You are on page 1of 124

: ç;;l:ïl .

:-**têlt r:t3'et-*
ft ll ,SJ^ll r {§}1:?} I *,: 1}

I rr.J,JsYt àilt
.itlJl ç+,luJl

1 e';rær* iæ,** \,e4 u"he i*˧$l ; .rlsc!

fuf"tt **t*t

4
3s?2r3*=r â#*t+t âu.:t
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫مظاىر النشاط اإلداري‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫اف االدارة العمومية تعتبر الجياز الذي يقوـ بتحضير و تنفيذ الق اررات االدارية التي‬
‫تتخذىا السمطة السياسية ‪ ،‬فإنيا اصبحت ضرورة و حقيقة في حياة الفرد ‪ ،‬وبيدؼ المحافظة‬
‫عمى النظاـ العاـ‪ ،‬تمجا االدارة احيانا الى تقييد حريات االفراد بالكيفيات التي يجيزىا القانوف‪،‬‬
‫فاإلدارة في بعض صور نشاطيا تنزؿ الى منزلة الفرد ‪ ،‬وفي صورة اخرى تتمتع بسمطات‬
‫واسعة ‪،‬لذا وجب اف تفرض عمييا قيود و رقابة صارمة عند ممارستيا لنشاطيا‪ ،‬و اجمع‬
‫فقياء القانوف االداري اف مظاىر النشاط االداري تتمثؿ في المرفؽ العاـ لتحقيؽ المصمحة‬
‫العامة و الضبط االداري ‪.‬‬

‫فالنشاط اإلداري لئلدارة العامة بصورتيو المرفؽ العاـ والضبط اإلداري يعداف مف أىـ‬
‫و أولى واجبات الدولة فيما ضرورة الزمة لبناء مجتمع تسمو فيو وظائؼ الدولة التي تتغير‬
‫بمتغيراتو وتتطور بتطورىا إذ يؤثر كؿ منيما عمى اآلخر أي " الدولة ونشاط اإلدارة العامة‬

‫اف الدولة الحديثة تقوـ بوظيفتيف أساسيتيف األولى تتمثؿ في الضبط اإلداري وىو‬
‫المظير السمبي لمنشاط اإلداري أما الوظيفة الثانية تتمثؿ في إدارة المرافؽ العامة و الوفاء‬
‫بحاجات األفراد و إشباع رغباتيـ وىو المظير االيجابي لنشاط اإلدارة‪.‬‬

‫تسمؾ اإلدارة سموكيات منيا االيجابي و السمبي وكؿ منيما يشكؿ ىدفا لمنشاط اإلداري‬
‫فإذا كاف سموكيا ايجابيا ظير في تقديـ الخدمات لمجميور و تتمثؿ في ما يعرؼ بالمرفق‬
‫العمومي ‪ .‬اما اذا كاف سموكيا سمبيا فتظير فيو بصفة الناىية اآلمرة و يدخؿ ذلؾ ضمف‬
‫سمطة الضبط اإلداري أي جممة اإلجراءات القانونية و اإلدارية التي تيدؼ مف ورائيا اإلدارة‬
‫إلى حماية النظاـ العاـ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫ولتوضيح أسموبي وصورتي النشاط اإلداري وتحديدا يتطمب األمر التعرض اوال إلى‬
‫موضوع الضبط االداري ثـ إلى دراسة وبحث المرفؽ العاـ وذلؾ في فصميف متتاليف ‪:‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬الضبط االداري‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماىية الضبط اإلداري‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أىداف الضبط اإلداري و أنواعو‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬ىيئات الضبط اإلداري و وسائمو‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬حدود سمطات الضبط اإلداري‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬المرفق العام‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نشأة المرفق العام و مفيومو‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المبادئ األساسية التي تحكم المرافق العامة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬إنشاء و إلغاء المرافق العامة‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬طرق تسيير المرافق العامة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫الفصل األول‪ :‬الضبط اإلداري‬

‫اف أىـ واجبات اإلدارة يتمثؿ في تنظيـ الحريات الفردية أي وضع القيود و الحدود عمييا‬
‫بيدؼ المحافظة عمى النظاـ في المجتمع بمدلوالتو المعروفة ‪ ،‬فبرزة فكرة الضبط اإلداري‬
‫لتقيـ نوعا ما التوازف بيف حؽ األفراد في ممارستيـ لحرياتيـ و حؽ المجتمع في البقاء أمنا‪.1‬‬

‫اف الضبط اإلداري أو البوليس اإلداري ىو النشاط الذي بواسطتو تحقؽ السمطات‬
‫اإلدارية ىدؼ الوظيفة اإلدارية المتمثمة في المحافظة عمى النظاـ العاـ ‪.‬‬

‫يتمثؿ البوليس اإلداري أو الضبط اإلداري‪ 2‬في إحدى نشاطات السمطات اإلدارية وىو‬
‫مجموعة التدخبلت اإلدارية عمى شكؿ تنظيمات وأوامر ونواىي تيدؼ وضع قيود أو حدود‬
‫عمى حرية األفراد في ممارسة بعض نشاطاتيـ وذلؾ بيدؼ حماية النظاـ العاـ ‪.‬‬

‫ال يمكف اف يكوف الضبط مطمقا بؿ يجب اف يكوف مقيد بحيث يحقؽ التوازف بيف‬
‫المحافظة عمى النظاـ العاـ و الحريات العامة لؤلفراد و يكوف ىذا التقييد بموجب القوانيف‬
‫وفقا لمبدأ المشروعية اي اف الضبط االداري يجب اف يمتزـ بمبدأ المشروعية في تصرفاتو ‪،‬‬
‫واف السمطات التي يتمتع بيا ىيئات الضبط االداري يختمؼ باختبلؼ المكاف و الزماف‪،‬‬
‫ف السمطات التي يتمتع بيا الضبط االداري في الظروؼ العادية يختمؼ عف السمطات التي‬
‫يتمتع بيا في الظروؼ االستثنائية ‪.‬‬

‫سوؼ نتطرؽ إلى ‪ 3‬مباحث ىي‪:‬‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬ماىية الضبط اإلداري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رمضاف محمد بطيخ‪ -‬رمضاف محمد بطيخ‪ -‬الضبط االداري و حماية البيئة‪ ،‬ندوة دور التشريعات و القوانيف في حماية‬
‫البيئة العربية‪ ،‬الشارقة ‪ ،‬االمارات العربية المتحدة‪ 11-7 ،‬مايو ‪ ،2005‬ص‪.3‬‬
‫‪2‬‬
‫يعبر عف الضبط اإلداري بمصطمح البوليس اإلداري في المراجع الفرنسية‪la police administrative .‬‬
‫‪3‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اىداؼ الضبط االداري و انواعو‬

‫المبحث الثالث‪ :‬ىيئات الضبط االداري ووسائمو‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬حدود سمطات الضبط اإلداري‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماىية الضبط اإلداري‬

‫يتضمف ىذا المبحث تحديد تعريؼ الضبط اإلداري و وتمييزه عف األنظمة المشابية لو ثـ‬
‫تحديد خصائصو‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف الضبط اإلداري و تمييزه عن االنظمة المشابية لو‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الضبط اإلداري‬

‫اوال‪ :‬التعريف المغوي‪:‬‬

‫بداية يمكف تعريؼ الضبط لغة‪ :‬لزوـ الشيء وضبط الشيء حفظو وضبط ضبطا‬
‫حفظو بالحزـ حفظا بميغا احكمو و أتقنو أي بالمغة يعني اإلحكاـ و اإلتقاف والحزـ‪ ،‬واصؿ‬
‫كممة بوليس مشتقة مف كممة ‪ politia‬وىي كممة التينية تعني تنظيـ او كؿ شكؿ حكومي‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف التشريعي‬

‫لـ تتعرض معظـ تشريعات الدوؿ الى تعريؼ الضبط بؿ اكتفت بتحديد اغراض‬
‫الضبط ‪ ،‬فنجد كؿ مف الدستور‪ 2‬الذي يمنح رئيس الجميورية سمطة ممارسة الضبط االداري‬

‫‪1‬‬
‫سكينة عزوز ‪،‬عممية الموازنة بيف اعماؿ الضبط االداري و الحريات العامة‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،1991‬ص‪.10‬‬
‫‪2‬‬
‫انظر دستور ‪ 1996‬المعدؿ و المتمـ بموجب المرسوـ الرئاسي ‪ 442-20‬المؤرخ في ‪ 2020/12/30‬المتعمؽ بإصدار‬
‫التعديؿ الدستوري‪ .‬حيث نصت المواد مف ‪ 79‬الى ‪ 102‬عف حاالت و اجراءات اعبلف الحاالت االستثنائية بيدؼ استبداد‬
‫النظاـ العاـ و سمطات رئيس الجميورية في ذلؾ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫ينص في نصوصو عمى التدابير التي يمكنو اتخاذىا في مجاؿ استبداد النظاـ العاـ ‪ ،‬وكما‬
‫اف القوانيف سواء قانوف الوالية او البمدية‪ 1‬نصت عمى اتخاذ أجيزتيا تدابير الضبط اإلداري‪،‬‬
‫كما اف بعض المراسيـ التي تنظـ صبلحيات الوزراء تحدد االجراءات و التدابير دوف وضع‬
‫تعريفات مثؿ المرسوـ التنفيذي المتعمؽ بصبلحيات الوزير الداخمية رقـ ‪ 247-94‬المؤرخ‬
‫في ‪.21994/08/10‬‬

‫ثالثا‪ :‬التعريف الفقيي‬

‫لقد اختمؼ فقياء القانوف االداري في مجاؿ تعريؼ القانوف االداري وفؽ اتجاىات‬
‫متباينة تبعا لتبايف جوانب ىذا الضبط نتجت عنيا عدة تعريفات تختمؼ مف الزوايا التي‬
‫ينظر اليو‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف الضبط اإلداري وفق الفقو الفرنسي ‪:‬‬


‫مف أشير التعريفات التي نادى بيا كبار الفقياء الفرنسييف نجد‪:‬‬
‫الفقيو ىوريو ‪ HAURIOU‬الذي عرؼ الضبط اإلداري بأنو ‪" :‬سيادة النظاـ و‬
‫السبلـ وذلؾ عف طريؽ التطبيؽ الوقائي لمقانوف ‪L’ordre et la paix par application‬‬

‫‪ ،préventive de droit‬غير أف الفقيو ىوريو سرعاف ما عدؿ عف ىذا التعريؼ بعد أف‬
‫وجيت إليو سياـ النقد وأعتبر أف الضبط ىو كؿ ما يستيدؼ بو المحافظة عمى النظاـ العاـ‬
‫في الدولة‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫قانوف رقـ ‪ 07-12‬المؤرخ في‪2012/02/21‬المتضمف قانوف الوالية ج ر ‪ ، 12‬قانوف رقـ ‪ 10-11‬المؤرخ في‬
‫‪ 2011/06/22‬المتضمف قانوف البمدية ج ر‪.37‬‬
‫‪2‬‬
‫المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 247-94‬المؤرخ في ‪1994/08/10‬المتضمف صبلحيات و مياـ الوزير الداخمية و الجماعات‬
‫المحمية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫سامي جماؿ الديف‪ ،‬اصوؿ القانوف االداري (نظرية العمؿ االداري)‪ ،‬االسكندرية‪1993 ،‬ف ص ‪.151‬‬
‫‪5‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫أما الفقيو إدلوبادير ‪ A DE LAUBADERE‬فإنو عرؼ الضبط االداري عمى أنو شكؿ‬
‫مف أشكاؿ تدخؿ بعض السمطات اإلدارية يتضمف فرض قيود عمى حريات اإلفراد بغرض‬
‫ضماف حماية النظاـ العاـ‪.1‬‬

‫أما جورج فوداؿ ‪GEORGE VEDEL‬فعرؼ الضبط االداري بانو ‪ :‬مجموع االنشطة‬
‫االدارية التي يكوف موضوعيا إصدار قواعد عامة أو تدابير فردية تكوف الزمة لحفظ النظاـ‬
‫العاـ اي االمف‪ ،‬السكينة و الصحة‪.2‬‬

‫عرفو الفقيو ريفيرو‪ Rivero‬بانو‪ ":‬مجموع التدخبلت االدارية التي توجب عمى النشاط الحر‬
‫‪3‬‬
‫لؤلفراد لبلنضباط الذي تقتضيو الحياة"‬

‫كما يرى الفقيو مارسيؿ فاليف ‪ Waline‬أف الضبط اإلداري ىو" قيد تقتضيو المصمحة‬
‫العامة وتفرضو السمطة العامة عمى نشاط المواطنيف ليس حرياتيـ"‬

‫أما الفقيو بينوا ‪ Benoit‬فيعرؼ الضبط اإلداري تعريفا واسعا‪ ،‬فيذىب إلى أف الضبط‬
‫ىو مجموع االختصاصات المخولة لئلدارة لمتدخؿ في األنشطة و العبلقات الخاصة سواء‬
‫بقواعد تنظيمية عامة أـ بق اررات فردية‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫; ‪Yves GAUDEMET . Traite de Droit Administratif ;tome 1 ;droit administratif général‬‬
‫‪16edition ;L.G.D.J.D. DELTA2002.P 721" La police administrative est une forme d’intervention‬‬
‫‪qu’exercent certaines autorités administratives et qui consiste à imposer, en vue d’assurer l’ordre‬‬
‫"‪publique, des limitation aux libertés des individus‬‬
‫‪2‬‬
‫جورج فوديؿ‪ ،‬بيارد لقولفيو‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬الجزء‪ 2‬ترجمة منصور القاضي‪ ،‬المؤسسة الجامعية لمدراسات و النشر و‬
‫التوزيع‪ ،2001 ،‬ص‪.،500‬بوقريط عمر ‪ ،‬زعداوي محمد ‪ ،‬الرقابة القضائية عمى تدابير الضبط االداري‪ ،‬مذكرة ماجستير‬
‫في القانوف العاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،2007-2006 ،‬ص ‪14‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Jean RIVERO. Droit Administratif : 2eme edition ;Paris ; Dalloz ; 1962 ;p358.‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد الرؤوؼ ىاشـ بسيوني‪ -‬نظرية الضبط اإلداري في النظـ الوضعية و الشريعة اإلسبلمية‪-‬دار الفكر الجامعي‪-‬‬
‫الطبعة األولى‪-‬اإلسكندرية‪-2008-‬ص‪21‬و‪.20‬‬

‫‪6‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫اف الضبط االداري وفؽ الفقو الفرنسي ىو عبارة عف عمؿ اداري يشتمؿ عمى تنظيـ و‬
‫ضبط نشاطات االفراد مف اجؿ ضماف المحافظة عمى استقرار النظاـ العاـ‪.1‬‬

‫اف اغمب التعاريؼ السابقة اعتمدت عمى فكرة النظاـ العاـ وىي فكرة غير محددة وال ثابتة‬
‫المعالـ االمر الذي يضفي عمى التعريؼ غموضا ‪.‬‬

‫‪ -2‬تعريف الضبط اإلداري وفق الفقو المصري ‪:‬‬


‫اف د أحمد كماؿ أبو المجد يعتبر سمطة الضبط عموما ىي عبارة عف الوسائؿ القانونية‬
‫السميمة نفسيا‪ ,‬والمقصود بيا عادة مجموع السمطات الحكومية العامة التي تيدؼ إلى‬
‫المحافظة عمى األمف و الصحة و السكينة و تحقيؽ الرفاىية التي تتيح لمدولة في سبيؿ ذلؾ‬
‫أف تقيد الحقوؽ و الحريات الخاصة‪.2‬‬

‫كما يعتبر د محمد سميماف الطماوي أف الضبط اإلداري بصفة عامة ىو" حؽ اإلدارة في‬
‫أف تفرض عمى األفراد قيودا تحد بيا مف حرياتيـ بقصد حماية النظاـ العاـ‪. 3‬‬

‫عرؼ د عبد الغني بسيوني الضبط اإلداري عمى أنو تنظيـ الدولة بطريقة وقائية لضماف‬
‫سبلمة و أمف المجتمع‪ ،‬فالضبط في معناه العاـ ىو تنظيـ وقائي‪.4‬‬

‫عرفو د محمود عاطؼ البنا بانو‪ ":‬النشاط الذي تواله الييئات االدارية و يتمثؿ في تقييد‬
‫النشاط الخاص بيدؼ حماية النظاـ العاـ‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Yves GAUDEMET ;op cit ;p277.‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الرؤوؼ ىاشـ بسيوني‪ -‬نظرية الضبط اإلداري في النظـ الوضعية و الشريعة اإلسبلمية‪-‬دار الفكر الجامعي‪-‬‬
‫الطبعة األولى‪-‬اإلسكندرية‪ ،2008-‬ص ‪.22‬‬
‫‪3‬‬
‫سميماف محمد الطماوي‪ ،‬الوجيز في القانوف اإلداري دراسة مقارنة ‪.‬دار الفكر العربي‪ ، 1995 ،‬ص‪539‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد الغني بسيوني عبد اهلل‪ ،‬القانوف اإلداري ( دراسة مقارنة ‪ ).‬دار المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 1991 ،‬ص‪. 378‬‬
‫‪5‬‬
‫محمد عاطؼ البنا ‪،‬الوسيط في القانوف االداري‪ ،‬الطبعة الثامنة ‪،‬دار الفكر العربي القاىرة‪ ،‬سنة ‪ ،1992‬ص ‪.337‬‬
‫‪7‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫عرفو د طعيمة الجرؼ بانو‪ ":‬ويعتبره وظيفة مف اىـ وظائؼ االدارة تتمثؿ اصبل في‬
‫المحافظة عمى النظاـ العاـ بعناصره الثبلثة االمف العاـ و الصحة العامة و السكينة العامة‬
‫عف طريؽ اصدار الق اررات البلئحية و الفردية و استخداـ القوة المادية مع ما يتبع ذلؾ مف‬
‫فرض قيود عمى الحريات الفردية تستمزميا الحياة االجتماعية ‪.1‬‬

‫كما عرفو د ابراىيـ شيحا بانو"‪ :‬مجموعة لقواعد التي تفرضيا سمطة عامة عمى االفراد‬
‫بغية تنظيـ حرياتيـ العامة او ممارستيـ لنشاط معيف بقصد النظاـ العاـ في المجتمع تنظيما‬
‫وقائيا‪ ،‬وتتخذ ىذه القواعد شكؿ ق اررات تنظيمية او اوامر فردية تصدر مف جانب االدارة‬
‫وحدىا ويترتب عمييا تقييد الحريات الفردية‪.2‬‬

‫اف تعاريؼ الفقو المصري مرتكزة عمى فكرتي تقييد الحريات العامة و المحافظة عمى‬
‫النظاـ العاـ مما يجعمو غامضا ويمكف اف يتبيف منيا مايمي‪:3‬‬

‫‪ -‬الضبط االداري مجموعة مف التدابير و االجراءات الوقائية‪.‬‬


‫‪ -‬مف شاف االجراءات و التدابير اف تقيد الحريات العامة واف تضع القيود عمى النشاط‬
‫الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬انيا تستيدؼ الحفاظ عمى النظاـ العاـ بمعناه السائد في المجتمع وقت اتخاذ‬
‫االجراءات و التدابير‪.‬‬
‫لذلؾ عرفو محمد الشافعي ابو راس بانو‪ :‬سمطة االدارة في اتخاذ تدابير واجراءات وقائية‬
‫مف شانيا تقييد حريات المواطنيف و النشاط الخاص وتستيدؼ الحفاظ عمى النظاـ العاـ‬
‫بالمعنى السائد وقت االلتجاء الى ىذه االجراءات و التدابير‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫طعيمة الجرؼ‪ ،‬القانوف االداري و المبادئ العامة في تنظيـ ونشاط السمطات االدارية‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬ص ‪.471‬‬
‫‪2‬‬
‫إبراىيـ شيحا‪ ،‬القانوف اإلداري‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪، 1994 ،‬ص‪.326‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد الشافعي ابو راس‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬دوف طبعة ‪ ،‬دوف سنة‪ ،‬ص ‪252‬‬
‫‪https://www.law4012.com/2019/11/administrative-law.html‬‬
‫‪8‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪ -3‬تعريف الضبط االداري وفق الفقو الجزائري‪:‬‬

‫أما بالجزائر فقد عرفو د عمار عوابدي بأنو‪ :‬كؿ األعماؿ واإلجراءات واألساليب القانونية‬
‫و المادية والفنية التي تقوـ بيا سمطات الضبط اإلداري المختصة وذلؾ بيدؼ ضماف‬
‫المحافظة عمى النظاـ العاـ بطريقة وقائية في نطاؽ النظاـ القانوني لمحقوؽ و الحريات‬
‫السائدة في الدولة‪.2‬‬

‫قد عرفو د محمد الصغير بعمي ىو تمؾ اإلجراءات المتخذة لممحافظة عمى النظاـ العاـ‬
‫المتكوف مف اآلمف و السكينة و الصحة العامة‪.3‬‬

‫عرفو االستاذ احمد محيو وفؽ المعيار العضوي يمكف تعريؼ الضبط اإلداري عمى أنو‬
‫مجموع األجيزة والييئات التي تتولى القياـ بالتصرفات واإلجراءات التي تيدؼ إلى المحافظة‬
‫عمى النظاـ العاـ‪ .4‬أما مف منطمؽ المعيار الموضوعي يمكف تعريؼ الضبط اإلداري عمى‬
‫أنو مجموعة اإلجراءات والتدابير التي تقوـ بيا الييئات العامة حفاظا عمى النظاـ العاـ‪ ،‬أو‬
‫النشاط الذي تقوـ بو السمطات العامة مف أجؿ المحافظة عمى النظاـ العاـ‪ .‬وىذا المعنى‬
‫لمضبط ىو األىـ في القانوف اإلداري‪. 5‬‬

‫البوليس االداري ييدؼ استتباب النظاـ في الشوارع ‪،‬االماكف العمومية ‪،‬مكافحة‬


‫الضجيج‪ ،‬الوقاية مف الحوادث والكوارث الطبيعية ‪،‬الفيضانات‪ ،‬الحرائؽ‪ ،‬النظافة العمومية‬

‫‪1‬‬
‫محمد الشافعي ابو راس‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪ 252‬و‪.253‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار عوابدي‪ ،‬القانوف اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني‪ -‬النشاط اإلداري‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪-2000-‬ص‪.10‬‬
‫‪3‬د محمد الصغير بعمي‪ -‬القانوف اإلداري‪ -‬دار العموـ الجزائر‪-2005 -‬ص‪.260‬‬
‫‪4‬‬
‫عمار بوضياؼ‪ ،‬الوجيز في القانوف اإلداري ‪.‬جسور لمنشر و التوزيع‪،‬الجزائر‪،‬ط‪2013،‬ص‪.478‬‬
‫‪5‬د أحمد محيو‪ ،‬ترجمة محمد عرب صاصيبل ‪ ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية‪ ،‬ط ‪ 1979/3‬ديواف المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر ص ‪.399‬‬

‫‪9‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫مف خبلؿ مراقبة ن ظافة المياه ‪،‬الوقاية مف الوباء ‪ ،‬مكافحة التموث ‪..‬الخ ويمكف اف تحمي‬
‫االفراد مف انفسيـ ‪.1‬‬

‫بالتالي يعرف الضبط االداري وفق مدلوالن كما يمي‪ :‬الضبط االداري وفؽ المعيار‬
‫العضوي ىو مجموع الييئات التي تتكفؿ بعممية الضبط االداري مثؿ رئيس الجميورية و‬
‫الوالي و رئيس المجمس الشعبي البمدي‪ ،‬اما وفؽ المعيار المادي ىو نشاط تمارسو الييئات‬
‫السابؽ ذكرىا و غيرىا في ضبط امور الدولة مف الناحية االدارية كالحفاظ عمى النظاـ العاـ‬
‫و الصحة العامة والسكينة العامة‪.‬‬

‫مما سبؽ يتضح أف الفقو ركز كثي ار عف معياريف لتعريؼ الضبط ىما المعيار العضوي‬
‫والمعيار الموضوعي‪:‬‬

‫‪ -1‬المعيار العضوي يمكف تعريؼ الضبط اإلداري عمى أنو مجموع األجيزة والييئات التي‬
‫تتولى القياـ بالتصرفات واإلجراءات التي تيدؼ إلى المحافظة عمى النظاـ العاـ‪.2‬‬

‫‪ -2‬المعيار الموضوعي يمكف تعريؼ الضبط اإلداري عمى أنو مجموعة اإلجراءات والتدابير‬
‫التي تقوـ بيا الييئات العامة حفاظا عمى النظاـ العاـ‪ ،‬أو النشاط الذي تقوـ بو السمطات‬
‫العامة مف أجؿ المحافظة عمى النظاـ العاـ‪ .‬وىذا المعنى لمضبط ىو األىـ في القانوف‬
‫اإلداري‪. 3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Rachid Zouaimia, Marie ChreistineRouaoult ; Droit Administratif ;collection droit pratique ;BERTI‬‬
‫‪édition ;2009.pp 200-201.‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار بوضياؼ‪ ،‬الوجيز في القانوف اإلداري ‪.‬جسور لمنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪ 2013،‬ص ‪.478‬‬
‫‪3‬‬
‫أحمد محيو‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.399‬‬

‫‪10‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز الضبط االداري عن غيره من االنظمة المشابية لو‬

‫يتضح اف الضبط اإلداري نظاـ وقائي تتولى فيو اإلدارة حماية المجتمع مف كؿ ما‬
‫يمكف أف يخؿ بأمنو وسبلمتو وصحة أفراده وسكينتيـ ‪ ،‬ويتعمؽ بتقييد حريات وحقوؽ األفراد‬
‫بيدؼ حماية النظاـ العاـ في الدولة ‪ ،‬وبيذا المعنى يتميز الضبط اإلداري عف الضبط‬
‫التشريعي والضبط القضائي‪ 1‬االمر الذي يتطمب منا تميزه عنو و عف المرفؽ العاـ باعتباره‬
‫المظير الثاني لمنشاط االداري‪.‬‬

‫اوال‪ :‬تمييز الضبط اإلداري عن الضبط التشريعي‬

‫يختمؼ الضبط االداري عف الضبط التشريعي اختبلفا جوىريا ‪ ،‬فيمجا المشرع الى اصدار‬
‫القوانيف التي تقيد حريات االفراد وحقوقيـ حفاظا عمى النظاـ العاـ وفي ممارسة اختصاصو‬
‫يستند الى الدستور و المبادئ العامة لمقانوف و تسمى التشريعات الصادرة في ىذا الشأف‬
‫بالضبط التشريعي ‪، 2‬و يقصد بالضبط التشريعي مجموع القوانيف الصادرة عف السمطة‬
‫التشريعية والتي يكوف موضوعيا الحد مف نطاؽ مباشرة بعض الحريات الفردية فمصدر‬
‫المنع أو القيد أو الضبط ىو السمطة التشريعية‪ ،3‬بينما الضبط االداري يعني حؽ السمطة في‬
‫فرض القيود و الضوابط عمى ممارسة االفراد لحرياتيـ في سبيؿ حماية النظاـ العاـ ‪.4‬‬

‫ومما سبؽ يمكف استنتاج اوجو الشبو و اوجو االختبلؼ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫مازف ليمو راضي‪ ،‬القانوف االداري ‪ ،‬منشورات االكاديمية العربية في الدانمارؾ ‪ ،2008 ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪2‬‬
‫مازف راضي ليمو‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ 57‬و ‪.58‬‬
‫‪3‬‬
‫عمار بوضياؼ ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد الغني بسيوني عبد اهلل‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.378‬‬

‫‪11‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪ -1‬اوجو التشابو بينيما‪:‬‬

‫اف كؿ مف الضبط االداري والضبط التشريعي يتضمناف تقيدا عمى ممارسة الحريات الفردية‬
‫‪ ،‬كما انيما ييدفاف الى حماية النظاـ العاـ في المجتمع و الدولة‪ ،‬ويمتازاف بكونيما ليما‬
‫خاصية وقائية باعتبارىما يتخذاف االجراءات و ينصاف عمييا قبؿ حدوثيا ‪.‬‬

‫‪ -2‬اوجو االختالف بينيما‪:‬‬

‫يختمؼ الضبط االداري عف الضبط التشريعي وفؽ المعيار العضوي و المعيار‬


‫الموضوعي‪.‬‬

‫ا‪ -‬وفق المعيار العضوي‪ :‬فانو يتـ التميز بينيما وفؽ الييئة او السمطة القائمة باألعماؿ فاذا‬
‫كاف العمؿ صادر مف السمطة االدارية التي تنتمي لمسمطة التنفيذية مف خبلؿ وضع قيود و‬
‫ضوابط عمى ممارسة الحريات الفردية مف اجؿ حماية النظاـ العاـ فانو يعتبر مف اعماؿ‬
‫الضبط االداري ‪ ،‬اما اذا كاف صادر مف السمطة التشريعية وذلؾ بإصدار القوانيف التي تنظـ‬
‫الحريات الفردية التي كفميا الدستور مف خبلؿ اصدار القوانيف التي تحدد نطاؽ مباشرة‬
‫الحريات الفردية التي نص عمييا الدستور‪ ،1‬فانو يعتبر مف اعماؿ الضبط التشريعي‪.‬‬

‫ب‪ -‬وفق المعيار الموضوعي( المادي)‪:‬‬

‫اف الضبط االداري يقصد بو اتخاذ التدابير و االجراءات االدارية لممحافظة عمى النظاـ‬
‫العاـ ‪ ،‬اما الضبط التشريعي فانو يشمؿ القوانيف الصادرة مف السمطة التشريعية التي تحدد‬
‫وتضبط كيفيات ممارسة الحريات المنصوص عمييا في الدستور وفؽ المادة‪ 140‬مف التعديؿ‬

‫‪1‬‬
‫عبد الغني بسيوني عبد اهلل‪ ،‬النظرية العامة في الفانوف االداري –دراسة مقارنة السس و مبادئ القانوف االداري و‬
‫تطبيقاتيا في مصر‪ -‬منشاة المعارؼ‪ -‬االسكندرية ‪ 2003-‬ص ‪.390‬‬
‫‪12‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫الدستوري ‪ 2016‬الفقرة‪،11‬يشرع البرلماف‪ :‬حقوؽ االشخاص وواجباتيـ االساسية السيما نظاـ‬


‫الحريات العمومية و حماية الحريات الفردية وواجبات المواطنيف‪.‬‬

‫فالضبط التشريعي ىو عبارة مجموع القوانيف الصادرة عف السمطة التشريعية والتي يكوف‬
‫موضوعيا الحد مف نطاؽ مباشرة بعض الحريات الفردية فمصدر المنع أو القيد أو الضبط‬
‫ىو السمطة التشريعية‪ .2‬فيمجا المشرع في الكثير مف االحياف الى اصدار القوانيف التي تقيد‬
‫حريات االفراد و حقوقيـ حفاظا عمى النظاـ العاـ ‪ ،‬وفي ممارستو ليذا االختصاص انما‬
‫تستند الختصاصو التشريعي ‪ ،‬الذي يجد مصدره في الدستور و المبادئ العامة لمقانوف و‬
‫تسمى ىذه التشريعات بالضبط التشريعي‪.3‬‬

‫اما الضبط االداري ىو الذي يصدر مف جانب االدارة في شكؿ ق اررات تنظيمية او فردية‬
‫يترتب عمييا ت قييد حريات االفراد الذي ال يكوف إال بقانوف و بناء عمى قانوف غير اف ذلؾ‬
‫ال يمنع مف اتخاذ اجراءات مستقمة تتضمف قيودا عمى الحريات الفردية بواسطة ما تصدره‬
‫مف لوائح الضبط‪.4‬‬

‫يتضح اف اليدؼ مف الضبط االداري و الضبط التشريعي ىو المحافظة عمى النظاـ‬


‫العاـ غير انيما يختمفاف مف حيث الوسائؿ فالضبط اإلداري تباشره وتشرؼ عميو سمطة‬
‫إدارية بق اررات و لوائح اما الضبط التشريعي مصدره السمطة التشريعية بنصوص قانونية‪.‬‬

‫غير انو قد يحدث التداخؿ بينيما عندما تبادر السمطة التشريعية إلى سف تشريعات‬
‫ضبطية وتتولى السمطة التنفيذية ممثمة في اإلدارة بتنفيذ ىذه التشريعات وفرض قيود عمى‬

‫‪1‬‬
‫قانوف رقـ ‪ 01-16‬مؤرخ في ‪6‬مارس ‪ 2016‬يتضمف التعديؿ الدستوري الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية عدد ‪.14‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار بوضياؼ‪ ،‬الوجيز في القانوف اإلداري‪ ،.‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.479‬‬
‫‪3‬‬
‫مازف ليمو راضي‪ ،‬القانوف االداري ‪ ،‬منشورات االكاديمية العربية في الدانمارؾ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد الغني بسيوني‪ -‬القانوف االداري ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ 379‬او ‪.389‬‬
‫‪13‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫حريات األفراد بالكيفية المحددة في التشريع‪ ، 1‬فاف تدابير الضبط ال غنى عنيا في ىذا‬
‫المجاؿ فيي اكثر اطبلعا و الماما بحدود الحريات التي يجب اف ترد عمييا ‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬تمييز الضبط اإلداري عن الضبط القضائي‬

‫الضبط االداري يتضمف مراقبة نشاط االفراد و توجييو عمى النحو الذي يكفؿ المحافظة‬
‫عمى النظاـ العاـ فيو بذلؾ اجراء وقائي‪ ،‬اما الضبط القضائي فيقصد بو مجموع االجراءات‬
‫التي تتخذىا سمطة الضبط القضائي في التحري عف الجرائـ بعد حدوثيا في سبيؿ القبض‬
‫عمى مرتكبي ىذه الجرائـ وجمع اال دلة البلزمة لمتحقيؽ و اقامة الدعوى لمحاكمة المتيميف و‬
‫انزاؿ العقوبة عمى مف تمت ادانتو‪.3‬‬

‫فتظير اىمية التفرقة بيف الضبط االداري و الضبط القضائي في تحديد الجية القضائية‬
‫المختصة بالنظر المنازعات التي تثور بصددىا بؿ وفي تحديد النظاـ القانوني الذي يطبؽ‬
‫عمى كؿ منيما ‪ ،‬ذلؾ اف اعماؿ الضبط االداري تخضع لقواعد القانوف االداري ثـ يختص‬
‫القضاء االداري بنظر منازعاتيا ‪ ،‬في حيف اف المنازعات المتعمقة بأعماؿ الضبط القضائي‬
‫تدخؿ في اختصاص القضاء العادي اي المحاكـ الجنائية و تحكميا قواعد كؿ مف قانوف‬
‫العقوبات و قانوف االجراءات الجزائية‪.4‬‬

‫ويمكن التمييز بينيما كما يمي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عمار بوضياؼ‪ ،‬الوجيز في القانوف اإلداري‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.480‬‬
‫‪2‬‬
‫سامي جماؿ الديف‪ ،‬اصوؿ القانوف االداري‪ ،‬نظرية العمؿ االداري‪ ،‬االسكندرية‪ ،1993 ،‬ص‪.152‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الغني بسيوني‪ ،‬القانوف االداري دراسة مقارنة‪ ،‬دار المعارؼ االسكندرية‪ ،1991 ،‬ص ‪.379‬‬
‫‪4‬‬
‫رمضاف محمد بطيخ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪4‬‬
‫‪14‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪ -1‬اوجو التشابو بينيما‪:‬‬

‫اف الضبط القضائي يتفؽ مع الضبط االداري في انيما يستيدفاف المحافظة عمى النظاـ‬
‫العاـ‪.1‬‬

‫ا ف التقارب بينيما يتـ في حاالت محددة وذلؾ بالنظر الى أف جيات معينة تمارس‬
‫وظيفتيف سمطة لمضبطية اإلدارية وأخرى لمضبطية القضائية في ذات الوقت‪ .‬مثمما ىو‬
‫الحاؿ بالنسبة لرئيس المجمس الشعبي البمدي‪ ،‬فصفتو كرئيس لممجمس الشعبي البمدي‬
‫(الصفة اإلدارية) تفرض عميو اتخاذ كؿ إجراء وقائي يمس جانب األمف العاـ أو الصحة‬
‫العامة أو السكينة العامة‪ ،‬كأف يغمؽ طريقا أو أف يمنع ممارسة التجارة في بعض الشوارع‪.‬‬
‫وصفة الضبطية القضائية تفرض عميو أف يتحرؾ وأف يتخذ كؿ اإلجراءات القانونية عند‬
‫وقوع الفعؿ أو حدوث الجريمة‪ ،‬وعوف الشرطة مثبل يقوـ كأصؿ عاـ بتنظيـ حركة المرور‬
‫ولو أف يوقؼ األفراد والسيارات‪ .‬ولكف اذا الحظ جريمة معينة بأف رأى سائقا في حالة سكر‬
‫أو أف بحوزتو بضاعة ممنوعة تعيف عميو اتخاذ اإلجراءات البلزمة‪.2‬‬

‫‪ -2‬اوجو االختالف من بينيما‪:‬‬

‫يتميز الضبط االداري عف الضبط القضائي في كونو نشاطا وقائيا او مانعا مف‬
‫االخبلؿ او االستمرار في االخبلؿ بالنظاـ العاـ سواء اكاف ىذا االخبلؿ مكونا لجرائـ يعاقب‬
‫عمييا القانوف اـ لـ يكف كذلؾ‪ ،‬في حيف اف الضبط القضائي نشاط عبلجي اي الحؽ عمى‬
‫ارتكاب الجرائـ ييدؼ الى التحري عنيا وجمع االدلة البلزمة لمتحقؽ فييا وكذلؾ تعقب‬
‫مرتكبييا وتقديميـ لممحاكمة وانزاؿ العقاب بيـ‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫مازف راضي ليمو‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.58 .‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار بوضياؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ 480‬و‪.481‬‬
‫‪3‬‬
‫رمضاف محمد بطيخ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪15‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫كما يختمؼ الضبط االداري عف الضبط القضائي وفؽ المعيار العضوي و المعيار‬
‫الموضوعي‪.‬‬

‫ا‪ -‬وفق المعيار العضوي‪:‬‬

‫يقوـ ىذا المعيار عمى اساس النظر الى السمطة القائمة بأعماؿ الضبط ‪،‬فاذا كاف‬
‫الضبط صاد ار مف السمطة االدارية فانو يعتبر مف اعماؿ الضبط االداري اما اذا صدر مف‬
‫السمطة القضائية وىيئاتيا فانو يعتبر مف اعماؿ الضبط القضائي‪ ،‬ويترتب عف ذلؾ اثار‬
‫اىميا اف اعماؿ السمطة االدارية يعتبر ق ار ار اداريا اما اعماؿ السمطة القضائية يعتبر ق ار ار‬
‫قضائيا‪.1‬‬

‫لمتمييز بينيما فانو ننظر الى السمطة القائمة بأعماؿ الضبط فاذا كاف صادر عف السمطة‬
‫االدارية كرئيس ال جميورية و الوالي و رئيس المجمس الشعبي البمدي فانو يعتبر مف اعماؿ‬
‫الضبط االداري اما اذا كاف صاد ار مف السمطة القضائية ممثمة في ىيئاتيا المختمفة كضباط‬
‫الدرؾ الوطني و ضباط الشرطة تحت سمطة النائب العاـ ووكيؿ الجميورية فإنيا تعتبر‬
‫اعماؿ قضائية ‪.2‬‬

‫غير انو ي تضح اف ىذا المعيار غير كاؼ باعتبار انو تمارس اعماؿ الضبط القضائي‬
‫مف رجاؿ السمطة التنفيذية وقد تجتمع صفة الضبطية القضائية و الضبطية االدارية في نفس‬
‫الييئة مثؿ رئيس المجمس الشعبي البمدي فانو يمارس الضبطية االدارية فيتخذ كؿ اجراء‬
‫وقائي لحماية النظاـ العاـ كاف يغمؽ طريقا او يمنع ممارسة التجارة عمى االرصفة و يتمتع‬

