Professional Documents
Culture Documents
مذكرة دور تدابير الضبط الإداري في الوقاية من انتشار فيروس كورونا 1
مذكرة دور تدابير الضبط الإداري في الوقاية من انتشار فيروس كورونا 1
مقدمة
يعد الضبط اإلداري وظيفة قديمة قدم الدولة وذلك لكونها ضرورية لفرض النظام وتحقيق االستقرار
في المجتمع ،وهو الوظيفة األساسية في اإلدارة العامة التي تمثل السلطة التنفيذية في كل دولة ،وهذه
الوظيفة الضبطية هي األكثر خطورة وأهمية وتبرز كمظهر جوهري لوجود الدولة وكتعبير رئيسي
عن الس يادة الحاكم ة و ال يتص ور للمجتم ع اإلنس اني وج وده دون نظ ام يض بط س لوك الف رد داخ ل
المجتم ع في ممارس ة لحقوق ه الطبيعي ة ،فيه دف الض بط اإلداري إلى حماي ة النظ ام الع ام بتنظيم
ممارسة األفراد لحرياتهم و أنشطتهم الخاصة ،وذلك باتخاذ تدابير تقيد بها هذه الحريات وتختلف
ش دتها حس ب ن وع الحري ة الم راد تقيي دها كم ا تتس ع س لطات الض بط اإلداري في ظ ل الظ روف
االستثنائية لمواجهة هذه الظروف التي تهدد امن و سالمة الدولة كالخطر الداهم والكوارث الطبيعية
واألوبئة كجائحة كورونا التي غزت العالم في الفترة األخيرة .
وباعتب ار الض بط اإلداري ه و ص ورة من ص ور النش اط اإلداري ال ذي تق وم ب ه الس لطة اإلداري ة و
التنفيذي ة عن د ممارس تها لوظيفتها بم ا يحقق المص لحة العام ة لألف راد ،ف أن ه ذه الوظيف ة الض بطية هي
األكثر خطورة ،فهي مظهر جوهري يعبر عن سيادة الدولة بما يوكل إليها من مهمات و مسؤوليات
السيما إذا ما علمنا إن الغاية من الضبط اإلداري تتسم بالطابع الواقعي والذي يتجسد في المحافظة على
النظام العام بعناصره المختلفة األمن العام والصحة العامة ،السكينة العامة ،واآلداب واألخالق العامة
حيث ال تخلو اليوم الدولة من جهة أو وزارة أو إدارة بالتكفل و االهتمام بالبيئة ووضع برنامج يتولى
االهتمام بالبيئة والمحافظة عليها و لهذا يتميز موضوع الضبط اإلداري باألهمـية البالـغـة لتعلقه بمختلف
نواحي النشاط اإلداري الذي تتوله اإلدارة العامة ممثلة في السلطة التنفيذية في كل دولة ،وتظهر وظيفة
الضبط اإلداري كمظهر جوه ــري لوجـ ــود ة الدولة و تعبر عن ممارسة السلطة الحاكمة لسيادتها وذلك
من أجل تنظيم نشاط وحرية األفراد وفرض القيود الضرورية على ذلك النشاط وتلك الحرية لمواجهة
أي مخ اطر ته دد المجتم ع وتوف ير األمن والص حة والس كينة للمواط نين به دف حماي ة النظ ام الع ام ،
ويتميز الضبط اإلداري بالطابع الوقائي إذ يهدف إلى حماية النظام العام في المجتمع قبل وقوع إخالل
به أو انتهاكه واتخاذ التدابير االحترازية التي تحول دون ذلك ،وهو عكس الضبط القضائي الذي تقوم
به الجهات القضائية بعد وقوع الجريمة للتحري عن مرتكبيها ومتابعتهم لتقدميهم للمحاكمة ومعاقبتهم
في ح ال ثب وت الجريم ة في حقهم ،فه و إج راء ع اجلي ،ويتخ ذ الض بط اإلداري ص ورتين هم ا الض بط
اإلداري الع ام المتمث ل في الق رارات واإلج راءات والت دابير ال تي تتخ ذها اإلدارة العام ة لحماي ة النظ ام
1
مقدمة
الع ام بعناص ره الث الث ،والض بط اإلداري الخ اص ،ال ذي يم ارس بم وجب نص وص قانوني ة أو ق رارات
إداري ة ويه دف إلى حماي ة النظ ام الع ام ه و األخ ر لكن في مج االت مح ددة ،وفي ظ ل انتش ار وب اء
كورونا كوفيد 19الذي تفشى في دول العالم ومس الجزائر وهو جائحة تمثل تهديد حقيقي للمواطنين
في أمنهم وص حتهم وس كينتهم ،وته دد النظ ام الع ام في المجتم ع والدول ة ،فك ان لزام ا على س لطات
الضبط اإلداري في الجزائر أن تتخذ تدابير وقائية لمنع انتشار وتفشي هذا الوباء .و من اجل اإللمام
بالموضوع اقتضت الدراسة وضع اإلشكالية التالية
2
مقدمة
وتكمن أهمية موضوع الدراسة الذي وقع عليه اختياري في الوقوف على مدى انعكاس
تدابير الضبط اإلداري في ظل جائحة كورونا وضرورة إعداد برامج وطنية و والئية
تتضمن
.التدابير الالزمة للحد من تفشي الوباء
وضرورة إعالم وتوعية المواطنين بكافة اإلجراءات والتدابير مع فرض عقوبات على
المخالفين وهذا من اجل الحفاظ على النظام العام.
أسباب اختيار الموضوع:
وتجدر اإلشارة إلى أن دواعي اختيار موضوع البحث استوجبته الضرورة العلمية والتي
تظهر من خالل:
دوافع ذاتية:
الرغبة الذاتية للبحث في مجال القانون اإلداري والتي كانت الدافع األساسي
الختياري
هذا الموضوع.
الميل إلى الخوض في المواضيع الحديثة باعتبارها تتصدر القضايا الراهنة والتي
تثير اهتمامات واسعة على الصعيد الوطني والدولي.
دوافع موضوعية:
محاولة التطرق إلى موضوع الضبط اإلداري باعتباره من أبرز وأقدم المواضيع
والوقوف على أهم انعكاسات سلطات الضبط اإلداري في ظل جائحة كورونا.
إدراك أهمية الموضوع مما يستدعي زيادة االهتمام بهذا المجال الذي يعد أداة
لتحقيق النظام العام بتبيان دور المشرع الجزائري في ظل جائحة كورونا.
صعوبة الد راسة:
باعتبار الموضوع المتخصص الحديث واجهتني صعوبة الوصول إلى بعض المراجع
المتخصصة في موضوع الدراسة وان وجدت مع قلتها تتشابه من حيث المفردات
والمضمون.
-المنهج المتبع:
3
مقدمة
لقد اعتمدت في هذه الدراسة على المنهج الوصفي والتحليلي من خالل عرض النصوص
والت دابير االس تثنائية الص ادرة في إط ار مكافح ة وب اء كورون ا والح د من انتش اره وتحليله ا
للوقوف على فعاليتها قدر اإلمكان ،مع االستعانة باآلراء الفقهية.
تمهيد:
اعتمدت في إعداد هذا البحث على بعض الدراسات المتخصصة السابقة التي تناولت
موضوع تدابير الضبط اإلداري في مجال الصحة العامة في الظروف العادية وأيضا
بعض األبحاث والمقاالت التي تناولت التدابير المتعلقة بوباء كورونا .
-تقسيمات الموضوع:
قمت بتقس يم ه ذه الدراس ة إلى فص لين ،تن اولت في الفص ل األول ماهي ة الض بط اإلداري
الص حي و س لطاته ك أداة لمكافح ة وب اء كورون ا ،قس م إلى مبح ثين ،المبحث األول مفه وم
الض بط اإلداري في مج ال الص حة العمومي ة ،قس م إلى مطل بين األول تعري ف الض بط
اإلداري الصحي و خصائصه و الثاني أهداف الضبط اإلداري الصحي
و تناولت في المبحث الثاني ،سلطات الضبط اإلداري في ظل الكوفيد ، -19 -
أم ا الفص ل الث اني ،فق د خصص ته لوس ائل و ت دابير الض بط اإلداري الص حي في ض ل
كوفيد ،-19-
ض من مبح ثين األول مفه وم جائح ة كورون ا كوفي د -19-تض من ثالث مط الب األول ,
تعريف جائحة كورونا و طبيعتها و المطلب الثاني أسباب انتشار فيروس كورونا المستجد
و المطلب الث الث التك ييف الق انوني لجائح ة كورون ا بين الق وة الق اهرة و الظ رف الط ارئ
آم ا بالنس بة للمبحث الث اني ،تض من الوس ائل القانوني ة و الوس ائل المادي ة و البش رية في
مواجه ة كوفي د -19-في مطل بين األول الوس ائل المادي ة و البش رية و الث اني الوس ائل
القانونية
4
مقدمة
5
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري
الصحي و سلطاته
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
6
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
-األستاذ قنديلي رمضان ،الحق في الصحة في القانون الجزائري )دراسة تحليلية مقاربة( جامعة بشار الجزائر 1
7
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
كم ا عرفته ا الم ادة 29من نفس الق انون على أنه ا :حماي ة الص حة هي ك ل الت دابير الص حية و
اإلقتصادية و االجتماعية و التربوية و البيئية الرامية إلى الحد من األخطار الصحية أو القضاء عليها ،
1
سواء كانت ذات أصل وراثي أو الحفاظ على صحة الشخص و الجماعة.
8
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
ـ إن السياس ات الوقائي ة له ا ط ابع جم اعي و احتم الي في نفس ال وقت ،بحيث تع رض برنامجه ا على
الجماعة انتهاج سلوكيات معينة و مرتكزة في ذلك على حجج مؤكدة بهدف إحقاق الصحة العمومية ،
و لكن تلك النتيجة المرجوة و الهدف المتوخى منها يبقى احتمالي غير أكيد سواء بالنسبة للجماعة أو
للفرد ،وذلك بالرغم من مشاركة هذا األخير في الحملة الوقائية ضمن الجماعة التي ينتمي إليها .
ـ ت أثر السياس ة الوقائي ة بعوام ل خارجي ة عدي دة ق د تس اهم في إنجاحه ا أو إفش الها ،وفي ذل ك يض رب
الدكتور " ميشال باس " مثال عن حملة وقائية انتهجتها السلطات العمومية في دولة فنلندا ضد أمراض
القلب و الشرايين نظرا الرتفاع معدالتها في هذا البلد ،بحيث تبين بعد االنتهاء من هذه الحملة الوقائية
أن فئة السكان التي مستها الحملة شهدت معدل اإلصابة بسداد و لم ينخفض كما كان منتظرا و مس تهدفا
1
،وذلك بسبب عدم فعالية التقنيات التي استعملت في هذه الحملة الوقائية .
المطلب الثاني :أهداف الضبط اإلداري
الفرع األول :األهداف التقليدية للضبط اإلداري
يدور ال دور التقليدي حول فكرة النظ ام الع ام ،ل ذلك سنقس م ه ذا الف رع إلى نقطتين اث نين يتض من أوال
مفهوم النظام العام أما الثانية فتتضمن عناصر النظام العام.
-عمر شنتير رضا ،النظام القانوني للصحة العمومية ،أطروحة دكتورا في الحقوق قسم القانون العام ،كلية الحقوق 1
ببن
9
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
هي الفوضى" وذلك معناه أن الهدف من الضبط سلبي ال يسمح بوقوع اضطرابات ،وال يتدخل إال إذا
1
حدث التهديد بالنظام العام .
ولكن تطورات هذا التعريف بعد ذلك إلى البعد االيجابي بارتكازه على تحديد واجبات الدولة لتحقيق
االستقرار نتيجة توسع و تشعب تدخالت هذه األخيرة ،وتطور االجتهاد القضائي وما تبعه من اتساع
لفكرة النظام العام 2.وقد أكد الدكتور محمد عصفور على أنه ال يمكن أن يعرف النظام التقليدي العام
تعريفا سلبيا وهو اختفاء اإلخالل ،وإ نما يجب أن ينطوي على معنى استثنائي يتجاوز النتيجة المباشرة،
ولذلك لم يعد الهدوء العام مثال يعني اختفاء الضجة واالضطرابات الخارجية وإ نما يعني راحة الس كان،
بمعنى اختفاء الجانب السلبي لتحل محله سياسة عامة لتنظيم وتحقيق االنسجام في المجتمع.
أما من زاوية ثانية ،فقد ذهب العديد من الفقهاء إلى تحديد مضمون فكرة النظام العام ،ولكنهم اختلفوا
في ش موله للج انب الم ادي فق ط أم المعن وي أيض ا ،فمن الفقه اء ال ذين اكتف وا في تع ريفهم لفك رة النظ ام
العام بالجانب المادي على غرار الفقيه الفرنسي ،M.Hauriouالذي اعتبر أن مفهوم النظام العام يشمل
العناص ر التقليدي ة الث الث ،أم ا في المقاب ل فمن الفقه اء من ذهب في تعريف ه للنظ ام الع ام على اعتب ار
شموله الجانب المادي واألدبي معا ،ومنهم الفقيه الفرنسي M.Valineالذي اعتبر أن النظام العام فكرة
غامضة وواسعة ال تقتصر على النظام العام المادي فحسب بل يشمل أيضا النظام األدبي ،وكذلك الفقيه
الفرنسي ،G.Burdeauحيث شملت فكرة النظام العام عنده الجانب المادي واألدبي واالقتصادي وتمتد
لتغطي كافة صور النشاط االجتماعي .
وقد أيد هذا االتجاه الدكتور محمد عصفور 3 .وكان هذا االتجاه محل إجماع الحق من الفقهاء.
-2موقف القضاء اإلداري الفرنسي من تعريف النظام العام
تميز موقف القضاء اإلداري الفرنسي من تعريف النظام العام باالختالف بين مرحلتين:
-مرحل ة م ا قب ل س نة :1959حيث ك ان يخ رج المس ائل المتعلق ة ب اآلداب العام ة واألخالق من نط اق
النظام العام ،ومن أهداف الضبط اإلداري ،ومنه كانت إجراءات وتدابير الضبط اإلداري المتعلقة بهذا
الجانب والتي تمس حقوق وحريات األفراد تتعرض إللغاء.
