Professional Documents
Culture Documents
:-**têlt r:t3'et-*
ft ll ,SJ^ll r {§}1:?} I *,: 1}
I rr.J,JsYt àilt
.itlJl ç+,luJl
fuf"tt **t*t
4
3s?2r3*=r â#*t+t âu.:t
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
مقدمة:
اف االدارة العمومية تعتبر الجياز الذي يقوـ بتحضير و تنفيذ الق اررات االدارية التي
تتخذىا السمطة السياسية ،فإنيا اصبحت ضرورة و حقيقة في حياة الفرد ،وبيدؼ المحافظة
عمى النظاـ العاـ ،تمجا االدارة احيانا الى تقييد حريات االفراد بالكيفيات التي يجيزىا القانوف،
فاإلدارة في بعض صور نشاطيا تنزؿ الى منزلة الفرد ،وفي صورة اخرى تتمتع بسمطات
واسعة ،لذا وجب اف تفرض عمييا قيود و رقابة صارمة عند ممارستيا لنشاطيا ،و اجمع
فقياء القانوف االداري اف مظاىر النشاط االداري تتمثؿ في المرفؽ العاـ لتحقيؽ المصمحة
العامة و الضبط االداري .
فالنشاط اإلداري لئلدارة العامة بصورتيو المرفؽ العاـ والضبط اإلداري يعداف مف أىـ
و أولى واجبات الدولة فيما ضرورة الزمة لبناء مجتمع تسمو فيو وظائؼ الدولة التي تتغير
بمتغيراتو وتتطور بتطورىا إذ يؤثر كؿ منيما عمى اآلخر أي " الدولة ونشاط اإلدارة العامة
اف الدولة الحديثة تقوـ بوظيفتيف أساسيتيف األولى تتمثؿ في الضبط اإلداري وىو
المظير السمبي لمنشاط اإلداري أما الوظيفة الثانية تتمثؿ في إدارة المرافؽ العامة و الوفاء
بحاجات األفراد و إشباع رغباتيـ وىو المظير االيجابي لنشاط اإلدارة.
تسمؾ اإلدارة سموكيات منيا االيجابي و السمبي وكؿ منيما يشكؿ ىدفا لمنشاط اإلداري
فإذا كاف سموكيا ايجابيا ظير في تقديـ الخدمات لمجميور و تتمثؿ في ما يعرؼ بالمرفق
العمومي .اما اذا كاف سموكيا سمبيا فتظير فيو بصفة الناىية اآلمرة و يدخؿ ذلؾ ضمف
سمطة الضبط اإلداري أي جممة اإلجراءات القانونية و اإلدارية التي تيدؼ مف ورائيا اإلدارة
إلى حماية النظاـ العاـ .
1
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
ولتوضيح أسموبي وصورتي النشاط اإلداري وتحديدا يتطمب األمر التعرض اوال إلى
موضوع الضبط االداري ثـ إلى دراسة وبحث المرفؽ العاـ وذلؾ في فصميف متتاليف :
2
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
اف أىـ واجبات اإلدارة يتمثؿ في تنظيـ الحريات الفردية أي وضع القيود و الحدود عمييا
بيدؼ المحافظة عمى النظاـ في المجتمع بمدلوالتو المعروفة ،فبرزة فكرة الضبط اإلداري
لتقيـ نوعا ما التوازف بيف حؽ األفراد في ممارستيـ لحرياتيـ و حؽ المجتمع في البقاء أمنا.1
اف الضبط اإلداري أو البوليس اإلداري ىو النشاط الذي بواسطتو تحقؽ السمطات
اإلدارية ىدؼ الوظيفة اإلدارية المتمثمة في المحافظة عمى النظاـ العاـ .
يتمثؿ البوليس اإلداري أو الضبط اإلداري 2في إحدى نشاطات السمطات اإلدارية وىو
مجموعة التدخبلت اإلدارية عمى شكؿ تنظيمات وأوامر ونواىي تيدؼ وضع قيود أو حدود
عمى حرية األفراد في ممارسة بعض نشاطاتيـ وذلؾ بيدؼ حماية النظاـ العاـ .
ال يمكف اف يكوف الضبط مطمقا بؿ يجب اف يكوف مقيد بحيث يحقؽ التوازف بيف
المحافظة عمى النظاـ العاـ و الحريات العامة لؤلفراد و يكوف ىذا التقييد بموجب القوانيف
وفقا لمبدأ المشروعية اي اف الضبط االداري يجب اف يمتزـ بمبدأ المشروعية في تصرفاتو ،
واف السمطات التي يتمتع بيا ىيئات الضبط االداري يختمؼ باختبلؼ المكاف و الزماف،
ف السمطات التي يتمتع بيا الضبط االداري في الظروؼ العادية يختمؼ عف السمطات التي
يتمتع بيا في الظروؼ االستثنائية .
1
رمضاف محمد بطيخ -رمضاف محمد بطيخ -الضبط االداري و حماية البيئة ،ندوة دور التشريعات و القوانيف في حماية
البيئة العربية ،الشارقة ،االمارات العربية المتحدة 11-7 ،مايو ،2005ص.3
2
يعبر عف الضبط اإلداري بمصطمح البوليس اإلداري في المراجع الفرنسيةla police administrative .
3
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
يتضمف ىذا المبحث تحديد تعريؼ الضبط اإلداري و وتمييزه عف األنظمة المشابية لو ثـ
تحديد خصائصو.
بداية يمكف تعريؼ الضبط لغة :لزوـ الشيء وضبط الشيء حفظو وضبط ضبطا
حفظو بالحزـ حفظا بميغا احكمو و أتقنو أي بالمغة يعني اإلحكاـ و اإلتقاف والحزـ ،واصؿ
كممة بوليس مشتقة مف كممة politiaوىي كممة التينية تعني تنظيـ او كؿ شكؿ حكومي.1
لـ تتعرض معظـ تشريعات الدوؿ الى تعريؼ الضبط بؿ اكتفت بتحديد اغراض
الضبط ،فنجد كؿ مف الدستور 2الذي يمنح رئيس الجميورية سمطة ممارسة الضبط االداري
1
سكينة عزوز ،عممية الموازنة بيف اعماؿ الضبط االداري و الحريات العامة ،رسالة ماجستير ،جامعة الجزائر،
،1991ص.10
2
انظر دستور 1996المعدؿ و المتمـ بموجب المرسوـ الرئاسي 442-20المؤرخ في 2020/12/30المتعمؽ بإصدار
التعديؿ الدستوري .حيث نصت المواد مف 79الى 102عف حاالت و اجراءات اعبلف الحاالت االستثنائية بيدؼ استبداد
النظاـ العاـ و سمطات رئيس الجميورية في ذلؾ.
4
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
ينص في نصوصو عمى التدابير التي يمكنو اتخاذىا في مجاؿ استبداد النظاـ العاـ ،وكما
اف القوانيف سواء قانوف الوالية او البمدية 1نصت عمى اتخاذ أجيزتيا تدابير الضبط اإلداري،
كما اف بعض المراسيـ التي تنظـ صبلحيات الوزراء تحدد االجراءات و التدابير دوف وضع
تعريفات مثؿ المرسوـ التنفيذي المتعمؽ بصبلحيات الوزير الداخمية رقـ 247-94المؤرخ
في .21994/08/10
لقد اختمؼ فقياء القانوف االداري في مجاؿ تعريؼ القانوف االداري وفؽ اتجاىات
متباينة تبعا لتبايف جوانب ىذا الضبط نتجت عنيا عدة تعريفات تختمؼ مف الزوايا التي
ينظر اليو.
،préventive de droitغير أف الفقيو ىوريو سرعاف ما عدؿ عف ىذا التعريؼ بعد أف
وجيت إليو سياـ النقد وأعتبر أف الضبط ىو كؿ ما يستيدؼ بو المحافظة عمى النظاـ العاـ
في الدولة.3
1
قانوف رقـ 07-12المؤرخ في2012/02/21المتضمف قانوف الوالية ج ر ، 12قانوف رقـ 10-11المؤرخ في
2011/06/22المتضمف قانوف البمدية ج ر.37
2
المرسوـ التنفيذي رقـ 247-94المؤرخ في 1994/08/10المتضمف صبلحيات و مياـ الوزير الداخمية و الجماعات
المحمية.
3
سامي جماؿ الديف ،اصوؿ القانوف االداري (نظرية العمؿ االداري) ،االسكندرية1993 ،ف ص .151
5
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
أما الفقيو إدلوبادير A DE LAUBADEREفإنو عرؼ الضبط االداري عمى أنو شكؿ
مف أشكاؿ تدخؿ بعض السمطات اإلدارية يتضمف فرض قيود عمى حريات اإلفراد بغرض
ضماف حماية النظاـ العاـ.1
أما جورج فوداؿ GEORGE VEDELفعرؼ الضبط االداري بانو :مجموع االنشطة
االدارية التي يكوف موضوعيا إصدار قواعد عامة أو تدابير فردية تكوف الزمة لحفظ النظاـ
العاـ اي االمف ،السكينة و الصحة.2
عرفو الفقيو ريفيرو Riveroبانو ":مجموع التدخبلت االدارية التي توجب عمى النشاط الحر
3
لؤلفراد لبلنضباط الذي تقتضيو الحياة"
كما يرى الفقيو مارسيؿ فاليف Walineأف الضبط اإلداري ىو" قيد تقتضيو المصمحة
العامة وتفرضو السمطة العامة عمى نشاط المواطنيف ليس حرياتيـ"
أما الفقيو بينوا Benoitفيعرؼ الضبط اإلداري تعريفا واسعا ،فيذىب إلى أف الضبط
ىو مجموع االختصاصات المخولة لئلدارة لمتدخؿ في األنشطة و العبلقات الخاصة سواء
بقواعد تنظيمية عامة أـ بق اررات فردية.4
1
; Yves GAUDEMET . Traite de Droit Administratif ;tome 1 ;droit administratif général
16edition ;L.G.D.J.D. DELTA2002.P 721" La police administrative est une forme d’intervention
qu’exercent certaines autorités administratives et qui consiste à imposer, en vue d’assurer l’ordre
"publique, des limitation aux libertés des individus
2
جورج فوديؿ ،بيارد لقولفيو ،القانوف االداري ،الجزء 2ترجمة منصور القاضي ،المؤسسة الجامعية لمدراسات و النشر و
التوزيع ،2001 ،ص.،500بوقريط عمر ،زعداوي محمد ،الرقابة القضائية عمى تدابير الضبط االداري ،مذكرة ماجستير
في القانوف العاـ ،كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ،جامعة منتوري قسنطينة ،2007-2006 ،ص 14
3
Jean RIVERO. Droit Administratif : 2eme edition ;Paris ; Dalloz ; 1962 ;p358.
4
عبد الرؤوؼ ىاشـ بسيوني -نظرية الضبط اإلداري في النظـ الوضعية و الشريعة اإلسبلمية-دار الفكر الجامعي-
الطبعة األولى-اإلسكندرية-2008-ص21و.20
6
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
اف الضبط االداري وفؽ الفقو الفرنسي ىو عبارة عف عمؿ اداري يشتمؿ عمى تنظيـ و
ضبط نشاطات االفراد مف اجؿ ضماف المحافظة عمى استقرار النظاـ العاـ.1
اف اغمب التعاريؼ السابقة اعتمدت عمى فكرة النظاـ العاـ وىي فكرة غير محددة وال ثابتة
المعالـ االمر الذي يضفي عمى التعريؼ غموضا .
كما يعتبر د محمد سميماف الطماوي أف الضبط اإلداري بصفة عامة ىو" حؽ اإلدارة في
أف تفرض عمى األفراد قيودا تحد بيا مف حرياتيـ بقصد حماية النظاـ العاـ. 3
عرؼ د عبد الغني بسيوني الضبط اإلداري عمى أنو تنظيـ الدولة بطريقة وقائية لضماف
سبلمة و أمف المجتمع ،فالضبط في معناه العاـ ىو تنظيـ وقائي.4
عرفو د محمود عاطؼ البنا بانو ":النشاط الذي تواله الييئات االدارية و يتمثؿ في تقييد
النشاط الخاص بيدؼ حماية النظاـ العاـ.5
1
Yves GAUDEMET ;op cit ;p277.
2
عبد الرؤوؼ ىاشـ بسيوني -نظرية الضبط اإلداري في النظـ الوضعية و الشريعة اإلسبلمية-دار الفكر الجامعي-
الطبعة األولى-اإلسكندرية ،2008-ص .22
3
سميماف محمد الطماوي ،الوجيز في القانوف اإلداري دراسة مقارنة .دار الفكر العربي ، 1995 ،ص539
4
عبد الغني بسيوني عبد اهلل ،القانوف اإلداري ( دراسة مقارنة ).دار المعارؼ ،اإلسكندرية ، 1991 ،ص. 378
5
محمد عاطؼ البنا ،الوسيط في القانوف االداري ،الطبعة الثامنة ،دار الفكر العربي القاىرة ،سنة ،1992ص .337
7
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
عرفو د طعيمة الجرؼ بانو ":ويعتبره وظيفة مف اىـ وظائؼ االدارة تتمثؿ اصبل في
المحافظة عمى النظاـ العاـ بعناصره الثبلثة االمف العاـ و الصحة العامة و السكينة العامة
عف طريؽ اصدار الق اررات البلئحية و الفردية و استخداـ القوة المادية مع ما يتبع ذلؾ مف
فرض قيود عمى الحريات الفردية تستمزميا الحياة االجتماعية .1
كما عرفو د ابراىيـ شيحا بانو" :مجموعة لقواعد التي تفرضيا سمطة عامة عمى االفراد
بغية تنظيـ حرياتيـ العامة او ممارستيـ لنشاط معيف بقصد النظاـ العاـ في المجتمع تنظيما
وقائيا ،وتتخذ ىذه القواعد شكؿ ق اررات تنظيمية او اوامر فردية تصدر مف جانب االدارة
وحدىا ويترتب عمييا تقييد الحريات الفردية.2
اف تعاريؼ الفقو المصري مرتكزة عمى فكرتي تقييد الحريات العامة و المحافظة عمى
النظاـ العاـ مما يجعمو غامضا ويمكف اف يتبيف منيا مايمي:3
1
طعيمة الجرؼ ،القانوف االداري و المبادئ العامة في تنظيـ ونشاط السمطات االدارية ،دار النيضة العربية ،ص .471
2
إبراىيـ شيحا ،القانوف اإلداري ،الدار الجامعية ،بيروت، 1994 ،ص.326
3
محمد الشافعي ابو راس ،القانوف االداري ،دوف طبعة ،دوف سنة ،ص 252
https://www.law4012.com/2019/11/administrative-law.html
8
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
أما بالجزائر فقد عرفو د عمار عوابدي بأنو :كؿ األعماؿ واإلجراءات واألساليب القانونية
و المادية والفنية التي تقوـ بيا سمطات الضبط اإلداري المختصة وذلؾ بيدؼ ضماف
المحافظة عمى النظاـ العاـ بطريقة وقائية في نطاؽ النظاـ القانوني لمحقوؽ و الحريات
السائدة في الدولة.2
قد عرفو د محمد الصغير بعمي ىو تمؾ اإلجراءات المتخذة لممحافظة عمى النظاـ العاـ
المتكوف مف اآلمف و السكينة و الصحة العامة.3
عرفو االستاذ احمد محيو وفؽ المعيار العضوي يمكف تعريؼ الضبط اإلداري عمى أنو
مجموع األجيزة والييئات التي تتولى القياـ بالتصرفات واإلجراءات التي تيدؼ إلى المحافظة
عمى النظاـ العاـ .4أما مف منطمؽ المعيار الموضوعي يمكف تعريؼ الضبط اإلداري عمى
أنو مجموعة اإلجراءات والتدابير التي تقوـ بيا الييئات العامة حفاظا عمى النظاـ العاـ ،أو
النشاط الذي تقوـ بو السمطات العامة مف أجؿ المحافظة عمى النظاـ العاـ .وىذا المعنى
لمضبط ىو األىـ في القانوف اإلداري. 5
1
محمد الشافعي ابو راس ،المرجع السابؽ،ص 252و.253
2
عمار عوابدي ،القانوف اإلداري ،الجزء الثاني -النشاط اإلداري ،ديواف المطبوعات الجامعية-2000-ص.10
3د محمد الصغير بعمي -القانوف اإلداري -دار العموـ الجزائر-2005 -ص.260
4
عمار بوضياؼ ،الوجيز في القانوف اإلداري .جسور لمنشر و التوزيع،الجزائر،ط2013،ص.478
5د أحمد محيو ،ترجمة محمد عرب صاصيبل ،محاضرات في المؤسسات اإلدارية ،ط 1979/3ديواف المطبوعات
الجامعية ،الجزائر ص .399
9
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
مف خبلؿ مراقبة ن ظافة المياه ،الوقاية مف الوباء ،مكافحة التموث ..الخ ويمكف اف تحمي
االفراد مف انفسيـ .1
بالتالي يعرف الضبط االداري وفق مدلوالن كما يمي :الضبط االداري وفؽ المعيار
العضوي ىو مجموع الييئات التي تتكفؿ بعممية الضبط االداري مثؿ رئيس الجميورية و
الوالي و رئيس المجمس الشعبي البمدي ،اما وفؽ المعيار المادي ىو نشاط تمارسو الييئات
السابؽ ذكرىا و غيرىا في ضبط امور الدولة مف الناحية االدارية كالحفاظ عمى النظاـ العاـ
و الصحة العامة والسكينة العامة.
مما سبؽ يتضح أف الفقو ركز كثي ار عف معياريف لتعريؼ الضبط ىما المعيار العضوي
والمعيار الموضوعي:
-1المعيار العضوي يمكف تعريؼ الضبط اإلداري عمى أنو مجموع األجيزة والييئات التي
تتولى القياـ بالتصرفات واإلجراءات التي تيدؼ إلى المحافظة عمى النظاـ العاـ.2
-2المعيار الموضوعي يمكف تعريؼ الضبط اإلداري عمى أنو مجموعة اإلجراءات والتدابير
التي تقوـ بيا الييئات العامة حفاظا عمى النظاـ العاـ ،أو النشاط الذي تقوـ بو السمطات
العامة مف أجؿ المحافظة عمى النظاـ العاـ .وىذا المعنى لمضبط ىو األىـ في القانوف
اإلداري. 3
1
Rachid Zouaimia, Marie ChreistineRouaoult ; Droit Administratif ;collection droit pratique ;BERTI
édition ;2009.pp 200-201.
2
عمار بوضياؼ ،الوجيز في القانوف اإلداري .جسور لمنشر و التوزيع ،الجزائر ،ط 2013،ص .478
3
أحمد محيو ،المرجع السابؽ ،ص .399
10
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
يتضح اف الضبط اإلداري نظاـ وقائي تتولى فيو اإلدارة حماية المجتمع مف كؿ ما
يمكف أف يخؿ بأمنو وسبلمتو وصحة أفراده وسكينتيـ ،ويتعمؽ بتقييد حريات وحقوؽ األفراد
بيدؼ حماية النظاـ العاـ في الدولة ،وبيذا المعنى يتميز الضبط اإلداري عف الضبط
التشريعي والضبط القضائي 1االمر الذي يتطمب منا تميزه عنو و عف المرفؽ العاـ باعتباره
المظير الثاني لمنشاط االداري.
يختمؼ الضبط االداري عف الضبط التشريعي اختبلفا جوىريا ،فيمجا المشرع الى اصدار
القوانيف التي تقيد حريات االفراد وحقوقيـ حفاظا عمى النظاـ العاـ وفي ممارسة اختصاصو
يستند الى الدستور و المبادئ العامة لمقانوف و تسمى التشريعات الصادرة في ىذا الشأف
بالضبط التشريعي ، 2و يقصد بالضبط التشريعي مجموع القوانيف الصادرة عف السمطة
التشريعية والتي يكوف موضوعيا الحد مف نطاؽ مباشرة بعض الحريات الفردية فمصدر
المنع أو القيد أو الضبط ىو السمطة التشريعية ،3بينما الضبط االداري يعني حؽ السمطة في
فرض القيود و الضوابط عمى ممارسة االفراد لحرياتيـ في سبيؿ حماية النظاـ العاـ .4
1
مازف ليمو راضي ،القانوف االداري ،منشورات االكاديمية العربية في الدانمارؾ ،2008 ،ص .56
2
مازف راضي ليمو ،المرجع السابؽ ،ص 57و .58
3
عمار بوضياؼ ،المرجع السابؽ ،ص .279
4
عبد الغني بسيوني عبد اهلل ،المرجع السابؽ ،ص .378
11
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
اف كؿ مف الضبط االداري والضبط التشريعي يتضمناف تقيدا عمى ممارسة الحريات الفردية
،كما انيما ييدفاف الى حماية النظاـ العاـ في المجتمع و الدولة ،ويمتازاف بكونيما ليما
خاصية وقائية باعتبارىما يتخذاف االجراءات و ينصاف عمييا قبؿ حدوثيا .
ا -وفق المعيار العضوي :فانو يتـ التميز بينيما وفؽ الييئة او السمطة القائمة باألعماؿ فاذا
كاف العمؿ صادر مف السمطة االدارية التي تنتمي لمسمطة التنفيذية مف خبلؿ وضع قيود و
ضوابط عمى ممارسة الحريات الفردية مف اجؿ حماية النظاـ العاـ فانو يعتبر مف اعماؿ
الضبط االداري ،اما اذا كاف صادر مف السمطة التشريعية وذلؾ بإصدار القوانيف التي تنظـ
الحريات الفردية التي كفميا الدستور مف خبلؿ اصدار القوانيف التي تحدد نطاؽ مباشرة
الحريات الفردية التي نص عمييا الدستور ،1فانو يعتبر مف اعماؿ الضبط التشريعي.
اف الضبط االداري يقصد بو اتخاذ التدابير و االجراءات االدارية لممحافظة عمى النظاـ
العاـ ،اما الضبط التشريعي فانو يشمؿ القوانيف الصادرة مف السمطة التشريعية التي تحدد
وتضبط كيفيات ممارسة الحريات المنصوص عمييا في الدستور وفؽ المادة 140مف التعديؿ
1
عبد الغني بسيوني عبد اهلل ،النظرية العامة في الفانوف االداري –دراسة مقارنة السس و مبادئ القانوف االداري و
تطبيقاتيا في مصر -منشاة المعارؼ -االسكندرية 2003-ص .390
12
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
فالضبط التشريعي ىو عبارة مجموع القوانيف الصادرة عف السمطة التشريعية والتي يكوف
موضوعيا الحد مف نطاؽ مباشرة بعض الحريات الفردية فمصدر المنع أو القيد أو الضبط
ىو السمطة التشريعية .2فيمجا المشرع في الكثير مف االحياف الى اصدار القوانيف التي تقيد
حريات االفراد و حقوقيـ حفاظا عمى النظاـ العاـ ،وفي ممارستو ليذا االختصاص انما
تستند الختصاصو التشريعي ،الذي يجد مصدره في الدستور و المبادئ العامة لمقانوف و
تسمى ىذه التشريعات بالضبط التشريعي.3
اما الضبط االداري ىو الذي يصدر مف جانب االدارة في شكؿ ق اررات تنظيمية او فردية
يترتب عمييا ت قييد حريات االفراد الذي ال يكوف إال بقانوف و بناء عمى قانوف غير اف ذلؾ
ال يمنع مف اتخاذ اجراءات مستقمة تتضمف قيودا عمى الحريات الفردية بواسطة ما تصدره
مف لوائح الضبط.4
غير انو قد يحدث التداخؿ بينيما عندما تبادر السمطة التشريعية إلى سف تشريعات
ضبطية وتتولى السمطة التنفيذية ممثمة في اإلدارة بتنفيذ ىذه التشريعات وفرض قيود عمى
1
قانوف رقـ 01-16مؤرخ في 6مارس 2016يتضمف التعديؿ الدستوري الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية عدد .14
2
عمار بوضياؼ ،الوجيز في القانوف اإلداري ،.المرجع السابؽ ،ص.479
3
مازف ليمو راضي ،القانوف االداري ،منشورات االكاديمية العربية في الدانمارؾ ،المرجع السابؽ ،ص .57
4
عبد الغني بسيوني -القانوف االداري ،المرجع السابؽ ،ص 379او .389
13
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
حريات األفراد بالكيفية المحددة في التشريع ، 1فاف تدابير الضبط ال غنى عنيا في ىذا
المجاؿ فيي اكثر اطبلعا و الماما بحدود الحريات التي يجب اف ترد عمييا .2
الضبط االداري يتضمف مراقبة نشاط االفراد و توجييو عمى النحو الذي يكفؿ المحافظة
عمى النظاـ العاـ فيو بذلؾ اجراء وقائي ،اما الضبط القضائي فيقصد بو مجموع االجراءات
التي تتخذىا سمطة الضبط القضائي في التحري عف الجرائـ بعد حدوثيا في سبيؿ القبض
عمى مرتكبي ىذه الجرائـ وجمع اال دلة البلزمة لمتحقيؽ و اقامة الدعوى لمحاكمة المتيميف و
انزاؿ العقوبة عمى مف تمت ادانتو.3
فتظير اىمية التفرقة بيف الضبط االداري و الضبط القضائي في تحديد الجية القضائية
المختصة بالنظر المنازعات التي تثور بصددىا بؿ وفي تحديد النظاـ القانوني الذي يطبؽ
عمى كؿ منيما ،ذلؾ اف اعماؿ الضبط االداري تخضع لقواعد القانوف االداري ثـ يختص
القضاء االداري بنظر منازعاتيا ،في حيف اف المنازعات المتعمقة بأعماؿ الضبط القضائي
تدخؿ في اختصاص القضاء العادي اي المحاكـ الجنائية و تحكميا قواعد كؿ مف قانوف
العقوبات و قانوف االجراءات الجزائية.4
1
عمار بوضياؼ ،الوجيز في القانوف اإلداري ،المرجع السابؽ ،ص.480
2
سامي جماؿ الديف ،اصوؿ القانوف االداري ،نظرية العمؿ االداري ،االسكندرية ،1993 ،ص.152
3
عبد الغني بسيوني ،القانوف االداري دراسة مقارنة ،دار المعارؼ االسكندرية ،1991 ،ص .379
4
رمضاف محمد بطيخ ،المرجع السابؽ ،ص 4
14
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
اف الضبط القضائي يتفؽ مع الضبط االداري في انيما يستيدفاف المحافظة عمى النظاـ
العاـ.1
ا ف التقارب بينيما يتـ في حاالت محددة وذلؾ بالنظر الى أف جيات معينة تمارس
وظيفتيف سمطة لمضبطية اإلدارية وأخرى لمضبطية القضائية في ذات الوقت .مثمما ىو
الحاؿ بالنسبة لرئيس المجمس الشعبي البمدي ،فصفتو كرئيس لممجمس الشعبي البمدي
(الصفة اإلدارية) تفرض عميو اتخاذ كؿ إجراء وقائي يمس جانب األمف العاـ أو الصحة
العامة أو السكينة العامة ،كأف يغمؽ طريقا أو أف يمنع ممارسة التجارة في بعض الشوارع.
وصفة الضبطية القضائية تفرض عميو أف يتحرؾ وأف يتخذ كؿ اإلجراءات القانونية عند
وقوع الفعؿ أو حدوث الجريمة ،وعوف الشرطة مثبل يقوـ كأصؿ عاـ بتنظيـ حركة المرور
ولو أف يوقؼ األفراد والسيارات .ولكف اذا الحظ جريمة معينة بأف رأى سائقا في حالة سكر
أو أف بحوزتو بضاعة ممنوعة تعيف عميو اتخاذ اإلجراءات البلزمة.2
يتميز الضبط االداري عف الضبط القضائي في كونو نشاطا وقائيا او مانعا مف
االخبلؿ او االستمرار في االخبلؿ بالنظاـ العاـ سواء اكاف ىذا االخبلؿ مكونا لجرائـ يعاقب
عمييا القانوف اـ لـ يكف كذلؾ ،في حيف اف الضبط القضائي نشاط عبلجي اي الحؽ عمى
ارتكاب الجرائـ ييدؼ الى التحري عنيا وجمع االدلة البلزمة لمتحقؽ فييا وكذلؾ تعقب
مرتكبييا وتقديميـ لممحاكمة وانزاؿ العقاب بيـ.3
1
مازف راضي ليمو ،المرجع السابؽ ،ص.58 .
2
عمار بوضياؼ ،المرجع السابؽ ،ص 480و.481
3
رمضاف محمد بطيخ ،المرجع السابؽ ،ص .4
15
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
كما يختمؼ الضبط االداري عف الضبط القضائي وفؽ المعيار العضوي و المعيار
الموضوعي.