‫‪1‬‬
‫ىاني عمي الطيراوي‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬الجزء‪، 1‬الطبعة االولى‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عماف‪ ،2009 ،‬ص ‪234‬‬
‫‪2‬‬
‫ناصر لباد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪158‬و‪.159‬‬
‫‪16‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫بالضبطية القضائية و ذلؾ وفقا لقانوف االجراءات الجزائية مف خبلؿ اتخاذ اجراءات قانونية‬
‫عند وقوع الجريمة ‪.1‬‬

‫ب‪ -‬وفق المعيار الموضوعي‪:‬‬

‫يقوـ التمييز بينيما عمى اساس النظر الى العمؿ و اليدؼ منو فالضبط االداري يقوـ‬
‫عمى مراقبة االشخاص عف طريؽ النظيـ وييدؼ تجنب الفوضى او صيانة النظاـ العمومي‬
‫فانو اسموب وقائي يرمي الى منع االخبلؿ بالنظاـ العمومي قبؿ وقوعيا و وقؼ او منع‬
‫استمرار ‪ ، 2‬بينما الضبط القضائي ييتـ باإلجراءات المتخذة في حالة وقوع الجريمة فعبل‬
‫بالبحث ع ف مرتكبييا و تسميميـ الى العدالة فيي قمعية وتبدا بعد ارتكاب المخالفة‪ ،‬فالوالي‬
‫يمنع صيد الغزاؿ ويتخذ اجراءات تدخؿ في مفيوـ الضبط االداري اي قرار والئي فاذا خالؼ‬
‫المواطنيف القرار القي القبض عميو واحيؿ الى المحكمة واف القاء القبض ىو نشاط متعمؽ‬
‫بالضبط القضائي‪. 3‬‬

‫كما يتميز الضبط االداري في طبيعة اجراءاتو التي تصدر في شكؿ ق اررات تنظيميو او‬
‫فردية تخضع لرقابة القضاء االداري الغاء او تعويضا‪ ،‬اما الضبط القضائي فانو يصدر في‬
‫شكؿ ق اررات قضائية ال تخضع لرقابة القضاء االداري وتخضع لسمطا القضاء العادي‪.4‬‬

‫الضبط اإلداري يتضمف مراقبة نشاط األفراد وتوجييو عمى نحو يكفؿ المحافظة عمى‬
‫النظاـ العاـ‪ .‬فيو عمى ذلؾ إجراء وقائي‪ .‬بينما الضبط القضائي ييدؼ الى البحث عف‬
‫الجرائـ ومعرفة مرتكبييا لتتولى أجيزة الضبط تقديميـ الى السمطة القضائية المختصة وفقا‬

‫‪1‬‬
‫محمد بكر حسيف ‪ ،‬الوسيط في القانوف االداري‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية ‪ ،2009 ،‬ص‪158‬‬
‫‪2‬‬
‫ناصر لباد‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص ‪.157‬‬
‫‪3‬‬
‫احمد محيو‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.401‬‬
‫‪4‬‬
‫مازف راضي ليمو‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.58 .‬‬
‫‪17‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫لئلجراءات المحددة قانونا‪ .‬فالضبط القضائي يتخذ ويباشر بعد وقوع الجريمة أو المخالفة‬
‫وليس قبميا‪.1‬‬

‫غير اف ىذا المعيار كاف غير كاؼ فتـ اعتماد معيار اخر نتج عف االجتياد‬
‫القضائي الفرنسي حيث بمناسبة قضية السيد (بود) التي اظيرت صعوبات عممية في كيفية‬
‫التفريؽ بيف الضبط االداري و الضبط القضائي و تتمخص وقائو ىذه القضية في اف السيد‬
‫(بود) اصيب اثناء مطاردة يجرييا البوليس في الطريؽ اذ طرحو موظؼ الضبط ارضا ‪،‬‬
‫فرفع دعوى تعويض اماـ مجمس الدولة عف االضرار التي لحقت بو نتيجة المطاردة عمى‬
‫اساس اعماؿ الضبط االداري ‪ ،‬بينما تمسكت ىيئة الضبط باف المطاردة خاصة بجريمة‬
‫وعمميا صادر عف سمطة ضبط قضائي ال يختص مجمس الدولة بالنظر فييا‪ ،‬وقد جاء في‬
‫تقرير مفوض الدولة ‪ Delvove‬في تقريره لممجمس ‪ ":‬موظفوا الضبط يستطيعوف االشتراؾ‬
‫عمى السواء في اجراء الضبط االداري و الضبط القضائي و المعيار الوحيد يمكف‬
‫استخبلصو مف موضوع تحقيقاتيـ فاذا عبرت التحقيقات عمى اف االجراء قد اتخذ لجمع‬
‫االدلة في جناية او جنحة او البحث عف الفاعميف لتقديميـ الى القضاء كاف االجراء ضبط‬
‫قضائي ‪ ،‬واذا لـ يكف كذلؾ وكاف ييدؼ الى وقاية النظاـ العاـ كاف االجراء ضبط اداري‪.2‬‬

‫يتضح مف حيثيات القضبة اف الموظؼ شارؾ في اجراء البحث بخصوص جريمة معينة‬
‫ومحددة و المطاردة التي اصيب فييا الضحية تتصؿ مباشرة بيذه االجراءات و ال اىمية في‬
‫ذلؾ اف ال تكوف النيابة العامة قد امرت بالقبض عمى المتيـ ‪ ،‬اذف موظؼ الضبط يمارس‬
‫ضبط قضائي وبذلؾ المحكمة المختصة وحدىا في المختصة بالتعرؼ عمى تبعة عممو‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫عمار بوضياؼ ‪ .،‬منشورات االكاديمية العربية في الدانمارؾ ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الياـ فاضؿ‪ ،‬محاضرات في القانوف االداري السداسي الثاني ‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪ ،‬جامعة قالمة ‪،‬‬
‫‪،2018/2017‬ص ‪71‬‬
‫‪3‬‬
‫الياـ فاضؿ‪ ،‬محاضرات في القانوف االداري السداسي الثاني ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫ثالثا‪ :‬تمييز الضبط االداري عن المرفق العام‬

‫اف فكرة الضبط االداري و فكرة المرفؽ العاـ تعتبر مف مظاىر النشاط االداري ‪،‬‬
‫يتشابو و يتكامؿ كؿ مف الضبط االداري و المرفؽ العاـ في تحقيؽ ىدؼ واحد اال وىو‬
‫النظاـ العاـ بجميع عناصره ‪ ،‬فأعماؿ و واجراءات و اساليب الضبط االداري تساىـ في‬
‫عممية حسف سير المرفؽ العاـ بانتظاـ و اطراد ‪ ،‬بالمقابؿ فاف انشاء و تنظيـ وتسيير المرفؽ‬
‫‪1‬‬
‫العاـ يؤدي الى تسييؿ ميمة الضبط االداري في المحافظة عمى النظاـ العاـ‬

‫غالبا ما نجد التمييز بيف الضبط اإلداري والمرفؽ العاـ قائما عمى أف األوؿ يقيد مف‬
‫حريات األفراد والثاني يقدـ ليـ خدمات لذلؾ وصؼ الفقو الضبط عمى أنو نشاط سمبي‬
‫والمرفؽ عمى أنو نشاط ايجابي‪ .‬فالضبط يترتب عميو المساس بحرية الفرد أو األفراد خبلفا‬
‫لممرفؽ إذ يقؼ الفرد موقؼ المنتفع مف خدماتو مجانا أو برسوـ يمزـ بدفعيا‪ .‬وتختمؼ الجية‬
‫التي تتولى مباشرة إجراءات الضبط عف الجية التي تتولى ضماف توفير الخدمة لممنتفعيف‪،‬‬
‫ففي الحالة األولى نجد الجية دائما سمطة عامة ممثمة في رئيس الجميورية أو وزير معيف أو‬
‫والي أو رئيس مجمس شعبي بمدي‪ ،‬فيذه الييئات ىي مف يعود ليا الحؽ في أف تضرب عمى‬
‫الحريات العامة قيدا أو قيودا العتبارات تممييا المصمحة العامة‪ .‬وبالكيفية التي حددىا‬
‫القانوف‪ ،‬واألمر غير كذلؾ بالنسبة لممرفؽ العاـ حيث أف النشاط قد يعيد بو إلى شركة أو‬
‫إلى فرد وتقوـ العبلقة مباشرة بيف الشركة أو الفرد مف جية والمنتفع مف جية أخرى‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫ثروت بدوي ‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬دار النيضة العربية ‪ ،1974،‬ص ‪.387‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار بوضياؼ ‪ ،‬منشورات االكاديمية العربية في الدانمارؾ ‪،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫حسب جورج فوداؿ لمتمييز والتفرقة بيف الضبط االداري و المرفؽ العاـ تتمثؿ في ضرورة‬
‫الجمع بيف عدة عناصر وىي اسموب النشاط و نطاقو وىدفو حتى يمكننا التفرقة بيف الضبط‬
‫االداري و المرفؽ العاـ‪.1‬‬

‫بالتالي كمما اتخذ النشاط االداري اسموب االمر والنيي الممزـ بإرادة السمطة االدارية‬
‫المتفردة بيدؼ تحقيؽ النظاـ العاـ و كاف نطاؽ النشاط ىو الحريات الفردية مف خبلؿ القيود‬
‫المفروضة عمييا عد ىذا النشاط مف اعماؿ الضبط االداري ‪ ،‬وبالمقابؿ يكوف اعماؿ المرفؽ‬
‫العاـ اذا اتخذ النشاط اسموب تقديـ السمع و الخدمات مف اجؿ اشباع الحاجات العامة في‬
‫المجتمع و الدولة‪.2‬‬

‫ويمكف التمييز بيتيما كما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬اوجو التشابو بينيما‪:‬‬

‫يتشبياف باعتبارىما صورتاف لمنشاط االداري الذي يستيدؼ تحقيؽ المصمحة العامة‬
‫فالكثير مف االجراءات التي تستعمميا االدارة العمومية في نشاطيا الضبطي تساىـ في حسف‬
‫سير المرافؽ العمومية ‪،‬وحسف سير المرفؽ قد يسيؿ عمى االدارة تحقيؽ اغراض الضبط‬
‫االداري مثؿ‪ :‬اليدؼ مف الحفاظ عمى الصحة العمومية يتطمب القياـ بإجراءات ضبطية‬
‫ادارية كإجراء تنظيـ التخمص مف النفايات و اجراء النظافة وىو نفس ىدؼ الذي يستمزـ مف‬
‫السمطة االدارية المختصة بإنشاء وتنظيـ و تسيير مرفؽ عمومي صحي ‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫جورج فوديؿ‪ ،‬بيارد لقولفيو‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪503‬‬
‫‪2‬‬
‫محمود سعد الديف الشريؼ‪ ،‬النظرية العامة لمضبط االداري‪ ،‬مجمة مجمس الدولة‪ ،‬السنة الحادية عشر‪ ،‬القاىرة‪،1962 ،‬‬
‫ص ‪.153‬‬
‫‪3‬‬
‫ناصر لباد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ 156‬و‪.157‬‬
‫‪20‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪ -1‬اوجو االختالف بينيما‪:‬‬


‫الضبط االداري يترتب عميو المساس بحرية الفرد أو األفراد خبلفا لممرفؽ إذ يقؼ الفرد‬
‫موقؼ المنتفع مف خدماتو مجانا أو برسوـ يمزـ بدفعيا‪.‬‬
‫كما تختمؼ الجية التي تتولى مباشرة إجراءات الضبط عف الجية التي تتولى ضماف‬
‫توفير الخدمة لممنتفعيف‪ ،‬ففي الحالة األولى نجد الجية دائما سمطة عامة ممثمة في رئيس‬
‫الجميورية أو وزير معيف أو والي أو رئيس مجمس شعبي بمدي بالكيفية التي حددىا القانوف‪،‬‬
‫واألمر غير كذلؾ بالنسبة لممرفؽ العاـ حيث أف النشاط قد يعيد بو إلى شركة أو إلى فرد‬
‫وتقوـ العبلقة مباشرة بيف الشركة أو الفرد مف جية والمنتفع مف جية أخرى‪ ،‬كما أف طبيعة‬
‫إجراءات الضبط مف الخطورة حيث ال يمكف إسنادىا إلى أشخاص القانوف الخاص‪ ،‬خبلفا‬
‫لممرفؽ العاـ يمكف نقؿ نشاطو واسناده إلى فرد أو شركة تتولى القياـ بو‪.1‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لمضبط االداري وخصائصو‬

‫الفرع االول‪ :‬الطبيعة القانونية لمضبط االداري‬

‫ثار الجدؿ و النقاش حوؿ الطبيعة القانونية لمضبط االداري و انقسـ الفقو الى‬
‫اتجاىيف متعارضيف فاالتجاه االوؿ اف الضبط االداري ما ىو اال وظيفة ادارية تيدؼ الى‬
‫وقاية النظاـ العاـ في المجتمع فبل يمكف لئلدارة اف تمارسو اال في حدود القانوف ‪ ،‬اما‬
‫االتجاه الثاني فيرى انو وظيفة سياسية تعبر عف مصالح الطبقة الحاكمة و تستخدـ لخدمة‬
‫اغراضيـ و مصالحيـ‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫عمار بوضياؼ‪ ،‬الوجيز في القانوف االداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪. 481 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫محمود سعد الديف الشريؼ‪ ،‬النظرية العامة لمضبط االداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.115-112‬‬
‫‪21‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫اوال‪ :‬الضبط االداري وظيفة محايدة‬


‫حيث يرى انصار ىذا االتجاه اف الضبط االداري وظيفة ادارية محايدة مف وظائؼ‬
‫السمطة العامة نيدؼ الى رقابة النظاـ العاـ في المجتمع بوسائؿ القير في ظؿ القانوف ذىب‬
‫‪ Berrand‬الى اف الضبط االداري وظيفة محايدة ىدفيا حفظ النظاـ العاـ في المجتمع و‬
‫يترتب عمى ذلؾ مايمي‪:‬‬
‫‪ -‬اف النظاـ العاـ بالمعنى التقميدي ال يمتد الى النظاـ السياسي ألنو اذا حدث ذلؾ فسوؼ‬
‫تزوؿ فكرة النظاـ العاـ باعتبارىا فكرة قانونية في المقاـ االوؿ‪.‬‬

‫‪ -‬اف القاضي ال يجوز لو اف يكوف في خدمة النظاـ بؿ يتعيف عميو اف يكوف في خدمة‬
‫القانوف‪.‬‬

‫وتبنى ىذا الراي محمد سعد الديف الشريؼ الذي يضع خصائص لوظيفة الضبط و التي‬
‫تتمثؿ في الضبط وظيفة ضرورية ألنيا تنظـ المجتمع و تنظـ استعماؿ الحريات محايدة ال‬
‫تضطمع بالصبغة السياسية تخضع لسيادة القانوف تجد سندىا في القانوف و الدستور وىي‬
‫تعتمد عمى وسيمة السمطة العامة اي ليا الحؽ في استخداـ القوة في تنفيذ التدابير و الق اررات‬
‫البلزمة لحفظ النظاـ‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الضبط االداري وظيفة سياسية‬

‫يرى انصار ىذا االتجاه اف الضبط االداري وظيفة سياسية ال شبية فييا بؿ لقد ذىب‬
‫انصار ىذا التوجو الى اعتبار الضبط االداري سمطة رابعة مف سمطات الدولة منيا الفقيو‬
‫‪ ، pascu‬و يرى اف ميمتو حفظ النظاـ في المجتمع ‪ ،‬و الذي ىو حقيقتو فكرة سياسية و‬
‫اجتماعية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمود سعد الديف الشريؼ‪ ،‬النظرية العامة لمضبط االداري‪ ،‬ص ‪115-112‬‬
‫‪22‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫وقد تعرض ىذا الراي لبلنتقادات وذلؾ ألنو يؤدي الى تبرير التوسع في اعماؿ السيادة و‬
‫يؤدي الى اضفاء الشرعية عمى الحكومات الديكتاتورية‪. 1‬‬

‫ثالثا‪ :‬الضبط االداري طبيعة مزدوجة‬

‫اعتبر الضبط االداري احد وظائؼ السمطة التنفيذية وفرع مف فروعيا ‪،‬اف سمطات‬
‫الضبط الية مف اليات السمطة التنفيذية التي تستخدميا قصد المحافظة عمى النظاـ العاـ‬
‫فالضبط ىو جياز مف اجيزة تمؾ السمطة ووسيمتيا لفرض النظاـ و تجنب الفوضى‪ .‬ولو‬
‫طبيعة مزدوجة فمو جانب ذو طبيعة محايدة في الوظائؼ العادية لمضبط و في نفس الوقت‬
‫ذو طبيعة سياسية في الوظائؼ السياسية‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الضبط االداري‬

‫مف جممة التعاريؼ و المفاىيـ التي قدميا الفقياء بخصوص الضبط االداري والتي تبيف‬
‫وجيات نظر مختمفة لمباحثيف وىي التي تميزه عف نشاطات االدارة بالتالي يمكف حصر‬
‫خصائص الضبط االداري فيما يمي‪:‬‬

‫اوال‪ :‬الصفة االنفرادية‬

‫الضبط االد اري في جميع االحواؿ اجراء تباشره السمطة االدارية بصورة منفردة و تيدؼ‬
‫مف ورائو الى تحقيؽ النظاـ العاـ فبل حاجة إلرادة االفراد ودورىا في ىذا المجاؿ حتى تنتج‬
‫اعماؿ الضبط االداري و اثارىا القانونية و تبعا لذلؾ فاف موقؼ الفرد حياؿ اعماؿ الضبط‬
‫االداري ىو موقؼ االمتثاؿ و الخضوع في اطار ما يسمح بو القانوف‪.3‬‬

‫لقد اقر القضاء بالصفة االنفرادية ألعماؿ الضبط االداري عكس اعماؿ المرفؽ العاـ‬
‫التي تستعمؿ طريقة التعاقد فبل يمكف لسمطات الضبط االداري مثبل استعماؿ طريقة التعاقد‬

‫‪1‬‬
‫محمد عصفور ‪ ،‬البوليس و الدولة‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،1972 ،‬ص ‪.450‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد بدراف‪ ،‬الطبيعة الخاصة لمضبط االداري‪ ،‬دار النيضة العربية ‪ ،‬القاىرة‪ ،1989 ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪3‬‬
‫عمار بوضياؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪200‬‬
‫‪23‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫لمقياـ بصبلحياتيا و اختصاصاتيا في المحافظة عمى النظاـ العاـ‪ ،‬وكؿ عقد تبرمو سمطات‬
‫الضبط االداري مع أي متعاقد إلنجاز عمؿ ما يعتبره القضاء باطبل وذلؾ الف صبلحيات‬
‫الضبط االداري واختصاصاتو غير قابمة لمتصرؼ فييا و ال يمكف اكتسابيا بالتقادـ ألنيا‬
‫اعماؿ مف النظاـ العاـ ال تقبؿ التغيير فيي واجبات اكثر منيا حقوؽ ال يستطيع صاحبيا‬
‫التصرؼ فييا كما يريد و عميو فاف فكرة الضبط االداري ىي فكرة ادارية بحثة عمى جميع‬
‫االصعدة و المعايير‪.1‬‬

‫اف الضبط االداري في جميع الحاالت يأخذ شكؿ االجراء االنفرادي اي شكؿ اوامر‬
‫تصدر مف السمطة االدارية اي الق اررات االدارية سواء كانت ىذه الق اررات فردية او تنظيمية‬
‫فموقؼ المواطف اتجاه اعماؿ الضبط االداري ىو االمتثاؿ لئلجراءات التي اتخذتيا االدارة‬
‫في ىذا االطار وىذا وفؽ ما يحدده القانوف وتحت رقابة السمطة القضائية‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬الصفة الوقائية‪:‬‬

‫فعندما تبادر اإلدارة الى سحب رخصة السياقة ذلؾ ألنيا قدرت خط ار ما و حينما‬
‫تقوـ بغمؽ المحبلت التجارية او تعايف سمعة فيي تقصد وقاية األفراد مف كؿ خطر محمؿ‬
‫الوقوع كوضع حزاـ األمف ‪ ،‬و عميو وظيفة الضبط ضرورية لوقاية النظاـ العاـ مف خطر‬
‫اإلخبلؿ بو ال يمكف أف يتـ إال بضبط حدود ممارسة الحريات المختمفة‪.‬‬

‫يتميز الضبط اإلداري بالطابع الوقائي فيو يد أر المخاطر عمى األفراد‪ .‬فعندما تبادر‬
‫اإلدارة إلى سحب رخصة الصيد أو رخصة السياقة مف أحد األفراد فؤلنيا قدرت أف ىناؾ‬
‫خطر يترتب عمى استم اررية احتفاظ المعني بيذه الرخصة‪ .‬واإلدارة حينما تغمؽ محبل أو‬

‫‪1‬‬
‫عمار عوابدي‪ ،‬القانوف االداري‪-‬النشاط االداري‪ ،-‬ديواف المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر‪ ،2000 ،‬ص‪50‬‬
‫‪2‬‬
‫ناصر لباد‪ ،‬الوجيز في القانوف االداري‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار المجدد لمنشر و التوزيع‪ ،2010 ،‬ص ‪.156‬‬
‫‪24‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫تعايف بئ ار معينا أو بضاعة معينة فإنيا تقصد بعمميا اإلجرائي ىذا وقاية األفراد مف كؿ‬
‫خطر قد يداىميـ أي كاف مصدره و غيره ‪.1‬‬

‫كما تتميز فكرة الضبط االداري بانيا فكرة وقائية لحماية النظاـ العاـ بمدلولو و مفيومو‬
‫االداري اي المحافظة عمى االمف العاـ و السكينة العامة والصحة العامة و اآلداب العامة‬
‫في جؿ النظـ بطريقة وقائية وسابقة عمى واقعة او وقائع االخبلؿ بالنظاـ العاـ ‪ ،‬فالضبط‬
‫االداري ىو اسموب وقائي لمتنظيـ و العمؿ االداري لممحافظة عمى النظاـ العاـ‪.2‬‬

‫اذف الق اررات المتخذة في مجاؿ الضبط االداري ليا الصفة الوقائية اي انيا تيدؼ الى‬
‫منع وقوع االض طرابات باتخاذ مسبقا االجراءات الضرورية اي قبؿ االخبلؿ بالنظاـ العمومي‬
‫‪.3‬‬

‫اف الصفة االنفرادية لئلدارة في اتخاذ اجراءات الضبط االداري يمنع عمييا اف تتنازؿ‬
‫عنيا لؤلفراد وال يمكف ليا اف تتخمى عف مسؤولياتيا فمثبل‪ :‬في مجاؿ منح البمديات استغبلؿ‬
‫الشواطئ لمخواص فاف البمديات تبقى مسؤولة عف امف المصطافيف‪.4‬‬

‫ثالثا‪ :‬الصفة التقديرية ‪:‬‬

‫يقصد بيا أف لئلدارة سمطة تقديرية في ممارسة اإلجراءات الضبطية فعندما تقدر أف‬
‫عمبل ما سينتج عنو خطر تعيف عمييا التدخؿ قبؿ وقوعو بغرض المحافظة عمى النظاـ العاـ‬
‫فيي إف قدرت عدـ منح رخصة لتنظيـ سياسي بغرض إقامة تظاىرة عامة أو اجتماع عاـ‬
‫فإنيا الشؾ رأت اف ىناؾ مخاطر تنتج عف ىذا النشاط الجماعي‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫عمار بوضياؼ‪ ،‬الوجيز في القانوف االداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.482‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار عوابدي‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬النشاط االداري‪ ،‬الجزء‪ 2‬ديواف المطبوعات الجامعية ‪ ،‬ط ‪ ،3‬الجزائر‪ ،2005،‬ص ‪.11‬‬
‫‪3‬‬
‫ناصر لباد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪..155‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Yves GAUDEMET ;op cit ;p277 .‬‬
‫‪5‬‬
‫عمار بوضياؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.483‬‬
‫‪25‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫كما يعتبر الضبط االداري مظير مف مظاىر السمطة العامة و فكرة السيادة باعتبار ليا‬
‫مجموعة امتيازات و سمطات و صبلحيات االستثنائية و غير المألوفة التي تمارسيا‬
‫ال سمطات االدارية الضبطية المختصة بيدؼ المحافظة عمى النظاـ العاـ‪ 1‬مما يخوؿ ليا‬
‫السمطة التقديرية في اتخاذ االجراءات و التدابير‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬اعتماد الضبط االداري عمى السمطة العامة‪:‬‬

‫تعتبر ميمة الضبط االداري مف وسائؿ الدولة في ممارسة وظائفيا الرقابية و التنظيمية‬
‫مف خبلؿ فرض القيود و الضوابط عمى الحريات بيدؼ حماية النظاـ العاـ ‪ ،‬فبلبد لوقاية‬
‫النظاـ العاـ مف استعماؿ وسيمة السمطة العامة والمتمثمة في المقدرة عمى اصدار اعماؿ‬
‫قانونية مف جانب واحد ليا قوة ممزمة وتنفيذ تمكف السمطة المعيودة الييا باتخاذىا مف تأكيد‬
‫مضمونيا طوعاً او كرىاً‪.‬‬

‫فاعتماد الضبط االداري عامة عمى وسيمة السمطة العامة يعني استخدامو الوسائؿ‬
‫القسرية في تنفي القوانيف و المحافظة عمى النظاـ العاـ ‪ ،‬أي اف ليا الحؽ في استخداـ القوة‬
‫في تنفيذ التدابير و الق اررات البلزمة لحفظ النظاـ العاـ و االمف ‪ ،‬واكراه االفراد المحكوميف‬
‫عمى احتراـ نظـ الدولة الف التردد في طاعتيا قد يخؿ بالنظاـ العاـ في المجتمع اخبلال‬
‫جسيما ومف ثـ بالصالح العاـ‪.2‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬انواع الضبط االداري و اىدافو‬

‫مف خبلؿ ىذا المبحث سوؼ نتطرؽ الى انواع الضبط االداري و الى اغراض الضبط‬
‫االداري اي اىدافو والتي حصرىا الفقو في المحافظة عمى النظاـ العاـ في الدولة وصيانتو و‬
‫اعادتو الى الحالة الطبيعية اذا اضطرب او اختؿ مف خبلؿ تحديد مفيوـ النظاـ العاـ و‬
‫تحديد عناصره‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ناصر لباد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.156-155‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الرؤوؼ البسيوني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.29-28‬‬
‫‪26‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫المطمب االول‪ :‬انواع الضبط االداري‬


‫الضبط اإلداري يتمثؿ في مجموعة مف اإلجراءات التي تتخذىا السمطة االدارية‬
‫المختصة ويترتب عمييا المساس بحرية األفراد‪ ،‬فاف ىذه القيود تختمؼ مف حيث مجاؿ‬
‫نطاقيا فقد تخص مكانا محددا أو أشخاصا معينيف أو موضوعا دوف غيره‪ ،‬لذلؾ قسـ الفقو‬
‫الضبط إلى نوعيف ضبط عاـ وآخر خاص‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬الضبط االداري العام‬

‫يقصد بو ا لنظاـ القانوني العاـ لمبوليس اإلداري أي مجموع السمطات الممنوحة لييئات‬
‫البوليس اإلداري مف أجؿ المحافظة عمى النظاـ العاـ بمختمؼ محاوره مف أمف عاـ وصحة‬
‫عامة وسكنية عامة‪.1‬‬

‫يقصد بالضبط االداري العاـ المحافظة عمى النظاـ العاـ بعناصره الثبلثة االمف و‬
‫الصحة و السكينة العامة و حماية جميع االفراد في المجتمع مف خطر انتياكاتو و االخبلؿ‬
‫بو‪.2‬‬

‫بالتالي يتشكؿ الضبط االداري العاـ مف مجموعة االختصاصات التي تمنح لمسمطات‬
‫االدارية تمارسيا بصفة عامة في كؿ المجاالت وعمى جميع النشاطات لمحفاظ عمى النظاـ‬
‫العمومي و السكينة العمومية في حدود سمطاتيا االقميمية‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫عمار عوابدي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.485‬‬
‫‪2‬‬
‫مازف راضي ليمو‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬منشورات االكاديمية العربية في الدانمارؾ‪،2008 ،‬‬
‫ص‪https://www.bibliotdroit.com/2015/12/blog-post_66.html.59‬‬
‫‪3‬‬
‫احمد محيو‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪..404‬‬
‫‪27‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الضبط االداري الخاص‬

‫يقصد بو السمطات التي منحيا القانوف لئلدارة بقصد تقييد نشاطات وحريات األفراد في‬
‫مجاؿ محدد ومعيف‪ ،‬فيو عمى ىذا النحو اما أف يخص مكانا بذاتو أو نشاطا بذاتو‪ .‬ومثاؿ‬
‫ذلؾ أف تفرض اإلدارة قيودا لتنظيـ حركة المرور كأف تغمؽ شارعا معينا أو أف تفرض‬
‫إجراءات معينة لممارسة األفراد حؽ االجتماع العاـ أو مسيرة أو إقامة حفبلت ليبل وىكذا‪.‬‬
‫فكؿ حرية عامة تمس في ممارستيا حرية اآلخريف أو حقوقيـ يجوز لئلدارة تقييدىا بالطرؽ‬
‫التي حققيا القانوف‪ .‬فميس مف حؽ الفرد تحت عنواف الحريات العامة أف يبادر بمباشرة عمؿ‬
‫الصيد بصفة مطمقة فمف حؽ السمطة العامة أف تفرض عميو قيودا تتعمؽ باستعماؿ سبلح‬
‫الصيد أو أنواع الحيوانات المرخص الصطيادىا أو المكاف المخصص لممارسة ىذا العمؿ‪.1‬‬

‫اف الضبط االداري الخاص قد يستيدؼ اغراضا اخرى بخبلؼ اغراض الضبط االداري‬
‫العاـ التقميدية ‪ ،‬اذ يممؾ اف يفرض القيود التي يراىا لتحقيؽ اىداؼ او اغراض اخرى خبلؼ‬
‫النظاـ العاـ كالقيود التي تفرض عمى االفراد لحماية االثار او تنظيـ السياحة ‪ ،‬بالتالي فاف‬
‫الضبط االداري الخاص اضيؽ حدودا مف الضبط االداري العاـ لتقيده بمكاف او نشاط او‬
‫اغراض معينة ‪.2‬‬

‫بالتالي يتعمؽ الضبط االداري الخاص اما بنشاط معيف مثؿ الضبط في مجاؿ الصيد‬
‫البحريف او بفئة مف االشخاص مثؿ الضبط المتعمؽ باألجانب او يتعمؽ بمكاف معيف مثؿ‬
‫الضبط الذي يحدد شروط استعماؿ الشواطئ‪ ،‬اف ىذه االنواع مف الضبط االداري الخاص‬

‫‪1‬‬
‫عمار عوابدي ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.486‬‬
‫‪2‬‬
‫مازف راضي ليمو‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪28‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫تشكؿ كؿ نوع عمى حدى موضوعا لنص قانوني خاص ينظمو ويحدد السمطات المختصة‬
‫لممارستو و االجراءات التي يمكف اتخاذىا‪.1‬‬

‫المطمب الثاني ‪:‬أىداف الضبط اإلداري‬

‫تتمثؿ اىداؼ التي يجب اف تتوالىا سمطات الضبط االداري في المحافظة عمى النظاـ‬
‫العاـ وذلؾ بمنع االخبلؿ بو او الحد مف االستمرار في مثؿ ىذا االخبلؿ واذا استيدفت ىذه‬
‫السمطات غرضا اخر غير المحافظة عمى النظاـ اتسـ تصرفيا باالنحراؼ بالسمطة او اساءة‬
‫استعماليا ‪.‬‬

‫اف الحفاظ عمى النظاـ العاـ الذي يشكؿ مجموعة مصالح عميا مشتركة لمجتمع ما في‬
‫زمف معيف يتفؽ الجميع عمى ضرورة سبلمتيا ويتكوف النظاـ العاـ مف ثبلث عناصر ىي‬
‫االمف العاـ والسكينة العامة والصحة العامة‪ ،‬إذف البد اف نوضح المقصود بالعناصر الثبلث‬
‫التي ييدؼ الضبط اإلداري إلى حمايتيا وتوفيرىا بكونيا عناصر النظاـ العاـ وىذا يعنى أف‬
‫أىداؼ الضبط اإلداري ‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬مفيوم النظام العام‬

‫يصعب ايجاد تعريؼ قانوني محدد لمنظاـ العاـ ألنيا فكرة مرنة متطورة تختمؼ‬
‫باختبلؼ الزماف و المكاف وباختبلؼ المذاىب السياسية و االسس الفمسفية و االجتماعية‬
‫السائدة في المجتمع‪ ،‬لذلؾ يجمع الفقو عمى ضرورة ربط فكرة النظاـ العاـ بالمصمحة العامة‬
‫العميا لممجتمع في كؿ دولة عمى حدى‪.2‬‬

‫اما الفقو فاف اغمبو يعتبر النظاـ العاـ مفيوـ غامض غير محدد المعالـ ‪ ،‬ومعظـ‬
‫التعاريؼ تجعؿ النظاـ العاـ ىدفا لمضبط االداري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.403‬‬ ‫احمد محيو‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‬
‫‪2‬‬
‫مازن راضي ليلو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪..95.‬‬

‫‪29‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫فحسب د عمار عوابدي‪ ":‬المقصود بالنظاـ العاـ في مفيوـ القانوف االداري و الوظيفة‬
‫االدارية في الدولة كيدؼ وحيد لمبوليس االداري ىو المحافظة عمى االمف العاـ و الصحة‬
‫العامة والسكينة العامة و اآلداب العامة بطريقة وقائية وذلؾ عف طريؽ القضاء عمى كؿ‬
‫المخاطر و االخطار ميما كاف مصدرىا التي تيدد عناصر ومقومات النظاـ ىذه"‪.1‬‬

‫قد عرفو القضاء االداري في قرار الغرفة االدارية بمجمس قضاء الجزائر بتاريخ ‪27‬‬
‫جانفي ‪ 1984‬جاء فيو‪...":‬اننا نقصد مف خبلؿ عبارة النظاـ العاـ مجموعة القواعد البلزمة‬
‫لحماية السمـ االجتماعي الواجب الحفاظ عميو لكي يتمكف كؿ ساكف عبر التراب الوطني ‪،‬‬
‫مف استعماؿ قدراتو الشرعية في حقوقو المشروعة في مكاف اقامتو‪ ،‬واعتبا ار انو ميما تعمؽ‬
‫االمر بمفيوـ غير مستقر يتطور بتطور االزمة و االوساط االجتماعية‪ .‬وىذا ما اكده قرار‬
‫الغرفة االدارية لممحكمة العميا بتاريخ ‪ 14‬فيفري ‪ 1993‬في قضية س ضد وزير الداخمية‬
‫حيث اعتبر اف المساس بالنظاـ العاـ ال يمكف تقييمو في سنة ‪ 1992‬استنادا الى معايير‬
‫كانت تطبؽ في سنة ‪.21993‬‬

‫اف ىدؼ البوليس االداري ىو ضماف النظاـ العاـ اي االمف العاـ و الصحة العامة و‬
‫السكينة العامة وقد تختمؼ العناصر وىذا ما حدث عندما اقر المحافظة عمى اآلداب العامة‬
‫كيدؼ مف اىداؼ الضبط االداري‪.3‬‬

‫ومنو اف النظاـ العاـ ييدؼ الى تحقيؽ ىذه االغراض غير انو ال يوجد ما يمنع مف‬
‫التوسع في مدلولو نظ ار لتطور الظروؼ االجتماعية و ازدياد تدخؿ الدولة في مختمؼ‬
‫مجاالت الحياة الى تغيير مفيوـ النظاـ العاـ بالمدلوؿ التقميدي الذي يقتصر عمى المحافظة‬

‫‪1‬‬
‫عمار عوابدي‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.396‬‬
‫‪2‬‬
‫ناصر لباد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Yves GAUDEMET ;op cit ;p277‬‬
‫‪30‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫عمى االمف و السكينة و الصحة العامة فمـ يعد ىذا المفيوـ كافيا لتغطية كافة غايات‬
‫واغراض ىذا الضبط ‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عناصر النظام العام‬

‫اف النظاـ العاـ مبدئيا يشمؿ ثبلث عناصر اساسية ىي االمف العاـ و الصحة العامة و‬
‫السكينة العامة والتي ىي ذو طابع مادي المتعمقة بالممارسات ذات المظير الخارجي غير‬
‫انو مع تطور المجتمعات و تطور وظيفة الدولة و اتساع نشاطيا تـ التوسيع في العناصر‬
‫المكونة لمنظاـ العاـ وىذا ما سوؼ نتطرؽ اليو‪.‬‬

‫اوال‪ :‬العناصر التقميدية لمنظام العام‬

‫اتفؽ الفقو و القضاء االدارييف عمى وجود ثبلث عناصر تقميدية مكونة لمنظاـ العاـ‪ ،‬وقد‬
‫اكد مارسؿ فالي ف عمى ذلؾ بقولو‪ :‬االمف‪ ،‬السكينة‪ ،‬و الصحة العامة ىي العناصر الوحيدة‬
‫التي يمكف لسمطة الضبط البمدي اتخاذىا عند تحديد وتقييد حرية المواطنيف ‪.2‬‬

‫كما اكد عمييا مف قبؿ القضاء االداري الجزائري في ق ارره الصادر بتاريخ‬
‫‪ 2003/09/16‬والذي جاء فيو‪ :‬حيث انو يستخمص مف معطيات الممؼ او القرار المراد‬
‫ابطالو يدخؿ ضمف صبلحيات رئيس المجمس الشعبي البمدي في اطار اعماؿ الضبط‬
‫االداري المخولة لو مف اجؿ المحافظة عمى النظاـ العاـ و االمف العاـ و الصحة العامة‬
‫بموجب مداوالتو‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫رمضاف محمد بطيخ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪2‬‬
‫سكينة عزوز‪ ،‬عممية الموازنة بيف اعماؿ الضبط االداري و الحريات العامة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪3‬‬
‫قرار مجمس الدولة رقـ ‪ 11642‬المؤرخ في ‪ 2003-09-16‬قضية ر ع ضد بمدية العممة ومف معيا‪ ،‬موسوعة‬
‫االجتياد القضائي الجزائري ‪ ،‬ق اررات المحكمة العميا و مجمس الدولة ‪ ،‬االصدار الرابع‪.2006 ،‬‬
‫‪31‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫وقد سايرت التشريعات ىذا التوجو وذلؾ بتحديد العناصر المادية المكوف لمضموف‬
‫النظاـ العاـ مثؿ المادة ‪ 97‬مف القانوف الفرنسي ‪ 5‬افريؿ ‪ 1884‬المتعمؽ بالبمدية‪ :‬ىدؼ‬
‫البوليس البمدي ىو ضماف حسف النظاـ ‪ ،‬االمف العاـ‪ ،‬والصحة العامة‪.1‬‬

‫و قد اكدت في التشريع الجزائري خاصة في قانوف البمدية ‪211-10‬حيث نص في المادة‬


‫‪ 88‬منو عمى‪ :‬يقوـ رئيس المجمس الشعبي البمدي تحت اشراؼ الوالي بما ياتي‪..." :‬السير‬
‫عمى النظاـ و السكينة و النظافة العمومي" و قانوف الوالية ‪ 07-12‬نصت عمى نفس‬
‫العناصر في المادة ‪" : 114‬الوالي مسؤوؿ عمى المحافظة عمى النظاـ و االمف و السبلمة‬
‫‪3‬‬
‫و السكينة العمومية"‬

‫‪ -1‬االمن العام‪:‬‬

‫يعتبر العنصر االوؿ في النظاـ العاـ ىدفو المحافظة عمى سبلمة المواطف و طمئنانية‬
‫عمى نفسو و مالو مف المخاطر التي يمكف اف تقع عميو في الطرؽ اي في مجاؿ المرور و‬
‫االماكف العمومية و حمايتو مف الكوارث و االخطار العمومية كالفيضانات او الحريؽ و‬
‫االوبئة‪ ...‬الخ‪.4‬‬

