You are on page 1of 26

‫‪1‬‬

‫الكأاديمية العربية – الدانمارك‬


‫قسم القانون العام‪.‬‬

‫السأس العامة للتنظيم الداري‪.‬‬


‫السأتاذ الدكأتور عمار بوضياف‬

‫محاضرات لطلبة الدراسأات العليا‪ -‬مقياس القانون الداري‬


‫السنة الجامعية ‪2009/2010‬‬

‫مقرر نظرية التنظيم الداري‬

‫مام ل شك فيه أنن التنظيم الدإاري يتأثر ف كل متمع باملظروف السيامسية والجاتمامعية اليطة به‪ .‬وإذا‬
‫كامن مام منيزّ التمعامت القدية هو ظامهرة تركيزّ السلطة بميع أنواعهام و جاوانبهام ف يد واحدة نتيجة‬
‫معتقدات معينة )تأليه اللك( من جاهة‪ ،‬ولضمامن قوة الدولة وتأمينهام من كل خطر قد يداههام من‬
‫جاهة ثامنية‪ .‬فإن الصفة الت تيزّ الدول العامصرة هو اعتافهام لبعض اليئامت الدإارية باملشخصية العنوية‪،‬‬
‫‪2‬‬

‫وباملتامل الستقلل الدإاري و الامل عن الدولة و هذا بدف مسامعدتام )أي الدولة( ف أدإاء مهاممهام‪.‬‬
‫غي أنن هذه الوحدات الدإارية الستقلة ت ربطهام باملجاهزّة الركزّية بتطبيق نظامم الوصامية‪.‬‬
‫و يبج أن ل يفهم من كل هذا أنن نظامم الركزّية الدإارية نظامم عرفتتته التمعتتامت القديتتة‪ ،‬ولت يعتتد لتته‬
‫أي تطبيق فت ظتل الدولتة العامصترة‪ ،‬بل النظتامم الركتزّي ل زال يطبتق فت جاتوانبج كثية نظترا لامسنه كمام‬
‫سيأت البيامن إل جاامنبج النظامم اللمركزّي‪.‬‬
‫وبنتتامءا عليتته فتتإنن التنظيتتم الدإاري فت الدولتتة العامصتترة يأختتذ وجاهتتامن المركأزييية الدارييية و اللمركأزييية‬
‫الدارية‪ .‬نعرض فيمام يأت تعريف كتل نظتامم وأركتامنه وصتوره ومزّايتامه و عيتوبه‪ .‬ولقتد رأينتام معاملتة الستس‬
‫العاممة للتنظيم الدإاري ف ثلثة مبامحث‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬الركزّية الدإارية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اللمركزّية الدإارية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المع بي النظاممي‪.‬‬
‫المبحث الول‪ :‬المركأزية الدارية‪.‬‬

‫‪ ‬تعريفها‪:‬‬
‫يقصد باملركزّية الدإارية قصر الوظيفة الدإارية ف الدولة على مثلتي الكحومتتة فت العامصتتمة وهتتم وزراء‬
‫دإون مشامركة متن هيئتامت أخترى‪ .‬فهتي باملتامل تقتوم علتى توحيتد الدإارة و جاعلهتام تنبثق متن مصتدر واحتد‬
‫‪1‬‬
‫مقره العامصمة‪.‬‬
‫فف تتي ض تتوء النظ تتامم الرك تتزّي تبامش تتر الس تتلطة الركزّي تتة الش تتؤون الوطني تتة و اللي تتة ع تتن طري تتق مثليه تتام فت ت‬
‫العامصتتمة‪ .‬فهتتي إذن تقتتوم علتتى استتتقطامب الستتلطامت الدإاريتتة وتميعهتتام ف ت يتتد شتتخص واحتتد أو هيئتتة‬
‫واحدة‪.‬‬
‫غيت أنتته ل ينبغتتي أن يفهتتم متتن أنن تركيتتزّ الستتلطة يعنت عتتدم تقستتيم أراضتتي الدولتتة إلت أقستتامم إدإاريتتة‬
‫علتتى أستتس جاغرافيتتة أو اجاتمامعيتتة أو تامرييتتة‪ .‬ذلتتك أنتته ل يكحتتن تصتتور قيتتامم الدولتتة بتستتيي شتتؤون كتتل‬
‫أجازّاء القليم عن طريق جاهامزهام الركزّي وحده‪ ،‬بل ل مفر من توزيع العمل على إدإارتام الختلفة‪.‬غامية مام‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الدكتور سليمامن ممد الطماموي‪ ،‬مبامدإئ القامنون الدإاري‪،‬دإار الفكحر العرب‪ 1986،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ -‬الدكتور عبد الغن بسيون عبد ال‪ ،‬القامنون الدإاري‪،‬منشأة العامرف‪ ،‬السكحندرية ص‪117.‬‬
‫‪ -‬الدكتور أحد ميو‪ ،‬مامضرات ف الؤسسامت الدإارية‪ ،‬دإيوان الطبوعامت الاممعية‪ ،‬الزّائر‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ -‬الدكتور ثروت بدوي‪ ،‬القامنون الدإاري دإار النهضة‪،‬القامهرة‪ 2002،‬ص ‪.316‬‬
‫‪3‬‬

‫فت المتتر أن نهتتذه الوحتتدات تبامشتتر عملهتتام تتتتح إشتراف مبامشتتر وكاممتتل للستتلطة الركزّيتتة وليتتس لتتام وجاتودإ‬
‫ذات و قامنون مستقل‪.‬‬

‫‪ ‬أركأانها‪:‬‬
‫متتن الفهتتوم الستتامبق ذكتتره نستتتنتج أنن النظتتامم الركتتزّي يقتتوم علتتى دإعتتاممتي هتتام‪ :‬تركأيييز السييلطة بييين‬
‫يدي الدارة المركأزية‪ ،‬وخضوع ممثلي الحكومة للسلطة الرئاسأية‪.‬‬

‫أول‪ :‬تركأيز السلطة الدارية بين أيدي الدارة المركأزية‪.‬‬


‫طاملام استأثرت الدإارة الركزّية فت العامصتمة بكحتل السلطامت الخولتة لتام إدإاريتام‪ ،‬فتإننه يتتتبج علتى ذلتك‬
‫تريد أعتوان الدإارة فت متلتف الجاهتزّة و النتواحي متن ستلطة القترار و التفتردإ بته‪ .‬وهتذا ل يعنت أن يقتوم‬
‫التتوزير الختتتص بكحتتل صتتغية وكتتبية ف ت إقليتتم الدولتتة لن هتتذا المتتر متتن التتامل تقيقتته ف ت أرض الواقتتع‬
‫العملتتي‪ ،‬بتتل القصتتد متتن ذلتتك أن يتتتول الش تراف و اليمنتتة علتتى معتتامونيه مهمتتام اختلفتتتح مستتتويامتم‪،‬‬
‫وسواء وجادوا ف العامصمة أو ف بقية أجازّاء القليم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خضوع موظفي الحكومة المركأزية لنظام السلم الداري و السلطة الرئاسأية‪.‬‬
‫طاملام كامنتح مموع الوحدات الدإارية و الرافق مرتبطة أشد الرتبامط بتاملدإارة الركزّيتتة خامضتتعة لقرارهتتام‬
‫و سلطتهام‪ ،‬فإن هذا الضوع و السلطة يتجسد ف سلم إدإاري يعلوه الوزير الذي يلك سلطة التعييت و‬
‫يتل فيه الوظف مرتبة الرؤوس أو التامبع‪ .‬وهذه السلطة الرئامسية من شتتأنام أن تعتتل للرئيتتس هيمنتتة تاممتتة‬
‫علتتى أعمتتامل التترؤوس فيكحتتون لتته حتتق الصتتامدإقة عليهتتام أو إلغامئهتتام أو تعتتديلهام أو استتتبدالام دإون أن يكحتتون‬
‫للمرؤوس حق العتتاض‪ .‬كمتتام يلتتك الرئيتتس الدإاري أي التوزير ستلطة إدإاريتة علتتى الشتخص الترؤوس أو‬
‫الوظت تتف تبت تتدأ بتعيينت تته وتتواصت تتل ط ت توال مست تتامره الت تتوظيفي لتمت تتس ست تتلطامت أخت تترى كاملنقت تتل و التقيت تتة و‬
‫التتتأدإيبج‪ .‬وهتتو متتام يعتتل فت النهاميتتة التترؤوس خامضتتعام فت شخصتته وأعمتتامله للرئيتتس الدإاري‪ .‬ونتيجتتة لتتذه‬
‫السلطة الزّدإوجاة الت يامرسهام الرئيتس علتى الترؤوس استقر قضتامء ملتس الدولتة الفرنستي علتى عتدم قبتول‬
‫دإعوى اللغامء الت يرفعهام الرؤوس ضتد أعمتامل يقتوم بتام الرئيتس الدإاري واستتثن متن ذلتك القترارات الت‬
‫تس الامنبج الوظيفي )التأدإيبج‪ ،‬الرمامن من التقية‪.(...‬‬

‫ماذا يقصد بالسلطة الرئاسأية؟‬


‫يقصد باملسلطة الرئامسية مموعة من السلطامت يتمتتع بام كتل رئيتس فت مواجاهة مرؤوستيه متن شأنام‬
‫أن تعتتل هتتؤلء يرتبطتتون بتته برابطتتة التبعيتتة والضتتوع‪ .‬وليستتتح الستتلطة الرئامستتية امتيتتامزا أو حقتتام مطلقتتام‬
‫‪4‬‬

‫للرئي تتس الدإاري‪ ،‬وإن تتام ه تتي اختص تتامص ينح تته الق تتامنون رعامي تتة للمص تتلحة العامم تتة و حس تتن س تتي الراف تتق‬
‫‪2‬‬
‫العاممة‪.‬‬

‫السأاس القانوني لفكرة السلطة الرئاسأية‪:‬‬


‫عتتامدإة متتام تعتتتف الق تواني و اللوائتتح للرؤستتامء بمامرستتة اختصامصتتامت علتتى الرؤوستتي وأعمتتاملم أيضتتام‬
‫وذلك بغرض ضمامن عمل إدإاري أفضل‪.‬‬
‫مثال من القانون الجزائري‬
‫إنن قت تراءة عتتامبرة لنتتص التتامدإة ‪ 17‬متتن المتتر رقتتم ‪ .66/133‬التتؤرخ فت ت ‪ 02‬جات توان ‪ 1966‬التضتتمن‬
‫القتتامنون السامستتي للوظيفتتة العاممتتة الزّائتتري تعلنتتام أمتتامم قنامعتتة أنن الشت تنرع الزّائتتري رنستتخّ فكحتترة الستتلطة‬
‫الرئامستتية علتتى الستتتوى التتوظيفي فجتتامء فت التتامدإة التتذكورة " إن كأل تقصير في الواجبييات المهنييية وكأييل‬
‫مس بالطاعة عن قصد وكأل خطأ يرتكبه الموظف في ممارسأيية مهييامه أو أثناءهييا يعرضييه إلييى عقوبيية‬
‫تأديبية دون الخلل عند اللزوم بتطبيق قانون العقوبات"‪ .‬وتن ترسيخّ فكحرة السلطة الرئامسية أيضام ف ت‬
‫التتامدإة ‪ 19‬متتن نفتتس القتتامنون التتت جاتتامء فيهتتام‪ " :‬كأل موظف مهميا تكين مرتبتيه فيي التسلسيل الداري‬
‫مسؤول عن تنفيذ المهام التي تناط به "‪ .‬وف الامدإة ‪ " :20‬ت يجب على الموظف أن يحييترم سأييلطة‬
‫الدولة"‪.‬‬
‫وذات التتروح تنت تأكيتتدهام فت القتتامنون السامستتي العتتامم للعاممتتل ‪ 1978‬حيتتث جاتتامء فت التتامدإة ‪" :27‬‬
‫ينبغي على العامل مهما كأانت رتبته في التنظيم السلمي أن يقيوم بجمييع المهيام المرتبطية بمنصيبه‬
‫بوعي و فعالية مع مراعاة القانون و الحأكام التنظيمية و النضباط و التعليمات السلمية"‪.‬‬
‫وتكحتترس البتتدأ فت ت التتامدإة ‪ 36‬متتن القتتامنون أعله " ينفييذ العامييل بكييل مييا لييديه ميين إمكانييية مهنييية‬
‫جميييع التعليمييات المتعلقيية بالعمييل الييذي يتسييلمه ميين الشأييخاص المييؤهلين سأييلميا "‪ .‬وتكحتترر فت ت‬
‫)الامدإة ‪ .(..33 ،31 ،29‬ول تد أحكحتامم الرستتوم ‪-85‬ت ‪ 59‬التؤرخ فت ‪ 23‬متتامرس ‪ 1985‬التضتتمن‬
‫القت تتامنون السامست تتي النمت تتوذجاي لعمت تتامل الؤسست تتامت و الدإارات العاممت تتة عت تتن فكحت تترة الست تتلطة الرئامست تتية بت تتل‬
‫تضمنتهام موادإ عديدة )‪.(122 ،112 ،54 ،28 ،26‬‬
‫ولثل هذا التوجاه ذهتبج الرستوم التنفيتتذي رقتتم ‪ 224- 89‬التتؤرخ فت ‪ 5‬دإيستمب التضتنمن القتامنون‬
‫السامستتي التتامص الطبتتق علتتى العمتتامل النتميت إلت الستتلكا الشتتتكة للمؤسستتامت و الدإارات العموميتتة‬
‫العت تتدل و التنمت تتم‪ .‬فت تتأقرت الت تتامدإة ‪ 16‬منت تته بوضت تتع التصت تترف الدإاري )كموظت تتف إطت تتامر( تت تتتح الست تتلطة‬
‫السلمية‪ .‬وذهبتح الامدإة ‪ 32‬من نفس الرسوم بوضع السامعد الدإاري تتح السلطة السلمية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الدكتور عمامر عوابدي‪ ،‬مبدأ تدرج فكحرة السلطة الرئامسة‪ ،‬الزّائر‪ ،‬الؤسسة الوطنية للكحتامب ‪ ،1984‬ص ‪.216‬‬
‫‪ -‬الدكتور توفيق بوعشه‪ ،‬مبامدإىء القامنون الدإاري التونسي‪،‬تونس مركزّ البحوث والدراسامت الدإارية‪ 1990،‬ص ‪.37‬‬
‫‪5‬‬

