيع والتوزيع يشكل خطرا‪ .‬أنظر‪ :‬عصام علي الدبس‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫القانون اإلداري‪ ،‬ماهية القانون اإلداري‪ -‬التنظيم اإلداري‪ -‬النشاط اإلداري‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،2014 ،‬‬
‫ص‪.466 .‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫العام ة مج االت الس ينما‪ ،‬المس رح والمطبوع ات وغيره ا‪ ،‬لم ا يمكن أن تمثل ه من خط ورة على القيم‬
‫والمبادئ التي يحترمها ويقدسها المجتمع‪ ،‬ومن األحكام التي أجاز فيها مجلس الدولة الفرنسي إجراءات‬
‫الض بط اإلداري المتعلق ة بمن ع ع رض الص حف والمج االت والمنش ورات المث يرة للغرائ ز في الط رق‬
‫‪1‬‬
‫العامة‬

‫ثانيا ‪ :‬جمال ورونق المدن وروائها‬


‫اختلف الباحثون في تحديد معايير الجمال ونماذجه اختالف الزاوية التي انطلق منها كل واحد منهم في‬
‫ذل ك‪ ،‬وع دم اتف اق نظ رة اإلنس ان ح ول ه ذه المع ايير‪ ،‬لكن هن اك من ح دد س تة مع ايير للجم ال هي‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫الترتيب‪ ،‬اإليقاع‪ ،‬التماثل‪ ،‬التناسب‪ ،‬الديكور والتوزيع ‪.‬‬
‫وقد تم حصر عنصر جمال الرونق والرواء في المدن‪ ،‬التي هي تجمع حضري لعدد كبير من السكان‬
‫على أرض كبيرة‪ ،‬في أقدم مدينة وهي روما التي تعود نشأتها إلى فترات قبل الميالد‪ ،‬لكن بالرغم من‬
‫ذل ك فهي تعطي مث ال في الجم ال والروع ة‪ ،‬ألنه ا تتض من المقوم ات الحديث ة للرواء والجم ال وروع ة‬
‫التنظيم والعناية الفائقة بتأسيس الطرق المعبدة والمباني الشاهقة والسكنية المتناسقة والتشجير والزرع‬
‫‪3‬‬
‫في الميادين العامة ونظافة البيئة والمباني وترابط شبكات المياه والصرف الصحي‪.‬‬
‫أما حاليا فقد تم حصر العناصر التي تدخل في جمال المدينة وروائها كالتالي‪:‬‬
‫ترميم المباني القديمة وتشييد العم ارات ونظاف ة البيئ ة وتنظيم لوح ات الدعاي ة واعالن ات في‬ ‫‪‬‬
‫المدينة‬
‫س نت العدي د من ال دول تش ريعات أل زمت المؤسس ات وك ذلك األف راد للتوج ه نح و القي ام به ذه المه ام‬
‫المتعلق ة بترميم المب اني القديم ة‪ ،‬وااللتزام بمواص فات معين ة في البن اء سواء ك انت عم ارات أو بناي ات‬
‫خاصة‪ ،‬واحترام الجانب الجمالي باالهتمام بالحدائق والمساحات الخضراء والتشجير وغيرها‪.‬‬
‫ترميم المباني القديمة (التراثية و األثرية)‬ ‫‪-1‬‬

‫‪ -‬حيث اعت بر مجلس الدول ة الفرنس ي في ق رار ل ه بت اريخ ‪ 29-01-1937‬أن من ع بعض المطبوع ات بق رار من‬ ‫‪1‬‬

‫رئيس البلدية هو مشروع ألنه تتضمن عبارات ومواقف ضارة بأخالق الشباب‪ .‬وقضى بتاريخ ‪ 06-08-1941‬بصحة‬
‫قرار منع حفالت ‪.‬‬
‫‪ -‬عدنان الزنكة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.62.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪70-58.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫تل تزم أجه زة وس لطات الدول ة التنفيذي ة وبالخص وص ال وزراء ورؤس اء البل ديات و الوالي ة و ال دوائر‬
‫األثرية المختلفة بحماية المباني األثرية والتراثية وصيانتها وترميمها دوريا وفق الحالة‬
‫التي وجدت عليها دون تغيير‪ .‬وتدخل هذه الحماية في إطار تدعيم القيمة الجمالية للمدن وتقدير أهمية‬
‫الموقع األثري وطابعه المعماري القديم‪ ،‬لما له من أثر تاريخي في تكوين التراث التاريخي والحضاري‬
‫‪1‬‬
‫للدولة والمدن مثل المساجد‪ ،‬القالع‪ ،‬األسواق ‪ ،‬الحمامات‪ ،‬القصور القديمة والساحات العمومية‪.‬‬
‫وأك دت مختل ف التش ريعات في دول الع الم على أهمي ة ت رميم المب اني التراثي ة و األثري ة وض رورة‬
‫صيانتها بل جعلتها هدف للضبط اإلداري‪ ،‬ومن بين هذه التشريعات في الجزائر ‪ ،‬حيث القانون رقم‬
‫‪2‬‬
‫‪ 98-04‬المؤرخ في ‪ 15-06-1998‬الذي يتعلق بحماية التراث الثقافي‪.‬‬
‫نصت المادة األولى منه على ما يلي‪ " :‬يهدف هذا القانون إلى التعريف بالتراث الثقافي لألمة و قد منح‬
‫‪3‬‬
‫وسن القواعد العامة لحمايته والمحافظة عليه وتنميته ويضبط شروط تطبيق ذلك"‪.‬‬
‫القانون وزير الثقافة سلطة رفض منح الترخيص بإنجاز مشروع في المناطق األثرية أو المحمية‪ ،‬وذلك‬
‫من أجل تنسيق وتنظيم المدن والمحافظة على مظهرها‪ .‬كما نصت المادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪01-20‬‬
‫‪4‬‬
‫على أن‪ " :‬المخطط الوطني‬ ‫المؤرخ في ‪ 12-12-2001‬المتعلق بتهيئة اإلقليم وتنميته المستدامة ‪.‬‬
‫لتهيئة اإلقليم يهدف إلى حماية التراث التاريخي وترميمه وتنميته"‪.‬‬
‫بناء وتشييد العمارات‬ ‫‪2-‬‬
‫أص بح بن اء الم دن الي وم يتم يز بط ابع خ اص يض في عليه ا جم ال متناس قا‪ ،‬حيث تتم يز العم ارات فيه ا‬
‫واألس واق والمراف ق والط رق بأش كال متناس قة من حيث األل وان‪ ،‬الطالء والتص ميم المعم اري المتم يز‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫بناء على خلفيات ثقافية وتاريخية كما تشمل المحالت التجارية والترفيهية و الخدماتية ‪.‬‬
‫وق د نص ت الم ادة ‪ 2‬من الق انون رقم ‪ 08-15‬ال ذي يح دد قواع د مطابق ة البناي ات وإ تم ام إنجازه ا على‬
‫أنه‪ ":‬يقصد في مفهوم هذا القانون المظهر الجمالي‪ ،‬انسجام األشكال ونوعية واجهات البناية بما فيها‬
‫تلك المتعلقة بالساحات الخارجية"‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 12‬منه على أنه‪ ":‬يعتبر المظهر الجمالي لإلطار‬

‫‪ -‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.76-72‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬ج‪.‬ر عدد ‪ 44‬بتاريخ ‪.17-06-1998‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬نصت المادة ‪ 30‬منه " يتم إعداد مخطط حماية واستصالح المواقع األثرية والمنطقة المحمية التابعة لها‪ ...‬يبين‬ ‫‪3‬‬

‫اإلجراء الخاص بإعداد مخطط الحماية واالستصالح ودراسته والموافقة عليه ومحتواه عن طريق التنظيم"‬
‫‪ -‬المرجع السابق‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -5‬عدنان الزنكة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.83-76.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫المب ني من الص الح الع ام وله ذا الغ رض يس تلزم المحافظ ة علي ه وترقيت ه"‪.‬باإلض افة إلى م ا أح ال إلي ه‬
‫الق انون رقم ‪ 08-02‬الم ؤرخ في ‪ 08-05-2002‬المتعل ق بش روط إنش اء الم دن الجدي دة وتهيئته ا إلى‬
‫‪1‬‬
‫التنظيم لتحديد مهام هيئة المدينة الجديدة وتنظيمها وكيفية سيرها‪.‬‬
‫كم ا نص ت الم ادة ‪ 4‬من الق انون رقم ‪ 20-01‬الم ؤرخ في ‪ 12-12-2001‬المتعل ق بتهيئ ة اإلقليم‬
‫وتنميت ه المس تدامة على أنه" تهدف السياسة الوطني ة لتهيئة اإلقليم وتنميت ه المس تدامة إلى تنمي ة مجموع‬
‫اإلقليم الوطني تنمية منسجمة على أساس خصائص ومؤهالت كل فضاء جهوي‪.‬‬
‫‪ -3‬المحافظة على نظافة البيئة‬
‫تل تزم البلدي ة بن اء باتخ اذ اإلج راءات والت دابير الالزم ة لرف ع المخلف ات والقمام ة الناتج ة عن المن ازل‬
‫‪2‬‬
‫والمحال التجارية وكل أماكن العمل والنشاطات التجارية‪ ...‬باإلضافة إلى جميع أنواع النفايات ‪.‬‬
‫وهناك نصوص خاصة تضبط كيفية التخلص من هذه األخيرة‪ ،‬من أهمها القانون رقم ‪ 01-19‬المؤرخ‬
‫‪3‬‬
‫في ‪ 12-12-2001‬المتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وإ زالتها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬النظام العام االقتصادي‬


‫انعكس تطور وظيفة الدولة الحديثة واتساع تدخالتها خصوصا في المجال االقتصادي على توسع نطاق‬
‫وظيفة الضبط اإلداري‪ ،‬ومنه ظهور نظام عام جديد متخصص يتمثل في النظام العام االقتصادي‪ .‬يقول‬
‫‪4‬‬
‫الفقيه الفرنسي أن النظام العام يتجاوز نطاقا الهدوء واألمن للسكان‪ ،‬وأنه يتأثر بالعالقات االقتصادية‬
‫حيث أص بح من أه داف النظ ام الع ام الي وم حماي ة االقتص اد فيم ا يتعل ق ب األجور‪ ،‬األس عار‪ ،‬التم وين‬
‫ب المواد والمنتج ات‪ ،‬تنظيم عملي ات التص دير واالس تيراد والتعام ل ب أوراق النق د والبورص ة ومكافح ة‬
‫التض خم النق دي وب الرغم من ذل ك فق د تص طدم ه ذه الق رارات بالنص وص المتعلق ة بالنظ ام الع ام ومب دأ‬
‫حرية التجارة والصناعة‪ ،‬لذلك البد من التوفيق بين الكفتين‪ ،‬ومنه فال يجوز لسلطات الضبط اإلداري‬
‫التدخل إال في حالة وجود تهديد بالنظام العام في إطار هذه المسائل بموجب نصوص تشريعية خاصة‬
‫تضر باالستقرار االقتصادي‪ ،‬فقد قضى مجلس الدولة الفرنسي أنه يمكن للسلطة اإلدارية وضع حدود‬
‫لحري ة التج ارة والص ناعة ألس باب ته دد النظ ام الع ام لكن ب إجراءات وت دابير ض رورية ومتناس بة‪ ،‬ف إذا‬

‫‪ -‬ج‪.‬ر عدد ‪ 34‬بتاريخ ‪.14-05-2002‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬عدنان الزنكة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 83-94.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬ج‪.‬ر عدد ‪ 77‬بتاريخ ‪.15-12-2001‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬عبد الرؤوف هاشم بسيوني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪96‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫ك انت ه ذه الت دابير يمكن أن تمس نش اطات اإلنت اج‪ ،‬التوزي ع والخ دمات‪ ،‬فهي تحمي النظ ام الع ام‪ ،‬فمن‬
‫سلطة القاضي تقدير شرعية هذه التدابير فيما إذا كانت صادرة ومنه يمكن لسلطات الضبط اإلداري أن‬
‫تتخذ التدابير لمنع نقص المواد وفقا ألهدافها ‪ 1.‬ومنع المضاربة ورفع األسعار بشكل وهمي نتيجة‬
‫التخزين أمثلة عن قرارات تنظيمية الضبطية‬
‫المرسوم تنفيذي رقم ‪ 07-402‬مؤرخ في ‪ 25-12-2007‬يحدد أسعار القمح الصلب عند اإلنتاج‬
‫‪2‬‬
‫وفي مختلف مراحل توزيعه‪.‬‬
‫المرس وم تنفي ذي رقم ‪ 05-14‬م ؤرخ في ‪ 09-01-2005‬يح دد كيفي ة تس عير الم اء لمس تعمل في‬
‫‪3‬‬
‫الفالحة وكذا التعريفات المتعلقة به ‪.‬‬

‫‪CE. 15-05-2009 , www.lexinter.net/jf/outre-public.html, 18-11-2015 -‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬ج‪.‬ر العدد ‪ ،80‬بتاريخ ‪2007-12-26‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬ج‪.‬ر العدد ‪ 05‬بتاريخ ‪2005-01-12‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬سلطات الضبط اإلداري الصحي في ضل وباء كورونا كوفيد ‪19‬‬
‫قب ل الطرق إلى هيئات وسلطات الض بط في ظ ل جائحة كورون ا نقوم أوال بتحديد معني وب اء كورونا‬
‫ومن أين ظهر هذا الوب اء ‪ ،‬ففي أواخر سنة ‪ 2019‬وبالضبط في مدينة لوهان الصينية ظهر مرض‬
‫مع د س رعان م ا انتش ر وش كل خط را كب يرا على المس توى الع المي مم ا جع ل منظم ة الص حة العالمي ة‬
‫تص نفه على أن ه وب اء ع المي لع دم التمكن من الح د من انتش اره الس ريع‪ ،‬ففي البداي ة س مي ف يروس‬
‫كورونا المستجد ثم أطلق عليه مصطلح كوفيد ‪ 19‬وقد اعتمدت المنظمة العالمية للصحة لهذا المصطلح‬
‫ثم صنفته كجائحة عالمية ألنه مس رقعة كبيرة جدا من العالم مع صعوبة التحكم فيه‪.‬‬
‫وان اله دف األساس ي من الض بط اإلداري ه و الحف اظ على النظ ام الع ام وه ذه الوظيف ة هي من المه ام‬
‫األصيلة للدولة‪ ،‬وتعد من أهم الوظائف وأخطرها على الحريات والحقوق‪ ،‬وقد خول للسلطة التنفيذية‬
‫أن تتخ ذ ك ل اإلج راءات الض بطية المناس بة للحف اظ على النظ ام الع ام‪ ،‬كم ا قس مت الس لطة التنفيذي ة‬
‫دستوريا إلى هيئات مركزية لها صالحيات على المستوى الوطني‬
‫وهيئ ات المركزي ة تتخ ذ قراراته ا على المس توى المحلي في إقليم جغ رافي مح دد قانون ا‪ ،‬وأم ام الخط ر‬
‫الن اتج عن وب اء ف يروس كورون ا كوفي د‪ 19-‬فق د تح ركت من أج ل مكافحت ه والح د من انتش اره ك ل‬
‫الهيئات الوطنية كل في حدود صالحياته القانونية‪.‬‬
‫ومن خالل ما تقدم سنتناول في هذا المطلب تلك السلطات التي خول لها القانون في الجزائر استعمال‬
‫وسائل الضبط اإلداري للحفاظ على الصحة العامة‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬على المستوى المركزي‬


‫لق د ح دد المش رع الجزائ ري س لطات الض بط اإلداري على المس توى المرك زي طبق ا للدس تور في‬
‫رئيس الجمهوري ة وال وزير األول أي رئيس الحكوم ة حس ب الحال ة وال وزراء‪ ،‬س نتناولها من خالل‬
‫هذه الجائحة كورونا كوفيد‪ 19‬في العناصر التالية‪: ‬‬
‫‪ -1‬رئيس الجمهورية‬
‫يملك رئيس الجمهورية في النظام السياسي الجزائري المكانة الممتازة والمنصب اإلداري األعلى في‬
‫الدولة وهذا بموجب ما أقره له الدستور فهو يعبر عن اإلرادة الشعبية وممثال لسلطة والذي خول له‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫عن طريق تع المباشر »‪  ‬مما يجعله الشخصية السياسية األولى في النظام وعلى قمته«‪1‬وما يترتب‬
‫عن ذل ك من مس ؤولية اعتم ادا على مب دأ حيث توج د الس لطة تتق رر المس ؤولية حيث ج اء في الفص ل‬
‫األول بعن وان)رئيس الجمهوري ة( من الب اب الث الث من التع ديل الدس توري ‪ 2020‬في الم ادة ‪" 84‬يجس د‬
‫رئيس الجمهورية‪ ،‬رئيس الدولة‪ ،‬وحدة األمة‪،‬‬
‫ويسهر في كل الظروف على وحدة التراب الوطني و السيادة الوطنية‪ .. " ....‬و هو ما نصت عليه كل‬
‫الدساتير الجزائرية السابقة و تعديالتها المتعاقبة‪ ،‬و بالتالي فهو على رأس الهرم اإلداري والتنفيذي في‬
‫الدول ة مم ا يح ول ل ه ع دة ص الحيات في الحف اظ على امن الدول ة‪ ،‬بم وجب س لطاته في اتخ اذ الت دابير‬
‫‪2‬‬
‫واإلجراءات في مجال الضبط اإلداري الوطني )البوليس اإلداري)‪.‬‬
‫وب الرجوع إلى الدس تور نج د أن ل رئيس الجمهوري ة أن يتخ ذ في حال ة تهدي د األمن واالس تقرار ك ل‬
‫التدابير المناسبة الكفيلة بدرء الخطر من أجل مكافحة وباء كورونا كوفيد ‪ 19‬على المستوى الوطني ‪،‬‬
‫فمن ذ ظه ور جائح ة كورون ا في الص ین‪ ،‬اتخ ذت الجزائ ر العدید من اإلج راءات االحترازي ة والوقائیة‬
‫لحمایة المواطنین من هذا الوباء القاتل والفتاك وتفادي دخوله إلى أرض الوطن‪ ،‬أمر رئیس الجمهورية‬
‫بت اريخ ‪ 2‬فیف ري ‪ 2020‬بإع ادة المواط نین الجزائ ريین المقیمین في مدین ة وه ان الص ینیة‪ ،‬إلى ج انب‬
‫بعض التونسیین واللیبیین والموريتانیین‪ ،‬وعند عودتهم مباشرة تم إخضاعهم‬
‫للحج ر الص حي لم دة‪ 14‬ي وم وإ خض اعهم لمرقاب ه الطبیة من ط رف ف رق متخصص ة ثم أف رج عنهم‬
‫‪3‬‬
‫بعدما تم التأكد من عدم إصابة أي منهم بالجائحة‪.‬‬
‫بع د التأك د من خط ورة الجائح ة ق ام رئیس الجمهوري ة بإص دار مجموع ة من الق رارات بدایة من ‪11‬‬
‫م ارس‪ 2020 ،‬وال تي ت والت إلى غایة ‪ 23‬م ارس‪ ،‬وق د ك انت الغایة منه ا الح د من انتش ار جائح ة‬
‫كورون ا وتمثلت فحواه ا بص فة عام ة في تعلیق التعلیم ‪ ،‬تعلیق عم ل المح اكم‪ ،‬إلغ اء ال رحالت‪ ،‬توقیف‬
‫وسائل النقل‪...‬إلخ‬
‫‪ -2‬الوزير األول ‪:‬‬

‫‪ -‬سعيد أبو الشعير النظام السياسي الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬ج ‪ ،3‬ط ‪ ،2‬الجزائر ‪ ، 2013‬ص‪105‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬د ‪ ،‬ط ‪ ،‬عنابه‪ ،2013 ،‬ص‪296‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬لدغش سلیمة‪ ،‬لدغش رحیمة‪'' ،‬الضبط اإلداري في ظل تفشي وباء كورونا كوفید‪ 19‬في الجزائر ‪ ،‬مجلة االجتهاد‬ ‫‪3‬‬