‫ويعتبر اوؿ مياـ لمدولة قديما و حديثا يقصد بو طمئنانية االفراد عمى اشخاصيـ و‬
‫امواليـ مف اي خطر يمكف اف يقع عمييـ و يتحقؽ ذلؾ باتخاذ ما يمزـ مف الحيطة لمنع‬
‫وقوع الحوادث او احتماؿ وقوعيا عمى االشخاص ‪،‬كحجر المصابيف بأمراض عقمية ‪ ،‬واتخاذ‬

‫‪1‬‬
‫‪L’article 97 alinéa 1 de la loi du 05-04-1884 du code municipal stipule que : la police municipale a‬‬
‫‪pour objet le bon ordre, la sureté et la salubrité publique.‬‬
‫‪https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k27988s/texteBrut‬‬
‫‪2‬‬
‫المواد ‪ 88‬و ‪ 89‬و ‪ 94‬مف قانوف ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬جواف ‪ 2011‬المتعمؽ بالبمدية الجريدة الرسمية عدد ‪.37‬‬
‫‪3‬‬
‫قانوف ‪ 07-12‬المؤرخ في ‪ 21‬فيفيري‪ 2012‬المتعمؽ بالوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.12‬‬
‫‪4‬‬
‫ناصر لباد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫‪32‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫االجراءات البلزمة لمواجية االضطرابات و التجمعات ‪ ،‬واتخاذ ما يمزـ لموقاية مف خطر‬


‫‪1‬‬
‫االشياء كانييار المباني او الحرائؽ او ما ينشا عف مخاطر الطبيعة كالفيضانات ‪..‬الخ‬

‫بالتالي يقصد بو حماية االرواح و االمواؿ اي كؿ ما يطمئف االنساف عمى نفسو وولده‬
‫و عرضو ومالو مف خطر الحوادث او الكوارث سواء مصدره طبيعي كالبراكيف و الزالزؿ او‬
‫مصدره االنساف كاإلشعاعات النووية ‪.2‬‬

‫ومف بيف االجراءات و التدابير التي يمكف اتخاذىا نجد‪:‬‬

‫‪ -‬منع االجتماعات و التظاىرات اذا كاف اليدؼ منيا االخبلؿ باألمف العاـ‪.‬‬
‫‪ -‬القياـ بكافة التدابير مف اجؿ منع وقوع الجرائـ‪.‬‬
‫‪ -‬القياـ بإجراءات لمقضاء عمى الحيوانات المفترسة ‪.‬‬
‫‪ -‬القياـ باإلجراءات البلزمة لتنظيـ المرور ‪.‬‬
‫‪ -2‬الصحة العامة‪:‬‬

‫اف الدستور يضمف الحؽ في الصحة و الرعاية الصحية وىو التزاـ عمى عاتؽ الدولة‬
‫التي تسير عمى ضمانو لكؿ االفراد دوف تمييز اكدتو المادة ‪ 66‬مف التعديؿ الدستوري‬
‫‪ 20163‬التي تنص‪ ":‬الرعاية الصحية حؽ لممواطنيف ‪ ،‬تتكفؿ الدولة بالوقاية مف االمراض‬
‫الوبائية و المعدية و بمكافحتيا ‪ ،‬تسير الدولة عمى توفير العبلج لؤلشخاص المعوزيف"‪.‬‬

‫يتمثؿ موضوعو الصحة العامة في النظافة العمومية او في صيانة الصحة العمومية‬


‫بالمعنى الواسع ويتحدد مجاليا بالسير عمى نظافة االماكف و الشوارع العمومية ومياديف‬

‫‪1‬‬
‫عمار عوابدي‪ ،‬الجوانب القانونية لفكرة البوليس االداري‪ ،‬المجمة الجزائرية لمعموـ القانونية السياسية و االقتصادية ‪ ،‬العدد‬
‫‪ 4‬ف ‪ ،1987‬ص ‪.101‬‬
‫‪2‬‬
‫رمضاف محمد بطيخ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫‪3‬‬
‫قانوف رقـ ‪ 01-16‬مؤرخ في ‪6‬مارس ‪ 2016‬يتضمف التعديؿ الدستوري‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.14‬‬
‫‪33‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫العمؿ ومراقبة نظافة المياه الصالحة لمشرب و نظافة المأكوالت المعروضة لمبيع ‪ ،‬كما يتحدد‬
‫مجاليا في نظافة البنايات القديمة و الجديدة و نظافة المؤسسات الصناعية و التجارية و‬
‫محاربة االمراض المعدية و تحسيف الظروؼ الصحية و العبلجية لممواطنيف مف وسائؿ‬
‫التطعيـ و االدوية‪...‬الخ‪.1‬‬

‫يقصد بيا وقاية صحة االفراد مف اخطار االمراض وذلؾ باتخاذ ما يمزـ مف اجراءات‬
‫لمنع انتشار االوبئة وكفالة نظافة مواد الغذاء و مياه الشرب و المحافظة عمى نظافة البيئة و‬
‫االماكف العامة‪.2‬‬

‫قد توسعت وظيفة الدولة في مجاؿ الصحة العامة واصبحت تتدخؿ سواء عمى مستوى‬
‫الوالية و البمدية وعمى المستوى الوطني وقد تتوسع سمطات لتشمؿ تدخؿ وزير الصحة ووزير‬
‫البيئة في مجاؿ حماية الصحة العامة ‪.‬‬

‫اف ازمة كورونا كوفيد ‪ 19‬كاف ليا اثر مما اثر عمى بعض الحقوؽ و حريات االفراد مف‬
‫خبلؿ فرض بعض التدابير الوقائية مثؿ الحجر المنزلي و التباعد االجتماعي مف خبلؿ‬
‫مراسيـ تنفيذية اصدرىا الوزير االوؿ مف اجؿ الحد مف انتشاره باعتباره وباء عالمي وقد ثار‬
‫جدؿ حوؿ مدى اعتباره ضبط خاص او عاـ؟ ‪ ،‬غير انو بالنظر لخصوصيتو وخصوصية‬
‫التدابير المتخذة يصعب تكييفو‪ ،‬ىذا ما ظير مؤخ ار في ظؿ ازمة كورونا‪.‬‬

‫‪ - 3‬السكينة العامة‪:‬‬

‫يقصد بيا اتخاذ كافة التدابير و االجراءات الوقائية لمقضاء عمى اسباب ومصادر‬
‫االزعاج و القمؽ بيدؼ ضماف راحة المواطنيف كوقاية االفراد مف الضوضاء وعدـ التعرض‬

‫‪1‬‬
‫ناصر لباد‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص ‪.162‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد فؤاد عبد الباسط ‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬نشاط االدارة ‪ ،‬تنظيـ االدارة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر االسكندرية ‪2006 ،‬‬
‫ص ‪.262-261‬‬
‫‪34‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫لمضايقات الغير كالمتسوليف او مستعممي مكبرات الصوت وتوقيؼ المركبات التي ال‬
‫تستجيب لمشروط التقنية في خفض معدالت االصوات و الضجيج او منع االنشطة المزعجة‬
‫في التجمعات السكنية و المينية ‪.‬‬

‫اي توفير اليدوء في الطرؽ و االماكف العامة ومنع كؿ ما مف شانو اف يقمؽ راحة‬
‫االفراد او يزعجيـ كاألصوات و الضوضاء المنبعثة مف مكبرات الصوت و الباعة المتجوليف‬
‫و محبلت التسجيؿ ومنبيات المركبات‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬العناصر الحديثة لمنظام العام‬

‫لقد تطور مفيوـ النظاـ العاـ مع تطور الوظيفة االدارية لمدولة فأصبحت تتدخؿ في‬
‫المجاالت االقتصادي ة و االجتماعية و الثقافية واصبحت الدولة تتدخؿ اضافة الى تقييد‬
‫حريات االفراد الى الحفاظ عمى استقرار الحياة العامة و الحفاظ عمى حقوؽ وحريات االفراد‪.‬‬

‫لقد كاف لمقضاء االداري الفرنسي دو ار ىاما في توسيع عناصر النظاـ العاـ اي اغراض‬
‫الضبط االداري حيث اعترؼ بحؽ ىيئات الضبط في التدخؿ لحماية اآلداب و االخبلؽ‬
‫العامة و الحفاظ عمى جماؿ ورونؽ االماكف العامة وحماية النظاـ االقتصادي‪.2‬‬

‫‪ – 1‬جمال الرونق و المظير‪:‬‬

‫النظاـ العاـ الجمالي لمبيئة او جماؿ الرونؽ و المظير يعرؼ باعتباره احد عناصر‬
‫النظاـ العاـ وفؽ اجتياد الفقياء فيناؾ مف بقصد بو المظير الفني و الجمالي لمشارع الذي‬

‫‪1‬‬
‫مازف ليمو راضي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪2‬‬
‫جمطي اعمر‪ ،‬االىداؼ الحديثة لمضبط االداري‪ ،‬اطروحة دكتوراه في القانوف العاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪،‬‬
‫جامعة ابي بكر بمقايد تممساف‪،2016-2015 ،‬ص‪.30‬‬
‫‪35‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫يستمتع المارة برؤيتو‪ ، 1‬وىناؾ مف يعتبر النظاـ الذي ييدؼ الى حماية جماؿ الرونؽ و‬
‫الرواء لمبيئة حفاظا عمى السكينة النفسية لؤلفراد المقيميف في ىذه البيئة ‪.‬‬

‫قد تـ االعتراؼ بو كعنصر مف عناصر النظاـ العاـ يخوؿ السمطات المختصة التدخؿ‬
‫‪ ،‬بشكؿ تدريجي ففي مرحمة اولى كانت السمطات الضبط االداري ال تتدخؿ اال اذا كاف‬
‫المساس بجماؿ الرونؽ و الرواء مرتبط بأحد العناصر التقميدية لمنظاـ العاـ حيث سنة‬
‫‪ 1928‬قضى مجمس الدولة الفرنسي باف سمطة الضبط االداري ال يمكنيا التدخؿ لحماية‬
‫جماؿ الرونؽ و الرواء اال في الحاالت التي يرخص فييا القانوف ذلؾ صراحة ‪.2‬‬

‫اما في مرحمة ثانية فقد ارسى مجمس الدولة الفرنسي في قرار صادر في ‪ 1936‬المتعمؽ‬
‫باإلعبلنات الورقية توزع عمى المارة الذيف يتخمصوف منيا في الشارع فتشوه الطرقات ايف‬
‫اعترؼ لسمطات الضبط االداري بإمكانية التدخؿ حفاظا لجمالية المظير فقط ولو لـ يرتبط‬
‫االمر بالثبلثية الكبلسيكية‪ .‬فدخؿ تكريس جماؿ الرونؽ و المظير كعنصر لمنظاـ العاـ ‪،‬‬
‫غير انو يشترط وجود طابع الخطورة الخاصة مف شانيا اثارة اضطراب خارجي إلعماؿ ىذا‬
‫العنصر تجنبا لمتعسؼ في استعماؿ السمطة االدارية ‪.3‬‬

‫اصدر المشرع الفرنسي العديد مف القوانيف تيدؼ حماية جماؿ الرونؽ و الرواء مثؿ قانوف‬
‫‪02‬ماي ‪ 1930‬الخاص بتنظيـ المدف‪ ،‬قانوف ‪ 1943‬المعدؿ بقانوف ‪1979/12/29‬‬
‫المتعمؽ بالرقابة عمى لصؽ االعبلنات‪ ، 4‬و المشرع الجزائري بدوره نص عمى نصوص‬
‫خاصة تتضمف ىذا العنصر منيا قانوف حماية البيئة في اطار التنمية المستدامة ‪-03‬‬

‫‪1‬مريـ بف عباس ‪ ،‬العناصر الحديثة لمنظاـ العاـ في القانوف االداري ‪ ،‬مجمة الباحث لمدراسات االكاديمية ‪ ،‬المجمد ‪، 7‬‬
‫العدد‪ ،‬جانفي ‪ ،2020‬ص ‪.200‬‬
‫‪2‬‬
‫سميماف ىندوف‪ ،‬الضبط االداري –سمطات و ضوابط‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2017،‬ص‪.49‬‬
‫‪3‬‬
‫مريـ بف عباس ‪ ،‬العناصر الحديثة لمنظاـ العاـ في القانوف االداري المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.200‬‬
‫‪4‬‬
‫سميماف ىندوف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪36‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪،10‬قانوف ‪ 06-06‬المتضمف القانوف التوجييي لممدينة و قانوف ‪ 04-98‬المتعمؽ بحماية‬


‫التراث الثقافي‪...‬الخ‬

‫‪ -2‬النظام العام االقتصادي‪:‬‬

‫ارتبط دخوؿ النظاـ العاـ االقتصادي في دائرة عناصر النظاـ العاـ بتطور وظيفة‬
‫ودور الدولة ‪ ،‬مف دولة متدخمة امتدت لتنظيـ المجاؿ االقتصادي الذي اضحى اي اختبلؿ‬
‫قد يصيبو يعد مساسا بالنظاـ العاـ‪.‬‬

‫مف االجتيادات الفقيية التي تعتبر النظاـ العاـ االقتصادي احد عناصر النظاـ العاـ‬
‫و يعرؼ عمى انو ىو ذلؾ النظاـ الذي يستيدؼ اشباع حاجات ضرورية او ممحة ينتج عف‬
‫عدـ اشباعيا حدوث اضطرابات معينة ال تقؿ في خطورتيا عف االضطرابات الخارجية و‬
‫يتصؿ بمجموعة مف االىداؼ االقتصادية التي تتعمؽ بمتطمبات التسعيرة الجبرية و توفير‬
‫الموارد الغذائية الضرورية و تنظيـ عممية التصدير و االستيراد و التعامؿ بالعمبلت الحرة و‬
‫االتجار فييا و اسكاف مف ال مأوى ليـ و خاصة في اوقات االزمات‪.1‬‬

‫يرى الفقيو مارتريس ‪ MARTRES‬اف دواعي و اىداؼ النظاـ العاـ االقتصادي مبنية‬
‫مف وجية نظر اقتصادية و ليست قانونية فالفكرة االساسية لمنظاـ العاـ االقتصادي ‪ ،‬تقوـ‬
‫عمى اساس تدخؿ الدولة وحده يمكف اف يعالج انعداـ التوازف و االختبلؿ االقتصادي و اف‬
‫التحررية لـ تعد تكفي لضماف االمف الجماعي‪.‬‬

‫لقد تـ االعتراؼ بفكرة النظاـ العاـ االقتصادي بعد التسميـ اف ليس مف المنطؽ ترؾ‬
‫المجاؿ االقتصادي لؤلفراد في ظؿ حرية مطمقة ألنو يعرض المجتمع لمخاطر كبيرة ‪ ،‬لذلؾ‬

‫‪1‬‬
‫مريـ بف عباس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.201‬‬
‫‪37‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫تتدخؿ لتقييد االنشطة االقتصادية الفردية كاتخاذ تدابير التسعير الجبري و تدابير االقتصاد‬
‫الخاص باألزمات و تدابير اشباع الحاجات الضرورية او الممحة‪.1‬‬

‫اذف يقصد بو تدخؿ سمطات الضبط االداري فيما يتعمؽ بتنظيـ بعض العبلقات تدخؿ‬
‫في اطار المجاؿ االقت صادي تحت طائمة المساس بالنظاـ العمومي لغايات اقتصادية بحثة‬
‫عمى غرار االجور‪ ،‬االسعار و التمويف‪ .‬انشات الجزائر عدة ىيئات لمضبط االقتصادي مف‬
‫اجؿ الحفاظ عمى النظاـ العاـ االقتصادي منيا مجمس المنافسة و مجمس النقد و القرض‪.‬‬

‫‪ -3‬اآلداب العامة‪:‬‬

‫اتسع النظاـ الع اـ اتساعا ليشمؿ النظاـ العاـ االدبي او االخبلقي الذي يعتبر مف‬
‫العناصر المعنوية لمنظاـ العاـ ‪.‬‬

‫يقصد بو مجموعة االسس و القيـ االخبلقية التي يقوـ عمييا البنياف االساسي لممجتمع ‪،‬‬
‫و التي تؤدي مخالفتيا الى تفكؾ المجتمع ‪ ،‬وفكرة اآلداب العامة ىي الجانب االخبلقي لفكرة‬
‫النظاـ العاـ و ىي جزء مف النظاـ العاـ بمعناه الواسع‪ ،‬و ىي قواعد ضرورية لممحافظة‬
‫عمى المجتمع مف االنحبلؿ ويجب االلتزاـ بيا مف المجتمع و عدـ المساس بيا‪.‬‬

‫تـ تكريس اآلداب العامة كعنصر حديث لمنظاـ العاـ و مستقؿ عف العناصر التقميدية‬
‫في قرار مجمس الدولة الفرنسي في ق ارره المشيور حوؿ قضية افبلـ لوتيتسيا سنة ‪ 1959‬ايف‬
‫مكف عمدة البمدية مف اتخاذ تدابير الضبط االداري حماية لآلداب العامة فقط دوف اتصاليا‬
‫بالثبلثية التقميدية موقعا بذلؾ ميبلد عيد جديد لمفيوـ النظاـ العاـ ‪ ،‬حيث منع عرض ‪3‬‬
‫افبلـ رغـ حصوليـ عمى تراخيص تحت تأثير الضغط االجتماعي الذي اعتبر اف عرض‬
‫االفبلـ ييدد تربية و اخبلؽ و آداب التبلميذ الصغار‪ ،‬فرفعت الشركة السنيمائية الدعوى اماـ‬
‫‪1‬‬
‫ىيثـ سميماف حامد عرشو‪ ،‬مفيوـ النظاـ العاـ في القانوف االداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬بحث تكميمي لنيؿ شيادة الماجستير‬
‫في القانوف ‪ ،‬جامعة النيميف‪ ،‬كمية الدراسات العميا القانوف‪ ،2017 ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪38‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫مجمس الدولة الذي قضى برفض الغاء قرار رئيس البمدية نيس ألنو مف سمطاتو الضبطية اف‬
‫يتعرض لممحافظة عمى اآلداب العامة و االخبلؽ العامة اذا كانت تيدد النظاـ العاـ و‬
‫تعرضو لمخطر‪. 1‬‬

‫كما اف القضاء الجزائري اخذ بيذا العنصر في قضية والي والية تيزي وزو ضد السيد (ج‬
‫س) باستخدامو لبيع المشروبات الكحولية وارتداء النساء لباس غير الئؽ و بتاريخ تـ غمؽ‬
‫مف قبؿ الوالي بناءا عمى محضر الشرطة وقد رفع السيد القضية اماـ القضاء وتـ استئنافو‬
‫اماـ مجمس الدولة الذي ايد قرار الوالي القاضي بالغمؽ النيائي لممحؿ و تحميؿ السيد ج‬
‫‪2‬‬
‫س المصاريؼ القضائية‬

‫اف مفيوـ اآلداب العامة متغير مف فترة الى فترة ومف مكاف الى مكاف و تتحكـ فيو عدة‬
‫عوامؿ سياسية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬و ثقافية‪ ،‬و دينية‪ ،‬يبقى تكييفيا يخضع الى السمطة‬
‫التقديرية لمقاضي االداري‪.‬‬

‫المبلحظ اف أغمب التشريعات كرستو منيا الجزائر حيث ينص قانوف البمدية عمى اختصاص‬
‫رئيس المجمس الشعبي البمدي في المحافظة عمى اآلداب العامة ‪.‬‬

‫‪ -4‬احترام الكرامة االنسانية ‪:‬‬

‫ظير الوؿ مرة مف خبلؿ اجتياد مجمس الدولة الفرنسي في سنة ‪ 1995‬في قضية‬
‫‪ LANCER DE NAINS‬التي تتمخص وقائعيا فاف عمدة البمدية قاـ باصدار قرار يمنع‬
‫بموجبو عروضا تتـ في قاعة الرقص الميمي يتـ فييا رمي شخص مف قصار القامة اي قزـ‬
‫باتفاؽ و مقابؿ اجرة و عمؿ ق ارره عمى اف العروض غير اخبلقية ‪ ،‬غير اف مجمس الدولة‬

‫‪1‬‬
‫عمار عوابدي‪ ،‬الجوانب القانونية لفكرة البوليس االداري‪ ،‬الجزائر‪ ،1988 ،‬ص ‪38‬‬
‫‪2‬‬
‫قرار رقـ ‪ 044612‬بتاريخ ‪ ، 2009/04/15‬قضية والي والية تيزي وزو ضد ج س‪ ،‬سايس جماؿ‪ ،‬االجتياد الجزائري‬
‫في القضاء االداري‪ ،‬الجزء‪ ،3‬الطبعة ‪ ،1‬منشورات كميؾ‪ ،2013 ،‬ص ‪.1642‬‬
‫‪39‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫اقر القرار العمدة باعتبار انو جاء لمحفاظ عمى الكرامة االنساف بادراج عنصر جديد لمنظاـ‬
‫العاـ دوف اف يرتبط بالعناصر التقميدية واكد عمى ىذا التوجو في ‪ 2014‬قضية الفكاىي‬
‫ديودني‪ ،‬اقر المجمس قرار منع عرض الفكاىي بسبب مساسو بالكرامة االنسانية‪.1‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬ىيئات الضبط اإلداري ووسائمو‬

‫المكمفة بوظيفة المحافظة عمى النظاـ العاـ و المختصة‬ ‫ىناؾ سمطات ادارية‬
‫بممارسة سمطات الضبط االداري في الدولة وفؽ احكاـ الدستور و القانوف‬

‫يقصد بسمطات الضبط ىي تمؾ المخوؿ ليا صبلحيات اتخاذ االجراءات الضرورية‬
‫لحفظ النظاـ العمومي عف طريؽ سمطة التنظيـ و ليس اجيزة الشرطة ‪ ،‬اف ىيئات الضبط‬
‫قد حددىا القانوف عمى سبيؿ الحصر سواء المتعمقة بالضبط العاـ او الضبط الخاص‪.‬‬

‫كما ىناؾ العديد مف الوسائؿ التي تستعمميا الييئات لمحفاظ عمى النظاـ العاـ وتتنوع‬
‫الوسائؿ بيف القانونية و البشرية و المادية‬

‫المطمب االول‪ :‬ىيئات الضبط االداري‬

‫يمكف تقسيـ ىيئات الضبط اإلداري إلى قسميف ‪ :‬ىيئات تمارس اختصاص الضبط‬
‫عمى المستوى الوطني ‪،‬و ىيئات تمارس اختصاص الضبط عمى المستوى المحمي ‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬ىيئات الضبط عمى المستوى الوطني‬

‫اف ىيئات الضبط االداري يحددىا القانوف و التنظيـ ‪ ،‬وفي النظاـ الجزائري نجد رئيس‬
‫الجميورية ‪ ،‬الوزير االوؿ او رئيس الحكومة حسب الحالة‪ ،‬وزير الداخمية‪.‬‬

‫اوال‪ :‬رئيس الجميورية‪:‬‬

‫اعترفت مختمؼ الدساتير لرئيس الجميورية سمطة ممارسة مياـ الضبط‪ ،‬فيو المكمؼ‬
‫ب المحافظة عمى كياف الدولة ووحدتيا ووجودىا‪ .‬مف أجؿ ذلؾ خوؿ لو الدستور إتخاذ جممة‬

‫‪1‬‬
‫مريـ بف عباس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.206‬‬
‫‪40‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫مف اإلجراءات كإعبلف حالة الطوارىء‪ ,‬والحصار‪ ,‬واقرار الحالة اإلستثنائية واليدؼ األساسي‬
‫مف إقرار ىذه التدابير ىو حماية األرواح و الممتمكات ‪.‬فقد تقتضي الظروؼ مف رئيس‬
‫الجميورية أف يعمد إلى إتباع إجراء معيف بغرض الحد مف المخاطر التي تيدد األفراد‬
‫ومحاولة التقميؿ قدر اإلمكاف مف األضرار المترتبة عمييا‪.1‬‬

‫كما ال يوجد نص دستوري صريح لممارسة الضبط االداري اال انو يفيـ مف خبلؿ‬
‫سمطاتو التنظيمية المنصوص عمييا في المادة ‪ 141‬مف التعديؿ الدستوري ‪" :2020 2‬‬
‫يمارس رئيس الجميورية السمطة التنظيمية في المسائؿ غير المخصصة لمقانوف"‬

‫الى جانب سمطات رئيس الجميورية في معجاؿ الضبط االداري في الظروؼ العادية فاف‬
‫الدستور ينص صراحة عمى سمطاتو الضبطية في الظروؼ االستثنائية مف خبلؿ اتخاذ‬
‫اجراءات منيا االعبلف عف حالة الطوارئ و حالة الحصار و حالة االستثنائية وحالة الحرب‬
‫حسب الوضع‪ ،‬فتزداد سمطاتو بصورة كبيرة وحددت في المواد ‪91‬الى ‪ 96‬مف دستور ‪1996‬‬
‫المعدؿ في ‪ 2016‬التي تقابميا المواد ‪ 97‬الى ‪ 102‬مف تعديؿ ‪ 2020‬والتي تضمنت‬
‫شروط شكمية و موضوعية إلعبلف ىذه الحاالت‪.‬‬

‫قد اعمف عف حالة الحصار بالجزائر بموجب المرسوـ الرئاسي ‪ 196-91‬المؤرخ في‬
‫‪ 1991/06/04‬المتضمف اعبلف حالة الحصار ج ر رقـ ‪،29‬والمرسوـ الرئاسي ‪336-91‬‬
‫المؤرخ في ‪ 1991/09/22‬يتضمف اعبلف حالة الحصار ج ر رقـ ‪ ،44‬كما اعمف عف حالة‬
‫الطوارئ بموجب المرسوـ الرئاسي ‪ 44-92‬المؤرخ في ‪ 1992/02/09‬يتضمف اعبلف حالة‬
‫الطوارئ ج ر رقـ ‪.10‬‬

‫‪1‬‬
‫عمار بوضياؼ ‪ ،‬الوجيز في القانوف اإلداري‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.204.203-‬‬
‫‪2‬‬
‫المرسوـ الرئاسي‪ 442-20‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2020‬المتعمؽ بإصدار التعديؿ الدستوري‪ ،‬المصادؽ عميو في‬
‫استفتاء أوؿ نوفمبر ‪ ،2020‬ج ر ‪ ،‬عدد‪. 82‬‬

‫‪41‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫ثانيا‪ :‬الوزير األول او رئيس الحكومة حسب الحالة‪:‬‬

‫اف احكاـ حسب التعديؿ الجديد لـ يشر الدستور إلى الدستور لـ تشر الى سمطات‬
‫الوزير االوؿ او رئيس الحكومة في مجاؿ الضبط لكف يمكف استنباطيا مف خبلؿ نص‬
‫المادة ‪ 112‬مف دستور ‪ 1989‬التي تقابميا المادة ‪ 125‬مف دستور‪ 1998‬و المادة ‪141‬‬
‫مف تعديؿ ‪ 2020‬حيث يمكف لموزير االوؿ اف يتدخؿ في مجاؿ التنظيـ بموجب مراسيـ‬
‫ارت نجد المرسوـ التنفيذي ‪ 53-91‬المؤرخ في ‪ 1991/02/23‬يتعمؽ‬
‫تنفيذية ‪ ،‬ومف القر ا‬
‫بالشروط الصحية المطموبة عند عممية عرض االغذية لبلستيبلؾ ج ر‪ ،1 09‬غير انو ىناؾ‬
‫مف يرفض تمتع الوزير بالسمطات الضبطية عمى اساس انعداـ النص القانوني‪.‬‬

‫بالرجوع الى الواقع خاصة في مجاؿ ازمة كورونا كوفيد ‪ 19‬الجائحة التي مست العالـ و‬
‫نتج عنيا غمؽ الحدود و الحجر الصحي و التباعد االجتماعي فاف كؿ التدابير المتعمقة بيا‬
‫صدرت مف قبؿ الوزير االوؿ بموجب المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 69-20‬المؤرخ‪2020/3/21‬‬
‫المتعمؽ بتدابير الوقاية مف انتشار وباء فيروس كورونا كوفيد ‪ 19‬و مكافحتو‪ ،‬ج ر عدد‬
‫‪ ،15‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 70-20‬المؤرخ في ‪2020/3/24‬يحدد تدابير تكميمية لموقاية‬
‫مف انتشار وباء فيروس كورونا –كوفيد ‪-19‬ومكافحتو‪ ،‬ج ر عدد ‪.16‬‬

‫ثالثا‪ :‬وزير الداخمية‬

‫الوزير ال يتمتع أصبل بيذه الصبلحية ألنيا معيودة إلى كؿ مف الرئيس و إلى الوالي و‬
‫رئيس المجمس الشعبي البمدي ‪ ،‬فالوزراء ليس ليـ سمطة لممارسة الضبط االداري العاـ و ال‬
‫يمكنيـ اتخاذ قرارات ضبطية قابمة لمتطبيؽ عمى التراب الوطني اال اذا سمح ليـ القانوف‬
‫بذلؾ ‪ ،‬غير أف القانوف يجيز أحيانا لبعض الوزراء ممارسة الضبطية بحكـ القطاع و‬
‫المركز كوزير الداخمية باعتباره يمعب دو ار ميما في السير الحقيقي لجياز الشرطة التي‬
‫تمارس سمطاتيا تحت سمطتو عف طريؽ المديرية العامة لؤلمف و بالرجوع الى المرسوـ‬
‫التنفيذي ‪ 247-94‬المؤرخ في ‪ 1994/08/10‬وفؽ المادة ‪ " 2‬يمارس وزير الداخمية‬
‫الصبلحيات التالية ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ناصر لباد ‪ ،‬الوجيز في القانوف االداري ‪،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪42‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪ -1‬النظاـ العاـ و االمف العمومي‬

‫‪ -2‬الحريات العامة‪:‬‬

‫‪ -‬حالة األشخاص و ممتمكاتيـ و حرية تنقميـ‬

‫‪ -‬حركة الجمعيات بمختمؼ أنواعيا‬

‫‪ -‬التظاىرات و المسيرات العامة‪،‬‬

‫ووفؽ المادة ‪ 4‬فانو يقوـ ب‪:‬‬

‫سير عمى احتراـ القوانيف و التنظيمات‬ ‫‪‬‬

‫ضماف حماية األشخاص و الممتمكات‬ ‫‪‬‬

‫ضماف السكينة و الطمأنينة و النظاـ العاـ و النظافة العمومية‬ ‫‪‬‬

‫ضماف حماية المؤسسات العمومية‬ ‫‪‬‬

‫ضماف مراقبة المرور عبر الحدود‬ ‫‪‬‬

‫ضماف سيولة المرور في الطريؽ العمومي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫غير اف يمكف لموزراء ممارسة الضبط الخاص كؿ في اختصاصاتو مثؿ وزير الثقافة يتخذ‬
‫التنظيمات الضرورية لحماية االثار و المناظر وزير النقؿ يختص باإلجراءات في مجاؿ‬
‫النقؿ ‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬ىيئات الضبط اإلداري عمى المستوى المحمي ‪:‬‬

‫تتج سد ىيئات و سمطات البوليس اإلداري المحمية في كؿ مف الوالة و رؤساء المجالس‬


‫الشعبية البمدية ‪,‬فكؿ مف الوالي و رئيس المجمس الشعبي البمدي لو مسؤولية المحافظة عمى‬
‫النظاـ العاـ عمى مستوى الحدود اإلدارية لكؿ مف الوالية و البمدية‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫ناصر لباد‪ ،‬الوجيز في القانون االداري‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.761‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار عوابدي ‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬النشاط اإلداري ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬الطبعة الثالثة ‪،‬الجزائر‪،2009،‬ص‪22‬‬
‫‪43‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫اوال‪ :‬رئيس المجمس الشعبي البمدي ‪:‬‬

‫يعتبر رئيس المجمس الشعبي البمدي السمطة االساسية التي تمارس الضبط االداري‬
‫العاـ في البمدية ‪ ،‬فيسير عمى المحافظة عمى النظاـ العاـ بعناصره التقميدية االمف و‬
‫السكينة و الصحة وقد اشارت العديد مف المواد قانوف البمدية ‪ 10-11‬حيث تنص المادة‬
‫‪ 94‬منو " يمارس رئيس ـ ش ب ‪.....‬احتراـ حقوؽ المواطنيف و حرياتيـ مف خبلؿ ‪:‬‬

‫‪ -‬المحافظة عمى النظاـ العاـ و سبلمة األشخاص و األمبلؾ‬

‫‪ -‬المحافظة عمى جميع األماكف العمومية التي يجري فييا التجمع األشخاص‬

‫المعاقبة عمى كؿ مساس بالراحة و كؿ األعماؿ المخمة بيا (السكينة العامة )‬

‫‪ -‬السير عمى نظافة العمارات و سيولة السير في الشوارع و المساحات و الطرؽ العمومية‬

‫‪ -‬اتخاذ االحتياطات و التدابير الضرورية لمكافحة األمراض المعدية و الوقاية منيا‬

‫القضاء عمى الحيوانات المؤذية و المضرة‬

‫‪ -‬السير عمى احتراـ مقاييس التعميمات في المجاؿ التعمير"‬

‫و يقوـ بيذه صبلحية السير عمى النظاـ و السكينة و النظافة العمومية تحت اشراؼ الوالي‬
‫حسب نص المادة ‪ 88‬قانوف البمدية كممثؿ لمدولة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوالي‬

‫لموالي دور كبير في ممارسة الضبط االداري و يستمد سمطاتو مف قانوف الوالية ‪07-12‬‬
‫باعتباره ممثبل لمدولة وفؽ المادة ‪ 110‬فاف الوالي ممثؿ الدولة عمى مستوى الوالية وىو‬
‫مفوض الحكومة‪.‬‬

‫ووفؽ المادة ‪114‬الفاف الوالي ـ ‪ 96‬مف قانوف الوالية يمتزـ الوالي بالمحافظة عمى‬
‫األمف و السكينة فيو المسئوؿ عمى المحافظة عمى النظاـ العاـ و االمف و السبلمة و‬
‫السكينة العمومية ‪،‬لمساعدتو عمى القياـ بميامو في مجاؿ الضبط اإلداري وضع القانوف‬
‫تحت تصرفو مصالح األمف وفؽ المادة‪ ، 118‬وفي الحاالت االستثنائية تتسع سمطات‬
‫‪44‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫الوالي لضماف حياة األفراد و سبلمة ممتمكاتيـ وفؽ المادة ‪ 116‬مف قانوف الوالية‪ ،‬كما‬
‫يمكف حموؿ الوالي محؿ رئيس المجمس الشعبي البمدي عف اتخاذ االجراءات المتعمقة‬
‫بالحفاظ عمى االمف و النظافة و السكينة العمومية وفؽ المادة ‪ 100‬مف قانوف البمدية ‪-11‬‬
‫‪.10‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬وسائل الضبط اإلداري‬

‫تمارس ىيئات الضبط االداري اختصاصاتيا لممحافظة عمى النظاـ العاـ باالستعانة‬
‫بمجموعة وسائؿ تتنوع بيف وسائؿ بشرية و وسائؿ مادية ووسائؿ قانونية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الوسائل البشرية و المادية‬

‫اوال‪ :‬الوسائل البشرية‬

‫يوضع تحت تصرؼ سمطاف الضبط االداري اعواف وىيئات لتنفيذ الق اررات الضبطية‬
‫لتطبيقيا في الميداف كرجاؿ الشرطة و الدرؾ و الشرطة البمدية ‪.1‬‬

‫تتمثؿ في األعواف الضبط المكمفيف بالحفاظ عمى النظاـ العاـ و ذلؾ مف خبلؿ تنفيذ‬
‫القوانيف و التنظيمات الضبطية البلزمة كالدرؾ و الشرطة وحراس الغابات و الشواطئ‪ ...‬ـ‬
‫‪ 681‬و ما يمييا ؽ االجراءات الجزائية‪.‬‬

‫إف الشرطة البمدية و أفراد الشرطة و الدرؾ الوطني الوسيمة البشرية التي يستعمميا و‬
‫يستعي ف بيا رئيس البمدية في مجاؿ الضبط اإلداري العاـ كما نصت عمييا المادة ‪ 93‬مف‬
‫قانوف البمدية‪ 10-11‬كما يمي ‪:‬‬

‫» يعتمد رئيس المجمس الشعبي البمدي قصد ممارسة صبلحياتو في مجاؿ الشرطة االدارية ‪،‬‬
‫عمى سمؾ الشرطة البمدية التي يحدد قانونيا االساسي عف طريؽ التنظيـ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد الصغير بعمي ‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬التنظيـ االداري‪ ،‬النشاط االداري‪ ،‬دار العموـ لمنشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر‪،2004 ،‬‬
‫ص‪.278‬‬
‫‪45‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫يمكف رئيس المجمس الشعبي البمدي عند االقتضاء‪ ،‬تسخير قوات الشرطة او الدرؾ‬
‫الوطني المختصة اقميميا حسب الكيفيات المحددة في التنظيـ »‪.‬‬

‫كما تعتبر شرطة العمراف التابعة لجياز األمف الوطني وسيمة في الحفاظ عمى النظاـ‬
‫العاـ في مجاؿ البناء و التعمير‪.‬‬

‫مثمما تشكؿ مصالح الشرطة العامة و الدرؾ الوطني الوسيمة البشرية األساسية‬
‫لسمطات الضبط األخرى خاصة المركزية ‪،‬بينما يمكف تدخؿ قوات الجيش في الحاالت‬
‫اإلستثنائية ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوسائل المادية‬

‫جؿ اإلمكانيات و الموارد المادية المتاحة لئلدارة لممارسة كفيمة بالحفاظ عمى النظاـ‬
‫العاـ كالسيارات و الشاحنات و كؿ اآلالت البلزمة ‪ ،‬فيي كؿ اإلمكانيات و الوسائؿ المتاحة‬
‫لئلدارة بغرض ممارسة صبلحياتيا مف سيارات الشرطة ‪ ،‬و طائرات ‪ ،‬و مخابر ‪ ،‬و عمى‬
‫العموـ كؿ آلة أو عتاد يمكف لئلدارة مف ممارسة مياميا في مجاؿ الضبط‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الوسائل القانونية‬

‫ال تمارس اإلدارة سمطة الضبطية إال وفقا لما ينص عميو القانوف و بالكيفية التي رسميا‬
‫مف خبلؿ التنظيمات باتخاذ ق اررات ادارية تنظيمية او باستعماؿ االكراه و مف ىذه الوسائؿ‬
‫نجد‪:‬‬

‫اوال‪ :‬لوائح الضبط التنظيمية‬

‫تعتبر الموائح اىـ اساليب الضبط االداري و ابرز مظاىر ممارستيا و يقصد بيا القواعد‬
‫التي تضعيا السمطة االدارية المختصة لممحافظة عمى النظاـ العاـ و االمف العاـ و السكينة‬
‫والصحة العمومية بموجب قواعد عامة و مجردة تقيد بيا النشاط الفردي و حرياتيـ و‬
‫تتضمف عقوبات جزائية عمى كؿ مف يخالؼ احكاميا و تدعى بتنظيمات الضبط او البوليس‬

‫‪46‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪ ، les règlements de police‬ومف صورىا ‪ :‬االخطار‪ ،‬تنظيـ النشاط ‪،‬االذف السابؽ‪،‬‬


‫الحظر‪.1‬‬

‫‪ -1‬االخطار السابق‪:‬‬

‫يعتبر النشاط في ىذه الحالة غير محظور و ال يشترط الحصوؿ عمى ترخيص مف‬
‫السمطة االدارية المختصة قبؿ ممارستو ولكف يجب االخطار لممارسة ىذا النشاط‪.2‬يسمح‬
‫االخطار المسبؽ قبؿ ممارسة نشاط معيف لبلدارة مف اتخاذ االحتياطات الوقائية التي تمنع‬
‫مف ضرره او تمنع تعرض النظاـ العاـ لبلضطرابات نتيجة ممارسة ىذا النشاط‪ ،‬مثؿ ضرورة‬
‫االخطار قبؿ اقامة الحفبلت و االفراح والشعائر الدينية في االماكف العامة‪.3‬‬

‫‪ -2‬تنظيم النشاط‪:‬‬

‫قد يفرض عمى ممارسة نشاط معيف اف يخضع لمتنظيـ التي توضع بموجب لوائح تبيف‬
‫اوضاع و كيفية ممارستو مثبل لوائح المرور قد تحدد السرعة المسموح بيا و اماكف‬
‫الوقوؼ‪، ..‬كما انو ال يجوز اف يصؿ التنظيـ الى درجة الحظر متى كاف النشاط مشروعا‪،‬‬
‫لذلؾ ينبغي اف يكوف التنظيـ منطويا عمى اقؿ القيود اعاقة لمحرية‪.4‬‬