‫و تكحتترس ذات البتتدأ )مبتتدأ الستتلطة الرئامستتية( فت ت مت توادإ كتتثية متتن نفتتس الرستتوم كاملتتامدإة ‪ 39‬التتت‬
‫حتتددإت مهتتامم كتتتامب الديريتتة‪ ،‬و التتامدإة ‪ 46‬التتت حتتددإت مهتتامم العتتاموني الدإارييتت‪ .‬و التتامدإة ‪ 49‬التتت‬
‫حتتددإت مهتتامم الع توان الدإارييتت‪ .‬والتتامدإة ‪ 66‬التتت حتتددإت مهتتامم التتتجري‪ ،‬و التتامدإة ‪ 76‬التتت حتتددإت‬
‫مهتامم الامسبي‪ ،‬و التامدإة ‪ 96‬الت حتددإت مهتامم الهندستي التطتبيقيي‪ .‬و التامدإة ‪ 109‬التت بينتتح مهتامم‬
‫التقنيي ت ف ت الحصتتامء و التقني ت الستتاممي‪.‬و التتامدإة ‪ 116‬التتت وضتتحتح مهتتامم ستتلك العتتاموني التقنييتت‪.‬‬
‫والامدإة ‪ 119‬الت ضبطتح مهامم سلك العوان التقني والامدإة ‪ 127‬الت حددإت مهامم مللتي القتصتامدإ‪.‬‬
‫و الامدإة ‪ 133‬الت بينتح مهامم الهندسي ف العلم الل و غيهام من النصوص كثي‪.‬‬
‫وأخيا صتتدر المتتر رقتتم ‪ – 06‬ت ‪ 03‬التتؤرخ ‪ 15‬جاويليتتة ‪ 2006‬التضتتمن القتتامنون السامستتي العتتامم‬
‫للوظيفة العموميتة النشتور فت الريتدة الرستية رقتم ‪ 46‬بتامريتخّ ‪ 16‬جاويليتة ‪ 2006‬ليكحترس مبتدأ السلطة‬
‫السلمية كآلية متن آليتامت التنظيتم الدإاري‪ .‬وهتو متام يتجلتى بوضتوح فت الامدإة ‪ 24‬و التامدإة ‪ 40‬و الامدإة‬
‫‪ 44‬و ‪ 47‬و ‪ 48‬وموادإ أخرى كثية‪.‬‬
‫ومام لشك أن القتواني السامستية لقطامعتامت النشتتامط الختلفتة التامبعتة للوظيفتتة العموميتتة و التت يتري‬
‫حامليام التحضي لام لعدادإ النصوص الامصة بكحل قطامع سوف لتن تيتتد عتن إقترار مبتتدأ الستلطة الستلمية‬
‫لربط الوظف تنظيمام ورئامسيام باملهامز الدإاري التامبع له‪.‬‬
‫وم تتن جري تتع ه تتذه النص تتوص و غيه تتام نس تتتنتج أن تته ل يكح تتن للدإارة العامم تتة أن ت تتامرس مهاممه تتام كتل تتة‬
‫واحدة‪ ،‬بل في شأكل تسلسل وظيفي يتوي علتتى رئيس ومييرؤوس تتتتول القتواني و التنظيمتتامت تنظيتتم‬
‫العلقتتة بينهمتتام‪ .‬وذلييك بييالعتراف للرئيييس الداري بممارسأيية صييلحأيات معينيية فت ت متتامل التعييت ت و‬
‫التثتتبيتح و التقيتتة والحاملتتة علتتى الستتتيداع و النتتتداب و التتتأدإيبج‪ .‬وصتتلحيامت أختترى تتتص العمتتامل‬
‫الت يقوم بام الرؤوس‪ .‬ومنهام يتضح أن لفكحرة السلطة الرئامسية أسأاس قانوني إل جاتتامنبج أنن لتتام أسامستتهام‬
‫فن و علمي و سيامسي‪.‬‬
‫ملحأظة يمكن السأتشهاد بمواد أخرى من قوانين عربية مختلفة لكن في نفس الموضوع‬

‫مظاهر السلطة الرئاسأية‪:‬‬


‫متتن التعريتتف الستتامبق نستتتنتج أن الستتلطة الرئامستتية تتتول الرئيتتس جرلتتة ميين الختصاصييات علييى‬
‫أشأخاص مرؤوسأيه و البعض الخر على أعمالهم‪.‬‬
‫‪ -‬سألطة الرئيس على شأخص المرؤوس‪ :‬و تتجلى ف سلطة الرئيس ف تعيي الرؤوس و ترقيته و نقله‬
‫و تأدإيبه‪ ،‬ولام كامنتح هذه السلطة ليستح امتيامزا للرئيس وإنام هي نوع من الختصامص يامرستته فت حتتدودإ‬
‫القامنون‪ ،‬فإنه متن حتق الترؤوس أن يتظلتم إدإاريتام متن قترارات الرئيتس الدإاري وأن يطعتن فيهام قضتامئيام متت‬
‫أصيبتح بعيبج إسامءة استعمامل السلطة‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫‪ -‬سأييلطات الرئيييس علييى أعمييال مرؤوسأيييه‪ :‬إلت جاتتامنبج متتام يتمتتتع بتته الرئيتتس الدإاري متتن ستتلطة علتتى‬
‫شخص الرؤوس يلك سلطة أخرى تتعلق بأعمامله‪ .‬وتأختذ هتذه الختصامصتامت مظهريتن‪ .‬فاملبعض منهتام‬
‫يكحتتن ردإه إلت ستتلطة الرئيتتس فت تتتوجايه مرؤوستتيه‪ ،‬والبعتتض الختتر يعتودإ إلت حقتته فت مامرستتة الرقامبتتة علتتى‬
‫هذه العمامل‪.‬‬

‫أولا‪ :‬سألطة التوجيه‪.‬‬


‫ويقصد بام ملحظة جاهودإ العامملي بغية توجايههام الوجاهة السليمة عن طريق الوامتتر و التعليمتتامت و‬
‫الرشتتامدإات الشتتفهية و الكحتامبيتتة‪ .‬أو كمتتام عرفهتتام التتدكتور عمتتامر عوابتتدي " عملييية إدارييية تتحقييق عيين‬
‫طريييق التييدخل الييدائم و المطييرد لمراقبيية وملحأظيية أعمييال العيياملين العييامين المرؤوسأييين ميين قبييل‬
‫‪3‬‬
‫رؤسأائهم الداريين وتوجيه جهودهم‪ ،‬ودفعهم نحو التزام السأاليب الصحيحة"‪.‬‬
‫ول شتتك أنن عمليتتة التتتوجايه تلعتتبج دإورا بتتامرزا فت تقويتتة العلقتتة بيت الرؤستتامء والرؤوستتي‪ ،‬كمتتام تكحتتن‬
‫الطامئفة الول من التحكحم ف القدرات البشترية للدإارة العاممتتة‪ ،‬و الستيطرة علتتى جريتع الهتودإ التت تتتوافر‬
‫عليهام النظمة الدإارية‪.‬‬
‫و الديث عن سلطة التوجايه الت يتمتع بام الرؤسامء الدإاريي تسوقنام إل ذكر واجب الطاعيية ورستتم‬
‫حدودإه القامنونية‪.‬‬

‫‪ -‬واجيب الطاعية‪ :‬ستتبق القتتول أنن الرئيتتس الدإاري يلتتك ستتلطة إصتتدار الوامتتر والتوجايهتتامت لرؤوستتيه‪،‬‬
‫ول يلك هؤلء إل تنفيذهام‪ .‬وتنفيتذ هتتذه الوامتر والتوجايهتامت يطتترح إشتكحامل قامنونيتام فت غاميتة متتن العمتتق‬
‫يتمثل‪ :‬هل يلزم المرؤوس وفي جميع الحالت بتقديم واجييب الطاعيية و تنفيييذ أواميير الرئيييس حأييتى‬
‫ولييو كأييانت فييي متنهييا وموضييوعها مخالفيية للقييانون أو يلييزم بيياحأترام تنفيييذ الواميير القانونييية دون‬
‫غيرها؟‬
‫إن الجاامبة على هذا التسامؤل تقتضي التمييزّ بي الوامر المشروعة و الوامر الغير مشروعة‪.‬‬

‫أ‪ -‬أوامر الرئييس المشيروعة‪ :‬إذا كتتامن المتتر صتتامدإر متتن الرئيتتس الدإاري يتمامشتتى فت موضتتوعه متتع‬
‫مقتضتتيامت القتتامنون فل شتتك أن طامعتتة التترؤوس لتته واجابتتة‪ .‬غيت أنن ذلتتك ل ينتتع التترؤوس متتن أن ينتتامقش‬
‫رئيستته الدإاري و يراجاعتته بشتتأن مستتألة معيننتتة ف ت حتتدودإ أخلقيتتامت الوظيفتتة‪ ،‬وهتتذا أمتتر أكتتده القضتتامء‬
‫الدإاري الصري‪ .‬ففي حكحم صامدإر عن ملس الدولتتة الصتتري جاتتامء فيتته‪ " :‬ل تثريب عليى الموظيف إن‬
‫كأييان معتييدا بنفسييه واثقييا ميين سأييلمة نظييرة شأييجاعا فييي إبييداء رأيييه صيريحا فييي ذلييك أمييام رئيسييه ل‬

‫الدكتور عمامر عوابدي‪ ،‬مبدأ تدرج فكحرة السلطة الرئامسية ص ‪.415‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪7‬‬

‫يداور و ل يرائي مادام لم يجانب ما تقتضيه وظيفة من تحفظ ووقار ومييا تسييتوجبه علقتييه برئيسييه‬
‫من التزام الدب و اللياقة و حأسن السلوك‪ 4."...‬ولقتد رأى الفقهتتامء أنن أفضتل مرحلتة لبتداء الترأي‬
‫تكحون من جاامنبج الرؤوس قبل إصدار القرار أي مرحلة التمهيد أنمام إذا صدر القترار فتإنن تنفيتتذه واجاتبج‬
‫من جاامنبج الرؤوس و ليس أن يعرقله وأن يقف ضد تنفيذه‪.‬‬

‫ب‪ -‬أواميير الرئيييس المخالفيية للقييانون‪ :‬إذا كتتامنتح الفرضتتية الول ت )الوامتتر الشتتروعة( ل ت تتتدث‬
‫إشتتكحامل قامنونيتتام كتتبيا ف ت الفقتته‪ ،‬فتتإنه خلف ذلتتك أثتتامرت الوامتتر الغييير مشييروعة جاتتدل علتتى مستتتوى‬
‫الفقهي نوجازّ هذا اللف فيمام يلي‪:‬‬

‫الرأي الول‪ :‬الوامر الغير مشروعة ليست ملزمة للمرؤوس‪ .‬إذا بامدإر الرئيس الدإاري إل اتامذ أوامتتر‬
‫منافييية فييي مضييمونها للقييانون فل يلييزم المييرؤوس بتنفيييذها لنتته إذا ختتاملف الول أي الرئيتتس القتتامنون‬
‫‪DUGUIT‬واستتتثن فقتتط طامئفتتة‬ ‫فليتتس للثتتامن أي التترؤوس أن يتبعتته‪ .‬وقتتد تبن ت هتتذا ال ترأي الفقيتته‬
‫الجنود فرأى أنن من واجابهتم تنفيتذ الوامتر الصتامدإرة إليهتم متن جاتامنبج رؤستامئهم دإون أن يكحتون لتم التق‬
‫‪5‬‬
‫ف منامقشتهام لنن الندي هو آلة للكراه مرومة من التفكحي كمام يقول دإيي‪.‬‬
‫ولقتتد تتتأنثر القضتتامء الصتتري بتتذا الترأي باملنستتبة لتتوظفي اليتتش و الشتترطة إذ ذهبتتتح مكحمتتة القضتتامء‬
‫الدإاري ف حكحم لام صدر ف ‪ 10‬جاامنفي ‪ 1955‬أننه ليتس متن التامئزّ فت النظتم العسكحرية المتنتامع متن‬
‫تنفيتتذ الوامتتر متتت كتتامنتح صتتامدإرة متتن يلكحهتتام‪ ،‬وإنتتام يتظلتتم منهتتام بتتاملطريق التتذي رستته القتتامنون‪ .‬إذ لتتو أبيتتح‬
‫لكحتتل متن يصتتدر إليتته أمتر أن ينتامقش مشتتروعيته و ستببه وأن يتنتع عتتن تنفيتذه متت تتراءى لتته ذلتك لختتل‬
‫‪6‬‬
‫النظامم وشامعتح الفوضى‪...‬‬
‫ول خلف أن العم تتل بتتذا الت ترأي ينجتتم عنتته الامفظتتة ع تتن مبييدأ المشييروعية و الس تتعي إلت ت إعتتدام‬
‫وإبطتتامل مفعتتول الوامتتر التتت تتتامنبج القتتامنون‪ .‬غي ت أنتته يعتتامب عنتته أن تستتيده ف ت أرض الواقتتع ي تؤدإي إل ت‬
‫تعطيييل الجهيياز الداري و عرقليية سأيييره و تخويييل المييرؤوس سأييلطة فحييص و تقييدير أواميير الرئيييس‬
‫الداري و المتناع عن تنفيذها إذا ما اقتنع بعدم مشروعيتها‪ .‬وهو متتام يزّعتتزّع مبتتدأ الستلطة الرئامستية و‬
‫يل باملتنظيم الدإاري‪.‬‬

‫الرأي الثاني‪ :‬الوامر الغير مشروعة ملزمة للمرؤوس‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الدكتور ثروت بدوي الرجاع السامبق‪ ،‬ص ‪.334‬‬

‫‪5‬‬
‫الدكتور عمامر عوابدي‪ ،‬مبدأ تدرج فكحرة السلطة الرئامسية‪ ،‬ص ‪.449‬‬
‫‪6‬‬
‫أشامر لذا الكحم الدكتور ثروت بدوي الرجاع السامبق‪ ،‬ص ‪.336‬‬
‫‪8‬‬