يقوـ ىذا المعيار عمى اساس النظر الى السمطة القائمة بأعماؿ الضبط ،فاذا كاف
الضبط صاد ار مف السمطة االدارية فانو يعتبر مف اعماؿ الضبط االداري اما اذا صدر مف
السمطة القضائية وىيئاتيا فانو يعتبر مف اعماؿ الضبط القضائي ،ويترتب عف ذلؾ اثار
اىميا اف اعماؿ السمطة االدارية يعتبر ق ار ار اداريا اما اعماؿ السمطة القضائية يعتبر ق ار ار
قضائيا.1
لمتمييز بينيما فانو ننظر الى السمطة القائمة بأعماؿ الضبط فاذا كاف صادر عف السمطة
االدارية كرئيس ال جميورية و الوالي و رئيس المجمس الشعبي البمدي فانو يعتبر مف اعماؿ
الضبط االداري اما اذا كاف صاد ار مف السمطة القضائية ممثمة في ىيئاتيا المختمفة كضباط
الدرؾ الوطني و ضباط الشرطة تحت سمطة النائب العاـ ووكيؿ الجميورية فإنيا تعتبر
اعماؿ قضائية .2
غير انو ي تضح اف ىذا المعيار غير كاؼ باعتبار انو تمارس اعماؿ الضبط القضائي
مف رجاؿ السمطة التنفيذية وقد تجتمع صفة الضبطية القضائية و الضبطية االدارية في نفس
الييئة مثؿ رئيس المجمس الشعبي البمدي فانو يمارس الضبطية االدارية فيتخذ كؿ اجراء
وقائي لحماية النظاـ العاـ كاف يغمؽ طريقا او يمنع ممارسة التجارة عمى االرصفة و يتمتع
1
ىاني عمي الطيراوي ،القانوف االداري ،الجزء، 1الطبعة االولى ،دار الثقافة ،عماف ،2009 ،ص 234
2
ناصر لباد ،المرجع السابؽ ،ص 158و.159
16
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
بالضبطية القضائية و ذلؾ وفقا لقانوف االجراءات الجزائية مف خبلؿ اتخاذ اجراءات قانونية
عند وقوع الجريمة .1
يقوـ التمييز بينيما عمى اساس النظر الى العمؿ و اليدؼ منو فالضبط االداري يقوـ
عمى مراقبة االشخاص عف طريؽ النظيـ وييدؼ تجنب الفوضى او صيانة النظاـ العمومي
فانو اسموب وقائي يرمي الى منع االخبلؿ بالنظاـ العمومي قبؿ وقوعيا و وقؼ او منع
استمرار ، 2بينما الضبط القضائي ييتـ باإلجراءات المتخذة في حالة وقوع الجريمة فعبل
بالبحث ع ف مرتكبييا و تسميميـ الى العدالة فيي قمعية وتبدا بعد ارتكاب المخالفة ،فالوالي
يمنع صيد الغزاؿ ويتخذ اجراءات تدخؿ في مفيوـ الضبط االداري اي قرار والئي فاذا خالؼ
المواطنيف القرار القي القبض عميو واحيؿ الى المحكمة واف القاء القبض ىو نشاط متعمؽ
بالضبط القضائي. 3
كما يتميز الضبط االداري في طبيعة اجراءاتو التي تصدر في شكؿ ق اررات تنظيميو او
فردية تخضع لرقابة القضاء االداري الغاء او تعويضا ،اما الضبط القضائي فانو يصدر في
شكؿ ق اررات قضائية ال تخضع لرقابة القضاء االداري وتخضع لسمطا القضاء العادي.4
الضبط اإلداري يتضمف مراقبة نشاط األفراد وتوجييو عمى نحو يكفؿ المحافظة عمى
النظاـ العاـ .فيو عمى ذلؾ إجراء وقائي .بينما الضبط القضائي ييدؼ الى البحث عف
الجرائـ ومعرفة مرتكبييا لتتولى أجيزة الضبط تقديميـ الى السمطة القضائية المختصة وفقا
1
محمد بكر حسيف ،الوسيط في القانوف االداري ،الطبعة االولى ،دار الفكر الجامعي ،االسكندرية ،2009 ،ص158
2
ناصر لباد ،المرجع السابؽ ،ص .157
3
احمد محيو ،المرجع السابؽ ،ص .401
4
مازف راضي ليمو ،المرجع السابؽ ،ص.58 .
17
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
لئلجراءات المحددة قانونا .فالضبط القضائي يتخذ ويباشر بعد وقوع الجريمة أو المخالفة
وليس قبميا.1
غير اف ىذا المعيار كاف غير كاؼ فتـ اعتماد معيار اخر نتج عف االجتياد
القضائي الفرنسي حيث بمناسبة قضية السيد (بود) التي اظيرت صعوبات عممية في كيفية
التفريؽ بيف الضبط االداري و الضبط القضائي و تتمخص وقائو ىذه القضية في اف السيد
(بود) اصيب اثناء مطاردة يجرييا البوليس في الطريؽ اذ طرحو موظؼ الضبط ارضا ،
فرفع دعوى تعويض اماـ مجمس الدولة عف االضرار التي لحقت بو نتيجة المطاردة عمى
اساس اعماؿ الضبط االداري ،بينما تمسكت ىيئة الضبط باف المطاردة خاصة بجريمة
وعمميا صادر عف سمطة ضبط قضائي ال يختص مجمس الدولة بالنظر فييا ،وقد جاء في
تقرير مفوض الدولة Delvoveفي تقريره لممجمس ":موظفوا الضبط يستطيعوف االشتراؾ
عمى السواء في اجراء الضبط االداري و الضبط القضائي و المعيار الوحيد يمكف
استخبلصو مف موضوع تحقيقاتيـ فاذا عبرت التحقيقات عمى اف االجراء قد اتخذ لجمع
االدلة في جناية او جنحة او البحث عف الفاعميف لتقديميـ الى القضاء كاف االجراء ضبط
قضائي ،واذا لـ يكف كذلؾ وكاف ييدؼ الى وقاية النظاـ العاـ كاف االجراء ضبط اداري.2
يتضح مف حيثيات القضبة اف الموظؼ شارؾ في اجراء البحث بخصوص جريمة معينة
ومحددة و المطاردة التي اصيب فييا الضحية تتصؿ مباشرة بيذه االجراءات و ال اىمية في
ذلؾ اف ال تكوف النيابة العامة قد امرت بالقبض عمى المتيـ ،اذف موظؼ الضبط يمارس
ضبط قضائي وبذلؾ المحكمة المختصة وحدىا في المختصة بالتعرؼ عمى تبعة عممو.3
1
عمار بوضياؼ .،منشورات االكاديمية العربية في الدانمارؾ ،المرجع السابؽ.
2
الياـ فاضؿ ،محاضرات في القانوف االداري السداسي الثاني ،كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ،جامعة قالمة ،
،2018/2017ص 71
3
الياـ فاضؿ ،محاضرات في القانوف االداري السداسي الثاني ،المرجع السابؽ.
18
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
اف فكرة الضبط االداري و فكرة المرفؽ العاـ تعتبر مف مظاىر النشاط االداري ،
يتشابو و يتكامؿ كؿ مف الضبط االداري و المرفؽ العاـ في تحقيؽ ىدؼ واحد اال وىو
النظاـ العاـ بجميع عناصره ،فأعماؿ و واجراءات و اساليب الضبط االداري تساىـ في
عممية حسف سير المرفؽ العاـ بانتظاـ و اطراد ،بالمقابؿ فاف انشاء و تنظيـ وتسيير المرفؽ
1
العاـ يؤدي الى تسييؿ ميمة الضبط االداري في المحافظة عمى النظاـ العاـ
غالبا ما نجد التمييز بيف الضبط اإلداري والمرفؽ العاـ قائما عمى أف األوؿ يقيد مف
حريات األفراد والثاني يقدـ ليـ خدمات لذلؾ وصؼ الفقو الضبط عمى أنو نشاط سمبي
والمرفؽ عمى أنو نشاط ايجابي .فالضبط يترتب عميو المساس بحرية الفرد أو األفراد خبلفا
لممرفؽ إذ يقؼ الفرد موقؼ المنتفع مف خدماتو مجانا أو برسوـ يمزـ بدفعيا .وتختمؼ الجية
التي تتولى مباشرة إجراءات الضبط عف الجية التي تتولى ضماف توفير الخدمة لممنتفعيف،
ففي الحالة األولى نجد الجية دائما سمطة عامة ممثمة في رئيس الجميورية أو وزير معيف أو
والي أو رئيس مجمس شعبي بمدي ،فيذه الييئات ىي مف يعود ليا الحؽ في أف تضرب عمى
الحريات العامة قيدا أو قيودا العتبارات تممييا المصمحة العامة .وبالكيفية التي حددىا
القانوف ،واألمر غير كذلؾ بالنسبة لممرفؽ العاـ حيث أف النشاط قد يعيد بو إلى شركة أو
إلى فرد وتقوـ العبلقة مباشرة بيف الشركة أو الفرد مف جية والمنتفع مف جية أخرى.2
1
ثروت بدوي ،القانوف االداري ،دار النيضة العربية ،1974،ص .387
2
عمار بوضياؼ ،منشورات االكاديمية العربية في الدانمارؾ ،المرجع السابؽ.
19
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
حسب جورج فوداؿ لمتمييز والتفرقة بيف الضبط االداري و المرفؽ العاـ تتمثؿ في ضرورة
الجمع بيف عدة عناصر وىي اسموب النشاط و نطاقو وىدفو حتى يمكننا التفرقة بيف الضبط
االداري و المرفؽ العاـ.1
بالتالي كمما اتخذ النشاط االداري اسموب االمر والنيي الممزـ بإرادة السمطة االدارية
المتفردة بيدؼ تحقيؽ النظاـ العاـ و كاف نطاؽ النشاط ىو الحريات الفردية مف خبلؿ القيود
المفروضة عمييا عد ىذا النشاط مف اعماؿ الضبط االداري ،وبالمقابؿ يكوف اعماؿ المرفؽ
العاـ اذا اتخذ النشاط اسموب تقديـ السمع و الخدمات مف اجؿ اشباع الحاجات العامة في
المجتمع و الدولة.2
يتشبياف باعتبارىما صورتاف لمنشاط االداري الذي يستيدؼ تحقيؽ المصمحة العامة
فالكثير مف االجراءات التي تستعمميا االدارة العمومية في نشاطيا الضبطي تساىـ في حسف
سير المرافؽ العمومية ،وحسف سير المرفؽ قد يسيؿ عمى االدارة تحقيؽ اغراض الضبط
االداري مثؿ :اليدؼ مف الحفاظ عمى الصحة العمومية يتطمب القياـ بإجراءات ضبطية
ادارية كإجراء تنظيـ التخمص مف النفايات و اجراء النظافة وىو نفس ىدؼ الذي يستمزـ مف
السمطة االدارية المختصة بإنشاء وتنظيـ و تسيير مرفؽ عمومي صحي .3
1
جورج فوديؿ ،بيارد لقولفيو ،القانوف االداري ،المرجع السابؽ ،ص503
2
محمود سعد الديف الشريؼ ،النظرية العامة لمضبط االداري ،مجمة مجمس الدولة ،السنة الحادية عشر ،القاىرة،1962 ،
ص .153
3
ناصر لباد ،المرجع السابؽ ،ص 156و.157
20
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
ثار الجدؿ و النقاش حوؿ الطبيعة القانونية لمضبط االداري و انقسـ الفقو الى
اتجاىيف متعارضيف فاالتجاه االوؿ اف الضبط االداري ما ىو اال وظيفة ادارية تيدؼ الى
وقاية النظاـ العاـ في المجتمع فبل يمكف لئلدارة اف تمارسو اال في حدود القانوف ،اما
االتجاه الثاني فيرى انو وظيفة سياسية تعبر عف مصالح الطبقة الحاكمة و تستخدـ لخدمة
اغراضيـ و مصالحيـ.2
1
عمار بوضياؼ ،الوجيز في القانوف االداري ،المرجع السابؽ. 481 ،
2
محمود سعد الديف الشريؼ ،النظرية العامة لمضبط االداري ،المرجع السابؽ ،ص .115-112
21
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
-اف القاضي ال يجوز لو اف يكوف في خدمة النظاـ بؿ يتعيف عميو اف يكوف في خدمة
القانوف.
وتبنى ىذا الراي محمد سعد الديف الشريؼ الذي يضع خصائص لوظيفة الضبط و التي
تتمثؿ في الضبط وظيفة ضرورية ألنيا تنظـ المجتمع و تنظـ استعماؿ الحريات محايدة ال
تضطمع بالصبغة السياسية تخضع لسيادة القانوف تجد سندىا في القانوف و الدستور وىي
تعتمد عمى وسيمة السمطة العامة اي ليا الحؽ في استخداـ القوة في تنفيذ التدابير و الق اررات
البلزمة لحفظ النظاـ.1
يرى انصار ىذا االتجاه اف الضبط االداري وظيفة سياسية ال شبية فييا بؿ لقد ذىب
انصار ىذا التوجو الى اعتبار الضبط االداري سمطة رابعة مف سمطات الدولة منيا الفقيو
، pascuو يرى اف ميمتو حفظ النظاـ في المجتمع ،و الذي ىو حقيقتو فكرة سياسية و
اجتماعية.
1
محمود سعد الديف الشريؼ ،النظرية العامة لمضبط االداري ،ص 115-112
22
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
وقد تعرض ىذا الراي لبلنتقادات وذلؾ ألنو يؤدي الى تبرير التوسع في اعماؿ السيادة و
يؤدي الى اضفاء الشرعية عمى الحكومات الديكتاتورية. 1
اعتبر الضبط االداري احد وظائؼ السمطة التنفيذية وفرع مف فروعيا ،اف سمطات
الضبط الية مف اليات السمطة التنفيذية التي تستخدميا قصد المحافظة عمى النظاـ العاـ
فالضبط ىو جياز مف اجيزة تمؾ السمطة ووسيمتيا لفرض النظاـ و تجنب الفوضى .ولو
طبيعة مزدوجة فمو جانب ذو طبيعة محايدة في الوظائؼ العادية لمضبط و في نفس الوقت
ذو طبيعة سياسية في الوظائؼ السياسية.2
مف جممة التعاريؼ و المفاىيـ التي قدميا الفقياء بخصوص الضبط االداري والتي تبيف
وجيات نظر مختمفة لمباحثيف وىي التي تميزه عف نشاطات االدارة بالتالي يمكف حصر
خصائص الضبط االداري فيما يمي:
الضبط االد اري في جميع االحواؿ اجراء تباشره السمطة االدارية بصورة منفردة و تيدؼ
مف ورائو الى تحقيؽ النظاـ العاـ فبل حاجة إلرادة االفراد ودورىا في ىذا المجاؿ حتى تنتج
اعماؿ الضبط االداري و اثارىا القانونية و تبعا لذلؾ فاف موقؼ الفرد حياؿ اعماؿ الضبط
االداري ىو موقؼ االمتثاؿ و الخضوع في اطار ما يسمح بو القانوف.3
لقد اقر القضاء بالصفة االنفرادية ألعماؿ الضبط االداري عكس اعماؿ المرفؽ العاـ
التي تستعمؿ طريقة التعاقد فبل يمكف لسمطات الضبط االداري مثبل استعماؿ طريقة التعاقد
1
محمد عصفور ،البوليس و الدولة ،دار النيضة العربية ،القاىرة ،1972 ،ص .450
2
محمد بدراف ،الطبيعة الخاصة لمضبط االداري ،دار النيضة العربية ،القاىرة ،1989 ،ص .45
3
عمار بوضياؼ ،المرجع السابؽ ،ص200
23
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
لمقياـ بصبلحياتيا و اختصاصاتيا في المحافظة عمى النظاـ العاـ ،وكؿ عقد تبرمو سمطات
الضبط االداري مع أي متعاقد إلنجاز عمؿ ما يعتبره القضاء باطبل وذلؾ الف صبلحيات
الضبط االداري واختصاصاتو غير قابمة لمتصرؼ فييا و ال يمكف اكتسابيا بالتقادـ ألنيا
اعماؿ مف النظاـ العاـ ال تقبؿ التغيير فيي واجبات اكثر منيا حقوؽ ال يستطيع صاحبيا
التصرؼ فييا كما يريد و عميو فاف فكرة الضبط االداري ىي فكرة ادارية بحثة عمى جميع
االصعدة و المعايير.1
اف الضبط االداري في جميع الحاالت يأخذ شكؿ االجراء االنفرادي اي شكؿ اوامر
تصدر مف السمطة االدارية اي الق اررات االدارية سواء كانت ىذه الق اررات فردية او تنظيمية
فموقؼ المواطف اتجاه اعماؿ الضبط االداري ىو االمتثاؿ لئلجراءات التي اتخذتيا االدارة
في ىذا االطار وىذا وفؽ ما يحدده القانوف وتحت رقابة السمطة القضائية.2
فعندما تبادر اإلدارة الى سحب رخصة السياقة ذلؾ ألنيا قدرت خط ار ما و حينما
تقوـ بغمؽ المحبلت التجارية او تعايف سمعة فيي تقصد وقاية األفراد مف كؿ خطر محمؿ
الوقوع كوضع حزاـ األمف ،و عميو وظيفة الضبط ضرورية لوقاية النظاـ العاـ مف خطر
اإلخبلؿ بو ال يمكف أف يتـ إال بضبط حدود ممارسة الحريات المختمفة.
يتميز الضبط اإلداري بالطابع الوقائي فيو يد أر المخاطر عمى األفراد .فعندما تبادر
اإلدارة إلى سحب رخصة الصيد أو رخصة السياقة مف أحد األفراد فؤلنيا قدرت أف ىناؾ
خطر يترتب عمى استم اررية احتفاظ المعني بيذه الرخصة .واإلدارة حينما تغمؽ محبل أو
1
عمار عوابدي ،القانوف االداري-النشاط االداري ،-ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2000 ،ص50
2
ناصر لباد ،الوجيز في القانوف االداري ،الطبعة الرابعة ،دار المجدد لمنشر و التوزيع ،2010 ،ص .156
24
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
تعايف بئ ار معينا أو بضاعة معينة فإنيا تقصد بعمميا اإلجرائي ىذا وقاية األفراد مف كؿ
خطر قد يداىميـ أي كاف مصدره و غيره .1
كما تتميز فكرة الضبط االداري بانيا فكرة وقائية لحماية النظاـ العاـ بمدلولو و مفيومو
االداري اي المحافظة عمى االمف العاـ و السكينة العامة والصحة العامة و اآلداب العامة
في جؿ النظـ بطريقة وقائية وسابقة عمى واقعة او وقائع االخبلؿ بالنظاـ العاـ ،فالضبط
االداري ىو اسموب وقائي لمتنظيـ و العمؿ االداري لممحافظة عمى النظاـ العاـ.2
اذف الق اررات المتخذة في مجاؿ الضبط االداري ليا الصفة الوقائية اي انيا تيدؼ الى
منع وقوع االض طرابات باتخاذ مسبقا االجراءات الضرورية اي قبؿ االخبلؿ بالنظاـ العمومي
.3
اف الصفة االنفرادية لئلدارة في اتخاذ اجراءات الضبط االداري يمنع عمييا اف تتنازؿ
عنيا لؤلفراد وال يمكف ليا اف تتخمى عف مسؤولياتيا فمثبل :في مجاؿ منح البمديات استغبلؿ
الشواطئ لمخواص فاف البمديات تبقى مسؤولة عف امف المصطافيف.4
يقصد بيا أف لئلدارة سمطة تقديرية في ممارسة اإلجراءات الضبطية فعندما تقدر أف
عمبل ما سينتج عنو خطر تعيف عمييا التدخؿ قبؿ وقوعو بغرض المحافظة عمى النظاـ العاـ
فيي إف قدرت عدـ منح رخصة لتنظيـ سياسي بغرض إقامة تظاىرة عامة أو اجتماع عاـ
فإنيا الشؾ رأت اف ىناؾ مخاطر تنتج عف ىذا النشاط الجماعي.5
1
عمار بوضياؼ ،الوجيز في القانوف االداري ،المرجع السابؽ ،ص.482
2
عمار عوابدي ،القانوف االداري ،النشاط االداري ،الجزء 2ديواف المطبوعات الجامعية ،ط ،3الجزائر ،2005،ص .11
3
ناصر لباد ،المرجع السابؽ ،ص ..155
4
Yves GAUDEMET ;op cit ;p277 .
5
عمار بوضياؼ ،المرجع السابؽ ،ص .483
25
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
كما يعتبر الضبط االداري مظير مف مظاىر السمطة العامة و فكرة السيادة باعتبار ليا
مجموعة امتيازات و سمطات و صبلحيات االستثنائية و غير المألوفة التي تمارسيا
ال سمطات االدارية الضبطية المختصة بيدؼ المحافظة عمى النظاـ العاـ 1مما يخوؿ ليا
السمطة التقديرية في اتخاذ االجراءات و التدابير.
تعتبر ميمة الضبط االداري مف وسائؿ الدولة في ممارسة وظائفيا الرقابية و التنظيمية
مف خبلؿ فرض القيود و الضوابط عمى الحريات بيدؼ حماية النظاـ العاـ ،فبلبد لوقاية
النظاـ العاـ مف استعماؿ وسيمة السمطة العامة والمتمثمة في المقدرة عمى اصدار اعماؿ
قانونية مف جانب واحد ليا قوة ممزمة وتنفيذ تمكف السمطة المعيودة الييا باتخاذىا مف تأكيد
مضمونيا طوعاً او كرىاً.
فاعتماد الضبط االداري عامة عمى وسيمة السمطة العامة يعني استخدامو الوسائؿ
القسرية في تنفي القوانيف و المحافظة عمى النظاـ العاـ ،أي اف ليا الحؽ في استخداـ القوة
في تنفيذ التدابير و الق اررات البلزمة لحفظ النظاـ العاـ و االمف ،واكراه االفراد المحكوميف
عمى احتراـ نظـ الدولة الف التردد في طاعتيا قد يخؿ بالنظاـ العاـ في المجتمع اخبلال
جسيما ومف ثـ بالصالح العاـ.2
مف خبلؿ ىذا المبحث سوؼ نتطرؽ الى انواع الضبط االداري و الى اغراض الضبط
االداري اي اىدافو والتي حصرىا الفقو في المحافظة عمى النظاـ العاـ في الدولة وصيانتو و
اعادتو الى الحالة الطبيعية اذا اضطرب او اختؿ مف خبلؿ تحديد مفيوـ النظاـ العاـ و
تحديد عناصره.
1
ناصر لباد ،المرجع السابؽ ،ص .156-155
2
عبد الرؤوؼ البسيوني ،المرجع السابؽ ،ص .29-28
26
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
يقصد بو ا لنظاـ القانوني العاـ لمبوليس اإلداري أي مجموع السمطات الممنوحة لييئات
البوليس اإلداري مف أجؿ المحافظة عمى النظاـ العاـ بمختمؼ محاوره مف أمف عاـ وصحة
عامة وسكنية عامة.1
يقصد بالضبط االداري العاـ المحافظة عمى النظاـ العاـ بعناصره الثبلثة االمف و
الصحة و السكينة العامة و حماية جميع االفراد في المجتمع مف خطر انتياكاتو و االخبلؿ
بو.2
بالتالي يتشكؿ الضبط االداري العاـ مف مجموعة االختصاصات التي تمنح لمسمطات
االدارية تمارسيا بصفة عامة في كؿ المجاالت وعمى جميع النشاطات لمحفاظ عمى النظاـ
العمومي و السكينة العمومية في حدود سمطاتيا االقميمية.3
1
عمار عوابدي ،المرجع السابؽ ،ص .485
2
مازف راضي ليمو ،القانوف االداري ،منشورات االكاديمية العربية في الدانمارؾ،2008 ،
صhttps://www.bibliotdroit.com/2015/12/blog-post_66.html.59
3
احمد محيو ،المرجع السابؽ ،ص ..404
27
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
يقصد بو السمطات التي منحيا القانوف لئلدارة بقصد تقييد نشاطات وحريات األفراد في
مجاؿ محدد ومعيف ،فيو عمى ىذا النحو اما أف يخص مكانا بذاتو أو نشاطا بذاتو .ومثاؿ
ذلؾ أف تفرض اإلدارة قيودا لتنظيـ حركة المرور كأف تغمؽ شارعا معينا أو أف تفرض
إجراءات معينة لممارسة األفراد حؽ االجتماع العاـ أو مسيرة أو إقامة حفبلت ليبل وىكذا.
فكؿ حرية عامة تمس في ممارستيا حرية اآلخريف أو حقوقيـ يجوز لئلدارة تقييدىا بالطرؽ
التي حققيا القانوف .فميس مف حؽ الفرد تحت عنواف الحريات العامة أف يبادر بمباشرة عمؿ
الصيد بصفة مطمقة فمف حؽ السمطة العامة أف تفرض عميو قيودا تتعمؽ باستعماؿ سبلح
الصيد أو أنواع الحيوانات المرخص الصطيادىا أو المكاف المخصص لممارسة ىذا العمؿ.1
اف الضبط االداري الخاص قد يستيدؼ اغراضا اخرى بخبلؼ اغراض الضبط االداري
العاـ التقميدية ،اذ يممؾ اف يفرض القيود التي يراىا لتحقيؽ اىداؼ او اغراض اخرى خبلؼ
النظاـ العاـ كالقيود التي تفرض عمى االفراد لحماية االثار او تنظيـ السياحة ،بالتالي فاف
الضبط االداري الخاص اضيؽ حدودا مف الضبط االداري العاـ لتقيده بمكاف او نشاط او
اغراض معينة .2
بالتالي يتعمؽ الضبط االداري الخاص اما بنشاط معيف مثؿ الضبط في مجاؿ الصيد
البحريف او بفئة مف االشخاص مثؿ الضبط المتعمؽ باألجانب او يتعمؽ بمكاف معيف مثؿ
الضبط الذي يحدد شروط استعماؿ الشواطئ ،اف ىذه االنواع مف الضبط االداري الخاص
1
عمار عوابدي ،المرجع السابؽ ،ص .486
2
مازف راضي ليمو ،المرجع السابؽ ،ص .59
28
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
تشكؿ كؿ نوع عمى حدى موضوعا لنص قانوني خاص ينظمو ويحدد السمطات المختصة
لممارستو و االجراءات التي يمكف اتخاذىا.1
تتمثؿ اىداؼ التي يجب اف تتوالىا سمطات الضبط االداري في المحافظة عمى النظاـ
العاـ وذلؾ بمنع االخبلؿ بو او الحد مف االستمرار في مثؿ ىذا االخبلؿ واذا استيدفت ىذه
السمطات غرضا اخر غير المحافظة عمى النظاـ اتسـ تصرفيا باالنحراؼ بالسمطة او اساءة
استعماليا .
اف الحفاظ عمى النظاـ العاـ الذي يشكؿ مجموعة مصالح عميا مشتركة لمجتمع ما في
زمف معيف يتفؽ الجميع عمى ضرورة سبلمتيا ويتكوف النظاـ العاـ مف ثبلث عناصر ىي
االمف العاـ والسكينة العامة والصحة العامة ،إذف البد اف نوضح المقصود بالعناصر الثبلث
التي ييدؼ الضبط اإلداري إلى حمايتيا وتوفيرىا بكونيا عناصر النظاـ العاـ وىذا يعنى أف
أىداؼ الضبط اإلداري .
يصعب ايجاد تعريؼ قانوني محدد لمنظاـ العاـ ألنيا فكرة مرنة متطورة تختمؼ
باختبلؼ الزماف و المكاف وباختبلؼ المذاىب السياسية و االسس الفمسفية و االجتماعية
السائدة في المجتمع ،لذلؾ يجمع الفقو عمى ضرورة ربط فكرة النظاـ العاـ بالمصمحة العامة
العميا لممجتمع في كؿ دولة عمى حدى.2
اما الفقو فاف اغمبو يعتبر النظاـ العاـ مفيوـ غامض غير محدد المعالـ ،ومعظـ
التعاريؼ تجعؿ النظاـ العاـ ىدفا لمضبط االداري.
1
.403 احمد محيو ،المرجع السابؽ ،ص
2
مازن راضي ليلو ،المرجع السابق ،ص..95.
29
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
فحسب د عمار عوابدي ":المقصود بالنظاـ العاـ في مفيوـ القانوف االداري و الوظيفة
االدارية في الدولة كيدؼ وحيد لمبوليس االداري ىو المحافظة عمى االمف العاـ و الصحة
العامة والسكينة العامة و اآلداب العامة بطريقة وقائية وذلؾ عف طريؽ القضاء عمى كؿ
المخاطر و االخطار ميما كاف مصدرىا التي تيدد عناصر ومقومات النظاـ ىذه".1
قد عرفو القضاء االداري في قرار الغرفة االدارية بمجمس قضاء الجزائر بتاريخ 27
جانفي 1984جاء فيو...":اننا نقصد مف خبلؿ عبارة النظاـ العاـ مجموعة القواعد البلزمة
لحماية السمـ االجتماعي الواجب الحفاظ عميو لكي يتمكف كؿ ساكف عبر التراب الوطني ،
مف استعماؿ قدراتو الشرعية في حقوقو المشروعة في مكاف اقامتو ،واعتبا ار انو ميما تعمؽ
االمر بمفيوـ غير مستقر يتطور بتطور االزمة و االوساط االجتماعية .وىذا ما اكده قرار
الغرفة االدارية لممحكمة العميا بتاريخ 14فيفري 1993في قضية س ضد وزير الداخمية
حيث اعتبر اف المساس بالنظاـ العاـ ال يمكف تقييمو في سنة 1992استنادا الى معايير
كانت تطبؽ في سنة .21993
اف ىدؼ البوليس االداري ىو ضماف النظاـ العاـ اي االمف العاـ و الصحة العامة و
السكينة العامة وقد تختمؼ العناصر وىذا ما حدث عندما اقر المحافظة عمى اآلداب العامة
كيدؼ مف اىداؼ الضبط االداري.3
ومنو اف النظاـ العاـ ييدؼ الى تحقيؽ ىذه االغراض غير انو ال يوجد ما يمنع مف
التوسع في مدلولو نظ ار لتطور الظروؼ االجتماعية و ازدياد تدخؿ الدولة في مختمؼ
مجاالت الحياة الى تغيير مفيوـ النظاـ العاـ بالمدلوؿ التقميدي الذي يقتصر عمى المحافظة
1
عمار عوابدي ،القانوف االداري ،المرجع السابؽ ،ص .396
2
ناصر لباد ،المرجع السابؽ ،ص .160
3
Yves GAUDEMET ;op cit ;p277
30
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
عمى االمف و السكينة و الصحة العامة فمـ يعد ىذا المفيوـ كافيا لتغطية كافة غايات
واغراض ىذا الضبط .1
اف النظاـ العاـ مبدئيا يشمؿ ثبلث عناصر اساسية ىي االمف العاـ و الصحة العامة و
السكينة العامة والتي ىي ذو طابع مادي المتعمقة بالممارسات ذات المظير الخارجي غير
انو مع تطور المجتمعات و تطور وظيفة الدولة و اتساع نشاطيا تـ التوسيع في العناصر
المكونة لمنظاـ العاـ وىذا ما سوؼ نتطرؽ اليو.