‫للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد‪ 04‬كلیة الحقوق والعلوم السیاسیة‪ ،‬جامعه تمنراست ‪ ، 2020‬ص‬
‫‪.56‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫يعت بر الرج ل الث اني في اله رم اإلداري للدول ة الجزائري ة وه ذا م ا نس تنتجه من خالل م واد الدس تور‬
‫وما يندرج تحتها من صالحيات في مجال التنظيم لذا فهو المسؤول األول أمام رئيس الجمهورية فيما‬
‫يخص المهام المكلف بها دستوريا في مجال التنظيم‪ ،‬وهي السلطة التي يمارسها الوزير األول بموجب‬
‫الم ادة ‪ 143‬من التع ديل الدس توري ‪ 2016‬فق رة ‪ 2‬وال تي تقابله ا الم ادة ‪ 141‬من التع ديل الدس توري‬
‫‪ 2020‬فقرة ‪ 2‬والتي جاء فيها مايلي ‪" :‬يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل غير‬
‫المخصصة للقانون‪ ،‬يندرج تطبيق القوانين في المجال التنظيمي الذي يعود للوزير األول … «‪1‬إضافة‬
‫إلى الم ادة ‪ 112‬فق رة ‪ " 3‬يق وم بتط بيق الق وانين و التنظيم ات ‪2‬والم ادة ‪ 99‬فق رة ‪ 4‬تمنح ه ه ذه الم واد‬
‫أيض ا الس لطة في ممارس ة الض بط اإلداري الع ام ل ذا " ف إن ال وزير األول يعت بر من س لطات الض بط‬
‫اإلداري العامة بموجب ما يصدره من مراسيم تنفيذية تضبط وتحدد طرق وكيفية ممارسة الحريات‬
‫العام ة في مخت ف المج االت ‪ 3،‬بم وجب مراس يم تنفيذي ة أو تعليم ات يص درها و يل زم تنفي ذها األجه زة‬
‫المختصة ‪ 4،‬وعليه وبناءا على أوامر رئيس الجمهورية الهادفة إلى الحفاظ على الصحة العامة وحماية‬
‫للنظ ام الع ام في مكافح ة وب اء كورون ا كوفي د‪ 19-‬والح د من انتش اره‪ ،‬س ارع ال وزير األول التخ اذ‬
‫التدابير واإلجراءات اإلدارية الالزمة للحد من انتشار هذا الوباء الذي صار يهدد النظام العام والص حة‬
‫العامة‪.‬‬
‫على وجه الخصوص نظرا للزيادة في عدد المصابين و الضحايا المتوفين وعدم التمكن من التحكم في‬
‫هذا الوباء ‪.‬واستنادا على ما سبق أصدر الوزير األول مرسوما تنفيذيا رقم ‪ 69-20‬بتاريخ ‪ 21‬مارس‬
‫‪5‬‬
‫‪ 2020‬المتعلق بتدابير الوقاية من انتشار فيروس كورونا كوفيد ‪ 19‬و مكافحته‬
‫يظن مجموعة من اإلجراءات الوقائية التي طبقت فورا من بينها فرض الحجر المنزلي الجزئي على‬
‫بعض الواليات و تعليق بعض النشاطات وغلق األماكن العامة أمام الجمهور‪...‬الخ ونظرا لزيادة عدد‬
‫المصابين فقد عزز هذا المرسوم بمرسوم ثان يتضمن عدة إجراءات وقائية إضافية والردعية‬
‫‪6‬‬
‫ضد المخالفين من أجل زيادة الفاعلية وهو المرسوم التنفيذي رقم ‪، 70-20‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 143‬من التعديل الدستوري ‪.2016‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 112‬من التعديل الدستوري ‪،2020‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬محمد الصغير بعلي‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪300‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬عمار أبو ضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع‪ ،‬ط‪ ، 3‬الجزائر‪ ،2015،‬ص ‪490‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬المر سوم التنفيذي ‪,69-20‬المؤرخ بتاريخ ‪21‬مارس‪،.2020‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ - 6‬المرسوم التنفيذي ‪ ،70-20‬المؤرخ بتاريخ ‪24‬مارس‪2020‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫الم ؤرخ في ‪ 24‬م ارس ‪ 2020‬وه و المرس وم ال ذي نص على اختص اص ال وزير األول في تقري ر‬
‫الحجر المنزلي الجزئي أو الكلي وخوله السلطة التقديرية في اتخاذ القرار المناسب لمواجهة هذا الوباء‬
‫من خالل الم ادة ‪ 2‬من ه ذا المرس وم ال تي تعطي ال وزير األول الس لطة في تمدي د م دة الحج ر الم نزلي‬
‫الجزئي أو الكلي مع إمكانية تمديده لواليات أخرى‪ ،‬كذلك إلزامية ارتداء القناع الواقي وفرض جزاءات‬
‫مالية على المخالفين‪...‬الخ‬
‫الوزراء‬ ‫‪-1‬‬
‫بناءا على الدستور فإن الضبط اإلداري العام هو من صالحيات رئيس الجمهورية والوزير األول أو‬
‫رئيس الحكومة فقط غير أن القانون وبحكم الظروف الزمان والمكان وبناءا على ت صريح قد أجاز‬
‫لبعض الوزراء ممارسة سلطة الضبط العام بهدف الحفاظ على النظام العام في شقه المتعلق بالصحة‬
‫العام ة في ظ ل مكافح ة انتش ار الوب اء كورون ا كوفيد‪ 19‬كم ا يتمت ع بعض الوزراء بحق ممارس ة بعض‬
‫أنواع الضبط بحكم طبیعة مركزهم وطبیعة القطاع الذي یشرفون علیه‪ ،‬وهذا ما یمكن تسمیته بالضبط‬
‫الخ اص‪ ،‬وفي إطار انتشار جائحة كورون ا فقد ظهر العدید من الوزراء الذین یمارسون مه ام الضبط‬
‫اإلداري في سبیل مواجهتها ومنهم‪:‬‬
‫ا‪ -/‬وزير الصحة‪:‬‬
‫یعتبر وزير الصحة هو المسؤول األول عن تنفیذ البرامج الصحیة التي تهدف إلى تنفیذ كل األعمال‬
‫وتعبئة الوسائل التي تضمن خدمات وقائیة‪ ،‬كما أنه یتلقى تقرير من المرصد الوطني للصحة یعرض‬
‫‪1‬‬
‫الحالة الصحیة منها حاالت انتشار الجائحة ‪.‬‬
‫تكمن فائدة هذا التقرير في السماح باعتماد خطة للتصدي للوباء‪ ،‬والتي ترتكز على الوقایة والمراقبة‬
‫والتش خيص المبك ر والتكف ل الس ريع بالح االت المص ابة عن طري ق بروتوك ول العالج وتط بیق الحج ر‬
‫الصحي هذا ما نصت علیه المادة ‪ 123‬من القانون ‪ 18-10‬المتعلق بحمایة الصحة وترقیتها على‬
‫''يتعين على هياك ل ومؤسس ات الص حة المعين ة‪ ،‬في إط ار التكف ل الص حي عن د الك وارث أو الح االت‬
‫‪2‬‬
‫الستثنائية إعداد مخطط تدخل ونجدة خصوصي وذلك بالتعاون مع سلطات المصالح المؤهلة'' ‪.‬‬

‫‪ -‬غربي أحسن‪'' ،‬دور تدابیر الضبط اإلداري في الحد من انتشار وباء فیروس كورونا كوفید ‪ ، 19‬جامعة ‪ 20‬أوت‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 1955‬سكيكدة الجزائر‪ ،‬حوليات جامعة الجزائر ‪ ،1‬عدد خاص جائحة كوفيد ‪ ،‬المجلد ‪، 34‬سنة ‪، 2020‬ص ‪10‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ ،18-01‬المؤرخ في ‪ 02‬یولیو ‪ ،2018‬یتعلق بالصحة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،46‬صادرة بتاريخ ‪ 29‬یولیو‬ ‫‪2‬‬

‫‪2018‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫‪ -2‬وزير التجارة‪:‬‬
‫يتمت ع وزي ر التج ارة ب دور ه ام في هات ه الظ روف فه و یق وم بتفعیل ال دور الرق ابي على األس واق‬
‫والبض ائع للح د من ظ اهرة االحتك ار وارتف اع أس عار البض ائع وض مان توفیره ا للمواط نین‪ ،‬بحیث أك د‬
‫الوزير بأن كل تاجر ال یلتزم بإجراءات الوقایة من فیروس كورونا یتعرض محله للغلق الفوري وأن‬
‫‪1‬‬
‫أي مضارب سیتم شطبه من السجل التجاري‪.‬‬
‫‪ -3‬وزير النقل‪:‬‬
‫يت ولى وزي ر النق ل مهم ة تنظیم نق ل األش خاص وهم المس تخدمین الع املین في اإلدارات العمومیة وذل ك‬
‫من أجل ضمان استمرارية الخدمة العمومیة والحفاظ على النشاطات الحیوية وذلك وفقا لنص المادتین‬
‫‪2‬‬
‫‪ 04‬و‪ 07‬من المرسوم التنفیذي رقم (‪.)69-20‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬على المستوى المحلي‬


‫يم ارس هيئ ات الض بط اإلداري على المس توى المحلي ك ل من ال والي على مس توى الوالي ة وه ذا م ا‬
‫سوف نتطرق إليه أوال‪ ،‬و ثانيا رئيس المجلس الشعبي البلدي على مستوى البلدية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الوالي‪.‬‬
‫يتمتع الوالي بازدواجية في االختصاص‪ ،‬حيث يحوز سلطات بصفته هيئة تنفيذية للوالية كما يمارس‬
‫س لطات باعتب اره ممثال للدول ة وبالنس بة لألخ يرة ف الوالي يجس د الص ورة العملي ة لع دم الترك يز اإلداري‬
‫فهو ممثل لكافة الوزراء ومندوب الحكومة ويملك الوالي صالحيات جد واسعة تجعل من الوالية جهازا‬
‫‪3‬‬
‫تابعا له‪.‬‬
‫وفي مج ال الض بط اإلداري ال والي مس ؤول في المحافظ ة على النظ ام الع ام بعناص ره وه ذا م ا نص ت‬
‫علي ه الم ادة ‪ 114‬من ق انون الوالي ة ‪07/12‬على ان ال والي مس ؤول على المحافظ ة على النظ ام الع ام‬
‫‪4‬‬
‫االمن والسالمة والسكينة العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬لدغش سلیمة‪ ،‬لدغش رحیمة‪'' ،‬الضبط اإلداري في الجزائر في ظل تفشي وباء كورونا كوفید‪ ،''(19‬المرجع السابق‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 04‬و‪ 07‬من المرسوم التنفیذي ‪ ،69-20‬یتضمن التدابیر الوقایة من‪ .‬انتشار وباء فیروس كورونا كوفید‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 19‬ومكافحته‪ ،‬سابق اإلشارة إلیه‪.‬‬


‫‪ -‬مقدود مسعودة‪ ،‬التوازن بين سلطات الضبط اإلداري والحريات العامة في ظل الظروف االستثنائية في الجزائر‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم الحقوق‪ ،2017/2016 ،‬ص‪33‬‬
‫‪ -‬المادة‪114‬من‬ ‫‪4‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫كما نصت المادة ‪ 116‬من نفس القانون على انه "يمكن للوالي عندما تقتضي‬
‫الظ روف االس تثنائية ذل ك إن يطلب ت دخل ق وات الش رطة وال درك الوط ني المتواج دة في إقليم الوالي ة‬
‫‪1‬‬
‫عن طريق التسخير‪ ،‬وتحدد كيفية تطبيق هذه المادة عن طريق التنظيم‬
‫كما اقر قانون البلدية ‪11/10‬بموجب المادة ‪100‬و‪101‬للوالي ممارسة سلطة الحلول حيث نصت الم ادة‬
‫‪100‬على انه‪ :‬يمكن للوالي إن يتخذ بالنس بة لجمي ع بل ديات الوالي ة أو بعضها ك ل اإلج راءات المتعمق ة‬
‫باألمن والنظافة والسكينة العمومية وديمومة المرفق العام عندما ال تقوم سلطات البلدية بذلك ‪.2‬‬
‫وتض يف الم ادة ‪ 101‬على ان ه‪ :‬عن دما يمتن ع رئيس المجلس الش عبي عن اتخ اذ الق رارات الموكل ة ل ه‬
‫‪3‬‬
‫بمقتضى القوانين والتنظيمات يمكن للوالي بعد أعذاره ان يقوم تلقائيا بهذا العمل ‪.‬‬
‫وق د نص ت الم ادة ‪35‬من الق انون رقم ‪11/18‬المتعل ق بالص حة على ان ه يتعين على ال والي في إط ار‬
‫اختصاص اته وباالتص ال م ع مص الح الص حة تنفي ذ الت دابير والوس ائل الض رورية بش كل دائم لمكافح ة‬
‫األمراض المتوطنة وتفادي ظهور األوبئة و إلقاء على أسباب الوضعية الوبائية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬رئيس المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬


‫البلدي ة هي القاع دة اإلقليمي ة ال مركزي ة ومك ان لممارس ة المواطن ة وتش كل إط ار مش اركة الم واطن في‬
‫تسيير الشؤون العمومية وتحسين اإلطار المعيشي للمواطن كما تساهم مع الدولة بصفة خاصة في إدارة‬
‫‪4‬‬
‫وتهيئة اإلقليم والتنمية االقتصادية والثقافية واالجتماعية‪.‬‬
‫باعتب ار رئيس المجلس الش عبي البل دي ممث ل للدول ة وس لطة من س لطات الض بط اإلداري فان ه يت ولى‬
‫مهام المحافظة على النظام العام وطبقا لقانون البلدية‪11/10‬فانه قد تم ذكر مجموعة من الصالحيات‬
‫‪5‬‬
‫ذات الصلة بالنظام العام‪.‬‬

‫قانون ‪ 07/12‬المتعلق بالوالية ج ر ج ج العدد ‪ 12‬المؤرخ في ‪ 21‬فيفري ‪ 2012‬الصادر في ‪ 29‬فيفري ‪2012‬‬


‫‪ -‬المادة ‪116‬من قانون ‪ 07/12‬المتعمق الوالية‪ ،‬المرجع السابق‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 100‬من القانون ‪ 10/11‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬ج رج ج ‪،‬العدد ‪،37 ،‬المؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪،2011‬الصادر في‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬جويلية‬
‫‪ -‬المادة ‪ 101‬من القانون ‪10/11‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬المرجع نفسه‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬إسماعيل جابوري ‪،‬الضبط اإلداري في مجال المحا فضة على األمن العام في الظروف االستثنائية دراسة مقارنة‬ ‫‪4‬‬

‫في النظام اإلسالمي والنظام القانوني الجزائري ‪،‬أطروحة الدكتوراه تخصص مؤسسات يسير اإلدارية‪ ،‬جامعة األمير‬
‫عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪ ،‬كلية الشريعة و االقتصاد قسم الشريعة والقانون‪ ،‬قسنطينة ‪ ، 2018/2017‬ص‪165‬‬
‫‪ -‬سعيد بوعلي ‪ ،‬نسرين شريقي‪ ،‬مريم عمارة‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬التنظيم اإلداري‪ ،‬النشاط اإلداري‪،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار‬ ‫‪5‬‬

‫بلقيس لنشر ‪ ،2016،‬الجزائر‪ ،‬ص‪156‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫وهذا ما تشير إليه المواد من ‪ 88‬إلى ‪ 95‬من قانون البلدية فعلى سبيل المثال نجد المادة ‪88‬تنص‬
‫على مايلي ‪" :‬يتولى رئيس المجلس البلدي تحت سلطة الوالي نشر وتنفيذ القوانين والتنظيمات عبر‬
‫تراب البلدية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫السهر على حسن النظام واألمن العمومي والنظافة العمومية ‪"......‬‬
‫وفي إطار الجهود الرامية إلى احتواء فيروس كورونا –كوفيد ‪-19‬حماية لمصحة العامة قامت البلديات‬
‫في تعزي ز إج راءات الوقاي ة من خالل القي ام بعملي ات التعقيم لألم اكن العام ة ومختل ف الهيئ ات‬
‫والمؤسس ات إلى ج انب اتخ اذ ق رارات ب الغلق الم ؤقت للنش اطات ذات الط ابع الجم اهيري تفادي ا النتق ال‬
‫العدوى ‪ ،‬إلى أن صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي المنصوص عليه في قانون البلدية ال تكفي‬
‫لمجابهة خطر فيروس كورونا‪ ،‬وهذا الوباء يستدعي تدخل جهات أخرى وإ جراءات أكثر جدية لوقف‬
‫‪2‬‬
‫انتشاره ثم مكافحته المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي ‪..69/20‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬حدود سلطات الضبط اإلداري الصحي‬


‫تعد قرارات الضبط اإلداري في دولة قرارات إداريـة يجـب أن تـصدر بالمطابقة أو الموافقة لقواعد‬
‫المش روعية ال تي تخض ع له ا س ائر الق رارات اإلداريـة فـي دولـة وأن تل تزم بع د ذل ك بتحقي ق األه داف‬
‫المنوطة بالسلطات التي تختص بإصدارها‪ ،‬لكـن هذه الحدود تختلف من ظرف إلى آخر وتتطلب قبل‬
‫ذلك إقامة نوع من الموازنة بـين الـسلطة والحرية‬
‫وفي هذا السياق تتمتع اإلدارة بسلطة واسعة تجاه ما يمارسه األفراد من أنـشطة تعـ د مخالفة للقوانين‬
‫والتش ريعات في دول ة ‪ ،‬فال تتوق ف اإلدارة على م ا تمنحه ا األخيـرة مـن س لطة الت دخل ‪ ،‬إذ يع د ذل ك‬
‫من صميم عمل اإلدارة‪ ،‬وبناء على ذلك يكون لها سلطة التدخل متى ما رأت خروج اً على النظام العام‬
‫‪ ،‬ونظراً ألن اإلدارة عندما تمارس سلطتها الضبطية تقيد الحريات العامة لألفراد وخشية تجاوز اإلدارة‬
‫لحدود المشروعية ومنع اً من تعسفها أو استبدادها‪ ،‬لذلك من الضروري خضوعها للعديد من الضوابط‬
‫والقيود وهذا ما سنتطرق إليه كفرع أول في الظروف العادية و كفرع ثاني في الظروف االستثنائية‬
‫في الدولة ‪.‬‬

‫‪ -‬ناص ر لباد‪ ،‬األساسي في القانون اإلداري‪ ،‬طبعة أولى‪ ،‬دار المجد للنشر والتوزيع‪ ،‬سطيف ‪ ،‬ص‪129‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬تبينه حكيم‪.،‬بن ورزق هشام‪"،‬دور الضبط اإلداري في المحافظة على النظام العام الصحي في ظل انتشار جائحة‬ ‫‪2‬‬

‫كورونا كوفيد ‪ ،«-19‬مجلة الدراسات القانونية المقارنة‪ ،‬العدد ‪ ،02‬المجلد ‪ ،06‬سنة‪,2020‬ص‪36‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫الفرع األول‪ : ‬حدود سلطات الضبط اإلداري في الظروف العادية‬