‫‪ -3‬الترخيص او االذن السابق‪:‬‬

‫قد يتطمب النشاط ضرورة الحصوؿ عمى ترخيص او اذف سابؽ قبؿ ممارستو ‪ ،‬و يعتبر‬
‫نظاـ يقيد الحريات لذا فاف الفقو و القضاء يتجياف الى التضييؽ مف سمطة االدارة في فرض‬
‫نظاـ الترخيص و يخضيا لقواعد ىي‪:‬‬

‫‪ -‬ال يمكف اف تطبؽ الترخيص بالنسبة لمحريات التي ال يشترط فييا القانوف و الدستور‬
‫فبل يمكف لئلدارة فرضو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمود حممي‪ ،‬موجز مبادئ القانوف االداري‪ ،‬الطبعة االولى‪،1977 ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الغني بسيوني عبد اهلل‪ ،‬القانوف االداري(دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.385‬‬
‫‪3‬‬
‫عمار عوابدي‪ ،‬الجوانب القانونية لفكرة البوليس االداري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪4‬‬
‫عادؿ السعيد محمد ابو الخير‪ ،‬الضبط االداري و حدوده ‪ ،‬مطابع الطوجي التجارية‪ ،‬القاىرة‪ ،1993 ،‬ص‪.278‬‬

‫‪47‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪ -‬يجوز فرض نظاـ الترخيص اداريا بالنسبة لؤلنشطة التي تتصؿ بالنظاـ العاـ و بشكؿ‬
‫مباشر مثؿ فتح المحبلت الصناعية الخطرة او الضارة بالصحة العامة و المقمقة لمراحة‪.‬‬

‫‪ -‬يتعيف عمى سمطة الضبط عند اصدار الترخيص مراعاة مبدا المساواة بيف االفراد ‪.‬‬

‫قد تشترط اإلدارة طبقا لنص القانوف والتنظيـ عمى اإلفراد ترخيصا معينا كما لو أراد‬
‫األفراد القياـ بمظاىرة أو مسيرة فمف حؽ اإلدارة أف تفرض عمى ىؤالء الحصوؿ عمى‬
‫الرخصة المسبقة و إال كاف عمميـ مشوب بعيب الشرعية ‪ ،‬كما تفرض اإلدارة استصدار‬
‫ترخيص لحمؿ السبلح في الصيد‪.‬‬

‫‪ -4‬المنع او الحظر‪:‬‬

‫يعتبر المنع او الحظر أعمى أشكاؿ المساس بالحريات الفردية العامة التي تفرضيا اإلدارة‬
‫عمى األشخاص بيدؼ حماية النظاـ ا لعاـ كمنع المرور في اتجاه معيف او منع التجوؿ‬
‫حماية لؤلشخاص و الممتمكات‪ ،‬عادة ما يكوف حظر جزئي او مؤقت‪،1‬لذلؾ فاف القضاء ال‬
‫يجيز الحظر المطمؽ اال في استحالة حفظ النظاـ العاـ‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬الق اررات االدارية الفردية‬

‫قد تمجا االدارة الى ممارسة سمطات الضبط عف طريؽ اصدار ق اررات الضبط االداري‬
‫الفردية و تستند الى قاعدة تنظيمية او عمى نص عاـ‪ ،3‬وتصدر قصد تطبيقيا عمى فرد او‬
‫عدد مف االفراد معينيف بذواتيـ او حاالت معينة وتأخذ عدة صور كاألمر بيدـ منزؿ ايؿ‬
‫لمسقوط او االمتناع عف العمؿ كاألمر بمنع اجتماع عاـ او منع عرض فيمـ او مسرحية او‬
‫منع ترخيص مزاولة نشاط معيف ‪..‬الخ‪.‬‬

‫اف نشاط الضبط االداري يشمؿ تدابير الضبط الفردية ‪ ،‬غير انو ال يجوز لسمطة‬
‫الضبط اف تصدر ق اررات فردية تخالؼ قرار تنظيمي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الغني بسيوني‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.384‬‬
‫‪2‬‬
‫عادؿ السعيد محمد ابو الخير‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.287‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.172‬‬ ‫ناصر لباد‪ ،‬الوجيز في القانوف االداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‬
‫‪48‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫ثالثا‪ :‬الجزاء االداري‪:‬‬

‫ىو اسموب تقوـ بو ىيئات الضبط مف اجؿ المحافظة عمى النظاـ العاـ ‪ ،‬وىو اجراء‬
‫وقائي تيدؼ االدارة مف خبللو اتقاء خطر االخبلؿ بالنظاـ العاـ ‪ ،‬وقد يكوف الجزاء ماليا‬
‫كالمصادرة‪ ،‬و قد يكوف مقيدا لمحرية كاالعتقاؿ و ابعاد االجانب ‪ ،‬او يكوف مينيا كسحب‬
‫الترخيص‪.‬‬

‫و تقرر الجزاءات بموجب نصوص قانونية و تنظيمية ‪ ،‬ومف صورىا مايمي‪:‬‬

‫‪ -1‬االعتقال االداري‪:‬‬
‫ىو اجراء وقائي يصدر ضد شخص لـ يرتكب جريمة محددة و تامر بو سمطة غير‬
‫قضائية واستنادا الى نصوص تشريعية خاصة مف اجؿ حماية امف و سبلمة المجتمع‪.‬‬

‫وقد نص عبيو في المادة ‪ 5‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ 44-92‬المتضمف حالة الطوارئ‬


‫التي تجيز لسمطات الضبط االداري المجوء الى االعتقاؿ االداري في حالة الطوارئ دوف‬
‫المجوء الى القضاء لممحافظة عمى النظاـ العاـ‪.1‬‬

‫‪ -2‬المصادرة االدارية‪:‬‬

‫تعتبر المصادرة االدارية اجراء استثنائي ألنو يقصد بيا نزع الماؿ قس ار و بغير مقابؿ‪،‬‬
‫قد ترد المصادرة عمى اشياء محرـ او ممنوع استعماليا او تداوليا مثؿ العممة الصعبة او‬
‫االغذية الفاسدة او منشورات تمس النظاـ العاـ‪.‬‬

‫‪ -3‬سحب الترخيص‪:‬‬

‫يقصد بو سحب الترخيص لمزاولة نشاط معيف حماية لمنظاـ العاـ خاصة اذا اتضح‬
‫استمرار عمؿ يعتبر خطر داىـ عمى الصحة و السكينة العمومية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 5‬مف المرسـ الرئاسي‪ ":44-92‬يمكف لوزير الداخمية و الجماعات المحمية اف يامر بوضع أي شخص راشد‬
‫يتضح اف نشاطو يشكؿ خطورة عمى النظاـ و االمف العمومييف او عمى السير الحسف لممصالح العمومية في مركز امف و‬
‫في مكاف محدد"‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫رابعا‪ :‬استخدام القوة العمومية او التنفيذ الجبري‬

‫إذا كاف األصؿ امتثاؿ األفراد طوعا لق اررات اإلدارة إال انو يجوز استعماؿ القوة أحيانا‬
‫لمنع نشاط معيف كقياـ بمسيرة غير شرعية و ىذا حماية لمنظاـ العاـ‪ ،‬و يعتبر مف اشد‬
‫اساليب الضبط االداري حيث تتضمف اساليب القير و القوة باستخداـ القوة الجبرية الرغاـ‬
‫االفراد عمى االمتثاؿ لموائح و ق اررات الضبط حماية لمنظاـ العاـ‪.‬‬

‫و يقصد بو حؽ االدارة في اف تنفذ اوامرىا عمى االفراد بالقوة الجبرية دوف حاجة الى اذف‬
‫سابؽ مف القضاء‪ ، 1‬مف امثمة ‪:‬‬

‫‪ -‬المجوء الى التسخير السيما في حاالت الضرورة مثبل إلعادة اسكاف مواطنيف إلخبلئيـ‬
‫مف مبنى ايؿ لمسقوط ‪.‬‬

‫‪ -‬استعماؿ القوة المادية وذلؾ لتفادي او انياد المساس بالنظاـ العمومي مثؿ استعماؿ القوة‬
‫المادية لتفريؽ مواطنيف ارادوا اقامة مسيرة و لـ يقدموا طمبا لئلدارة او قدـ و رفض ‪.‬‬

‫‪ -‬التنفيذ المباشر او التنفيذ الجبري يتطمب شروط ىي‪:2‬‬

‫‪ -‬وجود خطر جسيـ ييدد النظاـ العاـ بمدلوالتو المعروفة و يتطمب سرعة التدخؿ ‪.‬‬

‫‪ -‬اف يتعذر دفع الخطر بالطرؽ القانونية العادية ‪.‬‬

‫‪ -‬اف يكوف ىدؼ الضبط تحقيؽ المصمحة العامة ‪.‬‬

‫‪ -‬اف يتـ التقيد مف حريات االفراد في سبيؿ تحقيؽ المصمحة العامة اال بقدر ما تقتضي بو‬
‫الضرورة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سميماف محمد الطماوي‪ ،‬النظرية العامة لمق اررات االدارية(دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪ ،1984‬ص ‪.573‬‬
‫‪2‬‬
‫عادؿ السعيد محمد ابو الخير ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ 337‬ومحمود حممي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪50‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫المبحث الرابع‪ :‬حدود سمطات الضبط اإلداري‬

‫بما اف الضبط االداري لو عبلقة وطيدة بالحريات و الحقوؽ فانيا ليست مطمقة بؿ‬
‫مقيدة بعدة قيود لتحقيؽ التوازف بيف سمطات الضبط التي تيدؼ المحافظة عمى النظاـ العاـ‬
‫و بيف مقتضيات حماية حقوؽ و حريات المواطنيف ‪،‬اف تحديد مدى ونطاؽ اختصاصات‬
‫سمطة الضبط اإلداري في تقييد نشاط وحريات األفراد بيدؼ حماية النظاـ العاـ بعناصره‬
‫المتعددة يجب أف يتـ في إطار مبدأ أساسي بحكـ القانوف العاـ مؤداهُ أف األصؿ صيانة‬
‫الحريات األساسية لؤلفراد وعدـ المساس بيا واف االستثناء ىو فرض القيود عمى ىذه‬
‫الحريات بموجب إجراءات الضبط اإلداري ‪.‬واف حدود سمطات الضبط اإلداري يختمؼ‬
‫باختبلؼ الحاالت والظروؼ التي تتـ ممارستيا فييا سواء عادية او استثنائية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬حدود الضبط االداري في الظروف العادية‬

‫يخضع الضبط االداري في الظروؼ العادية إلى قيديف مبدأ المشروعية و الخضوع لرقابة‬
‫القضائية ‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬تقيد سمط الضبط بمبدأ المشروعية‬

‫الضبط اإلداري نشاط تقوـ بو اإلدارة إلى جانب أنشطة أخرى وىو يخضع لما تخضع‬
‫لو أعماؿ اإلدارة جميعاً مف وجوب الخضوع مبدأ المشروعية إذف المقصود بمبدأ المشروعية‬
‫خضوع السمطة اإلدارية لمقانوف في كؿ ما يصدر عنيا مف تصرفات وما تتخذ مف أعماؿ‬
‫وق اررات وفي جميع مظاىر النشاط الذي تقوـ بو ويترتب عمى ذلؾ بطبلف أي تصرؼ أو‬
‫إجراء تتخذه سمطة اإلدارة يخالؼ القانوف أو يخرج عمى قواعده الممزمة ‪.‬إذف وفقاً لمبدأ‬
‫المشروعية فاف سمطة اإلدارة في النطاؽ اإلداري ليست طميقة مف كؿ قيد وانما ىي مقيدة‬
‫باحتراـ أحكاـ وقواعد القانوف ‪.‬ىنا يجب أف يكوف سمطات الضبط اإلداري والتي ىي مقيدة‬
‫لحريات األفراد لغرض المحافظة عمى النظاـ العاـ ىي ليست مطمقة بؿ مقيدة بمبدأ‬
‫المشروعية وىي مشروعية الظروؼ العادية‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫يتضمف مبدأ المشروعية في طياتو خضوع كؿ مف االدارة و االفراد عمى حد السواء‬


‫لمبدا سيادة القانوف ‪،‬فأي إجراء أو تدبير مف تدابير الضبط االداري يقتضي أف يخضع‬
‫ويتفؽ وأحكاـ القانوف بمفيومو الواسع تطبيقا لمقتضيات المشروعية واال اعتبر إجراء باطؿ‬
‫مما يترتب عنو مسؤولية االدارة إلغاءا وتعويضا‪ .‬فإف ىناؾ بعض الضوابط والقيود التي‬
‫يتطمب أف تمتزـ بيا سمطات الضبط االداري بغية االضطبلع بممارسة تدابير واجراءات‬
‫الضبط االداري‪ ،‬باعتبارىا تمثؿ حدودا لسمطات الضبط في ظؿ الظروؼ العادية لتجسيد‬
‫مقتضيات المشروعية والتي يندرج ضمنيا ما يمي ‪:‬‬

‫‪ -1‬التزام سمطات الضبط بالمحافظة عمى النظام العام‪ :‬يقصد بذلؾ التزاـ سمطات‬
‫الضبط االداري في ممارسة إجراءات وتدابير الضبط وفقا ألىدافو المنوطة بمختمؼ عناصره‬
‫أو مقوماتو‪ ،‬فإذا حادت ىيئات الضبط عف الغرض المحدد ليا‪ ،‬فإف تصرفيا يتسـ بعيب‬
‫االنحراؼ في استعماؿ السمطة‪ ،‬ومثاؿ ذلؾ كأف ترفض سمطات الضبط المختصة منح‬
‫الترخيص لدار سينما بعد توافر شروطو لرغبة االدارة في شراء االرض التي أقيمت عمييا‬
‫دار السينما بثمف بخس‪ ،‬مف ثـ يعتبر عمؿ الضبط خارج نطاؽ تحقيؽ المصمحة العامة النو‬
‫استيدؼ ىدؼ أجنبي ال يندرج ضمف مقومات النظاـ العاـ‪ ،‬وانما صدر لتجسيد مصمحة‬
‫خاصة‪.1‬‬

‫‪ -2‬ضرورة وجود سبب جدي يبرر ممارسة االجراء‪ :‬يرتبط عنصر السبب بأف‬
‫تراعي سمطات الضبط الحالة الواقعية التي تدفعيا التخاذ التدابير الضبطية باعتباره يمس‬
‫ويؤثر عمى النظاـ العاـ‪ ،‬مما يحث عمى تدخؿ السمطات الضبطية االدارية لممارسة‬
‫صبلحياتيا المنوطة بيا‪ ،‬مف ثـ تتوقؼ مشروعية االجراء الضبطي الذي اتخذتو سمطات‬
‫الضبط عمى السبب واالجراء والظروؼ التي اتخذ فييا وال يكوف كذلؾ التدبير الضبطي‬
‫مشروعا اال إذا كاف جديا في درئ الخطر الذي ييدد النظاـ العاـ وكاف ضروريا لممارستو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد عمى الخبللية‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬الكتاب االوؿ‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬عماف‪، 2015 ،‬ص‬
‫‪22‬‬
‫‪52‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫بالتالي ال يمكف بأي حاؿ مف االحواؿ أف تتجو سمطات الضبط إلى اتخاذ إجراءات‬
‫وتدابير في أي نشاط بدوف سبب يبرره النظاـ العاـ‪ ،‬حيث أف سمطة اتخاذ التدابير ليست‬
‫سمطة مطمقة بؿ مخولة بالشروط و االوضاع المبلئمة التي حددىا القانوف وبرر مف خبلليا‬
‫تدخؿ االدارة لممارسة التدابير الضبطية‪ ،‬لذلؾ يستوجب جميا أف تتوافر المبر ارت الجدية التي‬
‫تفضي لتدخؿ اإلدارة لممارسة صبلحية الضبط ‪ ،‬وذلؾ ما يكوف مبنيا عمى أسباب جدية‬
‫وحقيقية اؿ وىمية أو صورية مف خبلؿ توافر الحالة الواقعية أو القانونية التي تجسد صالحية‬
‫سمطة الضبط اإلداري لمتدخؿ وممارسة اإلجراءات الضبطية‪.1‬‬

‫‪ -3‬تقييد سمطة الضبط بالوسائل المشروعة‪ :‬تتنوع وتتعدد الوسائؿ المتخذة مف طرؼ‬
‫سمطات الضبط بالنظر إلى اختبلؼ الصبلحيات المخولة إلييا عند االخبلؿ بالنظاـ العاـ‪،‬‬
‫لذلؾ فإف فرض قيود وضوابط ضد حقوؽ وحريات االفراد الذي يشكؿ استثناء عف القاعدة‬
‫العامة في إطار تجسيد مقومات النظاـ العاـ يستوجب أف يحفظ بالوسائؿ المشروعة في‬
‫إطار القياـ بالمياـ المحددة‪ ،‬حيث يمكف أف يحدد القانوف الوسيمة المعتمدة التي تستدعي مف‬
‫السمطات الضبطية استخداميا في إطار االخبلؿ بالنظاـ العاـ‪ ،‬كما يمكف أف يمنح في‬
‫بعض االحواؿ سمطة تقديرية لصالح سمطات الضبط كي تتدخؿ‪ ،‬اال أف ىذه السمطة‬
‫محكومة باستعماؿ الوسائؿ المبلئمة لمتدخؿ لممارسة االجراء الضبطي‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خضوع إجراءات الضبط اإلداري لرقابة القضاء‪:‬‬

‫إف ق اررات الضبط اإلداري واجراءاتو ىي في الواقع إجراءات إدارية فإنيا تخضع‬
‫لجميع قواعد المشروعية التي تحكـ كافة الق اررات اإلدارية وىي مف ناحية أخرى تخضع‬
‫لرقابة القضاء‪.‬‬

‫القضاء اإلداري يفرض رقابتو عمى مختمؼ عناصر القرار اإلداري واجراءاتو لمتأكد‬
‫مف مدى مطابقتيا لمقوانيف واألنظمة التي تعتمد عمييا سمطات الضبط اإلداري في استخداـ‬

‫‪1‬بالخير دراجي‪ ،‬عادؿ زياد‪ ،‬حدود سمطات الضبط االداري لحماية الحقوؽ و الحريات الفردية‪ ،‬مجمة العموـ القانونية و‬
‫السياسية‪ ،‬المجمد‪ ،10‬عدد‪،2،2019‬ص ‪.1427‬‬
‫‪2‬‬
‫بالخير دراجي ‪،‬عادؿ زياد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.1427‬‬
‫‪53‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫صبلحياتيا المنوطة بيا ‪ ، 1‬كقانوف الصحة العامة‪ ،‬أو االجتماعات‪ ..‬وغير ذلؾ‪ ،‬مف ثـ‬
‫يتجو القاضي اإلداري لبسط رقابتو عمى مختمؼ تصرفات وتدابير الضبط اإلداري‪ ،‬والتي‬
‫تأخذ الصور التالية ‪:‬‬

‫اوال‪ :‬رقابة القاضي عمى اىداف الضبط االداري‪:‬‬

‫يقتضي عمى التدابير الضبطية اإلدارية التي تؤثر عمى الحقوؽ والحريات العامة أف‬
‫تستند عمى جسامة الخطر الذي ييدد النظاـ العاـ مع مراعاة الزماف والمكاف بعيف االعتبار‪،‬‬
‫لذلؾ أكد مجمس الدولة الفرنسي رقابتو التقميدية في مجاؿ الضبط اإلداري‪ ،‬حيث ألغى قرار‬
‫رئيس بمدية الذي منع مف خبللو عقد اجتماع يحضره السيد "بنجاميف" معتب ار أف حضوره‬
‫والقاءه محاضرة سيؤدي إلى التأثير عمى االمف العاـ في البمدة‪ ،‬وقد استند مجمس الدولة إلى‬
‫أف حضور "بنجاميف" ال يشكؿ درجة مف الخطورة التي تؤدي إلى االخبلؿ باألمف العاـ‬
‫باعتباره عنص ار مف عناصر النظاـ العاـ‪.2‬‬

‫كما اف ألغى مجمس الدولة الجزائري بتاريخ ‪ 12‬مارس ‪، 2001‬قرار بمدية دالي‬
‫ابراىيـ التي رفضت تسميـ الطالب رخصة البناء لمخالفتيا لنصوص المواد ‪36، 35، 34‬‬
‫‪،‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪، 176-91‬وكذا مخطط شغؿ األراضي ومخطط التييئة العمرانية‬
‫لمبمدية‪ ،‬حيث جاءت كؿ الوثائؽ المرفقة لطمب رخصة البناء موافقة لمقتضيات ىذه المواد‪،‬‬
‫فيكوف بذلؾ قرار البمدية مخالفا لؤلىداؼ المخصصة بموجب ىذه النصوص‪ ،‬مما يجعؿ‬
‫قرارىا معيبا ‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد عمى الخبليمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪221‬‬
‫‪2‬‬
‫مصمح ممدوح الصرايرة‪ ،‬القانوف اإلداري‪ ،‬الكتاب األوؿ‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪، 2014 ،‬ص ‪303‬‬
‫‪3‬‬
‫خالؼ وردة‪ ،‬الرقابة القضائية عمى المشروعية الداخمية لق اررات الضبط اإلداري‪ ،‬أطروحة لنيؿ درجة الدكتوراه في العموـ‪،‬‬
‫جامعة محمد مميف دباغيف‪ ،‬سطيؼ‪، 2014، 2‬ص ‪.263‬‬
‫‪54‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫ثانيا‪ :‬رقابة القاضي عمى أسباب ومالئمة التدابير الضبطية‬

‫يرتبط عنصر السبب في ممارسة التدابير الضبطية بالحالة الواقعية أو القانونية التي‬
‫تيدد وتؤثر عمى النظاـ العاـ‪ ،‬حيث يستدعي أف تستند إجراءات الضبط اإلداري إلى أسباب‬
‫جدية تبرر اتخاذ السمطات الضبطية لئلجراءات ‪ ،‬لذلؾ يتطمب مف القاضي اإلداري عند‬
‫فرض رقابتو أف يراعي انتفاء عنصر السبب لمحالة الواقعية أو القانونية حتى يحكـ بعدـ‬
‫مشروعية اإلجراء الضبطي بغية إقامة التوازف بيف حتميات ومقتضيات الحفاظ عمى النظاـ‬
‫العاـ‪ ،‬وكذا حتمية مراعاة متطمبات حماية حقوؽ وحريات األفراد‪ ،‬مف ثـ طبؽ القضاء‬
‫اإلداري رقابة اإللغاء عمى كؿ تدابير واجراءات الضبط اإلداري بناء عمى انتفاء عنصر‬
‫السبب‪ ، 1‬وذلؾ مف خبلؿ ‪ :‬التحقؽ مف الوجود المادي لموقائع‪ ،‬التكييؼ القانوني لموقائع‪،‬‬
‫مبلئمة االجراء الضبطي مع جسامة االضطراب الذي يؤثر عمى النظاـ العاـ‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬رقابة القاضي لقواعد االختصاص و الشكل االجراء‬

‫توجب مف خبلؿ ممارسة اإلجراء أو التدبير الضبطي أف يتـ مراعاة قاعدة‬


‫االختصاص مف خبلؿ مدى توافر الصبلحية التي تؤىؿ جية إدارية معينة لمتدخؿ في إطار‬
‫ممارستيا التدابير الضبطية واال اعتبر قرار معيب وغير مشروع‪ ،‬كما يتطمب أيضا أف‬
‫تراعي اإلدارة التي تمتمؾ صبلحية ممارسة التدابير الضبطية الجوانب اإلجرائية والشكمية‬
‫المعموؿ بيا قانونا وتنظيما‪ ،‬لذلؾ فإف رفض القاضي اإلداري إلغاء القرار في األحواؿ‬
‫العادية يؤسس في الغالب عمى اإلجراءات غير الجوىرية‪.3‬‬

‫المطمب الثاني ‪:‬سمطات الضبط االداري في الظروف االستثنائية‬

‫اف سمطات الضبط اإلداري في الظروؼ العادية التي يتمتع بيا ىيئات الضبط‬
‫اإلداري في الظروؼ العادية قد ال تكفي لمواجية ظروؼ استثنائية خطيرة والتي تيدد األمف‬
‫والنظاـ العاـ وتعطؿ سير المرافؽ العامة‪ ,‬كأف ييدد امف الدولة خطر حرب خارجية أو‬

‫‪1‬‬
‫عمار عوابدي‪ ،‬القانوف اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزائر‪،2008،‬ص‪.49‬‬
‫‪2‬‬
‫بالخير دراجي ‪،‬عادؿ زياد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪..1430-1429‬‬
‫‪3‬‬
‫بالخير د ارجي ‪،‬عادؿ زياد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.1432‬‬
‫‪55‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫اضطرابات داخمية كالفتف والتمرد والعصياف‪...‬الخ‪ ،‬لذلؾ إف ىذه األخطار يجب مواجيتيا‬
‫بقواعد قانونية تمنح سمطات استثنائية لييئات الضبط اإلداري‪ ,‬عمى حساب حريات األفراد‬
‫فيكوف ليا بصورة مؤقتة تنتيي بانتياء األزمة فرض القيود عمى اختبلؼ أوجو النشاط الفرد‬
‫وفي كافة المجاالت ‪.‬وتجد ىذه القواعد القانونية أساسيا في نصوص تشريعية (التشريعات‬
‫االستثنائية) وفي نظرية الضرورة التي ابتدعيا القضاء اإلداري لرفع الحرج عف اإلدارة‬
‫وتمكينيا مف معالجة الظروؼ المستمدة وقت األزمات واتخاذ القرار المناسب عند غياب‬
‫النص‪.‬‬

‫لذلؾ يثور تساؤؿ عف حدود سمطات الضبط اإلداري خبلؿ ىذه الظروؼ‬
‫االستثنائية‪ ،‬وكيفية تحقيؽ التوازف بيف سمطات الضبط اإلداري مف جية وحماية حقوؽ‬
‫وحريات األفراد مف جية أخرى ‪.‬ويقصد بالظروؼ االستثنائية السماح لسمطات الضبط‬
‫اإلداري بإصدار ق اررات وأوامر تعتبر في األوقات العادية خروجا عمى مبدأ المشروعية‪ ،‬إال‬
‫أنيا تعتبر مشروعة نتيجة صدورىا في ظؿ ظروؼ استثنائية بغية المحافظة عف النظاـ‬
‫العاـ‪ ،‬لذلؾ تعفى سمطات الضبط مف ضوابط المشروعية العادية بتوافر الظروؼ االستثنائية‪،‬‬
‫وكذا تتوسع اختصاصات وصبلحيات سمطات الضبط‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬توسع سمطات الضبط االداري في الظروف االستثنائية‬

‫حيث يخوؿ سمطات الضبط أف تضطمع باستخداـ كؿ السمطات والوسائؿ المتاحة‬


‫التي تفتضييا مواجية ىذه الضرورة أو وفقا لحالة الضرورة بغية المحافظة عمى النظاـ العاـ‪،‬‬
‫مف ثـ قد ال تمتزـ سمطات الضبط بالوسائؿ المحددة قانونا وتنظيما المقررة ليا في إطار‬
‫األحواؿ العادية‪ ،‬باعتبار أف الحاالت غير العادية قد تدفعيا االستعماؿ مشروعية استثنائية‬
‫تمكف مف خبلليا سمطات الضبط مف ممارسة إجراءات ووسائؿ غير عادية لـ ينص عمييا‬
‫القانوف حتى واف اقتضى األمر في بعض األحواؿ أف تمس ببعض الحقوؽ والحريات الفردية‬
‫ومخالفة القانوف كوضع قيود عمى حريات األفراد‪ ،‬واألمر بتوقيؼ المخالفيف وحجزىـ‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫مصمح ممدوح الصرايرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.256‬‬
‫‪56‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫إذف إف الظروؼ االستثنائية في مجاؿ الضبط اإلداري تعني السماح لسمطات الضبط‬
‫االداري بإصدار ق اررات وأوامر تعتبر في األوقات العادية خروجاً عمى مبدأ المشروعية‬
‫ولكنيا تعتبر مشروعة بالرغـ مف ذلؾ لصدورىا في إطار ظروؼ استثنائية لممحافظة عمى‬
‫النظاـ العاـ‪ ,‬وبذلؾ تعفي ىذه السمطات مف قيود المشروعية العادية سواء تعمقت ىذه القيود‬
‫باالختصاص أو الشكؿ أو الموضوع‪ ,‬كما تتمتع ىذه السمطات باختصاصات واسعة وشاممة‬
‫لـ ينص القانوف عمييا‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حدود رقابة القاضي االداري عمى سمطات الضبط في الحاالت االستثنائية‬

‫لقد اتجو القضاء اإلداري لبسط رقابتو عمى ممارسة صبلحيات الضبط في األحواؿ‬
‫االستثنائية مثمما ىو الحاؿ في األحواؿ العادية وذلؾ إعماال لمبدأ المشروعية‪ ،‬إال أف طبيعة‬
‫ىذه الرقابة تختمؼ بالنظر إلى طبيعة القوانيف المطبقة في األحواؿ االستثنائية‪.‬‬

‫فقد تضمف القضاء اإلداري العديد مف الشروط الخاصة التي يقتضي توافرىا إلعماؿ‬
‫حالة الضرورة‪ ،‬وىي كما يمي‪:2‬‬

‫‪ -‬أف تتحقؽ فعبل حالة طارئة أو استثنائية تفضي إلى تيديد خطير لمقومات النظاـ‬
‫العاـ كالسبلمة العامة‪ ،‬أو األمف‪ ،...‬وفي الغالب ما توضح القوانيف ىذه االحواؿ‬
‫االستثنائية كوقوع حرب التي تعد حالة استثنائية ‪.‬‬
‫‪ -‬يقتضي أف ييدؼ اإلجراء االستثنائي إلى الحفاظ عمى مقومات النظاـ العاـ وتجسيد‬
‫المصمحة العامة وليس لؤلغراض شخصية واال حاد اإلجراء عمى مقتضيات‬
‫المشروعية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بالخير دراجي ‪،‬عادؿ زياد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪1433‬‬
‫‪2‬‬
‫بالخير دراجي ‪،‬عادؿ زياد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪1435‬‬

‫‪57‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪ -‬يستدعي أف يكوف اإلجراء الضبطي الزما أو حتميا بمعنى أنو الوسيمة الوحيدة‬
‫المبلئمة لمواجية األحواؿ الغير عادية‪ ،‬مف ثـ ال تكفي اإلجراءات العادية لمعالجة‬
‫الظرؼ االستثنائي‪ ،‬كما أف اإلجراءات الضبطية االستثنائية مرتبطة ارتباطا وطيدا‬
‫بظرؼ مؤقت أي محددة أثناء فترة تحقؽ الحالة االستثنائية‪.‬‬
‫‪ -‬ينجـ عف تدخؿ سمطات الضبط اإلداري في األحواؿ االستثنائية تحمؿ المسؤولية‬
‫بسبب األضرار التي قد تمحؽ حقوؽ وحريات األفراد‪ ،‬مما يستدعي األمر التعويض‬
‫عف ذلؾ ‪.‬‬
‫اف الجزائر قد مارست التدابير الضبطية المتخذة في األحواؿ االستثنائية مثبل ما تعمؽ‬
‫بق اررات الوضع في المراكز األمنية واإلقامة الجبرية وتفتيش األشخاص واألماكف لياؿ ونيارا‪،‬‬
‫وفؽ المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 75/92‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 1992‬الذي يحدد شروط تطبيؽ‬
‫بعض أحكاـ المرسوـ الرئاسي‪، 44/92‬وفقا لممادة الثالثة‪.‬‬
‫اتجيت الغرفة اإلدارية بالجزائر في إحدى اجتياداتيا النادرة المتعمقة بقضية ورداف عبد‬
‫ىمبل ضد الوزير األوؿ‪ ،‬والتي تتمخص وقائعيا فيما يمي‪ :‬بتاريخ ‪ 1992/04/07‬أصدر‬
‫الوزير األوؿ مرسوميف تنفيذييف األوؿ رقـ ‪ 142/92‬المتضمف حؿ مجالس شعبية بمدية‪،‬‬
‫والثاني رقـ ‪ ، 143/92‬يتضمف توقيؼ منتخبي المجالس الشعبية البمدية التي حمت بموجب‬
‫مرسوـ رقـ ‪، 142/92‬حيث رفع السيد ورداف دعوى إلغاء ضد المرسوميف ‪142/92‬‬
‫‪،‬و‪، 143/92‬وقد أقر اجتياد الغرفة اإلدارية في الموضوع إلى أنو وفي القضية الحالية‪ ،‬فإف‬
‫األحداث التي أدت بالسمطة العمومية إلى فرض حالة الطوارئ‪ ،‬تشكؿ ظروفا استثنائية‬
‫خطيرة مما يبرر القياـ بيذا اإلجراء نظ ار الف السمطات العمومية ممزمة بالحفاظ عمى‬
‫استم اررية الدولة وعمى حسف سير المرافؽ العمومية‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫سنوساوي سمية‪ ،‬االجتياد القضائي اإلداري‪ ،‬أطروحة لنيؿ شيادة الدكتوراه في العموـ‪ ،‬تخصص قانوف‪ ،‬كمية الحقوؽ‪،‬‬
‫جامع الجزائر‪، 2019، 1‬ص ‪ 248‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫يتضح بأف دور القاضي اإلداري الجزائري يقتصر عمى معاينة الحالة االستثنائية التي‬
‫تبرر عمؿ اإلدارة العمومية‪ ،‬بالتالي تفتقر رقابتو عمى مراعاة مبلئمة التدابير واإلجراءات‬
‫المخصصة ليا في ظؿ األحواؿ االستثنائية‪ ،‬بخالؼ ما اتجو إليو القضاء اإلداري المقارف‬
‫السيما الفرنسي في تجسيد الرقابة عمى مشروعية التدابير الضبطية اإلدارية في األحواؿ‬
‫االستثنائية‪ ،‬فالقضاء اإلداري الفرنسي فرض رقابتو عمى مختمؼ أشكاؿ انحراؼ اإلدارة في‬
‫استعماؿ السمطة‪ ،‬سواء تعمؽ األمر بالبعد عف اليدؼ المخصص قانونا أو عف تحقيؽ‬
‫المصمحة العامة‪ ،‬السيما إذا تعمؽ األمر بأغراض سياسية أو شخصية أو نقابية أو مينية‪. 1‬‬

‫‪1‬‬
‫بالخير دراجي ‪،‬عادؿ زياد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.1437‬‬

‫‪59‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫الفصل الثاني‪ :‬المرفق العام‬

‫يعتبر المرفؽ العاـ مظير مف مظاىر الوظيفة اإلدارية في الدولة‪ ،‬إذ أف النشاط اإلداري‬
‫يتخذ مظيريف أساسييف ىما مظير الضبط اإلداري ومظير المرفؽ العاـ‪ ،‬فمفيوـ المرفؽ‬
‫العاـ كاف يقوـ أساسا في البداية عمى التعبير عف النشاط اإلداري لؤلشخاص العامة‪ ،‬انطبلقا‬
‫مف ىذا التصور نشأ معيار المرفؽ العاـ عمى فكرة بسيطة مفادىا أنو كمما تعمؽ نشاط‬
‫اإلدارة بالمرفؽ العاـ كمما كاف القانوف المطبؽ ىو القانوف اإلداري‪ ،‬والقضاء المختص ىو‬
‫القضاء اإلداري‪ .‬غير أف تطور الظروؼ االقتصادية‪ ،‬االجتماعية الثقافية‪ ،‬االيكولوجية ‪...،‬‬
‫مف جية وتطور احتياجات المحكوميف في الزماف والمكاف انعكس عمى مفيوـ المرفؽ العاـ‬
‫بشكؿ أرغمو عمى مسايرة مختمؼ ىذه التطورات‪.‬‬

‫يعد المرفؽ العاـ المظير اإليجابي لنشاط اإلدارة وتتواله اإلدارة بنفسيا أو باالشتراؾ مع‬
‫األفراد ‪ ،‬وتسعى مف خبللو إلى إشباع الحاجات العامة‪ ،‬وتعد فكرة المرافؽ العامة مف أىـ‬
‫موضوعات القانوف اإلداري وترد إلييا معظـ النظريات والمبادئ التي ابتدعيا القضاء‬
‫اإلداري كالعقود اإلدارية واألمواؿ العامة والوظيفة العامة‪.‬‬

‫سوؼ يتـ دراسة المرفؽ العاـ مف خبلؿ المباحث التالية‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬نشأة المرفق العام و مفيومو‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬المبادئ األساسية التي تحكم المرافق العامة‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬إنشاء و إلغاء المرافق العامة‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬طرق تسيير المرافق العامة‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫المبحث األول‪ :‬نشأة المرفق العام و مفيومو‬

‫تعتبر فكرة المرفؽ العاـ مف االفكار االساسية التي قامت عمييا نظريات القانوف االداري‬
‫‪ ،‬وتعتبر مفيوما اساسيا مف مفاىيـ القانوف االداري‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬ظيور و تطور نظرية المرفق العام‬

‫اف مفيوـ المرفؽ العاـ مفيوـ يكتنفو الغموض مما يطمب البحث عف كيفية ظيور ىذا‬
‫المصطمح ‪ ،‬وقد تبمور مفيومو في اطار النظرية الفرنسية لمقانوف االداري التي عرفت عدة‬
‫مراحؿ و تطورات بتحوؿ دور الدولة مف حارسة الى متدخمة‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬المرفق العام و الثورة الفرنسية‬

‫ظيرت عدة تحوالت سياسية و اجتماعية كبرى في التاريخ السياسي و الثقافي و‬


‫القانوني لفرنسا بشكؿ خاص بدأت مف سنة ‪ ، 1789‬حيث عممت حكومات الثورة الفرنسية‬
‫عمى الغاء الممكية المطمقة و امتيازات الطبقة البرجوازية و حققت الثورة الفرنسية العديد مف‬
‫المبادئ كمبدأ المساواة و مبدا الفصؿ بيف السمطات ‪ ،‬ثـ قسمت فرنسا الى ‪ 83‬وحدة ادارية‬
‫و قد ظير مصطمح المرفؽ العاـ لكف تعددت مفاىيـ استخدامو اما الخدمة العامة او‬
‫المصمحة العامة ‪.‬‬

‫ارتبط مفيوـ الدولة الحارسة بالمفيوـ التقميدي لممرفؽ العاـ ليصبح اساس القانوف‬
‫االداري ومعيار تطبيقو ‪ ،‬واكد عمى ذلؾ مف خبلؿ العديد مف الق اررات القضائية و اراء‬
‫الفقياء ‪ ،‬اف ىوريو ىو اوؿ مف قدـ تعريؼ لمخدمة العامة‪ ،‬و ليوف دوجي اسس ايديولوجية‬
‫حقيقية لمخدمة العامة وجعميا نظرية جديدة لمدولة ‪ ،‬وازداد اىمية المرفؽ العاـ عند التحوؿ‬
‫الى الدولة المتدخمة ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫ارتبط مفيوـ المرفؽ العاـ بدور الدولة في القرف ‪18‬و‪ 19‬كاف لمدولة مياـ ادارية تتمثؿ‬
‫في االمف ‪ ،‬القضاء‪ ،‬العدالة مف خبلؿ انشاء مرافؽ عامة كالشرطة و الجيش و السجوف ‪،‬‬
‫فكانت ال تتدخؿ في النشاط االقتصادي ‪.‬‬

‫غير اف الحرب العالمية االولى ‪ 1919-1918‬و االزمة االقتصادية ‪ 1929‬و بوادر‬


‫الحرب العالمية الثانية ادى الى االنتقاؿ نحو الدولة المتدخمة ‪ ،‬فظيرت المرافؽ العامة‬
‫االقتصادية تسير وفؽ التسيير الخاص و مرافؽ خاصة ذات المنفعة العامة التي ليا بعض‬
‫االمتيازات العامة فاصبح مفيوـ المرفؽ العاـ يكتنفو الكثير مف الغموض و ظير ما يسمى‬
‫بأزمة المرفؽ العاـ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور القضاء في ايجاد فكرة المرفق العام‬