-سكينة عزوز ،عملية الموازنة بين أعمال الضبط اإلداري والحريات العامة ،رسالة ماجستير ،جامعة الجزائر، 2
،9110ص.29.
-عبد الرؤوف هاشم بسيوني ،المرجع السابق ،ص8. 3
10
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
-فيصل نسيغة ورياض دنش ،النظام العام ،مجلة المنتدى القانوني ،قسم الكفاءة الوطنية للمحاماة ،جامعة محمد 1
11
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
الطرقات خوفا من إلقائها في الطرقات العامة عقب قراءتها ،مما يؤدي إلى تشويه جمال الشوارع ،ولما
1
طعن اتحاد النقابات طالبا إلغاء الالئحة ،رفض مجلس الدولة طلبه وحكم بشرعية هذه األخيرة .
-رقم 96-142المؤرخ في 1996-02-21المتضمن القانون العام للجماعات اإلقليمية ،ج.ر بتاريخ -02-1996 2
12
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
اتخ اذ اإلج راءات والت دابير الوقائي ة و العالجي ة لحماي ة المواط نين من مخـاطر األوبئ ة واألم راض
والج راثيم ال تي تته دد ص حتهم ،ويك ون ذل ك من خالل ف رض رقاب ة صـارمة على المحالت المض رة
بالص حة ،وحماي ة مص ادر المي اه ،كم ا ي دخل من ض منها على س بيل المث ال إنش اء المس الك العام ة ال تي
يستطيع األفراد اللجوء إليها بسهولة ؛ بدالً من تركهم ليقومـوا بـذلك بطريقة عشوائية مما قد يعرض
1
المجتمع لمخاطر صحية وبائية بسبب اإلهمال في التخلص مما ينجم عنها من قاذورات.
حماية السكينة العامة: -3
وتعرف عموما على أنها الهدوء في المناطق السكنية والقضاء على مظاهر اإلزعاج التي تقلق راحة
ويعت بر اله دوء والتمت ع ب ه من ح ق الف رد وخاص ة في األم اكن العام ة ،وتتخلص الجه ات
المواط نينُ ،
الحكومي ة من مصادر اإلزعاج وخاصة تلك التي تظهر ليالً ،كما يقصد أيضا المحافظة على حالة
ّ
اله دوء والس كون ،ومن ع الضوض اء ال تي تقلـق الراحـة والناتج ة عن إنس ان أو أش ياء أو حي وان أو عن
2
أبواق السيارات ،أو مضايقات الباعة المتجـولين في الشوارع وغيرها.
لذلك فإن المشرع عمد إلى حماية السكينة العامة وقد جاء في أحـد قـرارات محكمـة التمييز األردنية ما
يلي :أوجب المشرع على اإلدارة مراعاة األسس العامـة عنـد إجـازة أي مصنف مرئي أو مس موع ومن
هذه األسس ،عدم اإلساءة إلى أي من العقائد الدينيـة المكفولـة حريتها في الدستور ،وأن ال تتضمن هذه
-ومن ذاك إنشاء القسائم الصناعية؛ وسوق الحدادة (ويسمى سوق الصفافير) في الكويت واللذين ينجم عنهمـا أصوات 2
13
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
المص نفات م ادة مث يرة للغرائ ز أو مروج ة لإلباحيـة أو العن ف أو الجريم ة أو اإلره اب أو اإلس اءة
1
لألخالق العامة.
ومن هن ا يث ار التس اؤل الت الي :ه ل تع د حماي ة اآلداب العام ة غرض اً تقلي دياً من أغـراض الض بط
اإلداري؟
وللج واب عن ه ذا الس ؤال فق د ك ان القض اء اإلداري الفرنس ي يقص ر أغـراض الـضبط اإلداري على
العناص ر الثالث ة الس ابقة للنظ ام الع ام ،إال أن ه أض اف فيم ا بعـد عنـصر األخـالق واآلداب العام ة عن دما
قض ى مجلس الدول ة الفرنس ي بح ق س لطا ت الض بط اإلداري في الت دخل في بعض الح االت لحماي ة
األخالق واآلداب العام ة ،وك ان ذل ك في مج ال حظـر عـرض األفـالم الس ينمائية إذا ك ان من ش أن
2
عرضها إثارة اضطرابات جسيمة في النظام العام بسبب الصفة غير األخالقية للفيلم محل العرض.
باإلض افة إلى الحف اظ على اآلداب العام ة و ال تي یقص د به ا مجموع ة القیم والمب ادئ األخالقیة ال تي
تواض ع الن اس في مجتم ع معین على احترامه ا واالل تزام به ا 3.وق د أض اف اجته اد القض اء اإلداري
الفرنس ي إلى مقوم ات النظ ام الع ام الس الف ذكره ا عنص ر األخالق واآلداب العام ة لتص بح المحافظ ة
علیها تندرج ضمن أهداف الضبط اإلداري ،إال أنه یشترط في ذلك أن تتصف "بالعمومیة" ،باعتبارها
عنصر من عناصر النظام العام.
ویعت بر اإلخالل ب اآلداب واألخالق العام ة بمثاب ة المس اس بمص الح وأخالقیات أف راد معینین ب ذاتهم
وتطبیقا لما سبق ذكره فإن حكم "لوتیسیا" ،الصادر عن مجلس الدولة الفرنسي سنة ،1959یعد نقطة
تحول في هذا المجال ،حیث اعترف مجلس الدولة لسلطات الضبط بالحق في التدخل في حالة المساس
ب اآلداب العام ة ،وتتمح ور وق ائع القض یة في أن عم دة نیس لع ام ،1954أص در ع دة ق رارات بمن ع
عرض بعض األفالم التي حصلت على تصریح بالعرض من الوزیر المختص ،حیث طعنت الش ركات
المنتجة لألفالم المذكورة في هذه القرارات وقضى مجلس الدولة الفرنسي بحق سلطات الضبط المحلیة
في الت دخل لمن ع ع رض فیلم رغم س بق الحص ول على ت رخیص من الس لطات المركزیة إذ ك ان من
شأن عرض مثل
-المادة( ) 6أ /من نظام رقابة المصنفات المرئية والمسموعة رقم ( )19لسنة .1998 1
-صدر حكم الدولة الفرنسي الشهير هذا في قضية شركة لوتيسيا ( )LUTETIAبتاريخ 18كانون األول سنة1959 2
14
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
هذه األفالم خدش القیم األخالقیة ،وقد یترتب على ذلك إثارة الشغب واإلخالل بالنظام العام ،ولم یؤخذ
مجلس الدولة الفرنسي بوجهة نظر مفوض الحكومة ،حیث قرر أن منع عرض هذه األفالم.1
-سعید بوعلي ،نسرین شریقي ،مریم عمارة ،مرجع سابق ،ص151 1
-محمد فؤاد عبد الباسط ،القانون اإلداري ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،ضد.س.ط( ،ص.272 . 3
-في قضية بتاريخ 91/71بأن اقتناء صور ماجنة بقصد البيع والتوزيع يشكل خطرا .أنظر :عصام علي الدبس، 5
القانون اإلداري ،ماهية القانون اإلداري -التنظيم اإلداري -النشاط اإلداري ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان،2014 ،
ص.466 .
15
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
العام ة مج االت الس ينما ،المس رح والمطبوع ات وغيره ا ،لم ا يمكن أن تمثل ه من خط ورة على القيم
والمبادئ التي يحترمها ويقدسها المجتمع ،ومن األحكام التي أجاز فيها مجلس الدولة الفرنسي إجراءات
الض بط اإلداري المتعلق ة بمن ع ع رض الص حف والمج االت والمنش ورات المث يرة للغرائ ز في الط رق
1
العامة
-حيث اعت بر مجلس الدول ة الفرنس ي في ق رار ل ه بت اريخ 29-01-1937أن من ع بعض المطبوع ات بق رار من 1
رئيس البلدية هو مشروع ألنه تتضمن عبارات ومواقف ضارة بأخالق الشباب .وقضى بتاريخ 06-08-1941بصحة
قرار منع حفالت .
-عدنان الزنكة ،المرجع السابق ،ص.62. 2
16
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
تل تزم أجه زة وس لطات الدول ة التنفيذي ة وبالخص وص ال وزراء ورؤس اء البل ديات و الوالي ة و ال دوائر
األثرية المختلفة بحماية المباني األثرية والتراثية وصيانتها وترميمها دوريا وفق الحالة
التي وجدت عليها دون تغيير .وتدخل هذه الحماية في إطار تدعيم القيمة الجمالية للمدن وتقدير أهمية
الموقع األثري وطابعه المعماري القديم ،لما له من أثر تاريخي في تكوين التراث التاريخي والحضاري
1
للدولة والمدن مثل المساجد ،القالع ،األسواق ،الحمامات ،القصور القديمة والساحات العمومية.
وأك دت مختل ف التش ريعات في دول الع الم على أهمي ة ت رميم المب اني التراثي ة و األثري ة وض رورة
صيانتها بل جعلتها هدف للضبط اإلداري ،ومن بين هذه التشريعات في الجزائر ،حيث القانون رقم
2
98-04المؤرخ في 15-06-1998الذي يتعلق بحماية التراث الثقافي.
نصت المادة األولى منه على ما يلي " :يهدف هذا القانون إلى التعريف بالتراث الثقافي لألمة و قد منح
3
وسن القواعد العامة لحمايته والمحافظة عليه وتنميته ويضبط شروط تطبيق ذلك".
القانون وزير الثقافة سلطة رفض منح الترخيص بإنجاز مشروع في المناطق األثرية أو المحمية ،وذلك
من أجل تنسيق وتنظيم المدن والمحافظة على مظهرها .كما نصت المادة 9من القانون رقم 01-20
4
على أن " :المخطط الوطني المؤرخ في 12-12-2001المتعلق بتهيئة اإلقليم وتنميته المستدامة .
لتهيئة اإلقليم يهدف إلى حماية التراث التاريخي وترميمه وتنميته".
بناء وتشييد العمارات 2-
أص بح بن اء الم دن الي وم يتم يز بط ابع خ اص يض في عليه ا جم ال متناس قا ،حيث تتم يز العم ارات فيه ا
واألس واق والمراف ق والط رق بأش كال متناس قة من حيث األل وان ،الطالء والتص ميم المعم اري المتم يز،
5
بناء على خلفيات ثقافية وتاريخية كما تشمل المحالت التجارية والترفيهية و الخدماتية .
وق د نص ت الم ادة 2من الق انون رقم 08-15ال ذي يح دد قواع د مطابق ة البناي ات وإ تم ام إنجازه ا على
أنه ":يقصد في مفهوم هذا القانون المظهر الجمالي ،انسجام األشكال ونوعية واجهات البناية بما فيها
تلك المتعلقة بالساحات الخارجية" ،كما نصت المادة 12منه على أنه ":يعتبر المظهر الجمالي لإلطار
-نصت المادة 30منه " يتم إعداد مخطط حماية واستصالح المواقع األثرية والمنطقة المحمية التابعة لها ...يبين 3
اإلجراء الخاص بإعداد مخطط الحماية واالستصالح ودراسته والموافقة عليه ومحتواه عن طريق التنظيم"
-المرجع السابق 4
17
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
المب ني من الص الح الع ام وله ذا الغ رض يس تلزم المحافظ ة علي ه وترقيت ه".باإلض افة إلى م ا أح ال إلي ه
الق انون رقم 08-02الم ؤرخ في 08-05-2002المتعل ق بش روط إنش اء الم دن الجدي دة وتهيئته ا إلى
1
التنظيم لتحديد مهام هيئة المدينة الجديدة وتنظيمها وكيفية سيرها.
كم ا نص ت الم ادة 4من الق انون رقم 20-01الم ؤرخ في 12-12-2001المتعل ق بتهيئ ة اإلقليم
وتنميت ه المس تدامة على أنه" تهدف السياسة الوطني ة لتهيئة اإلقليم وتنميت ه المس تدامة إلى تنمي ة مجموع
اإلقليم الوطني تنمية منسجمة على أساس خصائص ومؤهالت كل فضاء جهوي.
-3المحافظة على نظافة البيئة
تل تزم البلدي ة بن اء باتخ اذ اإلج راءات والت دابير الالزم ة لرف ع المخلف ات والقمام ة الناتج ة عن المن ازل
2
والمحال التجارية وكل أماكن العمل والنشاطات التجارية ...باإلضافة إلى جميع أنواع النفايات .
وهناك نصوص خاصة تضبط كيفية التخلص من هذه األخيرة ،من أهمها القانون رقم 01-19المؤرخ
3
في 12-12-2001المتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وإ زالتها.
18
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
ك انت ه ذه الت دابير يمكن أن تمس نش اطات اإلنت اج ،التوزي ع والخ دمات ،فهي تحمي النظ ام الع ام ،فمن
سلطة القاضي تقدير شرعية هذه التدابير فيما إذا كانت صادرة ومنه يمكن لسلطات الضبط اإلداري أن
تتخذ التدابير لمنع نقص المواد وفقا ألهدافها 1.ومنع المضاربة ورفع األسعار بشكل وهمي نتيجة
التخزين أمثلة عن قرارات تنظيمية الضبطية
المرسوم تنفيذي رقم 07-402مؤرخ في 25-12-2007يحدد أسعار القمح الصلب عند اإلنتاج
2
وفي مختلف مراحل توزيعه.
المرس وم تنفي ذي رقم 05-14م ؤرخ في 09-01-2005يح دد كيفي ة تس عير الم اء لمس تعمل في
3
الفالحة وكذا التعريفات المتعلقة به .