اتفؽ الفقو و القضاء االدارييف عمى وجود ثبلث عناصر تقميدية مكونة لمنظاـ العاـ ،وقد
اكد مارسؿ فالي ف عمى ذلؾ بقولو :االمف ،السكينة ،و الصحة العامة ىي العناصر الوحيدة
التي يمكف لسمطة الضبط البمدي اتخاذىا عند تحديد وتقييد حرية المواطنيف .2
كما اكد عمييا مف قبؿ القضاء االداري الجزائري في ق ارره الصادر بتاريخ
2003/09/16والذي جاء فيو :حيث انو يستخمص مف معطيات الممؼ او القرار المراد
ابطالو يدخؿ ضمف صبلحيات رئيس المجمس الشعبي البمدي في اطار اعماؿ الضبط
االداري المخولة لو مف اجؿ المحافظة عمى النظاـ العاـ و االمف العاـ و الصحة العامة
بموجب مداوالتو.3
1
رمضاف محمد بطيخ ،المرجع السابؽ ،ص.9
2
سكينة عزوز ،عممية الموازنة بيف اعماؿ الضبط االداري و الحريات العامة ،المرجع السابؽ ،ص .33
3
قرار مجمس الدولة رقـ 11642المؤرخ في 2003-09-16قضية ر ع ضد بمدية العممة ومف معيا ،موسوعة
االجتياد القضائي الجزائري ،ق اررات المحكمة العميا و مجمس الدولة ،االصدار الرابع.2006 ،
31
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
وقد سايرت التشريعات ىذا التوجو وذلؾ بتحديد العناصر المادية المكوف لمضموف
النظاـ العاـ مثؿ المادة 97مف القانوف الفرنسي 5افريؿ 1884المتعمؽ بالبمدية :ىدؼ
البوليس البمدي ىو ضماف حسف النظاـ ،االمف العاـ ،والصحة العامة.1
-1االمن العام:
يعتبر العنصر االوؿ في النظاـ العاـ ىدفو المحافظة عمى سبلمة المواطف و طمئنانية
عمى نفسو و مالو مف المخاطر التي يمكف اف تقع عميو في الطرؽ اي في مجاؿ المرور و
االماكف العمومية و حمايتو مف الكوارث و االخطار العمومية كالفيضانات او الحريؽ و
االوبئة ...الخ.4
ويعتبر اوؿ مياـ لمدولة قديما و حديثا يقصد بو طمئنانية االفراد عمى اشخاصيـ و
امواليـ مف اي خطر يمكف اف يقع عمييـ و يتحقؽ ذلؾ باتخاذ ما يمزـ مف الحيطة لمنع
وقوع الحوادث او احتماؿ وقوعيا عمى االشخاص ،كحجر المصابيف بأمراض عقمية ،واتخاذ
1
L’article 97 alinéa 1 de la loi du 05-04-1884 du code municipal stipule que : la police municipale a
pour objet le bon ordre, la sureté et la salubrité publique.
https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k27988s/texteBrut
2
المواد 88و 89و 94مف قانوف 10-11المؤرخ في 22جواف 2011المتعمؽ بالبمدية الجريدة الرسمية عدد .37
3
قانوف 07-12المؤرخ في 21فيفيري 2012المتعمؽ بالوالية ،الجريدة الرسمية عدد .12
4
ناصر لباد ،المرجع السابؽ ،ص .161
32
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
بالتالي يقصد بو حماية االرواح و االمواؿ اي كؿ ما يطمئف االنساف عمى نفسو وولده
و عرضو ومالو مف خطر الحوادث او الكوارث سواء مصدره طبيعي كالبراكيف و الزالزؿ او
مصدره االنساف كاإلشعاعات النووية .2
-منع االجتماعات و التظاىرات اذا كاف اليدؼ منيا االخبلؿ باألمف العاـ.
-القياـ بكافة التدابير مف اجؿ منع وقوع الجرائـ.
-القياـ بإجراءات لمقضاء عمى الحيوانات المفترسة .
-القياـ باإلجراءات البلزمة لتنظيـ المرور .
-2الصحة العامة:
اف الدستور يضمف الحؽ في الصحة و الرعاية الصحية وىو التزاـ عمى عاتؽ الدولة
التي تسير عمى ضمانو لكؿ االفراد دوف تمييز اكدتو المادة 66مف التعديؿ الدستوري
20163التي تنص ":الرعاية الصحية حؽ لممواطنيف ،تتكفؿ الدولة بالوقاية مف االمراض
الوبائية و المعدية و بمكافحتيا ،تسير الدولة عمى توفير العبلج لؤلشخاص المعوزيف".
1
عمار عوابدي ،الجوانب القانونية لفكرة البوليس االداري ،المجمة الجزائرية لمعموـ القانونية السياسية و االقتصادية ،العدد
4ف ،1987ص .101
2
رمضاف محمد بطيخ ،المرجع السابؽ ،ص.8
3
قانوف رقـ 01-16مؤرخ في 6مارس 2016يتضمف التعديؿ الدستوري ،الجريدة الرسمية عدد .14
33
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
العمؿ ومراقبة نظافة المياه الصالحة لمشرب و نظافة المأكوالت المعروضة لمبيع ،كما يتحدد
مجاليا في نظافة البنايات القديمة و الجديدة و نظافة المؤسسات الصناعية و التجارية و
محاربة االمراض المعدية و تحسيف الظروؼ الصحية و العبلجية لممواطنيف مف وسائؿ
التطعيـ و االدوية...الخ.1
يقصد بيا وقاية صحة االفراد مف اخطار االمراض وذلؾ باتخاذ ما يمزـ مف اجراءات
لمنع انتشار االوبئة وكفالة نظافة مواد الغذاء و مياه الشرب و المحافظة عمى نظافة البيئة و
االماكف العامة.2
قد توسعت وظيفة الدولة في مجاؿ الصحة العامة واصبحت تتدخؿ سواء عمى مستوى
الوالية و البمدية وعمى المستوى الوطني وقد تتوسع سمطات لتشمؿ تدخؿ وزير الصحة ووزير
البيئة في مجاؿ حماية الصحة العامة .
اف ازمة كورونا كوفيد 19كاف ليا اثر مما اثر عمى بعض الحقوؽ و حريات االفراد مف
خبلؿ فرض بعض التدابير الوقائية مثؿ الحجر المنزلي و التباعد االجتماعي مف خبلؿ
مراسيـ تنفيذية اصدرىا الوزير االوؿ مف اجؿ الحد مف انتشاره باعتباره وباء عالمي وقد ثار
جدؿ حوؿ مدى اعتباره ضبط خاص او عاـ؟ ،غير انو بالنظر لخصوصيتو وخصوصية
التدابير المتخذة يصعب تكييفو ،ىذا ما ظير مؤخ ار في ظؿ ازمة كورونا.
- 3السكينة العامة:
يقصد بيا اتخاذ كافة التدابير و االجراءات الوقائية لمقضاء عمى اسباب ومصادر
االزعاج و القمؽ بيدؼ ضماف راحة المواطنيف كوقاية االفراد مف الضوضاء وعدـ التعرض
1
ناصر لباد ،المرجع السابؽ ،ص .162
2
محمد فؤاد عبد الباسط ،القانوف االداري ،نشاط االدارة ،تنظيـ االدارة ،دار الجامعة الجديدة لمنشر االسكندرية 2006 ،
ص .262-261
34
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
لمضايقات الغير كالمتسوليف او مستعممي مكبرات الصوت وتوقيؼ المركبات التي ال
تستجيب لمشروط التقنية في خفض معدالت االصوات و الضجيج او منع االنشطة المزعجة
في التجمعات السكنية و المينية .
اي توفير اليدوء في الطرؽ و االماكف العامة ومنع كؿ ما مف شانو اف يقمؽ راحة
االفراد او يزعجيـ كاألصوات و الضوضاء المنبعثة مف مكبرات الصوت و الباعة المتجوليف
و محبلت التسجيؿ ومنبيات المركبات.1
لقد تطور مفيوـ النظاـ العاـ مع تطور الوظيفة االدارية لمدولة فأصبحت تتدخؿ في
المجاالت االقتصادي ة و االجتماعية و الثقافية واصبحت الدولة تتدخؿ اضافة الى تقييد
حريات االفراد الى الحفاظ عمى استقرار الحياة العامة و الحفاظ عمى حقوؽ وحريات االفراد.
لقد كاف لمقضاء االداري الفرنسي دو ار ىاما في توسيع عناصر النظاـ العاـ اي اغراض
الضبط االداري حيث اعترؼ بحؽ ىيئات الضبط في التدخؿ لحماية اآلداب و االخبلؽ
العامة و الحفاظ عمى جماؿ ورونؽ االماكف العامة وحماية النظاـ االقتصادي.2
النظاـ العاـ الجمالي لمبيئة او جماؿ الرونؽ و المظير يعرؼ باعتباره احد عناصر
النظاـ العاـ وفؽ اجتياد الفقياء فيناؾ مف بقصد بو المظير الفني و الجمالي لمشارع الذي
1
مازف ليمو راضي ،المرجع السابؽ ،ص .60
2
جمطي اعمر ،االىداؼ الحديثة لمضبط االداري ،اطروحة دكتوراه في القانوف العاـ ،كمية الحقوؽ و العموـ السياسية،
جامعة ابي بكر بمقايد تممساف،2016-2015 ،ص.30
35
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
يستمتع المارة برؤيتو ، 1وىناؾ مف يعتبر النظاـ الذي ييدؼ الى حماية جماؿ الرونؽ و
الرواء لمبيئة حفاظا عمى السكينة النفسية لؤلفراد المقيميف في ىذه البيئة .
قد تـ االعتراؼ بو كعنصر مف عناصر النظاـ العاـ يخوؿ السمطات المختصة التدخؿ
،بشكؿ تدريجي ففي مرحمة اولى كانت السمطات الضبط االداري ال تتدخؿ اال اذا كاف
المساس بجماؿ الرونؽ و الرواء مرتبط بأحد العناصر التقميدية لمنظاـ العاـ حيث سنة
1928قضى مجمس الدولة الفرنسي باف سمطة الضبط االداري ال يمكنيا التدخؿ لحماية
جماؿ الرونؽ و الرواء اال في الحاالت التي يرخص فييا القانوف ذلؾ صراحة .2
اما في مرحمة ثانية فقد ارسى مجمس الدولة الفرنسي في قرار صادر في 1936المتعمؽ
باإلعبلنات الورقية توزع عمى المارة الذيف يتخمصوف منيا في الشارع فتشوه الطرقات ايف
اعترؼ لسمطات الضبط االداري بإمكانية التدخؿ حفاظا لجمالية المظير فقط ولو لـ يرتبط
االمر بالثبلثية الكبلسيكية .فدخؿ تكريس جماؿ الرونؽ و المظير كعنصر لمنظاـ العاـ ،
غير انو يشترط وجود طابع الخطورة الخاصة مف شانيا اثارة اضطراب خارجي إلعماؿ ىذا
العنصر تجنبا لمتعسؼ في استعماؿ السمطة االدارية .3
اصدر المشرع الفرنسي العديد مف القوانيف تيدؼ حماية جماؿ الرونؽ و الرواء مثؿ قانوف
02ماي 1930الخاص بتنظيـ المدف ،قانوف 1943المعدؿ بقانوف 1979/12/29
المتعمؽ بالرقابة عمى لصؽ االعبلنات ، 4و المشرع الجزائري بدوره نص عمى نصوص
خاصة تتضمف ىذا العنصر منيا قانوف حماية البيئة في اطار التنمية المستدامة -03
1مريـ بف عباس ،العناصر الحديثة لمنظاـ العاـ في القانوف االداري ،مجمة الباحث لمدراسات االكاديمية ،المجمد ، 7
العدد ،جانفي ،2020ص .200
2
سميماف ىندوف ،الضبط االداري –سمطات و ضوابط ،دار ىومة ،الجزائر ،2017،ص.49
3
مريـ بف عباس ،العناصر الحديثة لمنظاـ العاـ في القانوف االداري المرجع السابؽ ،ص .200
4
سميماف ىندوف ،المرجع السابؽ ،ص .49
36
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
ارتبط دخوؿ النظاـ العاـ االقتصادي في دائرة عناصر النظاـ العاـ بتطور وظيفة
ودور الدولة ،مف دولة متدخمة امتدت لتنظيـ المجاؿ االقتصادي الذي اضحى اي اختبلؿ
قد يصيبو يعد مساسا بالنظاـ العاـ.
مف االجتيادات الفقيية التي تعتبر النظاـ العاـ االقتصادي احد عناصر النظاـ العاـ
و يعرؼ عمى انو ىو ذلؾ النظاـ الذي يستيدؼ اشباع حاجات ضرورية او ممحة ينتج عف
عدـ اشباعيا حدوث اضطرابات معينة ال تقؿ في خطورتيا عف االضطرابات الخارجية و
يتصؿ بمجموعة مف االىداؼ االقتصادية التي تتعمؽ بمتطمبات التسعيرة الجبرية و توفير
الموارد الغذائية الضرورية و تنظيـ عممية التصدير و االستيراد و التعامؿ بالعمبلت الحرة و
االتجار فييا و اسكاف مف ال مأوى ليـ و خاصة في اوقات االزمات.1
يرى الفقيو مارتريس MARTRESاف دواعي و اىداؼ النظاـ العاـ االقتصادي مبنية
مف وجية نظر اقتصادية و ليست قانونية فالفكرة االساسية لمنظاـ العاـ االقتصادي ،تقوـ
عمى اساس تدخؿ الدولة وحده يمكف اف يعالج انعداـ التوازف و االختبلؿ االقتصادي و اف
التحررية لـ تعد تكفي لضماف االمف الجماعي.
لقد تـ االعتراؼ بفكرة النظاـ العاـ االقتصادي بعد التسميـ اف ليس مف المنطؽ ترؾ
المجاؿ االقتصادي لؤلفراد في ظؿ حرية مطمقة ألنو يعرض المجتمع لمخاطر كبيرة ،لذلؾ
1
مريـ بف عباس ،المرجع السابؽ ،ص.201
37
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
تتدخؿ لتقييد االنشطة االقتصادية الفردية كاتخاذ تدابير التسعير الجبري و تدابير االقتصاد
الخاص باألزمات و تدابير اشباع الحاجات الضرورية او الممحة.1
اذف يقصد بو تدخؿ سمطات الضبط االداري فيما يتعمؽ بتنظيـ بعض العبلقات تدخؿ
في اطار المجاؿ االقت صادي تحت طائمة المساس بالنظاـ العمومي لغايات اقتصادية بحثة
عمى غرار االجور ،االسعار و التمويف .انشات الجزائر عدة ىيئات لمضبط االقتصادي مف
اجؿ الحفاظ عمى النظاـ العاـ االقتصادي منيا مجمس المنافسة و مجمس النقد و القرض.
-3اآلداب العامة:
اتسع النظاـ الع اـ اتساعا ليشمؿ النظاـ العاـ االدبي او االخبلقي الذي يعتبر مف
العناصر المعنوية لمنظاـ العاـ .
يقصد بو مجموعة االسس و القيـ االخبلقية التي يقوـ عمييا البنياف االساسي لممجتمع ،
و التي تؤدي مخالفتيا الى تفكؾ المجتمع ،وفكرة اآلداب العامة ىي الجانب االخبلقي لفكرة
النظاـ العاـ و ىي جزء مف النظاـ العاـ بمعناه الواسع ،و ىي قواعد ضرورية لممحافظة
عمى المجتمع مف االنحبلؿ ويجب االلتزاـ بيا مف المجتمع و عدـ المساس بيا.
تـ تكريس اآلداب العامة كعنصر حديث لمنظاـ العاـ و مستقؿ عف العناصر التقميدية
في قرار مجمس الدولة الفرنسي في ق ارره المشيور حوؿ قضية افبلـ لوتيتسيا سنة 1959ايف
مكف عمدة البمدية مف اتخاذ تدابير الضبط االداري حماية لآلداب العامة فقط دوف اتصاليا
بالثبلثية التقميدية موقعا بذلؾ ميبلد عيد جديد لمفيوـ النظاـ العاـ ،حيث منع عرض 3
افبلـ رغـ حصوليـ عمى تراخيص تحت تأثير الضغط االجتماعي الذي اعتبر اف عرض
االفبلـ ييدد تربية و اخبلؽ و آداب التبلميذ الصغار ،فرفعت الشركة السنيمائية الدعوى اماـ
1
ىيثـ سميماف حامد عرشو ،مفيوـ النظاـ العاـ في القانوف االداري ،دراسة مقارنة ،بحث تكميمي لنيؿ شيادة الماجستير
في القانوف ،جامعة النيميف ،كمية الدراسات العميا القانوف ،2017 ،ص .52
38
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
مجمس الدولة الذي قضى برفض الغاء قرار رئيس البمدية نيس ألنو مف سمطاتو الضبطية اف
يتعرض لممحافظة عمى اآلداب العامة و االخبلؽ العامة اذا كانت تيدد النظاـ العاـ و
تعرضو لمخطر. 1
كما اف القضاء الجزائري اخذ بيذا العنصر في قضية والي والية تيزي وزو ضد السيد (ج
س) باستخدامو لبيع المشروبات الكحولية وارتداء النساء لباس غير الئؽ و بتاريخ تـ غمؽ
مف قبؿ الوالي بناءا عمى محضر الشرطة وقد رفع السيد القضية اماـ القضاء وتـ استئنافو
اماـ مجمس الدولة الذي ايد قرار الوالي القاضي بالغمؽ النيائي لممحؿ و تحميؿ السيد ج
2
س المصاريؼ القضائية
اف مفيوـ اآلداب العامة متغير مف فترة الى فترة ومف مكاف الى مكاف و تتحكـ فيو عدة
عوامؿ سياسية ،اجتماعية ،اقتصادية ،و ثقافية ،و دينية ،يبقى تكييفيا يخضع الى السمطة
التقديرية لمقاضي االداري.
المبلحظ اف أغمب التشريعات كرستو منيا الجزائر حيث ينص قانوف البمدية عمى اختصاص
رئيس المجمس الشعبي البمدي في المحافظة عمى اآلداب العامة .
ظير الوؿ مرة مف خبلؿ اجتياد مجمس الدولة الفرنسي في سنة 1995في قضية
LANCER DE NAINSالتي تتمخص وقائعيا فاف عمدة البمدية قاـ باصدار قرار يمنع
بموجبو عروضا تتـ في قاعة الرقص الميمي يتـ فييا رمي شخص مف قصار القامة اي قزـ
باتفاؽ و مقابؿ اجرة و عمؿ ق ارره عمى اف العروض غير اخبلقية ،غير اف مجمس الدولة
1
عمار عوابدي ،الجوانب القانونية لفكرة البوليس االداري ،الجزائر ،1988 ،ص 38
2
قرار رقـ 044612بتاريخ ، 2009/04/15قضية والي والية تيزي وزو ضد ج س ،سايس جماؿ ،االجتياد الجزائري
في القضاء االداري ،الجزء ،3الطبعة ،1منشورات كميؾ ،2013 ،ص .1642
39
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
اقر القرار العمدة باعتبار انو جاء لمحفاظ عمى الكرامة االنساف بادراج عنصر جديد لمنظاـ
العاـ دوف اف يرتبط بالعناصر التقميدية واكد عمى ىذا التوجو في 2014قضية الفكاىي
ديودني ،اقر المجمس قرار منع عرض الفكاىي بسبب مساسو بالكرامة االنسانية.1
المكمفة بوظيفة المحافظة عمى النظاـ العاـ و المختصة ىناؾ سمطات ادارية
بممارسة سمطات الضبط االداري في الدولة وفؽ احكاـ الدستور و القانوف
يقصد بسمطات الضبط ىي تمؾ المخوؿ ليا صبلحيات اتخاذ االجراءات الضرورية
لحفظ النظاـ العمومي عف طريؽ سمطة التنظيـ و ليس اجيزة الشرطة ،اف ىيئات الضبط
قد حددىا القانوف عمى سبيؿ الحصر سواء المتعمقة بالضبط العاـ او الضبط الخاص.
كما ىناؾ العديد مف الوسائؿ التي تستعمميا الييئات لمحفاظ عمى النظاـ العاـ وتتنوع
الوسائؿ بيف القانونية و البشرية و المادية
يمكف تقسيـ ىيئات الضبط اإلداري إلى قسميف :ىيئات تمارس اختصاص الضبط
عمى المستوى الوطني ،و ىيئات تمارس اختصاص الضبط عمى المستوى المحمي .
اف ىيئات الضبط االداري يحددىا القانوف و التنظيـ ،وفي النظاـ الجزائري نجد رئيس
الجميورية ،الوزير االوؿ او رئيس الحكومة حسب الحالة ،وزير الداخمية.
اعترفت مختمؼ الدساتير لرئيس الجميورية سمطة ممارسة مياـ الضبط ،فيو المكمؼ
ب المحافظة عمى كياف الدولة ووحدتيا ووجودىا .مف أجؿ ذلؾ خوؿ لو الدستور إتخاذ جممة
1
مريـ بف عباس ،المرجع السابؽ ،ص .206
40
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
مف اإلجراءات كإعبلف حالة الطوارىء ,والحصار ,واقرار الحالة اإلستثنائية واليدؼ األساسي
مف إقرار ىذه التدابير ىو حماية األرواح و الممتمكات .فقد تقتضي الظروؼ مف رئيس
الجميورية أف يعمد إلى إتباع إجراء معيف بغرض الحد مف المخاطر التي تيدد األفراد
ومحاولة التقميؿ قدر اإلمكاف مف األضرار المترتبة عمييا.1
كما ال يوجد نص دستوري صريح لممارسة الضبط االداري اال انو يفيـ مف خبلؿ
سمطاتو التنظيمية المنصوص عمييا في المادة 141مف التعديؿ الدستوري " :2020 2
يمارس رئيس الجميورية السمطة التنظيمية في المسائؿ غير المخصصة لمقانوف"
الى جانب سمطات رئيس الجميورية في معجاؿ الضبط االداري في الظروؼ العادية فاف
الدستور ينص صراحة عمى سمطاتو الضبطية في الظروؼ االستثنائية مف خبلؿ اتخاذ
اجراءات منيا االعبلف عف حالة الطوارئ و حالة الحصار و حالة االستثنائية وحالة الحرب
حسب الوضع ،فتزداد سمطاتو بصورة كبيرة وحددت في المواد 91الى 96مف دستور 1996
المعدؿ في 2016التي تقابميا المواد 97الى 102مف تعديؿ 2020والتي تضمنت
شروط شكمية و موضوعية إلعبلف ىذه الحاالت.
قد اعمف عف حالة الحصار بالجزائر بموجب المرسوـ الرئاسي 196-91المؤرخ في
1991/06/04المتضمف اعبلف حالة الحصار ج ر رقـ ،29والمرسوـ الرئاسي 336-91
المؤرخ في 1991/09/22يتضمف اعبلف حالة الحصار ج ر رقـ ،44كما اعمف عف حالة
الطوارئ بموجب المرسوـ الرئاسي 44-92المؤرخ في 1992/02/09يتضمف اعبلف حالة
الطوارئ ج ر رقـ .10
1
عمار بوضياؼ ،الوجيز في القانوف اإلداري ،المرجع السابؽ ،ص.204.203-
2
المرسوـ الرئاسي 442-20المؤرخ في 30ديسمبر ،2020المتعمؽ بإصدار التعديؿ الدستوري ،المصادؽ عميو في
استفتاء أوؿ نوفمبر ،2020ج ر ،عدد. 82
41
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
اف احكاـ حسب التعديؿ الجديد لـ يشر الدستور إلى الدستور لـ تشر الى سمطات
الوزير االوؿ او رئيس الحكومة في مجاؿ الضبط لكف يمكف استنباطيا مف خبلؿ نص
المادة 112مف دستور 1989التي تقابميا المادة 125مف دستور 1998و المادة 141
مف تعديؿ 2020حيث يمكف لموزير االوؿ اف يتدخؿ في مجاؿ التنظيـ بموجب مراسيـ
ارت نجد المرسوـ التنفيذي 53-91المؤرخ في 1991/02/23يتعمؽ
تنفيذية ،ومف القر ا
بالشروط الصحية المطموبة عند عممية عرض االغذية لبلستيبلؾ ج ر ،1 09غير انو ىناؾ
مف يرفض تمتع الوزير بالسمطات الضبطية عمى اساس انعداـ النص القانوني.
بالرجوع الى الواقع خاصة في مجاؿ ازمة كورونا كوفيد 19الجائحة التي مست العالـ و
نتج عنيا غمؽ الحدود و الحجر الصحي و التباعد االجتماعي فاف كؿ التدابير المتعمقة بيا
صدرت مف قبؿ الوزير االوؿ بموجب المرسوـ التنفيذي رقـ 69-20المؤرخ2020/3/21
المتعمؽ بتدابير الوقاية مف انتشار وباء فيروس كورونا كوفيد 19و مكافحتو ،ج ر عدد
،15المرسوـ التنفيذي رقـ 70-20المؤرخ في 2020/3/24يحدد تدابير تكميمية لموقاية
مف انتشار وباء فيروس كورونا –كوفيد -19ومكافحتو ،ج ر عدد .16
الوزير ال يتمتع أصبل بيذه الصبلحية ألنيا معيودة إلى كؿ مف الرئيس و إلى الوالي و
رئيس المجمس الشعبي البمدي ،فالوزراء ليس ليـ سمطة لممارسة الضبط االداري العاـ و ال
يمكنيـ اتخاذ قرارات ضبطية قابمة لمتطبيؽ عمى التراب الوطني اال اذا سمح ليـ القانوف
بذلؾ ،غير أف القانوف يجيز أحيانا لبعض الوزراء ممارسة الضبطية بحكـ القطاع و
المركز كوزير الداخمية باعتباره يمعب دو ار ميما في السير الحقيقي لجياز الشرطة التي
تمارس سمطاتيا تحت سمطتو عف طريؽ المديرية العامة لؤلمف و بالرجوع الى المرسوـ
التنفيذي 247-94المؤرخ في 1994/08/10وفؽ المادة " 2يمارس وزير الداخمية
الصبلحيات التالية :
1
ناصر لباد ،الوجيز في القانوف االداري ،المرجع السابؽ ،ص .166
42
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
-2الحريات العامة:
غير اف يمكف لموزراء ممارسة الضبط الخاص كؿ في اختصاصاتو مثؿ وزير الثقافة يتخذ
التنظيمات الضرورية لحماية االثار و المناظر وزير النقؿ يختص باإلجراءات في مجاؿ
النقؿ .1
1
ناصر لباد ،الوجيز في القانون االداري ،المرجع السابق ،ص .761
2
عمار عوابدي ،القانون اإلداري ،النشاط اإلداري ،ج ، 2ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة الثالثة ،الجزائر،2009،ص22
43
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
يعتبر رئيس المجمس الشعبي البمدي السمطة االساسية التي تمارس الضبط االداري
العاـ في البمدية ،فيسير عمى المحافظة عمى النظاـ العاـ بعناصره التقميدية االمف و
السكينة و الصحة وقد اشارت العديد مف المواد قانوف البمدية 10-11حيث تنص المادة
94منو " يمارس رئيس ـ ش ب .....احتراـ حقوؽ المواطنيف و حرياتيـ مف خبلؿ :
-المحافظة عمى جميع األماكف العمومية التي يجري فييا التجمع األشخاص
-السير عمى نظافة العمارات و سيولة السير في الشوارع و المساحات و الطرؽ العمومية
و يقوـ بيذه صبلحية السير عمى النظاـ و السكينة و النظافة العمومية تحت اشراؼ الوالي
حسب نص المادة 88قانوف البمدية كممثؿ لمدولة.
ثانيا :الوالي
لموالي دور كبير في ممارسة الضبط االداري و يستمد سمطاتو مف قانوف الوالية 07-12
باعتباره ممثبل لمدولة وفؽ المادة 110فاف الوالي ممثؿ الدولة عمى مستوى الوالية وىو
مفوض الحكومة.