‫اف حكـ محكمة التنازع الفرنسية في قضية ببلنكو بتاريخ ‪ 1873/02/08‬يعتبر تاريخ‬
‫نشأ معيار المرفؽ العاـ ‪ ،‬حيث ربط نشاط المرفؽ العمومي و اختصاص القاضي االداري‬
‫وىذا المبدأ طبؽ في عدة قضايا منيا قضية تيري‪ ،‬وقضية فوتري‪.1‬‬

‫وقد تـ تأسيس مدرسة المرفؽ العاـ مف قبؿ العديد مف الفقياء منيـ ليوف دوقي و اندري‬
‫ديموبادير حي ث اعتبرت المرفؽ العاـ ليس فقط معيا الختصاص القاضي االداري ولكف‬
‫االساس الوحيد لمقانوف االداري واف القانوف االداري ال يفيـ اال باعتباره قانوف المرافؽ‬
‫العمومية‪.2‬‬

‫رغـ بساطة االمر غير اف التطورات التي عرفتيا الدولة اثرت عمى المرفؽ العاـ و ادى‬
‫الى حدوث ازمة المرفؽ العاـ نتيجة تدخؿ الدولة في النشاط االقتصادي و تدخؿ الخواص‬

‫‪1‬‬
‫شاكري سمية‪ ،‬محاضرات في قانوف المرافؽ العامة‪ ،‬القيت عمى طمبة السنة الثانية شعبة العموـ القانونية و االدارية‪،‬‬
‫السداسي االوؿ‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد لميف دباغي سطيؼ‪ ،2020/2019 ،-2-‬ص‪10‬‬
‫‪2‬‬
‫ناصر لباد‪ ،‬الوجيز في القانوف االداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪62‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫ف ي تقديـ المنفعة العامة و الخدمة العمومية في شكؿ مرافؽ واىـ القضايا نجد قضية باؾ‬
‫دلوكا حكـ محكمة تنازع في ‪ 1921/01/22‬حيث تعرضت سفينة بحرية في ساحؿ العاج‬
‫لحادث تسبب في غرؽ بعض المسافريف و الحاؽ ضرر بالبضائع و بعض العربات ‪،‬‬
‫فرفعت القضية اما القضاء العادي التي قضت بعدـ االختصاص كما قضى القضاء االداري‬
‫بعدـ االختصاص فقرت محكمة التنازع اف النزاع مدني و القاضي العاد ىو المختص‬
‫باعتبار اف الشركة تقوـ بوظيفة النقؿ وفؽ الشروط التي تطبؽ بينيا و بيف االفراد و غياب‬
‫امتيازات السمطة العامة‪ ،‬فظير مفيوـ جديد لممرافؽ العمومية فأصبحت ىناؾ مرافؽ عمومية‬
‫و مرافؽ اقتصادية عمومية نتيجة تدخؿ الدولة في الجانب الصناعي و التجاري‪ ،‬كما اصدر‬
‫مجمس الدولة قرار في مؤسسة فيزيا بتاريخ ‪ 1935/12/20‬عمى اف الشخص الخاص يمكنو‬
‫ادارة خدمة عامة و بالتالي يخضع لمقانوف االداري و العكس صحيح‪.1‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تعريف المرفق العام و عناصره‬

‫الفرع االول‪ :‬تعريف المرفق العام‬

‫يوجد العديد مف التعاريؼ لممرفؽ العاـ والتي تختمؼ باختبلؼ وجية النظر‪ ،‬فقد عرفو‬
‫الفرنسي موربس ىوريو بانو‪" :‬منظمة عامة تباشر مف طرؼ السمطات و االختصاصات التي‬
‫تكفؿ القياـ بالتقديـ خدمة لمجميور عمى نحو مستمر"‪ ، 2‬اما الفقيو ليوف ديجي فقد عرؼ‬
‫المرفؽ العاـ بانو‪ ":‬كؿ نشاط يجب اف يكفمو وينظمو الحكاـ الف االضطبلع بأمر ىذا‬
‫النشاط ال غنى عنو لتحقيؽ التضامف االجتماعي وال يمكف تحقيقو اال عف طريؽ السمطة‬

‫‪1‬‬
‫شاكري سمية‪ ،‬محاضرات في قانوف المرافؽ العامة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Maurice HAURIOU.Precis de droit administratif et de droit public, 8 ed.1914 ,p22.‬‬
‫‪63‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫الحاكمة التي تحقؽ المنفعة العامة" وعرفو اندري ديموبادير بانو‪ ":‬كؿ نشاط يباشره شخص‬
‫معنوي عاـ او تحت رقابتو مستعمبل قواعد استثنائية‪.1‬‬

‫اما د سميماف الطماوي فقد ‪:‬مشروع يعمؿ بانتظاـ تحت اشراؼ السمطة العمومية قصد‬
‫تقديـ خدمة عامة لمجميور مع خضوعو لنظاـ معيف"‪ ،2‬د سعاد الشرقاوي‪ :‬نشاط تمارسو‬
‫جماعة بيدؼ اشباع حاجة مف الحاجات التي تحقؽ الصالح"‪.3‬‬

‫ليس مف السيؿ تعريؼ المرفؽ العاـ‪ ،‬ولعؿ صعوبة تعريفو تعود إلى أف عبارة المرفؽ‬
‫العاـ مبيمة وليا معنى عضوي و أخر موضوعي ‪ ،‬يعرؼ المرفؽ حسب المعيار العضوي و‬
‫المادي وقد اعتمد البعض عمى مزج المعياريف لموصوؿ الى تعريؼ كما يمي‪:‬‬

‫اوال‪ :‬المعيار الشكمي او العضوي ‪:‬‬

‫فيعتمد المعيار العضوي في تعريفو لممرفؽ عمى تنظيـ االدارة و يعتمد عمى الجانب‬
‫الشكمي في تنظيـ المشروع الذي يعد مرفؽ عاـ و عمى الرابطة العضوية التي تربط التنظيـ‬
‫و الجياز اإلداري في الدولة ‪،‬و عميو تعني فكرة المرفؽ ‪ :‬اإلدارة أو المؤسسة العمومية ‪،‬‬
‫فالمرفؽ العدالة أو و ازرة العدؿ مرفؽ التعميـ أي مجرد وجود مؤسسة إدارية‪.4‬‬

‫ثانيا‪ :‬المعنى الموضوعي‪:‬‬

‫فيتعمؽ بالنشاط الصادر عف اإلدارة بيدؼ إشباع حاجات عامة والذي يخضع لتنظيـ‬
‫واشراؼ ورقابة الدولة ‪.‬ومف ثـ فيذا التعريؼ يرتبط بطبيعة النشاط و أىدافو بغض النظر‬

‫‪1‬‬
‫شاكري سمية‪ ،‬محاضرات في قانوف المرافؽ العامة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪2‬‬
‫سميماف محمد الطماوي‪ ،‬مبادئ القانوف االداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬الطبعة‪ ،10‬القاىرة‪،‬‬
‫‪،1979‬ص‪.25‬‬
‫‪3‬‬
‫سعاد الشرقاوي‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪،2009 ،‬ص‬
‫‪4‬‬
‫ناصر لباد‪ ،‬الوجيز في القانوف االداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.187‬‬
‫‪64‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫عف الجية او الييئة التي تمارس ىذا النشاط ‪ ،‬ىو كؿ نشاط او خدمة او وظيفة تمبي‬
‫حاجات المواطنيف العمومية مثؿ‪ :‬التعميـ‪ ،‬الصحة ‪،‬النقؿ‪ ،‬البريد‪ ،‬بغض النظر عف الييئة‬
‫التي تسيرىا‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬المعيار المزدوج ‪:‬‬

‫يقصد بو الجمع بيف المعياريف المادي و العضوي وفي ذلؾ اف المرفؽ العاـ بمعناه الوظيفي‬
‫يقصد بو نشاط ييدؼ إلى تحقيؽ الصالح العاـ و بأنو « نشاط تتواله اإلدارة بنفسيا أو يتواله‬
‫فرد عادي تحت توجيييا ورقابتيا واشرافيا بقصد إشباع حاجة عامة لمجميور«‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬عناصر المرفق العام‬

‫مف التعريفات السابقة يتضح أف ىناؾ ثبلثة عناصر يجب توافرىا حتى يكتسب المشروع‬
‫صفة المرفؽ العاـ وىي‪:‬‬

‫اوال‪ :‬عنصر اليدف‬

‫البد أف يكوف الغرض مف المرفؽ العاـ تحقيؽ المنفعة العامة واشباع حاجات األفراد أو‬
‫تقديـ خد مة عامة‪ ،‬وىذه الحاجات أو الخدمات قد تكوف مادية كمد األفراد بالمياه والكيرباء‬
‫أو معنوية كتوفير األمف والعدؿ لممواطنيف‪.‬‬

‫بالتالي انشاء المرفؽ العاـ ييدؼ تحقيؽ الصالح العاـ او المنفعة العامة و يقصد بو سد‬
‫حاجات عمومية او تقديـ خدمات عمومية او تقديـ خدمات لممواطنيف ‪ ،‬واف تحقيؽ بعض‬
‫المرافؽ العامة الربح كالمرافؽ الصناعية و االقتصادية مف خبلؿ حصوليا عمى مقابؿ مالي‬

‫‪1‬‬
‫محمد الصغير بعمي‪ ،‬الوجيز في القانوف االداري‪ ،‬دار العموـ لمنشر و التوزيع ‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،2002،‬ص‪.206‬‬
‫‪65‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫لقاء تقديـ خدماتيا ال يعني فقدىا صفة المرفؽ العاـ طالما ىدفيا تحقيؽ المصمحة العامة‬
‫والتي تظير مف خبلؿ مراعاة المعقولية في تحديد االسعار‪.1‬‬

‫ثانيا‪ -‬عنصر ارتباطو بشخص معنوي عام‬

‫يقصد بو اف تقوـ الدولة بإنشاء المرافؽ العامة ويجب أف يكوف نشاط المرفؽ العاـ‬
‫منظماً مف جانب اإلدارة وموضوعاً تحت إشرافيا ورقابتيا‪ ،‬وخاضعاً لتوجيييا لضماف عدـ‬
‫انحرافو عف المصمحة العامة لحساب المصالح الخاصة‪ .‬واذا عيدت اإلدارة إلى أحد‬
‫األشخاص المعنوية العامة او االشخاص الخاصة بإدارة المرافؽ فإف ىذا ال يعني تخمييا عف‬
‫ممارسة رقابتيا واشرافيا عميو مف حيث تحقيقو لممصمحة العامة واشباع الحاجات العامة‬
‫لؤلفراد‪،‬‬

‫يرتبط المرفؽ العاـ باإلدارة العامة المركزية أو البلمركزية‪ ،‬مف حيث اإلنشاء أو في تسييره‬
‫وادارتو والغاءه‪ ،‬فالمرافؽ العامة الوطنية إنما ترتبط بالسمطات المركزية والمرافؽ العامة‬
‫المحمية تتبع اإلدارة البلمركزية (البمدية والوالية)‪ ،‬وتخضع لوصايتيا‪ ،‬ورغـ مساىمة‬
‫األشخاص الخاصة في تسيير المرافؽ العامة إال أف ذلؾ يكوف تحت إشراؼ ومراقبة اإلدارة‬
‫العامة‪ ،‬ذلؾ أف المرفؽ يخضع دائما لمدولة‪ ،‬وىذا ما يترتب عميو ممارسة الدولة مجموعة مف‬
‫السمطات وتحدد نشاطو وىيكمتو‪. 2‬‬

‫ثالثا‪ -‬خضوعو لنظام قانوني استثنائي‬


‫يمزـ لقياـ المرافؽ العامة أف تتمتع الجية المكمفة بإدارة المرفؽ العاـ بامتيازات غير‬
‫مألوفة في القانوف الخاص تبلئـ الطبيعة الخاصة لمنظاـ القانوني الذي يحكـ المرافؽ‬
‫العامة‪ ،‬استثنائي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ناصر لباد‪ ،‬الوجيز في القانوف االداري ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.208‬‬ ‫محمد صغير بعمي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‬
‫‪66‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫يقصد بالنظاـ القانوني الخاص أو االستثنائي الذي يحكـ المرفؽ العاـ مجموعة القواعد‬
‫واألحكاـ والمبادئ القانونية التي تختمؼ اختبلفا جذريا عف قواعد القانوف الخاص‪ ،‬وعف‬
‫القواعد الت ي تحكـ المشروعات الخاصة‪ ،‬ما دامت نظرية المرفؽ العاـ لعبت دو ار أساسيا في‬
‫وجود القانوف اإلداري كقانوف مستقؿ ومختمؼ عف فروع القانوف األخرى‪ ،‬إذ أف المرفؽ العاـ‬
‫يعد وسيمة السمطة العامة في الدولة لتحقيؽ المصمحة العامة‪ ،‬وىذا النظاـ القانوني ىو ما‬
‫يسمح بإنشائو وتنظيمو وتسييره و الرقابة عميو‪.1‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أنـواع المرافق العامة‬

‫ال تأخذ المرافؽ العامة صورة واحدة بؿ تتعدد أنواعيا تباعاً لمزاوية التي ينظر منيا‬
‫إلييا‪ ،‬العامة‪ ،‬فيمكف تصنيؼ المرافؽ العامة عمى عدة أنواع‪:‬‬

‫الفرع االول‪ :‬المرافق العامة من حيث طبيعة او موضوع نشاطيا‬

‫تنقسـ المرافؽ العامة مف حيث موضوع نشاطيا أو طبيعة ىذا النشاط الى ثبلثة أنػواع‪:‬‬

‫أوال‪ -‬المرافق العامة اإلدارية‬

‫يقصد بالمرافؽ العامة اإلدارية تمؾ المرافؽ التي تتناوؿ نشاطاً ال يزاولو األفراد عادة اما‬
‫بسبب عجزىـ عف ذلؾ أو لقمة أو انعداـ مصمحتيـ فيو‪ ،‬ومثاليا مرافؽ الدفاع واألمف‬
‫والقضاء ‪ ،‬وىي المرافؽ العامة التقميدية التي الزمت الدولة منذ زمف طويؿ و تتسـ بارتباطيا‬
‫بالجانب السيادي لمدولة االمر الذي يفرض قياميا بيذه النشاطات و اف ال تعيد بيا لبلفراد‬
‫بما في ذلؾ خطورة كبيرة‪ ،2‬و تتميز ىذه المرافؽ عف غيرىا بانيا تخضع مف حيث االصؿ‬

‫‪1‬‬
‫عمار عوابدي‪ ،‬القانوف اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬النشاط اإلداري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2005‬ص ‪62. 61‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار بوضياؼ‪ ،‬الوجيز في القانوف االداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.420‬‬
‫‪67‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫لمقانوف العاـ في سائر نشاطاتيا ‪ ،‬عرفيا فؤاد مينا بانيا‪ ":‬المرافؽ التي تمارس نشاطا اداريا‬
‫و تخضع في تنظيميا وفي مباشرة نشاطيا لمقانوف االداري و تستخدـ وسائؿ القانوف العاـ‪.1‬‬

‫ثانيا‪ -‬المرافق االقتصادية(المرافق العامة الصناعية و التجارية)‬

‫بفعؿ األزمات االقتصادية وتطور وظيفة الدولة ظير نوع أخر مف المرافؽ العامة‬
‫يزاوؿ نشاطاً تجارياً أو صناعياً مماثبلً لنشاط األفراد و تعمؿ في ظروؼ مماثمة لظروؼ‬
‫عمؿ المشروعات الخاصة واألمثمة عمى ىذه المرافؽ كثيرة ومنيا مرفؽ النقؿ والمواصبلت‬
‫ومرفؽ توليد المياه والغاز ومرفؽ البريد‪ ،2‬يقصد بيا المرافؽ التي تنشؤىا السمطة العامة او‬
‫تشرؼ عمييا مباشرة و يكوف نشاطيا ذا طبيعة اقتصادية غير خدمية ‪،‬تدعى المرافؽ العامة‬
‫الصناعية و التجارية ‪.‬‬

‫المرافؽ العامة االقتصادية فيي المرافؽ التي تمارس تزاوؿ نشاطا اقتصاديا ييدؼ‬
‫تحقيؽ أىداؼ اقتصادية إلشباع حاجات عامة اقتصادية‪ ،‬صناعية أو تجارية أو مالية‪،‬‬
‫وتخضع ىذه المرافؽ إلى قواعد مختمطة قواعد القانوف اإلداري وقواعد القانوف‬
‫الخاص‪.3‬لتميزىا عف المرافؽ االدارية يجب الرجوع الى عدة معايير اعتمدىا القضاء وىي‬
‫طبيعة نشاط المرفؽ أي يكوف نشاطو مماثبل لمنشاط الممارس مف قبؿ االفراد و المنشآت‬
‫الخاصة‪ ،‬مصادر التمويؿ أي اف يموؿ المرفؽ بنفسو مف خبلؿ ما يدفعو المستفيديف كثمف‬
‫لمخدمات المقدمة‪ ،‬و طريقة التشغيؿ أي اف يسير وفؽ اساليب القانوف الخاص‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫فؤاد مينا‪ ،‬مبادئ و احكا‪ .‬القانوف االداري‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬االسكندرية‪،1980 ،‬ص ‪.263‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد سميماف الطماوي‪ ،‬المرجع السبؽ‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪3‬محمود محمد الحافظ ‪ ،‬نظرية المرفؽ العاـ ‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،1982 ،‬ص‪.122‬‬
‫‪4‬‬
‫مرواف محي الديف القطبي‪ ،‬طرؽ خصخصة المرافؽ العامة(دراسة مقارنة)‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪،‬‬
‫لبناف‪ ،2009،‬ص ‪38‬‬
‫‪68‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫بالتالي ىي مجموعة مف المرافؽ العمومية التي تمارس نشاطا ييدؼ تحقيؽ حاجة عامة‬
‫صناعية او تجارية مثميا في ذلؾ مثؿ النشاط الذي تمارسو االشخاص الخاصة و ىي‬
‫تخضع في ذلؾ الى مزيج مف قواعد القانوف العمومي و قواعد القانوف الخاص‪.1‬‬

‫ثالثا‪ -‬المرافق المينية‬

‫وىي المرافؽ التي تنشأ بقصد توجيو النشاط الميني ورعاية المصالح الخاصة بمينة‬
‫معينة‪ ،‬وتتـ إدارة ىذه المرافؽ بواسطة ىيئات أعضائيا ممف يمارسوف ىذه المينة ويخوليـ‬
‫القانوف بعض امتيازات السمطة العامة مثؿ‪ :‬نقابات الميندسيف والمحاميف واألطباء وغيرىا‬
‫مف النقابات المينية األخرى‪ ،‬اف ما يميز المرافؽ المينية اف انضماـ افراد المينة الييا ليس‬
‫اختياريا و انما امر اجباري مما يجعميا نوع مف الجماعات الجبرية‪.2‬‬

‫تتمتع النقابات المينية بالشخصية المعنوية و بعض امتيازات السمطة العامة و ليا‬
‫اختصاصات اىميا تمثيؿ المينة و الدفاع عنيا اماـ الدولة وغيرىا مف السمطات‪ ،‬تحدد‬
‫القواعد المن ظمة لممينة ‪ ،‬كما يخضع لمزيج مف القانوف العاـ و القانوف الخاص اي نظاـ‬
‫قانوف مختمط‪ ، 3‬فالق اررات التنظيمية المتعمقة بسير المينة او توقيع الجزاءات التأديبية تخضع‬
‫لمقانوف العاـ اما العبلقات التي تربطو باألفراد و الذمة المالية تخضع لمقانوف الخاص‪.‬‬

‫رابعا ‪ -‬المرافق العامة االجتماعية‪:‬‬

‫ىي المرافؽ التي تمارس نشاطا اجتماعيا وتستيدؼ أىداؼ عامة اجتماعية‪ ،‬ومف أمثمة‬
‫ىذه المرافؽ مرفؽ الضماف االجتماعي والتأمينات والحماية االجتماعية في الدولة‪ ،‬ويخضع‬

‫‪1‬‬
‫ناصر لباد ‪ ،‬الوجيز في القانوف االداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد فاروؽ عبد الحميد‪ ،‬نظري ة المرفؽ العاـ في القانوف الجزائري بيف مفيوميف التقميدي و االشتراكي‪ ،‬ديواف‬
‫المطبوعات الجامعية‪،1987 ،‬ص ‪11‬‬
‫‪3‬‬
‫عمار عوابدي‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬النشاط االداري‪ ،‬الجزء‪ ،2‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2000 ،‬ص‪63‬‬
‫‪69‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫ىذا النوع لقواعد القانوف اإلداري وقواعد القانوف الخاص‪ ،‬مثؿ المرافؽ المخصصة لتقديـ‬
‫اعانات لمجميور و مراكز الضماف االجتماعي و التقاعد و مراكز الراحة‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المرافق العامة من حيث استقالليا‬

‫تنقسـ المرافؽ العامة مف حيث استقبلليا إلى مرافؽ تتمتع بالشخصية المعنوية أو‬
‫االعتبارية ومرافؽ ال تتمتع بالشخصية المعنوية‪.‬‬

‫أوال‪ -‬المرافق العامة التي تتمتع بالشخصية المعنوية‪ :‬وىي المرافؽ التي يعترؼ ليا قرار‬
‫إنشائيا بالشخصية المعنوية ويكوف ليا كياف مستقؿ كمؤسسة عامة مع خضوعيا لقدر مف‬
‫يترتب عف ذلؾ نتائج قانونية‬ ‫الرقابة أو الوصاية اإلدارية‪ ،‬وتدعى المؤسسات العامة‬
‫كاستقبلؿ المرفؽ بذمة مالية و يتحمؿ نفقاتو و ارباحو و خسائره ولو حؽ التقاضي‪ ،‬و‬
‫يكتسب نوعا مف البلمركزية و اتفؽ الفقو عمى تسميتيا البلمركزية المرفقية او المصمحية ‪.2‬‬

‫ثانيا‪ -‬المرافق العامة التي ال تتمتع بالشخصية المعنوية‪ :‬وىي المرافؽ التي ال يعترؼ ليا‬
‫قرار إنشائيا بالشخصية المعنوية ويتـ إلحاقيا بأحد أشخاص القانوف العاـ وتكوف تابعة ليا‪،‬‬
‫كالدولة أو الو ازرات أو المحافظات‪ ،‬وىي الغالبية العظمى مف المرافؽ العامة‪ ،‬فبل تكوف ليا‬
‫ذاتية خاصة بيا وانما تذوب في كياف الشخص المعنوي العاـ سواء كاف ذلؾ الشخص ىو‬
‫الدولة اـ شخص اقميمي اخر‪.3‬‬

‫الثالث‪ :‬المرافق العامة من حيث نطاق نشاطيا‪-‬المعيار االقميمي‪-‬‬


‫ً‬ ‫الفرع‬

‫تنقسـ المرافؽ العامة مف حيث نطاؽ أو مجاؿ عمميا إلى مرافؽ عامة وطنية مركزية‬
‫ومرافؽ محمية اقميمية ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫عمار عوابدي‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬النشاط االداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫‪2‬‬
‫سميماف محمد الطماوي‪ ،‬مبادئ القانوف االداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫‪3‬‬
‫ىاني عمي الطيراوي‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬دار العمـ و القافة لمنشر و التوزيع‪ ،‬األردف‪،2001 ،‬ص‪215‬‬
‫‪70‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫أوال‪ -‬المرافق العامة الوطنية‪ :‬يقصد بيا تمؾ المرافؽ التي يتسع نشاطيا ليشمؿ كؿ أقاليـ‬
‫الدولة ‪.‬كمرفؽ الدفاع ومرفؽ القضاء ومرفؽ الصحة‪ ،‬بالتالي ىي مجموع المرافؽ التي يمتد‬
‫نشاطيا الى جميع اقميـ الدولة و نظ ار لعمومية واىمية النشاط فإنيا تخضع إلشراؼ االدارة‬
‫المركزية مف خبلؿ الو ازرات او ممثمييا ‪ ،‬ضمانا لحسف اداء ىذه المرافؽ لنشاطيا و تحقيقا‬
‫‪1‬‬
‫لممساواة في توزيع خدماتيا‬

‫ويقصد بيا المرافؽ التي يتعمؽ نشاطيا بتقديـ خدمات لمنطقة‬ ‫ثانيا‪ -‬المرافق المحمية‪:‬‬
‫محددة أو إقميـ معيف مف أقاليـ الدولة ‪،‬ويعيد بإدارتيا إلى الوحدات المحمية البمدية و الوالية‪،‬‬
‫كمرفؽ النظافة ز مؤسسة النقؿ الوالئي وغيرىا مف المرافؽ التي تشبع حاجات محمية‪. 2‬حيث‬
‫المرفؽ سكاف اإلقميـ فقط وتتولي السمطات المحمية أمر اإلشراؼ عميو وتسييره‬
‫ينتفع مف ىذه ا‬
‫ألنيا أقدر عمى ذلؾ مف اإلدارة المركزية‪ ،‬وأكثر منيا اطبلعا عمى شؤوف اإلقميـ‪ ،‬فقد اعترؼ‬
‫قانوف البمدية ليذه األخيرة بحؽ إنشاء مؤسسات عمومية بمدية تتمتع بالشخصية المعنوية‪،‬‬
‫كما اعترؼ القانوف لموالية أيضا بحؽ إحداث مؤسسات ذات طابع إداري أو صناعي أو‬
‫تجاري‪.3‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬المرافق العامة من حيث مدى االلتزام بإنشائيا‬

‫تنقسـ المرافؽ العامة مف حيث حرية اإلدارة في إنشائيا إلى مرافؽ اختيارية وأخرى‬
‫إجبارية‪:‬‬

‫أوال‪ -‬الم ارفق االختيارية‪ :‬األصؿ في المرافؽ العامة أف يتـ إنشائيا بشكؿ اختياري مف‬
‫جانب الدولة ‪،‬وتممؾ اإلدارة سمطة تقديرية واسعة في اختيار وقت ومكاف إنشاء المرفؽ ونوع‬

‫‪1‬‬
‫ىاني عمي الطيراوي‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪211‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار بوضياؼ‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪435‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الغني بسيوني عبد ااهلل‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية ‪، 1997‬ص ‪.116‬‬

‫‪71‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫الخدمة أو النشاط الذي يمارسو وطريقة إدارتو ‪.‬ومف ثـ ال يممؾ األفراد إجبار اإلدارة عمى‬
‫إنشاء مرفؽ عاـ معيف‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬المرافق العامة اإلجبارية‪ :‬إذا كاف األصؿ أف يتـ إنشاء المرافؽ العامة اختيارياً فاف‬
‫اإلدارة استثناء تكوف ممزمة بإنشاء بعض المرافؽ العامة عندما يمزميا القانوف أو جية إدارية‬
‫أعمى بإنشائيا ومثاؿ ذلؾ إنشاء اإلدارة لمرفؽ األمف والصحة فيي مرافؽ إجبارية بطبيعتيا‬
‫وتيدؼ لحماية األمف والصحة العامة وغالباً ما تصدر القوانيف بإنشائيا ‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬المرافق العامة من حيث وسيمة االنشاء‬

‫تنقسـ المرافؽ وفؽ ىذا التقسيـ الى مرافؽ تنشا بنص تشريعي و مرافؽ تنشا بنص‬
‫تنظيمي‬

‫أوال‪ -‬مرافق عامة تنشأ بنص تشريعي ‪:‬وىي عادة مجموع المرافؽ ذات االىمية الوطنية‬
‫القصوى‪ ،‬التي يفرض المشرع أمر إنشائيا بموجب نص تشريعي ليمكف أعضاء السمطة‬
‫التشريعية مف االطبلع عمى نشاط المرفؽ وضرورتو وقواعده‪ .‬و الحقيقة أف أىمية المرفؽ‬
‫واحتبللو ليذه المكانة مسألة يتحكـ فييا طبيعة النظاـ السياسي السائد في الدولة‪ . 1‬ففي‬
‫الدولة االشتراكية مثاؿ تحتؿ المرافؽ االقتصادية مكانة متميزة‪ ،‬بينما في النظـ الميبرالية ال‬
‫ترقى أىميتيا لمدرجة التي ذكرناىا بؿ انيا تعادؿ المشروعات الخاصة‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬مرافق تنشأ بنص تنظيمي ‪:‬عادة ما يخوؿ التشريع األساسي في الدولة لمسمطة‬
‫التنفيذية صبلحية إنشاء المرافؽ العامة ‪ ،‬سواء عمى المستوى المركزي بمرسوـ رئاسي أو‬
‫بمرسوـ تنفيذي‪ ،‬كما يحؽ لموالية أو البمدية بق اررات إدارية‪ ،‬إنشاء مرافؽ عامة عمى المستوى‬
‫المحمي التي مف شأنيا تمبي حاجات الجميور‪.‬حيث وفؽ المادة ‪ 139‬فقرة ‪ 29‬مف دستور‬
‫‪1‬‬
‫بعمي محمد الصغير‪ ،‬القانوف اإلداري‪ ،‬التنظيـ اإلداري‪ -‬النشاط اإلداري‪ ،‬دار العموـ لمنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‬
‫‪،2013‬ص‪.434‬‬
‫‪72‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪ 2016‬المعدؿ ‪ 2020‬أف ‪ ":‬يشرع البرلماف في المياديف المجاالت االتية‪ 29....... :‬إنشاء‬


‫فئة المؤسسات‪ "...‬ىذا يعني أف المؤسس الدستوري حصر مجاؿ تدخؿ البرلماف في إنشاء‬
‫المرافؽ العامة فقط "إنشاء فئة المؤسسات" وترؾ بذلؾ المجاؿ واسع لمسمطة التنفيذية ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المبادئ االساسية التي تحكم المرافق العامة‬

‫تخضع المرافؽ العامة لمجموعة مف المبادئ العامة التي استقر عمييا القضاء والفقو‬
‫والتي تضمف استمرار عمؿ ىذه المرافؽ وأدائيا لوظيفتيا في إشباع حاجات األفراد ‪ ،‬وأىـ‬
‫ىذه المبادئ مبدأ استمرار سير المرفؽ العاـ ومبدأ قابمية المرفؽ لمتغيير ومبدأ المساواة بيف‬
‫المنتفعيف‪ ،‬غير انو يمكف اضافة مبدا حياد المرفؽ العاـ و مبدا مجانية المرفؽ العاـ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مبدأ استمرار سير المرفق العام‬

‫تتولى المرافؽ العامة تقديـ الخدمات لؤلفراد واشباع حاجات عامة وجوىرية في حياتيـ‬
‫ويترتب عمى انقطاع ىذه الخدمات حصوؿ خمؿ واضطراب في حياتيـ اليومية‪ ،‬لذلؾ كاف‬
‫مف الضروري أف ال تكتفي الدولة بإنشاء المرافؽ العامة بؿ تسعى إلى ضماف استمرارىا‬
‫وتقديميا لمخدمات‪ ،‬لذلؾ حرص القضاء عمى تأكيد ىذا المبدأ واعتباره مف المبادئ األساسية‬
‫التي يقوـ عمييا القانوف اإلداري ومع أف المشرع يتدخؿ في كثير مف األحياف إلرساء ىذا‬
‫المبدأ في العديد مف مجاالت النشاط اإلداري‪ ،‬فإف تقريره ال يتطمب نص تشريعي ألف طبيعة‬
‫نشاط المرافؽ العامة تستدعي االستمرار واالنتظاـ ‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬مضمون مبدا االستمرارية‬

‫إف أساس مبدأ االستم اررية يكمف في تمكيف المرفؽ العاـ مف إشباع الحاجات العامة‬
‫لممواطنيف دوف انقطاع‪ ،‬وعمى السمطات اإلدارية و تأميف تشغيؿ المرافؽ العامة بصورة‬
‫منتظمة‪ ،‬وتعد ىذه القاعدة مف أىـ القواعد التي تحكـ سير المرافؽ العامة سواء كانت إدارية‬

‫‪73‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫أو اقتصادية وتستند إلى أىمية وحيوية الخدمات التي تؤدييا المرافؽ العامة ومدى جسامة‬
‫األضرار التي تصيب الدولة و األفراد جراء توقؼ مرفؽ ما‪ ،‬أو تعطمو‪ -‬ولو لفترة وجيزة‪-‬‬
‫عف تقديميا ويكفي تصور مدى االضطراب الذي يصيب حياة األفراد إذا انقطع التيار‬
‫الكيربائي لمدة طويمة‪ ،‬أو نشاط مرفؽ النقؿ ليوـ أو يوميف‪ ،‬فالمواطف يخطط لتصرفاتو‬
‫‪1‬‬
‫معتمدا عمى وجود مرافؽ تعمؿ بانتظاـ‪.‬‬

‫اف مضموف مبدأ االستم اررية ليس واحدا في جميع المرافؽ العامة والخدمة التي يقدميا‬
‫فيعني لدى بعض المرافؽ العمؿ والتشغيؿ الدائـ‪ ،‬مثؿ الشرطة و الدفاع والمستشفيات‬
‫والحماية المدنية ويعني لدى البعض اآلخر العمؿ المستمر وفقا لدواـ وتوقيت يومي محدد‪،‬‬
‫مثؿ مرفؽ الحالة المدنية‪ ،‬البريد ‪،‬المدارس والجامعات‪.‬‬

‫فمف حؽ المنتفع االستفادة مف خدمات المرفؽ في المكاف والزماف والمخصص لذلؾ‪،‬‬


‫واذا تعرض المرفؽ لعوائؽ تقنية مثبل تحوؿ دوف تحقيؽ عنصر االنتفاع وجب أف يعمـ‬
‫الجميور بذلؾ‪ ،‬فإذا أرادت مثبل مؤسسة سونمغاز القياـ بأشغاؿ معينة وقطع التيار الكيربائي‬
‫لمدة معينة وجب أف تعمـ الجميور بذلؾ وكذا الحاؿ بالنسبة لمؤسسة توزيع المياه‪ ،‬حيث‬
‫يعتبر مبدأ االستم اررية أكثر المبادئ وزنا ألف القضاء اإلداري كثي ار ما اعتمد عميو‪.2‬‬

‫كما اف مجمس الدولة الفرنسي اقر اف رفض او امتناع صريح او ضمني لتقديـ الخدمة‬
‫المنصوص عمييا قانونا يعطي الحؽ لممواطف في الطعف اماـ قاضي االلغاء بعدـ مشروعية‬
‫قرار االمتناع عف تقديـ الخدمة ‪ ،‬كما اف ىذا االمتناع قد يثير مسؤولية مسير المرفؽ اذا‬
‫تسبب في احداث ضرر لحؽ بالمواطف ‪ ،‬وفي ىذا الصدد اصدر قاضي مجمس الدولة‬

‫‪1‬‬
‫زكريا المصري‪ ،‬أسس اإلدارة العامة التنظيـ اإلداري‪ -‬النشاط اإلدار(‪ ،‬دار الكتب القانونية ودار الشتات لمنشر‬
‫والبرمجيات‪ ،‬مصر‪، 2007 ،‬ص ‪.962‬‬
‫‪2‬‬
‫الجرؼ طعيمة‪ ،‬مبدأ المشروعية وضوابط خضوع الدولة لمقانوف‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة ‪، 1978‬ص ‪.259‬‬
‫‪74‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫الفرنسي في حكمو الصادر بتاريخ ‪ 1988/01/27‬في قضية ‪ Giraud‬الطالب الذي لـ‬


‫‪1‬‬
‫يستفيد مف كامؿ البرنامج قرار اكد عمى تعريض الطالب نتيجة خرؽ مبدا االستم اررية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الضمانات القانونية والقضائية لمبدا االستمرارية‬

‫يقتضي مبدأ االستم ارري ة توافر جممة مف الضمانات تعمؿ جميعا عمى تجسيده في أرض‬
‫الواقع‪ ،‬ومف ىذه الضمانات ما وضعو المشرع ومنيا ما رسخو القضاء اإلداري‪.‬‬

‫اوال‪ :‬الضمانات القانونية‪ :‬حق االضراب‬

‫يعرؼ اإلضراب بأنو اتفاؽ العامميف عمى االمتناع عف العمؿ‪ ،‬لفترة معينة مف الزمف‬
‫بقصد تحقيؽ بعض األىداؼ االجتماعية و االقتصادية أو السياسية‪.‬‬

‫لقد ارتبط حؽ اإلضراب في الجزائر بتطور تشريعي‪ ،‬فطبقا لدستور ‪ 1963‬كاف‬


‫اإلضراب مسموحا بو ثـ جاء بعد ذلؾ أمر ‪ 10‬جويمية ‪ 1965‬بدوف إشارة إلى اإلضراب‬
‫وىو نفس الموقؼ الذي اتبعو المشرع في األمر المنظـ لموظيفة العامة سنة ‪، 1966‬ىذا‬
‫السكوت تـ تفسيره عمى أنو رفض لئلضراب‪ ،‬ثـ جاء دستور ‪ 1976‬الذي اعترؼ باإلضراب‬
‫في القطاع الخاص‪ ،‬وسكت عف اإلضراب في القطاع العاـ ىذا السكوت اعتبر بمثابة رفض‬
‫لئلضراب في القطاع العاـ‪ ،‬إلى أف جاء دستور ‪ 1989‬وألوؿ مرة حسب المادة ‪ 13‬منو‬
‫اعترؼ باإلضراب ‪ ،‬وىو ما أكده دستور ‪ 1996‬بحيث اعتبر أف اإلضراب معترؼ بو‬
‫ويمارس في إطار القانوف وذلؾ طبقا لممادة ‪ 41‬مف الدستور كما تـ التأكيد عميو في جميع‬
‫التعديبلت حتى‪ 2020‬في المادة‪ 70‬التي تعترؼ بالحؽ في االضراب غير انو يمنع القانوف‬
‫ممارسة ىذا الحؽ او يجعؿ حدودا لممارستو في مياديف الدفاع الوطني و االمف او في جميع‬
‫الخدمات او االنشطة العمومية ذات المصمحة الحيوية لبلمة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عن شاكري سمية ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪Conseil d’Etat,4/1ssr.du 27/01/1988 ;64076. 13‬‬
‫‪75‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫صدر القانوف ‪ 02-90‬المؤرخ في ‪ 06‬فيفري ‪ 1990‬المتعمؽ بالوقاية مف النزاعات‬


‫الجماعية في العمؿ وتسويتيا وممارسة حؽ اإلضراب المعدؿ والمتمـ ‪ 1‬بالقانوف ‪27-91‬‬
‫المؤرخ في ‪ 21‬ديسمبر ‪ ،19912‬وتضمنت قواعده كيفية ممارسة حؽ اإلضراب واجراءاتو‬
‫وآثاره‪ ،‬و صدر األمر ‪ 03-06‬المؤرخ في ‪ 15‬جويمية ‪ 2006‬المتضمف القانوف األساسي‬
‫العاـ لموظيفة العمومية‪ ،3‬واعترفت المادة ‪ 36‬منو لمموظؼ بممارسة حؽ اإلضراب في ظؿ‬
‫التشريع المعموؿ بو ‪.‬‬

‫كما تـ وضع قيودا وشروط لممارسة اإلضراب مف طرؼ موظفي المرافؽ العامة ضمانا‬
‫االستم اررية و تقديـ خدماتيا لمجميور‪ ،‬وعمى رأسيا االلتزاـ بتقديـ ما يسمى "بالحد األدنى‬
‫مف الخدمة"‪ ،‬وقد نص كذلؾ عمى القطاعات والمصالح التي يجب فييا تقديـ القدر األدنى‪،‬‬
‫كما منع المجوء إلى اإلضراب عمى فئات معينة مف الموظفيف نظ ار ألىمية دورىـ في‬
‫استمرار الحياة العامة‪ ،‬حيث يعد رفض ذلؾ ضماف أدنى مف الخدمة خطأ مينيا جسيما ‪،‬‬
‫مما يمكف معو أيضا األمر بتسخيرىـ بكؿ ما يترتب عف ذلؾ مف نتائج‪ ،‬وبيدؼ الحيمولة‬
‫دوف تعسؼ الجية القائمة باإلضراب‪ ،‬فقد ضبط المشرع ممارسة حؽ اإلضراب بقيود‬
‫إجرائية‪.‬‬