‫بما أن الضبط اإلداري مرتبط بالحريات وحقوق األفراد ‪ ،‬لذالك كان البد من وضع قيود يتوجب‬
‫على هيئ ات الض بط اإلداري االل تزام به ا أثن اء القي ام بوظيفته ا خاص ة وأن هيئ ات الض بط تمل ك من‬
‫الوسائل القهر و اإلجبار ‪ ،‬كالتنفيذ الجبري ‪ ،‬ما يشكل خطورة كبيرة على حقوق وحريات األفراد ‪،‬‬
‫ول ذالك ك ان الب د من ف رض قي ود على س لطة اإلدارة ‪ ،‬وه ذه القي ود تع د ح دودا ويجب على هيئ ات‬
‫الض بط اإلداري عدم تجاوزها تحت طائل ة وصف أعماله ا بعدم المشروعية وتختلف ه ذه الحدود في‬
‫الظروف العادية عن الظروف االستثنائية وتكمن الغاية في وضع هذه الحدود في تحقيق التوازن بين‬
‫متطلبات الضبط اإلداري و متطلبات الحفاظ على حريات األفراد‪.‬‬
‫و تش مل حدود الضبط اإلداري في الظروف العادي ة ‪ ،‬بوجوب احترام سلطات الضبط اإلداري لمبدأ‬
‫المشروعية وهو ما يراقبه القضاء لضمان التزام الضبط اإلداري به ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬االلتزام بمبدأ المشروعية‬


‫يجب على هيئ ات الض بط اإلداري في ظ ل الظ روف العادي ة االل تزام بمب دأ المش روعية ‪ ،‬وال ذي يع ني‬
‫خض وع س لطات الدول ة ومنه ا الس لطة اإلداري ة بص فة عام ة وس لطات الض بط اإلداري على وج ه‬
‫الخصوص لسيادة القانون ‪،‬فيجب أن تكون تصرفاتها اإليجابية والسلبية في دائرة حدود النظام القانوني‬
‫المقرر في الدولة وهذا النظام القانوني يشمل كافة قواعد القانون الوضعي ايا كان مصدرها وشكلها‬
‫‪1‬‬
‫مكتوبة كانت أو غير مكتوبة ‪.‬‬
‫ويعد مبدأ المشروعية من أهم المبادئ التي تقوم عليها دولة القانون حيث ينص الدستور المصري لسنة‬
‫‪ 2014‬في المادة ‪ 94‬على أن " سيادة القانون أساس الحكم في الدولة وتخضع الدولة للقانون‪ "..‬ويكفل‬
‫ه ذا المب دأ حماي ة األف راد في مواجه ة الس لطة العام ة ويجعلهم في م أمن من تع دي الس لطة عليهم على‬
‫‪2‬‬
‫نحو يخالف القانون ‪ ،‬أو يتجاوز الحدود التي رسمها القانون ‪.‬‬
‫ويحق ق مب دأ المش روعية نوع ا من التنس يق بين المتعارض ة وهي حق وق وحري ات األف راد من ناحي ة‬
‫وفعالية اإلدارة في تحقيق غايتها والقيام بمهامها من ناحية أخرى ‪.‬‬

‫‪ -‬د‪.‬حمدي القبيالت ‪ ،‬القضاء اإلداري ‪ ،‬طبعة الثالثة ‪ ،‬دار وائل‪ ،‬عمان ‪،2019،‬ص‪18‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬د عادل سعيد أبو الخير ‪ ،‬الضبط اإلداري وحدوده ‪ ،‬الهيئة العامة المصرية للكتاب ‪ ،1995،‬ص ‪213‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫ويقصد بالقانون كمصدر المشروعية ‪ ،‬كل قاعدة قانونية موجودة الدولة سواء كانت مكتوبة أو غير‬
‫مكتوب ة و يس توي أن تك ون القاع دة المكتوب ة دس تورية أم تش ريعية أو الئحي ة أو اتفاقي ات دولي ة ‪،‬‬
‫وبالتالي فال يجوز أن يصدر قرارا فرديا في مجال الضبط اإلداري خالفا للقاعدة القانونية أعاله ‪،‬‬
‫وإ ال ت رتب عن ذال ك بطالن التص رف أو اإلج راء المخ الف ‪ ،‬فل و أص درت س لطات الض بط اإلداري‬
‫قرارا غير مشروع يقيد حري ة من حري ات بدون س ند من الق انون فإنه ا تكون ب ذالك ق د خ رقت مبدأ‬
‫المش روعية يع د قراره ا ب اطال‪ ،‬ويحكم القض اء بإلغ اء ه ذا الق رار لع دم مش روعيته و التع ويض عن‬
‫‪1‬‬
‫الضرر الذي أصاب المتضرر منه‪.‬‬

‫ثانيا‪ : ‬الرقابة القضائية على أعمال الضبط اإلداري‬


‫تعتبر الرقابة القضائیة على قرارات الضبط اإلداري إحدى النتائج المترتبة على مبدأ المشروعية ‪،‬‬
‫وتمثل ضمانة مهمة وأساسية الحريات العامة للمواطنين ‪ ،‬فاإلدارة تمارس نشاطھا في مجال الضبط‬
‫اإلداري بغرض حماية النظام العام بعناصره المعروفة ‪ ،‬وتحقيقا لهذا الغرض تقوم السلطات بتنظيم‬
‫ممارسة األفراد لحرياتهم وأوجه نشاطاتهم ‪ ،‬فتحدد مجاالت هذا النشاط وتورد عليهم من القيود ما‬
‫تتطلبه المحافظة على النظام العام‪ ،‬فمع التسلیم باألهمي‪OO‬ة البالغة لوظيفة الضبط اإلداري‪ ،‬فإنه يبقى‬
‫واض حاً أن نش اط اإلدارة العام ة في ھ ‪O‬ذا الخص وص‪ ،‬وم ا یتض منه من تنظيم وتقي د لحري ات األف راد ‪،‬‬
‫ينبغي عليه الخضوع للرقابة القضائية التي تضمن حياد السلطات الضبط اإلداري في قيامها بوظائفها‬
‫كما تضمن التزامها بمبدأ المشروعية وعدم خرقه ‪ ،‬ومن المعلوم ان القضاء اإلداري يبسط رقابته‬
‫في مج ال الق رارات الض بط اإلداري على عنص ر االختص اص و الش كل وه و م ا يمث ل المش روعية‬
‫الخارجية للقرار اإلداري‬
‫و الس بب و المح ل والغاي ة ه و م ا يمث ل المش روعية الداخلي ة للق رار اإلداري ‪ ،‬وال تث ير عناص ر‬
‫المش روعية الخارجي ة إش كاال في مج ال الرقاب ة على ق رارات الض بط اإلداري ‪ ،‬وإ نم ا عناص ر‬
‫المش روعية الداخلي ة الس يما الس بب والغاي ة هي ال تي تثير اإلش كال حيث أن هيئ ات الضبط اإلداري قد‬
‫تنح رف للس لطة الممنوح ة له ا في إص دار ق رارات الض بط اإلداري ‪ ،‬فال ت راعي الس بب ال ذي يع د‬
‫الواقعة المادية أو القانونية التي يجب أن يستند عليها القرار الضبط ‪ ،‬كما أنها قد تنحرف عن الغاية‬
‫التي يتوجب على سلطات الضبط اإلداري تحقيقها وهي المحافظة على النظام العام ‪ ،‬لذالك فإن الرقابة‬

‫‪ -‬د‪ .‬سليمان محمد الطماوي ‪ ،‬القضاء اإلداري ( قضاء التأديب ) ‪،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،1995 ،‬ص‪225‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫القضائية على قرارات الضبط اإلداري تتجلى أهميتها في الرقابة على هذين العنصرين المذكورين س لفا‬
‫( السبب ‪ ،‬الغاية ) ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬حدود سلطات الضبط اإلداري في الظروف االستثنائية‬


‫ويقص د ب الظروف االس تثنائية في إط ار الض بط اإلداري الس ماح لس لطات الض بط اإلداري بإص دار ‪،‬‬
‫قرارات وأوامر تعتبر في األوقات العادية خروجا على مبدأ المشروعية‪ ،‬إال أنها تعتبر مشروعة نتيجة‬
‫صدورها في ظل ظروف استثنائية بغية المحافظة عن النظام العام‪ ،‬لذلك تعفى سلطات الضبط اإلداري‬
‫‪1‬‬
‫من ضوابط المشروعية العادية ‪.‬‬
‫بتوافر الظروف االستثنائية‪ ،‬وكذا تتوسع اختصاصات وصالحيات سلطات الضبط اإلداري‪ ،2‬تبعا لذلك‬
‫ف إن ع دم تط بيق س لطات الض بط اإلداري للقواع د العادي ة يس تند إلى اإلج راءات الض رورية لمواجه ة‬
‫الحالة االستثنائية حتى وإ ن اقتضى األمر الخروج على القواعد العادية للتحكم في الظروف غير العادية‬
‫إعم اال لنظري ة الض رورة‪ ،‬باعتب ار أن القواع د القانوني ة مق ررة كأص ل ع ام للس يطرة على األح وال‬
‫العادية‪ ،‬بينما في ظل الظروف االستثنائية ال يمكن بأي حال من األحوال االعتماد على القواعد المقررة‬
‫للظ روف العادي ة في مواجهته ا ‪ ،‬تأسيس ا على ذل ك ف إن نظري ة الظ روف االس تثنائية تث ير مس ألتين في‬
‫غاي ة األهمي ة‪ ،‬هم ا توس يع ص الحيات اإلدارة في مج ال الض بط اإلداري‪ ،‬وك ذا خض وع إج راءات‬
‫وق رارات س لطات الض بط اإلداري في الظ روف االس تثنائية لرقاب ة القض اء اإلداري وه ذا م ا س يتم‬
‫توضيحه على النحو التالي‪: ‬‬

‫أوال‪ :‬توسيع صالحيات الضبط اإلداري في الظروف االستثنائية‬


‫بوج ود الظ روف االس تثنائية تتوس ع االختصاص ات والص الحيات المخول ة للس لطات الض بطية‪ ،‬حيث‬
‫يخول لها أن تضطلع باستخدام كل السلطات والوسائل المتاحة التي تقتضيها مواجهة هذه الضرورة أو‬
‫وفقا لحالة الضرورة بغية المحافظة على النظام العام‪ ،‬تبعا لذلك فإن المشروعية االستثنائية قد تتطلبها‬
‫عند االقتضاء ضرورة الحفاظ على مقومات‬
‫النظ ام الع ام بمختل ف عناص ره الس يما إذا تم تهدي ده على نح و خط ير‪ ،‬ل ذلك ك ل وس يلة أو ص الحية‬
‫تس تدعيها الظ روف أو منط ق الض رورة‪ ،‬فإن ه يح ق لهيئ ات الض بط اإلداري اس تخدامها لحماي ة النظ ام‬

‫‪ -‬يقصد بضوابط المشروعية العادية توافر عناصر المشروعية المتمثلة في قاعدة االختصاص‪ ،‬الشكل واإلجراءات‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫السبب‪ ،‬المحل‪ ،‬الهدف‬


‫‪ -‬نواف كنعان‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪ ،2008 ،‬ص ‪307‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫العام ‪ ،‬فعلى سبيل المثال يخول لرئيس الجمهورية في إطار األحوال غير العادية أن يضطلع بالعديد‬
‫من الصالحيات في إطار تكريس الحفاظ على النظام العام والتي يندرج ضمنها ما يلي‪:‬‬
‫الحالة االستثنائية‪ ‬‬ ‫‪-1‬‬
‫التي يمكن من خاللها لرئيس الجمهورية أن يتخذ التدابير واإلجراءات الكفيلة لمعالجة الحالة االستثنائية‬
‫‪1‬‬
‫التي تستوجب المحافظة على استقالل األمة والمؤسسات الدستورية ‪.‬‬
‫إعالن حالة الطوارئ أو الحصار‬ ‫‪-2‬‬
‫إذا ت وافرت الض رورة الملح ة‪ ،‬حيث يمكن من خالل ذل ك ل رئيس الجمهوري ة االس تعانة بالس لطات‬
‫العسكرية التي تحل محل سلطات الضبط اإلداري التخاذ التدابير الكفيلة بهذه الظروف غير العادية‪،‬‬
‫لذلك فإن األحوال غير العادية تتطلب في إطار الحفاظ على األمن العمومي كاالعتقال واإلقامة الجبرية‬
‫‪ ،2‬لألف راد أن يص در تنظيم حال ة الط وارئ أو حال ة الحص ار في ش كل تنظيم عض وي‪ ،‬بم ا ي برر‬
‫ص الحيات الض بط اإلداري المخول ة ل رئيس الجمهوري ة‪ ،‬باعتب اره هيئ ة من هيئ ات الض بط اإلداري‬
‫‪3‬‬
‫وتوسيع اختصاصاته بتوافر الظروف غير العادية ‪.‬‬
‫إعالن حالة الحرب‬ ‫‪-3‬‬
‫إذا وقع عدوان فعلي يهدد أمن البالد أو يوشك أن يقع‪ ،‬فيتدخل رئيس الجمهورية إلعالن حالة الحرب‬
‫بما يتوافق والترتيبات المالئمة لميثاق األمم المتحدة حتى تصبح حالة الحرب مشروعة‪ ،‬ويشترط لقيام‬
‫رئيس الجمهورية بإعالن حالة الحرب اجتماع مجلس الوزراء‪ ،‬و االس تماع إلى المجلس األعلى لألمن‪،‬‬
‫واستشارة رئيس مجلس األمة‪ ،‬ورئيس المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬ورئيس المجلس الدستوري‪ ،‬واجتماع‬
‫البرلم ان وجوب ا‪ ،‬وتوجي ه رئيس الجمهوري ة خطاب ا لألمة ‪4،‬وبتقري ر حال ة الح رب يتم توقي ف العم ل‬
‫بالدستور خالل مدة الحرب‪ ،‬وتمدد العهدة الرئاسية لرئيس الجمهورية وتركز كل الصالحيات بيده حتى‬
‫نهاية الحرب‪.5‬‬

‫ثانيا ‪ :‬رقابة القاضي اإلداري على سلطات الضبط اإلداري في األحوال االستثنائية ‪:‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ ،107‬فقرة ‪ ،3‬القانون رقم ‪ ،01/16‬المؤرخ في ‪ 6‬مارس ‪ ،2016‬المتضمن التعديل الدستوري‪ ،‬ج ر عدد‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،14‬صادرة بتاريخ ‪ 7‬مارس‪.2016.‬‬


‫‪ -‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬عنابه‪ ،2004 ،‬ص ‪.289‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬انظر المادة ‪ ،106‬من القانون ‪ ،16-01‬السالف ذكره‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ ،109‬من التعديل الدستوري ‪ ،01/16‬السالف ذكره‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 110‬فقرة ‪ ،1‬من التعديل الدستوري ‪ ،01/16‬السالف ذكره‬ ‫‪5‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫لقد اتجه القضاء اإلداري لبسط رقابته على ممارسة صالحيات الضبط في األحوال االستثنائية مثلما‬
‫هو الحال في األحوال العادية وذلك إعماال لمبدأ المشروعية‪ ،‬إال أن طبيعة هذه الرقابة تختلف بالنظر‬
‫إلى طبيع ة الق وانين المطبق ة في األح وال االس تثنائية ‪ ،1‬حيث أنه ا ال يمكن تط بيق ه ذه الق وانين إال‬
‫بتوافر الحالة االستثنائية كحالة الطوارئ‪ ،‬أو حالة الحصار أو غير ذلك‪.‬‬
‫استنادا إلى ذلك فقد تضمن القضاء اإلداري العديد من الشروط الخاصة التي يقتضي توافرها إلعمال‬
‫حالة الضرورة‪ ،‬وهي كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تتحق ق فعال حال ة طارئ ة أو اس تثنائية تقض ي إلى تهدي د خط ر لمقوم ات النظ ام الع ام كالس المة‬
‫العام ة‪ ،‬أو األمن‪ ،...‬وفي الغ الب م ا توض ح الق وانين ه ذه األح وال االس تثنائية كوق وع ح رب ال تي تع د‬
‫حالة استثنائية‪.‬‬
‫‪ -2‬يقتض ي أن يه دف اإلج راء االس تثنائي إلى الحف اظ على مقوم ات النظ ام الع ام وتجس يد المص لحة‬
‫‪2‬‬
‫العامة وليس لألغراض شخصية وإ ال حاد اإلجراء على مقتضيات المشروعية ‪.‬‬
‫‪ -3‬يستدعي أن يكون اإلجراء الضبط إلزاما أو حتميا بمعنى أنه الوسيلة الو حيدة المالئمة لمواجهة‬
‫األحوال الغير عادية‪ ،‬من ثم ال تكفي اإلجراءات العادية لمعالجة الظرف االستثنائي‪ ،‬كما أن اإلجراءات‬
‫الضبطية االستثنائية مرتبطة ارتباطا وطيدا بظرف مؤقت أي محددة أثناء فترة تحقق الحالة االستثنائية‪.‬‬
‫‪ -4‬ينجم عن تدخل سلطات الضبط اإلداري في األحوال االستثنائية تحمل المسؤولية بسبب األضرار‬
‫التي قد تلحق حقوق وحريات األفراد‪ ،‬مما يستدعي األمر التعويض عن ذلك‪.3‬‬
‫والج دير بال ذكر أن ه على غ رار الص الحيات الواس عة المتاح ة لص الح س لطات الض بط اإلداري في‬
‫األح وال االس تثنائية‪ ،‬إال أنه ا تخض ع لرقاب ة القض اء اإلداري بغي ة حماي ة حق وق وحري ات األف راد‪،‬‬
‫باعتباره يعمل على التحقق من االلتزام بضوابط وقيود ال يمكن تعديها حتى ال تستغل اإلدارة العمومية‬

‫‪ -‬تختلف سلطات الضبط اإلداري في الظروف العادية عنها في ظل الظروف االستثنائية‪ ،‬حيث تتقيد هيئات الضبط‬ ‫‪1‬‬

‫اإلداري بمبدأ المشروعية في ظل الظروف العادية تقيدا تاما‪ ،‬بخالف األمر في ظل الظروف االستثنائية فتتجه سلطات‬
‫الضبط إلى االتساع‪ ،‬حيث تتحرر‬
‫مؤقتا من الخضوع لمبدأ المشروعية بتوافر أحوال الضرورة التي تشكل ظروفا استثنائية‪ ،‬مما يؤدي بها أن تتخذ‬
‫اإلجراءات االستثنائية لمواجهة هذه الظروف حتى ولو خالفت قواعد المشروعية العادية‪ ،‬أنظر عبد العليم عبد المجيد‬
‫مشرف‪ ،‬دور سلطات الضبط اإلداري في تحقيق النظام العام وأثره على الحريات العامة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1998 ،‬ص ‪.231‬‬
‫‪ -‬هاني علي الطهراوي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.256‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬نواف كنعان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪315‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫الحالة االستثنائية لتعتدي على الحقوق والحريات الفردية‪ ،‬لذلك فإن توافر الظروف االستثنائية وتطبيق‬
‫القوانين االس تثنائية ال يعني ذلك تج اوز مقتض يات المشروعية‪ ،‬ب ل يتطلب مراع اة مش روعية من نوع‬
‫خاص أو كما يطلق عليها بالمشروعية االستثنائية‪ ،‬بالتالي فإن الحالة االستثنائية يمكن من خاللها أن‬
‫تحي د الهيئ ات الض بطية اإلداري ة عن تط بيق قواع د االختص اص ال تي يتطلب مراعاته ا في األح وال‬
‫العادي ة‪ ،‬ك أن تج يز س لطات الض بط اإلداري إص دار مراس يم توق ف فيه ا ض مانات ال دفاع المق ررة‬
‫للم وظفين ل دى س لطات الت أديب بس بب الظ روف العص يبة ال تي تم ر به ا فرنس ا بس بب الح رب‪ ،‬حيث‬
‫ق امت الحكوم ة بتوقي ع مئ ات الج زاءات على المض ربين وتس ريح ع دد كب ير من الم وظفين عن الخدم ة‬
‫دون مراع اة م ا نص علي ه الق انون لس نة ‪ ،1905‬من ض رورة إطالع الموظ ف على ملف ه قب ل توقي ع‬
‫العقوب ة‪ ،‬كم ا أق ر مجلس الدول ة الفرنسي بمخالف ة اإلج راءات المعم ول به ا قانون ا نتيج ة الظ رف‬
‫االستثنائي‪ ،‬حيث خالفت اإلدارة اإلجراءات المنصوص عليها قانونا بخصوص ضمانات التأديب‪ ،‬لذلك‬
‫تم إنهاء خدمة موظف رغم انه لم يطلع على ملفه اإلداري وذلك استنادا إلى المرسوم الصادر بإلغاء‬
‫‪1‬‬
‫ضمانات التأديب والصادر من جهة غير مختصة نتيجة الظرف االستثنائي‪.‬‬
‫تطبيق ا ل ذلك فق د اعت د القض اء الجزائ ري بإمكاني ة الخ روج عن قاع دة االختص اص بت وافر الظ روف‬
‫االستثنائية‪ ،‬حيث يتضح األمر من خالل القضية التي فصل فيها المجلس األعلى سنة ‪ ،1969‬أين قام‬
‫جيش التحرير الوطني في جويلية سنة ‪ ،1962‬باالستيالء على قطعة أرض ألحد الخواص مخالفا ب ذلك‬
‫قواع د االختص اص م ا دام أن تل ك المس ألة تع د من اإلختص اص المطل ق لل والي‪ ،‬و لم ا طعن المع ني‬
‫باألمر‬
‫بدعوى تجاوز السلطة ضد القرار الصادر ضده على أساس مخالفة قواعد االختصاص‪ ،‬اعتبر القاضي‬
‫أن القرار يعد مشروعا‪ ،‬وذلك نظرا ألن جيش التحرير كان آنذاك هو السلطة الوحيدة الموجودة التخاذ‬
‫‪2‬‬
‫القرار‪.‬‬