ووفؽ المادة 114الفاف الوالي ـ 96مف قانوف الوالية يمتزـ الوالي بالمحافظة عمى
األمف و السكينة فيو المسئوؿ عمى المحافظة عمى النظاـ العاـ و االمف و السبلمة و
السكينة العمومية ،لمساعدتو عمى القياـ بميامو في مجاؿ الضبط اإلداري وضع القانوف
تحت تصرفو مصالح األمف وفؽ المادة ، 118وفي الحاالت االستثنائية تتسع سمطات
44
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
الوالي لضماف حياة األفراد و سبلمة ممتمكاتيـ وفؽ المادة 116مف قانوف الوالية ،كما
يمكف حموؿ الوالي محؿ رئيس المجمس الشعبي البمدي عف اتخاذ االجراءات المتعمقة
بالحفاظ عمى االمف و النظافة و السكينة العمومية وفؽ المادة 100مف قانوف البمدية -11
.10
تمارس ىيئات الضبط االداري اختصاصاتيا لممحافظة عمى النظاـ العاـ باالستعانة
بمجموعة وسائؿ تتنوع بيف وسائؿ بشرية و وسائؿ مادية ووسائؿ قانونية.
يوضع تحت تصرؼ سمطاف الضبط االداري اعواف وىيئات لتنفيذ الق اررات الضبطية
لتطبيقيا في الميداف كرجاؿ الشرطة و الدرؾ و الشرطة البمدية .1
تتمثؿ في األعواف الضبط المكمفيف بالحفاظ عمى النظاـ العاـ و ذلؾ مف خبلؿ تنفيذ
القوانيف و التنظيمات الضبطية البلزمة كالدرؾ و الشرطة وحراس الغابات و الشواطئ ...ـ
681و ما يمييا ؽ االجراءات الجزائية.
إف الشرطة البمدية و أفراد الشرطة و الدرؾ الوطني الوسيمة البشرية التي يستعمميا و
يستعي ف بيا رئيس البمدية في مجاؿ الضبط اإلداري العاـ كما نصت عمييا المادة 93مف
قانوف البمدية 10-11كما يمي :
» يعتمد رئيس المجمس الشعبي البمدي قصد ممارسة صبلحياتو في مجاؿ الشرطة االدارية ،
عمى سمؾ الشرطة البمدية التي يحدد قانونيا االساسي عف طريؽ التنظيـ.
1
محمد الصغير بعمي ،القانوف االداري ،التنظيـ االداري ،النشاط االداري ،دار العموـ لمنشر و التوزيع ،الجزائر،2004 ،
ص.278
45
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
يمكف رئيس المجمس الشعبي البمدي عند االقتضاء ،تسخير قوات الشرطة او الدرؾ
الوطني المختصة اقميميا حسب الكيفيات المحددة في التنظيـ ».
كما تعتبر شرطة العمراف التابعة لجياز األمف الوطني وسيمة في الحفاظ عمى النظاـ
العاـ في مجاؿ البناء و التعمير.
مثمما تشكؿ مصالح الشرطة العامة و الدرؾ الوطني الوسيمة البشرية األساسية
لسمطات الضبط األخرى خاصة المركزية ،بينما يمكف تدخؿ قوات الجيش في الحاالت
اإلستثنائية .
جؿ اإلمكانيات و الموارد المادية المتاحة لئلدارة لممارسة كفيمة بالحفاظ عمى النظاـ
العاـ كالسيارات و الشاحنات و كؿ اآلالت البلزمة ،فيي كؿ اإلمكانيات و الوسائؿ المتاحة
لئلدارة بغرض ممارسة صبلحياتيا مف سيارات الشرطة ،و طائرات ،و مخابر ،و عمى
العموـ كؿ آلة أو عتاد يمكف لئلدارة مف ممارسة مياميا في مجاؿ الضبط.
ال تمارس اإلدارة سمطة الضبطية إال وفقا لما ينص عميو القانوف و بالكيفية التي رسميا
مف خبلؿ التنظيمات باتخاذ ق اررات ادارية تنظيمية او باستعماؿ االكراه و مف ىذه الوسائؿ
نجد:
تعتبر الموائح اىـ اساليب الضبط االداري و ابرز مظاىر ممارستيا و يقصد بيا القواعد
التي تضعيا السمطة االدارية المختصة لممحافظة عمى النظاـ العاـ و االمف العاـ و السكينة
والصحة العمومية بموجب قواعد عامة و مجردة تقيد بيا النشاط الفردي و حرياتيـ و
تتضمف عقوبات جزائية عمى كؿ مف يخالؼ احكاميا و تدعى بتنظيمات الضبط او البوليس
46
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
-1االخطار السابق:
يعتبر النشاط في ىذه الحالة غير محظور و ال يشترط الحصوؿ عمى ترخيص مف
السمطة االدارية المختصة قبؿ ممارستو ولكف يجب االخطار لممارسة ىذا النشاط.2يسمح
االخطار المسبؽ قبؿ ممارسة نشاط معيف لبلدارة مف اتخاذ االحتياطات الوقائية التي تمنع
مف ضرره او تمنع تعرض النظاـ العاـ لبلضطرابات نتيجة ممارسة ىذا النشاط ،مثؿ ضرورة
االخطار قبؿ اقامة الحفبلت و االفراح والشعائر الدينية في االماكف العامة.3
-2تنظيم النشاط:
قد يفرض عمى ممارسة نشاط معيف اف يخضع لمتنظيـ التي توضع بموجب لوائح تبيف
اوضاع و كيفية ممارستو مثبل لوائح المرور قد تحدد السرعة المسموح بيا و اماكف
الوقوؼ، ..كما انو ال يجوز اف يصؿ التنظيـ الى درجة الحظر متى كاف النشاط مشروعا،
لذلؾ ينبغي اف يكوف التنظيـ منطويا عمى اقؿ القيود اعاقة لمحرية.4
قد يتطمب النشاط ضرورة الحصوؿ عمى ترخيص او اذف سابؽ قبؿ ممارستو ،و يعتبر
نظاـ يقيد الحريات لذا فاف الفقو و القضاء يتجياف الى التضييؽ مف سمطة االدارة في فرض
نظاـ الترخيص و يخضيا لقواعد ىي:
-ال يمكف اف تطبؽ الترخيص بالنسبة لمحريات التي ال يشترط فييا القانوف و الدستور
فبل يمكف لئلدارة فرضو.
1
محمود حممي ،موجز مبادئ القانوف االداري ،الطبعة االولى،1977 ،ص .87
2
عبد الغني بسيوني عبد اهلل ،القانوف االداري(دراسة مقارنة) ،مرجع سابؽ ،ص .385
3
عمار عوابدي ،الجوانب القانونية لفكرة البوليس االداري ،مرجع سابؽ ،ص .43
4
عادؿ السعيد محمد ابو الخير ،الضبط االداري و حدوده ،مطابع الطوجي التجارية ،القاىرة ،1993 ،ص.278
47
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
-يجوز فرض نظاـ الترخيص اداريا بالنسبة لؤلنشطة التي تتصؿ بالنظاـ العاـ و بشكؿ
مباشر مثؿ فتح المحبلت الصناعية الخطرة او الضارة بالصحة العامة و المقمقة لمراحة.
-يتعيف عمى سمطة الضبط عند اصدار الترخيص مراعاة مبدا المساواة بيف االفراد .
قد تشترط اإلدارة طبقا لنص القانوف والتنظيـ عمى اإلفراد ترخيصا معينا كما لو أراد
األفراد القياـ بمظاىرة أو مسيرة فمف حؽ اإلدارة أف تفرض عمى ىؤالء الحصوؿ عمى
الرخصة المسبقة و إال كاف عمميـ مشوب بعيب الشرعية ،كما تفرض اإلدارة استصدار
ترخيص لحمؿ السبلح في الصيد.
-4المنع او الحظر:
يعتبر المنع او الحظر أعمى أشكاؿ المساس بالحريات الفردية العامة التي تفرضيا اإلدارة
عمى األشخاص بيدؼ حماية النظاـ ا لعاـ كمنع المرور في اتجاه معيف او منع التجوؿ
حماية لؤلشخاص و الممتمكات ،عادة ما يكوف حظر جزئي او مؤقت،1لذلؾ فاف القضاء ال
يجيز الحظر المطمؽ اال في استحالة حفظ النظاـ العاـ.2
قد تمجا االدارة الى ممارسة سمطات الضبط عف طريؽ اصدار ق اررات الضبط االداري
الفردية و تستند الى قاعدة تنظيمية او عمى نص عاـ ،3وتصدر قصد تطبيقيا عمى فرد او
عدد مف االفراد معينيف بذواتيـ او حاالت معينة وتأخذ عدة صور كاألمر بيدـ منزؿ ايؿ
لمسقوط او االمتناع عف العمؿ كاألمر بمنع اجتماع عاـ او منع عرض فيمـ او مسرحية او
منع ترخيص مزاولة نشاط معيف ..الخ.
اف نشاط الضبط االداري يشمؿ تدابير الضبط الفردية ،غير انو ال يجوز لسمطة
الضبط اف تصدر ق اررات فردية تخالؼ قرار تنظيمي .
1
عبد الغني بسيوني ،القانوف االداري ،المرجع السابؽ ،ص .384
2
عادؿ السعيد محمد ابو الخير ،المرجع السابؽ ،ص .287
3
.172 ناصر لباد ،الوجيز في القانوف االداري ،المرجع السابؽ ،ص
48
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
ىو اسموب تقوـ بو ىيئات الضبط مف اجؿ المحافظة عمى النظاـ العاـ ،وىو اجراء
وقائي تيدؼ االدارة مف خبللو اتقاء خطر االخبلؿ بالنظاـ العاـ ،وقد يكوف الجزاء ماليا
كالمصادرة ،و قد يكوف مقيدا لمحرية كاالعتقاؿ و ابعاد االجانب ،او يكوف مينيا كسحب
الترخيص.
-1االعتقال االداري:
ىو اجراء وقائي يصدر ضد شخص لـ يرتكب جريمة محددة و تامر بو سمطة غير
قضائية واستنادا الى نصوص تشريعية خاصة مف اجؿ حماية امف و سبلمة المجتمع.
-2المصادرة االدارية:
تعتبر المصادرة االدارية اجراء استثنائي ألنو يقصد بيا نزع الماؿ قس ار و بغير مقابؿ،
قد ترد المصادرة عمى اشياء محرـ او ممنوع استعماليا او تداوليا مثؿ العممة الصعبة او
االغذية الفاسدة او منشورات تمس النظاـ العاـ.
-3سحب الترخيص:
يقصد بو سحب الترخيص لمزاولة نشاط معيف حماية لمنظاـ العاـ خاصة اذا اتضح
استمرار عمؿ يعتبر خطر داىـ عمى الصحة و السكينة العمومية.
1
المادة 5مف المرسـ الرئاسي ":44-92يمكف لوزير الداخمية و الجماعات المحمية اف يامر بوضع أي شخص راشد
يتضح اف نشاطو يشكؿ خطورة عمى النظاـ و االمف العمومييف او عمى السير الحسف لممصالح العمومية في مركز امف و
في مكاف محدد".
49
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
إذا كاف األصؿ امتثاؿ األفراد طوعا لق اررات اإلدارة إال انو يجوز استعماؿ القوة أحيانا
لمنع نشاط معيف كقياـ بمسيرة غير شرعية و ىذا حماية لمنظاـ العاـ ،و يعتبر مف اشد
اساليب الضبط االداري حيث تتضمف اساليب القير و القوة باستخداـ القوة الجبرية الرغاـ
االفراد عمى االمتثاؿ لموائح و ق اررات الضبط حماية لمنظاـ العاـ.
و يقصد بو حؽ االدارة في اف تنفذ اوامرىا عمى االفراد بالقوة الجبرية دوف حاجة الى اذف
سابؽ مف القضاء ، 1مف امثمة :
-المجوء الى التسخير السيما في حاالت الضرورة مثبل إلعادة اسكاف مواطنيف إلخبلئيـ
مف مبنى ايؿ لمسقوط .
-استعماؿ القوة المادية وذلؾ لتفادي او انياد المساس بالنظاـ العمومي مثؿ استعماؿ القوة
المادية لتفريؽ مواطنيف ارادوا اقامة مسيرة و لـ يقدموا طمبا لئلدارة او قدـ و رفض .
-وجود خطر جسيـ ييدد النظاـ العاـ بمدلوالتو المعروفة و يتطمب سرعة التدخؿ .
-اف يتـ التقيد مف حريات االفراد في سبيؿ تحقيؽ المصمحة العامة اال بقدر ما تقتضي بو
الضرورة .
1
سميماف محمد الطماوي ،النظرية العامة لمق اررات االدارية(دراسة مقارنة) ،دار الفكر العربي ،الطبعة الخامسة ،القاىرة،
،1984ص .573
2
عادؿ السعيد محمد ابو الخير ،المرجع السابؽ ،ص 337ومحمود حممي ،المرجع السابؽ ،ص .94
50
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
بما اف الضبط االداري لو عبلقة وطيدة بالحريات و الحقوؽ فانيا ليست مطمقة بؿ
مقيدة بعدة قيود لتحقيؽ التوازف بيف سمطات الضبط التي تيدؼ المحافظة عمى النظاـ العاـ
و بيف مقتضيات حماية حقوؽ و حريات المواطنيف ،اف تحديد مدى ونطاؽ اختصاصات
سمطة الضبط اإلداري في تقييد نشاط وحريات األفراد بيدؼ حماية النظاـ العاـ بعناصره
المتعددة يجب أف يتـ في إطار مبدأ أساسي بحكـ القانوف العاـ مؤداهُ أف األصؿ صيانة
الحريات األساسية لؤلفراد وعدـ المساس بيا واف االستثناء ىو فرض القيود عمى ىذه
الحريات بموجب إجراءات الضبط اإلداري .واف حدود سمطات الضبط اإلداري يختمؼ
باختبلؼ الحاالت والظروؼ التي تتـ ممارستيا فييا سواء عادية او استثنائية.
يخضع الضبط االداري في الظروؼ العادية إلى قيديف مبدأ المشروعية و الخضوع لرقابة
القضائية .
الضبط اإلداري نشاط تقوـ بو اإلدارة إلى جانب أنشطة أخرى وىو يخضع لما تخضع
لو أعماؿ اإلدارة جميعاً مف وجوب الخضوع مبدأ المشروعية إذف المقصود بمبدأ المشروعية
خضوع السمطة اإلدارية لمقانوف في كؿ ما يصدر عنيا مف تصرفات وما تتخذ مف أعماؿ
وق اررات وفي جميع مظاىر النشاط الذي تقوـ بو ويترتب عمى ذلؾ بطبلف أي تصرؼ أو
إجراء تتخذه سمطة اإلدارة يخالؼ القانوف أو يخرج عمى قواعده الممزمة .إذف وفقاً لمبدأ
المشروعية فاف سمطة اإلدارة في النطاؽ اإلداري ليست طميقة مف كؿ قيد وانما ىي مقيدة
باحتراـ أحكاـ وقواعد القانوف .ىنا يجب أف يكوف سمطات الضبط اإلداري والتي ىي مقيدة
لحريات األفراد لغرض المحافظة عمى النظاـ العاـ ىي ليست مطمقة بؿ مقيدة بمبدأ
المشروعية وىي مشروعية الظروؼ العادية.
51
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
-1التزام سمطات الضبط بالمحافظة عمى النظام العام :يقصد بذلؾ التزاـ سمطات
الضبط االداري في ممارسة إجراءات وتدابير الضبط وفقا ألىدافو المنوطة بمختمؼ عناصره
أو مقوماتو ،فإذا حادت ىيئات الضبط عف الغرض المحدد ليا ،فإف تصرفيا يتسـ بعيب
االنحراؼ في استعماؿ السمطة ،ومثاؿ ذلؾ كأف ترفض سمطات الضبط المختصة منح
الترخيص لدار سينما بعد توافر شروطو لرغبة االدارة في شراء االرض التي أقيمت عمييا
دار السينما بثمف بخس ،مف ثـ يعتبر عمؿ الضبط خارج نطاؽ تحقيؽ المصمحة العامة النو
استيدؼ ىدؼ أجنبي ال يندرج ضمف مقومات النظاـ العاـ ،وانما صدر لتجسيد مصمحة
خاصة.1
-2ضرورة وجود سبب جدي يبرر ممارسة االجراء :يرتبط عنصر السبب بأف
تراعي سمطات الضبط الحالة الواقعية التي تدفعيا التخاذ التدابير الضبطية باعتباره يمس
ويؤثر عمى النظاـ العاـ ،مما يحث عمى تدخؿ السمطات الضبطية االدارية لممارسة
صبلحياتيا المنوطة بيا ،مف ثـ تتوقؼ مشروعية االجراء الضبطي الذي اتخذتو سمطات
الضبط عمى السبب واالجراء والظروؼ التي اتخذ فييا وال يكوف كذلؾ التدبير الضبطي
مشروعا اال إذا كاف جديا في درئ الخطر الذي ييدد النظاـ العاـ وكاف ضروريا لممارستو.
1
محمد عمى الخبللية ،القانوف االداري ،الكتاب االوؿ ،دار الثقافة لمنشر والتوزيع ،الطبعة االولى ،عماف، 2015 ،ص
22
52
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
بالتالي ال يمكف بأي حاؿ مف االحواؿ أف تتجو سمطات الضبط إلى اتخاذ إجراءات
وتدابير في أي نشاط بدوف سبب يبرره النظاـ العاـ ،حيث أف سمطة اتخاذ التدابير ليست
سمطة مطمقة بؿ مخولة بالشروط و االوضاع المبلئمة التي حددىا القانوف وبرر مف خبلليا
تدخؿ االدارة لممارسة التدابير الضبطية ،لذلؾ يستوجب جميا أف تتوافر المبر ارت الجدية التي
تفضي لتدخؿ اإلدارة لممارسة صبلحية الضبط ،وذلؾ ما يكوف مبنيا عمى أسباب جدية
وحقيقية اؿ وىمية أو صورية مف خبلؿ توافر الحالة الواقعية أو القانونية التي تجسد صالحية
سمطة الضبط اإلداري لمتدخؿ وممارسة اإلجراءات الضبطية.1
-3تقييد سمطة الضبط بالوسائل المشروعة :تتنوع وتتعدد الوسائؿ المتخذة مف طرؼ
سمطات الضبط بالنظر إلى اختبلؼ الصبلحيات المخولة إلييا عند االخبلؿ بالنظاـ العاـ،
لذلؾ فإف فرض قيود وضوابط ضد حقوؽ وحريات االفراد الذي يشكؿ استثناء عف القاعدة
العامة في إطار تجسيد مقومات النظاـ العاـ يستوجب أف يحفظ بالوسائؿ المشروعة في
إطار القياـ بالمياـ المحددة ،حيث يمكف أف يحدد القانوف الوسيمة المعتمدة التي تستدعي مف
السمطات الضبطية استخداميا في إطار االخبلؿ بالنظاـ العاـ ،كما يمكف أف يمنح في
بعض االحواؿ سمطة تقديرية لصالح سمطات الضبط كي تتدخؿ ،اال أف ىذه السمطة
محكومة باستعماؿ الوسائؿ المبلئمة لمتدخؿ لممارسة االجراء الضبطي.2
إف ق اررات الضبط اإلداري واجراءاتو ىي في الواقع إجراءات إدارية فإنيا تخضع
لجميع قواعد المشروعية التي تحكـ كافة الق اررات اإلدارية وىي مف ناحية أخرى تخضع
لرقابة القضاء.
القضاء اإلداري يفرض رقابتو عمى مختمؼ عناصر القرار اإلداري واجراءاتو لمتأكد
مف مدى مطابقتيا لمقوانيف واألنظمة التي تعتمد عمييا سمطات الضبط اإلداري في استخداـ
1بالخير دراجي ،عادؿ زياد ،حدود سمطات الضبط االداري لحماية الحقوؽ و الحريات الفردية ،مجمة العموـ القانونية و
السياسية ،المجمد ،10عدد،2،2019ص .1427
2
بالخير دراجي ،عادؿ زياد ،المرجع السابؽ ،ص .1427
53
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
صبلحياتيا المنوطة بيا ، 1كقانوف الصحة العامة ،أو االجتماعات ..وغير ذلؾ ،مف ثـ
يتجو القاضي اإلداري لبسط رقابتو عمى مختمؼ تصرفات وتدابير الضبط اإلداري ،والتي
تأخذ الصور التالية :
يقتضي عمى التدابير الضبطية اإلدارية التي تؤثر عمى الحقوؽ والحريات العامة أف
تستند عمى جسامة الخطر الذي ييدد النظاـ العاـ مع مراعاة الزماف والمكاف بعيف االعتبار،
لذلؾ أكد مجمس الدولة الفرنسي رقابتو التقميدية في مجاؿ الضبط اإلداري ،حيث ألغى قرار
رئيس بمدية الذي منع مف خبللو عقد اجتماع يحضره السيد "بنجاميف" معتب ار أف حضوره
والقاءه محاضرة سيؤدي إلى التأثير عمى االمف العاـ في البمدة ،وقد استند مجمس الدولة إلى
أف حضور "بنجاميف" ال يشكؿ درجة مف الخطورة التي تؤدي إلى االخبلؿ باألمف العاـ
باعتباره عنص ار مف عناصر النظاـ العاـ.2
كما اف ألغى مجمس الدولة الجزائري بتاريخ 12مارس ، 2001قرار بمدية دالي
ابراىيـ التي رفضت تسميـ الطالب رخصة البناء لمخالفتيا لنصوص المواد 36، 35، 34
،مف المرسوـ التنفيذي رقـ ، 176-91وكذا مخطط شغؿ األراضي ومخطط التييئة العمرانية
لمبمدية ،حيث جاءت كؿ الوثائؽ المرفقة لطمب رخصة البناء موافقة لمقتضيات ىذه المواد،
فيكوف بذلؾ قرار البمدية مخالفا لؤلىداؼ المخصصة بموجب ىذه النصوص ،مما يجعؿ
قرارىا معيبا .3
1
محمد عمى الخبليمة ،المرجع السابؽ ،ص 221
2
مصمح ممدوح الصرايرة ،القانوف اإلداري ،الكتاب األوؿ ،دار الثقافة لمنشر والتوزيع ،عماف، 2014 ،ص 303
3
خالؼ وردة ،الرقابة القضائية عمى المشروعية الداخمية لق اررات الضبط اإلداري ،أطروحة لنيؿ درجة الدكتوراه في العموـ،
جامعة محمد مميف دباغيف ،سطيؼ، 2014، 2ص .263
54
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
يرتبط عنصر السبب في ممارسة التدابير الضبطية بالحالة الواقعية أو القانونية التي
تيدد وتؤثر عمى النظاـ العاـ ،حيث يستدعي أف تستند إجراءات الضبط اإلداري إلى أسباب
جدية تبرر اتخاذ السمطات الضبطية لئلجراءات ،لذلؾ يتطمب مف القاضي اإلداري عند
فرض رقابتو أف يراعي انتفاء عنصر السبب لمحالة الواقعية أو القانونية حتى يحكـ بعدـ
مشروعية اإلجراء الضبطي بغية إقامة التوازف بيف حتميات ومقتضيات الحفاظ عمى النظاـ
العاـ ،وكذا حتمية مراعاة متطمبات حماية حقوؽ وحريات األفراد ،مف ثـ طبؽ القضاء
اإلداري رقابة اإللغاء عمى كؿ تدابير واجراءات الضبط اإلداري بناء عمى انتفاء عنصر
السبب ، 1وذلؾ مف خبلؿ :التحقؽ مف الوجود المادي لموقائع ،التكييؼ القانوني لموقائع،
مبلئمة االجراء الضبطي مع جسامة االضطراب الذي يؤثر عمى النظاـ العاـ.2
اف سمطات الضبط اإلداري في الظروؼ العادية التي يتمتع بيا ىيئات الضبط
اإلداري في الظروؼ العادية قد ال تكفي لمواجية ظروؼ استثنائية خطيرة والتي تيدد األمف
والنظاـ العاـ وتعطؿ سير المرافؽ العامة ,كأف ييدد امف الدولة خطر حرب خارجية أو
1
عمار عوابدي ،القانوف اإلداري ،الجزء الثاني ،ديواف المطبوعات الجامعية ،الطبعة الثانية ،الجزائر،2008،ص.49
2
بالخير دراجي ،عادؿ زياد ،المرجع السابؽ ،ص ..1430-1429
3
بالخير د ارجي ،عادؿ زياد ،المرجع السابؽ ،ص .1432
55
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
اضطرابات داخمية كالفتف والتمرد والعصياف...الخ ،لذلؾ إف ىذه األخطار يجب مواجيتيا
بقواعد قانونية تمنح سمطات استثنائية لييئات الضبط اإلداري ,عمى حساب حريات األفراد
فيكوف ليا بصورة مؤقتة تنتيي بانتياء األزمة فرض القيود عمى اختبلؼ أوجو النشاط الفرد
وفي كافة المجاالت .وتجد ىذه القواعد القانونية أساسيا في نصوص تشريعية (التشريعات
االستثنائية) وفي نظرية الضرورة التي ابتدعيا القضاء اإلداري لرفع الحرج عف اإلدارة
وتمكينيا مف معالجة الظروؼ المستمدة وقت األزمات واتخاذ القرار المناسب عند غياب
النص.
لذلؾ يثور تساؤؿ عف حدود سمطات الضبط اإلداري خبلؿ ىذه الظروؼ
االستثنائية ،وكيفية تحقيؽ التوازف بيف سمطات الضبط اإلداري مف جية وحماية حقوؽ
وحريات األفراد مف جية أخرى .ويقصد بالظروؼ االستثنائية السماح لسمطات الضبط
اإلداري بإصدار ق اررات وأوامر تعتبر في األوقات العادية خروجا عمى مبدأ المشروعية ،إال
أنيا تعتبر مشروعة نتيجة صدورىا في ظؿ ظروؼ استثنائية بغية المحافظة عف النظاـ
العاـ ،لذلؾ تعفى سمطات الضبط مف ضوابط المشروعية العادية بتوافر الظروؼ االستثنائية،
وكذا تتوسع اختصاصات وصبلحيات سمطات الضبط.
1
مصمح ممدوح الصرايرة ،المرجع السابؽ ،ص .256
56
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
إذف إف الظروؼ االستثنائية في مجاؿ الضبط اإلداري تعني السماح لسمطات الضبط
االداري بإصدار ق اررات وأوامر تعتبر في األوقات العادية خروجاً عمى مبدأ المشروعية
ولكنيا تعتبر مشروعة بالرغـ مف ذلؾ لصدورىا في إطار ظروؼ استثنائية لممحافظة عمى
النظاـ العاـ ,وبذلؾ تعفي ىذه السمطات مف قيود المشروعية العادية سواء تعمقت ىذه القيود
باالختصاص أو الشكؿ أو الموضوع ,كما تتمتع ىذه السمطات باختصاصات واسعة وشاممة
لـ ينص القانوف عمييا.1
الفرع الثاني :حدود رقابة القاضي االداري عمى سمطات الضبط في الحاالت االستثنائية
لقد اتجو القضاء اإلداري لبسط رقابتو عمى ممارسة صبلحيات الضبط في األحواؿ
االستثنائية مثمما ىو الحاؿ في األحواؿ العادية وذلؾ إعماال لمبدأ المشروعية ،إال أف طبيعة
ىذه الرقابة تختمؼ بالنظر إلى طبيعة القوانيف المطبقة في األحواؿ االستثنائية.
فقد تضمف القضاء اإلداري العديد مف الشروط الخاصة التي يقتضي توافرىا إلعماؿ
حالة الضرورة ،وىي كما يمي:2
-أف تتحقؽ فعبل حالة طارئة أو استثنائية تفضي إلى تيديد خطير لمقومات النظاـ
العاـ كالسبلمة العامة ،أو األمف ،...وفي الغالب ما توضح القوانيف ىذه االحواؿ
االستثنائية كوقوع حرب التي تعد حالة استثنائية .
-يقتضي أف ييدؼ اإلجراء االستثنائي إلى الحفاظ عمى مقومات النظاـ العاـ وتجسيد
المصمحة العامة وليس لؤلغراض شخصية واال حاد اإلجراء عمى مقتضيات
المشروعية.
1
بالخير دراجي ،عادؿ زياد ،المرجع السابؽ ،ص 1433
2
بالخير دراجي ،عادؿ زياد ،المرجع السابؽ ،ص 1435
57
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
-يستدعي أف يكوف اإلجراء الضبطي الزما أو حتميا بمعنى أنو الوسيمة الوحيدة
المبلئمة لمواجية األحواؿ الغير عادية ،مف ثـ ال تكفي اإلجراءات العادية لمعالجة
الظرؼ االستثنائي ،كما أف اإلجراءات الضبطية االستثنائية مرتبطة ارتباطا وطيدا
بظرؼ مؤقت أي محددة أثناء فترة تحقؽ الحالة االستثنائية.
-ينجـ عف تدخؿ سمطات الضبط اإلداري في األحواؿ االستثنائية تحمؿ المسؤولية
بسبب األضرار التي قد تمحؽ حقوؽ وحريات األفراد ،مما يستدعي األمر التعويض
عف ذلؾ .