‫وذهتتبج منامصتتروه إلت القتتول أنن التترؤوس ملتتزّم بتنفيتتذ الوامتتر الصتتامدإرة عتتن رئيستته الدإاري ولتتو كتتامنتح‬
‫غي مشروعة فليس له أمر فحصتتهام وتقتتديرهام أو مامولتتة عرقلتة تنفيتتذهام‪ .‬وقتتد تبنت هتذا الترأي الفقيته متوريس‬
‫هوريتتو التنتذي أعطيى أولويية لعنصير الطاعية عليى مبيدأ المشيروعية‪ .‬ووجاتته هتتذا الفقيتته انتقتتامدإا كتتبيا للترأي‬
‫الول و قامل إنن تطبيقه ف الواقع العملي ينجزّ عنه انتشامر ظامهرة الفوضتتى فت الرافتتق والؤسستتامت العاممتتة‪.‬‬
‫كمام أنه يعل الرؤوس بثامبة قامض للمشروعية يول صلحية فحص أوامر رئيسه‪.‬‬

‫الرأي الثالث‪ :‬الوامر الغير مشروعة ملزمة في حأدود معينة‪.‬‬


‫ذهتتبج اتتتامه وستتط تصتتدره القضتتامء الفرنستتي و تبنتتامه الفقتته اللتتامن إل ت محاوليية التوفيييق بييين اليرأي‬
‫الول و الثيياني‪ .‬فوضتتع مبتتدأ عاممتتام يقضتتي بتنفيتتذ أوامتتر الرئيتتس متتت كتتامنتح مكحتوبتتة واضتتحة دإقيقتتة متنددإة‬
‫عندهام يلتزّم بتنفيتذهام‪ .‬علتى أن يتأكتد متن أن المتر صتامدإر عتن سلطة متصتة وأن تنفيتذه يدخل فت نطتامق‬
‫اختصامصه‪ .‬وتبعام لذا الرأي فإن الضرار الت تنجم عن تطبيق هذا المر يتحملهام الرفق ل الوظف‪.‬‬

‫‪ -‬موقف المشلرع الجزائري من الراء الفقهية السابقة‪:‬‬


‫جاء في المادة ‪ 129‬مين القيانون الميدني )المير ‪ " :(58-75‬ل يكيون الموظفييون و العميال‬
‫العيياملون مسييئولين شأخصيييا عيين أعمييالهم الييتي أضييرت بييالغير إذا قيياموا بهييا تنفيييذا لواميير صييدرت‬
‫إليهم من رئيس متى كأانت إطاعة هذه الوامر واجبة عليهم "‪.‬‬
‫وجاتتامء التتامدإة ذاتتتام بعتتد التعتتديل القتترر بتتوجابج القتتامنون ‪ 10.05‬التتؤرخ فت ‪ 20‬جاتوان ‪ " :2005‬ل‬
‫يكحون الوظفون و العوان العموميون مسئولي شخصيام عن أفعاملم الت أضرت بتاملغي إذا قتامموا بتام تنفيتذ‬
‫لوامر صدرت إليهم من رئيس مت كامنتح إطامعة هذه الوامر واجابتة عليهتم "‪ .‬و عنتتد القامبلتة بيت التامدإة‬
‫القدية و الديدة يتبي لنام أن الشنرع ف النص الديد حذف مصتطلح عاممتل لكحتونه مصتطلحام مستتعمل‬
‫ف ت نطتتامق قتتامنون العمتتل مقتص ترا ف ت التعتتديل علتتى مصتتطلح الوظتتف و العتتون العمتتومي لن المتتر يتعلتتق‬
‫بستتؤولية الدولتتة عتتن أعمتتامل موظفيهتتام‪ .‬بينمتتام تضتتع الستتؤولية فت ت القتتامنون التتامص )متتامل تطتتبيق قتتامنون‬
‫العمل( لطر ماملفة تاممام عن الول )مسؤولية التبوع من عمل التامبع(‪.‬‬
‫ولقتد ستجل التدكتور عمتتامر عوابتتدي علتى هتتذه التامدإة القتضتتامب الشتتديد الشتتيء التذي يصتتعبج معتته‬
‫تديد موقف الشنرع‪ ،‬ورغم ذلك ذهبج القول‪ " :‬إن الشنرع ييل إلت ترجايتتح الضتتوع و الطامعتتة لوامتتر و‬
‫تعلميتتامت الرؤستتامء الدإاريي ت و التقيتنتد بتتام وتنفيتتذهام و تغليبهتتام علتتى واجاتتبج طامعتتة القتتامنون و حاميتتة شتترعية‬
‫العمل الدإاري‪ .‬أي أنه يعتنق مبدأ أولوية حتبج طامعتة أوامتر الستلطة الرئامسية علتى واجاتبج اح تام القتامنون‬
‫‪7.‬‬
‫"‬
‫‪7‬‬
‫الدكتور عمامر عوابدي‪ ،‬مبدأ تدرج فكحرة السلطة الرئامسية‪ ،‬ص ‪.442‬‬
‫‪9‬‬

‫واستدل الدكتور عوابدي بنص الامدإة ‪ 19‬من القتامنون السامستي للوظيفتة العاممتة فت صتيامغتهام القديتة‬
‫لسنة ‪.1966‬‬
‫وإن كننتتام نؤيتنتد التتدكتور عمتتامر عوابتتدي و نستتجل متتام ستتجله علتتى التتامدإة ‪ 129‬متتن غمتتوض كتتبي و‬
‫عدم وضوح‪ ،‬إل أننام ل نؤيده ف تليلهام خامصة وان عبامرة "مت كامنتح إطامعتة هتتذه الوامتتر واجابتتة عليهتتم‬
‫" التواردإة فت النتتص‪ ،‬وكتتأنن الشتنرع وضتتعهام لنستتتدل منهتتام أنن الوظتتف فقتتط يلتتزّم بإطامعتتة الوامتتر الشتتروعة‬
‫لن الوامر غي الشروعة ليستح ملزّمة له‪ ،‬وليس من واجابه تنفيذهام‪.‬‬
‫ومن ثن نصتل إلت نتيجتة ماملفتة لنلت وصتل إليهتام التدكتور عوابتدي و هتي أولويتة تطتبيق القتامنون علتى‬
‫الوامر الغي مشروعة‪.‬‬
‫ملحأظة يمكن السأتشهاد بمواد أخرى من قوانين عربية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬سألطة الرقابة و التعقيب‪.‬‬


‫وتتيح هذه السلطة للرئيس الدإاري القيامم بجموعة صلحيامت فهو من يتول إجاامزة عمل الرؤوس‬
‫ويلك سلطة تعديله و إلغامئه و سحبه‪ .‬كمام يلك سلطة ف اللول مله للقيامم بأعمامل معينة نفصل‬
‫ذلك كله‪.‬‬
‫أ‪ -‬سألطة الجازة أو المصادقة‪:‬‬
‫وتتمثل ف حق الرئيس الدإاري ف إجاامزة و إقرار أعمتتامل مرؤوستته‪ .‬وقتتد يكحتتون القترار ضتتمنيام يستتدل‬
‫من خلل سكحوت الرئيس باملتعبي عن إرادإته صراحة خلل مدة زمنية معينة متام يتدل علتى إقتراره وإجاتامزته‬
‫للعمتتل بصتتفة ضتتمنية‪ .‬كمتتام قتتد يكحتتون صتتريام بصتتدور ق ترار أو مقتترر متتن الرئيتتس ييتتزّ فيتته ويصتتامدإق علتتى‬
‫عمل الرؤوس‪.‬‬

‫ب‪ -‬سألطة التعديل‪:‬‬


‫يلتتك الرئيتتس الدإاري حتتق تعتتديل تصتترفامت وأعمتتامل مرؤوستتيه بتتدف جاعلهتتام أكتتثر مستتاميرة للقتتامنون‪،‬‬
‫وحستتبج متتام تستتتوجابه ظتتروف و طبيعتتة العمتتل الدإاري‪ .‬فيج تتوز للرئيتتس الدإاري تغييت ت م تتام يت تراه منامستتبام‪.‬‬
‫وستلطة التعتديل تنصترف لتمتس العمتامل غيت مشتروعة و العمتامل الشتروعة أيضتام‪ .‬وفت هتذا النتوع الثامن‬
‫من العمامل يفتض أن تبامدإر السلطة الركزّية أول إل إلغامء العمامل الشوبة بعيبج ف الشروعية‪.‬‬

‫ج‪ -‬سألطة اللغاء‪:‬‬


‫ويقصد بام قيتامم الستلطة الدإاريتة الختصتة باملقضتتامء علتى أثتامر القترارات الدإاريتة وإعتدامهام بتأثر فتوري‬
‫باملنستتبة للمستتتقبل فقتتط متتع تتتركا أثامرهتتام الامضتتية قامئمتتة‪ .‬فتتاملركزّ الستتاممي للستتلطة الدإاريتتة يفتترض عليهتتام أن‬
‫تستامرع إلت إعتدام القترار الدإاري إذا قدرت عتدم مشتروعيته و متاملفته للقتواني و النظمة‪ ،‬كمتام يتوز لتام‬
‫‪10‬‬

‫إلغتتامء العمتتامل الشتتروعة أيضتتام لعتبتتامرات تتتس جاتتامنبج اللئمتتة و ظتتروف و معطيتتامت العمتتل الدإاري‪.‬‬
‫لذلك ميزّ الفقه بي اللغتامء الدإاري للقترارات الدإاريتة و اللغتامء القضتامئي‪ ،‬فاملنوع الول يشتمل القترارات‬
‫الغيت ت مشت تتروعة و القت ترارات الشت تتروعة‪ ،‬بينمت تتام اللغت تتامء القضت تتامئي يقتصت تتر علت تتى العمت تتامل و القت ترارات الغيت ت‬
‫مشروعة‪.‬‬

‫د‪ -‬سأ ييلطة السييحب‪ :‬ويقصت تتد بت تتام إزال تتة وإنت تتامء الثت تتامر القامنونيت تتة للمقت تتررات والتصت ترفامت الدإاريت تتة و‬
‫إعتتدامهام بتتأثر رجاعتتي باملقضتتامء علتتى آثامرهتتام فت الامضتتي والستتتقبل‪ 8.‬و نظترا لتتام للستتلطة الستتحبج متتن آثتتامر‬
‫باملغة الطورة فقد قيدت مامرستهام بتوافر شرطي‪:‬‬
‫‪ -1‬من حأيث الموضوع‪ :‬يبج أن يشمل السحبج فقتط القترارات و العمتامل غيت الشتروعة‪ 9‬لن هتذه‬
‫الخية ل يكحتتن أن تولتتد حقتتام وأن تنشتتئ مركتزّا قامنونيتتام مكحتستتبام‪ .‬و مثتتل ذلتتك أن يصتتدر القترار عتتن غيت‬
‫ذي متص أو أن يتوي على ماملفة صرية للقامنون أو التنظيم‪.‬‬
‫‪ -2‬ميين حأيييث المييدة‪ :‬يتتبج أن تتتامرس ستتلطة الستتحبج خلل متتدة زمنيتتة معينتتة‪ ،‬فتتإن تاموزهتتام اكتستتبج‬
‫حصامنة ضد السحبج و الدة القررة تتلف من تشريع لخر‪.‬‬

‫هي‪ -‬سألطة الحلول‪ :‬الصتتل العتتامم و طبقتتام لبتتدأ توزيتتع الختصتتامص يتتتونل كتتل شتتخص إدإاري القيتتامم‬
‫باملهامم النوطة به‪ ،‬غي أنه ف مواضع وحاملت معينة يلك الرؤسامء الدإاريي سلطة اللول مل مرؤوسيهم‬
‫‪10‬‬
‫بكحم ماملم من هيمنة على هؤلء و أعماملم كمام بينام‪.‬‬

‫‪ -‬صور المركأزية الدارية‪:‬‬


‫إنن الركزّية الدإارية تتلف صورتام أحيامنام بي الصر للسلطامت بشكحل مطلق وهو مام يعتتب عنتته الفقهتتامء‬
‫بالتركأيز الداري و بيت تويتتل بعتتض الستتلطامت للممثليت علتتى مستتتوى أجاتزّاء القليتتم وهتتو متتام يعتتب عنتته‬
‫بعدم التكيزّ الدإاري‪.‬‬
‫اعتبت الكحمة العليام ف قرار لام صدر بتامريخّ ‪) 05/11/1988‬الغرفة الدإارية( إنن إلغامء القرارات الدإارية يبج أن يراعي‬ ‫‪8‬‬

‫فيهتام حقتتوق مكحتستبة و كتل قترار ل يراعتتي فيته هتتذه الضتتمامنة يشتتكحل صتورة متن صتتور تتاموز الستلطة أنظتتر " اللتة القضتامئية "‪/‬‬
‫العددإ الرابع‪ 1991 /‬ص ‪.220‬‬
‫‪9‬‬
‫هتتذا متتام أكتتدته الكحمتتة العليتتام )الغرفتتة الدإاريتتة( ف ت ق ترار لتتام صتتدر بتامريتتخّ ‪ 10/02/1988‬بقولتتام‪ :‬متتن البتتامدإئ الستتتقر عليهتتام ف ت‬
‫القضامء الدإاري أنه ل يوز سحبج القرار الدإاري إل إذا كامن غي قامنون اللة القضامئية‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫الدكتور سليمامن ممد الطماموي‪ ،‬مبامدإئ القامنون الدإاري‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪Andre de laubadére, jean claude venizia yves gaudemet traite de droit Administratif‬‬ ‫وأنظر‪:‬‬
‫‪Tome 1 Dalloz P 375‬‬
‫‪11‬‬

‫‪ -1‬التركأيز الداري‪ :‬و يسميه البعض باملتكيزّ المطلق أو المركأزية الوحأشية‪ .‬ويقصد به أن تتكزّ‬
‫الستتلطة الدإاريتتة ف ت جازّئيامتتتام و عموميامتتتام ف ت يتتد التتوزراء ف ت العامصتتمة حيتتث ي تردإ كتتل مثلتتي القتتامليم و‬
‫اليئتتامت متتن ستتلطة الق ترار و يتحتتتم عليهتتم الرجاتتوع للتتوزير الختتتص ف ت كتتل شتتأن متتن شتتؤون القليتتم أو‬
‫الرافتتق‪ .‬ولشتتك أنن الختتذ بتتذا النمتتط متتن التنظيتتم و الستتلوب الدإاري متتن شتتأنه أن يتتدث حأاليية ميين‬
‫الختناق نتيجة تراكم اللفامت و انتظامر الستم فيهتام متن قبتل التتوزير العنت‪ ،‬ومتام ستتأخذه هتذه العمليتتامت‬
‫من وقتح طويل مام ينعكحس سلبام على المهور العن باملدمة‪.‬‬