‫‪ -‬مصلح ممدوح الصرايرة‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2014 ،‬ص ‪-318‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.317‬‬

‫‪ - 2‬قرار المجلس األعلى لسنة ‪ ،1969‬المشار إليه لدى يامة إبراهيم ‪ ،‬لوائح الضبط اإلداري بين الحفاظ على النظام‬
‫العام وضمان الحريات العامة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫تلمسان‪،2015،‬ص‪274‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫عالوة على ذل ك يمكن لهيئ ة الض بط أن تتج اوز تط بيق عنص ر الش كل في ممارس ة تص رفاتها القانوني ة‬
‫في ظل الظروف االستثنائية كصدور قرار بشكل شفوي رغم أن القانون يتطلب أن يصدر مكتوبا في‬
‫ظروف عادية‪ ،‬ناهي ك على أن س لطات الضبط اإلداري يمكنه ا بتوافر الحالة االستثنائية أن تحيد على‬
‫محل تطبيق القانون بتصرفات غير معمول بها في األحوال العادية كفرض رسوم إضافية أو مصادرة‬
‫بضائع معينة أو حتى االمتناع عن تطبيق حكم قضائي إذا كان سيؤدي تنفيذه إخالل بالنظام العام‪.‬‬
‫تبعا لذلك فقد أكدت المحكمة اإلدارية بمصر مبدأ خروج اإلدارة على قواعد المشروعية في الشكل و‬
‫اإلج راءات المعم ول به ا في تص رفاتها القانوني ة‪ ،‬حيث ذهبت على أن ه‪":‬لإلدارة أن تتخ ذ من الت دابير‬
‫السريعة الحاسمة ما تواجه به الموقف الخطير إذ بقدر الخطر الذي يهدد األمن والطمأنينة ‪ ،‬بقدر ما‬
‫تطل ق حريته ا في تق دير م ا يجب اتخ اذه من إج راءات وت دابير لص ون األمن والنظ ام وليس م ا يتطلب‬
‫من اإلدارة في مث ل ه ذه الظ روف الخط رة م ا يتطلب منه ا في الظ روف العادي ة من الحيط ة والدق ة‬
‫‪1‬‬
‫والحذر حتى ال يفلت الزمام من يدها ‪.‬‬
‫إال أن حياد سلطات الضبط اإلداري عن عنصر االختصاص أو الشكل و اإلجراءات أو محل القانون‬
‫في الحال ة االس تثنائية ال يع ني ب أي ح ال من األح وال إفالت اإلدارة من مراع اة مقتض يات المش روعية‪،‬‬
‫حيث يس تدعي أن تس تجيب لقي ود وض وابط في ممارس ة تص رفاتها ألح وال االس تثنائية الس يما م ا تعل ق‬
‫بض رورة س بب الق رار أو الت دابير الض بطية وه دفها‪ ،‬ل ذلك ال يكفي إدع اء اإلدارة بت وافر الحال ة‬
‫االستثنائية لخرق حقوق وحريات األفراد‪ ،‬وإ نما يقتضي إثبات وتحقق الظرف الغير مألوف في الحاالت‬
‫العادية‪ ،‬مما يستلزم عليها التدخل العاجل السيما بمراعاة مقومات النظام العام‪ ،‬و إال فإن إجراءاتها تعد‬
‫‪2‬‬
‫باطلة ‪.‬‬
‫اس تنادا إلى ذل ك اتج ه القض اء اإلداري المص ري إلى أن ه ينبغي أن ال تتج اوز الس لطة التقديري ة لس لطة‬
‫الط وارئ الح دود الدس تورية المرس ومة‪ ،‬و أال تغل و بوج ه خ اص على الحري ات العام ة ب دون م برر‬
‫‪3‬‬
‫قانوني‪ ،‬و إال شاب تصرفها عيب عدم وانبسطت عليها رقابة القضاء إلغاءا وتعويضا‪.‬‬

‫‪ - 1‬حكم المحكمة اإلدارية العليا بمصر‪ ،‬القضية رقم ‪ ،1517‬المشار إليه لدى‪ ،‬الديداموني مصطفى أحمد‪ ،‬اإلجراءات و‬
‫األشكال في القرار اإلداري‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،1992 ،‬ص ‪.335‬‬
‫‪ -‬محمد علي الخاليلة‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬دارا الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬عمان‪،2015 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص ‪.228-229‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫من ناحية أخرى حتى ولو توافر المبرر أو السبب القائم للحالة االستثنائية التخاذ اإلجراءات والتدابير‬
‫االستثنائية‪ ،‬فإنه يقتضي أن تكون غايته مشروعة تتجلى في المحافظة على مقومات النظام الع ام و ليس‬
‫غاي ة أخرى ح تى وإ ن ارتبطت الغاي ة بالمص لحة العام ة‪ ،‬باعتب ار أن فكرة المص لحة العام ة هي عب ارة‬
‫عن فكرة مرنة للغاية ومبهمة تستطيع السلطات الضبطية اإلدارية استغاللها لالعتداء على الحقوق و‬
‫‪1‬‬
‫الحريات الفردية ‪.‬‬
‫وبالنظر لما تعرضت له حقوق وحريات األفراد من اعتداءات في ظل الظروف االستثنائية‪ ،‬فقد مارس‬
‫القاضي اإلداري الفرنسي دوره بالتحقق من الوجود المادي للوقائع وسالمة تكييفها القانوني ليصل بهذه‬
‫‪2‬‬
‫الرقابة إلى التحقق من درجة خطورة الفعل والتناسب بينه وبين اإلجراء المتخذ ‪.‬‬
‫تبع ا ل ذلك ح اول القض اء اإلداري الفرنس ي ف رض رقابت ه على مختل ف أش كال انح راف اإلدارة في‬
‫استعمال السلطة‪ ،‬سواء تعلق األمر بالبعد عن الهدف المخصص قانونا أو عن تحقيق المصلحة العامة‪،‬‬
‫السيما إذا تعلق األمر بأغراض سياسية أو شخصية أو نقابية أو مهنية‪.3‬‬
‫كم ا أق ر القض اء األردني على أن ق رارات وأوام ر ال دفاع و األوام ر العرفي ة العس كرية الص ادرة عن‬
‫‪4‬‬
‫هيئة الضبط تخضع لرقابته‪ ،‬حيث قضى بعدم مشروعيتها وإ لغائها إذا تجاوزت الغاية المقصود منها ‪.‬‬
‫جدير بالذكر أن الجزائر قد مارست التدابير الضبطية المتخذة في األحوال االستثنائية السيما ما تعلق‬
‫في ق رارات الوض ع في المراك ز األمني ة و اإلقام ة الجبري ة وتف تيش األش خاص و األم اكن ليال ونه ارا‪،‬‬
‫فيتض ح بم وجب م ا تض منه المرس وم التنفي ذي رقم ‪ ،75/92‬الم ؤرخ في فيف ري ‪ ،1992‬ال ذي يح دد‬
‫شروط تطبيق بعض أحكام المرسوم الرئاسي‪ ،44/92‬وفقا للمادة الثالثة التي تضمنت في طياتها على‬
‫أن‪ :‬يتخ ذ ت دبير الوض ع في مرك ز أمن وزي ر الداخلي ة والجماع ات المحلي ة أو الس لطة ال تي يفوض ها‪،‬‬

‫‪ - 3‬محكمة القضاء اإلداري بمصر بتاريخ ‪ ،1956/03/25‬قضية رقم ‪ ،3127‬المشار إليها لدى هاني علي الطهراوي‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.258‬‬
‫‪ - 1‬عزا لدين مسعود‪ ،‬ضوابط الحريات األساسية في النظام السياسي اإلسالمي والديمقراطي الغربي‪ ،‬مجلة الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬تصدر عن جامعة عباس لغرور خنشلة ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد األول فيفري ‪ ،2014‬ص ‪.45‬‬
‫‪ - 2‬باية سكاكني‪ ،‬دور القاضي اإلداري في حماية الحقوق والحريات األساسية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬تخصص‬
‫القانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،2011 ،‬ص ‪.229‬‬
‫‪3‬‬
‫‪PIERRE-Laurent Frier, JACQUES Petit, OP.cit, p p 485-486.‬‬
‫‪ - 4‬عدل عليا سنة ‪ ،1976‬المشار إليه لدى هاني علي الطهراوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.258‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫ويط رأ ه ذا الت دبير بن اء على اقتراح ات مص الح األمن‪" ،‬كم ا أش ار المرس وم الرئاس ي رقم ‪،44/92‬‬
‫المتض من حال ة الط وارئ وفق ا للم ادة الرابع ة من ه على أن وزي ر الداخلي ة يمكن ه أن ي أمر بوض ع أي‬
‫‪1‬‬
‫شخص راشد يتضح أن نشاطه يشكل خطورة على النظام العام و األمن العموميين في مركز األمن ‪.‬‬
‫"بالت الي يتض ح جلي ا مم ا س بق ذك ره أن س لطات الض بط اإلداري المختص ة بالمحافظ ة على األمن‬
‫العم ومي تح وز ص الحيات واس عة‪ ،‬حيث يمكنه ا أن تص در ق رار بوض ع أي ف رد في مرك ز أمن بن اء‬
‫على ما‬
‫اتضح لها من أن نشاط الفرد يتسم بالخطورة ومن شانه أن يمس أو يهدد النظام العام‪ ،‬ولذلك نجد أن‬
‫دور القاض ي اإلداري في الرقاب ة على أعم ال س لطات الض بط اإلداري يتقلص‪ ،‬باعتب ار أن المش رع لم‬
‫يحدد بجالء الوقائع التي تشكل خطورة ومساس باألمن العمومي‪ ،‬وهو ما من شانه أن يعقد األمر في‬
‫إثبات‬
‫القاضي اإلداري على تجاوز سلطة الضبط اإلداري لمقتضيات المشروعية‪.‬‬
‫تطبيقا لذلك اتجهت الغرفة اإلدارية بالجزائر في إحدى اجتهاداتها النادرة المتعلقة بقضية وردان عبد‬
‫اهلل ضد الوزير األول‪ ،‬والتي تتلخص وقائعها المشروعة في مايلي‪: ‬‬
‫بت اريخ ‪ ،1992/04/07‬أص در ال وزير األول مرس ومين تنفي ذيين األول رقم ‪ ،142/92‬المتض من ح ل‬
‫مجالس شعبية بلدية‪ ،‬والثاني رقم ‪ ،143/92‬يتضمن توقيف منتخبي المجالس الشعبية البلدية التي حلت‬
‫بم وجب مرس وم رقم ‪ ،142/92‬حيث رف ع الس يد وردان دع وى إلغ اء ض د المرس ومين ‪ ،142/92‬و‬
‫‪ ،143/92‬وق د أق ر اجته اد الغرف ة اإلداري ة في الموض وع إلى أن ه وفي القض ية الحالي ة‪ ،‬ف إن األح داث‬
‫التي أدت بالسلطة العمومية إلى فرض حالة الطوارئ‪ ،‬تشكل ظروفا استثنائية خطيرة مما يبرر القيام‬
‫به ذا اإلج راء نظ را ألن الس لطات العمومي ة ملزم ة بالحف اظ على اس تمرارية الدول ة وعلى حس ن س ير‬
‫المراف ق العمومي ة ‪ 2 ،‬حيث يتض ح جلي ا أن تق دير م دى مالئم ة اإلج راءات المتخ ذة م ع خط ورة ه ذه‬
‫األحداث‪ ،‬ال يمكن أن يتم بشكل صحيح من طرف القاضي اإلداري ‪ ،‬الذي ال يمكن أن يعاين إال وجود‬

‫‪ - 1‬بوقريط عمر‪ ،‬الرقابة القضائية على تدابير الضبط اإلداري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص القانون العام‪،‬‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،2007/2006 ،‬ص‪.110‬‬
‫‪ -‬ق رار الغرف ة اإلداري ة ب الجزائر‪،‬رقم ‪ ،98‬مل ف رقم ‪ ،110779‬ص ادر بت اريخ ‪ ،1992/04/07‬المش ار إلي ه ل دى‬ ‫‪2‬‬

‫سنوساوي سمية‪ ،‬االجتهاد القضائي اإلداري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص قانون‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامع الجزائر‪ ،1، 2019‬ص ‪ 248‬وما بعدها‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬

‫هذه الظروف االستثنائية وال يستطيع لالعتبارات األمن العام مراقبة األسباب التي استوجبت مثل هذه‬
‫اإلج راءات‪ .‬تأسيس ا لم ا س بق ذك ره يتض ح ب أن دور القاض ي اإلداري الجزائ ري يقتص ر على معاين ة‬
‫الحالة االستثنائية التي تبرر عمل اإلدارة العمومية‪ ،‬بالتالي تفتقر رقابته على مراعاة مالئمة التدابير و‬
‫اإلجراءات المخصصة لها في ظل األحوال االستثنائية‪ ،‬بخالف ما اتجه إليه القضاء اإلداري المقارن‬
‫السيما الفرنسي و المصري في تجسيد الرقابة على مشروعية التدابير الضبطية اإلدارية في األحوال‬
‫االستثنائية‪ ،‬مما يبين بجالء محدودية الرقابة القضائية اإلدارية بالجزائر في ظل الظروف االستثنائية‪.‬‬
‫خالصة الفصل األول‪:‬‬
‫نستخلص مما سبق دراسته في هذا الفصل أن الضبط اإلداري برغم من التعاريف الكثيرة والمتنوعة‬
‫نخلص من مجموع التعاريف أن مفهومه واحد وهو مجموعة ضوابط وقيود تفرضها السلطة العامة‬
‫على نش اط األف راد من اج ل الحف اظ على النظ ام الع ام‪ ،‬ويتم يز بمجموع ة من الخص ائص كالص فة‬
‫االنفرادية والوقائية وصفة التعبير عن سيادة القانون وميزه المشرع عن غيره من الصور الضبط أما‬
‫أغراضه فلم تعد تقتصر على حفظ النظام العام الشامل المتمثل في األمن العام والصحة العامة والسكينة‬
‫العامة بل تطور نشاطه فأصبح يهدف إلى حماية النظام الجمالي للمدينة وحماية اآلداب العامة وحتى‬
‫يشمل النظام السياسي واالقتصادي للدولة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني‪ : ‬وسائل وتدابير‬
‫الضبط اإلداري الصحي في ظل‬
‫الكوفيد ‪19‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد ‪19‬‬

‫الفصل الثاني‪ : ‬وسائل وتدابير الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد ‪19‬‬


‫يعد الضبط اإلداري مجموعة من اإلجراءات و التعابير و القيود التي تصدرها السلطات العامة بهدف‬
‫تقييد الحقوق و الحريات الغير مطلقة لألفراد‪ ،‬في سبيل تحقيق أهداف الضبط اإلداري أي الحفاظ على‬
‫النظام العام في الدولة‪ ،‬البد لإلدارة في أن تستخدم وسائل أو أساليب معينة مادية و البشرية و قانونية‬
‫لتحقيق ذلك الهدف العام‪ ،‬أما بمفهومها العام فتعتبر وسائل الضبط اإلداري الممنهجة لمكافحة وباء‬
‫كورونا هي ما تستعين به هيئات الضبط اإلداري من الوسائل واألساليب من اجل الحفاظ على النظام‬
‫العام و إما تكون قرارات الضبطية تنظيمية و إما أعمال مادية وهذا ما سنتطرق إليه في هذا المبحث‬
‫كمطلب أول وسائل المادية و البشرية وكمطلب ثاني وسائل القانونية‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد ‪19‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم جائحة كورونا (كوفيد ‪)19‬‬


‫لق د ش يدت معظم دول الع الم في اآلون ة األخ يرة ظه ور م ا يس مى بجائح ة كورون ا ال تي تعت بر مفه وم‬
‫ومصطلح جديد دخل المجتمعات وأثر على العديد من القطاعات في شتى المجاالت وفي هذا المبحث‬
‫يتس نى لي التعري ف به ذه الجائح ة وبي ان طبيعته ا كمطلب أول و كمطلب ث اني أس باب انتش ار ف يروس‬
‫كورونا المستجد و كمطلب ثالث الطبيعة القانونية لجائحة كورونا بين القوة القاهرة والظرف الطارئ‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الجائحة كورونا و طبيعتها‬
‫شيد العالم عبر التاريخ عدة أوبئة خطيرة ترافق اسمها مع لفظ الجائحة فما مدلول الجائحة و ما هي‬
‫طبيعتها‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الجائحة‬
‫تص نف الجائح ة على أنه ا أعلى درج ات الخط ورة في ق وة انتش ار الف يروس وذل ك بانتش اره في أك ثر‬
‫من منطق ة جغرافي ة في الع الم وليس في ق ارة أو إقليم مم ا يتطلب وض ع سياس ات وطني ة وعالمي ة و‬
‫اقليمية في تعزيز الوقاية من انتشار المرض وتعتبر منظمة الصحة العالمية هي صاحبة اليد العليا في‬
‫‪1‬‬
‫تحديد السياسات الالزمة والمناسبة لمتعامل مع المرض‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طبيعة الجائحة كورونا ( كوفيد ‪)19‬‬
‫ف يروس كورون ا هي س اللة واس عة من الفيروس ات ال تي ق د تس بب أم راض تنفس ية ت تراوح ح دتها من‬
‫ن زالت ال برد الش ائعة إلى أم راض اش د مث ل متالزم ة الش رق األوس ط التنفس ية الح ادة الوخيم ة‬
‫‪2‬‬
‫سارس ‪.‬‬
‫ظهر فيروس كوفيد ‪ 19‬في الصين أواخر ‪ 2019‬وانتقل إلى غالبية الدول بشكل لدرجة لم تعد الدولة‬
‫قادرة على السيطرة عليه وتحديدا في ظل عدم اكتشاف لقاح للوقاية منه والعالم بأسره يعيش حالة من‬
‫‪3‬‬
‫الذعر والقلق نتيجة اإلصابات متسارعة و الوفيات اليومية‪.‬‬

‫‪ -‬محمدي خيرة‪"،‬اإلعالم الصحي و إدارة أزمة كورونا كوفيد ‪19‬في ظل انتشار األخبار الزائفة عبر مواقع الميديا‬ ‫‪1‬‬