‫‪1‬القانوف رقـ ‪ 02 90/‬المؤرخ في ‪ 10‬رجب عاـ ‪ 1410‬ا لموافؽ ‪ 06‬فيفري ‪، 1990‬المتعمؽ بالوقاية مف النزاعات‬
‫الجماعية في العمؿ وتسويتيا وممارسة حؽ اإلضراب‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪. 06‬‬
‫‪2‬‬
‫القانوف رقـ ‪ 27 91/‬المؤرخ في ‪ 14‬جمادى الثانية عاـ ‪ 1412‬الموافؽ ‪ 21‬ديسمبر ‪، 1991‬المعدؿ والمتمـ لمقانوف‬
‫‪ 02 90/‬المؤرخ في ‪ 10‬رجب عاـ ‪ 1410‬الموافؽ ‪ 06‬فيفري ‪، 1990‬المتعمؽ بالوقاية مف النزاعات الجماعية في العمؿ‬
‫وتسويتيا وممارسة حؽ اإلضراب‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.68‬‬
‫‪3‬‬
‫األمر رقـ ‪ 03 06/‬مؤرخ في ‪ 19‬جمادى الثانية عاـ ‪ 1427‬الموافؽ ‪ 15‬جويمية ‪ 2006‬الـ ‪ ،‬تضـ ف القانوف‬
‫األساسي العاـ لموظيفة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪46‬‬
‫‪76‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫ثانيا‪ :‬الضمانات القضائية‬

‫القضاء اإلداري في فرنسا كاف لو الفضؿ في إظيار النظريات التي تخدـ مبدأ حسف سير‬
‫المرفؽ بانتظاـ واطراد مف خبلؿ نظرية الظروؼ الطارئة ونظرية الموظؼ الفعمي‪.‬‬

‫‪ -1‬نظرية الظروف الطارئة‪:‬‬

‫في مجاؿ ا لتعاقد ال يعفى المتعاقد مف التزاماتو إال في حالة القوة القاىرة‪ ،‬وىي الحادث‬
‫غير المتوقع الذي ال يمكف دفعو‪ ،‬وىذه القاعدة ال يمكف العمؿ بيا عمى إطبلقيا في مجاؿ‬
‫العقود اإلدارية‪ ،‬لذا أنشأ القاضي الفرنسي بنظرية الظروؼ الطارئة ‪،‬عقب الحرب العالمية‬
‫األولى ارتفعت أس عار الفحـ ارتفاعا كبي ار إلى درجة أف شركة اإلضاءة في بوردو وجدت أف‬
‫الرسوـ التي تتقاضاىا ال تغطي نفقات اإلدارة وليذا طمبت مف السمطة رفع السعر ولكف‬
‫السمطة رفضت وتمسكت بتنفيذ عقد االلتزاـ‪ ،‬وبمغ األمر مجمس الدولة فإذا بو يقرر مبدأ‬
‫جديدا استمده مف دواـ سير المرفؽ العاـ بانتظاـ واطراد مفاده أنو إذا وجدت ظروؼ لـ تكف‬
‫في الحسباف وؽ )التعاقد‪ ،‬وكاف مف شانيا زيادة األعباء المالية الممقاة عمى عاتؽ الممتزـ‬
‫إلى حد اإلخبلؿ بتوازف العقد إخبلال جسيما فالمتعاقد الحؽ في أف يطمب مف اإلدارة في‬
‫الخسائر ‪.1‬‬

‫‪ -2‬نظرية الموظف الفعمي‪:‬‬

‫ضمانا لمبدأ استم اررية الخدمة العامة صاغ القضاء الفرنسي نظرية الموظؼ الفعمي و‬
‫يقصد ب الموظؼ الفعمي شخص يمارس اختصاصا إداريا معينا رغـ وجود عيب جسيـ في‬
‫قرار تعييف شغمو ليذه الوظيفة أو لعدـ صدور قرار التعييف‪. 2‬وتقتضي مبادئ القانوف إلغاء‬
‫جميع تصرفاتو ألنيا صادرة عف غير ذي مختص‪ ،‬غير أف القضاء وسعيا منو عدـ ارتباؾ‬
‫‪1‬‬
‫سميماف محمد الطماوي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ 165‬وما بعدىا‬
‫‪2‬‬
‫عمار بوضياؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.454‬‬
‫‪77‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫أداء الخدمات العامة بانتظاـ واطراد أضفى مشروعية عمى ىذه األعماؿ رغـ العيب وميز‬
‫بشأف تأصيؿ ىذا القرار بيف حالتيف حالة الظروؼ العادية وحالة الظروؼ االستثنائية‪.‬‬

‫ففي الظروؼ العادية سمح القضاء الفرنسي باالعتراؼ ببعض األعماؿ الصادرة عف‬
‫الموظفيف الواقعييف‪ ،‬ولقد برر ذلؾ بفكرة العمؿ الظاىر‪ ،‬اما في الظروؼ االستثنائية أنو إذا‬
‫بادر شخص أو مجموعة أشخاص في حاالت استثنائية كالحروب والكوارث‪ ،‬بالقياـ بأعماؿ‬
‫تنتج آثارىا القانونية رغـ انيا صادرة عف شخص أو أشخاص ال يكتسبوف صفة الموظؼ‬
‫القانوني‪ ،‬فإذا حمت بالبمدية ظروؼ استثنائية كالحرب مثبل وتخمى عف أداء الوظيفة أعضاء‬
‫مف المجمس البمدي وحؿ محميـ مواطنوف ‪ ،‬فإف عمميـ ينتج آثاره القانونية‪ ،‬وىو ما أكده‬
‫القضاء الفرنسي عمى اساس فكرة الموظؼ الواقعي‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مبدأ قابمية المرفق العام لمتغيير‬

‫إذا كانت المرافؽ العامة تيدؼ إلى إشباع الحاجات العامة لؤلفراد وكانت ىذه الحاجات‬

‫متطورة ومتغيرة باستمرار فإف اإلدارة المنوط بيا إدارة وتنظيـ المرافؽ العامة تممؾ دائماً‬
‫تطوير وتغيير المرفؽ مف حيث أسموب إدارتو وتنظيمو وطبيعة النشاط الذي يؤديو بما‬
‫يتبلءـ مع الظروؼ والمتغيرات التي تط أر عمى المجتمع ومسايرة لحاجات األفراد المتغيرة‬
‫باستمرار ‪.‬‬

‫إف األساس الذي تقوـ عميو سمطة التعديؿ مرتبطة بالقواعد الضابطة لسير المرافؽ‬
‫العامة ومف أوليا قاعدة قابمية المرفؽ العاـ لمتغيير والمرفؽ العاـ يقبؿ التغير في كؿ وقت‬
‫متى ثبت أف التغير مف شأنو أف يؤدي إلى تحسيف الخدمة التي يقدميا إلى المنتفعيف وفكرة‬
‫التعديؿ و ال يحتج عمى التغيير و اكد القضاء االداري المصري ذلؾ‪ ":‬مف المسمـ قانونا أف‬
‫لمجية اإلدارية سمطة وضع األنظمة التي تتوالىا سي ار منتظما ومنتجا وكذلؾ ليا تعديؿ ىذه‬

‫‪78‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫األنظمة بما تراه متفقا مع الصالح العاـ دوف أف يكوف ألحد مف الناس االدعاء بقياـ حؽ‬
‫‪1‬‬
‫مكتسب في استمرار نظاـ معيف"‬

‫لقد استقر الفقو والقضاء اإلدارييف عمى االعتراؼ بحؽ اإلدارة‪ ،‬في إجراء التعديبلت‬
‫التي تراىا الزمة وضرورية بيدؼ تطوير المرافؽ العامة‪ ،‬وليس لموظفي المرافؽ العامة أو‬
‫المنتفعيف بخدماتيا حؽ مكتسب يقؼ عقبة في وجو اإلدارة وىي تمارس حقيا في التعديؿ‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬مبدأ المساواة المنتفعين امام المرفق العام‬

‫يقوـ ىذا المبدأ عمى أساس التزاـ الجيات القائمة عمى إدارة المرافؽ بأف تؤدي خدماتيا‬
‫لكؿ مف يطمبيا مف الجميور ممف تتوافر فييـ شروط االستفادة منيا دوف تمييز بينيـ بسبب‬
‫الجنس أو الموف أو المغة أو الديف أو المركز االجتماعي أو االقتصادي‪ ،‬ويستمد ىذا المبدأ‬
‫أساسو مف الدساتير والمواثيؽ واعبلنات الحقوؽ التي تقتضي بمساواة الجميع أماـ القانوف وال‬
‫تمييز بيف أحد منيـ ‪.‬‬

‫إف المرافؽ العامة التي تقوـ عمى تمبية الحاجيات العامة لتحقيؽ المصمحة العامة والتي‬
‫تؤدي خدماتيا بأساليب القانوف العاـ والخاص معا‪ ،‬وذلؾ تبعا لطبيعة ونوع ىذه المرافؽ‬
‫العامة‪ ،‬تنفرد بنظاـ قانوني يميزىا عف نشاط األفراد والتي يتجمى في مجموعة مف القواعد‬
‫الضرورية إلنشائيا وتنظيميا والغائيا‪ ،‬عبلوة عمى القواعد الضابطة لسيرىا‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬مساواة المنتفعين من خدمات المرفق ‪:‬‬

‫يقتضي ىذا المبدأ وجوب معاممة المرفؽ لكؿ المنتفعيف معاممة واحدة دوف تفضيؿ‬
‫البعض عمى البعض األخر ألسباب تتعمؽ بالجنس أو الموف أو الديف أو الحالة المالية‬
‫وغيرىا‪ ،‬ويعود السبب لذلؾ إلى أف المرفؽ تـ إحداثو بأمواؿ عامة بغرض أداء حاجة عامة‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫سميماف محمد الطماوي‪ ،‬مبادئ القانوف اإلداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪184‬‬
‫‪79‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫ومف ىنا تعيف عميو أف ال يفاضؿ في مجاؿ االنتفاع بيف شخص وشخص وفئة وأخرى ممف‬
‫تتوفر فييـ شروط االنتفاع مف خدمات المرفؽ العاـ‪.‬‬

‫غير انو ال يتنافى ىذا المبدأ مع سمطة المرفؽ العاـ في فرض بعض الشروط التي‬
‫فستوجبيا القوانيف والتنظيمات كالشروط المتعمقة بدفع الرسوـ أو إتباع بعض اإلجراءات أو‬
‫تقديـ بعض الوثائؽ‪ ،‬وعمى ذلؾ ال يعد انتياكا لممبدأ المذكور أف تشترط مؤسسة سونمغاز‬
‫عمى المنتفع وثيقة تتعمؽ بالعقار موضوع الخدمة لتتأكد مف توافر الشروط التقنية (البناء‬
‫الغير فوضوي)‪ ،‬كما ال يعد المبدأ انتياكا لمبدأ المساواة أف تفرض إدارة الخدمات الجامعية‬
‫عمى الطمبة الراغبيف في الحصوؿ عمى غرفة باألحياء الجامعية أف يقدـ ىؤالء ما يثبوف بو‬
‫إقامتيـ العائمية عمى بعد مساف ة حددىا التنظيـ‪ ،‬وال يعد انتياكا لممبدأ أف تفرض مبالغ مالية‬
‫معينة لقاء االنتفاع بالخدمات‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المساواة في االلتحاق بالوظائف العامة‬

‫يترتب عمى ىذا المبدأ حؽ األفراد بااللتحاؽ بالوظائؼ العامة‪ ،‬وال يجوز فرض شروط‬
‫تتعمؽ بالجنس أو الموف أو الديف لبلستفادة مف وظيفة معينة‪ ،‬فااللتحاؽ بالوظائؼ العامة‬
‫اصبح اليوـ يشكؿ حؽ دستوريا يتمتع بو األفراد‪ ،‬غير أف التمتع بيذا الحؽ ال يمنع المشرع‬
‫مف أف يضبط االلتحاؽ بالوظائؼ بشروط محددة تتعمؽ بالحالة السياسية الجنسية والسف‬
‫وحسف السيرة السموؾ وغيرىا‪.‬‬

‫كما يضبطو أيضا بإجراءات معينة كإجراء الدخوؿ في مسابقة‪ ،‬كما تـ ترسيخ وتأكيد‬
‫مبدأ التساوي في االلتحاؽ بالوظائؼ العامة في دستور ‪ 1996‬بموجب المادة ‪ 29‬و ‪51‬‬
‫منو‪ ،‬المعدؿ ‪، 2020‬كما اكد في االمر ‪ 03-06‬في المادة ‪.74‬‬

‫‪1‬‬
‫منصور عبد الكريـ‪ ،‬نظرة مفاىيمية لممرفؽ العاـ في الجزائر‪،‬ا لمجمة الج ازئرية لمدراسات التاريخية و القانونية العدديف‬
‫االوؿ ة الثاني جواف ‪ ،2016‬ص‪.181-180‬‬
‫‪80‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫المطمب الرابع‪ :‬مبدا مجانية المرافق العامة‬

‫ىو مبدا نصت ع ميو بعض الدوؿ في بعض المرافؽ و قد اقرىا الفقو في بعض المرافؽ‬
‫منيا الصحة و االمف و التعميـ ‪.‬‬

‫واصؿ المبدأ اف الخدمات التي تقدميا الدولة ضرورية جدا لذا يجب تأمينيا بصفة‬
‫مجانية ‪ ،‬لكف التطور في نفقات الدولة و متطمبات المردودية و الربح اصبح مف الصعب‬
‫تطبيؽ ىذا المبدأ عمى مجاؿ واسع ‪ ،‬يرى بعض الفقياء اف المجانية ال يمكنيا اف تكوف مبدا‬
‫مشتركا لكؿ المرافؽ العامة بمختمؼ انواعيا ‪ ،‬فاذا امكف تطبيقيا في المرافؽ العامة االدارية‬
‫فانو غير ممكف في المرافؽ العامة الصناعية و االجتماعية ‪.‬‬

‫اف الثمف ىو المقابؿ المالي لمخدمة الذي يدفعو المرتفؽ في حالة المرفؽ العاـ الصناعي و‬
‫التجاري ‪ ،‬اما المرافؽ العامة االدارية فاف المقابؿ المالي يكوف بشكؿ رسوـ او اتاوات مثؿ‬
‫رسـ التطيير التي يدفعيا المواطف لمبمدية في المقابؿ المرفؽ العاـ الذي تؤمنو البمدية في‬
‫مجاؿ القمامات المنزلية‪.1‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬انشاء و الغاء المرافق العام‬

‫درج الفقيو فوداؿ والقضاء عمى ضرورة أف يكوف إنشاء المرافؽ العامة بقانوف أو بناء‬
‫عمى قانوف صادر مف السمطة التشريعية أي أف تتدخؿ السمطة التشريعية مباشرة فتصدر‬
‫قانوناً بإنشاء المرفؽ‪.‬‬

‫في الجزائر فاف تحديد السمطة المختصة بإنشاء المرافؽ العامة مرتبطة بمجاؿ توزيع‬
‫االختصاصات و الصبلحيات بيف السمطات و ىو ما يعرؼ بمجاؿ القانوف و مجاؿ التنظيـ‬
‫ـ ‪ 147‬مف تعديؿ ‪ ، 2020‬فيناؾ بعض المرافؽ تـ إحداثيا بموجب قانوف كالوالية و البمدية‬

‫‪1‬‬
‫ناصر لباد‪ ،‬الوجيز في القانوف االداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.209‬‬
‫‪81‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫و أغمبية بموجب تنظيـ كالجامعة ‪،‬و عمى المستوى المحمي فاف قانوف البمدية و الوالية‬
‫يمنحاف المجالس صبلحية إحداث و إنشاء و تنظيـ المرافؽ العامة المحمية و عمبل بقاعدة‬
‫توازي األشكاؿ فاف نياية أو زواؿ المرفؽ يكوف بنفس الطريقة‪.‬‬

‫المطمب االول‪ :‬انشاء المرافق العامة‬

‫عندما تقدـ السمطة العامة عمى إنشاء المرافؽ العامة‪ ،‬فإنيا تقدر اف ىناؾ حاجة‬
‫عامة لمجميور يجب إشباعيا‪ ،‬وال يستطيع النشاط الفردي القياـ بيذه الميمة عمى الوجو‬
‫المطموب أو يعجز كميا عف القياـ بيا‪ ،‬وقد تقوـ الدولة عمى القياـ بإنشاء المرافؽ العامة‬
‫بصرؼ النظر عف امكانياتو‪ ،‬وذلؾ مف خبلؿ تدخميا في الميداف قدرة النشاط الفردي و‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادي‬

‫انشاء الم ارفؽ العامة يدخؿ في سمطة اإلدارة التقديرية كمبدأ عاـ‪ ،‬وقد تمتزـ اإلدارة أحيانا‬
‫‪ ،‬بإنشاء بعض المرافؽ العامة وتكوف سمطتيا مقيدة ‪.2‬كما أف إنشاء المرافؽ العامة يختمؼ‬
‫حسبما إذا كانت ىذه المرافؽ عامة وطنية أو مرافؽ عامة محمية‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬إنشاء المرافق العامة الوطنية‬

‫إف تحديد السمطة المختصة إلنشاء وتنظيـ المرافؽ العاـ‪ ،‬عمى المستوى الوطني يخضع‬
‫لمعيار توزيع السمطات بيف الييئة التشريعية أي البرلماف والييئة التنفيذية أي الحكومة فيي‬
‫مسألة تخضع معالجتيا لطبيعة النظاـ السياسي السائد في الدولة‪. 3‬فإذا كاف دستور الدولة قد‬
‫حدد انشاء المرافؽ العامة بالنظر ألىميتيا يعود لمسمطة التشريعية فإف قاعدة إنشاء المرفؽ‬

‫‪1‬‬
‫عصاـ عمي الدبس‪ ،‬القانوف اإلداري ‪ ،‬الكتاب األوؿ ماىية القانوف اإلداري‪ -‬التنظيـ اإلداري‪ ،‬النشاط اإلداري‪ ،‬دار‬
‫الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪ ،2014،‬ص ‪140‬‬
‫‪2‬‬
‫محمود محمد حافظ‪ ،‬نظرية المرفؽ العاـ‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪، 1982 ،‬ص ‪110‬‬
‫‪3‬‬
‫ناصر لباد ‪ ،‬الوجيز في القانوف االداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.201‬‬
‫‪82‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫تكوف بموجب نص تشريعي ‪ ،‬اما باقي المرافؽ تعود لمسمطة التنفيذية وتنشا بنص تنظيمي‪،1‬‬
‫أما بالنسبة لموضع في الجزائر‪ ،‬فإف إنشاء المرافؽ العامة الوطنية خضع لعدة حاالت‬
‫حسب دستور ‪ 1989‬السمطة المختصة بعممية تنظيـ و احداث المرافؽ العمومية في الجزائر‬
‫ىي السمطة التنفيذية وفؽ المادة ‪ 115‬لـ تمنح احداث المرافؽ العامة ف وبالتالي فاف‬
‫انشاءىا يكوف عمى شكؿ مراسيـ رئاسية او تنفيذية‪ ،‬اما دستور ‪ 1996‬اضاؼ جديد وه منح‬
‫لمسمطة التشريعية انشاء فئات المؤسسات وفؽ المادة ‪ 122‬والتي الزالت الى غاية التعديؿ‬
‫‪ 2020‬اضافة الى دور السمطة التنفيذية في ذلؾ‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المرافق العامة المحمية‬

‫يمنح كؿ مف قانوف البمدية رقـ ‪ 10-11‬وقانوف الوالية رقـ ‪ 07-12‬لييئتي اإلدارة‬


‫المحمية انشاء مرافؽ عامة محمية بمدية او والئية‪.‬‬

‫اوال‪ :‬المرافق العامة البمدية‬

‫بالرجوع الى المادة ‪ 149‬مف قانوف البمدية عمى ما يمي ‪ :»......‬تضمف البمدية سير‬
‫المصالح العمومية البمدية التي تيدؼ إلى تمبية إحتياجات مواطنييا وادارة أمالكيا ‪ ،‬وبيذه‬
‫الصفة فيي إضافة إلى مصالح اإلدارة العامة‪ ،‬مصالح عمومية تقنية قصد التكفؿ عمى وجو‬
‫الخصوص بما يأتي ‪:‬‬

‫‪ -‬التزود بالمياه الصالحة لمشرب وصرؼ المياه المستعممة‪.‬‬

‫‪ -‬النفايات المنزلية والفضبلت األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬صيانة الطرقات واشارات المرور‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عمار بوضياؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪437‬‬
‫‪2‬‬
‫ناصر لباد ‪ ،‬الوجيز في القانوف االداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.201‬‬
‫‪83‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪ -‬اإلنارة العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬األسواؽ المغطاة و األسواؽ والموازيف العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬الحظائر ومساحات التوقؼ‪.‬‬

‫‪ -‬المحاشر‪.‬‬

‫‪ -‬النقؿ الجماعي‪.‬‬

‫‪ -‬المذابح البمدية‬

‫‪ -‬الخدمات الجنائزية وتييئة المقابر وصيانتيا بما فييا مقابر الشيداء‪.‬‬

‫‪ -‬الفضاءات الثقافية التابعة ألمبلكيا‪.‬‬

‫‪ -‬فضاءات الرياضة والتسمية التابعة ألمبلكيا‪.‬‬

‫‪ -‬المساحات الخضراء « ‪.‬‬

‫يتـ إنشاء المرافؽ العامة البمدية بإجراء مداولة مف طرؼ المجمس الشعبي البمدي حسب‬
‫المادة ‪ 52‬مف قانوف البمدية والمصادقة عمييا مف طرؼ الوالي حسب المادة ‪ 55‬منو ‪ ،‬كما‬
‫أنو يجوز لممجالس الشعبية البمدية لبمدتيف أو أكثر‪ ،‬أف تقرر االشتراؾ في إطار مؤسسة‬
‫عمومية مشتركة بيف البمديات الجؿ تحقيؽ الخدمات والتجييزات أو المصالح ذات النفع‬
‫المشترؾ بينيا‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫ثانيا‪ :‬المرافق العامة الوالئية‪:‬‬

‫وفؽ المادة ‪ 141‬مف قانوف الوالية ‪:» ........‬يمكف لموالية أف تنشئ قصد تمبية الحاجات‬
‫الجماعية لمواطنييا بموجب مداولة المجمس الشعبي الوالئي مصالح عمومية والئية لمتكفؿ‬
‫عمى وجو الخصوص بما يأتي ‪:‬‬

‫‪ -‬الطرؽ والشبكات المختمفة‪.‬‬

‫‪ -‬مساعدة ورعاية الطفولة واألشخاص المسنيف أو الذيف يعانوف مف إعاقة وأمراض مزمنة‪.‬‬
‫‪ -‬النقؿ العمومي‪.‬‬

‫‪ -‬النظافة والصحة العمومية ومراقبة الجودة‪.‬‬

‫‪ -‬المساحات الخضراء‪.‬‬

‫‪ -‬الصناعات التقميدية والحرؼ‪.‬‬

‫يكيؼ عدد ىذه المصالح العمومية وحجميا حسب إمكانيات كؿ والية ووسائميا و‬
‫احتياجاتيا « ‪...‬كما نصت المادة ‪ 146‬عمى أنو يمكف لممجمس الشعبي الوالئي أف ينشئ‬
‫مؤسسات عمومية والئية‪ ،‬تتمتع بالشخصية المعنوية و االستفبلؿ المالي قصد تسيير مصالح‬
‫عمومية‪ ،‬وحددت المادة ‪ 147‬أنواع المؤسسات العمومية الوالئية بأف تكوف إما مؤسسة‬
‫عمومية ذات طابع إداري أو مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري حسب اليدؼ‬
‫المرجو منيا ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫المطمب الثاني‪ :‬إلغاء المرافق العامة‬

‫إف إلغاء المرفؽ العاـ تعتبر مسألة تقديرية‪ ،‬تندرج ضمف إختصاص السمطة‬
‫المختصة ‪ ،‬فبل يممؾ المنتفعيف مف خدمات المرفؽ الذي تـ إلغاؤه المطالبة ببقائو الف ىذا‬
‫اإللغاء يتعمؽ بالمصمحة العامة‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬المقصود بإلغاء المرفق العام‬

‫يقصد بإلغاء المرفؽ العاـ ىو وضع حد لنشاطو‪ ،‬وذلؾ العتراؼ السمطة المختصة‬
‫بأنو لـ تعد ىناؾ حاجة االستم ارر وجود المرفؽ العاـ‪ ،‬و ىو امر متروؾ لتقدير اإلدارة‪ ،‬أي‬
‫تقدر مدى الحاجة أـ عدـ الحاجة إلى المرفؽ والمقارنة بيف ما يحققو مف فائدة وما يتخمؼ‬
‫عنو مف ضرر واختيار الوقت المناسب ال لقداـ عمى إلغائو وظروؼ ومبررات اإللغاء ‪.‬‬
‫ويمكف رد أسباب إلغاء المرافؽ العامة إلى ما يمي‪:1‬‬

‫‪ -‬دمج مرفؽ عاـ مع مرفؽ عاـ آخر يمارس ذات النشاط أو نشاطا مماثؿ‪.‬‬

‫‪ -‬إشباع حاجة جماعية عارضة ومؤقتة ال تتسـ بطابع الديمومة‪ ،‬حيث تحقؽ الغرض الذي‬
‫انشأ مف أجمو المرفؽ العاـ‪.‬‬

‫‪ -‬ترؾ إشباع الحاجات العامة التي كاف يتوالىا المرفؽ العاـ لمنشاط الخاص‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجية المختصة بإلغاء المرفق العام‬

‫لـ يحدد المشرع الجزائري كيفية إلغاء المرافؽ العامة‪ ،‬وتطبيقا لمقواعد العامة فإف اإللغاء‬
‫يتـ بنفس األداة اإلنشاء مف حيث المرتبة والقوة‪ ،‬بمعنى أنو إذا تـ اإلنشاء بقانوف فيجب أف‬

‫‪1‬‬
‫فاضؿ الي ػ ػ ػػاـ‪ ،‬محاضرات في القانوف اإلداري‪ ،‬لمسداسي الثاني ألقيت عمى طمبة السنة أولى ؿ ـ د‪ ،‬كمية الحقوؽ ‪،‬‬
‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 1948‬قالمة‪ ،2018/2017،‬ص‪.20‬‬
‫‪86‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫يكوف اإللغاء بقانوف ‪ ،‬أو بأداة أعمى فإذا تـ اإلنشاء بقرار بمدي فقد يكوف اإللغاء بقرار والئي‬
‫بما أف الوالية ىي جية وصاية بالنسبة لمبمدية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬النتائج المترتبة عن إلغاء المرفق العام‬

‫عندما يتـ إلغاء المرفؽ العاـ فإف أموالو تعود إلى الجية التي نص عمييا القانوف‬
‫الصادر بإلغائو‪ ،‬فإف لـ ينص عمى ذلؾ فإف أمواؿ المرفؽ تعود إلى أمواؿ الشخص اإلداري‬
‫الذي كاف يتبعو ىذا المرفؽ‪.1‬‬

‫ا ما مصير الموظفيف فإنو يتـ نقميـ إلى مرفؽ عاـ آخر‪ ،‬أو إنياء خدماتيـ وتسوية‬
‫حقوقيـ الوظيفية وتعويضيـ بناء عمى مبدأ تحقيؽ المساواة بيف المواطنيف أماـ التكاليؼ‬
‫واألعباء ‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬طرق تسيير المرافق العامة‬

‫اف المرافؽ العامة أنواع مختمفة‪ ،‬لذا تتابيف أساليب تسييرىا‪ ،‬الختيار طريقة مف الطرؽ‬
‫تراعي اإلدارة اعتبارات متعددة ‪ :‬سياسية واجتماعية واقتصادية‪ ،‬ففي الدولة الميبرالية‬
‫الكبلسيكية كانت األساليب تنحصر في االستغبلؿ المباشر‪ ،‬وفي استمزاـ بعض المرافؽ‬
‫االقتصادية‪ ،‬ثـ تنوعت طرؽ إدارة المرفؽ العامة‪ ،‬تحت تأثير األفكار االشتراكية و تدخؿ‬
‫الدولة المكثؼ في المجاؿ االقتصادي و االجتماعي‪ ،‬فظيرت أساليب جديدة في التسيير‪،‬‬
‫تعتمد التأميـ والمؤسسات والمنشآت العمومية واالقتصاد المختمط‪ ،‬ومع تراجع األفكار‬
‫االشتراكية وتفوؽ األفكار الميبرالية التي تنادي بخوصصة طرؽ تسيير المرافؽ العامة و‬
‫اخضاعيا لقواعد ا المنافسة ‪ ،‬قامت الدولة بفتح المجاؿ لمقطاع الخاص بالمشاركة في‬
‫تسيير المرافؽ العامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مازف راضي ليمو‪ ،‬القانوف اإلداري‪ ،‬منشورات األكاديمية العربية في الدنمارؾ‪، 2008 ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪87‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫بالتالي يمكف أف التمييز بيف األساليب عديدة في تسيير واستغبلؿ المرافؽ العامة‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬األساليب العامة إلدارة المرفق العام اي الطرق التقميدية ‪:‬‬

‫اف الطرؽ العامة إلدارة وتسيير المرافؽ العامة تكوف مف قبؿ الدولة بنفسيا وىذه الطرؽ‬
‫العامة تتخذ شكميف أو صورتيف ىما‪ :‬االستغبلؿ المباشر و المؤسسة العامة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬االستغالل المباشر‬

‫يعتبر االستغبلؿ المباشر الشكؿ العادي لتسيير المرفؽ العاـ‪ ،‬ويقصد بو أف تقوـ الدولة‬
‫أو الجماعة المحمية بإدارة المرفؽ مستعينة بأمواليا وموظفييا ومستعممة في ذلؾ وسائؿ‬
‫القانوف العاـ ‪.1‬إف أسموب اإلدارة المباشرة ‪،‬يتبع عادة في إدارة المرافؽ العمومية التقميدية أي‬
‫اإلدارية ‪ ،‬وذلؾ ألنيا غير مربحة و ترى الدولة أنو مف الخطورة التنازؿ عنيا سواء‬
‫بإخضاعيا لمتخصص أو بتوكيميا لؤلفراد‪.‬‬

‫اال أف ىذا ال يمنع مف استخداـ أسموب اإلدارة المباشر في عدد مف المرافؽ العامة‬
‫التجارية والصناعية سواء كانت تابعة لمدولة أو الجماعات المحمية‪ ،‬إذا رأت ىذه األخيرة‬
‫مصمحة في ذلؾ ‪.2‬‬

‫اف ما يميز أسموب التسيير المباشر في مختمؼ أشكالو أف المرفؽ العاـ ضمف ىذا‬
‫األسموب ال يتمتع بالشخصية المعنوية ‪ ،‬بحيث تتولى اإلدارة سواء كانت إدارة مركزية‬
‫كالو ازرات أو إدارة ال مركزية إقميمية كالبمديات‪ ،‬القياـ بالنشاط المرفؽ العاـ بنفسيا ولحسابيا‪،‬‬
‫فتتولى تنظيـ المرفؽ وتشغيؿ وتعييف موظفيو وتمويمو وتتحمؿ مخاطر التشغيؿ والمسؤولية‬

‫‪1‬‬
‫محمد سميماف الطماوي ‪،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫‪2‬‬
‫ناصر لباد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪88‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫عف األضرار التي يسببيا المرفؽ لمغير وتدخؿ في عالقة مباشرة بالمنتفعيف بخدمات المرفؽ‬
‫العاـ الذي تسيره تسيي ار مباش ار‪.1‬‬

‫بالتالي فاف موظفو المرافؽ العمومية المسيرة تسيي ار مباش ار ىـ موظفوف عموميوف‬
‫يخضعوف لقانوف الوظيفة العامة بكؿ ما يحممو مف حقوؽ والتزامات‪،‬و تعتبر كؿ امبلؾ‬
‫المرفؽ العاـ امبلكا عمومية تخضع ألحكاـ الدوميف العاـ‪ ،‬و الق اررات التي تصدرىا ق اررات‬
‫إدارية‪ ،‬و العقود التي تبرميا عقود إدارية‪،‬و القضاء اإلداري ىو المختص بالمنازعات‬
‫المتعمقة بيا‪ ،‬و تعتمد في تمويميا عمى الميزانية العامة لمدولة أو عمى ميزانية الجماعة‬
‫‪2‬‬
‫المحمية ‪ ،‬ومف ثـ تخضع لقواعد المحاسبة العمومية ولمرقابة عمى المالية العمومية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أسموب المؤسسة العامة‬

‫المؤسسة العامة ىي شخص معنوي عاـ‪ ،‬اليدؼ مف إنشائيا ىو التسيير المستقؿ‬


‫والمتخصص لممرفؽ العاـ‪ ،‬إلى جانب الدولة و المجموعات المحمية وعميو فإف تسيير المرافؽ‬
‫العامة قد يعيد إلى أشخاص عمومية أخرى‪ ،‬والتي أطمؽ عمييا اسـ المؤسسة العامة‪ .‬و‬
‫تتنوع المؤسسات العمومية بالجزائر منيا المؤسسة العمومية ذات الطابع االداري‪ ،‬المؤسسة‬
‫العمومية ذات الطابع الصناعي و التجاري ‪،‬المؤسسة ذات الطابع العممي و التكنولوجي‪،‬‬
‫المؤسسة العمومية ذات الطابع العممي و الثقافي و الميني‪.3‬‬

‫تعرؼ المؤسسة العامة عمى أنيا‪ " :‬شخص معنوي خاضع لمقانوف العاـ وىي مكمفة‬
‫بتسيير مرفؽ عاـ "‪.‬ويعرفيا سميماف الطماوي بأنيا‪ " :‬مرفؽ عاـ يدار عف طريؽ مؤسسة‬
‫عامة‪ ،‬يتمتع بالشخصية المعنوية ولقد أطمؽ عمييا الفقو بالبلمركزية المرفقية التقنية كمقابؿ‬

‫‪1‬‬
‫عمار بوضياؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.458‬‬
‫‪2‬‬
‫بعمي محمد الصغير‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪3‬‬
‫عمار بوضياؼ‪ ،‬الوجيز في القانوف االداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪.461 ،‬‬
‫‪89‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫لبلمركزية اإلقميمية‪ ،‬حيث تفوض الدولة لشخص معنوي عاـ تسيير مرفؽ عاـ‪ ،‬وذلؾ بمنحيا‬
‫استقبللية مالية و ادارية في اطار التخصص بيدؼ تحسيف الخدمة العمومية‪ .‬وىي بذلؾ‬
‫تختمؼ عف التسيير المباشر‪ ،‬كونيا تتمتع بالشخصية المعنوية‪ ،‬ينتج عمى استقبللية‬
‫المؤسسة عف الدولة جممة مف النتائج‪: 1‬‬

‫‪ -‬االستقالل المالي‪ :‬تتمتع المؤسسة العامة بذمة مالية مستقمة عف الدولة أو الجماعة‬
‫اإلقميمية المنشئة ليا‪ ،‬فيي مستقمة في تحصيؿ إيراداتيا و في اإلنفاؽ ‪.‬‬

‫‪ -‬الستقالل اإلداري (األجيزة)‪ :‬تقوـ المؤسسة العامة عمى أجيزة إدارية خاصة بيا وتتكوف‬
‫ىذه األجيزة بصفة عامة‪ ،‬مف جياز تداولي يتمثؿ في مجمس اإلدارة مكوف مف ممثمي‬
‫الو ازرات المعنية بالمجاؿ‪ ،‬معينة مف قبؿ الوصاية وىو المسؤوؿ عف اختيار االستراتيجيات‬
‫وتحديد برنامج النشاط وكذا اتخاذ كافة الق اررات‪ ،‬وجياز تنفيذي يتمثؿ في المدير وقد‬
‫يساعدوه معانوف وىو المسؤوؿ عف تنفيذ ق اررات مجمس اإلدارة ويمارس السمطة السممية عمى‬
‫الموظفيف وىو كذلؾ اآلمر بالصرؼ فيما يخص ميزانية المؤسسة العامة ‪.‬‬

‫كما يكوف ليا حؽ قبوؿ اليبات والوصايا‪ ،‬و يكوف ليا حؽ التعاقد دوف الحصوؿ عمى‬
‫رخصة‪ ،‬و ليا حؽ التقاضي‪،‬و تتحمؿ نتائج أعماليا وتسأؿ عف األفعاؿ الضارة التي تمحؽ‬
‫بالغير‪.‬‬

‫لقد سمحت المادة ‪ 146‬مف قانوف الوالية بأنو يمكف لممجمس الػشػعبي الػوالئي أف‬
‫يػنشئ مػؤسسػات عػمػوميػة تتػمػتع بػالشػخػصػية المػعػنػوية واالستقبلؿ المالي‪ ،‬قصد تسيير‬
‫المصالح العمومية‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 153‬مف قانوف البمدية بأنو يمكف البمدية أف تنشئ‬
‫مؤسسات عمومية بمدية تتمتع بالشخصية المعنوية والذمة المالية المستقمة مف أجؿ تسيير‬
‫مصالحو‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.214‬‬ ‫ناصر لباد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‬
‫‪90‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫كما ضبط نظاـ المؤسسة العامة بقيديف اساسيف ىما‪:1‬‬

‫أ‪ -‬قيد التخصص ‪ :‬تنشأ المؤسسة العامة ميما كاف مجاؿ تدخميا مف أجؿ القياـ بأعماؿ‬
‫محددة في نص إنشائيا‪ ،‬فيي ممزمة بأف ال تتجاوز مجاؿ نشاطيا أو استعماؿ ذمتيا لمياـ‬
‫أخرى ‪.‬فالقانوف أو التنظيـ يحدد بدقة مجاالت التدخؿ ‪.‬‬

‫ب‪ -‬نظام الوصاية‪ :‬إذا كانت المؤسسة العامة تتمتع باالستقبللية بما أنيا تمثؿ البلمركزية‬
‫في جانبيا المرفقي فإف ذلؾ ال يعني قطع كؿ عبلقة بينيا وبيف سمطة الوصاية‪ ،‬بؿ تبقى‬
‫المؤسسة خاضعة لنظاـ الوصاية ‪ ،‬فمف حؽ اإلدارة العامة المركزية أف تراقب نشاطيا‬
‫بيدؼ التأكد مف عدـ خروجيا عف المجاؿ المحدد ليا ‪.‬وضمانا لسبلمة و مشروعية أعماؿ‬
‫المؤسسات العمومية‪ ،‬وحفاظا عمى متطمبات وحدة نظاـ الدولة اإلدارية ولكف يجب أف‬
‫تمارس اإلدارة العامة المركزية الوصاية‪ ،‬في حدود القانوف تطبيقا لقاعدة "ال وصاية بدوف‬
‫قانوف"‪ .‬و قد تكوف ىذه الوصاية عمى األشخاص أو األعماؿ المصادقة عمى المداوالت ذات‬
‫األىمية‪ ،‬فيي وصاية مالية وتقنية أي حسب طبيعة نشاط المؤسسة‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬األساليب الخاصة لتسيير المرفق العام‬

‫إف االتجاه إلى القطاع الخاص إلدارة المرفؽ العامة يتزايد بشكؿ واضح في إطار‬
‫عالمي جديد‪ ،‬ويرجع ىذا االتجاه رغبة الدوؿ في البحث عف وسائؿ لتمويؿ المشروعات‬
‫والثقة في القطاع الخاص مف حيث إمكانياتو المالية وقدراتو الفنية وكفاءتو في اإلدارة ‪ ،‬والى‬
‫أف إدارة المرافؽ العامة بواسطة القطاع الخاص أصبحت أداة لتحقيؽ سياسة تحرير‬
‫االقتصاد‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫عمار بوضياؼ‪ ،‬الوجيز في القانوف االداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪.460 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫الياـ فاضؿ ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪91‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫نتيجة لمتغيرات التي عرفتيا الجزائر منذ ‪ 1989‬و استجابة لمتحوالت االقتصادية التي‬
‫نجـ عنيا االنتقاؿ مف النظاـ االشتراكي المعتمد عمى أساليب التسيير المباشر لممرافؽ‬
‫العامة‪ ،‬إلى النظاـ الميبرالي قامت الدولة بإفساح المجاؿ لمقطاع الخاص بالمشاركة في‬
‫تسيير المرافؽ العامة و ذلؾ عف طريؽ البحث عف أسموب فعاؿ يغطي النقائص التي عرفيا‬
‫التسيير الكبلسيكي واالختبلالت التي واجيتو مف حيث نوعية التسيير‪ ،‬الموارد البشرية‪...‬الخ‬
‫و ذلؾ عف طريؽ االعتماد عمى تقنية التفويض كأسموب جديد لتسيير المرافؽ العامة ‪.1‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفيوم تفويض المرافق العامة‬