‫‪ -2‬عييدم الييتركأيز الداري‪ :‬و يستتميه البعتتض بالمركأزييية النسييبية وقتتد ظهتتر هتتذا الستتلوب نتيجتتة‬
‫مساموئ الصورة الول )الركزّية الطلقة(‪ .‬وعدم تكحن الوزير على أرض الواقع متتن التحكحتتم فت كتتل صتتغية‬
‫وكبية تدث ف كل جازّء من إقليم الدولة‪ .‬ومتام زادإ فت حتدة هتتذه الشتكحلة هتتو تطتور اليتامة و تعقتدهام و‬
‫كتتثرة اتصتتامل المهتتور بتتاملدإارة لقضتتامء مصتتاملهم‪ ،‬متتام استتتحامل معتته عتترض كتتل الطلبتتامت علتتى التتوزراء‬
‫العنيي نظرا لعدم تتع مثلي القامليم بسلطة القرار‪ .‬لذا كامن من اللزم أن يول بعض الوظفي ستواء فت‬
‫التتوزارة نفستتهام أو دإاختتل القليتتم صتتلحية اتتتامذ الق ترار دإون حامجاتتة للرجاتتوع للتتوزير الختتتص‪ .‬كمتتام أنتته قتتد‬
‫تعهد الصلحية نفسهام للجنة يتم إحداثهام لذا الغرض‪.‬‬
‫غي أننه ل ينبغي أن يفهم بأن تتع مثلي القامليم أو اللجنة الامصة بسلطة القترار تعنت الستتقلل و‬
‫النفصتتامل التتتامم عتتن الستتلطة الركزّيتتة‪ ،‬بتتل إنن ستتامئر متتام يقتتوم بتته مثتتل الكحومتتة علتتى مستتتوى القليتتم أو متتام‬
‫تقوم به اللجنة يتم تتح إشراف الوزير الختص‪ .‬لذا فإنن هذا السلوب من التنظيم الدإاري ل يتترج عتتن‬
‫كونة تفتويض اختصتامص أي أن التوزير فتوض أحتد مرؤوستيه للقيتامم ببعض الصتلحيامت النوطتة بته تفيفتام‬
‫من أعبامء السلطة الركزّية ومنعام لختنامق العمل الدإاري‪.‬‬
‫فعدم التركأيز الداري كمتتام يقتتول )‪(charles Brun‬ت قضية بييين الدوليية وعمالهييا أو موظفيهييا‬
‫و هو يؤدي إلى اقتصاد في النفقات وإلييى وضييوح فييي العمييل وتوحأيييد لنمطييه و ل يتتتبج عليتته أبتتدا‬
‫الع تتاف بامستتتقلل الوحتتدات الدإاريتتة ولكحتتن فقتتط ينقتتل موقتتع ستتلطة الق ترار‪ .‬لتتذلك قتتامل )‪Odillon‬‬
‫‪11‬‬
‫‪(Barrot‬إننام دإائمام أمامم نفس الطرقة الت تضرب و لكحن مع تقصي ف اليد الضامربة‪.‬‬
‫ول جادال أن نظامم عدم التكيزّ الدإاري وإن بامت يشكحل ضرورة لزمة لتنظيم الدولتتة نظترا لتتام يتتتبج‬
‫عنه من تفيف لكحثي من التعقيدات‪ ،‬وبام يققه من تفيف العبجء على التتوزراء فت قيتاممهم بهتاممهم‪ ،‬إل‬
‫‪12‬‬
‫أنه اتضح بعد طول تربة أنه لم يحقق على المستوى العملي ديمقراطية الدارة بصورة جيدة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الدكتور خاملد قبامن‪ ،‬اللمركزّية و مسألة تطبيقهام ف لبنامن‪ ،‬نشر مشتكا بيوت بامريس منشورات البحر التوسط و منشورات‬
‫عويدات ‪ ،1981‬ص ‪.47‬‬
‫علي زغدودإ‪ ،‬الدإارة الركزّية ف المهورية الزّائرية‪ ،‬الزّائر‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر و التوزيع‪ ،1984 ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪12‬‬

‫* تقدير المركأزية الدارية‪:‬‬


‫‪ -‬مزايا النظام المركأزي‪ :‬للمركزّية الدإارية جرلة من الزّايام يكحن حصرهام فيمام يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬من الناحأية السياسأية‪ :‬إن النظامم الركزّي يبعتتث علتتى تقوية نفوذ السييلطة المركأزييية و فتترض هيمنتهتتام‬
‫‪13‬‬
‫على متلف أجازّاء القليم و الصامل و تكحمهام ف زمامم المور‪.‬‬
‫ب‪ -‬ميين الناحأييية الدارييية‪ :‬يت تؤدإي النظتتامم الركتتزّي إلت ت تحقيييق المسيياواة بييين الف يراد المتعيياملين متتع‬
‫الدإارة على اختلف منامطقهم‪ ،‬فاملتحنيزّ ل يتصور أن يسودإ إذا مام طبق هذا النظامم‪ .‬لن سلطة القرار ت ت‬
‫تركيزّهام ومن ثن فل مامل للتمييزّ من حيث الصل بي القيمي ف العامصمة مثل و غيهام من النامطق‪.‬‬
‫إنن النظامم الركتتزّي هتتو أقتترب إلت تحقيق العدالة مين الزاويية الداريية لنتته يضتتمن تامنستتام فت العمتتل‬
‫بكحتتم تركيتتزّ الستتلطة‪ ،‬فشتتروط النتفتتامع بدمتتة متتام وإجاراءاتتتام تظتتل واحتتدة باملنستتبة لميتتع التعتتامملي متتع‬
‫الدإارة‪ ،‬لذلك أشامر ‪ Charles Brun‬أنن عدم التكيزّ كصورة من صور الركزّية يؤدإي إلت وضتتوح فت‬
‫العمل و توحيد لنمطه‪...‬‬

‫ج‪ -‬ميين الناحأييية المالييية‪ :‬إذا نظرنتتام للنظتتامم الركتتزّي متتن النامحيتتة الامليتتة ن تراه أفضييل النظميية فييي مجييال‬
‫اقتصياد الميال ل تنته يقلتتل إلت أبعتتد التتدودإ متتن ظتتامهرة تبديتتد النفقتتامت العاممتتة‪ ،‬خامصتتة وأ تنته ثبتتتح باملتتدليل‬
‫القامطع أنن الستقلل الامل قد ينجم عنه ظامهرة الفراط أو الباملغة ف الصترف متام يتؤثر سلبام علتى الوعتامء‬
‫الامل للدولة‪.‬‬

‫‪ -‬عيوب النظام المركأزي‪:‬‬


‫رغم مام يتمنتع به النظامم الركزّي من مزّايام سبق ذكرهام‪ ،‬إل أننه يعامب عليه خامصة‪:‬‬
‫أ‪ -‬ميين الناحأييية السياسأييية‪ :‬إنن تف تردإ التتوزراء بستتلطة اتتتامذ الق ترار‪ ،‬وإن كتتامن ي تؤدإي كمتتام رأينتتام إل ت تقويتتة‬
‫نفتتوذ الستتلطة الركزّيتتة‪ ،‬وبستتط هيمنتهتتام علتتى متلتتف أجا تزّاء القليتتم و بشتتأن كتتل صتتغية و كتتبية‪ ،‬إل أن‬
‫ذلتتك ستتيتبعه دإون شتتك حأرمان السيلطة الشيعبية أو المنتخبيية ميين المشيياركأة فيي صينع القترار و تستتيي‬
‫‪14‬‬
‫الشؤون اللية‪.‬‬

‫ب‪ -‬من الناحأية الدارية‪ :‬إن تطبيق النظامم الركزّي ف الواقع العملي ينجتتزّ عنتته حاملتتة متتن الختناق فييي‬
‫الوسأط الداري بسيبب الجيراءات و كأيثرة الملفيات و تركأييز السيلطة بيتتد شتتخص واحتتد أو مموعتتة‬
‫أشخامص‪ ،‬المر الذي ينتج عنه انتشامر ظامهرة البيوقراطية باملفهوم الستتلب‪ .‬وفضتتل عتتن ذلتتك فتتإن النظتتامم‬

‫الدكتور سليمامن ممد الطماموي‪ ،‬مبامدإئ القامنون الدإاري‪ ،‬ص ‪.115‬‬ ‫‪13‬‬

‫الدكتور عمامر بوضيامف‪ ،‬الوجايزّ ف القامنون الدإاري‪ ،‬جاسور للنشر والتوزيع‪،‬الزّائر‪،2008،‬ص ‪.170‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪13‬‬

‫الركزّي يلف حاملة من التجامهل التامم للحقامئق و العطيامت اللية‪ ،‬فاملوزير حي يصدر قترار يتتص منطقتتة‬
‫معينة قد ل يكحون عاملام بكحل شؤون هذه النطقة العنية باملقرار‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اللمركأزية الدارية‪.‬‬

‫‪ -‬مفهومها‪:‬‬
‫بقصتتد بامللمركزّيتتة الدإاريتتة توزيييع الوظييائف الدارييية بييين الحكوميية المركأزييية فييي العاصييمة و بييين‬
‫هيئات محلية أو مصلحية مستقلة‪ .‬ومن هنام يتبي لنتام أن النظتتامم الركتزّي يقتتامبله تاممتتام النظتامم اللمركتزّي‪،‬‬
‫إذ الول يعتمد على ظامهرة تركأيز الوظيفة الدارية و الثامن يقوم على توزيعها‪.‬‬
‫و للمركزّي تتة الدإاري تتة جا تتامنبي‪ :‬جا تتامنبج سأياسأييي يتمث تتل فت ت تكحيت ت الجاه تتزّة اللي تتة النتخب تتة م تتن قب تتل‬
‫الشعبج و تسيي شؤونام بيدهام مام يقق مبدأ الديقراطية الدإارية‪ .‬أمام الامنبج القانوني فيتجسد فت توزيتتع‬
‫الوظيفتة الدإاريتة فت الدولتة بيت الجاهتزّة الركزّيتة و اليئامت الستتقلة ذات الطتامبع الرفقتي أو الصتلحي متن‬
‫جاه تتة ثامني تتة‪ ،‬وه تتو م تتام م تتن ش تتأنه أن يق تترب الدإارة أك تتثر م تتن المه تتور‪ .‬وح تتت يتس تتن لن تتام تقري تتبج مفه تتوم‬
‫اللمركزّية الدإارية بشكحل جايد يقتضتي المتر منتام تييزّهتام عتن النظتم الشتامبة لتام خامصتة نظتامم عتدم التتكيزّ‬
‫الدإاري و النظامم الفدرال وهو مام سنوضحه فيمام يأت‪:‬‬

‫‪ -‬اللمركأزية الدارية و عدم التركأيز الداري‪:‬‬


‫لع تتل اللب تتس ق تتد يث تتور بيت ت اللمركزّي تتة و ع تتدم ال تتتكيزّ الدإاري خامص تتة وأن كله تتام يع تتد أس تتلوبام م تتن‬
‫أستتامليبج الوظيفتتة الدإاريتتة‪ .‬لتتذلك تعي ت علينتتام إب تراز نقتتامط الختلف بي ت النظتتاممي لتتضتتح بشتتكحل أكتتثر‬
‫وبصورة أعمق فكحرة اللمركزّية‪.‬‬
‫إن عييدم الييتركأيز الداري يشتتكحل صتتورة متتن صتتور النظييام المركأييزي كمتتام رأينتتام يتتول بقتضتتامه مثتتل‬
‫السلطة الركزّية صلحية القيامم ببعض العمامل وإصدار القرارات بتفويض منهام‪.‬‬
‫وهتتذا الستتلوب التطتتور و التترن لفكحتترة الركزّيتتة تت اعتمتتامدإه عنتتدمام ثبتتتح أ تنته متتن التعتتذر عمليتتام تطتتبيق‬
‫النظتتامم الركتتزّي باملصتتورة الطلقتتة التتت رأينامهتتام )الركزّيتتة التوحشتتة كمتتام أطلتتق عليهتتام(‪ ،‬لتتذا تعيت علتتى الدإارة‬
‫الركزّية تفويض و نقل جازّء من صلحيتهام إل مثليهام النتشرين ف كل القامليم‪.‬‬
‫وإذا كتتامن مثلتتو الستتلطة الركزّيتتة يتمتعتتون بشتتيء متتن الستتتقللية‪ ،‬إنتتام هتتو استتتقلل عتتامرض فرضتتته‬
‫عوامتتل فنية ومنطقية يكحتتن حصتترهام فت صتتعوبة تكحتتم الستتلطة الركزّيتتة فت كتتل صتتغية و كتتبية تتتدث فت‬
‫‪14‬‬

‫كتتل جاتتزّء أجا تزّاء القليتتم‪ .‬كمتتام أن مثتتل الستتلطة الركزّيتتة يتتامرس مهتتاممه تتتتح إش تراف ورقامبتتة التتوزير بكحتتم‬
‫السلطة الرئامسية الت توله مامرسة صتتلحيامت علتتى أشتخامص التتوظفي وأعمتتاملم‪ .‬وهتتذا خلفتتام لستتقلل‬
‫الوحتتدات الدإاريتتة و الليتتة فهتتو استتتقلل أصتتيل ل تستتتطيع الستتلطة الركزّيتتة أن تنقتتص منتته أو أن تفتترض‬
‫تبعية اليئة اللية لام بكحم تتع هذه الخية باملشخصية العنوية‪.‬‬
‫وتبعتتام لتتذلك فتتإن ل تربتتط بي ت مستتيي الجاهتتزّة الليتتة و الستتلطة الركزّيتتة رابطتتة التبعيتتة أو الستتلطة‬
‫الرئامسية‪ ،‬مثلمام هو الشأن عند تطبيق نظتامم عتتدم التتكيزّ الدإاري‪ ،‬وإنتام تربطهتتم بتام فكحتترة الرقامبتة الوصتتامئية‬
‫كمتتام بينتتام ذلتتك ستتامبقام‪ .‬غي ت أن التتتكيزّ الدإاري كمتتام يتترى البعتتض قتتد يكحتتون خطتتوة ف ت ستتبيل اللمركزّيتتة‬
‫الدإارية‪ .‬وربام تدث الدولة هيئتامت عتدم التتكيزّ لتكحتون بثامبتة هزّة وصتل بيت اليئة الستقلة ذات الطتامبع‬
‫اللي وجاهة وصامئية مثلمام هو المر عندنام ف نظامم الدائرة‪.‬‬