‫االجتماعية مجلة التمكين االجتماعي‪ ،‬جامعة الجزائر‪ 3‬العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ 2‬في ‪ ،2020/09/30‬ص‪37‬‬
‫‪ -‬فاطمة الزهرة بوداود‪ ،‬أسماء زاوي‪"،‬تحديات األمن االقتصادي الجزائري إثر جائحة كورونا »‪ ،‬مجلة وحدة البحث‬ ‫‪2‬‬

‫في تنمية الموارد البشرية جامعة عمار ثليجي األغواط‪ ،‬العدد األول الخاص‪ ،‬الجزء‪ 1‬المجلد ‪12،‬سنة‬
‫‪ ،2020/12/07‬ص‪83‬‬
‫‪ -‬عطاب يونس‪"،‬تدابير الوقاية لحماية الصحة العمومية من وباء كوفيد‪،19‬مجلة العلوم القانونية واالجتماعية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪3‬‬

‫زيان عاشور بالجلفة الجزائر‪ ،‬العدد الثاني ‪ ،‬المجلد‪ ،05‬سنة ‪ ،2020/06/01‬ص‪339‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد ‪19‬‬

‫أطلق عليه في البداية تسمية فيروس كورونا المستجد ثم تغيرت التسمية إلى كوفيد ‪ 19‬و هي التسمية‬
‫ال تي اعتم دتها رس ميا منظم ة الص حة العالمي ة بت اريخ ‪11‬فيف ري ‪ 2020‬وه و اس م انجل يزي مش تق من‬
‫ح رفي ‪Co‬وهم ا أول ح رفي لكلم ة كورون ا وح رفي ‪ vi‬وهم ا أول ح رفين من كلمة‪ virus‬و‪ d‬ه و أول‬
‫و ه و م رض ن اجم عن اإلص ابة بف يروس كورون ا‬ ‫ح رف من كلم ة م رض باإلنجليزي ة ‪disease‬‬
‫‪1‬‬
‫الجديد‪.‬‬
‫وحسب منظمة الصحة العالمية فان فيروس كورونا هو الذي يسببه مرض كوفيد ‪ 19‬ينحدر من ساللة‬
‫فيروسات تسمى كورونا أو الفيروسات التاجية والمضادات الحيوية ال تأثير لها على الفيروسات غير‬
‫ان بعض األشخاص الذين يصابون بكوفيد ‪ 19‬قد تحصل لديهم مضاعفات فيصابون بالتهاب رئوي‬
‫‪2‬‬
‫وهنا يلزم عليهم اخذ مضادات حيوية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب انتشار فيروس كورونا المستجد‪.‬‬
‫توجد العديد من األسباب التي زادت من حدة انتشار الوباء نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫انتشار الوباء عبر األشخاص الذين يكونون على اتصال وثيق في حدود ست أقدام مع شخص مصاب‬
‫‪3‬‬
‫عندما يعطس أو يسعل ذلك الشخص‪.‬‬
‫يمكن أحيانا أن ينتشر فيروس كوفيد ‪19‬عند التعرض لمقطرات الصغيرة أو الضبائب التي تبقى عالقة‬
‫في الهواء لع دة دقائق أو س اعات وس مي االنتق ال ب الهواء ومن غ ير المع روف ح تى اآلن مدى ش يوع‬
‫‪4‬‬
‫انتشار الفيروس بهذه الطريقة ‪.‬‬
‫ينتشر عبر األشخاص الذين لديهم صلة بالسفر أو بحالة إصابة إيجابية أخرى‪.‬‬
‫يعتق د المس ئولون أن األش خاص ال ذين يع انون من أع راض الس عال والع اطس هم أك ثر احتم ال من‬
‫إصابتيهم بالفيروس ونقله إلى اآلخرين‪.‬‬

‫‪ -‬منصر نصر الدين‪"،‬التصدي للوباء العالمي كورونا من خالل وسائل الضبط اإلداري العام في الجزائر"‪ ،‬حوليات‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة الجزائر‪ ،1‬جامعة العربي التبسي تبسه الجزائر‪ ،‬المجمد ‪34‬عدد خاص‪ :‬القانون وجائحة كوفيد‪19‬في جويلية‬
‫‪،2020‬ص‪36‬‬
‫‪ -‬سهايلية سماح ‪ ،‬اإلجراءات الوقائية للتصدي لفيروس كورونا في الجزائر"‪ ،‬مجلة الرسالة للدراسات والبحوث‬ ‫‪2‬‬

‫اإلنسانية‪ ،‬كلية العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،3‬الجزائر العدد‪، 3‬المجلد ‪ ،5‬في ‪،2020/10/10‬‬
‫ص‪27‬‬
‫‪ -‬جقبوب عبد الحليم‪ ،‬بوعالقة نورة‪ ،‬طارق هجرسي‪"،‬أثر وباء كورونا على حركية المجتمع الجزائري" مجلة‬ ‫‪3‬‬

‫االجتهاد للدراسات القانونية و االقتصادية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‪ ،04‬المجلد‪ ،09‬سنة ‪ ،2020‬ص‪515‬‬


‫‪ -‬الموقع ‪ hhps:www.mayoclinic.org 23:10‬لمرض فيروس كورونا المستجد‪ 2019‬األسباب و األعراض‬ ‫‪4‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد ‪19‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التكييف القانوني لجائحة كورونا بين القوة القاهرة والظرف الطارئ‬
‫بانتشار الوباء في مختلف دول العالم ثار جدال حول تكييف هذا الوباء من الناحية القانونية‪.‬‬
‫س نقوم في ه ذا المطلب بتك ييف ف يروس كورون ا –كوفيد ‪-19‬من الناحي ة القانوني ة أيعت بر ق وة ق اهرة أم‬
‫ظرف طارئ ولذلك نبني هذا المطلب على ثالث فروع كفرع أول القوة القاهرة وكفرع ثاني الظرف‬
‫الطارئ وكفرع ثالث التكييف القانوني للجائحة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬القوة القاهرة‪.‬‬
‫عرف عميد الفقهاء القانون العرب "عبد الرزاق السنيوري" القوة القاهرة بأنها أمر غير متوقع الحص ول‬
‫وغير ممكن الدفع يجعل تنفيذ اإللتزام مستحيل دون أن يكون هناك خطا في جانب المدين‪.‬‬
‫وعرفها الفقيه الفرنسي ‪ devour mandil‬بأنها كل واقعة تنشا باستقالل عن إرادة المدين وال يكون‬
‫باس تطاعة الم دين توقعه ا أو ح دوثها وي ترتب عليه ا أن يس تحيل علي ه مطل ق الوف اء بالتزام ه ‪1‬المش رع‬
‫الجزائ ري على غ رار الكث ير من المش رعين لم يع رف الق وة الق اهرة و إنم ا أش ار إليه ا كس بب أجن بي‬
‫معفى من المسؤولية في المادة ‪127‬من القانون المدني "إذا اثبت الشخص أن الضرر قد تنشا عن سبب‬
‫ال يد له فيه كحادث مفاجئ أو قوة قاهرة أو خطا صدر من المضرور أو خطا من الغير كان غير‬
‫‪2‬‬
‫ملزم بتعويض هذا الضرر ما لم يوجد نص قانوني يخالف ذلك‪.‬‬
‫لكنه عرفها في المادة ‪5‬فقرة ‪19‬من القانون ‪05/07‬المتعمق بالمحروقات حيث تنص "القوة القاهرة ك ل‬
‫حدث مثبت غير متوقع ال يمكن مقاومته وخارج عن إرادة الطرف الذي يثيره والذي يجعل تنفيذ هذا‬
‫‪3‬‬
‫األخير ألحد التزاماته التعاقدية أو العديد منها آنيا أو نهائيا غير ممكن‪".‬‬
‫وعرفتها محكمة النقض الفرنسية على أنها حادثة مستقلة عن اإلرادة اإلنسانية ال تستطيع هذه اإلرادة‬
‫توقعه ا أو دفعه ا‪ ،‬وعرفته ا المحكم ة العلي ا الجزائري ة في قراره ا الص ادر بت اريخ ‪1990/06/11‬انه ا‬
‫"كارثة طبيعية غير متوقعة و ال يمكن التصدي لها وتفلت من مراقبة اإلنسان ‪.‬‬

‫‪ -‬أوليدي موسى‪ ،‬قادري عبد الرزاق‪ ،‬اثر القوة القاهرة في العقود الدولية‪ ،‬مذكرة ماستر تخصص قانون الشركات‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم الحقوق‪ ،2018/2017 ،‬ص‪10‬‬
‫‪ -‬بوغرارة الصالح‪"،‬انتشار فيروس كورونا سبب أجنبي لدفع المسؤولية بين تطبيق نظريتي القوة القاهرة والظروف‬ ‫‪2‬‬

‫الطارئة"‪ ،‬حوليات جامعة الجزائر ‪ 1‬جامعة تيارت ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية الحقوق‪ ،‬الجزائر عدد خاص‪ :‬القانون‬
‫و جائحة كوفيد ‪ ،19‬المجلد ‪، 34‬سنة ‪ ،2020‬ص‪317‬‬
‫‪ -‬أوليدي موسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪9‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد ‪19‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الظروف الطارئة‪.‬‬


‫في الجزائر يرى البعض إن الظرف الطارئ هو حادث استثنائي لم يكن في الوسع توقعه غير انه وان‬
‫جع ل من تنفي ذ االل تزام أم را عس يرا ومرهق ا وه دد المتعام ل المتعاق د بخس ارة فادح ة أو مس بالتوازن‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادي لمعقد فانه يبقى تنفيذ العقد ممكنا‪ ،‬وال يجعل منه أمرا مستحيال ‪.‬‬
‫ويمكن تعريف الظرف الطارئ أيضا انه الحادث العام النادر الوقوع كالزلزال أو حرب أو الوباء أو‬
‫ارتف اع باه ظ في األس عار أو ال نزول الفاحش فيه ا‪ ،‬يط رأ على العق د فيم ا بين إبرام ه وتنفي ذه وال يكون‬
‫‪2‬‬
‫باإلمكان توقعه أو التحرر منه ‪.‬‬
‫وإلعمال هذه النظرية وجب توفر شروط‪:‬‬
‫أن يكون الظرف استثنائيا‪:‬‬
‫يعرف األستاذ "عبد الحي حجازي" خاصية االستثنائية في الظرف الطارئ بقوله‪:‬‬
‫(الحادث االستثنائي هو الحادث الذي ال يندرج في عداد الحوادث التي تتعاقب وتقع وفقا لنظام معلوم‬
‫) ‪ ،‬مثال ذلك في الظرف االستثنائي الحرب أو الزلزال أو اضطراب مفاجئ أو في تسعيرة جبرية أو‬
‫‪3‬‬
‫رفعها أو انتشار وباء‪.‬‬
‫أن يكون عاما‪:‬‬
‫ال يكفي أن يكون الظرف استثنائي بل يجب أن يكون عاما‪ ،‬ويقصد بالعمومية أال يكون خاصا بالمدين‬
‫وحده بل يجب أن يشمل طائفة من الناس‪ ،‬بمعنى أن يشمل الظرف على عدد كبير من الناس كأهل بلد‬
‫‪4‬‬
‫أو إقليم معين أو طائفة معينة منهم كفيضان خطير غير منتظر أغرق مساحة واسعة من األرض‪.‬‬
‫أال يكون باإلمكان توقعه أو دفعه‪:‬‬

‫‪ -‬محفوظ عبد القادر‪ ،‬إثر تغير الظروف على تنفيذ العقد اإلداري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة آبي بكر بلقايد تلمسان‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم القانون العام‪ ،2019/2018 ،‬ص‪82‬‬
‫‪ -‬محفوظ عبد القادر‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪83‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬هبة محمد محمود الديب‪ ،‬إثر الظروف الطارئة على العقود المدنية دراسة تحليلية في مشروع القانون المدني‬ ‫‪3‬‬

‫الفلسطيني‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون الخاص‪ ،‬جامعة األزهر غزة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،2012،‬ص‪37‬‬
‫‪ -‬بالقاسم زهرة ‪،‬اثر نظرية الظروف الطارئة على العقود ‪،‬مذكرة ماستر جامعة أكلي محند اولحاج‪ -‬البويرة ‪،‬كلية‬ ‫‪4‬‬

‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم القانون الخاص‪، 2014/2013 ،‬ص‪39‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد ‪19‬‬

‫يعد عدم التوقع شرطا جوهريا لتطبيق نظرية الظروف الطارئة حيث ال بد أن كل عقد يحمل في طياته‬
‫بعض المخ اطر والمتعاق د يجب أن يك ون ح ذر لتل ك المخ اطر ويزنه ا حين يق دم على إب رام العق د‪ ،‬وان‬
‫ك ان تقص يرا من ه علي ه تحم ل النت ائج المترتب ة عن التقص ير في حين ي ؤمن المتعاق د ه ذا الظ رف ال ذي‬
‫‪1‬‬
‫يفوق كل تقدير يمكن أن يتوقعه المتعاقدان‪.‬‬
‫أن يجعل االلتزام مرهقا‪:‬‬
‫تحقق هذا الشرط هو الذي يضع هذه النظرية موضع التنفيذ وينقلها من الميدان النظري إلى الميدان‬
‫التطبيقي‪ ،‬الظروف الطارئة مهما بلغت درجة خطورتها وعدم توقعها ال يكون لها أي تأثير على العقد‬
‫إال إذا ت رتب عن ح دوثها إره اق تنفي ذ االلتزام ات الناش ئة عن العق د‪ ،‬القاض ي دائم ا يبحث عن تحقي ق‬
‫‪2‬‬
‫شرط اإلرهاق لتطبيق نظرية الظروف الطارئة ثم يبحث عن الشروط األخرى‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التكييف القانوني لجائحة كورونا الكوفيد ‪ -19-‬المستجد‬
‫تش ترك الق وة الق اهرة والح ادث الط ارئ في أن ك ل منهم ا ال يمكن توقع ه وال يس تطاع دفع ه وفق ا م ا‬
‫عرض ناه س ابقا وه ذان الش رطان يجب توافرهم ا س واء كن ا بص دد ق وة ق اهرة أو ظ رف ط ارئ ولمن‬
‫الفرق بينهما هو األثر المترتب على الحادث ‪ ،‬فلو ترتب على الوباء انه جعل تنفيذ المدين اللتزامه‬
‫مس تحيال كن ا بص دد الق وة الق اهرة ‪ ،‬آم ا إذا ك ان م ا ي ترتب عن الوب اء أن أص بح تنفي ذ الم دين اللتزام ه‬
‫مرهقا ال مستحيال بمعنى يلحق به خسارة فادحة كنا بصدد حادث طارئ ‪ ،‬بمعنى ذلك ال يمكن اعتبار‬
‫‪3‬‬
‫جميع األوبئة قوة قاهرة أو حادث طارئ بل يجب النظر لكل حالة على حدة‪.‬‬
‫ولتحديد طبيعة جائحة كورونا نعرض موقف كل من القضاء والفقه‪.‬‬
‫أ‪ -/‬القضاء‪:‬‬
‫اعت بر القض اء في بعض ال دول جائح ة كورون ا من قبي ل الق وة الق اهرة ففي فرنس ا بت اريخ‬
‫‪2020/03/10‬ص در الق رار رقم ‪80‬لس نة ‪2020‬عن محكم ة اإلس تئناف كولم ار الفرنس ية‪ ،‬الغرف ة‬

‫‪ -‬هبة محمد محمود الديب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪41‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬هبة محمد محمود الديب‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪4‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬عبد الرحمن الرضوان‪ ،‬خالد الهندهاني‪"،‬إثر فيروس كورونا في عقد العمل في القطاع األهلي"‪ ،‬مجلة الحقوق‬ ‫‪3‬‬

‫إصدار خاص لجائحة فيروس كورونا ‪ ،‬جامعة الكويت‪،‬الجزء‪ ،2‬يناير‪ ،2021‬ص‪55‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد ‪19‬‬

‫السادس ة حيث اعت برت المحكم ة أن ف يروس كورون ا المنتش ر عالمي ا يتص ف فعلي ا ب القوة الق اهرة وان‬
‫‪1‬‬
‫األوضاع التي نشهدها بسببه هي استثنائية وال يمكن مقاومتها‪.‬‬

‫ب‪ - /‬في الفقه‪:‬‬


‫من الفقهاء الذين تعرضوا لبحث عن الطبيعة القانونية لفيروس كورون ا إلى اعتبار وباء كورونا قوة‬
‫ق اهرة كون ه ح ادث فجائي ا غ ير متوق ع الح دوث وغ ير ممكن دفع ه فض ال عن كون ه وب اء ع المي واس ع‬
‫االنتشار عابرا للقارات ال يعرف الحدود أصاب الكرة األرضية بالشلل التام واجبر العالم على الحض ر‬
‫‪2‬‬
‫المنزلي والتباعد االجتماعي وأوقف مظاهر الحياة إال ما تقتضيه الضرورة ‪.‬‬

‫‪ -‬محمد عبد الجليل المر‪"،‬إثر جائحة كورونا على الحريات العامة دراسة تحليلية مقارنة في مصر والكويت"‪ ،‬مجلة‬ ‫‪1‬‬

‫الحقوق إصدار خاص لجائحة فيروس كورونا‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬جزء ‪،2‬الجزائر‪ ،‬يناير‪ ،2021‬ص‪402‬‬
‫‪ -‬محمد عبد الجليل المر‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪403‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد ‪19‬‬

‫مبحث الثاني‪ :‬الوسائل المادية و البشرية و الوسائل القانونية‬

‫المطلب األول ‪ :‬الوسائل المادية والبشرية‬


‫الفرع األول‪ :‬الوسائل البشریة‬
‫و المقصود بها هي تلك الوسائل التي توضع تحت تصرف سلطات الضبط اإلداري‪ ،‬تتجلى في أعوان‬
‫الض بط المكلفین بتنفیذ الق وانین والتنظیم ات كرج ال ال درك والش رطة العام ة والش رطة البلدي ة ‪،‬‬
‫وباعتبار أن رئیس المجلس الشعبي البلدي إحدى سلطات الضبط اإلداري ‪1‬فهو يعتمد في‬
‫ممارس ة ص الحیة الض بط اإلداري على س لك الش رطة البلدیة ‪ ، 2‬وف ق م ا تنص علیه الم ادة ‪ 93‬من‬
‫قانون البلدیة رقم ‪ 11-10‬على أنه‪ « :‬یعتمد رئیس المجلس الشعبي البلدي قصد ممارسة صالحیاته‬
‫في مج ال الش رطة اإلداریة‪ ،‬على س لك الش رطة البلدیة ال تي یح ددها قانونه ا األساس ي عن طریق‬
‫التنظیم ‪ ،‬يمكن رئیس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬عند االقتضاء تسخیر قوات أو الدرك الوطني المختصة‬
‫إقلیمیا حسب الكیفیة المحددة عن طریق التنظیم ‪ ،3 .‬كما تعتبر شرطة العمران التابعة لجهاز األمن‬
‫الوطني الوسیلة البشریة في الحفاظ على النظام العام في مجال البناء و التعمير ‪4،‬كما أن الوالي یمتلك‬
‫صالحیات تسخیر قوات األمن‪ ،‬كرجال الدرك والشرطة في مجال الضبط اإلداري وفقا لقانون الوالیة‬
‫‪5‬‬
‫‪ ،‬حيث تنص الم ادة ‪ 115‬من ق انون الوالیة رقم ‪ 12-07‬على م ا یلي‪ : ‬یت ولى ال والي لتط بیق‬
‫القرارات المتخذة في إطار المهام المبینة في المواد ‪ 112‬و‪ 113‬و‪ 114‬أعاله‪ ،‬تنسیق نشاطات مصالح‬
‫األمن المتواج دة على إقلیم الوالیة‪ .‬وبه ذه الص فة یل زم رؤس اء مص الح األمن بإعالم ه في المق ام األول‬