اف الجزائر قد مارست التدابير الضبطية المتخذة في األحواؿ االستثنائية مثبل ما تعمؽ
بق اررات الوضع في المراكز األمنية واإلقامة الجبرية وتفتيش األشخاص واألماكف لياؿ ونيارا،
وفؽ المرسوـ التنفيذي رقـ 75/92المؤرخ في 20فيفري 1992الذي يحدد شروط تطبيؽ
بعض أحكاـ المرسوـ الرئاسي، 44/92وفقا لممادة الثالثة.
اتجيت الغرفة اإلدارية بالجزائر في إحدى اجتياداتيا النادرة المتعمقة بقضية ورداف عبد
ىمبل ضد الوزير األوؿ ،والتي تتمخص وقائعيا فيما يمي :بتاريخ 1992/04/07أصدر
الوزير األوؿ مرسوميف تنفيذييف األوؿ رقـ 142/92المتضمف حؿ مجالس شعبية بمدية،
والثاني رقـ ، 143/92يتضمف توقيؼ منتخبي المجالس الشعبية البمدية التي حمت بموجب
مرسوـ رقـ ، 142/92حيث رفع السيد ورداف دعوى إلغاء ضد المرسوميف 142/92
،و، 143/92وقد أقر اجتياد الغرفة اإلدارية في الموضوع إلى أنو وفي القضية الحالية ،فإف
األحداث التي أدت بالسمطة العمومية إلى فرض حالة الطوارئ ،تشكؿ ظروفا استثنائية
خطيرة مما يبرر القياـ بيذا اإلجراء نظ ار الف السمطات العمومية ممزمة بالحفاظ عمى
استم اررية الدولة وعمى حسف سير المرافؽ العمومية.1
1
سنوساوي سمية ،االجتياد القضائي اإلداري ،أطروحة لنيؿ شيادة الدكتوراه في العموـ ،تخصص قانوف ،كمية الحقوؽ،
جامع الجزائر، 2019، 1ص 248وما بعدىا.
58
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
يتضح بأف دور القاضي اإلداري الجزائري يقتصر عمى معاينة الحالة االستثنائية التي
تبرر عمؿ اإلدارة العمومية ،بالتالي تفتقر رقابتو عمى مراعاة مبلئمة التدابير واإلجراءات
المخصصة ليا في ظؿ األحواؿ االستثنائية ،بخالؼ ما اتجو إليو القضاء اإلداري المقارف
السيما الفرنسي في تجسيد الرقابة عمى مشروعية التدابير الضبطية اإلدارية في األحواؿ
االستثنائية ،فالقضاء اإلداري الفرنسي فرض رقابتو عمى مختمؼ أشكاؿ انحراؼ اإلدارة في
استعماؿ السمطة ،سواء تعمؽ األمر بالبعد عف اليدؼ المخصص قانونا أو عف تحقيؽ
المصمحة العامة ،السيما إذا تعمؽ األمر بأغراض سياسية أو شخصية أو نقابية أو مينية. 1
1
بالخير دراجي ،عادؿ زياد ،المرجع السابؽ ،ص .1437
59
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
يعتبر المرفؽ العاـ مظير مف مظاىر الوظيفة اإلدارية في الدولة ،إذ أف النشاط اإلداري
يتخذ مظيريف أساسييف ىما مظير الضبط اإلداري ومظير المرفؽ العاـ ،فمفيوـ المرفؽ
العاـ كاف يقوـ أساسا في البداية عمى التعبير عف النشاط اإلداري لؤلشخاص العامة ،انطبلقا
مف ىذا التصور نشأ معيار المرفؽ العاـ عمى فكرة بسيطة مفادىا أنو كمما تعمؽ نشاط
اإلدارة بالمرفؽ العاـ كمما كاف القانوف المطبؽ ىو القانوف اإلداري ،والقضاء المختص ىو
القضاء اإلداري .غير أف تطور الظروؼ االقتصادية ،االجتماعية الثقافية ،االيكولوجية ...،
مف جية وتطور احتياجات المحكوميف في الزماف والمكاف انعكس عمى مفيوـ المرفؽ العاـ
بشكؿ أرغمو عمى مسايرة مختمؼ ىذه التطورات.
يعد المرفؽ العاـ المظير اإليجابي لنشاط اإلدارة وتتواله اإلدارة بنفسيا أو باالشتراؾ مع
األفراد ،وتسعى مف خبللو إلى إشباع الحاجات العامة ،وتعد فكرة المرافؽ العامة مف أىـ
موضوعات القانوف اإلداري وترد إلييا معظـ النظريات والمبادئ التي ابتدعيا القضاء
اإلداري كالعقود اإلدارية واألمواؿ العامة والوظيفة العامة.
60
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
تعتبر فكرة المرفؽ العاـ مف االفكار االساسية التي قامت عمييا نظريات القانوف االداري
،وتعتبر مفيوما اساسيا مف مفاىيـ القانوف االداري.
اف مفيوـ المرفؽ العاـ مفيوـ يكتنفو الغموض مما يطمب البحث عف كيفية ظيور ىذا
المصطمح ،وقد تبمور مفيومو في اطار النظرية الفرنسية لمقانوف االداري التي عرفت عدة
مراحؿ و تطورات بتحوؿ دور الدولة مف حارسة الى متدخمة.
ارتبط مفيوـ الدولة الحارسة بالمفيوـ التقميدي لممرفؽ العاـ ليصبح اساس القانوف
االداري ومعيار تطبيقو ،واكد عمى ذلؾ مف خبلؿ العديد مف الق اررات القضائية و اراء
الفقياء ،اف ىوريو ىو اوؿ مف قدـ تعريؼ لمخدمة العامة ،و ليوف دوجي اسس ايديولوجية
حقيقية لمخدمة العامة وجعميا نظرية جديدة لمدولة ،وازداد اىمية المرفؽ العاـ عند التحوؿ
الى الدولة المتدخمة .
61
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
ارتبط مفيوـ المرفؽ العاـ بدور الدولة في القرف 18و 19كاف لمدولة مياـ ادارية تتمثؿ
في االمف ،القضاء ،العدالة مف خبلؿ انشاء مرافؽ عامة كالشرطة و الجيش و السجوف ،
فكانت ال تتدخؿ في النشاط االقتصادي .
اف حكـ محكمة التنازع الفرنسية في قضية ببلنكو بتاريخ 1873/02/08يعتبر تاريخ
نشأ معيار المرفؽ العاـ ،حيث ربط نشاط المرفؽ العمومي و اختصاص القاضي االداري
وىذا المبدأ طبؽ في عدة قضايا منيا قضية تيري ،وقضية فوتري.1
وقد تـ تأسيس مدرسة المرفؽ العاـ مف قبؿ العديد مف الفقياء منيـ ليوف دوقي و اندري
ديموبادير حي ث اعتبرت المرفؽ العاـ ليس فقط معيا الختصاص القاضي االداري ولكف
االساس الوحيد لمقانوف االداري واف القانوف االداري ال يفيـ اال باعتباره قانوف المرافؽ
العمومية.2
رغـ بساطة االمر غير اف التطورات التي عرفتيا الدولة اثرت عمى المرفؽ العاـ و ادى
الى حدوث ازمة المرفؽ العاـ نتيجة تدخؿ الدولة في النشاط االقتصادي و تدخؿ الخواص
1
شاكري سمية ،محاضرات في قانوف المرافؽ العامة ،القيت عمى طمبة السنة الثانية شعبة العموـ القانونية و االدارية،
السداسي االوؿ ،كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ،جامعة محمد لميف دباغي سطيؼ ،2020/2019 ،-2-ص10
2
ناصر لباد ،الوجيز في القانوف االداري ،المرجع السابؽ ،ص .31
62
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
ف ي تقديـ المنفعة العامة و الخدمة العمومية في شكؿ مرافؽ واىـ القضايا نجد قضية باؾ
دلوكا حكـ محكمة تنازع في 1921/01/22حيث تعرضت سفينة بحرية في ساحؿ العاج
لحادث تسبب في غرؽ بعض المسافريف و الحاؽ ضرر بالبضائع و بعض العربات ،
فرفعت القضية اما القضاء العادي التي قضت بعدـ االختصاص كما قضى القضاء االداري
بعدـ االختصاص فقرت محكمة التنازع اف النزاع مدني و القاضي العاد ىو المختص
باعتبار اف الشركة تقوـ بوظيفة النقؿ وفؽ الشروط التي تطبؽ بينيا و بيف االفراد و غياب
امتيازات السمطة العامة ،فظير مفيوـ جديد لممرافؽ العمومية فأصبحت ىناؾ مرافؽ عمومية
و مرافؽ اقتصادية عمومية نتيجة تدخؿ الدولة في الجانب الصناعي و التجاري ،كما اصدر
مجمس الدولة قرار في مؤسسة فيزيا بتاريخ 1935/12/20عمى اف الشخص الخاص يمكنو
ادارة خدمة عامة و بالتالي يخضع لمقانوف االداري و العكس صحيح.1
يوجد العديد مف التعاريؼ لممرفؽ العاـ والتي تختمؼ باختبلؼ وجية النظر ،فقد عرفو
الفرنسي موربس ىوريو بانو" :منظمة عامة تباشر مف طرؼ السمطات و االختصاصات التي
تكفؿ القياـ بالتقديـ خدمة لمجميور عمى نحو مستمر" ، 2اما الفقيو ليوف ديجي فقد عرؼ
المرفؽ العاـ بانو ":كؿ نشاط يجب اف يكفمو وينظمو الحكاـ الف االضطبلع بأمر ىذا
النشاط ال غنى عنو لتحقيؽ التضامف االجتماعي وال يمكف تحقيقو اال عف طريؽ السمطة
1
شاكري سمية ،محاضرات في قانوف المرافؽ العامة ،المرجع السابؽ ،ص .12
2
Maurice HAURIOU.Precis de droit administratif et de droit public, 8 ed.1914 ,p22.
63
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
الحاكمة التي تحقؽ المنفعة العامة" وعرفو اندري ديموبادير بانو ":كؿ نشاط يباشره شخص
معنوي عاـ او تحت رقابتو مستعمبل قواعد استثنائية.1
اما د سميماف الطماوي فقد :مشروع يعمؿ بانتظاـ تحت اشراؼ السمطة العمومية قصد
تقديـ خدمة عامة لمجميور مع خضوعو لنظاـ معيف" ،2د سعاد الشرقاوي :نشاط تمارسو
جماعة بيدؼ اشباع حاجة مف الحاجات التي تحقؽ الصالح".3
ليس مف السيؿ تعريؼ المرفؽ العاـ ،ولعؿ صعوبة تعريفو تعود إلى أف عبارة المرفؽ
العاـ مبيمة وليا معنى عضوي و أخر موضوعي ،يعرؼ المرفؽ حسب المعيار العضوي و
المادي وقد اعتمد البعض عمى مزج المعياريف لموصوؿ الى تعريؼ كما يمي:
فيعتمد المعيار العضوي في تعريفو لممرفؽ عمى تنظيـ االدارة و يعتمد عمى الجانب
الشكمي في تنظيـ المشروع الذي يعد مرفؽ عاـ و عمى الرابطة العضوية التي تربط التنظيـ
و الجياز اإلداري في الدولة ،و عميو تعني فكرة المرفؽ :اإلدارة أو المؤسسة العمومية ،
فالمرفؽ العدالة أو و ازرة العدؿ مرفؽ التعميـ أي مجرد وجود مؤسسة إدارية.4
فيتعمؽ بالنشاط الصادر عف اإلدارة بيدؼ إشباع حاجات عامة والذي يخضع لتنظيـ
واشراؼ ورقابة الدولة .ومف ثـ فيذا التعريؼ يرتبط بطبيعة النشاط و أىدافو بغض النظر
1
شاكري سمية ،محاضرات في قانوف المرافؽ العامة ،المرجع السابؽ ،ص.12
2
سميماف محمد الطماوي ،مبادئ القانوف االداري ،دراسة مقارنة ،الكتاب الثاني ،دار الفكر العربي ،الطبعة ،10القاىرة،
،1979ص.25
3
سعاد الشرقاوي ،القانوف االداري ،دار النيضة العربية ،القاىرة ،مصر،2009 ،ص
4
ناصر لباد ،الوجيز في القانوف االداري ،المرجع السابؽ ،ص .187
64
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
عف الجية او الييئة التي تمارس ىذا النشاط ،ىو كؿ نشاط او خدمة او وظيفة تمبي
حاجات المواطنيف العمومية مثؿ :التعميـ ،الصحة ،النقؿ ،البريد ،بغض النظر عف الييئة
التي تسيرىا.1
يقصد بو الجمع بيف المعياريف المادي و العضوي وفي ذلؾ اف المرفؽ العاـ بمعناه الوظيفي
يقصد بو نشاط ييدؼ إلى تحقيؽ الصالح العاـ و بأنو « نشاط تتواله اإلدارة بنفسيا أو يتواله
فرد عادي تحت توجيييا ورقابتيا واشرافيا بقصد إشباع حاجة عامة لمجميور«.
مف التعريفات السابقة يتضح أف ىناؾ ثبلثة عناصر يجب توافرىا حتى يكتسب المشروع
صفة المرفؽ العاـ وىي:
البد أف يكوف الغرض مف المرفؽ العاـ تحقيؽ المنفعة العامة واشباع حاجات األفراد أو
تقديـ خد مة عامة ،وىذه الحاجات أو الخدمات قد تكوف مادية كمد األفراد بالمياه والكيرباء
أو معنوية كتوفير األمف والعدؿ لممواطنيف.
بالتالي انشاء المرفؽ العاـ ييدؼ تحقيؽ الصالح العاـ او المنفعة العامة و يقصد بو سد
حاجات عمومية او تقديـ خدمات عمومية او تقديـ خدمات لممواطنيف ،واف تحقيؽ بعض
المرافؽ العامة الربح كالمرافؽ الصناعية و االقتصادية مف خبلؿ حصوليا عمى مقابؿ مالي
1
محمد الصغير بعمي ،الوجيز في القانوف االداري ،دار العموـ لمنشر و التوزيع ،عنابة ،الجزائر ،2002،ص.206
65
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
لقاء تقديـ خدماتيا ال يعني فقدىا صفة المرفؽ العاـ طالما ىدفيا تحقيؽ المصمحة العامة
والتي تظير مف خبلؿ مراعاة المعقولية في تحديد االسعار.1
يقصد بو اف تقوـ الدولة بإنشاء المرافؽ العامة ويجب أف يكوف نشاط المرفؽ العاـ
منظماً مف جانب اإلدارة وموضوعاً تحت إشرافيا ورقابتيا ،وخاضعاً لتوجيييا لضماف عدـ
انحرافو عف المصمحة العامة لحساب المصالح الخاصة .واذا عيدت اإلدارة إلى أحد
األشخاص المعنوية العامة او االشخاص الخاصة بإدارة المرافؽ فإف ىذا ال يعني تخمييا عف
ممارسة رقابتيا واشرافيا عميو مف حيث تحقيقو لممصمحة العامة واشباع الحاجات العامة
لؤلفراد،
يرتبط المرفؽ العاـ باإلدارة العامة المركزية أو البلمركزية ،مف حيث اإلنشاء أو في تسييره
وادارتو والغاءه ،فالمرافؽ العامة الوطنية إنما ترتبط بالسمطات المركزية والمرافؽ العامة
المحمية تتبع اإلدارة البلمركزية (البمدية والوالية) ،وتخضع لوصايتيا ،ورغـ مساىمة
األشخاص الخاصة في تسيير المرافؽ العامة إال أف ذلؾ يكوف تحت إشراؼ ومراقبة اإلدارة
العامة ،ذلؾ أف المرفؽ يخضع دائما لمدولة ،وىذا ما يترتب عميو ممارسة الدولة مجموعة مف
السمطات وتحدد نشاطو وىيكمتو. 2
1
ناصر لباد ،الوجيز في القانوف االداري ،المرجع السابؽ ،ص .195
2
.208 محمد صغير بعمي ،المرجع السابؽ ،ص
66
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
يقصد بالنظاـ القانوني الخاص أو االستثنائي الذي يحكـ المرفؽ العاـ مجموعة القواعد
واألحكاـ والمبادئ القانونية التي تختمؼ اختبلفا جذريا عف قواعد القانوف الخاص ،وعف
القواعد الت ي تحكـ المشروعات الخاصة ،ما دامت نظرية المرفؽ العاـ لعبت دو ار أساسيا في
وجود القانوف اإلداري كقانوف مستقؿ ومختمؼ عف فروع القانوف األخرى ،إذ أف المرفؽ العاـ
يعد وسيمة السمطة العامة في الدولة لتحقيؽ المصمحة العامة ،وىذا النظاـ القانوني ىو ما
يسمح بإنشائو وتنظيمو وتسييره و الرقابة عميو.1
ال تأخذ المرافؽ العامة صورة واحدة بؿ تتعدد أنواعيا تباعاً لمزاوية التي ينظر منيا
إلييا ،العامة ،فيمكف تصنيؼ المرافؽ العامة عمى عدة أنواع:
تنقسـ المرافؽ العامة مف حيث موضوع نشاطيا أو طبيعة ىذا النشاط الى ثبلثة أنػواع:
يقصد بالمرافؽ العامة اإلدارية تمؾ المرافؽ التي تتناوؿ نشاطاً ال يزاولو األفراد عادة اما
بسبب عجزىـ عف ذلؾ أو لقمة أو انعداـ مصمحتيـ فيو ،ومثاليا مرافؽ الدفاع واألمف
والقضاء ،وىي المرافؽ العامة التقميدية التي الزمت الدولة منذ زمف طويؿ و تتسـ بارتباطيا
بالجانب السيادي لمدولة االمر الذي يفرض قياميا بيذه النشاطات و اف ال تعيد بيا لبلفراد
بما في ذلؾ خطورة كبيرة ،2و تتميز ىذه المرافؽ عف غيرىا بانيا تخضع مف حيث االصؿ
1
عمار عوابدي ،القانوف اإلداري ،الجزء الثاني ،النشاط اإلداري ،الطبعة الثالثة ،الجزائر ، 2005ص 62. 61
2
عمار بوضياؼ ،الوجيز في القانوف االداري ،المرجع السابؽ ،ص .420
67
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
لمقانوف العاـ في سائر نشاطاتيا ،عرفيا فؤاد مينا بانيا ":المرافؽ التي تمارس نشاطا اداريا
و تخضع في تنظيميا وفي مباشرة نشاطيا لمقانوف االداري و تستخدـ وسائؿ القانوف العاـ.1
بفعؿ األزمات االقتصادية وتطور وظيفة الدولة ظير نوع أخر مف المرافؽ العامة
يزاوؿ نشاطاً تجارياً أو صناعياً مماثبلً لنشاط األفراد و تعمؿ في ظروؼ مماثمة لظروؼ
عمؿ المشروعات الخاصة واألمثمة عمى ىذه المرافؽ كثيرة ومنيا مرفؽ النقؿ والمواصبلت
ومرفؽ توليد المياه والغاز ومرفؽ البريد ،2يقصد بيا المرافؽ التي تنشؤىا السمطة العامة او
تشرؼ عمييا مباشرة و يكوف نشاطيا ذا طبيعة اقتصادية غير خدمية ،تدعى المرافؽ العامة
الصناعية و التجارية .
المرافؽ العامة االقتصادية فيي المرافؽ التي تمارس تزاوؿ نشاطا اقتصاديا ييدؼ
تحقيؽ أىداؼ اقتصادية إلشباع حاجات عامة اقتصادية ،صناعية أو تجارية أو مالية،
وتخضع ىذه المرافؽ إلى قواعد مختمطة قواعد القانوف اإلداري وقواعد القانوف
الخاص.3لتميزىا عف المرافؽ االدارية يجب الرجوع الى عدة معايير اعتمدىا القضاء وىي
طبيعة نشاط المرفؽ أي يكوف نشاطو مماثبل لمنشاط الممارس مف قبؿ االفراد و المنشآت
الخاصة ،مصادر التمويؿ أي اف يموؿ المرفؽ بنفسو مف خبلؿ ما يدفعو المستفيديف كثمف
لمخدمات المقدمة ،و طريقة التشغيؿ أي اف يسير وفؽ اساليب القانوف الخاص.4
1
فؤاد مينا ،مبادئ و احكا .القانوف االداري ،مؤسسة شباب الجامعة ،االسكندرية،1980 ،ص .263
2
محمد سميماف الطماوي ،المرجع السبؽ ،ص .40
3محمود محمد الحافظ ،نظرية المرفؽ العاـ ،دار النيضة العربية ،القاىرة ،1982 ،ص.122
4
مرواف محي الديف القطبي ،طرؽ خصخصة المرافؽ العامة(دراسة مقارنة) ،الطبعة االولى ،منشورات الحمبي الحقوقية،
لبناف ،2009،ص 38
68
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
بالتالي ىي مجموعة مف المرافؽ العمومية التي تمارس نشاطا ييدؼ تحقيؽ حاجة عامة
صناعية او تجارية مثميا في ذلؾ مثؿ النشاط الذي تمارسو االشخاص الخاصة و ىي
تخضع في ذلؾ الى مزيج مف قواعد القانوف العمومي و قواعد القانوف الخاص.1
وىي المرافؽ التي تنشأ بقصد توجيو النشاط الميني ورعاية المصالح الخاصة بمينة
معينة ،وتتـ إدارة ىذه المرافؽ بواسطة ىيئات أعضائيا ممف يمارسوف ىذه المينة ويخوليـ
القانوف بعض امتيازات السمطة العامة مثؿ :نقابات الميندسيف والمحاميف واألطباء وغيرىا
مف النقابات المينية األخرى ،اف ما يميز المرافؽ المينية اف انضماـ افراد المينة الييا ليس
اختياريا و انما امر اجباري مما يجعميا نوع مف الجماعات الجبرية.2
تتمتع النقابات المينية بالشخصية المعنوية و بعض امتيازات السمطة العامة و ليا
اختصاصات اىميا تمثيؿ المينة و الدفاع عنيا اماـ الدولة وغيرىا مف السمطات ،تحدد
القواعد المن ظمة لممينة ،كما يخضع لمزيج مف القانوف العاـ و القانوف الخاص اي نظاـ
قانوف مختمط ، 3فالق اررات التنظيمية المتعمقة بسير المينة او توقيع الجزاءات التأديبية تخضع
لمقانوف العاـ اما العبلقات التي تربطو باألفراد و الذمة المالية تخضع لمقانوف الخاص.
ىي المرافؽ التي تمارس نشاطا اجتماعيا وتستيدؼ أىداؼ عامة اجتماعية ،ومف أمثمة
ىذه المرافؽ مرفؽ الضماف االجتماعي والتأمينات والحماية االجتماعية في الدولة ،ويخضع
1
ناصر لباد ،الوجيز في القانوف االداري ،المرجع السابؽ ،ص .199
2
محمد فاروؽ عبد الحميد ،نظري ة المرفؽ العاـ في القانوف الجزائري بيف مفيوميف التقميدي و االشتراكي ،ديواف
المطبوعات الجامعية،1987 ،ص 11
3
عمار عوابدي ،القانوف االداري ،النشاط االداري ،الجزء ،2ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2000 ،ص63
69
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
ىذا النوع لقواعد القانوف اإلداري وقواعد القانوف الخاص ،مثؿ المرافؽ المخصصة لتقديـ
اعانات لمجميور و مراكز الضماف االجتماعي و التقاعد و مراكز الراحة.1
تنقسـ المرافؽ العامة مف حيث استقبلليا إلى مرافؽ تتمتع بالشخصية المعنوية أو
االعتبارية ومرافؽ ال تتمتع بالشخصية المعنوية.
أوال -المرافق العامة التي تتمتع بالشخصية المعنوية :وىي المرافؽ التي يعترؼ ليا قرار
إنشائيا بالشخصية المعنوية ويكوف ليا كياف مستقؿ كمؤسسة عامة مع خضوعيا لقدر مف
يترتب عف ذلؾ نتائج قانونية الرقابة أو الوصاية اإلدارية ،وتدعى المؤسسات العامة
كاستقبلؿ المرفؽ بذمة مالية و يتحمؿ نفقاتو و ارباحو و خسائره ولو حؽ التقاضي ،و
يكتسب نوعا مف البلمركزية و اتفؽ الفقو عمى تسميتيا البلمركزية المرفقية او المصمحية .2
ثانيا -المرافق العامة التي ال تتمتع بالشخصية المعنوية :وىي المرافؽ التي ال يعترؼ ليا
قرار إنشائيا بالشخصية المعنوية ويتـ إلحاقيا بأحد أشخاص القانوف العاـ وتكوف تابعة ليا،
كالدولة أو الو ازرات أو المحافظات ،وىي الغالبية العظمى مف المرافؽ العامة ،فبل تكوف ليا
ذاتية خاصة بيا وانما تذوب في كياف الشخص المعنوي العاـ سواء كاف ذلؾ الشخص ىو
الدولة اـ شخص اقميمي اخر.3
تنقسـ المرافؽ العامة مف حيث نطاؽ أو مجاؿ عمميا إلى مرافؽ عامة وطنية مركزية
ومرافؽ محمية اقميمية .
1
عمار عوابدي ،القانوف االداري ،النشاط االداري ،المرجع السابؽ ،ص.63
2
سميماف محمد الطماوي ،مبادئ القانوف االداري ،المرجع السابؽ ،ص.61
3
ىاني عمي الطيراوي ،القانوف االداري ،دار العمـ و القافة لمنشر و التوزيع ،األردف،2001 ،ص215
70
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
أوال -المرافق العامة الوطنية :يقصد بيا تمؾ المرافؽ التي يتسع نشاطيا ليشمؿ كؿ أقاليـ
الدولة .كمرفؽ الدفاع ومرفؽ القضاء ومرفؽ الصحة ،بالتالي ىي مجموع المرافؽ التي يمتد
نشاطيا الى جميع اقميـ الدولة و نظ ار لعمومية واىمية النشاط فإنيا تخضع إلشراؼ االدارة
المركزية مف خبلؿ الو ازرات او ممثمييا ،ضمانا لحسف اداء ىذه المرافؽ لنشاطيا و تحقيقا
1
لممساواة في توزيع خدماتيا
ويقصد بيا المرافؽ التي يتعمؽ نشاطيا بتقديـ خدمات لمنطقة ثانيا -المرافق المحمية:
محددة أو إقميـ معيف مف أقاليـ الدولة ،ويعيد بإدارتيا إلى الوحدات المحمية البمدية و الوالية،
كمرفؽ النظافة ز مؤسسة النقؿ الوالئي وغيرىا مف المرافؽ التي تشبع حاجات محمية. 2حيث
المرفؽ سكاف اإلقميـ فقط وتتولي السمطات المحمية أمر اإلشراؼ عميو وتسييره
ينتفع مف ىذه ا
ألنيا أقدر عمى ذلؾ مف اإلدارة المركزية ،وأكثر منيا اطبلعا عمى شؤوف اإلقميـ ،فقد اعترؼ
قانوف البمدية ليذه األخيرة بحؽ إنشاء مؤسسات عمومية بمدية تتمتع بالشخصية المعنوية،
كما اعترؼ القانوف لموالية أيضا بحؽ إحداث مؤسسات ذات طابع إداري أو صناعي أو
تجاري.3
تنقسـ المرافؽ العامة مف حيث حرية اإلدارة في إنشائيا إلى مرافؽ اختيارية وأخرى
إجبارية:
أوال -الم ارفق االختيارية :األصؿ في المرافؽ العامة أف يتـ إنشائيا بشكؿ اختياري مف
جانب الدولة ،وتممؾ اإلدارة سمطة تقديرية واسعة في اختيار وقت ومكاف إنشاء المرفؽ ونوع
1
ىاني عمي الطيراوي ،القانوف االداري ،المرجع السابؽ ،ص211
2
عمار بوضياؼ ،القانوف االداري ،المرجع السابؽ ،ص 435
3
عبد الغني بسيوني عبد ااهلل ،القضاء اإلداري ،منشأة المعارؼ ،اإلسكندرية ، 1997ص .116
71
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
الخدمة أو النشاط الذي يمارسو وطريقة إدارتو .ومف ثـ ال يممؾ األفراد إجبار اإلدارة عمى
إنشاء مرفؽ عاـ معيف.
ثانيا -المرافق العامة اإلجبارية :إذا كاف األصؿ أف يتـ إنشاء المرافؽ العامة اختيارياً فاف
اإلدارة استثناء تكوف ممزمة بإنشاء بعض المرافؽ العامة عندما يمزميا القانوف أو جية إدارية
أعمى بإنشائيا ومثاؿ ذلؾ إنشاء اإلدارة لمرفؽ األمف والصحة فيي مرافؽ إجبارية بطبيعتيا
وتيدؼ لحماية األمف والصحة العامة وغالباً ما تصدر القوانيف بإنشائيا .
تنقسـ المرافؽ وفؽ ىذا التقسيـ الى مرافؽ تنشا بنص تشريعي و مرافؽ تنشا بنص
تنظيمي
أوال -مرافق عامة تنشأ بنص تشريعي :وىي عادة مجموع المرافؽ ذات االىمية الوطنية
القصوى ،التي يفرض المشرع أمر إنشائيا بموجب نص تشريعي ليمكف أعضاء السمطة
التشريعية مف االطبلع عمى نشاط المرفؽ وضرورتو وقواعده .و الحقيقة أف أىمية المرفؽ
واحتبللو ليذه المكانة مسألة يتحكـ فييا طبيعة النظاـ السياسي السائد في الدولة . 1ففي
الدولة االشتراكية مثاؿ تحتؿ المرافؽ االقتصادية مكانة متميزة ،بينما في النظـ الميبرالية ال
ترقى أىميتيا لمدرجة التي ذكرناىا بؿ انيا تعادؿ المشروعات الخاصة.