‫‪ -‬اللمركأزية و الفدرالية‪:‬‬
‫يكحن التمييزّ بي النظامم اللمركزّي و النظامم الفدرال باملنظر لام يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬من حأيث مجال الدراسأة‪ :‬إن النظتامم اللمركزّيتة يشتكحل صتورة متن صتور التنظيتم الدإاري‪ .‬وهتو متامل‬
‫يهتم به فقهامء القامنون الدإاري‪ .‬بينمام النظامم الفتدرال نظتامم يتعلتق بشتكحل الدولتة و يهتتم بته فقهتامء القتامنون‬
‫الدستوري و الهتمي باملعلوم السيامسية‪.‬‬

‫‪ -2‬من حأيث نطاق المشاركأة‪ :‬إن النظتامم الفتتدرال كشتكحل متتن أشتتكحامل الكحتم يضتبطه مبتدأ عتتامم هتتو "‬
‫قامنون الشامركة" و يعن اشتاكا كل دإولة عضو ف الدولة التامدإية بتكحوين الرادإة العاممتتة‪ ،‬وذلتتك بتمكحينهتتام‬
‫من الشامركة ف اليئة التشريعية بسبج مام هو مطبق مثل ف الوليامت التحدة المريكحيتتة )ملتتس الشتتيوخ(‪.‬‬
‫بينمام اليئامت اللية كصور من النظامم اللمركزّي ل تشامركا ف تكحوين إرادإة الدولة بذات الوصف الول‪.‬‬

‫‪ -3‬من حأيث المنظومة القانونية‪ :‬إنن متتن آثتتامر النظتتامم الفتتدرال أن يكحتتون لكحتتل دإولتتة دإستتتورهام التتامص و‬
‫تشريعامتام الامصة و هيئامتام الستقلة و نظاممهام القامنون التميزّ‪ .‬بينمام تضع الموعتتامت الليتتة لتتذات النظتتامم‬
‫‪15‬‬
‫القامنون وان تعددإت‪ ،‬تشرف على سنه هيئة تشريعية واحدة‪.‬‬

‫‪ -4‬من حأيث الصلحأيات وأداة توزيعها‪ :‬إن توزيع الصلحيامت بي الدولة الركزّية و التتدول العضتتامء‪،‬‬
‫أي تديتتد متتام يعتتد متتن الشتتؤون الوطنيتتة التامدإيتتة‪ ،‬ومتتام يعتتد متتن شتتؤون الدولتتة التحتتدة‪ ،‬يتتتم عتتن طريتتق‬

‫‪ 15‬الدكتور خاملد قبامن‪ ،‬اللمركزّية الرجاع السامبق‪ ،‬ص ‪.52‬‬


‫الدكتور عمامر بوضيامف‪،‬الرجاع السامبق‪،‬ص ‪172‬‬
‫‪15‬‬

‫الدس تتتور الت تتامدإي‪ ،‬بينم تتام توزي تتع الص تتلحيامت فت ت النظ تتامم اللمرك تتزّي يت تتم ب تتوجابج ق تتامنون الدإارة اللي تتة أو‬
‫اليئامت الستقلة و خامضع لشيئة وإرادإة الدولة‪.‬‬

‫* العتبارات الواجب مراعاتها لتجسيد اللمركأزية‪:‬‬


‫إنن تسيد اللمركزّية يفرض على الدولة مراعامة العديد من العتبامرات يأت على رأسهام مام يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬نوع الوظائف و المهام‪:‬‬


‫ل تول استقللية الموعامت اللية العتاف لام بمامرسة جريع الوظامئف والهامم‪ ،‬بل هنامكا وظامئف‬
‫نظرا لطامبعهام ل تتامج إل تفتويض كاملتدفامع و المتن والقضتتامء و الامليتة‪ ،‬أمتام وظتتامئف أخترى كتاملتجهيزّ و‬
‫الفلحة و النقل و التجامرة وغيهام يكحن نقلهام على مستوى القليم‪.‬‬

‫‪ -2‬درجة النمو و الوعي الجتماعي‪ :‬إن اللمركزّيتتة فت صتورتام القليميتة تعنت أنن تعنهتد شتتؤون القليتم‬
‫للدإارة اللية‪ .‬وهذا يفرض كفامءة ودإرجاة من الوعي الجاتمامعي حت نضمن نامحام أكب‪.‬‬

‫‪ -3‬مييدى تييوفر الخييبراء الداريييين‪ :‬إن عتتدم تتتوفر العتتدادإ و النوعيتتامت الكحامفيتتة متتن ال تباء يعتتل متتن‬
‫‪16‬‬
‫الصعبج اتامذ قرار مام‪ .‬وهو مام سينعكحس سلبام على شؤون القليم‪.‬‬

‫* أركأان اللمركأزية الدارية‪:‬‬


‫يقتتوم النظتتامم اللمركتتزّي علتتى ثلثتتة أركتتامن فهتتو يعتتتف بوجاتودإ مصتتامل مليتتة متميتتزّة و يعتتتف أيضتتام‬
‫بوجات تودإ هيئ تتامت ملي تتة أو مرفق تتة مستتتقلة‪.‬و يرب تتط ه تتذه الجاه تتزّة الستتتقلة باملستتلطة الركزّي تتة ب تتوجابج فكح تترة‬
‫الوصامية نلل بشيء من اليامز كل ركن لوحده‪.‬‬

‫أولا‪ :‬العتراف بوجود مصالح محلية متميزة‪.‬‬


‫إذا كتتامن يتتبج أن تشتترف الدولتتة مثلتتة ف ت جاهامزهتتام الركتتزّي علتتى تستتيي شتتؤون التتدفامع و القضتتامء و‬
‫الرافتق الستتاتيجية ذات الطتتامبع التوطن‪ ،‬فتإنه متتن الفضتل والنستبج أن تتتكا بعتض العمتتامل كاملنقتتل و‬
‫توزيع اليامه و نظامفة الدينة و الصتحة و التعليتم لتستي مليتام وذلتك انطلقتام متن فكحترة أن أبنتامء النطقتة هتم‬
‫أعلم بشؤونم أو بشؤون إقليمهم‪.‬‬
‫وتطبيق تتام لفكح تترة توزي تتع الختص تتامص ه تتذه تت تتول الجاه تتزّة الركزّي تتة القي تتامم به تتامم معين تتة أص تتطلح عل تتى‬
‫تستتميتهام باملهتتامم الوطنيتتة كشتتؤون التتدفامع و المتتن و الامرجايتتة ورستتم السيامستتة العاممتتة فت التتامل التتبوي و‬
‫القتصامدإي و التعليم العامل و غيهام‪ ،‬تامركة بقية الهامم لتسي و ترسم و تدار من قبل الجاهزّة اللية‪.‬‬

‫الدكتور أحد رشيد‪ ،‬مقدمة ف الدإارة اللية‪ ،‬القامهرة‪ ،‬اليئة الصرية العاممة للكحتامب‪ ،1975 ،‬ص ‪.36‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪16‬‬

‫ولقد وجاد الفقه صعوبة كبية ف ترشيح معيامر فامصل بي الهامم الوطنية والهامم اللية‪ .‬فقيل أننه مت‬
‫اتصلتح الهامم بإقليم واحد كنام أمامم شؤون ملية كشؤون الواصلت و السكحن و غيهام‪.‬و مت كامنتح‬
‫تص مموع الواطني وكل النامطق فهي شأن من شئون السلطة الركزّية‪ .‬ونتيجة لذا التنوع برز على‬
‫‪.‬الستوى الفقهي مصطلح الشئون البلدية والشئون القليمية والشئون الوطنية‬
‫ولقتتد احتتتم النقتتامش فت الفقتته بشتتأن مفهتتوم الستتتقلل وأدإواتتته القامنونيتتة‪ .‬فترأى البعتتض أن استتتقلل‬
‫اليئتتامت الليتتة ل يستتتوجابج باملضتترورة اختيتتامر العنصتتر الستني عتتن طريتتق النتختتامب‪ ،‬بتتدليل أن الؤسستتامت‬
‫العاممة تتمتع بامستقلليتهام عن الجاهزّة الركزّية‪ ،‬رغم أن مسيوهام معينون‪ .‬بتتل الستتتقللية القيقيتتة تكحمتتن‬
‫فت ت النامحيتتة الوظيفيتتة أو الفعليتتة‪ ،‬أي هتتل متتن النامحيتتة العمليتتة نلحتتظ فعل استتتقلل للهيئتتة الليتتة عتتن‬
‫السلطة الركزّية‪ .‬فإذا مام تأكد ذلك كنام أمامم فصل بي هيئتي فصل قامنونيام ول عبة بشكحل اليئتتة الستتية‬
‫على الستوى اللي عمام إذا كامنتح تتكحون من منتخبي فقط أو معيني و منتخبي‪ ،‬بتل العتتبة فت مامرستتة‬
‫الهامم‪.‬‬
‫وسامق أصحامب هذا الذهبج للتدليل على وجاهة نظرهم الثامل من استقلل القضتامء هتذا الستتقلل‬
‫التتذي ل ينفيتته كتتون القضتتامة يعينتتون بواستتطة الستتلطة التنفيذيتتة متتامدإام قتتد أحيط توا بضتتمامنامت أبرزهتتام عتتدم‬
‫قامبليتهم للعزّل‪.‬‬
‫وتبعام لذا الرأي فإنن الؤسسامت العاممة الت عي مسيوهام تثل صورة متن صتور عتدم التتكيزّ الدإاري‪.‬‬
‫وذهتتبج أصتتحامب هتتذا ال ترأي أبعتتد متتن ذلتتك إل ت القتتول أن النتختتامب قتتد يكحتتون ضتتامرا إذا كتتامن ستتكحامن‬
‫‪17‬‬
‫القليم ل يبلغوا دإرجاة من الوعي السيامسي و التأهيل الطلوب لتسيي شؤون الدإارة اللية‪.‬‬
‫وخلفتتام للترأي الول ذهتتبج اتتتامه آختتر فت الفقتته إلت القتتول أن استتتقلل الجاهتتزّة الليتتة عتتن الستتلطة‬
‫الركزّية يقتضي تطبيق نظامم النتخامب فهو الضمامنة القيقية والوحيدة لتجسيد فكحرة الستقللية‪.‬‬
‫فاملعبة لضمامن الستقلل ل تكحمن ف الفصل الوظيفي و توزيع الختصتتامص بيت الجاهتتزّة الركزّيتتة و‬
‫الجاهتزّة الليتة‪ ،‬وإنتام العتبة أسامستتام تكحتتون فت شتكحل اليئتة التديرة علتى الستتوى اللتي‪ ،‬هتتذه الخية التت‬
‫ينبغي أن تتكحون من منتخبي حت نضمن عدم تبعيتهتتم للستتلطة الركزّيتتة‪ .‬لتذلك قتتامل متتوريس هوريتتو " إلن‬
‫اللمركأزييية تميييل إلييى إحأييداث مراكأييز إدارييية عاميية مسييتقلة يعييين أشأخاصييها بطريييق النتخيياب ليييس‬
‫بهييدف اختيييار أفضييل السييبل لدارة الوحأييدات المحلييية‪ ،‬وإنمييا ميين أجييل مشيياركأة أكأييثر ديمقراطييية‬
‫للمواطنين‪".‬‬
‫فاملركزّي تتة قتتد ت تتوفر لنتتام عل تتى الص تتعيد الدإاري إدإارة حستتنة‪ .‬ولكحتتن ال تتوطن بامجاتتة أيض تتام إلت ت حري تتامت‬
‫سيامسية تفرض مشامركة واسعة من الشعبج ف الكحم بواسطة السيامسية و النامخبون ل تكحتمل ثقامفتهم إل‬
‫‪17‬‬
‫الدكتور ممودإ عامطف البنام‪ ،‬الوسيط ف القامنون الدإاري‪،‬دإار الفكحر‪،‬القامهرة ‪ ،1984‬ص ‪.117‬‬
‫الدكتور خاملد قبامن‪ ،‬الرجاع السامبق‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪17‬‬

‫عن طريق النتخامبامت اللية‪ 18.‬وكأنن بذا الفقيه يريد القول أنه أيام كامنتح مزّايام النظامم الركزّي‪ ،‬ستواء فت‬
‫الامفظة على الموال العاممة و صيامنتهام‪ ،‬أو تقيق العدالة بي المهتور‪ ،‬أو تسيد العمتل الدإاري بكحيفيتة‬
‫و نط واحد‪ ،‬إل أن النظامم اللمركزّي يكحفه شرفام وفخرا أنتته يستتد فكحتترة الديقراطيتتة بإشتراكا الشتتعبج فت‬
‫‪19‬‬
‫تكحوين الاملس النتخبة‪ .‬حت أنن البعض قامل أننه ف البلدية تكحمن قوة الشعبج الر‪.‬‬
‫ومتتام لشتتك فيتته أنن النتختتامب هتتو الضتتمامنة السامستتية و الوستتيلة الثلتتى لتحقيتتق الديقراطيتتة‪ .‬هتتذه‬
‫الخية التتت تفتترض أن يشتتامركا الشتتعبج فت تستتيي الشتتؤون الليتتة عتتب ملتتس منتختتبج لن القتتول بلف‬
‫ذلك مدعامة لتدخل السلطة الركزّيتة فت شتؤون القليتم‪ ،‬وهتو متام يفقتد فت النهامية الغاميتة متن وجاتودإ هيئامت‬
‫ملية مستقلة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬خضوع الجهزة المستقلة لوصاية السلطة المركأزية‪.‬‬