19
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
المبحث الثاني :سلطات الضبط اإلداري الصحي في ضل وباء كورونا كوفيد 19
قب ل الطرق إلى هيئات وسلطات الض بط في ظ ل جائحة كورون ا نقوم أوال بتحديد معني وب اء كورونا
ومن أين ظهر هذا الوب اء ،ففي أواخر سنة 2019وبالضبط في مدينة لوهان الصينية ظهر مرض
مع د س رعان م ا انتش ر وش كل خط را كب يرا على المس توى الع المي مم ا جع ل منظم ة الص حة العالمي ة
تص نفه على أن ه وب اء ع المي لع دم التمكن من الح د من انتش اره الس ريع ،ففي البداي ة س مي ف يروس
كورونا المستجد ثم أطلق عليه مصطلح كوفيد 19وقد اعتمدت المنظمة العالمية للصحة لهذا المصطلح
ثم صنفته كجائحة عالمية ألنه مس رقعة كبيرة جدا من العالم مع صعوبة التحكم فيه.
وان اله دف األساس ي من الض بط اإلداري ه و الحف اظ على النظ ام الع ام وه ذه الوظيف ة هي من المه ام
األصيلة للدولة ،وتعد من أهم الوظائف وأخطرها على الحريات والحقوق ،وقد خول للسلطة التنفيذية
أن تتخ ذ ك ل اإلج راءات الض بطية المناس بة للحف اظ على النظ ام الع ام ،كم ا قس مت الس لطة التنفيذي ة
دستوريا إلى هيئات مركزية لها صالحيات على المستوى الوطني
وهيئ ات المركزي ة تتخ ذ قراراته ا على المس توى المحلي في إقليم جغ رافي مح دد قانون ا ،وأم ام الخط ر
الن اتج عن وب اء ف يروس كورون ا كوفي د 19-فق د تح ركت من أج ل مكافحت ه والح د من انتش اره ك ل
الهيئات الوطنية كل في حدود صالحياته القانونية.
ومن خالل ما تقدم سنتناول في هذا المطلب تلك السلطات التي خول لها القانون في الجزائر استعمال
وسائل الضبط اإلداري للحفاظ على الصحة العامة.
20
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
عن طريق تع المباشر » مما يجعله الشخصية السياسية األولى في النظام وعلى قمته«1وما يترتب
عن ذل ك من مس ؤولية اعتم ادا على مب دأ حيث توج د الس لطة تتق رر المس ؤولية حيث ج اء في الفص ل
األول بعن وان)رئيس الجمهوري ة( من الب اب الث الث من التع ديل الدس توري 2020في الم ادة " 84يجس د
رئيس الجمهورية ،رئيس الدولة ،وحدة األمة،
ويسهر في كل الظروف على وحدة التراب الوطني و السيادة الوطنية .. " ....و هو ما نصت عليه كل
الدساتير الجزائرية السابقة و تعديالتها المتعاقبة ،و بالتالي فهو على رأس الهرم اإلداري والتنفيذي في
الدول ة مم ا يح ول ل ه ع دة ص الحيات في الحف اظ على امن الدول ة ،بم وجب س لطاته في اتخ اذ الت دابير
2
واإلجراءات في مجال الضبط اإلداري الوطني )البوليس اإلداري).
وب الرجوع إلى الدس تور نج د أن ل رئيس الجمهوري ة أن يتخ ذ في حال ة تهدي د األمن واالس تقرار ك ل
التدابير المناسبة الكفيلة بدرء الخطر من أجل مكافحة وباء كورونا كوفيد 19على المستوى الوطني ،
فمن ذ ظه ور جائح ة كورون ا في الص ین ،اتخ ذت الجزائ ر العدید من اإلج راءات االحترازي ة والوقائیة
لحمایة المواطنین من هذا الوباء القاتل والفتاك وتفادي دخوله إلى أرض الوطن ،أمر رئیس الجمهورية
بت اريخ 2فیف ري 2020بإع ادة المواط نین الجزائ ريین المقیمین في مدین ة وه ان الص ینیة ،إلى ج انب
بعض التونسیین واللیبیین والموريتانیین ،وعند عودتهم مباشرة تم إخضاعهم
للحج ر الص حي لم دة 14ي وم وإ خض اعهم لمرقاب ه الطبیة من ط رف ف رق متخصص ة ثم أف رج عنهم
3
بعدما تم التأكد من عدم إصابة أي منهم بالجائحة.
بع د التأك د من خط ورة الجائح ة ق ام رئیس الجمهوري ة بإص دار مجموع ة من الق رارات بدایة من 11
م ارس 2020 ،وال تي ت والت إلى غایة 23م ارس ،وق د ك انت الغایة منه ا الح د من انتش ار جائح ة
كورون ا وتمثلت فحواه ا بص فة عام ة في تعلیق التعلیم ،تعلیق عم ل المح اكم ،إلغ اء ال رحالت ،توقیف
وسائل النقل...إلخ
-2الوزير األول :
-سعيد أبو الشعير النظام السياسي الجزائري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،ج ،3ط ،2الجزائر ، 2013ص105 1
-محمد الصغير بعلي ،القانون اإلداري ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،د ،ط ،عنابه ،2013 ،ص296 2
-لدغش سلیمة ،لدغش رحیمة'' ،الضبط اإلداري في ظل تفشي وباء كورونا كوفید 19في الجزائر ،مجلة االجتهاد 3
للدراسات القانونية واالقتصادية ،المجلد ،19العدد 04كلیة الحقوق والعلوم السیاسیة ،جامعه تمنراست ، 2020ص
.56
21
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
يعت بر الرج ل الث اني في اله رم اإلداري للدول ة الجزائري ة وه ذا م ا نس تنتجه من خالل م واد الدس تور
وما يندرج تحتها من صالحيات في مجال التنظيم لذا فهو المسؤول األول أمام رئيس الجمهورية فيما
يخص المهام المكلف بها دستوريا في مجال التنظيم ،وهي السلطة التي يمارسها الوزير األول بموجب
الم ادة 143من التع ديل الدس توري 2016فق رة 2وال تي تقابله ا الم ادة 141من التع ديل الدس توري
2020فقرة 2والتي جاء فيها مايلي " :يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل غير
المخصصة للقانون ،يندرج تطبيق القوانين في المجال التنظيمي الذي يعود للوزير األول … «1إضافة
إلى الم ادة 112فق رة " 3يق وم بتط بيق الق وانين و التنظيم ات 2والم ادة 99فق رة 4تمنح ه ه ذه الم واد
أيض ا الس لطة في ممارس ة الض بط اإلداري الع ام ل ذا " ف إن ال وزير األول يعت بر من س لطات الض بط
اإلداري العامة بموجب ما يصدره من مراسيم تنفيذية تضبط وتحدد طرق وكيفية ممارسة الحريات
العام ة في مخت ف المج االت 3،بم وجب مراس يم تنفيذي ة أو تعليم ات يص درها و يل زم تنفي ذها األجه زة
المختصة 4،وعليه وبناءا على أوامر رئيس الجمهورية الهادفة إلى الحفاظ على الصحة العامة وحماية
للنظ ام الع ام في مكافح ة وب اء كورون ا كوفي د 19-والح د من انتش اره ،س ارع ال وزير األول التخ اذ
التدابير واإلجراءات اإلدارية الالزمة للحد من انتشار هذا الوباء الذي صار يهدد النظام العام والص حة
العامة.
على وجه الخصوص نظرا للزيادة في عدد المصابين و الضحايا المتوفين وعدم التمكن من التحكم في
هذا الوباء .واستنادا على ما سبق أصدر الوزير األول مرسوما تنفيذيا رقم 69-20بتاريخ 21مارس
5
2020المتعلق بتدابير الوقاية من انتشار فيروس كورونا كوفيد 19و مكافحته
يظن مجموعة من اإلجراءات الوقائية التي طبقت فورا من بينها فرض الحجر المنزلي الجزئي على
بعض الواليات و تعليق بعض النشاطات وغلق األماكن العامة أمام الجمهور...الخ ونظرا لزيادة عدد
المصابين فقد عزز هذا المرسوم بمرسوم ثان يتضمن عدة إجراءات وقائية إضافية والردعية
6
ضد المخالفين من أجل زيادة الفاعلية وهو المرسوم التنفيذي رقم ، 70-20
-عمار أبو ضياف ،الوجيز في القانون اإلداري ،جسور للنشر و التوزيع ،ط ، 3الجزائر ،2015،ص 490 4
22
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
الم ؤرخ في 24م ارس 2020وه و المرس وم ال ذي نص على اختص اص ال وزير األول في تقري ر
الحجر المنزلي الجزئي أو الكلي وخوله السلطة التقديرية في اتخاذ القرار المناسب لمواجهة هذا الوباء
من خالل الم ادة 2من ه ذا المرس وم ال تي تعطي ال وزير األول الس لطة في تمدي د م دة الحج ر الم نزلي
الجزئي أو الكلي مع إمكانية تمديده لواليات أخرى ،كذلك إلزامية ارتداء القناع الواقي وفرض جزاءات
مالية على المخالفين...الخ
الوزراء -1
بناءا على الدستور فإن الضبط اإلداري العام هو من صالحيات رئيس الجمهورية والوزير األول أو
رئيس الحكومة فقط غير أن القانون وبحكم الظروف الزمان والمكان وبناءا على ت صريح قد أجاز
لبعض الوزراء ممارسة سلطة الضبط العام بهدف الحفاظ على النظام العام في شقه المتعلق بالصحة
العام ة في ظ ل مكافح ة انتش ار الوب اء كورون ا كوفيد 19كم ا يتمت ع بعض الوزراء بحق ممارس ة بعض
أنواع الضبط بحكم طبیعة مركزهم وطبیعة القطاع الذي یشرفون علیه ،وهذا ما یمكن تسمیته بالضبط
الخ اص ،وفي إطار انتشار جائحة كورون ا فقد ظهر العدید من الوزراء الذین یمارسون مه ام الضبط
اإلداري في سبیل مواجهتها ومنهم:
ا -/وزير الصحة:
یعتبر وزير الصحة هو المسؤول األول عن تنفیذ البرامج الصحیة التي تهدف إلى تنفیذ كل األعمال
وتعبئة الوسائل التي تضمن خدمات وقائیة ،كما أنه یتلقى تقرير من المرصد الوطني للصحة یعرض
1
الحالة الصحیة منها حاالت انتشار الجائحة .
تكمن فائدة هذا التقرير في السماح باعتماد خطة للتصدي للوباء ،والتي ترتكز على الوقایة والمراقبة
والتش خيص المبك ر والتكف ل الس ريع بالح االت المص ابة عن طري ق بروتوك ول العالج وتط بیق الحج ر
الصحي هذا ما نصت علیه المادة 123من القانون 18-10المتعلق بحمایة الصحة وترقیتها على
''يتعين على هياك ل ومؤسس ات الص حة المعين ة ،في إط ار التكف ل الص حي عن د الك وارث أو الح االت
2
الستثنائية إعداد مخطط تدخل ونجدة خصوصي وذلك بالتعاون مع سلطات المصالح المؤهلة'' .
-غربي أحسن'' ،دور تدابیر الضبط اإلداري في الحد من انتشار وباء فیروس كورونا كوفید ، 19جامعة 20أوت 1
1955سكيكدة الجزائر ،حوليات جامعة الجزائر ،1عدد خاص جائحة كوفيد ،المجلد ، 34سنة ، 2020ص 10
-قانون رقم ،18-01المؤرخ في 02یولیو ،2018یتعلق بالصحة ،ج ر العدد ،46صادرة بتاريخ 29یولیو 2
2018
23
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
-2وزير التجارة:
يتمت ع وزي ر التج ارة ب دور ه ام في هات ه الظ روف فه و یق وم بتفعیل ال دور الرق ابي على األس واق
والبض ائع للح د من ظ اهرة االحتك ار وارتف اع أس عار البض ائع وض مان توفیره ا للمواط نین ،بحیث أك د
الوزير بأن كل تاجر ال یلتزم بإجراءات الوقایة من فیروس كورونا یتعرض محله للغلق الفوري وأن
1
أي مضارب سیتم شطبه من السجل التجاري.
-3وزير النقل:
يت ولى وزي ر النق ل مهم ة تنظیم نق ل األش خاص وهم المس تخدمین الع املین في اإلدارات العمومیة وذل ك
من أجل ضمان استمرارية الخدمة العمومیة والحفاظ على النشاطات الحیوية وذلك وفقا لنص المادتین
2
04و 07من المرسوم التنفیذي رقم (.)69-20
أوال :الوالي.
يتمتع الوالي بازدواجية في االختصاص ،حيث يحوز سلطات بصفته هيئة تنفيذية للوالية كما يمارس
س لطات باعتب اره ممثال للدول ة وبالنس بة لألخ يرة ف الوالي يجس د الص ورة العملي ة لع دم الترك يز اإلداري
فهو ممثل لكافة الوزراء ومندوب الحكومة ويملك الوالي صالحيات جد واسعة تجعل من الوالية جهازا
3
تابعا له.
وفي مج ال الض بط اإلداري ال والي مس ؤول في المحافظ ة على النظ ام الع ام بعناص ره وه ذا م ا نص ت
علي ه الم ادة 114من ق انون الوالي ة 07/12على ان ال والي مس ؤول على المحافظ ة على النظ ام الع ام
4
االمن والسالمة والسكينة العمومية.
-لدغش سلیمة ،لدغش رحیمة'' ،الضبط اإلداري في الجزائر في ظل تفشي وباء كورونا كوفید ،''(19المرجع السابق 1
،ص.64
-المادة 04و 07من المرسوم التنفیذي ،69-20یتضمن التدابیر الوقایة من .انتشار وباء فیروس كورونا كوفید- 2
أطروحة دكتوراه ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم الحقوق ،2017/2016 ،ص33
-المادة114من 4
24
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
كما نصت المادة 116من نفس القانون على انه "يمكن للوالي عندما تقتضي
الظ روف االس تثنائية ذل ك إن يطلب ت دخل ق وات الش رطة وال درك الوط ني المتواج دة في إقليم الوالي ة
1
عن طريق التسخير ،وتحدد كيفية تطبيق هذه المادة عن طريق التنظيم
كما اقر قانون البلدية 11/10بموجب المادة 100و101للوالي ممارسة سلطة الحلول حيث نصت الم ادة
100على انه :يمكن للوالي إن يتخذ بالنس بة لجمي ع بل ديات الوالي ة أو بعضها ك ل اإلج راءات المتعمق ة
باألمن والنظافة والسكينة العمومية وديمومة المرفق العام عندما ال تقوم سلطات البلدية بذلك .2
وتض يف الم ادة 101على ان ه :عن دما يمتن ع رئيس المجلس الش عبي عن اتخ اذ الق رارات الموكل ة ل ه
3
بمقتضى القوانين والتنظيمات يمكن للوالي بعد أعذاره ان يقوم تلقائيا بهذا العمل .