‫‪ -‬فریحة حوة‪ ،‬توزیع االختصاص في مجال الضبط اإلداري على المستوى المحلي في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنیل شهادة‬ ‫‪1‬‬

‫ماجستیر دولة ومؤسسات‪ ،‬جامعة بن یوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2014-2015 ،‬ص‪69‬‬


‫‪ -‬كمال جعالب‪ ،‬اإلدارة المحلیة وتطبیقاتها )الجزائر‪-‬بریطانیا‪-‬فرنسا دار هومة للطباعة والنشر والتوزیع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪، ،2017‬ص‪148‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ ، 11-10‬المتعلق بالبلدیة‪ ،‬السالف الذكر‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬محمد الصغیر بعلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪279‬‬ ‫‪4‬‬

‫فريحة حوة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪14‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد ‪19‬‬

‫بكل القضایا المتعلقة باألمن العام والنظام العمومي على مستوى الوالیة‪ .‬تحديد كیفیة تطبیق هذه المادة‬
‫‪1‬‬
‫عن طریق التنظیم بينما يمكن تدخل لقوات الجيش في الحاالت االستثنائية الخاصة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الوسائل المادية‬


‫ال تكتف سلطات الضبط اإلداري باتخاذ اإلعمال القانونية المتمثلة في إصدار قرارات تنظيمية أو فردية‬
‫فحس ب‪ ،‬ب ل تتطلب وظيف ة الض بط اإلداري القي ام بمجموع ة أخ رى من األعم ال المادي ة المتنوع ة‬
‫‪2‬‬
‫للمحافظة على النظام العام وتجسيد أهداف وظيفة الضبط اإلداري الخاص‪.‬‬
‫من أهم االمتيازات التي منحها المشرع لسلطات الضبط اإلداري الستكمال وظيفتها الضبطية‪ ،‬في حالة‬
‫تعنت األفراد عن تنفيذ قراراتها امتياز التنفيذ الجبري‪ ،‬وهو امتياز يسمح لها‬
‫بتنفي ذ أوامره ا ب القوة الجبري ة من دون الحاج ة إلى إذن أو ت رخيص من القض اء بس بب ع دم انص ياع‬
‫األفراد لهذه القرارات‪ ،3‬وبالنظر للخطورة التي تميز هذا األسلوب من التدخل لمساسه بحقوق وحريات‬
‫األف راد و عن القاع دة العام ة‪ ،‬أق ر أغلب الفق ه والقض اء اإلداريين الفرنس يين مش روعية اللج وء للتنفي ذ‬
‫الج بري في ح التين هما‪ ،4‬الحال ة األولى تتعل ق بوج ود نص ق انوني يج يز اس تخدام التنفي ذ الج بري‬
‫لقرارات الضبط ‪ ،‬الحالة الثانية تتعلق بحالة الضرورة‪ ،‬ويقصد بها قيام حالة استثنائية أو خطر جسيم‬
‫يهدد النظام العام‪ ،‬ويتعذر دفعه بالطرق القانونية العادية ‪ ،‬لذلك تلجأ اإلدارة على وجه السرعة للتدخل‬
‫عن طريق التنفيذ الجبري‪ ،‬بالرغم من عدم وجود نص قانوني‪ .‬وبالرغم من ذلك فقد اشترط القضاء‬
‫اإلداري الفرنس ي وتبع ه في ذل ك الفق ه ع دة ش روط واجب ة الت وفر في إج راء الت دخل الج بري في ه ذه‬
‫الحالة تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ -‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪279‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬حيث تملك في ذلك وسائل مادية وبشرية تتمثل في موظفين عموميين وخاصين مثل مفتشي البيئة‪ ،‬التجارة وقمع‬ ‫‪2‬‬

‫الغش‪ ،‬الغابات‪ ،‬شرطة البلدية‪ ،‬الشرطة والدرك وغيرهم كل هؤالء أعوان مكلفون بتنفيذ قرارات الضبط اإلداري وقبل‬
‫ذلك بمهام الرقابة والتفتيش والتحقق من وجود المخالفات‪ ،‬وكل فئة من هؤالء األعوان يحكمها نص خاص وتقوم‬
‫بأعمال مادية روتينية ‪.‬‬
‫مثال‪ :‬أعمال التنظيف‪ ،‬اإلنارة‪ ،‬نزع الجليد‪ ،‬إزاحة شجرة واقعة على الطريق‪ ،‬توقيف شخص في حالة سكر‪ ،‬ترميم‬
‫بناء…الخ‬
‫‪ -‬األصل أن اإلدارة ال يمكنها إعمال التنفيذ الجبري إال بعد الحصول على إذن من القضاء‪ ،‬أما االستثناء فيتضمن‬ ‫‪3‬‬

‫منحها سلطة استخدام القوة الجبرية للمحافظة على النظام العام ووقف اإلخالل ‪ ،‬هاني علي الطهراوي‪ ،‬ص‪264‬‬
‫‪ -‬عدنان عمرو‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري‪ ،‬نشاط اإلدارة ووسائلها‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2004 ،‬ص‪31-28‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد ‪19‬‬

‫‪-1‬وج ود خطر جسيم يه دد النظ ام الع ام بعناص ره المعروف ة يقتض ي الت دخل الس ريع من اإلدارة لمن ع ه ذا‬
‫التهديد ودفع الخطر‪.‬‬
‫‪-2‬إن يتعذر دفع هذا الخطر بالطرق القانونية العادية‪ ،‬بحيث يكون هو الوسيلة القانونية الوحيدة لدفعه‪.‬‬
‫‪-3‬أن يكون هدف السلطة اإلدارية من هذا اإلجراء تحقيق الصالح العام من خالل المحافظة على النظام‬
‫العام‪.‬‬
‫‪-4‬أن يك ون ه ذا اإلج راء بالق در الض روري ل دفع الخط ر وال يزي د عن ذل ك ش يئا‪ ،‬على أس اس قاع دة أن‬
‫الضرورة تقدر بقدرها‪ ،‬بمعنى ال يجب أن نضحي بمصلحة األفراد في سبيل الصالح العام إال بمقدار‬
‫ما تقتضيه الضرورة ‪ ،‬ثم يجب أن يقوم باإلجراء الموظف المختص بأعمال وظيفته‬
‫يجب أن نش ير إلى أن اإلدارة عن دما تلج أ له ذا األس لوب فهي تتحم ل مس ؤوليتها عن ذل ك ‪ ،‬ل ذلك يتعين‬
‫عليها أن تتحرى الدقة في اتخاذ مثل هذه اإلجراءات خصوصا من حيث توافر الشروط اإللزامية‪ ،‬ف إذا‬
‫أخط أت نتج عن ذل ك إث ارة مس ؤوليتها ب التعويض عن األض رار ال تي لحقت المعن يين ووق ف اإلج راء‬
‫طلب استعجالي إذا كان إتمامه يؤدي إلى نتائج ال يمكن تداركها‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الوسائل القانونية‬


‫تتمثل في القرارات اإلدارية الضبطية وهي نوعين القرارات التنظيمية و‬
‫القرارات الفردية‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬القرارات التنظيمية و اللوائح الضبط اإلداري‬


‫عرفه ا األس تاذ محم د رفعت عب د الوه اب بأنه ا مراس يم تنظيمي ة تتض من قواع د هام ة و مج ردة تنظم‬
‫النش اط الف ردي وبعض الحري ات الفردي ة ‪ ،‬بوض ع القي ود الالزم ة للحف اظ على النظ ام الع ام و تص در‬
‫الل وائح عن الس لطة التنفيذي ة به دف المحافظ ة على النظ ام الع ام بعناص ره التقليدي ة و الحديث ة‪ ،‬وهي‬
‫تتضمن مجموعة من القواعد العامة المجردة مسبقا الحدود و القيود التي تمارس في إطارها الحقوق و‬
‫الحريات‪ ،‬التي تفرض ضرورة للمحافظة على النظام العام‪ ،‬حيث تملك السلطة التنفيذية سلطة فرض‬
‫أنظمة عامة في الحاالت التي تعجز فيها القانون على أن يضبط الحريات‪ ،‬و األصل العام أن المشرع‬
‫أو هو المختص بتنظيم الحريات و النشاط الفردي في إطار مبادئ الدستور‪ ،‬فالقانون إذن هو الوسيلة‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد ‪19‬‬

‫األصلية لضبط و تقييد الحريات و اللوائح الضبط اإلداري مثل القانون عند تقييدها للنشاط الفردي في‬
‫‪1‬‬
‫المجاالت المختلفة تتخذ عدة أشكال وصور هي ‪:‬‬

‫أوال‪ : ‬تنظيم النشاط‬


‫تكتفي الئح ة الض بط اإلداري هن ا بتنظيم ممارس ة النش اط الف ردي من حيث وض ع توجيه ات معني ة‬
‫للمواطنين بشأن ذلك النشاط ضمان لحماية النظام العام أو بمعنى أخر تكتفي بتنظيم نشاط الفردي من‬
‫ناحية كيفية وحدود ممارسة هذا النشاط مثل لوائح تنظيم مرور السيارات بالطرق العامة ولوائح تنظيم‬
‫المظ اهرات الس لمية في الح دود الق انون و يفض ل الفقه اء ه ذا المظه ر على غ يره من المظ اهر تتقي د‬
‫النشاط الفردي األخرى‪ ،‬و بصفة خاصة الحظر ألنه يعد أقلها إعاقة للحريات ولهذا قضي بأنه لو أجيز‬
‫فرض تدابير الئحية‬
‫لوقاي ة س كان البل دة من مض ار مج اورتهم لخ اطر الحيوان ات المستأنس ة لم يمل ك النهى عن ترتيبه ا في‬
‫‪2‬‬
‫نظاق البلدة‪.‬‬

‫ثانيا‪ : ‬اإلخطار السابق‬


‫إخب ار الس لطة المختص ة بمزاول ة نش اط معين‪ ،‬وفي ه ذا المظه ر يرتفع تقيي د النش اط قليال إلى ح د‬
‫ض رورة إخط ار الس لطة اإلداري ة مق دما قب ل بم دى ممارس ة وفي ه ذه الحال ة ال يعت بر النش اط الف ردي‬
‫محظ ور وال يش ترك حص ول على إذن من الس لطة المختص ة قب ل ممارس ته‪ ،‬ف المطلوب هن ا ه و مج رد‬
‫اإلخطار فقط لكي تكون الهيئات الضبط على علم به‪ ،‬وهذا يمكنها من االعتراض على النشاط المخطر‬
‫عنه تارة واتخاذ التدابير الوقائية التي‬
‫تمن ع من إض راره بالنظ ام الع ام ت ارة أخ رى مث ل إقام ة س رادقات في الط رق الع ام ومن أمثله ا الل وائح‬
‫التي تتطلب قبل عقد المؤتمرات أو االجتهادات إخطار الهيئات الضبط التي لها الحق في االعتراض‬
‫على عقدها إذا كان األمر سوف يؤدي إلخالل باألمن ‪ ،‬وقد يكون اإلخطار غير مقرون باالعتراض ‪،‬‬
‫بمعنى أنه يكفي فيه الفرد مجرد إخطار اإلدارة ثم ممارسة النشاط فورا دون انتظار موافقة اإلدارة و‬

‫‪ -‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬النظرية العامة للقانون اإلداري‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الجامعة الجديد للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬سنة‬ ‫‪1‬‬

‫‪،2012‬ص‪213‬‬
‫‪ -‬عبد الرؤوف هاشم بسيوني‪ ،‬نظرية الضبط اإلداري في النظم الوضعية المعاصرة و الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬ ‫‪2‬‬

‫الفكر العربي اإلسكندرية‪ ،2007 ،‬ص ‪.127‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد ‪19‬‬

‫ه ذه الص ورة كم ا ت رى تمث ل أول األس اليب الوقائي ة إعاق ة للحري ات العام ة ‪ ،‬وتوج د ايض ا ص ورة‬
‫لإلخطار وهي صورة اإلخطار المصحوب بحق اإلدارة في االعتراض عليه في ميعاد معين‪ ،‬وفي هذه‬
‫الص ورة يمكن ممارس ة النش اط بع د اإلخط ار عن ه مباش رة بحيث ال تمن ع ه ذه الممارس ة إال عن د‬
‫االع تراض عنه ا علي ه في المس عاد ومن هن ا الج دير بال ذكر أن نظ ام اإلخط ار يعت بر من أف ق القي ود‬
‫‪1‬‬
‫الوقائية التي يمكن فرضها على ممارسة النشاط الفردي وأكثرها توفيقا بين الحرية و السلطة‪.‬‬

‫‪-‬ثالثا‪ :‬اإلذن السابق‬


‫تش رط الئح ة الض بط ض رورة و ل زوم الحص ول على إذن س ابق أو ت رخيص مس بق من قب ل الس لطات‬
‫اإلداري ة المختصة ب البوليس اإلداري قبل ممارس ة النشاط الخاص علما بأن الحريات العام ة األساسية‬
‫المحددة في المواثيق ألن حقوق اإلنسان و المواطن الوطنية والدولية في الدساتير لممارستها الحصول‬
‫على اإلذن السابق و اي اإلجراء يخالف هذه القاعدة يعد إجراء غير مشروع بل منعدما وواضح جدا‬
‫أن اشتراط الحصول على اإلذن‬
‫‪2‬‬
‫السابق لممارسة النشاط هو قيد اشد على النشأ الخاص من اإلخطار السابق‬
‫يعت بر عمال غ ير مش روع ‪ ،‬ب ل يعت بر عمال من أعم ال الغص ب و االعت داء الم ادي على الحق وق و‬
‫الحريات الفردية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أوامر الضبط اإلداري الفردية‬


‫تتم ممارس ة س لطة اإلداري ة أيض ا عن طري ق إص دار أوام ر فردي ة هي في جوهره ا ق رارات إداري ة‬
‫تس تهدف اإلدارة تطبيق ا على الف رد معين بال ذات أو ع دد من األف راد المعن يين ب ذاتهم أو بص دد حال ة‬
‫محددة ‪ ،‬ومثال على ذلك األمر الصادر يمنع اجتماع أو مظاهرة أو بهدم المنزل أن‬
‫‪3‬‬
‫يقتصر على إدارة األوامر الفردية‬
‫ومن هن ا ف إن س لطة الض بط اإلداري تختل ف وح دها ب ل تقتص ر العدي د من الل وائح ك اللوائح التنفيذي ة‬
‫ول وائح المراف ق العام ة ول وائح الض رورة ومن ناحي ة أخ رى ف إن س لطة الض بط اإلداري ال يقتص ر‬

‫‪ -‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪213‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬عبد الغني سيوني عبد اهلل‪ ،‬القانون اإلداري المجلد األول‪ ،‬الجامعة للطباعة و النشر‪ ،‬بيروت‪ ،1998 ،‬ص ‪203‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬سامي جمال الدين‪ ،‬أصول القانون اإلداري‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص‪509.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد ‪19‬‬

‫عملها على إصدار لوائح الضبط فحسب بل تتولى تطبيق هذه اللوائح على الحاالت الخاصة عن طريق‬
‫‪1‬‬
‫القرارات اإلدارية الفردية‪.‬‬
‫ولكن ه ذه الق رارات تبقى مح ل ج دل ق انوني ح ول م ا ك ان يج وز لس لطات الض بط اإلداري إص دار‬
‫القرار لفردي ال يعتبر تنفيذا القانون أو نظام الئحة سابقة فذهب بعض الفقهاء إلى عدم جواز ذلك بينما‬
‫ذهب فريق أخر إلى أن األصل هو استناد القرار الفردي على قاعدة تشريعية قانونية أو الئحة النظام ‪،‬‬
‫وم ع ذل ك فليس ثم ة ما يمن ع س لطات الض بط اإلداري من اص دار ق رارات إداري ة و أوامر فردي ة دون‬
‫االس تناد إلى قاع دة قانوني ة ‪ ،‬ولكن بش روط معين ة ق د يك ون ه ذا الق رار ه و وس ياة الوحي دة لمواجه ة‬
‫الظ رف إس تثنائي معين‪ ،‬ون رى أن ه في ح ال وج ود قاع دة تنظيمي ة عام ة مج ردة س واء ك انت قانون ا أو‬
‫نظام ا تحكم نش اط معين‪ ،‬فإن ه يتعين على جه ة اإلدارة االل تزام بإص دار قراراته ا في ح دود الق انون أو‬
‫نظ ام‪ ،‬واإل ك انت ه ذه الق رارات غ ير مش روعة وتس تند في ذل ك إلى مب دأ ت درج القواع د القانوني ة ال ذي‬
‫يوجب أن تصد القاعدة الدنيا في حدود القاعدة العليا و بالتالي عدم الجواز مخالفة القرار الصادر عن‬
‫سلطة اإلدارية لقوانين و األنظمة ‪ ،‬أما لم يكن هناك قاعدة تنظيمية عامة تنظيم نشاط معينا‪ ،‬فإن قيام‬
‫الس لطة اإلداري ة بإصدار ق رارات الفردي ة من ج ل تنظيم ه ذا النش اط دون س ند تشريعي يعت بر خروج ا‬
‫‪2‬‬
‫عن مبدأ المشروعية‪ ،‬وبالتالي يمكن الطعن في القرار للمطالبة بإلغائها ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬استخدام القوة العمومية‪.‬‬


‫يمكن للس لطة اإلداري ة اللج وء إلى الق وة العمومي ة مباش رة من دون استص دار أم ر قض ائي من أج ل‬
‫تنفيذ قراراتها وهو امتياز تلجأ إليه كلما رفض المواطنين االمتثال إلى التدابير الوقائية وخاصة التباعد‬
‫األم ني و االجتم اعي وكسر أوق ات الحجر أو خ رق إج راءات الوقاي ة داخ ل المؤسس ات العمومي ة ال تي‬
‫تقدم الخدمات للجمهور و المرافق العامة حيث تسخر قوات الشرطة و الدرك كوسيلة لتنفيذ قراراتها‬
‫الضبطية في حدود التناسب مع الوضع مع احترام اإلجراءات القانونية الالزمة تحت غطاء الشرعية‬
‫القانونية ‪ .‬تتجلى ص ور الق وة العمومي ة في م ا توقع ه الس لطة العام ة من ج زاءات إداري ة ومن خالل‬
‫التعريف ات الفقهي ة والقض ائية للج زاء اإلداري نج د أن الج زاءات اإلداري ة ذات طبيع ة عقابي ة توقعه ا‬
‫اإلدارة بإرادته ا الفردي ة حيث تتقي د فيه ا اإلدارة بمب دأ المشروعية ومن ه ف إن اإلدارة العام ة هي الس لطة‬
‫ال تي عق د له ا االختص اص بإص دار الج زاءات اإلداري ة ويع د من أعماله ا المادي ة ال تي توقعه ا على‬

‫‪ -‬مصطفى أوزيد الفهمي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬تنظيم اإلدارة العامة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬الدار الجامعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬سنة ‪ ،1990‬ص‪202‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪219-218‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد ‪19‬‬

‫المخ الفين لقراراتها اإلداري ة بغي ة تنظيم نش اط األف راد و ردع المخ الفين ألج ل تحقيق المص لحة العام ة‬
‫من أمن عام وصحة عامة و سكينة عامة ‪......‬إلخ‬
‫كما أن الجزاء اإلداري ال يمكنه أن يكتسي هذه الصفة إال إذا كان ضمن اختصاص الجهة اإلدارية وما‬
‫‪1‬‬
‫تتمتع به من امتيازات السلطة العامة من عدمه‬
‫فالتميز الجزاء اإلداري بالنزعة الردعية حتى يضمن تطبيقه التزام األفراد باحترام القانون‪ ،‬و إال ما‬
‫الفائ دة من توقي ع الج زاء إذا لم يتمت ع بخاص ية ال ردع وه و م ا يس تلزم خض وع الج زاء اإلداري ل ذات‬
‫المبادئ العقابية التي يخضع لها الجزاء الجنائي عموما سواء ما تعلق بشرعيتها الموضوعية‪ ،‬أو كان‬
‫‪2‬‬
‫‪،‬‬ ‫القصد منه ضمان مشروعيته اإلجرائية مثل مبدأ الشرعية وشخصية الجزاء و التناسب و غيرها‬
‫كما يتصف الجزاء اإلداري بالعمومية أي أنه ال يقتصر على فئة معينة من المواطنين و إنما‬
‫تمتد سلطة اإلدارة بتوقيعه على جميع األفراد الذين يخالفون النص القانوني والمخاطبين به‪.‬‬