‫ستبق القتول أن اللمركزّيتتة الدإاريتتة تثتل صتتورة متن صتتور الدإارة الذاتيتة إذ أنتام تكحتتن الدإارة الليتة أو‬
‫الرفق من تسيي شؤونه بنفسه دإون حامجاة للرجاوع للسلطة الركزّية‪ .‬وإذا كامن الشخص العنوي اللمركتتزّي‬
‫يتمتتتع بصتتلحيامت أصتتيلة يامرستتهام بعيتتدا عتتن الستتلطة الركزّيتتة بيتتث تتتتوزع الوظيفتتة الدإاريتتة بيت الشتتخص‬
‫العنتتوي العتتامم السامستتي أي الدولتتة و الشتخامص العاممتتة القامنونيتتة الختترى كاملموعتتامت الليتتة‪ ،‬فتتإنن هتتذا‬
‫الستقلل ل يصل إل حد النفصامل الطلق و إل إعدام كل علقة بي هتذه الشتخامص و الدولتتة‪ ،‬بتل‬
‫تظل العلقة قامئمة بن اليئة الستقلة والدولة بوجابج نظامم يعرف )باملوصامية الدإارية(‪.‬‬

‫‪ -‬المقصييود بالوصيياية الدارييية‪ :‬لعلنتته اتضتتح لنتتام متتام تقتتدم أنن اللمركزّيتتة نظتتامم وستتط فل ي تتتبج عليهتتام‬
‫الضتتوع و التبعيتتة و العلقتتة الرئامستتية بيت الهتتامز الركتتزّي والوحتتدة الدإاريتتة الستتتقلة لن الستتلطة الرئامستتية‬
‫كمام رأينام تشكحل مظهرا من مظامهر النظامم الركزّي‪ .‬ول يتتبج عليهام الستقلل التامم و الطلق عتتن الدولتتة‬
‫لن هتتذا الخيت يتؤدإي إلت زعزّعتتة كيتتامن الدولتتة و يهتتددإ وحتتدتام التابيتتة ووجاودإهتتام‪ ،‬إذن ل مفتتر متتن ربتتط‬
‫الهامز الستقل باملهامز الركزّي وأدإاة الربط هي نظامم الوصامية‪.‬‬
‫ويقص ييد به ييا مجم ييوع الس ييلطات ال ييتي يقرره ييا الق ييانون لس ييلطة علي ييا عل ييى أشأ ييخاص الهيئ ييات‬
‫اللمركأزية وأعمالهم بقصد حأماية المصلحة العامة‪ 20.‬ومن هنام فإنن نظامم الوصامية أدإاة قامنونيتتة بوجابهتتام‬
‫نضمن وحدة الدولة وذلك بإقاممة علقة قامنونية دإائمة و مستمرة بي الجاهزّة الستقلة و السلطة الركزّيتتة‪،‬‬

‫‪Maurice Hauriou Précis de Droit Administratif Paris 1937 P49.18‬‬


‫‪ 19‬الدكتور خاملد قبامن‪ ،‬الرجاع السامبق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ 20‬الدكتور خاملد قبامن‪ ،‬الرجاع السامبق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪18‬‬

‫كمتتام أن نظتتامم الوصتتامية‪ 21‬يكحفتتل للهيئتتامت الستتتقنلة حقهتتام ف ت اتتتامذ الق ترار باملكحيفيتتة و التتدودإ التتت رستتهام‬
‫القامنون‪.‬‬
‫وحت يتضح لدينام أكثر مفهوم الوصامية رأينام أننه من الضرورة تييزّه عن النظمة الشامبة له‪.‬‬
‫التمييز بين الوصاية الدارية و الوصاية المدنية‪:‬‬
‫رغم أنن مصطلح الوصامية من أصل و منشأ مدن‪ ،‬إل أن له ف الامل الدإاري مفهوم ختتامص يتلتتف‬
‫اختلفتتام كتتبيا عتتن مفهتتومه الستتامئد ف ت القتتامنون التتامص‪ .‬نتتوجازّ أهتتم نقتتامط الختلف بي ت النظتتاممي فيمتتام‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬إنن الوصتتامية الدنيتتة تقييرر فييي القييانون الخيياص لناقصييي الهلييية و هتتم الشتتمولي باملوصتتامية‪ 22.‬أمتتام‬
‫الوصامية الدإارية فل يرجاع تقريرهام إل نقص ف أهلية الشخص اللمركزّي سواء كامن ف شكحل إدإارة ملية‬
‫)وليتتة أو بلديتتة( أو مرفتتق مستتتقل‪ ،‬لن هتتذه اليئتتامت جريعتتام كمتتام رأينتتام واستتتنامدإا للمتتامدإة ‪ 49‬متتن القتتامنون‬
‫تتمت تتع بوجات تودإ ق تتامنون مس تتتقل ع تتن الش تتخص العن تتوي الم و ه تتي الدول تتة‪ .‬وه تتذا الس تتتقلل يكحنه تتام م تتن‬
‫صلحية تسيي شؤونام بيدهام دإون رجاوع للسلطة الركزّيتتة‪ .‬وقتتررت هتتذه الوصتتامية بغرض حأمايية المصيالح‬
‫العاميية و مامولتتة بعتتث نستتق إدإاري موحتتد فت العمتتل الدإاري‪ ،‬وهتتذا التتور يتجلتتى لنتتام بوضتتوح فت تعريتتف‬
‫الفقه لنظامم الوصامية الدإارية‪.‬‬

‫‪ .2‬طبقتام لفهتوم الوصتامية فت الامل التدن يتتول الوصتي صتلحية مبامشترة أي عمتل‪ ،‬وينتتج آثتامره القامنونية‬
‫إذا ت فت التدودإ التت رستهام القتامنون‪ .‬ويستري هتذا التصترف كمتام لتو قامم بته العنت )القامصتر( وكتامن كاممتل‬
‫الهلية‪ ،‬فنحن أمامم شخص واحد يلتتك ستلطة التصترف‪ .‬وإن كنتنتام متن حيتث الشتتكحل نلحتتظ شخصتي‬
‫قامصتتر ووصتتي عليتته‪ 23.‬بينمتتام فت التتامل الدإاري فنحتتن أمتتامم شخصتتي قتتامنونيي مستتتقلي يلتتك كتتل واحتتد‬
‫منهمام سلطة التصرف بامسه ولسامبه باملكحيفيامت و ف الطامر الذي حددإه القتتامنون‪ ،‬فل يتصتترف شتتخص‬
‫بامسم و لصلحة شخص آخر‪.‬‬

‫‪ .3‬يامرس الوصي ف الامل الدن أعمامله باسأم و لحساب القاصر طاملام كامن نامئبام قامنونيام عنه‪ ،‬بينمام فت‬
‫الوصامية الدإارية يتولى النائب مباشأرة جميع العمال باسأم الشخص المعنوي المستقل‪.‬‬

‫اعتض البعض على إطلق تعبي الوصامية الدإارية على هتتذا النتتوع متتن الرقامبتتة لنتته ينتتتج عتتن استتتخدامه التبامستتام بينهتتام و بيت‬ ‫‪21‬‬

‫مفهوم الوصامية ف القامنون الدن لذلك استعمل الدستور الفرنسي لسنة ‪ 1946‬وسنة ‪ 1958‬عبامرة الرقامبة الدإارية‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫جاامء ف الامدإة ‪ 93‬من قامنون السرة أنه يشتط ف الوصي أن يكحون مسلمام عامقل باملغام قامدإرا أمينام حستتن التصتترف و للقامضتتي عتتزّ‬
‫له إذا ل تتوفر فيه الشروط الذكورة‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫جاامء ف الامدإة ‪ 81‬من قامنون السرة " من كامن فامقد الهلية أو نامقصهام لصغر السن أو جانون أو عته أو سفه ينوب عنه قامنونام ول‬
‫أو وصي أو مقدم طبقام لحكحامم هذا القامنون‪.‬‬
‫‪19‬‬

‫‪ .4‬إنن الوصامية ف الامل الدن تدف إلت حامية التامل التامص هتو متامل متن كتامنتح أهليتته مفقتودإة‪ ،‬بينمتام‬
‫الدف من الوصامية ف النظامم الدإاري هو حامية الامل العامم‪.‬‬

‫التمييز بين الوصاية الدارية و السلطة الرئاسأية‪:‬‬


‫تتلف الوصامية الدإارية عن السلطة الرئامسية من عدة نواح أبرزهام‪:‬‬
‫‪ -1‬من حأيث أداة ممارسأة الرقابة‪ :‬إنن رقامبتتة الهتتة الوصتتية )ستتلطة الوصتتامية( يتتبج أن تكحتتون منصوصتتام‬
‫عليهتتام قامنونيتتام‪ .‬أي أن رقامبتتة الش تراف ل تتتامرس و ل يكحتتون لتتام وجا تودإا إل إذا نتتص عليهتتام القتتامنون التتذي‬
‫يتول إثبتتامت ستتلطة الشتراف و يتتبي عنامصتترهام وأدإواتتتام القامنونيتتة ذلتتك أنتته " ل وصاية دون نص"‪ .‬وهتتذا‬
‫خلفتتام للرقامبتتة الرئامستتية ل تتتتامج مامرستتتهام إلت نتتص فهتتي تتتامرس بصتتفة تلقامئيتتة لنتتام متتن موجابتتامت النظتتامم‬
‫الركزّي الذي يقوم على فكحرة السلطة الرئامسية كمام بينام و يدث علقة من التبعية و الضوع بي الرئيس‬
‫الدإاري و الرؤوس‪ .‬وهو مام أكدته نصوص الوظيفة العمومية سامبق الشامرة إليهام‪.‬‬

‫‪-2‬من حأيث طبيعة الرقابة‪ :‬إنن الرقامبة الرئامسية رقامبة معقدة تكحمهتتام كتثي متتن الليتتامت القامنونيتتة و هتتذه‬
‫الرقامبتتة تعتتل الرئيتتس الدإاري ف ت موقتتع يتتؤهله متتن إصتتدار الوامتتر إل ت مرؤوستتيه س تواء كتتامنوا ف ت التتوزارة أو‬
‫غيهام من الوحدات الدإارية وذلك بغرض تنفيذهام‪ .‬كمام أنه يراقبج هذا التنفيذ‪.‬‬
‫أمتتام ستتلطة الوصتتامية فهتتي رقامبتتة بستتيطة متتن حيتتث الجا تراءات و المامرستتة لنتتام متتن موجابتتامت النظتتامم‬
‫اللمركزّي الذي ل يكحن سلطة الوصامية من حيث الصل من فرض أوامرهام و توجايهامتام بكحم استتتقللية‬
‫‪24‬‬
‫اليئة اللية أو الرفقية‪.‬‬

‫‪ -3‬من حأيث الطعن‪ :‬ل يلك الرؤوس ف ظتل النظتامم الركتزّي أن يطعتن فت قترار رئيسته الدإاري بسببج‬
‫الستتلطة الرئامستتية و هتتذا متتام أقتتره القضتتامء الفرنستتي‪ .‬ولنتته ل يعقتتل أن نعتتتف متتن جاهتتة للرئيتتس الدإاري‬
‫بسلطة إصتدار الوامتر و التوجايهتامت للمرؤوستي بغترض تنفيتذهام ثت نعطتي باملقامبتل لتؤلء حق الطعتن فت‬
‫هذه الوامر ومسامءلة رؤسامئهم أمامم السلطة القضامئية‪ .‬وخلف ذلك يوز للهيئة الليتة أن تطعتن قضتامئيام‬
‫ف قرار الهة الركزّية‪.‬‬
‫‪ -4‬من حأيث قواعد المسؤولية‪ :‬متتن موجابتتامت الستتلطة الرئامستية أن يستتأل الرئيتتس عتتن أعمتتامل التترؤوس‬
‫لنتته يفتتتض فيتته أنتته هتتو مصتتدر القترار وأن لتته حتتق الرقامبتتة والشتراف و التتتوجايه‪ .‬بينمتتام ل تتحمتتل ستتلطة‬
‫الوصامية أنية مسؤولية بشأن العمامل الصامدإرة عن الهامز الستقل‪.‬‬

‫مظاهر الرقابة الدارية التي تمارسأها الدارة المركأزية على الدارة المحلية‪:‬‬

‫الدكتور خاملد قبامن‪ ،‬الرجاع السامبق‪ ،‬ص ‪.96‬‬ ‫‪24‬‬


‫‪20‬‬

‫س تتبق البي تتامن أن اللمركزّي تتة ل تعنت ت الس تتتقلل الت تتامم الطل تتق للهيئ تتة ال تتت تتمت تتع باملشخص تتية العنوي تتة‬
‫وانفصاملام عن السلطة الركزّية‪ ،‬وهي ل تعن أيضام الضتوع والتبعية‪ ،‬بل تعنت تتتع المامعتامت اللية بقتدر‬
‫من الستقلل ف مامرسة مهاممهام إزاء الدإارة الركزّية مع خضوعهام لنوع من الرقامبة أطلتتق عليهتتام اصتتطلحام‬
‫باملرقامبة الوصامئية ) ‪ .(Contrôle de Tutelle‬وتتجلى مظتتامهر هتتذه الرقامبتة فت متتاملت ثلث رقامبتة‬
‫‪25‬‬
‫على الشخامص ورقامبة على اليئة ورقامبة على العمامل‪.‬‬

‫أ – الرقابة على الشأخاص‬


‫إن استقللية الموعامت اللية ل تنتع قامنونتام السلطة الركزّيتة متن مامرستة الرقامبتة علتى الشتخامص الشترفي‬
‫علتتى التستتيي علتتى الستتتوى اللتتي‪.‬فتملتتك الستتلطة الركزّيتتة صتتلحية تعيينهتتم ونقلهتتم وتتتأدإيبهم كتتاملولة‬
‫والتتديرين التنفيتتذيي علتتى مستتتوى الوليتتامت‪.‬أمتتام باملنستتبة للمنتختتبي فيجتتوز لتتام وقفهتتم أو إقصتتامئهم متتن‬
‫الاملس النتخبة وفقام للجاراءات الت حددإهام القامنون‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرقابة على الهيئة‪ :‬تلك السلطة الركزّية مامرستة صتلحية علتى اليئة تتمثتل فت التل‪ .‬و يقصتد بته‬
‫العدام القامنون للمجلس و تريد العضامء من صفتهم )كمنتختبي(‪.‬ونظترا لطتورة هتذا الجاتراء فقتد تت‬
‫ضبطه من حيث الهة الختصة بمامرسته كمام ت رسم و تبيتامن حاملته وإجاراءاتته‪ .‬وتلتك الستلطة الركزّيتة‬
‫أيضام حق دإعوة اللس للنعقامدإ ف دإورة استثنامئية‪ .‬وتسامهم ف دإعمه مامليام ف حاملة العجزّ‪.‬‬