وق د نص ت الم ادة 35من الق انون رقم 11/18المتعل ق بالص حة على ان ه يتعين على ال والي في إط ار
اختصاص اته وباالتص ال م ع مص الح الص حة تنفي ذ الت دابير والوس ائل الض رورية بش كل دائم لمكافح ة
األمراض المتوطنة وتفادي ظهور األوبئة و إلقاء على أسباب الوضعية الوبائية.
-المادة 100من القانون 10/11المتعلق بالبلدية ،ج رج ج ،العدد ،37 ،المؤرخ في 22جوان ،2011الصادر في 2
3جويلية
-المادة 101من القانون 10/11المتعلق بالبلدية ،المرجع نفسه 3
-إسماعيل جابوري ،الضبط اإلداري في مجال المحا فضة على األمن العام في الظروف االستثنائية دراسة مقارنة 4
في النظام اإلسالمي والنظام القانوني الجزائري ،أطروحة الدكتوراه تخصص مؤسسات يسير اإلدارية ،جامعة األمير
عبد القادر للعلوم اإلسالمية ،كلية الشريعة و االقتصاد قسم الشريعة والقانون ،قسنطينة ، 2018/2017ص165
-سعيد بوعلي ،نسرين شريقي ،مريم عمارة ،القانون اإلداري ،التنظيم اإلداري ،النشاط اإلداري،الطبعة الثانية ،دار 5
25
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
وهذا ما تشير إليه المواد من 88إلى 95من قانون البلدية فعلى سبيل المثال نجد المادة 88تنص
على مايلي " :يتولى رئيس المجلس البلدي تحت سلطة الوالي نشر وتنفيذ القوانين والتنظيمات عبر
تراب البلدية.
1
السهر على حسن النظام واألمن العمومي والنظافة العمومية "......
وفي إطار الجهود الرامية إلى احتواء فيروس كورونا –كوفيد -19حماية لمصحة العامة قامت البلديات
في تعزي ز إج راءات الوقاي ة من خالل القي ام بعملي ات التعقيم لألم اكن العام ة ومختل ف الهيئ ات
والمؤسس ات إلى ج انب اتخ اذ ق رارات ب الغلق الم ؤقت للنش اطات ذات الط ابع الجم اهيري تفادي ا النتق ال
العدوى ،إلى أن صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي المنصوص عليه في قانون البلدية ال تكفي
لمجابهة خطر فيروس كورونا ،وهذا الوباء يستدعي تدخل جهات أخرى وإ جراءات أكثر جدية لوقف
2
انتشاره ثم مكافحته المادة 07من المرسوم التنفيذي ..69/20
-ناص ر لباد ،األساسي في القانون اإلداري ،طبعة أولى ،دار المجد للنشر والتوزيع ،سطيف ،ص129 1
-تبينه حكيم.،بن ورزق هشام"،دور الضبط اإلداري في المحافظة على النظام العام الصحي في ظل انتشار جائحة 2
26
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
-د.حمدي القبيالت ،القضاء اإلداري ،طبعة الثالثة ،دار وائل ،عمان ،2019،ص18 1
-د عادل سعيد أبو الخير ،الضبط اإلداري وحدوده ،الهيئة العامة المصرية للكتاب ،1995،ص 213 2
27
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
ويقصد بالقانون كمصدر المشروعية ،كل قاعدة قانونية موجودة الدولة سواء كانت مكتوبة أو غير
مكتوب ة و يس توي أن تك ون القاع دة المكتوب ة دس تورية أم تش ريعية أو الئحي ة أو اتفاقي ات دولي ة ،
وبالتالي فال يجوز أن يصدر قرارا فرديا في مجال الضبط اإلداري خالفا للقاعدة القانونية أعاله ،
وإ ال ت رتب عن ذال ك بطالن التص رف أو اإلج راء المخ الف ،فل و أص درت س لطات الض بط اإلداري
قرارا غير مشروع يقيد حري ة من حري ات بدون س ند من الق انون فإنه ا تكون ب ذالك ق د خ رقت مبدأ
المش روعية يع د قراره ا ب اطال ،ويحكم القض اء بإلغ اء ه ذا الق رار لع دم مش روعيته و التع ويض عن
1
الضرر الذي أصاب المتضرر منه.
-د .سليمان محمد الطماوي ،القضاء اإلداري ( قضاء التأديب ) ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،1995 ،ص225 1
28
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
القضائية على قرارات الضبط اإلداري تتجلى أهميتها في الرقابة على هذين العنصرين المذكورين س لفا
( السبب ،الغاية ) .
-يقصد بضوابط المشروعية العادية توافر عناصر المشروعية المتمثلة في قاعدة االختصاص ،الشكل واإلجراءات، 1
29
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
العام ،فعلى سبيل المثال يخول لرئيس الجمهورية في إطار األحوال غير العادية أن يضطلع بالعديد
من الصالحيات في إطار تكريس الحفاظ على النظام العام والتي يندرج ضمنها ما يلي:
الحالة االستثنائية -1
التي يمكن من خاللها لرئيس الجمهورية أن يتخذ التدابير واإلجراءات الكفيلة لمعالجة الحالة االستثنائية
1
التي تستوجب المحافظة على استقالل األمة والمؤسسات الدستورية .
إعالن حالة الطوارئ أو الحصار -2
إذا ت وافرت الض رورة الملح ة ،حيث يمكن من خالل ذل ك ل رئيس الجمهوري ة االس تعانة بالس لطات
العسكرية التي تحل محل سلطات الضبط اإلداري التخاذ التدابير الكفيلة بهذه الظروف غير العادية،
لذلك فإن األحوال غير العادية تتطلب في إطار الحفاظ على األمن العمومي كاالعتقال واإلقامة الجبرية
،2لألف راد أن يص در تنظيم حال ة الط وارئ أو حال ة الحص ار في ش كل تنظيم عض وي ،بم ا ي برر
ص الحيات الض بط اإلداري المخول ة ل رئيس الجمهوري ة ،باعتب اره هيئ ة من هيئ ات الض بط اإلداري
3
وتوسيع اختصاصاته بتوافر الظروف غير العادية .
إعالن حالة الحرب -3
إذا وقع عدوان فعلي يهدد أمن البالد أو يوشك أن يقع ،فيتدخل رئيس الجمهورية إلعالن حالة الحرب
بما يتوافق والترتيبات المالئمة لميثاق األمم المتحدة حتى تصبح حالة الحرب مشروعة ،ويشترط لقيام
رئيس الجمهورية بإعالن حالة الحرب اجتماع مجلس الوزراء ،و االس تماع إلى المجلس األعلى لألمن،
واستشارة رئيس مجلس األمة ،ورئيس المجلس الشعبي الوطني ،ورئيس المجلس الدستوري ،واجتماع
البرلم ان وجوب ا ،وتوجي ه رئيس الجمهوري ة خطاب ا لألمة 4،وبتقري ر حال ة الح رب يتم توقي ف العم ل
بالدستور خالل مدة الحرب ،وتمدد العهدة الرئاسية لرئيس الجمهورية وتركز كل الصالحيات بيده حتى
نهاية الحرب.5
ثانيا :رقابة القاضي اإلداري على سلطات الضبط اإلداري في األحوال االستثنائية :
-المادة ،107فقرة ،3القانون رقم ،01/16المؤرخ في 6مارس ،2016المتضمن التعديل الدستوري ،ج ر عدد 1
30
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
لقد اتجه القضاء اإلداري لبسط رقابته على ممارسة صالحيات الضبط في األحوال االستثنائية مثلما
هو الحال في األحوال العادية وذلك إعماال لمبدأ المشروعية ،إال أن طبيعة هذه الرقابة تختلف بالنظر
إلى طبيع ة الق وانين المطبق ة في األح وال االس تثنائية ،1حيث أنه ا ال يمكن تط بيق ه ذه الق وانين إال
بتوافر الحالة االستثنائية كحالة الطوارئ ،أو حالة الحصار أو غير ذلك.
استنادا إلى ذلك فقد تضمن القضاء اإلداري العديد من الشروط الخاصة التي يقتضي توافرها إلعمال
حالة الضرورة ،وهي كما يلي:
-1أن تتحق ق فعال حال ة طارئ ة أو اس تثنائية تقض ي إلى تهدي د خط ر لمقوم ات النظ ام الع ام كالس المة
العام ة ،أو األمن ،...وفي الغ الب م ا توض ح الق وانين ه ذه األح وال االس تثنائية كوق وع ح رب ال تي تع د
حالة استثنائية.
-2يقتض ي أن يه دف اإلج راء االس تثنائي إلى الحف اظ على مقوم ات النظ ام الع ام وتجس يد المص لحة
2
العامة وليس لألغراض شخصية وإ ال حاد اإلجراء على مقتضيات المشروعية .
-3يستدعي أن يكون اإلجراء الضبط إلزاما أو حتميا بمعنى أنه الوسيلة الو حيدة المالئمة لمواجهة
األحوال الغير عادية ،من ثم ال تكفي اإلجراءات العادية لمعالجة الظرف االستثنائي ،كما أن اإلجراءات
الضبطية االستثنائية مرتبطة ارتباطا وطيدا بظرف مؤقت أي محددة أثناء فترة تحقق الحالة االستثنائية.
-4ينجم عن تدخل سلطات الضبط اإلداري في األحوال االستثنائية تحمل المسؤولية بسبب األضرار
التي قد تلحق حقوق وحريات األفراد ،مما يستدعي األمر التعويض عن ذلك.3
والج دير بال ذكر أن ه على غ رار الص الحيات الواس عة المتاح ة لص الح س لطات الض بط اإلداري في
األح وال االس تثنائية ،إال أنه ا تخض ع لرقاب ة القض اء اإلداري بغي ة حماي ة حق وق وحري ات األف راد،
باعتباره يعمل على التحقق من االلتزام بضوابط وقيود ال يمكن تعديها حتى ال تستغل اإلدارة العمومية
-تختلف سلطات الضبط اإلداري في الظروف العادية عنها في ظل الظروف االستثنائية ،حيث تتقيد هيئات الضبط 1
اإلداري بمبدأ المشروعية في ظل الظروف العادية تقيدا تاما ،بخالف األمر في ظل الظروف االستثنائية فتتجه سلطات
الضبط إلى االتساع ،حيث تتحرر
مؤقتا من الخضوع لمبدأ المشروعية بتوافر أحوال الضرورة التي تشكل ظروفا استثنائية ،مما يؤدي بها أن تتخذ
اإلجراءات االستثنائية لمواجهة هذه الظروف حتى ولو خالفت قواعد المشروعية العادية ،أنظر عبد العليم عبد المجيد
مشرف ،دور سلطات الضبط اإلداري في تحقيق النظام العام وأثره على الحريات العامة ،دراسة مقارنة ،دار النهضة
العربية ،القاهرة ،1998 ،ص .231
-هاني علي الطهراوي ،مرجع سابق ،ص .256 2
31
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
الحالة االستثنائية لتعتدي على الحقوق والحريات الفردية ،لذلك فإن توافر الظروف االستثنائية وتطبيق
القوانين االس تثنائية ال يعني ذلك تج اوز مقتض يات المشروعية ،ب ل يتطلب مراع اة مش روعية من نوع
خاص أو كما يطلق عليها بالمشروعية االستثنائية ،بالتالي فإن الحالة االستثنائية يمكن من خاللها أن
تحي د الهيئ ات الض بطية اإلداري ة عن تط بيق قواع د االختص اص ال تي يتطلب مراعاته ا في األح وال
العادي ة ،ك أن تج يز س لطات الض بط اإلداري إص دار مراس يم توق ف فيه ا ض مانات ال دفاع المق ررة
للم وظفين ل دى س لطات الت أديب بس بب الظ روف العص يبة ال تي تم ر به ا فرنس ا بس بب الح رب ،حيث
ق امت الحكوم ة بتوقي ع مئ ات الج زاءات على المض ربين وتس ريح ع دد كب ير من الم وظفين عن الخدم ة
دون مراع اة م ا نص علي ه الق انون لس نة ،1905من ض رورة إطالع الموظ ف على ملف ه قب ل توقي ع
العقوب ة ،كم ا أق ر مجلس الدول ة الفرنسي بمخالف ة اإلج راءات المعم ول به ا قانون ا نتيج ة الظ رف
االستثنائي ،حيث خالفت اإلدارة اإلجراءات المنصوص عليها قانونا بخصوص ضمانات التأديب ،لذلك
تم إنهاء خدمة موظف رغم انه لم يطلع على ملفه اإلداري وذلك استنادا إلى المرسوم الصادر بإلغاء
1
ضمانات التأديب والصادر من جهة غير مختصة نتيجة الظرف االستثنائي.
تطبيق ا ل ذلك فق د اعت د القض اء الجزائ ري بإمكاني ة الخ روج عن قاع دة االختص اص بت وافر الظ روف
االستثنائية ،حيث يتضح األمر من خالل القضية التي فصل فيها المجلس األعلى سنة ،1969أين قام
جيش التحرير الوطني في جويلية سنة ،1962باالستيالء على قطعة أرض ألحد الخواص مخالفا ب ذلك
قواع د االختص اص م ا دام أن تل ك المس ألة تع د من اإلختص اص المطل ق لل والي ،و لم ا طعن المع ني
باألمر
بدعوى تجاوز السلطة ضد القرار الصادر ضده على أساس مخالفة قواعد االختصاص ،اعتبر القاضي
أن القرار يعد مشروعا ،وذلك نظرا ألن جيش التحرير كان آنذاك هو السلطة الوحيدة الموجودة التخاذ
2
القرار.