‫‪ -‬سورية ديش‪ ،‬الجزاءات اإلدارية في قانون العقوبات اإلداري‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‬ ‫‪1‬‬

‫تخصص‪:‬التجريم في الصفقات العمومية فرع القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة جاللي ليابس‪ ،‬سيدي‬
‫بلعباس ‪،2019-2018‬ص ‪48‬‬
‫‪ -‬نسيغة فيصل‪ ،‬الرقابة على الجزاءات اإلدارية العامة في النظام القانوني الجزائري‪ ،‬ص‪51‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد ‪19‬‬

‫خالصة الفصل الثاني ‪:‬‬


‫من خالل دراس تنا لمفه وم جائح ة كورون ا و طبيعته ا ال تي ظه رت في الع الم ح ديثا نس تنتج بأنه ا من‬
‫الفيروسات التي تسبب أمراض تنفسية ويكون سبب انتشارها الرئيسي الفرد لعدم توخي الحيطة والح ذر‬
‫إال أن طبيعته ا القانوني ة أض حت إش كال م ا بين ال دول أهي ظ رف ط ارئ أم ق وة ق اهرة إال أن بع د‬
‫االجتهادات خلصت إلى اعتبار وباء كورونا قوة قاهرة كونه يحدث فجائي غير متوقع وغير ممكن‬
‫دفعه لهذا نستنج مما سبق دراسته أن الضبط اإلداري نشاط ضروري تمارسه سلطات الضبط الوطنية‬
‫وأخرى محلية بهدف المحافظة على النظام العام‪.‬‬
‫وبه ذا تتخ ذ س لطات الض بط اإلداري في ظ ل جائح ة كورون ا وس ائل قانوني ة في ش كل ق رارات إداري ة‬
‫تنظيمي ة وفردي ة وتمثلت في الحج ر الص حي وتقيي د لبعض النش اطات وغل ق و ت أطير بعض األنش طة‬
‫التجارية وكذا تموين المواطن وتنظيم اإلدارات والمؤسسات وكوسائل مادية تتمثل في تنفيذ المباشر أو‬
‫الجبري لقرارات اإلدارة في حالة عدم األخذ بها أو مخالفتها في حين الجزاء اإلداري تطبقه على كل‬
‫من يخل باألمن والنظام العام ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫من خالل معالجتنا لهذا الموضوع توصلنا إلى إن وظيفة الضبط اإلداري ضرورية لضمان ممارسة‬
‫الحري ات في ج و خ ال من ص راع أو تض ارب‪ ،‬فتعم ل هيئ ات الض بط اإلداري على وض ع قي ود على‬
‫ممارسة الحريات العامة من أجل الحفاظ على النظام العام بمختلف عناصره‪ ،‬وسلطتها في ذلك ليست‬
‫مطلق ة ب ل هي مقي دة ومح ددة بع دة ض وابط قانوني ة ‪ ،‬و إن ه ذا االرتب اط بين الحري ة وأعم ال الض بط‬
‫اإلداري ليس نتيج ة ص راع بينهم ا‪ ،‬وإ نم ا ه و ثم رة لعالق ة تكاملي ة وتوافقي ة و تس انديه‪ ،‬وذل ك إليج اد‬
‫اإلطار الذي تمارس داخله هاته الحريات العامة‪ ،‬مع اإلبقاء على بعض الضمانات والضوابط القانونية‬
‫لضمان عدم تعسف هيئات الضبط اإلداري في سلطاتها ‪ ،‬ومما الشك فيه أن وضع الحقوق والحريات‬
‫العام ة في دول ة ال يق اس بالمب ادئ األساس ية‪ ،‬والقواع د ال تي نص عليه ا الق انون‪ ،‬بقدر م ا يق اس‪ ،‬بم دى‬
‫فعالية الحماية التي تريدها الدولة وتقدما فعال لها‪ ،‬لذلك كان وال يزال القضاء بغض النظر عن موقعه‬
‫ألزم اني أو المك اني‪ ،‬عب ارة عن م يزان يحم ل في الكف ة اليم نى الحري ة وفي الكف ة يس رى للنظ ام‪ ،‬ف إذا‬
‫تغلب حمل ثقل الحرية على حمل ثقل النظام العام أو حدث العكس‪ ،‬اختل الميزان‪ ،‬وظل المجتمع في‬
‫الحال ة األولى فوض ويا‪ ،‬وفي الحال ة الثاني ة مس تبدا‪ ،‬فيجب تس وية الم يزان بجع ل كفتي ه متس اويتين في‬
‫الثقل والوزن‪ ،‬وذلك بوضع مقدار ثقل الحرية مساويا لمقدار ثقل النظام‪ ،‬والمفهومان يتأثران عكسيا‬
‫بالزي ادة أو النقص ان حس ب الظ روف ال تي ق د تط رأ على مس ار الدول ة ‪،‬وأيض ا من خالل دراس تنا‬
‫ألساليب الضبط اإلداري للوقاية من فيروس كورونا كوفيد ‪19‬‬
‫‪،‬نج د أن هذه األس اليب كموض وع أس الت الكث ير من الحبر مؤخرا‪ ،‬لدى المختص ين ك ل حس ب مج ال‬
‫دراسته حيث تركت‬
‫ه ذه الجائح ة تس اؤالت كث يرة ل دى الع ام والخ اص‪ ،‬كم ا ول د ه ذا الوب اء الكث ير من ال رع ب في نف وس‬
‫األس ر وأض حى يه دد أمن وص حة وس كينة األف راد في الجزائ ر وفي الع الم أجم ع ‪ ،‬و بم ا أن الق انون‬
‫يهدف إلى تنظيم النشاط والروابط والعالقات بين األفراد فقد سعت‬
‫سلطات الضبط اإلداري في الجزائر بما تملكه من و سائل قانونية و مادية مشروعة بصفتها المختصة‬
‫بإصدار وتطبيق التنظيمات واللوائح للحفاظ على النظام العام من خالل حفظ الصحة العامة من التهديد‬
‫ال ذي يس ببه وب اء كورون ا كوفي د‪ ، -19-‬مم ا يس توجب تض افر الجه ود لمجابهته ا والتقلي ل من ح دتها‬
‫للوصول إلى التخلص منها‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫خاتمة‬

‫فالضبط اإلداري ولو كان يمثل الوجه السلبي لنشاط السلطة اإلدارية إال انه يبقى الوسيلة المشروعة‬
‫لإلدارة العامة‪ ،‬التي تهدف من خاللها إلى الحفاظ على النظام العام ولها أن تسخر القوة العمومية ألجل‬
‫بلوغ هذا الهدف لما تتمتع به من صالحيات واسعة في هذا الظرف االستثنائي ‪.‬‬
‫كما أن الضبط اإلداري قد يصدر في شكل لوائح وقرارات ومراسيم تنفيذية السيما المرسومين ‪-20‬‬
‫‪ 70‬و ‪69-20‬‬
‫التي تحتوي على أساليب قانونية تمثلت في القرارات الفردية والتنظيمية‬
‫أو في صورته المادية المقترنة بالتنفيذ‪ ،‬كالتنفيذ الجبري والجزاءات اإلدارية والجزائية وهما األسلوبين‬
‫الل ذان لج أت إليهم ا الس لطة التنفيذي ة ممثل ة في هيئاته ا المركزي ة والمحلي ة ألج ل مكافح ة وب اء كورون ا‬
‫كوفيد ‪. 19‬‬
‫وقد وصلنا من خالل هذا البحث إلى جملة من النتائج األولية و االقتراحات التي تسلط الضوء على‬
‫الض بط اإلداري كنشاط أص يل لإلدارة العام ة‪ ،‬والتي نأمل من خاله ا المساهمة ولو بشكل غير مباشر‬
‫في معالجتها من خالل زرع الوعي والحيطة لدى فئات المجتمع ‪،‬وذلك كدور وقائي لتفادي الخسائر‬
‫البشرية عمال بالمثل القائل "الوقاية خير من العالج"‪ " .‬وقد تمثلت هذه النتائج األولية في أن ‪:‬‬
‫• جائحة كورونا أثبتت أن القانون اإلداري قانون مرن و متطور غير و قابل للتقنين والتعامل فيه عن‬
‫طريق التنظيمات يعتبر أسهل وسيلة لعالج المسائل المستعجلة‪.‬‬
‫• م ع انتش ار وب اء كورون ا كوفي د ‪ 19‬ك ان لس لطات الض بط اإلداري ص الحيات واس عة في الت دخل‬
‫لمواجهة هذا الوباء و ذلك بتدابير نص عليها المرسوم التنفيذي ‪. 20/69‬‬
‫• نص المرسوم التنفيذي‪ 70/20‬على مجموعة تدابير للحد من انتشار وباء كورونا و مكافحته كالحجر‬
‫المنزلي و التباعد االجتماعي و تقيد حريات ‪.‬‬
‫• إنشاء هيئة على مستوى المحلي مكلفة بالتنسيق النشاط القطاعي لوقاية من وباء كورونا و مكافحت ه و‬
‫ما يالحظ على هذه الهيئة أنها لم تضم أي شخص من قطاع الصحي أو خبراء في مجال الصحة و إنما‬
‫كان تشكيلها يقتصر على جانب األمني فقط‪.‬‬
‫• لم تصنف الجزائر جائح ة كورون ا من الح االت االس تثنائية أو حال ة طوارئ ب رغم من إعالن منظم ة‬
‫الصحة العالمية حالة الطوارئ دولية و أنما اكتفت بوضع العديد من التدابير و الوسائل للحد من انتشار‬
‫فيروس كورونا و مكافحته ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫خاتمة‬

‫• تقيي د حري ات الفردي ة المكفول ة دس توريا وذل ك ل دواعي ص حية كحري ة التنق ل و أوردت عليه ا بعض‬
‫االستثناءات ‪ ،‬كما فرضت وجود ترخيص لتنقل األشخاص ‪.‬‬
‫• المن ع الكلي لحري ة التجم ع من أج ل تف ادي الع دوى و انتش ار الف يروس و ذل ك بف رض التباعد األمني‬
‫بين األفراد بمسافة متر و نصف بين كل شخص و منع التظاهرات و األعراس و الحفالت ‪...‬‬
‫• وج وب ارت داء الكمام ة على ك ل األش خاص دون اس تثناء داخ ل المؤسس ات او في الش ارع أو ح تى‬
‫داخل السيارات مع فرض عقوبة على من يخالف هذا التدبير ‪.‬‬
‫• أثبتت مختلف تج ارب التعام ل م ع األوبئ ة أن حص ر الم رض في مك ان مح دود يس مح بحصر الوب اء‬
‫ويمنع انتشاره ‪.‬‬
‫بناء على ما سبق استنتاجه يمكننا تقديم االقتراحات التالية ‪:‬‬
‫• ضرورة تناسب التدابير الوقائية المتخذة من طرف الحكومة مع التطور الذي تعرفه الوضعية الوبائية‬
‫الخاصة بكل والية ‪.‬‬
‫• إن القي ود ال تي تف رض على بعض الحق وق نتيج ة التهدي دات الخط يرة للص حة العام ة‪ ،‬يمكن تبريره ا‬
‫عندما تكون ضرورية للغاية‪ ،‬حيث يشترط أن يكون لها أساس قانوني وأدلة علمية‪ ،‬وأال يكون تطبيقها‬
‫تعسفيا وال تمييزيا ‪.‬‬
‫• يرجى أن يتم تنفيذ التدابير الوقائية على المستوى المحلي في إطار االحترام الكامل لحقوق المواطنين‬
‫وحرياتهم األساسية ‪.‬‬
‫• ال دعوة إلى االهتم ام أك ثر بقط اع الص حة‪ ،‬وزي ادة كفاءت ه بم ا يخ دم حاج ة المواط نين وي واكب التق دم‬
‫العلمي‬
‫• ينبغي لسلطات أن تحترم بالكامل الحق في حرية التعبير والحق في الوصول إلى المعلومات‪.‬‬
‫و في األخير يتوجب على الجميع التعاون مع الجهات ذات الصلة إلنجاح اإلجراءات التي تم اتخاذها‬
‫للحف اظ على الس المة العام ة لل وطن‪ ،‬ب االلتزام بالض وابط القانوني ة المنص وص عليه ا طبق ا للدس تور‬
‫الدولة ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫خاتمة‬

‫‪58‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع ‪:‬‬


‫الكتب و المجلدات‪:‬‬
‫‪-1‬بوغرارة الصالح‪"،‬انتشار فيروس كورونا سبب أجنبي لدفع المسؤولية بين تطبيق نظريتي القوة القاهرة‬
‫والظروف الطارئة"‪ ،‬حوليات جامعة الجزائر ‪1‬جامعة تيارت ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية الحقوق‪،‬‬
‫الجزائر عدد خاص‪ :‬القانون و جائحة كوفيد ‪ ،19‬المجلد ‪، 34‬سنة ‪.2020‬‬
‫‪-2‬بوقريط عمر‪ ،‬الرقابة القضائية على تدابير الضبط اإلداري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص‬
‫القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪2007/2006 ،‬‬
‫‪-3‬جقبوب عبد الحليم‪ ،‬بوعالقة نورة‪ ،‬طارق هجرسي‪"،‬أثر وباء كورونا على حركية المجتمع الجزائري"‬
‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية و االقتصادية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‪ ،04‬المجلد‪ ،09‬سنة ‪.2020‬‬
‫‪-4‬د عادل سعيد أبو الخير ‪ ،‬الضبط اإلداري وحدوده ‪ ،‬الهيئة العامة المصرية للكتاب ‪1995،‬‬
‫‪-5‬د‪ .‬سليمان محمد الطماوي ‪ ،‬القضاء اإلداري ( قضاء التأديب ) ‪،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪1995 ،‬‬
‫‪-6‬د‪ .‬فاروق عبد البر‪ ،‬دور مجلس الدولة المصري في حماية الحقوق والحريات العامة‪ ،‬ج ‪ ،2‬غير محدد‬
‫مكان الطبع‪.،1991 ،‬‬
‫‪-7‬د‪.‬حمدي القبيالت ‪ ،‬القضاء اإلداري ‪ ،‬طبعة الثالثة ‪ ،‬دار وائل‪ ،‬عمان ‪2019،‬‬
‫‪-8‬د‪.‬عبد الرؤوف هاشم بسيوني‪ ،‬نظرية الضبط اإلداري في النظم المعاصرة والشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪1995 ،‬‬
‫‪-9‬سامي جمال الدين‪ ،‬أصول القانون اإلداري‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،2009 ،‬‬
‫‪-10‬السعيد أبو الشعير النظام السياسي الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬ج ‪ ،3‬ط ‪ ،2‬الجزائر‬
‫‪، 2013‬‬
‫‪-11‬سعيد بوعلي ‪ ،‬نسرين شريقي‪ ،‬مريم عمارة‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬التنظيم اإلداري‪ ،‬النشاط اإلداري‪،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬دار بلقيس لنشر ‪ ،2016،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪-12‬سكينة عزوز‪ ،‬عملية الموازنة بين أعمال الضبط اإلداري والحريات العامة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪،9110 ،‬‬
‫‪-13‬سهايلية سماح ‪ ،‬اإلجراءات الوقائية للتصدي لفيروس كورونا في الجزائر"‪ ،‬مجلة الرسالة للدراسات‬
‫والبحوث اإلنسانية‪ ،‬كلية العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،3‬الجزائر العدد‪، 3‬المجلد‬
‫‪ ،5‬في ‪2020/10/10‬‬
‫‪-14‬عبد الرحمن الرضوان‪ ،‬خالد الهندهاني‪"،‬إثر فيروس كورونا في عقد العمل في القطاع األهلي"‪ ،‬مجلة‬
‫الحقوق إصدار خاص لجائحة فيروس كورونا ‪ ،‬جامعة الكويت‪،‬الجزء‪ ،2‬يناير‪،2021‬‬

‫‪60‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪-15‬عبد الرؤوف هاشم بسيوني‪ ،‬نظرية الضبط اإلداري في النظم الوضعية المعاصرة و الشريعة اإلسالمية‬
‫‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر العربي اإلسكندرية‪2007 ،‬‬
‫‪-16‬عبد الغني سيوني عبد اهلل‪ ،‬القانون اإلداري المجلد األول‪ ،‬الجامعة للطباعة و النشر‪ ،‬بيروت‪1998 ،‬‬
‫‪-17‬عدنان عمرو‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري‪ ،‬نشاط اإلدارة ووسائلها‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪2004 ،‬‬
‫‪-18‬عزا لدين مسعود‪ ،‬ضوابط الحريات األساسية في النظام السياسي اإلسالمي والديمقراطي الغربي‪ ،‬مجلة‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬تصدر عن جامعة عباس لغرور خنشلة ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد األول فيفري‬
‫‪2014‬‬
‫‪-19‬عطاب يونس‪"،‬تدابير الوقاية لحماية الصحة العمومية من وباء كوفيد‪،19‬مجلة العلوم القانونية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة زيان عاشور بالجلفة الجزائر‪ ،‬العدد الثاني ‪ ،‬المجلد‪ ،05‬سنة ‪2020/06/01‬‬
‫‪-20‬عمار أبو ضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع‪ ،‬ط‪ ، 3‬الجزائر‪،2015،‬‬
‫‪-21‬عمر شنتير رضا ‪ ،‬النظام القانوني للصحة العمومية ‪ ،‬أطروحة دكتورا في الحقوق قسم القانون العام ‪،‬‬
‫كلية الحقوق ببن‬
‫‪-22‬غربي أحسن‪'' ،‬دور تدابیر الضبط اإلداري في الحد من انتشار وباء فیروس كورونا كوفید ‪، 19‬‬
‫جامعة ‪ 20‬أوت ‪ 1955‬سكيكدة الجزائر‪ ،‬حوليات جامعة الجزائر ‪ ،1‬عدد خاص جائحة كوفيد ‪،‬‬
‫المجلد ‪، 34‬سنة ‪2020‬‬
‫‪-23‬فاطمة الزهرة بوداود‪ ،‬أسماء زاوي‪"،‬تحديات األمن االقتصادي الجزائري إثر جائحة كورونا »‪ ،‬مجلة‬
‫وحدة البحث في تنمية الموارد البشرية جامعة عمار ثليجي األغواط‪ ،‬العدد األول الخاص‪ ،‬الجزء‪1‬‬
‫المجلد ‪12،‬سنة ‪2020/12/07‬‬
‫‪-24‬فيصل نسيغة ورياض دنش‪ ،‬النظام العام‪ ،‬مجلة المنتدى القانوني‪ ،‬قسم الكفاءة الوطنية للمحاماة‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد الخامس‬
‫‪-25‬كمال جعالب‪ ،‬اإلدارة المحلیة وتطبیقاتها )الجزائر‪-‬بریطانیا‪-‬فرنسا دار هومة للطباعة والنشر‬
‫والتوزیع‪ ،‬الجزائر‪،2017 ،‬‬
‫‪-26‬لدغش سلیمة‪ ،‬لدغش رحیمة‪'' ،‬الضبط اإلداري في ظل تفشي وباء كورونا كوفید‪ 19‬في الجزائر ‪،‬‬
‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد‪ 04‬كلیة الحقوق والعلوم السیاسیة‪،‬‬
‫جامعه تمنراست ‪2020‬‬
‫‪-27‬محفوظ عبد القادر‪ ،‬إثر تغير الظروف على تنفيذ العقد اإلداري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة آبي بكر‬
‫بلقايد تلمسان الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم القانون العام‪.2019/2018 ،‬‬
‫‪-28‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬عنابه‪،2004 ،‬‬
‫‪-29‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬د ‪ ،‬ط ‪ ،‬عنابه‪،2013 ،‬‬