ثانيا -مرافق تنشأ بنص تنظيمي :عادة ما يخوؿ التشريع األساسي في الدولة لمسمطة
التنفيذية صبلحية إنشاء المرافؽ العامة ،سواء عمى المستوى المركزي بمرسوـ رئاسي أو
بمرسوـ تنفيذي ،كما يحؽ لموالية أو البمدية بق اررات إدارية ،إنشاء مرافؽ عامة عمى المستوى
المحمي التي مف شأنيا تمبي حاجات الجميور.حيث وفؽ المادة 139فقرة 29مف دستور
1
بعمي محمد الصغير ،القانوف اإلداري ،التنظيـ اإلداري -النشاط اإلداري ،دار العموـ لمنشر والتوزيع ،عنابة
،2013ص.434
72
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
تخضع المرافؽ العامة لمجموعة مف المبادئ العامة التي استقر عمييا القضاء والفقو
والتي تضمف استمرار عمؿ ىذه المرافؽ وأدائيا لوظيفتيا في إشباع حاجات األفراد ،وأىـ
ىذه المبادئ مبدأ استمرار سير المرفؽ العاـ ومبدأ قابمية المرفؽ لمتغيير ومبدأ المساواة بيف
المنتفعيف ،غير انو يمكف اضافة مبدا حياد المرفؽ العاـ و مبدا مجانية المرفؽ العاـ.
تتولى المرافؽ العامة تقديـ الخدمات لؤلفراد واشباع حاجات عامة وجوىرية في حياتيـ
ويترتب عمى انقطاع ىذه الخدمات حصوؿ خمؿ واضطراب في حياتيـ اليومية ،لذلؾ كاف
مف الضروري أف ال تكتفي الدولة بإنشاء المرافؽ العامة بؿ تسعى إلى ضماف استمرارىا
وتقديميا لمخدمات ،لذلؾ حرص القضاء عمى تأكيد ىذا المبدأ واعتباره مف المبادئ األساسية
التي يقوـ عمييا القانوف اإلداري ومع أف المشرع يتدخؿ في كثير مف األحياف إلرساء ىذا
المبدأ في العديد مف مجاالت النشاط اإلداري ،فإف تقريره ال يتطمب نص تشريعي ألف طبيعة
نشاط المرافؽ العامة تستدعي االستمرار واالنتظاـ .
إف أساس مبدأ االستم اررية يكمف في تمكيف المرفؽ العاـ مف إشباع الحاجات العامة
لممواطنيف دوف انقطاع ،وعمى السمطات اإلدارية و تأميف تشغيؿ المرافؽ العامة بصورة
منتظمة ،وتعد ىذه القاعدة مف أىـ القواعد التي تحكـ سير المرافؽ العامة سواء كانت إدارية
73
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
أو اقتصادية وتستند إلى أىمية وحيوية الخدمات التي تؤدييا المرافؽ العامة ومدى جسامة
األضرار التي تصيب الدولة و األفراد جراء توقؼ مرفؽ ما ،أو تعطمو -ولو لفترة وجيزة-
عف تقديميا ويكفي تصور مدى االضطراب الذي يصيب حياة األفراد إذا انقطع التيار
الكيربائي لمدة طويمة ،أو نشاط مرفؽ النقؿ ليوـ أو يوميف ،فالمواطف يخطط لتصرفاتو
1
معتمدا عمى وجود مرافؽ تعمؿ بانتظاـ.
اف مضموف مبدأ االستم اررية ليس واحدا في جميع المرافؽ العامة والخدمة التي يقدميا
فيعني لدى بعض المرافؽ العمؿ والتشغيؿ الدائـ ،مثؿ الشرطة و الدفاع والمستشفيات
والحماية المدنية ويعني لدى البعض اآلخر العمؿ المستمر وفقا لدواـ وتوقيت يومي محدد،
مثؿ مرفؽ الحالة المدنية ،البريد ،المدارس والجامعات.
كما اف مجمس الدولة الفرنسي اقر اف رفض او امتناع صريح او ضمني لتقديـ الخدمة
المنصوص عمييا قانونا يعطي الحؽ لممواطف في الطعف اماـ قاضي االلغاء بعدـ مشروعية
قرار االمتناع عف تقديـ الخدمة ،كما اف ىذا االمتناع قد يثير مسؤولية مسير المرفؽ اذا
تسبب في احداث ضرر لحؽ بالمواطف ،وفي ىذا الصدد اصدر قاضي مجمس الدولة
1
زكريا المصري ،أسس اإلدارة العامة التنظيـ اإلداري -النشاط اإلدار( ،دار الكتب القانونية ودار الشتات لمنشر
والبرمجيات ،مصر، 2007 ،ص .962
2
الجرؼ طعيمة ،مبدأ المشروعية وضوابط خضوع الدولة لمقانوف ،دار النيضة العربية ،القاىرة ، 1978ص .259
74
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
يقتضي مبدأ االستم ارري ة توافر جممة مف الضمانات تعمؿ جميعا عمى تجسيده في أرض
الواقع ،ومف ىذه الضمانات ما وضعو المشرع ومنيا ما رسخو القضاء اإلداري.
يعرؼ اإلضراب بأنو اتفاؽ العامميف عمى االمتناع عف العمؿ ،لفترة معينة مف الزمف
بقصد تحقيؽ بعض األىداؼ االجتماعية و االقتصادية أو السياسية.
1
عن شاكري سمية ،المرجع السابق ،ص Conseil d’Etat,4/1ssr.du 27/01/1988 ;64076. 13
75
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
كما تـ وضع قيودا وشروط لممارسة اإلضراب مف طرؼ موظفي المرافؽ العامة ضمانا
االستم اررية و تقديـ خدماتيا لمجميور ،وعمى رأسيا االلتزاـ بتقديـ ما يسمى "بالحد األدنى
مف الخدمة" ،وقد نص كذلؾ عمى القطاعات والمصالح التي يجب فييا تقديـ القدر األدنى،
كما منع المجوء إلى اإلضراب عمى فئات معينة مف الموظفيف نظ ار ألىمية دورىـ في
استمرار الحياة العامة ،حيث يعد رفض ذلؾ ضماف أدنى مف الخدمة خطأ مينيا جسيما ،
مما يمكف معو أيضا األمر بتسخيرىـ بكؿ ما يترتب عف ذلؾ مف نتائج ،وبيدؼ الحيمولة
دوف تعسؼ الجية القائمة باإلضراب ،فقد ضبط المشرع ممارسة حؽ اإلضراب بقيود
إجرائية.
1القانوف رقـ 02 90/المؤرخ في 10رجب عاـ 1410ا لموافؽ 06فيفري ، 1990المتعمؽ بالوقاية مف النزاعات
الجماعية في العمؿ وتسويتيا وممارسة حؽ اإلضراب ،الجريدة الرسمية عدد . 06
2
القانوف رقـ 27 91/المؤرخ في 14جمادى الثانية عاـ 1412الموافؽ 21ديسمبر ، 1991المعدؿ والمتمـ لمقانوف
02 90/المؤرخ في 10رجب عاـ 1410الموافؽ 06فيفري ، 1990المتعمؽ بالوقاية مف النزاعات الجماعية في العمؿ
وتسويتيا وممارسة حؽ اإلضراب ،الجريدة الرسمية عدد .68
3
األمر رقـ 03 06/مؤرخ في 19جمادى الثانية عاـ 1427الموافؽ 15جويمية 2006الـ ،تضـ ف القانوف
األساسي العاـ لموظيفة العمومية ،الجريدة الرسمية عدد 46
76
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
القضاء اإلداري في فرنسا كاف لو الفضؿ في إظيار النظريات التي تخدـ مبدأ حسف سير
المرفؽ بانتظاـ واطراد مف خبلؿ نظرية الظروؼ الطارئة ونظرية الموظؼ الفعمي.
في مجاؿ ا لتعاقد ال يعفى المتعاقد مف التزاماتو إال في حالة القوة القاىرة ،وىي الحادث
غير المتوقع الذي ال يمكف دفعو ،وىذه القاعدة ال يمكف العمؿ بيا عمى إطبلقيا في مجاؿ
العقود اإلدارية ،لذا أنشأ القاضي الفرنسي بنظرية الظروؼ الطارئة ،عقب الحرب العالمية
األولى ارتفعت أس عار الفحـ ارتفاعا كبي ار إلى درجة أف شركة اإلضاءة في بوردو وجدت أف
الرسوـ التي تتقاضاىا ال تغطي نفقات اإلدارة وليذا طمبت مف السمطة رفع السعر ولكف
السمطة رفضت وتمسكت بتنفيذ عقد االلتزاـ ،وبمغ األمر مجمس الدولة فإذا بو يقرر مبدأ
جديدا استمده مف دواـ سير المرفؽ العاـ بانتظاـ واطراد مفاده أنو إذا وجدت ظروؼ لـ تكف
في الحسباف وؽ )التعاقد ،وكاف مف شانيا زيادة األعباء المالية الممقاة عمى عاتؽ الممتزـ
إلى حد اإلخبلؿ بتوازف العقد إخبلال جسيما فالمتعاقد الحؽ في أف يطمب مف اإلدارة في
الخسائر .1
ضمانا لمبدأ استم اررية الخدمة العامة صاغ القضاء الفرنسي نظرية الموظؼ الفعمي و
يقصد ب الموظؼ الفعمي شخص يمارس اختصاصا إداريا معينا رغـ وجود عيب جسيـ في
قرار تعييف شغمو ليذه الوظيفة أو لعدـ صدور قرار التعييف. 2وتقتضي مبادئ القانوف إلغاء
جميع تصرفاتو ألنيا صادرة عف غير ذي مختص ،غير أف القضاء وسعيا منو عدـ ارتباؾ
1
سميماف محمد الطماوي ،المرجع السابؽ ،ص 165وما بعدىا
2
عمار بوضياؼ ،المرجع السابؽ ،ص .454
77
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
أداء الخدمات العامة بانتظاـ واطراد أضفى مشروعية عمى ىذه األعماؿ رغـ العيب وميز
بشأف تأصيؿ ىذا القرار بيف حالتيف حالة الظروؼ العادية وحالة الظروؼ االستثنائية.
ففي الظروؼ العادية سمح القضاء الفرنسي باالعتراؼ ببعض األعماؿ الصادرة عف
الموظفيف الواقعييف ،ولقد برر ذلؾ بفكرة العمؿ الظاىر ،اما في الظروؼ االستثنائية أنو إذا
بادر شخص أو مجموعة أشخاص في حاالت استثنائية كالحروب والكوارث ،بالقياـ بأعماؿ
تنتج آثارىا القانونية رغـ انيا صادرة عف شخص أو أشخاص ال يكتسبوف صفة الموظؼ
القانوني ،فإذا حمت بالبمدية ظروؼ استثنائية كالحرب مثبل وتخمى عف أداء الوظيفة أعضاء
مف المجمس البمدي وحؿ محميـ مواطنوف ،فإف عمميـ ينتج آثاره القانونية ،وىو ما أكده
القضاء الفرنسي عمى اساس فكرة الموظؼ الواقعي.
إذا كانت المرافؽ العامة تيدؼ إلى إشباع الحاجات العامة لؤلفراد وكانت ىذه الحاجات
متطورة ومتغيرة باستمرار فإف اإلدارة المنوط بيا إدارة وتنظيـ المرافؽ العامة تممؾ دائماً
تطوير وتغيير المرفؽ مف حيث أسموب إدارتو وتنظيمو وطبيعة النشاط الذي يؤديو بما
يتبلءـ مع الظروؼ والمتغيرات التي تط أر عمى المجتمع ومسايرة لحاجات األفراد المتغيرة
باستمرار .
إف األساس الذي تقوـ عميو سمطة التعديؿ مرتبطة بالقواعد الضابطة لسير المرافؽ
العامة ومف أوليا قاعدة قابمية المرفؽ العاـ لمتغيير والمرفؽ العاـ يقبؿ التغير في كؿ وقت
متى ثبت أف التغير مف شأنو أف يؤدي إلى تحسيف الخدمة التي يقدميا إلى المنتفعيف وفكرة
التعديؿ و ال يحتج عمى التغيير و اكد القضاء االداري المصري ذلؾ ":مف المسمـ قانونا أف
لمجية اإلدارية سمطة وضع األنظمة التي تتوالىا سي ار منتظما ومنتجا وكذلؾ ليا تعديؿ ىذه
78
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
األنظمة بما تراه متفقا مع الصالح العاـ دوف أف يكوف ألحد مف الناس االدعاء بقياـ حؽ
1
مكتسب في استمرار نظاـ معيف"
لقد استقر الفقو والقضاء اإلدارييف عمى االعتراؼ بحؽ اإلدارة ،في إجراء التعديبلت
التي تراىا الزمة وضرورية بيدؼ تطوير المرافؽ العامة ،وليس لموظفي المرافؽ العامة أو
المنتفعيف بخدماتيا حؽ مكتسب يقؼ عقبة في وجو اإلدارة وىي تمارس حقيا في التعديؿ.
يقوـ ىذا المبدأ عمى أساس التزاـ الجيات القائمة عمى إدارة المرافؽ بأف تؤدي خدماتيا
لكؿ مف يطمبيا مف الجميور ممف تتوافر فييـ شروط االستفادة منيا دوف تمييز بينيـ بسبب
الجنس أو الموف أو المغة أو الديف أو المركز االجتماعي أو االقتصادي ،ويستمد ىذا المبدأ
أساسو مف الدساتير والمواثيؽ واعبلنات الحقوؽ التي تقتضي بمساواة الجميع أماـ القانوف وال
تمييز بيف أحد منيـ .
إف المرافؽ العامة التي تقوـ عمى تمبية الحاجيات العامة لتحقيؽ المصمحة العامة والتي
تؤدي خدماتيا بأساليب القانوف العاـ والخاص معا ،وذلؾ تبعا لطبيعة ونوع ىذه المرافؽ
العامة ،تنفرد بنظاـ قانوني يميزىا عف نشاط األفراد والتي يتجمى في مجموعة مف القواعد
الضرورية إلنشائيا وتنظيميا والغائيا ،عبلوة عمى القواعد الضابطة لسيرىا.
يقتضي ىذا المبدأ وجوب معاممة المرفؽ لكؿ المنتفعيف معاممة واحدة دوف تفضيؿ
البعض عمى البعض األخر ألسباب تتعمؽ بالجنس أو الموف أو الديف أو الحالة المالية
وغيرىا ،ويعود السبب لذلؾ إلى أف المرفؽ تـ إحداثو بأمواؿ عامة بغرض أداء حاجة عامة،
1
سميماف محمد الطماوي ،مبادئ القانوف اإلداري ،المرجع السابؽ ،ص 184
79
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
ومف ىنا تعيف عميو أف ال يفاضؿ في مجاؿ االنتفاع بيف شخص وشخص وفئة وأخرى ممف
تتوفر فييـ شروط االنتفاع مف خدمات المرفؽ العاـ.
غير انو ال يتنافى ىذا المبدأ مع سمطة المرفؽ العاـ في فرض بعض الشروط التي
فستوجبيا القوانيف والتنظيمات كالشروط المتعمقة بدفع الرسوـ أو إتباع بعض اإلجراءات أو
تقديـ بعض الوثائؽ ،وعمى ذلؾ ال يعد انتياكا لممبدأ المذكور أف تشترط مؤسسة سونمغاز
عمى المنتفع وثيقة تتعمؽ بالعقار موضوع الخدمة لتتأكد مف توافر الشروط التقنية (البناء
الغير فوضوي) ،كما ال يعد المبدأ انتياكا لمبدأ المساواة أف تفرض إدارة الخدمات الجامعية
عمى الطمبة الراغبيف في الحصوؿ عمى غرفة باألحياء الجامعية أف يقدـ ىؤالء ما يثبوف بو
إقامتيـ العائمية عمى بعد مساف ة حددىا التنظيـ ،وال يعد انتياكا لممبدأ أف تفرض مبالغ مالية
معينة لقاء االنتفاع بالخدمات.1
يترتب عمى ىذا المبدأ حؽ األفراد بااللتحاؽ بالوظائؼ العامة ،وال يجوز فرض شروط
تتعمؽ بالجنس أو الموف أو الديف لبلستفادة مف وظيفة معينة ،فااللتحاؽ بالوظائؼ العامة
اصبح اليوـ يشكؿ حؽ دستوريا يتمتع بو األفراد ،غير أف التمتع بيذا الحؽ ال يمنع المشرع
مف أف يضبط االلتحاؽ بالوظائؼ بشروط محددة تتعمؽ بالحالة السياسية الجنسية والسف
وحسف السيرة السموؾ وغيرىا.
كما يضبطو أيضا بإجراءات معينة كإجراء الدخوؿ في مسابقة ،كما تـ ترسيخ وتأكيد
مبدأ التساوي في االلتحاؽ بالوظائؼ العامة في دستور 1996بموجب المادة 29و 51
منو ،المعدؿ ، 2020كما اكد في االمر 03-06في المادة .74
1
منصور عبد الكريـ ،نظرة مفاىيمية لممرفؽ العاـ في الجزائر،ا لمجمة الج ازئرية لمدراسات التاريخية و القانونية العدديف
االوؿ ة الثاني جواف ،2016ص.181-180
80
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
ىو مبدا نصت ع ميو بعض الدوؿ في بعض المرافؽ و قد اقرىا الفقو في بعض المرافؽ
منيا الصحة و االمف و التعميـ .
واصؿ المبدأ اف الخدمات التي تقدميا الدولة ضرورية جدا لذا يجب تأمينيا بصفة
مجانية ،لكف التطور في نفقات الدولة و متطمبات المردودية و الربح اصبح مف الصعب
تطبيؽ ىذا المبدأ عمى مجاؿ واسع ،يرى بعض الفقياء اف المجانية ال يمكنيا اف تكوف مبدا
مشتركا لكؿ المرافؽ العامة بمختمؼ انواعيا ،فاذا امكف تطبيقيا في المرافؽ العامة االدارية
فانو غير ممكف في المرافؽ العامة الصناعية و االجتماعية .
اف الثمف ىو المقابؿ المالي لمخدمة الذي يدفعو المرتفؽ في حالة المرفؽ العاـ الصناعي و
التجاري ،اما المرافؽ العامة االدارية فاف المقابؿ المالي يكوف بشكؿ رسوـ او اتاوات مثؿ
رسـ التطيير التي يدفعيا المواطف لمبمدية في المقابؿ المرفؽ العاـ الذي تؤمنو البمدية في
مجاؿ القمامات المنزلية.1
درج الفقيو فوداؿ والقضاء عمى ضرورة أف يكوف إنشاء المرافؽ العامة بقانوف أو بناء
عمى قانوف صادر مف السمطة التشريعية أي أف تتدخؿ السمطة التشريعية مباشرة فتصدر
قانوناً بإنشاء المرفؽ.
في الجزائر فاف تحديد السمطة المختصة بإنشاء المرافؽ العامة مرتبطة بمجاؿ توزيع
االختصاصات و الصبلحيات بيف السمطات و ىو ما يعرؼ بمجاؿ القانوف و مجاؿ التنظيـ
ـ 147مف تعديؿ ، 2020فيناؾ بعض المرافؽ تـ إحداثيا بموجب قانوف كالوالية و البمدية
1
ناصر لباد ،الوجيز في القانوف االداري ،المرجع السابؽ ،ص .209
81
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
و أغمبية بموجب تنظيـ كالجامعة ،و عمى المستوى المحمي فاف قانوف البمدية و الوالية
يمنحاف المجالس صبلحية إحداث و إنشاء و تنظيـ المرافؽ العامة المحمية و عمبل بقاعدة
توازي األشكاؿ فاف نياية أو زواؿ المرفؽ يكوف بنفس الطريقة.
عندما تقدـ السمطة العامة عمى إنشاء المرافؽ العامة ،فإنيا تقدر اف ىناؾ حاجة
عامة لمجميور يجب إشباعيا ،وال يستطيع النشاط الفردي القياـ بيذه الميمة عمى الوجو
المطموب أو يعجز كميا عف القياـ بيا ،وقد تقوـ الدولة عمى القياـ بإنشاء المرافؽ العامة
بصرؼ النظر عف امكانياتو ،وذلؾ مف خبلؿ تدخميا في الميداف قدرة النشاط الفردي و
1
االقتصادي
انشاء الم ارفؽ العامة يدخؿ في سمطة اإلدارة التقديرية كمبدأ عاـ ،وقد تمتزـ اإلدارة أحيانا
،بإنشاء بعض المرافؽ العامة وتكوف سمطتيا مقيدة .2كما أف إنشاء المرافؽ العامة يختمؼ
حسبما إذا كانت ىذه المرافؽ عامة وطنية أو مرافؽ عامة محمية.
إف تحديد السمطة المختصة إلنشاء وتنظيـ المرافؽ العاـ ،عمى المستوى الوطني يخضع
لمعيار توزيع السمطات بيف الييئة التشريعية أي البرلماف والييئة التنفيذية أي الحكومة فيي
مسألة تخضع معالجتيا لطبيعة النظاـ السياسي السائد في الدولة. 3فإذا كاف دستور الدولة قد
حدد انشاء المرافؽ العامة بالنظر ألىميتيا يعود لمسمطة التشريعية فإف قاعدة إنشاء المرفؽ
1
عصاـ عمي الدبس ،القانوف اإلداري ،الكتاب األوؿ ماىية القانوف اإلداري -التنظيـ اإلداري ،النشاط اإلداري ،دار
الثقافة لمنشر والتوزيع ،األردف ،2014،ص 140
2
محمود محمد حافظ ،نظرية المرفؽ العاـ ،دار النيضة العربية ،القاىرة، 1982 ،ص 110
3
ناصر لباد ،الوجيز في القانوف االداري ،المرجع السابؽ ،ص.201
82
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
تكوف بموجب نص تشريعي ،اما باقي المرافؽ تعود لمسمطة التنفيذية وتنشا بنص تنظيمي،1
أما بالنسبة لموضع في الجزائر ،فإف إنشاء المرافؽ العامة الوطنية خضع لعدة حاالت
حسب دستور 1989السمطة المختصة بعممية تنظيـ و احداث المرافؽ العمومية في الجزائر
ىي السمطة التنفيذية وفؽ المادة 115لـ تمنح احداث المرافؽ العامة ف وبالتالي فاف
انشاءىا يكوف عمى شكؿ مراسيـ رئاسية او تنفيذية ،اما دستور 1996اضاؼ جديد وه منح
لمسمطة التشريعية انشاء فئات المؤسسات وفؽ المادة 122والتي الزالت الى غاية التعديؿ
2020اضافة الى دور السمطة التنفيذية في ذلؾ.2
بالرجوع الى المادة 149مف قانوف البمدية عمى ما يمي :»......تضمف البمدية سير
المصالح العمومية البمدية التي تيدؼ إلى تمبية إحتياجات مواطنييا وادارة أمالكيا ،وبيذه
الصفة فيي إضافة إلى مصالح اإلدارة العامة ،مصالح عمومية تقنية قصد التكفؿ عمى وجو
الخصوص بما يأتي :
1
عمار بوضياؼ ،المرجع السابؽ ،ص 437
2
ناصر لباد ،الوجيز في القانوف االداري ،المرجع السابؽ ،ص.201
83
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
-اإلنارة العمومية.
-المحاشر.
-النقؿ الجماعي.
-المذابح البمدية
يتـ إنشاء المرافؽ العامة البمدية بإجراء مداولة مف طرؼ المجمس الشعبي البمدي حسب
المادة 52مف قانوف البمدية والمصادقة عمييا مف طرؼ الوالي حسب المادة 55منو ،كما
أنو يجوز لممجالس الشعبية البمدية لبمدتيف أو أكثر ،أف تقرر االشتراؾ في إطار مؤسسة
عمومية مشتركة بيف البمديات الجؿ تحقيؽ الخدمات والتجييزات أو المصالح ذات النفع
المشترؾ بينيا.
84
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
وفؽ المادة 141مف قانوف الوالية :» ........يمكف لموالية أف تنشئ قصد تمبية الحاجات
الجماعية لمواطنييا بموجب مداولة المجمس الشعبي الوالئي مصالح عمومية والئية لمتكفؿ
عمى وجو الخصوص بما يأتي :
-مساعدة ورعاية الطفولة واألشخاص المسنيف أو الذيف يعانوف مف إعاقة وأمراض مزمنة.
-النقؿ العمومي.
-المساحات الخضراء.
يكيؼ عدد ىذه المصالح العمومية وحجميا حسب إمكانيات كؿ والية ووسائميا و
احتياجاتيا « ...كما نصت المادة 146عمى أنو يمكف لممجمس الشعبي الوالئي أف ينشئ
مؤسسات عمومية والئية ،تتمتع بالشخصية المعنوية و االستفبلؿ المالي قصد تسيير مصالح
عمومية ،وحددت المادة 147أنواع المؤسسات العمومية الوالئية بأف تكوف إما مؤسسة
عمومية ذات طابع إداري أو مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري حسب اليدؼ
المرجو منيا .
85
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
إف إلغاء المرفؽ العاـ تعتبر مسألة تقديرية ،تندرج ضمف إختصاص السمطة
المختصة ،فبل يممؾ المنتفعيف مف خدمات المرفؽ الذي تـ إلغاؤه المطالبة ببقائو الف ىذا
اإللغاء يتعمؽ بالمصمحة العامة.
يقصد بإلغاء المرفؽ العاـ ىو وضع حد لنشاطو ،وذلؾ العتراؼ السمطة المختصة
بأنو لـ تعد ىناؾ حاجة االستم ارر وجود المرفؽ العاـ ،و ىو امر متروؾ لتقدير اإلدارة ،أي
تقدر مدى الحاجة أـ عدـ الحاجة إلى المرفؽ والمقارنة بيف ما يحققو مف فائدة وما يتخمؼ
عنو مف ضرر واختيار الوقت المناسب ال لقداـ عمى إلغائو وظروؼ ومبررات اإللغاء .
ويمكف رد أسباب إلغاء المرافؽ العامة إلى ما يمي:1
-دمج مرفؽ عاـ مع مرفؽ عاـ آخر يمارس ذات النشاط أو نشاطا مماثؿ.
-إشباع حاجة جماعية عارضة ومؤقتة ال تتسـ بطابع الديمومة ،حيث تحقؽ الغرض الذي
انشأ مف أجمو المرفؽ العاـ.
-ترؾ إشباع الحاجات العامة التي كاف يتوالىا المرفؽ العاـ لمنشاط الخاص.
لـ يحدد المشرع الجزائري كيفية إلغاء المرافؽ العامة ،وتطبيقا لمقواعد العامة فإف اإللغاء
يتـ بنفس األداة اإلنشاء مف حيث المرتبة والقوة ،بمعنى أنو إذا تـ اإلنشاء بقانوف فيجب أف
1
فاضؿ الي ػ ػ ػػاـ ،محاضرات في القانوف اإلداري ،لمسداسي الثاني ألقيت عمى طمبة السنة أولى ؿ ـ د ،كمية الحقوؽ ،
جامعة 8ماي 1948قالمة ،2018/2017،ص.20
86
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
يكوف اإللغاء بقانوف ،أو بأداة أعمى فإذا تـ اإلنشاء بقرار بمدي فقد يكوف اإللغاء بقرار والئي
بما أف الوالية ىي جية وصاية بالنسبة لمبمدية.
عندما يتـ إلغاء المرفؽ العاـ فإف أموالو تعود إلى الجية التي نص عمييا القانوف
الصادر بإلغائو ،فإف لـ ينص عمى ذلؾ فإف أمواؿ المرفؽ تعود إلى أمواؿ الشخص اإلداري
الذي كاف يتبعو ىذا المرفؽ.1
ا ما مصير الموظفيف فإنو يتـ نقميـ إلى مرفؽ عاـ آخر ،أو إنياء خدماتيـ وتسوية
حقوقيـ الوظيفية وتعويضيـ بناء عمى مبدأ تحقيؽ المساواة بيف المواطنيف أماـ التكاليؼ
واألعباء .
اف المرافؽ العامة أنواع مختمفة ،لذا تتابيف أساليب تسييرىا ،الختيار طريقة مف الطرؽ
تراعي اإلدارة اعتبارات متعددة :سياسية واجتماعية واقتصادية ،ففي الدولة الميبرالية
الكبلسيكية كانت األساليب تنحصر في االستغبلؿ المباشر ،وفي استمزاـ بعض المرافؽ
االقتصادية ،ثـ تنوعت طرؽ إدارة المرفؽ العامة ،تحت تأثير األفكار االشتراكية و تدخؿ
الدولة المكثؼ في المجاؿ االقتصادي و االجتماعي ،فظيرت أساليب جديدة في التسيير،
تعتمد التأميـ والمؤسسات والمنشآت العمومية واالقتصاد المختمط ،ومع تراجع األفكار
االشتراكية وتفوؽ األفكار الميبرالية التي تنادي بخوصصة طرؽ تسيير المرافؽ العامة و
اخضاعيا لقواعد ا المنافسة ،قامت الدولة بفتح المجاؿ لمقطاع الخاص بالمشاركة في
تسيير المرافؽ العامة.