-مصلح ممدوح الصرايرة ،القانون اإلداري ،الكتاب األول ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،عمان ،2014 ،ص -318 1
.317
- 2قرار المجلس األعلى لسنة ،1969المشار إليه لدى يامة إبراهيم ،لوائح الضبط اإلداري بين الحفاظ على النظام
العام وضمان الحريات العامة ،أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
تلمسان،2015،ص274
32
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
عالوة على ذل ك يمكن لهيئ ة الض بط أن تتج اوز تط بيق عنص ر الش كل في ممارس ة تص رفاتها القانوني ة
في ظل الظروف االستثنائية كصدور قرار بشكل شفوي رغم أن القانون يتطلب أن يصدر مكتوبا في
ظروف عادية ،ناهي ك على أن س لطات الضبط اإلداري يمكنه ا بتوافر الحالة االستثنائية أن تحيد على
محل تطبيق القانون بتصرفات غير معمول بها في األحوال العادية كفرض رسوم إضافية أو مصادرة
بضائع معينة أو حتى االمتناع عن تطبيق حكم قضائي إذا كان سيؤدي تنفيذه إخالل بالنظام العام.
تبعا لذلك فقد أكدت المحكمة اإلدارية بمصر مبدأ خروج اإلدارة على قواعد المشروعية في الشكل و
اإلج راءات المعم ول به ا في تص رفاتها القانوني ة ،حيث ذهبت على أن ه":لإلدارة أن تتخ ذ من الت دابير
السريعة الحاسمة ما تواجه به الموقف الخطير إذ بقدر الخطر الذي يهدد األمن والطمأنينة ،بقدر ما
تطل ق حريته ا في تق دير م ا يجب اتخ اذه من إج راءات وت دابير لص ون األمن والنظ ام وليس م ا يتطلب
من اإلدارة في مث ل ه ذه الظ روف الخط رة م ا يتطلب منه ا في الظ روف العادي ة من الحيط ة والدق ة
1
والحذر حتى ال يفلت الزمام من يدها .
إال أن حياد سلطات الضبط اإلداري عن عنصر االختصاص أو الشكل و اإلجراءات أو محل القانون
في الحال ة االس تثنائية ال يع ني ب أي ح ال من األح وال إفالت اإلدارة من مراع اة مقتض يات المش روعية،
حيث يس تدعي أن تس تجيب لقي ود وض وابط في ممارس ة تص رفاتها ألح وال االس تثنائية الس يما م ا تعل ق
بض رورة س بب الق رار أو الت دابير الض بطية وه دفها ،ل ذلك ال يكفي إدع اء اإلدارة بت وافر الحال ة
االستثنائية لخرق حقوق وحريات األفراد ،وإ نما يقتضي إثبات وتحقق الظرف الغير مألوف في الحاالت
العادية ،مما يستلزم عليها التدخل العاجل السيما بمراعاة مقومات النظام العام ،و إال فإن إجراءاتها تعد
2
باطلة .
اس تنادا إلى ذل ك اتج ه القض اء اإلداري المص ري إلى أن ه ينبغي أن ال تتج اوز الس لطة التقديري ة لس لطة
الط وارئ الح دود الدس تورية المرس ومة ،و أال تغل و بوج ه خ اص على الحري ات العام ة ب دون م برر
3
قانوني ،و إال شاب تصرفها عيب عدم وانبسطت عليها رقابة القضاء إلغاءا وتعويضا.
- 1حكم المحكمة اإلدارية العليا بمصر ،القضية رقم ،1517المشار إليه لدى ،الديداموني مصطفى أحمد ،اإلجراءات و
األشكال في القرار اإلداري ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1992 ،ص .335
-محمد علي الخاليلة ،القانون اإلداري ،الكتاب األول ،دارا الثقافة للنشر و التوزيع ،الطبعة األولى ،عمان،2015 ، 2
ص .228-229
33
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
من ناحية أخرى حتى ولو توافر المبرر أو السبب القائم للحالة االستثنائية التخاذ اإلجراءات والتدابير
االستثنائية ،فإنه يقتضي أن تكون غايته مشروعة تتجلى في المحافظة على مقومات النظام الع ام و ليس
غاي ة أخرى ح تى وإ ن ارتبطت الغاي ة بالمص لحة العام ة ،باعتب ار أن فكرة المص لحة العام ة هي عب ارة
عن فكرة مرنة للغاية ومبهمة تستطيع السلطات الضبطية اإلدارية استغاللها لالعتداء على الحقوق و
1
الحريات الفردية .
وبالنظر لما تعرضت له حقوق وحريات األفراد من اعتداءات في ظل الظروف االستثنائية ،فقد مارس
القاضي اإلداري الفرنسي دوره بالتحقق من الوجود المادي للوقائع وسالمة تكييفها القانوني ليصل بهذه
2
الرقابة إلى التحقق من درجة خطورة الفعل والتناسب بينه وبين اإلجراء المتخذ .
تبع ا ل ذلك ح اول القض اء اإلداري الفرنس ي ف رض رقابت ه على مختل ف أش كال انح راف اإلدارة في
استعمال السلطة ،سواء تعلق األمر بالبعد عن الهدف المخصص قانونا أو عن تحقيق المصلحة العامة،
السيما إذا تعلق األمر بأغراض سياسية أو شخصية أو نقابية أو مهنية.3
كم ا أق ر القض اء األردني على أن ق رارات وأوام ر ال دفاع و األوام ر العرفي ة العس كرية الص ادرة عن
4
هيئة الضبط تخضع لرقابته ،حيث قضى بعدم مشروعيتها وإ لغائها إذا تجاوزت الغاية المقصود منها .
جدير بالذكر أن الجزائر قد مارست التدابير الضبطية المتخذة في األحوال االستثنائية السيما ما تعلق
في ق رارات الوض ع في المراك ز األمني ة و اإلقام ة الجبري ة وتف تيش األش خاص و األم اكن ليال ونه ارا،
فيتض ح بم وجب م ا تض منه المرس وم التنفي ذي رقم ،75/92الم ؤرخ في فيف ري ،1992ال ذي يح دد
شروط تطبيق بعض أحكام المرسوم الرئاسي ،44/92وفقا للمادة الثالثة التي تضمنت في طياتها على
أن :يتخ ذ ت دبير الوض ع في مرك ز أمن وزي ر الداخلي ة والجماع ات المحلي ة أو الس لطة ال تي يفوض ها،
- 3محكمة القضاء اإلداري بمصر بتاريخ ،1956/03/25قضية رقم ،3127المشار إليها لدى هاني علي الطهراوي،
مرجع سابق ،ص .258
- 1عزا لدين مسعود ،ضوابط الحريات األساسية في النظام السياسي اإلسالمي والديمقراطي الغربي ،مجلة الحقوق
والعلوم السياسية ،تصدر عن جامعة عباس لغرور خنشلة ،الجزائر ،العدد األول فيفري ،2014ص .45
- 2باية سكاكني ،دور القاضي اإلداري في حماية الحقوق والحريات األساسية ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ،تخصص
القانون ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة تيزي وزو ،2011 ،ص .229
3
PIERRE-Laurent Frier, JACQUES Petit, OP.cit, p p 485-486.
- 4عدل عليا سنة ،1976المشار إليه لدى هاني علي الطهراوي ،مرجع سابق ،ص .258
34
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
ويط رأ ه ذا الت دبير بن اء على اقتراح ات مص الح األمن" ،كم ا أش ار المرس وم الرئاس ي رقم ،44/92
المتض من حال ة الط وارئ وفق ا للم ادة الرابع ة من ه على أن وزي ر الداخلي ة يمكن ه أن ي أمر بوض ع أي
1
شخص راشد يتضح أن نشاطه يشكل خطورة على النظام العام و األمن العموميين في مركز األمن .
"بالت الي يتض ح جلي ا مم ا س بق ذك ره أن س لطات الض بط اإلداري المختص ة بالمحافظ ة على األمن
العم ومي تح وز ص الحيات واس عة ،حيث يمكنه ا أن تص در ق رار بوض ع أي ف رد في مرك ز أمن بن اء
على ما
اتضح لها من أن نشاط الفرد يتسم بالخطورة ومن شانه أن يمس أو يهدد النظام العام ،ولذلك نجد أن
دور القاض ي اإلداري في الرقاب ة على أعم ال س لطات الض بط اإلداري يتقلص ،باعتب ار أن المش رع لم
يحدد بجالء الوقائع التي تشكل خطورة ومساس باألمن العمومي ،وهو ما من شانه أن يعقد األمر في
إثبات
القاضي اإلداري على تجاوز سلطة الضبط اإلداري لمقتضيات المشروعية.
تطبيقا لذلك اتجهت الغرفة اإلدارية بالجزائر في إحدى اجتهاداتها النادرة المتعلقة بقضية وردان عبد
اهلل ضد الوزير األول ،والتي تتلخص وقائعها المشروعة في مايلي:
بت اريخ ،1992/04/07أص در ال وزير األول مرس ومين تنفي ذيين األول رقم ،142/92المتض من ح ل
مجالس شعبية بلدية ،والثاني رقم ،143/92يتضمن توقيف منتخبي المجالس الشعبية البلدية التي حلت
بم وجب مرس وم رقم ،142/92حيث رف ع الس يد وردان دع وى إلغ اء ض د المرس ومين ،142/92و
،143/92وق د أق ر اجته اد الغرف ة اإلداري ة في الموض وع إلى أن ه وفي القض ية الحالي ة ،ف إن األح داث
التي أدت بالسلطة العمومية إلى فرض حالة الطوارئ ،تشكل ظروفا استثنائية خطيرة مما يبرر القيام
به ذا اإلج راء نظ را ألن الس لطات العمومي ة ملزم ة بالحف اظ على اس تمرارية الدول ة وعلى حس ن س ير
المراف ق العمومي ة 2 ،حيث يتض ح جلي ا أن تق دير م دى مالئم ة اإلج راءات المتخ ذة م ع خط ورة ه ذه
األحداث ،ال يمكن أن يتم بشكل صحيح من طرف القاضي اإلداري ،الذي ال يمكن أن يعاين إال وجود
- 1بوقريط عمر ،الرقابة القضائية على تدابير الضبط اإلداري ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،تخصص القانون العام،
كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة قسنطينة ،2007/2006 ،ص.110
-ق رار الغرف ة اإلداري ة ب الجزائر،رقم ،98مل ف رقم ،110779ص ادر بت اريخ ،1992/04/07المش ار إلي ه ل دى 2
سنوساوي سمية ،االجتهاد القضائي اإلداري ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم ،تخصص قانون ،كلية الحقوق،
جامع الجزائر ،1، 2019ص 248وما بعدها
35
الفصل األول :ماهية الضبط اإلداري الصحي و سلطاته
هذه الظروف االستثنائية وال يستطيع لالعتبارات األمن العام مراقبة األسباب التي استوجبت مثل هذه
اإلج راءات .تأسيس ا لم ا س بق ذك ره يتض ح ب أن دور القاض ي اإلداري الجزائ ري يقتص ر على معاين ة
الحالة االستثنائية التي تبرر عمل اإلدارة العمومية ،بالتالي تفتقر رقابته على مراعاة مالئمة التدابير و
اإلجراءات المخصصة لها في ظل األحوال االستثنائية ،بخالف ما اتجه إليه القضاء اإلداري المقارن
السيما الفرنسي و المصري في تجسيد الرقابة على مشروعية التدابير الضبطية اإلدارية في األحوال
االستثنائية ،مما يبين بجالء محدودية الرقابة القضائية اإلدارية بالجزائر في ظل الظروف االستثنائية.
خالصة الفصل األول:
نستخلص مما سبق دراسته في هذا الفصل أن الضبط اإلداري برغم من التعاريف الكثيرة والمتنوعة
نخلص من مجموع التعاريف أن مفهومه واحد وهو مجموعة ضوابط وقيود تفرضها السلطة العامة
على نش اط األف راد من اج ل الحف اظ على النظ ام الع ام ،ويتم يز بمجموع ة من الخص ائص كالص فة
االنفرادية والوقائية وصفة التعبير عن سيادة القانون وميزه المشرع عن غيره من الصور الضبط أما
أغراضه فلم تعد تقتصر على حفظ النظام العام الشامل المتمثل في األمن العام والصحة العامة والسكينة
العامة بل تطور نشاطه فأصبح يهدف إلى حماية النظام الجمالي للمدينة وحماية اآلداب العامة وحتى
يشمل النظام السياسي واالقتصادي للدولة.
36
الفصل الثاني : وسائل وتدابير
الضبط اإلداري الصحي في ظل
الكوفيد 19
الفصل الثاني :وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد 19
39
الفصل الثاني :وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد 19
-محمدي خيرة"،اإلعالم الصحي و إدارة أزمة كورونا كوفيد 19في ظل انتشار األخبار الزائفة عبر مواقع الميديا 1
االجتماعية مجلة التمكين االجتماعي ،جامعة الجزائر 3العدد ،3المجلد 2في ،2020/09/30ص37
-فاطمة الزهرة بوداود ،أسماء زاوي"،تحديات األمن االقتصادي الجزائري إثر جائحة كورونا » ،مجلة وحدة البحث 2
في تنمية الموارد البشرية جامعة عمار ثليجي األغواط ،العدد األول الخاص ،الجزء 1المجلد 12،سنة
،2020/12/07ص83
-عطاب يونس"،تدابير الوقاية لحماية الصحة العمومية من وباء كوفيد،19مجلة العلوم القانونية واالجتماعية ،جامعة 3
40
الفصل الثاني :وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد 19
أطلق عليه في البداية تسمية فيروس كورونا المستجد ثم تغيرت التسمية إلى كوفيد 19و هي التسمية
ال تي اعتم دتها رس ميا منظم ة الص حة العالمي ة بت اريخ 11فيف ري 2020وه و اس م انجل يزي مش تق من
ح رفي Coوهم ا أول ح رفي لكلم ة كورون ا وح رفي viوهم ا أول ح رفين من كلمة virusو dه و أول
و ه و م رض ن اجم عن اإلص ابة بف يروس كورون ا ح رف من كلم ة م رض باإلنجليزي ة disease
1
الجديد.