‫ج‪ -‬الرقابة على العمال‪ :‬تتجلى هي الخرى ف الصامدإقة و اللغامء و اللول‪.‬‬

‫‪ -‬المصييادقة‪ :‬أوجابتتتح متلتتف قتواني الدإارة الليتتة فت التتدول العربيتتة إخضتتامع بعتتض قراراتتتام لتزّكيتتة‬
‫السلطة الركزّية‪ .‬وقد أطلق على هذا الجاراء باملصامدإقة‪ ،‬و قد تكحون صرية أو ضمنية وفق مام ينتص عليته‬
‫القامنون‪.‬‬
‫ونكحون أمامم مصامدإقة صرية عندمام تلجأ السلطة الركزّية أو جاهة الوصامية إل إصدار قرار تفصتتح فيتته‬
‫صراحة عن تزّكيتهتام لقترار صتامدإر عتن الهتة التامبعة لتام وصتامئيام‪ .‬أمتام الصتامدإقة الضتمنية فتكحتون عنتدمام تلتزّم‬
‫سلطة الشراف الصمتح إزاء العمل أو القرار العروض عليهام‪ .‬هتذا وقتد اعتتبت الكحمتة العليتام فت الزّائتر‬
‫‪26‬‬
‫أن للقرار الضمن نفس آثامر القرار الصحيح‪.‬‬

‫‪ -‬اللغيياء‪ :‬إنن مقتض تتيامت النظ تتامم اللمرك تتزّي تف تترض عل تتى س تتلطة الشت تراف إبط تتامل القت ترارات غيت ت‬
‫الشروعة الصامدإرة عن اليئامت اللية‪ .‬وحت ل يدث الصطدام بي الهامز الركزّي و الهامز اللتتي عتتامدإة‬

‫الدكتور خاملد قبامن‪ ،‬الرجاع نفسه‪ ،‬ص ‪.100‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪26‬‬
‫قرار الكحمة العليام )الغرفة الدإارية( بتامريخّ ‪ 1983.01.08‬اللة القضامئية العددإ الرابع‪ ،1989 ،‬ص ‪.207‬‬
‫‪21‬‬

‫مام ند القامنون يتتدخل لصتر حتاملت معينتة يتمكحتن بوجابهتام الهتامز الركتزّي متن إلغتامء قترارات تت اتامذهتام‬
‫على الستوى اللي وكامنتح مشوبة بعيبج ف الشروعية‪.‬‬

‫‪ -‬الحلول‪ :‬إنن سلطة الوصامية ل تامرس رقامبتهام فقط على العمامل اليامبيتة التت تصتدر عتن اليئة‬
‫الستقلة اللية‪ ،‬ولكحننهام تراقبج أيضام العمامل السلبية لذه اليئامت عندمام تبامدإر إلت القيتامم ببعتض واجابامتتام‬
‫التتت فرضتتتح عليهتتام قامنونتتام‪.‬وقتتد أصتتطلح علتتى تستتمية هتتذا العمتتل القتتامنون بييالحلول‪ .‬ويقصييد بييه حألييول‬
‫السلطة المركأزية أو سألطة الوصاية محل السلطة اللمركأزية في اتخاذ القيرارات التي تيؤمن وتضيمن‬
‫‪27‬‬
‫سأير المصالح العامة‪.‬‬
‫ويتضتتح متتن خلل هتتذا التعريتتف أن اللتتول يعتتد إجيراءا خطييرا لتتذا وجاتتبج أن يقيتتد هتتو الختتر متتن‬
‫حي تتث الختصيياص و الجي يراءات وم تتن حي تتث الوض تتوع‪ .‬والكحم تتة م تتن إقت ترار ه تتذا الجات تراء تكحم تتن فت ت‬
‫التوفيييق بيت الصتتامل الليتتة التتت فرضتتتح العتتاف باملشخصتتية العنويتتة للستتلطامت اللمركزّيتتة و بيت فكحتترة‬
‫الصلحة العاممة الت يبج أن تبقى بعزّل عن اللفامت اللية‪ .‬كمام يتتبج تتتأمي الصتتامل الليتتة ضتتد كتتل‬
‫تق تتامعس ق تتد ي تتدث م تتن جا تتامنبج الس تتلطامت اللي تتة خامص تتة إذا تعلن تتق الم تتر بس تتامئل ت تتس النظ تتامم والم تتن‬
‫العمتتوميي‪ .‬لتتذا وجاتتبج علتتى الستتلطة الوصتتية أن تتختتذ متتن الجاتراءات متتام يضتتمن أدإاء عمتتل معيت رعاميتتة‬
‫للمصلحة العاممة و هذا تتح عنوان اللول ضمن الشكحامل الت حددإهام القامنون‪.‬‬

‫صور اللمركأزية الدارية‪:‬‬


‫إذا كامنتح اللمركزّية الدإاريتة تعنت توزيتع الختصتامص بيت الستلطة الركزّيتة واليئامت الستتقلة اللية و‬
‫الصلحية‪ ،‬فإنام على هذا النحو تتخذ صورتي اللمركزّية و القليمية و اللمركزّية الرفقية أو الصلحية‪.‬‬

‫أ‪ -‬اللمركأزييية القليمييية‪ :‬و تتجلتتى ف ت استتتقلل جاتتزّء متتن إقليتتم الدولتتة ف ت تستتيي شتتؤونه الختلفتتة‬
‫وإشتتبامع حامجاتتامت أف ترادإه‪ .‬وقتتد دإعتتتح الضتترورة إتبتتامع هتتذا النتتوع متتن النظتتامم الدإاري بعتتد عجتتزّ الستتلطامت‬
‫الركزّيتتة علتتى القيتتامم بكحتتل صتتغية وكتتبية ف ت متلتتف أجا تزّاء القليتتم‪ .‬وبعتتد أن ثبتتتح أن لكحتتل منطقتتة دإاختتل‬
‫الدولة ميزّات خامصة المر الذي فرض العتاف باملشخصية العنوية ليئامت ملية‪.‬‬

‫ب‪ -‬اللمركأزيي يية المرفقيي يية‪ :‬و تتجست تتد ف ت ت انفصت تتامل مرفت تتق معيت ت ت عت تتن الدولت تتة وتتعت تته بقت تتدر مت تتن‬
‫الستقلل ليشكحل مؤسستة عاممتة وطنيتة أو ملية‪ .‬وستنتول دإراستة هتذه الصتورة متن اللمركزّيتة فت الفصتل‬
‫الثاملث تتح عنوان الرافق العاممة‪.‬‬

‫تقدير اللمركأزية الدارية‪:‬‬

‫الدكتور خاملد قبامن‪ ،‬الرجاع السامبق‪ ،‬ص ‪.105‬‬ ‫‪27‬‬


‫‪22‬‬

‫إنن الديث عن تقدير نظامم اللمركزّية الدإارية يدفعنام للتكيزّ عن مزّايامه وعيوبه‪.‬‬

‫مزايا اللمركأزية‪:‬‬
‫يكحن حصر مزّايام اللمركزّية ف ماملت ثلث‪:‬‬

‫‪ -1‬من الناحأية الجتماعية‪ :‬يتتبج على النظامم اللمركزّي من الناحأية الجتماعية ظهتتور نتتوع متتن‬
‫التضييامن و التعيياون فيمتتام بيت ت أفت ترادإ المامعتتة الواحتتدة فتتظتتامفر جاهت تودإهم متتن أجاتتل بلتتوغ هتتدف واحتتد‬
‫منشت تودإ‪ .‬فاملت تتاملس النتخبت تتة علت تتى الست تتتوى اللت تتي تضت تتم أشخامصت تتام يقيمت تتون فت ت مكحت تتامن واحت تتد و يملت تتون‬
‫متتؤهلت متلفتتة وينتمتتون ربتتام إلت طبقتتامت و تتتثيلت سيامستتية متلفتتة ورغتتم هتتذا جاهتتدهم اتتتد متتن أجاتتل‬
‫‪28‬‬
‫التنمية اللية‪.‬‬

‫‪ -2‬من الناحأية السياسأية‪ :‬يكحرس النظامم اللمركزّي مبدأ الديمقراطية بتمكحيت الشتتعبج متتن تستتيي‬
‫شؤونه بنفسه عن طريق مثليه ف الاملس اللية النتخبة‪ .‬فامللمركزّية أدإاة فعاملة لتجسيد فكحتترة الديقراطيتتة‪.‬‬
‫بل هنامكا من قامل إنن الديقراطية من النامحية السيامسية تظتل نظاممتام أجاوفتام إذا لت تلزمهتتام دإيقراطيتة إدإاريتة‪.‬‬
‫و القيق تتة أنن هن تتامكا م تتن اعت تتب ه تتذه الي تتزّة عيب تتام فقي تتل أن اللمركزّي تتة تتي تتح اس تتتقللية للوح تتدات الدإاري تتة‬
‫‪29‬‬
‫الختلفة وهو مام من شأنه أن يشكحل خطرا على وحدة الدولة و تامسكحهام‪.‬‬
‫و الذي ل ريتبج فيته أن هتذه النتقتامدإات تفقتد معنامهتام إذا طبتق النظتامم اللمركتزّي علتى أفضتل صتورة‬
‫ووجاه‪ .‬فما كأانت اللمركأزية يوما خطرا عليى الدولية لن القصتودإ بتتام هتتو العتتاف للوحتتدات الدإاريتتة‬
‫باملستقلل الدإاري وليس باملستقلل السيامسي‪ .‬فتظل وبوجاودإ النظامم اللمركتتزّي اليئتتة الستتتقلة خامضتتعة‬
‫لقواني الدولة‪ ،‬وتنظيمامتام الختلفة‪ ،‬ول علقة للدإارة اللية باملشتتؤون السيامستية و النشتتامط التشتريعي‪ ،‬ول‬
‫علقة لام باملسلطة القضامئية و عملهام‪ .‬فأين إذن تكحمتن خطورتتام؟ ثت إ نته متام يقلتل متن هتذه الختاموف أن‬
‫استتتقلل اليئتتامت الليتتة ليتتس استتتقلل تاممتتام مطلقتتام بتتل تظتتل تامبعتتة للجهتتامز الركتتزّي ف ت مستتامئل حتتددإهام‬
‫القامنون‪.‬‬
‫ومن النامحية السيامسية يشفع للنظام اللمركأييزي ألنه القيوى عليى تحلميل ومواجهية الزميات ذلتتك‬
‫أنتته ثبتتتح باملتجربتتة فت ت أوقتتامت التترب‪ ،‬وعنتتد اعتمتتامدإ النظتتامم الركتتزّي‪ ،‬أنن احتلل العامصتتمة وحتتده كتتامف‬
‫للتأثي على بقية أجازّاء القليم‪.‬‬

‫‪ 28‬الدكتور خاملد قبامن‪ ،‬الرجاع السامبق‪ ،‬ص ‪.110‬الدكتور عمامر بوضيامف‪،‬الرجاع السامبق‪،‬ص ‪185‬‬
‫‪ 29‬الدكتور خاملد قبامن‪ ،‬الرجاع السامبق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪23‬‬

‫وعلى خلف الوضع و عند اعتمامدإ و تطبيق اللمركزّية الدإارية‪ ،‬فتإنن كتل جاتزّء متن القليتم‪ ،‬يتمكحتن‬
‫من الشراف على تسيي شؤونه اللية بعزّل عن العامصمة وذلك بكحم استقللية التسيي الت تعودإ عليهتتام‬
‫‪30‬‬
‫أهامل النطقة‪.‬‬

‫‪ -3‬من الناحأية الدارية‪ :‬يضتتمن النظتتامم اللمركتتزّي تطبيق مبيدأ تقريييب الدارة متتن المهتتور كمتتام‬
‫يكحفتتل تبستتيط الجات تراءات بكحتتم إمكحامنيتتة البتتتح فت ت كتتثي متتن القت ترارات علتتى مستتتوى اللتتي )الوليتتة أو‬
‫‪31‬‬
‫البلدية(‪ .‬وعلى هذا النحو فامللمركزّية تعن التخفيف من أعبامء السلطة الركزّية‪.‬‬
‫وإذا كتتامن قتتد قيتتل عتتن اللمركزّيتتة أنتتام تعنت ت الرونتتة و الركتتة و النشتتامط والشتتامركة فت ت اتتتامذ القت ترار‪.‬‬
‫فاملركزّي تتة تص تتر س تتامئر أوجا تته النش تتامط فت ت العامص تتمة ست تواء الش تتؤون الجاتمامعي تتة أو الثقامفي تتة أو القتص تتامدإية‬
‫وغيهتتام وتتتول للدإارة الركزّيتتة أمتتر الفصتتل فيهتتام دإون الختتذ بعي ت العتبتتامر العطيتتامت الليتتة‪ ،‬فضتتل عمتتام‬
‫ستتأخذه عمليتة الفصتل متن زمتتن طويتل‪ .‬وكتتل هتذه الستتاموئ يتتنم القضتامء عليهتام بتطتبيق النظتتامم اللمركتتزّي‬
‫أيت تتن تتحت تتول ست تتلطة القت ترار مت تتن الست تتتوى الركت تتزّي إلت ت الست تتتوى اللت تتي وأيت تتن يتت تتم التخفيت تتف مت تتن حت تتدة‬
‫الجاراءات‪.‬‬
‫ومتتن النامحيتتة الدإاريتتة يكحفتتل النظتتامم اللمركتتزّي للمنتختتبي فرصيية للتييدريب علييى العمييل الداري و‬
‫الشامركة ف دإراسة الشؤون اللية واتامذ القرار و يكحن هؤلء من الرتقامء لهامم القيامدإة الدإارية‪.‬‬