1
مازف راضي ليمو ،القانوف اإلداري ،منشورات األكاديمية العربية في الدنمارؾ، 2008 ،ص .77
87
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
بالتالي يمكف أف التمييز بيف األساليب عديدة في تسيير واستغبلؿ المرافؽ العامة.
المطمب األول :األساليب العامة إلدارة المرفق العام اي الطرق التقميدية :
اف الطرؽ العامة إلدارة وتسيير المرافؽ العامة تكوف مف قبؿ الدولة بنفسيا وىذه الطرؽ
العامة تتخذ شكميف أو صورتيف ىما :االستغبلؿ المباشر و المؤسسة العامة.
يعتبر االستغبلؿ المباشر الشكؿ العادي لتسيير المرفؽ العاـ ،ويقصد بو أف تقوـ الدولة
أو الجماعة المحمية بإدارة المرفؽ مستعينة بأمواليا وموظفييا ومستعممة في ذلؾ وسائؿ
القانوف العاـ .1إف أسموب اإلدارة المباشرة ،يتبع عادة في إدارة المرافؽ العمومية التقميدية أي
اإلدارية ،وذلؾ ألنيا غير مربحة و ترى الدولة أنو مف الخطورة التنازؿ عنيا سواء
بإخضاعيا لمتخصص أو بتوكيميا لؤلفراد.
اال أف ىذا ال يمنع مف استخداـ أسموب اإلدارة المباشر في عدد مف المرافؽ العامة
التجارية والصناعية سواء كانت تابعة لمدولة أو الجماعات المحمية ،إذا رأت ىذه األخيرة
مصمحة في ذلؾ .2
اف ما يميز أسموب التسيير المباشر في مختمؼ أشكالو أف المرفؽ العاـ ضمف ىذا
األسموب ال يتمتع بالشخصية المعنوية ،بحيث تتولى اإلدارة سواء كانت إدارة مركزية
كالو ازرات أو إدارة ال مركزية إقميمية كالبمديات ،القياـ بالنشاط المرفؽ العاـ بنفسيا ولحسابيا،
فتتولى تنظيـ المرفؽ وتشغيؿ وتعييف موظفيو وتمويمو وتتحمؿ مخاطر التشغيؿ والمسؤولية
1
محمد سميماف الطماوي ،المرجع السابؽ ،ص.61
2
ناصر لباد ،المرجع السابؽ ،ص .211
88
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
عف األضرار التي يسببيا المرفؽ لمغير وتدخؿ في عالقة مباشرة بالمنتفعيف بخدمات المرفؽ
العاـ الذي تسيره تسيي ار مباش ار.1
بالتالي فاف موظفو المرافؽ العمومية المسيرة تسيي ار مباش ار ىـ موظفوف عموميوف
يخضعوف لقانوف الوظيفة العامة بكؿ ما يحممو مف حقوؽ والتزامات،و تعتبر كؿ امبلؾ
المرفؽ العاـ امبلكا عمومية تخضع ألحكاـ الدوميف العاـ ،و الق اررات التي تصدرىا ق اررات
إدارية ،و العقود التي تبرميا عقود إدارية،و القضاء اإلداري ىو المختص بالمنازعات
المتعمقة بيا ،و تعتمد في تمويميا عمى الميزانية العامة لمدولة أو عمى ميزانية الجماعة
2
المحمية ،ومف ثـ تخضع لقواعد المحاسبة العمومية ولمرقابة عمى المالية العمومية
تعرؼ المؤسسة العامة عمى أنيا " :شخص معنوي خاضع لمقانوف العاـ وىي مكمفة
بتسيير مرفؽ عاـ ".ويعرفيا سميماف الطماوي بأنيا " :مرفؽ عاـ يدار عف طريؽ مؤسسة
عامة ،يتمتع بالشخصية المعنوية ولقد أطمؽ عمييا الفقو بالبلمركزية المرفقية التقنية كمقابؿ
1
عمار بوضياؼ ،المرجع السابؽ ،ص .458
2
بعمي محمد الصغير ،المرجع السابؽ ،ص .268
3
عمار بوضياؼ ،الوجيز في القانوف االداري ،المرجع السابؽ.461 ،
89
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
لبلمركزية اإلقميمية ،حيث تفوض الدولة لشخص معنوي عاـ تسيير مرفؽ عاـ ،وذلؾ بمنحيا
استقبللية مالية و ادارية في اطار التخصص بيدؼ تحسيف الخدمة العمومية .وىي بذلؾ
تختمؼ عف التسيير المباشر ،كونيا تتمتع بالشخصية المعنوية ،ينتج عمى استقبللية
المؤسسة عف الدولة جممة مف النتائج: 1
-االستقالل المالي :تتمتع المؤسسة العامة بذمة مالية مستقمة عف الدولة أو الجماعة
اإلقميمية المنشئة ليا ،فيي مستقمة في تحصيؿ إيراداتيا و في اإلنفاؽ .
-الستقالل اإلداري (األجيزة) :تقوـ المؤسسة العامة عمى أجيزة إدارية خاصة بيا وتتكوف
ىذه األجيزة بصفة عامة ،مف جياز تداولي يتمثؿ في مجمس اإلدارة مكوف مف ممثمي
الو ازرات المعنية بالمجاؿ ،معينة مف قبؿ الوصاية وىو المسؤوؿ عف اختيار االستراتيجيات
وتحديد برنامج النشاط وكذا اتخاذ كافة الق اررات ،وجياز تنفيذي يتمثؿ في المدير وقد
يساعدوه معانوف وىو المسؤوؿ عف تنفيذ ق اررات مجمس اإلدارة ويمارس السمطة السممية عمى
الموظفيف وىو كذلؾ اآلمر بالصرؼ فيما يخص ميزانية المؤسسة العامة .
كما يكوف ليا حؽ قبوؿ اليبات والوصايا ،و يكوف ليا حؽ التعاقد دوف الحصوؿ عمى
رخصة ،و ليا حؽ التقاضي،و تتحمؿ نتائج أعماليا وتسأؿ عف األفعاؿ الضارة التي تمحؽ
بالغير.
لقد سمحت المادة 146مف قانوف الوالية بأنو يمكف لممجمس الػشػعبي الػوالئي أف
يػنشئ مػؤسسػات عػمػوميػة تتػمػتع بػالشػخػصػية المػعػنػوية واالستقبلؿ المالي ،قصد تسيير
المصالح العمومية ،كما نصت المادة 153مف قانوف البمدية بأنو يمكف البمدية أف تنشئ
مؤسسات عمومية بمدية تتمتع بالشخصية المعنوية والذمة المالية المستقمة مف أجؿ تسيير
مصالحو.
1
.214 ناصر لباد ،المرجع السابؽ ،ص
90
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
أ -قيد التخصص :تنشأ المؤسسة العامة ميما كاف مجاؿ تدخميا مف أجؿ القياـ بأعماؿ
محددة في نص إنشائيا ،فيي ممزمة بأف ال تتجاوز مجاؿ نشاطيا أو استعماؿ ذمتيا لمياـ
أخرى .فالقانوف أو التنظيـ يحدد بدقة مجاالت التدخؿ .
ب -نظام الوصاية :إذا كانت المؤسسة العامة تتمتع باالستقبللية بما أنيا تمثؿ البلمركزية
في جانبيا المرفقي فإف ذلؾ ال يعني قطع كؿ عبلقة بينيا وبيف سمطة الوصاية ،بؿ تبقى
المؤسسة خاضعة لنظاـ الوصاية ،فمف حؽ اإلدارة العامة المركزية أف تراقب نشاطيا
بيدؼ التأكد مف عدـ خروجيا عف المجاؿ المحدد ليا .وضمانا لسبلمة و مشروعية أعماؿ
المؤسسات العمومية ،وحفاظا عمى متطمبات وحدة نظاـ الدولة اإلدارية ولكف يجب أف
تمارس اإلدارة العامة المركزية الوصاية ،في حدود القانوف تطبيقا لقاعدة "ال وصاية بدوف
قانوف" .و قد تكوف ىذه الوصاية عمى األشخاص أو األعماؿ المصادقة عمى المداوالت ذات
األىمية ،فيي وصاية مالية وتقنية أي حسب طبيعة نشاط المؤسسة.
إف االتجاه إلى القطاع الخاص إلدارة المرفؽ العامة يتزايد بشكؿ واضح في إطار
عالمي جديد ،ويرجع ىذا االتجاه رغبة الدوؿ في البحث عف وسائؿ لتمويؿ المشروعات
والثقة في القطاع الخاص مف حيث إمكانياتو المالية وقدراتو الفنية وكفاءتو في اإلدارة ،والى
أف إدارة المرافؽ العامة بواسطة القطاع الخاص أصبحت أداة لتحقيؽ سياسة تحرير
االقتصاد.2
1
عمار بوضياؼ ،الوجيز في القانوف االداري ،المرجع السابؽ.460 ،
2
الياـ فاضؿ ،المرجع السابؽ ،ص.46
91
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
نتيجة لمتغيرات التي عرفتيا الجزائر منذ 1989و استجابة لمتحوالت االقتصادية التي
نجـ عنيا االنتقاؿ مف النظاـ االشتراكي المعتمد عمى أساليب التسيير المباشر لممرافؽ
العامة ،إلى النظاـ الميبرالي قامت الدولة بإفساح المجاؿ لمقطاع الخاص بالمشاركة في
تسيير المرافؽ العامة و ذلؾ عف طريؽ البحث عف أسموب فعاؿ يغطي النقائص التي عرفيا
التسيير الكبلسيكي واالختبلالت التي واجيتو مف حيث نوعية التسيير ،الموارد البشرية...الخ
و ذلؾ عف طريؽ االعتماد عمى تقنية التفويض كأسموب جديد لتسيير المرافؽ العامة .1
مصطمح تفويض المرفؽ العاـ مصطمحا جديدا في النظاـ القانوني قديما في تطبيقاتو،
و لما كاف بيذه الصفة ،وجب األمر التعرض لتعريفو وكذا تحديد أشكالو أو صوره .
يعتبر تفويض المرفؽ العاـ أحد أىـ أوجو الشراكة االقتصادية بيف القطاع العاـ و
القطاع الخاص في ميداف المرافؽ العامة ،اال أف الفقو و االجتياد مازاؿ في طور بمورة ىذا
المفيوـ وتحديد األسس التي يقوـ عمييا .واستعمؿ مصطمح تفويض المرفؽ العاـ ألوؿ مرة
في سنوات الثمانينات في كتابو المرافؽ العمومية المحمية J-M AUBY مف طرؼ األستاذ
ولقد عرفو بأنو العقد الذي ييدؼ إلى تحقيؽ األىداؼ التالية : 2
-أف يعيد إلى شخص آخر يطمؽ عميو تسمية صاحب التفويض ،تنفيذ ميمة المرفؽ العاـ
والقياـ باستغبلؿ ضروري لممرفؽ .اقامة عبلقة مباشرة مع المستفيديف .
1
الياـ فاضؿ ،المرجع السابؽ ،ص47
2
Auby Jean François, les services publics locaux ,P.U.F, , Paris, 1987, P.1.
92
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
-أف يتحمؿ صاحب التفويض مسؤولية تشغيؿ المرفؽ العاـ و الذيف تؤدى إلييـ الخدمات
مقابؿ تأديتيـ لتعريفات محددة.
-أف يتقيد صاحب التفويض بالمدة المحددة و التي تعكس االستثما ارت التي ييدؼ إلى
تغطيتيا.
كما يعرفو Braconnier Stéphaneبأنو "عقد يفوض بموجبو شخص معنوي خاضع
لمقانوف العاـ يسمى المفوض ،لمدة محدودة تسيير مرفؽ عاـ ،يتولى مسؤوليتو لشخص
معنوي خاضع لمقانوف الخاص يسمى المفوض إليو ،فيخوؿ لو حؽ تحصيؿ أجرة مف
المرتفقيف أو تحقيؽ أرباح مف التفويض المذكور أو بيما معا.1
لقد كرس المشرع الفرنسي تقنية تفويض المرافؽ العامة منذ القرف الماضي عندما
لجأ إلى تفويض أشخاص القانوف الخاص إلدارة بعض المرافؽ العامة ذات الطابع الصناعي
والتجاري لكف دوف وضع نظاـ قانوني لضبط ىذا األسموب إال في مطمع التسعينات مف
خبلؿ بعض القوانيف فأورد المشرع الفرنسي تعريفا واضحا لتفويض المرافؽ العامة في
المادة 38مف قانوف sapinLoiلسنة 1993كاآلتي " :تفويض المرفؽ العاـ ىو العقد الذي
يعيد بموجبو شخص مف أشخاص القانوف العاـ إلى شخص عاـ أو خاص تسيير مرفؽ
عاـ ،بمقابؿ مالي مرتبط باستغبلؿ المرفؽ.2
لقد ظير ألوؿ مرة مصطمح التفويض في الجزائر في قانوف المياه لسنة 2005حيث
كرس قسـ بعنواف تفويض الخدمة العمومية ،ثـ نص عميو صراحة في قانوف البمدية -11
10في المادة " : 2/150يمكف تسيير ىذه المصالح مباشرة في شكؿ استغبلؿ مباشر
1
عن الهام فاضلBraconnier Stéphane, droit des services publics, presse universitaire de France, paris, 2004, p.413. ،
المرجع السابق ،ص84
2
la loi n° 93-122, du 9 janvier 1993, relative à la prévention de la corruption et à la transparence de la vie
économique et des procédures publiques, JORF n° 25, du 30 janvier 1993 . « Une délégation du service public
est un contrat par lequel une personne de droit public confie la gestion d’un service public dont elle a la
responsabilité à un délégataire public ou privé, dont la rémunération est substantiellement liée aux résultats de
عن الهام فاضل ،المرجع السابق ،صl’exploitation du service... »84
93
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
او في شكؿ مؤسسة عمومية بمدية او عف طريؽ االمتياز او التفويض ،ثـ وضع المشرع
الجزائري ألوؿ مرة نظاـ قانوني خاص بتقنية التفويض ،بموجب المرسوـ الرئاسي 247-15
المتضمف تنظيـ الصفقات العمومية وتفويضات المرفؽ العاـ ، 1حيث خولت المادة 207
الشخص المعنوي الخاضع لمقانوف العاـ و المسؤوؿ عف مرفؽ عاـ ،أف يقوـ بتفويض تسيره
إلى المفوض لو ،ينصب موضوعو عمى تفويض تسييره أو إنجاز منشآت أو اقتناء ممتمكات
ضرورية لسير عممو ،وذلؾ مالـ يوجد نص قانوني مخالؼ ،ويتـ التكفؿ بأجر المفوض لو
بصفة أساسية مف استغبلؿ المرفؽ ،وتقوـ السمطة المفوضة بتفويض تسيير المرفؽ بموجب
اتفاقية ،وبيذه الصفة يمكف السمطة المفوضة أف تعيد لممفوض لو إنجاز منشآت أو اقتناء
ممتمكات ضرورية لسير عمؿ المرفؽ العاـ .
ومف خبلؿ ىذا التعريؼ الذي أورده المشرع الجزائري فإف تفويض المرفؽ العاـ يقوـ
عمى العناصر التالية : -أطراؼ عقد تفويض المرفؽ العاـ :يتمثؿ أطراؼ ىذا العقد في
الشخص المعنوي الخاضع لمقانوف العاـ المسؤوؿ عف مرفؽ عاـ مف جية ،والمفوض لو مف
جية ثانية ،لـ يقيده المشرع بشكؿ خاص ،ربما حتى يفسح مجاؿ التعاقد أماـ كؿ متعامؿ
تتوافر فيو الشروط والمعايير البلزمة لمتفويض سواء كاف مف الوطنييف أو األجانب.2
في 2018صدر المرسوـ التنفيذي 199-18المتعمؽ بتفويض المرفؽ العاـ 3و عرفو
في المادة «:2يقصد بتفويض المرفؽ العاـ في مفيوـ ىذا المرسوـ تحويؿ بعض المياـ غير
السيادية التابعة لمسمطات العمومية لمدة محددة الى المفوض لو المذكور في المادة 4ادناه
بيدؼ الصالح العاـ».
1
المرسوـ الرئاسي 247 /15الصادر بتاريخ 16سبتمبر 2015المتضمف تنظيـ الصفقات العمومية وتفويضات
المرفؽ العاـ ،ج ر ،العدد 18
2
الياـ فاضؿ ،المرجع السابؽ ،ص50-49
3المرسوـ التنفيذي 199 -18ا لمؤرخ في 2018/08/02المتعمؽ بتفويض المرفؽ العاـ ،ج ر .48
94
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
اف نص المادة 4حددت االشخاص المفوض ليـ وىـ :شخص معنوي عاـ او شخص
معنوي خاص خاضع لمقانوف الجزائري و اف تبرـ معو السمطة المفوضة اتفاقية التفويض.
كما ينصب موضوع عقد التفويض المرفؽ العاـ عمى استغبلؿ المرفؽ وتسييره وفقا
لميدؼ مف إنشائو تحت إشراؼ ورقابة السمطة المفوضة ،ىذا يعني أف تفويض المرفؽ العاـ
ينصب عمى تفويض التسيير دوف أف يتـ التنازؿ عف المرفؽ كمية فعند نيايتو تصبح كؿ
ممتمكات واستثمارات المرفؽ العاـ ممكا لمشخص المعنوي العاـ المعني .
يعتبر المقابؿ المالي مف أبرز حقوؽ المفوض لو ويكوف مرتبطا بعوائد استغبلؿ
المرفؽ ،ويأخذ في الغالب صورة أتاوى يحصؿ عمييا مف المنتفعيف بخدمة المرفؽ .و يشكؿ
ارتباط المقابؿ الماؿ بنتائج االستغبلؿ ،معيا ار لمتمييز بيف عقد تفويض المرفؽ 2العاـ
والصفقات العامة ، 1وفي حاؿ شكؿ المقابؿ المالي الذي يحصؿ عميو صاحب التفويض
ثمنا لمخدمات المؤدية دوف أف يتحمؿ صاحب التفويض أية مخاطر فنكوف بصدد صفقة
عامة وليس عقد تفويض مرفؽ عاـ ،وىذا ما أكد عميو القضاء اإلداري الفرنسي في عدد مف
القضايا التي عرضت عميو ،اما فيما يخص مدة عقد تفوض المرفؽ العاـ فالمستقر عميو
فقيا وقضاء وقانونا أف عقد تفويض المرفؽ العاـ مف العقود المؤقتة المدة.
ال يمكف تحديد قائمة باألنشطة التي يمكف أف تكوف موضوعا لعقد تفويض المرفؽ
العاـ ،سواء في فرنسا أو في أي دولة أخرى إال أف الفقو و االجتياد قد حددا مجموعة مف
الضوابط لممرافؽ العامة القابمة لمتفويض وىي :2
-ال يجوز تفويض إدارة واستغاؿ المرافؽ العامة الدستورية ،كمرفؽ العدالة والدفاع والشرطة
االرتباطات بسيادة الدوؿ.
1
الياـ فاضؿ ،المرجع السابؽ ،ص.50
2
ضريفي نادية ،تسيير المرفؽ العاـ والتحوالت الجديدة ،دار بمقيس ،الجزائر.135 ،2010،
95
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
-ال يجوز أف يكوف موضوع عقد تفويض المرافؽ العامة تحصيؿ جباية اإليرادات العامة
التي يكوف ليا الطابع الضريبي.
-ال يجوز تفويض إدارة المرفؽ العاـ التي تحتكر إدارتيا و استغبلليا الدولة أو أحد
أشخاص القانوف العاـ .
-1عقد االمتياز:
يعتبر عقد االمتياز مف أىـ العقود اإلدارية الرتباطو الوثيؽ بتسيير المرفؽ العمومي ،و
األصؿ أف اإلدارة ىي المكمفة بإدارتو ولكف استثناء سمح لمخواص بتسييره .
اتفؽ فقياء القانوف اإلداري عمى أف عقد امتياز المرافؽ العمومية ىو أشير العقود ،
عرفو محمد سميماف الطماوي « بأنو عقد إداري يتولى الممتزـ -فردا كاف أو شركة -
بمقتضاه وعمى مسؤوليتو إدارة مرفؽ عاـ اقتصادي ،واستغبللو مقابؿ رسوـ يتقاضاىا مف
المنتفعيف ،مع خضوعو لمقواعد األساسية الضابطة لتسيير المرافؽ العامة ،فضبل عف
الشروط التي تضمنيا اإلدارة عقد االمتياز «.1
1
ص.106 محمد سميماف الطماوي ،األسس العامة لمعقود اإلدارية ،مطبعة جامعة عيف الشمس ،الطبعة الخامسة1991 ،
96
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
اف محؿ عقد االمتياز وفؽ ىذا النعريؼ قد حصر في المرافؽ العامة االقتصادية فقط،
وبالتالي استبعاد المرافؽ العامة اإلدارية الف تكوف محؿ لعقد االمتياز اإلداري ،كما أنو
يقصر منح االمتياز إال عمى األشخاص الخاصة فرد أو شركة دوف األشخاص العامة ،كما
عرفو أحمد محيو « :االمتياز ىو اتفاؽ تكمؼ اإلدارة بمقتضاه شخصا طبيعيا أو اعتباريا
بتأميف تشغيؿ مرفؽ عاـ ىدفو تسيير مرفؽ عاـ ،وىو أسموبا لمتسيير يكمف االمتياز بتولي
شخص يسمى صاحب االمتياز أعباء مرفؽ خبلؿ فترة مف الزمف فيتحمؿ النفقات ويتسمـ
الدخؿ الوارد مف المنتفعيف بالمرفؽ.»1
اما مف الناحية التشريعية فقد حدد المشرع الجزائري عقد االمتياز في عدة نصوص
قانونية وتنظيمية منيا :2
قانوف المياه :2005 3المادة 101منو تطرقت لمنح امتياز الخدمات العمومية لممياه
دوف تعريؼ عقد االمتياز ولكف بالرجوع إلى المادة 76المتضمنة النظاـ القانوني المتياز
استعماؿ الموارد المائية نجدىا عرفت عقد االمتياز بأنو« عقد مف عقود القانوف العاـ ،لكؿ
شخص طبيعي أو معنوي خاضع لمقانوف العاـ أو القانوف الخاص يقدـ طمبا بذلؾ طبقا لدفتر
الشروط المحددة في ىذا القانوف والكيفيات التي تحدد عف طريؽ التنظيـ« .
التعميمة 1994المتعمقة بامتياز المرافؽ العامة المحمية وتأجيرىا ،4و التي و ضعت
نظاـ قانوني لبلمتياز و جعمت منو األسموب األكثر مبلئمة والمفضؿ لتسيير المرافؽ العامة
المحمية ،وعرفتو بأنو«...عقد تكمؼ بمقتضاه الجية اإلدارية المختصة فردا أو شركة خاصة
1
أحمد محيو ،محاضرات في المؤسسات اإلدارية ،الطبعة الرابعة ،ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1986 ،ص
.144
2
الياـ فاضؿ ،المرجع السابؽ ف ص 53وما بعدىا.
3
قانوف رقـ 12 – 05المؤرخ في 4أوت ،2005يتعمؽ بالمياه ،الجريدة الرسمية ،العدد 60
4
التعميمية رقـ ، 842/ 94.03مؤرخ في 7ديسمبر ،1994تتعمؽ بامتياز المرافؽ العامة المحمية وتأجيرىا ،صادرة عف
الو ازرة الداخمية و الجماعات المحمية
97
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
بإدارة مرفؽ عاـ واستغبللو لمدة معينة مف الزمف بواسطة عماؿ وأمواؿ يقدميا صاحب
االمتياز "الممتزـ" ،عمى مسؤوليتو مقابؿ رسوـ يدفعونيا المنتفعوف مف خدماتو وذلؾ في إطار
النظاـ القانوني الذي يخضع لو المرفؽ«.
بصدور المرسوـ الرئاسي ، 247 -15ظير لبلمتياز مدلوال »واضحا ودقيقا حيث جاء
فيو أف االمتياز عقد تعيد بمقتضاه السمطة المفوضة لممفوض لو إما إنجاز منشآت أو اقتناء
ممتمكات ضرورية إلقامة المرفؽ العاـ و استغبللو ،ما تعيدوا لو فقط باستغبلؿ المرفؽ العاـ،
حيث يستغؿ المرفؽ العاـ باسمو و بأموالو وعمى مسؤوليتو ،تحت مراقبة «السمطة المفوضة،
لقاء أتاوى محددة يتقاضاىا مف مستخدمي المرفؽ العاـ.
اما بصدور المرسوـ التنفيذي 199-18عرفت المادة 53االمتياز بانو الشكؿ الذي تعيد
مف خبللو السمطة المفوضة لممفوض لو اما انجاز المنشآت او اقتناء ممتمكات ضرورية
إلقامة المرفؽ العاـ و استغبللو او استغبلؿ مرفؽ عاـ ،باسمو و عمى مسؤوليتو ويتحصؿ
عمى اتاوى مف مستعممي المرفؽ العاـ.
-أطراف االمتياز :ىما السمطة المفوضة مف جية ،والتي تتمثؿ في الشخص المعنوي
العاـ ) الدولة ،جماعة محمية ،مؤسسة عامة ،ومف جية أخرى المفوض لو صاحب االمتياز
والذي لـ يحدد المرسوـ الرئاسي 247-15ىؿ ىو مف أشخاص القانوف الخاص أـ يستوي
أف يكوف مف أشخاص القانوف الخاص أو العاـ ،بالرجوع الى المرسوـ التنفيذي199-18
حددت المادة 4منو االشخاص المفوض ليـ تسيير المرفؽ العاـ و تتمثؿ في الشخص
المعنوي العاـ او الشخص المعنوي الخاص لكف اشترط اف يكوف ىذا الشخص خاضع
لمقانوف االداري واف تبرـ معو السمطة المفوضة اتفاقية التفويض.
98
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
تتمتع السمطة المفوضة بسمطات استثنائية خوليا القانوف ،حتى ولو لـ يتضمنيا العقد
قصد الحفاظ عمى المصمحة العامة دوف مراعاة رضا الطرؼ األخر ،رغـ أف ىناؾ مف الفقو
الكبلسيكي مف انتقد ىذه السمطات االستثنائية المسمـ بيا لئلدارة ألنيا تعتبر طرؼ في العقد،
وبالتالي يجب احتراـ مبدأ العقد شريعة المتعاقديف ،لكف سرعاف ما تراجعوا عف ىذا الرأي،
بأف عقد االمتياز ليس مثؿ عقود القانوف الخاص وانما يعتبر عقد إداري مركب يتضمف
1
شروط الئحية وأخرى تعاقدية.
-موضوع االمتياز :ىو تسيير مرفؽ عاـ واستغبللو وبناء المنشآت الضرورية لمتسيير
وكذا التجييزات البلزمة لبلستغبلؿ ،فصاحب االمتياز ال يقتصر دوره عمى التسيير بؿ يتعداه
إلى إنشاء المرفؽ في حد ذاتو ثـ ادارتو و استغبللو لتحصيؿ ما أنفقو في البناء ،أي
يتحمؿ صاحب االمتياز كؿ االستثمارات المبدئية المتعمقة بالمرفؽ العاـ .فالمشروع محؿ
االمتياز يبقى محتفظا بصفتو مرفقا عاما ،رغـ أف تسييره قد تـ مف طرؼ أحد أشخاص
القانوف العاـ أو القانوف الخاص ،ولكف تحت الرقابة الدائمة لئلدارة مانحة االمتياز.
-مدة العقد :المبلحظ اف المشرع اغفؿ تحديد مدة العقد غير انو في المرسوـ 199-18
حدد مدتو في 30سنة مع امكانية تمديدىا بشروط نص عمييا في المادة 52كمايمي:
1
فاضؿ الي ػ ػ ػػاـ ،محاضرات في القانوف اإلداري ،المرجع السابؽ ،ص.54
99
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
-يجب اف يكوف سبب التمديد انجاز استثمارات مادية غير منصوص عمييا في االتفاقية
وتعد السمطة المفوضة تقرير معمؿ بأسباب التمديد.
لـ يحض عقد إيجار المرفؽ العاـ باىتماـ المشرع في الجزائر ،إذ يتضح مف خبلؿ
النصوص التنظيمية والتشريعية ،غياب أي تأطير ليذا النوع مف عقود تسيير المرفؽ العاـ.
وبصدور المرسوـ الرئاسي رقـ 247-15كرس المشرع عقد اإليجار باعتباره شكؿ مف
أشكاؿ تفويض المرفؽ العاـ ،وفي ذلؾ داللة قطعية عمى رغبة الدولة في االستعانة بالقطاع
الخاص في تسيير المرفؽ العامة ،مف خبلؿ تأجير مرافؽ القطاع العاـ لمتعامميف خواص .