وحسب منظمة الصحة العالمية فان فيروس كورونا هو الذي يسببه مرض كوفيد 19ينحدر من ساللة
فيروسات تسمى كورونا أو الفيروسات التاجية والمضادات الحيوية ال تأثير لها على الفيروسات غير
ان بعض األشخاص الذين يصابون بكوفيد 19قد تحصل لديهم مضاعفات فيصابون بالتهاب رئوي
2
وهنا يلزم عليهم اخذ مضادات حيوية.
المطلب الثاني :أسباب انتشار فيروس كورونا المستجد.
توجد العديد من األسباب التي زادت من حدة انتشار الوباء نذكر منها ما يلي:
انتشار الوباء عبر األشخاص الذين يكونون على اتصال وثيق في حدود ست أقدام مع شخص مصاب
3
عندما يعطس أو يسعل ذلك الشخص.
يمكن أحيانا أن ينتشر فيروس كوفيد 19عند التعرض لمقطرات الصغيرة أو الضبائب التي تبقى عالقة
في الهواء لع دة دقائق أو س اعات وس مي االنتق ال ب الهواء ومن غ ير المع روف ح تى اآلن مدى ش يوع
4
انتشار الفيروس بهذه الطريقة .
ينتشر عبر األشخاص الذين لديهم صلة بالسفر أو بحالة إصابة إيجابية أخرى.
يعتق د المس ئولون أن األش خاص ال ذين يع انون من أع راض الس عال والع اطس هم أك ثر احتم ال من
إصابتيهم بالفيروس ونقله إلى اآلخرين.
-منصر نصر الدين"،التصدي للوباء العالمي كورونا من خالل وسائل الضبط اإلداري العام في الجزائر" ،حوليات 1
جامعة الجزائر ،1جامعة العربي التبسي تبسه الجزائر ،المجمد 34عدد خاص :القانون وجائحة كوفيد19في جويلية
،2020ص36
-سهايلية سماح ،اإلجراءات الوقائية للتصدي لفيروس كورونا في الجزائر" ،مجلة الرسالة للدراسات والبحوث 2
اإلنسانية ،كلية العلوم السياسية والعالقات الدولية ،جامعة الجزائر ،3الجزائر العدد، 3المجلد ،5في ،2020/10/10
ص27
-جقبوب عبد الحليم ،بوعالقة نورة ،طارق هجرسي"،أثر وباء كورونا على حركية المجتمع الجزائري" مجلة 3
41
الفصل الثاني :وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد 19
المطلب الثالث :التكييف القانوني لجائحة كورونا بين القوة القاهرة والظرف الطارئ
بانتشار الوباء في مختلف دول العالم ثار جدال حول تكييف هذا الوباء من الناحية القانونية.
س نقوم في ه ذا المطلب بتك ييف ف يروس كورون ا –كوفيد -19من الناحي ة القانوني ة أيعت بر ق وة ق اهرة أم
ظرف طارئ ولذلك نبني هذا المطلب على ثالث فروع كفرع أول القوة القاهرة وكفرع ثاني الظرف
الطارئ وكفرع ثالث التكييف القانوني للجائحة.
الفرع األول :القوة القاهرة.
عرف عميد الفقهاء القانون العرب "عبد الرزاق السنيوري" القوة القاهرة بأنها أمر غير متوقع الحص ول
وغير ممكن الدفع يجعل تنفيذ اإللتزام مستحيل دون أن يكون هناك خطا في جانب المدين.
وعرفها الفقيه الفرنسي devour mandilبأنها كل واقعة تنشا باستقالل عن إرادة المدين وال يكون
باس تطاعة الم دين توقعه ا أو ح دوثها وي ترتب عليه ا أن يس تحيل علي ه مطل ق الوف اء بالتزام ه 1المش رع
الجزائ ري على غ رار الكث ير من المش رعين لم يع رف الق وة الق اهرة و إنم ا أش ار إليه ا كس بب أجن بي
معفى من المسؤولية في المادة 127من القانون المدني "إذا اثبت الشخص أن الضرر قد تنشا عن سبب
ال يد له فيه كحادث مفاجئ أو قوة قاهرة أو خطا صدر من المضرور أو خطا من الغير كان غير
2
ملزم بتعويض هذا الضرر ما لم يوجد نص قانوني يخالف ذلك.
لكنه عرفها في المادة 5فقرة 19من القانون 05/07المتعمق بالمحروقات حيث تنص "القوة القاهرة ك ل
حدث مثبت غير متوقع ال يمكن مقاومته وخارج عن إرادة الطرف الذي يثيره والذي يجعل تنفيذ هذا
3
األخير ألحد التزاماته التعاقدية أو العديد منها آنيا أو نهائيا غير ممكن".
وعرفتها محكمة النقض الفرنسية على أنها حادثة مستقلة عن اإلرادة اإلنسانية ال تستطيع هذه اإلرادة
توقعه ا أو دفعه ا ،وعرفته ا المحكم ة العلي ا الجزائري ة في قراره ا الص ادر بت اريخ 1990/06/11انه ا
"كارثة طبيعية غير متوقعة و ال يمكن التصدي لها وتفلت من مراقبة اإلنسان .
-أوليدي موسى ،قادري عبد الرزاق ،اثر القوة القاهرة في العقود الدولية ،مذكرة ماستر تخصص قانون الشركات، 1
جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم الحقوق ،2018/2017 ،ص10
-بوغرارة الصالح"،انتشار فيروس كورونا سبب أجنبي لدفع المسؤولية بين تطبيق نظريتي القوة القاهرة والظروف 2
الطارئة" ،حوليات جامعة الجزائر 1جامعة تيارت ،كلية الحقوق والعلوم السياسية الحقوق ،الجزائر عدد خاص :القانون
و جائحة كوفيد ،19المجلد ، 34سنة ،2020ص317
-أوليدي موسى ،المرجع السابق ،ص9 3
42
الفصل الثاني :وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد 19
-محفوظ عبد القادر ،إثر تغير الظروف على تنفيذ العقد اإلداري ،أطروحة دكتوراه ،جامعة آبي بكر بلقايد تلمسان 1
الجزائر ،كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم القانون العام ،2019/2018 ،ص82
-محفوظ عبد القادر ،المرجع نفسه ،ص83 2
-هبة محمد محمود الديب ،إثر الظروف الطارئة على العقود المدنية دراسة تحليلية في مشروع القانون المدني 3
الفلسطيني ،مذكرة ماجستير في القانون الخاص ،جامعة األزهر غزة ،كلية الحقوق ،2012،ص37
-بالقاسم زهرة ،اثر نظرية الظروف الطارئة على العقود ،مذكرة ماستر جامعة أكلي محند اولحاج -البويرة ،كلية 4
43
الفصل الثاني :وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد 19
يعد عدم التوقع شرطا جوهريا لتطبيق نظرية الظروف الطارئة حيث ال بد أن كل عقد يحمل في طياته
بعض المخ اطر والمتعاق د يجب أن يك ون ح ذر لتل ك المخ اطر ويزنه ا حين يق دم على إب رام العق د ،وان
ك ان تقص يرا من ه علي ه تحم ل النت ائج المترتب ة عن التقص ير في حين ي ؤمن المتعاق د ه ذا الظ رف ال ذي
1
يفوق كل تقدير يمكن أن يتوقعه المتعاقدان.
أن يجعل االلتزام مرهقا:
تحقق هذا الشرط هو الذي يضع هذه النظرية موضع التنفيذ وينقلها من الميدان النظري إلى الميدان
التطبيقي ،الظروف الطارئة مهما بلغت درجة خطورتها وعدم توقعها ال يكون لها أي تأثير على العقد
إال إذا ت رتب عن ح دوثها إره اق تنفي ذ االلتزام ات الناش ئة عن العق د ،القاض ي دائم ا يبحث عن تحقي ق
2
شرط اإلرهاق لتطبيق نظرية الظروف الطارئة ثم يبحث عن الشروط األخرى.
الفرع الثالث :التكييف القانوني لجائحة كورونا الكوفيد -19-المستجد
تش ترك الق وة الق اهرة والح ادث الط ارئ في أن ك ل منهم ا ال يمكن توقع ه وال يس تطاع دفع ه وفق ا م ا
عرض ناه س ابقا وه ذان الش رطان يجب توافرهم ا س واء كن ا بص دد ق وة ق اهرة أو ظ رف ط ارئ ولمن
الفرق بينهما هو األثر المترتب على الحادث ،فلو ترتب على الوباء انه جعل تنفيذ المدين اللتزامه
مس تحيال كن ا بص دد الق وة الق اهرة ،آم ا إذا ك ان م ا ي ترتب عن الوب اء أن أص بح تنفي ذ الم دين اللتزام ه
مرهقا ال مستحيال بمعنى يلحق به خسارة فادحة كنا بصدد حادث طارئ ،بمعنى ذلك ال يمكن اعتبار
3
جميع األوبئة قوة قاهرة أو حادث طارئ بل يجب النظر لكل حالة على حدة.
ولتحديد طبيعة جائحة كورونا نعرض موقف كل من القضاء والفقه.
أ -/القضاء:
اعت بر القض اء في بعض ال دول جائح ة كورون ا من قبي ل الق وة الق اهرة ففي فرنس ا بت اريخ
2020/03/10ص در الق رار رقم 80لس نة 2020عن محكم ة اإلس تئناف كولم ار الفرنس ية ،الغرف ة
-عبد الرحمن الرضوان ،خالد الهندهاني"،إثر فيروس كورونا في عقد العمل في القطاع األهلي" ،مجلة الحقوق 3
44
الفصل الثاني :وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد 19
السادس ة حيث اعت برت المحكم ة أن ف يروس كورون ا المنتش ر عالمي ا يتص ف فعلي ا ب القوة الق اهرة وان
1
األوضاع التي نشهدها بسببه هي استثنائية وال يمكن مقاومتها.
-محمد عبد الجليل المر"،إثر جائحة كورونا على الحريات العامة دراسة تحليلية مقارنة في مصر والكويت" ،مجلة 1
الحقوق إصدار خاص لجائحة فيروس كورونا ،جامعة الكويت ،جزء ،2الجزائر ،يناير ،2021ص402
-محمد عبد الجليل المر ،المرجع نفسه ،ص403 2
45
الفصل الثاني :وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد 19
-فریحة حوة ،توزیع االختصاص في مجال الضبط اإلداري على المستوى المحلي في الجزائر ،مذكرة لنیل شهادة 1
، ،2017ص148
-قانون رقم ، 11-10المتعلق بالبلدیة ،السالف الذكر 3
46
الفصل الثاني :وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد 19
بكل القضایا المتعلقة باألمن العام والنظام العمومي على مستوى الوالیة .تحديد كیفیة تطبیق هذه المادة
1
عن طریق التنظیم بينما يمكن تدخل لقوات الجيش في الحاالت االستثنائية الخاصة .
-حيث تملك في ذلك وسائل مادية وبشرية تتمثل في موظفين عموميين وخاصين مثل مفتشي البيئة ،التجارة وقمع 2
الغش ،الغابات ،شرطة البلدية ،الشرطة والدرك وغيرهم كل هؤالء أعوان مكلفون بتنفيذ قرارات الضبط اإلداري وقبل
ذلك بمهام الرقابة والتفتيش والتحقق من وجود المخالفات ،وكل فئة من هؤالء األعوان يحكمها نص خاص وتقوم
بأعمال مادية روتينية .
مثال :أعمال التنظيف ،اإلنارة ،نزع الجليد ،إزاحة شجرة واقعة على الطريق ،توقيف شخص في حالة سكر ،ترميم
بناء…الخ
-األصل أن اإلدارة ال يمكنها إعمال التنفيذ الجبري إال بعد الحصول على إذن من القضاء ،أما االستثناء فيتضمن 3
منحها سلطة استخدام القوة الجبرية للمحافظة على النظام العام ووقف اإلخالل ،هاني علي الطهراوي ،ص264
-عدنان عمرو ،مبادئ القانون اإلداري ،نشاط اإلدارة ووسائلها ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،2004 ،ص31-28 4
47
الفصل الثاني :وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد 19
-1وج ود خطر جسيم يه دد النظ ام الع ام بعناص ره المعروف ة يقتض ي الت دخل الس ريع من اإلدارة لمن ع ه ذا
التهديد ودفع الخطر.
-2إن يتعذر دفع هذا الخطر بالطرق القانونية العادية ،بحيث يكون هو الوسيلة القانونية الوحيدة لدفعه.
-3أن يكون هدف السلطة اإلدارية من هذا اإلجراء تحقيق الصالح العام من خالل المحافظة على النظام
العام.
-4أن يك ون ه ذا اإلج راء بالق در الض روري ل دفع الخط ر وال يزي د عن ذل ك ش يئا ،على أس اس قاع دة أن
الضرورة تقدر بقدرها ،بمعنى ال يجب أن نضحي بمصلحة األفراد في سبيل الصالح العام إال بمقدار
ما تقتضيه الضرورة ،ثم يجب أن يقوم باإلجراء الموظف المختص بأعمال وظيفته
يجب أن نش ير إلى أن اإلدارة عن دما تلج أ له ذا األس لوب فهي تتحم ل مس ؤوليتها عن ذل ك ،ل ذلك يتعين
عليها أن تتحرى الدقة في اتخاذ مثل هذه اإلجراءات خصوصا من حيث توافر الشروط اإللزامية ،ف إذا
أخط أت نتج عن ذل ك إث ارة مس ؤوليتها ب التعويض عن األض رار ال تي لحقت المعن يين ووق ف اإلج راء
طلب استعجالي إذا كان إتمامه يؤدي إلى نتائج ال يمكن تداركها.