‫مصطمح تفويض المرفؽ العاـ مصطمحا جديدا في النظاـ القانوني قديما في تطبيقاتو‪،‬‬
‫و لما كاف بيذه الصفة‪ ،‬وجب األمر التعرض لتعريفو وكذا تحديد أشكالو أو صوره ‪.‬‬

‫اوال‪ :‬تعريف تفويض المرفق العام‬

‫يعتبر تفويض المرفؽ العاـ أحد أىـ أوجو الشراكة االقتصادية بيف القطاع العاـ و‬
‫القطاع الخاص في ميداف المرافؽ العامة‪ ،‬اال أف الفقو و االجتياد مازاؿ في طور بمورة ىذا‬
‫المفيوـ وتحديد األسس التي يقوـ عمييا‪ .‬واستعمؿ مصطمح تفويض المرفؽ العاـ ألوؿ مرة‬
‫في سنوات الثمانينات في كتابو المرافؽ العمومية المحمية‬ ‫‪J-M AUBY‬‬ ‫مف طرؼ األستاذ‬
‫ولقد عرفو بأنو العقد الذي ييدؼ إلى تحقيؽ األىداؼ التالية ‪: 2‬‬

‫‪ -‬أف يعيد إلى شخص آخر يطمؽ عميو تسمية صاحب التفويض‪ ،‬تنفيذ ميمة المرفؽ العاـ‬
‫والقياـ باستغبلؿ ضروري لممرفؽ ‪.‬اقامة عبلقة مباشرة مع المستفيديف ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الياـ فاضؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪47‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Auby Jean François, les services publics locaux ,P.U.F, , Paris, 1987, P.1.‬‬
‫‪92‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪ -‬أف يتحمؿ صاحب التفويض مسؤولية تشغيؿ المرفؽ العاـ و الذيف تؤدى إلييـ الخدمات‬
‫مقابؿ تأديتيـ لتعريفات محددة‪.‬‬

‫‪ -‬أف يتقيد صاحب التفويض بالمدة المحددة و التي تعكس االستثما ارت التي ييدؼ إلى‬
‫تغطيتيا‪.‬‬

‫كما يعرفو ‪Braconnier Stéphane‬بأنو "عقد يفوض بموجبو شخص معنوي خاضع‬
‫لمقانوف العاـ يسمى المفوض‪ ،‬لمدة محدودة تسيير مرفؽ عاـ‪ ،‬يتولى مسؤوليتو لشخص‬
‫معنوي خاضع لمقانوف الخاص يسمى المفوض إليو‪ ،‬فيخوؿ لو حؽ تحصيؿ أجرة مف‬
‫المرتفقيف أو تحقيؽ أرباح مف التفويض المذكور أو بيما معا‪.1‬‬

‫لقد كرس المشرع الفرنسي تقنية تفويض المرافؽ العامة منذ القرف الماضي عندما‬
‫لجأ إلى تفويض أشخاص القانوف الخاص إلدارة بعض المرافؽ العامة ذات الطابع الصناعي‬
‫والتجاري لكف دوف وضع نظاـ قانوني لضبط ىذا األسموب إال في مطمع التسعينات مف‬
‫خبلؿ بعض القوانيف فأورد المشرع الفرنسي تعريفا واضحا لتفويض المرافؽ العامة في‬
‫المادة‪ 38‬مف قانوف ‪ sapinLoi‬لسنة ‪1993‬كاآلتي ‪ " :‬تفويض المرفؽ العاـ ىو العقد الذي‬
‫يعيد بموجبو شخص مف أشخاص القانوف العاـ إلى شخص عاـ أو خاص تسيير مرفؽ‬
‫عاـ‪ ،‬بمقابؿ مالي مرتبط باستغبلؿ المرفؽ‪.2‬‬

‫لقد ظير ألوؿ مرة مصطمح التفويض في الجزائر في قانوف المياه لسنة ‪ 2005‬حيث‬
‫كرس قسـ بعنواف تفويض الخدمة العمومية ‪ ،‬ثـ نص عميو صراحة في قانوف البمدية ‪-11‬‬
‫‪ 10‬في المادة ‪ " : 2/150‬يمكف تسيير ىذه المصالح مباشرة في شكؿ استغبلؿ مباشر‬
‫‪1‬‬
‫عن الهام فاضل‪Braconnier Stéphane, droit des services publics, presse universitaire de France, paris, 2004, p.413. ،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪84‬‬
‫‪2‬‬
‫‪la loi n° 93-122, du 9 janvier 1993, relative à la prévention de la corruption et à la transparence de la vie‬‬
‫‪économique et des procédures publiques, JORF n° 25, du 30 janvier 1993 . « Une délégation du service public‬‬
‫‪est un contrat par lequel une personne de droit public confie la gestion d’un service public dont elle a la‬‬
‫‪responsabilité à un délégataire public ou privé, dont la rémunération est substantiellement liée aux résultats de‬‬
‫عن الهام فاضل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪l’exploitation du service... »84‬‬
‫‪93‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫او في شكؿ مؤسسة عمومية بمدية او عف طريؽ االمتياز او التفويض‪ ،‬ثـ وضع المشرع‬
‫الجزائري ألوؿ مرة نظاـ قانوني خاص بتقنية التفويض‪ ،‬بموجب المرسوـ الرئاسي ‪247-15‬‬
‫المتضمف تنظيـ الصفقات العمومية وتفويضات المرفؽ العاـ‪ ، 1‬حيث خولت المادة ‪207‬‬
‫الشخص المعنوي الخاضع لمقانوف العاـ و المسؤوؿ عف مرفؽ عاـ‪ ،‬أف يقوـ بتفويض تسيره‬
‫إلى المفوض لو‪ ،‬ينصب موضوعو عمى تفويض تسييره أو إنجاز منشآت أو اقتناء ممتمكات‬
‫ضرورية لسير عممو‪ ،‬وذلؾ مالـ يوجد نص قانوني مخالؼ‪ ،‬ويتـ التكفؿ بأجر المفوض لو‬
‫بصفة أساسية مف استغبلؿ المرفؽ‪ ،‬وتقوـ السمطة المفوضة بتفويض تسيير المرفؽ بموجب‬
‫اتفاقية‪ ،‬وبيذه الصفة يمكف السمطة المفوضة أف تعيد لممفوض لو إنجاز منشآت أو اقتناء‬
‫ممتمكات ضرورية لسير عمؿ المرفؽ العاـ ‪.‬‬

‫ومف خبلؿ ىذا التعريؼ الذي أورده المشرع الجزائري فإف تفويض المرفؽ العاـ يقوـ‬
‫عمى العناصر التالية ‪ : -‬أطراؼ عقد تفويض المرفؽ العاـ‪ :‬يتمثؿ أطراؼ ىذا العقد في‬
‫الشخص المعنوي الخاضع لمقانوف العاـ المسؤوؿ عف مرفؽ عاـ مف جية‪ ،‬والمفوض لو مف‬
‫جية ثانية‪ ،‬لـ يقيده المشرع بشكؿ خاص‪ ،‬ربما حتى يفسح مجاؿ التعاقد أماـ كؿ متعامؿ‬
‫تتوافر فيو الشروط والمعايير البلزمة لمتفويض سواء كاف مف الوطنييف أو األجانب‪.2‬‬

‫في ‪ 2018‬صدر المرسوـ التنفيذي ‪ 199-18‬المتعمؽ بتفويض المرفؽ العاـ ‪3‬و عرفو‬
‫في المادة‪ «:2‬يقصد بتفويض المرفؽ العاـ في مفيوـ ىذا المرسوـ تحويؿ بعض المياـ غير‬
‫السيادية التابعة لمسمطات العمومية لمدة محددة الى المفوض لو المذكور في المادة ‪ 4‬ادناه‬
‫بيدؼ الصالح العاـ»‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المرسوـ الرئاسي ‪ 247 /15‬الصادر بتاريخ ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2015‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمومية وتفويضات‬
‫المرفؽ العاـ ‪،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪18‬‬
‫‪2‬‬
‫الياـ فاضؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪50-49‬‬
‫‪3‬المرسوـ التنفيذي ‪ 199 -18‬ا لمؤرخ في ‪ 2018/08/02‬المتعمؽ بتفويض المرفؽ العاـ‪ ،‬ج ر ‪.48‬‬
‫‪94‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫اف نص المادة ‪ 4‬حددت االشخاص المفوض ليـ وىـ‪ :‬شخص معنوي عاـ او شخص‬
‫معنوي خاص خاضع لمقانوف الجزائري و اف تبرـ معو السمطة المفوضة اتفاقية التفويض‪.‬‬

‫كما ينصب موضوع عقد التفويض المرفؽ العاـ عمى استغبلؿ المرفؽ وتسييره وفقا‬
‫لميدؼ مف إنشائو تحت إشراؼ ورقابة السمطة المفوضة ‪ ،‬ىذا يعني أف تفويض المرفؽ العاـ‬
‫ينصب عمى تفويض التسيير دوف أف يتـ التنازؿ عف المرفؽ كمية فعند نيايتو تصبح كؿ‬
‫ممتمكات واستثمارات المرفؽ العاـ ممكا لمشخص المعنوي العاـ المعني ‪.‬‬

‫يعتبر المقابؿ المالي مف أبرز حقوؽ المفوض لو ويكوف مرتبطا بعوائد استغبلؿ‬
‫المرفؽ‪ ،‬ويأخذ في الغالب صورة أتاوى يحصؿ عمييا مف المنتفعيف بخدمة المرفؽ‪ .‬و يشكؿ‬
‫ارتباط المقابؿ الماؿ بنتائج االستغبلؿ‪ ،‬معيا ار لمتمييز بيف عقد تفويض المرفؽ ‪2‬العاـ‬
‫والصفقات العامة ‪ ، 1‬وفي حاؿ شكؿ المقابؿ المالي الذي يحصؿ عميو صاحب التفويض‬
‫ثمنا لمخدمات المؤدية دوف أف يتحمؿ صاحب التفويض أية مخاطر فنكوف بصدد صفقة‬
‫عامة وليس عقد تفويض مرفؽ عاـ‪ ،‬وىذا ما أكد عميو القضاء اإلداري الفرنسي في عدد مف‬
‫القضايا التي عرضت عميو‪ ،‬اما فيما يخص مدة عقد تفوض المرفؽ العاـ فالمستقر عميو‬
‫فقيا وقضاء وقانونا أف عقد تفويض المرفؽ العاـ مف العقود المؤقتة المدة‪.‬‬

‫ال يمكف تحديد قائمة باألنشطة التي يمكف أف تكوف موضوعا لعقد تفويض المرفؽ‬
‫العاـ‪ ،‬سواء في فرنسا أو في أي دولة أخرى إال أف الفقو و االجتياد قد حددا مجموعة مف‬
‫الضوابط لممرافؽ العامة القابمة لمتفويض وىي ‪:2‬‬

‫‪ -‬ال يجوز تفويض إدارة واستغاؿ المرافؽ العامة الدستورية‪ ،‬كمرفؽ العدالة والدفاع والشرطة‬
‫االرتباطات بسيادة الدوؿ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الياـ فاضؿ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.50‬‬
‫‪2‬‬
‫ضريفي نادية‪ ،‬تسيير المرفؽ العاـ والتحوالت الجديدة‪ ،‬دار بمقيس‪ ،‬الجزائر‪.135 ،2010،‬‬
‫‪95‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪ -‬ال يجوز أف يكوف موضوع عقد تفويض المرافؽ العامة تحصيؿ جباية اإليرادات العامة‬
‫التي يكوف ليا الطابع الضريبي‪.‬‬

‫‪ -‬ال يجوز تفويض إدارة المرفؽ العاـ التي تحتكر إدارتيا و استغبلليا الدولة أو أحد‬
‫أشخاص القانوف العاـ ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬صور تفويض المرفق العام‬

‫المشرع الجزائري نص في المادة ‪ 210‬مف المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 247-15‬عمى ما‬


‫يمي‪ ":‬كما يمكف أف يأخذ تفويض المرفؽ العاـ أشكاؿ أخرى‪ ،‬غير تمؾ المبينة فيما يأتي وفؽ‬
‫الشروط والكيفيات المحددة عف طريؽ التنظيـ ‪".‬و تمثؿ أشكاؿ تفويضات المرفؽ العاـ التي‬
‫تضمنتيا المادة ‪ 210‬في‪ :‬االمتياز و االيجار و التسيير و الوكالة المحفزة‪.‬‬

‫‪ -1‬عقد االمتياز‪:‬‬

‫يعتبر عقد االمتياز مف أىـ العقود اإلدارية الرتباطو الوثيؽ بتسيير المرفؽ العمومي‪ ،‬و‬
‫األصؿ أف اإلدارة ىي المكمفة بإدارتو ولكف استثناء سمح لمخواص بتسييره ‪.‬‬

‫ا‪ -‬تعريف عقد االمتياز‪ :‬ىناؾ العديد مف التعريفات منيا ‪:‬‬

‫اتفؽ فقياء القانوف اإلداري عمى أف عقد امتياز المرافؽ العمومية ىو أشير العقود ‪،‬‬
‫عرفو محمد سميماف الطماوي « بأنو عقد إداري يتولى الممتزـ‪ -‬فردا كاف أو شركة ‪-‬‬
‫بمقتضاه وعمى مسؤوليتو إدارة مرفؽ عاـ اقتصادي‪ ،‬واستغبللو مقابؿ رسوـ يتقاضاىا مف‬
‫المنتفعيف‪ ،‬مع خضوعو لمقواعد األساسية الضابطة لتسيير المرافؽ العامة‪ ،‬فضبل عف‬
‫الشروط التي تضمنيا اإلدارة عقد االمتياز «‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫ص‪.106‬‬ ‫محمد سميماف الطماوي‪ ،‬األسس العامة لمعقود اإلدارية‪ ،‬مطبعة جامعة عيف الشمس‪ ،‬الطبعة الخامسة‪1991 ،‬‬
‫‪96‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫اف محؿ عقد االمتياز وفؽ ىذا النعريؼ قد حصر في المرافؽ العامة االقتصادية فقط‪،‬‬
‫وبالتالي استبعاد المرافؽ العامة اإلدارية الف تكوف محؿ لعقد االمتياز اإلداري‪ ،‬كما أنو‬
‫يقصر منح االمتياز إال عمى األشخاص الخاصة فرد أو شركة دوف األشخاص العامة‪ ،‬كما‬
‫عرفو أحمد محيو‪ « :‬االمتياز ىو اتفاؽ تكمؼ اإلدارة بمقتضاه شخصا طبيعيا أو اعتباريا‬
‫بتأميف تشغيؿ مرفؽ عاـ ىدفو تسيير مرفؽ عاـ‪ ،‬وىو أسموبا لمتسيير يكمف االمتياز بتولي‬
‫شخص يسمى صاحب االمتياز أعباء مرفؽ خبلؿ فترة مف الزمف فيتحمؿ النفقات ويتسمـ‬
‫الدخؿ الوارد مف المنتفعيف بالمرفؽ‪.»1‬‬

‫اما مف الناحية التشريعية فقد حدد المشرع الجزائري عقد االمتياز في عدة نصوص‬
‫قانونية وتنظيمية منيا ‪:2‬‬

‫قانوف المياه ‪ :2005 3‬المادة‪ 101‬منو تطرقت لمنح امتياز الخدمات العمومية لممياه‬
‫دوف تعريؼ عقد االمتياز ولكف بالرجوع إلى المادة ‪ 76‬المتضمنة النظاـ القانوني المتياز‬
‫استعماؿ الموارد المائية نجدىا عرفت عقد االمتياز بأنو« عقد مف عقود القانوف العاـ‪ ،‬لكؿ‬
‫شخص طبيعي أو معنوي خاضع لمقانوف العاـ أو القانوف الخاص يقدـ طمبا بذلؾ طبقا لدفتر‬
‫الشروط المحددة في ىذا القانوف والكيفيات التي تحدد عف طريؽ التنظيـ« ‪.‬‬

‫التعميمة ‪ 1994‬المتعمقة بامتياز المرافؽ العامة المحمية وتأجيرىا‪ ،4‬و التي و ضعت‬
‫نظاـ قانوني لبلمتياز و جعمت منو األسموب األكثر مبلئمة والمفضؿ لتسيير المرافؽ العامة‬
‫المحمية ‪ ،‬وعرفتو بأنو«‪...‬عقد تكمؼ بمقتضاه الجية اإلدارية المختصة فردا أو شركة خاصة‬

‫‪1‬‬
‫أحمد محيو‪ ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1986 ،‬ص‬
‫‪.144‬‬
‫‪2‬‬
‫الياـ فاضؿ‪ ،‬المرجع السابؽ ف ص‪ 53‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫قانوف رقـ ‪ 12 – 05‬المؤرخ في ‪4‬أوت ‪،2005‬يتعمؽ بالمياه‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪60‬‬
‫‪4‬‬
‫التعميمية رقـ ‪، 842/ 94.03‬مؤرخ في ‪7‬ديسمبر ‪،1994‬تتعمؽ بامتياز المرافؽ العامة المحمية وتأجيرىا‪ ،‬صادرة عف‬
‫الو ازرة الداخمية و الجماعات المحمية‬
‫‪97‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫بإدارة مرفؽ عاـ واستغبللو لمدة معينة مف الزمف بواسطة عماؿ وأمواؿ يقدميا صاحب‬
‫االمتياز "الممتزـ"‪ ،‬عمى مسؤوليتو مقابؿ رسوـ يدفعونيا المنتفعوف مف خدماتو وذلؾ في إطار‬
‫النظاـ القانوني الذي يخضع لو المرفؽ«‪.‬‬

‫بصدور المرسوـ الرئاسي ‪ ، 247 -15‬ظير لبلمتياز مدلوال »واضحا ودقيقا حيث جاء‬
‫فيو أف االمتياز عقد تعيد بمقتضاه السمطة المفوضة لممفوض لو إما إنجاز منشآت أو اقتناء‬
‫ممتمكات ضرورية إلقامة المرفؽ العاـ و استغبللو‪ ،‬ما تعيدوا لو فقط باستغبلؿ المرفؽ العاـ‪،‬‬
‫حيث يستغؿ المرفؽ العاـ باسمو و بأموالو وعمى مسؤوليتو‪ ،‬تحت مراقبة «السمطة المفوضة‪،‬‬
‫لقاء أتاوى محددة يتقاضاىا مف مستخدمي المرفؽ العاـ‪.‬‬

‫اما بصدور المرسوـ التنفيذي ‪ 199-18‬عرفت المادة ‪ 53‬االمتياز بانو الشكؿ الذي تعيد‬
‫مف خبللو السمطة المفوضة لممفوض لو اما انجاز المنشآت او اقتناء ممتمكات ضرورية‬
‫إلقامة المرفؽ العاـ و استغبللو او استغبلؿ مرفؽ عاـ ‪ ،‬باسمو و عمى مسؤوليتو ويتحصؿ‬
‫عمى اتاوى مف مستعممي المرفؽ العاـ‪.‬‬

‫ب‪ -‬عناصر امتياز المرفق العام‬

‫‪ -‬أطراف االمتياز‪ :‬ىما السمطة المفوضة مف جية‪ ،‬والتي تتمثؿ في الشخص المعنوي‬
‫العاـ ) الدولة‪ ،‬جماعة محمية‪ ،‬مؤسسة عامة‪ ،‬ومف جية أخرى المفوض لو صاحب االمتياز‬
‫والذي لـ يحدد المرسوـ الرئاسي ‪ 247-15‬ىؿ ىو مف أشخاص القانوف الخاص أـ يستوي‬
‫أف يكوف مف أشخاص القانوف الخاص أو العاـ‪ ،‬بالرجوع الى المرسوـ التنفيذي‪199-18‬‬
‫حددت المادة ‪ 4‬منو االشخاص المفوض ليـ تسيير المرفؽ العاـ و تتمثؿ في الشخص‬
‫المعنوي العاـ او الشخص المعنوي الخاص لكف اشترط اف يكوف ىذا الشخص خاضع‬
‫لمقانوف االداري واف تبرـ معو السمطة المفوضة اتفاقية التفويض‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫تتمتع السمطة المفوضة بسمطات استثنائية خوليا القانوف‪ ،‬حتى ولو لـ يتضمنيا العقد‬
‫قصد الحفاظ عمى المصمحة العامة دوف مراعاة رضا الطرؼ األخر‪ ،‬رغـ أف ىناؾ مف الفقو‬
‫الكبلسيكي مف انتقد ىذه السمطات االستثنائية المسمـ بيا لئلدارة ألنيا تعتبر طرؼ في العقد‪،‬‬
‫وبالتالي يجب احتراـ مبدأ العقد شريعة المتعاقديف‪ ،‬لكف سرعاف ما تراجعوا عف ىذا الرأي‪،‬‬
‫بأف عقد االمتياز ليس مثؿ عقود القانوف الخاص وانما يعتبر عقد إداري مركب يتضمف‬
‫‪1‬‬
‫شروط الئحية وأخرى تعاقدية‪.‬‬

‫‪ -‬موضوع االمتياز‪ :‬ىو تسيير مرفؽ عاـ واستغبللو وبناء المنشآت الضرورية لمتسيير‬
‫وكذا التجييزات البلزمة لبلستغبلؿ‪ ،‬فصاحب االمتياز ال يقتصر دوره عمى التسيير بؿ يتعداه‬
‫إلى إنشاء المرفؽ في حد ذاتو ثـ ادارتو و استغبللو لتحصيؿ ما أنفقو في البناء ‪ ،‬أي‬
‫يتحمؿ صاحب االمتياز كؿ االستثمارات المبدئية المتعمقة بالمرفؽ العاـ ‪ .‬فالمشروع محؿ‬
‫االمتياز يبقى محتفظا بصفتو مرفقا عاما‪ ،‬رغـ أف تسييره قد تـ مف طرؼ أحد أشخاص‬
‫القانوف العاـ أو القانوف الخاص‪ ،‬ولكف تحت الرقابة الدائمة لئلدارة مانحة االمتياز‪.‬‬

‫‪ -‬المقابل المالي لالمتياز‪ :‬يأخذ صورة رسوـ يتقاضاىا المفوض لو مف المستفيديف‬


‫بخدمات المرفؽ العاـ وذلؾ لتغطية أعباء تشغيؿ المرفؽ وحصوؿ صاحب االمتياز عمى‬
‫مقدار مف الربح المعقوؿ أما الدولة وأشخاص القانوف العاـ‪ ،‬فبل يتحمموف أية أعباء‪.‬‬

‫‪ -‬مدة العقد‪ :‬المبلحظ اف المشرع اغفؿ تحديد مدة العقد غير انو في المرسوـ ‪199-18‬‬
‫حدد مدتو في ‪ 30‬سنة مع امكانية تمديدىا بشروط نص عمييا في المادة ‪ 52‬كمايمي‪:‬‬

‫‪ -‬اال تزيد مدة التمديد عف ‪4‬سنوات كحد اقصى‪.‬‬

‫‪ -‬التمديد يكوف بموجب ممحؽ و مرة واحدة فقط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فاضؿ الي ػ ػ ػػاـ‪ ،‬محاضرات في القانوف اإلداري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫‪99‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪ -‬يجب اف يكوف سبب التمديد انجاز استثمارات مادية غير منصوص عمييا في االتفاقية‬
‫وتعد السمطة المفوضة تقرير معمؿ بأسباب التمديد‪.‬‬

‫‪ -2‬عقد اإليجار ‪:‬‬

‫لـ يحض عقد إيجار المرفؽ العاـ باىتماـ المشرع في الجزائر ‪ ،‬إذ يتضح مف خبلؿ‬
‫النصوص التنظيمية والتشريعية‪ ،‬غياب أي تأطير ليذا النوع مف عقود تسيير المرفؽ العاـ‪.‬‬

‫ا‪ -‬تعريف عقد االيجار‪:‬‬

‫لقد تـ تعريفو مف خبلؿ التعميمة ‪ 1994‬الصادرة عف و ازرة الداخمية والجماعات‬


‫المحمية ‪ ،‬والتي عرفتو بأنو‪« :‬تمؾ االتفاقية التي مف خبلليا يخوؿ شخص عاـ تسيير مرفؽ‬
‫عاـ لشخص آخر و الذي يضمف استغبللو تحت مسؤوليتو‪ ،‬وفي المقابؿ يدفع المستأجر‬
‫لممؤجر مقابؿ اإليجار«‪.‬‬

‫وبصدور المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 247-15‬كرس المشرع عقد اإليجار باعتباره شكؿ مف‬
‫أشكاؿ تفويض المرفؽ العاـ‪ ،‬وفي ذلؾ داللة قطعية عمى رغبة الدولة في االستعانة بالقطاع‬
‫الخاص في تسيير المرفؽ العامة‪ ،‬مف خبلؿ تأجير مرافؽ القطاع العاـ لمتعامميف خواص ‪.‬‬

‫يمكف تعريؼ عقد اإليجار بأنو‪" :‬االتفاؽ الذي يكمؼ بموجبو شخص عمومي مؤجر‬
‫شخص آخر يسمى مستأجر‪ ،‬استغبلؿ مرفؽ عمومي لمدة معينة مع تقديـ إلييا المنشآت و‬
‫االجيزة ويقوـ المستأجر بتسيير واستغبلؿ المرفؽ مستخدما عمالو و اموالو ‪ ،‬و في المقابؿ‬
‫تسيير المرفؽ العمومي يتقاضى المستأجر مقابؿ مالي محدد في العقد‪ ،‬يدفعيا المنتفعيف مف‬
‫المرفؽ في شكؿ اتاوة وذلؾ شرطاً اف يدفع المستأجر مساىمة مالية لمشخص العمومي ‪،‬‬
‫السترجاع مصاريؼ المنشآت واألجيزة األصمية ‪" .‬ولقد عرفتو المادة ‪ 2 /210‬مف المرسوـ‬
‫الرئاسي ‪ 247-15‬بأنو «عقد تعيد بمقتضاه السمطة المفوضة لممفوض لو تسيير المرفؽ‬

‫‪100‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫وصيانتو باسمو وبأموالو وتحت مسؤوليتو‪ ،‬لقاء أتاوى محددة يتحصؿ عمييا مف مستعممي‬
‫المرفؽ العاـ «‪.‬ومف ثمة نستخمص عناصر عقد إيجار المرفؽ العاـ‪،‬‬

‫بالرجوع لممرسوـ ‪ 199-18‬عرفو المشرع في المادة ‪ 54‬بانو الشكؿ الذي تعيد مف خبللو‬
‫السمطة المفوضة لو بتسيير و صيانة المرفؽ العاـ مقابؿ اتاوة سنوية يدفعيا ليا ‪ ،‬عمى اف‬
‫تقوـ السمطة المفوضة بتمويؿ اقامة المرفؽ العاـ‪ ،‬ويتحمؿ المفوض لو كؿ المسؤولية ‪.‬‬

‫ب‪ -‬عناصر عقد االيجار‪:‬‬

‫‪ -‬أطراف عقد إيجار المرفق العام‪ :‬المفوض مف جية شخص معنوي عاـ ( والمفوض لو‬
‫مف جية ثانية) شخص مف أشخاص القانوف الخاص‪ ،‬وقد حدد بموجب المادة‪ 4‬مف المرسوـ‬
‫‪. 199-18‬‬

‫‪ -‬موضوع عقد إيجار المرفق العام‪ :‬ينصب عمى تسيير وصيانة المرفؽ العاـ القائـ أي‬
‫أف صاحب التفويض ال يتحمؿ إقامة المرفؽ أو المنشآت األساسية المتعمقة بو ‪،‬لذلؾ تكوف‬
‫مدة عقد إيجار المرفؽ العاـ قصيرة نسبيا‪ ،‬فغالبا ما يكوف عقد اإليجار متوسط المدى مف‬
‫‪ 04‬إلى ‪ 13‬سنة‪ ،‬غير انو في ظؿ المرسوـ ‪ 199-18‬فاف المشرع حدد مدتو ب ‪ 15‬سنة‬
‫كحد اقصى مع امكانية التمديد اذا توافرت الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬اال تزيد مدة التمديد عف ‪3‬سنوات كحد اقصى‪.‬‬

‫‪ -‬التمديد يكوف بموجب ممحؽ ومرة واحدة فقط‪.‬‬

‫‪ -‬التمديد يكوف بطمب مف السمطة المفوضة‪.‬‬

‫‪ -‬يجب اف يكوف سبب التمديد انجاز استثمارات مادية غير منصوص عمييا في االتفاقية‬
‫فتعد السمطة المفوضة تقرير معمؿ‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪ -‬مقابل إيجار المرفق العام ‪ :‬يتمقى المفوض لو المقابؿ المالي مف مجموع اإلتاوات التي‬
‫يدفعيا المترفقيف أو المستفيديف مف خدمات المرفؽ العاـ‪ ،‬عمى أف يكوف مسؤوال عف‬
‫استغبلؿ المرفؽ و أف يتحمؿ كافة المخاطر المتوقع حدوثيا‪ ،‬وال يحتفظ لنفسو بكافة اإلتاوات‬
‫و انما يدفع لممؤجر السمطة المفوضة ‪ ،‬مقابؿ مالي ناشئ عف االستغبلؿ وىذا المقابؿ عبارة‬
‫عف رسوـ مخصصة لتغطية نفقات اإلدارة أو الجية المفوضة‪ ،‬مقابؿ استعمالو لممنشآت‬
‫العائدة لممرفؽ العاـ‪ ،‬والتي تكبد الشخص المعنوي العاـ نفقات إقامتيا‪،‬و اف مصاريؼ‬
‫المنشآت وأعماؿ الصيانة تقع عمى مانح التفويض‪ ،‬بحيث أف صاحب التفويض ال يقوـ‬
‫إنشائيا وال تمويميا وانما يقوـ فقط باالستغبلؿ‪ ،‬أما عف تكاليؼ الصيانة فيي تقع عمى عاتؽ‬
‫المستأجر بحيث يقوـ بالصيانة البلزمة وذلؾ لحسف سير المرفؽ العاـ وتسييؿ استغبللو‪.‬‬

‫‪ -3‬عقد التسيير‪:‬‬

‫ا‪ -‬تعريف عقد التسيير‪:‬‬

‫لقد عرؼ في المادة ‪ 210‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ 247-15‬بتعريفو‪ ،‬حيث نص عمى‬


‫أنو ‪ »:‬عقد تعيد السمطة المفوضة لممفوض لو بتسيير أو بتسيير وصيانة المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫ويستغؿ المفوض لو المرفؽ العاـ لحساب السمطة المفوضة التي تموؿ بنفسيا المرفؽ العاـ‬
‫وتحتفظ بإدارتو ‪ ،‬ويدفع أجر المفوض لو مباشرة مف السمطة المفوضة بواسطة منحة تحدد‬
‫بنسبة مئوية مف رقـ األعماؿ‪ ،‬تضاؼ إلييا منحة إنتاجية‪ ،‬تحدد السمطة المفوضة التعريفات‬
‫التي يدفعيا مستعممو المرفؽ العاـ وتحتفظ باألرباح‪ .‬وفي حالة العجز‪ ،‬فإف السمطة المفوضة‬
‫تعوض ذلؾ لممسير الذي يتقاضى اج ار جزافيا‪ ،‬ويحصؿ لتعريفات لحساب السمطة المفوضة‬
‫المعنية‪.‬‬

‫بالرجوع الى المرسوـ التنفيذي ‪ 199-18‬نجد المادة ‪ 56‬عرفت عقد التسيير بانو الشكؿ‬
‫الذي تعيد فيو السمطة المفوضة مف خبللو لممفوض لو تسيير المرفؽ العاـ او تسييره و‬
‫‪102‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫صيانتو معا‪ ،‬ال يتحمؿ المفوض اي خطر في عقد التسيير ‪ ،‬ويتـ تمويؿ مف قبؿ السمطة‬
‫المفوضة لممرفؽ العاـ بنفسيا مع االحتفاظ بإرادتو‪.‬‬

‫ب‪ -‬عناصر عقد التسيير‬

‫‪ -‬اطراف العقد ‪ :‬السمطة المفوضة مف جية والمفوض لو مف جية ‪.‬‬

‫‪ -‬موضوع عقد التسيير‪ :‬عقد التسيير إما تسيير أو تسيير وصيانة المرفؽ العاـ مف قبؿ‬
‫المفوض لو‪ ،‬أما أشغاؿ البناء و التجييزات الضرورية لسير المرفؽ فتتحمميا السمطة‬
‫المفوضة بنفسيا‪ ،‬االستغبلؿ يكوف لحساب السمطة المفوضة وتحت إدارتيا‪ ،‬أي أف المسير‬
‫يقتصر دوره عمى ضماف السير العادي لممرفؽ العاـ‪.‬‬

‫‪ -‬المقابل المالي‪ :‬ال يتقاضى المسير أجره مف المنتفعيف بخدمات المرفؽ و انما يتقاضاىا‬
‫مف اإلدارة والذي يكوف محددا بصورة ثابتة وج ازفية مع إمكانية حصولو عمى عبلوات تقدرىا‬
‫إنتاجية المرفؽ العاـ‪.1‬‬

‫‪ -4‬الوكالة المحفزة ) ‪:(Régie intéressé‬‬


‫ىي طريقة إلدارة المرفؽ العاـ بواسطة شخص مف أشخاص القانوف الخاص يعمؿ‬
‫لحساب اإلدارة المتعاقد معيا‪ ،‬وتبقى اإلدارة المتعاقدة مسؤولة عف المرفؽ العاـ ومالكة‬
‫ألدوات اإلنتاج وتتحمؿ كافة مخاطر المشروع‪ ،‬وتقدـ األمواؿ البلزمة إلدارة المرفؽ ويحصؿ‬
‫الشخص الخاص المتعاقد مع اإلدارة في أسموب االستغبلؿ غير المباشر عمى رسوـ أو‬
‫أجور محددة يتقاضاىا مف اإلدارة المتعاقدة أو يحصؿ عمى نسبة معينة مف إيراد المشروع أو‬

‫‪1‬‬
‫ضريفي نادية ‪،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪160‬‬
‫‪103‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫أرباحو‪ ،‬إذا ىناؾ مشاركة مع اإلدارة في النتائج المالية ‪.‬ىذا يعني أف أسموب الوكالة‬
‫المحفزة ىو أسموب وسط بيف التسيير المباشر واالمتياز‪.1‬‬
‫ا‪ -‬تعريف الوكالة المحفزة‪:‬‬
‫عرفت عمى انيا العقد الذي يعيد فيو الشخص العاـ إلى شخص عاـ أو شخص‬
‫خاص إدارة واستغبلؿ مرفؽ عاـ‪ ،‬بحيث يكوف صاحب التفويض عمى اتصاؿ مباشر مع‬
‫المستفيديف مف خدمات المرفؽ العاـ‪ ،‬ويتولى تنفيذ األعماؿ المتعمقة بالتشغيؿ لحساب‬
‫الشخص المعنوي العاـ مانح التفويض مقابؿ أجرة محددة في العقد يدفعيا الشخص العاـ‪،‬‬
‫وترتبط ىذه الخيرة برقـ األعماؿ المحقؽ‪.‬‬
‫كما عرفت في المرسوـ الرئاسي ‪ 247/15‬في المادة ‪ 210‬منو عرفت عقد الوكالة‬
‫المحفزة بانو‪ « :‬تعيد السمطة المفوضة لممفوض لو بتسيير أو بتسيير وصيانة المرفؽ العاـ‪،‬‬
‫ويقوـ المفوض لو باستغبلؿ المرفؽ العاـ لحساب السمطة المفوضة التي تموؿ بنفسيا إقامة‬
‫المرفؽ العاـ وتحتفظ بإدارتو ويدفع أجر المفوض لو مباشرة مف السمطة المفوضة بواسطة‬
‫منحة تحدد بنسبة مئوية مف رقـ األعماؿ‪ ،‬تضاؼ إلييا منحة إنتاجية وحصة مف األرباح‪،‬‬
‫عند االقتضاء و تحدد السمطة المفوضة‪ ،‬باالشتراؾ مع المفوض لو‪ ،‬التعريفات التي يدفعيا‬
‫مستعممو المرفؽ العاـ و يحصؿ المفوض لو التعريفات لحساب السمطة المفوضة المعنية‬
‫العاـ« ‪.‬‬
‫كما عرفيا المشرع في المادة ‪ 55‬مف المرسوـ التنفيذي ‪ 199-18‬بانيا الشكؿ الذي تعيد‬
‫فيو السمطة المفوضة لممفوض لو تسيير المرفؽ العاـ او تسييره و صيانتو معا‪ ،‬حيث يستغؿ‬
‫المفوض لو المرفؽ العاـ و يدفع اجر مباشرة مف السمطة المفوضة في شكؿ منحة تحدد‬
‫بنسبة مئوية مف رقـ االعماؿ و تضاؼ الييا منحة االنتاجية و عند االقتضاء حصة مف‬

‫‪1‬‬
‫سامي جماؿ الديف‪ ،‬أصوؿ القانوف اإلداري‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪، 2004 ،‬ص‪.542‬‬
‫‪104‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫االرباح ‪ ،‬كما تحدد السمطة المفوضة باالشتراؾ مع المفوض لو قيمة التعريفات التي يدفعيا‬
‫مستخدمو المرفؽ و التي يحصميا لصالح السمطة المفوضة المعنية‪.‬‬
‫اما مف حيث الخطر يستغؿ لمفوض لو المرفؽ االـ لحساب السمطة المفوضة الذي قد‬
‫تعترضو مخاطر تجارية تتعمؽ بإيرادات االستغبلؿ او مخاطر صناعية تتعمؽ باالستغبلؿ و‬
‫النفقات المرتبطة بتسيير المرفؽ العاـ ففي ىذه الحالة تتحمؿ السمطة المفوضة وحدىا‬
‫مستوى الخطر‪ ،‬ومدة العقد ىي ‪ 10‬سنوات كحد اقصى قابمة لمتمديد عمى اف التزيد عف‬
‫سنتيف‪.‬‬

‫ب‪ -‬عناصر عقد الوكالة المحفزة‪:‬‬

‫‪ -‬اطراف العقد‪:‬‬

‫العقد يكوف بيف السمطة المفوضة والمفوض لو وينطبؽ عمييما شروط المادة ‪ 4‬مف‬
‫المرسوـ التنفيذي ‪ 199-18‬فيما يخص اإليجار و االمتياز والتسيير‪.‬‬

‫‪ -‬موضوع عقد الوكالة المحفزة ‪:‬‬

‫ىو تسيير أو تسيير وصيانة مرفؽ عاـ وىي أعماؿ صيانة عادية مف قبؿ المفوض لو‬
‫لحساب السمطة المفوضة و التي تكمؼ بأشغاؿ البناء والصيانة والتجييزات الضرورية‬
‫لسير المرفؽ العاـ و ال يقوـ المفوض لو بإدارة المرفؽ العاـ لحسابو وانما لحساب‬
‫الشخص المعنوي العاـ‪ ،‬وال يتمقى المفوض لو المقابؿ المالي مف المنتفعيف مباشرة وانما‬
‫السمطة المفوضة ىي التي تدفعو لو ‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪ -‬المقابل المالي ‪:‬‬

‫ىو عبارة عف المبمغ الذي يتقاضاه المتعاقد مع السمطة العامة‪ ،‬ودوف األخذ بعيف‬
‫االعتبار نجاح أو فشؿ المرفؽ في نشاطو كما يمكف اف يتحصؿ مبمغ وىو عبارة عف‬
‫مكافأة إضافية يختمؼ مقدارىا في حالة نجاح المرفؽ وتحقيقو أرباح‪.‬‬