يمكف تعريؼ عقد اإليجار بأنو" :االتفاؽ الذي يكمؼ بموجبو شخص عمومي مؤجر
شخص آخر يسمى مستأجر ،استغبلؿ مرفؽ عمومي لمدة معينة مع تقديـ إلييا المنشآت و
االجيزة ويقوـ المستأجر بتسيير واستغبلؿ المرفؽ مستخدما عمالو و اموالو ،و في المقابؿ
تسيير المرفؽ العمومي يتقاضى المستأجر مقابؿ مالي محدد في العقد ،يدفعيا المنتفعيف مف
المرفؽ في شكؿ اتاوة وذلؾ شرطاً اف يدفع المستأجر مساىمة مالية لمشخص العمومي ،
السترجاع مصاريؼ المنشآت واألجيزة األصمية " .ولقد عرفتو المادة 2 /210مف المرسوـ
الرئاسي 247-15بأنو «عقد تعيد بمقتضاه السمطة المفوضة لممفوض لو تسيير المرفؽ
100
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
وصيانتو باسمو وبأموالو وتحت مسؤوليتو ،لقاء أتاوى محددة يتحصؿ عمييا مف مستعممي
المرفؽ العاـ «.ومف ثمة نستخمص عناصر عقد إيجار المرفؽ العاـ،
بالرجوع لممرسوـ 199-18عرفو المشرع في المادة 54بانو الشكؿ الذي تعيد مف خبللو
السمطة المفوضة لو بتسيير و صيانة المرفؽ العاـ مقابؿ اتاوة سنوية يدفعيا ليا ،عمى اف
تقوـ السمطة المفوضة بتمويؿ اقامة المرفؽ العاـ ،ويتحمؿ المفوض لو كؿ المسؤولية .
-أطراف عقد إيجار المرفق العام :المفوض مف جية شخص معنوي عاـ ( والمفوض لو
مف جية ثانية) شخص مف أشخاص القانوف الخاص ،وقد حدد بموجب المادة 4مف المرسوـ
. 199-18
-موضوع عقد إيجار المرفق العام :ينصب عمى تسيير وصيانة المرفؽ العاـ القائـ أي
أف صاحب التفويض ال يتحمؿ إقامة المرفؽ أو المنشآت األساسية المتعمقة بو ،لذلؾ تكوف
مدة عقد إيجار المرفؽ العاـ قصيرة نسبيا ،فغالبا ما يكوف عقد اإليجار متوسط المدى مف
04إلى 13سنة ،غير انو في ظؿ المرسوـ 199-18فاف المشرع حدد مدتو ب 15سنة
كحد اقصى مع امكانية التمديد اذا توافرت الشروط التالية:
-يجب اف يكوف سبب التمديد انجاز استثمارات مادية غير منصوص عمييا في االتفاقية
فتعد السمطة المفوضة تقرير معمؿ.
101
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
-مقابل إيجار المرفق العام :يتمقى المفوض لو المقابؿ المالي مف مجموع اإلتاوات التي
يدفعيا المترفقيف أو المستفيديف مف خدمات المرفؽ العاـ ،عمى أف يكوف مسؤوال عف
استغبلؿ المرفؽ و أف يتحمؿ كافة المخاطر المتوقع حدوثيا ،وال يحتفظ لنفسو بكافة اإلتاوات
و انما يدفع لممؤجر السمطة المفوضة ،مقابؿ مالي ناشئ عف االستغبلؿ وىذا المقابؿ عبارة
عف رسوـ مخصصة لتغطية نفقات اإلدارة أو الجية المفوضة ،مقابؿ استعمالو لممنشآت
العائدة لممرفؽ العاـ ،والتي تكبد الشخص المعنوي العاـ نفقات إقامتيا،و اف مصاريؼ
المنشآت وأعماؿ الصيانة تقع عمى مانح التفويض ،بحيث أف صاحب التفويض ال يقوـ
إنشائيا وال تمويميا وانما يقوـ فقط باالستغبلؿ ،أما عف تكاليؼ الصيانة فيي تقع عمى عاتؽ
المستأجر بحيث يقوـ بالصيانة البلزمة وذلؾ لحسف سير المرفؽ العاـ وتسييؿ استغبللو.
-3عقد التسيير:
بالرجوع الى المرسوـ التنفيذي 199-18نجد المادة 56عرفت عقد التسيير بانو الشكؿ
الذي تعيد فيو السمطة المفوضة مف خبللو لممفوض لو تسيير المرفؽ العاـ او تسييره و
102
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
صيانتو معا ،ال يتحمؿ المفوض اي خطر في عقد التسيير ،ويتـ تمويؿ مف قبؿ السمطة
المفوضة لممرفؽ العاـ بنفسيا مع االحتفاظ بإرادتو.
-موضوع عقد التسيير :عقد التسيير إما تسيير أو تسيير وصيانة المرفؽ العاـ مف قبؿ
المفوض لو ،أما أشغاؿ البناء و التجييزات الضرورية لسير المرفؽ فتتحمميا السمطة
المفوضة بنفسيا ،االستغبلؿ يكوف لحساب السمطة المفوضة وتحت إدارتيا ،أي أف المسير
يقتصر دوره عمى ضماف السير العادي لممرفؽ العاـ.
-المقابل المالي :ال يتقاضى المسير أجره مف المنتفعيف بخدمات المرفؽ و انما يتقاضاىا
مف اإلدارة والذي يكوف محددا بصورة ثابتة وج ازفية مع إمكانية حصولو عمى عبلوات تقدرىا
إنتاجية المرفؽ العاـ.1
1
ضريفي نادية ،المرجع السابؽ ،ص160
103
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
أرباحو ،إذا ىناؾ مشاركة مع اإلدارة في النتائج المالية .ىذا يعني أف أسموب الوكالة
المحفزة ىو أسموب وسط بيف التسيير المباشر واالمتياز.1
ا -تعريف الوكالة المحفزة:
عرفت عمى انيا العقد الذي يعيد فيو الشخص العاـ إلى شخص عاـ أو شخص
خاص إدارة واستغبلؿ مرفؽ عاـ ،بحيث يكوف صاحب التفويض عمى اتصاؿ مباشر مع
المستفيديف مف خدمات المرفؽ العاـ ،ويتولى تنفيذ األعماؿ المتعمقة بالتشغيؿ لحساب
الشخص المعنوي العاـ مانح التفويض مقابؿ أجرة محددة في العقد يدفعيا الشخص العاـ،
وترتبط ىذه الخيرة برقـ األعماؿ المحقؽ.
كما عرفت في المرسوـ الرئاسي 247/15في المادة 210منو عرفت عقد الوكالة
المحفزة بانو « :تعيد السمطة المفوضة لممفوض لو بتسيير أو بتسيير وصيانة المرفؽ العاـ،
ويقوـ المفوض لو باستغبلؿ المرفؽ العاـ لحساب السمطة المفوضة التي تموؿ بنفسيا إقامة
المرفؽ العاـ وتحتفظ بإدارتو ويدفع أجر المفوض لو مباشرة مف السمطة المفوضة بواسطة
منحة تحدد بنسبة مئوية مف رقـ األعماؿ ،تضاؼ إلييا منحة إنتاجية وحصة مف األرباح،
عند االقتضاء و تحدد السمطة المفوضة ،باالشتراؾ مع المفوض لو ،التعريفات التي يدفعيا
مستعممو المرفؽ العاـ و يحصؿ المفوض لو التعريفات لحساب السمطة المفوضة المعنية
العاـ« .
كما عرفيا المشرع في المادة 55مف المرسوـ التنفيذي 199-18بانيا الشكؿ الذي تعيد
فيو السمطة المفوضة لممفوض لو تسيير المرفؽ العاـ او تسييره و صيانتو معا ،حيث يستغؿ
المفوض لو المرفؽ العاـ و يدفع اجر مباشرة مف السمطة المفوضة في شكؿ منحة تحدد
بنسبة مئوية مف رقـ االعماؿ و تضاؼ الييا منحة االنتاجية و عند االقتضاء حصة مف
1
سامي جماؿ الديف ،أصوؿ القانوف اإلداري ،منشأة المعارؼ ،اإلسكندرية ،مصر، 2004 ،ص.542
104
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
االرباح ،كما تحدد السمطة المفوضة باالشتراؾ مع المفوض لو قيمة التعريفات التي يدفعيا
مستخدمو المرفؽ و التي يحصميا لصالح السمطة المفوضة المعنية.
اما مف حيث الخطر يستغؿ لمفوض لو المرفؽ االـ لحساب السمطة المفوضة الذي قد
تعترضو مخاطر تجارية تتعمؽ بإيرادات االستغبلؿ او مخاطر صناعية تتعمؽ باالستغبلؿ و
النفقات المرتبطة بتسيير المرفؽ العاـ ففي ىذه الحالة تتحمؿ السمطة المفوضة وحدىا
مستوى الخطر ،ومدة العقد ىي 10سنوات كحد اقصى قابمة لمتمديد عمى اف التزيد عف
سنتيف.
-اطراف العقد:
العقد يكوف بيف السمطة المفوضة والمفوض لو وينطبؽ عمييما شروط المادة 4مف
المرسوـ التنفيذي 199-18فيما يخص اإليجار و االمتياز والتسيير.
ىو تسيير أو تسيير وصيانة مرفؽ عاـ وىي أعماؿ صيانة عادية مف قبؿ المفوض لو
لحساب السمطة المفوضة و التي تكمؼ بأشغاؿ البناء والصيانة والتجييزات الضرورية
لسير المرفؽ العاـ و ال يقوـ المفوض لو بإدارة المرفؽ العاـ لحسابو وانما لحساب
الشخص المعنوي العاـ ،وال يتمقى المفوض لو المقابؿ المالي مف المنتفعيف مباشرة وانما
السمطة المفوضة ىي التي تدفعو لو .
105
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
ىو عبارة عف المبمغ الذي يتقاضاه المتعاقد مع السمطة العامة ،ودوف األخذ بعيف
االعتبار نجاح أو فشؿ المرفؽ في نشاطو كما يمكف اف يتحصؿ مبمغ وىو عبارة عف
مكافأة إضافية يختمؼ مقدارىا في حالة نجاح المرفؽ وتحقيقو أرباح.
اف أسموب الوكالة المحفزة في تسيير المرفؽ العاـ يشجع المسير لبذؿ كؿ الجيود
لمنيوض بالخدمة العمومية والزيادة مف فاعمية المرفؽ ،ذلؾ أف المقابؿ المالي الذي يحصؿ
عميو المفوض لو في ىذه الحالة ،مرتبطا برقـ األعماؿ واإلنتاجية .1
مف خبلؿ ما سبؽ يتضح اف المرسوـ 199-18حدد احكاـ ابراـ تفويضات المرفؽ
العاـ والمتمثمة في االمتياز و االيجار و التسيير و الوكالة المحفزة ووفؽ المادة 4اف اطراؼ
ىذه العقد متشابيا فاإلدارة المفوضة اختيار الصورة التي تراىا مناسبة غير اف المبلحظ انو
حدد السمطة المفوضة اال في الجماعات المحمية االقميمية و المؤسسات العمومية ذات
الطابع االداري التابعة ليا و المسؤولة عف المرفؽ العاـ او اشخاص معنوية خاضعة لمقانوف
العاـ في اطار تجمع ،غير انيا تختمؼ في عناصر اخرى كما ىو موضح في الجدوؿ:
أحكام التفويض
تسيير المرفق العام تسيير او تسيير و اما انجاز المنشآت او موضوع العقد
او تسيير وصيانتو تسيير و صيانة اقتناء ممتمكات ضرورية
معا صيانة معا المرفق العام لإلقامة مرفق عام و
استغاللو او استغالل
1
ضريفي نادية ،المرجع السابق ،ص .791
106
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
المرفق العام
مدة 13سنوات مع مدة 5سنوات مدة 15سنة مدة 33سنة قابمة مدة العقد
امكانية تمديدىا الى م56 قابمة لمتمديد لمتمديد ب4سنوات كحد
سنتين كحد اقصى ب 3سنوات اقصى و بشروط م52
بشروط كحد اقصى و
م55 بشروط .
م54
يحصل عمى اجر من تمويل المرفق تمويل يمول المفوض لو المقابل المالي
السمطة المفوضة في من السمطة المرفق من المرفق بنفسو و يتحصل
شكل منحة تحدد المفوضة التي السمطة بالمقابل عمى اتاوى من
بنسبة مئوية من رقم تدفع لممفوض المفوضة و مستعممي المرفق العام
االعمال و منحة لو اجر مباشر يتحصل
االنتاجية و عند بالمقابل عمى في شكل منحة
االقتضاء حصة من تحدد بنسبة اتاوة سنوية
االرباح ،اما مئوية من رقم
التعريفات التي االعمال اضافة
يقدميا مستخدمو الى منحة
المرفق تحصل االنتاجية اما
لصالح السمطة االرباح تحتفظ
المفوضة بيا السمطة
المفوضة كما
تتحصل عمى
التعريفات
المستخدمين
يستغل لصاحب ال يتحمل يتحمل المفوض لو يستغل مسؤولية المخاطر
السمطة المفوضة المفوض لو أي المفوض لو المرفق العام باسمو و
بالتالي ىي التي خطر كل مسؤولية عمى مسؤوليتو
تتحمل وحدىا الخطر سواء
المخاطر. تجارية او
107
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
صناعية.
وفؽ المادة 8مف المرسوـ التنفيذي 199-18يتـ ابراـ اتفاقيات تفويض المرفؽ العاـ اما
عف طريؽ طمب المنافسة كقاعدة عامة او التراضي كاستثناء.
يقصد بالطمب عمى المنافسة االجراء الذي ييدؼ الى الحصوؿ عمى افضؿ عرض
بمعنى يقدـ احسف الضمانات المينية و التقنية و المالية حسب سمـ التقييـ المحدد في دفتر
الشروط ،مف خبلؿ وضع عدة متعامميف في المنافسة ،حيث يقوـ الطمب عمى االعبلف ،
و اشترط المشرع في المنافسة اف تكوف وطنية وفؽ المادة .11و تمر عممية المنافسة
بمرحمتيف:1
-تصريح النزاىة.
-تعريؼ كتابي فيما يخص المترشحيف الخاضعيف لمقانوف الجزائري او سبؽ ليـ العمؿ في
الجزائر .
1
المادة 72من المرسوم التنفيذي .755-71
108
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
-كؿ وثيقة تسمح بتقييـ قدرات المترشحيف التي يجب اف تذكر في دفتر الشروط.
-2مرحمة دعوى المترشحيف الذيف تـ انتقائيـ اثناء المرحمة االولى الى سحب دفاتر
الشروط ،وفي حالة عدـ جدوى الطمب عمى المنافسة يمكف لئلدارة اف تعمف عف عدـ جدوى
الطمب عمى المنافسة لممرة االولى و تعيد الطمب بنفس الشروط و االجراءات لممرة الثانية ،
قد حدد المشرع حاالت عدـ جدوى الطمب عمى المنافسة كما يمي:
-اذا تبيف بعد الطمب عمى المنافسة لممرة االولى مثؿ عدـ استبلـ أي عرض ،استبلـ
عرض واحد ،عدـ تطابؽ أي عرض لدفتر الشروط.
-اذا تبيف بعد الطمب عمى المنافسة لممرة الثانية مثؿ عدـ استبلـ أي عرض ،عدـ تطابؽ
أي عرض لدفتر الشروط ،اما اذا استمـ عرض واحد و تبيف مطابقتو لدفتر الشروط فيتـ
قبولو لمتابعة االجراءات.
ثانيا :التراضي
اف اسموب التراضي يعتبر اجراء استثنائي و يمكف اف يأخذ احدى الصورتيف اما التراضي
البسيط او التراضي بعد االستشارة.1
-1التراضي البسيط:
تمجا السمطة المفوضة الى التراضي البسيط في حاالت محددة عمى سبيؿ الحصر وىي:2
-حالة الخدمات التي ال يمكف اف تكوف محؿ تفويض اال لمترشح واحد يحتؿ وضعية
احتكارية.
1
المادة 76من المرسوم التنفيذي .755-71
2
المادتين 20و 27من المرسوم التنفيذي 755-71
109
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
يقصد بو االجراء الذي تقوـ بو السمطة المفوضة مف خبلؿ اختيار ثبلث مترشحيف
مؤىميف عمى االقؿ مف اجؿ التعاقد معيا حيث تمجا السمطة المفوضة ليذا االسموب في
الحاالت االتية:1
-حالة عدـ الجدوى عمى طمب المنافسة لممرة الثانية و في ىذه الحالة يتـ اختيار
المفوض لو مف بيف المترشحيف المؤىميف الذيف شاركوا في الطمب عمى المنافسة.
-عدـ تفويض بعض المرافؽ العامة التي ال تستدعي اجراء طمب عمى المنافسة و التي
يتـ تحديدىا بموجب قرار مشترؾ بيف وزير المالية و الوزير المكمؼ بالجماعات االقميمية
،و يتـ اختيار المفوض لو ضمف قائمة تعدىا مسبقا السمطة المفوضة بعد التأكد مف
قدراتيـ المالية و المينية و التقنية التي تسمح ليـ بتسيير المرفؽ العاـ.
1
المادة 75من المرسوم التنفيذي .755-71
110
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
111
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
.17طعيمة الجرؼ ،القانوف االداري و المبادئ العامة في تنظيـ ونشاط السمطات االدارية ،دار
النيضة العربية ،القاىرة .1978
.18ضريفي نادية ،تسيير المرفؽ العاـ والتحوالت الجديدة ،دار بمقيس ،الجزائر.2010،
.19عادؿ السعيد محمد ابو الخير ،الضبط االداري و حدوده ،مطابع الطوجي التجارية ،القاىرة،
.1993
.20عبد الرؤوؼ ىاشـ بسيوني -نظرية الضبط اإلداري في النظـ الوضعية و الشريعة اإلسبلمية-
دار الفكر الجامعي-الطبعة األولى-اإلسكندرية.2008-
.21عبد الغني بسيوني عبد ااهلل ،القضاء اإلداري ،منشأة المعارؼ ،اإلسكندرية .1997
.22عبد الغني بسيوني عبد اهلل ،القانوف اإلداري ،دراسة مقارنة ،دار المعارؼ اإلسكندرية.1991،
.23عبد الغني بسيوني عبد اهلل ،النظرية العامة في الفانوف االداري –دراسة مقارنة السس و مبادئ
القانوف االداري و تطبيقاتيا في مصر -منشاة المعارؼ -االسكندرية .2003-
.24عصاـ عمي الدبس ،القانوف اإلداري ،الكتاب األوؿ ماىية القانوف اإلداري -التنظيـ اإلداري،
النشاط اإلداري ،دار الثقافة لمنشر والتوزيع ،األردف. 2014،
.25عمار بوضياؼ .،منشورات االكاديمية العربية في الدانمارؾ .2008 ،
.26عمار بوضياؼ ،الوجيز في القانوف اإلداري .جسور لمنشر و التوزيع،الجزائر،ط.2013،
.27عمار عوابدي -القانوف اإلداري-الجزء الثاني -النشاط اإلداري -ديواف المطبوعات الجامعية-
.2000
.28عمار عوابدي ،القانوف االداري ،النشاط االداري ،الجزء 2ديواف المطبوعات الجامعية ،الطبعة
الثالثة ،الجزائر.2005 ،
.29عمار عوابدي ،القانوف اإلداري ،الجزء الثاني ،ديواف المطبوعات الجامعية ،الطبعة الثانية،
الجزائر.2008 ،
.30مازف راضي ليمو ،القانوف اإلداري ،منشورات األكاديمية العربية في الدنمارؾ،
https://www.bibliotdroit.com/2015/12/blog-post_66.html2008
.31محمد الشافعي ابو راس ،القانوف االداري ،دوف طبعة ،دوف سنة
https://www.law4012.com/2019/11/administrative-law.html
.32محمد الصغير بعمي ،الوجيز في القانوف االداري ،دار العموـ لمنشر و التوزيع ،عنابة،
الجزائر.2002،
112
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
.33محمد الصغير بعمي ،القانوف االداري ،التنظيـ االداري ،النشاط االداري ،دار العموـ لمنشر و
التوزيع ،الجزائر.2004 ،
.34محمد الصغير بعمي -القانوف اإلداري -دار العموـ الجزائر.2005 -
.35محمد بدراف ،الطبيعة الخاصة لمضبط االداري ،دار النيضة العربية ،القاىرة.1989 ،
.36محمد بكر حسيف ،الوسيط في القانوف االداري ،الطبعة االولى ،دار الفكر الجامعي،
االسكندرية .2009 ،
.37محمد عاطؼ البنا ،الوسيط في القانوف االداري ،الطبعة الثامنة ،دار الفكر العربي القاىرة ،سنة
.1992
.38محمد عصفور ،البوليس و الدولة ،دار النيضة العربية ،القاىرة.1972 ،
.39محمد عمي الخبللية ،القانوف االداري ،الكتاب االوؿ ،دار الثقافة لمنشر والتوزيع ،الطبعة االولى
،عماف.2015 ،
.40محمد فاروؽ عبد الحميد ،نظري ة المرفؽ العاـ في القانوف الجزائري بيف مفيوميف التقميدي و
االشتراكي ،ديواف المطبوعات الجامعية.
.41محمد فؤاد عبد الباسط ،القانوف االداري ،نشاط االدارة ،تنظيـ االدارة ،دار الجامعة الجديدة
لمنشر االسكندرية .2006 ،
.42محمود حممي ،موجز مبادئ القانوف االداري ،الطبعة االولى.1977 ،
.43محمود محمد الحافظ ،نظرية المرفؽ العاـ ،دار النيضة العربية ،القاىرة.1982 ،
.44مرواف محي الديف القطبي ،طرؽ خصخصة المرافؽ العامة(دراسة مقارنة) ،الطبعة االولى،
منشورات الحمبي الحقوقية ،لبناف.2009،
.45مصمح ممدوح الصرايرة ،القانوف اإلداري ،الكتاب األوؿ ،دار الثقافة لمنشر والتوزيع ،عماف،
. 2014
.46فؤاد مينا ،مبادئ و احكا .القانوف االداري ،مؤسسة شباب الجامعة ،االسكندرية.1980 ،
.47ناصر لباد ،الوجيز في القانوف االداري ،الطبعة الرابعة ،دار المجدد لمنشر و التوزيع.2010 ،
.48ىاني عمي الطيراوي ،القانوف االداري ،دار العمـ و القافة لمنشر و التوزيع ،األردف.2001 ،
.49ىاني عمي الطي اروي ،القانوف االداري ،الجزء، 1الطبعة االولى ،دار الثقافة ،عماف.2009 ،
113
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
المجالت :
.1بالخير دراجي ،عادؿ زياد ،حدود سمطات الضبط االداري لحماية الحقوؽ و الحريات الفردية،
مجمة العموـ القانونية و السياسية ،المجمد ،10عدد.2،2019
.2عمار عوابدي ،الجوانب القانونية لفكرة البوليس االداري ،المجمة الجزائرية لمعموـ القانونية السياسية
و االقتصادية ،العدد .1987 ، 4
.3محمود سعد الديف الشريؼ ،النظرية العامة لمضبط االداري ،مجمة مجمس الدولة ،السنة الحادية
عشر ،القاىرة.1962 ،
.4مريـ بف عباس ،العناصر الحديثة لمنظاـ العاـ في القانوف االداري ،مجمة الباحث لمدراسات
االكاديمية ،المجمد ، 7العدد ،جانفي .2020
.5ف منصور عبد الكريـ ،نظرة مفاىيمية لممرفؽ العاـ في الجزائر ،المجمة الجزائرية لمدراسات
التاريخية و القانونية العدديف االوؿ ة الثاني جواف .2016
المذكرات و االطروحات
.1بوقريط عمر ،زعداوي محمد ،الرقابة القضائية عمى تدابير الضبط االداري ،مذكرة ماجستير في
القانوف العاـ ،كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ،جامعة منتوري قسنطينة.2007-2006 ،
.2جمطي اعمر ،االىداؼ الحديثة لمضبط االداري ،اطروحة دكتوراه في القانوف العاـ ،كمية الحقوؽ
و العموـ السياسية ،جامعة ابي بكر بمقايد تممساف.2016-2015 ،
.3خالؼ وردة ،الرقابة القضائية عمى المشروعية الداخمية لق اررات الضبط اإلداري ،أطروحة لنيؿ
درجة الدكتوراه في العموـ ،جامعة محمد مميف دباغيف ،سطيؼ. 2014، 2
.4سكينة عزوز ،عممية الموازنة بيف اعماؿ الضبط االداري و الحريات العامة ،رسالة ماجستير ،
جامعة الجزائر.1991 ،
.5سنوساوي سمية ،االجتياد القضائي اإلداري ،أطروحة لنيؿ شيادة الدكتوراه في العموـ ،تخصص
قانوف ،كمية الحقوؽ ،جامع الجزائر.2019، 1
114
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
.6ىيثـ سميماف حامد عاشور ،مفيوـ النظاـ العاـ في القانوف االداري ،دراسة مقارنة ،بحث تكميمي
لنيؿ شيادة الماجستير في القانوف ،جامعة النيميف ،كمية الدراسات العميا القانوف.2017 ،
المحاضرات
.1شاكري سمية ،محاضرات في قانوف المرافؽ العامة ،القيت عمى طمبة السنة الثانية شعبة العموـ
القانونية و االدارية ،السداسي االوؿ ،كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ،جامعة محمد لميف دباغي
سطيؼ.2020/2019 ،-2-
.2فاضؿ الي ػ ػ ػػاـ ،محاضرات في القانوف اإلداري ،لمسداسي الثاني ألقيت عمى طمبة السنة أولى ؿ
ـ د ،كمية الحقوؽ ،جامعة 8ماي 1948قالمة.2018/2017،
المؤتمرات
-رمضاف محمد بطيخ -رمضاف محمد بطيخ-الضبط االداري و حماية البيئة ،ندوة دور التشريعات و
القوانيف في حماية البيئة العربية ،الشارقة ،االمارات العربية المتحدة 11-7 ،مايو .2005
الدستور:
القوانين
115
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
المراسيم
التعميمات:
الق اررات:
116
الضبط االداري و المرفق العام: محاضرات القانون فً االداري
ً السداسً الثان- السنة األولى ل م د- د عباس راضية
سايس، قضية والي والية تيزي وزو ضد ج س، 2009/04/15 بتاريخ044612 قرار رقـ.2
.2013 ، منشورات كميؾ،1 الطبعة،3 الجزء، االجتياد الجزائري في القضاء االداري،جماؿ
En Frances
1. Auby Jean François, les services publics locaux ,P.U.F, , Paris, 1987.
2. Braconnier Stéphane, droit des services publics, presse universitaire de
France, paris, 2004,.
3. Jean RIVERO. Droit Administratif : 2eme edition ;Paris ; Dalloz ; 1962 .
4. Maurice HAURIOU.Precis de droit administratif et de droit public, 8
ed.1914
5. Rachid Zouaimia, Marie Christine Rouaoult ; Droit Administratif
;collection droit pratique ;BERTI édition ;2009.
6. Yves GAUDEMET . Traite de Droit Administratif ;tome 1 ;droit
administratif général ; 16edition ;L.G.D.J.D. DELTA2002
7. la loi n° 93-122, du 9 janvier 1993, relative à la prévention de la
corruption et à la transparence de la vie économique et des procédures
publiques, JORF n° 25, du 30 janvier 1993 .
8. Conseil d’Etat,4/1ssr.du 27/01/1988 ;64076.
117
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
الفهرس:
الصفحة الموضوع
11 مقدمة
13 الفصل األول :الضبط اإلداري
14 المبحث األول :ماىية الضبط اإلداري
14 المطمب األول :تعريف الضبط اإلداري و تمييزه عن االنظمة المشابية لو
14 الفرع األول :تعريف الضبط اإلداري
14 اوال :التعريف المغوي
14 ثانيا :التعريف التشريعي
15 ثالثا :التعريف الفقيي
15 -1تعريف الضبط اإلداري وفق الفقو الفرنسي
17 -2تعريف الضبط اإلداري وفق الفقو المصري
09 -3تعريف الضبط االداري وفق الفقو الجزائري
11 الفرع الثاني :تمييز الضبط االداري عن غيره من االنظمة المشابية لو
11 اوال :تمييز الضبط اإلداري عن الضبط التشريعي
12 -1اوجو التشابو بينيما
12 -2اوجو االختالف بينيما
14 ثانيا :تمييز الضبط اإلداري عن الضبط القضائي
15 -1اوجو التشابو بينيما
15 -2اوجو االختالف بينيما
19 ثالثا :تمييز الضبط االداري عن المرفق العام
20 -1اوجو التشابو بينيما
21 -2اوجو االختالف بينيما
21 المطمب الثاني :الطبيعة القانونية لمضبط االداري وخصائصو
21 الفرع االول :الطبيعة القانونية لمضبط االداري
118
محاضرات القانون فً االداري :الضبط االداري و المرفق العام
د عباس راضية -السنة األولى ل م د -السداسً الثانً
88 المطمب األول :األساليب العامة إلدارة المرفق العام اي الطرق التقميدية
88 الفرع األول :االستغالل المباشر
89 الفرع الثاني :أسموب المؤسسة العامة
91 المطمب الثاني :األساليب الخاصة لتسيير المرفق العام
92 الفرع األول :مفيوم تفويض المرافق العامة
92 اوال :تعريف تفويض المرفق العام
96 ثانيا :صور تفويض المرفق العام
118 الفرع الثاني :اساليب ابرام تفويض المرفق العام
118 اوال :الطمب عمى المنافسة
119 ثانيا :التراضي
111 قائمة المراجع
118 الفيرس
123