48
الفصل الثاني :وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد 19
األصلية لضبط و تقييد الحريات و اللوائح الضبط اإلداري مثل القانون عند تقييدها للنشاط الفردي في
1
المجاالت المختلفة تتخذ عدة أشكال وصور هي :
-محمد رفعت عبد الوهاب ،النظرية العامة للقانون اإلداري ،د.ط ،دار الجامعة الجديد للنشر ،اإلسكندرية ،سنة 1
،2012ص213
-عبد الرؤوف هاشم بسيوني ،نظرية الضبط اإلداري في النظم الوضعية المعاصرة و الشريعة اإلسالمية ،ط ،1دار 2
49
الفصل الثاني :وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد 19
ه ذه الص ورة كم ا ت رى تمث ل أول األس اليب الوقائي ة إعاق ة للحري ات العام ة ،وتوج د ايض ا ص ورة
لإلخطار وهي صورة اإلخطار المصحوب بحق اإلدارة في االعتراض عليه في ميعاد معين ،وفي هذه
الص ورة يمكن ممارس ة النش اط بع د اإلخط ار عن ه مباش رة بحيث ال تمن ع ه ذه الممارس ة إال عن د
االع تراض عنه ا علي ه في المس عاد ومن هن ا الج دير بال ذكر أن نظ ام اإلخط ار يعت بر من أف ق القي ود
1
الوقائية التي يمكن فرضها على ممارسة النشاط الفردي وأكثرها توفيقا بين الحرية و السلطة.
-عبد الغني سيوني عبد اهلل ،القانون اإلداري المجلد األول ،الجامعة للطباعة و النشر ،بيروت ،1998 ،ص 203 2
-سامي جمال الدين ،أصول القانون اإلداري ،د.ط ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،مصر ،2009 ،ص509. 3
50
الفصل الثاني :وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد 19
عملها على إصدار لوائح الضبط فحسب بل تتولى تطبيق هذه اللوائح على الحاالت الخاصة عن طريق
1
القرارات اإلدارية الفردية.
ولكن ه ذه الق رارات تبقى مح ل ج دل ق انوني ح ول م ا ك ان يج وز لس لطات الض بط اإلداري إص دار
القرار لفردي ال يعتبر تنفيذا القانون أو نظام الئحة سابقة فذهب بعض الفقهاء إلى عدم جواز ذلك بينما
ذهب فريق أخر إلى أن األصل هو استناد القرار الفردي على قاعدة تشريعية قانونية أو الئحة النظام ،
وم ع ذل ك فليس ثم ة ما يمن ع س لطات الض بط اإلداري من اص دار ق رارات إداري ة و أوامر فردي ة دون
االس تناد إلى قاع دة قانوني ة ،ولكن بش روط معين ة ق د يك ون ه ذا الق رار ه و وس ياة الوحي دة لمواجه ة
الظ رف إس تثنائي معين ،ون رى أن ه في ح ال وج ود قاع دة تنظيمي ة عام ة مج ردة س واء ك انت قانون ا أو
نظام ا تحكم نش اط معين ،فإن ه يتعين على جه ة اإلدارة االل تزام بإص دار قراراته ا في ح دود الق انون أو
نظ ام ،واإل ك انت ه ذه الق رارات غ ير مش روعة وتس تند في ذل ك إلى مب دأ ت درج القواع د القانوني ة ال ذي
يوجب أن تصد القاعدة الدنيا في حدود القاعدة العليا و بالتالي عدم الجواز مخالفة القرار الصادر عن
سلطة اإلدارية لقوانين و األنظمة ،أما لم يكن هناك قاعدة تنظيمية عامة تنظيم نشاط معينا ،فإن قيام
الس لطة اإلداري ة بإصدار ق رارات الفردي ة من ج ل تنظيم ه ذا النش اط دون س ند تشريعي يعت بر خروج ا
2
عن مبدأ المشروعية ،وبالتالي يمكن الطعن في القرار للمطالبة بإلغائها .
-مصطفى أوزيد الفهمي ،القانون اإلداري ،تنظيم اإلدارة العامة ،د.ط ،الدار الجامعة ،بيروت ،سنة ،1990ص202 1
51
الفصل الثاني :وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد 19
المخ الفين لقراراتها اإلداري ة بغي ة تنظيم نش اط األف راد و ردع المخ الفين ألج ل تحقيق المص لحة العام ة
من أمن عام وصحة عامة و سكينة عامة ......إلخ
كما أن الجزاء اإلداري ال يمكنه أن يكتسي هذه الصفة إال إذا كان ضمن اختصاص الجهة اإلدارية وما
1
تتمتع به من امتيازات السلطة العامة من عدمه
فالتميز الجزاء اإلداري بالنزعة الردعية حتى يضمن تطبيقه التزام األفراد باحترام القانون ،و إال ما
الفائ دة من توقي ع الج زاء إذا لم يتمت ع بخاص ية ال ردع وه و م ا يس تلزم خض وع الج زاء اإلداري ل ذات
المبادئ العقابية التي يخضع لها الجزاء الجنائي عموما سواء ما تعلق بشرعيتها الموضوعية ،أو كان
2
، القصد منه ضمان مشروعيته اإلجرائية مثل مبدأ الشرعية وشخصية الجزاء و التناسب و غيرها
كما يتصف الجزاء اإلداري بالعمومية أي أنه ال يقتصر على فئة معينة من المواطنين و إنما
تمتد سلطة اإلدارة بتوقيعه على جميع األفراد الذين يخالفون النص القانوني والمخاطبين به.
-سورية ديش ،الجزاءات اإلدارية في قانون العقوبات اإلداري ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم 1
تخصص:التجريم في الصفقات العمومية فرع القانون العام ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة جاللي ليابس ،سيدي
بلعباس ،2019-2018ص 48
-نسيغة فيصل ،الرقابة على الجزاءات اإلدارية العامة في النظام القانوني الجزائري ،ص51 2
52
الفصل الثاني :وسائل الضبط اإلداري الصحي في ظل الكوفيد 19
53
خاتمة
خاتمة
خاتمة :
من خالل معالجتنا لهذا الموضوع توصلنا إلى إن وظيفة الضبط اإلداري ضرورية لضمان ممارسة
الحري ات في ج و خ ال من ص راع أو تض ارب ،فتعم ل هيئ ات الض بط اإلداري على وض ع قي ود على
ممارسة الحريات العامة من أجل الحفاظ على النظام العام بمختلف عناصره ،وسلطتها في ذلك ليست
مطلق ة ب ل هي مقي دة ومح ددة بع دة ض وابط قانوني ة ،و إن ه ذا االرتب اط بين الحري ة وأعم ال الض بط
اإلداري ليس نتيج ة ص راع بينهم ا ،وإ نم ا ه و ثم رة لعالق ة تكاملي ة وتوافقي ة و تس انديه ،وذل ك إليج اد
اإلطار الذي تمارس داخله هاته الحريات العامة ،مع اإلبقاء على بعض الضمانات والضوابط القانونية
لضمان عدم تعسف هيئات الضبط اإلداري في سلطاتها ،ومما الشك فيه أن وضع الحقوق والحريات
العام ة في دول ة ال يق اس بالمب ادئ األساس ية ،والقواع د ال تي نص عليه ا الق انون ،بقدر م ا يق اس ،بم دى
فعالية الحماية التي تريدها الدولة وتقدما فعال لها ،لذلك كان وال يزال القضاء بغض النظر عن موقعه
ألزم اني أو المك اني ،عب ارة عن م يزان يحم ل في الكف ة اليم نى الحري ة وفي الكف ة يس رى للنظ ام ،ف إذا
تغلب حمل ثقل الحرية على حمل ثقل النظام العام أو حدث العكس ،اختل الميزان ،وظل المجتمع في
الحال ة األولى فوض ويا ،وفي الحال ة الثاني ة مس تبدا ،فيجب تس وية الم يزان بجع ل كفتي ه متس اويتين في
الثقل والوزن ،وذلك بوضع مقدار ثقل الحرية مساويا لمقدار ثقل النظام ،والمفهومان يتأثران عكسيا
بالزي ادة أو النقص ان حس ب الظ روف ال تي ق د تط رأ على مس ار الدول ة ،وأيض ا من خالل دراس تنا
ألساليب الضبط اإلداري للوقاية من فيروس كورونا كوفيد 19
،نج د أن هذه األس اليب كموض وع أس الت الكث ير من الحبر مؤخرا ،لدى المختص ين ك ل حس ب مج ال
دراسته حيث تركت
ه ذه الجائح ة تس اؤالت كث يرة ل دى الع ام والخ اص ،كم ا ول د ه ذا الوب اء الكث ير من ال رع ب في نف وس
األس ر وأض حى يه دد أمن وص حة وس كينة األف راد في الجزائ ر وفي الع الم أجم ع ،و بم ا أن الق انون
يهدف إلى تنظيم النشاط والروابط والعالقات بين األفراد فقد سعت
سلطات الضبط اإلداري في الجزائر بما تملكه من و سائل قانونية و مادية مشروعة بصفتها المختصة
بإصدار وتطبيق التنظيمات واللوائح للحفاظ على النظام العام من خالل حفظ الصحة العامة من التهديد
ال ذي يس ببه وب اء كورون ا كوفي د ، -19-مم ا يس توجب تض افر الجه ود لمجابهته ا والتقلي ل من ح دتها
للوصول إلى التخلص منها.
55
خاتمة
فالضبط اإلداري ولو كان يمثل الوجه السلبي لنشاط السلطة اإلدارية إال انه يبقى الوسيلة المشروعة
لإلدارة العامة ،التي تهدف من خاللها إلى الحفاظ على النظام العام ولها أن تسخر القوة العمومية ألجل
بلوغ هذا الهدف لما تتمتع به من صالحيات واسعة في هذا الظرف االستثنائي .
كما أن الضبط اإلداري قد يصدر في شكل لوائح وقرارات ومراسيم تنفيذية السيما المرسومين -20
70و 69-20
التي تحتوي على أساليب قانونية تمثلت في القرارات الفردية والتنظيمية
أو في صورته المادية المقترنة بالتنفيذ ،كالتنفيذ الجبري والجزاءات اإلدارية والجزائية وهما األسلوبين
الل ذان لج أت إليهم ا الس لطة التنفيذي ة ممثل ة في هيئاته ا المركزي ة والمحلي ة ألج ل مكافح ة وب اء كورون ا
كوفيد . 19
وقد وصلنا من خالل هذا البحث إلى جملة من النتائج األولية و االقتراحات التي تسلط الضوء على
الض بط اإلداري كنشاط أص يل لإلدارة العام ة ،والتي نأمل من خاله ا المساهمة ولو بشكل غير مباشر
في معالجتها من خالل زرع الوعي والحيطة لدى فئات المجتمع ،وذلك كدور وقائي لتفادي الخسائر
البشرية عمال بالمثل القائل "الوقاية خير من العالج" " .وقد تمثلت هذه النتائج األولية في أن :
• جائحة كورونا أثبتت أن القانون اإلداري قانون مرن و متطور غير و قابل للتقنين والتعامل فيه عن
طريق التنظيمات يعتبر أسهل وسيلة لعالج المسائل المستعجلة.
• م ع انتش ار وب اء كورون ا كوفي د 19ك ان لس لطات الض بط اإلداري ص الحيات واس عة في الت دخل
لمواجهة هذا الوباء و ذلك بتدابير نص عليها المرسوم التنفيذي . 20/69
• نص المرسوم التنفيذي 70/20على مجموعة تدابير للحد من انتشار وباء كورونا و مكافحته كالحجر
المنزلي و التباعد االجتماعي و تقيد حريات .
• إنشاء هيئة على مستوى المحلي مكلفة بالتنسيق النشاط القطاعي لوقاية من وباء كورونا و مكافحت ه و
ما يالحظ على هذه الهيئة أنها لم تضم أي شخص من قطاع الصحي أو خبراء في مجال الصحة و إنما
كان تشكيلها يقتصر على جانب األمني فقط.
• لم تصنف الجزائر جائح ة كورون ا من الح االت االس تثنائية أو حال ة طوارئ ب رغم من إعالن منظم ة
الصحة العالمية حالة الطوارئ دولية و أنما اكتفت بوضع العديد من التدابير و الوسائل للحد من انتشار
فيروس كورونا و مكافحته .
56
خاتمة
• تقيي د حري ات الفردي ة المكفول ة دس توريا وذل ك ل دواعي ص حية كحري ة التنق ل و أوردت عليه ا بعض
االستثناءات ،كما فرضت وجود ترخيص لتنقل األشخاص .
• المن ع الكلي لحري ة التجم ع من أج ل تف ادي الع دوى و انتش ار الف يروس و ذل ك بف رض التباعد األمني
بين األفراد بمسافة متر و نصف بين كل شخص و منع التظاهرات و األعراس و الحفالت ...
• وج وب ارت داء الكمام ة على ك ل األش خاص دون اس تثناء داخ ل المؤسس ات او في الش ارع أو ح تى
داخل السيارات مع فرض عقوبة على من يخالف هذا التدبير .
• أثبتت مختلف تج ارب التعام ل م ع األوبئ ة أن حص ر الم رض في مك ان مح دود يس مح بحصر الوب اء
ويمنع انتشاره .
بناء على ما سبق استنتاجه يمكننا تقديم االقتراحات التالية :
• ضرورة تناسب التدابير الوقائية المتخذة من طرف الحكومة مع التطور الذي تعرفه الوضعية الوبائية
الخاصة بكل والية .
• إن القي ود ال تي تف رض على بعض الحق وق نتيج ة التهدي دات الخط يرة للص حة العام ة ،يمكن تبريره ا
عندما تكون ضرورية للغاية ،حيث يشترط أن يكون لها أساس قانوني وأدلة علمية ،وأال يكون تطبيقها
تعسفيا وال تمييزيا .
• يرجى أن يتم تنفيذ التدابير الوقائية على المستوى المحلي في إطار االحترام الكامل لحقوق المواطنين
وحرياتهم األساسية .
• ال دعوة إلى االهتم ام أك ثر بقط اع الص حة ،وزي ادة كفاءت ه بم ا يخ دم حاج ة المواط نين وي واكب التق دم
العلمي
• ينبغي لسلطات أن تحترم بالكامل الحق في حرية التعبير والحق في الوصول إلى المعلومات.
و في األخير يتوجب على الجميع التعاون مع الجهات ذات الصلة إلنجاح اإلجراءات التي تم اتخاذها
للحف اظ على الس المة العام ة لل وطن ،ب االلتزام بالض وابط القانوني ة المنص وص عليه ا طبق ا للدس تور
الدولة .