‫‪ -‬عيوب النظام اللمركأزي‪:‬‬


‫يكحن حصر النتقامدإات الوجاهة للنظامم اللمركزّي ف جاوانبج ثلث‪.‬‬
‫‪ -1‬ميين الناحأييية السياسأييية‪ :‬إذا كتتامن النظتتامم اللمركتتزّي علتتى النحتتو الستتامبق شتترحه يكحفتتل وحتتدة‬
‫الدولتتة و يضتتمن نفتتوذ و هيمنتتة الستتلطة الركزّيتتة‪ .‬فقتتد عتتامب البعتتض عتتن النظتتامم اللمركتتزّي أنتته يتؤدإي إلت‬
‫المساس بوحأدة الدولة من جاراء توزيع الوظامئف و العتاف بامستقللية بعض أجاتزّاء القليتتم عتتن الدولتتة‬
‫‪32‬‬
‫و تتعهام باملشخصية العنوية‪.‬‬
‫غيت ت أن هتتذه الستتتقللية كمتتام رأينتتام ل تعطتتي للهيئتتة الليتتة الستتتقلة حتتق النفصتتامل عتتن الدولتتة و‬
‫تعتتف لتام بستلطة التشتريع مثل‪ ،‬بتل تظتل تامبعتة للدولتة الم فت كثي متن الستامئل و ل تستتطيع فقتط إل‬
‫أن تدير شؤون القليم و الامجاامت اللية تامركة السامئل الوطنية للسلطامت الركزّية‪.‬‬

‫حسي مصطفى حسي‪ ،‬الدإارة اللية القامرنة‪ ،‬الزّائر دإيوان الطبوعامت الاممعية‪ ،1982 ،‬ص ‪.33‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪31‬‬
‫الدكتور جاعفر أنس قامسم‪ ،‬أسس التنظيم الدإاري و الدإارة و اللية‪ ،‬دإيوان الطبوعامت الاممعية‪ 1978 ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪32‬‬
‫الدكنور خاملد قبامن‪ ،‬الرجاع السامبق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫الدكتور جاعفر أنس قامسم‪ ،‬أسس التنظيم الدإاري‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪24‬‬

‫ويبج أن ل يغيبج عن باملنام أيضام أن الواردإ الاملية للهيئتامت الليتة تعتمتدهام وتنحهتتام الستلطة الركزّيتتة‪.‬‬
‫ومن ثن فإنننام نرى أن هذه الستقللية ل يكحن أن تشكحل أي خطر من النامحية السيامسية‪.‬‬

‫‪ -2‬من الناحأية الدارية‪ :‬عامب بعض الفقهامء علتتى النظتتامم اللمركتتزّي كتتونه يتؤدإي إلت ظتتامهرة عدم‬
‫التجانس في القيام بالعمل الداري وذلتتك بستتببج لتتوء مثلتتي الدإارة الليتتة خامصتتة النتختتبي منهتتم إلت‬
‫‪33‬‬
‫تفضيل الشؤون اللية على الوطنية‪.‬‬
‫وإذا كنتتام مقتنعي ت متتن أن النظتتامم الركتتزّي يكحفتتل عدالتتة أكتتثر متتن النامحيتتة الدإاريتتة‪ ،‬و يضتتمن تامنستتام‬
‫للعمل الدإاري بكحم وحدة الهة الختصة باملفصتل فت اللفتامت وإصتدار القترار‪ ،‬وبكحتم وحتدة التصتور و‬
‫النهتتج و الجاتراءات‪ ،‬فتتإن ذلتتك ل يعنت العمتتل باملنظتتامم الركتتزّي تتتتح هتتذه الجتتج الدإاريتتة‪ ،‬بتتل إن هتتذه‬
‫العدال تتة ال تتت تس تتعى النظ تتم القامنوني تتة إلت ت تقيقه تتام يكح تتن توفيه تتام ع تتن طري تتق وض تتوح التشت تريعامت عامم تتة و‬
‫التشت تريعامت التعلقت تتة بت تتاملدإارة الليت تتة خامصت تتة‪ .‬كمت تتام يكحت تتن تقيقهت تتام بتفعيت تتل أجاهت تتزّة الرقامبت تتة و منهت تتام الرقامبت تتة‬
‫الوصتتامئية‪ ،‬وكتتذلك عقتتد لقتتامءات بيت الفتتتة و الختترى تضتتم النتختتبي اللييت لتكحتتون بثامبتة فرصتتة و منتتب‬
‫لطتترح بعتتض اللتتول بتتدف ضتتمامن التجتتامنس فت ت أدإاء العمتتل الدإاري بيت ت اليئتتامت الليتتة الستتتقلة ودإرء‬
‫مامطر الختلف و انعكحامسامته‪.‬‬

‫‪-3‬من الناحأية المالية‪ :‬لعتنل أهتتم نقتتد وجاتته للنظتتامم اللمركتتزّي أن تطتتبيقه فت الوستتط الدإاري ينجتتم‬
‫عنتته ظتتامهرة تبديييد النفقييات العاميية‪ ،‬ذلتتك أنن العت تتاف للجاهتتزّة الليتتة و الرافتتق العاممتتة علتتى اختلف‬
‫أنواعهام باملستقلل الامل سيتبعه دإون شك تمل الزّينة العاممة لباملغ ضخمة سنويام و نفقامت كثية‪.‬‬
‫ولقتتد م تنر بنتتام مقولتتة شتتامرل ب تران متتن أنن‪ " :‬النظييام المركأييزي يييؤدي إلييى اقتصيياد فييي النفقييات‪"...‬‬
‫وذلك بكحم التقليل من عددإ المرين باملصرف و هم مثلتي الستتلطة الركزّيتتة‪ ،‬إذ أنن استتتقللية القليتتم متتن‬
‫النامحية القامنونية وكذلك استقللية الرفق تفرض العتاف له بذمة ماملية مستقلة من النامحيتة القامنونية عتن‬
‫الدولة كمام سبق البيامن‪ .‬وهو مام ينقل ف النهامية سلطة المر باملصرف من علو دإرجاة التترم إلت مستتتويامت‬
‫أخترى كثية )وليتة‪ ،‬بلديتة‪ ،‬مؤسستة( و يفتتض أن ينجتم عتن تعتددإ المريتن باملصترف ظتامهرة سلبية هتي‬
‫الباملغة أو الفراط ف صرف النفقامت العاممة وهو مام سجلنامه عمليام على مستوى الكحثي من الدإارات‪.‬‬
‫وباعتقادنييا يمكيين التقليييل ميين حأييدة هييذه المخيياطر بتحريييك أدوات الرقابيية‪ 34.‬س تواء تلتتك التتت‬
‫تامرسهام سلطة الوصامية أو الجاهزّة الختصة ذات الطامبع التامل كمجلتتس الامستبة عنتتدنام فت الزّائتتر‪ ،‬كمتتام‬
‫‪33‬‬
‫الدكتور خاملد قبامن‪ ،‬الرجاع نفسه ‪.108‬‬
‫الدكتور جاعفر أنس قامسم‪ ،‬أسس التنظيم الدإاري‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫وعلى حد قول البعض‪ " :‬إنن النسامن الذي يسن القيامم بواجابه دإون رقيبج ويتصرف ف العمل كمام ينبغتتي أن يكحتتون بتوازع‬ ‫‪34‬‬

‫من ضميه أصبح الن نامدإرا بي النامس " دإ‪ /‬مامجاد راغبج اللو‪ ،‬الرجاع السامبق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪25‬‬

‫ينبغي من وجاهة نظرنام الكثامر من النصوص و اللقامءات الداعية إلت كيفيتة استتغلل التواردإ الاملية أحسن‬
‫استغلل‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الجمع بين المركأزية و اللمركأزية‪.‬‬

‫لعنله اتضح الن أنه من الصعبج تفضيل أحد النظاممي على الخر لتتام لمتتام متتن مزّايتتام و عيتتوب ستتبق‬
‫الوقتتوف عنتتدهام‪ .‬وهتتذا المتر ل شتك يعلنتام أمتامم حقيقتتة ل مفتر منهتتام أنتته ينبغتتي اعتمتامدإ كل النظتاممي و‬
‫هو مام ذهبج إليه غاملبية الفقهامء‪.‬‬
‫غي ت أنتته ونظ ترا لتتام عرفتته النظتتامم اللمركتتزّي متتن صتتعوبامت ذهتتبج البعتتض إل ت القتتول أنتته ينبغتتي توستتيع‬
‫اليئامت الركزّية‪ .‬ولقد ظهر هذا الرأي بنامسبة أحد ملتقيامت التامدإ الدول للسلطامت الليتتة حيتتث ذهتتبج‬
‫التقرير إل القول " ألن هناك اتجاهات متزايدة في العديد من الدول هدفها تحقيق العودة إلى النظام‬
‫المركأزي وتوجد أدللة أن بعض المسؤوليات قد نقلت فعل اليى السييلطات المركأزييية‪ .‬وينتهييي التقرييير‬
‫إلى ألن نظام الحكم المحلي يواجه بعض الصعوبات‪" 35.‬‬
‫وترنكتتزّ هتتذا الترأي كتتثيا فت بعتتض الدول النامية التتت ستتعتح إلت النقتتامص متتن صتتلحيامت الوحتتدات‬
‫الدإاري تتة بشتتكحل أو ب تتآخر خامص تتة ع تتن طري تتق العتم تتامدإات الامليتتة م تتام أفق تتد فت ت النهاميتتة الدإارة اللي تتة ثقتتة‬
‫المهور‪ .‬ونتيجة ذلك ظهر التامه انلذي ينامدإي بإلغاء اللمركأزية و العراض عنهام لام لام متن مستاموئ و‬
‫استبدالام بنظامم إدإاري يلئم هذه الدول وهو نظامم الركزّية ف صورة عدم التكيزّ الدإاري‪.‬‬
‫و القيقة أنن الصعوبامت انلت يواجاههام النظامم اللمركزّي ف الدول الناممية خامصة‪ ،‬ل ترتقي إلت دإرجاتتة‬
‫الستغنامء عنه أيام كامنتح عيوبه من النامحية العملية‪ ،‬بل ينبغي تدعيمه و مامولة التقليل من مساموئه‪.‬‬
‫ومام يعلنام نتمسك باملنظامم اللمركزّي و نتتدعو إلت البقاء عنه و تطييبيقه وتطييويره هتتو التتدور التنتتوع‬
‫للدولة‪ .‬فالعوامل القتصادية و الجتماعية و السياسأية دإفعتح الدولة العامصرة إلت التتتدخل واستتتعملتح‬
‫‪36‬‬
‫الدإارة كهيكحل لتنفيذ سامئر برامهام‪.‬‬
‫وإن اتستتامع وظتتامئف الدولتتة نتتتج عنتته اعتمتتامدإ اللمركزّيتتة كأستتلوب إدإاري متتن أجاتتل تتتوفي التتدمامت‬
‫للجمهور بأبسط الجاراءات‪ ،‬وتقريبج الدإارة من الواطن‪ ،‬وتكحي الشعبج متتن تستيي شتتؤونه بنفسته علتتى‬
‫الصعيد اللي ومن ث اتامذ القرار النامسبج ف مدة معقولة‪.‬‬

‫دإ‪ /‬ممد أنس قامسم دإيقراطية الدإارة اللية‪ ،‬ص ‪.39‬‬ ‫‪35‬‬

‫لقد لزم تدخل الدولة ف الامل القتصامدإي والجاتمامعي نشوء حقوق اجاتمامعية واقتصامدإية للفرادإ كحق العمل و حق‬ ‫‪36‬‬

‫العونة ف حاملة العجزّ و الشيخوخة وغيهام‪.‬‬


‫‪26‬‬

‫ونعتقتتد أنن أستتلوب عتتدم التتتكيزّ الدإاري وإن كتتامن يشتتكحل صتتورة متطتتورة للنظتتامم الركتتزّي‪ ،‬و يتتتوي‬
‫علتتى مزّايتتام كتثية‪ ،‬إلن أنتته ل يكحتتن أن يتتل متتل النظتتامم اللمركتتزّي لن مثتل الستتلطة الركزّيتتة علتتى مستتوى‬
‫القليم ل يلك البتح ف مسامئل معينة تص الشؤون الليتة‪ ،‬بتل ينبغتتي عليته اللجتتوء للستلطة الركزّيتتة وهتتو‬
‫مام يوقعنام ف مساموئ النظامم الركزّي السامبق الشامرة إليه‪.‬‬
‫وينبغي أن ل نفهم ذلك كلته أننتام نتدعو إلت العتراض نامئيتام عتن تطتبيق الركزّيتة الدإاريتة‪ ،‬بل عكحتس‬
‫ذلتتك نتتن نتتدعو لتطبيقهتتام ف ت ميتتامدإين معيننتتة كتتاملمن و التتدفامع و الامليتتة و التصتتاملت‪ .‬ولن الف تراط و‬
‫الباملغة ف تطبيقهام خامصة ف الصورة الول )الركزّيتة الطلقتة( أمتر يغترق القتامدإة الدإارييت فت مستامئل دإقيقتتة‬
‫وتفصتتيلية متتام يشتتغلهم عتتن قضتتاميام أهتتم‪ .‬ولقتتد ثبتتتح متتن خلل دإراستتامت إدإاريتتة أن اللمركزّيتتة وإن كتتامنتح‬
‫تقنلل متتن التخطيتط و الضتتبط الركتزّي فاملقامئتتد الدإاري يشتبه دإوره دإور ستامئق الستيامرة التذي لتته أن يقودإهتام‬
‫‪37‬‬
‫مت شامء ف الطريق وباملكحيفية الت يراهام منامسبة له طاملام ظتتل ملتزّمتتام باملتتدودإ التت فرضتتتهام أنظمتتة التترور‪.‬‬
‫و من ث فإنننام ندعو إل المع بي النظاممي بام يتمامشى وظروف كل دإولة ومستوى وعي أفرادإهام‪.‬‬

‫دإ‪ /‬ابراهيم عبامس نتو وهنري البز‪ ،‬الفامهيم السامسية ف علم الدإارة‪،‬دإيوان الطبوعامت الاممعية‪،‬الزّائر‪ ،1881،‬ص ‪.118‬‬ ‫‪37‬‬

You might also like