‫‪61‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪-30‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬النظرية العامة للقانون اإلداري‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الجامعة الجديد للنشر‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪،2012‬‬
‫‪-31‬محمد عبد الجليل المر‪"،‬إثر جائحة كورونا على الحريات العامة دراسة تحليلية مقارنة في مصر‬
‫والكويت"‪ ،‬مجلة الحقوق إصدار خاص لجائحة فيروس كورونا‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬جزء ‪،2‬الجزائر‪،‬‬
‫يناير‪2021‬‬
‫‪-32‬محم د علي الخاليل ة‪ ،‬الق انون اإلداري‪ ،‬الكت اب األول‪ ،‬دارا الثقاف ة للنش ر و التوزي ع‪ ،‬الطبع ة األولى ‪،‬‬
‫عمان‪،2015 ،‬‬
‫‪-33‬محم دي خ يرة‪"،‬اإلعالم الص حي و إدارة أزم ة كورون ا كوفي د ‪19‬في ظ ل انتش ار األخب ار الزائف ة ع بر‬
‫مواق ع المي ديا االجتماعي ة مجل ة التمكين االجتم اعي‪ ،‬جامع ة الجزائر‪ 3‬الع دد ‪ ،3‬المجل د ‪ 2‬في‬
‫‪،2020/09/30‬‬
‫‪-34‬مصلح ممدوح الصرايرة‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪2014 ،‬‬
‫‪-35‬منصر نصر الدين ‪ ،‬المتصدي للوباء العالمي كورونا كوفيد ‪ 19‬من خالل وسائل الضبط اإلداري العام‬
‫في الجزائر ‪ ،‬جامعة العربي التبسي تبسه ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬جويلية ‪2020‬‬
‫‪-36‬منصر نصر الدين‪"،‬التصدي للوباء العالمي كورونا من خالل وسائل الضبط اإلداري العام في‬
‫الجزائر"‪ ،‬حوليات جامعة الجزائر‪ ،1‬جامعة العربي التبسي تبسه الجزائر‪ ،‬المجمد ‪34‬عدد خاص‪:‬‬
‫القانون وجائحة كوفيد‪19‬في جويلية ‪2020‬‬
‫‪-37‬ناصر لباد‪ ،‬األساسي في القانون اإلداري‪ ،‬طبعة أولى‪ ،‬دار المجد للنشر والتوزيع‪ ،‬سطيف تبينه‬
‫حكيم‪.،‬بن ورزق هشام‪"،‬دور الضبط اإلداري في المحافظة على النظام العام الصحي في ظل انتشار‬
‫جائحة كورونا كوفيد ‪ ،«-19‬مجلة الدراسات القانونية المقارنة‪ ،‬العدد ‪ ،02‬المجلد ‪ ،06‬سنة‪2020‬‬
‫‪-38‬نسيغة فيصل‪ ،‬الرقابة على الجزاءات اإلدارية العامة في النظام القانوني الجزائري‬
‫‪-39‬نواف كنعان‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪-40‬هبة محمد محمود الديب‪ ،‬إثر الظروف الطارئة على العقود المدنية دراسة تحليلية في مشروع القانون‬
‫المدني الفلسطيني‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون الخاص‪ ،‬جامعة األزهر غزة‪ ،‬كلية الحقوق‪2012،‬‬

‫األطروحات و المذكرات‪:‬‬
‫‪-1‬فریحة حوة‪ ،‬توزیع االختصاص في مجال الضبط اإلداري على المستوى المحلي في الجزائر‪ ،‬مذكرة‬
‫لنیل شهادة ماجستیر دولة ومؤسسات‪ ،‬جامعة بن یوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪2014-2015 ،‬‬

‫‪62‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪-2‬مصطفى أوزيد الفهمي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬تنظيم اإلدارة العامة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬الدار الجامعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬سنة‬
‫‪ ،1990‬سورية ديش‪ ،‬الجزاءات اإلدارية في قانون العقوبات اإلداري‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه في العلوم تخصص‪:‬التجريم في الصفقات العمومية فرع القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة جاللي ليابس‪ ،‬سيدي بلعباس ‪،2019-2018‬‬
‫‪-3‬مقدود مسعودة‪ ،‬التوازن بين سلطات الضبط اإلداري والحريات العامة في ظل الظروف االستثنائية في‬
‫الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم الحقوق‪،‬‬
‫‪،2017/2016‬‬
‫‪-4‬األستاذ قنديلي رمضان ‪ ،‬الحق في الصحة في القانون الجزائري )دراسة تحليلية مقاربة( جامعة‬
‫بشار الجزائر دون سنة النشر‬
‫‪-5‬إسماعيل جابوري ‪،‬الضبط اإلداري في مجال المحا فضة على األمن العام في الظروف االستثنائية‬
‫دراسة مقارنة في النظام اإلسالمي والنظام القانوني الجزائري ‪،‬أطروحة الدكتوراه تخصص مؤسسات‬
‫يسير اإلدارية‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪ ،‬كلية الشريعة و االقتصاد قسم الشريعة‬
‫والقانون‪ ،‬قسنطينة ‪2018/2017‬‬
‫‪-6‬أوليدي موسى‪ ،‬قادري عبد الرزاق‪ ،‬اثر القوة القاهرة في العقود الدولية‪ ،‬مذكرة ماستر تخصص قانون‬
‫الشركات‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم الحقوق‪.2018/2017 ،‬‬
‫‪-7‬بالقاسم زهرة ‪،‬اثر نظرية الظروف الطارئة على العقود ‪،‬مذكرة ماستر جامعة أكلي محند اولحاج‪-‬‬
‫البويرة ‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم القانون الخاص‪، 2014/2013 ،‬‬
‫‪-8‬باي ة س كاكني‪ ،‬دور القاض ي اإلداري في حماي ة الحق وق والحري ات األساس ية‪ ،‬أطروح ة لني ل ش هادة‬
‫الدكتوراه‪ ،‬تخصص القانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪2011 ،‬‬

‫المواد‪:‬‬
‫‪-1‬المادة ‪ 04‬و‪ 07‬من المرسوم التنفیذي ‪ ،69-20‬یتضمن التدابیر الوقایة من‪ .‬انتشار وباء فیروس‬
‫كورونا كوفید‪19 -‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 100‬من القانون ‪ 10/11‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬ج رج ج ‪،‬العدد ‪،37 ،‬المؤرخ في ‪ 22‬جوان‬
‫‪،2011‬الصادر في ‪ 3‬جويلية‬
‫‪-3‬المادة ‪ ،107‬فقرة ‪ ،3‬القانون رقم ‪ ،01/16‬المؤرخ في ‪ 6‬مارس ‪ ،2016‬المتضمن التعديل‬
‫الدستوري‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،14‬صادرة بتاريخ ‪ 7‬مارس‪.2016.‬‬
‫‪-4‬مادة ‪ 112‬من التعديل الدستوري ‪،2020‬‬
‫‪-5‬المادة ‪ 143‬من التعديل الدستوري ‪.2016‬‬
‫‪-6‬المادة(‪ ) 6‬أ‪ /‬من نظام رقابة المصنفات المرئية والمسموعة رقم (‪ )19‬لسنة ‪.1998‬‬

‫‪63‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪-7‬الم ادة‪114‬من ق انون ‪ 07/12‬المتعل ق بالوالي ة ج ر ج ج الع دد ‪ 12‬الم ؤرخ في ‪ 21‬فيف ري ‪2012‬‬
‫الصادر في ‪ 29‬فيفري ‪2012‬‬
‫‪-8‬نصت المادة ‪ 30‬منه " يتم إعداد مخطط حماية واستصالح المواقع األثرية والمنطقة المحمية التابعة‬
‫لها‪ ...‬يبين اإلجراء الخاص بإعداد مخطط الحماية واالستصالح ودراسته والموافقة عليه ومحتواه عن‬
‫طريق التنظيم"‬
‫الجريدة الرسمية‪:‬‬
‫‪-1‬ج‪.‬ر العدد ‪ 05‬بتاريخ ‪2005-01-12‬‬
‫‪-2‬ج‪.‬ر العدد ‪ ،80‬بتاريخ ‪2007-12-26‬‬
‫‪-3‬ج‪.‬ر عدد ‪ 77‬بتاريخ ‪.15-12-2001‬‬
‫‪-4‬ج‪.‬ر عدد ‪ 34‬بتاريخ ‪.14-05-2002‬‬
‫‪-5‬ج‪.‬ر عدد ‪ 44‬بتاريخ ‪.17-06-1998‬‬
‫‪-6‬الجريدة الرسمية ‪ 11/ 18‬مؤرخة في ‪ 02‬يوليو ‪ ، 2018‬قانون الصحة ‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‪46‬‬
‫المراسم و القرارات ‪:‬‬
‫‪-1‬المرسوم التنفيذي ‪ ،70-20‬المؤرخ بتاريخ ‪24‬مارس‪2020‬‬
‫‪-2‬قرار المجلس األعلى لسنة ‪ ،1969‬المشار إليه لدى يامة إبراهيم ‪ ،‬لوائح الضبط اإلداري بين الحفاظ‬
‫على النظام العام وضمان الحريات العامة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تلمسان‪2015،‬‬
‫‪-3‬قرار الغرفة اإلدارية بالجزائر‪،‬رقم ‪ ،98‬ملف رقم ‪ ،110779‬صادر بتاريخ ‪ ،1992/04/07‬المشار‬
‫إلي ه ل دى سنوس اوي س مية‪ ،‬االجته اد القض ائي اإلداري‪ ،‬أطروح ة لني ل ش هادة ال دكتوراه في العل وم‪،‬‬
‫تخصص قانون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامع الجزائر‪، 2019‬‬
‫‪-4‬المر سوم التنفيذي ‪,69-20‬المؤرخ بتاريخ ‪21‬مارس‪،.2020‬‬
‫‪-5‬قانون رقم ‪ ،18-01‬المؤرخ في ‪ 02‬یولیو ‪ ،2018‬یتعلق بالصحة‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،46‬صادرة بتاريخ‬
‫‪ 29‬یولیو ‪2018‬‬

‫المراجع بالغة الفرنسية‪:‬‬


‫‪1-CE. 15-05-2009 , www.lexinter.net/jf/outre-public.html, 18-11-2015‬‬
‫‪2-Ch-Edouard Minet, Op., Cit‬‬
‫‪3-PIERRE-Laurent Frier, JACQUES Petit, OP.cit,.‬‬

‫‪64‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫مواقع اإلنترنيت‪:‬‬
‫‪-1‬الموقع ‪ hhps:www.mayoclinic.org 23:10‬لمرض فيروس كورونا المستجد‪ 2019‬األسباب و‬
‫األعراض‬
‫‪-2‬رقم ‪ 96-142‬المؤرخ في‪ 1996-02-21‬المتضمن القانون العام للجماعات اإلقليمية‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ‬
‫‪ .24-02-1996‬أنظر الموقع من االنترنت‪www.legifrance.gouv.fr :‬‬

‫‪65‬‬
‫الفهرس‬
‫الرقم‬ ‫المحتوى‬
‫البسملة‬
‫الشكر‬
‫االهداء‬
‫‪01‬‬ ‫المقدمة ‪....................................................................................‬‬
‫اإلشكالية‪02 ....................................................................................‬‬
‫أهداف الدراسة‪02 ..............................................................................‬‬
‫أهمية الدراسة‪02 ...............................................................................‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‪03 .....................................................................‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته‬


‫بط اإلداري ‪07‬‬ ‫وم الض‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفه‬
‫الصحي ‪............................................ .‬‬
‫ه… ‪07 .....‬‬ ‫حي و خصائص‬ ‫بط اإلداري الص‬ ‫ف الض‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعري‬
‫……………‪..........‬‬
‫ال ‪07‬‬ ‫بط اإلداري في مج‬ ‫ف الض‬ ‫رع األول ‪ :‬تعري‬ ‫الف‬
‫الصحه ‪....................................‬‬
‫بط اإلداري ‪08‬‬ ‫ائص الض‬ ‫اني ‪ :‬خص‬ ‫رع الث‬ ‫الف‬
‫‪09‬‬ ‫الوقائية‪............................................‬‬
‫‪09‬‬
‫بط اإلداري‬ ‫داف الض‬ ‫اني ‪ :‬أه‬ ‫المطلب الث‬
‫الصحي‪..............................................‬‬
‫بط‬ ‫ة للض‬ ‫داف التقليدي‬ ‫رع األول ‪ :‬األه‬ ‫الف‬
‫اإلداري‪....................................... .......‬‬
‫ام ‪09‬‬ ‫وم النظ‬ ‫أوال‪ :‬مفه‬
‫العام‪......................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬العناصر التقليدية للنظام العام ‪12 ......................................................‬‬
‫بط ‪15‬‬ ‫ة للض‬ ‫داف الحديث‬ ‫اني‪ :‬األه‬ ‫رع الث‬ ‫الف‬
‫اإلداري‪...............................................‬‬
‫ام الخلقي (اآلداب ‪15‬‬ ‫ام الع‬ ‫أوال‪ :‬النظ‬
‫العامة)‪....................................................‬‬
‫دن ‪16‬‬ ‫ق الم‬ ‫ال ورون‬ ‫ا ‪ :‬جم‬ ‫ثاني‬
‫وروائها‪............................................................‬‬
‫‪18‬‬ ‫ثالثا‪ :‬النظام العام االقتصادي‪...............................................................‬‬
‫د ‪20 -‬‬ ‫ل كوفي‬ ‫حي و في ض‬ ‫بط اإلداري الص‬ ‫لطات الض‬ ‫اني ‪ :‬س‬ ‫المبحث الث‬
‫‪...................-19‬‬
‫توى ‪20‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬على المس‬
‫المركزي ‪.....................................................‬‬
‫‪20‬‬ ‫أوال ‪ :‬رئيس‬
‫الجمهورية‪.......................................................................‬‬
‫وزير ‪21‬‬ ‫ا‪ :‬ال‬ ‫ثاني‬
‫األول ‪..........................................................................‬‬
‫ا ‪23 :‬‬ ‫ثالث‬
‫الوزراء‪...............................................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬على المستوى المحلي ‪24 .................................................‬‬
‫‪24‬‬ ‫أوال‪:‬‬
‫الوالي‪............................................................................ .‬‬
‫ثانيا‪ :‬رئيس المجلس الشعبي البلدي‪25 ......................................................‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬حدود سلطات الضبط اإلداري الصحي ‪26 .................................‬‬
‫روف ‪27‬‬ ‫رع األول ‪ :‬في الظ‬ ‫الف‬
‫العادية‪.......................................................‬‬
‫دأ ‪27‬‬ ‫تزام بمب‬ ‫أوال ‪ :‬االل‬
‫المشروعية‪...........................................................‬‬
‫‪28‬‬ ‫ثانيا‪ :  ‬الرقابة القضائية على أعمال الضبط اإلداري ……‪...................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬في الظروف االستثنائية ‪29 ..................................................‬‬
‫روف ‪29‬‬ ‫بط اإلداري في الظ‬ ‫الحيات الض‬ ‫يع ص‬ ‫أوال‪ :‬توس‬
‫االستثنائية……‪.....................‬‬
‫ثاني ا ‪ :‬رقاب ة القاض ي اإلداري على س لطات الض بط اإلداري في األح وال ‪30‬‬

‫االستثنائية‪..........‬‬
‫ل ‪36‬‬ ‫ة الفص‬ ‫خالص‬
‫األول‪....................................................................‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬وسائل و تدابير الضبط اإلداري الصحي في ضل كوفيد ‪-19-‬‬
‫د ‪39 -‬‬ ‫ا كوفي‬ ‫ة كورون‬ ‫وم جائح‬ ‫المبحث األول ‪ :‬مفه‬
‫‪......................................- 19‬‬
‫ا و ‪39‬‬ ‫ة كورون‬ ‫ف جائح‬ ‫المطلب األول ‪ :‬تعري‬
‫طبيعتها‪........................................‬‬
‫ف ‪39‬‬ ‫رع األول ‪ :‬تعري‬ ‫الف‬
‫الجائحة ‪...........................................................‬‬
‫د ‪39 -‬‬ ‫ا كوفي‬ ‫ة كورون‬ ‫ة الجائح‬ ‫اني ‪ :‬طبيع‬ ‫رع الث‬ ‫الف‬
‫‪........................................- 19‬‬
‫ا ‪40‬‬ ‫يروس كورون‬ ‫ار ف‬ ‫باب انتش‬ ‫اني‪ :‬أس‬ ‫المطلب الث‬
‫المستجد ‪....................................‬‬
‫المطلب الث الث ‪ :‬التك ييف الق انوني لجائح ة كورون ا بين الق وة الق اهرة والظ رف ‪41‬‬

‫الطارئ‪.........‬‬
‫وة ‪41‬‬ ‫رع األول‪ :‬الق‬ ‫الف‬
‫القاهرة‪.................................................................‬‬
‫روف ‪42‬‬ ‫اني‪ :‬الظ‬ ‫رع الث‬ ‫الف‬
‫الطارئة‪............................................................‬‬
‫د ‪43 -19-‬‬ ‫ا الكوفي‬ ‫ة كورون‬ ‫انوني لجائح‬ ‫ييف الق‬ ‫الث‪ :‬التك‬ ‫رع الث‬ ‫الف‬
‫المستجد‪....................‬‬
‫ا‪ -/‬القضاء ‪43 .............................................................................‬‬
‫‪44‬‬ ‫ب‪ -/‬الفقه ‪.............................................................................‬‬

‫المبحث الث اني‪ :‬الوس ائل المادي ة و البش رية و الوس ائل القانوني ة في مواجه ة الكوفيد ‪45‬‬

‫‪.........19‬‬
‫ة ‪45‬‬ ‫ائل المادي‬ ‫المطلب األول ‪ :‬الوس‬
‫والبشرية ‪...................................................‬‬
‫ائل ‪45‬‬ ‫رع األول‪ :‬الوس‬ ‫الف‬
‫البشریة ‪................................................................‬‬
‫ائل ‪46‬‬ ‫اني ‪ :‬الوس‬ ‫رع الث‬ ‫الف‬
‫المادية ‪...............................................................‬‬
‫ائل ‪47‬‬ ‫اني ‪ :‬الوس‬ ‫المطلب الث‬
‫القانونية‪..........................................................‬‬
‫بط ‪47‬‬ ‫وائح الض‬ ‫ة و الل‬ ‫رارات التنظيمي‬ ‫رع األول ‪ :‬الق‬ ‫الف‬
‫اإلداري ‪.... ..............................‬‬
‫‪48‬‬ ‫أوال‪ : ‬تنظيم‬
‫النشاط ‪........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :  ‬اإلخطار السابق‪48 ......................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلذن السابق‪49 .... .....................................................................‬‬
‫بط اإلداري ‪49‬‬ ‫ر الض‬ ‫اني‪ :‬أوام‬ ‫رع الث‬ ‫الف‬
‫الفردية‪........................................‬‬
‫وة ‪50‬‬ ‫تخدام الق‬ ‫الث ‪ :‬اس‬ ‫رع الث‬ ‫الف‬
‫العمومية‪........................................................‬‬
‫خالصة الفصل الثاني ‪52 ......................................................................‬‬
‫الخاتمة‪61 .....................................................................................‬‬
‫ادر ‪58‬‬ ‫المص‬
‫والمراجع‪...........................................................................‬‬

You might also like