57
خاتمة
58
قائمة المصادر والمراجع
قائمة المصادر و المراجع
60
قائمة المصادر و المراجع
-15عبد الرؤوف هاشم بسيوني ،نظرية الضبط اإلداري في النظم الوضعية المعاصرة و الشريعة اإلسالمية
،ط ،1دار الفكر العربي اإلسكندرية2007 ،
-16عبد الغني سيوني عبد اهلل ،القانون اإلداري المجلد األول ،الجامعة للطباعة و النشر ،بيروت1998 ،
-17عدنان عمرو ،مبادئ القانون اإلداري ،نشاط اإلدارة ووسائلها ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية2004 ،
-18عزا لدين مسعود ،ضوابط الحريات األساسية في النظام السياسي اإلسالمي والديمقراطي الغربي ،مجلة
الحقوق والعلوم السياسية ،تصدر عن جامعة عباس لغرور خنشلة ،الجزائر ،العدد األول فيفري
2014
-19عطاب يونس"،تدابير الوقاية لحماية الصحة العمومية من وباء كوفيد،19مجلة العلوم القانونية
واالجتماعية ،جامعة زيان عاشور بالجلفة الجزائر ،العدد الثاني ،المجلد ،05سنة 2020/06/01
-20عمار أبو ضياف ،الوجيز في القانون اإلداري ،جسور للنشر و التوزيع ،ط ، 3الجزائر،2015،
-21عمر شنتير رضا ،النظام القانوني للصحة العمومية ،أطروحة دكتورا في الحقوق قسم القانون العام ،
كلية الحقوق ببن
-22غربي أحسن'' ،دور تدابیر الضبط اإلداري في الحد من انتشار وباء فیروس كورونا كوفید ، 19
جامعة 20أوت 1955سكيكدة الجزائر ،حوليات جامعة الجزائر ،1عدد خاص جائحة كوفيد ،
المجلد ، 34سنة 2020
-23فاطمة الزهرة بوداود ،أسماء زاوي"،تحديات األمن االقتصادي الجزائري إثر جائحة كورونا » ،مجلة
وحدة البحث في تنمية الموارد البشرية جامعة عمار ثليجي األغواط ،العدد األول الخاص ،الجزء1
المجلد 12،سنة 2020/12/07
-24فيصل نسيغة ورياض دنش ،النظام العام ،مجلة المنتدى القانوني ،قسم الكفاءة الوطنية للمحاماة ،جامعة
محمد خيضر بسكرة ،العدد الخامس
-25كمال جعالب ،اإلدارة المحلیة وتطبیقاتها )الجزائر-بریطانیا-فرنسا دار هومة للطباعة والنشر
والتوزیع ،الجزائر،2017 ،
-26لدغش سلیمة ،لدغش رحیمة'' ،الضبط اإلداري في ظل تفشي وباء كورونا كوفید 19في الجزائر ،
مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية ،المجلد ،19العدد 04كلیة الحقوق والعلوم السیاسیة،
جامعه تمنراست 2020
-27محفوظ عبد القادر ،إثر تغير الظروف على تنفيذ العقد اإلداري ،أطروحة دكتوراه ،جامعة آبي بكر
بلقايد تلمسان الجزائر ،كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم القانون العام.2019/2018 ،
-28محمد الصغير بعلي ،القانون اإلداري ،دار العلوم للنشر و التوزيع ،عنابه،2004 ،
-29محمد الصغير بعلي ،القانون اإلداري ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،د ،ط ،عنابه،2013 ،
61
قائمة المصادر و المراجع
-30محمد رفعت عبد الوهاب ،النظرية العامة للقانون اإلداري ،د.ط ،دار الجامعة الجديد للنشر،
اإلسكندرية ،سنة ،2012
-31محمد عبد الجليل المر"،إثر جائحة كورونا على الحريات العامة دراسة تحليلية مقارنة في مصر
والكويت" ،مجلة الحقوق إصدار خاص لجائحة فيروس كورونا ،جامعة الكويت ،جزء ،2الجزائر،
يناير2021
-32محم د علي الخاليل ة ،الق انون اإلداري ،الكت اب األول ،دارا الثقاف ة للنش ر و التوزي ع ،الطبع ة األولى ،
عمان،2015 ،
-33محم دي خ يرة"،اإلعالم الص حي و إدارة أزم ة كورون ا كوفي د 19في ظ ل انتش ار األخب ار الزائف ة ع بر
مواق ع المي ديا االجتماعي ة مجل ة التمكين االجتم اعي ،جامع ة الجزائر 3الع دد ،3المجل د 2في
،2020/09/30
-34مصلح ممدوح الصرايرة ،القانون اإلداري ،الكتاب األول ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،عمان2014 ،
-35منصر نصر الدين ،المتصدي للوباء العالمي كورونا كوفيد 19من خالل وسائل الضبط اإلداري العام
في الجزائر ،جامعة العربي التبسي تبسه ،الجزائر ،جويلية 2020
-36منصر نصر الدين"،التصدي للوباء العالمي كورونا من خالل وسائل الضبط اإلداري العام في
الجزائر" ،حوليات جامعة الجزائر ،1جامعة العربي التبسي تبسه الجزائر ،المجمد 34عدد خاص:
القانون وجائحة كوفيد19في جويلية 2020
-37ناصر لباد ،األساسي في القانون اإلداري ،طبعة أولى ،دار المجد للنشر والتوزيع ،سطيف تبينه
حكيم.،بن ورزق هشام"،دور الضبط اإلداري في المحافظة على النظام العام الصحي في ظل انتشار
جائحة كورونا كوفيد ،«-19مجلة الدراسات القانونية المقارنة ،العدد ،02المجلد ،06سنة2020
-38نسيغة فيصل ،الرقابة على الجزاءات اإلدارية العامة في النظام القانوني الجزائري
-39نواف كنعان ،القانون اإلداري ،الكتاب األول ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،عمان،
2008
-40هبة محمد محمود الديب ،إثر الظروف الطارئة على العقود المدنية دراسة تحليلية في مشروع القانون
المدني الفلسطيني ،مذكرة ماجستير في القانون الخاص ،جامعة األزهر غزة ،كلية الحقوق2012،
األطروحات و المذكرات:
-1فریحة حوة ،توزیع االختصاص في مجال الضبط اإلداري على المستوى المحلي في الجزائر ،مذكرة
لنیل شهادة ماجستیر دولة ومؤسسات ،جامعة بن یوسف بن خدة ،الجزائر2014-2015 ،
62
قائمة المصادر و المراجع
-2مصطفى أوزيد الفهمي ،القانون اإلداري ،تنظيم اإلدارة العامة ،د.ط ،الدار الجامعة ،بيروت ،سنة
،1990سورية ديش ،الجزاءات اإلدارية في قانون العقوبات اإلداري ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة
الدكتوراه في العلوم تخصص:التجريم في الصفقات العمومية فرع القانون العام ،كلية الحقوق و العلوم
السياسية ،جامعة جاللي ليابس ،سيدي بلعباس ،2019-2018
-3مقدود مسعودة ،التوازن بين سلطات الضبط اإلداري والحريات العامة في ظل الظروف االستثنائية في
الجزائر ،أطروحة دكتوراه ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم الحقوق،
،2017/2016
-4األستاذ قنديلي رمضان ،الحق في الصحة في القانون الجزائري )دراسة تحليلية مقاربة( جامعة
بشار الجزائر دون سنة النشر
-5إسماعيل جابوري ،الضبط اإلداري في مجال المحا فضة على األمن العام في الظروف االستثنائية
دراسة مقارنة في النظام اإلسالمي والنظام القانوني الجزائري ،أطروحة الدكتوراه تخصص مؤسسات
يسير اإلدارية ،جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية ،كلية الشريعة و االقتصاد قسم الشريعة
والقانون ،قسنطينة 2018/2017
-6أوليدي موسى ،قادري عبد الرزاق ،اثر القوة القاهرة في العقود الدولية ،مذكرة ماستر تخصص قانون
الشركات ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم الحقوق.2018/2017 ،
-7بالقاسم زهرة ،اثر نظرية الظروف الطارئة على العقود ،مذكرة ماستر جامعة أكلي محند اولحاج-
البويرة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم القانون الخاص، 2014/2013 ،
-8باي ة س كاكني ،دور القاض ي اإلداري في حماي ة الحق وق والحري ات األساس ية ،أطروح ة لني ل ش هادة
الدكتوراه ،تخصص القانون ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة تيزي وزو2011 ،
المواد:
-1المادة 04و 07من المرسوم التنفیذي ،69-20یتضمن التدابیر الوقایة من .انتشار وباء فیروس
كورونا كوفید19 -
-2المادة 100من القانون 10/11المتعلق بالبلدية ،ج رج ج ،العدد ،37 ،المؤرخ في 22جوان
،2011الصادر في 3جويلية
-3المادة ،107فقرة ،3القانون رقم ،01/16المؤرخ في 6مارس ،2016المتضمن التعديل
الدستوري ،ج ر عدد ،14صادرة بتاريخ 7مارس.2016.
-4مادة 112من التعديل الدستوري ،2020
-5المادة 143من التعديل الدستوري .2016
-6المادة( ) 6أ /من نظام رقابة المصنفات المرئية والمسموعة رقم ( )19لسنة .1998
63
قائمة المصادر و المراجع
-7الم ادة114من ق انون 07/12المتعل ق بالوالي ة ج ر ج ج الع دد 12الم ؤرخ في 21فيف ري 2012
الصادر في 29فيفري 2012
-8نصت المادة 30منه " يتم إعداد مخطط حماية واستصالح المواقع األثرية والمنطقة المحمية التابعة
لها ...يبين اإلجراء الخاص بإعداد مخطط الحماية واالستصالح ودراسته والموافقة عليه ومحتواه عن
طريق التنظيم"
الجريدة الرسمية:
-1ج.ر العدد 05بتاريخ 2005-01-12
-2ج.ر العدد ،80بتاريخ 2007-12-26
-3ج.ر عدد 77بتاريخ .15-12-2001
-4ج.ر عدد 34بتاريخ .14-05-2002
-5ج.ر عدد 44بتاريخ .17-06-1998
-6الجريدة الرسمية 11/ 18مؤرخة في 02يوليو ، 2018قانون الصحة ،الجريدة الرسمية العدد46
المراسم و القرارات :
-1المرسوم التنفيذي ،70-20المؤرخ بتاريخ 24مارس2020
-2قرار المجلس األعلى لسنة ،1969المشار إليه لدى يامة إبراهيم ،لوائح الضبط اإلداري بين الحفاظ
على النظام العام وضمان الحريات العامة ،أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة تلمسان2015،
-3قرار الغرفة اإلدارية بالجزائر،رقم ،98ملف رقم ،110779صادر بتاريخ ،1992/04/07المشار
إلي ه ل دى سنوس اوي س مية ،االجته اد القض ائي اإلداري ،أطروح ة لني ل ش هادة ال دكتوراه في العل وم،
تخصص قانون ،كلية الحقوق ،جامع الجزائر، 2019
-4المر سوم التنفيذي ,69-20المؤرخ بتاريخ 21مارس،.2020
-5قانون رقم ،18-01المؤرخ في 02یولیو ،2018یتعلق بالصحة ،ج ر العدد ،46صادرة بتاريخ
29یولیو 2018
64
قائمة المصادر و المراجع
مواقع اإلنترنيت:
-1الموقع hhps:www.mayoclinic.org 23:10لمرض فيروس كورونا المستجد 2019األسباب و
األعراض
-2رقم 96-142المؤرخ في 1996-02-21المتضمن القانون العام للجماعات اإلقليمية ،ج.ر بتاريخ
.24-02-1996أنظر الموقع من االنترنتwww.legifrance.gouv.fr :
65
الفهرس
الرقم المحتوى
البسملة
الشكر
االهداء
01 المقدمة ....................................................................................
اإلشكالية02 ....................................................................................
أهداف الدراسة02 ..............................................................................
أهمية الدراسة02 ...............................................................................
أسباب اختيار الموضوع03 .....................................................................
االستثنائية..........
ل 36 ة الفص خالص
األول....................................................................
الفصل الثاني :وسائل و تدابير الضبط اإلداري الصحي في ضل كوفيد -19-
د 39 - ا كوفي ة كورون وم جائح المبحث األول :مفه
......................................- 19
ا و 39 ة كورون ف جائح المطلب األول :تعري
طبيعتها........................................
ف 39 رع األول :تعري الف
الجائحة ...........................................................
د 39 - ا كوفي ة كورون ة الجائح اني :طبيع رع الث الف
........................................- 19
ا 40 يروس كورون ار ف باب انتش اني :أس المطلب الث
المستجد ....................................
المطلب الث الث :التك ييف الق انوني لجائح ة كورون ا بين الق وة الق اهرة والظ رف 41
الطارئ.........
وة 41 رع األول :الق الف
القاهرة.................................................................
روف 42 اني :الظ رع الث الف
الطارئة............................................................
د 43 -19- ا الكوفي ة كورون انوني لجائح ييف الق الث :التك رع الث الف
المستجد....................
ا -/القضاء 43 .............................................................................
44 ب -/الفقه .............................................................................
المبحث الث اني :الوس ائل المادي ة و البش رية و الوس ائل القانوني ة في مواجه ة الكوفيد 45
.........19
ة 45 ائل المادي المطلب األول :الوس
والبشرية ...................................................
ائل 45 رع األول :الوس الف
البشریة ................................................................
ائل 46 اني :الوس رع الث الف
المادية ...............................................................
ائل 47 اني :الوس المطلب الث
القانونية..........................................................
بط 47 وائح الض ة و الل رارات التنظيمي رع األول :الق الف
اإلداري .... ..............................
48 أوال : تنظيم
النشاط ........................................................................
ثانيا : اإلخطار السابق48 ......................................................................
ثالثا :اإلذن السابق49 .... .....................................................................
بط اإلداري 49 ر الض اني :أوام رع الث الف
الفردية........................................
وة 50 تخدام الق الث :اس رع الث الف
العمومية........................................................
خالصة الفصل الثاني 52 ......................................................................
الخاتمة61 .....................................................................................
ادر 58 المص
والمراجع...........................................................................