‫اف أسموب الوكالة المحفزة في تسيير المرفؽ العاـ يشجع المسير لبذؿ كؿ الجيود‬
‫لمنيوض بالخدمة العمومية والزيادة مف فاعمية المرفؽ‪ ،‬ذلؾ أف المقابؿ المالي الذي يحصؿ‬
‫عميو المفوض لو في ىذه الحالة‪ ،‬مرتبطا برقـ األعماؿ واإلنتاجية ‪.1‬‬

‫مف خبلؿ ما سبؽ يتضح اف المرسوـ ‪ 199-18‬حدد احكاـ ابراـ تفويضات المرفؽ‬
‫العاـ والمتمثمة في االمتياز و االيجار و التسيير و الوكالة المحفزة ووفؽ المادة‪ 4‬اف اطراؼ‬
‫ىذه العقد متشابيا فاإلدارة المفوضة اختيار الصورة التي تراىا مناسبة غير اف المبلحظ انو‬
‫حدد السمطة المفوضة اال في الجماعات المحمية االقميمية و المؤسسات العمومية ذات‬
‫الطابع االداري التابعة ليا و المسؤولة عف المرفؽ العاـ او اشخاص معنوية خاضعة لمقانوف‬
‫العاـ في اطار تجمع‪ ،‬غير انيا تختمؼ في عناصر اخرى كما ىو موضح في الجدوؿ‪:‬‬

‫الوكالة المحفزة‬ ‫التسيير‬ ‫االيجار‬ ‫االمتياز‬ ‫أساليب التفويض‬

‫أحكام التفويض‬
‫تسيير المرفق العام‬ ‫تسيير او‬ ‫تسيير و‬ ‫اما انجاز المنشآت او‬ ‫موضوع العقد‬
‫او تسيير وصيانتو‬ ‫تسيير و‬ ‫صيانة‬ ‫اقتناء ممتمكات ضرورية‬
‫معا‬ ‫صيانة معا‬ ‫المرفق العام‬ ‫لإلقامة مرفق عام و‬
‫استغاللو او استغالل‬

‫‪1‬‬
‫ضريفي نادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.791‬‬
‫‪106‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫المرفق العام‬
‫مدة ‪ 13‬سنوات مع‬ ‫مدة ‪ 5‬سنوات‬ ‫مدة ‪ 15‬سنة‬ ‫مدة‪ 33‬سنة قابمة‬ ‫مدة العقد‬
‫امكانية تمديدىا الى‬ ‫م‪56‬‬ ‫قابمة لمتمديد‬ ‫لمتمديد ب‪4‬سنوات كحد‬
‫سنتين كحد اقصى‬ ‫ب‪ 3‬سنوات‬ ‫اقصى و بشروط م‪52‬‬
‫بشروط‬ ‫كحد اقصى و‬
‫م‪55‬‬ ‫بشروط ‪.‬‬
‫م‪54‬‬
‫يحصل عمى اجر من‬ ‫تمويل المرفق‬ ‫تمويل‬ ‫يمول المفوض لو‬ ‫المقابل المالي‬
‫السمطة المفوضة في‬ ‫من السمطة‬ ‫المرفق من‬ ‫المرفق بنفسو و يتحصل‬
‫شكل منحة تحدد‬ ‫المفوضة التي‬ ‫السمطة‬ ‫بالمقابل عمى اتاوى من‬
‫بنسبة مئوية من رقم‬ ‫تدفع لممفوض‬ ‫المفوضة و‬ ‫مستعممي المرفق العام‬
‫االعمال و منحة‬ ‫لو اجر مباشر‬ ‫يتحصل‬
‫االنتاجية و عند‬ ‫بالمقابل عمى في شكل منحة‬
‫االقتضاء حصة من‬ ‫تحدد بنسبة‬ ‫اتاوة سنوية‬
‫االرباح ‪ ،‬اما‬ ‫مئوية من رقم‬
‫التعريفات التي‬ ‫االعمال اضافة‬
‫يقدميا مستخدمو‬ ‫الى منحة‬
‫المرفق تحصل‬ ‫االنتاجية اما‬
‫لصالح السمطة‬ ‫االرباح تحتفظ‬
‫المفوضة‬ ‫بيا السمطة‬
‫المفوضة كما‬
‫تتحصل عمى‬
‫التعريفات‬
‫المستخدمين‬
‫يستغل لصاحب‬ ‫ال يتحمل‬ ‫يتحمل‬ ‫المفوض لو يستغل‬ ‫مسؤولية المخاطر‬
‫السمطة المفوضة‬ ‫المفوض لو أي‬ ‫المفوض لو‬ ‫المرفق العام باسمو و‬
‫بالتالي ىي التي‬ ‫خطر‬ ‫كل مسؤولية‬ ‫عمى مسؤوليتو‬
‫تتحمل وحدىا‬ ‫الخطر سواء‬
‫المخاطر‪.‬‬ ‫تجارية او‬
‫‪107‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫صناعية‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬اساليب ابرام تفويض المرفق العام‬

‫وفؽ المادة‪ 8‬مف المرسوـ التنفيذي ‪ 199-18‬يتـ ابراـ اتفاقيات تفويض المرفؽ العاـ اما‬
‫عف طريؽ طمب المنافسة كقاعدة عامة او التراضي كاستثناء‪.‬‬

‫أوال‪ -‬الطمب عمى المنافسة‪:‬‬

‫يقصد بالطمب عمى المنافسة االجراء الذي ييدؼ الى الحصوؿ عمى افضؿ عرض‬
‫بمعنى يقدـ احسف الضمانات المينية و التقنية و المالية حسب سمـ التقييـ المحدد في دفتر‬
‫الشروط ‪ ،‬مف خبلؿ وضع عدة متعامميف في المنافسة ‪ ،‬حيث يقوـ الطمب عمى االعبلف ‪،‬‬
‫و اشترط المشرع في المنافسة اف تكوف وطنية وفؽ المادة ‪.11‬و تمر عممية المنافسة‬
‫بمرحمتيف‪:1‬‬

‫‪ -1‬اختيار المترشحيف االوليف عمى اساس ممفات الترشح المتكوف مف كؿ الوثائؽ‬


‫المحددة في دفتر الشروط بعنواف دفتر ممؼ الترشح في لوح االعبلف عف العروض وتتمثؿ‬
‫في‪:‬‬

‫‪ -‬تصريح النزاىة‪.‬‬

‫‪ -‬القانوف االساسي لمشركة او الييئة ‪.‬‬

‫‪ -‬تعريؼ كتابي فيما يخص المترشحيف الخاضعيف لمقانوف الجزائري او سبؽ ليـ العمؿ في‬
‫الجزائر ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 72‬من المرسوم التنفيذي ‪.755-71‬‬
‫‪108‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪ -‬كؿ وثيقة تسمح بتقييـ قدرات المترشحيف التي يجب اف تذكر في دفتر الشروط‪.‬‬

‫‪ -2‬مرحمة دعوى المترشحيف الذيف تـ انتقائيـ اثناء المرحمة االولى الى سحب دفاتر‬
‫الشروط ‪،‬وفي حالة عدـ جدوى الطمب عمى المنافسة يمكف لئلدارة اف تعمف عف عدـ جدوى‬
‫الطمب عمى المنافسة لممرة االولى و تعيد الطمب بنفس الشروط و االجراءات لممرة الثانية ‪،‬‬
‫قد حدد المشرع حاالت عدـ جدوى الطمب عمى المنافسة كما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬اذا تبيف بعد الطمب عمى المنافسة لممرة االولى مثؿ عدـ استبلـ أي عرض ‪ ،‬استبلـ‬
‫عرض واحد‪ ،‬عدـ تطابؽ أي عرض لدفتر الشروط‪.‬‬

‫‪ -‬اذا تبيف بعد الطمب عمى المنافسة لممرة الثانية مثؿ عدـ استبلـ أي عرض‪ ،‬عدـ تطابؽ‬
‫أي عرض لدفتر الشروط ‪،‬اما اذا استمـ عرض واحد و تبيف مطابقتو لدفتر الشروط فيتـ‬
‫قبولو لمتابعة االجراءات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التراضي‬

‫اف اسموب التراضي يعتبر اجراء استثنائي و يمكف اف يأخذ احدى الصورتيف اما التراضي‬
‫البسيط او التراضي بعد االستشارة‪.1‬‬

‫‪ -1‬التراضي البسيط‪:‬‬

‫تمجا السمطة المفوضة الى التراضي البسيط في حاالت محددة عمى سبيؿ الحصر وىي‪:2‬‬

‫‪ -‬حالة الخدمات التي ال يمكف اف تكوف محؿ تفويض اال لمترشح واحد يحتؿ وضعية‬
‫احتكارية‪.‬‬

‫‪ -‬الحاالت االستعجالية و تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 76‬من المرسوم التنفيذي ‪.755-71‬‬
‫‪2‬‬
‫المادتين ‪ 20‬و‪ 27‬من المرسوم التنفيذي ‪755-71‬‬
‫‪109‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫*عندما يكوف تفويض مرفؽ عمومي موضوع فسخ‪.‬‬

‫*استحالة ضماف استم اررية المرفؽ العاـ مف طرؼ المفوض لو‪.‬‬

‫*رفض المفوض لو امضاء الممحؽ الذي يكوف موضوعو تمديد اآلجاؿ‪.‬‬

‫‪ -2‬التراضي بعد االستشارة‬

‫يقصد بو االجراء الذي تقوـ بو السمطة المفوضة مف خبلؿ اختيار ثبلث مترشحيف‬
‫مؤىميف عمى االقؿ مف اجؿ التعاقد معيا حيث تمجا السمطة المفوضة ليذا االسموب في‬
‫الحاالت االتية‪:1‬‬

‫‪ -‬حالة عدـ الجدوى عمى طمب المنافسة لممرة الثانية و في ىذه الحالة يتـ اختيار‬
‫المفوض لو مف بيف المترشحيف المؤىميف الذيف شاركوا في الطمب عمى المنافسة‪.‬‬

‫‪ -‬عدـ تفويض بعض المرافؽ العامة التي ال تستدعي اجراء طمب عمى المنافسة و التي‬
‫يتـ تحديدىا بموجب قرار مشترؾ بيف وزير المالية و الوزير المكمؼ بالجماعات االقميمية‬
‫‪ ،‬و يتـ اختيار المفوض لو ضمف قائمة تعدىا مسبقا السمطة المفوضة بعد التأكد مف‬
‫قدراتيـ المالية و المينية و التقنية التي تسمح ليـ بتسيير المرفؽ العاـ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 75‬من المرسوم التنفيذي ‪.755-71‬‬
‫‪110‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫قائمة المراجع ‪:‬‬


‫الكتب‪:‬‬

‫‪ .1‬إبراىيـ شيحا‪ ،‬القانوف اإلداري‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪. 1994 ،‬‬


‫‪ .2‬أبو بكر أحمد عثماف‪ ،‬عقود تفويض المرفؽ العاـ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2014 ،‬‬
‫‪ .3‬أحمد محيو‪ ،‬ت د محمد عرب صاصيبل ‪ ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية‪ ،‬ط ‪1979/3‬‬
‫ديواف المطبوعات الجامعية ‪.‬‬
‫‪ .4‬أحمد محيو‪ ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.1986 ،‬‬
‫‪ .5‬بعمي محمد الصغير‪ ،‬القانوف اإلداري‪ ،‬التنظيـ اإلداري‪ -‬النشاط اإلداري‪ ،‬دار العموـ لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عنابة ‪.2013‬‬
‫‪ .6‬ثروت بدوي ‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬دار النيضة العربية ‪.1974،‬‬
‫‪ .7‬جورج فوديؿ‪ ،‬بيارد لقولفيو‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬الجزء‪ 2‬ترجمة منصور القاضي‪ ،‬المؤسسة‬
‫الجامعية لمدراسات و النشر و التوزيع‪.2001،‬‬
‫‪ .8‬حممي الدقوقي‪ ،‬رقابة القضاء عمى المشروعية الداخمية ألعماؿ الضبط االداري‪ ،‬دار‬
‫المطبوعات الجامعية ‪ ،‬مصر‪.1989 ،‬‬
‫‪ .9‬زكريا المصري‪ ،‬أسس اإلدارة العامة التنظيـ اإلداري‪ -‬النشاط اإلداري‪ ،‬دار الكتب القانونية ودار‬
‫الشتات لمنشر والبرمجيات‪ ،‬مصر‪.2007 ،‬‬
‫‪ .10‬سامي جماؿ الديف‪ ،‬اصوؿ القانوف االداري‪ ،‬نظرية العمؿ االداري‪ ،‬االسكندرية‪.1993 ،‬‬
‫‪ .11‬سامي جماؿ الديف‪ ،‬أصوؿ القانوف اإلداري‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .12‬سميماف محمد الطماوي‪ ،‬مبادئ القانوف االداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬دار الفكر‬
‫العربي‪ ،‬الطبعة‪ ،10‬القاىرة‪.1979 ،‬‬
‫‪ .13‬سميماف محمد الطماوي‪ ،‬النظرية العامة لمق اررات االدارية(دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫الطبعة الخامسة‪ ،‬القاىرة‪.1984 ،‬‬
‫‪ .14‬سميماف محمد الطماوي‪ ،‬الوجيز في القانوف اإلداري دراسة مقارنة ‪.‬دار الفكر العربي‪1995 ،‬‬
‫‪ .15‬سميماف ىندوف‪ ،‬الضبط االداري –سمطات و ضوابط‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪.2017،‬‬
‫‪ .16‬سعاد الشرقاوي‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬

‫‪111‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪ .17‬طعيمة الجرؼ‪ ،‬القانوف االداري و المبادئ العامة في تنظيـ ونشاط السمطات االدارية‪ ،‬دار‬
‫النيضة العربية‪ ،‬القاىرة ‪.1978‬‬
‫‪ .18‬ضريفي نادية‪ ،‬تسيير المرفؽ العاـ والتحوالت الجديدة‪ ،‬دار بمقيس‪ ،‬الجزائر‪.2010،‬‬
‫‪ .19‬عادؿ السعيد محمد ابو الخير‪ ،‬الضبط االداري و حدوده ‪ ،‬مطابع الطوجي التجارية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪.1993‬‬
‫‪ .20‬عبد الرؤوؼ ىاشـ بسيوني‪ -‬نظرية الضبط اإلداري في النظـ الوضعية و الشريعة اإلسبلمية‪-‬‬
‫دار الفكر الجامعي‪-‬الطبعة األولى‪-‬اإلسكندرية‪.2008-‬‬
‫‪ .21‬عبد الغني بسيوني عبد ااهلل‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية ‪.1997‬‬
‫‪ .22‬عبد الغني بسيوني عبد اهلل‪ ،‬القانوف اإلداري ‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار المعارؼ اإلسكندرية‪.1991،‬‬
‫‪ .23‬عبد الغني بسيوني عبد اهلل‪ ،‬النظرية العامة في الفانوف االداري –دراسة مقارنة السس و مبادئ‬
‫القانوف االداري و تطبيقاتيا في مصر‪ -‬منشاة المعارؼ‪ -‬االسكندرية ‪.2003-‬‬
‫‪ .24‬عصاـ عمي الدبس‪ ،‬القانوف اإلداري ‪ ،‬الكتاب األوؿ ماىية القانوف اإلداري‪ -‬التنظيـ اإلداري‪،‬‬
‫النشاط اإلداري‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪. 2014،‬‬
‫‪ .25‬عمار بوضياؼ ‪ .،‬منشورات االكاديمية العربية في الدانمارؾ ‪.2008 ،‬‬
‫‪ .26‬عمار بوضياؼ‪ ،‬الوجيز في القانوف اإلداري ‪.‬جسور لمنشر و التوزيع‪،‬الجزائر‪،‬ط‪.2013،‬‬
‫‪ .27‬عمار عوابدي‪ -‬القانوف اإلداري‪-‬الجزء الثاني‪ -‬النشاط اإلداري‪ -‬ديواف المطبوعات الجامعية‪-‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ .28‬عمار عوابدي‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬النشاط االداري‪ ،‬الجزء‪ 2‬ديواف المطبوعات الجامعية ‪،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ .29‬عمار عوابدي‪ ،‬القانوف اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ .30‬مازف راضي ليمو‪ ،‬القانوف اإلداري‪ ،‬منشورات األكاديمية العربية في الدنمارؾ‪،‬‬
‫‪https://www.bibliotdroit.com/2015/12/blog-post_66.html2008‬‬
‫‪ .31‬محمد الشافعي ابو راس‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬دوف طبعة ‪ ،‬دوف سنة‬
‫‪https://www.law4012.com/2019/11/administrative-law.html‬‬
‫‪ .32‬محمد الصغير بعمي‪ ،‬الوجيز في القانوف االداري‪ ،‬دار العموـ لمنشر و التوزيع ‪ ،‬عنابة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2002،‬‬

‫‪112‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪ .33‬محمد الصغير بعمي ‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬التنظيـ االداري‪ ،‬النشاط االداري‪ ،‬دار العموـ لمنشر و‬
‫التوزيع ‪ ،‬الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .34‬محمد الصغير بعمي‪ -‬القانوف اإلداري‪ -‬دار العموـ الجزائر‪.2005 -‬‬
‫‪ .35‬محمد بدراف‪ ،‬الطبيعة الخاصة لمضبط االداري‪ ،‬دار النيضة العربية ‪ ،‬القاىرة‪.1989 ،‬‬
‫‪ .36‬محمد بكر حسيف ‪ ،‬الوسيط في القانوف االداري‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫االسكندرية ‪.2009 ،‬‬
‫‪ .37‬محمد عاطؼ البنا ‪،‬الوسيط في القانوف االداري‪ ،‬الطبعة الثامنة ‪،‬دار الفكر العربي القاىرة‪ ،‬سنة‬
‫‪.1992‬‬
‫‪ .38‬محمد عصفور‪ ،‬البوليس و الدولة‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪.1972 ،‬‬
‫‪ .39‬محمد عمي الخبللية‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬الكتاب االوؿ‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة االولى‬
‫‪ ،‬عماف‪.2015 ،‬‬
‫‪ .40‬محمد فاروؽ عبد الحميد‪ ،‬نظري ة المرفؽ العاـ في القانوف الجزائري بيف مفيوميف التقميدي و‬
‫االشتراكي‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪.‬‬
‫‪ .41‬محمد فؤاد عبد الباسط ‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬نشاط االدارة ‪ ،‬تنظيـ االدارة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫لمنشر االسكندرية ‪.2006 ،‬‬
‫‪ .42‬محمود حممي‪ ،‬موجز مبادئ القانوف االداري‪ ،‬الطبعة االولى‪.1977 ،‬‬
‫‪ .43‬محمود محمد الحافظ‪ ،‬نظرية المرفؽ العاـ‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪.1982 ،‬‬
‫‪ .44‬مرواف محي الديف القطبي‪ ،‬طرؽ خصخصة المرافؽ العامة(دراسة مقارنة)‪ ،‬الطبعة االولى‪،‬‬
‫منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬لبناف‪.2009،‬‬
‫‪ .45‬مصمح ممدوح الصرايرة‪ ،‬القانوف اإلداري‪ ،‬الكتاب األوؿ‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪،‬‬
‫‪. 2014‬‬
‫‪ .46‬فؤاد مينا‪ ،‬مبادئ و احكا‪ .‬القانوف االداري‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬االسكندرية‪.1980 ،‬‬
‫‪ .47‬ناصر لباد‪ ،‬الوجيز في القانوف االداري‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار المجدد لمنشر و التوزيع‪.2010 ،‬‬
‫‪ .48‬ىاني عمي الطيراوي‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬دار العمـ و القافة لمنشر و التوزيع‪ ،‬األردف‪.2001 ،‬‬
‫‪ .49‬ىاني عمي الطي اروي‪ ،‬القانوف االداري‪ ،‬الجزء‪، 1‬الطبعة االولى‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عماف‪.2009 ،‬‬

‫‪113‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫المجالت ‪:‬‬

‫‪ .1‬بالخير دراجي‪ ،‬عادؿ زياد‪ ،‬حدود سمطات الضبط االداري لحماية الحقوؽ و الحريات الفردية‪،‬‬
‫مجمة العموـ القانونية و السياسية‪ ،‬المجمد‪ ،10‬عدد‪.2،2019‬‬

‫‪ .2‬عمار عوابدي‪ ،‬الجوانب القانونية لفكرة البوليس االداري‪ ،‬المجمة الجزائرية لمعموـ القانونية السياسية‬
‫و االقتصادية ‪ ،‬العدد ‪.1987 ، 4‬‬

‫‪ .3‬محمود سعد الديف الشريؼ‪ ،‬النظرية العامة لمضبط االداري‪ ،‬مجمة مجمس الدولة‪ ،‬السنة الحادية‬
‫عشر‪ ،‬القاىرة‪.1962 ،‬‬

‫‪ .4‬مريـ بف عباس ‪ ،‬العناصر الحديثة لمنظاـ العاـ في القانوف االداري ‪ ،‬مجمة الباحث لمدراسات‬
‫االكاديمية ‪ ،‬المجمد ‪ ، 7‬العدد‪ ،‬جانفي ‪.2020‬‬

‫‪ .5‬ف منصور عبد الكريـ‪ ،‬نظرة مفاىيمية لممرفؽ العاـ في الجزائر ‪،‬المجمة الجزائرية لمدراسات‬
‫التاريخية و القانونية العدديف االوؿ ة الثاني جواف ‪.2016‬‬

‫المذكرات و االطروحات‬

‫‪ .1‬بوقريط عمر ‪ ،‬زعداوي محمد ‪ ،‬الرقابة القضائية عمى تدابير الضبط االداري‪ ،‬مذكرة ماجستير في‬
‫القانوف العاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪.2007-2006 ،‬‬
‫‪ .2‬جمطي اعمر‪ ،‬االىداؼ الحديثة لمضبط االداري‪ ،‬اطروحة دكتوراه في القانوف العاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ‬
‫و العموـ السياسية‪ ،‬جامعة ابي بكر بمقايد تممساف‪.2016-2015 ،‬‬
‫‪ .3‬خالؼ وردة‪ ،‬الرقابة القضائية عمى المشروعية الداخمية لق اررات الضبط اإلداري‪ ،‬أطروحة لنيؿ‬
‫درجة الدكتوراه في العموـ‪ ،‬جامعة محمد مميف دباغيف‪ ،‬سطيؼ‪. 2014، 2‬‬
‫‪ .4‬سكينة عزوز ‪،‬عممية الموازنة بيف اعماؿ الضبط االداري و الحريات العامة‪ ،‬رسالة ماجستير ‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪.1991 ،‬‬
‫‪ .5‬سنوساوي سمية‪ ،‬االجتياد القضائي اإلداري‪ ،‬أطروحة لنيؿ شيادة الدكتوراه في العموـ‪ ،‬تخصص‬
‫قانوف‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامع الجزائر‪.2019، 1‬‬

‫‪114‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪ .6‬ىيثـ سميماف حامد عاشور‪ ،‬مفيوـ النظاـ العاـ في القانوف االداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬بحث تكميمي‬
‫لنيؿ شيادة الماجستير في القانوف ‪ ،‬جامعة النيميف‪ ،‬كمية الدراسات العميا القانوف‪.2017 ،‬‬

‫المحاضرات‬

‫‪ .1‬شاكري سمية‪ ،‬محاضرات في قانوف المرافؽ العامة‪ ،‬القيت عمى طمبة السنة الثانية شعبة العموـ‬
‫القانونية و االدارية‪ ،‬السداسي االوؿ‪ ،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد لميف دباغي‬
‫سطيؼ‪.2020/2019 ،-2-‬‬
‫‪ .2‬فاضؿ الي ػ ػ ػػاـ‪ ،‬محاضرات في القانوف اإلداري‪ ،‬لمسداسي الثاني ألقيت عمى طمبة السنة أولى ؿ‬
‫ـ د‪ ،‬كمية الحقوؽ ‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 1948‬قالمة‪.2018/2017،‬‬

‫المؤتمرات‬

‫‪-‬رمضاف محمد بطيخ‪ -‬رمضاف محمد بطيخ‪-‬الضبط االداري و حماية البيئة‪ ،‬ندوة دور التشريعات و‬
‫القوانيف في حماية البيئة العربية‪ ،‬الشارقة ‪ ،‬االمارات العربية المتحدة‪ 11-7 ،‬مايو ‪.2005‬‬

‫الدستور‪:‬‬

‫‪ -‬دستور‪ 1996‬المعدؿ و المتمـ بموجب المرسوـ الرئاسي ‪ 442-20‬المؤرخ في ‪2020/12/30‬‬


‫المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2020‬المتعمؽ بإصدار التعديؿ الدستوري‪ ،‬المصادؽ عميو في استفتاء أوؿ‬
‫نوفمبر ‪ ،2020‬ج ر عدد‪.82‬‬

‫القوانين‬

‫‪ .1‬القانوف رقـ ‪ 02-90‬المؤرخ في ‪ 10‬رجب عاـ ‪ 1410‬ا لموافؽ ‪ 06‬فيفري ‪، 1990‬المتعمؽ‬


‫بالوقاية مف النزاعات الجماعية في العمؿ وتسويتيا وممارسة حؽ اإلضراب‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪.06‬‬
‫‪ .2‬القانوف رقـ ‪ 27-91‬المؤرخ في ‪ 14‬جمادى الثانية عاـ ‪ 1412‬الموافؽ ‪ 21‬ديسمبر ‪،1991‬‬
‫المعدؿ والمتمـ لمقانوف ‪ 02 90/‬المؤرخ في ‪ 10‬رجب عاـ ‪ 1410‬الموافؽ ‪ 06‬فيفري ‪1990‬‬

‫‪115‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪،‬المتعمؽ بالوقاية مف النزاعات الجماعية في العمؿ وتسويتيا وممارسة حؽ اإلضراب‪ ،‬الجريدة‬


‫الرسمية عدد ‪.68‬‬
‫‪ .3‬قانوف رقـ ‪ 12 – 05‬المؤرخ في ‪4‬أوت ‪،2005‬يتعمؽ بالمياه‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪.60‬‬
‫‪ .4‬األمر رقـ ‪ 03-06‬المؤرخ في ‪ 19‬جمادى الثانية عاـ ‪ 1427‬الموافؽ ‪ 15‬جويمية ‪2006‬‬
‫المتضمف القانوف األساسي العاـ لموظيفة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.46‬‬
‫‪ .5‬قانوف رقـ ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 2011/06/22‬المتضمف قانوف البمدية ج ر‪.37‬‬
‫‪ .6‬قانوف رقـ ‪ 07-12‬المؤرخ في ‪ 2012/02/21‬المتضمف قانوف الوالية ج ر ‪.12‬‬
‫‪ .7‬قانوف رقـ ‪ 01-16‬مؤرخ في ‪6‬مارس ‪ 2016‬يتضمف التعديؿ الدستوري الجريدة الرسمية‬
‫لمجميورية الجزائرية عدد ‪.14‬‬

‫المراسيم‬

‫‪ .1‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 247-94‬المؤرخ في ‪1994/08/10‬المتضمف صبلحيات و مياـ الوزير‬


‫الداخمية و الجماعات المحمية‪.‬‬
‫‪ .2‬المرسوـ الرئاسي ‪ 247-15‬الصادر بتاريخ ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2015‬المتضمف تنظيـ الصفقات‬
‫العمومية وتفويضات المرفؽ العاـ ‪،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪.18‬‬
‫‪ .3‬المرسوـ التنفيذي ‪ 199 -18‬ا لمؤرخ في ‪ 2018/08/02‬المتعمؽ بتفويض المرفؽ العاـ‪ ،‬ج ر‬
‫‪.48‬‬

‫التعميمات‪:‬‬

‫‪ -‬التعميمية رقـ ‪، 842/ 94.03‬مؤرخ في ‪7‬ديسمبر ‪،1994‬تتعمؽ بامتياز المرافؽ العامة‬


‫المحمية وتأجيرىا‪ ،‬صادرة عف الو ازرة الداخمية و الجماعات المحمية‪.‬‬

‫الق اررات‪:‬‬

‫‪ .1‬قرار مجمس الدولة رقـ ‪ 11642‬المؤرخ في ‪ 2003-09-16‬قضية ر ع ضد بمدية العممة ومف‬


‫معيا‪ ،‬موسوعة االجتياد القضائي الجزائري ‪ ،‬ق اررات المحكمة العميا و مجمس الدولة ‪ ،‬االصدار‬
‫الرابع‪.2006 ،‬‬

‫‪116‬‬
‫ الضبط االداري و المرفق العام‬: ‫محاضرات القانون فً االداري‬
ً‫ السداسً الثان‬-‫ السنة األولى ل م د‬- ‫د عباس راضية‬

‫ سايس‬،‫ قضية والي والية تيزي وزو ضد ج س‬، 2009/04/15 ‫ بتاريخ‬044612 ‫ قرار رقـ‬.2
.2013 ،‫ منشورات كميؾ‬،1 ‫ الطبعة‬،3‫ الجزء‬،‫ االجتياد الجزائري في القضاء االداري‬،‫جماؿ‬

En Frances

1. Auby Jean François, les services publics locaux ,P.U.F, , Paris, 1987.
2. Braconnier Stéphane, droit des services publics, presse universitaire de
France, paris, 2004,.
3. Jean RIVERO. Droit Administratif : 2eme edition ;Paris ; Dalloz ; 1962 .
4. Maurice HAURIOU.Precis de droit administratif et de droit public, 8
ed.1914
5. Rachid Zouaimia, Marie Christine Rouaoult ; Droit Administratif
;collection droit pratique ;BERTI édition ;2009.
6. Yves GAUDEMET . Traite de Droit Administratif ;tome 1 ;droit
administratif général ; 16edition ;L.G.D.J.D. DELTA2002
7. la loi n° 93-122, du 9 janvier 1993, relative à la prévention de la
corruption et à la transparence de la vie économique et des procédures
publiques, JORF n° 25, du 30 janvier 1993 .
8. Conseil d’Etat,4/1ssr.du 27/01/1988 ;64076.

117
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫الفهرس‪:‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪11‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪13‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬الضبط اإلداري‬
‫‪14‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماىية الضبط اإلداري‬
‫‪14‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬تعريف الضبط اإلداري و تمييزه عن االنظمة المشابية لو‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف الضبط اإلداري‬
‫‪14‬‬ ‫اوال‪ :‬التعريف المغوي‬
‫‪14‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التعريف التشريعي‬
‫‪15‬‬ ‫ثالثا‪ :‬التعريف الفقيي‬
‫‪15‬‬ ‫‪ -1‬تعريف الضبط اإلداري وفق الفقو الفرنسي‬
‫‪17‬‬ ‫‪ -2‬تعريف الضبط اإلداري وفق الفقو المصري‬
‫‪09‬‬ ‫‪ -3‬تعريف الضبط االداري وفق الفقو الجزائري‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز الضبط االداري عن غيره من االنظمة المشابية لو‬
‫‪11‬‬ ‫اوال‪ :‬تمييز الضبط اإلداري عن الضبط التشريعي‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -1‬اوجو التشابو بينيما‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -2‬اوجو االختالف بينيما‬
‫‪14‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تمييز الضبط اإلداري عن الضبط القضائي‬
‫‪15‬‬ ‫‪ -1‬اوجو التشابو بينيما‬
‫‪15‬‬ ‫‪ -2‬اوجو االختالف بينيما‬
‫‪19‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تمييز الضبط االداري عن المرفق العام‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -1‬اوجو التشابو بينيما‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -2‬اوجو االختالف بينيما‬
‫‪21‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لمضبط االداري وخصائصو‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬الطبيعة القانونية لمضبط االداري‬

‫‪118‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪22‬‬ ‫اوال‪ :‬الضبط االداري وظيفة محايدة‬


‫‪22‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الضبط االداري وظيفة سياسية‬
‫‪23‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الضبط االداري طبيعة مزدوجة‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الضبط االداري‬
‫‪23‬‬ ‫اوال‪ :‬الصفة االنفرادية‬
‫‪24‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الصفة الوقائية‬
‫‪25‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الصفة التقديرية‬
‫‪26‬‬ ‫رابعا‪ :‬اعتماد الضبط االداري عمى السمطة العامة‬
‫‪26‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬انواع الضبط االداري و اىدافو‬
‫‪27‬‬ ‫المطمب االول‪ :‬انواع الضبط االداري‬
‫‪27‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬الضبط االداري العام‬
‫‪28‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الضبط االداري الخاص‬
‫‪29‬‬ ‫المطمب الثاني‪:‬أىداف الضبط اإلداري‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬مفيوم النظام العام‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عناصر النظام العام‬
‫‪31‬‬ ‫اوال‪ :‬العناصر التقميدية لمنظام العام‬
‫‪35‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العناصر الحديثة لمنظام العام‬
‫‪41‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬ىيئات الضبط اإلداري ووسائمو‬
‫‪41‬‬ ‫المطمب االول‪ :‬ىيئات الضبط االداري‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬ىيئات الضبط عمى المستوى الوطني‬
‫‪41‬‬ ‫اوال‪ :‬رئيس الجميورية‬
‫‪42‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الوزير األول او رئيس الحكومة حسب الحالة‬
‫‪42‬‬ ‫ثالثا‪ :‬وزير الداخمية‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬ىيئات الضبط اإلداري عمى المستوى المحمي‬
‫‪44‬‬ ‫اوال‪ :‬رئيس المجمس الشعبي البمدي‬
‫‪119‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪44‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الوالي‬


‫‪45‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬وسائل الضبط اإلداري‬
‫‪45‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬الوسائل البشرية و المادية‬
‫‪45‬‬ ‫اوال‪ :‬الوسائل البشرية‬
‫‪46‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الوسائل المادية‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الوسائل القانونية‬
‫‪46‬‬ ‫اوال‪ :‬لوائح الضبط التنظيمية‬
‫‪48‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الق اررات االدارية الفردية‬
‫‪49‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الجزاء االداري‬
‫‪51‬‬ ‫رابعا‪ :‬استخدام القوة العمومية او التنفيذ الجبري‬
‫‪51‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬حدود سمطات الضبط اإلداري‬
‫‪51‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬حدود الضبط االداري في الظروف العادية‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬تقيد سمط الضبط بمبدأ المشروعية‬
‫‪53‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬خضوع إجراءات الضبط اإلداري لرقابة القضاء‬
‫‪54‬‬ ‫اوال‪ :‬رقابة القاضي عمى اىداف الضبط االداري‬
‫‪55‬‬ ‫ثانيا‪ :‬رقابة القاضي عمى أسباب ومالئمة التدابير الضبطية‬
‫‪55‬‬ ‫ثالثا‪ :‬رقابة القاضي لقواعد االختصاص و الشكل االجراء‬
‫‪55‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬سمطات الضبط االداري في الظروف االستثنائية‬
‫‪56‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬توسع سمطات الضبط االداري في الظروف االستثنائية‬
‫‪57‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حدود رقابة القاضي االداري عمى سمطات الضبط في الحاالت‬
‫االستثنائية‬
‫‪61‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المرفق العام‬
‫‪61‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬نشأة المرفق العام و مفيومو‬
‫‪61‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬ظيور و تطور نظرية المرفق العام‬
‫‪61‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬المرفق العام و الثورة الفرنسية‬
‫‪120‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪62‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬دور القضاء في ايجاد فكرة المرفق العام‬


‫‪63‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬تعريف المرفق العام و عناصره‬
‫‪63‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬تعريف المرفق العام‬
‫‪64‬‬ ‫اوال‪ :‬المعيار الشكمي او العضوي‬
‫‪64‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المعنى الموضوعي‬
‫‪65‬‬ ‫ثالثا‪ :‬المعيار المزدوج‬
‫‪65‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬عناصر المرفق العام‬
‫‪65‬‬ ‫اوال‪ :‬عنصر اليدف‬
‫‪66‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عنصر ارتباطو بشخص معنوي عام‬
‫‪66‬‬ ‫ثالثا‪ :‬خضوعو لنظام قانوني استثنائي‬
‫‪67‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬أنـواع المرافق العامة‬
‫‪67‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬المرافق العامة من حيث طبيعة او موضوع نشاطيا‬
‫‪67‬‬ ‫أوال‪ :‬المرافق العامة اإلدارية‬
‫‪68‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المرافق االقتصادية(المرافق العامة الصناعية و التجارية)‬
‫‪69‬‬ ‫ثالثا‪ :‬المرافق المينية‬
‫‪69‬‬ ‫رابعا ‪:‬المرافق العامة االجتماعية‬
‫‪71‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المرافق العامة من حيث استقالليا‬
‫‪71‬‬ ‫أوال‪ :‬المرافق العامة التي تتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫‪71‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المرافق العامة التي ال تتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫‪71‬‬ ‫الثالث‪ :‬المرافق العامة من حيث نطاق نشاطيا‪-‬المعيار االقميمي‬
‫ً‬ ‫الفرع‬
‫‪71‬‬ ‫أوال‪ :‬المرافق العامة الوطنية‬
‫‪71‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المرافق المحمية‬
‫‪71‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬المرافق العامة من حيث مدى االلتزام بإنشائيا‬
‫‪71‬‬ ‫أوال‪ :‬المرافق االختيارية‬
‫‪72‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المرافق العامة اإلجباري‬
‫‪121‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪72‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬المرافق العامة من حيث وسيمة االنشاء‬


‫‪72‬‬ ‫أوال‪ :‬مرافق عامة تنشأ بنص تشريعي‬
‫‪72‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مرافق تنشأ بنص تنظيمي‬
‫‪73‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬المبادئ االساسية التي تحكم المرافق العامة‬
‫‪73‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬مبدأ استمرار سير المرفق العام‬
‫‪73‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬مضمون مبدا االستمرارية‬
‫‪75‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الضمانات القانونية والقضائية لمبدا االستمرارية‬
‫‪75‬‬ ‫اوال‪ :‬الضمانات القانونية‪ :‬حق االضراب‬
‫‪77‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الضمانات القضائية‬
‫‪78‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مبدأ قبمية المرفق العام لمتغيير‬
‫‪79‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬مبدأ المساواة المنتفعين امام المرفق العام‬
‫‪79‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬مساواة المنتفعين من خدمات المرفق‬
‫‪81‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المساواة في االلتحاق بالوظائف العامة‬
‫‪81‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬مبدا مجانية المرافق العامة‬
‫‪81‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬انشاء و الغاء المرافق العام‬
‫‪82‬‬ ‫المطمب االول‪ :‬انشاء المرافق العامة‬
‫‪82‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬إنشاء المرافق العامة الوطنية‬
‫‪83‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المرافق العامة المحمية‬
‫‪83‬‬ ‫اوال‪ :‬المرافق العامة البمدية‬
‫‪85‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المرافق العامة الوالئية‬
‫‪86‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬إلغاء المرافق العامة‬
‫‪86‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬المقصود بإلغاء المرفق العام‬
‫‪86‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الجية المختصة بإلغاء المرفق العام‬
‫‪87‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬النتائج المترتبة عن إلغاء المرفق العام‬
‫‪87‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬طرق تسيير المرافق العامة‬
‫‪122‬‬
‫محاضرات القانون فً االداري ‪ :‬الضبط االداري و المرفق العام‬
‫د عباس راضية ‪ -‬السنة األولى ل م د‪ -‬السداسً الثانً‬

‫‪88‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬األساليب العامة إلدارة المرفق العام اي الطرق التقميدية‬
‫‪88‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬االستغالل المباشر‬
‫‪89‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أسموب المؤسسة العامة‬
‫‪91‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬األساليب الخاصة لتسيير المرفق العام‬
‫‪92‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفيوم تفويض المرافق العامة‬
‫‪92‬‬ ‫اوال‪ :‬تعريف تفويض المرفق العام‬
‫‪96‬‬ ‫ثانيا‪ :‬صور تفويض المرفق العام‬
‫‪118‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اساليب ابرام تفويض المرفق العام‬
‫‪118‬‬ ‫اوال‪ :‬الطمب عمى المنافسة‬
‫‪119‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬التراضي‬
‫‪111‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪118‬‬ ‫الفيرس‬

‫‪123‬‬

You might also like